شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t354771.html)

CFA 23-07-16 04:00 AM

اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة*
 


عدت لكم بعد غياب سنوات طويله ، شكراً جزيلاً لكل من سآل عن حالي ، توقفت عن الكتابة بالمنتدى لاجل ظروف صحيه ولكنني وبحمدالله اصبحت بخير ولم اتوقف عن الكتابه اطلاقاً .. هاقد عدت لكم بعد ان صدمت بعدد القراء لروايتي القديمه ..في الحقيقه لم اكن اتوقع يوماً بآن عدداً كهذا ستعجبه روايتي ولذلك .. شكرا لكم ولا املك سوى الشكر الجزيل واتمنى بآن تعجبكم روايتي الحديثه ! والتي تختلف كثيراِ عن القديمه ! قبل البدأ بهذه الروايه .. اتمنى بآن تعذروني لعدم معرفتي ولجهلي بهذا المنتدى الرائع ..لا اعرف كيف اضع الرواية على شكل روابط او استخدام الفوتوشوب لوضع بعض الصور او التوقيعات الشخصيه او ..او..او... وهذا لا يهمني كثيراً .. كل ما يهمني هو ما ساقدمه لكم من عالم جديد .. ومن حديث للقلب قريب .. اتمنى بآن تتغاضون بصفحتي عن كل تلك الشكليات وتركزون عل ى ما استطيع طرحه .. اعتذر مجددا لكوني مجهولة الشخصيه للجميع ولكنني افضل بآن اكون كذلك في صفحتي الشخصيه وهذا سيعطيني الاريحه التامه ...هنا ستتعرفون على عقلي وفكري وقلبي .. ولن تكترثون كثيراً لاسمي او لشخصيتي ! ساكون اكثر من سعيده أن ساعدتموني بوضع الروايه على شكل روابط .. وساعدتموني بالتعلم على هذا المنتدى .. هذا ايميلي [email protected]

رابط اعمالي في المكتبة المفهرسة لقسم وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/forum/t195344...l#post11459543



https://upload.rewity.com/upfiles/K2800509.jpg

اسبانيا السوداء : هي الروايه المفضله لدي .. في الحقيقه لقد كتبتها السنه الماضيه بكل شغف وحب ولذلك احمد الله بآن الحب هذا قد ظهر بها بشكل واضح .. لقد تم قرآتها من قبل فريقي الخاص المحفز ( صديقاتي) ولذلك بعد اعجابهم الشديد بها قررت نشرها مجدداً .. شكراً لكل من سقرأها وسيقيمها ويخبرني برأيه عنها .. شكرا لدعمكم المستمر ...ساضع الفصل الاول والذي لا يشكل جزءاً كبيرا من الروايه ...فالجزء الاول هو مقدمه فقط للقصه .. وساكملها بأذن الله ان نالت اعجابكم وإن لم تنل اعجابكم فاعتذر كثيرا لمضيعة وقتكم ..

تنبيه: قبل القراءه تذكر جيداً بآن في هذه الصفحه ستدخل الى عالماً اخر .. الى جزء اخر من العالم .. الى بلاد بعيده .. يقطنها اشخاص اخرين .. هذه الصفحه ستكون نافذتك لتلك القصه .. نافذه لحياة تلك الفتاة وطريقة نجاتها من ما عاشته ..



المقدمة .. اعلاه
الفصل الاول .. في المشاركة التالية
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر والاخير


https://upload.rewity.com/upfiles/mCB00510.png

الكاتبة : CFA
تصميم الغلاف الرسمي : كاردينيا73

تصميم قالب الصفحات الداخلية : حلا
تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز : كاردينيا73
تصميم البنر الاعلاني : بحر الندى



https://upload.rewity.com/upfiles/f2400510.png



رابط تحميل الرواية كاملة ككتاب الكتروني
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


https://upload.rewity.com/upfiles/iip00510.png

CFA 23-07-16 04:06 AM

آسبانيا الســـــوداء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الاول
وكأنني وضعت قلبي داخل قارب بلا شراع.. لابحِر به في بحرك..
ولكنني علمت بأن موجك لن يكون هادئ..كنبضات قلبي تماماً...
ومتقلب الاجواء.. كمزاجك تماماً..
.فكلما هبت العاصفه ...وتحولت الى عاطفه...
يتوقف قلبي عن النبض .. ويأمل النجاة من الغرق..

------------------------------------------------------------------------------

عندما علمت بالاخبار الساعقه .. شعرت بقشعريره تسري في جسدي ... وبتلك الدهشه التي اعترتني..
لم اصدق ما سمعته ...ومع انني لم اكن تلك الفتاة التي تمنتها.. شعرت بأنني فقدت قطعه ثمينه من حياتي ..
فقدت اخر فرد من عائلتي..
هربت منها ... لابحث عن ذاتي بعيدا عنها .. هربت من اجل الحريه ...
ولكن .. الان اشعر بانها سلبت مني .. الكل يتوقع مني عدم الشعور بفقدانها ..
والبعض يرى بانني سعيده دونها .. ولكن في الحقيقه ... حتى وان كانت تشكل قدراً كبيرا من عذابي
لا تزال والدتي .. تلك التي حاربت وحدها من اجلي ...
لم اشعر بتلك الدموع التي فرت من عيني ..كل ما شعرت به هوا نظراتهم المشمئزه مني
عدت الى منزلي .. بعد غياب خمس سنوات ..
لم ادخله منذ رحيلي.. ولن اكذب.. لم يكن منزلي ابدا ..
لقد كان منزلها .. هي وعائلتها الجديده ..
بعد وفاة والدي.. تزوجت امي من ريتشارد ..وانا في الخامسة عشر ..
لقد كان الامر غريباً بالنسبة لي .. كما انه يملك ثلاثة اطفال ..
اولهم توماس.. كان في الثامنة عشر حينها ...
لروين... كانت في السادسه عشر ...
سوفيا.. كانت في الثانية عشر..
ريتشارد رجل جيد ... لطالما احببته ..كما انه حاول مساعدتي في بعض الامور ...
ولكنه بالطبع .. لم يعاملني قط كوالداً لي ... لقد كان اشبه بمدرسي..
يساعدني في بعض الامور الدراسيه حين اكون يائسه ..
كما انه كان كثير الانشغال كوالدتي تماما .. فهو ايضا لديه شركات مهمه للغايه ..
فلم اكن اراه كثيرا .. وحتى ان كان متواجداً في المنزل .. لا يخرج من مكتبه ..
وكقصة سنديلا تماما .. حزنت كثيرا وتألمت كثيرا من تلك التفرقه التي كنت اشعر بها ..
لطالما شعرت بانني لست فرداً من تلك العائله الوهميه ..
حاولت جاهده الانطواء بعيداً عنهم ..لاتجنب شجاراتهم المستمره ..
ولكن بالطبع ... لقد كنت في داخل دوامه ... كلما حاولت الابتعاد كلما زادت تلك المشاكل
ما يؤلمني هوا تصرف امي معي.. لم اكن اكترث لامرهم جميعاً ..
فكان سوف يغنيني .. شعوري بأن امي ..معي .. وستكون في صفي دائما ..
ولكن للاسف .. لا شيء يحدث كما نتمنى ...
مع انها كانت تعلم بانني اشعر بفجوه كبيره ... من فقدان ابي ...
زادت تلك الفجوه ..بأبتعادها عني .. لمت نفسي كثيرا .. وشعرت بانني
مختلفه .. وبانني انا المخطئه .. فمن المستحيل على الام .. كره ابنتها الوحيده ..
ولكن هذا ما حدث .. لم اكن كما كانت تتمنى .. وما لم تجده فيني ..وجدته في لورين وسوفيا ..
وبالطبع .. الفتى الراشد.. توماس..
احبتهم كثيرا وعاملتهم كما تعامل الام اطفالها .. تعجبت كثيرا لماذا تختفي تلك المعامله عندما تكون معي؟
لماذا لا تحبني..؟.. مالذي فعلته لها .. لاجعلها تبتعد عني هكذا..
لم ولن اعرف الاجابه ابدا..
توماس كان جيدا معي .. في الحقيقه هوا من جعلني اصبر على كل تلك القساوه لسنوات..
يدافع عني في الشجارات .. وكانه يعلم بانني احتاج لمن يقف بجانبي..
ومع انه كان يفعل كل ذلك من دافع الشفقه ... الا انني احببته كثيرا ..و .. اشكره كثيرا على ما فعل ..
الا انني لا انسى تلك الكلمات التي نطق بها امام لورين وسوفيا .. تلك التي كانت كالسيف الذي اخترقني..
“ كاميليا لا تملك احداً بجانبها ... توقفى عن مضايقتها ... انها لا تستحق ذلك ! .. كما انكم تجعلنها تبدو خاطئه وهي ليست كذلك !!! .. كاميليا ليس لديها من يدعمها .. من يقوي ثقتها بذاتها .. والدتها لا تفعل ذلك كما نرى .. وايضا لا انها تملك والد .. كما انً ..والدتها لا تحبها ! .. انها فتاة في الخامسة عشر ! ولكنها وحيده للغايه ! .. يكفيها هذا .. “

نعم .. فتاة في الخامسه عشر .. تشعر بانها لا تملك اي عائله .. تشعر بانها قطعة صنعت لا تناسب من حولها ..
هذا ما شعرت به .. ولكن لن انكر بانني تألمت كثيرا ...عندما واجهت الحقيقه من كلمات توماس ذلك اليوم ..
وكانني كنت انكرها طوال الوقت .. ولكن .. هاهي الصفعه اتت .. كنت بأنتظراها .. لاصحوا من ذلك الحلم القاسي..
ذهبت الى صديقتي في ذلك اليوم ... وبكيت طوال الوقت... لم تنطق بكلمه ..
لقد كانت تعرف بكل ما اشعر به .. فلقد كانت تبكي معي في وهله ..وتهدئني في اخرى ..
في ذلك اليوم اخبرتني بانه علي الفرار من هذا الجحيم .. يكفي هذا العذاب ..
وسألتها كيف استطيع الهروب .. واجابتني بانه علي الانتظار قليلا .. والتقديم الى جامعة في بلد اخر..
هذا هوا الحل الوحيد .. هذه هي طريقة الفرار الصحيحه ...
وافقتها في الامر .. وبدأت بالدراسه جاهده ..لاستطيع الحصول على تلك المنحه ..
مرت تلك السنين سريعاً .. ولكن تفاجئنا بخبر سيء وهو اصابة ريتشارد بسرطان الرئه .
وبدأ ريتشارد بالعلاج سريعاً .. وتحسن كثيرا ولكنه لم يشفى تماما ..
قبلت في جامعة خارج البلد .. وكدت اطير في ذلك اليوم وانا احمل ذلك البريد في يدي...
اول ما فعلته كان اتصالي بصديقتي شين ...واخبارها بالامر ..
وعندما كنا نجلس بعد الغداء ونحتسي بعض القهوه
اخبرت الجميع بالخبر .. وحدث ما كنت لم اتوقعه ابدا ..
وهو رفض امي !! ...
تجادلنا على الامر لاِيام .. وبكيت كثيرا .. واخبرتها بانها فرصه لن تعوض ..
ولا استطيع التخلي عنها ... تتطور الجدال الى مرحله عقيمه .. وبدأنا بتبادل كلمات جارحه ..
اخبرتها بانها لم تكن يوما بجانبي .. وانني اريد الابتعاد عنهم جميعاً وبأن ابدأ حياة بعيده عنها .. وعن الجميع ..
وبأنني لن انجب ابدا ..لكي لا اترك ابنتي تعيش بجحيم شبيه بهذا الذي اعيشه ..كما انها اخبرتني بانها لا تكترث لامري .. وبانني لن اكون ابداً كما تتمنى .. وايضا ..انني عديمة الفائده ..وناكرة للجميل .. ولا استحق عائله ..

ودعت الجميع وتوماس خصيصاً ..فهوا من شجعني ودعمني بفخر .. واخبرني بانه سيشتاق لي .. وبانه سيكون على اتصال دائم بي.. وهذا ما حدث .. كنت على اتصال دائم معه .. وبعد سنه من انتقالي .. انتلقو جميعهم للعيش في اسبانيا ... كما انه حاول اقناعي كثيرا بزيارتهم في هذا المنزل الجديد خلال تلك السنوات ولكنني رفضت ذلك .. وبعد فقدانه الامل .. زارني عدة مرات .. ليطمئن على احوالي ..لانه يعلم بانني لن اطلب مالاً من ريتشارد ومن امي وحتى ان اضطريت للتسول.. وفي كل مره كان يأتي فيها .. يجلب لي تلك الاخبار عن المنزل وعن اخوته .. وعن صديقته ... التي اصبحت زوجته .. وايضاً عن طفله الحديث.. وفي كل مره نتحدث فيها تصبح علاقتنا اقوى من السابق.. تحدثت مع امي في تلك السنوات ..ولكن يمكنني احصاء المرات التي اجابت على هاتفها عند اتصالي.. وكل ما كانت تتحدث عنه في ذلك الاتصال العقيم.. هوا شركاتها ...وكيف اصبحت بهذا الثراء وكيف ناضلت من اجل البقاء ..وكيف ازدهرت تلك الشركات ..وايضا عن اسبانيا وعن جمال الرجال فيها .. لم تسألني عن حالي ابداً .. ولكن .. من الممكن بانها كانت تشعر بالاطمئنان علي بمجرد سماع صوتي .. اتمنى هذا ..
تخرجت هذه السنه ... بشهادة فنون.. كما انني اجيد التحدث بثلاثة لغات .. الانجليزيه والفرنسيه والالمانيه..
عملت في متحف ..كما كنت اتمنى .. وايضا بعت بعضاً من لوحي الفنيه ...وفي هذه السنه التي كنت اظنها ستكون بداية جديده في تحيقيق احلامي ... سمعت رنين الهاتف ..لاجد رقم توماس على الشاشه .. وابتسم وانا اجيب .. ولكن لم تدم تلك الابتسامه طويلا .. فبعد سماع الخبر .. شعرت بانني صندوق ..سحب منه الهواء .. ابحث عن مخرج لاستطيع التنفس منه ... هذه الحقيقه .. لقد كانت مره للغايه ..
وها انا .. ازور اسبانيا للمره الاولى .. فقد لاودع امي .. هذا كان اصعب قراراً اتخدته في حايتي ..
هل حقا علي الذهاب؟... لا يوجد هنالك من علي مواساته.. فانا الوحيده التي يجب مواساتها على ما فقدته ..
اخر فرد من عائلتها .. ولكن .. توماس اصر على ذلك .. لم اتوقف عن البكاء وانا في داخل سيارة الاجره .. انظر الى تلك الشوارع الجميله .. ليتني .. اتيت ولو لمره واحده .. ليتني رأيتها ... لاخر مره .. لاستطيع .... تــ ..
قاطعني سائٍق الاجره باللغة الانجليزيه الغير واضحه..
هل انتي متأكده من العنوان سينيورا؟
نظرت الى ذلك المنزل العملاق .. واو .. انه .. منزل والدتها ..
اجبته وانا متردده ..
نعم .. اتمنى ذلك .. هل يمكنك الانتظار؟
فقال
بالطبع ..
خرجت من السياره .. وطرقت الباب ..
فتحت لي تلك الفتاة الشقراء ذات العينان الزرقاء ..
نعم انها لورين ... كبرت كثيرا .. رأيتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..ولكنها تبدو مختلفه عن الصور ..
ابتسمت بجفاف .. وضمتني لاول مره .. قائله
اسفه لاخسارتك .. هذه كانت المره الاولى التي اشعر بها بالضعف منذ وقت طويل..
وبعدها اتت سوفيا ... تغيرت ايضا ..واصبحت جميله .. كان لديها شعراً اشقر غامق .. وعينان زرقاء كاتوماس ولورين .. لم تضمني .. اكتفت بأن تمد يديها لتصافحني قائله ..
اسفه لاخسارتك.. تفضلي..
كل ما استطعت الاجابه به ذلك الوقت .. هوا
شكرا لكم ..
دخلت الى المنزل .. وارتحت كثيرا عندما وجدت توماس .. وزوجته الجميله جين ..
ضمني بقوه ..حاولت جاهده بأن اخفي تلك الدموع .. ابتعدت عنه وضممت جين ..
وبعدها التفت لاجد ذلك الصغير الجذاب..
جورج ..ابن توماس.. يبدو رائعا للغايه .. حملته وضممته وانا امسك بيده الناعمه ..
ما اجملها .. اتاني صوت توماس الحنون
كيف كانت الرحله؟ هل انتي متعبه ..
لا .. انا بخير...
ولكن السؤال ظل يدور في داخل رأسي ..كيف كانت الرحله؟..
كانت كالجحيم... كانت ولا زالت كالكابوس الذي اتمنى بان استيقظ منه ..
لم اتوقف عن الكباء والتفكير في كل الامور السيئه .. لم استطع التوقف عن شتم حظي السيء ..وعن تلك اللعنه التي تجول حولي... وعن تلك الخساره التي خسرتها ...

رافقني توماس الى غرفتي التي جهزتها جين من اجلي ... وشكرته كثيرا ..
وعندما سمعت الباب يغلق.. ظهرت تلك الشهقه من حلقي... بكيت كثيرا ... ونمت ...

ذهبت لزيارة ريتشارد عندما استيقظت .. طرقت الباب ويداي ترتجفان ..
ودخلت بهدوء .. لقد كان جالساً على الكرسي .. وفي الحقيقه .. كان يبدو مخيفاً للغايه ...
عيناه محمرتان .. ويحمل بجانبه جهاز الاكسجين .. وكما انه كان يصدر صوتاً غريبا مع تنفسه ..
اقتربت منه وجلست بجانبه .. لم استطع النطق بحرف... فماذا يجب علي القول؟
مرحبا ريتشارد لقد اتيت ولاول مره لزيارتكم ..اوه وذلك لاجل وفاة والدتي ..
يالى قساوتي... نعم اعترف بذلك .. كيف استطعت عدم المجيء ..يبدو بان الغضب اعماني ..
شعرت بيديه تمسك بيدي .. فرفعت عيني بدهشه ..
انا اسف .. لانني لم اكن بجانبها عندما حدث الحادث.... في الحقيقه انا الذي يستحق الموت ..
قاطعته وانا مندهشه من ما قاله ...
توقف ريتشارد ..ماهذا الذي تتفوه به .. انت لا تستحق الموت .. كما ان الموت محتوم على الجميع .. ولكل منا وقته ..
مر الصمت من جديد ... ولم يستطع ايا منا التحدث ... فكلانا يعلم بانه لن يخفف عن الاخر .. مهما قال ..
اصبت بالتوتر ولم اعد قادره على ايقاف قدمي التي كانت تهتز .. وبعد دقائق من هذا الصمت المخيف نظر الي بتعجب وقال ..
لقد احبتك كثيرا ..
في الحقيقه ..لم اعلم مالذي شعرت به تلك اللحظه ...لقد كان مزيجاً من السخريه ..والضحك ..ومزيجاً من البكاء ...والندم ... ولكن لم يكن هنالك اي مشاعر .. جعلتني اصدق تلك الكلمه .. ابتسمت بجفاف .. وقلت له
احببتها كثيرا ..

نظرت الى نفسي طويلاً في المرآه ...لطالما احببت اللون الاسود .. ولطالما ارتديته ..ولكن هذه المره مختلفه .. كنت
انظر الى ثوبي وكانني ارى ظلمة قلبي... لقد كان سواده عاتم للغايه ..لدرجه اخافتني ..
ابعدت نظري عن المرآه بعدما رأيت شبحي المخيف .. ابدو كالمومياء ... صورة امي داخل ذلك الصندوق.. لم يغيب عن بالي.. وتلك الحلقه السوداء التي كنا داخلها .. كانت مخيفه للغايه .. لاتزال يدي ترتجف ..
لا اصدق بان دمعي لم يسيل في ذلك الوقت ... كل ما كنت افكر به .. هوا الفرار من تلك اللحظه ..
الاستيقاظ من ذلك الكابوس.. كل ما كنت اراه .. هوا ذلك التراب المتناثر .. كل ما كنت اسمعه هوا همسات ساخره ..
عن امي .. وعني ... لقد كان اسوأ يوماً في حياتي .. .
توقفت امام السلالم ... لم تعد قدماي تحملانني .. بعد ان سمعت تلك الاصوات المتاهمسه ..
وذلك القدر من اللون الاسود ... و.. تلك المسيقى الحزينه ..
هل حقا يضعون المسيقى في الجنازات .. هل يمزحون .. فلسنا بحاجه الى المزيد من الحزن ! ..
توقفت لمدة عشر دقائق .. وانا اهلوس بتلك الافكار الساذجه .. التي كانت تحاول الهائي عما يحدث ..
وكانني كنت في حالة هلوسه .. تجمع الدمع في عيني .. ولكنني حاولت التماسك ...
يجب علي النزول ..فبألتكيد .. كل ذلك الحشد ينتظر وصولي..
نزلت بهدوء ..محاولة الاختفاء عن الانظار حتى اجد توماس..
وفي لحظه شعرت بانني مراقبه .. امسك توماس بكتفي ... والتفت اليه ..
لقد كان شاحب ..لا اعلم لماذا .. هل يا ترى تأثر كثيرا بفقدان امي؟..
لا اتذكر بانه كان يحبها .. يبدو بان اجواء الجنازه الحزينه هي من تجعل منه شاحباً ..
كاميليا ... العمه روز تريد رؤيتك..
حسناً ...
لقد ضايقني مشهد الجميع .. وهم يضمونني ويحاولون تهدئتي بتلك الكلمات المزيفه ..
ولكنني لم انطق بأي كلمه ..كل ما كنت اشعر به .. هوا تناقص الاكسجين في تلك الغرفه ..
لم اعد استطيع التنفس...
ولا زلت اشعر بتلك المراقبه المخيفه .. ولكن الان ...ارى من هوا صاحبها ..
ارعبتني عيناه الحاده ..وشعرت بقشعريره .. اقترب مني ..وكلما شعرت بقربه توقف قلبي عن النبض ..
وكأن هاله سوداء تحوم حول هذا الرجل ... مع انه كان شديد الوسامه .. والاناقه . ويملك رجوله طاغيه .. الا انه يملك طاقه سوداء غريبه .. .
ـمرحبا ..
اخترق افكاري صوته الرجولي...
فأبتسمت بجفاف .. واكمل برسميه تامه ..
البيرتو دولوفو سلفادور .. شريك والدتك في بعض المشاريع..
للحظه .. ظللت انظر اليه لوقت ..ولفكه العريض .. وحاجبيه العريضتين ..
وذلك الانف الحاد.. وكأنه تمثال متحرك .. لم استمع لما قاله .. مددت يدي لأصافحه ..
كاميليا ديفوس ..
يديه جعلت دمي يغلي ..لقد كانت دافئه للغايه ..كما انني لم ارتاح بوجوده ابداً ..
قاطع تفكيري مجددا وقال
انا اسف لخسارتك.. لقد كانت امرأه رائعه ..
هل كان يعرفها جيداً.. ام انه ينطق بتلك المجاملات كالجميع ..
في الحقيقه كنت اواجه صعوبه في التحدث .. ولكنني بعد دقائق..
نطقت ..
-شكرا لك ..
واخيراً .. ابتعد عني بهدوء .. ولكن هالته السوداء كانت لا تزال تقف امامي ...
لم استطع التنفس .. لقد كرهت الجو في الداخل .. كل ما كنت اراه .. هوا تلك الشرفه ... حملت كأساً من الماء.. وذهبت بسرعه الى هنالك ..
استنشقت الهواء بقوه ..وكانني كنت في داخل صندوق مغلق .... اغمضت عيني .. وحاولت تهدءت نفسي ..
“ انا بخير .. انا بخير.. انا بخير ... انا بخير” .. رددتها مرات عديده وانا انزل رأسي الى الاسفل واغطيه بيدي ..
هل انتي بخير ؟-
التفت بسرعه .. عندما سمعت صوت توماس... اقترب مني .. ووضع يده على كتفي ... وضمني .. بقوه
في تلك اللحظه .. كل ما شعرت به هوا يديه التي اعتصرتني .. وكانها تريد اخراج كل ما يؤلمني..
وردد مجدداً بهدوء ..
هل انتي بخير؟..
وكأنه سكب ماء بارد على جسدي.. بدأت بالارتجاف .. خبأت رأسي في صدره ...
وانا اضع يدي على فمي .. لكي لا اجعله يسمع تلك الشهقات المتألمه .. بكيت لوقت طويل .. وبعد ان ابعدني عنه ..قال
-ستكونين بخير ..
لا ... لن اكون ... لن اكون بخير ابدا يا توماس.. ليس بعد هذا ... ! انا اختنق .. اختنق ...ولا استطيع التنفس!!! ..
لا اريد البقاء هنا ...لا اريد البقاء ..والنظر الى كل تلك المظاهر الزائفه ... لا احد يحبها هنا !!! لا احد ... !!!!
وهل احبها انا؟؟؟؟.... لا اعلم !!! .. لا اعلم مالذي اشعر به يا توماس... اعلم بانني عديمة الاحساس ...
ولكنني لا استطيع التحمل !!! لا اريد البقاء .. ارجوك دعني اذهب ... ارجوك ..
لم استطع تكملة كلامي ... ضمني مجددا وقال
-اهدأي... ستكونين بخير ..
لقد كان يعلم بأن كل ما كنت انطق به في تلك اللحظه كان هذيان .. .ولم يكن حقيقه ...
يعلم بانني احببتها كثيرا .. رغم قسوتها ..
- لا .. استطيع..التخيل...بانني...فقدت ها....لا استطيع...

اشش... اهدأي..
ومن بين تلك الدموع الغارقه في عيناي .. استطعت رؤية تلك النظره المخيفه مره اخرى .. هل هوا يراقبني؟؟.
التفت لكي لا يراني بهذه الحاله الهستريه .. ولكن يبدو بانه لا يكترث ...فذهب هوا ايضا ..
بينما اقتربت جين مني وتوماس يمسح دمعي وقالت
انتي قويه .. وستجتازين هذا ..
اتـ ـمنى هذا ..
يمكنك الصعود ..والخلود للنوم .. فلقد تعبتي كثيرا...
جين معها حق .. اذهبي الان للنوم وسنتحدث غدا..
لم استطع التحدث .. كلما فعلته هوا ابتسمت تلك الابتسامه الباهته .. التي زادت من الامر سوءا .. وصعدت لغرفتي..

في كل تلك الايام ... لم تتوقف الكوابس عن ملاحقتي ... وكانني اعيش في لعنه مخيفه ..
استيقظ في منصف الليل وانا متعرقه .. وقلبي يكاد ينفجر .. ويداي ترتجف ..
اصحبت لا اريد النوم ..لكي اهرب من تلك الكوابيس... ولكنني للاسف .. كنت اعيش كوابيس اسوء من تلك التي احلم بها ..لم اتحدث الى لورين وسوفيا كثيرا .. فلقد كانت لورين منشغله في عملها .. كما ان سوفيا منشغله في دراستها .. يبدو بان حياتهم عادت لما كانت عليه .. حياة طبيعيه .. اما انا ...فلا زلت داخل هذا الحلم المخيف ..
متى ساعود الى منزلي ..؟ وعملي.. والى لوحي الفنيه ..اشتقت الى حياتي السابقه .. هذه الايام .. مرت كالسنين ..
شعرت بكل دقيقه .. وساعه ويوم بألم وحزن على ما حدث لامي ..
طلبت تفاصيل الحادث من توماس .. .ومن ريتشارد كثيرا .. ولكن الكلام نفسه يأتي منهم جميعاً ..
انزلاق السياره من تله .. وتقلبها ...بينما تخبطت بين الصخور والاشجار ..
فتقبلت الامر وتوقفت عن التحدث عنه ...
وفي طاولة الطعام .. كانت الاجواء متوتره للغايه ..
لم يتحدث اي احد .. كل واحدا منا كان منغمس في تفكيره .. وهو يقلب اكله بهدوء..
ولكنني شعرت بأن خلف هذا السكوت ...توجد ساعقه..
في عادتي لا احب التشائم ...ولكن الامر بدأ بأن يصبح مقلقاً ...
لقد كان توماس شاحباً ... وريتشارد قاطب حاجبيه .. اما سوفيا ولورين ..
لم يخلقا اي تعابير على وجههم ...
تحدث انا وريتشارد في نفس الوقت ..
وبعدها اعتذرت ..ونظرت اليه
تفضل ريتشارد ..
ـ لا ... لا بأس مالذي اردتي قوله؟
لا ..ليس مهماً ... اردت القول .. بانني ساعود الى نيو يورك قريبا .. فلم يعد هنالك داعِ لبقائي..
شرقت لورين بطعامها .. وجعلت الجو يبدو متوترا مجددا ..
قربت المياه اليها .. وقلت
تفضلي.. اشربي بعض الماء ..
اخذت الكأس بصمت وهي تنظر الى ريتشارد ...
كما ان سوفيا وتوماس توقفا عن الاكل .. ونظرا الى ريتشارد مجددا دون ان يعيروا اي اهتمام الى لورين
المتعبه ..
بدأت اقلق ... مالامر؟
اجابني توماس وهو يحاول الادعاء بانه يأكل ..
هنالك رجل .. يريد التحدث اليك قبل ذهابك
رجل؟..
تعجبت كثيرا . من هوا هذا الرجل .. لماذا يريد التحدث الي .. وبشأن ماذا؟..
-من هوا هذا الرجل توماس؟
-لا اعلم في الحقيقه ولكنه شريك والدتك ..
شريكها...
تلك الكلمه كفيله بأن تعيد نظري الى تلك الهاله السوداء المتحركه ... نعم تلك العين الحاده التي كانت تنظر الي..
شعرت بقشعريره مجددا .. ونظرت الى توماس. ..
وماهو اسم ذلك الرجل؟
ظللت اتمنى في داخلي بأن يتغير اسمه ... ولا يكون نفس ذلك الرجل المخيف ...
البيرتو دولوفو سيلفادور..
بدأ قلبي بالخفقان .. وانا اسمع هذا الاسم المرعب ..
يالهي .. لا ليس هذا الرجل .. مالذي يريديه ... لا اريد رؤيته مجددا ... انه حقاً يبعث طاقه سلبيه الي ..
عم الصمت مجددا ... وقاطعه ريتشارد..
هل تعرفيه؟
لا .. قابلته في الجنازه فقط..
اه .. حقا..
نعم . .. وهل تعلمون مالذي يريده مني ؟..
عاد الصمت المخيف .. لاحظت تبادل نظراتهم على الطاوله ..وهذا اقلقني ..
فقالت لورين
ياله من وسيم صحيح؟
يجب علي تجاهلها !!! .. حقا!! .. هل هذا وقت جيد للمزاح.
انا لا استطيع التنفس جيدا .. ولورين تلقي مزاحها السخيف..
لم اجبها ... التفت الي توماس وقال
يريد التحدث معك بشأن العمل .. هذا كل ما نعرفه ..
كلماته كانت حاده .. ومحذره لاختيه .. وكانه لا يريد احد منهما التحدث عن الموضوع امامي...
مالذي يخفونه عني؟... لم اظهر اهتمامي ... فاكتفيت بردي البارد
حسناً .. ومتى سأراه؟
غدا.. سيأتي الى هنا في الثانيه ظهراً ..
حسنا..
ومع كل كلمه .. كان قلبي يزداد سرعه .. حسنا ماهذا الشعور الغريب الذي يجتاحني ..
انه الخوف .. لماذا اخاف منه ..وكانه مشعوذ ... لا اعلم مالسبب ... ولكنه يثير قلقي كثيرا.
اتصلت علي شين .. لتنقذني من هذه اللحظه الحرجه ..
نظرت الى الهاتف .. وتوقفت معتذره ..
صعدت للاعلى .. واجبتها ..
-مرحبا ..
-مرحبا عزيزتي .. كيف حالك؟
-لا تسأليني عن حالي ..حالي يزداد سؤاً كل يوم ..
-مالذي حدث؟
-لا اعلم .. هل تذكرين ذلك الرجل المخيف الذي تحدثت عنه سابقا؟..
-نعم .. نعم !! .. صاحب الهاله السوداء ..
-نعم !! .. يريد التحدث معي ...
-حقا؟؟؟... مالذي يريده..
-لا اعلم يريد التحدث عن العمل ..
-اي عمل؟
-لا اعلم شين ! .. اظن بانهم يقصدون عمل والدتي معه ..
-يقصدون ..؟ من تعنين؟
-الجميع .. لقد اخبروني الان عن الامر ..وما يقلقني هوا ذلك الجو المتوتر ..
ونظراتهم المتبادله .. وكانهم يخفون عني امر ما .. كالعاده .. لا استغرب هذا ابدا ..
-لا ..لا تقلقي... ستكونين بخير ،.. ومتى ستقابلينه؟
-غداً .. الثانيه ظهراً ..
-اوه بهذه السرعه !
-نعم .. وانا ايضاً كنت مندهشه .. ولم يسألونني عن الوقت المناسب لي .. لا اعلم شين ولكن هذا الرجل يقلقني ..
-اه .. في الحقيقه انه مريب ..ولكننا سنعلم مالذي يريده قريبا .. هذا افضل لك ..والا كنتي ستجنين ان انتظرتي اكثر من ذلك لمعرفة ماذا يريد ..
-معك حق ..
- اذا .. اخبريني .. هل انتي بخير .. ؟
لم استطع اجابتها على ذلك السؤال ..ليس لانني كنت متعبه ...ولكنني حقا لم اعرف الاجابه ..
- كاميليا اجيبي ! لا تخيفيني ..
- وهل سيختفي قلقك ان اخبرتك بانني بخير؟
- فقط ان كنتي تعنينها ..
- حسناً .. انا.. سأكون بخير ..
ـ توقفي عن اخفاء مشاعرك عني !!
- .. لا املك ما اقوله شين .. كل ما بداخلي اوهام تلاحقني على هيئه كوابيس .. انا لا اعلم مالذي اشعر به .. كل ما اشعر به هوا الخوف .. قلبي يؤلمني ..ولا اعلم لمماذا ولكنني اشعر بأنني لن اتخطى الامر بسهوله .. خسران والدتي لم يكن سهلا .. مع انني لم اكن اتوقع بانني ساكون بهذه الحاله بعد رحيلها .. ولكنني .. نادمه .. كثيرا ..
قاطعتني شين وهي تحاول تهدئتي..
-توقفي عن البكاء .. لا اعلم مالسبب الذي يجعلك تندمين .. انتي كنتي رائعه معها ... ولطالما تحدثتي اليها .. وارسلتي لها الزهور والرسائل .. !! هي التي لم تجب على رسآلك ولا زهورك !!! هي التي ابعدتك عنها .. هي التي كانت لا تجيب على اتصالاتك !!! .. لماذا تلومين نفسك يا كاميليا! .. لا افهم هذا .. فعلتي الصواب وانا اعلم بانك لن تندمي ..
قاطعتها وانا اشعر بانني سانهار ..
بلــ ــ ى ... انا نـ ـ ـادمه .. كثيرا !!! .. كان يجب علي ان اسـ ـ ـتمع اليـ ـها ... وابقى بجانبـ ـ ـها .!!! كانـ ـت تحتاج الي !!!! الـ ـ ـى وجود ابنتها .. !!! شعرت بالخزي .. عندما اتيت الى هنا لاول مره ..لارى اين كانت تسكن والدتي !!!!
ومع من كانت تعمل !!!!! .... و... شعرت بالخزي ... عندما تعرفت على اصدقائها الذين دهشوا بوجودي !!!! ...
لم اكن موجوده لاجلها شين !!!! .. انا فتاة سيـ ـ ئه !!! .. انا حقا اكره نفسي ... لـ ـ م اسـ ـتطع ... ان اودعـ ـ ها شين ! .... لم ..
في تلك اللحظه ... لم استطع التحدث .. وكأن لساني انعقد .. مافي قلبي .. لا يمكنني اخراجه بهذه السهوله ..
كرهت نفسي كثيرا .. واستحقرتها... لانني لم اكن كما يجب ... لم استطع ... ان .... اكمل مكان ابي..

بعد تلك المكالمه التي ظلت لمدة طويله ... تجولت عبر المنزل .. لقد كان رائع .. ولاول مره اشعر بان والدتي ثريه للغايه ..
وبأنها تملك كل هذا .. لم افتح الوصيه بعد .. لا اشعر بانني مستعده .. ولكن يبدو بانها تركت لي الكثير من المال ..
وفي الحقيقه ..لا اظن بانني ساستطيع اخذه .. ساتركه لرتشارد وتوماس ... او ساعطيه للجمعيات الخيريه ..
مررت على السلالم ... وعلى تلك الصور المعلقه على الحائط ..
كانت صورنا جميعاً ...توقفت امام صورتها ..
تلك الابتسامه الخاليه من المشاعر التي تظهرها ... لطالما كرهت الصور العائليه .. وظنت بانها
تفقدها جاذبيتها .... وضعت يدي على وجهها ... واغمضت عيني ..لاتذكر كيف هوا ملمس وجنتيها ..
سال الدمع من عيني ... ولكنني .. شعرت بها .. شعرت بها بجانبي.. وكانها لا تزال هنا ... رائحتها تملئ منزلها ..
كما ان ... كل تلك التحف التي احبتها .. كانت لا تزال هنا ... ابتسمت وانا لا اصدق حقا بانها جلبتها الى منزلها الجديد ... كل ماكان ملكاً لابي .. ولها .. تضعه هنا .. وهناك ..
توقفت امام غرفتها لمدة طويله وانا انظر الى ذلك الباب ..
هل يمكنني الدخول؟... هل اجرء على فعل ذلك .. هل حقا يمكنني تحمل هذا العذاب...
فتحت الباب وانا متردده .. ودخلت .. لم تكن رائحتها فقط تملئ المكان ..
لقد كانت هنالك سجائرها .. مطفئه .. وعليها احمر شفاتها ...
وايضا .. معطفها ذا الفرو... فوق الاريكه ..
لم يدخل احدا الى هنا .. هذا واضح .. كل شيء في مكانه ..
اقتربت من المرآه .. وفتحت الدرج .. لارى مساحيق التجميل .. وبعض العطور ..
لم احتمل ... خرجت مسرعه وانا منهاره .. كل شي .. يبدو لي طبيعي ..
الا الحقيقه ..
.
ارتديت بنطال الجينز المفضل لدي .. و قميص ابيض مريح .. و تركت شعري على كتفي .. نزلت للاسفل .. عندما علمت بوصوله .. لقد كنت اشعر بالدوار .. ولكنني حاولت الصمود ..
نزلت للاسفل وانا اسمع صوته الاجش .. لماذا يقشعر جسدي كلما سمعت صوته المخيف ..
وفي الحقيقه لم استطع النظر اليه طوال الوقت .. مددت يدي لاصافحه .. وانا انظر الى الاسفل ..
وبعد هذه المصافحه السريعه .. ابتعدت عنه وجلست بجانب جين ..
وما ادهشني في الحقيقه هوا حديث جين معه ... لقد كان حميم وكانهم يعرفانه جيدا ..
كنت في حاله صدمه .. فلم يخبرني احدهم بانهم على علاقه جيده معه .. كل ما كنت افكر به الليله الماضيه هي تلك النظرات التي اظهروها عندما تحدث توماس عنه ..
لم اقل اي كلمه ... تابعت حديثهم بهدوء .. وصمت .. في الحقيقه لم اكن بمزاج يسمح لي بسماع حدثهم
عن تلك الاعمال الخيريه التي ستقام من قبل هذا الرجل المرعب ..
وبعد مرور الوقت .. قاطعتني جين .. قائله
كاميليا ... البيرتو هوا صديق العائله ...
حقا؟..
تعجبت وانا احاول الالتهاء عن نظراته المخيفه ..
نعم انه كذلك .. كما انه ذراع والدتك الاخرى .. يعتمدان على بعضهما البعض كثيرا ..
صدرت مني ابتسامه باهته .. وانا اقول ..
هذا جميل..
عم الصمت من جديد ...ليقطعه صوته الاجش ..
هل يمكنني التحدث الى الانسه وحدنا؟
اتسعت عيني بعد ان سمعت هذا .. لماذا علي ان اتحدث معه وحدنا ... انا اثق بهم .. واريد سماع هذا امامهم ... في الحقيقه لا اثق بجميعهم فتكفيني نظرات لورين وسوفيا الحاقده وكانني اغتلت احد احبابهم .. ولكن وجودهم يسهل الامر مع هذا الرجل المخيف ... لا اريد بأن اكون معه وحدي ..
وفي دقيقه .. توقف الجميع .. وذهب ... وبقيت انا انظر الى يدي التي كانت ترتجف ...
وكالعادة كنت العب بأصابعي ..لازيل هذا التوتر ...
لم يتحدث لوقت طويل... كان يراقبني بهدوء .. وهذا اخافني اكثر ..
حاولت رفع عيني والنظر اليه .. ولكنني لم استطع ..
فقلت وانا انظر الى الحائط امامي ببرود ...
لم تخبرني مالذي تريده سيد البيرتو؟..
وكأنني لمحت ابتسامه باهته ظهرت منه .. لست متأكده ...ولكنها كانت هزليه ..
اخترق صوته عقلي ..
سادخل في صلب الموضوع ..
- نعم ارجوك ..
- عملت مع والدتك لسنوات طويله .. وكانت ... حسناً .. لقد اقترضت مني الكثير من الاموال ..
و... كانت تأجل تسديدها .. لوقت طويل ... احترم ذلك .. فلقد كانت تحتاج المال .. ولكن .. لم تسدده حتى ... حتى الان .. وبما انها تركت تلك الشركات لك ... فانتي مدينه لي بتسديد قروضها ..
تقدم الي .. واخرج ورقه من حقيبته الجلديه ..
لقد كنت في حاله ساعقه ... وكانني ذهبت الى مكان اخر ... عقلي لم يكن معي في ذلك الوقت .. قروض؟... مالذي كانت تفعله لتأخذ هذا القدر من القروض؟.. انه ليس مبلغاً بسيطاً ..
رفعت رأسي .. وتحدثت بسرعه فائقه والدهشه تعتري ملامحي ..
مالذي فعلته بكل هذه الاموال؟
نظر الي ببروده المخيف .. وقال
اذا لم تخبر ابنتها فكيف لها ان تخبر زميلاً لها ..
ياله من فظ .. في تلك الدقيقه اردت صفعه .. كيف يتحدث الي بهذه الطريقه .. !! وانا في هذا الوضع ..
مر الصمت وانا اقلب تلك الاوراق بين يداي ... لا اصدق ذلك .. حقا لا اصدقه ..
تركت الاوراق من يدي .. .وخللت اصابعي في شعري .. .وانا ازفر ... ولكن هذا لم يساعد ... توقفت .. ومشيت مرارا وتكرارا. ... والصمت يعم .. وبعد دقائق .. التفت اليه وقلت
-حسناً .. بما انها تركت لي كل شي ..سابيع احدى شركاتها .. لاسدد لك ذلك الدين ..
عادت تلك النظره البارده الهزليه في عينيه .. وقال ...
انها ليست بتلك السهوله ..
ماذا تقصد؟
شركات والدتك في حالة افلاس .. لهذا لم تستطع بأن تسدد دينها .. لم يقبل احدا بشراء شركه ذات اقتصاد متدمر ...
قاطعته وانا اشد على يدي ..
- دعني استجمع ... افكـ ـ اري.. مـ ـالذي تحاول قوله؟...
توقف من على كرسيه .. وفي تلك اللحظه شعرت بطولة قامته المرعبه .. وبعرض كتفيه ...
اقترب قليلا .. وسكب القليل من الماء في كأس ..
وقال
- يجب عليك البقاء .. حتى تصلحي الامر .. وتعيدي لي مالي ..
- مـ ـ اذا .. هل جننت !!! ... انا لا اسكن هنا !!! انـ ـ ـ
قاطعها بغضب
- لا اكترث اين تعيشين يا انسه ! كل ما يهمني هوا انك الوريثه الوحيده !
وهذا يعني انك انتي من ستعيدين لي مالي..
... لا .. لا دعني اوضح الامر !!!! .. انا لا اعمل في هذا المجال .. لن استطيع رفع اقتصاد شركات
انا ...لست جيده في الحساب!!! فكيف بأدارة شركات !!!!! .. .هل فهمت؟؟.. هذا لن يصلح .. صــ
- ومالذي تقترحينه؟
وضعت يدي على رآسي ... وانا حقاً اشعر بانني وقعت في بئر لا فرار منه ..
- اه ... لا ..لا اعلم ..
فكرت كثيرا قبل اخبارك بهذا يا انسه ..وصدقيني لا يوجد حل اخر ..
- لا .. لا بالطبع يوجد .. .! فقط اعطيني فرصه لافكر ..
-حسناً ..لا مانع لدي .. ولكنك تعرفين جيدا بانه ليس مسموحاً لك بترك البلاد .. قبل ان
تعيدي مالي..
لم استطع الاجابه .. ظللت انظر الى هذا الشبح المخيف .. وعيناي ممتلئه بالدمع ..
كدت انفجر امامه .. ولكنني حاولت التماسك ... ونجحت في ذلك ..
خرج من المنزل وشعرت بالراحه لذهابه ...
ولكن ماهذا الجحيم الذي اعيشه .. مالذي حدث ... لماذا تغير عالمي هكذا في دقائق..
مالذي فعلته .. الهي ... ارجوك كن معي .. لم اعد احتمل .. انا حقاً ... حقـ ـا فقدت السيطره ..
بكيت طوال اليوم .. وفكرت كثيرا .. كما انني فكرت بالهروب .. وبكل حل ممكن ..
ولكن كما قال ذلك الرجل الغريب ... لا يوجد حل اخر .. يجب علي العمل على الشركات .. لابيعه اياهم ...
ولكن كيف ... كيف ساعمل عليها .. وانا لا اعرف ابسط الامور عن ادارة الشركات ..
لم انم ابدا.. كل ما كنت افعله هوا التفكير ..
قررت التحدث اليه .. فاخبرني انه منشغل .. ولكن يمكنني زيارته في منزله ..
ووافقت على ذلك مع انني كنت خائفه ...
لقد كان منزله كما توقعته .. انيق مثله تماما..
ولكنه ليس عملاقا كما رسمته في عقلي .. ادخلتني الخادمه ورحبت بي ..
وبعدها دلتني على مكتبه ..


اتمنى اسمع تعليقاتكم للمزيد ... شكراً لكم

ريام عبدالزهرة 23-07-16 04:09 AM

مرحباً بكِ عزيزتي..
اولا اهلا وسهلا بك .عزيزتي ماهي روايتك الاولى ..


اولا الروابط ينشئها المشرفين الذين سيعدلون روايتك ..والصور ايضا ينئها المصممين.بعد ان تنزلي اربع فصول لكِ..انا بانتظار روايتك..واعطيني اسم روايتك التي تقولين انها اشتهرت اريد رؤيتها

CFA 23-07-16 04:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريام عبدالزهرة (المشاركة 11458997)
مرحباً بكِ عزيزتي..
اولا اهلا وسهلا بك .عزيزتي ماهي روايتك الاولى ..


اولا الروابط ينشئها المشرفين الذين سيعدلون روايتك ..والصور ايضا ينئها المصممين.بعد ان تنزلي اربع فصول لكِ..انا بانتظار روايتك..واعطيني اسم روايتك التي تقولين انها اشتهرت اريد رؤيتها

صحيح ماهي روايتي الاولى وشكراً عالرد ، اسمها سيدة القصر المظلم

ريام عبدالزهرة 23-07-16 04:26 AM

ابداع..انتِ كاتبة موهوبة ..ابداً لاتتوقفي عن الكتابة ..طبعاً القصة اعجبتني كثيرا ..
السرد جميل,,بس ملاحظة ضعي الحوار بين قوسين.
كاميليا..انتظر بفارغ الصبر لمعرفة مالذي سيحدث لها..اياترى هل سيجعلها عشيقة ..
ام ان لكِ افكار اخرى..
والدتها اين كانت تصرف المال ..
كثير من الاسئلة ..
ان شاللة من متابعينك..فقط حددي الموعد واتمنى تنزلي يومياً حتى الاعضاء يشوفون القصة..
وايضا حتى تبقى بالصفحة الاولى..

ريام عبدالزهرة 23-07-16 04:29 AM

ادخلي صباحاً وستساعدك المشرفات ..وايضاً اذا اردتي مساعدة لاتتردي بطلبها مني

CFA 23-07-16 04:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريام عبدالزهرة (المشاركة 11459038)
ادخلي صباحاً وستساعدك المشرفات ..وايضاً اذا اردتي مساعدة لاتتردي بطلبها مني


شكراً لك اختي ريام على تفاعلك انا حقاً سعيده بتعليقك الرائع .. سأفعل ذلك وبأذن الله سيكون موعدي معكم كل يوم سبت ❤ شكراً مجدداً على المساعده !

وفاءايمن 23-07-16 10:29 AM

فصل رائع ياتري ماذاسيحدث معهاعندماتعجزعن تسديدالدين هل يطلب منهاعلاقةمعهااويتزوجهاوتن جب له طفل بانتظارك بالتوفيق

كاردينيا الغوازي 23-07-16 10:50 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك عزيزتي والحمد لله على عودتك للكتابة مرة اخرى
نورتِ قسم وحي الاعضاء

ان شاء الله حنكون معك كمشرفات وحي الاعضاء في اي شيء تحتاجينه

بالتوفيق في روايتك الجديدة :)

نمارا 23-07-16 11:05 AM

فصل رائع
انا اعتقد انها ستعمل في الشركة ولكن لا تستطيع ثم يقترح ان يتزوجها لكي تحمل بوريث له او انها سترسم وستبع روسماتها

CFA 23-07-16 12:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 (المشاركة 11459528)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك عزيزتي والحمد لله على عودتك للكتابة مرة اخرى
نورتِ قسم وحي الاعضاء

ان شاء الله حنكون معك كمشرفات وحي الاعضاء في اي شيء تحتاجينه

بالتوفيق في روايتك الجديدة :)

شكراً لك وللجميع على الدعم ❤

CFA 23-07-16 02:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاءايمن (المشاركة 11459471)
فصل رائع ياتري ماذاسيحدث معهاعندماتعجزعن تسديدالدين هل يطلب منهاعلاقةمعهااويتزوجهاوتن جب له طفل بانتظارك بالتوفيق

شكراً لك سعيده بحماسكم الصراحه .. بأذن الله بنزل لكم ثلاث مرات بالاسبوع واتمنى تعجبكم ..

CFA 23-07-16 02:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نمارا (المشاركة 11459582)
فصل رائع
انا اعتقد انها ستعمل في الشركة ولكن لا تستطيع ثم يقترح ان يتزوجها لكي تحمل بوريث له او انها سترسم وستبع روسماتها


توقعات رائعه وواقعيه نوعاً ما ..شكراً لك على المرور بأذن الله بنزل الاجزاء القادمه واتمنى تعجبكم ..

CFA 25-07-16 08:08 PM

الجزء الثاني
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت اليوم بأن الموقع لا يحمي حقوق الكتابه لذلك سأكمل ولكنني لا احلل اي احد يسرق افكاري او كتاباتي ويضعها بموق اخر دون اذني .. اقدر لكم تعاونكم وحفظكم لجهدي :reading:
وانتظر سماع تعليقاتكم الرائعه على الجزء الثاني ..

قررت التحدث اليه .. فاخبرني انه منشغل .. ولكن يمكنني زيارته في منزله ..
ووافقت على ذلك مع انني كنت خائفه ...
لقد كان منزله كما توقعته .. انيق مثله تماما..
ولكنه ليس عملاقا كما رسمته في عقلي .. ادخلتني الخادمه ورحبت بي ..
وبعدها دلتني على مكتبه ..
طرقت الباب واخبرته بانني هنا .. لقد كان منهمكا في العمل ..
و تلك الهاله السوداء .. لم تبتعد عنه ابدا ..لازالت موجوده فوق رأسه ..
حاجبيه المرفوعان .. وفكه الغاضب .. اشعرانني بالتوتر ..
شعرت بالاختناق .. ومع ان الجو بارد للغايه .. ولكنني كنت اتعرق ...
خلعت معطفي ... وشعرت بنظراته التي اخترقتني ..
لقد كان صامتاً صمت مخيف .. وكانه ينتظر الاجابه .. دون اي مقدمات ..
ففعلت كما يتمنى ... لم انظر اليه ..
- سافعل كل ما يتطلب الامر لارد لك دينك .. ولكن.. يجب عليك بأن تعلم بانني لا اعلم ابسط الاشياء عن الاداره
وذلك يعني ..بانه .. عليك الانتظار طويلا.. لارد لك ذلك المال ..
لم تتغير ملامحه ابدا ..كلما شعرت به هوا تحرك تلك العضله في فكه .. اما عينيه الناعسه .. فلقد كانت تحتفظ بنفس البرود والجفاف ..
-حسناً .. لا امانع .. ولكن الامر لن يدوم اكثر من سنتين ! ..
كل ما سمعته وظل يرن في اذني طوال اليوم .. هوا
سنتين .. سنتين .. سنتنين .. الامر سيدوم سنتين ؟... ستتخلى عن حياتها .. لمده طويله لتفعل هذا ..
لماذا فعلتي هذا يا امي ... لماذا .. لماذا اوقعتيني بفخ لست بقادره على الخروج منه ..
سمعت صوته يوقظني من ذلك الكابوس ..
هل تريدين بعض الماء؟
لا .. انا بخير..
حسنا .. هل هذا كل شي؟
علمت بانه يعني بانه علي الذهاب ..
فتوقفت بشحوب .. وذهبت .. لم استطع التحدث بأي كلمه ..

وامام منزله .. جلست على اقرب كرسي رأيته.. لم تستطع قدماي بأن تحملاني ..
اشعر بالضعف .. والخوف .. من كل ما يحدث .. اشعر بانني في داخل دوامه .. تسحبني ...
ماذا سافعل .. وبعد ذلك ... توقف عقلي عن التفكير .. كل ما كنت افعله هوا التحديق في الشجر امامي .. والدموع تسيل من عيني كالشلال...
جلست لوقت طويل .. ولم اتحرك حتى بدأ المطر بالهطول .. هوا الشيء الوحيد الذي ايقظني من غيبوبتي المؤقته ..
وفي تلك الدقيقه .. رأيت سيارته تخرج من منزله .. و ظننت بانه لن يراني .. ولكنه توقف .. ورجع للخلف ..
فتح الباب .. واقترب الي ..
- هل جننتي؟..!
لم اجبه .. اكتفيت بالنظر اليه .. والى ملامحه الجذابه وهي تقطر ماء ..
هزني بقوه .. وسحب يدي .. ليدخلني في سيارته .. ويقفل الباب ..
لم اعارضه ..لانني في تلك اللحظه لم اكن بكامل وعيي .. كل ما كنت اشعر به هوا التخدير ..
ركب بجانبي .. ونظر الي ... لوقت طويل .. وقال بصوته المخيف ..
مالذي حدث !!! .. اين هي سيارتك؟
اجبته بهدوء ..
لا املك واحده هنا..
حسناً .. هذا ليس سبباً وجيهاً لجعلك تقفين تحت المطر لهذه المده ..
اي مده؟
انظري الى نفسك ... !! انت كالخرقه المبلله ! ..
وما دخلك انت؟..
غضبت كثيرا من طريقة كلامه معي .. ومن نظراته المشمئزه مني .. ومن منظري .. وكانني قطه
مشرده تلحق به .. ولكن بعد ان نطقت بهذه الكلمه .. رأيت الشرار يخرج من عينيه .. لقد كان مخيفاً للغايه
مع انه لم يجبني .. ابدا .. كل ما سمعته تمتماته باللغة الاسبانيه والتي لم افهمها .. ولم يتحدث الي بعد ذلك ... اوصلني الى منزلي .. وقال بنفاذ صبر
لا يمكنك اضاعة وقت الاخرين هكذا ..
نظرت اليه وانا اغلي في داخلي .. واتمنى بأن اصفعه..
لم اطلب منك ايصالي !!
-حقا؟.. وهل سيتركك رجل وانتي بهذا المنظر ؟
اوه .. شكرا لك .. انت نبيل للغايه ! ولكن كان يجب عليك استغراض مهاراتك الرجوليه على فتاة اخرى !
عض شفتيه .. وابتسم ابتسامته المخيفه وقال
الى اللقاء ..انسه كاميليا
لم اجبه .. خرجت من سيارته مسرعه الى داخل المنزل دون ان انظر الى الخلف ..
انه مخيف للغايه وفي الحقيقه انه الشخص الاول الذي يزرع في داخلي هذا الخوف الغريب ..
عندما دخلت وجدت جين و ريتشارد يجلسان في غرفة الجلوس بهدوء .. وكانهم ينتظرانني ..
رفعت جين عينها بدهشه واقتربت مني
مالذي حدث ... ؟؟.. اين كنتي كاميليا .. لقد ذهب ريتشارد للبحث عنك .
لم استطع اظهار اي تعاطف مع هذا الموقف كل ما فعلته هوا التحديق بها ..
وضعت يديها على وجنتي .. وقالت
- انتي كقطعة ثلج .. هل انتي بخير ..
سحبتني وهي لا تنتظر مني اي اجابه .. ذهبنا للاعلى .. و اجلستني على الاريكه ..
- اخلعي ثيابك .. ساجلب لك ثياب جافه ..
اجبتها بصوتي المخفي...
انا..بخير .
لم اكن اريد عطف اي احد ... لست بحاجه لاحد ... انا استطيع تدبر اموري ..
حدقت بي جين لوقت طويل .. وقالت
ماذا ستفعلين؟
سال دمعي دون ان اشعر .. فرفعت يدي بسرعه لامسحه ..
سافعل كل ما يتطلب الامر ..لافر من هذا الجحيم مره اخرى ..
وكأنها صدمت من ما قلته .. هذه هي الحقيقه ..كلما اتيت اليهم .. وكانني اقحمت نفسي في دوامه !
جلست جين بجانبي.. ومسكت يداي .. وقالت
يجب عليك طلب المساعده.. لا تستطيعين انجاز هذا وحدك ..
لا اعرف رجل اعمال .. او امرأه تستطيع مساعدتي ..
سنبحث سوياً .. عن شخص يقدم المساعده ..
- دون مال؟.. حقا؟.. هل تظنين باننا سنجد؟
نعم سنجد .. بالطبع ستعطيه اجره ولكن متأخرا ..
رفعت رأسي .. وانا امسح دمعي مجددا ..
ساجد حلاً..
- نعم انا متأكده من انك ستفعلين . هيا غيري ثيابك .. انزلي للاسفل .. سأحظر لك حليب الكاكاو
الساخن...
-شكرا لك جين..
كنا نجلس جميعنا في غرفة الجلوس .. وكالعادة الصمت الغريب يعم ..
فقررت قطعه .. بمفاجئتي الصغيره ..
كما تعلمون جميعاً .. بانه علي البقاء هنا حتى استطيع انهاء دين والدتي ..
لم ارى اي نظرات تعجب .. وكأن الجميع يعلم بهذا القرار ..
نظر الي ريتشارد وقال
هذا خبر سعيد .. سررت بسماعه ..
ضحكت في داخلي .. سعيد؟... حقاً .. التخلي عن حياتي .. وعن عملي .. سعيد بالنسبه لهم بالطبع .. فانا التي سترد هذا الدين اللعين ... ولكنني علمت بانه كان يحاول تخفيف الامر علي.. ابتسمت له بجفاف.. بينما قال ..
تعلمين بأن هذا المنزل هوا منزل والدتك كاميليا .. كما انه .. يمكنك .. بيعه .. لتستطيعي سد بعض الدين ..
في تلك اللحظه كل ما استطعت ان اراه هوا وجه لورين و سوفيا المندهشات ..
توقفت لورين وقالت بغضب
ولكن ماذا عنا !!! .. هذا منزلنا ايضا !! ..
واكملت سوفيا ..لتساند اختها ..
لا .. لا يمكنها فعل ذلك ! .. نحن غير مسؤلون عن دين والدتك !!! ..
قاطعهما توماس.. بحزم
انه منزلها !!! .. ويمكنها فعل ما تريده !!! ..
فردت لورين وهي غاضبه
- لا ... توماس توقف عن مساندتها وعدم مساندة اخوتك !!!!!
فقاطعهما ريتشارد
- لورين !!! انه منزلها !! .. كما قلت سابقا .. يمكنها فعل ما تريده
كنت اشاهد هذا النقاش الحاد .. المتحدث عن حياتي الشخصيه وقرارتي .. والذي يبدو بانه لا رأي لي فيه بصمت ..
التفت سوفيا الي وقالت
- لا تكوني انانيه كعادتك يا كاميليا !!! ..هذا ليس منزلك ! لم تعيشي هنا قط ... هذه المره الاولى التي تأتين الى هنا !!
فقاطعتها لورين ..
- نعم !! حتى وان كتب المنزل بأسمك ... لا تستطيع التخلص منا بهذه الطريقه .. هذا المنزل يحمل الكثير من المعزه علينا .. كما اننا لن نخرج منه حتى وان اردتي..... هل تفهمين !!!! ...
صرخ توماس بغضب
- بلى !!! ستفعلان !! .. وانا من سيخرجكم منه .. ماهذا التصرف المقرف!!!! .. انه ليس منزلكم ..كيف تستطيعون
قول هذا لمن تملكه!!! ..
توقفت لورين وقالت وهي تصرخ ايضاً
- لا تتدخل توماس !! يكفي هذا !!! ...
ازدادت اصواتهم بالشجار ... بينما شعرت بان الارض تدور وتدور من حولي .. وبانني اشعر بالغثيان ،،، واكاد افرغ كل ما بداخلي ... تلك الاصوات الصارخه في داخل عقلي .. جعلتني اشعر بكل ما كنت اشعر به في صغري
عدم الامان .. والخوف ..والقلق .. والتوتر ...فبدون علمي .. خرجت مني تلك الصرخه .. والدمع يتساقط من عيني ..
- توقـفــــــــــــــــــــ ــوا ! !!!!
صمت الجميع ونظر الي بدهشه .. انها المره الاولى التي اصرخ بها هكذا ..
واكملت بحزن وعضب !
- لـــــــن ابيع المنزل !!!! توقفى عن الشجــــــــــار!.. ساعيد تشغيل شركات امي .. وسابيعها لارد ديني !!!!!! هذا ما سأفعله !!!!
عم الصمت من جديد... والكل شعر بالخجل ... بينما اخذت هاتفي وصعدت الى الاعلى ..
وتحدثت الى شين كالعاده ..
- نعم يجب علي الرجوع الى نيو يورك لاجلب اغراضي.. فيبدو بانني سابقى هنا لمده طويله جدا...
- هل تمزحين كاميليا .. لا اصدق هذا .. ولكن ماذا عن شقتك؟ .. ماذا ستفعلين بها ..
لا شي .. انا حقا متعبه من التفكير .. كل ما افكر به هوا .. انقاذ نفسي من كل شي .. وكأن العالم كله يحاربني ..
- لا تقولي هذا .. انتي قويه كاميليا تستطيعين تحمل هذا ..
- لا اظن ذلك .. ليس بعد الان .. بدأت انهار شين ..لا اصدق بانني ساعيش هنا .. مجددا ...
انتي الان في الخامسه والعشرون من عمرك كاميليا ! .. لستي طفله كالسابق.. كما ان لم يعد هنالك شخص يستطيع التحكم بك بعد الان. .. هذا المنزل منزلك ..
قاطعتها وانا غاضبه
لا .. لا انه ليس منزلي شين ! .. لقد كانو محقين عندما اخبروني بانه ليس منزلي .. لا يكفي بأن يكون المنزل بأسمي .. ليكون لي ..انا لم اعش به .. ابدا .. كما ان هذه المره الاولى التي .. اراه .. اما هم .. فلقد عاشوا به لمده طويله .. ويحملون ..بعض الذكريات له .. كم انا مشوشه ..
كاميليا يمكنهم شراء منزل جديد ... تعلمين بان ريتشارد يملك المال !
- لا اظن ذلك .. توقف ريتشارد عن العمل بعد مرضه .. وتعلمين جيدا بان تكاليف علاجه غالية الثمن .. كما انه ذهب للعلاج في اكثر من دوله..كما ان لورين وسوفيا جشعتان للغايه ...

نعم .. ولكن .. لا اعلم ...حسناً دعينا لا نتحدث عنهم .. تعلمين بانني ساشتاق لك كثيرا ..
وانا ايضا .. سأتي لتوديعك لا تقلقي..
حسناً .. ساكون بأنتظارك .. وهل ستذهبين غدا الى الشركه؟
نعم .. يجب علي فعل ذلك .. ساتحدث معهم عن تجديد الاعمال .. فعندما قرأت ملفات امي .. يبدو بانها كانت مهمله العمل للغايه .. هنالك عمليات توقفت عن تكملتها منذ وقت طويل .. كما ان بعض شركائها غاضبون للغايه ..
حقاً.. اتمنى بأن تنجحي في هذا ..
اتمنى ذلك ايضا .. انا حقاً خائفه .. كما ان هذا الرجل المخيف سيكون هناك ايضا ..
حقاً .. وماذا يفعل في الاجتماع؟
انه شريك والدتي ايضا ... في الكثير من الامور ...يبدو بانني عالقه معه في كل الجهات ..
-يالهي ..
...........................
استيقظت وانا اشعر بالارهاق .. وكانني لم انم ولا دقيقه .. وجهي كان مرهقاً وشاحب ..
كما انني لم افكر بوضع مساحيق التجميل ابدا ..
ارتديت فستان ضيق .. ازرق اللون .. و اسدلت شعري على اكتافي كالعاده ..
اخذت معطفي وبعض الاوراق من غرفة والدتي .. و خرجت ..
ريتشارد وجين تمنيا الحظ لي .. ولكنني شعرت بخوفهم وكأن الامر .. خطراً للغايه ..
هوا كذلك .. ولكنني احاول نسيان هذا ..
كنت سعيده عندما استقبلني مدير اعمال امي ..شعرت بالامان بمجرد وجود شخص ما بجانبي..
لقد كان رجل في الثلاثين من عمره .. ذات عين زرقاء اللون ... وشعر اشقر .. ابتسامته مريحه للغايه يبدو لي بانه ليس اسباني ..
-مرحبا انسه كاميليا .. انا مدير اعمالك .. توم جيرلد ..
صافحته وانا سعيده لسماع ذلك ..
سعدت بلقائك ..
- تحدثنا كثيرا عن كل تلك المشاكل والفوضى العارمه التي تركتها والدتي ..
ويالها من فوضى ... بقيت صامته لمده طويله ..انظر الى تلك الملفات امامي .. بدون اي حركه ..
في الحقيقه كنت في حالة صدمه .. هذه الامور تتطلب سنين !!! .. ان الامر يبدو كأعادة بناء الشركه من جديد ..
نظر الى توم بعد صمتي المخيف ..وقال محاولاً التخفيف عني
لا تقلقي.. ستكونين بخير ..
انزلت رأسي محاولة اخفاء تلك الدموع عنه ... ولكنه اكمل
سنفعل ما بوسعنا .. لا تقلقي.. سنجتمع الان مع جميع الشركاء .. ونتحدث معهم عن هذه التغيرات ..
اتمنى بأن .. يمنحونا فرصه اخرى ..
- سيفعلون .. هيا بنا ..
في تلك اللحظه شعرت بقلبي يقع في الارض ..
انها المره الاولى التي اتحدث بها في اجتماع .. مع كبار الشخصيات .. و ... وذلك الشخص المخيف هوا اكبر مخاوفي.. ماذا ساقول؟.. هل حقا ..ساتذكر ما اتفقنا عليه انا و توم ..
دخلت الى تلك القاعه .. يالها من طاوله عملاقه ... يوجد هنالك عشرون شخص ..
ولكن تلك العينان المخيفه هي اول من التفت اليها .. تحاشيت النظر اليه .. ولهيت نفسي بذلك القلم الموجود على الطاوله .. نظرت الى توم بقلق .. وابتسم لي ليطمئني ..
توقفت بعد ان شربت بعض الماء ... وقلت ..
مرحبا .. جميعاً بما اننا جميعنا هنا .. سأبدأ بالتحدث .... اعرفكم بنفسي.. انا .. كاميليا سايروس...
ابنة السيدة جيسي رونالد... علمت موخراً ..بهذه الفوضى العارمه .. وفي الحقيقه ... انا متأسفه على كل تلك الخسائر
التي حدثت لكم ..وكما تعلمون شركة والدتي هي اكثر من تضرر .. الكثير منكم ..يريد سحب تلك الشراكه .. وفسخها .. ولكن هذا حقاً لن يكون القرار الصائب..
قاطعني صوته الاجش والذي زاد من توتري.. قائلا
- لماذا؟.. مالذي يضمن حقوقنا بعد الان؟
نظرت اليه بغضب ...لانه هوا السبب الرئيسي لهذا الجحيم الذي اعيشه ومع هذا لا يتيح لي الفرصه لاكسب !
اجبته ببرود ..
- الا يكفيك وجودي كضمان؟... كما تعلم يا سيد البيرتو .. انسحابي عن هذا الامر سيتسبب بخسارة حريتي ! .. واعتقالي على ما اظن .. يوجد ..هنا .. عشرون شخص ! مما يعني ..عشرون دين ! .. وعلي ردهم جميعهم .. ولكنني للاسف لا املك تلك المبالغ الطائله ..لارد دينكم ..واقفل هذه الشركات اللعينه ..
نظر الي توم وهو مندهش ..من كلماتي الغاضبه ..ونظراتي التي وجهتها الى ذلك الرجل البغيض .. ومع ذلك فلقد كان الجميع مندهش من كلماتي .. ماعاده .. تلك الابتسامه البارده التي ظهرت على شفتيه زادت غضبي..
اكملت وانا احاول الضغط على يدي ..وتهدءت نفسي..
لذا ... لذا يجب علي اعادة بناء هذه الشركه ..وتشغيل الشركات الاخرى ..لاستطيع كسب المال ... لذا ارجوكم ..تعاونوا معي .. ولا تفسخو تلك العقود.. لانني حقا .. احتاج لمساعدتكم ! .. ولن استطيع فعل هذا دون دعمكم ...
فرحت كثيرا عندما قبل معضمهم العرض ..واكملو الشراكه .. .
استمر هذا الاجتماع لساعات طويله ...ونحن نناقش المشاريع الجديده .. وطوال هذا الوقت شعرت بعيناه تراقباني.. ولكنني كلما نظرت اليه .. اجده مشغولا في تلك الاوراق ..يبدو بانني اصبحت اهلوس من تلك النظرات المرعبه ..
تمنوا لي الحظ ..وذهبوا جميعاً .. ولكنه ظل جالساً ..
نظرت اليه بعد ان رفعت حاجبي بتعجب
هل هنالك امر ما؟..
لا .. اردت تهنئتك ...لقد نجحتي في اول خطوه..
مد يده ليصافحني ...
ابتسمت بجفاف وقلت
اوه .. لم اكن اعلم بانك في صفي .. فمحاولتك احراجي اليوم كادت تنجح ..
رفع حاجبيه .. بتعجب واستهزاء .. قائلا ..
ماذا تقصدين..؟..
لا شيء..لا عليك ..
التفت لاجمع اغراضي ..ولكن صوته المخيف قاطعني ..
اه ..يبدو بانك حساسه للغايه يا انسه كاميليا ... لم اكن اقصد احراجك ..ولكن يجب علي معرفة حقوقي قبل القبول
بشرط كهذا .. والذي جعلني اخسر اموال طائله .. لن اغلط نفس الغلطه ..
نظرت اليه بنفاذ صبر .. في الحقيقه لقد كان معه حق ..ولكن ما ازعجني حقاً ..هوا اسلوبه المتعجرف ..ونظراته المتعاليه وتعابيره الخاليه من المشاعر ... ! .. نعم .. عيناه الناعسه تحمل برود مخيف ..
-معك حق .. لقد توترت قليلا ..
ظهرت تلك الابتسامه الهزليه مجددا .. فجمع اوراقه وذهب قائلا ..
لا بأس قبلت اعتذارك..
تمنيت صفعه في تلك اللحظه .. اي اعتذار يقصد هذا الابله .. يالهي لا اصدق ذلك ! .. لا يطاق حقاً لا يطاق..
عدت الى المنزل وانا حقاً اشعر بالراحه ..وبأن حملاً زال عن ظهري ..
لم ارد التحدث الى احد في ذلك اليوم .. جلست طوال اليوم في غرفة نومي..
امام النافذه .. اجلس على تلك الاريكه المريحه .. واحمل كوب القهوه في يدي .. وتلك الاوراق حولي تجعلني اشعر بالارهاق .. لم اعد استطع فهم ذلك .. ان تلك الصفقات والعقود معقده للغايه ..
وظلت حالتي هكذا لمدة اسابيع .. ابكي في ساعات كثيره من الليل .. ولا استطيع النوم ..
اشعر بالوحده .. وبالتعب .. والخوف..
شعرت بان حالتي تزداد سوء مع الوقت .. لم يكن لدي وقت للاكل .. او للخروج والاستمتاع بوقتي..
كل ما كنت اراه هي تلك الاوراق المبعثره امامي ...
طرقت جين الباب .. ودخلت بهدوء..
مرحبا ..
-مرحبا جين
ماذا تفعلين .. تعملين كالعادة؟
ابتسمت لها .. واجبتها
نعم..
تعلمين بانك ترهقين نفسك كاميليا .. يجب عليك الخروج قليلا .. انظري الى نفسك انتي شاحبه
لا تقلقي جين .. انا بخير ولكن علي العمل بأسرع وقت ممكن ..فهنالك الكثير من الامور يجب علي حلها ..
ولكن ليس بهذه الطريقه يا كاميليا! .. انتي تعرضين نفسك للخطر ..
-انا حقاً بخير ..
مر الصمت لدقائق .. وانا انتظر مالذي ستقوله مجددا ..
اخرجت ظرف من بيد يدها .... ووضعته امامي ..
انه لك ..لقد كان في البريد...
تعجبت قليلا ..
حقا؟.. من ارسله؟
السيد مارت قوقس..
اه .. انه احد شركائي ..
اخذت الظرف وفتحته ... بينما خرجت جين معتذره ..
لقد كانت دعوة احتفال خطبة ابنه..
يبدو بانه سيقيم احتفالاً كبيرا .. تعجبت في البدايه من دعوته لي ... فلطالما كانت تلك الاحتفالات عائله ..ولكن
لا اعلم ماهي عادات الاسبان في هذه الامور ..
..........................
وفي يوم ذلك الاحتفال .. ارتديت فستان اسود اللون .. ووضعت عقد المجوهرات الخاص بأمي ..على عنقي ...
اسدلت شعري على كتفي .. وذهبت مسرعه ...
وياله من احتفال رائع .. انه فخم للغايه .. وهنالك الكثير من شركائي حاضرون ..
اقتربت من السيد مارت .... ومددت يدي لاصافحه
مرحبا ..
-اوه اهلا بك انسة كاميليا ..تبدين في غاية الجمال ..
ابتسمت له ..
-شكرا لك ..
بينما مسك يدي .. وقادني الى مجموعة رجال ..
ساندي... انها الانسه كاميليا ..ابنة السيدة جيسي...
اخافتني نظرات الرجال ..ولكنني حاولت التماسك ...
مددت يدي لتمسك بيد الرجل امامي ..
اصابتني قشعريره مخيفه ... وانتابني خوف لا ارادي .. ولكنني
ابتسمت له .. وتعرفت على باقي رجال الاعمال .. وبعد التحدث قليلا .. اعتذرت وذهبت عنهم. ..
لم اكن املك احدا اعرفه هنا ...ولكن كل ما كنت اريده في تلك اللحظات هو الابتعاد عنهم ..
اخذت كأس الماء الموجود على تلك الطاوله العلاقه .. ومشيت ..ابتعدت عن الاحتفال و ظللت انظر الى ذلك المنزل الجميل..
يحمل الكثير من اللوح الفنيه .. توقفت امام تلك الامرأة الجذابه .. لديها عينان ..مليئه بالدفء ..والحده والغموض..
لقد كانت تشبه النساء الغجريات .. تحمل شعراً اسود .. كثيف .. وانف حاد.. تذكرني بشخصا ما ... ولكنني لا اعرف من يكون .. شعرت بالقشعريره عندما سمعت صوته الاجش خلفي..
يبدو بان الاحتفال لم يعجبك ... -
التفت لارى تلك العينان التي لا استطيع النظر اليها خشيه من ان اضيع في ظلمتها ..
لم استطع الابتسام من شدة توتري ذلك الوقت .. ابتعدت عنه قليلا لاستطيع اخذ انفاسي..
وحاولت الابتسام ..
- لا .. انه احتفال رائع .. ولكن تلك الرسومات شدتني..
رفع عينيه .. ونظر الى تلك اللوحه لوقت طويل ..
ابتسمت عندما رأيت نظرته الدافئه .. و التي تحمل معاني لم افهما .. فقلت بهدوء لاقطع هذا الصمت
- انها جميله للغايه ..
اجابني وهو ينظر اليها ويبتسم .. ولكن ..لم تكن تلك الابتسامه الهزليه ..لقد كانت ابتسامه حقيقه ...تظهر حنان مختبئ .. ولاول مره ..اشعر بانني لست خائفه منه .. فقاطعني قائلا
- تملك ابتسامة جميله للغايه..
نظرت الى تلك اللوحه مره اخرى ..ولكنها لم تكن تبتسم ..
-هل تعرف من تكون؟
مالذي يقصده هذا الرجل ... شعرت بالغرابه وانا انظر اليه محدقه .. ولا املك ما اقوله له
سمعت ضحكته الخافته .. ولكنها تبدلت بنظرات مليئه بالحزن .. والخيبه .. فقال ...
- انها والدتي.. .
اتسعت عيناي .. وانا انظر اليه .. وانظر الى اللوحه مجددا .. نعم !!! انها عيناه ..
يحمل نفس الحده .. وتلك النظره الغجريه المليئه بالغموض ....
فصدرت مني شهقه رغماً عني ..
يالهـ ـى...
فنظر الي بتلك النظرات المخيفه .. مجددا .. فحاولت التحدث بتوتر ...
اعني .. انها .. جميله للغايه ..
نعم لقد كانت كذلك ..
نظرت اليه مجددا .. كانت كذلك؟..

هل يعني بانها توفت ..؟...
-هل هي متوفاه؟
- نعم..
اجابني دون النظر الي .. وفي تلك اللحظه سار مبتعداً عني دون ان يقول اي شي.. اردت ان أساله ..مالذي تفعله هنا هذه اللوحه ...لوحة والدتك في منزل السيد مارت؟.. ولكنه اختفى بين الحشود..
-ونظرته المخيفه لم تفارق مخيلتي...
شعرت بنظراته ترافقني في كل مكان .. اذهب اليه ...من ما جعلني اشعر بالتوتر طوال الوقت ..
اقترب توم مني ... وعندما رأيته ..اقسم بانني شعرت بانه ملاك اتى لينقذني من هذا الاحتفال المربك ..
ضممته بقوه ..بعد ان شعرت بأن ما فعلت كان خاطئا ..
ابتعدت قليلا وقلت
اسفه ... ولكنني سعدت برؤية شخص اعرفه ..
ضحك لمدة طويله ..
وقال لا بأس...هل ترقصين؟
ابتسمت له بتعجب ..وقلت
بالطبع ..! .
اقترب مارت مني ومن توم ..هوا والسيد البيرتو .. شعرت بالتوتر ... كالعاده كلما يقترب مني هذا
الوحش الاسباني اشعر بالضعف .. واكره هذا ! ..
-اسف على المقاطعه ...ولكن هل يمكنني استبدال توم بالبيرتو..
اتسعت عين البيرتو وكأنه تفاجئ معي تماما ...
ابتعد توم مع السيد مارت ..وظللت واقفه وسط الحشود الراقصه انتظر من هذا الفظ الرقص معي ! ..
وبعد دقائق... اقترب مني .. ووضع يديه على خصري ..
شعرت بتوتره لاول مره .. وبتصلب يديه حول خصري .. لقد كان يتصرف كالرجل الالي ...
ولاول مره في حياتي .. ارقص بصمت ..دون اي كلمه .. لم نتواجه ابدا اثناء تلك الرقصه .. كل ما كنت اسمعه هوا صوت انفاسه الغير منتظمه. .
لم يتوقف نبضي عن التسارع .. وبعد انتهاء الرقصه .. ابتعد عني مسرع وكانني مصابه بمرض معدي ..
لم ينظر الي .. رفع يديه ليوسع ربطة عنقه ..وكانه يشعر بالاختناق ..
- اعتذر ..
وذهب مره اخرى .. ولكن هذه المره ..لحقته بهدوء .. لقد انتابني الفضول لارى اين سيذهب ...
خرج الى الحديقه .. لقد كان يتنفس بصعوبه ... وكانه اصاب بكتمه ..
هل علي مساعدته ؟.. هل .. هل يجب علي اعطائه بعض الماء ..
دخلت مسرعه لاحظر له بعض الماء .. ولكن يبدو بانني تأخرت ..
دهشت عندما رأيت تلك الفتاة تمسك بيديه .. وتقول
- انا احبك الا تفهم !!! كيف تستطيع فعل هذا بي .. كيف ! .. البيرتو ..لم ترقص معي يوما! .والان اراك تفعل هذا مع امرأه لا تعرف عنها شيء !!!! ...
ادخل اصابعة في شعره الغزير ..وابتعد عن تلك الفتاة قليلا وهو يقول بنفاذ صبر ..
سابرينا توقفي !!! .. كم مره يجب علي اخبارك بهذا! ..

البيرتو .. انت لم تستطع ايجاد اي امرأه ...تسلب عقلك وقلبك ..لماذا ترفض اعطائي الفرصه ..!!! لماذا ...تعلم بانني سافعل اي امر يشعرك بالسعاده .. ولكنك لا تزال ترفضني ..اخبرني ماهو السبب !!!

الا يكفي انني لا احبك ؟. سابرينا انتي كأختي .. لا انظر اليك كـ ـ... لقد تربينا سوياً و كنا اصدقاء منذ الطفوله
قاطعته وهي تبكي وتصرخ في وجهه ..
وماذا علي افعل لاجعلك تغير تلك النظره اللعينه !!!!! ..
اقتربت منه وحاولت تقبيله ولكنه ابعدها عنه بقوه ..
هل جننتي !!!!! ... سابرينا انتي ثمله .. اخلدي للنوم الان !!! .. فصدقيني لا تريدين اثارة فضيحه في هذا اليوم المميز لاخاك !
اتسعت عيناي وانا انظر اليهم ... وكأن العالم توقف قليلا ..
اخاك؟.. اذا هي ابنة السيد مارت؟... ولكن .. ما لم استطع فهمه ..هوا صلة البيرتو بهذه العائله المريبه؟..
ابتعدت مسرعه بعد سماع هذا .. في الحقيقه لا احتاج لمزيد من التشويش .. وايضاً ..لماذا اهتم في حياته الخاصه ..
يبدو بانها حقاً تحبه .. تحبه كثيرا .
اثناء دخولي للقاعه .. اقترب رجلاً وامسك بيدي ..
شعرت بالذعر .. وابتعدت عنه .. ولكنه ابتسم بهدوء ابتسامه مخيفه .. وقال
-اعتذر هل اخفتك؟.. السيد مارت يريد التحدث معك .. انه في مكتبه تفضلي معي
قادني الى مكتبه .. وبعد دخولي..
شعرت بالخوف ..لا اعلم لماذا .. ابتسم السيد مارت لي .. و قال
تفضلي انسه كاميليا ..
جلست بهدوء وانا انظر الى مكتبه الفاخر .. والى تلك المكتبه العملاقه امامي.. كما انن نظرت الى تلك التحف الجميله
يبدو بانها غالية الثمن .. التفت اليه وانا اشعر بالتوتر .. وكل ما كان يفعله هوا النظر الي بطريقة مريبه .. وهو يحمل السجائر في يديه ... ويخرج ذلك الدخان من فمه بنفاذ صبر .. فقلت
هل كل شي على ما يرام سيد مارت؟
في الحقيقه ..ليس كل شيء ..هنالك امراً ما لم نتحدث به بعد..
اقترب مني .. ووضع يديه على وجهي .. وبدأ يمرر اصابعه القذره على وجنتي ..
حاولت التوقف .. ولكنه امسك بي بقوه .. ووضع يده على فمي عندما حاولت الصراخ ! ..
- لن تستطيعي الهرب مني !! .. ابداً ..
حاولت التحدث اليه ولكن كل ما كنت انطق به كان يدفن تحت يديه الغليظتين ..
لم اعلم مالذي يجرى .. ماذا يريد مني ؟؟؟... هل هوا منحرف ام ماذا !!!
ابعدت يده بقوه .. عني وصرخت
مالذي تريــــــده مني !!!
- اريد ماهو ملك لي .. !!!
ابتعدت عنه بخوف .. ولكنه يقترب مني بسرعه ..
- هل انت ثمل؟؟؟.... لا املك امرا يخصك !!!! ..
- للاسف ..تملكين الكثير !!! ...ليس امرا واحداً ...
انهمرت دموعي على وجنتي وانا انظر اليه برعب
مالذي تقصده !!!
ادخل يديه في شعري .. وسحبه بقوه ليقربني اليه ..
لقد كان يتكلم واسنانه متطابقه وكانه مشمئز مني ..
-تملكين اموالي الطائله ! .... اموالــــــــي التي صرقتها والدتك الخائنه ! ..
اتسعت عيناي في تلك اللحظه وكأن ماء مثلج قد انسكب علي ....
- امي؟...
مالذي فعلته امي ؟؟... ليس مجددا .. ارجوك يا الهي انقذني ..
صرخت وانا ابكي واحاول ابعد يديه التي كادت تقتلع رأسي...
- عن اي امـ ـ ـوال تتحدث !!!!
- اوه .. ابنتها الوحيده لا تعلم بالامر؟.. هل حقاً تريدينني تصديق ذلك؟..
صرخ وهو يمسك بيدي بقوه تكاد تكسرها ..
- اين هي اموالــــــــــي؟؟؟؟.... تكلمي ايتها الحمقاء !!
اقـ ـ سم ..اقسـ ـ م لك لا اعلم عن اي اموال تتحدث !!!
دفعني بقوه على الكرسي .. لاجلس..
-حسنا ..سنتحدث الان بجديه !! ..
اخرج من مكتبه سلاح .. وبعدها بدقائق اخرج طلقات ليحشوه ..
كتمت انفاسي وانا انظر اليه بدهشه ..
مـ ـ اذا تفعل !!! !.. ماذا تفعل !!!!!
اردت الهروب ولكنه امسك بي مجددا ووضع السلاح على رأسي .. قائلا
- اسمعيني جيدا ! .. لا اكترث ان كنتي تعلمين ام لا كم كانت والدتك قذره .. ولكن ما يجب عليك معرفته هوا انها اخذت اموال طائله ..واخبرتني بانها ستعيدها ..ولكنها لم تفي بالوعد .. والان .. ستذهبين الى المصرف ..وتجلبين كل ما تركته والدتك !!! ..
- اقسـ ـ ـم بانها لم تترك لي فلساً واحدا .. لقد ... كل ما تركته ..هي تلك الديون...
صرخ مجددا بعد ان صفعني بقوه اوقعتني على الارض ....
لا تكذبـــــــــــــــي !
اقــ سـ ـ م .. اقـ ـ سم لك ..لهذا اتيت لاعمل على تلك الشركات !! ..لارد دين الكثير ...
لم استطع التحدث ..لقد كانت كلماتي غير مفهومه .. ودمعي لم يتوقف ابدا ..
وضع يديه على رأسه وهو غاضب للغايه ..لقد كان مخيف جدا .. وجهه تحول الى اللون الاحمر .. وعيناه برزت ..
كل ما كان ينطق به هوا تلك اللعنات المستمره ..
حسناً ..حسناً ..اسمعيني جيداً ... ساعطيك مهله .. شهران ! ...فقط !! .. ان لم تجلبي تلك الاموال !!! فلن ارحمك
هل تسمعييين !!!
شهران !! ...كيف .. كيف ساستطيع فعل ذلك في شهران هل جن؟....ولكنني خفت كثيرا لم ارد بأن اجيبه
كل ما تمنيته هوا الابتعاد عن هذا المكتب اللعين ...
وقبل خروجي منه .. امسك يدي بقوه ..
- ان علم اي احد بهذا .. اقسم لك يا كاميليا ! ... لن تكونين حيه ! وعائلتك ايضا!!! ..
صرخت في وجهه عندما سمعته يتحدث عن عائلتي ...
-يمكنك فعل ما تريده بي !!!! ولكن ابتعد عن عائلتي!!!!!!! ..
ظهرت تلك الابتسامه الخبيثه على شفتيه ..
- احضري لي اموالي ..وسابتعد عنكم جميعكم ! ..
خرجت مسرعه ..ودخلت الى دورة مياة النساء ..واقفلت الباب خلفي ..
... سقطت على الارض ..وبكيت طويلا .... وانا اضع يدي على فمي لاكتم تلك الشهقات العاليه ..
ماذا سافعل ..؟؟؟؟ ماذا سافعل؟؟.. كيف ... كيف سأحل هذا الامر .. !!!! يالهي .. ماذا سافعل ....
مين اين لي بهذا المبلغ مين اين !!!! ... اهه .. لا يا الهي ... ماذا سافعل ...
لم استطع التفكير بأي حل .. كل ما فعلته هوا البكاء .. وبعد وقت طويل ... توقفت امام المرآه ..لارى شكلي المرعب
لقد كان شعري اشعث ... و مساحيق تجميلي دمرت تماماً ..
ركضت الى الخارج بعد ان عدلت من شكلي.. واخذت معطفي ..وهربت .. هربت من هذا المكان اللعين ..
يبدو بان اللعنه تخصني انا فقط ...فكلما ذهبت الى مكان ...لاحاول تعديل ما يحدث لي ... يصبح وضعي اسوء ....
حمدت الله كثيرا لان جميع من في المنزل نائم .. دخلت الى غرفتي ... واكملت ذلك البكاء الهستيري .. ولم استطع النوم ابدا .. هل علي اخبار شين؟.. لا .. لا لن اعرض احد لهذا الخطر .. لن افعل .. لن اخبر احد ...
تذكرت ذلك السلاح المحشو على رأسي .. وبكيت مجددا وانا اضع رأسي بيد يداي .. وادعوا بأن يكون هذا كابوس..
وساستيقظ منه ..
لن اقول بانه اسوء يوم في حياتي ..
لان حياتي لم تعد متوقعه اطلاقاً..
وبعد مرور اسبوع .. لقد كنت اتحاشى الجميع .. ولم اكن في مزاج للتحدث مع اي احد .. !
علمت بأن لدي اجتماع مع البيرتو .. ولم ارد ان اراه ابدا... لا اريد رؤية اي احد منهم ..
كنت خائفه كثيرا وانا ادخل الى مكتبه ...
يداي كانت ترتجفان .. ولم اعد قادره على النظر اليه ابدا ..
حاولت التماسك .. ولكنني لم استطع ...
لقد كان ينظر الي بتعجب .. بدأنا بالتحدث عن العمل ..
وعندما اقتربت منه لاريه تلك العقود ..
كانت يداي ترتجفان ..والورقه تتراقص بينها ..
نظر الي .. وقال
هل انت بخير؟..
ابعدت يدي بسرعه .. وقلت بهدوء
نعم ....نعم... نعم انا بخير .. !
نظر الي .. ولم يكن ينظر الي..بل كان ينظر عبري..
عيناه الداكنه اشعرتني بالدفء لدقائق ..
ولكن بعد ذلك .. توقف ..وتحولت تلك النظرات الى نظرات مرعبه ..
اقترب مني ..وبدأت الدموع تتجمع من عيني ...
مالذي تريده ايضا !!
امسك بيدي بقوه ..فصرخت وانا خائفه.. فوضع يده على فمي ....
اهدئي .. ماذا بك ...
حاولت مقاومته بكل ما لدي... حتى صفعته بقوه ..
ابتعد عني وعيناه متسعه .. تحركت عضلة المخيفه ..
وقال ببرود عيناة المرعبه
هل جننتي؟
ابـ ـتـ عد عني !!! ارجـ ـ ـوك لا تلمسـ ـ ـني ...
بكيت بهستريه ..
فمسك يداي مجددا .. ورفع اكمام يدي لتتسع عيناه وهو ينظر ..
- من فعل بك هذا؟..
ابعدت يداي بسرعه عنه ...
وغطيتها مجددا ..
- ابتعد عني .. لا تلمسني !!!!! ...
كاميليا .. انا لن اؤذيكي !! .. ماذا حدث اخبريني؟
- لا شيء ..لم يحدث شيء .. !!!! .. اا.. اعتذر ... يجب علي الذهاب..
خرجت من مكتبه مسرعه ..
ولم ارى ماهو امامي .. عدت الى المنزل مجددا .. ولم اخرج من غرفتي ..
ياله من موقف محرج .. لقد جعلته يشعر بان هنالك امر ما ..
وكل ما كنت افكر به هوا كيف ساجعله يصدق بانني بخير ..ولا يوجد امر اخفيه ..
نمت طوال اليوم ..وفي اليوم التالي ..ايقظني توماس... واخبرني بأن السيد البيرتو ينتظرني ..
اتسعت عيناي ..
- مـــــــاذا !! ..ماذا يريد!!!! ...
تعجب توماس من ردة فعلي المخيفه .
- لا اعلم .. ولكن بالتاكيد امرا هام .. لانه لا يحب القدوم الى هنا كثيرا..
غيرت ثيابي بسرعه .. وتوقفت امام المرآّه .. وانا اتنفس بعمق ..
ساقنعه بانني بخير .. نعم.. لا شي حدث . انا بخير .. لن اقحمه في هذه المشكله ..
نزلت للاسفل .. وانا خائفه ...
وشعرت بنظراته المترقبه ..
تحدث مع الجميع لوقت .. وانا انظر الى الوضع بصمت..

نهاية الجزء

ريام عبدالزهرة 25-07-16 08:44 PM

فصل رائع..هو السؤال ..امها وين ودت الفلوس...يعني اين ذهبت بالنقود تبدو مبالغ طائلة..
البيرتو..يبدو تأثر بقرب كاميليا..ولكن شيئاً لاافهمه لما هذا القدر من الغموض يلفهُ امه اعتقد هي زوجة السيد مارت..وسابرينا هي ابنة زوج امه..اليس كذلك...
يبدو من النوع الذي لم يعش سعيداً ..
هل سيساعد كاميليا ام سيستغل المشكلة.بانتظارك..

وفاءايمن 25-07-16 09:05 PM

واو فصل رهيب مالذي يحدث هل من مسك يدهامن عصابةالمافيا ام ماذا

CFA 25-07-16 10:20 PM

الجزء الثاني
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت اليوم بأن الموقع لا يحمي حقوق الكتابه لذلك سأكمل ولكنني لا احلل اي احد يسرق افكاري او كتاباتي ويضعها بموق اخر دون اذني .. اقدر لكم تعاونكم وحفظكم لجهدي :reading:
وانتظر سماع تعليقاتكم الرائعه على الجزء الثاني ..

قررت التحدث اليه .. فاخبرني انه منشغل .. ولكن يمكنني زيارته في منزله ..
ووافقت على ذلك مع انني كنت خائفه ...
لقد كان منزله كما توقعته .. انيق مثله تماما..
ولكنه ليس عملاقا كما رسمته في عقلي .. ادخلتني الخادمه ورحبت بي ..
وبعدها دلتني على مكتبه ..
طرقت الباب واخبرته بانني هنا .. لقد كان منهمكا في العمل ..
و تلك الهاله السوداء .. لم تبتعد عنه ابدا ..لازالت موجوده فوق رأسه ..
حاجبيه المرفوعان .. وفكه الغاضب .. اشعرانني بالتوتر ..
شعرت بالاختناق .. ومع ان الجو بارد للغايه .. ولكنني كنت اتعرق ...
خلعت معطفي ... وشعرت بنظراته التي اخترقتني ..
لقد كان صامتاً صمت مخيف .. وكانه ينتظر الاجابه .. دون اي مقدمات ..
ففعلت كما يتمنى ... لم انظر اليه ..
- سافعل كل ما يتطلب الامر لارد لك دينك .. ولكن.. يجب عليك بأن تعلم بانني لا اعلم ابسط الاشياء عن الاداره
وذلك يعني ..بانه .. عليك الانتظار طويلا.. لارد لك ذلك المال ..
لم تتغير ملامحه ابدا ..كلما شعرت به هوا تحرك تلك العضله في فكه .. اما عينيه الناعسه .. فلقد كانت تحتفظ بنفس البرود والجفاف ..
-حسناً .. لا امانع .. ولكن الامر لن يدوم اكثر من سنتين ! ..
كل ما سمعته وظل يرن في اذني طوال اليوم .. هوا
سنتين .. سنتين .. سنتنين .. الامر سيدوم سنتين ؟... ستتخلى عن حياتها .. لمده طويله لتفعل هذا ..
لماذا فعلتي هذا يا امي ... لماذا .. لماذا اوقعتيني بفخ لست بقادره على الخروج منه ..
سمعت صوته يوقظني من ذلك الكابوس ..
هل تريدين بعض الماء؟
لا .. انا بخير..
حسنا .. هل هذا كل شي؟
علمت بانه يعني بانه علي الذهاب ..
فتوقفت بشحوب .. وذهبت .. لم استطع التحدث بأي كلمه ..

وامام منزله .. جلست على اقرب كرسي رأيته.. لم تستطع قدماي بأن تحملاني ..
اشعر بالضعف .. والخوف .. من كل ما يحدث .. اشعر بانني في داخل دوامه .. تسحبني ...
ماذا سافعل .. وبعد ذلك ... توقف عقلي عن التفكير .. كل ما كنت افعله هوا التحديق في الشجر امامي .. والدموع تسيل من عيني كالشلال...
جلست لوقت طويل .. ولم اتحرك حتى بدأ المطر بالهطول .. هوا الشيء الوحيد الذي ايقظني من غيبوبتي المؤقته ..
وفي تلك الدقيقه .. رأيت سيارته تخرج من منزله .. و ظننت بانه لن يراني .. ولكنه توقف .. ورجع للخلف ..
فتح الباب .. واقترب الي ..
- هل جننتي؟..!
لم اجبه .. اكتفيت بالنظر اليه .. والى ملامحه الجذابه وهي تقطر ماء ..
هزني بقوه .. وسحب يدي .. ليدخلني في سيارته .. ويقفل الباب ..
لم اعارضه ..لانني في تلك اللحظه لم اكن بكامل وعيي .. كل ما كنت اشعر به هوا التخدير ..
ركب بجانبي .. ونظر الي ... لوقت طويل .. وقال بصوته المخيف ..
مالذي حدث !!! .. اين هي سيارتك؟
اجبته بهدوء ..
لا املك واحده هنا..
حسناً .. هذا ليس سبباً وجيهاً لجعلك تقفين تحت المطر لهذه المده ..
اي مده؟
انظري الى نفسك ... !! انت كالخرقه المبلله ! ..
وما دخلك انت؟..
غضبت كثيرا من طريقة كلامه معي .. ومن نظراته المشمئزه مني .. ومن منظري .. وكانني قطه
مشرده تلحق به .. ولكن بعد ان نطقت بهذه الكلمه .. رأيت الشرار يخرج من عينيه .. لقد كان مخيفاً للغايه
مع انه لم يجبني .. ابدا .. كل ما سمعته تمتماته باللغة الاسبانيه والتي لم افهمها .. ولم يتحدث الي بعد ذلك ... اوصلني الى منزلي .. وقال بنفاذ صبر
لا يمكنك اضاعة وقت الاخرين هكذا ..
نظرت اليه وانا اغلي في داخلي .. واتمنى بأن اصفعه..
لم اطلب منك ايصالي !!
-حقا؟.. وهل سيتركك رجل وانتي بهذا المنظر ؟
اوه .. شكرا لك .. انت نبيل للغايه ! ولكن كان يجب عليك استغراض مهاراتك الرجوليه على فتاة اخرى !
عض شفتيه .. وابتسم ابتسامته المخيفه وقال
الى اللقاء ..انسه كاميليا
لم اجبه .. خرجت من سيارته مسرعه الى داخل المنزل دون ان انظر الى الخلف ..
انه مخيف للغايه وفي الحقيقه انه الشخص الاول الذي يزرع في داخلي هذا الخوف الغريب ..
عندما دخلت وجدت جين و ريتشارد يجلسان في غرفة الجلوس بهدوء .. وكانهم ينتظرانني ..
رفعت جين عينها بدهشه واقتربت مني
مالذي حدث ... ؟؟.. اين كنتي كاميليا .. لقد ذهب ريتشارد للبحث عنك .
لم استطع اظهار اي تعاطف مع هذا الموقف كل ما فعلته هوا التحديق بها ..
وضعت يديها على وجنتي .. وقالت
- انتي كقطعة ثلج .. هل انتي بخير ..
سحبتني وهي لا تنتظر مني اي اجابه .. ذهبنا للاعلى .. و اجلستني على الاريكه ..
- اخلعي ثيابك .. ساجلب لك ثياب جافه ..
اجبتها بصوتي المخفي...
انا..بخير .
لم اكن اريد عطف اي احد ... لست بحاجه لاحد ... انا استطيع تدبر اموري ..
حدقت بي جين لوقت طويل .. وقالت
ماذا ستفعلين؟
سال دمعي دون ان اشعر .. فرفعت يدي بسرعه لامسحه ..
سافعل كل ما يتطلب الامر ..لافر من هذا الجحيم مره اخرى ..
وكأنها صدمت من ما قلته .. هذه هي الحقيقه ..كلما اتيت اليهم .. وكانني اقحمت نفسي في دوامه !
جلست جين بجانبي.. ومسكت يداي .. وقالت
يجب عليك طلب المساعده.. لا تستطيعين انجاز هذا وحدك ..
لا اعرف رجل اعمال .. او امرأه تستطيع مساعدتي ..
سنبحث سوياً .. عن شخص يقدم المساعده ..
- دون مال؟.. حقا؟.. هل تظنين باننا سنجد؟
نعم سنجد .. بالطبع ستعطيه اجره ولكن متأخرا ..
رفعت رأسي .. وانا امسح دمعي مجددا ..
ساجد حلاً..
- نعم انا متأكده من انك ستفعلين . هيا غيري ثيابك .. انزلي للاسفل .. سأحظر لك حليب الكاكاو
الساخن...
-شكرا لك جين..
كنا نجلس جميعنا في غرفة الجلوس .. وكالعادة الصمت الغريب يعم ..
فقررت قطعه .. بمفاجئتي الصغيره ..
كما تعلمون جميعاً .. بانه علي البقاء هنا حتى استطيع انهاء دين والدتي ..
لم ارى اي نظرات تعجب .. وكأن الجميع يعلم بهذا القرار ..
نظر الي ريتشارد وقال
هذا خبر سعيد .. سررت بسماعه ..
ضحكت في داخلي .. سعيد؟... حقاً .. التخلي عن حياتي .. وعن عملي .. سعيد بالنسبه لهم بالطبع .. فانا التي سترد هذا الدين اللعين ... ولكنني علمت بانه كان يحاول تخفيف الامر علي.. ابتسمت له بجفاف.. بينما قال ..
تعلمين بأن هذا المنزل هوا منزل والدتك كاميليا .. كما انه .. يمكنك .. بيعه .. لتستطيعي سد بعض الدين ..
في تلك اللحظه كل ما استطعت ان اراه هوا وجه لورين و سوفيا المندهشات ..
توقفت لورين وقالت بغضب
ولكن ماذا عنا !!! .. هذا منزلنا ايضا !! ..
واكملت سوفيا ..لتساند اختها ..
لا .. لا يمكنها فعل ذلك ! .. نحن غير مسؤلون عن دين والدتك !!! ..
قاطعهما توماس.. بحزم
انه منزلها !!! .. ويمكنها فعل ما تريده !!! ..
فردت لورين وهي غاضبه
- لا ... توماس توقف عن مساندتها وعدم مساندة اخوتك !!!!!
فقاطعهما ريتشارد
- لورين !!! انه منزلها !! .. كما قلت سابقا .. يمكنها فعل ما تريده
كنت اشاهد هذا النقاش الحاد .. المتحدث عن حياتي الشخصيه وقرارتي .. والذي يبدو بانه لا رأي لي فيه بصمت ..
التفت سوفيا الي وقالت
- لا تكوني انانيه كعادتك يا كاميليا !!! ..هذا ليس منزلك ! لم تعيشي هنا قط ... هذه المره الاولى التي تأتين الى هنا !!
فقاطعتها لورين ..
- نعم !! حتى وان كتب المنزل بأسمك ... لا تستطيع التخلص منا بهذه الطريقه .. هذا المنزل يحمل الكثير من المعزه علينا .. كما اننا لن نخرج منه حتى وان اردتي..... هل تفهمين !!!! ...
صرخ توماس بغضب
- بلى !!! ستفعلان !! .. وانا من سيخرجكم منه .. ماهذا التصرف المقرف!!!! .. انه ليس منزلكم ..كيف تستطيعون
قول هذا لمن تملكه!!! ..
توقفت لورين وقالت وهي تصرخ ايضاً
- لا تتدخل توماس !! يكفي هذا !!! ...
ازدادت اصواتهم بالشجار ... بينما شعرت بان الارض تدور وتدور من حولي .. وبانني اشعر بالغثيان ،،، واكاد افرغ كل ما بداخلي ... تلك الاصوات الصارخه في داخل عقلي .. جعلتني اشعر بكل ما كنت اشعر به في صغري
عدم الامان .. والخوف ..والقلق .. والتوتر ...فبدون علمي .. خرجت مني تلك الصرخه .. والدمع يتساقط من عيني ..
- توقـفــــــــــــــــــــ ــوا ! !!!!
صمت الجميع ونظر الي بدهشه .. انها المره الاولى التي اصرخ بها هكذا ..
واكملت بحزن وعضب !
- لـــــــن ابيع المنزل !!!! توقفى عن الشجــــــــــار!.. ساعيد تشغيل شركات امي .. وسابيعها لارد ديني !!!!!! هذا ما سأفعله !!!!
عم الصمت من جديد... والكل شعر بالخجل ... بينما اخذت هاتفي وصعدت الى الاعلى ..
وتحدثت الى شين كالعاده ..
- نعم يجب علي الرجوع الى نيو يورك لاجلب اغراضي.. فيبدو بانني سابقى هنا لمده طويله جدا...
- هل تمزحين كاميليا .. لا اصدق هذا .. ولكن ماذا عن شقتك؟ .. ماذا ستفعلين بها ..
لا شي .. انا حقا متعبه من التفكير .. كل ما افكر به هوا .. انقاذ نفسي من كل شي .. وكأن العالم كله يحاربني ..
- لا تقولي هذا .. انتي قويه كاميليا تستطيعين تحمل هذا ..
- لا اظن ذلك .. ليس بعد الان .. بدأت انهار شين ..لا اصدق بانني ساعيش هنا .. مجددا ...
انتي الان في الخامسه والعشرون من عمرك كاميليا ! .. لستي طفله كالسابق.. كما ان لم يعد هنالك شخص يستطيع التحكم بك بعد الان. .. هذا المنزل منزلك ..
قاطعتها وانا غاضبه
لا .. لا انه ليس منزلي شين ! .. لقد كانو محقين عندما اخبروني بانه ليس منزلي .. لا يكفي بأن يكون المنزل بأسمي .. ليكون لي ..انا لم اعش به .. ابدا .. كما ان هذه المره الاولى التي .. اراه .. اما هم .. فلقد عاشوا به لمده طويله .. ويحملون ..بعض الذكريات له .. كم انا مشوشه ..
كاميليا يمكنهم شراء منزل جديد ... تعلمين بان ريتشارد يملك المال !
- لا اظن ذلك .. توقف ريتشارد عن العمل بعد مرضه .. وتعلمين جيدا بان تكاليف علاجه غالية الثمن .. كما انه ذهب للعلاج في اكثر من دوله..كما ان لورين وسوفيا جشعتان للغايه ...

نعم .. ولكن .. لا اعلم ...حسناً دعينا لا نتحدث عنهم .. تعلمين بانني ساشتاق لك كثيرا ..
وانا ايضا .. سأتي لتوديعك لا تقلقي..
حسناً .. ساكون بأنتظارك .. وهل ستذهبين غدا الى الشركه؟
نعم .. يجب علي فعل ذلك .. ساتحدث معهم عن تجديد الاعمال .. فعندما قرأت ملفات امي .. يبدو بانها كانت مهمله العمل للغايه .. هنالك عمليات توقفت عن تكملتها منذ وقت طويل .. كما ان بعض شركائها غاضبون للغايه ..
حقاً.. اتمنى بأن تنجحي في هذا ..
اتمنى ذلك ايضا .. انا حقاً خائفه .. كما ان هذا الرجل المخيف سيكون هناك ايضا ..
حقاً .. وماذا يفعل في الاجتماع؟
انه شريك والدتي ايضا ... في الكثير من الامور ...يبدو بانني عالقه معه في كل الجهات ..
-يالهي ..
...........................
استيقظت وانا اشعر بالارهاق .. وكانني لم انم ولا دقيقه .. وجهي كان مرهقاً وشاحب ..
كما انني لم افكر بوضع مساحيق التجميل ابدا ..
ارتديت فستان ضيق .. ازرق اللون .. و اسدلت شعري على اكتافي كالعاده ..
اخذت معطفي وبعض الاوراق من غرفة والدتي .. و خرجت ..
ريتشارد وجين تمنيا الحظ لي .. ولكنني شعرت بخوفهم وكأن الامر .. خطراً للغايه ..
هوا كذلك .. ولكنني احاول نسيان هذا ..
كنت سعيده عندما استقبلني مدير اعمال امي ..شعرت بالامان بمجرد وجود شخص ما بجانبي..
لقد كان رجل في الثلاثين من عمره .. ذات عين زرقاء اللون ... وشعر اشقر .. ابتسامته مريحه للغايه يبدو لي بانه ليس اسباني ..
-مرحبا انسه كاميليا .. انا مدير اعمالك .. توم جيرلد ..
صافحته وانا سعيده لسماع ذلك ..
سعدت بلقائك ..
- تحدثنا كثيرا عن كل تلك المشاكل والفوضى العارمه التي تركتها والدتي ..
ويالها من فوضى ... بقيت صامته لمده طويله ..انظر الى تلك الملفات امامي .. بدون اي حركه ..
في الحقيقه كنت في حالة صدمه .. هذه الامور تتطلب سنين !!! .. ان الامر يبدو كأعادة بناء الشركه من جديد ..
نظر الى توم بعد صمتي المخيف ..وقال محاولاً التخفيف عني
لا تقلقي.. ستكونين بخير ..
انزلت رأسي محاولة اخفاء تلك الدموع عنه ... ولكنه اكمل
سنفعل ما بوسعنا .. لا تقلقي.. سنجتمع الان مع جميع الشركاء .. ونتحدث معهم عن هذه التغيرات ..
اتمنى بأن .. يمنحونا فرصه اخرى ..
- سيفعلون .. هيا بنا ..
في تلك اللحظه شعرت بقلبي يقع في الارض ..
انها المره الاولى التي اتحدث بها في اجتماع .. مع كبار الشخصيات .. و ... وذلك الشخص المخيف هوا اكبر مخاوفي.. ماذا ساقول؟.. هل حقا ..ساتذكر ما اتفقنا عليه انا و توم ..
دخلت الى تلك القاعه .. يالها من طاوله عملاقه ... يوجد هنالك عشرون شخص ..
ولكن تلك العينان المخيفه هي اول من التفت اليها .. تحاشيت النظر اليه .. ولهيت نفسي بذلك القلم الموجود على الطاوله .. نظرت الى توم بقلق .. وابتسم لي ليطمئني ..
توقفت بعد ان شربت بعض الماء ... وقلت ..
مرحبا .. جميعاً بما اننا جميعنا هنا .. سأبدأ بالتحدث .... اعرفكم بنفسي.. انا .. كاميليا سايروس...
ابنة السيدة جيسي رونالد... علمت موخراً ..بهذه الفوضى العارمه .. وفي الحقيقه ... انا متأسفه على كل تلك الخسائر
التي حدثت لكم ..وكما تعلمون شركة والدتي هي اكثر من تضرر .. الكثير منكم ..يريد سحب تلك الشراكه .. وفسخها .. ولكن هذا حقاً لن يكون القرار الصائب..
قاطعني صوته الاجش والذي زاد من توتري.. قائلا
- لماذا؟.. مالذي يضمن حقوقنا بعد الان؟
نظرت اليه بغضب ...لانه هوا السبب الرئيسي لهذا الجحيم الذي اعيشه ومع هذا لا يتيح لي الفرصه لاكسب !
اجبته ببرود ..
- الا يكفيك وجودي كضمان؟... كما تعلم يا سيد البيرتو .. انسحابي عن هذا الامر سيتسبب بخسارة حريتي ! .. واعتقالي على ما اظن .. يوجد ..هنا .. عشرون شخص ! مما يعني ..عشرون دين ! .. وعلي ردهم جميعهم .. ولكنني للاسف لا املك تلك المبالغ الطائله ..لارد دينكم ..واقفل هذه الشركات اللعينه ..
نظر الي توم وهو مندهش ..من كلماتي الغاضبه ..ونظراتي التي وجهتها الى ذلك الرجل البغيض .. ومع ذلك فلقد كان الجميع مندهش من كلماتي .. ماعاده .. تلك الابتسامه البارده التي ظهرت على شفتيه زادت غضبي..
اكملت وانا احاول الضغط على يدي ..وتهدءت نفسي..
لذا ... لذا يجب علي اعادة بناء هذه الشركه ..وتشغيل الشركات الاخرى ..لاستطيع كسب المال ... لذا ارجوكم ..تعاونوا معي .. ولا تفسخو تلك العقود.. لانني حقا .. احتاج لمساعدتكم ! .. ولن استطيع فعل هذا دون دعمكم ...
فرحت كثيرا عندما قبل معضمهم العرض ..واكملو الشراكه .. .
استمر هذا الاجتماع لساعات طويله ...ونحن نناقش المشاريع الجديده .. وطوال هذا الوقت شعرت بعيناه تراقباني.. ولكنني كلما نظرت اليه .. اجده مشغولا في تلك الاوراق ..يبدو بانني اصبحت اهلوس من تلك النظرات المرعبه ..
تمنوا لي الحظ ..وذهبوا جميعاً .. ولكنه ظل جالساً ..
نظرت اليه بعد ان رفعت حاجبي بتعجب
هل هنالك امر ما؟..
لا .. اردت تهنئتك ...لقد نجحتي في اول خطوه..
مد يده ليصافحني ...
ابتسمت بجفاف وقلت
اوه .. لم اكن اعلم بانك في صفي .. فمحاولتك احراجي اليوم كادت تنجح ..
رفع حاجبيه .. بتعجب واستهزاء .. قائلا ..
ماذا تقصدين..؟..
لا شيء..لا عليك ..
التفت لاجمع اغراضي ..ولكن صوته المخيف قاطعني ..
اه ..يبدو بانك حساسه للغايه يا انسه كاميليا ... لم اكن اقصد احراجك ..ولكن يجب علي معرفة حقوقي قبل القبول
بشرط كهذا .. والذي جعلني اخسر اموال طائله .. لن اغلط نفس الغلطه ..
نظرت اليه بنفاذ صبر .. في الحقيقه لقد كان معه حق ..ولكن ما ازعجني حقاً ..هوا اسلوبه المتعجرف ..ونظراته المتعاليه وتعابيره الخاليه من المشاعر ... ! .. نعم .. عيناه الناعسه تحمل برود مخيف ..
-معك حق .. لقد توترت قليلا ..
ظهرت تلك الابتسامه الهزليه مجددا .. فجمع اوراقه وذهب قائلا ..
لا بأس قبلت اعتذارك..
تمنيت صفعه في تلك اللحظه .. اي اعتذار يقصد هذا الابله .. يالهي لا اصدق ذلك ! .. لا يطاق حقاً لا يطاق..
عدت الى المنزل وانا حقاً اشعر بالراحه ..وبأن حملاً زال عن ظهري ..
لم ارد التحدث الى احد في ذلك اليوم .. جلست طوال اليوم في غرفة نومي..
امام النافذه .. اجلس على تلك الاريكه المريحه .. واحمل كوب القهوه في يدي .. وتلك الاوراق حولي تجعلني اشعر بالارهاق .. لم اعد استطع فهم ذلك .. ان تلك الصفقات والعقود معقده للغايه ..
وظلت حالتي هكذا لمدة اسابيع .. ابكي في ساعات كثيره من الليل .. ولا استطيع النوم ..
اشعر بالوحده .. وبالتعب .. والخوف..
شعرت بان حالتي تزداد سوء مع الوقت .. لم يكن لدي وقت للاكل .. او للخروج والاستمتاع بوقتي..
كل ما كنت اراه هي تلك الاوراق المبعثره امامي ...
طرقت جين الباب .. ودخلت بهدوء..
مرحبا ..
-مرحبا جين
ماذا تفعلين .. تعملين كالعادة؟
ابتسمت لها .. واجبتها
نعم..
تعلمين بانك ترهقين نفسك كاميليا .. يجب عليك الخروج قليلا .. انظري الى نفسك انتي شاحبه
لا تقلقي جين .. انا بخير ولكن علي العمل بأسرع وقت ممكن ..فهنالك الكثير من الامور يجب علي حلها ..
ولكن ليس بهذه الطريقه يا كاميليا! .. انتي تعرضين نفسك للخطر ..
-انا حقاً بخير ..
مر الصمت لدقائق .. وانا انتظر مالذي ستقوله مجددا ..
اخرجت ظرف من بيد يدها .... ووضعته امامي ..
انه لك ..لقد كان في البريد...
تعجبت قليلا ..
حقا؟.. من ارسله؟
السيد مارت قوقس..
اه .. انه احد شركائي ..
اخذت الظرف وفتحته ... بينما خرجت جين معتذره ..
لقد كانت دعوة احتفال خطبة ابنه..
يبدو بانه سيقيم احتفالاً كبيرا .. تعجبت في البدايه من دعوته لي ... فلطالما كانت تلك الاحتفالات عائله ..ولكن
لا اعلم ماهي عادات الاسبان في هذه الامور ..
..........................
وفي يوم ذلك الاحتفال .. ارتديت فستان اسود اللون .. ووضعت عقد المجوهرات الخاص بأمي ..على عنقي ...
اسدلت شعري على كتفي .. وذهبت مسرعه ...
وياله من احتفال رائع .. انه فخم للغايه .. وهنالك الكثير من شركائي حاضرون ..
اقتربت من السيد مارت .... ومددت يدي لاصافحه
مرحبا ..
-اوه اهلا بك انسة كاميليا ..تبدين في غاية الجمال ..
ابتسمت له ..
-شكرا لك ..
بينما مسك يدي .. وقادني الى مجموعة رجال ..
ساندي... انها الانسه كاميليا ..ابنة السيدة جيسي...
اخافتني نظرات الرجال ..ولكنني حاولت التماسك ...
مددت يدي لتمسك بيد الرجل امامي ..
اصابتني قشعريره مخيفه ... وانتابني خوف لا ارادي .. ولكنني
ابتسمت له .. وتعرفت على باقي رجال الاعمال .. وبعد التحدث قليلا .. اعتذرت وذهبت عنهم. ..
لم اكن املك احدا اعرفه هنا ...ولكن كل ما كنت اريده في تلك اللحظات هو الابتعاد عنهم ..
اخذت كأس الماء الموجود على تلك الطاوله العلاقه .. ومشيت ..ابتعدت عن الاحتفال و ظللت انظر الى ذلك المنزل الجميل..
يحمل الكثير من اللوح الفنيه .. توقفت امام تلك الامرأة الجذابه .. لديها عينان ..مليئه بالدفء ..والحده والغموض..
لقد كانت تشبه النساء الغجريات .. تحمل شعراً اسود .. كثيف .. وانف حاد.. تذكرني بشخصا ما ... ولكنني لا اعرف من يكون .. شعرت بالقشعريره عندما سمعت صوته الاجش خلفي..
يبدو بان الاحتفال لم يعجبك ... -
التفت لارى تلك العينان التي لا استطيع النظر اليها خشيه من ان اضيع في ظلمتها ..
لم استطع الابتسام من شدة توتري ذلك الوقت .. ابتعدت عنه قليلا لاستطيع اخذ انفاسي..
وحاولت الابتسام ..
- لا .. انه احتفال رائع .. ولكن تلك الرسومات شدتني..
رفع عينيه .. ونظر الى تلك اللوحه لوقت طويل ..
ابتسمت عندما رأيت نظرته الدافئه .. و التي تحمل معاني لم افهما .. فقلت بهدوء لاقطع هذا الصمت
- انها جميله للغايه ..
اجابني وهو ينظر اليها ويبتسم .. ولكن ..لم تكن تلك الابتسامه الهزليه ..لقد كانت ابتسامه حقيقه ...تظهر حنان مختبئ .. ولاول مره ..اشعر بانني لست خائفه منه .. فقاطعني قائلا
- تملك ابتسامة جميله للغايه..
نظرت الى تلك اللوحه مره اخرى ..ولكنها لم تكن تبتسم ..
-هل تعرف من تكون؟
مالذي يقصده هذا الرجل ... شعرت بالغرابه وانا انظر اليه محدقه .. ولا املك ما اقوله له
سمعت ضحكته الخافته .. ولكنها تبدلت بنظرات مليئه بالحزن .. والخيبه .. فقال ...
- انها والدتي.. .
اتسعت عيناي .. وانا انظر اليه .. وانظر الى اللوحه مجددا .. نعم !!! انها عيناه ..
يحمل نفس الحده .. وتلك النظره الغجريه المليئه بالغموض ....
فصدرت مني شهقه رغماً عني ..
يالهـ ـى...
فنظر الي بتلك النظرات المخيفه .. مجددا .. فحاولت التحدث بتوتر ...
اعني .. انها .. جميله للغايه ..
نعم لقد كانت كذلك ..
نظرت اليه مجددا .. كانت كذلك؟..

هل يعني بانها توفت ..؟...
-هل هي متوفاه؟
- نعم..
اجابني دون النظر الي .. وفي تلك اللحظه سار مبتعداً عني دون ان يقول اي شي.. اردت ان أساله ..مالذي تفعله هنا هذه اللوحه ...لوحة والدتك في منزل السيد مارت؟.. ولكنه اختفى بين الحشود..
-ونظرته المخيفه لم تفارق مخيلتي...
شعرت بنظراته ترافقني في كل مكان .. اذهب اليه ...من ما جعلني اشعر بالتوتر طوال الوقت ..
اقترب توم مني ... وعندما رأيته ..اقسم بانني شعرت بانه ملاك اتى لينقذني من هذا الاحتفال المربك ..
ضممته بقوه ..بعد ان شعرت بأن ما فعلت كان خاطئا ..
ابتعدت قليلا وقلت
اسفه ... ولكنني سعدت برؤية شخص اعرفه ..
ضحك لمدة طويله ..
وقال لا بأس...هل ترقصين؟
ابتسمت له بتعجب ..وقلت
بالطبع ..! .
اقترب مارت مني ومن توم ..هوا والسيد البيرتو .. شعرت بالتوتر ... كالعاده كلما يقترب مني هذا
الوحش الاسباني اشعر بالضعف .. واكره هذا ! ..
-اسف على المقاطعه ...ولكن هل يمكنني استبدال توم بالبيرتو..
اتسعت عين البيرتو وكأنه تفاجئ معي تماما ...
ابتعد توم مع السيد مارت ..وظللت واقفه وسط الحشود الراقصه انتظر من هذا الفظ الرقص معي ! ..
وبعد دقائق... اقترب مني .. ووضع يديه على خصري ..
شعرت بتوتره لاول مره .. وبتصلب يديه حول خصري .. لقد كان يتصرف كالرجل الالي ...
ولاول مره في حياتي .. ارقص بصمت ..دون اي كلمه .. لم نتواجه ابدا اثناء تلك الرقصه .. كل ما كنت اسمعه هوا صوت انفاسه الغير منتظمه. .
لم يتوقف نبضي عن التسارع .. وبعد انتهاء الرقصه .. ابتعد عني مسرع وكانني مصابه بمرض معدي ..
لم ينظر الي .. رفع يديه ليوسع ربطة عنقه ..وكانه يشعر بالاختناق ..
- اعتذر ..
وذهب مره اخرى .. ولكن هذه المره ..لحقته بهدوء .. لقد انتابني الفضول لارى اين سيذهب ...
خرج الى الحديقه .. لقد كان يتنفس بصعوبه ... وكانه اصاب بكتمه ..
هل علي مساعدته ؟.. هل .. هل يجب علي اعطائه بعض الماء ..
دخلت مسرعه لاحظر له بعض الماء .. ولكن يبدو بانني تأخرت ..
دهشت عندما رأيت تلك الفتاة تمسك بيديه .. وتقول
- انا احبك الا تفهم !!! كيف تستطيع فعل هذا بي .. كيف ! .. البيرتو ..لم ترقص معي يوما! .والان اراك تفعل هذا مع امرأه لا تعرف عنها شيء !!!! ...
ادخل اصابعة في شعره الغزير ..وابتعد عن تلك الفتاة قليلا وهو يقول بنفاذ صبر ..
سابرينا توقفي !!! .. كم مره يجب علي اخبارك بهذا! ..

البيرتو .. انت لم تستطع ايجاد اي امرأه ...تسلب عقلك وقلبك ..لماذا ترفض اعطائي الفرصه ..!!! لماذا ...تعلم بانني سافعل اي امر يشعرك بالسعاده .. ولكنك لا تزال ترفضني ..اخبرني ماهو السبب !!!

الا يكفي انني لا احبك ؟. سابرينا انتي كأختي .. لا انظر اليك كـ ـ... لقد تربينا سوياً و كنا اصدقاء منذ الطفوله
قاطعته وهي تبكي وتصرخ في وجهه ..
وماذا علي افعل لاجعلك تغير تلك النظره اللعينه !!!!! ..
اقتربت منه وحاولت تقبيله ولكنه ابعدها عنه بقوه ..
هل جننتي !!!!! ... سابرينا انتي ثمله .. اخلدي للنوم الان !!! .. فصدقيني لا تريدين اثارة فضيحه في هذا اليوم المميز لاخاك !
اتسعت عيناي وانا انظر اليهم ... وكأن العالم توقف قليلا ..
اخاك؟.. اذا هي ابنة السيد مارت؟... ولكن .. ما لم استطع فهمه ..هوا صلة البيرتو بهذه العائله المريبه؟..
ابتعدت مسرعه بعد سماع هذا .. في الحقيقه لا احتاج لمزيد من التشويش .. وايضاً ..لماذا اهتم في حياته الخاصه ..
يبدو بانها حقاً تحبه .. تحبه كثيرا .
اثناء دخولي للقاعه .. اقترب رجلاً وامسك بيدي ..
شعرت بالذعر .. وابتعدت عنه .. ولكنه ابتسم بهدوء ابتسامه مخيفه .. وقال
-اعتذر هل اخفتك؟.. السيد مارت يريد التحدث معك .. انه في مكتبه تفضلي معي
قادني الى مكتبه .. وبعد دخولي..
شعرت بالخوف ..لا اعلم لماذا .. ابتسم السيد مارت لي .. و قال
تفضلي انسه كاميليا ..
جلست بهدوء وانا انظر الى مكتبه الفاخر .. والى تلك المكتبه العملاقه امامي.. كما انن نظرت الى تلك التحف الجميله
يبدو بانها غالية الثمن .. التفت اليه وانا اشعر بالتوتر .. وكل ما كان يفعله هوا النظر الي بطريقة مريبه .. وهو يحمل السجائر في يديه ... ويخرج ذلك الدخان من فمه بنفاذ صبر .. فقلت
هل كل شي على ما يرام سيد مارت؟
في الحقيقه ..ليس كل شيء ..هنالك امراً ما لم نتحدث به بعد..
اقترب مني .. ووضع يديه على وجهي .. وبدأ يمرر اصابعه القذره على وجنتي ..
حاولت التوقف .. ولكنه امسك بي بقوه .. ووضع يده على فمي عندما حاولت الصراخ ! ..
- لن تستطيعي الهرب مني !! .. ابداً ..
حاولت التحدث اليه ولكن كل ما كنت انطق به كان يدفن تحت يديه الغليظتين ..
لم اعلم مالذي يجرى .. ماذا يريد مني ؟؟؟... هل هوا منحرف ام ماذا !!!
ابعدت يده بقوه .. عني وصرخت
مالذي تريــــــده مني !!!
- اريد ماهو ملك لي .. !!!
ابتعدت عنه بخوف .. ولكنه يقترب مني بسرعه ..
- هل انت ثمل؟؟؟.... لا املك امرا يخصك !!!! ..
- للاسف ..تملكين الكثير !!! ...ليس امرا واحداً ...
انهمرت دموعي على وجنتي وانا انظر اليه برعب
مالذي تقصده !!!
ادخل يديه في شعري .. وسحبه بقوه ليقربني اليه ..
لقد كان يتكلم واسنانه متطابقه وكانه مشمئز مني ..
-تملكين اموالي الطائله ! .... اموالــــــــي التي صرقتها والدتك الخائنه ! ..
اتسعت عيناي في تلك اللحظه وكأن ماء مثلج قد انسكب علي ....
- امي؟...
مالذي فعلته امي ؟؟... ليس مجددا .. ارجوك يا الهي انقذني ..
صرخت وانا ابكي واحاول ابعد يديه التي كادت تقتلع رأسي...
- عن اي امـ ـ ـوال تتحدث !!!!
- اوه .. ابنتها الوحيده لا تعلم بالامر؟.. هل حقاً تريدينني تصديق ذلك؟..
صرخ وهو يمسك بيدي بقوه تكاد تكسرها ..
- اين هي اموالــــــــــي؟؟؟؟.... تكلمي ايتها الحمقاء !!
اقـ ـ سم ..اقسـ ـ م لك لا اعلم عن اي اموال تتحدث !!!
دفعني بقوه على الكرسي .. لاجلس..
-حسنا ..سنتحدث الان بجديه !! ..
اخرج من مكتبه سلاح .. وبعدها بدقائق اخرج طلقات ليحشوه ..
كتمت انفاسي وانا انظر اليه بدهشه ..
مـ ـ اذا تفعل !!! !.. ماذا تفعل !!!!!
اردت الهروب ولكنه امسك بي مجددا ووضع السلاح على رأسي .. قائلا
- اسمعيني جيدا ! .. لا اكترث ان كنتي تعلمين ام لا كم كانت والدتك قذره .. ولكن ما يجب عليك معرفته هوا انها اخذت اموال طائله ..واخبرتني بانها ستعيدها ..ولكنها لم تفي بالوعد .. والان .. ستذهبين الى المصرف ..وتجلبين كل ما تركته والدتك !!! ..
- اقسـ ـ ـم بانها لم تترك لي فلساً واحدا .. لقد ... كل ما تركته ..هي تلك الديون...
صرخ مجددا بعد ان صفعني بقوه اوقعتني على الارض ....
لا تكذبـــــــــــــــي !
اقــ سـ ـ م .. اقـ ـ سم لك ..لهذا اتيت لاعمل على تلك الشركات !! ..لارد دين الكثير ...
لم استطع التحدث ..لقد كانت كلماتي غير مفهومه .. ودمعي لم يتوقف ابدا ..
وضع يديه على رأسه وهو غاضب للغايه ..لقد كان مخيف جدا .. وجهه تحول الى اللون الاحمر .. وعيناه برزت ..
كل ما كان ينطق به هوا تلك اللعنات المستمره ..
حسناً ..حسناً ..اسمعيني جيداً ... ساعطيك مهله .. شهران ! ...فقط !! .. ان لم تجلبي تلك الاموال !!! فلن ارحمك
هل تسمعييين !!!
شهران !! ...كيف .. كيف ساستطيع فعل ذلك في شهران هل جن؟....ولكنني خفت كثيرا لم ارد بأن اجيبه
كل ما تمنيته هوا الابتعاد عن هذا المكتب اللعين ...
وقبل خروجي منه .. امسك يدي بقوه ..
- ان علم اي احد بهذا .. اقسم لك يا كاميليا ! ... لن تكونين حيه ! وعائلتك ايضا!!! ..
صرخت في وجهه عندما سمعته يتحدث عن عائلتي ...
-يمكنك فعل ما تريده بي !!!! ولكن ابتعد عن عائلتي!!!!!!! ..
ظهرت تلك الابتسامه الخبيثه على شفتيه ..
- احضري لي اموالي ..وسابتعد عنكم جميعكم ! ..
خرجت مسرعه ..ودخلت الى دورة مياة النساء ..واقفلت الباب خلفي ..
... سقطت على الارض ..وبكيت طويلا .... وانا اضع يدي على فمي لاكتم تلك الشهقات العاليه ..
ماذا سافعل ..؟؟؟؟ ماذا سافعل؟؟.. كيف ... كيف سأحل هذا الامر .. !!!! يالهي .. ماذا سافعل ....
مين اين لي بهذا المبلغ مين اين !!!! ... اهه .. لا يا الهي ... ماذا سافعل ...
لم استطع التفكير بأي حل .. كل ما فعلته هوا البكاء .. وبعد وقت طويل ... توقفت امام المرآه ..لارى شكلي المرعب
لقد كان شعري اشعث ... و مساحيق تجميلي دمرت تماماً ..
ركضت الى الخارج بعد ان عدلت من شكلي.. واخذت معطفي ..وهربت .. هربت من هذا المكان اللعين ..
يبدو بان اللعنه تخصني انا فقط ...فكلما ذهبت الى مكان ...لاحاول تعديل ما يحدث لي ... يصبح وضعي اسوء ....
حمدت الله كثيرا لان جميع من في المنزل نائم .. دخلت الى غرفتي ... واكملت ذلك البكاء الهستيري .. ولم استطع النوم ابدا .. هل علي اخبار شين؟.. لا .. لا لن اعرض احد لهذا الخطر .. لن افعل .. لن اخبر احد ...
تذكرت ذلك السلاح المحشو على رأسي .. وبكيت مجددا وانا اضع رأسي بيد يداي .. وادعوا بأن يكون هذا كابوس..
وساستيقظ منه ..
لن اقول بانه اسوء يوم في حياتي ..
لان حياتي لم تعد متوقعه اطلاقاً..
وبعد مرور اسبوع .. لقد كنت اتحاشى الجميع .. ولم اكن في مزاج للتحدث مع اي احد .. !
علمت بأن لدي اجتماع مع البيرتو .. ولم ارد ان اراه ابدا... لا اريد رؤية اي احد منهم ..
كنت خائفه كثيرا وانا ادخل الى مكتبه ...
يداي كانت ترتجفان .. ولم اعد قادره على النظر اليه ابدا ..
حاولت التماسك .. ولكنني لم استطع ...
لقد كان ينظر الي بتعجب .. بدأنا بالتحدث عن العمل ..
وعندما اقتربت منه لاريه تلك العقود ..
كانت يداي ترتجفان ..والورقه تتراقص بينها ..
نظر الي .. وقال
هل انت بخير؟..
ابعدت يدي بسرعه .. وقلت بهدوء
نعم ....نعم... نعم انا بخير .. !
نظر الي .. ولم يكن ينظر الي..بل كان ينظر عبري..
عيناه الداكنه اشعرتني بالدفء لدقائق ..
ولكن بعد ذلك .. توقف ..وتحولت تلك النظرات الى نظرات مرعبه ..
اقترب مني ..وبدأت الدموع تتجمع من عيني ...
مالذي تريده ايضا !!
امسك بيدي بقوه ..فصرخت وانا خائفه.. فوضع يده على فمي ....
اهدئي .. ماذا بك ...
حاولت مقاومته بكل ما لدي... حتى صفعته بقوه ..
ابتعد عني وعيناه متسعه .. تحركت عضلة المخيفه ..
وقال ببرود عيناة المرعبه
هل جننتي؟
ابـ ـتـ عد عني !!! ارجـ ـ ـوك لا تلمسـ ـ ـني ...
بكيت بهستريه ..
فمسك يداي مجددا .. ورفع اكمام يدي لتتسع عيناه وهو ينظر ..
- من فعل بك هذا؟..
ابعدت يداي بسرعه عنه ...
وغطيتها مجددا ..
- ابتعد عني .. لا تلمسني !!!!! ...
كاميليا .. انا لن اؤذيكي !! .. ماذا حدث اخبريني؟
- لا شيء ..لم يحدث شيء .. !!!! .. اا.. اعتذر ... يجب علي الذهاب..
خرجت من مكتبه مسرعه ..
ولم ارى ماهو امامي .. عدت الى المنزل مجددا .. ولم اخرج من غرفتي ..
ياله من موقف محرج .. لقد جعلته يشعر بان هنالك امر ما ..
وكل ما كنت افكر به هوا كيف ساجعله يصدق بانني بخير ..ولا يوجد امر اخفيه ..
نمت طوال اليوم ..وفي اليوم التالي ..ايقظني توماس... واخبرني بأن السيد البيرتو ينتظرني ..
اتسعت عيناي ..
- مـــــــاذا !! ..ماذا يريد!!!! ...
تعجب توماس من ردة فعلي المخيفه .
- لا اعلم .. ولكن بالتاكيد امرا هام .. لانه لا يحب القدوم الى هنا كثيرا..
غيرت ثيابي بسرعه .. وتوقفت امام المرآّه .. وانا اتنفس بعمق ..
ساقنعه بانني بخير .. نعم.. لا شي حدث . انا بخير .. لن اقحمه في هذه المشكله ..
نزلت للاسفل .. وانا خائفه ...
وشعرت بنظراته المترقبه ..
تحدث مع الجميع لوقت .. وانا انظر الى الوضع بصمت..

نهاية الجزء

F999 25-07-16 10:31 PM

واااه يالها من حزمة طاقة سوداء تلك التي استشعرتها و انا اقرأ. عزيزتي cfa شكراً لك لمشاطرتك ايانا هذه الاسطر . قلمك الرائع نقل لي مأساة كاميليا بحق. موفقة..��

CFA 25-07-16 11:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة f999 (المشاركة 11468047)
واااه يالها من حزمة طاقة سوداء تلك التي استشعرتها و انا اقرأ. عزيزتي cfa شكراً لك لمشاطرتك ايانا هذه الاسطر . قلمك الرائع نقل لي مأساة كاميليا بحق. موفقة..💗

اعتذر كثيراً على الطاقه السوداء ولكن تذكر\ي بأن السواد فقط من يظهر لنا جمال النجوم ..

هّـمًسِـآتٌـ 27-07-16 12:09 PM

روايه جميله
متى البارت الجااااي
انشاءالله يكون قريب لنى من جدمتشوقه للحداث

CFA 27-07-16 08:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هّـمًسِـآتٌـ (المشاركة 11472779)
روايه جميله
متى البارت الجااااي
انشاءالله يكون قريب لنى من جدمتشوقه للحداث

شكراً لك عزيزتي ولحمااااسك اسعدوتني الصراحه .. اي قريب بكرا بآذن الله بنزل البارت استعدووو للاحداث الحماسيه :girl::Ts_011:

ريام عبدالزهرة 27-07-16 09:50 PM

متى الفصل تحياتي الك

afnann 28-07-16 02:12 AM

جميل البارت اتمني لك التوفيق

هّـمًسِـآتٌـ 28-07-16 07:34 PM

تسجيل حضووووووووووور من اللحين

هّـمًسِـآتٌـ 28-07-16 09:40 PM

متى البارت ينزل بجد متشوووووقه له

CFA 28-07-16 10:48 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته > بسم الله الرحمن الرحيم ،
الجزء الثالث ...

تحدث مع الجميع لوقت .. وانا صامته ..انظر الى كوب الشاي في يدي .. وانعاكسي في داخله ..
- ابدو مخيفه للغايه .. وجهي شاحب .. وعيناي تبدو مرهقه ... انها ليست انا.. انه انعاكس لشبحي ..
وفي دقيقه .. رأيت انعكاسه في كوبي .. رفعت رأسي وانا مذعوره . فوجدته يقف امامي
- هل يمكننا التحدث على انفراد؟
- هل .. من الممكن بأن يكون منهم؟.. لا .. لا اظن ذلك ..
ولكنني خائفه .. لا اعلم من هو .. انني خائفه منه ...
خرجنا للحديقه ..بعد ان وضعت شالاً على كتفي ... ومشينا لوقت طويل .. فقرر قطع الصمت قائلا
- هل انتي بخير الان؟..
- نعم .. اعتذر عن ما حدث..
- لابأس ... فانا سعيد لانني استيقظت اليوم وانا اشعر بفكي ...
ابتسمت له بشحوب ...وعلمت بانه يحاول تخفيف الامر علي ..
- انا حقا اسفه ..
التفت الي واوقفني ..
مسك يداي بهدوء ..
- اسمحي لي..ولكن ما هذا؟
لقد كان ينظر الى تلك الكدمات .. المزرقه ..
ابعدت يدي عنه وقلت ..
- سقطت على يدي ..
- هل ابدو لك بهذه السذاجه؟
- ماذا تقصد؟
- ما اقصده هوا هل حقاً تظنينني ساصدق هذه الكذبه؟
- ومالذي يعنيك ؟..
ها قد عادت نظراته المخيفه .. وتلك النيران التي اشتعلت في عينيه ..
لم يجبني .. ظل صامتاً لوقت طويل ..ينظر الى عيناي فقط... وبعد دقائق ..
- هل هنالك احد تعرض اليك ؟
اتسعت عيناي وابتعدت عنه ..
مالذي تقوله .. لا .. لا بالطبع لا !!!
فمسك يداي .. وقال
- حقا!!!! ... اذا ما رأيك بان ادخل الى توماس واسأله عن هذه الكدمات ؟
لم اجبه .. نظرت اليه بحده .. وبعدها بدقائق .. قال
- حسناً .. ساذهب اليه لارى مالحقيقه ..
مشى قليلا ولكنني اسرعت .. وامسكت به ..
توقف !!!! .. مالذي تظن نفسك فاعله !
ماذا؟..
- لماذا تتدخل في مالا يعنيك ..
- وهل سادعك هكذا؟
-ولماذا تهتم ...
مر الصمت من جديد ..فقال
- لا اهتم ...ولكن اخاك يهتم للغايه ..ويجب عليه معرفة ذلك .
- لا تتدخل ارجوك !!! .. انا ساخبره عندما اظن بانه الوقت المناسب..
- اخبريني الان كاميليا من فعل بك هذا !! ..
تجمعت الدموع في عيني ..وانا انظر اليه واتصنع القوه ..ولكن في الواقع لم تعد لدي اي قوه ..
- اخبرتك بانني سقطت !! الا تفهم !!! ... يبدو بانك تريد افتعال المشاكل ..
اقترب مني . قليلا ... ونظر الى بتمعن .. وفي تلك اللحظه رأيت عيناه تكبر .. وتزداد عمقاً ..
- صدقيني.. انا بارع في افتعال المشاكل ..
مر الصمت من جديد وهو ينظر الي .. ابتعد قليلا وقال بجديه
- اسمعيني جيداً .. ان كنتي تتعرضين لاي خطر ..يجب عليك طلب المساعده .. لان السكوت عن ذلك لن يجعل من الامر ابسط! .. هل هوا حبيبك من فعل بك هذا؟
اتسعت عيناي .. ونظرت اليه بقلق .. حبيبي؟.. نعم هذه فكره جيده ... حسناً ..
- ارجوك لا تتدخل في اموري الشخصيه ..
- تعلمين بأن الرجل لا يحق له ضرب المرأه !! ،،وتدعينه يفعل هذا بك ؟؟... لا اصدق ذلك .. في البدايه ظننتك في غاية القوه .. والاستقلاليه ..والان ..تدعين مغفل يفعل هذا بك !
- هذا ليس من شأنك ! .. ارجوك ان لم تأتي للتحدث عن العمل .. انا متعبه واريد الخلود للنوم !
- حسناً يا انسه كامليا .. افعلي ما تشائين ..
حمدت الله كثيرا عندما ذهب .. !
ولكنني خفت كثيرا من ان يخبر توماس.. دعيت الله كثيرا بأن لا يتدخل ..
عملت كثيرا على الشركه .. لم اكن انام او اكل ... كل ما كنت افعله هوا التنفس .. والعمل ..
لم اعد اشعر بانني انسانه .. لم اخرج من منزلي .. ظللت اعمل على تلك الاوراق ليلاً ونهاراً ...
توماس تحدث معي كثيرا عن الامر .. قائلا
كاميليا انتي تخيفيني .. مالذي يحدث ... انظري اليك تبدين شاحبه للغايه ..
- انا بخير توماس..
لا !!! ..انتي لستي كذلك !!!
امسك بيدي .. وقربني الى المرآه بقوه ... قائلا ..
انظري!!! ... من هذه التي اراها !!! .. هل هي كاميليا؟؟... لا انها مومياء !!
ابعدته والدمع يتساقط من عيني !
- الا ترى بانني اعيش في ضغوطات !!!! انظري الى حالي انا في داخل حلقه من جحيم !!!! كل تلك الديون علي ردها !!! .. في فترة محدده !!! ان لم استطع ساخسر حياتي !!!!!
صرخ في وجهي قائلا ..
- السيد البيرتو اخبرني بانه مستعد للانتظار !! .. لماذا تفعلين هذا بنفسك !!! ..
نظرت اليه عاجزه عن النطق ... ليته يعلم .. ليته يعلم هذه المصيبه ليكف عن ازعاجي ..ومقاطعتي
- اريد استعادة حريتي يا توماس... اريد الهروب من هنا مجددا !!!! ... هل تعلم مالذي اشعر به ؟؟؟؟؟
اشعر بانني اختنق !!!! اختنق يا توماس !!!!! لا استطيع التنفس هنا !!!! انا حقـ ـ ا متعبه !!!! اريد الهروب مجددا !!
ضمني توماس بقوه وهو يهدئني ..
اهدئي ارجوك كاميليا .. ستكونين بخير ....
بكيت طويلا ..
وفي اليوم التالي
طرقت لورين باب غرفة نومي ودخلت بفظاظه ..
- كاميليا .. اعلم جيداً بانك لا تريدين رؤيتنا .. ولكن توماس وجين يصران على ان تنزلي للافطار معنا ..
نظرت اليها .. وقلت
- انا اسفه لدي الكثير من العمل .. اخبريه بانني سافطر لاحقاً ..
نظرت الي بغضب قائله
- توقفي عن هذا الدلال... لقد فعل كل هذا من اجلك !!! انزلي للاسفل وانظري الى ما فعله ! انه يحاول
ارضائك .. ولكن يبدو بانك تريدين خسارة جميع من حولك .. تعجبك هذه الوحده المريبه ..
خرجت لورين واقفلت الباب بقوه .. لم افكر في ما قالته فانا معتاده على اهانتها لي .. ولكن كل ما فكرت به هوا توماس... معها حق ..لقد فعل هذا لاجلي .. سانزل من اجله .. يجب علي التوقف قليلا عن التفكير ..
غيرت ثيابي .. و سرحت شعري .. ونزلت ..
صدمت عندما رأيت تلك الطاوله الجميله في الحديقه .. مليئه بالاطعمه الشهيه .. ولكنني صدمت اكثر عندما رأيت ذلك الشبح جالساً بجانب توماس..
نظر الي بتمعن .. وابتسم ابتسامته المريبه ..
تقدمت بهدوء .. وجلست
فقالت جين
- توماس فعل هذا من اجلك .. تعلمين بانك لم تعودي تأكلين جيدا ً ..
تسارعت نبضات قلبي وانا انظر الى حاجبيه المرتفعان ..ونظراته المريبه ..
فقال توماس..
- نعم .. وايضاً انتي لا تجلسين معنا ..اشتقنا اليك كثيرا ..
- شـ ـكرا لك توماس.. جميعكم ..
لم يتوقف البيرتو من نظراته المريبه .. فقال بصوته الاجش
- ولماذا كل هذا .. مالذي يحدث هل انفصلتي عن حبيبك؟
اتسعت عيناي .. ولم استطع التكلم .. نظرت اليه بدهشه ..
وكأن لساني شِل .. لم انطق بأي كلمه .. بينما قال توماس ببرود ..
- لا .. انها لا تملك صديقاَ ..
لم تتغير نظراته المخيفه .. ولكن ازدادت عيناه حده ..
ولم يلتفت الى توماس حينما قال
- حقا؟..
اضافت سوفيا
- لم يكن يوماً لها صديق .. على حد علمنا ..
وابتسمت وهي تحاول المزاح....
ولكنني كنت ارتجف في تلك اللحظه .. .خوفاً منه
لماذا اخاف منه؟؟... لا اريد منه التدخل في هذا الامر .. لا اريد منه اقحام عائلتي مع هذا المجرم ..
فقالت جين بعدما نظرت الى وجهي الشاحب ..
-دعونا لا نتحدث عن اموراً لا تخصنا ..
نظر الي مجددا .. وقال ببرود ..
-معك حق جين .. دعونا لا نتحدث عن اموراً لا تخصنا ..
عم الصمت الموتر من جديد .. ولم يتجرء احد على قطعه ..
الجميع منهمك في الطعام .. ولكني لم استطع ادخال اي شيء الى فمي ..
كل ما كنت افعله هوا تقليب الطعام بشوكتي..
نظر البيرتو الى توماس وقال..
- كيف هوا ابنك؟..
- اوه .. انه يكبر بسرعه فائقه ..
ابتسم البيرتو قائلا ..
- يجب عليك الانتباه جيدا ... حاول غرز تلك الصفات الجيده به .. مثلاً .. عدم الكذب ...
رفعت رأسي بسرعه وانا احدق به مجددا .. وانظر الى تلك الابتسامه المخيفه على شفتيه ..
ونظراته المرعبه ... مالذي يحاول فعله ..
ضحك توماس وقال
لا .. لن يكون كاذب .. فجميعنا لا نحمل هذه الصفه من حسن حظنا! ..
نظر الي وهو يبتسم .. ولكنه التفت الى توماس قائلا .
هذا من حسن حظكم .. يالها من صفه سيئه للغايه ..ولكن كما نعلم جميعنا .. فالكاذب يكشف سريعاً ..
تعجب جميع من على الطاوله من هذا الحديث الغريب.. وانا اصبت بقلق هستيري .. لم استطع بأن اوقف قدمي من التحرك .. كنت انتظر منه قول الحقيقه ..وسردها امام عائلتي ..ليفضحني ...وانتهي من كل هذا العذاب
ومع هذا ..كل ما اراده هوا تعذيبي فقط .. لم يقل الحقيقه .. دخلنا الى الداخل بعد الافطار ..
واحتسينا الشاي... وكالعادة لم استطع الهروب .. ولكن بعد مرور الوقت ..
رنين هاتفي انقذني .. اخذت الهاتف .. وخرجت مجددا الى الحديقه ..
اجبت مسرعه دون النظر الى المتصل ..
ولكن صوته المقرف .. لم يفارق عقلي ...لذا عرفته بسرعه ..
مرحباً يا انسه كاميليا .. تعلمين بان هروبك ليس من صالحك اليس كذلك؟
تسارعت نبضات قلبي ... و شعرت بالخنقه عندما سمعت صوته .. ادخلت يدي في شعري .. وانا احاول تهدئت نفسي ..
- انا ... انا .. لم اهرب .. !! .. لا زلت اعمل ..
- جيد .. فتاة مطيعه ! .. وهل تعلمين بأن كل ما تبقى لك هوا اسبوع؟
اتسعت عيني ...يبدو بانني لم اكن اعد الايام .. اسبوع واحد ؟؟.. حقا .. هل مر الوقت بهذه السرعه ..
نطقت بحروف ترتجف ...
- ارجـ ـ وك .. لن استطـ ـيع دفع هذا المبلغ ! .. امهلــ ـني المزيد من الوقـ ـ ت.. ارجـ ـ وك
مالذي تقصـــدينه بانك لا تستطيعين الدفع !! .. تعلمين جيدا ماذا سيحدث ان لم تدفعي هذا المبلغ ! ..
- ارجـ ـ وك !!! اسمـ ـ عني .. سافعل ما تريد .. ولكن انا حقاَ اعمل جاهده ... اقسم لك بانني لا افعل اي امر غير العمل !!! .. كل ما اراه امامي .. هوا تلك الارقام .. ارجـ ـ وك !! امهلني المزيد من الوقت ..
سمعت تنفسه المتسارع ... ومر الصمت ودمعي ينهمر على وجنتي ..انتظر منه جواب .. انتظر منه المزيد من الوقت
ولكن كل ماقاله ..بصوت خالي من المشاعري ..
- ان لم تكن اموالي جاهزه هذا الاسبوع .. ودعي عائلتك جيداً ..
صرخت عندما سمعته يقول هذا ..
- لا ... لا .. .لا ارجوك ...اسمعني ...ارجوك لا تقفل الخط... ارجوك ..
بكيت كثيرا عندما سمعت طنين الهاتف ... لقد اقفل..
ولكن صوتاً خلفي ... كان غاضب ..
- لماذا كذبتي؟.. مالذي يحدث؟
التفت اليه وانا ابكي ..
حاولت تهدءت نفسي ... وتمالكت اعصابي..
- مالذي تريده !!!! لماذا تلحقني!!!! ..
ازداد وجهه غضباً .. وقال
مالذي يحدث معك !
- لا تتدخل !!! .. لا شي يخصك اذهب عني !
- اقترب مني وامسك يدي بقوه جعلتني اشهق وانا خائفه ..
- اسمعيني جيدا .. عائلتك .. مهتمه لامرك جدا .. حاولي عدم تخيب ظنهم ! ..
وابتعد مسرع .. ولكنني كنت افكر ..وافكر .. قاطعت افكاري ومسحت دمعي وصرخت
توقف .. ! ..
توقف والتفت الي بهدوء .. وعيناه لا تزال غاضبه ..
اقتربت منه بسرعه .. ومسحت دمعي .. وقلت
هل يمكنك مساعدتي؟
نظر الي ببروده المعتاد
-سافعل كل ما بوسعي...
- اقرضني بعض المال ..
رفع حاجبيه بتعجب ..
- كم تريدين؟
- سبعة عشر مليون..
تجمدت ملامحه وهو ينظر الي ..
- هل جننتي؟
-لا... ارجوك ... ساعيدها لك !! اقسم ذلك ! ..
نظر الي ولا تزال نظرة الجمود في عينيه .. صمت لدقائق ..ولكنه اردف قائلا ..
- ومالذي ستفعلينه بهذا المبلغ؟
.. لا استطيع اخبارك ..
- وهل ساقرضك مبلغاً كهذا المبلغ وانا لا اعلم ماذا ستفعلين به؟
- ...ارجوك ..فقط ثق بي ... ارجوك اقسم بانني ساعيدها لك ... !
اقتربت منه وامسكت بيديه دون ان اشعر . .
- ارجوك ..
شعرت بتوتره .. وعيناه التي اتسعت .. ابتعد عني بسرعه ..وقال
- توقفي عن التوسل ! .. لا يمكنني فعل هذا كاميليا .. اخبريني ماذا ستفعلين بهذا المبلغ َ! ..
اردت صفعه في هذه اللحظه .. شعرت ولو لثانيه بانني ساكون في امان .. ان اقرضني ذلك المال ..ساكون نجيت من هذه المصيبه .. ولكن ... بعد هذا .. الموقف .. كل هذا حلم ...يالي من مغفله ...سبعة عشر مليون ...هل حقاً ظننت بان رجلا غريب سيقرضني مبلغاً كهذا ! ... ابتعدت عنه وانا اضع يداي على رأسي .. اشعر بانه سنيفجر ..
- معك حق .. انا مغفله .. انسى ما قلته ..
ابتعدت عنه ولكنه سحبني من يدي بقوه ....
- مالذي تقولينه !!! انتي حقاً مغفله ان ظننتي بانني سادعك تفرين بعد هذا الحديث ! ... مالذي تريدين فعله بهذا المال ؟؟؟... اخبريني لاستطيع مساعدتك .. !! مالذي تفعلينه كاميليا .. مالذي دهاك .. اصبحتي .. شاحبه للغايه .. لم تعودي تلك الفتاة التي رأيتها اول مره .. ولا تخبريني بانك متعبه ..او مرهقه ..فلم تكوني كذلك عندما رأيتك في الجنازه .. انتي الان .. اخبريني مالذي يحدث لك استطيع مساعدتك كاميليا ..
دفعته بقوه .. وانا ابكي مجددا
- من تظـــــن نفسك !! ... ابدو مختلفه ..؟؟؟... حقــــــا؟؟؟.. هل تظن بانك تعرفني جيدا؟؟؟؟؟...
انت لا تعرفـــــــــــــني .. لا تعرف ابسط الامور عنـــــي !!!! .. لـــــــذا .. لا تتدخل !!!! لا تتدخل في حياتي !!!!
طلبت منك المساعدة ولم توافق .. هذا كل شي بيننا!!!!! ...لذا ... ابتعد الان عن طريقي ودعني اذهب .. !!!!
مشيت مسرعه قبل ان يمسك بي...
ودخلت ... وبسرعه فائقه صعدت الى غرفتي .. واقفلت الباب ..
تحدثت الى شين .. واخبرتها بانني بحاجه الى المال ..ماذا علي ان افعل ...
وبالطبع اعلم جيدا بانها لا تستطيع اقراضي .. لذا اخبرتني بفكره رائعه ..وهي عرض لوحي الفنية للبيع ..
انها ليست فكره رائعه ولكن في ذلك الوقت .. كل ما كنت افكر به هوا ان اجني بعض المال .. يجب علي جمع المال ..بأي طريقه .. وبعد فترة طلبت منها بأن ترسل لي جميع لوحي الفنيه ... الى هنا .. وفعلت ذلك
واخبرت توماس .. بانني اريد افتتاح معرض ..لاستطيع بيع لوحي .. الفنيه ...وساعدني على فعل ذلك وهو سعيد ..
كتبت في الصحف اعلان عن هذا المعرض ..وكل الامور حدثت بسرعه هائله ..لا اصدق بأن كل هذا حدث في غصون ثلاثه ايام فقط... لقد كنت ابدو جميله للغايه في ذلك اليوم .. يبدو بان المساحيق التجميليه تؤدي سحرها الفائق بجداره ..اخفت كل ذلك الارهاق ... والشحوب..
كما ان الجميع اتى الى معرضي .. لقد كنت سعيده لرؤية ذلك الدعم المعنوي .. وكذلك سعيده لسماع هذه الاطراءات .. انها المره الاولى التي اعرض لوحي الفنيه للبيع .. وهذا امر مخيف بالنسبة لي .. لانني لم اكن انتظر ردة فعل الجميع .. بل كنت انتظر من الجميع شراء لوحي !! ... كل ما يهمني هوا جمع المال ..
دخل الى المعرض ..وبالطبع .. يحمل هالته السوداء حوله .. والكاريزما الخاصه به . ..
لا احد يستطيع الفرار من نظراته الحاده ..
نظر الي وكأنه يتسأل عن ما يحدث .. وكأنه يسأالني عن حالي..
اردت البكاء .. واردت .. التحدث اليه .. ولاول مره ..اشعر بانني ساكون بأمان .. ان كنت معه .. ان اخبرته بالحقيقه ..
ولكنني لن اخبره .. لن اقحمه بهذا الامر .. لن اعرض احداً للخطر ..
امتلئت عيناي دمع .. والتفت مسرعه لكي لا يراها .. ولكنه على ما يبدو .. يعلم جيدا بانني محطمه . ..
اقترب مني .. وقال
- .. لم اعلم بانك رسامه ماهره..
- شكرا لك ..
حاولت اخفاء ما بداخلي .. فانا جيده برسم تلك الابتسامه المزيفه .. ولكن لماذا لا استطيع افتعالها عندما اكون امامه ... ؟؟... وكأنه يعلم جيداً ... ما اشعر به .. حتى وان افتعلت ذلك القناع .. يستطيع رؤية ما تحته ..
عندما ينظر الي .. ينظر الى ما بداخلي . . وهذا ما يشعرني بالخوف ..
ابتعد عني ... وانا انظر اليه بحزن .. واصرخ بداخلي..
لا تذهب .. ارجوك كن معي .. انا .. في داخل دوامه .. ارجوك انقذني منها .. ارجوك .
ابتعدت قليلا عن الحشود .. وشربت بعض الماء .. ولكنني لم استطع الحراك عندما شعرت بيديه تمسك خصري .. انفاسه المقرفه تتسرب الى عنقي..
فكره رائعه لاعادة مالي... ولكن ... تمني بأن تنقذك تلك اللوح .... لانني لن اتوقف عن فعل اي امر يستدعى لاكسب مالي..
خرت دموعي مره اخرى بصمت .. لم اجبه ..
ذهب عني .. ولكنني لم استطع منع نفسي من الانهيار مجددا ..
وضعت يدي على فمي .. واعمضت عيني ..حاولت جاهده بأن اوقف تلك العواصف ...
ليتني استطيع .. .ليتني استطيع التحكم بكل هذا .. اشعر بأنني عديمة الفائده .. وبأنني سأوذي من حولي ..
رفعت رأسي ..لارى نظراته الحزينه ..تنظر الي .. .البيرتو... لقد كان ينظر الي بشفقه .. لم يقترب مني .. التفت وذهب مسرعاً ..
نعم.. لقد فقد الامل ... يعلم جيداً بانني لن اخبره بالحقيقه .. وايضاً .. يعلم جيدا بانه لن يستطيع اقراضي ذلك المال .. انتهت تلك السهره .. وانتهيت معها ... لقد كنت متعبه للغايه .. كلما كنت اريده هوا النوم ..
وفي اليوم التالي ... تلقيت اتصال من صاحب المعرض .. يخبرني بأن جميع لوحي قد بيعت ...
اتسعت عيني وصرخت
حقــــــــــــــا؟...
- نعم سيدتي.. لقد نجحتي ..
- ولكـ ــن انتظر .. من ... من هم المشترين؟..
- في الحقيقه اخاك اشترى قطعتين .. و الباقي.. السيد البيرتو دفع ثمنها ..
اتسعت عيني مجددا ...
- كل اللوح الفنيه ؟؟.. هل تعني .. جميعها؟؟؟......
نعم... جميعها.. لقد اشتراها السيد البيرتو سيلفادور..
اقفلت منه وانا لا اصدق ما يحدث ..
وصلتني تلك الرساله .. من مارت اللعين ..
* قابليني في هذه المزرعة .. اليوم الساعه السابعه .. احرصي على ان لا يراكي احد ..واجلبي المبلغ معك .. *
- تحليت بالشجاعه ... وذهبت الى المصرف لاسحب ما املك .. وكل ما املكه لم يكن حتى ربع المبلغ ..
ولكن هذا ما سافعله .. نعم ..سأذهب اليه واخبره بان هذا ما املكه الان ..
شعرت بانني ملاحقه .. ولكن من الممكن بان يكون احد رجال مارت يريد التأكد بانني لن اوقع به ..
سحبت الاموال .. و اخذت سيارة اجره .. واعطيته العنوان ..
مشينا طويلاً .. وبدأنا بالابتعاد عن المدينه .. شعرت بالخوف .. يداي كانت ترتجفان.. ورأسي.. كاد ينفجر من شدة التوتر.. وبعد مرور ساعتين من الزمن ... وصلت الى تلك المزرعه ..
لقد كانت مزرعه مهجوره ... مخيفه للغايه .. توقفت سيارة الاجره .. والتفت السائق الي بتعجب
- هل انتي متأكده من العنوان سيدتي؟
- نعم .. شكرا لك ..
نزلت .. وانا امسك بتلك الحقيبه بقوه .. اشعر بانني لن اكون بخير ..
شعرت بالارض تدور ... من تحتي ..
وبعد لحظات .. سقطت على الارض مغشى علي ..
استيقظت عندما سمعت صوته .. يبدو بانني احلم .. مالذي يفعله هنا .. فتحت عيني ..
لاراه امامي.. انه هنا .. لقد كان انفه مليئ بالدماء .. وكذلك جبينه ..واسفل حاجبيه ..
اتسعت عيني ..وابتعدت عنه ..
- مالذي تفعلــــــــــه هنا البيرتو؟؟
- هل انتي بخيــــر؟؟؟
يالهي .. لا اصدق ذلك .. مالذي جلبك الى هنا ؟؟؟.
نظرت الى الغرفة التي كنا محتجزين بداخلها .. لقد كانت مخيفه للغايه .. فارغة .. لا تحمل اي اثاث بداخلها .. صرخت عندما اكتشفت ان الحقيبه ليست معي ..
- الحقيبه !!! ... اين الحقيبه .. البيرتو الحقيبه !!!!
-اهدئي .. اهدئي لقد اخذها الرجل ... مالذي يحدث كاميليا .. !!! من هاولاء الرجال ! .. مالذي يريدونه منك !!
هل انتي مجنونه .. كيف تأتين الى هنا وحدك !!!! .. لا اصدق هذا !!!
نظرت اليه وانا عاجزه عن الكلام ..وبعد ان انتهى من توبيخي ... نظرت اليه والدمع يتجمع قي عيني ..
-مالذي تفعله هنا ؟.. كيف اتيت؟
لقد لحقتك !!! .. علمت بانك تخفين امراً خطيراً يا كاميليا !!! ... لماذا لم تخبريني بان هنالك عصابه تهددك !!! .. لماذا !!!! اخبرتك بانني ساساعدك !! !... ها نحن هنا !!!! بعد ان احتجزونا !!!! اخذوا المال منك .. واحتجزونا !!!! ... يريدون سبعة عشر مليون !!!!! كيف تفعلين هذا كاميليا ... كان يجب عليك اخبار الشرطه فورا !!! بالطبع لن تجمعي هذا المبلغ في فتره كهذه !!!!! لا احد يستطيع فعل ذلك !!!! ... لا اصدقك .. انا حقاً .. لا اصدق ما يحدث..
ادخل اصابعة في شعره بنفاذ صبر .. و زفر بقوه .. لم اجبه ..لقد كنت ابكي وانظر الى تلك الدماء في وجهه وقميصه ..ولكنني مطمئنه انه هنا معي .. لا اصدق بانه لحقني الى هنا ... لماذا فعل هذا .. ! ..
استند على الحائط ..وجلس وهو يضع يديه على رأسه .. وبعد دقائق ... نظر الى ..وقال
- هل انتي بخير؟
لم اتوقف عن البكاء .. لم استطع الاجابه على سؤاله .. بخير ؟؟ ... حقا؟.. هل حقاً يسألني ان كنت بخير؟
اقترب مني مجددا ... ولكن هذه المره .. شدني اليه بقوه ..وضمني .. دون ان ينطق بأي كلمه ..
كم ارتحت عندما شعرت بيديه القويتين تضمني بقوه .. شعرت بالامان ..و... رائحته التي تخللت انفي ..
كانت كالمسكن لكل آلامي .. اغمضت عيني .. وبدأت بالسكوت.. لم ارد الابتعاد عنه ابدا ..
في تلك اللحظه .. علمت بأن العناق يستطيع البوح .. بكلمات داخلنا سجينه..
- انا حـ ـ قا اسـ ـ فه !! .. اعتـ ـ ذر ! .. اعلـ ـ م بانني بلهاء .. اعلـ ـ ـم بأن ما فعلته .. ابله .. واعلم بأن اعتذاري تأخر ... ولكن .. انا حـ ـ قا ..
قاطعني و هو وينظر الى بحنان ..
- توقفي .. انتي لم تفعلي شيء لتعتذري من اجله .. انا اتيت الى هنا برغبتي .. ستكونين بخير .. لا تقلقي .. لن ادع مكروه يصيبك .. هل تسمعيني .. سنكون على ما يرام ...وسنخرج من هذا المكان بأسرع وقت ..
كلماته هذه ..جعلتني اشعر بالراحه بشكل رائع.. كم كنت احتاج الى سماعها .. كلما اقترب مني اشعر بالتوتر ..
وبأن قلبي .. يتوقف للحظات .. .والان .. يمسك بكتفي .. بين يديه .. . اشعر بانني لا استطيع التنفس ... نعم ..ليس وهوا بهذا القرب ..
ضممته بقوه ..
- شكرا لك .. شكرا لك لانك لم تتركني وحدي .. انا .. حقا لا اعلم .. كيف .. سارد لك هذا ..
ابعدني عنه قائلا ..
- لننجو من هذا اولاً .. وبعدها ساخبرك كيف تريدين هذا الدين !
ابتسمت له وانا امسح دمعي ..
وبعد ذلك .. ابتعدت عنه ..شعرت بالخجل ..ولكنني فعلت ذلك دون ان اشعر ..
بعد مرور الكثير من الوقت وانا اشرح له كل ما حدث ..واجيب على تسائله ..
قال
- اذاً .. من هوا هذا الرجل الذي اجبرك؟..
نظرت اليه ..وخفت كثيرا بأن اخبره بانه السيد مارت .. ان اخبرته سيؤذيه .. كما انه يعرفه جيده ..
لا اعرف ماهي صلة القرابه بينهم ..ولكن .. صورة والدته معلقه في منزل مارت .. تبدو علاقته بهم وطيده ..
لن اتفوه بأمر ..اندم عليه لاحقاَ .. نعم ..لن اقحمه بمشاكلي ..
مر الصمت وانا افكر بماذا علي الاجابه .. قاطع تفكيري وهو غاضب
- من هـــــو كاميليا؟؟
- لا اعلم... لا اعلم من هوا .. كل ما كان يفعله هوا التحدث معي ....بالهاتف ...لم اراه ....
- اللعنه عليه ...
لقد كانت المره الاولى التي ارى البيرتو غاضباً هكذا ... وجهه الحاد احمر اللون .. وعروق عنقه بارزه ..
- كم هوا المبلغ الذي بداخل تلك الحقيبه؟ ارجوك ِ اخبريني بانه ليس المبلغ كاملاً !
- لا لا .. بالطبع لا .. انه ... ثلاث مئة الف..
- يالهي ..
وفي تلك اللحظه ..سمعنا خطوات تقترب .. فتح الباب بقوه .. ودخل ثلاث رجال يحملون اسلحه في ايديهم ..
و غطاء على وجههم ... سحبني البيرتو بسرعه لاقف خلفه .. وقال
مالذي تريدونه !!! اخذتم المال ! ماذا ايضا؟.لماذا تحتجزوننا هنا؟...
ضحك الرجل بصوت عال مخيف .. وقال باللغة الاسبانيه مخاطباً البيرتو ..
اخبرها السيد بأن المبلغ كاملاً يجب ان يصل اليه اليوم ! ..ولكنها تتلاعب معه .. ومن انت .. هل انت حبيبها ام ماذا ..
حاولت الاستيعاب .. وفهمت بعضاً من ما قالوا ..
اجاب البيرتو وهو غاضب
- وهل حقاً ظن رئيسك بانها ستجمع له هذا المبلغ الضخم في اسبوع واحد؟.. هل هوا بكامل قواه العقليه ؟
اقترب ذلك الرجل و لكم البيرتو بقوه ..
- اخرس .. ايها الاحمق المتعالي..
قاومه البيرتو وضربه بقوه على انفه .. يبدو بانه كسره ..
فأقترب الرجلان وهجموا على البيرتو .. صرخت بقوه وانا احاول التدخل ..
- ابتعــــــدو عنه ارجوكم !!! .. ابتعدو !!!!!!
صرخ الرجل قائلا ..
- من تظن نفسك ! ..
- ارجوك توقف !!!!! ارجوك! !!!
ابتعدوا عنه وخرجوا بينما قال احدهم . ..
- اريني ماذا تستطيع ان تفعل ايها القوي ..
ضحكاتهم المرعبه لا تفارق عقلي..
اقتربت من البيرتو بسرعه .. وهو على الارض مستلقي..
هل انت بخير؟؟؟...
حاول التوقف ولكنه لم يستطع .. فساعدته على الجلوس.. والاستناد على الحائط. ..
- لماذا فعلت هذا .. هل جننت .. يالهي ..
لم يجبني ... ابعد نظره عني ..وقال بهدوء ..
- انا بخير..
اقتربت منه جداً ..ونظرت الى تلك الجروح لقد كان انفه ينزف .. امرته برفع رأسه ليقف النزيف .. و بعد ذلك نظرت الي الجرح الذي في عينيه ..
- هل يؤلمك ..
مسحت تلك الدماء التي سالت على وجنتيه .. و في ذلك الوقت شعرت بتنفسه يزداد تلقائياً ..وبسرعه هائله ... كما انه يحاول ابعاد نظره عني ..
وبعد ذلك .. ابعد يدي عن وجهه ...وقال
- انا بخير ..اخبرتك سابقاً..
تعجبت من تصرفه هذا ! .. يبدو فظاً كسابق عهده .. ظننت باننا اصبحنا اصدقاء بما انه لحق بي ..ولكن يبدو بانني لا اروق له كما توقعت ...
-حسناً انا اسفه ..
ابتعدت قليلا ...وجلست بجانبه اسند رأسي على ذلك الحائط .. في وسط الظلام ...
لم نتحدث .. كلما كنا نسمعه هوا صوت الامطار في الخارج ..
وبعد ذلك الصمت الطويل .. التفت البيرتو وقال
- لا اعلم مالذي كنتي تفكيرين به عندما فعلتي هذا ...
لم اجبه .. ولكني كنت حزينه جدا ....
- كيف استطعتي الاستهانه بهذا الموضوع؟.. حقاً اخبريني هل ظننتي بإنك تستطيعين حله وحدك؟
نظرت اليه بنفاذ صبر ..وكدت افقد اعصابي..
- لا اريد بأن يحدث اي مكروه لعائلتي !!! لهذا فعلت الامر كله وحدي !
فصرخ بغضب
- الم تفكـــــــــــــري ولو للحظــــــــه !! انهم سيحتجزونك !!!!
توقفت وانا غاضبه ..
- لم اطلـــــــب منك اللحاق بي !!!!! انا اسفه لتعرضك لهذا ولكن انت الذي لحقت بي !!!!
توقف ليقترب مني بغضب ...وعيناه المرعبه تنظر الي
- تعلمين جيداً بأنني لم اكن اقصد هذا !!!! ... ولكن ... ماذا ان كنتي وحــــــــدك؟؟.. هل ظننتي بانهم سيتركونك ؟؟؟؟
ابعدت نظري عنه وانا قلقه .. فكرت في ما قاله .. حقاً ماذا ان كنت وحدي.. مالذي كنت سافعله ..
سالت دموعي مجددا ً .. وقلت وانا اصرخ
- ولكنني لست وحدي .. انت هنا ... يكفي هذا .. كف عن توبيخي !!!! اعلم بأنني بلهاء بما فيه الكفايه!
اقترب مجددا مني بينما كنت احاول الابتعاد عنه ..لكي لا انظر الى عينيه المخيفه .. ولكنه لم يسمح لي
- اعلم جيدا بانك لا تثقين بي !!!! .. وربما تكرهينني !!! لهذا لم تخبريني بالامر ..لانه لا يعنني .. ولكن ماذا عن توماس!! .. انه يثق بك كثيرا ! .. لماذا لم تخبريه بالامر ..
لم اعد احتمل .. صرخت في وجهه ..
- لاننــــــــــي لا اريد اقحـــــــــــــــام عائلتي في مشـــــــــــاكلي الشخصيه !! ...لا ذنـــــــــــــــــــب لهم في ما فعلته امي !!!! هذه ... مسؤوليتي ... !! ولن .. اعرض حياتهم للخطر !!!! .. ان اخبرته بالامر .. سيشعر بالقلق !!!! .. ولن يصمت عن الامر .. !!!!
حقا !!!! ...وماذا عن شعوره الان ؟؟؟... صدقيني سيجن ان علم بالامر..
لم اجبه .. استمريت بالبكاء .. بينما سار هوا وجلس بعيداً عني ..
وضع يديه على وجهه .. ومر الصمت المخيف مره اخر ى .. وضعت يدي على فمي وانا احاول التوقف عن البكاء .. ولكنني لم استطع ..
دخل رجل مجددا وهو يصفع الباب بقوه ..
ويحمل في يديه طعام ..
توقف البيرتو .. ونظر الي بحده ...شعرت بانه يعني شيء ولكنني لم افهم .. وبعد ثواني .. شعرت بانه يريد مني الهاء هذا الرجل ..
فقلت وانا اشعر بالرعب ..
- ماذا سيحدث لنا .. اخبرني ارجوك ..
نظر الي وقبل ان يكمل ...
ضربه البيرتو بقوه على رأسه .. سقط مغشى عليه .. اتسعت عيناي وانا انظر الى هذا الموقف السريع ..
سحبني البيرتو بسرعه .. وركضنا الى الاسفل .. وعندما سمعنا صوت ما .. توقفنا ... نظرت اليه وانا اخفي دموعي .. واحاول التوقف عن البكاء ..
وضع يديه على فمي واشار لي بأن اهدأ .. اخذت نفس عميق... بينما كانوا يتحدثون لوقت طويل ..
سماع صوتهم وانا اقف هنا قريبه منهم .. كان يشعرني بالموت ..
وايضاً .. كنت خائفه من ان يشعروا بفقدان صديقهم لوقت طويل .. ولحسن حظنا .. ذهبوا جميعهم الى غرفة الجلوس ..
اسرعنا الى الخارج .. وركضنا ...

نهاية الجزء ..استمتعوا بالقراءه واتحفوني بتعليقاتكم ورايكم ..

ريام عبدالزهرة 29-07-16 02:45 AM

رائع جداً جداً...فصل كشن رهيب.
يعني كاميليا...ليش غير تكوليلةمارت...
بس عاشت ايدج...ابداع
بانتظارك...

CFA 30-07-16 03:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريام عبدالزهرة (المشاركة 11478446)
رائع جداً جداً...فصل كشن رهيب.
يعني كاميليا...ليش غير تكوليلةمارت...
بس عاشت ايدج...ابداع
بانتظارك...

لسى الاكشن جاي :s_45: شكراً ومبسووطه انه عجبكم .. والجاي اكثر ان شاءالله

romana 30-07-16 11:40 PM

:reading:مساء الخير فصل رائع جدا نحن قي الانتظار :Ts_011::Ts_011:

غربة الرووح222 31-07-16 12:06 AM

روووووووووووعه
متى البارت الجااي

هّـمًسِـآتٌـ 01-08-16 04:47 AM

بارت جميل مشككككككووووره

CFA 01-08-16 09:48 PM

الفصل الرابع

سرعنا الى الخارج .. وركضنا ...
لقد كانت كالغابه .. يوجد هنالك طريق عام ولكن البيرتو منعني من الذهاب الي هنالك لكي لا يكشف امرنا ..
سيبحثون عنا قريباً .. وبالطبع اول مكان سيبحثون به هوا الطريق العام .. لذا يجب علينا الاختباء في الغابه قليلاء ..
مشينا طويلاً .. واحمد الله كثيرا بأن الشمس على وشك الشروق . ..
لم اعد استطع التحمل .. توقفت بجانب شجره عملاقه .. وجلست ..
- لا استطيع السير اكثر من ذلك ..
-حسناً .. دعينا نرتاح قليلا ..
اخذت نفس عميق .. وانا انظر الى السماء وتلك الخطوط الرائعه لظهور الشمس .. يالها من اللوان مهدئه ..
كما ان رطوبة المطر لاتزال هنا .. ورائحتها الرائعه تتخلل بين جذور هذه الشجره العملاقه ..
نظرت اليه وقلت
- شكرا لك ..
نظر الي ..لوقت والتفت مره اخرى ..بعد ان قال ببروده المعتاد
- لا بأس ..
وبعد عاصفة الهدوء التي اعتدت عليها معه ... قال بصوته الاجش ..
اعتذر عن توبيخي لك ..
اتسعت عيناي .. لم اكن اتوقع منه الاعتذار ابدا ً .. نظرت اليه بدهشه وقلت ..
لا .. لا بأس .. معك حق في كل ما قلته ..
- لا .. لم يكن معي حق ... من الطبيعي تفكيرك بعائلتك .. والقلق عليهم ...
نظرت اليه وابتسمت ... وانا اشعر ببعض الراحه لانه يتفهمني ..
وايضا .. انا الذي لحق بك .. لم اكن اعلم بانني الحق بأمرأه مجنونه ..
ضحكت بعد ان ابتسم لي بأستهزاء ..
وبعد ذلك .. قال دون ان ينظر الي ..
- يبدو بانك تحبين عائلتك كثيرا ..
نظرت اليه ... واكتفيت بأبتسامه ..
ولكن بعد ان شعرت بفضوله ..ونظراته المشتعله . . اكملت
- نعم ..توماس وجين انهم فعلا رائعين ..
-ماذا عن ريتشارد و لورين .. وسوفيا؟

شعرت بالتوتر ..وقلت
- نعم .. وهم ايضاً ..
- لستي على علاقه جيده معهم؟
نظرت اليه وانا ابتسم بتعجب .. مالذي يحاول الوصول اليه ؟...
فقال وهو يخفي تلك الابتسامه الفضوليه
- لا بأس .. اعتذر عن التطفل ..
- لا .. لا تعتذر .. معك حق ... لااملك علاقه جيده معهم ..
منذ زواج امي وريتشارد .. وانا اشعر بانني دخيله .. ضحكت قليلا وانا انظر اليه .. واكملت
في الحقيقه .. لم اشعر يوماً بانني امتلك اخوه .. سوفيا ولورين كانوا بالنسبة لي .. تحدي ..
كما ان والدتي كانت تحبهم للغايه ... وترى بانهم افضل مني ... ولكنني لم اكرههم يوماً .. كل ما كنت اشعر به نحوهم .. هوا الغيره .. اما توماس ..فلقد كان بالنسبة لي عائلتي ... الاخ والاخت .. وايضاً الاب... والان .. هوا عائلتي المتبقيه ..
نظر الي لوقت طويل ..وعيناه تشع ..
ماذا عن والدك ؟
- توفي في صغري ..
- اعتذر ..
- لا بأس ..
مر الصمت من جديد .. فقاطعته قائله ..
- ماذا عنك؟
فلم ينظر الي ... قال بهدوء
- ماذا عني؟
- هل تملك اخوه ..؟اخوات؟ .. والداً؟
- املك اختاً تعيش في بريطانيا .. و والدي..
- رائع .. و... تلك اللوحه ..
قاطعني .. وهو يبتسم ..
- مارت هوا خالي .. لذا فهوا يضع لوحة والدتي في منزله ..
اتسعت عيناي وشعرت بضيقه ... خاله ؟... حقاً .. والان تعقد الامر اكثر واكثر!
كيف ساخبره .. كيف سيعلم بأن خاله هوا من خطفه ..وطالبني بهذه الاموال الطائله ..
نظر الي وقال
هل انتي بخير؟
- نـ ـ عم .. نعـــ ـم انا بخير ..
- تبدين مرهقه .. استلقي قليلا ..
وضعت رأسي الى الخلف .. واغمضت عيني .. لاخفي دمعي .. شعرت بصداع رهيب في رأسي..
وبأن الارض تهتز من تحتي... تمنيت في تلك اللحظه .. بأن امحي كل هذه الذكريات السيئّه .. والمشاعر المؤلمه .. واعود حيث كنت قبل اربعة اشهر .. في شقتي .. استلقي على اريكتي المفضله ... لاتابع التلفاز .. حياتي البسيطه هي كل ما اتمنى .. ولكن كل هذه الدارما التي حدثت في حياتي .. وجعلتها تبدو كمسلسل مأساوي .. تشعرني بالغثيان ..
ولم اشعر بنفسي اغفو على كتفه ..
شعرنا بتلك الرياح البارده .. فأستيقظنا بدهشه ..
ابتعدت عنه بسرعه عندما شعرت بانني بقربه .. نظر الي بتعجب ولكنني ابعدت نظري عنه قائله
- يالهي .. يجب علينا ان نكمل ...
- معك حق .. الطقس بارد للغايه ..
- نعم ..
اكملنا السير ..عدة اميال بهدوء تام .. لقد كنت اتضور جوعاً .. توقفت قليلا وقلت له وانا متعبه
- انا جائعه ..
- .. اه .. انتظري قليلا .. سابحث عن شيء ناكله..
- ماذا تقصد .. هل ستذهب بعيداً عني؟
ابتسم لي ابتسامته الهزليه وقال
- لا .. لن ابتعد .. ساكون هنا بجوارك .. هل تعتقدين بان هنالك اي فواكه هنا؟
- فواكه؟.. لا اظن ذلك .. اعني انها تبدو كغابه .. ولكن ليست تلك الغابه التي يزرع بها فواكه ..
- نظر الي وقال ..
- اجلسي هنا ... ساعود قريباً ..
- ارجوك لا تبتعد .. !
- حسناً .. لا تخافي ستكونين بخير ..
نظرت اليه حتى اختفى اثره بين تلك الاشجار العملاقه .. وها انا اجلس هنا وحيده ..خائفه ..
في هذه الفتره الطويله ... كل ما شعرت به هوا القلق والخوف .. وعدم الطمئنينه .. وبعد كل ذلك الاستنزاف الحاد من مشاعري اليائسه ..اشعر بانني ارهقت .. اتمنى لو انني املك القدره على ايقاف جميع مشاعري ..
هاقد مرت ساعتين والبيرتو لم يعد .. انا قلقه للغايه ... اين هوا يا ترى..
وبعد مرور ساعه اخرى .. لم اعد احتمل ..
- يالهي ماذا لو تاه .. نعم .. فجميع الاشجار هنا متشابهه.. كما انه .. يالهي ...بالطبع انه تائه .. ولكن هل علي الذهاب للبحث عنه؟...لا .. لا ماذا ان عاد الى هنا ولم يجدني.. يالهي... ساعدني ارجوك ..
قررت عدم التحرك من هذا المكان .. لن اتحرك حتى يعود .. نعم سيعود .. هذا ما كنت اشعر به ..
تمددت قليلاً .. وحاولت الاسترخاء .. نظرت الى تلك النجوم في السماء .. يالها من رائعه .. ونجحت النجوم في تهدئتي ...ولكنها لم تلهيني عن التفكير به ... تذكرت نظراته الدافئه .. عندما اخبرني بانه لن يسمح لاحد بالاقتراب مني .. وايضا رائحته عندما شدني لاحضانه .. يداه العريضتين تعتصرني... اغمضت عيني وانا احرك رأسي ..
لا لا لا تفكري به بهذه الطريقه .. ! انتي لستي معجبه به ! انتي تخافينه ! هل نسيتي ...
يقلقك صمته المخيف .. وغموضه ... وتلك الهاله التي تدور حوله .. ولكنها لم تعد موجوده .. ام انني لم الاحظها مع كل تلك الدراما الحادثه في حياتي؟... لا.. لم تعد موجوده .. ولكن شعوري بالقلق وانا بجانبه ... لايزال يحدث في كل مره يقترب مني .. نعم .. انه الخوف .. لازلت خائفه منه ..
ولكن .. لماذا لحقني الى هنا ؟.. لماذا يكترث لما يحدث في حياتي..
نعم .. لقد كان قلق طوال ذلك الوقت .. ولكن .. لا اراه يهتم لاحداً اخر ..
انا حقاً خائفه .. مالذي حدث .. لماذا تأخر كثيرا ... هل هوا بخير .. اتمنى ذلك ..
تقلبت كثيرا .. وها قد ظهر القمر .. يالهي .. انه ساطع ..



*كالقمر هو يسطع بين الظلمه ..

كالقمر هو يسكن وحده بصمت.
.
كالقمر هو يراقبني في الليل ..

يقف بين النجوم المتلئلئه .. ولكنه لا يكترث

كل ما يريده هوا ان يضيئ ظلمتي .. ويشاركني جرحي بصمت ..*

.
استيقظت من نومي وانا اسمع صوتاً يقترب من بين تلك الاشجار..
اتسعت عيناي وانا انظر ..
وبعد ذلك ... ظهر البيرتو .. وهو يضع يداه على بطنه .. وقميصه ممتلئ بالدماء ...
لقد كان وجهه يعتصر من الالم ... اتسعت عيناي وركضت اليه ..
- ماهذا .....يالهي.....اه ..هل انت بخير ؟؟
ضممته بقوه .. .وابتعدت بسرعه بعد سماعه يصرخ من الالم..
انا ..اعـ ـ ـتذر .. يالـ ـ ـهي.. ماذا حدث ..
- اهـ ـ دئي.. انا بخير .. هيا دعينا نذهب ..
- اين ..؟؟؟.. كيف سنسير وانت بهذه الحاله .. هل انت مجنون؟؟؟...
- يجب علينا الذهاب .. هل تسمعين !
سحب يدي بقوه ..وسار .. لقد كان يحاول التظاهر بانه لا يشعر بألالم .. ولكن بمجرد النظر الى عينيه القاسيه ..
استطيع رؤية كل هذا الالم . ..
سرنا لوقت طويل .. ولكنني اوقفته وانا اصرخ
- توقف !!!!!
لقد كان يحاول تجاهل نظراتي .. ولكنني اقتربت منه ...
وابعدت معطفه قليلا ..لارى يديه التي كانت غارقه في دمائه .. وهو لا يزال يمسك بالجرح بقوه ..
- اخبرني .. ماذا حدث .. الجرح يبدو سيء للغايه !
- اخبرتك بأنني بخير .. ! ..دعينا نكمل ..
- لن نكمل !!!! لم تخبرني اين هي الوجهه!!! .. اسير معك منذ ساعات ...وانا لا اعرف اين نحن ذاهبان؟؟؟
- الى مزرعه !
- مزرعة من؟...
- لا اعلم .. .رأيتها وانا ابحث عن الطعام .. و .. اه يالهي ...
قوس ظهره وهو يشعر بالالم ..
- اخبرتك بانه يجب علينا التوقف !!! ولكنك لا تستمع !!!!
- انا بخير .. هيا بنا ..
سحب يداي واكملنا وانا انظر اليه والدموع تسيل من عيني
- هل تريد الموت ايها الابله !..
لم يجبني .. حاولت مقاومته والتوقف .. ولكنه نظر الي بغضب .. وصرخ
- كل ما فعلتي هذه التصرفات الطفوليه .. يزداد المي... ويضيع الوقت ونحن نتشاجر !!!!! توقفي ... لنصل ... لم اعد احتمل !!! هل تسمعين .. !!!!
اتسعت عيناي وهو يصرخ بي هكذا .. اكلمنا السير .. وهاقد اصبحت ارى تلك المزرعه ...
اقتربنا منها كثيرا .. وعندما وصلنا .. دهشت وانا انظر الى هذه المزرعه الرائعه ..
اسرعت وانا اساعد البيرتو على السير .. فلم يعد يستطيع السير وحده ...
طرقنا الباب ..
نظرت الى البيرتو .. يالى الغرابه مع كل هذا البرد .. لقد كان يتصبب عرقاً ..
- البيرتو ..ماذا ان كانوا شركاء من خطفونا..؟
- لا .. لا تقلقي..
فتحت الباب امرأه مسنه .. تبدوا كاقزام القصص الخياليه ..
لقد كانت قصيره للغايه .. وممتلئّه .. وشعرها ابيض اللون كبشرتها تماماً ! .. تحمل في يدها عكازاً خشبي .... نظرت الينا بقلق وقالت
- يالهي .. تفضلوا ..
لم تسألنا عن اي شي ...
سعدت كثيرا ...ودخلت بسرعه .. لقد كان البيت دافئاً للغايه .. تمدد البيرتو على الاريكه ... وهو يتأوه من الالم ..
- ارجوك ... ارجوك ساعدينا يا سيده .. لا اعلم ماذا حدث ... لم يخبرني .. ولكنه يتألم بشده .. ارجوك ..
اهدئي يا ابنتي .. سيكون بخير ..
شعرت بالسعاده من كلماتها المطمئنه ..
اقتربت من البيرتو ..وابعدت يداه عن بطنه .. لم استطع النظر الى هذه الدماء ..
ابعدت نظري ..وانا خائفه
- يالهي ...يالهي.. انها سيئه للغايه !!! ..
فقالت بهدوء
- نعم.. لا تزال الرصاصه في داخله ..
- ماذا !!!!!!!! رصاصة ماذا؟؟... هل تمزحين؟
نظرت الي وانا اصرخ . . وكانها تخبرني بانه علي الالتزام بالهدوء وعدم ازعاج البيرتو واثارة قلقه .. وضعت يدي على فمي وقلت
- لم يخبرني ماذا حدث ..لم ..لم اكن اعلم بانه اصيب برصاصه...

ابتعدت قليلا وهي تقول ..
- سأحظر له ما يحتاج لا تقلقي.. كوني بجانبه الان ..
لا اعلم مالذي كانت تقصده المرأه المسنه ..ولكنه كان بجانبي طوال هذا الوقت ..لذا يجب علي الان بأن ارد له ما فعله لي ..
اقتربت منه وجلست بجانبه ..
لقد كانت انفاسه الحاده تزداد قوه ..وضعت يدي على يده.. وابتسمت له
- لا تقلق .. ستكون بخير .. يبدوا بانها تعرف مالذي تفعله .. ساكون هنا ..
لم يقل اي كلمه ... لقد كانت عيناه المتلئلئه ..تنظر الي بهدوء .. تنظر عبري .. كالعاده ..
اقتربت المرأه مجددا .. وهي تحمل في يديها سطلاً من الماء الدافئ و قطعة قماش..
وايضا ملقط .. وبعض الشاش.. والكحول ايضاً ..
تابعتها بصمت وانا انظر اليه بقلق ...
جلست بجانبه ... سحبت يداي وامسكتها بيد البيرتو وهي تبتسم وتقول له
- امسكها جيداً ..ستحتاج لمسكن لألمك...
اتسعت عيناي وانا انظر اليها .. يبدو بانها اساءت الفهم ... ولكن ضغط يديه القويه على يدي جعلتني استيقظ ..وانظر اليه وهو يتألم ..
سكبت المرأه العجوز الكحول على جرحه .. وبعد دقائق اخذت الملقط ..وادخلته بجرح البيرتو ..
لم استطع النظر ..التفت بسرعه ... وانا ارتجف .. ويداه لا تزال تعتصر يدي ..
التفت الي المرأه العجوز وقالت
-حاولي الهاء صديقيك ... لانه سيتألم ..
صديقك؟؟..ماذا؟؟... لم اكترث ...اقتربت منه ... ووضعت يدي على وجهه ..
ما فعلته .. كان بدواعي حزني ... كنت سافعل هذا مع اي شخص في مكانه ..
على الاقل هذا ما اقنعت نفسي به ..
اتسعت عيناه هوه ينظر الي وانا بهذا القرب منه ..واضع يدي على وجنتيه .. لقد كانت الدموع تسيل من عيني وانا انظر الى حاله هذا ..
- ستكون بخير ..
صرخ عندما اخرجت القطعه الحديديه منه ..
التفت اليه مجددا ً وقلت
- اهدء ...اهدء ..هاقد اخرجت الرصاصه منك ...لم يعد هنالك خطر .. لقد زال تماما .. احمد الله ....
ستكون بخير ... صدقني ... يالهي ...كل هذا بسببي... انا اعتذر ....اعتذر ... عن هذا ..
لم يجبني ...كل ما كنت اسمعه هوا انينه واعتصراه لشفتيه من شدة الالم ..
وبعد انتهاء هذه المأساة .. صنعت السيده شراباً من اعشابها ..منوماً ..
وبعد ان شربه بدقائق .. غرق في نومه ..
لم اتوقف عن البكاء ..لقد كنت مرهقه للغايه ولا احتمل هذا ..
اقتربت مني السيدة ..بعد ان غسلت يديها .. وضمتني ..
لقد كنت احتاج لحضن اشعر بالدفء بداخله .. وهاقد حصلت عليه ..
توقفي عن البكاء يا ابنتي .. صديقك سيكون بخير ..يبدو بانه قوي للغايه ..
-اتمنى ذلك ..
نظرت الي وقالت
- تعالي معي
صعدت معها الى الاعلى .. ادخلتني الى غرفة .. واجلستني على السرير ..
اخرجت من الخزانه فستان قطني بأكمام طويله ..
- انه لابنتي .. انها نحيله مثلك تماما .. تفضلي ..
وهذا هوا الحمام ... ساجهز لك حمام ساخن لتهدئي ..
-ولكن ماذا ان ..
قاطعتني
- صديقك لن يستيقظ الان .. ليله سيكون طويل للغايه ..فهذا الشراب قوي للغايه ..
- اقتربت منها وحضنتها بقوه
- شكرا لك .. انا حقاً لا اعرف كيف سارد لك هذا ... شكرا لك كثيرا !! ..
- لا داعي .. هيا توقفي عن البكاء .. لقد ارهقتي نفسك ... انظري اليك تبدين شاحبه للغايه ..
هيا تحممي وانا ساحضر لك بعض الطعام ...

-شكرا لك .. يا سيده؟
- ساندرا..
قالت . وهي تبتسم لي .. .
ابتسمت لها .. وقلت
- وانا كاميليا ..
لم اتوقف عن البكاء في الحمام .. لقد كانت المياه تختلط مع دمعي لتخفيه ...ولكن آلم قلبي ..كان لا يخفى ..
انا السبب في اصابة البيرتو .. نعم انا هي السبب... لقد اقحمته في هذا ..
متى سينتهي هذا الكابوس؟؟؟...متى؟؟...
نزلت للاسفل .. وانا اشم رائحة الطعام الرائعه ... وفي تلك اللحظه شعرت بانه سيغشى علي ... لم اكل منذ وقت طويل ..
اقتربت من طاولة الطعام وجلست وانا انظر الى كل هذه الاطباق الشهيه ..
اكلت بشراهه .. ولحد الشبع ..
يالهي .. شكرا لك سيدة ساندرا ..
فقالت
- ارجوك ساندرا ..دون سيدة ..
ابتسمت لها ..وبعد ذلك اقتربت وهي تحمل القهوه في يديها ..
تفضلي..
اخذت كوباً ..وجلسنا بجانب المدخنه ..بجانب البيرتوو
نظرت اليه لوقت طويل..والصمت يعم ..
فاقطعته ساندرا قائله
- اظن بأن وقت القصه قد حان..
التفت اليها بتعجب
- اي قصه؟
- ماذا حدث لكما ؟
-اه .. في الحقيقه ..انها قصتي ..انا التي اقحمته في قصتي التعيسه ..
اقتربت مني ووضعت يديها على كتفي
- لا تقولي هذا .. انه القدر .. جمعكما ..حتى وان كانت الاحداث تعيسه ..فهنالك مغزى جيد من كل هذا ..
نظرت اليها وقلت
- اتمنى ذلك ..
ابتسمت لي وقالت
- هيا احكي لي قصتك ..
فحكيت لها كل ما حدث لي منذ سماعي خبر وفاة والدتي... حتى هذه اللحظه ...
دهشت كثيرا .. وقالت
-يالهي.. لقد ظننت بانكما عاشقان..تبدوان هكذا
ابتسمت لها بتوتر وقلت
- لا لسنا كذلك ..
نظرت الي بحده ...وقالت
- بلى ..انتما عاشقان..ولكنكما لم تعترفا بذلك..
اتسعت عيناي وانا انظر اليها
- لا .. انا حقاً ممتنه لما فعله معي .. ولكن .. ما اشعر به الان هوا .. الامتنان والشفقه على ما اقحمته به ..
نظرت الي مره اخرى وهي تبتسم
- هل تعرفين كم عمري؟
تعجبت من سؤالها ..وابتسمت ... وبعدها اجبتها
- لا ..لا اعرف
- سبعون عاماً .. هل تظنين بأنني عشت.. كل هذه السنين..ولا استطيع تميز نظرات المتاحبين؟
لقد لحق بك البيرتو .. الى كل المسافه ليرى ماذا تخبئين عنه .. وكما انه عاد بعد ان رأى المزرعه وهو مصاب ! .. جرحهه عميق للغايه ..يبدو بانه احتمل لوقت طويل... على ما يبدو بانه عاد من اجلك ..
سال الدمع من عيني مجددا
- ارجوكي توقفي.. لا اريد سماع هذا ..
نظرت الي بتعجب
- انتي تحبينه ايضاً ..فلماذا تخبئين هذه المشاعر الجميله؟...
-حتى ..وان.. كنت معجبه به .. فحياتي لا تسمح لذلك...
-ماذا تعنين ..انظري اليه ...يريد بان يكون في حياتك مهما كانت ..
- لا ..لن اجعل هذا يحدث مره اخرى .. انظري اليه ...ملقى على فراش الخطر .. وكل هذا بسببي..
- اسمعيني جيدا يا كاميليا.. القدر سيبقيكما معاً .. او سيفرقكما .. لذا لا تفكري بالامر ..لانه ليس بيدك على كل حال..
لم اجبها .. ابتسمت لها بهدوء ..فما قالته كان صحيحاً ..
- هيا ساذهب للنوم .. وانت يايضاً ..يجب عليك الخلود للنوم.. تعرفين مكان غرفة ابنتي..
جهزتها لك...
ابتسمت لها وقلت
- لا ..لا بأس .. سأكون هنا بجانب البيرتو ان استيقظ...
ابتسمت لي ابتسامه كنت اعرف معناها .. واشعرتني بالقلق ...
اطفئت الضوء .. وكان مصدر الضوء الوحيد هوا تلك النار خلفي..
جلست بجانبه .. وانا انظر اليه بهدوء .. واستمع الى صوت تنفسه ..شعرت بالتوتر وانا انظر الى كتفه العاري دون اي قميص...لقد كان مفتول العضلات ..
وبعد دقائق.. سمعت صوت البرق .. الذي ارعبني ... فتحت عيني بسرعه .. وتوقفت .. وانا اقترب من النافذه ..
يالهي .. انهمر المطر بغزاره .. نظرت الى هذه الحقول الزراعيه الرائعه .. والمطر ينهمر فوقها .. كما ان صوت انهمار المطر على سقف هذا المنزل الخشبي كان عالي جدا .. تخلخلت رائحة المطر للداخل ..
-اه يالها من رائحه جميله ..
ابتعدت عن النافذه بعد ان سمعت صوت تحرك البيرتو ..
التفت اليه ..وجدته قاطب حاجبيه ..ويتألم ..
اقتربت منه .. وابعدت يده عن الجرح ..
- هل انت بخير .. ؟؟؟.. هل يؤلمك؟..
فتح عينيه ...بهدوء ..
عيناة الامعه .. تلك التي لطالما اخافتني ..ولكنه ينظر الي الان بنظره مختلفه تماماً .. انها
نظرة مليئه بالحنان ..والاحتياج ... وضع يديه الصلبه على وجنتي .. ونظر الي بهدوء تام ..
وكل ما كنا نسمعه هوا صوت المطر ..
شعرت بحرارة جسده تنتقل الي من عبر يديه الدافئه .. وعيناه التي اربكتني ..
سارت القشعريره في جسدي .. وبعد ثوانِ .. اغلق عيناه .. وغط في نوم عميق .. لا اعلم ان كان يحلم ..
ام لا ..ولكنه يبدو لي بانه ليس بوعيه .. لا اظن بانه سيفعل هذا ان كان يقظاً..
ابتعدت بسرعه .. وانا اشعر بنبضات قلبي المتسارعه تكاد تنفجر ..
تمددت بالاريكه الاخرى التي بجانبه ... واغمضت عيني .. وانا احاول تهدءت نفسي..
وضعت يدي على وجنتي .. واغمضت عيني وانا ابتسم .. لا اعلم مالذي كنت اشعر به ..
ولكنه شبيه ..بتلك الفراشات التي نشعر بها في داخلنا عندما نشعر بالجوع .. ولكنه هذا مختلف ..
انها فراشات في قلبي.... هل يمكن بأن يكون صحيحاً ما قالته ساندرا ..
- لا .. لا .. هذا ليس صحيح.....
استيقظت وانا استمع الى صوت غريب ..
عطست بقوه ... وفتحت عيني .. وانا انظر الى كل هذا الدجاج حولي..
-ماهذا يالهي؟..
صرخت وانا ابعده عني .. رفعت عيني وانا ارى البيرتو يضحك بآلم ...ويمسك بجرحه محاولاً التوقف عن الابتسام ..
ابتسمت عندما رأيته يضحك ..ولكنني كدت اجن من هذه الدجاجه
نظرت اليه واقتربت ..
- مالذي يحدث..اين هيا ساندرا.. ؟؟.. هل تترك كل هذه الطيور داخل منزلها؟
نظر الي بحده .. وقال
- يبدو لي ذلك ..
ابتسمت بعد ان شعرت بالخجل لانه لم يكن يرتدي اي قميص.
. رتبت شعري .. وقلت ..
- كيف حالك؟.. هل انت بخير الان؟..
-لماذا تحاولين تفادي النظر الي؟
اتسعت عيناي وتوقف قلبي ..
- مـ ـ اذا؟.. لا .. لا .. لست اتفادى النظر اليك ..
- حقا؟..
نظرت اليه وانا احاول التماسك لكي لا يكشف امري ..
ظهرت تلك الابتسامه مجدد ا التي لطالما كرهتها ..ولكنني الان .. سعدت بعدما رأيتها ..
فهي تدل على انه بخير .. حتى وان كان يستهزء بي. .قال بصوته الاجش ..
انا بخير .. اعتذر لانني اقلقتك...
-لا .. لا بأس.. فكل هذا بسببي....
رفع حاجبيه وقال بغضب
- توقفي عن قول هذا ! .. ما دخلك انتي بهذا !
- انا التي اقحمتك الى هذه المشكله .. انا حقاً اسفه يا البيرتو كدت تخسر حياتك ... من اجلي !
- امسك بيدي بقوه وجرني اليه ...جلست بجانبه وانا مندهشه ...
فقال وهو يضغط على يدي
- توقفي عن قول هذا !
لقد كان مخيف لحظتها .. لم استطع قول اي شي .. اكمل بنظراته الحاده ..
- هل تسمعينني؟.. انا اعني ما اقوله كاميليا ! .. لا دخل لك فيما يحدث لي.. انا الذي اتيت الى هنا بمشيئتي ! ..
مر الصمت من جديد .. ترك يدي عندما شعر بتوتر اعصابي.. وقال
- هل يمكنني سؤالك سؤال؟
- ما الامر؟
- .. عندما تأخرت .. ولم أتي بالطعام .. مالذي جعلك تنتظرينني كل هذا الوقت؟..
دهشت من سؤاله .. نظرت اليه لوقت .. وبعدها اجبته بهدوء ... والدموع تملئ عيني
- اقسم لك بانني كنت سأتي للبحث عنك .. ولكننني كنت خائفه .. خائفه من ان تعود الى هنا ولا تجدني ..
تضاربت الافكار في رأسي ..قلقت كثيرا ...وفكرت كثيرا باللحاق بك ..و،،،
قاطعتني وهو يبتسم ..
-هذا ليس ما عنيته ... هل ستبكين على كل شيء اقوله يا فتاة ام ماذا؟..
ابتسمت ..ومسحت دمعي ..
- اه .. لا اعرف صدقني.. لم اعد اعرف مالذي يجري لي..
صمت لوقت طويل.. وبعدها قال ...
- مالذي جعلك تثقين بانني ساعود ؟..وبانني لم اهرب عنك..
ابتسمت وانا امسح دمعي واقول بأستهزاء
- لم اكن واثقه من ذلك ..فلن تكون اول رجل يهرب مني .. ولكن ..
قاطعتنا السيدة ساندرا وهي تقول
- هيا بنا ... الغداء جاهز ..
- نظرت اليها وانا احاول الهاء نفسي عن نظرات البيرتو المنتظره لاجابتي ..
- ماهذا يا ساندرا ..هل تدخلين كل هذه الحيوانات الى منزلك؟
ضحكت وهي تجيبني وافطار البيرتو في يديها ..
- نعم انهم اصدقائي..
وضعت الافطار على البيرتو
وقالت
هيا يا بطل .. اريد منك افراغ هذه الاطباق
ضحكت وانا انظر اليه وهي تعامله كالطفل ..
وابتسمت ..
احمرت وجنتيه وقال
- لست معتاداً على هذا الدلال سيدة ساندرا .. ستفسدينني ..
-نظر الي البيرتو وقال
- كاميليا .. هل تحدثتي مع توماس؟
اتسعت عيناي
- يالهــــــــي... لا ...لم افكر بهذا .. .يبدو بانني فقدت عقلي..
ضحكت ساندرا وقالت
- يبدو بان من يهمك .. يجلس معك .. لهذا نسيتي الباقي...
اتسعت عيناي ..كما ان البيرتو اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى وجهي يتحول الى اللون الاحمر
قلت بتوتر ..
- لا اعلم ..مالذي..تعنيه ساندرا ..ولكن ... هل يمكنني اجراء مكالمه من هاتفك ..؟
ضحكت وهي تغمز الى البيرتو .. وتقول
انا اسفه ولكن هاتفي معطل .. سأصلحه غداً ..
يالهي في هذه اللحظه تمنيت بان تنشق الارض وتبتلعني .. ماهذا ! ..
لماذا يضحك ولماذا لم يوقفها عن هذا الظن ... ابتعدت عن تهامسهم لبعضهم وضحكاتهم ..
ابتعدت عنهم وحاولت تهدءت نفسي ... شربت بعض الماء .. وعدت الى غرفة الجلوس بقلق.. .نظر الي البيرتو وقال
- ماذا حدث؟.. ماهذا العبوس؟
- كيف سنخبرهم باننا بخير؟
- سنخبرهم غداً لا تقلقي...
- لا اعلم ولكن اظن بان توماس قد جن .. وهو يبحث عني..
- بالطبع ... ولكن لا تقلقي .. سيكون بخير ..
-ماذا عن والدك ؟..
نظر الي بدهشه .. ولكنه ابعد نظره عني بعد فتره واكمل طعامه بهدوء ..
- ماذا عنه؟
- الن يكون قلقاً؟..
- لا اظن ذلك..
اتسعت عيناي ..و لم اسأله ماذا كان يعني ..
اقتربت ساندرا مني ومن البيرتو وقالت
- انا حقاً اعتذر ..ولكن غداً هوا اليوم الذي يأتي جميع اصدقائي واقاربي لرؤيتي... اعلم بانكم متعبين جدا .. ولكن .. لا املك هاتفاً لامنعهم من القدوم ..
ابتسم البيرتو لها وقال
- لا داعي لذلك .. انه منزلك .. واظن بانهم ينتظرون هذا اليوم بحماس لرؤيتك ..
ابتسمت له واقتربت منه وهي تمسد على شعره ..
- انت فتى رائع ..
ضحك البيرتو وقال
- فتى ..؟ حقا .. هل تسمينني فتى وانا في الثلاثين من عمري ..
ابتسمت له وقالت
-بالنسبة لي انت فتى ..
ضحكت طويلا وانا انظر اليهم ..
لقد كان البيرتو يتهزأ بي طوال اليوم وهو يراني اهرب من تلك الطيور ..
- اااهه ..لم اعد احتمل ذلك ...فانا لا احب الريش اطلاقاً ... ابعدهم عني البيرتو انا لا امزح ..
اقتربت من البيرتو وانا خائقه ..
- هل حقا تخافين الطيور؟
- نعم هل تظنني امزح !
ضحك طويلا ..وعندما علمت ساندرا بذلك اخرجتهم للمزرعه ..
لقد كنا نجلس في غرفة الجلوس .. والحطب يحترق امامنا بهدوء ..
اما ساندرا فلقد كانت تحظر اعشاباً كالعاده ..
نظرت الى البيرتو وقلت
- اشعر بانني عدت الى العصر الحجري ..
ضحك وهو ينظر الي ..
- معك حق .. لا هاتف لا تلفاز .. لا جرائد.. هذا حقا غريب ..
- نعم .. لكن انظر اليها انها سعيده ..لا تحتاج لكل هذا .. انها تشغل نفسها فيما تحب ..
- نعم.. الابتعاد عن الاخرين .. دائما يشعرنا بالسعاده ..
نظرت اليه بتعجب
- هل حقاً تظن ذلك؟
- نعم .. لطالما تمنيت بأن اعيش وحدي بعيداً عن ضجيج المدينه ..وعن كل البشر .
مر الصمت من جديد .. ونحن ننظر الى النار المشتعله ..
- الهروب من الجميع ...
اجابني دون النظر الي ..
- نعم..
هطل المطر مجددا بقوه اخافتني ..
ومر الصمت ..
نظرت اليه وقلت
- هل يمكنني سؤالك سؤال شخصي؟
نظر الي ...وظهرت تلك الملامح الهزليه .. رفع حاجبيه وقال
- تفضلي ولكنني لا اعدك بالاجابه ...
- حسناً .. هل احببت ؟.. اعني ..هل جربت بـأن ..
قاطعني بسرعه هائله ..
- لا ..لحسن حظي..
اتسعت عيني وقلت
- لحسن حظك؟
-نعم ..
- ولكن ..الحب .. شعور دائم .. في هذه الدنيا الزائفه .. انه يجعلنا نشعر باننا .. مخلدين ..
نظر الي بتعجب وقال
- مخلدين؟..وكيف ذلك؟؟
- نعم مخلدين .. عندما تحب شخصاً ما .. يسكن في داخلك .. وذكراه تظل حيا في قلبك مهما حدث .. وبهذا تكون قد خلدت ذكراك في قلباً ما .. وتصبح بهذه الذكريات خالداً..
ظل ينظر الي لوقت طويل .. وبعدها نظر الى المدخنه مجددا وقال
- يبدو بان نظراتنا تختلف تماما ً ..
فقلت بتعجب
كيف ترى الحب اذاً؟
لم يجبني لوقت طويل... شعرت بانه لن يجيبني .. فلم اتحدث ... مر الصمت لوقت طويل .. ولكنه قاطعه بعد فتره .. وكانه كان يفكر بأجابه شافيه .. قال بصوته الاجش..
- الحب .. هوا ان تمنحي الشخص الاخر .. كامل الحقوق ..لتدميرك بأي وقت .. وبأي دقيقه...وكأنك تبنين تلك القصور الخياليه فوق الغيوم .. دون ان تعلمي بأن الغيوم هي مجرد هواء.. وكل ما بنيتيه ... سيسقط في دقائق
تشنجت لدقائق بعد سماعي برأيه ..
هل حقاً يرى الحب بهذا الشكل... ولكن .. معه حق .. الحب يستطيع تدمير القلب...
لم استطع النظر اليه .. مر الصمت مجددا ..ليعود صوت المطر اقوى
وبعد ذلك الصمت قال بهدوء
- ماذا عنك؟
ماذا عني؟
- هل احببتي يوماً؟
- لا اظن ذلك.. اخبروني بانه عندما تقع في الحب ..تشعر بانك داخل حلم.. وبان الابتسامه لا تغيب عنك.. كما انك لا تتوقف عن التفكير عن هذا الشخص .. وتراه في كل الاماكن .. تشعر بانه معك مهما كنت وحيداً.. و..
قاطعني
- ولكنك لم تشعري بهذا قط...
نظرت اليه وابتسمت ..
-نعم.. هذا صحيح..
مر الصمت المخيف من جديد ... لماذا اشعر بهذا القلق من صمته؟..اعني عندما اكون بجانبه ... لا استطيع التحدث ..
اقتربت ساندرا ..واعطتني خلطة الاعشاب قائله
ارجوكي ضعيها على جرحه .. و بعدها ضعي هذا الشاش .. اشعر بالارهاق ..لذا ساخلد للنوم ..
-ماذا .. ولكن ..
وضعتها في يدي .. وذهبت قائله
- تصبحون على خير..
نظرت الى البيرتو بدهشه
-ولـ ـكن انا حقا لا استـ ـ طيع ! .. انـ ـا لست جيده بهذه الامور ! سازيد من آلمك..
- لا بأس .. سافعلها بنفسي .. لا تقلقي..
اتسعت عيناي
- هل تمزح . . لا ..لا لم اكن اعني ذلك .. حسناً سافعلها ..ولكن ان ألمتك اوقفني .. ارجوك
-تعلمين بانه لا داعي لفعلك هذا ان كنتي لا تستطيعين.. ساحاول وضعه بنفسي
- لا لا .. لن تفعلها البيرتو ! .. ساضعه انا ..
اقتربت منه ..وعندما ابعد الغطاء عن جسده مفتول العضلات.. توقفت عن التنفس ... شعرت بالخجل .. وحاولت ابعاد نظري عن جسده ولكن ..
يجب علي وضع هذا الدواء اللعين .. لقد كان يتألم ..
نظرت اليه بقلق ...وقلت وانا ابعد شعري وارفع اكمام ثيابي ..
- اهدء لا تتحرك ..سازيل الشاش الان..
نظر الي ..وظهرت تلك الابتسامه مجددا
- يالهي ما المضحك؟
-رؤيتك وانتي تتجهزين لوضع الدواء .. وكانك ستخضعيني لعمليه جراحيه ..
ابتسمت له وانا قلقه ..وقلت
- انا اسفه ..يبدو بانني اقلقتك..
- لا ..لا مانع لدي..ولكن يجب عليك الهدوء لتستطيعي فعله..
حسناً ..
اقتربت منه .. وازلت الشاش بهدوء ..
اتسعت عيني وانا انظر الى جرحهه
نظر الي وهو يبتسم ..
انه ليس بهذا السوء..
رفعت عيني وقلت ..
- نعم انه ليـ ـس.. سيء ..
فضحك وقال
- ولكن لا يبدو ذلك على ملامح وجهك المتصلبه ..
ابتسمت بشحوب..
عقمت جرحهه بالكحول ..بينما تحرك قليلا من شدة الالم .. ابتعدت عنه قليلا .. وانا انظر اليه بدهشه ..
هل آلمتك؟؟؟؟ انا اسفه ..يالهي
- لا بأس
ووضعت الدواء في اصبعي.. ووضعته بهدوء على جرحه ..
لقد كان ينظر الي بتمعن ..بينما كنت اضعه له .. مما زاد شعوري بالتوتر..
- هل يؤلمك؟
لم يجبني ... ظل ينظر الي بتمعن ..
لم استطع النظر اليه ..اكملت ما كنت افعله بصمت ..
وبعد دقائق قطع افكاري صوته الاجش ..
- يداك ترتجفان..
لم استطع النظر اليه .. حاولت تفادي نظرته قدر المستطاع ..
- نعم ذلك لانني قلقه ..
-قلقه من ماذا؟
نظرت اليه بغضب ..
- حقا؟.. قلقة من ان آولمك !
نظر الي بتمعن ...وشعرت بان عيناه الرماديتين تزداد وسعاً ... فقال
- وهل يهمك ان شعرت بالالم..؟
توقفت يداي عن الحركه .. تشنجت تماماً ..
- ماذا؟.. هل تمزح ! .. مالذي داهاك..
- وهل ابدوا وكانني في مزاج جيد للمزاح؟
- حسناً ساجيبك ...لتكف عن هذا الهراء .. بالطبع اهتم لانني انسانه .. تحمل مشاعر !
وبالطبع لا اريد بأن اؤلم اي احد !
نظر الي بتمعن وقال ..
- يجب عليك إعادة التفكير بهذا الامر
اقتربت منه لالف الشاش حوله ..
فقلت بعدم اكتراث
-لماذا؟
وعندما اقتربت منه لالفه للمره الاخيره .. شعرت بانفاسه على عنقي .. قال وصوته الرجولي يخترق عقلي..
- لان اي رجل لن يرى الامر كما ترينه..

حاولت التوقف عن التفكير ..وقلت بهدوء ..
يبدو بأن الامطار لن تتوقف ..
ظهرت ابتسامته الساخره ..ونظرته الحاده ...
ابتعدت عنه ... لاغسل يدي ..وقلت له بتوتر
- انتهيت .....
وذهبت مسرعه ..
دخلت الى الحمام واغلقت الباب ..
يالهي .. لا اصدق ما قاله .. مالذي كان يعنيه !!! لقد بدأ يتدخل في مالا يعنيه ! هل هذا لانني عاملته بلطف ...
ليتني ألمته ليتوقف عن هذه التفاهات .. غسلت يدي بقوه وكانني اصارع الدواء في يدي...
- ياله من احمق ..
خرجت بعد ان جففت يداي ..
وتمددت على اريكتي ..
فقال لي
- شكرا لك ..
لم اجبه .. لقد كنت منهمكه بالنظر الى كل تلك الصور المعلقه على الحائط..
فقال مجددا ..
- لقد احببت اللوحه الحمراء ..
نظرت اليها ..لقد كانت امرأه ترتدي فستان احمر .. وفي اخر هذا الفستان .. شعلة نار .. تجعله يبدو وكانه مصنوع من شعلة حمراء ..
نظرت اليها بتمعن ..وقلت
- مالذي اعجبك بها؟
- لا اعلم .. ولكنها تحمل الكثير من المعاني .. يمكنك رؤيتها على انها فتاة جريئه .. وقويه .. وشجاعه .. لدرجه تجعلها شعلة نار .. ولكنها تحرق كل من يقترب منها ... ويمكنك رؤيتها على انها تعيش داخل شعلة نار .. ولا تستطع الهروب من ما تعيشه .. تطلب النجده ..ولكن لا احد يستطيع الاقتراب منها .. لانهافي خطر ...
نظرت اليه بعد ان صمت .. وقلت له بتعجب
- لم اكن اعرف بانك من محبين الفلسفه ..
ابتسم لي بهدوء ..وقال
- يبدو بانك لا تعرفينني جيداً ..
-حسناً .. اما انا ..فلقد اعجيتني اللوحه الزرقاء..
نظر اليها بتمعن ..لقد كانت لوحه عباره عن شاطئ غامق .. وبحر هائج .... وزورق صغير ..
التفت الي وقال
- وماذا يعجبك بها؟
- امم .. تجعلني اشعر بان الحياة عباره عن بحر .. ونحن الزورق .. .والظروف هي الامواج ... تهيج احياناً.. وتهدء احياناً .. ولكن .. حتى عندما تهيج .. تجعل منا اكثر سرعه .. وتفتح اعيننا على اخطار ..لم نراها .. ولم نفكر بها ابداً .. تجعلنا اقوى .. وتجعلنا نتمسك في هذه الحياه بقوه ...
ابتسم لي .. ولم يقل اي شي
فقلت بفضول
-ماذا؟..
- لا شيء ...
وبعد دقائق..
التفت اليه لاراه يحاول الجلوس..
- مالذي تفعــــــــــله البيرتو !!! .. هل جننت يجب عليك التمدد..
- اريد الجلوس قليلا ..فلست معتاد على التمدد هكذا لوقت طويل.. اشعر بان عظامي تشنجت ..
امسكت به لأساعده على الجلوس.. لقد كان يتألم بشده .. ولكنه استطاع الجلوس..
- ...يالهي.. اقسم بأن ساندرا ستقتلني..
- لا تقلقي..لن اخبرها !..
- اقسم لك يا البيرتو ان كان هذا يضرك ساقتلك بنفسي...
ضحك وهو يقول
- لا ..انه يفيدني ..انظري الي ..انا بخير..
جلست بجانبه ..وانا انظر اليه بقلق... فقال
-توقفي عن هذا ..
-ماذا ..!
- عن النظر الي وكانني شبه معاق ! .. انا بخير استطيع تحمل الجلوس !
- لم اقل انك معاق !! ..ولكنك مصاب ! .. تحاول الجلوس وانت مصاب بطلقة منذ ثلاث ايام فقط !!!
- اخبرتك بانني بخير ! ..
- يالك من عنيد !
نظر الي وقال ..
- اخبريني .. هل تعجبك اسبانيا؟
- ماذا؟... وما دخل اسبانيا في هذا !
- ماذا هل تريدين بأن نكمل الشجار؟
-يالهي انت لا تصدق..
التفت لانظر الى المدخنه من جديد .. وبعد دقائق اجبته ليتوقف عن النظر الي والابتسام
- في الحقيقه لم استطع رؤيتها جيداً ..والذهاب للسياحه ..فمنذ مجيئي الى هنا والمصائب تعانقني من كل جهه
-لماذا لم تقطني هنا مع والدتك؟
نظرت اليه بدهشه ..وامتلئت عيناي بالدمع .. لم اكن اعلم مالسبب ..هل هوا ذكره لوالدتي؟... ام ذكره لهجري لها؟
نظر الي بقلق وقال
- اعتذر .. لم اكن اعلم بانه سؤال فظ..
-

ريام عبدالزهرة 01-08-16 10:40 PM

فصل رائع..
احبتته كثيراً...
مارت يكون خاله..هذا رائع حقاً الان اصبحت الامور اسوء
التحول في علاقتهم اصبح رائعاً..
بانتظارك في الفصل القادم..
تحياتي الك

غربة الرووح222 02-08-16 07:19 AM

روووعععععععععه مررره
بليييييز نزلي فصل اليوم مااقدر اصبببر بليييز بليييز

غربة الرووح222 02-08-16 12:04 PM

بلييييييييييييييز����

CFA 03-08-16 03:22 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
حابه اشكركم كلكم على تفاعلكم وشكر خاص لكل من علق وشجعني بكلامته الرائعه ... اسعدكم الله ..

الجزء الخامس ...

-لماذا لم تقطني هنا مع والدتك؟
نظرت اليه بدهشه ..وامتلئت عيناي بالدمع .. لم اكن اعلم مالسبب ..هل هوا ذكره لوالدتي؟... ام ذكره لهجري لها؟
نظر الي بقلق وقال
- اعتذر .. لم اكن اعلم بانه سؤال فظ..
- لا بأس.. في الحقيقه .... لم اكن على علاقه جيده مع والدتي ..
نظر الي بتمعن .. وكأنه يخبرني بان اكمل .. ام ان عينيه جعلتي اكمل .. واخرج كل ما اشعر به
- منذ زواجها .. شعرت بانها ابتعدت عني كثيرا .. وبدأت في بناء حياة اخرى .. لا تتضمنني ..
حياة تتضمن المال .. والسمعه.. والمرح فقط.. فكل ما كانت تفعله هوا الاحتفال .. و العمل .. وباقي الوقت ..يتم تقسيمه بيني وبين سوفيا ولورين و ريتشارد .. وبالطبع هذا الوقت يكون دقائق .. وفي هذه الدقائق .. كانت والدتي ... تقطع حبال التواصل معي .. كانت تحرق كل ذكرى جميله تسكن في داخلي لها .. كنت اشعر بانها تقطف زهوراً من داخلي .. لتزرعها في داخل لورين وسوفيا.. كبرت .. وادركت بانني لن اكون كما تتمنى .. او كما تكون هي ..
لقد كبرت وانا احمل الكثير من التسألات ..والاحلام.. والطموحات .. كانت تبتعد عني كل يوم اكثر واكثر...
وكل ما كنت افكر به في كل هذه السنين ..هي طريقه للهروب من هذا الواقع البشع .. من هذا الالم المزمن ..
وعلمت بان طريقتي الوحيده ستكون قبولي في جامعه في مدينة اخرى .. لهذا .. قدمت طلب منحه دراسيه لجامعه نيو يورك .. تحملت هذه السنوات الباقيه ..وانا اغرق نفسي في دراستي ..لاستطيع القبول ..
نظر الي بحنان وقال
- ونجحتي في ذلك ..
- نعم .. نجحت بالفرار ..
وبعد ابتعادي عنهم ...انتقلت والدتي للعيش هنا ..لتؤسس شركاتها ..
لذلك لم اكن معهم ..
سال دمعي .. فأقترب مني ومسحه ..قال بهدوء
- نجحتي فيما اردتي .. فلماذا تبكين الان؟..
- لم .. اكن ..اعلم ..بان..نجاحي في هذا ..سيكون سبب خسارتي لوالدتي...
ماذا تعنين ..
- اعني بانني ابتعدت عنها .. ولهذا كانت تقحم نفسها في مشاكل .. لانها كانت تريد بأن تثبت لي بانها بخير دوني ..
هل تعلم ..لقد كنت اتصل عليها كثيرا ..ولكنها لا تجيب .. وعندما تجيب .. كانت تتحدث ساعات عن عملها الناجح .. وعن شركاتها المذهله .. لم تخبرني يوماَ عن فشلها في هذا ..او عن قروضها هذه ... لقد كانت تريد اثبات .. انها ناجحه في كل شي ء .. لانني لم اجعلها تظن ذلك ... اظن بانني اشعرتها بفشلها في تربيتي .. لذلك .. فانها..

بكيت ... ولم اكن استطع اكمال ما كنت اتحدث به ..
مسك يدي بقوه وقال ..
- لا اظن بانك جعلتها تشعر بذلك .. فلو لم تكن هي كذلك .. لما شعرت به ..حتى وان اخبرتها بذلك بنفسك ! صدقيني
- بلى .. لقد اشعرتها بذلك ..منذ ..منذ صغري .. كانوا سوفيا ولورين يفرحون كثيرا عندما تقدم لهم مساحيق التجميل .. وتلك الاحذيه الغالية الثمن .. وانا .. كنت اخبرها ..بانني اريد .. الكتب .. وكانت تغضب كثيرا .. وتخبرني بأن الكتب هذه لن تأمن لي رجلاً رائع ..وثري.. ليقع في حبي .. كما وقع ريتشارد في حبها .. كنت دائما ..
اشعرها بانها ليست جيده ... ليست كما اريد .. لذا ... فانا اعلم بانني السبب فيما فعلته ..
امسك كتفي بقوه ..وقال
- عليك التوقف عن التفكير بأنك تستطيعين انقاذ العالم كله من الاذى !!! .. انتي لستي الفتاة الخارقه لتمنعي هذا ! .. الجميع سيتأذى مهما حاولتي حمايته ! .. انتي لستي السبب !!! .. هذه اقدار .. مقدره ! .. لا دخل لك في اي شي يحدث يا كاميليا .. عليك فهم ذلك ! .. كل ما يتوجب عليك فعله هوا انقاذ نفسك !!! .. فكل شخص في هذه الحياة يعمل على انقاذ نفسه فقط ! ... تحاولين انقاذ الجميع بينما تغرقين نفسك !
ضمني بقوه بعد ان قال هذه الكلمات .. وبكيت طويله في حضنه ...
- اشتقت اليها ...كـ ـثيرا.. هذا الآلم لا يختفي... لا يختفي البيرتو !! ..
فقال بهدوء ..وهو يمسد على شعري ....
- سيختفي... فهذا هوا الالم .. يأتي ليجعلك تشعرين بانه لن يختفي ابدا .. ولكن مع الوقت ..يزول ... ويذوب ..كما تذوب قطعة الثلج ...كل ما عليك فعله هوا الانتظار ..
ابتعدت عنه بعدما شعرت بانه يتألم لعناقي القوي ..
- انا حقاً ..اسفه .. لم اكن اشعر .. بانني استند عليك بقوه ..
- لا بأس .. انا سعيد لذلك ..
شعرت بالخجل وانا قريبة منه جدا .. لقد كان ينظر الي مجددا بنظراته الحاده...
توقفت وقلت..
- هيا يجب علينا الخلود للنوم .. دعني اساعدك بالتمدد ..
- لا بأس ... لا اريد النوم الان ..
-حسناً .. ولكن لا ترهق نفسك.. ان لم تستطع التمدد ايقظني لاساعدك
ابتسم لي ولم يجبني..

مسحت دمعي و تمددت على الاريكه ..
التفت لكي لا يرى وجهي الشاحب ..
كل ما حدثته عنه .. لم يغيب عن بالي ..لم اتوقف عن التفكير بأمي ..
وضعت يدي على فمي وانا احاول اخفاء صوت بكائي عنه ..لم استطع التوقف عن البكاء لوقت طويل ..
ظننته خلد للنوم ..ولكن صوته الاجش...قطع افكاري ..
- تعلمين بانه لا بأس بالبكاء ..
اتسعت عيني .. ولم اجبه .. حاولت التظاهر بانني نائمه ..
ولكنه اكمل قائلا ..
اعلم بانك مستيقظه ..
اخذت نفساً عميق ... واعتدلت في جلستي .. وانا اخفي وجهي بيدن يداي..
فقال
- هل تعلمين امراً .. انتي قوية للغايه .. ولكنك تجهلين هذا .. اعلم بانك تشعرين بالوحده .. وبعدم الاستقرار .. وقلقه على عائلتك، ولكن صدقيني .. ستنسين كل هذا .. سنجتازه معاً .. وسنلقي القبض على هذا اللعين .. ووستكونين بخير ..
شعرت بان موجة البكاء اصبحت اقوى .. والان .. كيف ساخبره بانه مارت من فعل هذا ! . .كيف اجرحه .. وها انا بدأت اهتم لامره .. لقد لحق بي .. وانقذني.. وعرض حياته للخطر من اجلي .. ليتني اخبرته منذ البدايه ...ها انا اغلط نفس الغلطه.. استلقى .. واغمض عينه ...
- هيا حاولي الخلود للنوم .. ستكونين بخير ..
تمددت مجدداً ..
----
ايقظتنا ساندرا وطيورها كالعاده .. لقد كانت تغني .. وهي تصنع اعشابها ..
استيقظت وظللت انظر اليها لوقت طويل ..
يالهي.. اتمنى بأن استيقظ وانا احمل هذه السعاده في داخلي ..تبدو مرتاحه البال ..
ومع انها تسِكن شخصان غريبان في منزلها ..دون ان تطلب اي اثبات او هويه منهم .. تبدو مرتاحه للغايه ..
امتلئ المنزل بأصدقائها .. لقد كان الجميع سعيداً للغايه ..
رقصوا على بعض المسيقى الاسبانيه لوقت طويل..
اقتربت مني ساندرا وهي تحمل هاتف في يديها ..
تفضلي ...قومي بمكالماتك..
- يالهــــي ...شكرا لك ساندرا ..
اخذت الهاتف وبدأت يداي ترتجفان تلقائياً ... لبست معطفاً من الصوف ..لا اعلم من مالكه ولكنني خرجت الى المزرعه بسرعه .
- تومـــــــــاس .. يالهي.... !!
- كاميليــــــــــا؟.. هل هذه انتي؟.... هل انتي بخيـــــــــر؟،، اين انتي ؟؟؟؟... بحثنا عنك في كل مكان
بكيت كالطفله وانا اتحدث اليه
- لقد ... لقد خطفت يا توماس ..
حكيت له كل الامر .. وبعد ذلك ..استمريت بالبكاء وانا اسمعه يشتم ويلعن ..
- توماس .... لم اخبر البيرتو بعد بان مارت هوا من اختطفني .. انه مرهق الان ..ولن يتحمل اي خبر سيء ..
- اللعنه !!! ... ساريه ...ساريه هذا الحقير ...كيف يهددك ! لماذا لم تخبرينيي كاميليا !!!!
- لقد ...لقد اخبرني بانه سوف يؤذيكم ... ان اخبرته ...ولا اريد خسارتك توماس ...لا استطيع خسارتك ... !
٠ يالهـــــــي لا اصدق ذلك ! .. ولكن ..اين انتم؟..
- لا اعلم .. ولكننا في مزرعة لسيده جيده ..لا تقلق انا بخير . .
- اعطيني العنوان . . سأتي اليك الان ..
- حسناً .. ولكن لا تأتي وحدك !!! هل تسمعني ...يجب عليك جلب رجال الشرطه !
- حسناً لا عليك .. ارسلي لي العنوان ..
- حسناً .. سافعل ..
ـ لا تقلقي سأكون بجانبك بأسرع وقت ..
شعرت بيداً تمسك بكتفي...
ابتعدت بسرعه وانا اصرخ ..
فوجدت البيرتو مندهش..
-اهدئي هذا انا ..
يالهي .. لقد اخفتني ! ...
اتسعت عيناي ومسحت الدمع بسرعه وانا انظر اليه
- يالهي !! ..مالذي اتى بك الى هنا .. كيف تفعل هذا البيرتو هيا عد الى الداخل ..
- لا لا .. لا اريد .. اريد السير قليلا
- الم تكتفي من كل ذلك السير؟.. لقد سرت لمدة يومان .. اظن بانه يكفي
ضحك وهو ينظر الي
- نعم .. وتمددت لثلاثة ايام اخرى ..لذا اظن بانني اكتفيت من التمدد ...
- يالك من عنيد .. حسناَ .. سنسير قليلا ..
اخذت يده ووضعتها على كتفي لاساعده في السير ..
سرنا قليلا .. وقال
- هل تحدثتي الى توماس..؟
- نعم .. انه قلق للغايه .. كاد يجن وهو يسمعني
- يحُق له ..
..معك حق ..لقد اقلقته كثيرا .. لا اعلم كيف ساصلح هذا ..
- هذا ليس ما كنت اقصده .. ولكن.. اعني . .. انتي .. مخاطره للغايه .. فبألطبع سيشعر بالقلق...
ضحكت وانا انظر اليه ...لقد كان يشعر بالتوتر وهو يتحدث .. لم اعرف مالسبب.. وبعد دقائق ... قال وهو يحاول تغير الموضوع ..
- لماذا لم ترقصي... لقد رأيت الكثير من الرجال يطلبون منك ذلك ..
- لا اعلم .. لست في مزاج للرقص..
ابتسم لي ابتسامته الخلابه .. ليظهر لي اسنانه ناصعة البياض..
فأكملت قائله
- اما انت ..فلا تحب الرقص بالاصل..
- كيف تعرفين ذلك؟...
- لانني كنت اول امرأه ترقص معك ..
توقف عن السير .. ونظر الي بدهشه ..
- كيف تعرفين هذا؟
شعرت بالقلق... مالذي اقحمت نفسي به ... فقلت بهدوء..
- انا اسفه .. لقد سمعت حديثك مع ابنة خالك ....
تغيرت ملامحه .. وكانني تعديت حدودي..
اكملنا السير وهو صامت .. ويبدو عليه الغضب..
- اعتذر .. لقد كنت ... متعب .. وبدأت بالاحمرار ..فذهبت لاجلب لك بعض الماء .. وعندما عدت .. وجدتك تتحدث اليها ..
نظر الي وهو رافعاً حاجبيه ببروده المخيف ..
- وقررتي التوقف والانصات لما نقوله ..
- اعلم بانه امر سيء ... اعتذر ! ولكنني .. كنت.. اشعر بالفضول ! ..
- لا بأس..
عاد الصمت المخيف مجددا ً .... فقلت بحماس ولم استطع اخفاء فضولي
- اعني ...انها جميله للغايه .. وانيقه ...ويبدو بانها واقعه في غرامك منذ وقت طويل .. لماذا لم ... تعطها فرصه؟
نظر الي بغضب وشعرت بعظامه يتصلب تحت يداي..
وعظمة فكه الجذابه .. تظهر وتختفي .. في الحقيقه .. يجب علي الاعتراف لانني لم اعد
استطع التظاهر بالعكس.. انه جذاب للغايه ..
قلت بقلق .. وانا اخفي نظراتي عنه
- حسنا!ً .. اهدء .. اعتذر عن تدخلي..
شعرت بحرارة جسده .. مع ان الطقس بارد.. وبشدة تنفسه ..
فقلت له
- دعنا نجلس قليلا .. يبدو بانك ارِهقت ..

جلسنا ونحن ننظر الى كل هذه الحيوانات .. يالها من مزرعه رائعه .. قاطع تفكيري وهو يقول
-لا احد يختار من يحب ... كما اننا مختلفين للغايه ..
نظرت اليه بدهشه ..وقلت وانا ادخل يدي في معطفي من الهواء البارد...
- اذاً تبحث عن نسختك الانثويه؟
نظر الي بأستهزاء وقال
- لا .. بالطبع لا ! .. ولكن سابرينا ..لا تتماشى معي ابداً ..
اعتدلت في جلستي ونظرت اليه بحماس اضحكه ..
- اذا ماذا تبحث في فتاة احلامك يا سيد البيرتو؟
امم دعيني ارى ... ابحث عن فتاة شقراء ترتدي ذلك الفستان المليء بالزهور .. وكما انها تضع تاج على رأسها .. امم ماذا ايضاً .. تملك ابتسامه خلابه ..و تحمل في يديها عصى سحريه .. لتحقق لي ما اتمنى ..
ضحكت لوقت طويل ..
- كدت اصدق ما تقوله ...
- يالك من ساذجه ..
ضحك لوقت طويل .. وبعد ذلك ..نظرت اليه وانا ابتسم قائله
- والان ..حان وقت الاجابه الحقيقه
- امم .. لست متطلب في الحقيقه .. كل ما ابحث عنه الصدق..والثقه..
- اه .. هذا سهل للغايه ..
- لا اظن ذلك...
نظرت اليه بدهشه .. وانا اشعر بالخجل من نفسي .. مازلت اكذب عليه .. يجب علي اخباره عن مارت
وبعد دقائق قال ..
- ماذا عن فتى احلامك ؟
ابتسم قليلاً ..واكمل
- اشعر بانني مراهق وانا اسأل هذا السؤال..
ضحكت كثيرا .. ونظرت اليه قائله
- اممم.. احب الصدق .. و...و ..
- ماذا ؟..
-في الحقيقه لا اعلم .... لم افكر بهذا قط .. فأظن بانه إن حان الوقت ساقع بحب الرجل المناسب ..
نظر الي بدهشه .. وهو يبتسم ..
-ماذا؟
- لا شيء .
- توقف عن الابتسام اذا ً .. هذه هي الحقيقه .. لا اعرف ماذا علي القول ..!
حاول منع نفسه من الابتسام .. وبعدها نظر الي وقال
- هل تعلمين امرا ..
- ماذا ..
- عندما اكون معك .. اشعر بانني شخص مختلف
اتسعت عيناي وقلت
- ماذا تقصد؟ شخص مختلف..
- لا اعلم .. ولكن .. الامر يدهشني ..
- اتمنى بأن يكون شيء جيد ..
ابتسم والتفت لينظر الى السماء .. وقال
- اتمنى ذلك ايضاً ..
لم استطع فهم ما كان يقصده ...ظللت افكر بالامر طويل ..
.............
لقد كانت الاجواء مليئه بالسعاده في الداخل .. فالكل يبتسم ويضحك .. ويرقص..
ساعدت البيرتو على الجلوس... وناولته كأس الماء وانا ابتسم له ..
فأقترب رجلاً .. وقال
-هل ترقصين معي؟..
فأقترب رجلاً اخر وقال ضاحكاً . .
- اظن بانه يجب عليك اخذ الاذن من عشيقها.. فأنها ترفض الابتعاد عنه
اتسعت عيني .. وقبل ان اجيب .. قال البيرتو بصوته المخيف ..
- بالطبع .. يمكنك ذلك ..
نظرت اليه بتعجب من تقبله الامر ! .. كيف يكمل هذه المزحه السخيفه .. عشيقته ! ..
انها ليست المره الاولى التي يصمت عندما تقال هذه الكلمه ! ..
وبعد الرقص مع هذا الرجل الغريب .. طلب مني باقي الرجال الرقص معهم
وبالطبع ! ...لم استطع الرفض لان “عشيقي قد وافق على ذلك”..
وبينما كنت ارقص مع احدهم .. قاطعنا البيرتو وهو يمسك بيدي قائلا
- حان وقتي..
اتسعت عيناي وانا انظر اليه بدهشه
- هل تمزح ! .. لا يمكنك ذلك !
- لابأس انا بخير ..
- ولكن ..
قالت ساندرا وهي تصفق بحراره
- اوه ياله من فتى شجاع .. ولكن سنغير هذه المسيقه السريعه لانه لن يستطع الحركه كثيرا ..
شحب وجهي بعد ان وضعت مسيقى هادئه ..
اقترب مني البيرتو ووضع يديه على خصري..
شعرت بالتوتر حينها .. وانا انظر اليه بتعجب .. قلت بصوت يرتجف .. احاول ممازحته واتمنى في داخلي بأن يبتعد عني ..
- الم تقل انك لا تحب الرقص .. ؟
- بلى ..ولكنني قررت انقاذك من حشد الراقصين
ضحكت بأستهزاء و.قلت...
- جيد ..لانك انت من اوقعني في هذه الورطه ..
نظر الي وهو يتصنع الدهشه
- ماذا ! ..وما دخلي انا .. يبدو بان الرجال لم يستطيعوا مقاومة جمال الانسه كاميليا ..
شعرت بالتوتر ولكنني حاولت اخفائه ..
- هاهاه .. مضحك للغايه
اقترب من اذني ..وقال بصوت جعل القشعريره تسري في جسدي..
- هذه الحقيقه ..
ابتعدت قليلا وانا انظر اليه ..وعيناه الحاده لا تفارق عيناي .. كما انني شعرت بانني سجينه بين يديه الحديديه ..
ضاق نفسي وابعدت نظري عنه .. وكل ما كنت افكر به ..
متى ستنتهي هذه المسيقه اللعينه !
ومع نغماتها المهدئه للاعصاب .. كنت اقترب تدريجياً منه ..حتى وضعت رأسي على صدره ..
لم اعد افكر بأي شي ... لاول مره .. في هذه الشهور التعيسه ..اشعر بانني خاليه من الهموم ..
رائحته الزكيه .. خدرت تفكيري لمده .. كل ما اراه امامي .. هوا ذلك الضباب .. تلك الغيوم التي تحملني بعيداً عن الهموم .. تحملني دون ان تمطر بأحزاني .. ومع كل تلك الضوضاء.. شعرت بأن صوت نبضاتي المتسارعه ..تسمع ..
وهذه المره ..لم يكن متصلب في حركاته كالمره السابقه .. ولم يكن غاضب .. او مستاء من كل ما يحدث ..
ابتعدت عنه قليلا ..وانا اشعر بالخوف .. ليس منه ..ولكن من شعوري نحوه .. معدتي تؤلمني.. وقلبي كذلك ! ..
و .. عيناي لا تستطيع النظر الى عينيه .. كما ان يداي لم تتوقف عن الارتجاف داخل يديه الدافئه ..
وبعد دقائق .. توقف عن الرقص قائلاً ..
- اعتذر ..ولكنني لم اعد استطع الوقوف ..
ولدقائق ..استمريت بالنظر اليه بدهشه ..وانا احاول استيعاب ما يحدث .. حمدت الله بأنه يريد التوقف..
قلت بتوتر ..
- نـ ـ ـعم ..نعـ ـ م بالطبع .. -
...................
وفي لحظه سمعنا طرقات الباب العاليه ...فتحت ساندرا الباب بقلق ..
ودخل توماس وهو يركض .. وعندما رأيته ..شعرت بأن قلبي انفطر ..
ركضت الى احضانه كالطفل الضائع .. نعم هذا ما شعرت به ..
بكيت في احضانه لوقت طويل .. ولم استطع التحدث ..
دهش الجميع من الموقف ..بينما شرحت لهم ساندرا ما يحدث بالاسبانيه .. والبعض منهم بدأ يشعر بالشفقه ...والبعض سال الدمع من اعينهم .. وايضاً بعضهم . . عاتبوا ساندرا على استضافتها لنا مع علمها بان هنالك عصابه تلاحقنا .. اما انا كنت داخل احضان اخي ..
نظر الي وهو يبتسم ويضع يديه على وجنتي
- انتي بخير ..لا تقلقي.. انظري الي .. انتي بخير !
- دعنا..نذهب ارجوك .. اريد الذهاب الى المنزل ..
- بالطبع عزيزتي ..سنذهب ..هيا بنا..
تقدم توماس من البيرتو وضمه ..
- انا حقاً لا اعرف كيف اشكرك البيرتو ... فحقاً مهما فعلت ..لن افي حقك..
- لا بأس .. لم افعل شيء ..
تقدم الاسعاف ..واخذ البيرتو مع انه رفض ..ولكن الجميع اصر عليه ..و ذهب ...دون ان اودعه حتى ..
اما انا ...فركبت مع رجال الشرطه واخي .. وطوال تلك الرحله كانت الاسئله تتوجه الي من كل جهه ..
شعرت بالدوار ..وبالضيقه ايضا .. اردت بأن ينتهي هذا الكابوس..
علمت لاحقاً بأن بعض رجال الشرطه ظلو يحققون مع السيدة ساندرا..

*نهاية الجزء

خجل الروح 03-08-16 01:39 PM

رواية ججميله

بتمنى تكمليها للنهايهه

غربة الرووح222 03-08-16 02:28 PM

جمييييل جداااااا
سلمت يدينك
بتمنى من كل قلبي تنزلي الفصول يوميااا
ودددددي

CFA 03-08-16 08:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خجل الروح (المشاركة 11495628)
رواية ججميله

بتمنى تكمليها للنهايهه

حبيبتي شكراً لك عالتعليق .. وبكل تأكيد بكملها كلها بأذن الله .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

CFA 03-08-16 08:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خجل الروح (المشاركة 11495628)
رواية ججميله

بتمنى تكمليها للنهايهه

حبيبتي شكراً لك عالتعليق .. وبكل تأكيد بكملها كلها بأذن الله .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...


الساعة الآن 05:07 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.