آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-16, 08:52 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 416 -ودارت الايام - روايات عبير المركز الدولي(كتابة/كاملة)**




416- ودارت الأيام
من دار نشر المركز الدولي
"الملخص"
لقد صدق حدس " مارجريت " ووجدت بالفعل الرجل
المنشود الذي طالما بحثت عنه . لكنها عندما كشفت
شخصيته الحقيقية وجدت أنها لم تحصل فقط على
الكاتب الهارب الذي كلفها رئيسها بالبحث عنه،
بل وجدت أيضاً حبيباً مخلصاً صادق العواطف .
سعدت " مارجريت " لكن سرعان ما وجدت نفسها
حائرة بين ثلاث شخصيات لرجل واحد .



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-07-16 الساعة 10:29 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:55 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
" ما أسمك ؟ "
أجابت ميج بتلقائية :
" أوكس "
لقد قررت منذ البداية الا تدلي بأسم مستعار .
كان هذا رابع مكتب توظيف تدون فيه أسمها لجني ثمار التفاح في البساتين الشاسعة ،أن في أخفائها عملها الحقيقي مشقة ما بعدها مشقة ،فهي ليست في حاجة إلى أن تربك نفسها بالتفكير في اسم مستعار وبأية حال من الأحوال .إذا اضطرت لمقابلة روس جرينتج فلن يعرف من هي ميج أوكس استطردت :
" ميج أوكس "
نظرت إلى سائلها كان يدون ما تدلي به من معلومات عن نفسها دون أن يتكلف عناء النظر إليها . ولو نظرة سطحية منذ ان دخلت قبل بضع ثوان .
وبدأت ميج تفكر فيما يختفي تحت هذا الشعر الكثيف الداكن المائل إلى الحمرة عندما تكون بصدد لقاء ما . كانت تحب أن تعرف بمن ستلتقي ،أحياناً كان من الأفضل الا تعرف.
ولأول مرة كانت على لقاء مع رأس ذي شعر كث .كان لدى ميج كل الوقت لتتفحصه . يداه عريضتان ومسمرتان ، كتفاه قويتان ولابد أنهما مسمرتان أيضاً .
قالت دون أن تلقى منه أي اهتمام :
" ميج اختصاراً لمرجريت وليس ميجين "
لم يجب وأضافت :
" مارجريت ت " .
كان في صوتها نبرة سخرية ،يبدو أن الرجل لم يلاحظها او تجاهلها عن قصد ،كانت من عادة ميج أن تطعم كلامها بسخرية واضحة .يصعب على المرء تجاهلها .
قالت في نفسها لكني لست في نيويورك ،لابد أن المعايير هنا مختلفة .
" عنوانك ؟ " .
حتى الآن لم تسأم صوته العميق الجهور ،كان من السهل عليها أن تعرف قوته وثقته بنفسه من خلال صوته ويديه وقمصيه الكاروهات الأحمر الذي يتناسب معه تماماً ،أردت لو تلقي عليه التحية وتعود إلى حيث أتت ،ماذا سيكون رد فعله إذا فعلت ذلك ؟
لكنها وعدت وولف بأن تحسن التصرف ، وولف الذي وصفها مراراً بأنها طفلة ساخرة .
إنها لم تشترك معه في العمل إلا منذ شهرين، لقد أجابت على وصفه هذا بأنها بكل بساطة صريحة . وأحياناً أمينة إلى حد كبير ، لكنه جعلها تعاهده بأن تتحفظ في كلامها مادامت تريد العثور على روس جرينتج .
إنها تبحث عن المدعو روس جرينتج كرهاً في رأيها أن المؤلفين الذين يريدون التهرب من وكلائهم لابد أن يستطيعوا التهرب منهم في الحقيقة ،لم يكن رأي وولف كذلك .
تذكرت في شرودها أن الرجل ينتظر سماع عنوانها ، صاحت بصوت أجش :
" ساوت مين نيو روكي سبرينجس "
حيث توجد بساتين ماكجافوك في نيوروكي سبرينج نكما كان هناك ايضاً على حد علمها روكي سبرينجس الشرقية وروكي سبرينجس الجنوبية .
استطردت :
" هناك ضيعة جميلة جداً في هذا المكان ، أليس كذلك ؟ "
تمتم وهو يكتب :
" أسكن أعلى المكتبة المحلية " .
استدار على مقعده ليمسك ببراية أقلام استطاعت ميج ان ترى فكه القوي وذقنه النظيف تماماً .
"إنه مكان رومانسي ،الا تراه كذلك ،وهادئ جداً ما عدا يوم الأربعاء ،فالأطفال البالغون أربع أو خمس سنوات يحدثون ضجيجاً يفوق الوصف "
اعتدل واستعاد وضعه الأول في مواجهتها بنفس السرعة التي استدار بها ، بدا القلم عملاقاً في يده الضخمة ، هذا الرجل ليس لديه مهارة أستعمال القاطعة .
القاطعة ؟ لماذا طرأ إلى ذهنها أنه برى القلم بقاطعة روس جرينتج في إحدى فخديه ندبة طويلة طولها أربع وعشرون غرزة .
على الرغم من أن ذلك الشخص الماثل أمامها يبدو انه يلهو كثيراً بمثل هذه الآلات الحادة. إلا أنه لا يوجد شيء يؤكد أنه روس جرينتج ، سيكون أمر اكتشاف جرينتج سهلاً للغاية ، ومثيراً ايضا ً، لقد أعطاها وولف وصفاً دقيقا لجرينتج فهو أسمر يتعدى طوله متراً وثمانين سنتيمتراً، كما أن بجسمه أثر جرح بألة حادة منذ بضع سنين ، تألمت ميج كثيراً عند سماعها تفاصيل الحادث . بينما ظل وولف رابط الجأش، هذا الاحمق قد أفسد الرحلة الخاصة بالدعاية عن كتابه !
كان من الصعب تأكيداً أن تطلب ممن تشك فيهم خلع سروايلهم حتى تتحقق من وجود هذه النذبة . إنه ليس هذا الرجل بالتأكيد ،ومن جهة أخرى فإن جرينتج يحاول تجنب الاتصال بالناس إنه كاتب هارب باع كتاباً بالملايين فمن السهل عليه أن يوفر لنفسه مخبأ ملائماً .
" رقم التأمين الاجتماعي " .
ومن ناحية أخرى ،ربما لم يكن روس جرينتج في ولاية كنكتيكت احتمال أن يكون في توكسون أو في كينيا ، لماذا بحق السماء في روكي سبرينجس؟
فعندما تصورت أنه ربما يكون قد لقي حتفه ،رفع وولف ذراعيه إلى السماء ،سترشح نفسها إذن بشجاعة لوظيفة جني التفاح .
" هم "
انتفضت ميج عندما تبينت أنها لم تسمع السؤال الذي وجهه إليها قالت :
" أسفة لم أسمعك إن رائحة التفاح..."
قاطعها وهو ينظر إليها للمرة الأولى :
" لا يجب أن تؤثر على حاسة السمع لديك آه ،إني ارى" .
هذا الوجه لا يتوافق مع ما رسمته من ملامح في خيالها عندما سمعت صوته وتفحصت يديه وكتفيه العريضتين .
كانت تتوقع وجهاً فظاً، أسمر يخلو من النظارة .أما الآن فقد اكتشفت في عينيه النافدتين الخضراوين ،وأنفه المستقيم ، وفمه الدقيق وفكه العريض ،ذكاءً ولطفاً لم تتوقعهما .
روس جرينتج !
كلا ، مستحيل حتى لو أن وولف قد أخبرها أن الكاتب الهارب أسمر وهبه الله جسداً مدهشاً كما هو حال هذا الرجل ،فكرت ميج إذا كانت ستتصل بوولف هذا المساء لتعرف لون عيني الهارب .لقد سألته عن عينيه بالفعل منذ اسبوعين ،في نيويورك وكانت إجابته الوحيدة إن له عينين، سألته :
" ماذا ترى ؟ " .
"إنك تبلغين ستة عشر عاماً " .
لم تخف عليها لمعة الةقاحة التي عبرت نظرته، لقد رأت بشكل كاف أعداداً كبيرة من المتقدمين لهذا العمل فعرفت أنها مختلفة عنهم وليست فقط أكبر منهم سناً، لقد كانوا مراهقين يرتدون الجينز والبلوزات الرياضية والأحذية الرياضية الرثة ،أما ميج فكانت تلبس بنطلونا من القطيفة المضلعة الزرقاء مكوياً بالبخار ، وبلوزة من الفييلا وحذاء مريحاً وقد وضعت على وجهها المساحيق بشكل يسير وهي أمام مرأتها قررت أن تكون بسيطة وذات ذوق رفيع قالت وهي تبتسم :
" آوه ، على الاقل " .
لم يجب على أبتسامتها وبادرها بصوت رتيب :
" تاريخ ميلادك ؟ " .
" لماذا ؟ " .
" أسالي الحكومة " .
"أوه " .
حتى اليوم لم تكذب ميج ابداًبشأن سنها لابد أن تقبل في هذه الوظيفة حتى تجد هذا الملعون المدعو روس جرينتج ومع هذا كانت لا تعبأ بأن تحلم إذا كان يحصد ثمار التفاح أو البرقوق أو اي شيء آخر إنها تريد أن تمشي وسط أشجار التفاح وتعمل وتنهك من كثرة العمل في هواء الخريف الرطب إنها تريد أن تحصد ثمار التفاح لكن هناك أمل ضئيل في أن يكون النسؤولون عن بساتين ماكجافوك أكثر لطفاً من رؤساء المنشآت الثلاث الأخرى في المنطقة الذين وجدوا جميعاً أنه من المخالف للصواب أن تجني امرأة في الثلاثين من عمرها ثمار التفاح .
ثماني عشرة سنة ؟ لم يكن يبدو أنها تبلغ ثماني عشرة سنة، إحدى وعشرون ؟ لن يصدقها. حسناً لنقل خمس وعشرون ! أجرت بعض الحسابات السريعة وأعطته تاريخ ميلاد مزيفاً.
" هل لي أن أرى رخصة القيادة ؟ " .
" الرخصة ! لماذا ؟ " .
" إنها حيلة قديمة أن تكذب امرأة بشأن سنها " .
" وإنه من سوء أدب الرجل الا يصدق امرأة تكذب بشأن سنها " .
" أنت تكذبين إذن ؟ " .
" عيد ميلادي في الرابع والعشرين من يوليو " .
" عشر سنوات قبل السنة التي قلتها لي ! " .
" عشر " .
" خمسة عشر " .
" نذل " .
ارتسمت على شفتيه أبتسامة عريضة فعلت وجنتيه غمازتان كانت ميج مازالت تشعر بتوتر إلا أنها أحست بتحسن ،أحتمال أن يكون روس جرينتج قد أصبح الآن مستحيلاً إن وولف لم يحدثها عن هاتين الغمازتين .
كان رئيس بساتين ماكجافوك بحق ...لا يهزم .
" حسناً ، ماذا لو عدنا الى تاريخ ميلادك الصحيح ؟".
" أضف خمس سنوات " .
" إلى كم ؟ " .
" إلى خمس وعشرين " .
لقد تمتع بقد من اللياقة فلم يظهر فخره بانتصاره .
" إني أحتاج ايضاً إلى رقم الهاتف " .
" ليس لدي " .
" أنت جديدة في المدينة أشك في ذلك ، أشكرك يا آنسة أوكس سأعاود الاتصال بك " .
كانت ميج على دراية تامة بمكاتب التوظيف حتى تعرف كيف يتخلصون من طالبي العمل .
" هذا التصرف ،يا سيدي العزيز يعتبر خسة " .
دون أن تمنحه الوقت ليجيب ،استدارت وخرجت مرت على محل بيع التجزئة وتأوهت ،استنشقت رائحة كعك التفاح .
تلفظت بالسباب كانت قد قررت أن تشتري واحدة وتتذوقها مع القهوة أما الآن ،فتمنعها مبادؤها من فعل ذلك .هزت كتفيها وواصلت سيرها بشجاعة بين الحلوى والخبز الساخن .
" يا إلهي خبز ساخن وزجاجات شراب التفاح وعصير الفواكه،خرجت من المبنى وهي تلعن مايكل وولف لأنه ورطها في مثل هذا الموقف ،كانت الشمس ساطعة في سماء بلا سحب والجو صحو ولطيف يوم مثالي من أيام سبتمبر في جنوب ولاية كنكتيكت. رمقت المراهقين الذين التفوا حول طاولات الطعام بنظرة حسد ،اطفال !
اتجهت نحو سيارتها الهوندا السيارة الوحيدة الجديدة في موقف الانتظار ولم تستطع أن تمنع نفسها عن النظر في مرآة السيارة ،لا يوجد أدنى خط للتجعيد ولاشعرة بيضاء ،لا شيء يكشف عن سنها الحقيقية بشرتها ناصعة البياض ،عيناها ذهبيتان وشعرها أشقر قصير وكثيف قالت في خاطرها :
" يا إلهي لم أشعر ابداً أني عجوز إلى هذا الحد الملعون مدير ماكجافوك !الملعون روس جرينتج !
ادرت محرك السيارة وهي تحاول تهدئة نفسها .
بعد كل شيء كانت في الثلاثين،ولعدة أسباب ليست حتماً ظاهرة كان يعرف كل من يقابلها أنها فتاة صغيرة في العشرين أو حتى امرأة شابة في الخامسة والعشرين .
ازداد غيظها بينما كانت تقود سيارتها في الطرق الضيقة المتعرجة التي تؤدي إلى المدينة لم تهدئ تحية موظفة المكتبة الحارة من غضبها ولا حتى الراحة المنشودة التي وجدتها في شقتها .
روس جرينتج الذي تقدر أعماله الأدبية لكنها لم تقترب منه ولم يمثل لها شيئاً على الإطلاق، ومع ذلك فهي تبحث عنه!إنه ضالتها المنشودة .
وضعت كوب الشاي المثلج بعنف ،كيف للمرء أن يعيش هنا!في هذه الشقة،في هذه المدينة في روكي سبرينجس ؟
انتفضت ميج لهذه الفكرة ماذا تستطيع أن تفعل بحق السماء في مثل هذه المدينة؟ حدثت نفسها بأنه يجب أن تكف عن الهذيان وأن تركز تفكيرها في جرينتج و وولف وهذا الرجل الذي يرى أن بلوغها سن الثلاثين يمنعها من جني التفاح .
همست بقزز :
" قناص مكأفات،اشعر انني قناص مكأفات " .
تخيلت نفسها وهي تقود جرينتج مكمماً وقيد اليدين وهي تعتلي فرسها .
قالت وهي تصب قدحاً آخر من الشاي المثلج :
" أني عصبية جداً " .
وقد مرت ثلاثة أيام وهي تبحث عن روس جرينتج وم تحصل على أية معلومات أكثر من التي كانت تعرفها قبل أن ترحل من نيويورك وهذا ضئيل جداً في راي وولف .
لأول مرة شعرت أنها تريد العثور عليه حقاً بسببه تعرضت لإهانة الرفض من أربعة مكاتب تشغيل في أربعة بساتين.
لو لم يرحل هذا الأرعن دون استئذان مايكل وولف لكانت الآن في مانهاتن تقرأ الكتب بدلاً من السعي وراء مصانع عصير التفاح .
ستتصل بوولف وتبوح له بكل ما بقلبها وتتحرر !
لكن لم يكن هناك حتى تليفون في الشقة ولن تخاطر بمكالمة وكيل أدبي نيويوركي عظيم من كبينة التلفيون المجاورة لمحل الجزارة ، أقتربت ميج من منضدة مصقولة وضعت عليها الآلة الكاتبة القديمة التي تستعملها .
لم يكن وولف ليسمح لها بأخذها إذا كانت أستاذنته في ذلك لقد قال لها :
"يجب أن تسافري متخفية ومن المفترض أنك ستسافرين فترة قصيرة فمن الحماقة نقل كل أشيائك،هل معك زوج حذاء رياضي؟ "
كما قذف إليها بعبارات مثل :
" أنت لست عقلانية بالقدر الكافي ؟ " .
شربت رشفة من قدح الشاي ثم وضعت ورقة في الآلة الكاتبة ستكتب لوولف ستقول كم ستسبب له هذه المهمة من صعوبات لشركته الجديدة .
كتبت التاريخ وتوقفت ،صاحت محدثة نفسها :
" مارجريت ،هل تذكرين منذ متى لم تستخدمي هذا الورق الرائع المطبوع عليه أسمك ؟ " .
إنها تذكر بالتأكيد فمنذ شهور لم تتح لها الفرصة لتستخدم ورقاً خاصاً بالعمل لأنه لم يكن لديها عمل لقد طردت من وظيفتها السابقة وهذا ما يسمى بالتجديد في هيكل العمالة .
ربما لم تكن فكرة جيدة أن توجه مثل هذا الخطاب إلى الرجل الذي أنتشلها من البطالة ووضع ثقته بها ،ثم إن ثقته بها عظيمة .حيث إنه كلفها بإيجاد أكثر الكتاب قيمة ممن يتعامل معهم حسناً،لتكن الإجراءات التي يستخدمها تفتقر للاستقامة المطلقة يمكنها الإذعان لذلك فمقابل قبولها لاساليبه الملتوية تذكرت مدى سعادتها منذ شهرين تقريباً، عندما أنضمت لفريق وولف سيكون من الحماقة أن تفسد كل ذلك بسبب قصة السن والتفاح بالإضافة إلى ذلك ،فيما أن مدير ماكجافوك هو الذي أهانها ،فلماذا لا تهاجمه ! انسابت الكلمات تحت أصابعها إن الإهانة والغضب هما خير باعث لفصاحتها وأسترسال عباراتها .
سيدي العزيز /ماكجافوك
لقد مررت اليوم بأسوا تجربة عندما التمست وظيفة مؤقتة لجمع التفاح لديكم ،لقد استقبلني أحد موظفيكم الذي لا أستطيع تسميته إذ من لطفه أنه لم يقدم نفسه .سيكون من الأفضل أن تتحدث معه عن طريقة إجراء المقابلة الخاصة بتشغيل العمال أخشى أنه ليس كافياً أن يكون الإنسان فظاً ولا مبالياً حتى يثبت جدارته .
في اعتقادي أنه ليس من المنتظر أن يدار مشروع استثماري زراعي بنفس الحرفية التي تدار بها شركة أستثمارية عالمية وعلى الرغم من ذلك ،لا يجب أن تتجاهلوا القواعد الأساسية للإدارة بما أني قد مررت بنفسي بتجربة إدارة العلاقات العامة في إحدى الشركات ،اسمح لي أن أحييكم بحسن معاملة هولاء الذين يرغبون
في الالتحاق بشركتكم حتى المتقدمين غير المقبولين يجب أن يكون لديهم انطباع حسن عن شركتكم فقبل كل شيء هم ليسوا إلا المستهلكين أو على الارجح كما هو في حالتي ،كانوا من مستهلكي منتجاتكم .
وتقبلوا فائق الاحترام
مارجريت ت أوكس
أعادت ميج قراءة الخطاب لتبحث عن أخطاء الطباعة المحتملة في الحقيقة لقد أعادت قراءته بسعادة غامرة.أولاً لأنها اكتشفت أنها تكتب بمهارة ،ثم لأنها انتقمت بنزاهة والأكثر من ذلك أنها بهذا الإجراء البسيط قد أفرغت جام غضبها لم يدركها الصبر حتى اليوم التالي فقررت أن تذهب به الى البريد علي الفور.
لابد أن يرحل هذا الخطاب قبل أن تهدأ ميج تماماً.
كانت الكتابة هي وسيلتها في محاربة الضغوط وتحمل الأهانات الصغيرة التي تتعرض لها في حياتها اليومية إلا أنها قليلاً ما كانت تبعث بهذه المهاترات إلى المقصودين بها .
في العادة كان الأمر يتوقف برمته عندما تلصق طابع البريد وتتذكر الحادثة التي أشعلت غضبها وتعيد تقييمها وتعدل عن توجيه صاروخها الانتقامي، هذا الخطاب سيستلمه ماكجافوك لكن ألن يعتقدوا أنها مجنونة،أو مثيرة للمشاكل،أو منشقة في هذه المدينة الصغيرة...حيث تنتشر فيها الأخبار بسرعة البرق ؟
في هذه المدينة التي من المحتمل أن يكون فريستها مختبئاً فيها؟ لايهم ! بعد يومين غير مثمرين كان خطاب بلون بساتين ماكجافوك في أنتظارها في صندوق البريد. صاحت من وقع المفأجاة وفتحته وسط مكتب البريد ،كان خطاباً قصيراً :
" سيدتي العزيزة أوكس أرجو أن تتقبلي أعتذاري عن أفتقاري للحرفية في العمل لكن ،بحق السماء ماذا لمديرة علاقات عامة أن تفعل بوظيفة قطف التفاح ذات العائد الذي يوصف بأنه أقل من الضئيل ؟
مع تحياتي .
جوناثان ماكجافوك "
كان توقيعه متكلفاً مثل خطابه .الشيء الوحيد الذي منعها من أن تزمجر هو فضول موظفة البريد أبتسمت أبتسامة مصطنعة ودست الرسالة في حقيبة يدها .وعندما عادت إلى شقتها قررت أن ترد على الرسالة .
" عزيزي السيد ماكجافوك
في أربع سنوات خبرة فيما أطلقت عليها وظيفة واعتقد أن مفهوم العمل تماماً كمفهوم الأجر لم يتغير كثيراً.
أن مهاجمتك لتعليلاتي لا تمثل أي أعتذار عن الفظاظة التي تعرضت لها في أثناء اللقاء .
مع تحياتي.
مارجريت ت .أوكس
ملحوظة: إن خطاب عمل -ولاسيما خطاب لا يتعدى خمسة اسطر لا يجب أن يحتوي على غلطة طباعة واحدة، مصححة وخطابك احتوى على خمسة أخطاء .
أعتقد انك قد ضربته بنفسك على الطابعة .ألم تسمع عن السكرتيرات ؟ " .
لم تتبين ميج إلا بعد إرسال الخطاب أن الملحوظة التي أرفقتها كانت زائدة عن الحد .كان كل الخطاب ، على الأرجح مخالفاً للمنطق .لن يضيع ماكجافوك وقته ليجيب عليه .
ولتمنع نفسها من التفكير في هذا الأمر،ذهبت إلى روكي سبرينجس الجنوبية وتنزهت في الريف لم يكن المنظر جميلاً كما هو الحال في ماكجافوك لكنها استطاعت أن تنصب على قراءة كتاب في أحد الحقول .وبعد ذلك شعرت بتحسن في صباح اليوم التالي كان قابعاً في صندوق البريد خطاب جديد مطبوع على غلافه أسم ماكجافوك .
سألت ميج نفسها كيف استطاع أن يجيب بمثل هذه السرعة؟ اقتربت من الشباك ، أبتسمت إليها الموظفة الآنسة هينيسي :
" أوه ، لك خطاب من جوناثان ،لقد رحل تواً منذ دقيقتين".
" حقا ً ؟ " .
" نعم ، إن صندوق البريد الخاص به تحت صندوقك تماماً" .
" لكن ...إنه يعيش خارج المدينة ،أليس كذلك ؟ " .
أجابتها الآنسة هينيسي المهيبة :
" تماماً .لكن لا يوجد مكتب بريد في نيوروكي سبرينجس" .
" إذن أنت...." .
" عندما تسلمنا خطابك وضعناه في صندوقه ،والعكس صحيح ،أنه أمر عملي جداً " .
ارتسمت على شفتي ميج أبتسامة متواضعة .كانت تعرف شيئين عن هذا الكاتب المشهور الذي أعتقدت أنها وجدته :
الأول : أن أسمه الحقيقي ليس روس جرينتج .
والآخر : أن مكتب مايكل وولف يبعث بمستحقات جرينتج عن الكتب المبيعة إلى مكتب بريد روكي سبرينجس .
دمدمت ميج :
" هذه في الحقيقة ميزة الحياة في مدينة صغيرة " .
" نعم ،أليس كذلك ! نحن نعرف الجميع هنا " .
قاومت ميج رغبتها في فتح الخطاب عل الفور وانتظرت حتى تعود الى المنزل نكادت منذ بضع دقائق ان توفر ثمن الطابع .
تنهدت إنها لن تتحمل مواجهة جديدة ربما يكون روس جرينتج او ان يعرف روس جرينتج هذا سخف !لقد بدأت تراه في كا مكان في ركن الشارع نخلف كل شجرة تفاح أو في ظلال هذا المقهى الصغير الذي تراه من خلال شباك الصالون ،ربما لا وجود له منذ أسبوع وميج تفكر في كل الاحتمالات الممكنة كتبت وهي تفتح الغلاف رقم صندوق بريد ماكجافوك نلم تكذب الأنسة هينيسي وقررت ميج أن تبعث به لوولف من يعرف؟ من المحتمل أن يذكره هذا الرقم بشيء ما .
"عزيزتي / السيدة أوكس
شركتنا الصغيرة لا تستطيع أن ترفض موظفة لها نفس قدرك كوني صباح الغد في الساعة السادسة أمام المحل يمكنك أن تبقي المدة التي تحلو لك خوفاً من الا أكون لطيفاً مرة أخرى ،أسمحي لي أن أخبرك بأن بساتين ماكجافوك ليست مسؤولة في حالة ان تفرد ثنية بنطلونك نوبالله عليك تجنبي ارتداء حذاء بكعب عال .
مع تحياتي
جوناثان
ملحوظة :لقد وضعت خطابك الأول تحت مصباح المكتب ووجدت ثلاثة أخطاء. " .
أعادت ميج قراءة الخطاب أكثر من عشر مرات نلم تعد تعرف كيف تفكر لقد حصلت على العمل !الن يكون من الحماقة أن تقبل؟ كيف ستفسر لوولف هذا ؟ من المفروض أنها تلاحق رجلاً محنكاً ولا تسعى للحصول على عمل عبارة عن قطف التفاح وجوناثان ماكجافوك هذا حسناً احتمالات ان يكون روس جرينتج ضئيلاً جداً لكن قد يعرف الكاتب .
قطبت حاجبيها لقد كان بحثها عند ملاك البساتين معتمداً على المنطق أصبح أكثر فاكثر غير مؤكد ،وهو أن جرينتج نوع من التفاح .
تنهدت يا إلهي...! عندما منحها وولف أسبوعين لتجد جرينتج أعتقدت أنه يمزح لقد بدت لها هذه المدة دهراً. الآن تشعر أن الوقت ينفلت ويتسرب من بين أصابعها .
أعادت قراءة الخطاب ،إنه يدعوها دائماً سيدة أوكس، في حين وقع بكل بساطة جوناثان أما عن ملحوظته أنه لم يكن لطيفاً فهي لا تفهمها إنه لم يكن كريهاً ،لكن مديره هو الذي كان كذلك أنها لا تستطيع أن تصدق أن جوناثان ماكجافوك يضيع وقته في مقابلة الفتيات اللاتي يبحثن عن عمل صغير كهذا...حتى لو كن يبلغن ثلاثين عاماً .
تذكرت نظرة الرجل الذي قابلته ،لقد كانت نظرة مفعمة بالحيوية لن يقدر كثيراً أنها تخطته واشتكت لرئيسه نسيكون غير محتمل .
الم تثر غيظ العديد من الرجال سواء كانوا أقل أو اكثر أهمية من ذلك الرجل منذ زمن قليل ؟
بلى لقد أمضت حياة كاملة في ذلك . لن تقبل هذا العمل .
ولكن هل هذه الخطوة الصغيرة ستسمح لها بالتوصل إلى وكر هذا الكاتب الملعون؟ حتى الآن لم تجد أي شيء ولا أقل مؤشر ولن تستطيع خداع وولف أكثر من ذلك عاجلاً ام أجلاً ، لابد أن تقدم له تقريرها، ومهما بدت غريبة فهي أول عملية مهمة بالنسبة لها، ولن تسمح لنفسها بان تفشل فيها لم يكن لديها الخيار يجب أن تقبل هذا العمل .
وماذا سيحدث عندما يتبين الناس أن خبرتها الوحيدة بقطف التفاح هي ضئيلة باستثناء زياراتها العديدة لمحلات السوبرماركت ،تجربتها المتواضعة التي مرت بها في ذلك اليوم؟
قالت محدثة نفسها وهي تضع الخطاب بجانب الآلة الكاتبة :
" لا يهم ، لن أناقش هذا الأمر " .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:55 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
في اليوم التالي فهمت ميج قبل الظهر ،ان قطف التفاح لم يكن بالنشاط الرومانسي الذي تخيلته وان جوناثان ماكجافوك قد أظهر قدراً لا يتهان به من السادية عندما ألحقها بهذا العمل صعدت بمشقة وهي تحاول الا تتذمر ،صخرة كانت تحت شجرة من أشجار التفاح المنتشرة في كل مكان وللحقيقة لم يكن ماكجافوك هو المسؤول الوحيد لكن كم يؤلمها ظهرها ! لقد كانت هي على أية حال التي تقدمت لهذا العمل مع ستة من المراهقين في الساعة السادسة صباحاً خلال هذا النهار الطويل المضني تعلمت ثلاثة أشياء ذات أهمية متقاربة
أولا: أن قطف التفاح نوع من ألعاب الاكروبات .
ثانياً: ان التردد المثابر على نادي لياقة في نيويورك لا يعدك بالضرورة لهذا النوع من الرياضة الخطيرة .
أخيراً : لا ينصح بارتداء جينز جديد لمن يريد وقاية تورم الركبتين .
مدت ساقيها التالمتين ،ثم قررت وهي جالسة على الصخرة العالية أن تفتح علبة الفاصولياء البيضاء بصلصة الطماطم بيتية الصنع التي اشترتها من محل الأكلات الخفيفة شعرت بأنها منهة وتتضور جوعاً وكآلة ليس بأنها عجوز إلى هذا الحد .
استنشقت محتويات العلبة الساخنة وابتسمت ثم انفجرت في الضحك .إنها كانت تبحث عن شيء مرطب على الرغم من كل أخطائها وخرقها في التصرف ،كان عليها أن تعترف بأنها لم تسأم بعد .
شعرت بحركة خلفها وصوت رجل أجش وسعيد يناديها :
" لقد أخبرني أرت أنك ترتدين حذاء رياضياً وردياً ، لكني لم أستطيع أن أصدقه ! " .
قبل أن تستطيع ميج أن تلتفت كان الشخص المعني باعتراضاتها في خطاباتها لجوناثان بجانبها فوق الصخرة العالية على الرغم من وجود أماكن كثيرة إلا أنها انزلقت تلقائياً إلى الحافة المقابلة،اصطدم رأسها بفرع قد أماله وزن الثمار .ارتسمت على وجه المدير الملعون أبتسامة عريضة لاحظت وأحاسيسها تتنازعها الفرحة والحزن ،الغمازتين اللتين تعلوان وجنتيه لم تختفيا لم يتغير أي شيء في مظهره. أضاءت الشمس شعره الداكن فبدا أكثر احمراراً اضطرب ذهن ميج :
ماذا يعرف عن خطاباتها لماكجافوك ؟ لابد أنه ضحك منها مع رئيسه وسألت نفسها هل قرر ماكجافوك أخيراً أن يلحقها بالعمل ليتسلى بشخصها أم لا ؟
حذاء رياضي وردي !
" هل ستتسامحين الفظاظة ولا سيما عدم أهلية هذه الملاحظة " .
حسناً إنه يرجع إلى ما ورد في الخطاب الأول .لقد تحدث الرئيس عنه ستحاول أن تكون ودودة .
" لكنها ملاحظة شريفة " .
" آه ، انا رجل شريف يا آنسة أوكس ،لا يكن لديك أي شك بشأن ذلك . هل تحبين اللون الوردي ؟ " .
" إنه مفرح ،الا تجد ذلك ؟إنه لون يبعث البهجة " .
قال وهو يرفع كتفيه :
" المهم أن يكون حذاء متيناً " .
" لم أسقط من أي شجرة حتى الآن " .
" هذا ليس خطئي إنني جئت لأتحقق مما قالوه لي " .
" إنها ملاحظة فظة " .
أجابها وهو يضحك :
" لكنها شريفة " .
" تماماً، وصادقة وفي نفس الوقت مؤدبة أليس كذلك يا سيدي؟ " .
" صحيح ، أمريكي طيب معاند هل اكتفيت بهذا القدر اليوم أم تريدين أن تستأنفي العمل بعد الظهر ؟ " .
رفضت ميج أن تعترف بأنها لم تعد قادرة على العمل ،غرست سكينها في علبة الطعام المحفوظ لقد عملت الصبية حتى السابعة والنصف ولن يستانفوا العمل إلا بعد المدرسة نح الثالثة ووجدت ميج نفسها مسؤولة عن طرف كامل من أطراف البستان عندما كانت قد ذهبت لإحضار غدائها، قابلت بعض المتخصصين في قطف التفاح الذين أبلغوها بأنهم قد انتهوا بالفعل من القسم الذي عهد به إليهم دون شك لقد حصلوا على أجر أعلى .
قالت :
" إلى الساعة السادسة ،هذا يناسبني أعتقد أنني سأعود إلى البيت وأخد حماماً طويلاً ساخناً " .
" بالرغوة ؟ " .
" أنت خيالي ومعاند بنفس القدر " .
" وأنت لا تستطين تحمل أكثر من ذلك ،هل قررت الرحيل؟" .
أمسك تفاحة وقضمها :
" كلا ، أريد أن أكسب أكثر حتى أستطيع أن أشتري مواد البقالة التي تكفيني أسبوعاً كاملاً " .
قال ضاحكاً :
" لست متاكداً من أن موسم الحصاد سيستمر طويلاً ، حتى تصبحي سمينة ....إذا استمررت في العمل بهذا الجد ..." .
بدأت ميج تقدر صراحته الفظة ، غنه يذكرها بوولف الذي قال لها في أول لقاء لهما :
" إن العمل معي هو الجحيم " .
وولف...روس جرينتج ...أوه ،لماذا يجب عليّ أن افكر في هذين الاثنين ؟
لكن على أية حال ليس من المفترض لها أن تلهو مع رجل وسيم وسط بستان تفاح لم كان معاندا أولا إنها فرصتها الأخيرة لقد استنفدت كل الوسائل الآخرى إذا لم تستطيع إيجاد بداية الخيط من بساتين ماكجافوك ستعود وهي تجر أذيال الخيبة إلى مانهاتن .
" أنت تتمنى أن أسقط من أعلى السلم ن اليس كذلك ؟ " .
" أو أن تلدغك نحلة ،أو أن تصرخي لان حشرة صغيرة تتنزه على ذراعك لا تحاولي كل الشواهد تقول إنك لم تقطفي التفاح أبداً قبل هذا الصباح، لا فائدة من الانكار ويجب أن تكوني سعيدة يا آنستي العزيزة أنني لم أربط أجرك بالانتاج ستنتهين بأن تكوني مدينة لي " .
" من حسن الحظ ، أنه ليس أنت من يدفع أوه ! انت ، أنت جوناثان ماكجافوك ..." .
" لأخدمك بفظاظة وقلة حرفية " .
" لم تكن مجبر أن تلحقني بالعمل " .
" بالتأكيد ، لكن شرف عظيم لنا أن تلتحقي بعمالنا " .
" إنك تحب إعادة فتح الموضوع " .
" حسناً هل يمكنك أن تسدي صنيعاً آخر لشركتنا المتواضعة ،هل تقبلين أن يطلعك أرت في المصنع ،كيف ينتقون ثمار التفاح ؟ إلا إذغ كانت خبرتك طويلة بكا تأكيد" .
لقد بدأ من جديد في أسلوبه الفظ المشاكس كانت تفكر في اسلوبه هذا دون غضب .كان كاللعبة نظرت إلى عضلاته المنتفخة تحت بشرته البرونزية .
" تبدين مستغرقة في التفكير يا آنسة أوكس " .
رفعت رأسها ولاحظت أبتسامته الواهية
" لكن كلا ...لا شيء سأبقى بكل تأكيد ،نادني بميج اعتقد أن الجميع هنا ينادون بأسمائهم الأولى " .
" لست أدري إذا كنت سأتجاسر لاخاطب على هذا النحو مديرة علاقات عامة سابقة و...." .
" لقد فهمت تماماً يا سيد ماكجافوك لاطائل من ..." .
قال لها ببساطة وهو يومئ برأسه :
" جوناثان " .
ثم شرع في نزول الصخرة :
" إلى اللقاء يا مارجريت ت " .
وأختفى
بعد ساعتين ،ركنت ميج سيارتها الهوندا خلف المكتبة لم يكن برأسها إلا فكرة واحدة ،حمام شديد الحرارة كتاب جيد ومقعد مريح أن تستريح ببساطة ،ببلاهة أن ترخي عضلاتها ، أن تقضي على إحساسها تماماً بأن جسدها قد أوسع ضرباً.لكنها كانت على يقين من أنها إذغ استسلمت للراحة ،فلن تفعل شيئاً بقية اليوم لن يستطيع أحد أن ينتزعها من المقعد ولا حتى ظهور روس جرينتج المفاجئ تنفست بعمق وأغلقت عينيها وغمغمت :
لن أستسلم
أغلقت باب السيارة بعنف وتوجهت نحو مكتب البريد ،وجدت في الصندوق ظرفاً من نيويورك ليس عليه عنوان المرسل يحتوي على عبارات مختزلة :
" ها مازلت على قيد الحياة أم قبض عليك ر.ج ؟ اتصلي بي على الفور م . و " .
همست ميج وهي تحاول أن تخفي الخطاب عن أعين الآنسة هينيسي التي تحاول قراءته من شباك مكتبها .
ماكر كبير .
أف ...لقد جرح باطن قدمها أيضاً ،لم تكن قد لاحظت ذلك أما الآن فقد أحست بقدميها تؤلمانها في حذائها الرياضي الوردي .
وهي تتوجه نحو كبينة التليفون دمدمت :
" وولف محق.كان يجب أن أشتري حذاء من القماش. أوصلتها سكرتيرة وولف برئيسها على الفور :
" أوكس ! كنت سأتصل بالبوليس الدولي !أين أنت؟".
خفضت بصرها إلى أضفارها المكسورة ويديها المتسختين،كان تورم ركبتيها يؤلمها .
" أجني ثمار التفاح " .
" التفاح ؟ " .
تخيلت هذا الرجل ذا الشعر الابيض رغم عمره البالغ تسعة وثلاثين عاماً،وهو يصرخ في التليفون .
" لقد طرات بذهني هذه الفكرة بسبب أسمه إن جرينتج نوع من التفاح ، و..." .
" لكنه ليس تفاحة ! إنه كاتب...و..." .
" وماذا أيضاً ؟ " .
" هذا كل شيء " .
" معذرة ؟ " .
" أقصد أن ليس لدي الكثير حتى أقوله " .
" وتقريرك ؟ " .
" ليس هناك للأسف أي مادة للتقرير " ,
" لقد رحلت منذ أسبوع يجب أن يكون لديك شيء ، مؤشر ،معلومة تنقلينها إلينا ! " .
طافت ميج ببصرها حولها بقلق لابد أن المدينة كلها قد سمعت صراخ وولف .
" إني أحدثك من كبينة تليفون عامة...هناك العديد من الناس لو كنت تعرف ما أريد قوله ...إني...عندما أحصل على معلومة ذات أهمية سأتصل بك ،صدقني سيسلعدني كثيراً إذا تمكنت من الحصول على أسمه الحقيقي " .
" مستحيل لقد قلت لك قبل ذلك " .
لقد أغضبها كثيراً أن يكون وولف على علم باسم جرينتج الحقيقي ولا يريد أن يخبرها به ،لقد صاح عندما أعترضت أن إفشاءه الاسم الحقيقي للكاتب سيكون منافياً للأخلاق، كيف إذن لنفس هذا الرجل أن يرسل موظفته لتطارد كاتباً لم يعد يريد التعامل معه،كانت تبريرات وولف غير مفهومة ومع هذا فإنها الاسباب الخاصة به وإنه رئيسها .
أجابت :
" أعرف ، لكن لو تحققت من مكانه ربما يكون على بعد الف كيلو متر من هنا " .
" إنه عندك ،أقولها لك ! عليك أنت أن تخرجيه من مكمنه أسمعي لقد جئت حيث انت نائبة عني عندما يراني يهرب إن لم يحاول قتلي أريد أن أعرف اشياء مثل :إن كان يضرب على الطبول وهو نصف عار في ميدان السوق هل رأيت أشياء من هذا القبيل ؟ " .
"لكن ..." .
" أوجديه ! " .
وضع وولف السماعة بعنف ألقت ميج بابتسامة مريرة للسيد جرينجر الجزار الذي لم يفته بالأكيد أي كلمة من المحادثة وطلبت شريحتين من اللحم لم تكن ترغبهما لن تعثر عليه أبداً .
مشت بخطى ثقيلة نحو شقتها ،كل شيء كان ثقيلاً بداخلها كل شيء يثقلها تذكرت فجأة شريحتي اللحم المتأرجحتين في الحقيبة البلاستيك ، شريحتان! لو أنها تقتسم وجبتها مع أحد ما ! طفت في ذهنها صورة جوناثان ماكجافوك .
سيقدر بالتأكيد شريحة لحم مشوي مصحوب بالسلطة الطازجة و...، فيم تفكر هذا الرجل يدير بستاناً وسط الريف فليس هناك شيء مشترك بينهما.إنه آبله كبير ،جذاب لكن... لكن هناك هاتفاً يحدثها أنها قد خدعت لقد تذكرت نظرته .
لتقتل الوقت ، دخلت إلى المكتبة كانت كل روايات جرينتج مصفوفة ، أخذت روايتها المفضلة لم يكن بها أي إهداء ، قالت لامين المكتبة :
" أتمنى أن يكتب روس جرينتج رواية جديدة " .
" هم هل تعرفين، أنا لا اقرأ هذا النوع من الروايات التي تعتمد على الإثارة، لكنها روايات ذات جماهيرية واسعة " .
" نعم " .
زاد نبضها فجأة وطلبت أن تستشير الدليل لم يكن به أسم جوناثان ماكجافوك جلست ميج في الردهة المقابلة للمكتبة وكانت مؤدية ايضاً إلى شقتها وخلعت حذائها الرياضي وبدأت تقرأ ،لقد وجدت متعة في كتابة جرينتج المفعمة بالحيوية حبكته المعقدة والايقاع السريع للأحداث ، وأسلوبه الممتع لقد أحبت طريقة كتابته.
أنتزعها من تركيزها العميق شيء،أحست به فوق قدمها اليسرى قلصت أصابعها وخبطت بضربة صغيرة حتى تطير الحشرة لم يحدث شيء .
" طيري أيتها الحشرة التعسة " .
" أنا لا أستحق ذلك " .
" السيد ماكجافوك ! " .
تبينت أن قدمها تلمس سترة ماكجافوك الجالس بجانبها ن ماذا تفعل ؟ تسحب قدمها، أنها تريد... تريد أن تنسى ،أن تترك وحدها ويقال أنها مشهورة بالجرأة !
إنها تجلس في الشمس ، ناسية مهمتها مشغولة بالسؤال هل تبعد قدمها عن جسد هذا البلاي-بوي المحلي .
مهما كان هل هو حقاً بريء كما يبدو ؟ ماذا يفعل هنا ؟ بالتأكيد إنه ذاهب إلى المكتبة ... عجباً !
" سعيدة لرؤيتك يا سيد ماكجافوك " .
" أنت تسكنين إذن أعلى المكتبة ؟ " .
" تماماً ، ولماذا كنت سأكذب عليك ؟ " .
صمت برهة لكنه لم يكن صمت تردد ونظر إلى ميج وهو يفكر :
" أشعر يا مارجريت ت . أنه نعم وبكل تأكيد ،لابد أنك قادرة على الكذب " .
أجابته وهي ترفع كتفيها وتقفل الكتاب :
" هذا بشع جداً " .
" أنت تشعرين بأنني لست رجلاً مهذباً على الدوام ت. " .
تافافت :
" أعتقد أنني فهمت ذلك بالفعل " .
أستعادت هدوءها ورمقته بنظرة غاية في البراءة ، سألته وهي تظهر له غلاف الكتاب :
" هل قرأت لروس جرينتج من قبل؟ ".
تفكرت ،ألم تتصلب عضلاته ، لقد بدأ جوناثان طبيعياً للغاية .
" نعم في الحقيقة كان كتابه الأول كتاباً جيداً أما الأثنان اللذان تبعاه فكانا قصيرين إلى حد ما " .
" أنا لا أوافقك على الاطلاق إن مهارته تتفتح وتتوسع في كل كتاب " .
قال بصوت متعب :
"حقاً ! كفى " .
لقد أتخدت ميج قرارها العظيم ستسحب قدمها ولتبدو أكثر طبيعية ، ستتمدد وتتثاءب .
تابعت الحديث :
" لا أريد أن أؤخرك ،لا أظن أنك توقفت هنا لتتحقق إذا كنت قد كذبت بشأن عنواني " .
" أوه ! بلى " .
" هل تسخر مني ! لأني كذبت بشأن سني ، تعتقد أنني أكذب في كل شيء ؟ " .
" متكذبين كما قلت عن خبرتك المهنية ،وبدون شك عن شيء أو شيئين آخرين " .
قالت وهي تؤرجح ذراعها :
" حقاً ؟ ".
" ربما في الحقيقة أني أسال نفسي إذا كان أثنان زائد أثنين يساوي أربعة بالنسبة لك أيضاً ! " .
" هل ذلك حتمي ؟ " .
كتف ذراعيه ونظر في وجهها لكن ميج التي لم تعش طويلاً في نيويورك كانت معتادة على هذا النوع من الصراحة فلم يهتز لها رمش .
" لنفترض أنني فضولي إلى حد ما.لكن عليك أن تعترفي انه من النادر أن تستأجر مديرة علاقات عامة سابقة تسيح في المدين شقة أعلى المكتبة وتبحث عن عمل تجني فيه ثمار التفاح !".
لقد استاءت من طريقته في نطق عبارة مديرة علاقات عامة سابقة بدون شك هو لا يصدقها في هذه النقطة ومع ذلك كانت المعلومة هي الوحيدة الصحيحة من بين كل ما قالته له .
" أحاول أن أخذ راحة " .
" من ماذا ؟ " .
" من أن أكون مديرة علاقات عامة لا شيئ يساوي الهواء النقي والعمل اليدوي ، عمل طيب وشاق " .
" الجني ليس عملاً شاقاً " .
" ولا شريفاً ؟ " .
قال قبل أن يتوقف للمرة الثانية :
" للبعض يا مارجريت حسناً بما اني هنا فسأختار كتاباً جيداً" .
لم تترك عينا جوناثان عينيها ظلا صامتين برهة طويلة كما لو كان يريد أن يقبلها كان لابد أن تجيبه بسخرية إلا أنها أبتلعت لسانها ولم تتفوه بكلمة وللمرة الاولى تكبح طبيعتها شعرت بنوع من السعادة وهي ترمقه يدفع باب المكتبة الزجاجي للأسف إنها لا تستطيع أن تقبله وعلى عكس المتوقع ،استدار قبل ان يختفي ليلقي إليها بأبتسامة توصف بأنها بين الاثارة والسخرية هل نجحت في تجنب السقوط في الفخاخ التي نصبها لها ؟
أهم ما في الامر الا يتشكك في أي شيء ،لكن ما نسبة أحتمال أن يشك ماكجافوك هذا أنها تعمل لحساب وولف ؟
نهضت وأقتربت من نافدة زجاجية كان ماكجافوك منكفئاً على مكتب أمين المكتبة كان جذاباً بدرجة كبيرة يبدو زراعياً شجاعاً.
لقد أصابتها بالقشعريرة فكرتها، المنحرفة بالغة البلاهة أنه من الممكن أن يكون روس جرينتج ،مستحيل !
إن وولف لمجنون أن يلقي بها في أثر رجل كهذا يجب أن يكون جرينتج رجلاً مهذباً تماماً ، لطيفاً باختصار طبيعي .
لكن هل الاولاد اللطاف المهذبون والطبيعيون من الممكن ان يشوه أجسادهم ندبة كبيرة أو أن يكون لهم هيئة جسدية مؤثرة؟
رفعت كتفيها في النهاية انتصرت فكرة الحمام الساخن على كل الافكار التي تخبطت في رأسها ثم تغيير ملابسها ولا تفكر في شيء سوى نفسها ، صعدت مسرعة نحو شقتها .
قال أمين المكتبة :
" هذه آخر اعداد نحتفظ بها ن نحن لا نحتفظ بها أكثر من شهر" .
شكره جوناثان بإيماءة من رأسه وأخذ لفافة المجلات تمنى لو أن ميج ترقبه تمنى لو أنها ترتجف في حذائها الرياضي الوردي، كان يعرف أنه محق ،جلس على أول طاولة وفتح أول مجلة على صفحة المعلومات المهنية ،لم يجد ما يلحث عنه إلا في ثالث محاولة .
أنطفأت أبتسامته ،لم تخنه ذاكرته امرأة ما تدعى مارجريت ت .أوكس التحقت بالمكتب الأدبي لمايكل وولف ومارجريت ت. أوكس التحقت بالعمل في بساتين ماكجافوك هل هي مصادفة ؟
إن الوقت الذي أستاجرت فيه مارجريت ت. شقتها فوق المكتبة هو نفس الوقت الذي ...كلا ! لا توجد مصادفة .
جذب باب المكتبة بقوة كان عاقد العزم على أن يلقي بالمجلة على ركبتي ميج ويسمرها في مكانها حتى يتمكن من إجبارها على تفسير ما تقوم به ،ها هو الحل يجبرها على كشف نفسها لكنه وجد أن الحذاء الوردي الجميل قد أختفى .
انتفضت عضلات جوناثان ما الذي يدور برأس هذه المرأة ؟ وولف ؟
حينئذ وصل إلى أنفه رائحة لحم مشوي كما وصل إلى أذنيه صوت قطعة موسيقية كلاسيكية .
تذكر ميج معلقة على إحدى أشجار التفاح وساقيها تتأرجحان في كل الاتجاهات إنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من التفكير فيها لقد أحب جسمها النحيل ونظرات عينيها وهي تكذب وعلى الرغم من كل هذا فسهرة مع مارجريت ت . لن تزعجه وسأل نفسه إذا استطاع أن يصعد ويدعو نفسه على العشاء حتى يعطيها المجلة مفتوحة على صفحة الإعلان .
وربما استطاع أن يلعب بطريقة أخرى ، وبوسائله الخاصة أي بطريقته هو .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:55 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
صاح صوت مزعج ،استيقضت ميج منتفضة. كانت الساعة الخامسة صباحاً،لقد قام هذا الموقظ الملعون بعمله على أكمل وجه وسمعت صياخ غربان .
شعرت ميج بعضلات مجهولة وأشياء غريبة مطبوعة في أعماقها قد أهملتها منذ سنين تظهر الآن وتتضرع اليها بالا تتحرك .سعلت ،سيسخر منها وولف إذا عرف أنها مازالت في السرير ! لن يعرف شيئاً. أما جوناثان هذا بدون شك ما كانت تأمله .
ببطء وبتألم زحفت خارج سريرها وبعد أن عبرت غرفتها بمشقة وصلت إلى الحمام لتجد أمامها وجهاً شاحباًغريباً يشبهها كثيراً أخرجت لسانها للمرآة وجرت قدميها إلى الدش ،دش ملتهب .
دش وثلاثة أقداح من القهوة ،وإفطار فخم بعد ذلك ،استنتجت أنها تستطيع تحريك ساقها دون أن تدمدم .
لم تتذكر المحادثة التي دارت بينها وبين ماكجافوك إلا عندما وصلت إلى حدود البستان.إنه يعرف شيئاً ما .إنه يعرف روس جرينتج !إنها واثقة بذلك، حتى إذا صح حدسها ،فكل ذلك لن يوصلها إلى شيء سيتحتم عليها أن تعلن هزيمتها لوولف ألن يكون من الأفضل في هذه الحالة،ان تفتح قلبها بأمانة لماكجافوك وتقول له أسباب مجيئها ؟
سيقتلها وولف، ركنت السيارة وانضمت إلى مجموعة الشبان،إلى العمل. على الاقل ستضطر غلى التوقف عن اختلاق الأوهام لتركز على مشكلة التوازن الخطيرة .
لم يظهر جوناثان خلال النهار.
شعرت أن مزيجاً من المشاعر قد اقتحمها :التعب ،اليأس لفكرة فشلها ،بالاضافة إلى ذلك خيبة أمل مريرة لا تستطيع تحليلها .
لحق بها أرت بيسكي مدير الشركة في اللحظة التي فتحت فيها باب سيارتها ،كان رجلاص قليل الحجم في الثلاثينات من عمره ذا نظرة مفعمة بالحيوية والامانة .
قال وهو يشير بإصبعه إلى مزرعة تكاد تكون مختفية خلف أشجار الفاكهة :
" يتمنى جوناثان أن يقابلك في المنزل " .
سألت ميج نفسها إذا كان لابد أن تفزع ام لا ؟
" هل تعرف لماذا يريدني ؟ " .
" كلا على الاطلاق " .
" أيجب أن أذهب الآن ؟ " .
" نعم " .
" أرت ! " .
" نعم ؟ " .
" السيد ماكجافوك ...أريد أن أقول جوناثان...هل البساتين هي مصدر...همم...مصدر دخله الوحيد ؟لا أريد أن أكون متطفلة،لكن ..." .
" أنت جديدة في المدينة ،كما أرى ،إن عمل جوناثان الاساسي هو استثمار الغابة .البساتين هي هوايته " .
" هواية... إني أشكرك " .
هواية استثمار الغابات! لقد عمل روس جرينتج ثماني سنوات في جهاز خدمات الغابة بالدولة .
مستحيل !
لم تكن ميج في حالة طيبة ،وتسلقها أشجار التفاح مدة ست ساعات لم يكن السبب الوحيد في عدم أحساسها بالراحة .
كانت مباني المزرعة بيضاء وشيش النوافد مطلياً باللون الاسود،لابد أن تاريخ بنائها يرجع إلى ما قبل قرنين من الزمان ،شجرتان ضخمتان قابعتان وسط الحشائش ، كان كل ما بالمزرعة هادئاً ومزهراً ،جرار أحمر صغير يقف بجانب سيارة لاندروفر أمام مخزن مطلي بلون أزرق زاه في ركن من أركان المخزن كومة أخشاب تتصاعد منها اتربة ذات بريق خاص .تقدمت ميج إلى الداخل ، كان جوناثان يلوح في الهواء بفأس ضخمة تركها تهوي على قطعة حطب قسمها نصفين ،ظلت ميج ترقبه لحظة ،لقد كان تمكنه مما يفعل واضحاً لم يبدو عليه اي ضيق عندما أنتبه وتبين أنه تنظر إليه منذ لحظات .
" كنت سأسغل وظيفة جلاد ماهر في عصر هنري الثامن ،الا تعتقدين ذلك ؟ " .
" يالها من فكرة لطيفة " .
أجابها وهو يبتسم وينفض الغبار عن ملابسه :
" كان اهنري هذا العجوز الطيب طريقة قاطعة في التعامل مع أعدائه " .
" وماذا عن نسائه ؟ " .
" نفس الشيء " .
" أوه ، هل ستبدأ لعبة المتهكم ؟ على الاصح المعاند " .
" الاثنان معاً .توجد العديد من الحيل اللطيفة التي تهدئ اكثر الطباع تمرداً " .
قال وهو يمسح وجهه بطرف قطعة قماس كانت على حزمة الحطب :
" ماذا تقترحين من أجلي ؟ " .
رفعت كتفيها ،وهي تسأل نفسها: لماذا يخفق قلبها بهذه السرعة .بدون شك بسبب قلة النوم ،والاجهاد الجسماني .ليس هذا الحطاب المتسخ الشرس الذي يطرب قلبها ويجعله ينبض بهذه السرعة .ثم يجب أن تكون يقظة، هذا الحطاب الشرس ،رجل الاخشاب المرعب هذا .
ربما يكون كاتباً قد باع ملايين وملايين من الكتب أو على الارجح يعرف شيئاً عن هذا الكاتب الشيطاني .
لكن لماذا تحدق في كتفيه وعضلاته المنتفخة تحت ال تي شيرت .
أجابت أخيراً :
" لست أدري . كوباً من شراب التفاح ؟ " .
" أنت متفائلة يا مارجريت ت .إني أحتاج لما هو أكثر من مجرد كوب عصير تفاح لقد كان يومي طويلاً طويلاً جداً".
فضلت الا تسأله لماذا ؟
" لقد أخبرني أرت أنك تريد رؤيتي " .
" بما أنك تكلمت أخيراً يا مارجريت ت. أخبريني هل أنت إنسانة هادئة الطبع ؟ " .
" ليس تماماً أنا لست مشهورة بذلك " .
قال وقد تحولت تكشيرة وجهه إلى أبتسامة ساحرة :
" آه ،أنت من النوع ...اللاذع " .
أجابت وهي تنظر إلى عينيه مباشرة :
" نعم ،إلى حد ما مثل التفاح الذي لم ينضج بعد ،إن هذا اللذع وهذه الحموضة اللذيذة هما اللذان دفعا صاحب العمل السابق أن يستغني عني " .
لم ترمش عينا جوناثان لكنه شد قميصه ليغطي كتفه :
" حسناً ،لن تجدي نفس المشكلة مع مستخدمك الحالي إني أعشق التفاح اللاذع " .
وأضاف وهو يقترب منها :
" والالسن اللاذعة أيضاً..." .
وضع يديه على خصرها واقترب بشفتيه من شفتيها وصل إلى أنفها رائحة غبار الخشب الذي خلفه وعرقه ورائحة هواء الخريف الرطب .
وعندما أطبقت شفتاه على شفتيها لم تشعر إلا بحرارة غامرة وعذبة تسري في أوصالها .
قال معلقاً وهو يبتعد :
" شراب الشهد ،إنه شراب الشهد الصافي " .
شحبت ميج أمام ومضة الكبرياء التي برقت في نظرة جوناثان لقد قبلها وبادلته القبلة كيف ستستطيع الرجوع إلى عملية روس جرينتج ؟ لقد قطعت عهداً بألا تفقد هدفها سيسعد وولف كذلك جوناثان عندما يعرف .فكرت الاستئناف، يجب أن أستأنف ما بدأت حتماً .
" جوناثان " .
" هل تخشين الا يكون لسانك بنفس اللذوعة..." .
قالت بانفعال :
" أنا لا أتحدث عن أشياء جسدية " .
قالت في خاطرها وهي ترتعش : إني أقول أي شيء أين ذهب ذكائي...وسرعة بديهتي ؟
هل تبخرت ،هل محيت بأروع قبلة في حياتها ؟
" أوه ، تقبلي أعتذاراتي يا آنستي " .
" عفواً . الا تتوقف عن التكشير ؟ " .
" هل تسمين أبتسامة غاية في البراءة تكشيرة ؟ إني أبتسم لأنك غريبة وساحرة جداً " .
" أنا لست ساحرة ! " .
" أوه ،بلى ولذيذة أيضاً ،مثل عصير التفاح " .
فكرت أنه يسخر مني لو يكف عن الابتسام لمكنت من رشقه بجملة لاذعة تسمره مكانه لكنه لم يتوقف ولم تستطع هي أن تمنع نفسها من التفكير إذغ كان جوناثان يقدر هذه القبلة كما تقدرها هي .
" لنعد إلى موضوعنا يا سيد ماكجافوك هل كنت تريد رؤيتي ؟ " .
" نعم ،كنت أحتاج ألى الدفء والهدوء ،إنه يوم شاق " .
" أعتقدت أنك ستسدد لي أجر الساعات الإضافية " .
أسرع الخطى نحو البيت :
" أوقفي تهكماتك أيتها الفاتنة ،لسان حية يمنح أعذب القبلات " .
" كفى ! " .
دخلا فيما يشبه المخزن ،مليء بحقائب قديمة ،مجموعة أحذية خاصة بالعمل ،أحذية ذات الرقبة ،قمصان زرقاء نبعض المعدات وسترات مقاومة للبل ،كان هناك باب يؤدي إلى المطبخ حيث الجدران مطلية بأصفر زاه أما الموقد والثلاجة فكبيران إلى حد يؤهلهما لسد حاجة عدة مطاعم وعلى طاولة صفت أوعية بها فاكهة وزجاجات مليئة بعصائر طازجة وفي وسط مائدة ريفية طويلة جلس قط أبيض كبير يموء.
صاح جوناثان دون أن يقوم بأي حركة ليطرد القط الذي فتح إحدى عينيه ثم أستانف نومه .
" يا لك من وقح ! " .
" إنه مكان لطيف " .
قررت ميج أن تغير الموضوع جذرياً لكنها لم تكن تكذب ،إن المكان رائع ومريح بالفعل لا يستطيع أحد أن يتخيل كاتباً مشهوراً يعيش في مثل هذا المكان ، تنهدت بأرتياح وأبتسمت أخيراً .
" هل تعيش هنا ؟ " .
" معظم الوقت " .
" هذا يعني ؟ " .
" هذا يعني أنني أحب السفر من وقت إلى أخر".
أوف ...لما لا ؟ هل هو متزوج ؟ جرينتج يعيش وحيداً وفقاً لما قال وولف ، كما إنه ليس ثمة امرأة تستطيع تحمله .
" أنت لست متزوجاً على ما أعتقد ...أليس لديك أطفال ؟".
" هل تتخيلينني أقبل امرأة ،وزوجتي العزيزة على بعد عشرين متراً من هنا تنتظر في الصالون " .
" في الحقيقة ... " .
" وليس لدي أطفال أيضاً ، أنا لم أتزوج أبداً ، وأنت؟".
" ولا أنا ! " .
أخرج من الثلاجة زجاجة عصير تفاح وملأ كوبين .
" لقد أخبرني أرت أنك تعمل في أستثمار الغابات " .
أجابها بلطف وحدثها عن الغابة وحياة الحطابين القدماء ،شعرت ميج بالارتياح أكثر فأكثر ،لمعت في ذهنها عبقريتها التي لا تنطفئ أبداً .
" ألم تجرح ابداً ؟ " .
" أوه ،بلى هذه الاشياء كثيراً ما تحدث لا شيء خطورة أكثر من المدّى الحادة " .
كان يشرب كوبه بهدوء وهو يداعب القط .تفكرت ميج هل حان وقت تدخل وولف ؟ لا يهم يجب أن أتصل به من اول كبينة تليفون تقابلني أعتقد انني عثرت على الشخص مرشح لدور السيد الخفي جرينتج !
لكن ألن تكون هذه خيانة للرجل الذي كلمها بصراحة ومنحها قبلة لذيذة ؟
إن وولف يسخر من أعتباراتها فهو لا يهتم كثيراً بالوسائل لقد قال لها إن جرينتج منجم ذهب وهو يريده وعندما يريد وولف شيئاً ما...
" هل هناك ما يسوء يا ميج ؟ " .
" كلا كنت أفكر في حادثك إنه يصيبني بالقشعريرة".
" على الرغم من أنك متخصصة في قطف ثمار التفاح ؟ وأمضيت سنوات في الغابات والحقول والبساتين ...." .
" كذبة صغيرة . هل أنت مثير للغيظ دائماً هكذا ؟ " .
قال مصححاً :
" بل قاطع ويقظ يا مارجريت ت. وهذا ما يجعلني دائماً في كامل لياقتي " .
قالت وهي تنهض فجأة :
" فيما يتعلق باللياقة أشكرك جداً ، لقد كان عصير التفاح ممتازاً يجب ان أرحل " .
" الا تريدين معرفة سبب أستدعائي لك ؟ " .
" نعم ، إلى أن تكف على أن تكون قاطعاً ويقظاً " .
قال ضاحكاً :
" اتفقنا، هذه نقطة في صالحك كنت أتساءل إذا كنت ستقبلين مرافقتي إلى نيويورك غداً أم لا ؟ " .
" نيويورك ؟ " .
" نعم حيث ناطحات السحاب ،مانهاتن ،برودي..إني أإذهب إلى هناك من وقت لأخر سأحلق ،واخذ حماماً ،وأرتدي ملابس نظيفة " .
"لكن ...لماذا تريدني أن أرفقك ؟ أقصد ليس لي أي سبب لكي أذهب إلى هناك، ليس هناك ما أفعله " .
أستند إلى ظهر مقعده ونظر إليها بهدوء :
" الم تكوني مديرة علاقات عامة سابقة ؟ .
شعرت ميج بأنه قد نال منها .
" في الواقع ..." .
" ألم يكن عملك هذا في نيويورك ؟ " .
كذبت :
" كان في هارتفورد كنت أعمل في هارتفورد " .
" أوه، أسف جداً كنت على يقين من أنك قادمة من نيويورك هذا بسبب كعب حذائك العالي ،هل تذكرين لا توجد امرأة تستطيع أن تأتي إلينا بحذاء ذي كعب عال إلا امرأة قادمة من نيويورك " .
" نعم ...حسناً...أسفة يجب أن أرحل ،شكراً على أية حال".
أسرعت نحو الباب أما هو فلم يتحرك كما لو كان يسيطر تماماً على الموقف .
" الدعوة مازالت قائمة ! " .
قالت وسط اضطرابها :
" أسفة .لكن هذا مستحيل أنت لا تدفع لي ما يكفي لهذه الرفاهية " .
ورحلت وهي تدعو ال يناديها مرة اخرى لم تسمع شيئاً إلا صوتاً مهنياً يشبه بشكل مخيف قهقهة صاخبة طويلة .
كانت ميج تقف أمام كبينة التليفون المجاورة لمحل الجزارة،تسأل نفسها إذا كانت ستتصل بوولف ليس عليها إلا الاشارة لاسم جوناثان و وولف سيكتشف بنفسه بالتأكيد أو سيقول لها بصوت معسول :
" لقد أمضيت وقتاً طويلاً في هذا البلد الريفي يجب ان تعودي " .
وستعود إلى مانهاتن لتعرف أن وولف قد تغيب وذهب إلى كنكتيكت ليحاول إعادة مؤلف إلى صوابه .
إذغ لم يكن روس جرينتج فليس هناك مشكلة أما إذا كان العكس صحيحاً .
همست بالسباب ، هذا السيد المتطفل جرانجر لم يتركها بعينيه منذ أن وقفت .
" هل يمكنني مساعدتك يا آنستي ؟ " .
" لا ، إني أبحث عن التوابل "
" في السوق . في الجناح الثاني " .
دلفت إلى المبني الذي أشار إليه الجزار ،على أية حال ،لن تطير كبينة التليفون .
لقد قرر عليها وولف مراراً وتكراراً في أثناء هذا الاجتماع التاريخي في نيويورك :
" إذا وجدت جرينتج لا تقتربي منه ! اتصلي بي ،لا طائل من أن يراك فلا ،أكذبي ! لكن لا تفاجيئيه دعيني أفعل ذلك".
لم تصدق ميج أبداً انها ستجد جرينتج لقد أخذت هذه المغامرة على انها نوع من اللعب ،طقس من الطقوس الاولية التي يفرضها وولف على معاونيه الجدد .
لكنه كان جاداً ،وبدلاً من أن تفعل ما أوصاها به قبلت روس جرينتج المحتمل .
رن في ذهنها صوت وولف يقول : ماذا لديك ؟
بماذا تجيبه ، أنها كانت طيبة ،حانية ، ومشتعلة .أجمل قبلة يا سيدي العزيز وولف ،ألطف قبلة تلقيتها وأعطيتها في حياتي ؟ أما جوناثان ،إذا كان هو نفسه جرينتج فسيلقي بها خارج المدينة ، ويمزقها إرباً.
تنبهت أنها تتحدث بصوت عال .
نظرت إليها البائعة باستغراب فلا يمكن أن تنتظر من امرأة مثلها تلبس حذاء وردياً وتي شيرت شيئاً غير ذلك .
أشترت بعض التوابل التي لا تحتاج وخرجت من السوق كان الجزار مازال واقفاً على طاولته ،وعلى شفتيه نفس الابتسامة ،ياله من كابوس !
عندما أنتهى جوناثان من الضحك دلف إلى الصالون وبحث عن المجلة التي اخذها من المكتبة وفتحها على صفحة الإعلانات وأعاد قراءة الفقرة التي أثارت انتباهه :
" مارجريت ت.أوكس ،مديرة علاقات عامة سابقة ،ج ت هود انضمت إلى المكتب الأدبي لمايكل وولف كعضو مساعد "
عبارة مكتب مايكل وولف كانت مكتوبة بحروف كبيرة .
دمدم جوناثان :
"هاتفورد، تحدثني عن هاتفورد ! تلك المحتالة الوضيعة تلك الكاذبة القذرة ! " .
لم يكن من عادته أن يطلع على هذا النوع من الأخبار ،إن مئات الاحداث الصغيرة التي تموج بها الحياة الادبية في نيويورك لم تكن تهمه لكن كان يلفت انتباهه كل ما يتعلق بمكتب وولف كما اعتاد أن يحصل على الجرائد المتخصصة كلما ذهب إلى المدينة .
لقد تذكر مارجريت ت. أوكس .
لقد تشكك في امرها منذ ان دخلت مكتبه منذ أن رفع عينيه خلسة ولاحظ لبسها المضحك ،أنه لم ير أبداً طالبة وظيفة على شاكلتها ،كعب حذائها ! وبلوزتها من قماش الفييلا فعرف عى الفور أن هناك شيئاً مخبأ وراء هذه السيدة لقد كر في أنها صحفية أو موظفة في دار النشر . المهم أن احداً قد عرف مكانه ،لكنه لم يفكر في وولف ،هو الوحيد الذي يعرف أسمه ولم يكن من الصعب عليه إيجاده ثم ياتي هو بنفسه ،انه يدين بالكثير ل روس جرينتج .
لكن هذا الجبان البشع قد بعث بمعاونة له . الآنسة مارجريت التافهة .
لقد ارتكبت خطأ ،خطابها الغبي الذي نقدت فيه أخطاء الطباعة ،أسمها ،الورق الذي كتبت عليه الخطاب ،كل ذلك إذن بالتاكيد لقد تذكر .
أما الخطأ الثاني فلقد أثارت اندهاشه ،لابد أنها مجنونة حقاً لتنسى أن على ورق الخطابات الجميل الذي أستخدمته ،وتحت أسمها تماماً ،قد طبع عنوان شارع ويست اند ،نيويورك !
خرج من البيت وهدأ عندما رأى الزهور ،ثم تذكر شيئاً أو شيئين ، مشهد ميج وهي جالسة على الأرض امام المكتبة... والحرارة التي سرت في أوصاله في أثناء هذه القبلة ...كذلك هاتين العينين الواسعتين الذهبيتين وعذوبتهما .
هل من المعقول الا تعرف حتى الىن من هو ؟ هل تلاعب بها وولف ؟
كان جوناثان يعرف أنه لابد أن يغضب ،لقد حافظ على خصوصية حياته منذ زمن طويل ،مغيراً شخصيته من حالة إلى أخرى حسب الظروف حتى في اثناء الاحتفالات التي لم يستطع الإفلات منها ، كان ينجح في إخفاء أسمه الحقيقي وتجنب الصور .
ثم عرف الجمهور أخيراً ان جرينتج اسم مستعار وأن لا احد يعرف شخصيته الحقيقية كما لو أن هذا سيحدث فرقاً ومع ذلك ،كانوا يريدون أن يعرفوا ما الذي جعله عنيداً إلى هذا الحد وزاد رغبته في عدم الافصاح عن شخصيته الحقيقية .
لم يكن وولف متعاوناً في هذا الشأن لقد قال له :
" استمع أنت لست رجلاً من الغابة ،يجب أن تتحمل تبعات الشهرة إنك روس جرينتج ! " .
لم يرد جوناثان أن يكون هذا الكاتب المشهور روس جرينتج ،لقد أماته ليحل محله هذا الشخص الآخر جوناثان لقد أحب أن ينخرط في الغابة ،يلوذ بها حيث يجد السكينة في البعد عن الاضواء. لقد كان يعاني أيضاً من مشكلة الكتابة وهذا الضغط المتزايد ولهذا قرر الاختفاء . كان هذا أمراً هيناً للغاية ولم يندم على هذا القرار .
والأن تدس مارجريت ت. هذه انفها في الموضوع لحساب السيد العزيز وولف لقد اكتشف وكر جوناثان ، ولابد أن يأحذ دوراً في هذه اللعبة .إن حياته التي نسجها بإمعان ومتعة أصبحت مهددة الآن ، نعم لقد كان هناك ما يستحق الغضب !
لكنه لم يكن غاضباً منذ البداية ،لم يكن هناك مكان للغضب في خطته .لماذا ؟ هل بسبب ميج ؟ أم بسببه هو ؟
أسرع الخطى مخترقاً الارض المزروعة بالحشائش وصعد سيارته اللاند روفر لم ينعص فكره أي إحساس بالغيظ بل كان هناك فضول وإصرار...وشعور ما بالإثارة . ربما قد حان الوقت للعودة إلى الحياة العامة .
كان يعلم دائماً أن تجربته سيكون لها نهاية ...لكن وفقاً لقراره وليس قرار وولف، سيكتب الكتب التي يريد كتابتها وسيكون الرجل الذي يريد أن يكونه ، لن يكون أمام وولف ومراسليه إلا الانصياع لما يريد .
في هذه المرة كان جوناثان متقدماً على مطارديه ، ربما لم يكن التوقيت مناسباً إلا أنه سيرتضي بذلك ،سيعرف شيئاً أو شيئين عن شخص ماكجافوك بعبارة أخرى جرينتج ، فكر وهو ينطلق بالسيارة بأنه سيتسلى كثيراً وهو يلقنهم درساً صغيراً لهما ، للاثنين وخاصة مارجريت ت . .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:55 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
قررت ميج أن تقضي فترة بعد الظهر في شقتها حتى تفكر في وسيلة تخرجها من هذه العقدة، لكنها توقفت عند المكتبة لترد الكتب التي أستعارتها . الآنسة بابكوك أمينة المكتبة كانت قد سمعت أن ميج تعمل في بساتين ماكجافوك كانت تبدو مثل معظم مواطنيها محبة للثرثرة .
" أوه ، لقد قام السيد ماكجافوك بعمل رائع يا عزيزتي لم يكن أحد يصدق النجاح الذي حققه لما كانت عليه مزارع العجوز لاندسبروم حين تركها ، الحق أن زوجها المسكين هذا السيد الطيب الفريد لاندسبروم كان قلبه من ذهب باختصار مات الفريد المسكين كانت زوجته السبعين غنها لم تكن عجوزاً للغاية ، ستقولين ذلك وانا أوافقك في النهاية قررت أن تتابع وحدها شؤون البستان لقد كانت كارثة يا عزيزتي لقد تحول البستان إلى ما يشبه الأدغال أصبحت الحشائش البرية أعلى من أشجار التفاح ومن ناحية أخرى بأختصار ، لقد ...." .
" ماتت ! " .
" تماماَ. كيف عرفت ؟ لقد ماتت المسكينة لم يكن عملها يناسب امراة حتى لو كانت قوية ،لم ترد أبنتها متابعة العمل في البستان وباعا كل شيء لجوناثان ماكجافوك لقد دفع نقداً وازدهر العمل تحت أدارته بأسرع وقت ، لا أحد يعلم كم من الاموال استثمرت إن مجرد تحويله هذا المستودع القديم إلى متجر لابد أنه كلفه ثروة " .
طرأ على ذهن ميج فكرة تهديها إلى مصدر هذه الأموال الطائلة :
" من أين أتى ؟ " .
" من نيويورك .لم يبدو أنه ثري إلى هذا الحد وهو لا يتحدث عن نفسه كثيراً وفي مدينتنا الطيبة نحن أناس كتومون ثم إنه هنا منذ سنتين فقط " .
" لقد عرفت ذلك " .
رمقت ميج الآنسة العجوز بنظرة مؤثرة وأبتعدت وهي تفتش بين صفوف الكتب .
كانت المكتبة تشغل محلاً قديماً خاصاً ، الاثاث بسيط ويبعث جواً من الود والاصالة كانت مختلفة تماماً عن مكتبات نيويورك أخذت ميج تفكر بسرعة وهي تتصفح إحدي الكتب المصورة لقد جاء جوناثان إلى روكي سبرينجس منذ سنتين في نفس التوقيت الذي أختفي فيه روس جرينتج عن الحياة الادبية وجوناثان معه نقود كذلك جرينتج .
ماذا لو سالت الآنسة بابكوك عما إذا كانت قد رات جوناثان مرتدياً شورتاً وإذا كانت قد لاحظت وجود ندبة طويلة في فخده لقد قال لها وولف بكل حسمه غنه سيكفيها سؤال المحيطين بها حتى تحصل على معلومات وافية .
وولف ! إن لديها معلومات مهمة بالفعل يجب أن تنقلها لوولف عبر الهاتف وإذا لم تفعل فستكون مخاطرة كبيرة مهما بدا النجاح غير مؤكد .
يا إلهي ! لماذا قبلت هذا العمل القذر ؟ سيعود جرينتج لإنتاجه الادبي الغزير الذي يدر عليه الملايين إذا اراد هو ذلك أو لن يفعل فهذا شيء لا يستطيع وولف التحكم فيه يالسوء الحظ .
دلف إلى المكتبة صبية بملابس العمل الزرقاء، يشبهون الفلاحين في سراويلهم الواسعة ،فأخرجوها مما كانت تفكر فيه ثم جاءت بنت وأحضرت وردة لأمينة المكتبة ، وخلفها وقف الوغد جوناثان يحمل سلة مملوءة بالتفاح .
" اهلاً يا مارجريت ت . " .
ثم تبع الآنسة بابكوك والاولاد إلى قاعة القراءة التي خصصت لهم وعاد وهو لا يحمل سلة التفاح .
بادرته ميج :
" يالك من أكول " .
" يجب أن أكون جديراً بما يشاع عني " .
" أعتقدت أنك قد سافرت إلى نيويورك " .
حملق فيها، لقد أعتقد أن فكرة السفر هذه قد أفهمتها أنه على وشك كشف سرها ومن الواضح أن فكرته لم تأت بثمارها ،كانت تبدو مطمئنة وواثقة بنفسها كالمعتاد ما الذي يمكن أن يخيفها ؟ .
قال بوجه بشوش :
" لقد غيرت رأيي ،أعتقد أنني سأفعل الكثير ببقائي هنا في هذه الاثناء " .
" أوه ،فهمت،فهذه الاثناء تعتبر ذروة العمل بالنسبة لمالك بساتين فاكهة " .
أبتسم مسرورا...هل تعتقد حقاً أنه لم يفهم شيئاً ؟ أو أنه مضطر للبقاء بسبب البساتين ؟ إن أرت باستطاعته تحمل كل العمل وحده .
دمدم :
" هذا بالضبط " .
قالت :
" قررت أن أعمل غداً " .
لم تعجبها طريقته في النظر إليها.أو، على الاصح كانت تروق لها كثيراً ،إنها تذكرها بقبلته الحانية.إن وجوده يجعلها تفكر في أشياء تفضل تجاهلها .
نظر إلى كتاب جرينتج الملقى على الطاولة الخشبية .
" هل قرأته بهذه السرعة ؟ " .
لم تتوقع ميج أن يغير موضوع الحديث بهذه السرعة ، فحاولت ان تجيبه بإجابة بريئة :
" أوه ،إني التهم كتب جرينتج " .
" حقاً ؟ " .
رمقته بنظرة حادة، لكنه لم يتنفس. ثم وصلت إلى سمعيهما أصوات محادثة وغناء الاطفال .
وعندما عادت الآنسة بابكوك مد إليها يده بغلاف وهو يبتسم وقال لها :
" أطبعي لي نسخة من فضلك .إنه ورق خاص " .
بادرته ميج :
" سعدت كثيراً لرؤيتك يا سيد ماكجافوك " .
" وأنا أيضاً " .
كما لو أن القبلة التي تبادلها لم يكن لها وجود. حسناً، يجب أن توقف بداخلها حربها ضد العالم الريفي الذي يعيش فيه جوناثان.
لقد كانت أمام مزارع شجاع سعيد بحياته وبما يجنيه من عمله الشاق والذي يراها بالأكيد امرأة غريبة الاطوار . وماذا كان روس جرينتج سيظن بها ؟ سيساوره نفس الشعور بدون تأكيد وبدلاً من أن ترحل في التو ،قررت ميج أن تجوب أركان المكتبة .لم تكن تبحث عن شيء بعينه ،كما لم تكن تقوم بشيء خاص كل ما هنالك أنها لم تستطع العودة غلى شقتها .
سألت نفسها لماذا ؟
ببساطة :لأن جوناثان مازال هنا ، في المكتبة .
همست : وماذا إذن ؟
وماذا إذن؟ إنها تؤدي مهنتها .مهنة المخبر الخاص الكلب الذي يشمشم عن الاخبار في كل الاتجاهات.إن وولف يريد العثور على روس جرينتج وميج الشجاعة الماهرة جداً ، مارجريت ت. ،آه لو كف عن ندائها بهذا الاسم ،لابد للطيبة ميج إذن أن تصل إلى نهاية بحثها .وحتى ذلك الحين فإن جوناثان هو فريستها المنتظر سقوطها .
همست مرة أخرى : إنني كاذبة .
كانت ضحكات الاطفال ترن في أذنيها .كانت تلك الضحكات تنم عن سعادتهم الغامرة ،هذه السعادة التي تزيد إحساسها بالحرمان وبالوحدة .سمعتهم وهي تضحك من نفسها ،لقد كانت طفلة صغيرة مثل هولاء الاطفال الذين يقهقهون خلف هذا الباب ،لقد لعبت وضحكت ومزحت ولم تكن أبداً وحيدة.
كبحت تنهيدة جديدة، ثم ...ثم بدات تحب عالم جوناثان الصغير .لقد كانت غريبة في روكي سبرينجس إلا أنها شعرت فيها بكل راحة . وما الذي سيحدث إذا ما أكتشف سكان روكي سبرينجس أن روس جرينتج يعيش بينهم ؟ لا شيء بالتأكيد ،إن أكثر سكان كنكتيكت من الرجال المشهورين .ربما لاينطبق ذلك على روكي سبرينجس إلا أن ميج كانت على يقين من أن الناس قد سئموا من ملاحقة المشهورين .
تخيلت مشهد بائعة الخبز عند معرفتها بوجود روس جرينتج تقول :
" روس جرينتج يعيش هنا ؟ هذا لطيف ! " .
ثم تستدير إلى فطائرها .
سمعت جوناثان وهو يشرع في الرحيل ،أنتظرت ،هل سيحاول البحث عنها ؟ لكنها سمعت صرير الباب الزجاجي وهويغلق ببطء ، تنفست الصعداء كانت تشعر بأنها متعبة، عصبية ، وغاضبة .
والأهم من كل ذلك أنها وحيدة . هل أرتاحت أم غضبت لأنه لم يأت ليحييها ؟ لم تتوصل ميج للإجابة وهذا اسوأ ما في الامر .
حتماً لابد أن تكتشف إذا كان روس جرينتج حقاً ! ما الاثباتات التي تنقصها ؟ كم من الدلالات مازالت تحتاج إليها .إن ما لديها أكثر من كاف حتى تسرع بالاتصال بوولف .
حدثت نفسها بصوت عال :
" لكني لا أستطيع " .
رن صوت ميج في الحجرة ،أحمروجهها خجلاً وأمسكت بكتاب بلا تبصر ،عندما وصلت إلى الطاولة كان الاطفال يخرجون وقد ملاوء جيوبهم بالتفاح .
أبتسمت بهدوء ،ماذا باستطاعة رجل يعطي التفاح للأطفال أن يفعل بها ؟
عندما خرجت وجدت جوناثان مستنداً باسترخاء إلى شق جدار ،وسيم ،متكبر وغي منتظر ،شعرت ميج فجأة بأنها في أحسن حالاتها ،وهذا هو أثره المدهش عليها .
" أعتقدت أنك قد رحلت " .
" لابد ان أمر على مكتب البريد . ماذا تقرئين الآن ؟".
نظر إلى غلاف الكتاب الذي كانت تمسكه ميج ،اعتلى ملامح وجهه تعبير ساخر كان بين يديها أخر روايات إليتشيا مورس لقد قابل هذه المؤلفة في حفل عشاء بمناسبة رأس السنة بدعوة من وولف ،قال في نفسه : ميج هذه ليست حاذقة تماماً .
قال لها :
" كنت أتساءل هل تقبلين دعوتي على العشاء مالم تكوني متعبة ؟ " .
سألته وهي بين سعيدة ومندهشة :
" لماذا ؟ " .
" لأسباب عادية " .
" مثلاً ؟ " .
" عيناك الذهبيتان ، ابتسامتك الساحرة ، و...." .
" ماذا أصابك اليوم ؟ " .
" الا تصدقينني يا أوكس ؟ ".
" نعم . كيف عرفت أن ضحكتي ساحرة ؟ " .
" هل قلت إنها ساحرة ! على أية حال يمكنني تخمين ذلك تماماً " .
" إذا كان ذلك هو ما جذبك إلي وتراه كافياً لكن قل لي ،أشعر ربما لا أكون على حق ،أنك لا ثتق بي " .
أجابها وهو يجبرها على على أن ترفع هامتها :
" بعد كل هذه الاكذوبات التي قلتها لي! كيف لي أن أصدقك كيف يا ميج ؟ " .
" هذا أغرب ما سمعت منك " .
" هل قلت ما يسيء إليك ؟ " .
لم يبد و عليه الندم على ما قال ،لقد بدأ كأنه يريد الايقاع بها أو أنه يلعب معها لعبة القط والفأر قبل أن ينقض عليها ويلتهمها .
" لماذا هذا العبوس الذي يعتلي وجهك الجميل يا ميج ؟ ".
" جوناثان إنك .... " .
عضت على لسانها ،كانت على وشك أن تسأله إذا كان روس جرينتج ؟
كان من طبعها أن تقوم بهذا الهجوم المفأجئ ،لكنها لم تكن وحدها في هذه القضية إنها تعمل لحساب وولف ،أنتهت بأن قالت :
" هل تحاول السخرية مني ؟ " .
" بل على العكس ،إني أحاول فقط أن اضحكك ! " .
"آه، حسناً ، كنت أعتقد أنك تريد دعوتي على العشاء " .
" ولهذا جعل العشاء ،للإضحاك بتنعم " .
شعرت ميج فجأة أنها ضعيفة ،جاهدت حتى لا تستند إلى الحائط ولتجيب بهدوء :
" لم اكن أعرف أنك رومانسي إلى هذا الحد يا جوناثان ؟".
أجابها فجأة وبجدية :
" هناك العديد من الاشياء التي تجهلينها عني يا مارجريت ت . " .
" هل هذا سبب دعوتك ؟ لأعرف أكثر عنك ولتعرفني أكثر أنت أيضاً ؟ " .
أجابها بضحكة غامضة :
" هل هذا ما تتمنين لتكذبي ؟ " .
ربما تسوق إليها هذه الدعوة على العشاء الحل . سينشر الاثنان غسيليهما القذر رغم أن أفعال جوناثان لم تكن ملطخة بالأكاذيب مثل أفعالها ،لقد بدأت بكذبة وانتهت بمجموعة أكاذيب أحاطت بها وبدأت تخنقها و وولف ماذا سيقول ؟ هل تتصل به وتنتظر تعليماته وتنقد نفسها !
همست :
" لم لا ؟ " .
" تستطعين على الأقل أن تكوني أكثر حماسة ! " .
قالت وهي تتخذ وضع الركوع واضعة يدها على قلبها :
"هل تريد بعض الحماس ،جوناثان ! أوه جوناثان سأنال بالغ الشرف ، والرضا ، والسعادة وسيغمرني وافر الفرحة والسرور والفضل أيضاً ،إذا تنازلت وقبلتني كخادمة وضيعة ومطيعة لعشائك هذا المساء " .
نظر جوناثان فجأة وقال بأبتسامة وقور :
" صباح الخير مدام ويلسون " .
أدارت ميج رأسها بسرعة وتعرفت على المرأة التي فأجاتها وهي تحدث نفسها في السوق ،رأتها ميج ،قد توردت وجنتاها خجلاً ،وهي تدخل المكتبة وثبت واقفة وصعقت جوناثان بنظرة غاضبة .
" لا تحاول أن تضحك يا ماكجافوك ؟ " .
قال وهو يبدي وجومه :
" أنا ؟ أضحك؟ لماذا يا ميج ؟ لقد دمرت سمعتي لتوك ".
" سمعتك ! وسمعتي أنا ؟ " .
قال وهو يبتسم بمكر :
" ليس لدي سمعة هنا ، على الأقل حتى الأن " .
" أنت غريب حقاً لكن ...لكن إلى أين أنت ذاهب ؟ " .
لقد تركها جوناثان وأسرع الخطى في الشارع .
" سأشتري العشاء " .
" كنت أعتقد أن ...أننا سنذهب إلى المطعم " .
أستدار وأقترب منها ،أخترقت أشعة الشمس الخافتة شعرها الذهبي ،لم تقابل ميج في حياتها رجلاً له مثل جاذبية جوناثان .
" من تحدث عن المطعم ، قلت إنني أريد تناول العشاء معك ولم أقترح أبداً أن أصطحبك إلى العشاء " .
" يا لك من أميركي بائس ! " .
قال ضاحكاً :
" أنتبهي ،يوجد الكثير من الاميركيين البؤساء هنا ،أنت تعرضين نفسك للطرد من هذه المدينة " .
" لكني أمزح " .
ونظرت حولها ختى ترى إذا كان أحد قد سمعها ،كانت الآنسة بابكوك والسيدة تتحدثان في المكتبة ،أما الشارع فكان خاوياً بخلاف وجود جوناثان، لكن من يستطيع سماعها عبر النوافد ؟ نصف المدينة على التقريب .
" يا إلهي " .
صعدت إلى شقتها مسرعة ياله من جنون ! إنها لا تستطيع أستقبال ماكجافوك في شقتها .
سيستطيع أن يكتشف من تفاصيل بسيطة ،أنها ليست متخصصة سابقة قادمة من هارتفورد ،سيعرف كل شيء وسيطلب منها تفسيرات ،شعرت ميج أنها وقعت في الفخ .
قالت في خاطرها: ماذا بعد ؟إنها طريقة مثل أي طريقة اخرى لتنهي بها هذه القائمة الطويلة من الاكاذيب .ربما كان ذلك أفضل الحلول .
تذكرت قبلته وتعليمات وولف . سحقاً لتعليمات السيد وولف يجب ان تواصل طريقها إن أكثر ما ستفعله ذكاء هو أن تنزل وترفض دخول جوناثان إلى شقتها وإذا اصر فستكون حازمة في رفضها وهذا ما سيزيد شكه .
ثم غنها تريد العشاء معه ،لم يبهرها قضاء سهرة جديدة في روكي سبرينجس بقدر ما أبهرها قضاؤها مع هذا الرجل لقد رتبت كل شيء في شقتها حتى تمحو كل ما يشير غلى ما كذبت فيه .
جلست ميج على مقعد خشبي موضوع في ركن من أركان المدخل ،أخترق ذهنها فجاة فكرة كريهة .هل تريد فعلاً أن يكون جوناثان هو المؤلف الهارب .
كاتب مشهور ،مؤلف حقق الملايين من مبيعات كتبه بدلاً من بائع تفاح حتى لو كانت من نوع جرينتج ؟ لم تكن تعرف إلى أن لمحته على ناصية الشارع قادماً يحمل سل غذاء كبيرة فتمنت أن تقضي معه هذه الأمسية .
لقد كانت أمسياتها التي قضتها في الوحدة في نيويورك بعد يوم من العمل الشاق محتملة وأحياناً لطيفة أما هنا في الريف وسط لا شيء ودون أن تكون قد رات أحداً فهذا شيء آخر .
لكن كيف ستكون أمسياتها التي ستقضيها وحيدة بعد تلك الامسية التي ستقضيها مع جوناثان ؟ لقد دخل جوناثان حياتها وقلب عالمها رأساً على عقب ،هل ستظل كما هي ؟
في الحقيقة ،عندما أصر على العشاء معها ،لم تجد الكلمات لترفض .
" أمازلت بغير تليفون ؟ " .
أعطى جوناثان إلى ميج حقيبة من البلاستيك بها خضراوات أخذتها ومضت بسرعة .لم يرق لها سؤاله نقالت وهي تضع البسلة في طبق :
" ساهتم بتجهيز الخضراوات " .
" ألم تحضري معك تليفوناً ؟ " .
" نعم " .
" لو كان معك جهازك الخاص لاستطعت أن ..." .
قاطعته :
" إني بصدد ذلك " .
أبتسم وخبط على كتفها برغيف خبز ،أستدارت وأمسكت به .
" أعتقد أنك تدفعين قدراً لا بأس به من الضرائب ،خاصة غذا كنت مازلت تحتفظين بشقتك الأخيرة " .
قال في خاطره : أعتقد يا آنسة ميج أنك في موقف حرج .
" هذا بالإضافة إلى أنخفاض الرواتب في شركة ماكجافوك المشهورة " .
لقد سجلت نقطة لصالحك يا مارجريت ت. .
كان المطبخ عملياً وأنيقاً أما باقي المنزل فمؤثث بشكل لم يعجب جوناثان أخذ يطوف ويتفحص جوانب الحجرة وشجعه نظرات ميج القلقة التي أختلستها من حين لآخر ،كانت الدواليب خالية تماماً ،أما الثلاجة ...
" يبدو أنك لست أكولا " .
" إني أعيش على الكفاف...وبدأت أشعر بالندم على دعوتي لك " .
" أنت لم تدعيني لقد دعوت نفسي هل تندمين على ذلك حقاً ؟ " .
رفعت رأسها نحوه وأبتسمت :
" كلا " .
أستند إلى الثلاجة لتأملها وهي منهمكة في إعداد الطعام .
كانت حركاتها تتمتع برشاقة طبيعية ، وبخفة وبنوع من الغموض أثار رغبته في معرفة ميج أوكس الحقيقية وعلى الرغم من كل ما يعرفه عنها كانت تهرب منه .
وبحركة عنيفة مر بيده على شعرها فأستدارت نحوه فأحتضنها .
" هكذا ،فإنك امرآة حقيقية ،أنت موجودة حقاً ،لقد بدأت أتشكك في ذلك .كلما اتخيل أنني قد وجدتك تتبخرين كالدخان الذي لا يطرأ لعينيك إلا لحظة " .
قالت بهدوء :
" هذا امر غريب كنت أفكر في نفس الشيء بالنسبة لك " .
" لماذا عندي تليفون ،منزل ،أثاث ،أقصد أثاثاً ملكياً وثلاجة مليئة بالأطعمة ،كم من الاشياء القديمة قابعة تحت الاتربة منذ سنوات " .
حدقت في أعماق عينيه الخضراوين فشعر وكانها تسأل روحه .
" نعم لكن بطريقة ما ، لا يوجد إلا جزء منك معي بالقرب لكني لا أعرفك حقاً يا جوناثان " .
" وتتمنين معرفتي ؟ " .
" نعم " .
لمست شفتاه شفتيها .
" حسناً ، لهذا السبب التقينا هذا المساء " .
شدد قبلته فشعر بها كانها تريد في نفس الوقت أن تبتعد وأن تستسلم وعندما أبعد وجهه نظر إليها ،وحملق في عينيها الذهبيتين وشعر أنها لا تكذب في هذه المرة لقد كانا في هذا المساء جوناثان وميج وليسا روس جرينتج والسيدة الشابة الطموح التي تعاون وولف إنهما مجرد رجل وامرآة
وضع جوناثان تشككه جانباً ودخل إلى المطبخ واخد على عاتقه عمل صنف من الاصناف الشهية التي تروق لميج كثيراً ،أما ميج فقامت بتسخين الخبز ،كام عشاء هادئاً وبسيطاص خلا من الحديث وليس من نظرات جوناثان وأبتساماته الحانية التي كان يوجهها منىن لآخر إلى ميج، ساد بينهما توافق وأنسجام رغم قلة معرفة كل منهما للآخر ،أراد جوناثان ان يحدثها عن نفسه عن الرجل الذي أصبح روس جرينتج ،لكن شيئاً ما بنفسه أراد ان يبقى هنا صامتاً بالقرب من تلك السيدة الجميلة التي سلبت لبه وحيرته كما لم تفعل أية امرآة من قبل . لم يكن يتوقع كل ما يحدث له ،إلا أن أكثر الخطط حنكة يبدو عديمة النفع أمام مارجريت ت . .
أصرت ميج على عمل القهوة ،قالت :
" لقد قمت بأعمال كثيرة ، تفضل بالجلوس واسترخ تماماً" .
رن بأذنيها هاتف كصفير الإنذار عندما كانت تصب الماء في ىلة تحضير القهوة، يا إلهي ! تحت الوسادة التي يستند إليها كانت قد خبأت ثلاثة فصول بخط يد كاتبها المؤلف تولزا والتي تسلمتها في خطاب مكتوب عليه أسم وولف وعنوان مكتبه ،لقد حذرها وولف الا تأخذ معها أي شيء يفصح عن هويتها وتجاهلت بدورها نصيحته ،حاولت الا تظهر توترها وتمنت الايسمع أزيز الورق تحته .
لقد عقدت العزم على الا تدعه يجلس في الصالون ووعدت نفسها بعشاء لذيذ ،حديث ممتع ، ومع السلامة .
كان حديثهما ممتعاً حقاً ولم تشبه أي كلمات بذيئة...تسلل السيد الوسيم إلى الصالون عندما ذهبت السيدة الجميلة لإعداد القهوة كانت مندهشة .
وضعت قدحي القهوة على الصينية ودخلت إلى الصالون ، كان جوناثان مسترخياً تماماً على الاريكة ، حسناًسيسعد كاتب تولزا كثيراً بالحالة التي ستصبح عليها كتاباته . وضعت ميج الصينية على الطاولة المنخفضة لكنها لم تجلس مباشرة ، وبالتاكيد لاحظ جوناثان ترددها .
" ألن تجلسي ؟ " .
" بالتاكيد سأجلس " .
أين ؟ أين خبات المعلومات السرية التي سلمها إليها وولف عن روس جرينتج ؟ هذه المعلومات التي كان لابد أن تتركها في المكتب بعد ان تحفظها في ذاكراتها ،ولكنها احضرتها معها إلى هنا .أين هي إذن ؟ تحت الوسادة ؟
جلست على أول مقعد فأحدثت صوتاً .أبتسمت بفتور .
" ما هذا ؟ " .
" عفواً ؟ " .
" أعتقد أنك جلست على شيء ".
دليل وكلاء الأدباء في نيويورك
" أوه إنه مجرد كسر بسيط في المقعد ،أنت تعرف الشقق المفروشة " .
شعر جوناثان بالضيق كما لو ان ميج قد تعرضت للابتزاز من احد الغشاشين في مدينته الصغيرة الطيبة .
أسرعت تقول له :
" الأمر ليس خطيراً كل شيء طيب هنا ،سأكتفي بهذه الشقة حتى أقرر اقصد أنني إذا...إذا قررت أن أعيش هنا ، جوناثان فيم تفكر ؟ " .
"أفكر ،سأتحدث مع أصحاب المكتبة على الاقل يحضرون لك مقعداً مناسباً " .
" أوه ، يا إلهي ! " .
" ماذا ؟ هل هنالك شيء ؟ " .
أستعادت ميج تركيزها وأخذت تسعل ،إن المسؤول عن المكتبة يعرف عنوانها في نيويورك وجوناثان يجهل ذلك ، لو كانت ماكرة بعض الشيء ، لو كان وولف مكانها لاستعمل مائة أسم مستعار !
أجابت بسرعة وبقوة :
" كلا . لا شيء لقد اختنقت وانتهى الأمر من فضلك ، لا تقلق المسؤولين عن المكتبة ،إنهم ملتزمون وكذلك المؤجر لا تهم حالة هذا المقعد التعس وعلى أية حال ،أشكرك على أهتمامك براحتي " .
قال :
" انا لم أفعل لك الكثير منذ أن دخلت مكتبي ،أقتربي مني أريد أن أحدثك " .
ازاح الوسادة عنه ،ازدردات بصعوبة لعابها ،تحت هذه الوسادة التعسة هناك عشرون صفحة من كتاب ،ثلاثة فصول وخطاب مرسلة من كاتب من دايتون بيتش إلى مايكل وولف نفسه ،يا إلهي ! ماذا فعلت ! لقد كانت مذعورة نلا تستطيع أن تتقدم أو أن تنطق بكلمة .
" ميج ؟ " .
دمدمت :
" إني أغالب النعاس ،لقد استيقظت مبكراً جداً وهذا الجو الرطب أعتقد انني لست معتادة مثل هذا الجو".
حاولت أن تتظاهر بالتثاؤب على الرغم من انه أكثر الرجال الذين قابلتهم جاذبية إلا أنها بسبب عملها مضطرة للفرار منه لماذا لاتسأله بكل بساطة الان إذا كان روس جرينتج ؟ لقد حدث بينهما أشياء كثيرة تؤهله للأستماع إلى ما ستسوقه من شرح وتفسير .
قالت في خاطرها ليس في حالة ان يكون روس جرينتج إنه لن يستمع إلى أي شرح أو أعذار إذا كان روس جرينتج ،كما أن هذه الامسية تحمل الكثير من العوامل المتشعبة التي تجعل هذه المحاولة مستحيلة . الجاذبية الجنسية والتوتر الذي أحاط بهما سيمنعانها من التفسير بشكل واضح ومقنع لدورها في خطة وولف .
" إني متعبة ، متعبة للغاية يا جوناثان " .
قال :
" لا عليك " .
نهض وأقترب منها وأمسك بيديها ، قال وهو يتفحص وجهها :
" تعالي يا عزيزتي ،سأصطحبك إلى ..." .
" كلا ! " .
دفعها إلى النهوض ،حاولت أن تهدأ ،أين ذهبت إرادتها ؟أين صلابتها وروح السخرية التي يتدفق بها لسانها ؟ لقد أبطل كل ذلك وهي بين ذراعي جوناثان ماكجافوك طائرة في الهواء .
سألته بصوت خافت :
"لماذا لا تخرج في جولة في المدينة " .
ربت بيده خدها وقد أحاط خصرها بالأخرى .
" سأرحل إذا كنت لا تريدين بقائي " .
" عندي مبدأ بالا يدخل رجل غرفتي من اول لقاء ".
" هذا ليس أول لقاء بيننا " .
" أسمع ،أنا لا الهو ولم أعد أعرف ماذا أقول " .
تركها تذهب .
استطردت :
" أسمع يا جوناثان إن ما يحدث بيننا ليس طبيعياً ولا معتاداً الم تلاحظ ذلك ؟أنا لم أتفق معك على موعد إننا لسنا مراهقين يختلسان الوقت ليتغازلا .إن ما بيننا لعبة ملعونة يا جوناثان فنحن لا نثق ببعضنا البعض وربما كنا على صواب " .
" هل تحاولين إخباري بشيء يا ميج ؟ " .
ومضت عيناها :
" أحاول على الاصح الا اخبرك بشيء إني بحاجة لبعض الوقت أعدرني " .
قال بتنهد :
" ميج أنت على حق ،خذي ما تحتاجين من وقت فكري لكن اعلمي أنه مهما كان قرارك أحب ان أراك ثانية " .
" هل هذا يعني أنك ستفهمني إذا اخبرتك بكل شيء ؟ " .
" ميج أعرف أنك قلت لي كل شيء ،أتمني فعلاً أن اراك مرة ثانية وسأراك " .
خرج بعد أن صافحها ولم تستطع أن تمنع نفسها من الارتجاف لهذه اللمسة البسيطة وكأن شرارة من لهب قد اخترقت جسدها .
" اتفقنا " .
" إذا لم أتمكن من توصيلك إلى فراشك فأقل ما أستطيع فعله هو ان أقول لك طابت ليلتك " .
خفض رأسه نحوها ونظر في عينيها فشعرت بقوة عاطفته نحوها كما شعرت بقوته عندما ضمها إلى صدره أما شفتاه فعلى العكس كانتا حانيتين وعذبتين عندما لمستا شفتيها .
همس :
" إذا لم ارحل الآن فلن تتمكني من التخلص مني ابداً ماذا تريدينني أن أفعل ؟ " .
أبق !
لكنها لم تجرؤ على التفوه بهذه الكلمة...طرات إلى ذهنها فكرة غريبة إذا بقي فستتمكن من أن تعرف إذا كان في فخذه ندبة طويلة ،ستعرف إذا كان هو روس جرينتج كان هناك العديد من الخداع والاكاذيب والتساؤلات بينهما لقد ظل عقل ميج يتأرجح بين هل هو جرينتج أو إنه ليس إلا جوناثان .
همست :
" لم يقل لي أحد قبل اليوم طاب مساؤك بمثل هذه العذوبة" .
" طاب مساؤك " .
" طاب مساؤك يا جوناثان " .
أبتسم وغمز لها بطرف عينه وبعد دقيقة سمعته يصفر في الشارع .
ظل جوناثان لحظة دون حراك في ظلام سيارته ،لم ينجذب إلى امرآة إلى هذا الحد من قبل ،يا إلهي ،كم يريدها !
في نفس الوقت كم يسخر من المهمة التي تؤديها لحساب وولف وعل الرغم من ذلك كان يود أن يرى ما تخفيه تلك الكاذبة الصغيرة تحت المقعد .
وأنفجر ضاحكاً وهو ينطلق بالسيارة أثناء أن كانت تحضر القهوة في المطبخ عثر جوناثان على أوراق كاتب تولزا لقد قاوم كثيراً ليمنع نفسه من أن يخبرها بأنه عرف كل شيء وسيعرف أكثر سيكتشف الحقيقة ،هذا مما لاشك فيه إنها مسألة وقت فحسب لكنه يريد ما هو أكثر من مجرد تفسيرات بسيطة لقد تذكر دفئها ورقتها وهي بين ذراعيه وعذوبة شفتيها وطريقتها في التمتع والاستجابة .
نعم إنه ينتظر الكثير من مارجريت ت . .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:56 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
تلك الغربان الملعونة. تمتمت ميج وحاولت ان تعود إلى النوم لقد عزمت الامر على الا تتحرك .لن تفعل شيئاً إذا كان لابد ان تذهب غلى بساتين السيد ماكجافوك فسيكون ذلك بجرها من فوق سريرها أنها ستهتم بنفسها. ستهتم بهذا الصباح الخريفي الجميل ،بحريتها وبفرصة ان تكون وحدها في هذه المدينة المجهولة بالنسبة لها .كما أنها يجب ان تبعد جوناثان عن فكرها والا تفكر في قبلته الحانية وجسده القوي ،أن تنسى أحلامها الرؤمانسية، تلك الاحلام عديمة الجدوى والخالية من الواقعية والتي توشك ان تعرضها للخطر فهذا الرجل ليس لها فهو ليس الرجل الذي تتمنى أن تراه كل صباح على مائدة الافطار إنه من سكان الغابات ،مزارع يستعما الفأس و...الالات الحادة ، لكنه جذاب للغاية...لماذا لا تلهو معه قليلاً إذن ، علاقة عابرة، لكنها لا تستطيع .
ستكشف أنفعالاتها عما يدور في رأسها وقلبها ، يجب أن تتجنبه ،إن ما يلزمها حقاً هو يوم من الراحة والوحدة .
لقد عانت بما فيه الكفاية من عض لسانها كلما شرعت في ان تسأله إذا كان روس جرينتج أم لا ...أوه ، لقد فقدت رغبتها في النوم.نهضت وهي تدمدم واتجهت إلى المطبخ . كانت شقتها تبدو خاوية ،كل ركن بها ينم عن الوحدة مثل حياتها لابد أن تذهب إلى العمل .
تنهدت لقد سلمت من مماطلتها المستمرة والحل هو أن تلبس في الحال وتخرج وتتجول في المدينة، كان هناك بائع فطائر بالقرب من السيدة أرنولد فاشترت ميج فطيرة وتنزهت طويلاً في شوارع المدينة واندهشت كثيراً لعدد الاشخاص الذين يعرفون أسمها .هل عرفوه عن طريق أمينة المكتبة .
هل يعرفون جميعاً أنها قادمة من نيويورك ؟إذا كان الخبر قد أنتشر بهذه السرعة فليس هناك أمل في أن يجهله جوناثان .
هاهو سيكتشف كذبة جديدة.
واصلت سيرها حتى وصلت إلى مكتب البريد ، فتحت صندوقها ووجدت خطاباً من ماكجافوك بين إعلان وصحيفة محلية . نظرت إليها السيدة هينيسي فأبتسمت لها ميج وهي تضع الخطاب في جيبها.
وخرجت وهي تقضم فطيرة الحلوى ، وتفكر في نفس الوقت في نفس الوقت في الوقت الذي سيستغرقه أنتشار الخبر بأن وجهها قد أحمر عندما أكتشف خطابا مرسلا إليها من مؤسسو ماكجافوك وفي هولاء السيدات الاخريات اللآئئ فأجانها وهي تكلم نفسها .
في النهاية كل ذلك لا يهم ،إنها لا تنتمي لهذا المجتمع أنها امرآة غريبة فليس من عادتها ولا من طبيعتها أن تسمح لأي أحد بالتدخل في حياتها .
تخيلت نفسها فجأة وهي تلقي بما تبقي من الفطيرة على الرصيف وتصرخ في وجوه المارة بأنها تبحث عن روس جرينتج وتقرأ عليهم خطاب جوناثان.
على أية حال ومع الأخذ في الاعتبار حالتها المزاجية ،لقد قررت الا تذهب إلى البستان .
أسرعت الخطى في اتجاه شقتها وفي مخبئها الخاص، حجرة الصالون الخاوية ، فتحت الظرف يا لها من مفاجأة ! إنها صورة من خطابها الاول الذي ارسلته غلى مدير بساتين ماكجافوك والذي كتبته بكل شجاعة على ورقها الخاص ، ورقها الذي طبع عليه عنوانها ... شرق نيويورك...عنوان مفصل وواضح تحت أسمها الجليل .
وقد رسمت حوله دائرة بالقلم الاسود واستطاعت ان تقرأ تحتها عبارة صغيرة مكتوبة بأسلوب يشوبه التعاظم :
" أي نسيج متشابك ننسجه معاً ...ج. " .
تفوقت سيدة الاعمال داخل ميج ،لم تفزع أعدت بعض الشاي وأخذت تقضم قطعة بسكويت وهي تفكر بهدوء ،بينما ماتت امرىة أخرى داخلها من الرغبة في ان تصفع وجه هذا الوغد. إنه يعلم كل شيء منذ البداية !
الامس بعد الظهر كان هذا الخطاب في يده .كان هذا الخطاب هو الوثيقة التي أعطاها لامينة المكتبة وهو يهمس إليها وهي التي كانت تقف بالقرب منه تماماً.
لماذا لم يطلعها عليه ؟ لماذا يسخر منها إلى هذا الحد ؟ لانه لو لم يفعل ذلك ، لما أستطاع أن يلعب بها في أثناء العشاء !
إنه لم يدعها ليسليها أو لتزداد معرفته بها !
ومن ناحية أخرى ،ما شعورها الآن نحوه ؟ هل ستبتسم وتعتبره أمراً مسلياً ؟ كلا ! ولماذا ؟ لأن جوناثان ماكجافوك يسخر منها الأن وهو يتخيل منظرها عندما تفتح الخطاب . لقد تلاعب بها مثل الدمية لقد أرادها ان تتخلى عن حذرها قبل أن يرسل غليها الخطاب . هذا الماكر الملعون كان يعلم منذ البداية أنها تكذب .أمسكت بمفاتيح السيارة وحقيبتها ثم انطلقت كالبركان من داخل شقتها .
كان هناك جمع غفير أمام مباني بساتين ماكجافوك وسيارات عليها لوحات من نيويورك والولايات الاخرى تملأ مكان أنتظار السيارات وعلى الارصفة إنه يوم رائع من أيام الخريف حيث تواعد المتنزهون .
لم يكن لدى ميج أدنى نية في البحث عن مكان لتركن سيارتها توقفت امام جراج جوناثان ونزلت من السيارة، وعندما دارت حول السيارة لاحظت اللوحة المعدنية لسيارتها مطبوعة عليها نيويورك لقد راها بالتأكيد وهي التي حدثته عن هارتفورد ! لماذا ، لماذا كذبت ؟
لقد كذبت بشكل مستمر ومهين .
تفكرت ميج وولف هذا هو السبب ثم خوفها المستمر من ان تفقد وظيفتها الجديدة وتعود للبطالة من جديد .
عطيل ن القنفد الأسود كان نائماً كعادته على الحشائش ولم يتحرك قيد انملة عندما دخلت في الممر ودقت الباب بعنف ،أنتظرت أمام الباب ويداها في وسطها منحته ثلاثين ثانية ليفتح قبل أن تدق الباب من جديد أنتظرت عشر ثوان أخرى لم يجبها أحد جرت خلف المنزل ،لم يكن هناك أحد ،تذكرت ميج أول مرة رأت فيها جوناثان في هذا المكان مع كل المشاعر التي غمرتها لحظتها وما أحدثه بها عطره المفعم بالرجولة .
استدارت لتجد بجانب سيارته اللاند روفر سيارة أخرى بورش لم يكن هذا النوع من السيارات الباهظة الثمن والسريعة يثير إعجابها لكن ما أثار انتباهها هو كيف لرجل ليست لديه الإمكانات ولا الحاجة إلى مثل هذه السيارة ان يمتلكها.
إي حطاب هذا الذي يشتري سيارة بورش ؟
كانت الاجابة بسيطة : من يستطيع ذلك هو من باع ملايين النسخ من كتبه !
فتح باب السيارة ليظهر جوناثان مبتسماً.
" هاللو ! " .
خفضت بصرها إلى القفاز الجلدي الذي يرتديه في يده ولاخظت الاحرف الاولى من أسمه مطبوعة عليه ج . م ولم تكن لتندهش إذ قرأت حرفي ر . ج .
قال بحرارة :
" مارجريت ت . أعتقد أنك فقدت صوتك ! " .
" على العكس فصوتي مازال قوياً وواضحاً " .
" الا تروق لك سيارتي ! " .
" لا تروق لي تصرفاتك " .
رفع كتفيه ووضع القفاز على مؤخرة السيارة وعلى الرغم من كل جهودها لم تستطع ان تبعد عينيها عنه كان يلبس الجينز لكنها لم تر في حياتها رجلاً بمثل وسامته حتى في الجينز فهو يظهر طوله وقوة ساقيه بطريقة جذابة للغاية .
كان مستند إلى السيارة ،يداه متشابكتان على صدره والهواء يداعب شعره فبدا رصيناً واثقاً بنفسه ، ومفعماً بالرجولة .
" الا تروق لك تصرفاتي ؟ لقد رأيت . أنا لا اتصرف على هذا النحو دائماً سامحيني " .
" كلا ! لم تكن مضطراً لارسال هذا الخطاب عن طريق البريد ،كنت تستطيع أن تطلعني عليه بالأمس في أثناء العشاء وكنا سنتحدث في ذلك الأمر " .
قال مبتسماً :
" لم أرد ان أسبب لك عسر هضم " .
" لقد سخرت مني " .
" أنت لم تكفي عن الكذب يا ميج " .
" إنها بعض الاكاذيب الصغيرة البائسة .هذا كل شيء ! ثم ما الذي يهمك في معرفة من أين أتيت ؟ غني أقوم بعملي والباقي لا يعنيك " .
" أوه ، بلى " .
" عفواً ؟ " .
" افترضي أنني أريد أن أزيد معرفتي عنك " .
" ليس لديك الحق " .
" لماذا ؟ " .
" لأني لا أريد " .
" أوه، أفترضي بأي شكل من الاشكال أن ذلك يعنيني، أفترضي أنني أريد أن أعرف أكثر عنك " .
" سأذهب " .
ابتسم لكنها لاحظت نظرته تنم عن عزم لا ينتهي .
" هل تعلمين أن لدي عنوانك ؟ يمكنني متابعتك " .
نظرت إليه بكل ما تبقي لديها من ضبط النفس .إنها لم تقابل ابداً رجلاً صلباً إلى هذا الحد .واثقاً بنفسه وأبيا لقد كان أكثر مهارة منها في التخطيط .
" يمكن للمرء أن يغير مسكنه " .
" لن أمهلك الوقت ،سأجدك قبل أن تغيري مسكنك " .
" هل هذا تحد ؟ " .
" هذا استنتاج بسيط " .
" أنت تضايقني يا جوناثان ! " .
" أنت تثيرين شكوكي " .
" لكن " .
" لكني مازلت أريد إضحاكك يا مارجريت ت . " .
لم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام .
" كيف ؟ " .
" بكل الوسائل الممكنة " .
أبتعد جوناثان عن السيارة وأمسك بيديها فشعرت بتشققات يدي الحطاب .سيكون في يديها تشققات مثلها قريباً. فتح يد ميج وقبل أصابعها المتسلخة .
همس :
" سنجعلك قريباً فتاة ريفية " .
ثم قرب شفتيه من شفتيها ، كانت قبلة سريعة لكنها مليئة بالعواطف الجياشة .وعندما انتهت شعرت ميج بغبطة تغمرها .
أبتسمت كما لو كانت في حلم عندما ربت خدها .لقد تباعد غضبها وأصبح أبعد ما يكون عن ذاكرتها . هل هذا هو نفس الرجل ، القوي ، اللطيف ، الذي يحمل كل هذه الغطرسة ؟
همس في أذنها :
" أريد أن اعرفك أكثر يا ميج ،أريد أن أعرف عنك كل شيء وسأعرف " .
" الن تغير شيئاً حقيقة انني قادمة من نيويورك ؟ " .
" لست أدري هل ترين ذلك أكيداً ؟ " .
" هل تعلم انني عملت حقاً في العلاقات العامة لدي ناشر في نيويورك " .
" هل هذا بعيد تماماً عن شركات التأمين في هارتفورد ؟ "
" العلاقات العامة هي العلاقات العامة في كل مكان " .
استند إلى السيارة مرة أخرى ،أينما كان ،إنه لا يتسرع أبداً.حاولت ميح ان تتخيله فى ملابس مناسبه لقيادة سيارة البورش ولدهشتها توصلت فعلا لتخيل هيئته.ان قوامه وعضلاته سيجعلانه رائعأ في الملابس الفاخره التى تفكر فيها لكن الجينز ايضأ يناسبه تمامأ. لماذا تشكك فى استطاعته ارتداء الملابس الانيقه؟ لابد أن تقبل فكرة أنه شئ أخر غير مستثمر زراعى . هذا ما كانت ترفض قبوله .
سألها وهو ينظر مباشرة الى عينيها:
"ولأن ماذا ستفعلين ؟" .
" أعتقد أنني سأذهب لأقطف ثمار التفاح لحساب السيد الجليل لايثق بي " .
" ماذا ؟ " .
" لاني أحب الا أعاقب " .
قال بهدوء، دون أن يبدي نفاد صبره :
" لقد فهمت سؤالي جيداً هل لديك عمل آخر في نيويورك؟" .
" إني اتمنى ذلك .كم هائل من الاعمال " .
" لماذا جئت أنت إلى روكي سبرينجس ؟ بالتأكيد حتى تغير جوا وتقطف تفاح الجريننج. أليس كذلك؟ " .
شعرت بقراراتها تتبدد. تذكرت وولف . لقد وهن نفوذها وازداد ضعفها كلما تكلمت مع جوناثان حتى وصلت الى عدم الاهتمام بوولف وبوظفتتها فى منهاتن . هذه الوظيفه التى انتظرتها شهورا. أرادت أن تخبر جوناثان
رجعت ببطء صوب مقعد من الخشب المنخور وجلست
قالت معترفة:
" لا " .
ودت لو أنه تناول الحديث بدلا منها . أن يبرر أكاذيبها . ويجد لها الا عذار لكنه لم يفعل تقدم نحوها وأشار اليها باصبعه :
" هيا ابدئي " .
" إننى بصدد البحث عن روس جريننج " .
لم يبد أى رد فعل أو أن تلك العبارات لم تمثل له شيئا او أنه قد أعد نفسه حتى يسمعها .لاحظت ساقه اليسري وهي تكاد تتحرك نحوها .
قال :
" الكاتب ؟ " .
" هذا ليس اسمه الحقيقى " .
" لماذا ؟ " .
"لست أدرى . أعتقد أنه لا يريد أن يعرف أحد أنه يكتب " .
" هذا ليس ما أسالك عنه ،لماذا تبحثين عنه ؟ " .
قالت وهي ترفع كتفيها :
" أوه ، حتى لا أطرد من وظيفتي من جديد " .
" من جديد ؟ " .
" همم، في المرة الاخيرة رفضت الانصياع لأمر آت من الجهات العليا والنتيجة القيت إلى الباب نالآن أطيع كل الاوامر " .
" اعتقد أن جرينتج هذا لا يتمني ان يعثر عليه احد ،أليس كذلك ؟ " .
مدت ساقها وأحذت ترسم على الارض بطرف حذائها الوردي.
" با لتأكيد ".
" أنت تقومين اذن بدور القناص " .
قالت وهي ترفع عينيها نحوه:
" إلى حد ما .هل تعرف روس جريننج ؟ " .
أجاب بحدة وهو يبتعد عن السيارة :
" لا ، لا أعرفه " .
تردد قبل أن يستدير ويفتح باب السيارة :
" سأراك يوم الاثنين اذن ؟ "
"لكن...إلى أين انت ذاهب ؟ " .
" إلى نيويورك " .
"إني ...أعتقد أن ...." .
" ماذا حدث ؟ ماذا تخشين ؟ أن أعرف معلومات أكثر عنك ! ربما لا وجود لأحد يدعى مارجريت تز أوكس " .
" لماذا أشعر أنك تريد تغيير موضوع الحديث ؟ إني أكلمك عن روس جرينتج " .
ط لا شيء لقد كنا نتحدث عنك وجاءت سيرة روس جرينتج كموضوع عرضي ! " .
" يبدو أنه يعيش في مكان ما هنا " .
" معه حق ،هذا المكان ساحر ،إلى اللقاء يا ميج " .
" هل أنت متأكد من أنك لا تعرفه ؟ لقد جرح منذ عدة سنوات بألة قاطعة ، هناك ندبة طويلة في فخذه " .
"عزيزتي ،أنا لا اضيع وقتي في تفحص أفخاذ جيراني وأعتقد انني إذا ما قابلت مؤلفاً مشهوراً كهذا ،فلا انساه أبداً هيا ! أستمتعي بأجازتك ولا تؤلفي أكاذيب جديدة في أثناء غيابي " .
كادت تصيح وتطلب منه أن يصطحبها معه لكنها لم تفعل ، فمن ناحية أخرى ربما لم يرد رفقتها وربما ايضاً ان يثير ذلك مصائب جديدة لأن هذه المرة كان هو من يكذب غنه يعرف روس جرينتج بطريقة أو بأخرى .
عادت أدراجها خافضة رأسها وتناولت عداءها خارج المنزل محاولة ترتيب أفكارها .
بعد ساعتين لم تعد تستطيع ذلك ، وتوجهت إلى كبينة التليفون ،سألها سيد جرانجر اللحوح :
" نيويورك مرة اخرى ؟ "
كيف يستطيع المرء أن يحتفظ بسر في هذه المدينة الصغيرة ؟
وجهت إليه أبتسامة فاترة ،وادارت ظهرها واتصلت بوولف،سمعت رسالة مسجلة على جهاز تلقي المكالمات ووضعت السماعة .أحتمال أن يكون مازال في مكتبه .اتصلت بالمكتب فاجابها صوت غاضب :
" وولف " .
"آه أنا سعيدة لسماع صوتك هذه مارجريت التي تحدثك ".
" رائع " .
لم ترق لها ابداً نبرة صوته الجافة الساحرة التي حدثها بها .
قالت :
" أردت إخبارك بأني أعتقد أن روس جرينتج متخف في شخصية صاحب بساتين هنا " .
قال بنفس النبرة :
" حقاً . ومتى قابلته ؟ " .
" الأسبوع الماضي لكني مازلت لا أمتلك المعلومات الكافية التي أرسلها إليك.أشعر ...أقصد أنه في نيويورك اليوم ".
" تكلمت معه إذن ؟ " .
" نعم للأسف لم استطع ان افعل غير ذلك " .
" هل تعتقدين أنه سيأتي إلى مكتبي ؟ " .
" أو إلى بيتك " .
" متى رحل ؟ " .
أصبح صوت وولف هادئاً أكثر فأكثر .
" هذا الصباح " .
" انتظرت كل هذا الوقت لتخبريني ؟ " .
أمسكت بالسماعة بشدة حتى كادت تنقسم نصفين .
" نعم .هل تريد أسمه ؟ حتى تعرف إذا كنت مخطئة أم على حق " .
" أوه إنك تتكلمين عن الشخص المقصود " .
" لكن كيف لك أن تكون متأكداً هكذا " .
" لانه جالس أمامي ،في هذه الحجرة وحذاؤه الملعون مقاس 46 على مكتبي ! " .
شعرت ميج بعاقبة ما حدث :
" هل هو جوناثان ماكجافوك ؟ " .
دمدم وولف :
" روس جرينتج ! " .
" حسناً إذن .أوه ، كلا ؟ " .
" لقد قمت بعمل مميز ياآنسة اوكس " .
كانت تعرف ما سيحدث هذه ليست المرة الاولى .تلفظ وولف بالسباب وأنفجر قائلاً :
" أنت مفصولة ! " .
ووضع السماعة .
أنت مفصولة ...كانت كلمته واضحة .
قامت بمجهود جبار لتتظاهر بالابتسام في وجه الجزار . أشترت السجق وعادت إلى شقتها لتعد غداءها: عصير تفاح والسجق طعام شهي !
تذكرت مذاق شفتي جوناثان . أخيراً لن تزعجه ثانية .
غلست الاطباق وكان امامها ثلاثة أختيارات محتملة :
الأول : تأخذ حقيبتها وتعود إلى نيويورك حيث تبحث عن عمل جديد وتتمنى الا ترى وولف أو ماكجافوك مرة ثانية ابداً .
الثاني : تبقى في بساتين ماكجافوك حتى تفصل من هنا أيضاً .
الثالث : تسافر إلى نيويورك هذا المساء وتقاوم لتنقذ وظيفتها وعلاقتها بجوناثان .
ليذهب وولف غلى الجحيم ! لقد وجدت المؤلف الذي يبحث عنه أليس كذلك ؟ ماذا ينتظر منها ؟ وما الذي ينتظره جوناثان ؟
إنها لا تستطيع نسيانه .
لقد تبدد الشك من ذهنها إنها تعرف الآن ماذا ستفعل .
لن تضيع وقتاً أكثر من الذي ستستغرقه في إعداد حقيبتها . وصلت إلى نيويورك ، توقفت في منزلها لتاخذ حماماً وتغير ملابسها .
ركبت الحافلة لتذهب غلى مكتب وولف شعرت بأنها حرة وفي وطنها .إنها مجهولة الآن ، وروكي سبرينجس بعيدة،سارت حتى عمارة وولف ،كان الجو رطباً والشوارع مزدحمة وبدت نيويورك جميلة في فصل الخريف مثل كل ولايات إنجلترا الجديدة .كانت تكتسب ثقة في كل خطوة تخطوها .
ركبت المصعد غلى الطابق العاشر ،وفتحت الباب دون سابق إنذار بفضل مفاتيحها .
وصل صوتهما إلى المدخل ، صوت جوناثان الواثق بنفسه وإجابات وولف السريعة ، لم يكن من عادتها التصنت خلف الأبواب دون تردد .سارت حتى عتبة مكتب وولف وطرقت الباب طرقات سريعة دون أن تنتظر من يدعوها للدخول ن دلفت إلى المكتب . صاح وولف الذي لم يظهر عليه السرور لمجيئها .
" أوكس " .
قال جوناثان المعروف بروس جرينتج بصوت هادئ وهو يتكئ على مقعده الجلدي :
" صباح الخير يا مارجريت ت. " .
غذا كان باستطاعتها أن تتحرك لفرت من امامه .كان جوناثان مبتسماً ، ملابسه غاية في الاناقة .لم تعد تلك الملابس الشبابية البسيطة ، كان يرتدي حلة رائعة تشير إلى أعتياده للتعامل مع كبار الخياطين .كانت حلته رمادية داكنة تبرز كتفيه العريضتين .أين ذهب رجل الغابات ، الحطاب الذي يزفر وهو يضرب بفأسه وهو بظهر كفه على جبينه ليمسح العرق ؟
ارتجفت ميج للمرة الاولى وهي تجد نفسها أمام روس جرينتج الحقيقي ،الكاتب صاحب أعلى نسبة مبيعات .
وفجأة ،سألت نفسها : والآن من يطارد من ؟
" ماذا تفعلين هنا بحق السماء ؟ " .
لم يحمل صوت وولف أي لطف ،كان صوتاً غاضباً أكثر منه ساخراً. كان جالساً على مقعده الجلدي الضخم زخلف مكتبه الذي لا يقل ضخامة .
لم يتحل وولف بأي جاذبية فهو رجل قليل الحجم شعره أبيض ووجهه يتناسب تماماً مع أسمه وولف الذئب . لكنه لم يكن جذاباً ،فهو يرتدي ملابس منتقاة بعناية ن ويضع عطراً ينم عن السلطة والذكاء وأحياناً ينبعث منه سحراً خاصاً . لكنه في هذه اللحظة ،لم يكن لطيفاً ولا مشجعاً على الإطلاق .
قالت ميج :
" عفواً ، أعتقدت أنك رحلت " .
أجاب وولف بإشارة من يده ليس لها إلا معنى واحد وهو أخرجي !
" إذا لم تجد في ذلك ضرراً ،أريد أن أجمع أشيائي من مكتبي " .
" هذا العمل يمكن إرجاؤه إلى يوم الاثنين يا أوكس " .
قالت وهي تنظر إلى جوناثان بطرف عينيها :
" كلا ،صباح الاثنين ،يجب أن أعود لأجني ثمار التفاح في السادسة صباحاً " .
دمدم وولف لكنها تجاهلته وغادرت المكتب تاركة الباب مفتوحاً خلفها .
صاح الرجل القصير :
" لن تأخذي شيئاً بدون إذني " .
حرصت ميج على الا تفقد هدوءها ، وأختارت الا تجيب ، عبرت حجرة الاستقبال ودخلت إلى حجرة بها ثلاثة مكاتب كان مكتبها بالقرب من النافذة .
همست من بين أسنانها :
" يا لك من محظوظة ! " .
لم يكن لديها أدنى نية في أن تجمع أشياءها جلست وأمسكت بورقة ،بدات ترسم عليها وهي هائمة ستنتظر .
وجدها جوناثان .
" هل تعدين إجابتك على كاتب تولزا ؟ " .
" هل عرفت بأمر كاتب تولزا ؟ " .
" لا يجب أن يتركني أحد في حجرة أبداً كما فعلت أنت في الليلة الماضية " .
" أنت شيطاني " .
" الا ترغبين في نزهة مع الشيطان ؟ " .
لم تستطع أن تمنع نفسها من الضحك لقد كان وقحاً وواثقاً بنفسه ، سألته :
" أين وولف ؟ " .
" في غرفته يداوي جراحه " .
" أظنك لم تندهش عندما عرفت أنه أرسلني في البحث عنك" .
قال جوناثان :
" لقد أخبرني بأنه لم يرسلك في البحث عني . ووفقاً لقوله : إنك قمت بكل هذا العمل لتؤثري فيه ويقبل تشغيلك".
" ماذا !؟ " .
" يا له من مدخل رائع إلى مكتب وولف وهو أن تعيدي إليه كاتبه العزيز ! " .
" لقد أستخدمني كبش فداء " .
ط بمعنى أصح سمكة قرش يا جميلتي .أتشكين في ذلك ؟ إنك شابة نيويوركية طموح ..." .
" توقف ! هذا الرجل ...ليس إلا فأراً جباناً ! كيف يجرؤ ! سأذهب إليه حالاً..." .
" لا تفعلي شيئاً ! إنه يريدني أن أعود ،وإذا اضطره ذلك إلى أن يضحي بك فلن يتردد لنحاول أن نسوي الأمر بطريقة أخرى " .
" هذا ليس شأنك . لقد سببت لي الكثير من المضايقات .لماذا لم تقل لي .إنك تعرف من أنا ؟ " .
أجاب وهو يرفع كتفيه :
" أردت أن أري إلى أين ستذهبين في خطتك .لم أتشكك في أنكاا ستقبلين أن تتسلقي أشجار التفاح الخطرة ! " .
" هل تريد أن تقول لي :إنك تعرف منذ البداية ؟ " .
" تقريباً يعتقد وولف أنك افتقدت الحكمة عندما أستخدمت أسمك الحقيقي ولم تلجئي إلى أسم مستعار " .
" لكن ...لماذا عينتني ؟ كان يكفيك الا تجيب على خطابي".
قال وهو يتمدد :
" أوه ، اردت أن أتسلى قليلاً " .
" تتسلى! هذه ليست لعبة ،يا ماكجافوك ! إذا كنت لا تعي ذلك ، فأعلم أنني قد فقدت عملي فعلاً " .
" ويبقى لك قطف ثمار التفاح " .
" هل من المفترض أن اضحك ؟ " .
" لم لا ؟ هذا أفضل من أن تبكي " .
" أنا لا أبكي .لكني لا أرى في البكاء أمراً غريباً " .
نهضت فجأة ودفعت المقعد إلى الخلف وتوجهت صوب الباب .
" إلى أين تذهبين ؟ " .
" إلى هارتفورد لأجد عملاً في التامينات " .
" في الحقيقة هذا أفضل من أن تعرضي مؤلفاً ووكيله إلى السخرية " .
" متى ستتوقف عن التصرف كرجل غريب الأطوار .أشعر أنني أخطأت ولا أستطيع حتى مواجهة وولف " .
" لماذا أتيت إذن إلى نيويورك ؟ " .
" حلم " .
" وأنا ؟ " .
نظرت إلى عينيه مباشرة إنه رجل حافل بالمميزات وسيم وغني ناجح في عمله...إن جميعه مميزات " .
" في الحقيقة يا سيدي العزيز ، أشعر أنني غير قادرة على مواجهتك إنني حتى لا أريد مواجهتك " .
قال وهو يبتسم :
" لقد تمنيت أن تقولي ذلك ،هل تقبلين دعوتي على العشاء؟ " .
" أعتقد أن شقتي تشبه كوخ عاملة قطف التفاح " .
قهقه جوناثان :
" لماذا لا نذهب إلى مطعم إذن ؟ " .
" و وولف ؟ " .
" أخشى أنه قد شبع بعد ما رأني " .
" يجب على الأقل أن أكلمه " .
قال وهو يتأبط ذراعها برقة :
" كلا دعيه الآن .ثقي بي يا ميج " .
" أنا ... لقد فعلنا الكثير حتى نتبادل الثقة " .
قال مبتسماً وهو يشدد قبضته على ذراعها :
" حقاً "
قهقهت ميج وخرجا معاً لم يكن هناك أدنى صوت عندما مرا بالقرب من باب مكتب وولف .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 09:59 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
كان جوناثان سعيداً بان يمشي في شوارع مانهاتن وميج إلى جواره لو كان عابر سبيل ،أو جالساً إلى إحدى الموائد في هذا المقهى ذي النوافذ الزجاجية للفتت نظره هذه المرآة الجذابة ، الواثقة بنفسها ، كل ما فيها يشير إلى حياتها المثيرة ومسؤلياتها المهنية الكبيرة . كل مافيها يؤكد أنها تنتمي الى مانهاتن . وأنها سعيدة بذلك . لقد اختفى ارتباكها الذى انتزع ضحكه عندما كانت تتسلق شجرة التفاح . كما اختفى الحذاء الرياضي الوردي . انها متألقة اليوم بملابسها الانيقة وخطواتها الرشيقة الواثقة وشعرها الاشقر اللامع تحت أشعة الشمس التى جعلت عينيها الذهبيتين أكثر لمعانا وحيوية . لقد أضافت الاسابيع التى قضتها في الريف الى سحرها الكثير فوجهها الرائع . وفكر جوناثان فى الاصابة التى ظهرت فى كف يدها وسأل نفسه هل اصابت قلبه أيضا ؟
كان عليه أن يتبع حدسه ويواجهها بالخبر الذى نشر فى الجريدة المهنية . الا انه تصرف باندفاع وجعلها تفقد وظيفتها . بادرته وهما يعبران شارع ماديسون وسط الحشد الذى يقضىي اجازة نهاية الاسبوع :
" تبدو مستغرقا فى التفكير ".
قال مبتسما :
" ثلوث الهواء " .
" كم هو مثير للخجل ؟ " .
" الخجل ؟ الثلوث ؟ " .
" كلا . أن أفقد وظيفتى اليوم " .
" أعتقد أنك المخطئة الوحيدة " .
" آه . أنا التي حاولت أن توفر على كاتب مسكين لاحول ولاقوة المواجهة مع وولف الرهيب " .
أدار جوناثان رأسه ليراقب خطوات ميج . انها لاتبدو متعبة على الاطلاق من تجربتها فى الحقول . ولاقلقة بسبب فقدها وظيفتها . لقد ذكرته بميج التى قابلها أول مرة . ميج التى صفعتها قلة اكتراثه بها .
لقد كانت رزينه كأنها تعرف بطريقة او اخرى . ستتمكن من تخطي مشكلاتها الحالية :
" لقد لعبت على الحبلين كثيرا ياميج " .
" لقد أمسكت العصا من الوسط على الاصح .
صفر وهو يومئ براسه .
" هذا يؤذي الى السلبية . وأنا أرى فيك أي شئ الا السلبية لقد اختارت كل الاختيارات وقيمت الرأي والرأي المضاد حتى اتخدت قرارك " .
دمت شيئا لم يفهمه . كانت تتحدث عن الغمازتين اللتين تعلوان خديه .
قال :
" اني أكره وولف " .
أجابته وهي ترفع رأسها نحوه :
" إنى أحبه كثيراً ولا أعتقد أنك تكرهه، أظنك تقدره " .
" إنه وغد دون أخلاق ولاذمه " .
" وفقاً لرأيه . أنه كلما اهين الوكيل اظهر ذلك انه الافضل فعملاؤه يضنون أنهم قدسيون حقيقيون " .
" باستثناء ألا يكون عملاؤه جزءاً من هؤلاء الذين يسبونه " .
أجابته بجدية .
" أعتقد أنه لايهتم كثيراً بما يقال في حقه من سباب بما أن عملاءه يظلون معه . إن وولف لن يتجرد من الاخلاق ولا من الذمة ن ربما يتصرف بعض التصرفات التي لا تقبلها أنت ز لكنها قواعد اللعبة ، لعبته هو وتلك القواعد قاطعة ولا يمكن أنتهاكها إنه يعيش ويعمل من أجل ما يرأه صحيحاً ودائماً ما يكون عملاؤه في المقام الأول " .
" أرى ان مصالحه الشخصية هي التي في المقام الاول ،لكن مصلحته هي مصلحة عملائه " ز
همس بعد فترة صمت طويلة :
" ليس دائماً " .
" للأسف ، من النادر جداً أن يهتم بمصلحة معاونيه من أمثالي تماماً ".
" لم أكن أتوقع أن يرسل معاونته الشابة خلف عميل ، صرح له منذ سنتين بأن يخرج من حياته " .
" ربما لكنه على يقين من أنه يستطيع تقديم شيء ما لك ،إنه يريد مساعدتك " .
زمجر جوناثان في غضب :
" إنه يريد عمولته اللعينة ، هذا كل ما في الأمر " .
" وماذا بعد ذلك ؟ إذا كان يريد حقاً مصلحتك " .
" بشرط أن ...." .
صمت جوناثان فجأة وأبتعد عنها لم يرد أن يفصح عن أسراره ويكشفها أمام عيني المرآة اللحوح وفي وسط مانهاتن .
استطرد :
" ليس دائماً " .
" أصبحت تتسم بالجدية يا عزيزي .إنه تأثير جو نيويورك لقد غادر الثعبان حشائش الريف الطيبة " .
نظر إليها ، كانت تضحك بخفة ظل فتنته . ربما كان يعرف وولف هذا الماكر الكبير ما الذي يفعله وهو يرسل خلفه هذه المرأة لتحوم حول...وكره ؟
" أنت تشبيهينه ،أليس كذلك ؟ " .
قالت :
" احاول " .
" الا تمزحين ؟ " .
أخذت تضحك مرة أخرى ولم يتمكن من أن يعرف إذا كانت تمزح أم لا ؟
كان يروق له أسلوبها في الحديث وقوتها أيضاً .إنها ليست من هذا النوع من النساء اللاتي ينتظرن قدوم رجل يتولى حمايتهن ويلذن به طوال حياتهن. الرجل الذي يستحقها لابد أن يريد بناء حياته معها ، ويشاركها السعادة والمشقة على السواء ، ويتحمل نصيبه من الأباء البسيطة في الحياة،يتقدم بجانبها ويكون دائماً معها إنها تحب مواجهة الحياة بحلوها ومرها .
مستعدة دائماً للتمتع بثمار النجاح وتحمل تبعاته ومما أثار دهشته ،أن كل ما قابلته من صعاب لم يجعلها تنحرف أو يفقدها نزاهة سمعتها .
على العكس لقد شدت من أزرها ودعمتها بالقوة وهذا ما أعجبه فيها .إنه لا يعرف شيئاً عن ماضيها ،لكنه على يقين من ان الحياة لم تكن باسمة وحانية دائماً لها واليوم! لقد فصلت من عملها تواً .إنه يريد أن يعرف أوقاتها السعيدة والحزينة وأشياء أخرى كثيرة .
في الحقيقة كان يريد أن يعرف كل شيء عن مارجريت ت.أوكس إنها فكرة رائعة ...رائعة .
سألها بدون أكتراث :
" متى عرفت أنني روس جرينتج ؟ " .
" هل تصدقني إذا قلت إنه بعد محادثتي التليفونية هذا الصباح ؟ " .
" لا أصدقك " .
" لقد كنت المشتبه فيه رقم 1.لكن لم يكن لدي غلا شكوك قوية لقد تعلمت أن أشك من سيدي العزيز وولف ".
" هل تمزحين ؟ " .
" لقد وجد في حاسة القنص .لهذا السبب لم يبعث بأحد المعاونين الآخرين " .
قاطعها بحدة :
" احد المعاونين الذي كان بإمكاني اكتشافه " .
" أوه ، نعم ،بكل تأكيد على أية حال ،لقد بحثت عنك في كل مكان ،إلا أن وولف قد حدد لي نقاطاً أساسية لقد تصورت أن جرينتج امرأة تستخدم رجلاً ساترا " .
" كم أنت معقدة ! أعترف أني أحب هذا النوع من التفكير".
" لكن قد عثر ولف عليك " .
" بل عثر عليّ معاونته العزيزة ز كيف أصبحت المشكوك فيه رقم 1 إذن " .
" بسبب هيئتك الجسمانية المتميزة وبساتينك " .
" بساتيني ؟ " .
" جرينتج نوع من التفاح " .
" هل هي فكرة وولف ؟ " .
قالت وكأنها تذكر معلومة معروفة ومثبتة :
" إنه لا يكاد يعرف أن التفاح يطرح على الاشجار .إنها فكرتي أنا وأعتقدت أنها ستساعدني في التوصل إليك " .
اتسمت نظرة جوناثان بالحيرة .
سألته :
" ألم تختر هذا الاسم بسبب البساتين ؟ " .
" في هذا الوقت لم أكن أمتلك تلك البساتين " .
أنفجرت ضاحكة :
" انني أذكى مما كنت اتصور " .
" وماذا قال لك عن هيئتي الجسدية ؟ " .
" لقد قال لي وولف كلمتين غير محدتين .كما أخبرني عن الندبة وهذه العلامة غير مجدية . لقد كان من الصعب فحص فخذك " .
أجابها :
" كان كافياً أن تسألي .إن الرجال يتفاخرون بإظهار ندباتهم " .
قالت :
" مستحيل . كنت ستتشكك في أمري " .
" لكني كنت أعرف بالفعل أنك تعملين لحساب... ماذا تسمينه ؟ الفأر " .
" لم أكن أعرف أنك فهمت كل شيء " .
" حسناً .لكن هل تعرفين أن هناك شيئاً مازلت لا أفهمه؟" .
يا إلهي ! " .
" إن مزاجك رائق تماماً . وكان لابد ان تثوري ضدي وعلى العكس من ذلك قبلت أن تذهبي للعشاء معي " .
" طعام مجاني " .
همس :
" لقد أخبرني وولف بأنك امرأة ساخرة وتتسمين بخفة ظل واضحة " .
قالت وقد أعتلت شفتيها أبتسامة بريئة :
" عندما نكون في الطريق ، يحسب كل فلس يصرف " .
قال وهما ينعطفان ليسلكا الشارع الخامس :
" تماما ،قبلت العشاء إذن لانني أنا الذي سيدفع زهل تريدين أن تقولي لي : إنه كلما بدوت سعيدة فهذا يدل على جودة المطعم ؟ "
" إن مطاعم الوجبات السريعة تسبب لي عسر هضم ،ثم ألست غنياً ومشهوراً ؟ فلم لا تدعنا نذهب إلى مكان راق".
" أنت صريحة ، أليس كذلك ؟ " .
" سأكون وكيلة خيالية " .
" هذا ما يقودني إلى الجزء الثاني من سؤالي : لماذا لا تثورين ضد وولف لتصرفه معك " .
" أنا لست حزينة ولا خائرة العزم ، إن الغضب والحزن لن يوفرا لي وظيفة لو كان لي...دعنا لا نتحدث في ذلك .أما فيما يتعلق بدفاعي عن وولف فلم لا ؟ ولنعد غليك لماذا لم تثر ضدي ؟ " .
" أنت تحبين الكلام المباشر " .
" بالأكيد ، لقد قضيت ثمانية أسابيع عند وولف وأسبوعاً في الريف ! " .
" أنا لا أريد أن أثور ضدك ،كنت أعرف أن يوماً ما سيحاول وولف أن يخرجني من مخبئي حتى إذا كنت اتخذت وكيلاً آخر...لكني أبتعدت تماماً عن الحياة الادبية مدة سنتين وهذا ما دفعه إلى التفكير " .
" لقد أخذ تصرفك على انه تحد " .
" أو اعتذار إن ما يهمني هو أنه بعث بك أنت " .
سألته وهي تقهقه :
" هل تتخيله في مكتبك يطلب منك وظيفة ليتسلق الاشجار؟" .
لاحظ جوناثان بريقاً في عيني ميج . بريقاً انثوياً فاتناً وماكراً في آن واحد نسي فجأة وولف وجرينتج وكل ما مضى .لم يعد يفكر إلا في المستقبل ، مستقبل تسكنه ميج . كيف لها أن تدافع عن وولف هذا ؟ إنها تحبه كثيراً .
استطردت :
" إنه لا يطيق مغادرة نيويورك .هل تستطيع أن تتخيله وهو يتسلق شجرة تفاح ؟ " .
" لقد وجد أرت أنني افتقدت حكمتي عندما عينتك أما وولف كلا ، فلا استطيع ان أتخيله متدلياً من جذع شجرة أو حتى يجلس في حديقة عامة للتنزه .أنتما...أنتما الاثنان" .
" هذا صحيح " .
" لا تبدئي في سخريتك .لقد وصلنا " .
لقد كان مطعماً إيطالياً أنيقاً للغاية ، وكان جوناثان أحد رواده .
قالت ميج بصوت متردد :
" يجب أن أعترف لك بشيء .لقد أكلت قبل أن أغادر ضيعتك المفتقدة...السجق " .
قال وعيناه تتلآلآن تماماً لعيني ميج :
" ليس هناك مشكلة . لقد التهمت شطيرة بالمستردة بدلاً من الغداء لن نطلب شيئاً من مانويل مدير المطعم قد يشعر بالاسى " .
دفع الباب المطلي باللون البيج وترك ميج تدخل اولاً .
قالت مترددة :
" هل أنت واثق بأنه ليس من المهم أن تطلب شيئاً؟ ".
" نعم لقد رتبت كل شيء " .
قالت بسعادة :
" هل تريد أن تقول :إنك توقعت مجيئي إلى نيويورك ؟ " .
أجابها وهو يغمز بطرف عينه :
" كنت أتمنى ذلك يا حبيبتي في الحقيقة يجب أن أنبئك بانني في نيويورك أدعى روس جرينتج " .
منع مجيء مدير المطعم ميج من الاجابة .أستقبلهم مانويل بحرارة ونادى جوناثان بالسيد جرينتج ،تفكرت ميج هكذا فهو يعيش بشخصيتن ،كائنين مختلفين تماماً .أرشدهم مانويل إلى سلم ضيق يؤدي إلى حجرة مؤتثة بذوق رفيع قال مدير المطعم بلكنة إيطالية واضحة .
" صالونك معد " .
تفكرت ميج صالونك ؟
كان جوناثان يبدو على راحته تماماً .
كانت المائدة مفروشة بمفرش أبيض وعليها زهرية بها ورد أصفر وأحمر تزين وسطها .لم يكن هناك أي مائدة أخرى ...قدم مانويل غليهم النادل وانصرف .
قالت ميج وقد جحظت عيناها :
" حسناً ، حسناً " .
قال بصوت مرح :
" هذا المكان مفعم بالخيال " .
طلب جوناثان كوباً من العصير وبعد لحظة تردد طلبت ميج نفس الشيء .
" إنك تميل إلى تعذيب الناس .إن هذا المكان مختلف تماماً عن منزلك في الريف .هل تحب اللعب بالناس ؟ " .
" أنصتي إلي بصراحة ،هذا المسكين جوناثان ماكجافوك هو سعيد حيثما يعيش ولن يكون سعيداً أبداً في هذا المكان المغلق " .
" أنت لست غريب الاطوار يا روس إنك جوناثان وجوناثان هو أنت " .
" في الحقيقة ها ما لا يكف وولف عن ترديده " .
" إنه على حق " .
" يجب أن يكون الإنسان واقعياً ويضع قدميه على الارض" .
" كما يقول وولف إن عملنا هو مجابهة الواقع حتى تتمكنوا أنتم أيها المبدعون من تنفيد إبداعاتكم بدون إزعاج .فلسنا نتحلى للأسف بخيال متقد مثلكم " .
" إيه ، حسناً ، إنني مندهش تماماً لماذا فصلك وولف ،إن أفكارك مفصلة تماماً على أفكار رئيسك " .
" إنه يقول ايضاً إن 80 بالمائة من مهمتهم تقوم على معالجة الجراح الطفيفة التي يتعرض لها عملاؤهم مرهفو الحس . وخمسة بالمائة هي لصق طوابع البريد على خطاباتهم ، والخمسة بالمائة المتبقية ..." .
" ميج ! " .
" هي التفاوض على عقودهم " .
" ألن تتوقفي عن الدفاع عنه ؟ " .
" نعم " .
" يارب السموات ! لقد فصلك " .
" لم أره ،هل تعرف ؟ إني لا أخذ مأخذ الجد ما يقوله رؤساء العمل في أثناء العطلات " .
" تعتقدين إذن أن ليس في نيته ..." .
" وأنت ؟ " .
" لم أستطع أبداً تخمين نيات صديقك العزيز " .
" أوه إذن إنه حقاً الوكيل الذي يلزمك .أليس ذلك دليلاً على فائدته ؟ " .
" أنت غير محتملة ،هل مازلت تريدين حقاً العمل لحسابه؟" .
" بالتأكيد إني أعشق تضميد جراح العملاء " .
قال بصوت رنان :
" أنصتي يا جميلتي، أشعر أن سحباً مليئة بالمضايقات تقترب من وجهك اللطيف الصغير " .
أنفجرت ضاحكة بدون أدنى تردد :
" وأنا التي أعتقد أنني بالفعل في وسط الضيق " .
دخل النادل ووضع المشروبات .
قالت مستحسنة :
" عصير عذب المذاق " .
دمدم :
" منعش " .
" أوه ، ظننت أنني أستمع إلى رجل قادم من الغابة ،فلاح من كنكتيكت " .
" هل تريدين التحدث عن ذلك الريفي الذي يقطع الاخشاب في الفناء الخلفي لمنزله ؟ " .
" هو بعينه. همم ياله من شراب لذيد .هل تاتي هنا كثيراً؟" .
" أحياناً أعتدت المجيء إلى هنا مع بعض الاصدقاء من نيويورك ،هولاء الأشخاص الذين يعرفون اسم الشهرة .ولم أرهم منذ سنتين،لهذا السبب كانت سهراتي هنا نادرة وأقضيها وحيداً " .
أبتسم أبتسامة ساحرة ،أعتقدت أنها قد وجدت المراهق الكامن في أعماقه .
استطرد :
" حتى هذا المساء " .
" من الذي يعرف أسميك ؟ " .
" وولف وأنت ، المحاسب والمحامي وأمي وأختي أيضاً ".
" واصدقاؤك ؟ " .
" لا أحد منهم يعرف " .
" هل هذا يعني أنني لست من بين أصدقائك ؟ " .
" كلا " .
" ألست صديقة ؟ " .
" عزيزتي .أنت إنسانة فريدة " .
كانت أبتسامتها حانية ،تملأ عينيها أيضاً .
" أنا سعيد لكونك هنا " .
ظهر النادل فأعطاه جوناثان قائمة الطعام وما أختاراه منها ،غاصت ميج في مقعدها ، سعيدة لسبب بسيط هو أنها بصحبة هذا الرجل الوسيم ، في ذلك المكان الشاعري. وحاولت أن تستعيد صورته وهو يرفع الفأس في الهواء ليهوي بها على قطعة الحطب . لقد كان رجلاً مركباً ، ماهراً في شتى المجالات إلا أنه يتميز بالواقعية أيضاً .
لقد أمتزجت بأعماقه قوة رجولية قاطعة ،وحس مرهف يمتاز به الفنانون وعلى الرغم من أسميه فقد كان رجلاً واحداً. لقد أثار حيرة ميج لكن دون ضيق او سام .
لم تذكر ميج أنها تناولت العشاء بمثل هذه الشهية، كان كل طبق يفوق ما قبله لذة ، ويعلن عن روعة الطبق الذي يليه. كل صنف قد اختير بدقة وأعدة بمهارة وشعرت في هذا الجو بعدم قدرتها على بدء حديث جاد .
شعرت ميج بمئات المشاعر تتدفق في أعماقها. مشاعر حب وفرحة ،أصوات والوان تتألف ،تتناغم مع انعكاسات الادوات الفضية، والملمس الحريري للمفرش يزيد المكان سحراً وشاعرية. واكثرمن كل ذلك ،هذا الرجل الجالس في مواجهتها ،كان يحكي لها عن سهراته التي قضاها في نفس الصالون مع اصدقائه الكتاب ،والاكلات الاجنبية زكما حكى لها ضاحكاً عن تلك السهرة الطريفة التي أختبا فيها أحد الصحفين خلف الباب حتى يعرف الكثير عن أشهر وأكثر الكتاب تحفظاً روس جرينتج.
" أنا الذي اكتشفته ! " .
قالت ميج :
" ياله من مسكين " .
" إن بي موهبة أكتشاف الجواسيس " .
" لقد أكتشفتني بسرعة إذن " .
" لقد صادرت كاميرا التصوير التي كانت بحوزته على الرغم من أنه لم يستخدمها ،وابعدته حتى وصلت به إلى باب المطعم " .
" لابد من ان مانويل قد شحب لونه من جراء ما فعلت " .
" كان يحتاج الى ثلاثة أشخاص حتى يعيدوه إلى وعيه " .
" هل تتبعك الصحفي بعد أن خرجت من المطعم ؟ " .
" هل تمزحين .لم يجرؤ بالتأكيد " .
" وبالتأكيد أيضاً لم يكشف شخصيتك الحقيقية " .
" كيف يستطيع ذلك .لم يكن أحد يعرف أسمي الحقيقي في هذا المساء " .
قاطعهما النادل عندما أحضر كوبي عصير طازج .ارتشف كل منهما شرابه،وغيرا موضوع الحديث وبدأت ميج تثمل من لذة حديث مضيفها .
بعد العشاء ،سارا في الشارع الخامس .
قالت :
" الجو أكثر هدوءاً هنا من الريف " .
دمدم :
" ذلك بسبب كل هذه العمارات الخرسانية ، هل تريدين مواصلة السير؟ " .
" السير هكذا أم الذهاب إلى مكان ما ؟ " .
" لي شقة لا تبعد كثيراً عن هنا " .
" لم أشك في ذلك " .
" وأنا لا استطيع أن أفاجئك باي شيء أليس كذلك ؟ " .
" في هذا الصدد ، اوليك كل ثقتي " .
" وماذا لو قلت لك إنني مزارع بسيط ولست روس جرينتج".
قالت وقد احست بدفء يد جوناثان في يدها :
" لن أصدقك ليس بعد هذا المساء " .
" هل تقصدين أن مزارعا بسيطا ليس جديراً بأن يدعو امرأة إلى مطعم نيويوركي ؟ " .
" كلا على الاطلاق أقول ببساطة إنه لا يمكن حصرك في شخص جوناثان الذي يعيش في روكي سبرينجس ،إن قصصك مقنعة جدا يا روس كذلك تصرفاتك ،إنك كاتب ومزارع أنت هو أنت " .
انفجر في الضحك وأحاط خصرها بذراعه :
" لست بحاجة لاقناعي يا عزيزتي ...أعرف من أكون وأتمني لو تاتين إلى منزلي " .
" منزلك أم منزل روس جرينتج ؟ " .
" المنزل مسجل بأسمي " .
" هل يعرف المالك إذن من تكون ؟ " .
" كلا إني أدفع الايجار أما الباقي ...." .
" انت ...." .
" إنني رجلان بصحبة امرأة ،كم أنا سعيد " .
" انت لست مزدوجا " .
" هذا ما تقولين ،لكنك لم تتوقعي أن تري الحطاب مرتدياً ملابس عصرية وأنيقة أيضاً " .
" وانت؟ هذا المساء هل تستطيع تخيل مظهري وأنا أرتدي حذاء رياضياً ورديا ً " .
" كلا ،لانه لا يناسبك الأن " .
"أوه أنتظر فأنا هي أنا في الحذاء الوردي " .
" استمعي لنوقف هذه الثرثرة " .
"أوه ، ما هذا البريق الخطير الذي يشع عبر نظراتك ؟ الان أنا على يقين من أنني أتعامل مع روس جرينتج النيويوركي الرهيب " .
توقف جوناثان .
" ماذا تفعلين يا ميج ؟ " .
" إني أفكر " .
" هل لي أن أعرف فيم تفكرين ؟ " .
" إني أسال مع من سأقضي الساعات القادمة...لم أعد أعرف " .
" معي " .
" جوناثان أم روس ؟ " .
قال يتنهد :
" مع الاثنين ، بل ولا واحد منهما . معي أنا " .
قالت مقهقهة :
" ساحر " .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-16, 10:01 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
توقف جوناثان أمام عمارة من الحجارة الرمادية .
قال معلناً:
"ها هو المنزل " .
لم تجب ميج إن عمارتها المتواضعة في الحي الشرقي كانت تبدو أكثر بهجة من هذه العمارة الكئيبة .
لاحظت في المدخل صندوق بريد يحمل اسم جوناثان ،ضعط هذا الاخير على زر يحمل رقم 6-ج ، ضرب رقما كوديا ففتح الباب الثقيل المصنوع من خشب البلوط ،محدثاً صريرا ليجد نفسيهما في ردهة لا تقل كآبة عن المدخل .
دمدمت :
" كان باستطاعتنا أن نذهب الى بيتي " .
" ماذا تنتظرين ؟ " .
" المصعد ! " .
صعدا ستة طوابق دون أن يلهثا .
قال مبتسماً :
" لقد أفادتك كثيراً أعمال الحقول " .
" كلا يا عزيزي .إني أسكن في الطابق الخامس في عمارة ليس بها مصعد ... " .
" تدريب ممتاز " .
كانت ميج متوقعة كل ما سيحدث .تبعها جوناثان داخل الشقة وعرض عليها أن يطلعها عليها .
أمسك يدها .كانت الحجرات - الصالون ،السفرة ،المطبخ ،الحمام ،وغرفتين للنوم صغيرتين.
كانت الحوائط مطلية بألوان باهتة أما الاثاث فكان من الواضح أنه عالي القيمة وذو ذوق رفيع .كان ديكور الشقة عامة وقوراً وأنيقاً بعيداً عن الصيحات الفاقعة المستحدثة .
ومما اثار دهشة ميج نظافة المطبخ .لم يكن هناك أي اثر للأتربة .
" ما انطباعك يا آنستي ؟ " .
" ليست بعيدة الشبه عن شقتي التي تزيد عليها غرفة واحدة ومطبخاً تزيد تجهيزاته عن مطبخك " .
" إني أكول " .
" وهل تستقبل الكثيرين في منزلك ؟ " .
" كلا " .
جلس بالقرب منها .
" هل خاب ظنك ؟ " .
" كنت اتوقع منزلاً يطل على مانهاتن " .
" هذا النوع من الشقق التي تتناسب مع روس ؟ " .
" بالتأكيد " .
" وماذا عن جوناثان الشجاع ؟ " .
" ثلاث اواربع حجرات من نوع جحر الفئران الذي يلوذ به .عندما يضطر مع كل أسف إلى ترك جنته الخاصة لبأتي إلى شوارع نيويورك الملوثة " .
" إذا كنت مؤلفاً ناجحاً يحرص على أن يظل متخفياً فلن تشتري شقة من النوع الذي يلفت الانظار .إني معروف هنا بأني مستثمر في مجال الغابات وعندي إمكانات لا بأس بها ومستقر مالياَ أليس من الافضل ذلك ؟ ثم إني أجد راحتي هنا " .
" هل وولف يعرف وكرك هذا ؟ " .
" هل تمزحين ؟ بالتأكيد لا ! لو كان يعرفه لتبعني " .
" لقد أستطاع ذلك في روكي سبرينج " .
" لقد فعل ذلك ... بأستخدام وسيط " .
" أنا " .
" كان يعرف أنه لن يستطيع الاقتراب مني " .
" كان يعرف أسمك ،ورقم صندوق البريد الخاص بك ، كان يكفيه أن يأتي إلى المدينة ويسال اول مار أمامه كان سيجد من يدله عليك بدون مشقة ، صدقني ! " .
" لماذا لم يفعل ذلك أيتها الآنسة المخبرة ؟ " .
" لأن ...لانك كنت ستعرف بوجوده في المدينة قبل ان يصل إليك " .
" برافو تكسبين ! حسناً لنكف عن الحديث عن هذا الحيوان ... باستثناء شيء واحد : هل ستخبرينه بهذا العنوان ؟ " .
" لماذا أفعل ذلك ؟ " .
" لتستعيدي وظيفتك " .
" لن يكفي ذلك .ثم إنه قد عثر عليك أليس كذلك ؟ " .
" حتى الآن " .
" ماذا تقصد ؟ " .
همس وهو يربت شعرها بلطف :
" لا شيء.لننس كل ذلك ، وولف والعمل ..." .
" جوناثان " .
حدق فيها فلم تستطع أن تحول نظرها عنه أو تتكلم او حتى تتحرك .لقد أخذت لم يكن في عيني جوناثان أي عنف ومع ذلك شعرت بنبضها يتزايد كما لو كانت مشرفة على خطر .
" أنت جميلة يا ميج " .
بدت هذه الكلمات كأنها قد لطفت من حدة تعبير عيني جوناثان .شعرت ميج كأن نظراته تجردها من كل شيء حتى من إرادتها .
واخيراً تمكنت من أن تقول :
" لست أعرف بماذا أجيب " .
ابتسم وأنزلقت يده على رقبتها واتسعت ابتسامته .
" اريد أن أقضي الليل معك أبقي هنا يا ميج دعيني...دعيني أحبك " .
ابتعدت ببطء ورفعت خصلة شعر تحجب جبهة جوناثان .
" هل أستطيع أن أحبك يا جوناثان ماكجافوك ؟ " .
" حتى الموت يا عزيزتي " .
وراحا في عناق طويل شعرت خلاله بقربه منها وقوته ،وصلابته وفي نفس اللحظة تخللها شعور برقته وحنوه وتلاشت المسافات بينهما ولم يبق إلا إحساس مبهم وأخاذ يرفعهما إلى سماء بلا غيوم تتالق فيها نجوم مشتعلة تستمد وهجها من لهيب مشاعرهما وعاطفتهما المتقدة .
نفذت أشعة الفجر الاولى إلى الغرفة انتفضت ميج وصاحت :
" الندبة ! " .
فتح جوناثان عينيه .كان أشبه بمن فقد وعيه وأوقظ بالقوة.
" لقد نسيت أن أسالك عن الندبة مساء أمس " .
" هل توقظينني من أجل ذلك ؟ " .
قالت :
" لا ، لقد تذكرت الندبة التى في فخذك فصحت ،كنت أحدث نفسي " .
" ميج إن الساعة السادسة صباحاً " .
" متاخر جداً ،لقد اعتدت الاستيقاظ مبكراً " .
" لكن يا مارجريت ت. ،نحن في نيويورك ولسنا في المزرعة صحيح ! ما رأيك أن نجري في الحديقة العامة المركزية ؟ " .
" ثم ...." .
" ثم لاشيء. إني أعرف يا آنستي فأنت بحاجة للنوم والراحة " .
" لست متعبة " .
" لكني متعب " .
" حسناً .يمكنك معاودة النوم ، بعد أن تطلعني على الندبة" .
نظرت إليها وحكمت بانها ليست خطيرة كما توقعت .
قال بتأوه :
" كنت أخشى أن أكون نائمة بجانب محتال " .
" عفواً ؟ " .
" ربما لست روس جرينتج ؟ " .
" وبعد ؟ ماذا سيغير في الأمر إذا لم أكن هو؟ أظن أن جوناثان ماكجافوك لا يكفيك " .
" همم " .
" إذن ؟ " .
قالت بنبرة طفولية :
" هذه نقطة لصالحك " .
كان حب ميج لجوناثان حباً رائعاً وما زاده روعة أنه حب متبادل حيث يتساوى به المنح والاخذ .
فبجانبه تنسى ميج إحساسها بالوقت والمكان .فمن الممكن أن تشعر بأنها على الشاطئ ،في الحقل ،أو في شقتها .أو تشعر بأنها تعيش ليلة من ليالي الصيف ونسماته اللطيفة أو الربيع والحقول المعطرة بأريج الزهور أو ليلة من ليالي الشتاء الخوالي أو الخريف وجوه الرطب . تأسرها كل هذه المشاعر وهي بجانبه فهي تستطيع أن تفعل كل شيء .أن تتحمل كل شيء لكن يجب أن يظل بجانبها إلى الابد فهي لا تستطيع تخيل حياتها بدونه .
الفصل الثامن
أوصل جوناثان ميج إلى شقتها بعد إفطار لذيد في أحد مطاعم الحي الشرقي كان يتوقع أن تكون شقتها بسيطة وعملية نظراً لان صاحبتها سيدة أعمال .
أول ملاحظة فوضى لا تصدق ،أكوام من الاوراق والملفات والكتب والمجلات ،موضوعة في كل مكان وتشغل كل سنتيمتر ، وبشكل ما كانت تلك الشقة الصغيرة وطلاؤها الرمادي وسجاده الفارسي القديم وكل هذه الفوضى تناسب ميج تماماً إن في هذا المكان تظهر ميج الحقيقية .
وضع على ركبتيه كومة من الخطابات وأخذ يصفر :
" من قال إنني مواطن أمريكي ؟ " .
قالت وهي تمسك بكتفيه :
" لست مواطنة أمريكية " .
قال ضاحكاً :
" ستكونين جديرة بذلك " .
قالت بدون أدنى إحساس بالحرج :
" إن شقتي تضج بالفوضى ،ليس لدي مكتب لذلك يكون من الصعب تنظيم الاشياء ،إذا كانت شقتي أكبر بضعة سنتيمترات لشاهدت الفرق " .
قال وهو ينظر حوله :
ط كلما احتجت لشيء تحتاجين لحفار حتى تنقبي عنه وسط هذا الكم الهائل من الاشياء " .
قالت وقد وخزتها ملاحظته :
" إني أعرف مكان كل شيء " .
" هل يضايقك أنني أنقد طريقتك في تنظيم شقتك ؟ "
مر بجانب مائدة من طراز الملكة آن فوقها مجموعة خطابات وكتب للجيب وقاموس في حالة لم ير في مثل حالته ابداً " .
" هل يمكنك تذكر ما على هذه المائدة ؟ " .
قالت :
" أنت لا تتمتع بأخلاق الفرسان " .
" هذا صحيح ،أنا لست من هذا النوع " .
لاحظ جوناثان أن الصالون يطل على الشارع فتوقف لحظة أمام النافذة ليتأمل الشجرة الذابلة القابعة خلفها ولم يجد هذا المنظر قبيحاً ابداً.
" لقد أمضيت العديد من سنوات عمري في الغابة " .
التفت نحوها .
" لقد جرحت كثيرا بسبب أخلاق الفرسان من الصعب القيام يدور لانسلو وسط تلك المخلوقات التي تسرق الارزاق " .
" لست من تلك المخلوقات ولا اريد ابداً سرقة رزقك " .
" لكنك لست ممن يقدرون الفروسية يجب أن تقري بذلك أنت ترينني فظا وصريحا لدرجة قاسية " .
قالت ضاحكة :
" إني أعشقك لكنني لا أتصور أنك فظ وصراحتك قاسية بالقدر الذي تدعيه " .
" هل تريدين مثالا ً ؟ " .
قالت وهي تشير إلى الفوضى التي حولها :
" لا غن المكان ليس بهذه الفوضى في كل وقت ،لم احصل على ثانية لاجلي ، كان وقتي مقسماً بين البحث عن عمل ثم وولف ثم البحث عن كاتب ملعون ! باختصار لم يكن لذي الوقت للترتيب غنني لم أجد مكاناً لوضع الاشياء التي أحضرتها من وظيفتي السابقة ولا أوراق مكتب وولف " .
" واوراق تولزا الشجاع ؟ " .
" أوه، لقد أحضرت معي بعض الاوراق التي أراها ذات أهمية كنت اطلع عليها في الامسيات الطويلة الهادئة في روكي سبرينجس هل أخبرت وولف بذلك؟".
" بالتأكيد " .
" يالك من وغد " .
قال لها ببالغ البراءة :
" عزيزتي إذا كنت قد قررت دخول الحلبة معي فيجب أن تكوني مستعدة لقتالي " .
قالت وهي تجلس على كومة من الاوراق موضوعة فوق المقعد :
" أوه ، إني مستعدة للقتال ولكني لست مستعدة للخسارة " .
مدت ذراعها وادارت جهاز تسجيل المكالمات الهاتفية . لم يكن هناك سوى رسالة واحدة كان صوت وولف غاضباً ينبح قائلاً :
" انتظرك الساعة العاشرة يوم الاثنين ، أريد تقريراً كاملاً متضمناً السبب اللعين الذي تركت منزلك بسببه عندما اتصلت بك " .
اوقفت ميج الجهاز بحركة غاضبة وأخذ جوناثان يضحك .
" لقد قلت بنفسك إنك لا تعتبرين نفسك مفصولة عن العمل من هنا حتى يوم الاثنين " .
" انا لست كلباً تابعاً لاهواء وولف " .
" كلا ، إنك ستؤدين عملك اليس كذلك ؟ إنه يعرف أنك ستؤدينه وانا ايضا أعرف ذلك " .
" لقد استخدمني " .
" هذا دور المعاونين الشبان " .
شرع جوناثان في القيام بمساعدتها في التنظيف بعد أن احس بالتعب ،أستلقى على كرسي هزاز وهو يتنهد .
" هل أنت سعيدة لأنه اتصل بك يا ميج ،إنني أحب عينيك الذهبيتين الجميلتين وهما تلمعان من الغضب ، لقد منحك المدخل الذي كنت تنتظرينه والآن جاء دورك " .
شبك ساقيه ونظر إلى ميج باسما لقد بدت مترددة بين أن تفرح أو أن تغضب .
" لا استطيع أن أعود لاعمل معه ! أعرف أنني سأخسر معه بعض المعارك مقدماً " .
سكت جوناثان ،حانت لحظة المصارحة طالما أنتظر تلك اللحظة منذ أن وصل إلى نيويورك .
" اسمعي وولف وأنت تكونان فريقا متميزا خلال بضعة شهور من العمل المشترك. ستحصلان على نصف الناشرين عند أقدامكم .
وسيخشاكما النصف الاخر مثل خشيتهم من الجحيم ستؤهلك صراحتك للتميز فى العلاقات العامه .ثم انك ولدت .لتكوني وكيلة " .
ادارت رأسها . لكنه استطاع أن يلاحظ الدموع تتلالا فى عينيها.
" أنت لا تفهمنى يا جوناثان " .
" لست ساذجأ كما تظنين " .
" لا أستطيع أن أكذب وأقول له انك عميل عادي وهو لا يعبأ اذا كنا قد مارسنا الحب . لكنه يريد ..." .
" استمري " .
" يريد أن يعرف الى أينا ذهبنا . يجب أن اخبره . أتفهم !شقتك مطعمك المفضل . كل شئ . ولن يكون ذلك الا البدايه. انه يريد أن يعرف ادق تفاصيل حياتك فى روكى سبرينج . شكل منزلك . ماركة سيارتك . الناس الذى تتعامل معهم . شكل البساتين التى تملكها انه يريدنى أن احدثه عن هذا القط المسكين النائم فى مطبخك هل تريد أن تعرف لماذا؟ " .
" لانه يموت شوقا ليعرف اذا كنت بصدد نشر كتاب جديد " .
" تماما " .
نهضت تقدمت بضع خطوات وضربت بقدمها كتابا تاريخيا ضخما ضربة عنيفة .
استطردت :
" إنه لا يريد فقط أن يعرف إذا كنت مازلت تستطيع الكتابة ، إنه يريد أن يعرف إذا كنت لم تكتب خلال السنتين الماضيتين ،إنه يريد أن يعرف إذا كنت قد انتهيت من كتابة عمل واحد بالفعل ! " .
نظر إلى وجهها بهدوء . لماذا تمنحه هذه المرأة العنيفة الجميلة هذا الشعور بالسعادة والحرية ؟
" لكنك لا تعرفين أي شيء عن ذلك ؟ " .
لم تجب على ذلك على الفور .
" هل تراهن على أنه لن يعرف شيئاً ؟ " .
" عزيزتى، لقد أمضيت معه ساعات وساعات مساء أمس لن يحصل منك على أكثر مما أعرفه " .
قالت :
" أنت تاخذ حذرك معه وليس معي " .
" حتى عرفت أنه قد برمجك " .
كانت لهذه الجملة وقع صفعة قوية على وجه ميج .
قالت وهي ترفع ذراعيها إلى السماء :
" هل تريد أن تقول إنك مازلت لا تثق بي يا جوناثان؟ معك حق لقد ضايقتك كل هذه القصة " .
لمعت عيناها من جديد ولم يتوصل جوناثان إلى معرفة سر هذا البريق .هل هو بريق الغضب أم الحزن؟
" عزيزتي إني أثق بك .إني أثق بوولف حتى لحد معين لكني أختفيت مدة عامين يجب أن أفعل كل شيء بشكل صحيح يا ميج ! لا استطيع أن أسمح لنفسي بأذنى خطأ وهذا لاجلنا نحن الاثنين " .
نهض وأحاط خصرها بذراعيه ، لقد كانت في قمة توثرها حتى أنها ارتجفت للمسته .
" يجب أن أفعل ما يلزم يا ميج ،ليس فقط لصالحي لكن لصالحنا نحن الاثنين يجب أن تثقي بي " .
وضعت رأسها فوق صدره :
" لن أستطيع " .
" سيسأل وولف ، حسنا أجيبيه إذن " .
" لكن يا جوناثان ، لقد قلبت حياتي أتعرض لخطر فقدان وظيفتي... وفقدك أنت أيضاً كيف تستطيع أن تبقي هنا ، تحتفظ بهدوئك ؟! " .
" لأني هادئ بالفعل لقد انقلبت حياتي أيضاً بسببك لقد كنت أنتظرك منذ أمد بعيد وعرفت أنني لن أستطيع أن أتركك عندما تحدثت معك في المكتبة " .
" اسمع يا جوناثان وولف ... وولف الذي وصفته لي عديم الذمة والضمير ،يريدك أن تعود إلى المكتب وخاصة أن تكتب ولن يحتفظ بي إذا لم أقنعك بذلك " .
حاول جوناثان أن يكبح أبتسامته :
" تقنعينني بوسالك الشخصية ؟ " .
" إني في عجز مطلق يالك من رجل لا يحتمل " .
اطلق الآن العنان لضحكاته الصاخبة وهو يمسك جانبيه ،توصل أخيراً إلى أن يقول :
" غداً صباحاً ،سترين وولف .سترينه وستقولين له كل شيء " .
" وماذا عنا ؟ " .
" أوه ... لست بحاجة لأن تقولي له ما دار بيننا " .
أنت تعرف عما أتحدث !أيها الوغد ! " .
قال تاركاً أصابعه تتهادى على خدها :
" أنت محقة .لا تنسي كلينا يا ميج وأحذري بشأننا لن يكون الامر سهلا ً لكنها مباراة يجب خوضها " .
أبتسمت أخيراً وقبلت أطراف أصابعه .
" لكن هل ستسير الامور على ما يرام يا جوناثان ؟ حياتك الخاصة ، واستقامتك ..." .
" قومي بعملك دعيني أتولى امر رؤس جرينتج " .
بدا لها فجاة أنه يتكلم عن روس جرينتج كأنه شخص أخر أو عن معطف قديم كان قد أختبأ تحته خلال سنتين طويلتين .
" لا يمانع وولف في أن يدلي بكل شيء للصحافة " .
" كان يستطيع ذلك من زمن بعيد إلا أنه لم يفعل إنه لم يقل لك حتى أسمي " .
أحتضنته بحنان فشعر بخفقات قلبها ودفن وجهه في شعرها الذهبي المعطر .
تذكر نعومة ملمسها وعذوبة شفتيها ودفء جلدها .
تنهدت :
" جوناثان لن أستطيع أن أفقدك " .
" لن تفقديني ثم إذا حدث فستجدينني أليس كذلك ؟ ألست تتمتعين بحاسة القناص وإذا لم يحدث فسأعثر عليك أنا مهما كان مكانك ليس هناك حل آخر وانت تعلمين ذلك سنكسب هذه المباراة .
أقترب بشفتيه وقبلها بقوة وشراهة لم يعتدهما من قبل .
" أظن انك لن ترى غداً في بساتينك موظفتك المثالية " .
" هذا ما أعتقده فعلاً هيا إن وولف يدفع أكثر من مؤسسة ماكجافوك " .
لم تنبس بكلمة حتى فتح الباب كما لو كانت تعرف أنه قد خرج ولن يعود إلا بعد فترة طويلة .كان هناك العديد والعديد من الاشياء التي أردات أن تقولها له إنها لم تكن تعرف الاسباب التي دفعته لاعتزال الحياة العامة . ولماذا أختفى خلال عامين .
قالت :
" جوناثان " .
استدار على عقبيه يموت رغبة في أن يبقي معها .أبتسمت وقد شرح له البريق الذي ملأ نظرتها أنها تفهم عدم استطاعته ذلك .
" المرأة المتحررة الجسور التي تعرفت عليها قد وقعت أسيرة غرامك " .
" والوغد ، الفظ رجل الاخشاب يحبك بالفعل " .
سكت صوته وأغلق الباب خلفه بعنف .
ظلت ميج ساكنة ، كانت تود لو نادته .
في العاشرة تماماً دلفت ميج إلى مكتب وولف دون أن تطرق الباب ، أنهى مكالمة هاتفية لكنه لم يندهش كثيراً لدخولها دون أن تنتظر منه أن يسمح لها بالدخول .
جلست بعد أن أشار إليها على أحد المقاعد .وضع السماعة .
" لا حديث عن العمل أبداً يوم الاثنين قبل الثانية عشرة ظهراً أتذكرين يا آنسة أوكس " .
" هل هذا جزء جديد من الكتاب العظيم حكمة وولف ؟ " .
" امازلت غاضبة " .
أحتسى قدح القهوة كاملا ً .
" ماذا حدث إذن في تلك المنطقة الريفية الوضيعة ؟ ".
استراحت ميج في مقعدها الجلدي وعدت حتى رقم خمسة ثم بدأت الحديث وهي تحاول أن تبدو في قمة البراءة .
" أسفة لأني سأخبرك بذلك يا سيد وولف لكن الرجل الذي كان هنا السبت الماضي ليس روس جرينتج إنه رجل محتال لا يوجد في جسده ندبة " .
صاح :
"كيف عرفت ذلك ؟ " .
قالت دون أن يحمر وجهها :
" كيف عرفت في رأيك ؟ " .
" كفى ! أرى أنك لم تفقدي حبك للفكاهة " .
قالت مبتسمة وفي هدوء :
" لقد أفقدني وظيفتي " .
" أوه ، رايت " .
غاص وولف في مقعده وتفحصها .
استطرد :
" هل صدقتني حسناً كان لابد أن ترتجفي في حذائك الوردي ".
سألته مصدومة :
" هل قال لك هذا ؟ " .
" نعم ، ولم لا ؟ " .
" تماما ! " .
" في الوقت الذي فكرت فيه أن أحميه " .
" وأحد من أخطائك العديدة يا آنسة أوكس ماكجافوك ليس بحاجة لمن يحميه إنه بحاجة لصفعات متصلة على وجهه ،هذا كل شيء.أنا وأنت لسنا مؤهلين لذلك لهذا السبب نحن نحاول يا أوكس...نحاول أن نستخدم ذكاءنا " .
" نحن يا سيد وولف ؟ أعرف جيداً أنك استخدمتني كطعم".
قال بصوت مجهد :
" إنه العمل " .
" الا تعتقد أنك قد أوقعت به في الفخ ؟ " .
" لا بالتاكيد إني أكسب وقتاً " .
" على حسابي " .
" أنت فظة بعض الشيء هذا الصباح .أسمعي إنه يحاول أيضاً أن يكسب وقتاً هذا يكفي إذن .والان أريد أن أعرف كل شيء قومي بعملك إذن إنني أسمعك " .
عبس وجه ميج كانت تود أن تتحلى بالشجاعة وتقول لا وتخرج . كانت تستطيع أن تجد عملاً آخر في مكان آخر لكن .... لكنها تحب عملها .لقد كانت تقدر وولف .كان جوناثان على حق إنها و وولف منسجمان تماماً في العمل وربما تفتح يوماً ما مكتبها الخاص لكن ليس على الفور كانت تحتاج أن تتعلم اسرار المهنة وكان وولف هو أمهر أساتذة نيويورك .كان جوناثان يعرف أنها ستصل إلى هذه النقطة .
لن تخرج إذن .حكت كل شيء باستثناء التفاصيل الخاصة جداً ولم يقاطعها هو ولو لحظة واحدة
وعندما انتهت رفع رأسها وتفحص وجهها .
" تريدين القول إن ماكجافوك ليس في نيويورك ؟ " .
" ربما لقد اراد أن يعود إلى بساتينه العزيزة " .
" هل لديك رقم هاتفه هناك ؟ " .
" لا لم أتصور أن .... " .
" كان هذا أول شيء كان لابد أن تفعليه . وهنا في نيويورك ؟ " .
اشارت بالنفي .
صاح من بين أسنانه :
" مستحيل ! " .
" لست أفهم " .
" لقد كنا بصدد الحصول عليه يا أوكس ! لقد أعطيناه الوقت الذي يحتاج إليه يا إلهي " .
صمت ثواني بدت دهراً بالنسبة لميج .
" حسنا يا أوكس خذي تاكسي مباشرة وادخلي شقته الأن ! " .
" لكن ليس هناك ! " .
" افعلي ما قلته لك " .
نهضت ميج بوثبة :
" لماذا ؟ " .
"لقد فر مني روس جرينتج مرة أخرى " .
" لن يفع ذلك ... أنا...لن يفعل ذلك " .
" لماذا لانك تحبينه لا تكوني ساذجة يا ميج " .
هذه هي المرة الاولى التي يناديها فيها بأسمها كان صوته مازال أجش لكنها فهمت من خلاله انه مهتم بها .
قال :
" سأضيف لك هذا إذا كان هناك امرأة على وجه الأرض تستطيع تولي أمر هذا الشجاع المزيف فهي انت انطلقي إذن " .
وبعد عش دقائق كانت ميج في مدخل العمارة التي اصطحبها إليها جوناثان الليلة الماضية وكان اسمه قد أختفى من فوق صندوق البريد .
كادت ميج أن تفقد وعيها .
ستجدينني أو ساجدك ؟
لقد رحل .
عادت إلى المكتب وأخبرت وولف .
قال :
" هذا خطئي .كنت أعرف ضرورة أن أوثقه بمكتبي " .
" وماذا لو لم يرد التعامل معك ؟ " .
قال دون ان يتوسع في شرحه :
" انت لم تفهمي يا أوكس اذهبي وحاولي ان تجدي له أثراً في كنكتيكت ربما ارتكب خطأ ما هذه المرة " .
" لكن ... لكنه يريد بكل وضوح الا تجده سيدي ...." .
انفجر قائلاً :
"كفى، وأنسي كلمة سيدي ،من الافضل أن تقولي وولف ،لا يهمني ما يريد أو لا يريد ماكجافوك لقد سبب لي ما يكفي من المضايقات .أعثري عليه " .
اجابت :
" ليس هناك جدوى من العثور عليه ،لماذا؟ لم يعد يكتب و.... " .
" أنه لم يتوقف عن الكتابة يا اوكس " .
سألته غير مصدقة :
" هل أخبرك بذلك ؟ " .
" كلا بالتأكيد لكني أستطيع ان أشعر بذلك " .
" أسمعني ،إنني لم اركتاباً او أوراقاً للكتابة ولا حتى قصاصة ورق لديه ،لاسيما ألة كاتبة " .
" بل ، لقد رأيت " .
بدا وولف هادئاً فجأة .
" حجرة الضيوف يا أوكس " .
شعرت كأنها تلقت صدمة كهربائية .
" لماذا تظنين انه لم يطلعك عليها ؟ " .
أجابت وهي تشعر بالخوف والحيرة :
"هذا...هذا سخيف ،لن يحبس ماكجافوك نفسه في شقة في نيويورك ليكتب " .
" كلا لكن جرينتج هو الذي سيفعل ذلك " .
" لقد فهمت إذن " .
" والآن أذهبي " .
اطاعت أمره .
كان القنفد عطيل نائماً على الحشائش أمام المنزل . السيارة اللاندروفر والجرار في مكانهما والقط يتمدد على مائدة المطبخ .
كان أرت بيسكي يتناول غداءه .
حيا ميج وقدم إليها كوب عصير التفاح .
قال قبل أن تسأله :
" لقد رحل جوناثان الليلة الماضية لقد أخذ على عاتقه بعض الاعمال إنه يفعل ذلك من وقت لآخر " .
" هل قال لك إلى أين ذهب ؟ " .
" كلا " .
" ومتى سيعود ؟ " .
" لست أدري هذا ليس شأني لقد قال لي أن أهتم بكل شيء".
" هل قال لك كم من الوقت سيغيب ؟ " .
" كلا " .
" الم يقل لك شيئاً آخر ؟ " .
تردد أرت .
" ارجوك يا أرت " .
"حسناً لقد قال لي أحترس من النساء اللاتي يلبسن حذاء ورديا " .
في مكتب البريد أخبرتها السيدة هينيسي أن جوناثان لم يطلب منهم تحصيل بريده .
انتشرت في السماء سحب داكنة ، عادت ميج إلى شقتها وعلى الرغم من أنها أضاءت كل المصابيح إلا أن الشقة ظلت معتمة كئيبة .
انت تتمتعين بحاسة القناص ستجدينني .
ها! إنها لا تعرف حتى من أين تبدأ .
تناولت قطعة حلوى وأخذت تفكر ماذا تفعل؟ وإلى أين تذهب ؟ لم تستطيع أيجاد أي أجابة .
نزلت لتطلب وولف في التليفون وكادت تنفجر في البكاء عندما رأت الجزار يلقي إليها بالتحية .
قالت :
" لقد رحل دون أن يترك وراءه أي أثر " .
" لقد كلمت مانويل وقال لي إن جرينتج قد طلب منه التصرف في صالونه الخاص في المطعم " .
" حقاً ؟ " .
" إن هذا هو أسلوبه ،هل خاب ظنك فيه ؟ " .
" كلا بل أشعر أنه قد خطط لكل شيء منذ فترة طويلة " .
قال وولف بعنف :
" متى سيعرف هذا الاحمق أنه ليس بحاجة للأختباء من وكيله ! " .
" ماذا استطعت أن تقدم له ؟ " .
" لقد بعت كتبه يا أوكس ... لقد بعت كتبه " .
لم تسمع رئيسها يتحدث أبداً بمثل هذا الصوت المجهد .
" لقد فقدناه يا ميج .كم أنا حزين لذلك هل تريدين بعض الوقت للراحة ؟ " .
كانت ميج أكثر من حزينة .هل تبقي هنا وتحاول أن ...
سأجده . سيبحث عني !
ولكن جاءت أجابتها :
" لا يا وولف ،سأكون في مكتبي عداً الساعة التاسعة " .
سمعت غمغمة على الطرف الآخر من الخط ، شيئاً يشبه الشكر .
الفصل التاسع
وبعد أسبوعين وصلها خطاب غامض على المكتب كان مرسلاً إليها شخصياً من شيريبلان نيويورك ،لم تسمع ميج أبداً عن هذا المكان فكرت في جوناثان إنها في الحقيقة لا تكف عن التفكير فيه كان دائماً معها ، يتغلغل في أفكارها ويعكر صفوها .
في النهاية قررت أن تتحلى بالصبر وتعما بجد وتفتح البريد قرأت :
" عزيزتي الآنسة أوكس .
قرأت بجريدة أدبية شهرية أنك تعملين في مكتب وولف فوددت أن أعرف إذا كنت ستقبلين قراءة ثلاثة فصول وموجز لروايتي الأولى . ربما سيذكرك أسلوبي بأسلوب روس جرينتج لكن قصتي ليست قصة بوليسية إنها قصة رجل يحاول مواجهة عالم يشعر فيه أنه غريب..وامرأة أقتحمت حياته في العالم الذي يرفضه وفي العالم الذي صنعه لنفسه على حد سواء .
في أنتظار إجابتك .
مع خالص تحياتي .
بول .أ . ريد
ملاحظة : الا تتقاضين راتباً على القراءة ؟ " .
أخرجت ميج الدليل وجدت شيريبلان على الطريق رقم 22 ، في وادي يبعد تقريباً ساعتين من مانهاتن قطبت حاجبيها .من ريد هذا ؟ إن أسمه يبدو مألوفاً لديها .
أطلعت وولف على الخطاب الذي لم يبد أي تأثير لذكر رأسله أسم جرينتج ،على أية حال كثير من الكتاب الشبان يدعون تقليد أسلوبه .
عادت ميج إلى مكتبها ،أعادت قراءة الخطاب .لم يجب على ريد هذا ذكر أسم جرينتج ؟ إن وولف لا يستطيع أن يواري ضيقه أو غيظه عندما يرى أسم جرينتج وبعد تفكير حررت ميج رسالة قصيرة تخبر ريد هذا بأنها قد قبلت طواعية قراءة روايته .
وبعد ثلاثة أيام ،أحضر ساعي البريد ظرفاً كبيراً به ثلاثة فصول مطبوعة على الآلة الكاتبة ،موجز طويل للكاتب ، وظرف عليه طابع بريد للرد وكلمة شكر بسيطة .
عبست ميج عند قراءتها .رفعت الورقة في مواجهة الضوء فلم تجد أخطاء في الطباعة .
قالت وهي تدس الاوراق في حقيبتها : حسنا ، لنعطيه فرصة كان هناك بارقة أمل في أن يكون هو ماكجافوك أي جرينتج لكنه ليس هو .
عاد الالم فجاة ، هذا الشعور المضني من الضياع والخوف والحيرة غنها تحتاج لجوناثان في حياتها .
جلست بين جدران شقتها تقارن خطاب ريد والخطابات التي كان قد أرسلها إليها جوناثان ،أين خط توقيع ريد المسكين هذا من خط جوناثان الشامخ المتعالي .
لقد كان السيد بول.أ.ريد ساكن شيريبلان رجلاً هادئاً وحالماً ، وضعت اوراقه على المكتب ونظرت من خلال النافذة صوب شارع مظلم وحزين ،كان يأسها يكبر ويتضخم في أعماقها أكثر فأكثر ولم تفع شيئاً لاحتوائه .لن تستطيع أن تواصل أي عمل على هذا النحو .هل تترك عملها مبكراً وتعطي آمالاً زائفة للهواة ،أم تنتظر قدومه في كل يوم وفي كل ساعة .إذا أستمرت على هذا النحو فستصاب بالجنون ،أخذت معطفها المضاد للمطر وأغلقت شقتها دون أن تنظر خلفها .
كان الظلام قد حل عندما ركنت سيارتها بجانب مكتبة روكي سبرينجس ،كانت المكتبة مغلقة إنه وقت العشاء في الريف كان الجو اكثر برودة واكثر هدوءاً منه في المدينة وعلى الرغم من الظلام لاحظت ميج أن أوراق الاشجار قد تغير لونها لابد أن الشجرة الضخمة الموجودة بجانب صالة القراءة قد تحول لونها إلى البرتقالى والاصفر .
شعرت ميج بتحسن كما لو كانت بالقرب من جوناثان صعدت درجات السلم بسرعة كبيرة ودخلت شقتها .
تناولت عشاء خفيفاً وشاهدت التلفزيون ثم قرات قليلاً قبل أن تنام .
تخيلت شعر جوناثان وأشعة الشمس تزيده لمعاناً وعينيه اللتين تبدوان أحياناً خضراوين وأحياناً رماديتين كانت تسمع ضحكاته ترن في أذنيها كما لو كان قريباً منها وليس عليها إلا أن تستدير وتمد يديها ليستقبلها بين ذراعيه .
جذبت الغطاء ونامت .
وبعد ذلك سمعت شيئاً يوقظها هل هذا هو الفجر .
نهضت بسرعة .
" ميج ؟ " .
كادت أن تسقط .
فتحت الباب كما لو كانت ستقتلعه والقت بنفسها بين ذراعيه إنها ضحكته الجذابة العميقة ،عطره ، قوته ، كل شيء تضافر ليفقدها وعيها وسط مئات من المشاعر المختلفة ، وضعت رأسها فوق صدره واحتواها صدر جوناثان حيث انفرط عقد دموعها على صدره الحاني .
قال بهدوء :
" عزيزتي كان يجب أن تتحققي من شخصية الطارق" .
هزت رأسها . همست :
" كنت أعرف أنه انت " .
" ما رأيك في ان ندخل ؟ " .
صاحت :
" يا إلهي ،عفواً لقد نسيت أن أحضر رداء للنوم " .
اغلق الباب خلفهما وشدد عناقها مداعباً بشرتها النضرة نشعرت بالدماء تتدفق بنيران كالبركان في عروقها إنها تحبه وترغبه .
شعرت ميج كأنها في حلم ،أخذت تتحسسه كما لو كانت تتاكد من انه واقف امامها وتشبثت به حتى لا تفقده ونامت بين ذراعيه في هدوء تام .
استيقظت ميج فلم تجده إلى جوارها لقد رحل .
هل جاء ؟ هل كان ذلك مجرد حلم ؟ نظرت حولها العلامة الوحيدة على وجوده هي تلك الملاءات التي تعتريها الفوضي .هل كانت تحلم ؟ واذا كان هذا صحيحاً هل وصل خيالها إلى هذه الدقة في التصوير ؟
وجدت على المكتب ظرفاً عليه اسم بساتين ماكجافوك وقد كتب بالقلم الرصاص .
" لقد استيقظت في الساعة السادسة إني استيقظ مع الغربان يا عزيزتي كنت نائمة .إني افتقدك سينتهي كل شيء بعد أسبوعين .ج " .
نظرت في الظرف لم يكن هناك شيء لا يوجد أي تفسير أو وعد ولا عنوان لا شيء .
كان عليها أن تسأله بدلاً من ان تسقط بين ذراعيه !
لقد ذهبت دروس وولف أدراج الرياح !
" لماذا رحل ؟ لماذا ؟ " .
أسبوعان ، أسبوعان ! إني لا أتحمل يوماً واحداً من هذه المعاملة ،سأصاب بالجنون ،يا إلهي كم هو جميل هذا الصباح ،لقد تذكرت كل لحظة وكل ثانية كان بجوارها .
لماذا لم يوقظها ؟ يا لها من عادات نيويوركية لعينة قد عادت إليها وهي مستيقظة في الساعة الثامنة ،وأن تتركه يطير من بين يديها دون أن تعرف أين يذهب .
هذه هي المرة الأخيرة التي أعشق فيها أحد هولاء الكتاب المعقدين .
معقدين ؟ كلا ! بل مجانين ، نعم مجانين وساديين ومتعالين و...إنه رجل غامض وفريد إنه يحتاج بشكل ما إلى الوقت ولقد كانت هي ناضجة بالشكل الكافي ومحبة ايضاً حتى تمنحه هذا الوقت ، حتى لو بدأ هذا الأمر غامضاً ومحيراً .
شربت قهوتها وقادت سيارتها إلى البساتين ،لم يرها أحد أشترت ميج بضع فطائر التفاح وسلة تفاح ثم عادت إلى نيويورك أهدت وولف فطيرة ولكنها لم تذكر له أنها قد رأت روس جرينتج ، بعد مضي أسبوعين تنازعت ميج خلالهما مشاعر اليأس والامل في لقاء جوناثان واخيراً وصلها خطاب جديد من بول .أ. ريد .
دمدمت في غيظ عندما رات هذا الاسم وتذكرت انها لم تقرأ الاوراق التي أرسلها إليها والقابعة وسط كومة اوراق في شقتها .
ربما لن يتفهم ريد سبب تأخرها .
غن السبب هو الملعون الكاتب الحطاب قاطف التفاح !
تخيلت قبل أن تقرأ أسلوب خطابه الجامع بين الادب والغضب المقنع فتحت الخطاب في ضيق ، هولاء الذين يتمتعون بأخلاق دمثة هم الاكثر خطورة وغالباً ما يمتلكون قدرة هائلة على اللوم في حين أنها هي الآنسة أوكس البائسة الحزينة تنتظر خطاباً غرامياً !
تنهدت وبدأت تقرأ :
" عزيزتي الآنسة أوكس
لقد مضي الاسبوعان وهي الفترة التي أقترحتها لقراءة روايتي ما رأيك بشأنها ؟
مع خالص تحياتي
بول.أ. ريد .
ملحوظة :ماذا يفعل الوكلاء بالاغلفة الملصق عليها الطوابع إذا لم يعيدوها ؟ " .
رفعت ميج رأسها وانفجرت في الضحك ، أحسنت يا سيد بول.أ. ريد ، لقد أعطته مهلة ولم تحترمها ، برافو !
ثم توقفت عن الضحك فجأة ، وأخدت تتفحص الخطاب لم يكن في كلماته هذه المرة إلا تعال واضح ، وخطان في الطباعة صححا على عجل وشريط ألته في حالة يرثي لها .
قررت ميج إلغاء موعد مهم على الغداء مع أحد كبار الناشيرين .
ركبت المترو وعادت إلى شقتها وأنخرط في قراءة الاوراق دون أن تمهل نفسها الوقت لعمل قدح قهوة .
إنها رائعة .
كان أسلوبه في مثل قوة وتماسك أسلوب روس جرينتج أما القصة بالنظر إلى الثلاثة الفصول التي قرأتها تنم عن عمق العاطفة ودقة في التناول كانت غائبة في كتابات جرينتج البوليسية التي تعتمد على الاثارة والحركة وليس على المشاعر الرقيقة .
كانت بداية لكتاب متميز حقاً استدعت تاكسي بالتليفون وبعد عشر دقائق دخلت مكتب وولف كالاعصار .
" اقرأ هذا ...أعرف أنني متوثرة قليلاً...لكنها ليست مزحة انظر " .
قرأ ثلا ث صفحات ثم نهض وقبل ميج على وجنتها ز
صاح :
" اخيراً لقد قلت لك لقد عاد الوغد للكتابة " .
سقط قلب ميج بين قدميها :
" لكن ...لكن أنظر ! الاسم ...بول.أ.ريد " .
" ماذا ! إن تلك الاوراق قد كتبها المشاكس العنيد روس جرينتج رائع !سيكون ذلك كتاباً رائعاً " .
ريد ...جرينتج .
" هل أنت متأكد ؟ " .
لم يتحمل وولف عناء الإجابة واستدعي السكرتيرة لتصور نسخة من الفصول الثلاثة لقد انطلقت في عملها الآلة التي تدعي وولف .
عادت ميج إلى شقتها وبحثت عن كتاب مطبخي كانت قد أشترته من محل جوناثان ووجدته لمفأجاتها مكتوبا عليه بولا ريدر نوع من التفاح .
الفصل العاشر
سلكت ميج الطريق 22 صوب شيريبلان ،كان المشهد الطبيعي خلابا مما عقد الأمور بالنسبة لها أنها ستقود في كل شارع بحثاً عن سيارة بورش سوداء .
بدأت بمكتب البريد الذي كان أصغر من مكتب بريد روكي سبرينجس لا وجود لبول .أ. ريد في شيريبلان ،إن الخطابات التي تحمل هذا الاسم تسلم إلى حطاب يمتلك أرضا على المرتفعات .برقت عينا ميج .
" هل هو جوناثان ماكجافوك ؟ " .
" تماماً لكنه لم يعد يعيش هنا .إنه يأتي من وقت لآخر ليتابع زرعه " .
قالت بصوت معسول :
" أنا صديقة جوناثان هل لديك العنوان الذي ترسل إليه الخطابات ؟ " .
" بالتأكيد دعيني أرى " .
كتبت الموظفة بعض الكلمات على ورقة صغيرة وأعطتها ل ميج التي شكرتها وجاهدت نفسها حتى لا تقرأها قبل أن تكون في الشارع .
إن جوناثان ماكجافوك هو الذي يستلم الخطابات المرسلة لبول.أ.ريد وليس في روكي سبرينجس بل هنا في نيويورك !
في شارع الحقديقة العامة بنيويورك !
كانت تشعر بالغضب لانها أضاعت كل هذا الوقت ونظرت إلى ساعة معصمها ،يمكنها أن تصل إلى نيويورك على العشاء وضعت سيارتها في الجراج وأخذت تاكسي إلى شارع الحقديقة العامة كان المبني جميلاً استقبلها الحارس بفتور ولم يصدق ولو لحظة أنه تربطها علاقة عمل بجوناثان ألقت بنظرة سريعة على مظهرها في المرأة الضخمة التي شغلت مكاناً في القاعة .كان شعرها قد بعثره الهواء ووجهها شاحباً وبنطلونها مكرمشاً بشكل مفزع .
كان يبدو عليها حاجتها إلى النوم .
قررت إذن أن تغير خطتها ،فشرحت للحارس أنها أتت من الريف وقد قادت سيارتها بنفسها طوال هذه المسافة .
أنفرجت أسارير الحارس :يا لك من امرأة مسكينة .قادت سيارتها كل هذه الساعات ولابد انها مجهدة ! وليس من المدهش أن تبدو غريبة الاطوار.أخيراً وصلت إلى العمارة سيذهب حالاً ليخبر السيد ماكجافوك أن صديقته قد وصلت .
" ما أسمك من فضلك ؟ " .
" أوكس مارجريت .ت.أوكس " .
وبعد دقيقة عاد ليخبرها أن السيد ماكجافوك في أنتظارها شكرته وسالت نفسها وهي في المصعد متجهة إلى الدور الثامن إذا كان لابد أن تضع بعض المساحيق لكن لا يهم !
لن تفعل أي شيء لتحسن من مظهرها حتى يري جوناثان ماكجافوك أو روس جرينتج أو بول .أ. ريد ما فعلته بها خطته اللعينة .
فتحت باب المصعد لتجد نفسها أمام ردهة .طرقت على باب الشقة .فتح جوناثان الباب جاهدت ميج نفسها حتى لا تسقط بين ذراعيه .كان يلبس تي شيرت من الكشمير وبنطلونا من الكتان لم تستطع أن تمنع نفسها من النظر ألى شعره ... ولا أن تفكر في لمسه .
صدمتها من أن تراه في مثل هذه الشقة الانيقة أكبر من المفاجأة التي شعرت بها عندما رأته آخر مرة .
قال بهدوء :
" لقد قضيت وقتا ً طويلاً حتى عثرت عليّ يا عزيزتي " .
نظرت إلى عينه مباشرة .
" السيد ريد ؟ في الحقيقة من الصعب الوصول إليك ،أسمي مارجريت أوكس وأعمل في مكتب وولف الأدبي لقد كتبت إليّ ،أليس كذلك ؟ " .
قطب حاجبيه وقال بصوت مهدد :
" ميج " .
ودون ان تعيره اهمية مرت أمامه متجهة إلى صالون واسع لم تكتمل ديكوراته بعد .
" لقد قرأت أنا ومايكل وولف بداية العمل الذي ارسلته إلينا وأنا هنا اليوم لاتحدث في ذلك ليس من السهل الالتقاء بك لقد ذهبت إلى شيريبلان وسالت عنك ،أنا سعيدة لاني وجدتك. أنت بول ريد أليس كذلك ؟ " .
قال بحدة :
" ميج سأمنحك خمس دقائق و ... " .
" همم ! إني أرى أنت لست بول ريد إذن هل تعرف أين أستطيع أن ألتقي به ؟ " .
" ميج " .
كانت تستعد للاجابة عندما رفعها من فوق الارض وأسكتها بقبلة عنيفة .
" سيدي ، هذا ليس لطيفاً من جانبك " .
" أعتقد أن هذا جانبي الريفي الفظ لكنك لا تبدين ...غاضبة".
" لكن كلا ،أما ممتنة جداً وسعيدة ! لقد تحول الفلاح الذي أعرفه إلى كاتب هارب ،لقد أنهكني سيد فظ أسمه يشبه أسم نوع من التفاح ، لقد قدت سيارتي ساعات حتى عرفت انه يعيش في نيويورك تحت أسم حبيبي الفلاح .إني عاشقة لثلاثة رجال جمعوا قوتهم ليقبلوني هذه القبلة الساحرة ...ما هذا المكان ؟ " .
" شقتي .ربما أدين لك ببعض التفسيرات " .
" تفسير سنتين من الزمان ! " .
" ألم يقل لك وولف أي شيء ؟ " .
" ولا كلمة " .
" إني رجل أعيش في مناطق الغابات اتيحت لي الفرصة لاستكمال تعليمي .عملت في جهاز خدمات الغابات كنت سعيداً وكانت تلك السعادة ستدوم لو لم أمسك بالقلم إني اعي ما أقول يا ميج " .
قالت بهدوء :
" أعرف ذلك " .
" لقد أحببت الكتابة لكني قررت منذ البداية الا تقلب الكتابة نظام حياتي فابتدعت شخصية روس جرينتج أحب حياتي الخلوية ولم أكن انوي تدميرها لاني كسبت الكثير من بيع ملايين الكتب على العكس لقد كنت سعيداً بالتنقل بين الشخصيتين لكن أصبح الأمر أكثر صعوبة شيئاً فشيئاً وولف دفعني لهجر لعبة الاختفاء هذه .ثم تفاقمت الامور وشرعت في كتابة رواية جديدة وعندما اخبرت وولف بأنها لن تكون من روايات الاثارة أستشاط غضباً وحدثني عن استراتيجية السوق ،وكل تلك الحماقات وأنت تعرفين البقية .فأعطيته رقم صندوق بريد ليرسل عليه مستحقاتي ، وقلت له إنني لا أريد رؤيته مرة أخرى والا ... " .
قالت :
" لابد أنك اثرت فيه كثيراً ! " .
" على اية حال لقد ظل طوال عامين يبحث عني وخلال هذي العامين عشت في سلام مع نفسي في ظل الغابة والبساتين والكتابة وأفتقدت روس جرينتج وعندما رايت هذه اللحوح الصغيرة الرائعة .." .
" قررت أن تخدعها " .
" ليس صحيحاً كنت انوي مساعدتها لقد أحسست بضعف " .
"أول مرة تشعر بهذا الضعف لكني لا أستطيع أن أتبينه " .
" كنت أريد أن أغير الوكيل " .
" جوناثان ! " .
" اسمعي ،يمكنه أن يهتم بروس جرينتج...أما ريد ماكجافوك " .
" لقد اعجب كثيراً بالثلاثة الفصول التي أرسلتها لقد عرفك على الفور " .
أنفعلت ميج وكادت أن تفقد صوابها من شدة الغيظ فطرحنه أرضاً في ما يشبه لاعبي الجودو .
تركها جوناثان تفعل وهو مبتسم .
قالت :
" لقد أصبتني بالجنون " .
" بسبب كتفي العريضتين أم جاذبيتي التي لا تقاوم؟ " .
" أسكت !أريد أن أعرف كيف يكون وولف وكيل جرينتج وأنت تكتب نوعاً آخر من الكتب باسمك ؟ " .
" هذا شيء أساسي إني أحب جرينتج هذا وولف كذلك وبما انني قد أنتهيت من كتابة رواية تحت أسم جرينتج " .
" ماذا كتابان ! يجب أن انبئ وولف لقد كان على حق لكن لماذا اقترحت أسم بول .أ .ريد ؟ " .
" كنت احتاج لبعض الوقت وقد تسببت لك في الكثير من المضايقات مع وولف...كنت أحتاج أن أكون وحدي " .
" أظن أنني فهمت ذلك " .
" عمل رائع يا مارجريت كنت أحتاج إلى إعادة قراءة ما كتبت واعد كل شيء لقد كان بول ريد إشارة موجهة لك انت للأسف " .
" إنني لم الاحظ شيئاً هل خاب ظنك ؟ إني أسفة لست خبيرة في اصناف التفاح " .
قال وهو يحتضنها :
" هذا ليس عملاً سهلاً ، هل انت سعيدة ؟ " .
" أكثر من سعيدة أكثر بكثير " .
" أحبك يا مارجريت كنت أفكر فيك كل يوم وكل ليلة ،ربما تظنين انني متفاخرة إذا أخبرتك بأنني كنت سعيداً للغاية عندما عرفت إنك في أنتظاري " .
" هذا ليس تفاخراً على العكس هذا شيء ساحر ، كنت أشعر ببعض الضيق لانك تركتني غلا أن تلك الفترة أتاحت لي الفرصة لاعرف مشاعري نحوك وتأكدت من حبي لك".
نهضا وهما يضحكان واطلعها جوناثان على الشقة .
" شقتنا يا عزيزتي " .
" تريد أن تقول شقتك أنت روس وبول ؟ " .
" ليس تماماً لقد حان الوقت لنستقر في المدينة إذا كنت تحتملين الحياة مع وغد و..." .
" جوناثان هل تعرض علي أن أعيش معك ؟ " .
" تقريباً . هل تريدين الزواج بي يا مرجريت . ت .؟".
لم يبد وولف أي تأثر عندما علم بالخبر .
دمدم :
" حسنا ًعلى الاقل لن أخاطر ثانية بفقدك يا ماكجافوك تفضل بالجلوس عندي فكرتان او ثلاث لاضعها تحت عينيك للعمل الجديد الذي كتبته تحت أسم جرينتج " .
نظر جوناثان بتشكك إلى ميج لكن هذا مستحيل إنها لم تترك جوناثان لحظة واحدة لم يكن لديها اية فرصة لتخبر وولف .
" كيف عرفت أنني كتبت رواية تحت اسم جرينتج؟".
" اسمع إني أعرفك منذ زمن بعيد لنتحدث إذن ، ميج يمكنك البقاء أجلسي ،لنبدأ منذ البداية هذا الكتاب الذي سيحمل اسم ريد ..." .
بدأ جوناثان يشعر بالغضب يطرق عروق رقبته وكان ذلك هو شعوره كلما التقي بوكيله .
" وولف " .
" إن أسم ريد يا عزيزي ليس أسماً للشهرة وقد يتسبب في انتكاس .المبيعات .لماذا لا تنشره تحت اسمك ؟ أعرف ، أعرف .حياتك الخاصة ، الغابة ، الطبيعة وكل هذا الهراء... لكن صراحة أشجارك ودببك جديرة بك ..." .
قاطعه جوناثان :
" وولف لقد تناقشنا انا وميج في هذا الموضوع " .
" أوكس ؟ " .
قالت ميج وهي تنظر في عيني رئيسها مبا شرة :
" غنه مستعد لان يوقع هذا الكتاب بأسم روس جرينتج " .
أدرك وولف على الفور .
قال وهو يصافحه :
" كم أنا سعيد لعودتك يا جوناثان اما انت يا ميج فلقد قمت بعمل جيد سنتحدث في ذلك الاسبوع القادم خذي إجازة بضعة ايام لقد جعلني الحب رومانسياً ،سأذيع الخبر بعد أن تغادرا نيويورك " .
" شكراً يا وولف " .
كان القنفد في مكانه المعتاد ،وسط الحشائش .
رفع أذنيه وفتح عينيه ثم واصل هيامه ، لقد عاد النظام إلى كل شيء .
النهاية


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 10-07-16, 04:47 AM   #9

dinora

? العضوٌ??? » 372906
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » dinora is on a distinguished road
افتراضي

مشكور مشكور مشكور

dinora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-16, 12:47 PM   #10

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.