شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   363- فتاة مثالية_ بولا هوبر _ روايات عبير المركز الدولي(كتابة/كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t353647.html)

Just Faith 08-07-16 10:39 AM

363- فتاة مثالية_ بولا هوبر _ روايات عبير المركز الدولي(كتابة/كاملة)**
 
https://upload.rewity.com/upfiles/pe672740.png


363- فتاة مثالية_ بولا هوبر _ روايات عبير المركز الدولي
العنوان الاصلى لهذه الروايه
bkoken silence
الملخص لهذه الروايه
قصه حب غريبه تدور احداثها فى دنيا المال والاعمال, بين"مليونير"شاب وهو"ماتيو فيلدنج"وسكرتيرته الجميله..."ان كارمودى"...لقد تحداها منذ اول لقاء لهما قائلا:احذرك... يجب الا تقعى فى حبى والا فصلتك من العمل...
وكان صادقا فيما قال, فقد سبق وعاش قصه حب فاشله جعلته ينقم على جميع النساء ويهرب من الحب...
وكانت هى بدورها تعانى عقده نفسيه تجاه الرجال, وتهرب بدورها من الحب ولكن هل تستطيع القلوب الشابه ان تهرب فعلا من الحب؟؟
ان الصراع الذى نشب بين الشخصيات المحوريه فى هذه الروايه سيعطينا الجواب على هذا السؤال
الشخصيات الرئيسيه للروايه
"ان كارمودى"
فتاه فى ربيع العمر, تعمل سكرتيره لمليونير شاب يعد من احد "حيتان" دنيا المال والاعمال... اصيبت منذ حداثة سنها بعقده تجاه الرجال جعلتها تخشاهم وتنفر منهم فراحت تكرس حياتها للعمل والعمل وحده... محاوله دائما ان تخفى انوثتها وراء الملابس الفضفاضه,وجمال وجهها وراء العوينات الطبيه...
ولكنها على الرغم من ذلك يتفتح قلبها للمليونير الشاب"ماتيو فيلدنج" وتحاول, ما استطاعت مقاومه هذا الحب الوليد ... الذى تكون له الغلبه فى النهايه.
"ماتيوفيلدنج"
رجل اعمال ناجح, يملك العديد من الشركات التى لها وزنها فى دنيا الاعمال... عاش قصه حب فاشله قرر بعدها ان يهرب من الحب, ولذا كانت جملته الاولى التى قالها لسكرتيرته الجديده بمثابه تحذير واضح لا غموض فيه. لا اطلب منك الا شيئا واحدا الى جانب كفاءتك فى العمل, الا تقعى فى حبى والا فصلتك فورا.
وتسير علاقتهما بالفعل على هدى هذا التحذير... علاقه عمل ... عمل فقط الىان يصاب بسهم"كيوبيد" فيجمع الحب بين قلبيهما... الحب الذى لا يعرف فوارق او حدودا او حتى المستحيل ...

https://upload.rewity.com/upfiles/uV672740.png
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Just Faith 08-07-16 12:24 PM

الفصل الاولى
_ ايتها السيدات ارجو ان تجلسن
وارتسمت ابتسامه فاتره على شفتى مدير شؤون العاملين الذى انتظر ان يجلسن جمعيا حتى يجلس خلف مكتبه.
راحت"ان" تتفحص بطرف عينيها المرأتين الاخريين:لابد انهما منافستاها على هذه الوظيفه وانهما, مثلها, قدنجحتا فى الاختبارات السابقه, ولكن من الغريب ان يجمعهن مدير شؤون العاملين معا ليتخذ قراره الاخير.
لقد كانتا مثلا للاناقه وتتمتعان بجمال بلفت النظر, واسفت "ان" لانها لم تعتن بمظهرها كثيرا ولكنها كانت قد تعمدت ذلك, ولقد فضلت ان تلتزم جانب الحذر مادامت لم تتعرف الى مخدومها بعدز
فتح المدير احد الدوسيهات امامه القى عليه نظره متأنيه وقالت " ان" لنفسها وهى تعتدل فى جلستها:انه السلوك التقليدى الذى يسبق اتخاذ قرار على جانب كبير من الاهميه...
_قبل كل شئ اريد ان اهنئكن... لقد اجتزتن بنجاح مراحل هذا الاختبار الدقيق ولكنكن تعلمن من غير شك اننا لن نختار الا واحده منكن فقط واننى لست انا صاحب هذا الاختيار.
وصمت برهه وهو يرقبهن الواحده تلو الاخرى:
_كما تعلمن فان هذه الوظيفه هى وظيفه المساعده الشخصيه لاحد اقطاب هذه الشركه واستطيع الان ان اكشف لكن عن اسم ذلك الموظف الكبير .... انه السيد"فيلدنج" نفسه.
كان" ماتيو فيلدنج" يتمتع بسمعه عريضه وكان علما من اعلام دانيا المال والاعمال. وقد كان ذكاؤه الخارق سببا فى ان يتخطى بشركته ازمه عام 1987 الطاحنه دون خسائر تذكر, ولهذا فمن المثير حقا ان يعمل المرء فى خدمه شخصيه فذه خارقه كتلك التى يتمتع بها السيد "ماتيو فيلدنج"... ولكنه كان,لسوء الحظ عذبا وذا جاذبيه طاغيه ومعروفا عنه انه زئر نساء...
وراحت "ان" ترجو ان يكون من هؤلاء الذين يحترمون الحدود بين الحياه الاجتماعيه والحياه المهنيه .. انها تعرف الكثير عن هذا النمط من الرجال وهى تفر منهم وكأنهم مصابون بالطاعون. كانت تفضل ان يكون مخدومها رجلا متزوجا ورب اسره حتى وان كانت تجربتها مع حفيد" بيل ليمان" قد علمتها بما لا يدع مجالا للشك ان بعض الازواج ينسون الزوجه والاطفال بمجرد ان تطأ اقدامهم عتبه مكاتبهم.
مع ذلك فان عملها كمساعده شخصيه ل" ماتيو فيلدنج" يعد كسبا كبيرا لها ولمستقبلها.
واستطرد مدير شؤون العاملين قائلا:
_ لابد انكن تدركن ان السيد "فيلدنج" رجل مثقل بالعمل. وانا مكلف بان اذهب بكن الى مكتبه ليختار احداكن بنفسه.
وحملهم المصعد الى الدور الاخير من البرج. وفى غرفه السكرتاريه المؤثثه بافخر الاثاث والمغطاه ارضيتها "بالموكيت" الاحمر الذى تغوص فيه الاقدام اخبرتهم السكرتيره ان السيد"فيلدنج" فى انتظارهن. وطرق المدير الباب ثم فتحه وانتحى جانبا حتى تدخل النساء الثلاث. وترددت " ان" : انه لن يستقبلهن معا؟ ونظر اليها المدير لكى يحثها على الدخول كزميلتيها وسار خلفها بعد ان اغلق الباب.
وراح الاربعه ينتظرون ان يلتفت اليهم"ماتيو فيلدنج" الذى كان منكبا على احد الدوسيهات امامه ولم يعن حتى بالنظر اليهم .
وقالت " ان" فيما بينها وبين نفسها: يا له من انسان فظ مجرد من الادميه ذلك الذى تعتبره وسائل الاعلام احد عباقره الاقتصاد الاسترالى!... ولكنها لم تبالغ فيما يخص مظهره وسمعته ك" دون جوان".
وقرر اخيرا ان يرفع رأسه وينظر الى الوافدين على مكتبه... وراح يدقق النظر فى النساء الثلاث قبل ان تستقر عيناه على " ان".
_ انت التى ترتدين العيونات امكثى هنا!
ثم عاد ينظر الى الدوسيه امامه دون ان يضيف كلمه اخرى.
وظلت " ان " جامده فى مكانها بينما استصحب المدير المرأتين الى الخارج, انها لم تكن تتخيل ان يتم اختيار المتقدمات للعمل بهذه الطريقه التى تشبه اختيار ملكات الجمال... وراحت تتساءل هل هذه هى طريقته فى معامله الناس ام ان يخص بها النساء فقط؟
وراح يدقق فيها النظر من جديد واشار اليها بالجلوس
_ سافرغ من هذا العمل بعد دقيقه.
جلست" ان" وراحت تتفحصه وغضبها يزداد روايدا رويدا. كانت شعيرات ذقنه طويله مما يوحى انه لم يحلقها فى الصباح... وكانت هى تكره ذلك.. وبشرته البرونزيه هذه... هل يمضى وقته مسترخيا تحت اشعه الشمس؟ ام انه يرتاد صالونات التجميل ويعرض بشرته للاشعه المسماه..؟ولكن ماذا يهم ذلك... سوف يكون ضحيه لسرطان الجلد فى المستقبل وهو لا يزال فى الثامنه والثلاثين من عمره... لقد قرأت ذلك فى احدى المجلات وعملت ايضا انه يمارس الرياضه بانتظام ويطلب من جميع موظفيه ان يفعلوا مثله...
وراحت تتساءل: لماذا وقع اختياره عليها؟ ليس من غير شك من اجل مظهرها فلقد تعمدت ان ترتدى "تايير" فضفاضا يخفى معالم جسدها ولم تبالغ فى" مكياجها" كما نها صففت شعرها الذهبى الطويل على هيئه ذيل حصان خلق ظهرها ولم تتركه كعادتها يتهدل فى تموجات خفيفه على جبهتها وكتفيها.
اغلق "ماتيو فيلند" الدوسيه امامه. وراح يتفحصها, دون اى حرج. من قمه راٍها الى اخمص قدميها.
_ ما اسمك؟
_ "كارمودى" يا سيدى..."ان كارمودى"
وارتسمت ابتسامه خفيفه على شفتيه:
_ لك صوت رخيم يا " كارمودى"
واصطدم اطراؤه بجبل من الثلج, هل كان سيقول ذلك لاحد الرجال؟
لا بالتأكيد.. لماذا لا يعامل النساء على قدم المساواه بالرجال؟
وعاد يسألها:
_ كم تبغلين من العمر؟
_ثمانيه وعشرين عاما.
_ ان مظهرك يدل على انك اصغر من ذلك.
_ يمكننى اذا رغبت ان اقدم لك شهاده ميلادى.
كانت تأمل الا يطلب منها ذلك لانه سيعلم ان اسمها الاول الحقيقى هو " انجل"... ولقد فضلت عليه" ان" لانه اكثر شيوعا.
_لا.. لا داعى لذلك.. فجميع هذه التفاصيل موجوده فى دوسيهك.
ومال ظهره الى الوراء وظل يحدق فيها وقد بدا عليه التفكير ثم استقام فجأه واسند مرفقيه على حافه المكتب.
_سأكون صريحا معك يا "كارمودى" انا لا اسمح بتدفق العواطف الذى هو شيمه بعض النساء.
واجابته بسرعه :
_سأراعى ذلك بدقه مهما كانت الظروف.
واشار بيده اشاره بيده تدل على نفاذ الصبر:
_ ليس هذا ما اعنيه. فمزاجك يمكن ان يتغير كغيرك من البشر, ولكن اذا فكرت الوقوع فى حبى فسوف افصلك من العمل فى الحال يا "كارمودى" فانا لا اريد ان اجد نفسى فى هذا الموقف.
وجاهدت الا تقهته ضاحكه. فمن ظن نفسه؟ قد يكون جذابا ولكن تعاليههذه يجرده تماما من جاذبيته.
وقالت فى برود:
_ لا ارى ايه صعوبه فى ذلك سيدى.
_عظيم. لقد كدت اختار مسادا هذه المره حتى اتحاشى مثل هذه السخافات ولكننى سأجد بعض الحرج هذه المره اتحاشى مثل هذه السخافات ولكننى سأجد بعض الحرج فى ان اطلب من رجل ان..
واكلمت هى الجمله قائله:
_ يعد لك قهوتك.
وابتسمت ابتسامه خفيفه لهذا الاطراء:
_ اذا لم تكن هناك ملاحظات فسأقوم بنسخها على الاله الكاتبه
_ لك ذلك على ان تكون من عشرين نسخه على الاقل
وماكادت "ان" ان تغادر الغرفه حتى رفع"مات" سماعه التليفون طالبا من السكرتيره رقم تليفون" بيل ليمان"
ودهش هذا الاخير لهذه المكالمه غير المتوقعه
_ السيد" مات فيلدنج"؟هل من خدمه اؤديها لك؟
_ اريد الحصول على بعض المعلومات بخصوص الانسه "كارمودى" لقد عملت فى شركتك على ما اعتقد؟
_"ان"؟ نعم. انها فتاه رائعه تتمتع بذكاء خارق. ان شركتى كان يمكن ان تكون خيرا مما هى عليه الان لو اننى وضعتها فى كرسى الرئاسه بدلا من حفيدى الاخرق الذى كان اول عمل له هو قبول استقالتها.
_ لقد قبلت عملها فى شركتى هذا الصباح كمساعده شخصيه لى.
_ انت رجل محظوظ ولن تندم على ذلك ابدا. ان هذه الفتاه تساوى وزنها ذهبا.
_ ولكن لماذا حررت انت بنفسك خطاب التوصيه وليس مدير الشركه الجديد؟
_ لقد ارادت "ان" ذلك.
وتردد"بيل" ثم استطرد قائلا:
_ هل لديك سؤال محدد تريد ان تلقيهعلى يا سيد"فيلند"
_اريد ان اعلم الاسباب التى دعتها الى الاستقاله.
وساد صمت طويل
_ليس هناك اى سبب بتعارض مع الثقه التى يجب ان توليها اياها.. ان" ان" تحب عملها وتكرس له كل جهدها ووقتها...
_ ارجو المعذره يا سيد"ليمان" ولكن الا يمكن ان تكون اكثر تحديدا.
تنهد"بيل" على الجانب الاخر من الخط:
_ اذا كان ذلك سيبعد كل شك من نفسك. فسوف اكشف لك سرا ولكنى ارجو منك ان تحيطه بالكتمان التام.
_بكل تأكيد يا سيد"بيل"
_لقد رحلت "ان" بسبب بعض المضايقات التى تعرضت لها كامرأه وليس كسكرتيره ... هذا كل ما فى الامر.
_ شكرا يا سيد"ليمان" لا تقلق فهذه المعلومات ستظل سرا بيننا وارجو الا اكون قد ازعجتك.
وضحك"ليمان"
_على الاطلاق... ان وقتى اصبح ملكى الان... حظ سعيد يا ولدى وارجو ان توفر لنفسك بعض الوقت انت ايضا لتتمتع بثروتك فالمرء لا يعيش الا مره واحده .
وقال" مات قبل ان ينهى المكالمه:
_ سوف اعمل بهذه النصيحه.
وابتسم ابتسامه عريضه, لقد عرف الان ما كان يريد ان يعرفه.

Just Faith 08-07-16 12:27 PM

الفصل الثانى
نجحت "ان" فى مسعاها واستطاعت ان توقع" ماتيو فيلدنج" فى الفخ الذى نصبه هو بنفسه . وارتسمت ابتسامه عريضه على شفتيها عندما تذكرت تعبيرات وجهه عندما صارحته بانها تفضل الرجال الاقل منه سنا. وراحت المرأه الجالسه امامها فى عربه"المترو" تنظر خلفها لترى ماذا يضحك هذه الفتاه غريبه الاطوار وجاهدت"ان" لكى تستعيد جديتها.
ان النجاح الذى احرزته اليوم ادخل على نفسها البهجه والسرور... لقد حصلت, اولا على الوظيفه المرجوه, واستاطعت,ثانيا, ان تحدد طبيعه علاقتها ب"ماتيو فيلدنج" ... سيكون رئيسها ولا شئ اكثر من ذلك... نجحت, اخيرا, ان تكسب احترامه لها ولعملها بتقديمها المذكره التى حازت اعجابه... وعندما عملا معا فى فتره ما بعد الظهر تغيرت علاقتهما بشكل ملحوظ. لقد شجعت وابدت له بعض الملاحظات... لقد دهش من غير شك ولكنه تقبها بصدر رحب. محطه"ويلستونكرافت".. لقد شغلت"ان" بتفكيرها عن ملاحظه توالى المحطات... واسرعت بمغادره"المترو" قبل ان تغلق الابوب, ان ذلك بمثابه درس لها لكيلا تطيل التفكير فى " ماتيو فيلدنج"!
كانت الرياح بلرده بالنسبه لامسيه من امسيات الصيف ولكن"ان" لم تشعر بذلك. كانت تفكر فى مستقبلها الذى بدا لها ورديا مشرقا.
ولما وصلت الى مسكنها القت بحيقيبه يدها على الاريكه, واتجه نظرها تلقائيا الى احدى الصور الفتوغرافيه التى تمثل امها والتى كانت موضوعه على الرف الذى يعلو المدفأه. وامسكت بها وسرعان ما تدفقت الدموع من عينيها , ورددت:
_ لقد حققت اليوم نصرا كبيرا يا امى.
كانت هذه الصوره محببه اليها فهى التى التقطتها بنفسها كانت"شانتيل" تبتسم لها.
بعيدا عن الاضواء والكاميرات... لم تكن فى تلك اللحظه الممثله... بل مجرد امها.
كانت"شانتيل"تريد ان يحبها الجميع ولكنها عاشت ايام مجدها فى الوحده. لقد اوحى اليها المعجبون انها لن تهرم ابدا. وكانت"ان" تكره المناخ الذى تعيش فيه امها... ذلك لمناخ الذى كان يطلب منها الكثير ولا يمنحها الحياه الخاصه. ومع ذلك فقد كانت"شانتيل"تتمسك بهذا الجو غير الحقيقى والذى هو اشبه بالديكورات التى تقوم بالتمثيل بينها.
لم تكن"اان" تشعر بالخزى تجاه امها التى لم تضمر سوءا لاحد.. الا لنفسها.. لقد ادمنت تعاطى المخدارات نتيجه لخطأ واحد ارتكبته... حبها لرجل خان ثقتها به... ان احدا لم يفهمها باستثناء"ان"
اعادت الصوره الى مكانها وهى تتنهد وادارت جهاز التسجيل لقد كانت الموسيقى الكلاسيكيه من الهوايات التى شاركت امها فيها ولكن كل شئ اليوم يدفعها لان تكون سعيده ولهذا لختارت موسيقى "فيردى"
توجهت الى غرفتها بينما راحت موسيقى "عايده" تملا جو المكان.
وخلعت"التايير" الذى كانت ترتديه وارتدت "روب دى شامبر" من الحرير الاسود المحلى بالورود الكبيره الصفراء اخذت تردد كلمات المقطوعه مع" الكورس" وهى تجهز لنفسها عشاء خفيفا... انها تهزى الغناء ترى هل اخطأت فى اختيار مهنتها؟ لم تكن هذه هى المره الاولى التى سألت فيها نفسها هذا السؤال... ربما كان من الافضل ان تسمع نصائح مها وتعرف بدورها الحياه تحت الاضواء. ولكنها رفضت دائما هذه النصائح.. ان جو الشهره هذا قضى على والدها ودمر حياة امها... لقد رأتهما وهما يصعدان درجات المجد ثم وهما يترديان فى هوة الوحده واليأس...
ان" ان" لا تواجه مثل هذه المشاكل فهى تتحك فى مستقبلها وقريبا جدا سوف تثبت قيمتها ل" ماتيو فيلدنج" وتجعله يؤمن ان المراه ليست مجرد دميه جميله يلهو بها الرجل...
ولكن هل نظر اليها فعلا كامرأه؟ لقد كانت ابعد عن ذلك تمام فى"تاييرها" الفضفاض ووجهها الخالى من"الماكياج".. ولكن هذا هو الذى كانت تريده بالفعل. وبهذه المناسبه سوف تنتهز فرصه فتره طعام الغداء فى الغد لتشترى"تاييرا" اخر بنفس الموديل وعده"بلوزات" من تلك التى تغلق ياقاتها حتى اعلى الرقبه.
يا لها من تضحيه من اجل ضمان راحتها!لابد ان"تتنكر" هكذا_اذا صح التعبير_لكى تخفى انوثتها عن عينى"ماتيوفيلدنج".
_اه. لقد طال انتظارى لك...
كانت تبره صوته تددل على نفاد صبر, انه لم يبدأ كلامه بالتحيه ولا بالابتسامه... يا لها من بدايه لا تبشر بالخير فى يوم عملها الاول...
_انا فى حاجه الى فنجان من القهوه. ستجدين كل ما يلزم لذلك فى مكتبك. اننى افضلها ساده وبدون لبن.
وقالت بادب ولكن بلهجه تشوبها السخريه:
_ حسن يا سيدى... صباح الخير
وبعد خمس دقائق عادت وهى تتحمل صينيه فوقها فنجان القهوه
_ ارجو ان تكون كما تفضلها يا سيدى
ونظر اليها قائلا فى غيظ:
_ "كارمودى" .... الا يمكنك ان تنادينى بغير كلمه"سيدى"
_اسفه يا سيدى
_ اوه! بحق السماء يا "كارمودى"!
_ ارجو المعذره.. انه سلوك تلقائى امام ممثل السلطه يا سيد"فيلدنج... انك تذكرنى بوالدى و....
زاد هذا التعبير المسموم من حده حنق"ماتيو"
_هذا يكفى! اذهبى واحضرى لى بريد الصباح... سوف تجدينه فوق مكتبك.
_فى الحال يا سيدى
لابد انها اثارت حنقه بهذه البراءه المصطنعه ولكنه يستحق ذلك فعليه ان يكف عن معاملع الناس كالعبيد
وراحت تفتح ظروف الخطابات المكدسه فوق مكتبها وبعد لحظات حضر"مات" ووضع الفنجان والطبق فوق مكتبها قائلا:
_ان قهوتك هذه تشبه ماء غسيل الصحون
_ما غسيل الصحونالصحون سا سيدى؟
وقال هو يتنهد:
_ارجو ان تجهزى لى قهوه حقيقيه فى المستقبل
_سأحرص على ذلك يا سيدى
وراحت تتبعه بعينيها وهو يبتعد.. قد يكون تجهمه هذا نتيجه عمله ومسؤولياته... ولكن هذا لا يبرر سلوكه الفظ معها.. حقيقه انها تعمدت ان تجهز له قهوه خفيفه جدا وسوف تتدارك ذلك فى المستقبل.اما بالنسبه لكمله "سيدى" فهذا موضوع اخر مادام فظا معها هكذا فلن تغير اسلوبها معه فى الحديث. وهو لا يستطيع ان يفصلها من العمل بسبب ذلك, وكيف يمكنه ان يفعل ذلك وهى تعامله بكذل هذا االحتارم!
وظلا يعملان معا حتى الساعه الحاديه عشره, وتركها "مات" بعد ذلك ليذهب الى طبيب الاسنان بعد ان امرها ان تدون اسماء جميع من يتصلون به سواء من داخل الشركه او من خارجها.
كان الوقت ظهرا عندما طلبته"ميتزى"تليفونيا...
كان صوتها رخميا دافئا كله عذوبه وانوثه:
_اسفه. ان السيد"فيلدنج" ليس موجودا ولا اعرف متى سيعود هل تودين ان تتركى له رساله ما؟
_اه.ربما
راحت"ميتزى"تفكر بعض الوقت ثم املت على "ان" بعض الكلمات وراحت هذه االخيره تكتبها وهى مقضبه الجبين غاضبه لكونها الوسيط بين"مات" وعجباته وكاذ سن القلم يخترق الصفحه.
عاد"دون جوان" قرابه الساعه الواحده, كانت"ان" تنتظر حضوره على احر من الجمر. ولذلك لم يكد يناديها حتى اسرعت الى مكتبه وابتدارها قائلا:
_ اقرئيها لى مع تعليقك اذا استدعى الامر ذلك.
كان واضحه ان ذهابه الى طبيب الاسنان لم يحسن من مزاجه.
وراحت "ان" تقرأ فحوى الرسائل الى وصلتها وتعلق عليها كما طلب ولكنها ابقت رساله"ميتزى" الى النهايه.
_كانت المكالمه الاخيره من "ميتزى"... انها تشكرك على الورود التى ارسلتها اليها ولكنها كانت تفضل"الحبوب"
_"الحبوب"؟
_نعم يا سيدى لقد اصيبت بالزكام وهى بصحبتك فى السياره.
كان يمكن ل"ان" الا تقول اكثر من ذلك لولا رد فعله وابتسامه الرضا التى شاعت على شفتيه:
_قالت"ان"
_لا يبدو ان ذلك يزعجها فى شئ وهى مستعده لاعاده التجربه مره اخرى
اختفت الابتسامه بسرعه ثم قال:
_ لا اود ان اسمع مثل هذه الملحوظات يا"كارمودى" فلا شأن لك بحياتى الخاصه.
_لقد طلبت منى يا سيدى التعليق ولم افعل اكثر من ذلك, وربما كان من الافضل مستقبلا ان احاول هذه المكالمات الشخصيه الى منزلك
كان على وشك الانفجار ولكنه بذل جهدا ليسيطر على غضبه.
_اذهبى لتناول غدائك يا "كارمودى" .. فهذا افضل لك.
_حسن جدا يا سيدى.
كانت"ان" لا تزال تضحك وهى تسير فى طرقات المركز التجارى القريب.انها لن تسمع فى المستقبل صوت المعجبات"ماتيو فيلدنج" سوف يفكر مرتين قبل ان يعطى رقم تليفون مكتبه لاحدى حبيباته!
ولسوء حظها كانت هناك مفاجات اخرى غير ساره تنتظرها مع"ماتيو فيلدنج" ...
كان العمل معه مثيرا كما توقعت. كانت ثقته بها تزداد يوما بعد يوم لدرجه انها لم تعد تجد ما تشكو منه وكان حديثهما يقتصر على العمل فقط...
ولكنها كانت تلحظ احيانا انه كان يطيل النظر اليها بطريقه تعبث فى نفسها الحرج ولاضطراب. وكانت عندما تلاحظ نظراته هذه يتظاهر بانه مغرق فى تفكيره ويعاود الحديث معها من النقطه التى توقف عنها. ولكنها مع ذلك كانت تشعر انه يعريها بنظراته الحاده...
ولم يكن فى مقدورها_بطبيعه الحال_ ان تلفت نظره الى ذلك. فسوف يتهمها فى الحال انها تحول اوهامها الى حقيقه... وحدث بعد ذلك ما اسمته ب"حادثهالقميص"
قال لها فى احد الايام بعد فتره صباحيه مليئه بالعمل:
_ انا فى حاجه الى قميص هذا المساء. ارجو ان تستغلى فتره الغداء وكل الوقت الذ تريدينه لشرائه. ان مقاسى هو 44 واريده ان يكون قميص سهره.
قالت وهى تضغط على اسنانها:
_ مقاس 44... ولكن من اين تبتاع قمصانك فى العاده؟
_اننى لا اقوم بشراء اى شئ... هذا عملك انت وليس عملى
انها تعلم ان السكرتيره تقوم عاده باحضار حله رئيسها من عند "التنترليه"او شراء هديه يقدمها لزوجته وذلك عندما لا يجد الوقت للقيام بمثل هذه الاعمال
ولكن شراء قميص!ان"ماتيو فيلدنج"يبالغ بعض الشئ... لماذا لا يعطيها ايضا ملابسه المتسخه لتغسلها؟
_انا لا اعتقد ان ذلك يدخل فى اختصاص وظيفتى يا سيدى
_انت مساعدتى الشخصيه يا"كارمودى" هل تريدين ان اشرح لك ماذا تعنى"الشخصيه"
احست"ان" بالغيظ والغضب فهذه الكلمه المطاطه يمكن ان تعنى الكثير.. ومع ذلك جاهدت فى الاحتفاظ بهدوئها الظاهرى ومغادره المكتب قبل ان تلقى ب"تقاله"الورق فى وجهه.
قالت لنفسها وهى تدلف الى المصعد:يا له من جلف فظ! انها تدرك الان لماذا لم يقع اختياره على رجل لهذا الوظيفه... ولكنها لم تقل كلمتها الاخيره بعد... لقد اراد قميصا وسوف يحصل عليه...
اختارت اصبح قميص يمكن شراءه.. قمه فى فساد الذوق وسوئه.
ولحسن الحظ لم يفتح"ماتيو" الكيس عندما ناولته اياه,,, يبدو انه يثق بذوقها... هذا الجرل الغرير!
وفى صبيحه اليوم التالى وجدته ممدا على كرسيه وقد وضع قدميه فوق المكتب وكان يبدو انه ينتظر حضورها على احر من الجمر.
حاولت ان تبدو طبيعيه وهى تضع بريد الصصباح امامه فوق المكتب
_صباح الخير يا سيدى
واجابها بتمتمه غير مفهومه وهى على وشك مغادره المكتب:
_"كارمودى"!
_نعم يا سيدى
غادر مفعده ودار حول المكتب ثم وقف امامها قائلا:_انظرى الى يا"كارمودى".. انظر الى جيدا
وراحت هى تحدق فيه بهدوء دون ان تتكلم:
_ هل تريننى اشبه بشباب"الهيبيز"؟
_اوه! يا سيدى...
_هل سبق ورأيتنى برباط عنق اخضر فاقع او بحله من ال"كاروهات" الحمرا؟ واستطرد وقد رفع صوته قليلا:
_ اننى لست من هذا النوع من الرجال الذى ينفش ريشه كالديك الرومى لقد اضطررت بالامس ان ارتدى ذلك القميص البشع الذى احضرته لى...
وقالت فى براءه:
_ لقد خيل الى انه انيق جدا وجميل يا سيدى
_انيق ... جميل.. هل انت مجرده من كل ذوق؟
وراح ينظر الى"التايير" الرمادى الذى ترتديه وبلوزتها الخضراء وهز كتفيه قائلا:
_ اننى ادرك الان انه سؤال سخيف. الا تملكين فى خزانه ثيابك غير هذا"التايير" الكئيب؟ انك لم تغيريه منذ تسلمك العمل هنا.
وقالتطان" يهدوء:
_ انك لست دقيق الملاحظه يا سيدى فعندى ثلاثه"تاييرات" من نفس "الموديل" ونفس اللون
صاح غضبا:
_ ولكنك امرا بحق السماء! لماذا هذا الزى يشبه الجرال
_ انا اعرف من انا يا سيد"فيلدنج" وللكننى اذكر جيدا انك صرحت اكثر من مره وفى اكثر من مناسبه انك لا تريد ان تضايق نفسك باى مشكلات انثويه فى هذا المكتب... ولكنى ربما اسأت تفسير كلماتك.
_اعدك يا "كارمودى" ان نظرتى اليك لن تتغير اذا ارتديت الفساتين الملونه.
_ انا افضل هذه"التاييرات" يا سيدى
_ حسن يا"كارمودى".. على راحتك.. ولكنى ساكون ممتنا لك اذا اشتريت لى فى المستقبل القمصان اللائقه...
استدار على عقبيه وعاد الى مكانه امام المكتب وقد تجهم وجهه. لقد خيل ل"ان" فى لحظه من اللحظات انه سوف ينقض عليها ويخنقها ولكن ها هو ذا يبتسم ابتسامه خفيفه:
_قولى لى يا كارمودى"
_ سيدى؟
_ اذا كنت حقا تفضلين الملابس الكلاسيكيه فكيف وقع اختيارك على هذا القميص؟
_اننى مجرده من الذوق السليم كما قلت انت نفسك يا سيدى. ربما كان من الافضل مستقبلا ان تكلف شخصا اخر بالقيام بمشترياتك
وازدادت ابتسامته اتساعا:
_ انا واثق يا"كارمودى" انك لن تتكررى هذا الخطأ مره اخرى
_ اخشى ان اخيب ظنك يا سيدى بالنسبه لهذا النقطه بالذات...
واحست بانها راضيه عن نفسها وقالت لتضع حدا لهذا الحوار:
_ هل يجب ان اذكرك يا سيدى انك اعطيتنى هذا التقرير بالامس لكى ارجعه واعيده اليك فى صباح اليومظ
_ نعم... نعم... ضعيه على المكتب واذهبى لمباشره عملك.
وسرت "ان" لانها انتصرت فى هذه الجوله ولكن ماذا عن الجولات القادمه؟

Just Faith 08-07-16 12:28 PM

الفصل الثالث
فى خلال الاسبعين التاليين اقتصرت علاقتهما على العمل والعمل وحده:
لا مشتريات ولا مكالمات تليفونيه مريبه ولا حتى نظرات فاحصه مدققه... كانا متفاهمين جيدا فى كل صغيره وكبيره خاصه بالعمل وكان تنظم المؤتمر السنوى وهو شغلها الشاغل. انه سوف يضم اكثر من مائتى موظف يعملون فى فروع الشركه المختلفه.. وكان بمثابه دوره تدريبيه تدرس خلالها وطرق العمل الجريئه التى من شأنها ان تنمى روح المبادره والمسؤوليه لكل موظف فى نطاق اختصاصه.
كانت" ان" معجبه بطريقه "ماتيو" فى معامله موظفيه , لقد كان يجعل كل واحد منهم يعتبر نفسه حلقه فى سلسله عندما تكتمل يتحقق نجاح الشركه وهكذا يدفعه الى مساهمه ايجابيه فى نشاط المؤسسه الضخمه.
انها لم يسبق لها ان قابلت رجلا بمثل هذه الكفاءه واليناميكيه ولكن اعجابها به كان لا يتجاوز حدود العمل... ما خارج المكتب فكانت تحرص على ان تكون كجبل من الثلج. كانت تحب, من ان لاخر ان تتناول القهوه مع غيرها من السكرتيرات وسرعان ما حدث نوع من التقارب والتالف بينهما وبين"ساره دينيس"... كانت متزوجه ولها ابنان تتركهما فى الحضانه فى اثناء فتره عملها
سألتها"انط يوما عن مساعدات "ماتيو" السابقات:
_ انا لا اتحدث ابدا عن شؤون السيد"فيلدنج" يا "ان".. انه لا يحب ذلك وصمتت برهه ثم استطردت قائله:
_ كل ما يمكن ان اقوله انه لم يشجع ابدا احداهم على التقرب منه على الرغم من انهن كن لا ينتظرن غير ذلك... اذا كنت تريدين نصيحه صادقه يا "ان" فانا اقول لك: لا تقعى فى حبه والا خسرت اوهامك وعملك
وانفجرت"ان" ضاحكه:
_لا تقتلقى يا "ساره" فمعى يمكنان ينام"ماتيو فيلدنج" ملء عينيه
اقترب موعد عقد المؤتمر واصبحت "ان" تصل الى المكتب فى نفس الوقت الذى يصل فيه"فيلدنج" اى فى السابعه صباحا ولا تغادره الا فى الثامنه مساء.كانت لا تجد اى وقت فراغ وراحت تكتفى بتناول الشطائر للغدائها:كان هذا المؤتمر يمثل تحديا بالنسبه لها فقد كانت هى المسؤوله عن الججانب التنظيمى له ولم تكن هذا بالعمل الهين ولكنها كانت شديده الثقه بنفسها فهى, بمل تملكه من ملكات وكفاءه يمكنها ان تواجه هذا التحدى.. وسوف تثبت ذلك للجميع. ان بقاءها اسبوعا كاملا فى فندق "ميراج" سيكون بمثابه تجربه مهمه بالنسبه لها.
كان هذا الفندق اشهر فنادق خمس نجوم فى استراليا: حوض سباحه وشاطئ خاص يطل على المحيط تظلله اشجار وتحيط له النخيل وملاعب الجوف... واذا كانت قد جاءت للعمل لا للاسترخاء تحت اشعه الشمس فان هذا الديكور الخرافى لا بد ان يبهجها خاصه وان الصيف فى " سيدنى" فى هذا العام كان ممطرا وباردا بشكل غير طبيعى.
قال لها"ماتيو" فى صبيحه يوم الجمعه قبل موعد انعقاد المؤتمر بتسعه ايام:
_انا فى حاجه اليك خلال عطله نهايه الاسبوع يا"كارمودى" فما زال هناك الكثير الذى يجب انجازه ولن استطيع ان افعل ذلك بمفردى.
لم تجد" ان" مانعا من تلبيه طلبه فلم يكن لها اى مشروعات لعطله نهايه الاسبوع
_حسن جدا يا سيد"فيلدنج".. فى اى ساعه تريدنى ان احضر؟
_ سوف لا نمكث هنا.. سأصحك الى " فرينليا" انه منزلى الريفى وهو يبعد ساعتين عن" سيدنى". سنرحل حوالى الساعه الخامسه وسنمر ونحن فى طريقنا على منزلك فى" ويلستونكرافت" هل يلائمك ذلك؟
هزت " ان" رأسها وهى شارده التفكير, لقد سمعت الكثير عن "فرينليا"
قصر ضخم من الطراز القديم تملكه الاسره منذ عده اجيال مضت ولكن فكره قضاء يومين بصحبه" ماتيو فيلدنج" بعيدا عن المكتب اثارت فى نفسها بعض الريبه
وقال وكأنه قرأ افكارها:
_"كارمودى"... اوكد لك ان دعوتى خاصه بالعمل وحده...
وصمت برهه ثم اضاف:
_ وعلى كل حال فان امى تقيمفى" فرينليا"
ومع ذلك راحت" ان" تبحث عن مبرر معقول للاعتزار:
_ ربما لا يرضيها وجودى هناك... وقد يكون من الافضل ان اقيم فى فندق قريب.
_ ان وجودك هناك لن سببلها اى مشكله... ان لدى فى الوقت الراهن ما يكفى من المشاكل ولا اريد ان تضيفى اليها مشكله اخرى
انا فى حاجه الى ان توكنى بالقرب منى قليس عندى وقت لاحضارك من الفندق خاصه وان اقرب فندق من القصر يقع على مبعده سته كيلوترات
ولم يتحل" ان" الوقت لتبحث عن مبرر اخر فقد غادر" مات" الغرفه
فى تمام الساعه الرابعه والنصف طلب منها" مات" ان تجمع حاجياتها. وهبطا بالمصعد الى ساحه انتظار السيارات التى توجد اسفل المبنى. وفتح لها باب السياره ال" بورش" دون ان ينطق بكلمه ثم قبض على ذراعها ليساعدها على الجلوس
وتمتمت قائله:
_ شكرا.
_ يجب ان يكون المء رهن اشاره الجنس اللطيف!
وقالت "ان" فيما بينها وبين نفسها: لقد اخترع الرجال كل انواع المجاملات لجعل المرأه اكثر مما هى عليه!
ولكن هل هى ضعيفه حقا؟ ليس هذا بالامر المؤكد, انها تشعر فى هذه اللحظه بالقوه والثقه فى النفس وسوف تثبت ذلك ل" ماتيو فيلدنج"
والقى بحقيبه وثائقه على المقعد الخلفى وصعد بدوره الى السياؤه وادار المحرك. ولم يتبادلا كلمه واحده حتى بلغا وسط المدينه. كانت هناك سيوله فى المرور مما سمح ل " ماتيو" بالاسترخاء بعض الشئ وقطع حبل الصمت قائلا:
_ بهذه المناسبه يجب ان تعرفى ان امى لا تحمل اسم" فيلدنج" بل " مالورى" لقد تزوجت بعد وفاه والدى وهى الان ارمله للمره الثانيه
وادار رأسه قليلا صوبها:
_ سوف تكون لك كامل الحريه الليله فهى تريد ان تتحدث معى فى امور خاصه بالضيعه ولكنى اعتمد عليك غدا لانجاز اكبر قدر من العمل قبل وصول اختى واولادها
كانت " ان" تغلى فى دخيلتها: ان هذا الوضع الاسرى يمكن ان يقضى على التوازن فى علاقتهما والذى جاهدت طويلا لتحقيقه لقد استطاعت ان تلصق به صفه" رئيس العمل" وتضعه فى اطار محدد... المكتب. لماذا يفرض عليها الان ظروفا يمكن ان تغير من علاقتهما المهنيه البحته؟
_ارجو ان تحضرى معك فستانا اه اى شئ يصلح للسهره فسوف نحتفل بعيد ميلاد اختى مساء الغد
_ كنت افضل ان...
_ اننى لا اترك لك الاختيار يا " كارمودى"
وزوت " ان" ما بين حاجبيها ولكنه كان يحدق فى الطريق امامه...
واضاف بلهجه ساخره:
_ سوف يسمح لى ذلك على كل حال ان ارى الى اى مدى يصل سوء ذوقك.. المزعوم
هذا هو هدفه اذن! لقد وجد الطريقه ليعاملها بالمثل.. ويحقق انتقامه.. ان" مسأله القميص" لم تنته بعد كما اكنت تتخيل.. لقد نسيت ان " ماتيو فيلدنج" لا يقبل الهزيمه بسهوله... خاصه على يد امرأه...
وها هى تقع فى شر اعمالها هذه المره فلتلعب اذن بورقتها الاخيره:
_ لقد اكدت يا سيدى ان عطله نهايه الاسبوع هذه ستكرس للعمل ولذلك ارجو الا تدهش اذا رأيتنى ارتدى" تاييرى" المعتاد
_ ان هذا سيضعنى فى موقف حرج.. فسوف تلومنى امى واختى بانى لم احطك عملا بحفل مساء الغد... لا يا " كارمودى" ان زى العمل ليس له مكان هناز
واطلقت تنهيده عميقه:
_ قد تأسف على القرار يا سيج" فيلدنج" ولكن اذا اصررت..
_ نعم.. انا اصر
فى هذه الحاله يجب عليها ان ترضخ وكلن مسؤوليه الاختيار تقع على عاتقها وهى راحت " ان" تستعرض فى مخليتها ما يحتويه صوان ملابسها وهى راحت " ان" تستعرض فى مخيلتها ما يحتويه صوان ملابسها ووقع اختيارها على ال" سارى" الذى اشترته فى اثناء اجازتها الاخيره فى " تايلاند"
وقال عندما وصل الى حى "ويلستونكرافت ":
_ اى طريق اسلك؟
وبعد دققائق اوقف السياره امام المبنى الذى تقطنه. ودهشت عندما راته يغادر السياره مثلها ويتبعها فى المرر الذى يفضى الى المصعد
_ الى اين انت ذاهب؟
_ معك بالطبع سوف تحتاجين لمن يحمل عنك حقيبتك..
_ اشكرك ولكن لا داعى لذلك فلن احمل معى شيئا ثقيلا
كانت لا تريد باى ثمن ان يضع قدمه فى شقتها فسوف يرى صوره " شانتيل" ويسألها عن علاقتها بها
وتجهم وجهه وهو يقول:
_" كارمودى" قد يكون لك مبادئك ولكنى ايضا لى مبائى. فانا افتح الابواب للنساء واحمل حقائبهن.
وتبادلا النظرات وراحت " ان" تفكر بسرعه, يجب ان تد وسيله لتنمعه من الصعود معها.
_ حسن جدا سوف تحمل حقيبتى ولكن لا تامل ان ادعوك للدخول يا سيد " فيلدنج
وابتسم فى سخريه:
_ هل عندك شئ تريدين اخفاءه عن الناس يا " كارمودى"؟ حبيب القلب مثلا المختفى تحت السرير ؟
وتقلصت عضلات وجهها لهذه السخريه اللاذعه. ولكنها بحت جماح غضبها.. فليفكر كما يشاء.. ان الشئ بالنسبه لها هو الا يكتشف الحقيقه.
قالت بلهجه حازمه:
_ لقد تعديت حدودك يا سيدى
وبعد فتره قصيره تنهد " ماتيو " وهز رأسه قائلا:
_ انا اسف يا " كارمودى" ان هذه المحوظه ليست جديره بال" جنتلمان" كما انه ليس من حقى ان اتدخل فى حياتك الخاصه ... سوف انتظرك هنا
ما كادت تغلق باب شقتها حتى استندت الى الجدار وراحت تتنتفس بعمق... ان عطله نهايه الاسبوع لم تبدأ بدايه حسنه.

Just Faith 08-07-16 12:29 PM

الفصل الرابع
كان الليل قد اسدل استاره وعلى ضوء مصابيح السياره الاماميه {ات"ان" الممر الطويل الذى تحفه الاشجار المتعانقه الاغصان على الجانبين والمؤدى الى سلم القصر.
واوقف"مات" السياره وانتظرت"ان" حتى يجئ ويفتح لها الباب ويمد يده ليساعدها على النزول. وحمل بعد ذلك محفظه اوراقه وحقيبه الفتاه وقادها الى الباب الخارجى للقصر.
كانت هنام امرأه فى حوالى الستين من عمرها تنتظرها عند عتبه الباب وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامه عريضه مرحبه ادخلت الطمأنينه على نفس"ان" وابتدارتها قائله:
_ كنت توقع حضوركما قبل ذلك
وانحنى"ماتيو" ليقبل امه فى وجنتيها:
_لقد تأخرنا بعض الشئ بسبب زحمه الطريق
وانتحى جانبا واستدار صوب "ان":
_ اقدم لك"كارمودى"
وصافحت "ان" اليد الممدوده لها:
_مساء الخير يا سيدتى
_مساء الخير يا انسه
ونظرت الى ابنها فى شئ من التردد
_هل لى ان ادعوك"كارمودى"بدورى
وابتسمت "ان":
_انا ادعى"ان"
_ يا له من اسم لطيف. حسن... ادخلى يا "ان" فالجو قارس البروده فى الخارج. سوف اصحبك الى غرفتك
وعبرتا الردهه الطويله. سوف اصحبك الى غرفتك
وعبرتا الردهه الطويله الفاخره الاثاث. قبل ان تتبع السيده"مالورى" لترتقى الدرج استطاعت رؤيه مدفاة كبيره تتوهج فيها التيران
_ اعلم ان ابنى ينوى ان يبقيك سجينه مكتبه طوال الوقت ولكن ارجو الا تتردد فى التجول بارجاء المنزل فى وقت فراغك. لقد وضعت بعض المحلات على الطاوله الصغيره القريبه من سريرك فى حاله اذا ما كنت من هواة القراءه قبل النوم وارجو الا تترددى اذا رغبت فى اى شئ اخر
وشكرتها "ان" وقد اسرتها ملاطفه السيده وبشاشتها ودعتها السيده"مالورى" الى الدخول جميله حيث يوجد سرير كبير من النحاس عليه غطاء مزين برسوم سرياليه ذات الوان زاهيه . كانت بقيه الاثاث من الخشب البنى الفاتح اللون وكانت هناك عده لوحات تمثل بعض المناظر الطبيعيه معلقه على الجدران وقالت السيده "مالورى":
_ارجو ان تنال الغرفه اعجابك
_بكل تأكيد.. انها جميله جدا
يجب ان نعوضك بعض الشئ قابنى لن يترك لك وقتا للراحه... اوه! انا اعرف جيدا... انه ملتزم جدا ويطلب نفس الشئ من معاونيه. لقد الححت عليه كثيراا حتى يقبل المجئ الى هنا فى عطله نهايه الاسبوع هذه.. ارجو الا يكون ذلد قد تعارض مع مشروعاتك الخاصه..
_لا... على الاطلاق... وعلى كل حال فان العمل ياتى فى المقدمه
راحت السيده"مالورى" تتفحصها لحظه وقالت وهى تستعد لغلق الباب على الزائره
_ساتركك الان... ارجو ان تلحقى بنا فى الصالون عندما تكونين مستعده لذلك. سوف نتناول طعام العشاء بعد نصف ساعه
من الواضح ان السيده"مالورى" لم تكن كيف تعطى امراه كل هذا الاهتمام بعملها. ولم يكن ذلك بالامر الغريب. لقد تزوجت مرتين ومن المؤكد ان كسب لقمه العيش لم يسبب لها اى مشكله فى يوم من الايام.. لقد تكفل زوجاها بذلك.
وبعد ان علقت"ان" ثيابها فى الصوان ووضعت مستحضرات التجميل فى الحمام الملحق بالغرفه نزلت الى الصالون. كان الابن وامه جالسين بالقرب من المدفأه وهما مشغولان بالحديث وترددت"ان" خشيه ازعاجهما ولكن"ماتيو" هب واقفا عندما وقع بصره عليها
_لا تظلى واقفه هكذا يا "كارمودى"... تعالى واجلسى هنا... ماذا ترتيدين ان تشربى شاربا باردا ام شرابا ساخنا؟
_ لا شئ ... شكرا
كانتطان" لا تقرب الشراب وكان ما دفعها الى ذلك هو اثار المدمره على والدتها وتدخلت السيده"مالورى" قائله:
_ لقد حان الوقت لتناول طعام العشاء
جلسوا حول مائده بيضاويه تتسع لاكثر من اثنى عشر مدعوا وكان ثراء اهل البيت واضحا هنا ايضا فأدوات المائده كلها مانت"كريستال"و"البورسلين"وف تح"ماتيو" زجاجه شراب وعندما اراد ان يصب بعضه فى كاس"ان" سارعت بوضع يدها فوقها معنذره وهى تبتسم.
_ لقد سبق وقلت لك اننا لن نعمل الليله يا "كارمودى" ولهذا فيمكنك ان تتناولى كاسا من الشراب فسوف يساعدك على الاستراخاء بعض الشئ
_انا اسفه يا سيد"فيلدونج" ولكنى لا اقرب هذه المشروبات ابدا
وراح ينظر اليها فى دهشه واسرعت الام تقول:
_ماذا ترتيدين؟عصير فواكه ام مياها معدنيه؟
(مياها معدنيه من فضلك
وجاءت فى هذه اللحظه امرأه فى حوالى المسين من عمرها كان واضحا انها قرويه صلبه البنيان تحمل انيه الحساء
وقالت السيده "مالورى":
_اه "مارى".. ارجو ان تحضرى زجاجه مياه معدنيه للانسه"كارمودى","ان" اقدر لك"مارى تاير".. انها وزوجهما يقومان بشؤون المنزل ولا ادرى ماذا كنت سأفعل بدونهما
وراحت "مارى" تصب الحساء وما كاد"ماتيو"يتذوقه حتى اخذ يسدىل"مارى" الاطراء. وقالت هذه الاخيره وقد احمر وجهها خجلا:
_ اعلم انه من اطباقك المفضله يا سيد "فيلدنج".. كم اود ان تاتى الى هنا بصوره منتظمه.
_من الافضل الا افعل ذلك والا اضطررت الى توسعه كل ملابسى!
_ حدثينا عن اسرتك يا "ان"..
__ هل تستيقظين عاده فى ساعه مبكره فى الصباح؟
_احيانا
وقال فى خيث:
_ لقد لاحظت بالامس طريقتك فى تغيير الحديث.. انت بارعه جدا فى ذلك يا "كارمودى" وراحت"ان" تركز بصرها على ال"توست"الذى كانت تضع عليه طبقه من الزبد.
_ لقد سعدت بالحديث مع والدتك يا سيد"فيلدنج"
وعاود هجومه قائلا:
_ ان معظم الناس يحبون التحدث عن انفسهم. لماذا لست انت كذلك يا "كارمودى"؟
_لم يكن المجال يسمح بذلك يا سيددى
وهز رأسه وهو يضحك:
_ عزيزتى الفتاه المثاليه!
بدا حديث"ماتيو"يوتر اعصابها
_ ماذا يثيرا اهتمامك يا "كارمودى" بجانب العمل والشبان صغيرى السن؟
ونظرت اليه فى حده:
_ان ما افعله خارج نطاق العمل لا يعنيك يا سيد" فيلدنج"
_بودن شك يا "كارمدى"... بدون شك... انه نوع من حب الاستطلاع لا اكثر..
وتظاهرت بالانشغال فى تناول الطعام ولزمت الصمت.
_انت لم تجيبى عن سؤالى يا "كارمودى"
_لا ...يا سيدى
_وماذا بعد ؟
وضعت "ان" كوب عصير البرتقال على المائده وواجهت نظراته:
_كلى اذان مصغيه يا "كارمودى"
والتزمت الصمت برهة ثم قالت:
_اعلم ان ما افعله خارج الشركه لا يهمك فى قليل او كثير.
واسئلتك هذه تهدف الى جمع بعض المعلومات التى يمكنك ان تستخدمها ضدى عندما ترى ذلك مناسبا. وصمتى يحرمك من هذه المعلومات وهو امر لا يرضيك لانك تود ان تكون الاقوى دائما...
وبدا عليه التردد لحظه ثم القى برأسه الى الوراء وانفجر ضاحكا:
_وانت ايضا يا "كارمودى"..انت ايضا تسلكين نفس السلوك... ونحن نتشابه بالنسبه لهذا النقطه.
ظل يضحك حتى غادر المائده.
_يمكننا ان نتناول القهوة فى المكتب. لقد حان الوقت لكى نبدأ العمل.
استعادت "ان" هدوءها عندما بدأ يبحثان معا موضوع تنظيم المؤتمر ومع ذلك فقد كان يعتريها نوع من الاضطراب عندما يقترب منها وينحنى فوق كتفها لقراءه ما تكتبه.
لم يتوققفا ساعه الغاء واحضرت لهما "مارى" بعض الشطائر.
وكانت الساعه قد قاربت الراؤبعه بعد الظهر عندما اغلق"ماتيو"الدوسيه الموضوع امامه.
_يكفى هذا اليوم يا "كارمودى" .اذهبى لتستريحى.فسوفلا يتأخر حضور اختى ويمكنك ان تلحقى بنا فى الصالون فى الساعه السادسه والنصف.
وصعدت "ان" الى غرفتها وهى سعيده لقضائها ساعتين بعيدا عن "ماتيوط ومن حسن حظها ايضا انها لن تقضى السهره وحيده معه.
انها تاسف الان لانها لم تحضر فستانا لا يلفت النظر اليها كهذا السارى"التايلاندى". وفكرت لحظه ان تظل مرتديه"تاييرها" الفضفاض ولكنها يرعان ما نبت هذه الفكره. فذلك سوف يعرضها لغضب"ماتيو"... حقا انها لا تملك حريه الاختيار.
كان الوقت مازال مبكرا فالقت بنفسها على السرير. كانت تشعر بقلق لا تعرف له سببا منعها من الاسترخاء. فتناولت احدى المجلات التى احضرتها لها السيده"مالورى" ولكنها القت لها بعيدا بعد بضع دقائق. كم تصبو الان الى سماع موسيقى فهى وحدها القادره على القضاء على عصبيتها وتوترها.
لم تستطع ان تظل ساكنه فاخذت تسعد للحفل... بدأت تصفف شعرها وقررت مادامت لن ترتدى"تايير "العمل. فعليها ان تخلع عويناتها الطبيه ايضا وتضع بدلا منها العدسات اللاصقه وراحت تلف السارى عليها بحكام حول جسدها ثم نظرت الى نفسها فى المرأه. لقد اصبحت جاهزه الان تمام...
غادرت غرفتها قبل موعد الذى حدده لها. "ماتيو" بخمس دقائق وصافح سمعها صوت اطفال ياتى من الطابق السفلى وعرفت ان شقيقه "ماتيو" قد حصرت. كانت تعلم ان ظهورها بهذا الزى سوف يلفت اليها الانظار فاخذت شهيقا قبل ان تبدأ فى نزول الدرج.
انت قد بلغت منتصف الدرج عندما رفع "ماتيوط عينيه ووقع بصره عليها. كان بسبيله الى تقديم كأس لاحد الحضور ولكنه جمد فجأه فى مكانه ورأت شفتيه تهمسان بكلمات لم تسمعها ولكنها اوقفت حديث الجميع. ووضع الكأس الى كان يحملها على المنضده وتقدم لاستقبالها.
لم تستطع "ان" ان تخفى شعورها بالرضا عندما رأت يتفحصها طويلا فى اعجاب لم يستطع ان يخفيه.. ترى عل فقد قدرته على الكلام؟
وقال اخيرا:
_"كارمودى"... انت ابرع كثيرا مما كنت اظن
_ارجو ان يكون هذا الزى مناسبا للحفل
_انه فعلا لكذلك وسوف يسحر عيون الحاضريت
واعطاها ذراعه وقادها الى الصالون وقالت له قبل ان يجتازا عتيه الباب:
_ هل انت واضق ان صحبتى تليق بك يا سيد"فيلدنج" وانا بهذا الزى؟ فانا استيطع ان اعود الى غرفتى وارتدى "التايير" العمل.
وابتسم قائلا:
_ _كارمودى" اننى استطيع ان اعترف بهزيمتى... اقد تحديتك وواقر اننى الخاسر الان.
جذبت "ان" جميع الانظار حتى انظار الاطفال... ولدين الاول فى الثالثه من عمره والثانى فى السادسه وطفله عمرها عده شهور تجلس على ركبتى جدتها. ونهض رجل فى الثلاثين من عمره وامرأه اصغر منه قليلا عند اقترابهما منهما... وقام"ماتيو" بتقديمهما اليها:
_اختى "ليديا ساندرس".. وزوجها"بريان".. والاطفال"جاسون","كيلل"و"ليون ى".. وهذه"ان كارمودى" مساعدتى.
ودمت "ليديا" يدها لتحيه"ان" ولكنها قالت فجأه:
_"كارمودى؟.. ليس هذا ممكنا.. لا يمكن ان يوجد شخصان بهذا الشعر وهاتين العينين.. انت"انيجل"اليس كذلك؟ "انجيل كارمودى".. نعم انا اتذكرك جيدا...

Just Faith 08-07-16 12:30 PM

الفصل الخامس
تجمدت "ان" فى مكانها.
وراحت تفكر فى الحال فى النتائج المترتبه على هذه الكلمات, فاذا كانت "ليديا"تعرف اسمها فمن المرجح انها تعرف ايضا قرابتها ل"شانتيل" واذا لم تجد وسيله لتمنعها من الكلام فلن يلبث"ماتيوطان يعرف الحقيقه
كانت يدها لا تزال ممسكه بذراع"ماتيو" ودون ان تشعر انقبضت اصابعها وكأنهما تنظران الى حيه رقطاء على وشك النقضاض عليها وعضها.
ولكن حماس "ليديا" جعلها تنسى كل تحفظ.
_هل تذكرين يا اماه؟.لقدرأينا "انجيل" وهى تغنى فى "روزباى"
كان الاعجاب باديا على ملامحها
_ما كان اروعها وهى تغنى"سلا يا مريم"
وزوت السيده"مالورى" ما بين حاجبيها وراحت تحدق فى "ان":
_ نعم.. انا اتذكر الان. لقد بدا لى منذ البدايه ان وجهك مألوف لدى ولكنى لم استطع ان اذكر اين رأيته ولكن كان لابد ان ينبهنى صوتك الى...
قاطعتها "ليديا قائلا:
_ ولكن كيث تعلمين مع "مات"؟ انا لا استطيع ان اتصور انه من الممكن ان تظلى سجينه احد المكاتب!
وادركت "ان" انه لابد لها ان تقول شيئا فلا يمكن ان تظل صامته اكثر من ذلك فقالت وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامه مغتصبه:
_ اسفه يا سيده"ساندرس" ولكننى لا اتذكر اننى رأيت من قبل... لا انت ولا السده"مالورى" واعتقد ان السيد"فيلدنج"قد شرح لكما اسباب وجودى هنا الليله. وانا اسفه لانى اضطررت ان افرض وجودى على هذا الاجتماع العائلى.. ولكنى ارجوكم ان اتواصلوا حفلكم.
ورفعت عينيها صوب "ماتيو"
_اود ان اجلس ... من فضلك.
وساد الغرفه صمت كصمت القبور بينما كان "ماتيو" يساعدها على الجلوس على احد المقاعد الجلديه الوثيره.
_هل تريدين كأسا من عصير الفواكه يا"كارمودى"؟
لم تجرؤ على النظر اليه .لا بد انه مسرورا جدا لحصوله على هذه المعلومات ولن يليث ان يسأل اخته المزيد منها.
_نعم.. من فضلك.
ولكن ما كادت "ان"ان تجلس حتى استطردت "ليديا"قائله:
_اوه! اشك انك لا تتذكريننى . لقد كنت على وشك مغادره الملجأ عندما حضرت انا. وكان الجميع يعرفونك وقد ذهبوا جميعا الى الكنيسه للاستمتاع الى غنائك. اجتاح"ان" خحرج شديد. كانت جميع الانظار متجهه اليها ةكانوا جميعا ينتظرون ما سوف تقوله . اما هى فكانت ترجو ان يغادر"ماتيو" الغرفه ليحضر لها عصير الفواكه من المطبخ ولكنه ظل واقفا فى مكانه.
وترددت "ان" لحظه وكادت تنفى كل ما قالته "ليديا" ولكنها تدراكت هذا الخطا سريعا فمن السهل تحديد هويتها... لقد تلقت تعليمها الاولى فى ملجأ"روز باس".. فى المدرسه الملحقه بهو والتى تعد من اشهر واعرق مدارس"سيدنى" لقد ارادت"شانيتل"ذلك لانها كانت تريد لابنتها دائما افضل الاشياء, وكانت صورتها الفوتوغرافيه وهى بصحبه امها الممثله المشهوره تظهر بانتظام فى جريده المدرسه... ولابد انطليديا قد رأت هذه الصور كما رأها الجميع.
ان الجل الوحيد الان هو تقليل الخسائر.
قالتوهى تتظاهر بالهدوء:
_لقد كان ذلك منذ عهد بعيد.
وهزت "ليديا" رأسها فاهتزت خصلات شعرها الاسود الفاحم فوق جبهتها.
_ ولكن كيف امكنك الاكتفاء بالجلوس امام اله كاتبه؟انك بذلك تقوضين موهبتك لماذا تركت الغناء؟
وتنهدت "ان":
_لقد كنت صغيره السن فى ذلك الوقت يا مدام"ساندرس" ولابد انك بالغت فى تقدير ما تسمينه موهبتى.
وتدخل "ماتيو" فى الحديث قائلا:
_"ليديا".. حتى اذا كانت"كارمودى" موهوبه فى الغناء فانا اؤكد لك ان لها مواهب اخرى. هل تعتقدين اننى يمكن ان اقبل اى انساسن ليكون معاونى الشخصى.
ارتسمت ابتسامه عريضه على شفتيه واستطرد قائلا:
_ لا اشك انها تحسن الغناء... ان"كارمودى"تستطيع ان تفعل كل ما اطلبه منها.
وتقابلت عيناها بعينى"برايان ساندرس"وهى ترشف عصير البرتقال. كان يتفحصها فى جرأه من قمه رأسها الى اخمص قدميها, لابد انه من ذلك النوع من الرجال الذين يرجعون نجاح المراه المهنى الى جمالها وانوثتها وليس الى اى شئ اخر..
واختارت السيده"مالورى"هذه اللحظه لتستأنف ماكانت تقله بنتها:
_"مات"... لا يمكنك ان تفهم جيدا ما تقوله "ليديا"فانت لم تذهب الى مدرستها وتحضر حفلاتها الموسيقيه السنويه.. ان"ان" اعنى "انجيل" تتمتع بصوت من الصعب ان ينساه المرء
_هذا لطيف جدا منك يا مدام"مالورى" ولكن الحق كله مع السيد "فيلدنج" اننى بهدوء اخترت طريقا اخر لمستقبلى, وانا ارى ان دنيا المال والاعمال اكثر اثاره من دنيا الفن والغناء
وقالت"ليديا"باسف صادق:
_يا خساره!!
كانت"ان" قد افاقت من الصدمه واعتدلت فى جلستها وقررت ان تنتهج"تكتيك"الامس الذى ثبت نجاحه فاسرعت باتخاذ مبادره الحديث:
_لابد انك تزوجت وانت صغيره السن يا مدام "ساندرس"
قالت ذلك وهى تشير الى الاطفال
واطلقت "ليديا ضحكه رنانه واقتربت من زوجها وامسكت بذراعه فى فخر:
_ كنت لاازال فى المدرسه عندما وقعت فى حب"برايان" كنت فى السادسه عشرة من عمرى انذاك... وقد تزوجنا سريعا.
فى هذ اللحظه اقترب"جيسون"اكبر الاطفال سنا من "ان" وجلس على ركبتيها وراح يحدق فيها برهة:
_ هل تريدين ان اريك شاحنتى؟لقد حصلت عليها فى عيد ميلادى.
ابتهجت "ان"لهذا الفرصه التى جاءتها من السماء ونهضت لتسير خلف الصبى الى احد اركان الغرفه وشاركته اللعب بهداياه الكثيره الى ان اعلنت ليديا" ان ساعه نوم الاطفال قد حلت. فحملت السيده"مالورى الطلفه ورفع"برايان"كيل" بين ذراعيه بينما امسكت"ليديا"بيد"جيسون" وسرعان ما غادر هؤلاء جميعا الغرفه.
ووجدت"ان"نفسها فجأه بمفردها مع "ماتيو"
وبينما عادت هى للجلوس على كرسيها وقف هو مستندا الى اطار المدفاة العلوى وهو يحمل كأسا فى يده ويبتسم ابتسامه خفيفه.
وهمس وهو غارق فى التفكير:
_"اجيل"..
_اننى لم اختر اسمى الاول كما لم تفعل انت يا سيد"فيلدنج"
_هذا صحيح. ولكم غالبيه الناس لا يغيرونه.
_ اذا كنت تدعى"ناثانيل" مثلا لسعيت مثلى الى اختيار اسم اكثر شيوعا
_ معك حق يا"كارمودى"
وصمت برهة:
_ ولكن.., من ناحيه اخرى. فان رد فعلى لن يكون عنيفا هكذا اذا اكتشفت احدهم اسمى الحقيقى.. ام ان الحديث عن موهبتك الغنائيه هو الذى اصابك بكل هذا الحرج؟
_ سأكون شاكره يا سيد"فيلدنج"اذا كففت عن الحديث فى هذا الموضوع. انهذه الحقبه من حياتى قد انتهت منذ زمن طويل.
_انك تاولين اخفاء شئ يا"كارمودى" تمام كما كنت تخفين جسدك الجميل وراء"التاييات الفضفاضه.
_انك لم تعين جسدا او صوتا فوخدمتك. وارجو ان تتركهما خارج علاقتنا المهنيه.
واجهت نظراته المحديه وازداد بينهما توترا واحست انه كان يريد فى هذه اللحظه ان يخضعها لارادته.. ولكنها لن تمكنه من ذلك.. اه الا..
قطع وصول السيده"مالورى" هذا التحدى الصامت. ومرر"ماتيوط اصابعه بين شعؤه وافرغ كأسه فى فمه دفعله واحده قم قال لوالدته فى محاوله منه لقطع حبل الصمت:
_ هل اوى الاطفال الى فراشهم؟
_نعم.
_جلست السيده"مالورى"فى مواجهه"ان" وهى تبتسم:
_كنت اتحدث منذ لحظات مع ابنتى عن "السارى"الرائع الذى ترتدينه فمن المحبب ان يرى المرء شخصا ذا ذوق رفيع فى اختياره ملابسه ففى ايامنا هذه لا يعرف الكيثرون كيف ينتقون ملابسم..
حقيقه ان كل شئ غالى الثمن اليوم ولكننا كنا فى الايام الخوالى نرتدى الفساتين المطرزه والمحلاه بالاشرطه الذهبيه.
تنهدت وهى هائمه فى ذكرياتها:
_ كانت المرأ امراه حقيقيه وكان الرجال يتوددون اليها...
وقطع"ماتيو" حديثها وهو يضحك:
_ انا واضق يان "كارمودى" لاتحب ان يتودد اليها الرجال.. انها ترفض حتى ان يحمل احدهم حقائبها.
حضر "برايان" و"ليديا" فى هذه اللحظه وقالت هذه الاخيره دون مقدمات:
_ ان"ان" هى ابنه امها حقا.. لقد كن مجئ"شانتيل" الى المدرسه يعد حدثا كبيرا فقد كانت جميع التلميذات. وحتى الراهبات يقفن خلف النوافذ لرؤيتها.. يا الهى كم كانت جميله!
واغلقت"ان" عينيها. وراح قلبها ينبض بشده بينما استطردت "ليديا":
_ بهذه المناسبه كيف حال"شانتيل" الان. لقد مضى زمن طويل لم اسمع شيئا من اخبارها.
وحاولت السده"مالورى" بعد ان لاحظت الشحوب يعلو وجه"ان" ان تضح حدا لكلام ابنتها ولكن بلا جدوى.
_ "ليديا"...
وقالت"ان" بصوت مضطرب:
_لقد ماتت امى منذ قلاق سنوات.
هكذا قد قيل كل شئ واصبح"ماتيو" لا يجهل شيئا من سرها, فقلد تحدثت جميع الصحف عن موتها, وسردت ادق تفاصيل حياتها الخاصه, ومرغت سمعتها فى الوحل.
قالت"ليديا":
_ماتت؟كيف.. لنها لم تكن طاعنه فى السن و...
قاطعها "ماتيو" قائلا:
_ لقد كنت فى الخارج انت و"برايان" فى تلك الحقبه وكان ذلك نتيجه حادث اليم فلنتكلم فى موضوع اخر.
فكرت"ان" فيما بينها وبين نفسها, انه يعلم بكل تأكيد.. يعلم كل شئ, لقد تحدثت الصحف عن ذلك لاسابيع طويله خاصه بعد التحقيق الذى اجرى عقب وفاتها...
وقالت السيده"مالورى" وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامه مغتصبه:
_ لقد نسيت ان اقول لك يا طليديا" اننا...
لم تسمع "ان" بقيه الجمله فقد كانت تفكر فى شئ اخر... لم يكن من الضرورى ان تنظر الى "ماتيو" لتعلم ما يفكر فيه.. لقد وجدت "شانتيل"جثه هامده فى شقتها على اثر تناولها جرعه زائده من المخدر.
وجاءت "مارى" وسط الصمت المطبق لتدعو الجميع لتناول طعام العشاء.
نهضت"ان" بحركه اليه وتبعت الحاضرين الى اقعه الطعام والتزمت الصمت وظلت غارقه فى افكارها حتى بعد ان عاد الجميع الى الصالون وسمعت "ليديا" تقول:
_
كان كل شئ رائعا فى هذا الحفل الصغير وسوف تكتمل بهجتى اذا قبلت "انجيل" ان تغنى لنا شيئا.
وسارعت الام قائله:
_"ليديا".. ارجو الا تزعجى ضيفتنا اكثر من ذلك ثم كيف يمكن ان تغنى بلا موسيقى
_ انها ليست فى حاجه الى موسيقى فصوتها الرائع يغنى عنها
قاطعتها"ان" وهى تهز رأسها :
_ انا اسفه.. ولكنى لا استطيع.
وقال "ماتيو":
_ كونى عاقله يا "ليديا" .. ان "كارمودى" لم تقم بالتدريب على الغناء منذ فتره طويله فهى الان مشغوله باهتمامات اخرى.
لم يفت "ان" ما يقصده" ماتيو" بهذه الكلمات. لابد ان ما قالته "ليديا" قد فتح الباب على مصراعيه امام خياله. فقد بات يعتقد . من غير شك. انها تحيا حياه مزدوجه بعيدا عن المكتب.
قالت بلهجه بارده:
_ لقد اسرعت فى تخميناتك يا سيد "فيلدنج"
ونهضت ببطء وهى تبتسم ل"ليديا":
_ سأغنى لك يا مدام "ساندرس".. وانا اهذى هذه المقطوعه لامى العزيزة.
ساد الصمت وارتفع صوتها يشدو بترنيمه "سلام يا مريم" :كانت كل مقطوعه بل كل كلمه تعبر عن حبها ل"شانتيل"
وعندما انتهت تمنت للجميع ليله طيبه ثم غادرت الغرفه دون ان تنظر خلفها.

Just Faith 08-07-16 12:35 PM

الفصل السادس
ماكادت "ان"تضع رأسها على الوساده حتى استسلمت_ على عكس ما كانت تتوقع_ للنوم فى الحال.
كانت الساعه قد قاربت الثامنه عندما استيقظت فى صبيحه اليوم التالى. وبعد ان اخذت دشا سريعا ارتدت"بلوزتها"و"تاييرها" ووضعت نظارتها الطبيه كعادتها.
كان الشخص الوحيد الذى التقت به فى المطبخ هو " مارى"
_ هل قال السيد "قيلدنج" فى اى ساعه سيتناول طعام الفطور يا " مارى"؟
_عاده فى تمام الساعه التاسعه يوم الاحد يا انسه "كارمودى". ولكن اذا فضلت ان اجهز لك شيئا الان..
_ لا شكرا يا " مارى" لقد كنت اريد ان اعرف فقط قبل قيامى بجوله فى الحديقه. سارت "ان" بين احواض الزهور حتى بلغت بحيره صناعيه يطفو البط البرى على سطحها واسفت لانها لم تات معها ببعض الخبر لتطعمه.
وعند عودتها الى القصر شاهدت"ماتيو" فى احد الشرفات الاماميه وهو يرقبها ولكن ما كاد يقع بصرها عليه حتى اختفى فى الداخل وكانه ضبط وهو يقدر على عمل غير مشروع ومهما كانت الاسباب التى دفعته الى ذلك فقد شعرت بالارتياح .. فهى لا تحب ان يراقبها احد على غفله منها.
لقد كانت تعلم منذ البدايه _بايحاء داخلى من نفسها_ ان عطله الاسبوع هذه لن تكون خاليه من المتاعب ولكنها لم تتوقع ان تكون بهذه الدرجه.. ولكن يجب الا يعتقد "ماتيو" ان معرفته بماضيها يمكن ان يضعه فى موقف الاقوى بالنسبه لها...
كان "ماتيو" يجلس الى المائده عندما دخلت " ان" صاله الطعام وكان بمفرده مستغرقا فى قراءه جريده الصباح.
_صباح الخير يا سيد"فيلدنج"
_"كارمودى"
هز رأسه ثم نهض ليقدم لها كرسيا.
_ هل استمتعت بنزهتك الصباحيه؟
_نعم .. شكرا.
تناولت الجريده الثانيه وراحت تتظاهر بالاهتمام بعناوينها..
قدمت "مارى" طعام الفطور. ولم يحاول "ماتيو" ان يفتح معها حوارا. وتوجها بعد ذلك. كما فعلا بالامس, الى غرفه المكتب حيث احضرت لهما "مارى" القهوه وما كادا يصبحان بمفردهما مره اخرى حتى نظر اليها "ماتيو" طويلا ثم قال:
_"كارمودى"... انا اسفه حقا لما حدث امس بالامس لم اكن اقصد ان اوقعك فى حرج عندما دعوتك الى هنا
_ من الافضل ان نبدأ العمل يا سيدى .. لقد جئت الى هنا لهذا السبب.
اخرج ظرفا من جيبه وناوله ايها:
_ لقد تحدثت امى مع "ليديا" بعد صعودك الى غرفتك بالامس .
واصرت اختى على ضروره قراءتك لهذا الخطاب قبل اى شئ اخر هذا الصباح.
تناولت "ان" الخطاب وفتحته وراحت تقرؤه وهى حريصه على الا يبدو اى تعبير على وجهها.
" عزيزتى"ان"
كم انا اسفه لاننى تعرضت لهذه الذكريات التى هى ولا شك. اليمه جدا بالنسبه لك لقد كنت شديده الاعجاب بامك ومن هذا المنطق كان حديثى عنها بالامس ولهذا ارجو ان تصفحى عنى واعدك الا يتكرر ذلك فى المستقبل اذا قدر لى ان اراك مره اخرى.
مع كل صداقتى
"ليديا ساندرس"
كان صدق هذه الكلمات لا يدع اى مجال للشك . ونسيت " ان" فى الحال كل الغضب الذى كان يملا نفسها تجاه المرأه الشابه. وطوت الخطاب ووضعته فى الظرف ودسته فى جيب سترتها ورفعت عينيها صوب : ماتيو" فرأته يحدق فيهها. لقد كان من غير شك ينتظر تعليقا من جانبها وربما بعض الايضاحات عم ماضيها.. او اى رد فعل من جانبها وربما وكادت_ فى لحظه ضعف_ ان تسر اليه بمكنون قلبها...
ولكن لحسن الحظ تراجعت فى اللحظه المناسبه, كيف يمكن لرجل مثله ان يفهم حقيقه الامور؟
وماذا يمكن ان يعطيها غير الاحتقار والازدراء؟
_ لقد فعلت كل ما طلبته منى بالامس يا سيدى .. بماذا سنبدأ اليوم؟
تقلصت عضلات فكيه ودار حول المكتب بحركه مفاجئه. وناولها دوسيها اسود اخرجه من درج المكتب:
_ راجعى قائمه الاسماء واخبرينى اذا كنت قد نسيت بعضها.
ظلا يعملان فى صمت حتى قرابه الساعه الواحده. واغلق "ماتيو" فجأه حافظه اوراقه معلنا رضاءه عما انجز من عمل.
_ سوف نتناول طعام الغداء فى الشرفه بعد ربع ساعه ثم ناخذ طريق " سيدنى" بعد ذلك. انضمت اليهما السيده "مالورى" وكانت مبتسمه لطيفه كالعادتها وحرصت على الا تشير بكلمه واحده لما حدث بالامس . ومع ذلك فقد كانت " ان"
تشعر بالحرجواكتفت بالرد على الاسئله التى كانت توجه اليها . كانت تس بالرغبه الملحه فى ان تكون بمفردهاا فى شقتها غدا ... نعم غدا ستكون احسن حالا وسوف يزول التوتر الذى تشعر به فى حضور "ماتيو" عندما يجمعهمما المكتب للعمل. والعمل فقط.
وبعد ان جهزت حقيبتها نزلت بها الى الطابق ال السفلى ثم انضمت لمضيفيها فى الشرفه:
_ انا مستعده يا سيدى... هل انتظرك فى السياره؟
وقال "ماتيو":
_"كارمودى"...
واسرعت السيده "مالورى" تقول:
_ اجلسى معى لحظه يا "ان".. سوف يلحق بك ابنى عندما يتم تجهيز حقائبه.. لا تتاخر يا "ماتيو" فمن الافضل ان تسافرا فى وقت مبكر قبل ان تزحم الطرق.
نهض"ماتيو" بعد ان نظر الى امه فى ارتياب وترك المرأتين بمفردهما.
اذا كانت "ان" لم ترغب فى التعقيب على الخطاب فى حضور "ماتيو" فقد كان من الادب ان تفعل ذلك لمدام "مالورى":
_ مدام" مالورى" انت تعرفين من غير شك ان ابنتك قد كتبت لى خطابا. وارجو ان تخبريها اننى غير مستاءه منها على االطلاق فأنا اعلم انها اثارتهذه الذكريات بحسن نيه ولكنى لحظتها .. وهزت كتفيها ثم استطردت قائله:
_ كنت افضل...
وامام حرجها انحنت السيده "مالورى" وقبضت على يدها فى رقه وحنان, وقالت:
_ انا افهمك جيدا يا "ان" وانا سعيده لانه اتيحت لنا هذه الفرصه لنتحدث معا.
انا اسفه بحق لما حدث بالامس فلم يكن من حقنا ابدا ان نتدخل فى حياتك خاصه..
وتنهدت السيده "مالورى" قائله:
_ ولمن لنترك هذا الموضوع جانبا... اريد ان اؤكد لك. انك ستقابلين دائما هنا بكل الموده والترحاب.. فلا تترددى فى المجئ اذا طلب منك "مات" ذلك.
_شكرا... هذا لطيف جدا من جانبك
انتظرت السيده "مالورى" قليلا واخذت رشفه من قدح الشاى ثم استرسلت قائله:
_ لقد عاش "مات" منذ نعومه اظفاره فى وحده وعزله فقد مات والده وهو مازال طفلا وكنا نعيش فى الريف بعيدين عن الاصدقاء والجيران . وكان فى الحاديه عشره من عمره عندما تزوجت وحتى اذا كانت"ليديا" قد ولدت بعد ذلك بقليل فانه لم يتمتع بصحبتها. فلم يكن امامنا حل غير الحاقه لمدرسه داخليه...لا... ان الحياه لم تكن ابدبا سهله بالنسبه له.
مانت "ان" تستمتع وحرجها يزداد بين لحظه واخرى:لمذا تخبرها مدام"مالورى" بكل هذا؟هل ترى فيها شيئا اخر غير مجرد مساعده لابنها؟ زوجه مستقبله مثلا؟ ربما... كانت "ان" تود ان تضع حدا لهذا الحديث, ولكن كيف يمكنها ذلك دون ان تبدو فظه عديمه الذوق؟
واستطردت السيده"مالورى" قائله:
_ وحتى اذا كان قد نجح الى ابعد الحدود فهو مازال وحيدا على الرغم من كل من يحيطون به.ان اعز رغبه لى هى ان اراه متزوجا.. له اسره واولاد. انا واثقه بانه سيكون زوجا مثاليا. انه عطوف على الجميع وقد ساعد "برايان" على انشاء عيادته البيطريه.
قالت "ان" محاوله تغيير مجرى الحديث:
_ عياده؟ كنت اجهل ان "برايان" طبيب بيطرى
وراحت مداد"مالورى" تحدثها عن"برايان" وحبه الكبير للحيونات الذى دفعه لان يصبح طبيبا حتى عاد "ماتيو" هو يحمل حافظه اوراقه.
وما كادا يتخطيان عتبه الباب الخارجى حتى بادرها "ماتيو" قائلا:
_ ارى انك تتفاهمين مع امى
واجابته فى حده:
_ انا اسفه يا سسيدى.. سوف اطلب منك الاذن مستقبلا...
فقاطعها قائلا:
_ ان امى ترى فى كل امرأه ادعوها الى المنزل, سواء اكانت موظفه ام غير ذلك. زوجه مستقبليه لى.. واذا كانت قد وضعت هذه الفكره فى رأسى فيجب ان تتخلصى منها فى الحال...
واجابته "ان" فى حده وغضب:
_ ان مخاوفك يا سيد"فيلدنج ليس لها اى اساس من الصحه فحتى اذا كنت اخر رجل فى العالم فاننى لن افكر لحظه واحده ان تكون لى زوجا.
_ انا ادرك ذلك يا "كارمودى" كنت اريد فقط ان اشرح لك اننى لم اوح لامى باى شئ يشجعها على ان تخوض فى هذا الموضوع وارجو ان تكون انت ايضا قد نزعت من رأسى هذه الاوهام.
_ لم يكن ضروريا فانا لا احب ان اهدم احلام الاخرين فهى احيانا كل ما يملكون فى هذه الححياه.
اذا كان "ماتيو" وحيدا كما زعنت امه فانه بلا شك يستحق هذه الوحده.. يا لو من وغد! يجب ان تكون المرأه ضريره او صماء اذا فكرت فى الزواج من مثل هذا الرجل.. وهى ليست كذلك لحسن الحظ ...
وعندما وصلا الى حيث تقطن "ان" حمل حقيبتها الى عتبه باب شقتها ووضعها على الارض وابعتد قبل ان تستطيع ان تشكره.
ظل"ماتيو" على حاله تلك طوال ايام الاسبوع التالى ولولا العمل الذى يجمع بينهما لتجاهلها تماما.
ولم يكدر ذلك "ان" بل على العكس. فقد بادلته نفس السلوك. ولكنها ظلت . على الرغم من ذلك , تشعر بعدم الراحه فى صحبته. ان عطله نهايه الاسبوع فى "فرينليا" قد غيرت_ سواء ارضيت هى ام كرهت_ من طبيعه علاقتهما.
فى يوم الجمعه السابق على موعد انعقاد المؤتمر كانت "ان" كثقله تماما بالعمل فقد ظلت طوال فتره الصباح تجهز له بريده الذى عليه ان يوقعه قبل ان تذهب لتناول طعام غدائها. ولاول مره, منذ وقت طويل. تجرأت على النظر اليه. ولكن نظرة التحدى فى عينيه لم تدخل الطمأنينه على قلبها:
_ ارجو ان تنتهزى فرصه وجودك فى الخارج يا"كارمودى" لتشترى لى ثلاثه اطقم داخليه من القماش المتوسط.
وواجهت نظراته وهى تكبح جماح غضبها بصعوبه:
_ حسن يا سيدى اذا كان هذا ضروريا.
احست"ان" باحساس غريب كان يبدو انه يمقتها فى هذه اللحظات.. ولا بد ان ططلبه الغريب هذا كان بمثابه اخبار بالنسبه لها... فهو من غير شك ليس بحاجه الى هذه الملابس الداخليه ولا يرى فى هذا الطلب غير وسيله لاهانتها وفرض سيطرته عليها.. وسيله كغيرها ليذكرها انه تدين له بالطاعه والاحترام.
ولما عادتت وضعت اللفافه على المكتب امام"ماتيو" وهى تقول:
_لقد احضرت لك ما اردت يا سيدى.
لم يجبها. وظلت اللفافه على المكتب طوال فتره ما بعد الظهر, اذا كان هدفه من ذلك اثاره اعصابها فسوف ينجح من غير شك... وراحت"ان" تنظر الى هذه القنبله الموقوته والتى يمكن ان تنفجر فى وجهها فى اى لحظه.
بدأت تشعر بتأنيب الضمير. كان يجب ان ترفض طلبه هذا.. فقد كان فى مقدوره اذا كان فى حاجه فعلا لهذا الملابس ان يشتريها بنفسه طوال يوم السبت.
وظلت هذه الافكار تؤرقها حتى استقلت سياره اجره لتنقلها الى مطار "ماسكوت" حيث يقرر ان يلحق بها.
وجلسا فى الطائره جنبا الى جنب بمقاعد الدرجه الولى واحضرت المضيفه كوبا من عصير البرتقال ل"ان" اما ماتيو فقد فضل كأسا من الشراب.
وبدأت "ان" تشعر بالاسترخاء وقطع هو حبل الصمت قائلا:
_ يبدو انك تتمتعين بلباقه بدنيه كامله يا "كارمودى"
_ نعم.. شكرا لك يا سيدى
وانتهزت "ان" هذه الفرصه لتقول كل ما يثقل صدرها:
_ ان احد الاسباب التى جعلتنى اتخلى عن مهنه الغناء يا سيد "فيلدنج" هو رفضى لان يستغلنى احد كما حدث لامى, ولهذا فانا ارفض ذلك من جانبى. ان مؤهلاتى المهنبه تسمح لى بان ارفض القيام بمشترياتك الشخصيه والتى لا تجرؤ_بكل تأكيد_ ان تعهد بها الى رجل من مساعديك؟
نظرت اليه فى تحد واستطردت قائله:
_ ماذا سيكون عليه رد فعلك اذا كنت فى مكانى يا سيدى؟
اشاح"ماتيو" بوجهه عنها وكأنه لا يجرؤ على مواجهة نظراتها وظل كذلك عده لحظات قبل ان يجيبها قائلا:
_ لولا اننى سمعتك وانت تغنين يا "كارمودى" لما اقمت ورنا لحججك هذه... واعدك اننى سوف ارعى هذا مستقبلا.
وخيل الى "ان" ان عبئا قد انزاح فجأه من فوق كتفيها.

Just Faith 08-07-16 12:36 PM

الفصل السابع
كانت هناك سياره "كاديلاك" فارهه تنتظرهما فى مطار"بريسبان" استدار "ماتيو" صوبها وهما يقطعان الطريق السريع المؤدى الى "جولد كرست":
_ ارجو الا تمنعك مؤهلاتك وكفاءتك من القيام بدور المضيفه الليله..
كانت لهجه متحديه: لابد ان تراجعه عن تكليفها شراء حاجياته الشخصيه كان لا يزال يؤرقه وانه تم على الرغم منه.
_ فانا افضل عدم الاعتما على موظفى الفندق فى اثناء مداولاتى مع رؤساء الفروع.
_ ليست هناك اى مشكله يا سيدى فان ذلك يدخل فى صميم اختصاصاتى
_حسن جدا.. لا بد ان تشرحى لى يا "كارمودى" فى احد الايام حدود هذه الاختصاصات فان ذلك سيجنبنى المفاجات السيئه.
ونظرت اليه"ان" فى برود:
_ ارجو ان اكون قد حققت بعض المفاجات السعيده على الرغم من كل شئ.
_ بكل تاكيد وهذا هو السبب الذى من اجله مازلت فى خدمتى على الرغم من مزاجك المتكدر دائما...
_ارجو يا"كاردموى" ان تلاحظى ضيوفى جديا الليله وان تكتبى لى تقريرا بانطباعاتك عنهم..
قالت وهى تخفى دهشتها:
_ حسن يا سيدى.
لابد انه يحترم اراءها والا لما وكل اليها هذا العمل.
وقالت بصدق:
_ انا واثقه بانك اخترت معاونيك بدثه يا سيدى والا لما لاقت الشركه كل هذا النجاح.
_ ان بعضهم يحتاج الى هامش حريه واسع لكى يوظفوا الحد الاقصى من كفاءاتهم فى خدمه الشركه والمشكله هنا تكمن فى تحديد حجم هذا الهامش.
وزوى ما بين حاجبيه وهو يستطرد قائلا:
_ ان العبء الملقى على المتزوجين منهم ثقيل للغايه وهو لا يتمتعون بوقت فراغ يذكر ويجب ان تساندهم زوجاتهم والا فشبول فى عملهم ان اجلا وان عاجلا.. يمكنك ان تكتبى لى تقريرا فى هذا الشأن.
اتسعت عينا "ان":
_ عل تريدينى ان اوجه لهم اسئله عن حياتهم الخاصه؟ ان اصبح جاسوسه؟
_لا بطبيعه الحال... هناك قاعده عامه يا "كارمودى": الناس السعداء ينتجون اكثر من غيرهم.. ان حياتهم الخاصه لا تهمنى فى شئ ولكن اذا امكننى ان اقضى على خلاف. مهما كانت طبيعته فاننى لن اتوانى عن ذلك. لقد منحت جميع الزوجات بمناسبه انعقاد المؤتمر اسبوع اجازه فى فندق "مبراج" وسوف نتناول جميعا طعام العشاء معا الليله.
صمت برهة ثم استطرد قائلا:
_ انت امراه يا "كارمودى"؟ ولن تجدى صعوبه اذا كن_اعنى الزوجات_ سعيدات ام انهن يتظاهرن بذلك.. هل اطلب منك الكثير؟
_ ولكن لماذا يمكنك ان تفعل اذا كن غير سعيدات؟
هز كتفيه:
_ من الممكن انقاص ساعات العمل او منحهن اجازه فى الخارج من ازواجهن.
ابتسم ساخرا قبل ان يضيف:
_ هل انت راضيه يا "كارمودى"؟
ودهشت "ان" لانشغاله هكذا بموظفيه.
_ سانقل كل ما استطيع يا سيدى
افلت هذا السؤال من بين شفتيها قبل ان تستطيع منعه:
_ هل احجمت عن الزواج لهذا السبب؟
شعرت بالخجل وتمتمت قائله:
_ ارجو المعذره لم يكن فى نيتى ان...
ولم يبد على "ماتيو" انه استاء من قولها هذا:
_ لا عليك يا "كارمودى".. لكى اكون صريحا معك اقول اننى فكرت فى الزواج عده مرات ربما لكى اجد شخصا ينظم لى حياتى الاجتماعيه ويهتم بشؤونى الخاصه.
ونظر اليها وهو يبتسم فى خبث:
_ وتكليفه بالقيام بمشترياتى...
قالت "ان" فيما بينها وبين نفسها. انها ليست زوجه_ التى تريد_ بل خادمه!
ربما قبلت بعض النساء ذلك الوضع مقابل التمتع بحياه سهله مريحه والشعور بالامان الذى تحققه الثروه ... ولكن هذا لا ينطبق على "ان".. فهى تعرف ان النقود لا تحقق السعاده.." وشانتيل"هى الدليل الحى على ذلك.
واستطرد "ماتيو" قائلا:
_ ان االمشكله تكمن فى ان النساء اللاتى عرفتهن كن_ بعد مشى الوقت_ يثرن الملل فى نفسى ولهذا فان فكره بقائى بقيه ايام حياتى مع احداهن لاقاسمها هذا الملل قوت من تمسكى بالعزوبيه.
_ هناك دائما حل لهذا المشكله وهو الططلاق.
_ واتحمل ما يترتب على ذلك من اثار ماديه باهظه! لا بالتاكيد... ان الانسان الغبى وحده هو الذى يرضى لنفسه مثل هذا الوضع واستطيع ان اؤكد لك اننى لست كذلك.
كانت هذه هى النقطه التى انتهى عندها الحوار. بعدها انغمس "ماتيو" فى تفكير عميق.
كان فندق "ميراج" مشيدا على شبه جزيره ممتده داخل المحيط الهادئ وتطل على مرفأ "برود ووتر" وكانت هناك ييخوت فاخره تملا الميناء الصغير . وظلت "ان" عده لحظات تتامل هذه"البانوراما" الساحره قبل ان تدخل الفندق اعقاب"ماتيو".
كانت صاله الاستقبال تطل على المحيط مباشره واشعه الشمس تغمر المكان ونهض رجل من كرسيه وهرول لاستقبالهما. كان ااشقر الشعر ازرق العينين له ابتسامه عريضه ويبدو فى نفس سن "ماتيو"
وقدمه "ماتيو" الى ان":
_طلارى بيرسون"... مدير العلاقات العامه بشركه"فيلدنج"
وحياها هذا الاخير وهو ينظر اليها فى دهشه.
_ الانسه "كارمودى".. انا سعيد بمعرفتك.
واستدار بسرعه صوب "ماتيو":
_ لقد راجعت كل الترتيبات مع اداره الفندق ولن تكون هناك اى مشكلات
_عظيم يا "لارى" ... هل حضر الجميع؟
_ لقد حضر كل من "بوب", اليكس "نيك"و"تيرى" هذا الصباح بصحبه زوجاتهم كما طلبت . وهم الان ينعمون باشعه باشعه الشمس حول حمام السباحه انتظارا لحضورك وسوف يحضر الباقون فى صبيحه الغد.
وتوقف صبى من موظفى الفندق بجانبهم قائلا:
_ هل اقودم الى غرفكم الان يا سيدى
واجابه "ماتيو"قائلا:
_نعم.. من فضلك.. الى اللقاء فيما بعد يا "لارى"
ووضع ذراعه تحت ذراع "ان" وسارا فى اعقاب الصبى.
وعبروا الساحه الخارجيه للفندق التى تتوسطها نافوره كبيره من السيراميك الوردى اللون. ولاحظت "ان" فى اثناء مرورها العديد من قطع النقود المعدنيه تلمع فى قاع النافوره:لابد ان بعض النزلاء قد القوا بها متمنين العوده ثانيه الى هذه الجنيه الارضيه. وعبروا جسرا صغيرا من الخشب مقاما فوق نهير صناعى تظلله على الجانبين النباتات الاستوائيه ذات الاوراق العريضه الزاهيه الخضره ووصلوا اخيرا الى مبنى كبير ملحق بالفندق وله نفس طرازه المعمارى.
وقاد الصبى"ماتيو" الى جناحه ثم استصحب "ان" الى غرفتها.
وراحت "ان" تنظر فيما حولها فرأت جهاز الليفزيون والثلاجه الكهربائيه الصغيره وطاوله خشبيه مستديره وسريرا نحاسيا كبيرا وباب يفضى الى الحمام وبابا اخر مغلقا وسألت الصبى:
_ الى اين يفضى هذا الباب؟
_الى جناح السيد"فيلدنج" يا سيدتى.
وبعد ان انتهى الصبى من ارشادها لكيفيه اداره جهازالتليفيون وعين لها الازرار التى تستطيع بواستطها استدعاء خدم الفندق فى اى لحظه انسحب بهدوء.
استدار "ان" صوب الباب المغلق فى اللحظه التى ظهر فيها "ماتيو":
_ ساذهب الى حوض السباحه وعليك ان تصحابينى فسوف نلتقى هناك ببقيه المدعوين.
_هل هذا امر يا سيدى؟
_ لا.. بل دعوه يا"كارمودى".. لماذا تسيئين فهم كلامى؟
_ انا اسفه يا سيدى ولكن يجب ان ارفض عرضك هذا فقد كان فى نيتى ان افرغ حقائبى.
_ يمكن للخدم ان يقوموا بهذا العمل.
_افضل ان افعل ذلك بنفسى.
صمتت برهة ثم استطردت قائله بلهجه التأنيب:
_ لم تقل لى هناك بابا مشتركا يفصل بين غرفتينا.
_ انت لا تريدين ان اعبر الردهة فى كل مره احتاج فيها الى استطلاع رأيك او املاء خطاب.
_ من حقى ان احظى بحد ادنى من الهدوء والخصوصيه يا سيد "فيلدنج"
_ هل تخشين ان اجئ لزيارتك فى اى وقت؟ لقد جمح خيالك يا صغيرتى كما هى عادتك. ولا ادرى كيف يراودك هذا التفكير فانت اخر امراه افكر فى التقرب اليها ويمكنك دائما ان تغلقى الباب من ناحيتك...
ذهب الى جناحه بعد ان اغلق الباب بشده.
القت "ان" بنفسها على السرير وسالت الدموع من عينيها: انها لم تعد تعرف نفسها فهى عاده لا تفقد هدوءها بهذه السرعه. ولكن "ماتيو" ينجح دائما فى لمس الاوتار الحساسه فى دخيلتها.. يفجر فيها احساسات غامضه لم تعرفها من قبل. كانت هذه الفكره تسيطر على عقلها متحديه كل منطق سليم. هل من الممكن ان تكون قد وقعت فى حبه..؟ ان ذلك ضرب من الجنون فكل اقواله وافعاله يجب ان تطيح بهذا الوهم الكبير.
تنهدت وراحت تعلق ملابسها فى صوان الملابس شارده الذهن.
جاء "ماتيو" يدق بابها فى الساعه السادسه والنصف وابتدرها قائلا:
_ "كترمودى".. يجب ان نبحث بعض الامور.
كان يضع يديه فى جيبى بنطلونه المصنوع من ال"ترجال"الرمادى وقد بدا عليه التفكير.
_ امامنا بعض الوقت قبل عقد الاجتماع.. اننى معجب بطريقتك فى العمل يا "كارمودى" فانت ذكيه حاضره البديهة ومدققه لا تفوتك ادق التفاصيل التى قد تبدو فى الوهله الاولى قليله او عديمه القيمه والتى يتضح. فيما بعد. انها بالغه الاهميه باختصار يمكن ان يصبح وجودك ضروره بالنسبه لىز
صمت برهة ثم استرسل قائلا:
_ ولكنى لا احتمل ان تعارضينى فى كل ما اقول. انك دائمى التحدى لى ويجب ان تكفى عن ذلم من الان فصادا فما دمنا هنا يا "كارمودى" يجب الا يحدث اى شئ يعوق سير العمل. او يقف فى طريق نجاح هذا المؤتمر.. هل فهمتنى جيدا يا "كارمودى"؟
_ نعم يا سيدى
وبدا ان تهدئ "ان" من حدته زادتها تاججا:
_ هناك شئ اخر... ارجو ان تكفى عن تكرار كلمه "سيدى" هذه يا "كارمودى" فانا لست بابيك.. اعنى اننى لست فى مثل سنه بعد. كما ان عواطفى تجاهك ليست ابويه على الاطلاق...
لم تدع النظرات الملتهبه التى صاحبت هذه الكلمات اى شك فى نفس "ان":
_ ترى هل ان تخالجه نفس الاحاسيس التى تشعر بها نحوه؟ هل بدأ يميل اليها على الرغم منه؟
_ سافعل كل ما استطيع لصالح العمل يا سيد"فيلدنج" واحب ان.. صمتت فجأه وقد ادركت انها ستقول اكثر مما تسمح به علاقتهما المهنيه
_ نعم.. ماذا؟ يا "كارمودى" .. تكلمى بحق السماء..
هزت "ان" رأسها ببطء وقد دهشت من فيض احساساه وراحت تتساءل كيق ولدت هذه الاحاسيس ونمت على الرغم منه؟
وهمست بصوت لا يكاد يسمع:
_ لا شئ... لا اهميه...
_ بحق السماء كفاك مراوغه.
_ اريد ان اكون جديره باحترامك.. ولا شئ اكتر من ذلك.
وراح يحدق فيها وهو جامد فى مكانه:
_حسن .. افعلى ما قلته لك... هذا كل ما اطلبه منك يا "كارمودى"
هزن "ان" راسها فى استسلام.. لقد تخيلت لحظه.. ولكن هذا سخيف من جانبها.. وخطر ايضا.. يجب ان تتخلى فى الحال عن اوهام خاصه ب"ماتيو".. او ان تقدم استقالتها.. ولكنها ليست حتى الان مستعده للقيام بذلك

Just Faith 08-07-16 12:38 PM

الفصل الثامن
ادرك "ماتيو"كما ادركت "ان"ان علاقتهما قد بدأت تسير فى اتجاه اخر وحاول كل منهما معرفه احاسيس الاخر تجاهه
_ اريد ان تنادينى "مات"
كان يدرك ان هذا الطلب سيوقع بالمرأه الشابه فى حرج كبير فعدم الكلفه هذه ستقربها كثيرا منه. مما يمثل خطرا حقيقيا لهدوء بالها.
_ لست ادرى اذا كان هذا مناسبا...
_دعينى اكن الحكن الوحيد فى هذا يا"كارمودى"
_ولكن...
_لقد ظننت انك لن تعارضينى من الان فصاعدا!
عضت على شفتيها لكيلا تسترسل فى الحديث اكثر من ذلك, ولمعت عيناه ببريق البهجه.
ان الرجال الذين سنقابلهم الان يدعوننى"مات".. وزوجاتهم كذلك.
اريد ان يفطنوا انك لست مجرد مساعده للا.. بل اكثر من ذلك بكثير.. انك ساعدى الايمن...
نظر اليها وهو يبتسم ثم استطرد قائلا:
_ اريدهم ان يعرفوا انك اقرب الى منهم جميعا. والا يكون هنا شك حول هذه النقطه
وعلى الرغم من انها شعرت بالسعاده لهذه المنزله الجديده التى احتلتها بالنسبه له الا انها ابتسمت بدورها وقالت بلهجه ساخره:
_اعتقد انك تدرك ان مثل هذا الوضع سيثير شكوكا من نوع اخر.
_اننى على ثقه من انك ستنجحين فى تبديد مثل هذه الشكوك.. اما بالنسبه للنساء فان نظره واحده منهن الى "تاييرك" تكفى لان يعتقدن انك لست منافسه لهن.. هل انا مخطئ فى قولى هذا؟
_لا..ليس هذه المره... حسن جدا سادعوك اذن"مات" واود ان اشكرك على هذه الثقه التى تولينى اياها.
انفجر ضاحكا:
_ان تجدى اى مشكله فى ايهامهم بما تريدين.فانت حاذقه جدا فى اخفاء لعبتك يا"انجيل كارمودى"
وتجهم وجهها فجأه ولكنه ابتسم لها مؤكدا:
_لا تقلقى فليس فى نيتى ان ابوح لكائن من كان بما اعرفه عنك.لقد اصبحنا شريكين يعملان لتحقيق نفس الهدف.. ولا يعمل احدنا ضد الاخر... هل توافقين على ذلك؟
هزت رأسها قائله:
_ نعم.
سمعت دقات على الباب. دخل بعدها خادم يحمل صينيه بها بعض المهيات واكوابا من عصير الفواكه. وبعد قليل بدا مدعوو"ماتيو" يحضرون تباعا.
قررت "ان" بعد المديح الذى كاله لها"ماتيو" الا تنعزل عن الجماعه كما كانت تنوى ان تفعلو فاخذت تشارك فى الحديث وتلقى الاسئله وتبدى الملحوظات التى حازت الحاضرين الصامت.
ومرت الساعات بسرعه ولم تجد"ان" صعوبه فى تكوين رايها بشأن كل واحد من الحاضرين لقد طلب الجميع_دون استثناء_ الحديث معها منفرده واستطاعت هكذا ان تسر بانطباعاتها عنهم الى "ماتيو" عندها اصبحا منفردهما, لقد اتفق رأيهما على ان "لارى بيرسون" هو اكثرهم قدره على اتخاذ المبادرات والقرارات وان الباقين على الرغم من كونهم اقل جرأه منه. فهم جديرون بالمسؤوليات التى يحملها اياهم "ماتيو"
نزلا بعد ذلك الى صالون الاستقبال حيث كانت تنتظر الزوجات وبعد ان تم تعارفهن الى "ان" انتقل الجميع الى مطعم الفندق. وسرت "ان" لانها احتلت مركز الشرف الى يمين "ماتيو"... ولكن ذلك لم ينسها مهمتها كل حركاتهن وسكناتهن وسالها"ماتيو" وهما فى طريقهما الى غرفتيهما:
_ حسن.. ما انطباعاتك؟
_ اعتقد انه لا خطوره هناك من ضغوط العمل فانا واثقه انهم جميعا مستعدات لتشجيع ازواجهن على الارتقاء فى مناصبهم والاستمتاع بالمزايا الماديه والمعنويه المترتبه على ذلك.
_ لقد اثرت دهشة الجميع يا "كارمودى" بزيك المتزمت هذا واحتسائك لعصير الفواكه وبهذه المناسبه لما ترفضين تناول المشوبات الاخرى؟
ودون سبب واضح رأت "ان" الا تخفى عنه هذه المره حقيقه موقفها:
_ لقد رأيت اثارها المدمره على من يعاقرونها. فقد كان والدى احد ضحاياها واعتقد ان مهنته كموسيقى كانت السبب فى ذلك فقد كان فى ترحال دائم بعيد عن ذويه وقد مات وانا مازلت فى العاشره من عمرى.
لم يجبها فى الحال وظلا سائرين . وتوقفت "ان" احظه بجانب النافوره لتغمس يدها فى الماء, وشعرت بالغربه فى القاء قطعه نقود معدنيه وهى ترجو تحقيق امنيه ما.. ولكن اى امنيه؟ كانت جميع الافكار التى تراودها فى هذه اللحظه تخص "ماتيو" ولهذا تاعبت سيرها دون ان تحقق رغبتها.
_ يبدو انك تعيشين حياه مثيره
_ انها على العموم تخلو من الملل.
_حياه مثيره مثلك يا "كارمودى"
كانت هذه الكلمات الهامسه رقيقه كالقبله وخفضت عينيها حتى لا يرى اضطرابها . وعندما وصلا الى باب غرفتها ظل واقفا لا يتكلم ولا يتحرك وخيل الى "ان".. انه ينتظر شيئا من جانبها حركه.. ايماءه.. لفته .. ولكنها لم تكن واثقه بذلك وربما كان هو ايضا مثلها.. ان القواعد التى تحكم علاقتهما اصبحت غير محدده هذه الليله.
قالت اخيرا دون ان تنظر اليه:
_ مساء الخير.
واجابها:
_ مساء الخير..
وبعد تردد قصيره استدار على عقبيه واتجه صوب غرفته..
كانت الايام التاليه مثقله بالعمل. جماعات عمل فى الصباح, واجتماعات شبه مستمره فى فترات ما بعد الظهر, وظلت "ان" طوال الاسبوع الى جانب"ماتيو" وكان هذا بالنسبه لها بمثابه تجربه فريده فى نوعها.. كان يثق فى احكامها. وبمرور الايام تكشف لها جميع اسرار الشركه وكان يجد سرورا بالغا فى مناقشتها فى كل ما يجرى ويصر فى المساء على ان يتناول معها طعام العشاء فى جناحه , وكان لقاءاتهما تنتهى دائما. من جانبه بالقاء عده اسئله شخصيه, كانت تغير من جو العمل السائد بينهما. فكان يسألها تاره عن حياتها فى اثناء الدراسه.وتاره اخرى يسألها عن امها, او حبها للموسيقى وكان اهتمامه البالغ بكل ما تقول يشعرها بالحرج بل ويدفعها للوقوف موقف الدفاع.
وسألته فى احدى الليالى:
_ لماذا تريد ان تعرف كل ذلك؟
وهل هناك ما يمنع من ان اعرف كل شئ عنك؟
وشعرت بارتباك غريزى :
_ وماذا سيفيدك ذلك يا "مات"؟
ابتسم ابتسامه غامضه:
_ انك لغز بالنسبه لى يا "كارمودى" ولن اكف غن الحبث عن مفتاحه وقالت بعد ان استاذنته فى الحريل والتوجه الى غرفتها:
_ وعندما تعثر عليه .. فسوف تجدنى فتاه عاديه وممله.
ولكنها كانت ترتعد عندما اغلقت الباب. انها تثير دهشته فقط لانها تختلف عن غيرها من النساء.. انها لا تلقى بنفسها بين احضانه... وهى تعلم انه سينصرف عنها اذا ما بدرت منها اقل اشاره ضعف تجاهه.. وعندئذ ستفقد خير وظيفه حصلت عليها حتى الان. وكذلك اكثر الرجال الذين عرفتهم جاذبيه وسحرا.. وفى الليله الاخيره واقيم حفل عشاء كبير للمديرين وزوجاتهم واقر الجميع بنجاح المؤتمر وبعد تناول القهوه لم يبد احد رغبته فى الانصراف.
وجدت"ان" نفسها. فى لحظه امام مراه"التواليت" الكبيره مع "اماندا" زوجه "لارى بيرسون" وبينما راحت تغسل يديها اخذت"اماندا" تمشط شعرها الاسود الطويل وتصلح من مكياجها. وكانت طوال الوقت تحدق فى "ان" وغلبها حب الاستطلاع فى النهايه فابتدرتها قائله:
_ ان "لارى" لا يكف عن الاشاده بكفاءتك المهنيه. واعتقد ان هذا امر ضرورى للعمل مه "ماتيو"
واجابت "ان" فى حذر وهى تتساءل عما يدور فى خلد المرأه الشابه:
_ اعتقد ذلك ايضا
_ انه شخصيه مثيره اليس كذلك؟ واعتقد انك تجدين صعوبه فى ..مقاومته وانت تمضين معظم وقتك فى صحبته.
كان من الواضح ان"ماتيو" يحتل منزله خاصه لدى"اماندا" وابتسمت "ان" وقالت بلهجه مليئه بالسخريه:
_ ان له عيوبه كجميع بنى البشر
وضحكت "اماندا" وهى تقول:
_ نعم بالتاكيد ولكن هذا من غير شك يزيد من جاذبيته.
وقالت "ان"ك
_ اه! ربما
وبدت خيبه الامل على وجه"اماندا"
_ الا تربطكما علاقه اخرى غير علاقه العمل؟
وعلى الرغم من انها كانت تتوقع هذا السؤال الا انها ابدت استياءها وغضبها.
_ ولكن ماذا يجعلك تفكرين هكذا؟
_ لا تسيئى فهمى يا "ان" لم يكن فى نيتى ان احط من قدرك بسؤالى هذا. بل على العكس. ولكى اكون صريحا معك فانا لم اشك لحظه فى طبيعه علاقتكما.
قالت ذلك وهى تنظر الى "تايير " ان" الداكن الفضفاض وكانت نظرتها هذه خير دليل على صدق قولها...
_ ان جمله من "لارى" هى التى اوقعتنى فى هذا الخطأ
_هل من الممكن ان اعرف هذه الجمله؟
وتنهدت "اماندا" وهى تقول:
+ لقد افلت لسانى بما لا يجب الا اقوله
وقالت "ان" فى تصميم:
_ اريد ان اعرف ماذا قال"لارى" بالضبط
_ليس لذلك اهميخ
_ اريد ان اعرف ما قال... كلمه كلمه..
قالت ذلك بلهجه قاطعه بادره. فاذا كانت هناك شائعات تدور حول علاقتها ب"ماتيو" فيجب ان تضح لها حدا فى الحال.
وهزت "اماندا"كتفيها:
_ حسن اذا كنت تصرين.. انه يزعم انك و"مات" لا تفرقان ابدا ولهذا فمن الطبيعى ان يثير ذلك تساؤل الجميع
وصمتت برهة لم اردفت قائله:
_ هذا بالاضافه الى نظرات "مات" عندما تكونين غير منتبهة اليه.
_ انا لا ادرى ماذا تعنين بقولك هذا
_ ربما فهمت كل شئ الليله.. ارجو ان تمشى ليله طيبه يا "ان" وغادرت المكان قبل ان تستطيع "ان" تسالها تفسيرا لما تقول.
وبعد عده دقائق عادت "ان" الى المائده وهى مشوشه الافكار. ماذا تعنى هذه التلميحات؟... وكيف ينظر اليها"ماتيو" عندما لا تكون منتبهة اليه؟ وراح خيالها يجمح بها فى جميع الاتجاهات...
احست بالارتياح عندما انتهت السهره وبدا المدعوون ينصرفون الواحده تلو الاخر وكما كان شانها فى كل مره صعدت الى الابق العلوى بصحبه "ماتيو" الذى ظل صامتا على غير عادته ولم يحاول قطع حبل الصمت الا عندما بلغا الدره امفضيه الى غرفتيهما.
_ تعالى الى جناحى فعندى ما اقوله لك.
وترددت. .. كانت كلمات "اماندا" لا تكف عن الدوران فى رأسها..
_ كنت اعتقد اننا نتهينا من العمل.. على الاقل حتى يوم الاثنين
_ لن يطول حديثنا
وقبض على ذراعها وقادها الى الصالون واغلق الباب خلفه.
واختفى دون ان ينطق بكلمه فى غرفته. كانت "ان" تشعر بالارهاق وبشئ من الاكتئاب ايضا:
فبنهايه المؤتمر ستنتهى معاونتها ل "ماتيو".. حقيقه انهما سيجمعان فى المكتب ولكن الامر سوف يختلف .. انها لن تشعر بطعم الحياه كما شعرت به فى خلال هذا الاسبوع وهى قريبه منه.
وعاد"ماتيو" وهو يحمل علبه من القطيفه الحمراء ناولها اياها وهو يقول:
_ هذا تعبير عن شكرى للعمل الذى قمت به...
وتناولت "ان العلبه بحركه غريزيه وهى لا تدرى اذا كان يجب عليها ان تقبل هديه منه.. خاصه اذا كانت هذه الهديه من الجواهر الثمينه وراح قلبها ينبض بشده وهى تفتحها.
كان العقد جميلا. وكانت حباته من الاحجار الكريمه المختلفه الالوان. وظلت مبهوره به صامته عده لحظات ثم رفعت عينيها صوبه.
_"مات"... لا استطيع ان اقبل هذه الهديه.
وزوى ما بين حاجبيه:
_ لقد اعطيته لك واريد ان تحتفظى به يا"كارمودى".. ولا تعترضى كعادتك.
وهزت رأسها
_ انه بالغ الروعه و..
_لا.. لقد قدمت هديه لجميع زوجات المديرين لانهن احتملن اسبوع العمل هذا. ولم اقدم هذه الهدايا بنفسى بطبيعه الحال.. لقد تكفل "لارى"بذلك. اما هذه العقد فقد اخترته بنفسى لكى يكون هديتى اليك, لقد ارسله "الجواهرجى"لى اليوم اليوم ولا انوى ان اعيده اليه.. ديعنى اضعه حول عنقك
وظلت"ان" جامده فى مكانها..."لارى".."اماندا" لقد علما. من غير شك بامر هذه الهديه وفسرا الامر بطريقتهما الخاصه.
وقف"مات" خلفها وهو يحمل العقد بين يديه.
وقالت له بصوت مضطرب:
_ "مات" انا لم افعل غير العمل الذى اتقاضى عليه اجرى.
وتغاضى عن قولها ولف ذراعه ببطء حول عنقها ووضع العقد فوق صدرها.
اغلقت"ان" عينيها وراحت تحبس انفاسها وهو يغلق قفل العقد.
_ حسن... يمكنك ان تفتحى عينيك الان: يا"كارمودى"
وتقابلت نظراتهما فى المراه..ز كان ينظر اليها بحنان بالغ.
وتمتمت قائله:
_شكرا.. يا"مات".. ولكن للابد ان اذهب الان فهناك فيلم اريد مشاهدته فى التليفزيون..."ترام اسمه الرغبه" ان "مالورى براندو" يتفوق فيه على نفسه.
_"كارمودى".. بحق السماء اريد ان اتحدث اليك.
_ اسفه يا"مات".. انا لا اريد ان يفوتنى هذا الفيلم فاخراجه رائع....
قالت ذلك وهى تتقهقر صوب البا الذى فتحه بسرعه ثم اغلقته خلفها وظلت واقفه لحظه حتى استردت هدوءها. كان يجب ان تهرب لتحمى نفسها باستغراقها فى النوم فحينئذ فقط ستجد السلام.. هذا اذا لم يزرها "ماتيو" فى احلامها...
راحت تنزع ثيابها ببطء ووقع بصرها على العقد. كان يجب الا تقبله .سوف تعيده اليه فى صبيحه اليوم التالى.. وانهمرت الدموع من عينيها.. هل قدر لها ان تقع فى حب رجل لا يؤمن بالحب؟
ولاول مره فكرت بجديه فى الحريل.. فى الهرب بعيدا عنه... وراحت تمسح دموعها وهى تقترب من النافذه.
كان الظلام دامسا ولا اثر للقمر فى كبد السماء. وكذلك لا اثر للنجوم...
وزادت الظلمه من تجهمها وكابتها... وظلت فتره طويله واقفه وجبهتها ملتصقع بزجاج النافذه. ودموعها تنهمر دون ان تشعر بها....

Just Faith 08-07-16 12:38 PM

الفصل التاسع
فى صبيحه اليوم التالى دق"ماتيو" باب غرفتها وابتدرها وهو متجهم الوجه:
_ كنت اريد ان اقول لك اشياء كثيره لاالمس ولكنك فضلت ان تلوذى بالفرار
لم تجبه فى الحال. بل استدارت على عقبيها. وراحت تنظر الى الافق البعيد من خلال النافذه وسمعته يتمتم من خلفها بكلمات غير مفهومه وقبض على ذراعها وضغط عليه بشده.
_ لماذا الهروب يا"كارمودى"؟.. لماذا لا تريدين الاستماع الى؟... تكلمى.. لقد حان الوقت لكى تصارحينى بالحقيقه فقد بدأ صبرى ينفد
_ صبرك؟... وصبرى انا اذن؟ دع ذراعى وكف عن التحديق فى هكذا.. عد الى غرفتك قبل ان اصراخ طالبه النجده
_ليس قبل ان اعرف موقفك منى
احاط خصرها وجذبها صوبه وراح يتخلل شعرها باصابعه قبل ان يطبق بفمه على شفتيها كانت قبله عنيفه طويله كانه اراد بها ان يفرض ارادته عليها. وحاولت"ان" ان تتحرر من قبضه ذراعيه وزادت عزيمتها من القوه التى تدفعه به اليه. فقد قررت عدم الاستسلام.وتبلورت الدموع فى عينيها ثم سالت غريزه على خديها فابتعد عنهاز وراح يضغط باصابعه برفق على ذراعها وهو يهمس:
_"ان"
وابتعدت عنه بحركه مفاجئه.
وسمعته يهمس مره اخرى:
_ "ان"... كيف يمكننى ان اشرح لك موقفى؟ لم يكن فى نيتى ان اجرح شعورك . لقد شعرت بالغربه فى مواصله حوار الامس معك و...
قاطعته قائله:
_ لا تكذب يا"مات".. كنت اعلم ان هناك افكارا محدده تدور فى رأسك. كنت تريد ان تنفذها الليله الماضيه.. ولكن لسوء الحظك لم تتطور الامور كما كنت تود وتشتهى.
_ من الافضل ان تشرحى لى الامور يا"كارمودى"لاننى اجهل تماما ما تتحدثين عنه. فانا لم ارد او اخطط لشئ كما يوحى كلامك
وهزت "ان" كتفيها:
_ لا اشعر بالرغبه فى مواصله الحديث معك.. ارجو ان تذهب يا "مات" وخذ عقدك معك...
خلعت العقد من جيدها وقذفت به الى الارض بالقرب من قدميه
_ لن اغادر هذا المكان قبل ان تقولى لى ما يدور فى ذهنك يا"كارمودى"...
_ماذا تقصدين بقولك انه كانت هناك افكار محدده تدور فى رأسى كنت اريد ان انفذها الليله الماضيه؟ وكيف جاءتك هذه الظنون؟
_ لا فائده لاثاره هذا الموضوع .. سوف ارسل لك استقالتى فور غودتى الى"سيدنى" وضحكت ضحكه مليئه بالمراره وقالت:
_ لم اكن اريد ان اصدقها فى البدايهز فلقد توهمت انها قالت ذلك من منطلق غيرتها. وحتى عندما قدمت لى العقد رفضت ان افهم الموقف على حقيقته. ولكنك تكلفت بوضع النقاط على الحروف عندما تهجمت على الان. فانت لا تستطيع ان تقبل الفشل وكل همك ان تضيف اسمى الى قائمه ضحايا غزواتك الغراميه.
كان"ماتيو"يصغى اليها باهتمام تزيد حدته بعد كل كلمه تنطق بها:
_ من؟.. عمن تتحدثين؟ وماذا قبل لك بالضبط؟
وقالت فى ياس وكان كل حييويتها قد غادرتها فجأه:
_ وما اهميه ذلك الان؟
تقلصت عضلات وجهه وقال بصوت غاضب:
_ "اماندا".. انها هى.. اليس كذلك؟.. لقد غادرت المائده خلفك عندما ذهبت لاصلاح "مكياجك" بالامس.. لقد لاحظت شده اضطرابك عندما عدت...
وقال وهو يلوح بذراعه:
_ هذه اللعينه! كان لابد تنفث سمومها بلسانها الذى يشبه لسان الحيه الرقطاء.. كل ذلك لانها لاحظت اننى اهتم بك.. وافضلك عليها..
على الرغم من زيد الفضفاض وعويناتك الطبيه.. اننى اكاد اسمعها وهى تنفث سمومها..
وراح يقلد "اماندا"قائلا:
_ لقد وقع فى شراكه.. اليس بعد؟ على العموم سوف يتم ذلك فى القريب العاجل. لقد ابتاع لك عقدا من الماس ثمنا لاستلامك اليه .. يا عزيزتى..
والتفت الى "ان" متسائلا:
_ اليس هذا هو ما قالته لك؟
وقالت وقد ادهشها رد فعله العنيف:
_تقريبا
_لقد اصدرت على حكمك اذن مهما قلت دفاعا عن نفسى
وتقدم صوبها وقد استبد به الغضب:
_حسن.. دعينى اقل لك شيئا يا"كارمودى" لقد حاولت طوال هذا الاسبوع الا افرض نفسى عليك. واتركك بمفردك ما استطعت وعاملتك بما تودين ان تعاملى به.
وتقابلت نظراتهما:
_ هل هناك اسباب تدعوك الى الشكوى من سلوكى باستثناء لحظه الضعف التى مررت بها منذ قليل؟
وقالت مضطره:
_ لا
_ حسن جدا.. مهما كان ذلك يبدو لك غريبا يا "كارمودى". فانا مدرك تماما اننى لا استطيع شراء مودتك وحبك لى. "فالطريقه" التى تتحدثين بها عن امك وسلوكك نحوى.. كل ذلك يشير بما لا يدع مجالا للشك انك لست المرأه التى يمكن .. استغلالها... وقد افهمتنى انت ذلك بما فيه الكفايه فى اكثر من مناسبه.
وظلت"ان" صامته لانها لا تجد اى ثغره يمكن ان تنفذ منها لتقويض حججه ولكنه على الرغم من ذلك. قالت بصوت مخنوق:
_ ان سمعتك تؤكد انك زئر نساء. وان طريقتك فى معاملتهن تتنافى مع اقل درجات الاحترام. وانا اعرف ماذا كنت تفكر فيه فى تلك الليله فى "فرينليا"عندما عرفت كل شئ عن امى.
_ اعترفى انك اعطيتنى من الاسباب ما يدعونى الى تبنى مثل هذا التفكير.
ووافقته بهزه من رأسها وشعرت فجأه انها لم تعد تستطيع الوقوف على قدميها فجلست على حافه السرير:
_ لقد اعطيتك الفرصه لكى تشرحى لى حقيقه الامور فى صبيحه اليوم التالى. وكنت على استعداد لسماعك. ولكنك اقدمت بيننا جدارا عاليا جعلنى لا استطيع الاقتراب منك وانا لا افهم حتى الان لماذا كذبت على فى هذا الموضوع.
هزت رأسها وتخللت شعرها باصابعها:
_ كنت غاضبه منك منذ اليوم الاول للقائنا.. الطريقه التى اخترتنى بها من بين غيرى من النساء.. واحتقارك لنا جميعا.. ثم نصيحتك لى بعدم الوقوع فى غرامك.. لم اكن اتخيل ان يكون المرء على مثل هذه الدرجه من الغرور والتعالى.. لقد اثار ذلك مرجل الغضب فى نفسى ودفعنى الى ان اتحداك... وكان هذا امرا سخيفا من جانبى .. اننى ادرك ذلك الان..
_ انا افهمك تماما
كانت ثورته قد هدأت وقال وهو يتنهد:
_ لماذا كنت تعامليننى كشخص مصاب بالجذام فى كل مره اقترب منك فيها؟
وصممت برهه ثم استطرد قائلا:
_ لا يمكن ان تفكرى يا"كارمودى" ان سلوكك كان يثير الغيظ والحنق.. لقد قدمت لك هديه اخترتها لك بنفسى. ولم تجدى شيئا تفعلينه غير الهروب منى بحجه مشاهده فيلم سخيف بالتلفزيون..
اعترفى يا"كارمودى" انه كان يجب عليك ان تبذلى بعض الجهد ولو من قبيل حين الذوق واللياقه مما لا شك فيه اننى اخطأت عندما قبلتك على الرغم منك. ولكنك فعلت كل شئ لتتحديننى به... انا لا اريد ان ابحث عن عذر.. لقد اخطأت, وانا اسف لذلك.ظلت "ان" صامته لا تردى ماذا تقول وهى تنظر اليه فى ذهشه وهمت اخيرا لتقطع حبل الصمت الثقيل.
_ ولكن لماذا اشتريت لى هذا العقديا"مات"؟
_لان ذلك اسعدنى.. هل تعتبرين ذلك جريمه من جانبى؟ قد يكون عملى هذا ضربامن الجنون ولكن امكاناتى تسمح لى باقتراف هذا اللون من الجنون!
_ من الافضل ان تخبرنى بالحقيقه يا "مات"؟
_ بحق السماء يا "كارمودى" لا تحاولى البحث عن الشر حيث لا يوجد شر .. لقد اردت الاستحواذ على احترامى. واستطعت ان تحققى ذلك الى ابعد مما كنت تأملين. واردت ان اثبت لك ذلك بهذه الهديه.. هذا كل ما فى الامر... ربما اعتبرت هذه اللفته مبالغا فيها الى حد كبير. ولكن بالنسبه لى لم يدخل الثمن فى اعتبارى. واذا كنت ترفضين هذه الهديه...
ولم يكن جملته عندما راى الدموع من جديد تتبلور فى عينيها... انها لم تعد قادره على التفكير بوضوح:
_ انا اسفه.
خطا خطوه صوبها. ولكنه سرعان ما توقف ظنا منه انها لن تقبل مواساته وانحنى فالتقط العقد وظل ممسكا به وهو غارق فى التفكير
_ انا الذى يجب على ان اقدم لك اسفى يا "كارمودى".. ما كان يجب ان...ان اهاجمك هكذا مهما كانت الظروف.. اننى لا اكاد اعرف نفسى. فلم يحدث لى هذا قبل...
لم تشك "ان" هذه المره فى صدقه واخلاصه:
_ لا اريد ان افتقدك يا "ان".. اعلم اننه من الصعب عليك ان تنسى ما حدث ولكنى اعدت ان هذا خطا.. لن يتكرر مره اخرى.
نظر الى العقد وز كتفيه قائلا:
_ اعتقد ان تلزم اعادته الى الصائغ الان...
وقالت مندفعه:
_لا...لا... اريد ان احتفظ به.. ارجو ان تصفح عنى يا"مات"فنانا اعلم الان ان ما قمت به لم يكن مخططا او مدروسا.
ووضع "مات" العقد على الطاوله الصغيره الموجوده الى جانب السرير وهو يقول بصوت متهدج:
_ هل افهم من ذلك انك لن تقدمى استقالتك يا"كارمودى"؟
_نعم... سابقى فى خدمتك مادمت تريد ذلك..
_ عظيم... انا سعيد لاننا استطعنا تبديد... سوء الفهم هذا... طاب مساؤك يا"كارمودى"
راحت "ان" تنظر اليه وهو يبتعد ويغلق الباب خلفه. واستلقت على السرير وقد هدها التعب.
انها تحبه...
لقد ارتكبت خطئيه الكبرى... الوقوع فى حب"ماتيو فيلدنج".. وتقلصت اصابعها على مفرش السرير.. ربما بقى لها امل على الرغم من كل شئ... الم يوح اليها اليوم انها تحتل ماكنه مهمه فى حياته؟ بلى ولكن اين؟ فى مكتبه من غير شك... لا فى قلبه...
هل كان يمكن ان يقدم هذه الهديه لمجرد مساعده له؟.. مازال هناك امل اذن بقيت بجانبه... ربما استطاعت ان تجد طريقها الى قلبه..
يجب عليها الا تتخلى عن الامل. والا لما وجدت مبررا لاستمرار فى البقاء على قيد الحياه....


الساعة الآن 11:00 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.