آخر 10 مشاركات
شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-20, 02:13 PM   #1

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي ظلال الياسمين *مميزة ومكتملة*












بإذن الله تعالى أضع بين أيديكن أولى تجاربي في عالم الروايات


أرجو منكن التشجيع والدعم

لبداية مشوار نسيره معا بإذن الله


🌸(ظلال الياسمين)🌸

رواية اجتماعية تحمل طابع
مجتمعنا الشرقي


موعد التنزيل:
يوم الإثنين من كل إسبوع الساعة الثامنة مساء إن شاء الله










هذا العمل لن اتكلم عنه كثيرا، سأدع هذا الأمر لكن..ولكن أعدكن بصدق الكلام والأحداث، وبصدق المشاعر.
هي عمل يخرج من الواقع الذي نحيا به

كنت يوما من الأيام قارئة ومتابعة لأعمال كاتبات كبيرات كثيرات و ما كنت لأتخيل وجودي كاتبة بهكذا مكان له تقديرهx وهو منتداكم الرائع.x

أتمنى أن أكون على قدر المسؤولية وأستحق موقعا بينهن و لو كان صغيرا
أشكر جميع صديقاتي على تشجيعهن لي بالكتابة أولا

ثم نشرها بالمنتدى هذا المكان الكبير بكتابه و رواده

أخص بالشكر صديقتي الكاتبة آلاء منير أولى مشجعاتي. للكتابة❤

و صديقتي مريم تميم التي كانت معي في بدايتي خطوة بخطوة❤

وأختي الصغيرة روني التي تعبت وسعت لإتمام الأمر والظهور بالمنتدى❤❤

ومرام التي كانتx هدية من الله لي ليكتمل دعمي وتشجيعي❤


الرواية لا تنتمي لبلد محدد بالاسم،بل هي عبارة عن محاولة لزرع الأمل بعد اليأس،وولادة المستقبل بين انقاض حياة..
لا يوجد مستحيل ولا يوجد لا استطيع بل يوجد بإذن الله
ما بعد الضيق إلا الفرج
لنتعلم رؤية الخير بكل
شر يحدث بحياتنا فهو سبب لطريق جديد،

أرجو الدعم لإيصال هذا العمل كما اتمنى

والله المستعان

***
اليكم تصاميم غلاف وتواقيع من الصديقة مريم تميم❤❤























***************





متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء

تصميم الغلاف الرسمي : Hager Haleem
تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


تصميم البنر الاعلاني : DelicaTe BuTTerfLy










المقدمة والفصل الاول .. في المشاركتين التاليتين
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع والخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الأخير

الخاتمة




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي








**********************

ندى تدى and noor elhuda like this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 19-01-21 الساعة 11:46 PM
ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-20, 02:18 PM   #2

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي مقدمة

لا تيأس

لا تستسلم

أنت أقوى من هذا السواد

تمسك بحبل الله إنه المنجي الوحيد

كلمات تصل لإذنيه بصوت والدته التي يراها تمسح على شعره مع ذكر الله وبعض الأدعية، أمي اشتقت لك، لدفء حضنك وأمانه يحاول الكلام ولا يستطيع

يشعر بالبرد يضرب عظامه وآلام بقلبه وجسمه كله يؤلمه،

تختفي صورة والدته ليعود للحفرة ظلام ورائحة رطوبة كريهة ،أصوات تئن بالقرب منه وهمسات تلهج بالدعاء الخفي،

يحاول فتح عينيه قليلا ،ليرى صديقه ممسكاً بيده ويمسح على شعره ويقرأ القرآن ،

تعود عيناه للظلام، يستسلم لهذا الضياع مهربه الوحيد من الألم والواقع الأشد سواداً.

يعود لمقاعد الدراسة ينظر قربه ليجد صديقه وجاره مصطفى وهما بالمرحلة الابتدائيه كان يأكل تفاحة حمراء اللون تلمع بعينيه وتغريه بقضمة ،

''مصطفى أريد تفاحة مثلها ''

ينظر له صديقه وينظر للتفاحة

إنها الوحيدة التي معي دعنا نتقاسمها ،

يبتسم له ويأخذ منها قضمة كبيرة إنه جائع جدا، ولكن طعمها مر وبه طعم الدماء ! يحاول أن يستطعم طعم التفاح الذي يعلمه لكن لا ليست هي. ينقلب وجهه بأسى ليعيد لمصطفى التفاحة

"خذ ليست لذيذة طعمها مختلف"

يأخذها منه مصطفى يعود لقضمها ويبدو عليه الاستمتاع بها ينظر له ويشير لفمه ،

" إنها لذيذة المشكلة بفمك تملأه الدماء"

يرفع يده يمسح فمه ليجد الدماء تغطيها يعود ويمسح بكم زيه المدرسي فتزيد الدماء لا يعلم من أين تأتي ،

يركض ليبحث عن ماء يغسل بها الدماء ولكن قدميه ثقيلة لا يستطيع المشي أو رفع قدمه، ينظر حوله هل يطلب المساعدة.ولكن الجميع يمر بقربه ولا أحد يراه أستاذ محمد الآنسة.. فاطمة.. اصدقاءه... يصرخ ويصرخ لا أحد يسمعه أو يراه سوى مصطفى ينظر له من بعيد ويقترب منه ، ليقول له بنظرة حزينة :

"اصبر يا باسل.. لقد اقتربت.. القليل فقط"

ويختفي الجميع من حوله وتتحول المدرسة لغرقة التحقيق

لا ليس من جديد لا أستطيع التحمل لقد اكتفيت ،

يقترب منه رجل بشع الملامح سواد قلبه يظهر من عينيه ،له ضحكة كريهة تظهر أسنانه الصفراء ،يمسك بمقدمة شعره ويرفعه ليقف، يسمع صوته مثل وسوسة شياطين إنه الشيطان مستحيل أن يكون بشر،

"هل تعتقد بغيابك عن الوعي لمدة يومين أن ننساك وندعك من غير واجبكx ،إنه النظام وانت تعلم نحن ملتزمون بالنظام ونحب العدل ،لا نريد أن نظلم أحد مكان الآخر إنه دورك أنت أم تريد التضحيةبصديقك

ليأخذ مكانك اليوم؟

ينظر بقربه ليجد صديق الظلم مضرجاً بدمائه لا يشعر بشيء مرمي على الأرض عاري الجسد وأثار التعذيب تملأ جسده ، ألم يكن منذ قليل قربه و يمسك بيده ،يعتصر الألم والخوف قلبه من قال أن الرجال لا تخاف من قال أن البطولة بعدم الخوف ،البطولة هنا أن تتمنى أن يزيد تعذيبك لتصل للموت وتنتهي من هذا العذاب، والخوف أن يصل تعذيبهم لحد الموت ويدعوك حيا ليتلذذ بك وتعذيب روحك قبل جسدك وكسرك فلا يبقى منك سوى بقايا جسد ،

..........................

رقم 35

تنظر إلى الرقم على الشباك وأخيرا اقترب دورها إنها تجلس هنا منذ الصباح الباكر لاستخراج جواز سفرها ،

تعلم أن والدتها لن توافق على سفرها بسهولة ولكن ستدع أختها و زوج والدتها يضغطان عليها ،هي لم تعد تحتمل البقاء هنا أكثر من ذلك ،

تراسل الجامعات بالخارج للحصول على منحة بالدراسات العليا ولكن جميعها تأتي بالرفض تحزن عند هذه النقطة كيف ستسافر بطريقة آمنة اذا كانت الدول أقفلت عليهم جميع الفرص،

ولكن تعود لها روحها المحاربة والمثابرة ،وتعيد ترتيب أفكارها

وتحدث نفسها

" اولا أستخرج جواز السفر ثم
ثانيا علي إقناع أمي بهذا الأمر"

تضع يدها على جبينها توقف هذا الضغط من كم الأفكار التي تتتابع أمامها ،هي هكذا عندما تخطط لشيء ترى الأفكار مثل شريط سينمائي وتعيد ترتيبها بما يضمن نجاحها،
تشعر بمن يجلس قربها وينظر لها وهي لا تريد النظر له الأكيد أنه أحد خفيفي الدم المنتشرين بكل مكان ، أول ما يلمحون
فتاة جميلة بمفردها يبدأون بالتظارف...هي تكاد تكون كاملة الصفات تقريبا، طولها متوسط وجسم متناسق وسواد شعرها يناقض بياض البشرة الشديدة وسواد عينيها ،يجعلها عرضة لمواقف كثيرة من خفة دم المتحرشين والخاطبين أيضا،

"هل تريدين مساعدة يا آنسة؟"

يسأل بطريقة لبقة لعلها تهرول له طالبة المساعدة مثل طفلة صغيرة بلهاء، ليكون ردها حازماً :

"لا أريد شيئ "

ومن غير شكرا أيضا

ليكمل كلامه وكأنها سمحت له :

"أنا لي معارف هنا وأستطيع أن ننتهي من الأوراق من غير انتظار الدور الطويل "

تلتفت له لأول مرة مع وقوفها ،

وتقول بأسلوبها الساخر:

!وبما أنك مهم لماذا تجلس على كراسي الإنتظار"

تتجه إلى الشباك حيث وصل الرقم لدورها

يسألها الموظف بعد أن يرى بطاقتها الشخصية:

"شهامة السالم"
تأكد له الاسم لينهي الإجراءات
تنهي ما تفعله بسرعة وتغادر المبنى لتلحق بما تحلم منذ سنين ،
........................................

نهاية المقدمة

🌼 دمتم بخير 🌼


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-20, 02:32 PM   #3

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ ❤
❤❤❤❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤❤❤
❤❤❤❤
❤❤


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-20, 02:36 PM   #4

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بالتوفيق ميوس
المقدمة مشوقة جدا
من ناحية اظهارك لعذابات المعتقلين مشهد مؤلم جداً
لكن بذات الوقت جسدتيه بطريقة مؤثرة
اما المشهد الثاني فكان يوضح ظلم المجتمع قد يدفعنا للبحث عن مكان اخر حتى نستقر فيه وننشر فيه احلامنا
بداية موفقة ان شاء الله


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-20, 02:39 PM   #5

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول


تستيقظ على صوت والدتها
"هيا يا نورا هيا يا ابنتي لتفطري معنا قبل ذهاب اختيك إلى المدرسة"

تفتح عينيها الخضراوين وتنظر إلى السقف قليلا ثم تجلس مثل كل يوم تشاهد نفسها بالمرآة أمامها صورتها من الخارج لم تتغير مازالت حسب مقايس الجمال جميلة بيضاء البشرة شعر ناعم مموج وطويل لونه بني غامق عينان واسعتان ملامح ناعمة ولكن هي ترى ماوراء هذا القناع الجميل من يأس وانكسار وحزن،كل يوم تقول يجب إعادة ترتيب الغرفة وإبعاد هذه المرآة من أمامي ، لم تعد تحب رؤية نفسها وانعكاس روحها،
تنظر بجانبها إلى طفلها مازال نائماً متدثراً بالبطانية لا يظهر منه شيء تقترب منه توزع على وجهه بعض القبلات:

"هيا يا حبيب ماما حان وقت الاستيقاظ"

يتململ الطفل،يقترب منها يطلب حضناً دافئاً وبعض النوم،
تبتسم له تحضنه بحب،

"هيا ياكسول ألا تحب ذهابي معك إلى المدرسة"

يومئ برأسه بنعم ومازال مغمض العينين،

"حسنا إذاً هيا بنا الجدة منال لن تنتظر أكثر من ذلك سوف يستولون على الطعام"

يرفع رأسه الصغير وينظر لها بعينينن ناعستين جميلتين لونهما بني فاتح ووجه محمر من الدفء بقربها،
ليقول بصوته الناعس:

"أنا أريد بيضاً مقلياً،
هل تصنعين لي اثنتين"

تحمله وتنزل من الفراش
"لك ألذ بيض مقلي دعنا أولا نقول صباح الخير لبابا"

يقتربان من صورة شاب وسيم الملامح يشبه الصغير لحد كبير

"صباح الخير أبي"
يقولها مع قبلة بالهواء
لتطلب منه نورا:

"اذهب واغسل وجهك أولا"

يركض الصغير إلى الخارج
تقترب من الصورة وتلمس الشعر ، لتلقي عليه الصباح مثل كل يوم،

"صباح الخير"
.................................................. ....................................

في غرفة مجاورة تجمع ياسمين ونسرين شقيقتي نورا التوأم الغير متطابقتين شكلا أوطبعا

نسرين تمتلك صفات والدتها بياض البشرة والعينان الخضراوتان مع شعر بني فاتح وجه جميل دائري ،مع طول متوسط وجسد جميل متناسق ولكن طباعها الحادة وتأففها من كل شيء وكلامها المتسرع دائما ما يجعلها عرضة للمشاكل، وياسمين بعقلها وطيبتها تنقذها بالكثير من المواقف،

ياسمين تختلف عنها
تمتلك شعر والدها بني مموج طويل وعينين بنيتين واسعتين وملامح ناعمة،

وجسد جميل كعارضات الأزياء، كلامها لطيف هادئة لا تحب الاختلاط الكثير تفضل مساعدة والدتها بالمنزل والدراسة،

تضع نسرين الكتب بحقيبة المدرسة وهي تتكلم بسرعة:

"ياسمين لقد اتفقت معك أن تبلغي أمي بضرورة درسxلمادة الفيزياء جميع صديقاتنا يذهبن للمدرس وهنx يتقدمن علينا بالكثير لو بقينا هكذا لن ننجح هذا العام ، نحن بالثالث الثانوي ومن الطبيعي أن نأخذ دروساً بجميع المواد"

ترتبك ياسمين تعلم أنها محقة ولكن والدتها و والدها يعملان ويقدمان لهما المال وأي مبلغ إضافي سيكون حمل عليهما جديد،
وقد حاولت ياسمين أخذ المذكرات من صديقاتها ونسخهم لعلها تساعد نسرين وتساعد نفسها ولكن المادة صعبة وهناك مسائل و معادلات يصعب فهمها،
تنتهي ياسمين من وضعها لحجابها،

"أعلم ما تقولينه وأنا أيضاً أخاف أن تضيع علينا السنة من أجل مادة واحدة
وأنت رأيت وضع والدتك بالأمس كانت مجهدة ، دعيها اليوم لترتاح وغداً سأتكلم معها أنا ، أنت حادة بكلامك وأخاف أن تجرحيها بقلة حيلتها"

تنتهي نسرين من وضع كتبها والكراسات بالحقيبة،
تلتفت لها وتتكلم بصوت مختلف عن عادتها لكن لا يظهر سوى لشقيقتها ونصفها الآخر:

"لا أحب أن أجرح أحد بكلامي لكن عندما أغضب يخرج الكلام من فمي ولا أستطيع التوقف"

تحمل ياسمين الحقيبة لتقول لها:

"لو فقط تفكرين قبل الكلام لا شيئ آخر ينقصك انظري لجمالك أنت أجمل مني ولكن عقلك هذا هو مشكلتك،

تضحك نسرين وهي تقرصها من خدها:

"لقد تركنا العقل والحكمة لك يا جميلة الجميلات"
.................................................. .....................................
يجلسون على الإفطار كعادتهم كل يوم
مع صوت فيروز الصباحي ورائحة البيض المقلي ونورا توزع فناجين الشاي واللبن،

لتهمس ياسمين لهم:

"صباح الخير أمي صباح الخير أبي"

تجلس قرب حمزة تلاعبه قليلاًx
تُصبح عليهم نسرين بضحكة تنير وجهها لتعكس عليهم البهجة ويبتسمون لها وها هي كعادتها تسرقx بعض الزيتون لتضعه بفمها:

"صباح الخير على أهل الخير"

لترد عليها نورا الصباح:
"صباح الخير.. خيرا ما سر رضاك عنا هذا اليوم؟"

"كل خير طبعا لا يوجد شيء إذا كنت أضحك خير وإذا سكت خير ماذا أفعل لأرضيكم"

تقولها نسرين مع حركة فمها يمين وشمال ما جعل نورا تضحك على شكلها وهي تقلد ممثلي الكوميديا،

يرن هاتف نورا،تنظر له
لترى من يتصل وهي تبتسم
لتقول لوالديها:

"إنه أخي عصام"
تفتح نورا المكالمة لتحويلها لفيديو ، توجه الكاميرا على والديها وأخواتها،

"صباح الخير نورا"

يأتي صوت أخيها عصام هادئا
"ماهذا الصباح المشرق لقد اشتقت لجمعتنا وافطارنا ترد عليه والدته الصباح وبقلبها وجع وشوق لصغيريها اللذين سافرا من أجل الابتعاد عن مشاكل البلاد وهكذا تطمئن عليهما ولو كانا ببلاد تبعد عنها الكثير،

لتقول له الأم:

"حبيبي يا عصام ياليتني أستطيع أن أوصل لك كل ما تشتهي
كيف حالك وحال سامر هل أنتما بخير ؟"
يجيبها عصام:

"أجل أمي نحن بأفضل حال لا ينقصنا سوى الاطمئنان عنكم ورؤيتكم"

تقول الأم من قلبها مثل كل يوم :

"الله يرضى عنكم أنت وأخوك وأخواتك ويجمعنا بالقريب العاجل"

ليأمن والده على كلامها ويمسك بيدها يحاول التخفيف عنها،
"وأنا يا أم عصام هل نسيتني من دعائك"

تلتفت الأم له بسرعةxوتمسك يده وتدعو له :

"أنت الخير والبركة أدامك الله لنا عزا وسندا"

ليعلو صوت نسرين بمرحها المعتاد،
"الله الله على الحب وسيرة الحب"

ليضحك الجميع وتهتف أمها بحمرة وجهها:

هيا انته من طعامك، خالتك.بانتظاركما، كل يوم تتأخاران عليها"

تعترض نسرين كعادتها على كل شيء:
"أمي لا أريد الذهاب والعودة مع خالتي أحب أن أذهب مع صديقاتي لقد أصبحنا
مثل العساكر لا أحد يقترب منا أو يكلمنا ونحن معها "

ياسمين بالحديث،
"صديقاتك هن المشكلة وليست خالتك أنهن يخافن منها لأن تصرفاتهن كلها غير صحيحة بالشارع والمدرسة"

وما أن حاولت نسرين الرد عليها حتى يقطع كلامها عصام ويقول:
"يا إلهي لم تتغيرا ابداً تركتما منذ خمسة أعوام وما زلتما على طباعكما ومشاكلكما،
أنت يا نسرين دائما سبب المشاكل والمعارضة"

"أنا"تقولها نسرين با اندهاش وكأنها ملاك مظلوم،
يسكتها والدها بصوته الذي ينهي النقاش:

"الكلامx اليومي الذي لا ينتهي
تذهبين وتعودين مع خالتك أو لاتذهبي ابدا إلى المدرسة"

تمتعض نسرين من القرارات وتعتبرها حريتها التي تتحكم بها كل العائلة،لنتهض وتكلم شقيقتها:

"حسنا هيا يا ياسمين دعينا نذهب للمدرسةx قبل أي فرمانات جديدة"

ليقول عصام:
"أنا سوف أذهب لعملي أيضا أراكم مساء "

"إن شاء الله أخي"
تقولها نورا و تسلم عليه والدته وتوصيه بنفسه وبأخيه،

تقوم الفتاتان للذهاب لمدرستهما ونورا تبدأ بجمع الأطباق والأكواب لتنظيفها قبل ذهابها مع حمزة لمدرسته،

.................................................. .....................................

تنهي الخالة سلوى تحضير الأدوية لزوجها
وهو جالس على كرسيه المتحرك ،ينظر لها ولعجزه حتى عن هذه الاشياء البسيطة،
لقد زاد همهم وحملهم بمرضه وعجزه عن مساعدتهم،

لتعيده زوجته للواقع بصوتها الهادئ:

"عزيزي هذه أدويتك قربك وجهزت الإفطار لعامر هل تريد شيء قبل ذهابي إلى المدرسة"

ليجيبها بابتسامة هي كل ما يملكه لها:
"شكراً لك ياسلوى أتعبك معي بهذا العمر وكان الأولى أن تجلسي أنت بالمنزل وأذهب أنا إلى العمل ، كنت تتمنين أن تنهي عملك وتأخذينxتقاعد مبكر ولكن..."

لتقاطعه بسرعة وتوقف كلامه الذي يؤلمها كل مرة تعود له حالة الحزن واليأس،
"لا تقل هذا واستغفر الله.. قدر الله وما شاء فعل، أنا راضية بعملي والحمد لله عملي أحبه وأساعد به فتيات كثيرات بحاجة لي بهذه الظروف وأنت تساعدني برأيك لنا بكل مشكلة أنت كبيرنا وتاج رأسنا أنت البركة كلها أطال الله عمرك"

تقترب منه وتمسك يده لتكمل كلامها:
ثم ما فعلته مع أبو عصام وأختي لا يفعله من هو بكامل صحته.. الأخلاق والكرم يا عزيزي لا تنقص منك بل تزيد ،أعلم رجال كثيرة تعرضت لأمور بسيطة ولم تتحمل وأصبحت بلا أخلاق وخسرت إيمانها"

ليعلو صوته بالإستغفار والحمد والشكر على البلاء قبل الخير
"ربنا ما حرمنا منك ومن كلامك الجميل ياسلوتنا "

تنير وجهها إبتسامة سعادة وهي تنهي ارتداء الحجاب وتقول له:
" هذا الكلام عندي بالدنيا ومافيها لاحرمني الله منك"

تسلم عليه وتخرج من الغرفة
تذهب للغرفة المجاورة تجد عامر نائما إن موعد ذهابه لعمله مازال مبكراً حيث يعمل بصيدليته الخاصة بعد أن نال شهادته وأصبح صيدلانياً.
والجميع يلقبه بدكتور العائلة
تغلق الباب وتنهي أمورها قبل ذهابها إلى المدرسة مع ابنتي أختها التوأم حيث تعمل مديرة بمدرستهم في هذه الاحداث أصبحوا يخافون على الجميع ولم يعد أمان بكل مكان

.................................................. ....................................

أمام المنزل تلتقي بأختها أم عصام
"صباح الخير أختي
كيف حالك"

لتجيبها ام عصام:
"الحمد لله بألف خير
حبيبتي سلوى لو نسرين أزعجتك يوما قولي لي"

لتأتي نسرين كعاصفة من خلفها تبعدها وتقطع حديثها،

"أنا أزعج خالتي يا أمي لماذا تقولين هذا الكلام"

تخرج الفتاتان من خلف أمهم ويصبحان على خالتهما مع إبتسامة الخالة لهما وتمسك يد نسرين و تقول:

"لا حبيبتي أنت لا تزعجيني ابداً أنت أقرب واحدة لي أرى نفسي بك"
تقول الخالة كلامها لنسرين وهي تقرص وجنتها الجميلة،

تضحك أم عصام وتنظر لهن بحب:
"فعلا نسرين ابنة خالتها ولذلك تتحملها وإلا كانت طردتنا منذ
زمن"

لتنهرx سلوى أختها بشدة :
"كم مرة قلت لك لا تقولي هذا الكلام ولاحتى مزاح
لقد أنرتم منزلنا وحياتنا وكنتم سندا لنا ودعما ولولا وقوف أبي عصام بالمحل ومرافقته لزوجي لوصل لمرحلة من اليأس والاكتئاب زادت من مرضه"

تغير ياسمين الحديث وتهتف:
"هيا بنا لقد تأخرنا على المدرسة واحاديث الباب لا تنتهي"

لتؤكد نسرين على كلام أختها،
"فعلا يا أختي كل يوم تتهماننا بالتأخير ثم تقفان ساعةx عند الباب تتكلمان،

لتبدأ خالتهما التحرك وهيا تمسكهما بيدهما مثل طفلتين:
"هيا يا طويلتا اللسان ماذا تفعلان أنتما مع صديقاتكما كل يوم وأنا أنتظركما عند باب المدرسة وأنتما تتكلمان معهن،

تغلق أم عصام الباب وتتجه للصالة تحدث نفسها عن قوة أختها وصبرها على مصائبها من وفاة ولدها لمرض زوجها
كان الله بعونها هي ببعد ولديها عنها تبكي كل ليلة شوقا لهما فما تفعل أختها بحزنها كيف تتعامل معه وتدعي الله
"ربي أنزل صبرك على قلوبنا وأجرنا بمصيبتنا واخلفنا خيرا منها"
.................................................. ...................................

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-03-20, 02:59 PM   #6

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

يتجه لهم عامر بالقهوةويسلم على زوج خالته

"أحلى قهوة لأجمل شباب"
يضحكان له و لروحه الجميلة التي تدعمهما ولكن أبو عصام يقول له

"لم تترك لنا شبابا أو جمالا ياعامر ماشاء الله عليك الجمال والشباب والأخلاق"

يحرج عامر لمجاملة زوج خالته ويقول له:

"من بعض ما عندكم أنتم الخير والبركة
كيف حال عصام وسامر"

ليرد عليه أبو عصام:
"الحمد لله بني حياتهما عمل طوال الأسبوع ولكن يكفي أننا نكلمهما صباحا ومساءا..إن الإنترنت هذا كان لنا نعمة من الله نراهما ونطمئن عليهما"

يوافقه الرأي عامر :

"فعلاً إن الإنترنت كان مثل هبة من الله لهذه البلاد فلم يعد أحد مع أبنائه كلهم مشتتين ولا يجمعهم سوى هذا الهاتف"
يستأذن منهم للذهاب إلى عمله ويعود أبو عصام ووالده للحديث عن أمور تخص العمل،

.................................................. ....................................

تعود نورا إلى المنزل بعد إيصالها لحمزة إلى المدرسة،
تدخل على والدتها بغرفة المعيشة وهي تخلع حجابها ومعطفها،

"الجو جميل بالخارج يا أمي سوف أجعل زوج خالتي يجلس بالشمس الحمد لله انتهى فصل الشتاء كان قاسيا جدا
هذا العام"

توافقها أمها الكلام:

"فعلاً يانورا كان شتاء بارداً جداً ولكن الربيع قادم وسوف أطلب من والدك أن يعيد ترتيب الشرفة للجلوس بها.. هذه الشمس جسمنا يحتاجها بعد طول الشتاء،

تريها والدتها الفستان بعد انتهائها منه
"ما رأيك يانورا هل أعجبك"
تقترب نورا منه وتقلبه من الأمام والخلف

"رائع يا أمي سلمت يداك"

تجلس قرب والدتها،
"أمي أنت تتعبين نفسك كثيراً يكفي عملx أبي يأخذ راتبه وإخواي يرسلان لنا ما يكفي،ثم مبلغ الإيجار المصرين على دفعه لي يشعرني أنني مستغلة لكم وأنت تعلمين أني لا أحتاجه وأدخره بالبنك"

"لا يا نورا هذا المبلغ حقك يا ابنتي نحن اضطررنا لترك منزلنا والنزوح عندك وأنت لو لم تقبلي المبلغ لتركنا منزلك واستأجرنا بمكان آخر،و هذا كان اتفاقنا معك،ولا تعودي لكلامك بهذا الموضوع...
ألا ترين الأسعار بالإرتفاع كل يوم والشهر هذا يكفي راتب والدك ولا نعلم ما ينتظرنا غداً. ومصاريف أختيك وما يحتاجانه لا يكفي
وأنا أحب الخياطة تشغل تفكيري قليلاً،أنت تعلمين ذلك لا تقلقي علي حبيبتي،

.................................................. ....................................

تنهي نورا عملها بالمنزل وتحضر الغداء لوضعه على نار هادئة قبل ذهابها لمنزل خالتها تنهي به بعض الأشياء وتطمئن على زوج خالتها،

تأخذ المفتاح بعد أن أعاده والدها قبل ذهابه إلى العمل،
تضع حجابها وتتجه إلى هناك ترن الجرس وتفتح الباب،
تتجه إلى غرفة المعيشة حيث صوت التلفاز وتعلم بوجود زوج خالتها أمامه،

"صباح الخير عمي كيف حالك"

يرد عليها الصباح:
"صباح الخير نورا كيف حالك يا ابنتي"

"بخير عمي"
تكلمه مع قيامها بترتيب المكان،
"عمي الشمس جميلة ما رأيك أن تجلس قليلا بالخارج"

يبتسم لها ويوافقها الكلام،
"كما تريدين يا ابنتي ولكن لا أريد أن أتعبك معي يكفي عملك بالمنزلين"

لتجيبه بسرعة
"أرجوك عمي توقف عن هذا الكلام كل يوم"
تتجه إلى الشرفة تفتحها وتبدأ بتنظيفها يقترب زوج خالتها بكرسيه المتحرك للباب ويكلمها بود،

"ابنتي أنت تتعبين نفسك ارحمي نفسك قليلا فهب لها عليك حق"

تلتفت له بابتسامة هادئة من حبه لها واهتمامه بها وهي أيضا تحبه وتحترمه لتجيبه مثل كل مرة:x
"عمي أنا لا أتعب وأنت تعلم أن أختاي يساعدانني بمنزلنا وهنا خالتي لا تدع لي شيئا لمساعدتها به فلا يبقى لي سوى بعض الترتيبات لكل يوم"

تقترب منه وتساعده للخروج إلى الشرفة ينظر من خلالها إلى الشارع والناس ويشعر أنه تبدل لم يعد كما هو
تغير نورا تفكيره بكلامها عن حمزة حفيده،

"حمزة اليوم طلب مني أن أصنع له بعض الحلويات سوف أضعها هنا وعندما يعود يجدها عندك ما رأيك"

يلتفت لها بسرعة عند سماع اسم حمزة حفيده رؤيته سعيدا هو كل ما يتمناه.. تضحك عيناه لكلامه عنه:
"قولي لي ماذا يريد وأنا أطلب من عامر إحضاره"

تبتسم لهذا الحنان كيف يظهر بكلامه عن حفيده،
"لا عمي يريد أشياء بسيطة سوف اخبز بعض الكاب كيك الملون كما يحب"

يتذكر حب حفيده للألوان حتى بالطعام يكمل كلامه معها:
"حسنا يا ابنتي لو كان هناك ما يلزم قولي لنا فقط"

تضع يدها على يده:
"طبعا يا عمي لو هناك شيء سأقول لكم أنتم أهلنا"

لترى نظرة الحزن تعود لعينيه التي لم تعد تفارقه.
تعود لعملها تنهي المكان بالخارج لتبدأ بالداخل تأخذ فناجين القهوة تتجه للمطبخ تنهي بعض الأشياء فخالتها لا تدع لها أي عمل متعب وريم ابنة خالتها تأتي كل اسبوع لتساعد والدتها بتنظيف المنزل،
تصل لغرفة عامر تدخلها تفتح الشبابيك لتنيرها ويتجدد الهواء ولكن
يتجدد حزنها وآلامها،
فهذا سريره قرب سرير عامر حيث كانا يتشاركان غرفة واحدة هذه خزانته حيث ملابسه كانت موجودة منتظمة حسب اللون،
ذكرى من مراهقتها تعود لها،
تطلب منها خالتها إحضار شيئ من غرفة أبنائها،
تدخلها بخجل وفضول فتاة مراهقة ترى أسرار من تحلم به
تقترب من سريره تشتم رائحته وتلامس خزانته تفتحها تلقي نظرة سريعة عليها تغلقها عند سماعها صوت أقدام يقترب منها تتجه إلى السراحة لعلها تجد ما طلبته خالتها ولكن نسيت ما هو هذا الشيئ، ثم يفتح الباب قليلا ويراها هناك أمام المرآة تلتفت له بسرعة وكأنه قبض عليها وهي تسرق والرعب ظاهر بعينيها،

ليتكلم بصوته الخشن قليلا:

"ماذا بك؟ ماذا تريدين من هنا؟

سؤاله كان عاديا وبسيطا ولكنها كمن أمسك به بالجرم،
تتلعثم وتحمر مثل الطماطم الناضجة وتشعر بحرارة تخرج من وجهها

"أريد خالتي طلبت أنا..أنا"

يبتسم لها مع اقترابه منها ويشعر بحرجها فقرر التخفيف عنها،
يمد يده قربها ويأخذ زجاجة الكحول الطبي وهي هنا أصبح قلبها كطبول الحرب وتسمع صوت ضربات قلبها بإذنيها

"أمي تريد هذا"

فقط هذا ما قاله لها وينظر لعينيها الخضراء أم زيتوني لليوم لا يستطيع الجزم بلونهما
تخفض عينيها بحرج وتأخذ منه الزجاجة وتحاول الفرار من هذا الموقف،
ولكنه يغلق الباب بجسمه،
يبتسم من غير أن تراه ويبتعد خطوة إلى الخلف لكيx تمر من أمامه بسرعة مثل قطة صغيرة،

تستيقظ من ذكرياتها على صوت أذان الظهر..
تتنهد لعل الألم يخرج مع أنفاسها
تدعو له ثم تعود لعملها تنهي توضيب سرير عامر وطي بعض الملابس ووضعها على طرف السرير،ثم تغلق الباب على ذكرياتها وتخرج،

.................................................. ....................................
يجلس عامر يتابع على حاسوبه بعض الحسابات للصيدلية ويضع أسماء أدوية عليه تأمينها للصيدلية أصبح الحصول على الأدوية صعب هذه الأيام لقلة شركات الدواء وغلاء الأسعار،

"مرحبا عامر"
يرفع نظارته الشمسية مع سلامه له ويجلس على الكرسي المقابل لعامر،
إنه صديقه هيثم وشريكه بالصيدلية

يرد عليه السلامx ويعيد نظره للحاسوب ويسأله عامر:
هل استطعت ايجاد الأدوية الناقصة عندنا؟"
ينظر هيثم لهاتفه ليريه بعض أسماء الأدوية جديدة تحمل ذات التركيب ولشركات جديدة،

يقول له هيثم:
"دعنا نقم بتجربتها الكثير من الأطباء تصفها وتجدها جيدة وسعرها مناسب ما رأيك؟"

ليوافقه عامر الرأي:
"دعنا نأخذ بعض العينات لنرى"

تدخل فتاة جميلة للصيدلية تطلب دواءا،

يتجه لها عامر ويأخذ منها الوصفة يضع بعض الأدوية ويسجل عليها المواعيد مع شرحه لها بذلك،

يجمع ثمنهم ،ليظهر على وجه الفتاة التردد وتفتح محفظتها وتنظر لها قليلا ثم بصوت هادئ يمتلئ بالحرج:

"هل جميع الأدوية مهمة ألا يمكن أن نستغني عن واحد منهم"

يضع عامر الأدوية بالكيس الصغير ويقدمه لها مع ابتسامة تريح القلب على وجه ليقول:

"خذيهم جميعهم وادفعي ما تستطيعن"

ترتبك الفتاة وتقول بسرعة:

"لا شكرا لك سوف أتدبر الأمر"
وتقدم له ورقة مالية وتكمل كلامها بصوتها المنخفض من الإحراج:

"يمكن أن آخذ يهذا المبلغ فقط"

"لا ستأخذينهم جميعا بهذه الورقة"

قال كلامه بحزم جعل الفتاة تخاف قليلا وتمسك الكيس،تنظر إلى يديها وتشكره وتعده بالعودة خلال يومين لتعيد له باقي المبلغ،

يعود لابتسامته الودودة ويطلب منها ألا تفكر بالموضوع وعند احتياجها أي دواء تأتي إليه،

تخرج الفتاة سعيدة بهذا الكرم وتشعر أن الله أرسله لها ليساعدها ترفع رأسها للسماء لتحمد الله على إرسالها لهذا المكان،

يعود عامر الى مكتبه ليكمل كلامه مع هيثم ليفاجئه ذلك الصديق بنظرة وبسمة يعلم ما خلفها،

ليسبقه عامر بالكلام:
"أسكت يا هيثم ولا تبدأ بنصائحك الفذة يكفي زواجك من أختي ريم قد فعلت خيرا واحدا بحياتك وخلصتنا منها ومن لسانها"

يضحك هيثم بصوت عالي ويقول له:

"أنت ورطتني بالخطوبة وهربت من الموضوع وبقيت حرا ولكن سوف تدخل القفص أيضا وأدعو لك أن ينتقم الله منك مثل ما فعلت بي،
كنت صديقك لسنين وأنت تمدح بشقيقتك وعند الجد ظهرت نواياك كنت توقعني، و اكتشفت ما أوقعتني بهxكنت قد تزوجت نسخة أخرى من عامر أدخلتها منزلي"
ليضحك هنا عامر ويضربه على كتفه ويكمل:

"أنت الذي تسرعت بالخطوبة و الزواج لو أطلت الخطوبة قليلا لاكتشفت الأمر
ولكن ماذا نفعل لك الآن البضاعة لاترد ولا تبدل"

يعودا للضحك مرة ثانية
ولكن هيثم يقطع ضحكهما بسؤاله لعامر:

"أما زلت لاتريد الزواج بسبب ريما"

يتبدل وجه عامر ويجيبه بحدة:

"لادخل لريما أو أي أحد بقراري
وأتمنى منك عدم فتح الموضوع مرة أخرى"

ينظر له هيثم بأسى على صديق عمره كيف تغير خلال عدة أعوام أصبح في بعض الأوقات شخصا آخر لم يكن يتوقع أن يتغير عامر المرح المحب للحياة لهكذا حال من اليأس،ولكن كما يقال المصائب تبدل الأشخاص، إنها كالمطارق بعد الصهر تعيد تشكيلنا على هواها،

.................................................. .....................................

تجلس أم عصام أمام مدام ميساء سيدة جميلة رغم سنوات عمرها الخمسين ما زالت تحافظ على جمالها وهي ليستx جميلة المظهر فقط بل جميلة المعشر أيضا بعد مرور عشرين عاماً، تتمسك بصداقتهما رغم السنين ومشاغل الحياة لكن مدام ميساء تحب جلسات أم عصام حيث تتحدثان بتصميم جديد وغريب لمناسبة هامة لها فلا يكون هناك من يرتدي بجماله ولا يعلمن من أين تأتي بملابسها منهن من تقول من باريس ومنهن من تقول من دبي وتضحك الصديقتان على تفكير النساء أن الأشياء الجميلة يجب أن تصبح غالية الثمن،
وأهم ما يدور بحديثهما تشكوان همومهما ومشاكل أبنائهما فجميعنا نحمل ذات هموم الدنيا
تضع السيدة ميساء فنجان القهوة أمامها لتكمل كلامها لأم عصام:

"إنها مصرة على قرار السفر وأنا لن أوافق كيف أرسل ابنتي لبلاد غريبة وبمفردها أيضا،هل ينقصنا كلام الناس عنها"

توافقها الرأي أم عصام:

"بالطبع إنه أمر مرفوض أنا رضيت بغربة أبنائي مجبرة ولكن لو كانت إحدى الفتيات لن أقبل بذلك"

لتكمل السيدة ميساء كلامها وهي تعدل من جلستها:

"أختها و زوجي يقولون لي دعيها تسافر ليست صغيرة و هي مسؤولة عن نفسهاx ويُخاف من تهورها إذ من الممكن أن تسافر من غير علمنا،وساعتها لا نعلم كيف سافرت أو إلى أين"

تدخل نورا بهذا الوقت إلى الصالة وبيدها كيس جميل ملفوف بأناقة بداخله فستان السيدة ميساء وتضعه أمامها
لتجلس قربها تكلمها،

"خالتي أنا أعلم مقدار خوفك عليها ولكن لك أن تقدري حالتها هي شخصية منطلقة وشجاعة وما توجهه هنا من صعوبات بوضعها الاجتماعي يزيد الضغط عليها،وشهامة ستزيد من رفضها للمجتمع وعاداته"

تسألها والدتها:
"مارأيك يانورا أن تدعها تسافر؟"

لتجيبها نورا بتأكيد على رأيها:
"أجل تسافر"
وتعود نورا بنظرها لميساء تكمل كلامها:
"خالتي دعيها تخوض التجربة بمعرفتك وكما أعلم أن لكم أقارب كثر في هذه البلاد، لن تكون بمفردها..اعتبريها إجازة لها وفرصة ترى هل تستطيع العيش بمفردها ببلاد غريبة"

لتقتنع السيدة ميساء قليلا وتنظر لأم عصام أن ما رأيها بكلام نورا!!

تقول أم عصام:
"لو هناك أقارب لكم وأنت تتابعينها لم لا ترسليها إجازة لتكتشف الوضع"

تقف ميساء للمغادرة وتقبل نورا وتقترب من أم عصام تشكرها على الفستان وعند سلامها تهمس لها
"لا تنسي موضوعنا أنتظر منك اتصال"

تسلم عليهم وتخرج،
تعود أم عصام لتشاهد نورا تنظر لها بتعجب تسأل؟
"ماذا قالت لك الخالة ميساء كانت تنظر لي عندما كلمتك"

لتجيبها أم عصام بحدة قليلا:
"لاتريد شيئ..ثم دعينا ننهي تحضير طعام الغداء..والدك سيعود قرببا"

تستغرب نورا رد والدتها ولكن قد تكون حزينة من موضوع السفر والغربة وذكرى سفر أخويها يعيد لها الحزن والشوق لهما!!

..........................................

يعود هيثم لمنزله مساء ليسمع أصوات زوجته وابنته الصغيرة تصل لخارج المنزل
يسمي بالرحمن ويدخل
ليرى المجنونتان الكبيرة والصغيرة يرتديان نفس الملابس عبارة عن بنطال من اللون الأبيض وعليه بلوزة بلون وردي عليها وجه هالو كيتي كبيرة والأجمل مافعلوه بشعرهن كان مقصوما بالمنتصف ومرفوعا إلى الأعلى على شكل كعكتين مدورتين أشبه بالقطط،
وتتقافزان على أنغام أغاني لا يعلم ماذا تقول فقط صداع،

أول ما رأياه يتجه لهما بدأتا تركضان عليه يتسابقن كطفلتين وليست أم وابنتها،الكبيرة تتعلق بعنقه والصغيرة بقدمه،

ليضحك عليهما وينزل قليلا ليحمل طفلته يقبلها من خدها والأم تقبله من خده،ليقول لهما:
"حسنا يكفي هذا دعوني أجلس يا مجانين"

لتبتعد عنه ريم بحدة وتقول:
"أنا مجنونة اذا دعني أريك الجنون"

ليبدأ الركض وهو يحمل طفلته وريم خلفهما لتبدأ عملية القرص والعض التي يعلمها جيدا،

تنتهي حفلة الجنون بنوم الصغيرة وانتهاء هيثم من عشائه لتجلس ريم قربه وتقدم له كوب الشاي،
تنظر له وهو يشاهد التلفاز ولكن تفكيره مشغول!
تسأله بهدوء بعيد عن جنونها منذ دقائق فقط ولكن هذه هي ريم أقصى الجنون وأقصى العقل:
ماذا بك بما تفكر؟

ينظر لها بهدوء ويتنهد ينظر إلى التلفاز قليلا ثم يعيد النظر لها يتكلم:
"عامر ما يشغل تفكيري هل سيبقى على وضعه هكذا ونحن لا نساعده فقط نشاهده وهو ينطفئ"

تتغير نظرت ريم لتصبح حزينة وتقترب منه تحضن ذراعه ،
"لا أعلم يا هيثم ماذا علينا أن نفعل بعد مصيبتنا بوفاة وتسكت تغص بالباقي لا تستسيغ لفظ اسمه مقترنا بصفة المتوفي،
وتكمل
"وريما وما فعلته معه انهار عالمه كله فقد توازنه"

"ولكن ريما كانت بوضع عليها اتخاذ القرار واختارت أهلها لانستطيع لومها"

لتنتفض ريم والغضب يضرب بعقلها وتهاجمه دفاعا عن أخيها:

"لا تقل أن ريما كانت محقة لقد رمت حب سنين تحت قدميها ورحلت وكأن من تركته لا قلب له"

ليهدئها هيثم يمسك بكتفيها وينظر لعينيها:

"ريما مرحلة وانتهت ولا نريد أن نعيد الماضي علينا بالتفكير لليوم وغداً يجب مساعدته هل أنت موافقة"

تشير له برأسها موافقة
فيقبل جبينها يهمس لها هذه "هي حبيبتي مجنونة ولكن متفهمة"

ليققز من مكانه مع صرخته بها:
"ارحميني من هذا القرص والنخز"

تضحك عليه محاولة الابتعاد عنه ولكن حان وقت عقابهاx
يمسكها من يديها يسألها:
"كم عضة وقرصة تمت اليوم"

لتجيبه بسرعة:
"إياك يا هيثم"
ولكن هيثم لم يكن يصغي لشيء سوى لقلبه وحبيبته بين يديه لعله يهدئ من جنونها الذي يعشق،
.................................................. ..................................

تجلس أم عصام مع زوجها بعد العشاء وقد ذهبت كل من ياسمين ونسرين لمذاكرة دروسهم،
نورا مع حمزة في منزل جده وجدته، فتجد الوقت مناسبا للكلام مع زوجها،

تبدأ كلامها بسؤاله عن العمل وأحوال البلاد ثم تتحدث عن عصام وسامر وعند انتهائها من كثرة الكلام،يضع أبو عصام كوب الشاي المنتهي من يده ويقول لها:

"ماذا هناك من أول الكلام وأنت تلفين وتدورين حول شيئ ما، تريدين الكلام عنه أليس كذلك"

لتضحك أم عصام رغم توترها من الموضوع وتخبره:
"لا أعلم كيف تكتشف بأني أريد محادثتك بموضع مهم إلى اليوم كل مرة أحاول خداعكx فأخدع نفسي"

يجيبها زوجها بود ولطف جمع بينهما رافعا أمامها كف يده:
"أنت مثل كف يدي يامنال أحفظك عن ظهر قلب لقد ربيتك مثل أولادي"

تبتسم له أم عصام وتدعو له بالصحة وراحة البال وتبدأ الحديث:
"لقد أتت اليوم صديقتي السيدة ميساء من أجل أخذ فستانها و أخبرتني أن شقيق زوجها يبحث عن عروس.بعد طلاقه من زوجته وقد شكرت بأخلاقه وكرمه و....."

ثم قطعت حديثها وهي تنظر له لعله يفهم ماذا تريد أن تقولx
فيخفف عنها ويتنهد قليلا ليقول:
"نورا...لقدx طلبت يد نورا "

تومئ أم عصام برأسها أنه نعم طلبت يد نورا وتتجمع الدموع بعينيها وتبرر لنفسها،

"أعلم أنه صعب عليها تقبل الموضوع وصعب علي أيضا كان تبن اختي، قطعة من قلبي،لكن نورا ما زالت صغيرة وأريد أن أطمئن عليها ومن كلام ميساء أنه رجل جيد ومقتدر سوف تكون سعيدة معه إن شاء الله ،طوال هذه السنين لم أسمع ميساء تشتكي من زوجها أو من أحد أفراد أسرته،أنظر كيف يعامل إبنتها كإبنتهx وهكذا سيكون أخاه والد جيد لحمزة"

ليحتد قليلا أبو عصام يسألها:
"لما كل هذا التهليل بالرجل من أجل المال المهم عندي الأخلاق والأصل الحسن ثم بالنسبة لحمزة لن يقبل جده بذهابه لمنزل آخر مع رجل غريب ولا أريد لنورا تقرير ما تريد من أجل مال نحن لا نحرمهم من شيئ"

تقول أم عصام بسرعة تهدئ من حدة توتره:
"لم أقصد سعادتها بالمال بل كان كلامي عن مدح ميساء له وأنا أثق برأيها"

يهدأ أبو عصام قليلا يفكر هو أب وقلق على البنات بعد سفر ولديه يريد الاطمئنان عليه ولكن نورا وجع قلبه عليها يزيد عندما يراها وردة صغيرة تذبل أمام عينيه عليه التصرف لعل الله يجعل سعادتها في مكان آخر،

"حسنا دعيني أسأل عنه أولا فلا داعي لإثارة مشاكل على ولا شيئ لو كان لا يصلح فلا ينفعه ماله ولا نكون أثرنا مشكلة مع نورا"

كانت نسرين تقف قرب الباب تستمع لوالديها وقصة العريس،
تعود بسرعة قبل اكتشاف أمرها لشقيقتها ياسمين،
تدخل وعلى وجهها حماس غريب تجلس وتقترب منها لتهمسx

"هل تعلمين ماذا يحدث
بالخارج؟

لتحرك ياسمين رأسها يمين وشمال بمعنى لا
تعود نسرين تقربها منها

"عريس لنورا ومن!!
شقيق زوج السيدة ميساء يعني مال وحسب ونسب"

لتظهر الدهشة على وجه ياسمين والحزن..هي تعلم حزن نورا على زوجها، وقصة الحب التي عايشتها،كيف لها أن تتحمل هكذا خبر؟كيف وقعه عليها؟لتجمع دهشتها قليلا وتسأل نسرين:

"ما رأي أبي بالموضوع؟ هل قبل؟"

تعود نسرين لكتبها
وكأنها لم تفجر قنبلة بكلامها
"لم يرفض بل قال ليتأكد الأول من أخلاقه وسمعته ثم يرى كيف يحدّثون نورا بالموضوع"

تمسك ياسمين بكتابها ولكن لم تعد تفقه ما تقرأ به سوى أحرف مترابطة وأفكارها تأخذها لنورا وخالتها و عائلة خالتها ما رد فعلهم سيكون،
.................................................. ....................................

ترتدي ملابسها بعشوائية كما هي لا يهمها ماهو جميل بل ماهو مريح،تجلس أمام النافذة تشرب كوب نسكافيه كما تحب لبن قليل والكثير من القهوةx وبيدها هاتفها تتصفح من خلاله بعض الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي،

هناك فراغ داخلها حاولت كثيراً أن تجد شيئا يشغلها ولكن لا شيئ ينفع معها ، تعلم جيدا أنها تسير بخطى ثابتة نحو الاكتئاب
لم تعد ترغب بالخروج من المنزل ورؤية الناس و سماعهاx كلام سام عن حياتها وغمزات عن كم هي جريئة،
يأتي صوت والدتها من خلفها
"صباح الخير حبيبتي"

ترد شهامة على والدتها الصباح بنشاط حيث تعدل جلستها وتبتسم بمكر تحفظه والدتها من نظرة عينها
"صباح الخير ميساء هانم ما أجملك بالصباح أمي كيف تحافظين على جمالك هكذا؟

تجلس والدتها مبتسمة لها،تفهمها جيدا ،تقترب منها الخادمة لتأخذ منها فنجان قهوتها الصباحي فتشكرها لتنصرف الفتاة وتعود ميساء لشهامة تسألها مباشرة،
"حسنا توقفي تملقا ومجاملة وهاتِ ما عندك"

تقوم شهامة لتجلس قرب والدتها
"أمي أنا لا أجاملك أبدا من ناحية جمالك لا تخلطي الأوراق"

تضحك والدتها ثم تنظر لها بحزن تعلم حلم ابنتها بالسفر ولكن قلب الأم لا يتقبل الأمر،تخاف عليها من الدنيا،تشعر بشوق لها لو غابت عنها طوال اليوم كيف عندما تسافر وتبتعد.ولكن عليها القبول من أجلها لكي لاتندم يوما ما تعود من تشتتها لتقول لها:

أعلم أنك متحمسة للسفر وأنا وافقتك بعد ضغطك علي أنت وشقيقتك وعمك طارق،
xولكن سوف أشتاق لك أنت ابنتي وصديقتي عند انشغال عمك طارق بالعمل أشعر بالوحدة"

تقترب منها شهامة تحضنها
"لا حرمني الله منك أمي،ثم أنت تستطيعين القدوم عندي وأختي وأولادها سيقومون بواجب إرهاقك بدل عني"

تضربها والدتها على كتفها وتسحبها تنظر لها مع تقطيبة بالجبين تدعي الغضب:

"اذا تعترفين أنك متعبة"

"أعترف بذلك، ولكن ليس بيدي صدقيني"
تعلم شهامة بحالة والدتها من خوف مع موافقتها على السفر وطلبها من زوجها مساعدتها بالإجراءات ولكن لم تعد قادرة على البقاء أكثر من ذلك،

"تسأل والدتها:
عمي طارق سيعود بعد يومين أليس كذلك؟"

"أجل حبيبتي بعد يومين. هل اشتقت له أم هي المصلحة فقط؟"

تشاكسها شهامة بقولها:
"أنت تغارين أمي لأن عمي طارق لا يرفض لي طلب"

تبتسم والدتها على شقاوتها وتعود لحضنها
"لا حرمني الله منكم أنت وعمك طارق"

ترتاح شهامة بين يدي والدتها تعود لبرائتها وتنسى كل مشاكلها لدقائق تعود.طفلة بلا هموم،
ثم تجلس أمامها وتعود لكوب النسكافيه

وتسألها باهتمام:
"هل كلمتي أم عصام بشأن نورا؟ إنها لطيفة ومناسبة جدا لأكرم"

توافقها والدتها بهزة من رأسها وتكمل:
"أجل كلمتها كثيرا وحاولت إقناعهم. أنا واثقة بأن أكرم سيهتم بها ويسعدها.. ونورا تستحق السعادة "

تكمل شهامة كلامها:
"فعلاً يا أمي عمي طارق وأكرم لم نجد مثلهما.. أعمامي من لحمي ودمي بعد وفاة أبي تقاسموا الإرث ولم نرى وجوههم بعدها، ولم يسألوا عن ابنة أخيهم ولا حتى بالمناسبات.. لولا عمي طارق كان سُرق باقي مالنا وأصبحنا بلا مأوى"

تعود والدتها بذاكرتها لأيام اعتقدت أنها ستنتهي مشردة هي وطفلتها بعد وفاة زوجها، تقاسم الأخوة الميراث معهم وبقيت حصة والدها بالشركةالتي أسسها مع شريكه طارق فقط، ليدفع هذا الشريك، المال للأخوة يشتري حصتهم وتبقى الشركة بينه وبين ميساء وابنتها ، واتفق معها على سداد الفرق من الأرباح بدل ان تنهار الشركة وتضيع عليهم جميعا،

قبلت السيدة ميساء بالوضع،
هي كانت صغيرة وجميلة ومطمع من رجال العائلة ولكن طارق تقدم للزواج منها وأصبحت بحمايته هي و شهامة"

توقظها شهامة بصوت صفير من بين شفاها كما هي معتادة:
"أمي مازلت كل ما ذُكر عمي طارق تعودين تلك الفتاة المراهقة العاشقة والقلوب تخرج من عينيك...يارب الذي رزقك يرزقنا مثله"

تحمر والدتها خجلا منها وتنهرها
"تأدبي يا فتاة بالحديث أنا والدتك لا تنسي ذلك ،ثم أكرم موجود مثل طارق ولكنك ترفضين"

تنزعج شهامة عند كل مرة تذكر والدتها هذا الموضوع:

"أنت تعلمين أن اكرم مثل عمي وهو أيضا لا يراني سوى ابنة أخيه أرجوك لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى أنا أقشعر منه...كيف أتزوج عمي؟"

لتتكلم والدتها بعصبية:
"ليس عمك أولا،،ثم لا تحللي وتحرمي من رأسك أنا أريد مصلحتك بعد فشلك باختيارك الأول"

لتصدم شهامة وترتد قليلا إلى الخلف،
ما أوجع قلب والدتها عليها تحاول تصحيح ما قالت:

"حبيبتي لا أقصد ما قلت أقصد أنه رجل نعلم عنه كل شيء لا يوجد ما يضره ولكن الموضوع منته..حتى أكرم رفض الفكرة وطلب مني اختيار فتاة مناسبة له"

تكمل والدتها ولكن بابتسامة لتعيد لشهامة مرحها
"أكرم يعلم أنك مجنونة لا تصلحين زوجة،
وأنا أيضا أجد نورا أفضل منك وتستحق أكرم هي وابنها أما أنتِ سافري وجدي شخصا لا يعلم عن طباعك شيء ليقبل بك"

لترفع شهامة حاجبيها بتحدٍ
"سأجده أمي وسترين"
.................................................. ...................................

تسير الفتاتان نسرين وياسمين بشرود وتيه لاحظته خالتهما أثناء عودتهن من المدرسة،بهما شيئ مختلف وتشعر به،نسرين هادئة على غير العادة وياسمين لا تتحدث معها عن يومها و ما حدث معهما بالمدرسة لهذا اليوم،تحاول الخالة معرفة ما بهما تمازحهما قليلا،

"مارأيكما أن نشتري بعض المثلجات قبل ذهابنا للمنزل"

"لا خالتي دعينا نعد للمنزل عندنا واجبات ودراسة كثيرة"

ليكون رد الفتاتين غريبا مما زاد قلقها عليهما، فعادة ما يتحمسان للفكرة إنهما مراهقتان وقد تتعرضان لمواقف لا يعلمان كيف يتصرفان بها فيغرقان أكثر وأكثرx وهي بحكم عملها رأت وسمعت قصص عن فتيات يشيب لها الرأس..المصائب أصبحت تأتي من كل مكان لتتخذ قرارها وتأمرهما،

"لا سوف نذهب ونشتري المثلجات وتحكيان لي ما بكماx وأنا اعدكما بمساعدتكما ولن أقول شيئا لولدتكما"

تنظر ياسمين لنسرين وتحاول أن تفهمها أن تصمت ولا تتحدث بشيئ،
لترد لها نسرين النظر بعناد يجعل ياسمين قلبها يرتجف خوفا أن تتكلم أمام خالتها تريد أن تدع الموضوع لوالدتهما هي تعلم ماذا وكيف تحادثها،

يقفن أمام البائع يخترن ما يشتهين من مثلجات ليتناسيا قليلاً مشاكلهما ويفرحان مثل طفلتين صغيرتين وتحاول كل واحدة أن تتذوق مثلجات الأخرى لتبتسم لهما خالتهما بحب وتسعد لرؤية سعادتهما.. هاتان الفتاتان لم يعيشا مراهقة عادلة لقد قضيا آخر ثماني سنوات بحزن وخوف واختباء من قذائف وقد شاهدتا أصدقائهما منهم من غادر البلاد، ومنهم من استشهد ،لم يمر أسبوع على مدرسة إلا قد نعت فقد أطفال من أطفالها قد تكون زميلة لهما تجلس قربهما وقد تكون معلمة...أصبح الموت مرافق لهما ولطفولتهما،لاتنسى يوم نزوحهم تحت القصف وخروجهم بملابسهم الخفيفة يهربون من الموت يسمعون صيحات جيرانهم و أصدقائهم تحت الأنقاض،كان التراب الأبيض يغطيهما وشعورهما مشعثة،الدموع ترسم عل وجهيهما ما شاهداه من أهوال رغم صغر سنهما،لن تنسى سجودها شكر لله على سلامتهم كم تمنت فرحة مثلها لنجاة ابنها ولكن مشيئة الله فوق كل شيئ،

"حسنا يا فتيات من منكما تتكلم وتقول لي مابكما ما يجعلكما هادءتان،خصوصا أنت نسرين ليست عادتك؟"

ترتبك نسرين قليلا وما أن حاولت الكلام حتى تسكتها ياسمين بسرعة وهي تقول لخالتها:
"لا شيئ خالتي صدقيني ،ولكن نحن بحاجة لشرح بمادة الفيزياء والمدرسين لا يقبلون الآن انضمامنا للمجموعات وقد اقترب الإمتحان وأنت تعلمين أنها مادة صعبة وقد"

لترفع خالتها يدها تمسك وجه ياسمين وتنظر لنسرين تكلمهم بعتاب:
"لما لم تقولي لي وبقيتما هكذا حزينتين.. علينا أن نبدأ الآن وبسرعة لحل لهذه المشكلة لا تخافي أنت وهي سوف تنجحان وتلتحقان بأفضل الجامعات فقط عليكما أن تكلماني بكل أمر يخصكما وسوف نتساعد بحل كل مشكلة هل تعداني؟

ليرتفع صوتيهما كهتاف طفلتين،
"نعدك خالتي"
لتعود لهما الإشراقة والابتسامة وينسيان موضوع نورا ويفكران
بالدروس والامتحان القادم ليحدد لهما مستقبلهما،،

..........................................

يجلس عامر في سريره ساندا رأسه بيد ويقلب بالهاتف إحدى برامج التواصل الإجتماعي باليد الأخرى ليرى أين أصبح هذا وماذا حدث بذاك..هناك من سافر وهناك من تزوج..وكأن خصوصيات العالم أصبحت بين يديك،حياتهم مشاع لكل الناس وكأنك جالس في منزل من زجاج ليشاهدك أي عابر سبيل.. مازال لا يصدق هناك رجال ونساء بهذا الغباء يجعلون حياتهم مباحة بهذا الشكل!!

لتظهر له صورتها ضمن أصدقاء مشتركين،
يعدل من جلسته ليدخل عند صفحة الصديق ويشاهد تعليقها
لتهنئة ما،كان قد وعد نفسه ألا يتابع أخبارها ولايشاهد صورها وقام بإلغاء الحساب القديم،ولكن أهو الفضول أم القلب لا يعلم...ولكن
لما هذا الإحساس الغريب الذي لا يستطيع تحديده...يقنع نفسه أنه يطمئن عليها،هل حقاً نسيته،وهل هو لا يهتم بها، وقبل أن يضعف يغلق الهاتف ويرميه بعيدا عنه،خوفا من لحظة ضعف تعيده للبداية وهو تخطى أصعب مرحلة البداية والتعايش مع الخذلان،

يمسح وجهه بيديه ليعيد ترتيب شعرهx الذي كل ما رفعه عاد على جبينه بخصل ناعمة،
كيف أحبها ورسم أحلاما لحياتهما وشاركته الأحلام،كانت بسمة أمل وفرحة قلب شاب يتذوق الحب من يديها،
كيف استطاعت أن تبتعد كيف؟
سؤال يدور بخلده..كل مرة يتمنى أن يسألها إياه...هل أنت سعيدة الآن؟
ما زال لايصدق أنها استغنت عنه بهذه السهولة
لينتفض برعب على صوت والدته تقف قربه تكلمه لينظر لها ببعض الدهشة

"أمي متى دخلت؟"
تضع الأم يدها على رأسه وتمسح عليه،
"بسم الله عليك بني مابك لقد
طرقت الباب ولم تجب دخلت وأنا أحدثك..ولكن بما أنت شارد لهذا الحد؟"

يمسك يدها يقبلها
"لاشيئ حبيبتي إنها أمور بالعمل لا تشغلي بالك"

تسحبه والدته من يده ليقف
"هيا إذا الطعام جاهز والدك ينتظرنا"
يسير معها لغرفة الطعام ويحاول أن يتناسى أنه مازال مجروح القلب مهما حاول الإنكار،

يجلسون على مائدة الطعام تناوله والدته الخبز وتضع أمامه طبق البيض بالسجق الذي يحبه
فعلا رائحته شهية وهو بحاجة لشيئ يشغل تفكيره،يبدأ كلامه مع والدته،

"سلمت يداك يا رب أنا فعلا جائع"
ويأخذ أول لقمة يستمتع بها
ليهتف
"الله الله يا سوسو لا يوجد أفضل منك بالطهي"

يبتسم والداه لكلامه المرح حيث يضفي بعض الروح والفكاهة على حالهما،ليكمل كلامه وفمه مليء بالطعام،

"لكن على ما يبدو لن يبق لكما أي طعام اذاظللتما هكذا تبتسمان"

لتقول له والدته:
"ألف هناء..كل يا حبيبي أنت ولا عليك منا أنا صنعته خصيصا لك"
يبدأ الجميع بتناول الطعام وتتحدث سلوى معهما عن المدرسة وما تسمع من قصص واحداث ليقاطعها زوجها،

"كيف حال البنات معك هل هم بعيدين عن هذه المشاكل.. أرجوك أن تنتبهي لهما وتبعديهما عن المجموعات المؤذية"

"أجل أنهما بفصل جيد وأنا أثق بهما... ياسمين تحكي لي كل صغيرة وكبيرة تحدث معهما، ونسرين صحيح لسانها طويل ولكن عقلها كبير وتعلم كيف تزن الأمور"

ثم توجه الحديث لعامر،
"عامر هل تعلم عن مدرسين جيدين بمادة الفيزياء؟ اليوم الفتاتان اشتكتا لي أنهما بحاجة لمدرس.. اقتربت الإمتحانات وعليهما فهم بعض الدروس"

يحاول عامر التذكر
"سوف أحاول أن أبحث لك عن أحد متفرغ ليأتي للمنزل أفضل من الخروج كل يوم"

ولكن والدته تجيبه،
"ومن سيقبل القدوم بمبلغ بسيط..المدرسون في المنازل قبل الإمتحانات يطالبون بثروة من المال"

ولكن عامر يعارض والدته
"أمي لا تتكلمي عن المال..أنا سأدفع له"

ليتكلم الأب هنا:
"أنا أستطيع مساعدتهما"
تلتفت سلوى لزوجها أحمد قليلا ثم تسأله
"كيف أنت ستساعدهم؟ هل أحد اصدقائك مدرس؟"

ينظر له عامر وكأنه علم ما بداخل والده ولكنه ينتظر أن يكمل ويصبح هو صاحب الفكرة ويشعر أنه مازال يستطيع المساعدة،
"هل نسيتي أنني مهندس أستطيع مساعدتهم بفهم المسائل وحلها وهكذا نوفر الوقت بالبحث عن مدرس ونوفر المال"

توافق سلوى بحماس ويشجعانه هيا وعامر بهذه الفكرة لعله يجد ما يشغل وقته به ويعود له شعور المشاركة بالعائلة ومشاكلها،هذا ما يحتاجه..أنه شخص موجود للأمور المهمة وما يفعله يساعد أسرة أبو عصام ويحمي بها الفتاتان وكأنه المنقذ لهما،

يمازحه عامر
"ماهذا المدرس الجميل أنا أخاف على الفتاتان من الفتنة.. لا لن أقبل أنا بهذا التسيب،
بدل أن تكون مهمتي أنا تأتي أنت وتسرقها"
ويمسك عند صدره بتمثلية
"أبي يجلس مع جميلات العائلة وأنا مرمي بين الأدوية بالصيدلية"

تضحك له والدته
"عيب عليك هذا الكلام..إنهما مثل بناته"

ليجيبها عامر بطريقة جدية
"أطالب بوجود محرم ولن أقبل بغير حمزة"

ليعود والديه للضحك ثانية وهو يتابع حديثها وضحكاتهما، رؤيتهما سعداء هي غايته إسعادهماوتعويضهما عن فقد أخيه هذا فقط ما يتمناه،
لم يعد يشغله سعادة نفسه وكأن مشاعره عطلت لايعلم كيف ولكنه لم يعد يهتم بتفاصيل الحياة،
يعلم مابه
إنه الاكتئاب أبغض تجربة مررت بها على الإطلاق،إنه انعدام تصور الشعور بالسعادة مرة أخرى، وأيضا غياب الأمل كليا، إنه الشعور بالفراغ إنه مختلف تماما عن الشعور بالحزن إنه الاشيئ"

يسمع صوت نقرات خفيفة على باب الشقة يعلمون من هو هذا الضيف لتنير وجوههم الابتسامة بانتظار عامر الذي نهض ليفتح الباب وعند اقترابه يتكلم بصوت عال ليسمعه الطارق،
"من هذا المزعج الذي يأتي في هذا الوقت..سوف أقوم بتعليقه من أذنيه"

يفتح الباب بسرعة مع كلامه بصوت حاد وملامح جادة،أرعبت حمزة وحاول الهرب منهx
ليسرع له عامر ويقول:
"امسكت بك أنت هو المزعج"
يمسك بحمزة الصغير يحمله على كتفه رأسه للخلف ويمسك قدميه يخيفه بدفعه للخلف ويعود لوالديه مع صراخ الصغير مستنجدا بجده وجدته،

تدخل نورا خلفهما وتغلق الباب حاملة طبقا من الحلويات صنعتها هي وحمزة،كم يسعدها سماع ضحكات صغيرها وعلاقته بعمه عامر..دائما موجود بحياته وتفاصيلها أول يوم مدرسة..يأخذه لصلاة الجمعة.. أول يوم بالعيد..أي مناسبة يجب وجود الأب بها، تجد عامر بجانبهx يعوضه بعض الشيء عن اليتم،

تقف والدته لتأخذ الصغير من عامر وتحضنه وترسم على وجهها علامات الغضب أمام الصغير حمزة،
"عامر لو رأيتك مرة أخرى تعامل حمزة هكذا لعلقتك أنا من أذنيك..ثم حمزة أصبح رجلا ويستطيع الدفاع عن نفسه إحذر منه"

يلتفت حمزة له ويخبره بصوته البريئ
"أجل أنا أصبحت قويا وأتدرب على الكاراتيه تعلمت بعض الحركات التي تخيفك"

يجلس عامر مكانه على المائدة وينظر للصغيرx وجوده أجمل ما بحياتهم،ينسى نفسه معه ليعود عامر المرح،
"حسنا يا رجل تعال وكل الآن ثم نرى من القوي منا"

تقترب الأم من نورا تأخذ منها الطبق و يتجهون لمائدة الطعام
"اهلاً بك يا نورا أعتقد أنك أصبحت تعلمين بوجود حمزة ننسى كل شيء ولم نسلم عليك إجلسي يا ابنتي وتناولي معنا الطعام،

يأخذ الجد حمزة ويجلسه على قدمه ويبدأ بإعطائه بعض الشطائر ليتكلم مع نورا:
"نورا من أهل البيت يا سلوى ليست بحاجة لعزومة أليس كذلك يا ابنتي؟

"أجل عمي أنا لست غريبة نحن عائلة واحدة ولا أنتظر ترحيب مثل الغرباء"

"دعو الآن المجاملات والكلام المنمق نورا تعلم مكانتها بهذا المنزل ، هاتي ما أحضرت من طعام أهم من هذا الحديث المكرر"
ينهي عامر كلامه مع أخذه الطبق من يد نورا ووضعه أمامه،
"عامر دع لنا بعض الحلويات أنا و والدك"

لتسرع نورا تقول لخالتها:
"دعيه خالتي بالهناء والشفاء هناك المزيد عندنا سوف أحضره لكم"

تربت الخالة على كتف نورا وتدعو لها:
"سلمت يداك حبيبتي أنا أحب ممازحته ليس إلا..وأنت تعلمين أن عمك أحمد ممنوع عن الحلويات"

يرتفع صوت الجد ويكمل جمال هذه الجلسة،يحب جمعتهم وكلامهم يشاركهم المرح
"أنا ممنوع من الحلويات المضرة وكل ما تصنعه نورا مفيد ولن أتنازل عن حصتي"

يمد يده ويأخذ قطعة حلوى من أمام عامر ويبدأ بتناولها،
تبتسم له نورا وتنظر حولها ما أجمل جلستهم وكلامهم يحاولون دائما إسعادها ويتناسون جراحهم،
عندما يقرر أحدهم مساعدتك وهو يعافر في حياته،هذه ليست مساعدة،هذه محبة"

تنظر على الكرسي أمامها فارغا، صاحبه رحل وترك خلفه كل شيئ يحمل ذكرى ما تعيدها لزمن لاحزن فيه،

للحظات يخيل لها جلوسه أمامها بجسده الممشوق وطبعه الهادئ ينظر لها بحب ينتظر إحمرار وجهها ليبتسم،
كيف من نظرة منه كان يقلب عالمها،
يقولون أن كل شيئ يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا الحزن يبدأ كبيرا ثم يصغر،
لما هي لم تشعر بصدق هذه المقولة؟لما هي ما زالت هناك؟
وجع ينخز قلبها عند كل ذكرى، لما هي ما زالت محاصرة به؟ تشعر أنها تحيا به وهناك ما ينتظرها من أجله..شيئ يعطيها القوة لإكمال الطريق في بعض الأوقات..تقول هو حمزة سبب صبرها وتماسكها ومرات أخرى تقنع نفسها هي متماسكة من أجل أسرتها ولكن لا هو مازال بداخلها حي،وتريد الحياة من أجل الشعور به داخلها يسير بدمائها يتخلل أنفاسها لتغفو محتضنة ذكريات لن تموت أو تختفي...هي باقية معها ملازمة لها،هل سيأتي يوم وتصبح إنسانة طبيعية بلا أوجاع...
.................................................. ..................................

يغلق عينيه قليلاً ليسرق لحظة أمان معها تهديه ابتسامة دافئة. كان يسمع هذه الجملة كثيرا يقرأها بين السطور ولكن لم يشعر بها مثل الآن.ابسامتها هذه من تعطيه بعض القوة للتحمل، تمسح بيدها على شعره وتقترب منه وتهمس:

"لقد تأخرت كثيرا هيا عد قبل ذهابي"

يستيقظ على صوت صراخ زميله بالسجن يتألم من وجع بضروسه أنساه ألمه الأكبر
يمسح وجهه بيده ويعيد ماهمست به

قبل ذهابي إلى أين ستذهب؟ إحمها يالله يدعو لها ويشعر بنخزة بقلبه من أجلها..لو أصابها مكروه في غيابه،

يعود صوت زميله يرتفع بأنين لا يحتمل
يقترب منه ويقول له:

"افتح فمك أرني ما به هذا الضرس اللعين"
يفتح الآخر فمه وكأن الطبيب سيعالجه ويخفف من ألمه،

ليقول له:
"إن السوس نخره وعلى ما يبدو قد وصل العصب لو بقي هكذا سوف يتحول لخراج ملتهب"

يغلق الآخر فمه ويسأله باستغاثة:
"ماذا أفعل أرجوك لا أستطيع التحمل اكثر من ذلك منذ يومين والألم أصبح لا يطاق"

قال له بكل جدية:
"لا حل سوى اقتلاعه"

ليضع زميله يده على خده ويئن
"كيف؟ فقط قل لي كيف؟"

ينظر حوله فلا يرى سىوى أجسادx قرب بعضها ملتصقة بالحائط وباب زنزانة مقفل لا يأتي منه سوى الشياطين ليسوقوهم للعذاب،

ينظر خلفه ليجد أن الحائط متآكل قرب باب الزنزانة ظل يحفر فيه بيده بعضاً من الوقت ثم وجده..كان رأسه ظاهراً له واستطاع سحبه ،مسمار حديدي أكله الصدأ فهذا المسمار موجود منذ أكثر من50 عام منذ بناء السجون

عاد لزميله وقال:
"هل تستطيع؟؟
ولم يكمل فقد فهم الآخر ما ينوي عليه،

ليجيبه بسرعة:
"أجل ألم خلعه أرحم من هذا الوجع"

يطلب من أحدهم تثبت رأس زميلهم ويضع المسمار أسفل الضرس وأول محاولة يمتلئ الفم دم ويبصق والثانية والثالثة ينجح يخرج الضرس ليشاهدوه مثل أعجوبة ويقطع من ملابسه قطعة قماش متسخة لا تنفع لدرء برد أو ستر جسد،ليوقف نزيف فم زميله الذي تمدد على الأرض الباردة يستدعي النوم الذي جافاه لمدة يومين،

ويعود هو لركنه ليغلق عينيه ويعود لعالمه معها لعلها تقول له أين هي ذاهبة.

......

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 01:43 AM   #7

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

بداية موفقة ان شاء الله ومتزعليش نفسك على ضياع المشاركة الأولى للرواية

ياترى نورا هتوافق على العريس وتقدر تتجاوز ذكرياتها مع زوجها

عذاب المعتقلين فى السجون حاجه تقهر

بالتوفيق ان شاء الله ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 09:46 PM   #8

ليليا سهام

? العضوٌ??? » 462745
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 602
?  نُقآطِيْ » ليليا سهام is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليليا سهام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:20 AM   #9

فاطمة عبد الوهاب

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 387737
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,138
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » فاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond reputeفاطمة عبد الوهاب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم
حبيبتي بداية موافقة ان شاء الله ومبارك لكِ على روايتكِ اولى اتمنى لكِ اتمامها بالتوفيق والخير

رواية حلوة
تحجي عن عدة اشخاص في حياتنا والاحلى سلطت الضوء على جوانب
الوضع في البلد
الظلم
وسجن المظلومين
الى عدة اشخاص
نورا وشهامة والتؤامتين

قصة المسجونين ظلما ماهي؟؟
نورا تقبل تزوج اكرم
وهل مدح ام ميساء اخوها صحيح
الشهادة للاهل مشكوكة

رواية مليئة بالاحداث

انتظر جديدج


فاطمة عبد الوهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:29 PM   #10

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.