شبكة روايتي الثقافية - جينات الوراثة

جينات الوراثة
نفضت كفيها، ملابسها من غبار إلتحامهما، هرب من تلامس الأكتاف بعد أن صرعته، مرغته على الحصى، ابتعد عدوا صاما أذنيه عن وعيدها، همست لزميلاتها اللائى حملن حقيبتها وشاهدن الشجار:
- الجولة القادمة سأقضم أنفه بأسنانى.
ضاق بهما الطريق الترابى بين حقول البرسيم، مالت على النبات الاخضر، أقتطفت نواره، دسته بين شفتيه، ألتقمه، طحنه بضروسه، فتح فمه ببلاهة لترى لون لسانه.. أخذ يقهقه .
انتظرت عودته ليلا متعطرة بأريج أشواقها لصفعه .. أطبقت عليه ذراعيها تعتصر عوده، دفعها، وضعت سبابتها فوق حاجبه، همت بفقأ عينه، لوى ذراعيها، ألصقته بالجدار، وضع قدمه خلف كعبها، هزها، سقطت، دفنت غيظها بنفخة فى التراب، أطلق لساقيه العنان خشي أن تمسكه، تزجى إليه الكف بعشرة.
خاض جولة - معها - بعد ليال من تغير خريطة سيره، ظن أنها تلقت درسا يقنعها بالتوقف عن معاكسته، قطع طريقه، اشتبكا من نقطة تلامس القدمين والجبهة، صمدت كصخرة - مغناطيس - لا تتزحزح لتخلى سبيله، سرى بأوتار صدره نغما مبهما، شم رائحة بخور رغبة متصاعدة، زقزقت عصافير عقله، أنتوى تحويل الخناق المكتوم الصوت لعناق سلام .. شعرا بدبيب أقدام، مسح عرق جبهتها بكمه، ألقى بنفسه فى بحيرة الظلام تاركا مهجته أسيرة نزقها .
داب نعل خفه من المرور أمام دارها لعلها تطل عليه بلكمة مباغته، ضربة عصا على المقعدة، تجذب ياقة جلبابه لخنقه، طال احتجاب القمر تاركا الرمد يعشش فى عينيه.
أعترضته النداهة تدعوه بإسمه مجردا، أنتفش من الحرج، قبضت على قفاه، حن عنقه لقسوة معصمها، شدت بعد المصافحة يمناه، سجنتها بين راحتيها، طلبت منه بصيغة الآمر أن يعطى أبنتيها درسا.
إلتفتا لضحكات صافية هبت من وراء ظهريهما .. تعجبا لسرعة سقوط وحيده، انطراحه تحتها، استسلامه لمن أمتطته، علت وجه- الولد - بشاشة التسامح و كف الصغيرة يقرقع على خده.
طارق الصاوى خلف