آخر 10 مشاركات
حين يبتسم الورد (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة سلاطين الهوى (الكاتـب : serendipity green - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          379-لا ترحلي..أبداً -سوزان إيفانوفيتش -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          378-ثورة في قلب امرأة -تامي سميث - مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          377-حب من أول نظرة -بات ريتشارد سن -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          376 - الهروب من الواقع - جودي بريستون - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          375-فتاة لعوب- كاي سميث-مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          374 - حورية الغابة - ديبورا هوبر - م.د ( اعادة تحميل وتصوير بعض الصفحا)** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          373 - العش الدامي - ليندا بوشستر - م.د** (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-16, 07:51 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل التاسع✾


كاد ادهم ان يغادر لكنها اوقفته بسرعة قائلة : استاذ ادهم
التفت لها بانتصار و قال بجدية : افندم
تالا بجدية : ممكن تجيب موبايلى قبل ما تمشى
غمس انامله بخصلات شعره الفاحم الكثيف و ارجعه للخلف بغيظ لترتد خصلات شعره مجدداً و تتناثر بعض منها على جبينه مما اكسبه وسامة طاغية على وسامته .. تنهد تنهيدة طويلة لينفس بها عن الغضب الذى تبثه له تلك الفتاة الملتهبة التى تنشر حرارتها فى أرجاء المكان بمجرد ان تتحدث و تخرج قذائف اللهب خاصتها من ثغرها الصغير الممتلئ كرزى اللون رغم حالتها التى يرثى لها .. نظر لها خالى التعبيرات و قال بصوت رخيم حرك كل خلية بها : تخيلى لو انا عاملتك بقلة ذوق وبعد كده قلتلك هاتى موبايلى قبل ما تمشى هيبقى ايه رد فعلك ؟ تخيلى بس انا عايزك تتخيلى
نظرت إلى الأرض كطفلة صغيرة نادمة على فعلتها و بدأت تشعر بالحنق و هى تتخيل نفسها بموقفه و هو يطردها من منزله دون اى كلمة شكر .. حتى و لو كانت مصطنعة !
قطع تخيلاتها يده الممتدة امامها بهاتفها .. رفعت نظرها له بعيون ممتنة و قالت بخفوت : شكراً ثم مدت يدها و اخذت هاتفها من بين قبضته .. ليغادر هو الغرفة دون ان ينطق ببنت شفة .

فتحت هاتفها لتجد ان الساعة اصبحت الخامسة مساءٍ .. مازال الوقت مبكرا يمكن ان تأتى لها لميس .. فتحت قائمة الأرقام بتردد شديد و كادت ان تتصل بها ..لكنها بقيت بعض الوقت تفكر .. هل تطلب من لميس المساعدة ؟ .. ماذا ان خذلتها لميس و لم تأت .. ماذا ان كان مروان معها الأن .. بالتأكيد سيغضب و تحدث مشاكل بينه و بين لميس بسببها .. لكن ماذا تفعل ! .. ليس امامها خيار اخر .. انها تكره الوحدة .. تكرها بشدة .. لقد كانت وحيدة و لكن وجود عائشة كان يلطف وحدتها .. لن تستطيع ان تتخيل ان تجلس فى هذا المنزل وحيدة .. انها تخاف البقاء بمفردها .. تذكرت انه من الممكن ان يكون ادهم غادر الأن المنزل بأكمله .. انسابت دموعها الدافئة على وجنتها ليزداد انفها الصغير و وجنتها احمراراً مما اعطاها شكلاً طفولياً رائعاً .. ضغطت بأنامل ترجف إتصال فأنها لن تستطيع البقاء بمفردها لمدة طويلة .. وضعت الهاتف على اذنها ليأتيها اكثر رد تمقته بحياتها " الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح " .. يبدو ان لميس قد وضعتها بالقائمة السوداء .. احست الأن كيف يشعر غريق لا يعرف العوم و هو بين امواج بحر هائج يقذفه اينما يشاء إلى ان يلقى حتفه .. دعت ربها ان يكون ادهم مازال بالخارج .. لماذا نهرته و امرته بالذهاب .. لماذا .. انها حقاً غبية .. قالت بصوت ضعيف يمنعه البكاء من الخروج : استاذ ادهم .. تنهدت بضيق شديد فهى تسمع صوتها بصعوبة فكيف سيسمعها هو اذا كان بالخارج .. حاولت ان ترفع نبرة صوتها و هى تنادى بأسمه كمستغيث قارب على الهلاك .. سمعت صوت خطوات قادمة بتجاه الغرفة .. فتهلهت اساريرها و حمدت ربها انه لم يذهب بعد .. تقدم منها و قال بجدية : افندم
كانت تريد ان تنفجر فيه و تقول " انت لسة ممشتش .. انا مش قولتلك امشى " .. و لكنها امسكت لسانها و قررت ان تتعامل بذوق و لطف معه .. فهو طوق النجاة الوحيد لديها الأن .. قالت بحرج دون ان ترفع عينها عن الأرض : استاذ ادهم ممكن موبايل حضرتك
اخرج ادهم هاتفه من جيب بنطاله الأسود و فتحه و اعطاه لها ثم خرج من الغرفة بهدوء كيفما جاء .
امسكت هاتفه و طلبت ارقام لميس ليأتيها ردها بعد عدة ثوانى : ألو .. سلام عليكم
لجم لسان تالا و لم تستطيع قول شئ غير البكاء

ظلت لميس صامتة لبعض الوقت ثم شهقت بخضة و قالت : تالا .. فى ايه ؟
قالت تالا من دموعها : دادة عائشة يا لميس .. دادة عائشة
لميس بجدية : مالها ؟؟
تالا بدموع : ماتت و سابتنى لوحدى ثم اردفت بعتاب : زي ما كلكوا عملتوا معايا
ابكم كلام تالا فم لميس إلى ان خرج صوتها متحشرجا و هى تقول : انا هحاول اجيلك
دلوقتى .. اهدى كده عقبال ما اجيلك .. يلا باى

تالا بدموع : باى
اغلقت تالا معها و بكت بشدة .. فقد شعرت بسكاكين تخترق كرامتها و كبرياءها بعد مكالمتها مع لميس .. لقد اصبحت حقاً مثيرة للشفقة .. وجدت ادهم يدخل إلى الغرفة بخطواته الواثقة و هو يدفع كرسيها المتحرك ثم وقف امامها و مد يده لها .. لتضع هى هاتفه بها .. نظر لها بغيظ و وضع هاتفه بجيبه ثم مد لها يده مجدداً .. نظرت ليده الممدوة بتردد .. لتسمع رده يقول بجدية : هتفكرى كتير
مدت يدها بتردد شديد لتلامس اناملها باطن يده ليقشعر بدنها بأكمله .. اطبق ادهم كفه على يدها و جذبها إليه ليوقفها و من ثم يجعلها تجلس على الكرسي .. و لكن قوة جذبه لها كانت شديدة على جسدها الخفيف فأصطدمت بصدره .. صدت صدره بباطن كف يدها الأخر لتبتعد عنه و قد نجحت الحمرة باكتساح وجهها بجدارة .. ساعدها على الجلوس .. ليجدها تنظر فى الأرض كالعادة عندما تتعرض لأمور محرجة كتلك .. لم يكن يعلم ان كانت حمرة وجهها تلك بسبب خجلها ام بسبب غضبها .. و لكنه كان يعلم انه فى كلتا الحالتين هى تتمنى ان تخنقه بيدها .. اقترب منها و امسك بمقبض الكرسي و اراد ان يدفعها و لكنه سمع جرس الباب .. ليته يعلم ان جرس الباب هذا انقذه من بركان ثائر كان سينفجر فيه لو كان دفعها سنتيمتراً واحداً .. حركت عجلات كرسيها بسرعة و خرجت من غرفتها و اتجهت إلى الباب و فتحته .. لتدخل لميس و يظهر على قسماتها علامات القلق .. نزلت لمستوى تالا و ضمتها لها .. لتضمها تالا بشدة .. فقد كانت بحاجة لضمة كتلك بشدة لتشعر بالأمان و حتى لو كانت لقليل من الوقت .. ابتعدت لميس عنها و قالت بدموع : انا اسفة يا تالا .. اسفــــ.... كادت ان تكمل كلامها و لكنها رأت ادهم يقف و ينظر لهم ثم اقترب من تالا و قال بجدية : انا كده اقدر اسيبك .. لو احتجتى لأي حاجة كلمينى
نظرت له تالا و اماءت برأسها إيماءة صغيرة ليذهب ادهم و يغلق الباب المفتوح وراءه
كان فم لميس فاغرا من الدهشة .. نظرت باتجاه الباب المغلق و اشارت له و قالت بدهشة : ده ادهم صح ؟
نظرت لها تالا و هزت رأسها بإيماءة صغيرة .. فقالت لميس بعدم فهم : بيعمل ايه هنا ؟
بدأت تالا تقص لها كل ما حدث .. نظرت لها لميس و قالت بإعجاب : الله .. دة راجل اوى .. بجد راجل يعتمد عليه ثم قامت و ضمت تالا لها ثانية و قالت بتساؤل : طب انتِ هتعملى ايه بعد ما دادة عائشة ماتت ؟
تجمعت الدموع ببؤبؤ عين تالا و قالت بحيرة : مش عارفة
ابتعدت لميس و قالت بجدية : سافرى يا تالا .. سافرى لباباكى مدام هو مش قادر يجيلك عشان الشغل
ارتسمت ابتسامة سخرية بجانب ثغرها و قالت بألم : بابا !! تصدقى انا اتصلت بأدهم اللى معرفش عنه غير اسمه و نسيت بابا ده خالص ثم اردفت : اسافر !! .. فرقت ايه لو سافرت .. و لا اي حاجة .. هفضل وحيدة برده
لميس بجدية : وحيدة ازاى يا تالا .. على الأقل هتبقى مع باباكى
تالا بتهكم : لا يا لميس .. هتبقى هى هى .. الفرق الوحيد انى هغير البلد .. ملوش لزوم السفر
لميس بحزن : طب كلميه قوليله انك محتاجاه جمبك
تالا بدموع حارة تحرق وجنتها : تفتكرى انى بقيت محتاجاه دلوقتى بس .. ما انا من يوم ما اتولدت و انا محتاجاه .. انا عارفة ان مفيش اطيب و لا احن من قلبه .. بس هيفضل طول عمره بيفضل شغله عليا .. او بيهرب منى ثم اردفت بحزن : و بعدين ما انتِ عارفة اننا متخانقين قبل اخر مرة يسافر فيها و مكلمنيش من ساعتها .. كان دايماً بيكلم دادة عائشة يطمئن عليا
لميس بجدية : تالا هو الصراحة عنده حق انه يتخانق معاكى .. انتِ عنيدة اوى بجد عنيدة .. فيها ايه لو كنتِ نفذتى طلبه و سمعتى كلامه .. و لا انتِ عاجبك حالك كده
نظرت لها تالا بضيق و قالت بتهكم : لميس لو سمحتى .. انا مبحبش اتكلم فى الموضوع ده .. انا واخدة قرار و مش هغيره
كادت لميس ان تتكلم و لكن رن هاتفها لتجده مروان .. نظرت لتالا و وضعت يدها على فمها بمعنى اصمتى .. ثم ردت : ايوة يا مروان
مروان بجدية : اشتريتى الحاجات اللى انتِ عايزاها و لسة فاضل حاجة
لميس بارتباك : هاه .. لا ناقص شوية حاجات بلف عليهم
مروان بجدية : طب خلاص روحى بقى الوقت اتأخر .. هبقى انزل اجبهم معاكى فى يوم
تانى

لميس بجدية : هدور شوية كمان يا مروان يمكن الاقيهم
مروان بجدية : قولت لا .. روحى يلا ثم قال بتساؤل : انتِ فين دلوقتى اصلاً ؟
لميس برتباك : فى الشارع يا مروان فى الشارع
مروان بشك : يعنى مش سامع صوت عربيات و لا دوشة .. هى الشوارع بقت هادية كدة ليه ؟
لميس بارتباك : فى محل فى الشارع يا مروان
مروان بجدية : طب يلا انجزى و روحى .. شوية و اكلمك الاقيكى فى البيت
لميس بتوتر : حاضر .. يلا سلام
اغلقت مع مروان و نظرت لتالا التى تنظر لها نظرات يملؤها الإستنكار
نظرت لها لميس و قالت بأسف : معلش يا تالا مكنش ينفع اقوله انى عندك .. انتِ عارفة مروان لما بيتعصب بيبقى غبى اوى .. كان نفسى ماسبكيش فى الظرف ده بس اعمل ايه .. انتِ عارفة مروان
نظرت لها تالا و قالت بتهكم : و لا يهمك يا لميس روحى
نظرت لميس للأرض بأسف ثم قالت بتردد : تالا انا كتب كتابى بكرة
نظرت لها تالا بشفقة .. فلميس الأن هى من تحتاج لشفقتها فإنها مقدمة على زيجة سترسل بها إلى الهلاك بكل تأكيد .. تنهدت تالا و قالت بتردد : لميس انتِ متأكدة من قرارك ده .. الجواز مش حاجة سهلة و لا لعبة .. انت عارفة انتِ بتعملى ايه ؟ .. انتِ بترمى نفسك فى التهلكة يا لميس .. بترمى نفسك فى تهلكة مروان .. و متقوليليش بحبه يا تالا .. فكرى بعقلانية يا لميس قبل متعملى اى حاجة تندمى عليها بعدين .. انتِ اللى هتخسرى كتير
لميس بشرود : معدش فى وقت افكر يا تالا .. بكرة كتب الكتاب خلاص .. و بعدين مروان بقى امر واقع عليا .. تفتكرى انى لو قلت لماما انا مش هتجوزه هتعمل فيا ايه ؟ .. ماما متعبراه راجل البيت اللى تقدر تديله بنتها و هى مطمئنة عليها معاه .. هو اه بيتعصب و بيشك فى صوابع ايده بس راجل يعتمد عليه و فى الأخر بيحبنى .. بس هو كده .. طباعه صعبة و انا خلاص تأقلمت معاها .. مقدرش ابعد عنه يا تالا
تنهدت تالا و قالت بجدية : ربنا يتمملك بخير يا لميس .. ربنا معاكى
اقتربت منها لميس و قبلتها ثم ودعتها و ذهبت لتعود تالا وحيدة مجدداً .. شعرت بالخوف الشديد .. فالفيلا كبيرة عريضة مثل تلك تجعلك تشعر بالخوف لو بقيت فيها وحيداً .. تحركت باتجاه التلفاز و فتحته و ثبتته على قناة القرأن و رفعت صوت التلفاز .. تذكرت انها لم تصلى اى فرض منذ الصباح .. تقدمت باتجاه الحمام و عزمت على مساعدة نفسها بنفسها .. حاولت ان تتوضأ بصعوبة و لكنها بعد عزيمة و اصرار قويان .. استطاعت .. دخلت غرفتها و فتحت دولابها العملاق و اخرجت منه اسدال للصلاة .. ارتدته بصعوبة ايضاً .. لكنها فى النهاية ارتدته .. بدأت تصلى صلواتها التى فاتتها قضاء.. انتهت من الصلاة و كانت فى كل ركعة تركعها تبكى و تدعى لعائشة و لها .. انتهت من صلاتها و بدأت فى قراءة وردها .. شعرت برأسها يؤلمها بشدة و هبوط يجتاح جسدها .. وضعت وردها جانباً و اسندت رأسها على الكرسي و لم تشعر بما حدث بعد ذلك !
✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾
جلست طول الليل تفكر فى كلام تالا .. كيف سيكون مصيرها مع مروان .. انها تخشاه بشدة .. حقاً تخاف منه .. تشعر بالأمان بقربه لكن تبقى خلايا بجسدها تخشاه و تنتفض عند سماع صوته الغاضب .. هى عاشقة لإهتمامه .. متيمة بغيرته .. هائمة بصوته الرجولى الخشن .. ذائبة بحبه كقطعة سكر تذوب بكوب شاى ساخن مذاقه ساحر لكنه يأسرها فى سجن من اربعة جدران تكاد تختنق من صغر مساحتها .. لماذا لا يفعل معها ما يفعله و لكن بقدر معقول .. بقدر يفرحها بدل ان يخنقها .. لماذا لا يفهم ما تريده .. لماذا هو مُصر على خنقها و تعذيبها بحبه .. هى تعلم انه هكذا .. و لن يتغير ابداً .. فمنذ صغرهم و هو هكذا .. رجعت بذكرياتها عندما كان عمرها 7سنوات و هو 14 سنة
Flash Back
كانت تزور عمها .. و كان هو يدرس فى غرفته لإمتحانه .. دقت الباب و دخلت بابتسامتها البريئة ثم اقتربت منه و سحبت الكتاب من امامه بحنق و قالت بضيق : مروان انت هتفضل قاعد هنا لوحدك .. قوم اقعد معانا
شد الكتاب منها بغضب و قال بتهكم : انتِ غبية .. فى حد يعمل كده ؟
تجمعت الدموع بمقلتيها العسلية و قالت بأسف : مروان انا اسفة مكنتش قصدى اضايقك
نظر لها ببرود و قال بتهكم : يلا اخرجى بره عشان اذاكر
هزت رأسها بكسرة ثم خرجت بهدوء .. جلست معهم منكمشة على نفسها ..فأقتربت منها زوجة عمها و قالت بابتسامة : قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتى ؟ ثم اخرجت بعض النقود و مدت يدها لها بهم و قالت بابتسامة : انزلى يا حبيبتى هاتيلك شوكولاتة .. مصاصة .. هاتى اللى تحبيه
نظرت لها لميس و قالت برفض : لا .. شكراً
فتحت زوجة عمها يدها و وضعت فيها النقود و قالت بعتاب : لا كدة انا هزعل منك ثم
نظرت لأمها و قالت بجدية : قوليلها يا صابرين تاخدهم
نظرت لها صابرين و قالت بابتسامة : خديهم يا حبيبتى و متكسفيش ايد طنط
اخذتهم لميس لتقول لها زوجة عمها : استنى هانديلك مروان عشان متنزليش لوحدك يا حبيبتى
نظرت لها لميس و قالت نافية : لا يا طنط .. مروان بيذاكر دلوقتى .. سيبه انا هنزل لوحدى
زوجة عمها : ماشى يا حبيبتى بس متتأخريش
اماءت لميس برأسها و نزلت .. و لكنها تأخرت .. فدخلت زوجة عمها لمروان و قالت بجدية : مروان يا حبيبى انزل شوف لميس فين ؟ عشان اتأخرت اوى
قام مروان بضيق و هو يتمتم ببعض الكلمات الغاضبة ثم نزل و بحث عنها .. لم يدم بحثه طويلاً فقد كانت قريبة من المنزل .. شاهدها تجلس على الرصيف و تمسك قدمها المصابة و تتوجع .. لم يعبأ لكل هذا فقد كان غاضباً بشدة عندما وجد ذلك الصبى يجلس بجانبها و بجانبه عجلته التى تتكأ على الرصيف بجانبهم .. كان الصبى يمسك منديلاً بيده و يمسح الدماء التى تخرج من قدمها برقة .. و يلقى عليها عبارات الإعتذار و هى تبكى بشدة .. اقترب منهم مروان و دفع الصبى عنها ثم شدها من يدها بعنف .. و هى تبكى بشدة و تقول من بين بكاءها : يا مروان براحة رجلى بتوجعنى
نظر لها بغضب و قال بحدة : اسكتى .. انا هقول لعمى على قلة الأدب اللى شوفتها دى و هو يتصرف معاكى
لميس ببكاء : مروان حرام عليك .. رجلى بتوجعنى
ظل مروان يسحبها وراءه إلى ان صعدوا منزلهم .. نظروا لها بخضة و قالوا باستغراب : فى ايه يا مروان ؟
ترك مروان يدها بعنف لتسقط هى على الأرض و تتألم .. و بدأ بسرد ما رأه .. اقتربت امها منها و بدأت بنهرها و هى تضمد جرحها .. ارادت زوجة عمها ان تنهى تلك الأجواء المشحونة فقالت بالمرح : اهدى يا صابرين بقى .. و بعدين شوفى الواد مروان من و هو صغير بيغير عليها ازاى ؟
نظر مروان للميس نظرة نارية و دخل لغرفته
Back
نزلت دموع لميس و قالت بوجع : طول عمرك يا مروان الغضب و الغيرة بتعميك .. طول عمرك بتفكر فى نفسك بس .. بتفكر فى وجعك انت بس .. و ازاى ترد ليا الوجع اللى وجعتهولك حتى لو مكنش قصدى .. عمرك ما فكرت فيا او فى تعبى و عذابى .. امسكت هاتفها و طلبت رقمه .. ليأتيها صوته النائم يقول : ايه يا لميس .. عايزة ايه ؟
كانت تظن انها تستطيع ان تواجهه .. ان تخبره انه انانى احمق .. ان تجعله يشعر بأوجاعها .. ان تجعله يشعر بها و لو لمرة واحدة .. لكنها فشلت فشلاً ذريعاً .. لن تستطيع ان تواجهه .. اخرجها من شرودها صوته الناعس و هو يقول بتهكم : لميس انتِ متصلة بيا الفجر عشان تسمعينى سكوتك
تنهدت لميس و قالت بخفوت : اسفة .. سلام
اعتدل فى جلسته و قال بقلق : مالك يا حبيبتى في حاجة ؟
ابتسمت وقالت : لا يا مروان مفيش .. انا كنت عايزة اسمع صوتك قبل ما انام بس و اطمئن عليك
ابتسم مروان و قال بحب : بحبك ثم اردف بجدية : يلا يا حبيبتى روحى نامى .. عشان تبقى فايقة بكرة
ابتسمت لميس ابتسامة واسعة و قالت : حاضر

✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾✾

فتحت عينها البنية على مصراعيهالتجد نفسها نائمة على سريرها المريح .. لكن مهلاً .. من اتى بها إلى هنا .. اخر شئ تتذكره انها كانت تقرأ وردها و بعدها شعرت برأسها يؤلمها و بعد ذلك اسندت رأسها إلى الكرسى و لا تتذكر اى شئ اخر .. نظرت لما ترتديه ببطء .. تجدها بيجامة غير التى كانت ترتديها البارحة.. اتسعت حدقة عينها و فمها مفتوح على مصراعيه من الدهشة .. نظرت بأرجاء الغرفة لتجدها مرتبة .. اصبحت اصابعها ترتجف من الخوف .. و اخيراً سمعت ذلك الصوت الذى اصبحت تميزه بسهولة
يأتى من الخارج كأنه يتكلم بالهاتف .. لم تستطع تحديد كلماته بسبب صدمتها .. كيف استطاع ان يدخل إلى هنا .. لفت يدها حول جسدها كأنما تداريه و تخفيه و اغلقت عينها و مئات الأفكار السيئة تجول بخاطرها ثم فتحت عينها و قالت بصراخ : ادهــــــــــــــــــــــ ــــــــــم


يتبع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 07:53 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل العاشر✾



لفت يدها حول جسدها كأنما تداريه و تخفيه و اغلقت عينيها و مئات الأفكارالسيئة تجول بخاطرها ثم فتحت عينيها و قالت بصراخ : ادهــــــــــــــــــــــ ــــــــــم
دلفت إلى الحجرة سيدة يبدو عليها انها فى العقد الرابع .. قسمات وجهها تنبئ بالخير .. فيبدو من ابتسامتها الصافية انها بشوشة و طيبة .. كانت ترتدى زياً ابيضاً كزي الممرضات .. اقتربت من تالا و مدت يدها لها بطرحة و قالت بابتسامة : البسى الطرحة عشان استاذ ادهم يقدر يدخلك
ظلت تالا تنظر ليد الممرضة الممدوة لها و قالت باستغراب : انتِ مين ؟
ابتسمت الممرضة و قالت بابتسامة : ممكن تنادينى زينب
نظرت لها بحواجب مقتضبة و قالت بتساؤل : انتِ اللى غيرتيلى هدومى صح ؟
ابتسمت زينب ابتسامة بشوشة و قالت : صح
تنفست تالا الصعداء و حمدت ربها و ابعدت يدها محكمة الغلق عن جسدها و استغفرت ربها و هى تقول " ان بعض الظن اثم .. انا قلبى كان هيقف "
نظرت لها زينب بعدم فهم و قالت باستغراب : افندم !
اخذت تالا طرحتها من يد زينب الممتدة و ارتدها لتغطى بها شعرها القصير الممتد إلى رقبتها تقريباً و هى تقول : ممكن تساعدينى عشان اغير هدومى .. عشان اخرج لأستاذ ادهم
ابتسمت زينب بترحاب و قالت : اكيد طبعاً .. ثم ساعدتها فى تغيير ثيابها وجعلتها تجلس برفق على كرسيها .. حركت تالا عجلات كرسيها و خرجت من الغرفة .. لتجد ضوء الشمس يغمر جميع ارجاء الفيلا و الستائر مفتوحة على مصراعيها .. نظرت إلى ارضيات الرخام اسفلها لتجدها تبرق من فرط نظافتها .. منذ مدة طويلة و هى لم تشاهد الفيلا بهذه الحياة .. لفت نظرها تلك الفتاة التى تبدو انها فى عقدها الثانى تلمع احدى البراويز المعلقة .. دققت فى ملامحها لتجدها تشبة الفلبينيين .. ارشدتها زينب حيث يجلس ادهم .. دلفت مع زينب إلى تلك الغرفة التى تضم صالون راقى للغاية و بها ايضا شباك كبير مفتوحة ستائره يطل على مدخل الفيلا .. نظرت لأدهم الجالس على احد كراسي الصالون و يمسك بيده ألبوم صور ميزته فى لحظاتها .. مد يده التى تزينها تلك الساعة الروليكس الأنيقة لأخذ فنجان القهوة الموجود امامه على المنضدة بجانب بعض الألبومات الأخرى .. ارتشف منه بعض القطرات ثم اكمل تصفحه للألبوم و الإبتسامة على شفتيه حتى انه لم يلاحظ وجودها .. ضغطت على اسنانها بغضب و عينها تطلق شراراً باتجاهه و همت بالإقتراب منه !

لا يعلم لماذا رفع عينه باتجاه الباب فى تلك اللحظة .. هل لأنه شعر بحرارة غضبها فى ارجاء الغرفة .. ام لأنه اشتم عبيرها الذى ملأ المكان فجاءه .. قابل نظراتها الغاضبة بابتسامة باردة جذابة .. اقتربت منه بمسافة مناسبة و عينها مازلت تحترق من الغضب .. نظر لزينب و قال بجدية : ممكن تقولى لمارى تحضر الفطار عشان انسة تالا تفطر

ابتسمت زينب و قالت : اكيد يا استاذ ادهم .. و كادت ان تغادر الغرفة و لكنها سمعت صوت تالا و هى تقول بصرامة و عيونها ترسل نظرات تحدى لأدهم : مش هفطر

ارتشف ادهم رشفة من قهواه ببرود و قال بجدية : ياريت يا زينب يبقى جمب الفطار عصير ليمون .. بس وصيها على برميل ليمون عشان انسة تالا عايزة حاجة تهدى اعصابها علطول

اماءت زينب برأسها ثم خرجت من الغرفة .. نظر ادهم لتالا التى تخترقه بنظراتها الملتهبة ببرود و اكمل تصفح الألبوم الذى يضم لها صور و هى صغيرة و هو يقول بجرأة دون ان ينظر لها : بس على فكرة شعرك الطويل احلى عليكِ

ضغطت على اسنانها بغضب شديد ثم شدت الألبوم من يده بغضب و قالت بغيظ : هو انت اشتريت الفيلا بمقتنياتها و انا معرفش

ضحك ادهم ضحكة جذابة و قال : تصدقى عجبتنى فكرتك .. بس انتى كدة هتبقى مشردة من غير بيت .. و انا مرضاش ان صديقتى تتشرد

ارتسمت ابتسامة سخرية جانبية على وجه تالا و قالت باستنكار : صديقتك !! مين اللى قالك انى صديقتك ؟

ابتسم ادهم ابتسامة ثقة و قال بجدية : اعتبرينى عينت نفسى عندك صديق

ضغطت على اسنانها ناصعة البياض بغيظ و كادت تبكى .. ليس منه .. بل للذكرة التى اقتحمت عقلها و قالت بشرود : أنا مش مؤمنة بالصداقة بين ولد و بنت

نظر لها باستغراب و قال بتساؤل : و السبب !

نظرت فى الإتجاه الأخر و قالت بجدية : مش لازم تعرفه

ابتسم ادهم و قال بتحدى : بتؤمنى بحاجة من غير سبب

نظرت له بغيظ و قالت بشرود : اولاً انا فى مجتمع بيرفض الصداقة دى و بيعتبرها جريمة ..
ثانياً عشان الصداقة دى دايماً بتتقلب حب .. يا أما حب من طرف واحد .. من ناحيتها او من ناحيته .. او حب من طرفين .. و فى النهاية بيتفرقوا .. و ساعتها مش هيقدروا يرجعوا اصدقاء تانى .. حتى لو مثلوا ده


اعتدل ادهم فى جلسته و قال بجدية : اولاً الصداقة بين ولد و بنت مش جريمة .. مش معنى ان البنت بتكلم ولد انهم كده بيعملوا حاجة غلط.. ممكن تبقى صداقة بريئة .. مدام فى حدود بتحطها البنت الأول ترغم الولد اللى ادامها انه يحترمها .. ممكن الولد ده يقف معاها اكتر من ابوها و اخوها .. و ممكن هى تبقى بالنسبة له صديقة مخلصة اكتر من اى ولد تانى هو يعرفه .. بس فى حاجتين عشان تبقى الصداقة ناجحة و كويسة .. اول حاجة الحدود .. حدود الأدب و الإحترام .. مدام فى حدود يبقى الصداقة مش جريمة .. تانى حاجة الإختيار .. فن اختيار الأصدقاء ده مهم جداً .. متديش صداقتك لحد ميستحقهاش .. لازم تتأكدى انه يستحق صداقتك دى الأول ثم اردف بابتسامة مرح و هو يعدل من هندامه : اتفق معاكِ ان الصداقة ممكن تتحول لحب لو الولد قمر زي كده

نظرت له بحنق و قالت بسخرية : انا اكتشفت جانب جديد فى شخصيتك .. غير انك
غريب و بتتدخل فى حياة الناس بطريقة غريبة .. انت كمان شايف نفسك اوى و مغرور


ادهم بابتسامة باردة : مدام انتِ شايفة كده ماشى ثم فتح هاتفه و ظل يعبث به

نظرت له بضيق لأنه صمت و تجاهلها فقالت بضيق : انت بتخدنى على اد عقلى يعنى .. بتسكتنى

نظر لها و قال بجدية : انتِ اللى بتكلمينى اهو و بتجرى شكلى .. ثم اردف بنصف عين :
عارفة ده معناه ايه ؟


تالا بغيظ : معناه ايه ان شاء الله يا استاذ ادهم ؟

ادهم بابتسامة جذابة : معناه انك عايزانا نبقى صحاب

ارتسمت ابتسامة جانبية على ثغر تالا و قالت بتساؤل : ليه ؟؟

ادهم باستغراب : ليه ايه ؟

تالا بجدية : ليه نبقى صحاب ؟ اشمعنى انا ؟

ادهم بابتسامة : انا صحابى مميزين

تالا بسخرية : و انا مميزة فى ايه بقى ؟

نظر لها ادهم بعينها مباشرة مما اربكها و قال بجدية : الحزن اللى فى عنيكى مميز .. عمرى ما
شوفت حزن كده .. حزن نارى


ضحكت بسخرية و قالت بجدية : قول انك عايزنا نبقى صحاب عشان تشبع الفضول اللى جواك عشان تعرف سبب الحزن ده و بعد كده هتبيع الصداقة دى

ادهم بجدية : انا مببعش صحابى

نظرت له لبعض الوقت و قالت بجدية : تعرف انى من ساعة ما قعدت نفسى اقولك شكراً على اللى عملته .. بس مش راضية تطلع

ادهم بجدية : اعتبريها وصلتنى بس مش هقبلها غير لما تقبلى صداقتنا

كادت ان ترد و لكن اتت مارى و قالت بابتسامة : الفطار جاهز يا تالا هانم

قام ادهم و قال بجدية : قومى يلا افطرى و انا همشى .. ثم اردف بابتسامة : و انسى عرض الصداقة لو مش عجبك .. انا عمرى ما هفرض نفسى عليكى .. بس عايزك تعرفى انى مستعد اساعدك فى اى وقت حتى و احنا مش اصدقاء .. و هم بالذهاب و لكن اوقفه صوتها و هى تقول بابتسامة صغيرة يملؤها التردد : ادهــــــم متنساش ميعاد الكورس يوم التلات

نظر لها ادهم باستغراب و قال بابتسامة دهشة : اعتبر ده قبول لعرض الصداقة يا انسة تالا ؟

نظرت له بابتسامة صغيرة : مفيش القاب بين الصحاب .. تالا بس

ابتسم ادهم و قال : يلا لا إله الإ الله .. افطرى كويس

ابتسمت تالا و قالت بجدية : محمد رسول الله .. ثم قالت كأنما تذكرت شيئاً : انت صح دخلت هنا ازاى ؟

حك ادهم يده بشعره ثم قال بجدية : الصراحة انا امبارح لما خرجت عشان ادفن دادة عائشة
.. خدت مفاتيح لقتها على تسريحتك عشان اعرف ادخل تانى .. و نسيت ارجعها فلما جيت الصبح انا و الممرضة و الخدامة .. و خبطنا الباب على امل انك تفتحلنا ..مفتحتيش .. دخلنا لأنك مغمى عليكى .. بس هو ده اللى حصل


تالا بجدية : طب هات المفاتيح

ادهم بابتسامة : هتلقيها على التسريحة

ودعها ادهم بعد ذلك و غادر .. ليشغل تفكيرها ذلك الغريب الذى دخل عقلها قبل بيتها بوقت قصير للغاية

بوم .. بوم .. بوم .. كان ذلك صوت دقات قلبها العالية و قلبها يكاد ينخلع من قفصها الصدرى و يهرب بعيداً .. عندما اقترب منها مروان ليقبلها من جبينها بحب ثم ضمها إليه و قال بابتسامة : مبروك يا حبيبتى

ابتسمت ابتسامة فرحة .. لكنها لم تكن مكتملة .. انها مازالت ترهبه و قد زاد رهبتها
اكتر عندما اصبحت زوجته !

اقتربت منها زوجة عمها و ضمتها لها و قالت بابتسامة : ايه يا واد .. انت مصدقت .. احضان و بوس كده علطول .. ده انت لسة كاتب الكتاب حالاً

شد مروان لميس من معصمها إليه و هو يقول بابتسامة : ممنوع .. الأحضان و البوس ليا انا بس .. اى حد تانى لا .. حتى انتم

امسكتها امه من معصمها الأخر و جذبت لميس التى صبغت وجنتاها باللون الأحمر و قالت
بتوعد : طب يا مروان يا ابن بطنى .. مفيش لميس بقى ثم نحت لميس جانباً و اقتربت من
مروان و دفعته من كتفه و هى تقول بابتسامة : يلا .. يلا .. يلا اطلع بره

نظر لأمه بنصف عين و قال بابتسامة تحذير : يا هالة .. صدقينى هتخسرينى يا هالة

دفعته هالة بيدها و هى تقول بجدية : يلا يا واد اطلع بره .. اما اقعد مع مرات ابنى شوية لوحدنا

دار مروان من حول امه و اقترب من لميس و احاط كتفها بذراعه و هو يقول : لا انتى بتقويها على ابنك الغلبااااااان .. مقدرش اسيبها معاكى لوحدها

اقتربت منه هالة و امسكته من اذنه بشدة و قالت بسخرية : دا انا هوصيها عليك .. انت مش واثق فيا و لا ايه ؟

ابعد مروان يد والدته بحنق و قال بضيق : ماما انا مش عيل صغير عشان تعملى معايا الحركات دى

هالة بنافذ صبر : سبحان مغير الأحوال.. انا قولت اوديك لشيخ يخرج الجن اللى عليك ده
اللى بيخليك تتحول فى ثانية .. بس انت مش راضى .. ثم اردفت برجاء : على الأقل انهارده بس يا مروان بلاش تتحول ثم امسكته من اذنه مجدداً و هى تقول : و بعدين هتفضل طول عمرك ابنى الصغير مهما كبرت و اتجوزت و خلفت و شبت

ابعد مروان يدها مجدداً و قال بجدية : انا خارج بره عشان انا تعبت منك يا ماما

خرج مروان من الغرفة .. لتقترب هالة من لميس و تضمها بحنان و هى تقول : انا مش عارفة اقولك مبروك ولا اقول ايه ؟ الله يكون فى عونك الصراحة ابنى و انا عارفاه مقرف .. ثم قالت بمرح : بس اعملى حسابك البضاعة المباعة لا ترد و لا تستبدل .. يعنى انتى خلاص ادبستى فيه يا قلبى .. مش عايزة اشوف وشه تانى عندنا فى البيت

نظرت لها لميس بعتاب و قالت بجدية : متقوليش عليه كده يا طنط

هالة بسخرية : حاضر يا حنينة حاضر .. اشبعى بيه

دخلت تلك الغرفة بصعوبة شديدة فرائحة عائشة مازالت بها .. نادت على زينب لتحضر زينب مسرعة .. نظرت لها تالا و قالت بجدية : ممكن تشوفيلى فى الدولاب ده ورق او دفتر ؟

ابتسمت لها زينب بترحاب و بدأت بالبحث إلى ان وجدت دفتر صغير .. فأعطته لتالا .. امسكت تالا الدفتر و بدأت بتصفحه لتجد به بعد الكتابات و الأرقام لكنها كانت تريد خبير خطوط ليفك هذا الخط الردئ .. مدت تالا يدها بالدفتر لزينب و قالت بجدية : زينب تعرفى تقرى ده

نظرت زينب للخط بتمعن ثم قالت بأسف : لا

اخذت تالا الدفتر بيأس و قررت ان تريه لأدهم يوم الثلاثاء عندما تراه فى الكورس لعه يستطيع مساعدتها
كان يغمس نفسه بالمياه الدافئة من اخمص قدمه حتى رأسه فى ذلك البانيو المريح .. شعر ان الاكسجين نفذ و بدأ يختنق فأنتفض من الماء و اخرج رأسه ليستنشق بعض الأكسجين .. بدأ الأكسجين يتسرب إلى رئتيه رويداً رويداً إلى ان عاد تنفسه طبيعياً .. مسح وجهه بيده من الماء و اسند رأسه على حافة البانيو ثم مد يده إلى الحوض بجانبه و اخذ علبة السجائر الموضوعه عليه و اخرج واحدة و اشعلها .. بدأ بالتدخين بشراهه ليختلط دخان السجائر مع دخان المياه الدافئة ليعطى جواً مشحوناً بالبخار .. كانت كل خلية بجسده تشعر بالذنب .. انه لم يكذب فى حياته مطلقاً .. لم يتخيل ان يخدع احد بتلك الطريقة من قبل .. لم يتخيل انه سيستطيع ان يتحمل فتاة نارية مثلها بعجرفتها و غضبها .. يشعر بالذنب الشديد تجاهها .. ماذا سيحدث اذا علمت بحقيقته .. بالتأكيد سيزيد الطين بلة .. و بدلاً ان يخرجها من حزنها سيدخلها فى حزن جديد .. انه يعلم كل شئ عنها .. ليس بحاجة لها لتخبره بأى شئ .. فهو يعلم تفاصيل حياتها منذ ان كانت طفلة صغيرة .. لا يعلم هل هو حقير لأنه يخدعها ام هو نبيل لأنه يحاول ان ينتشلها من حزنها و يساعدها .. حقاً لا يعلم .. و لكن كل ما يعلمه انه يقوم بمهمة لرجل عزيز على قلبه .. رجل اصبح بمثابة والده منذ ان عمل عنده و ترقى إلى ان اصبح نائبه و يده اليمنى .. تذكر ذلك اليوم الذى غير مسار حياته و جعله يسافر من ألمانيا و يترك عمله و يعود إلى مصر ليقوم بمسرحية هزلية كتلك ..
انه لا ينكر انه كان يريد العودة إلى مصر لأنه اشتاق لأهله .. و لكن ليس بتلك الطريقة !


Flash Back

تقدم بخطوات واثقة للغاية فى ذلك الممر الذى يوصله مباشرة إلى مكتب رئيس مجلس إلادارة .. وصل إلى هناك و هم بفتح الباب لكن استوقفته السكرتيرة قائلة بدلال : ادهم انت فاضى انهاردة

نظر لها بضيق و قال بجدية : لا .. و ياريت تخليكِ فى شغلك و تركزى فيه ثم فتح باب المكتب و دخل

لتسند السكرتيرة يدها على المكتب و هى تقول بهيام : مش مهم انهارده .. بكرة يبقى فاضى

اما هو فدخل إلى المكتب ليجد رئيسه شارد الذهن فى الصورة التى امامه و دموعه منسابه على خده .. نظر له ادهم بقلق و قال بتساؤل : هو حضرتك كويس ؟

مسح احمد دموعه و وضع الصورة التى امامه على المكتب و قال بجدية : لا يا ادهم .. بس هبقى كويس لو نفذت طلبى

نظر له ادهم بعدم فهم و قال بجدية : انا عينى لحضرتك

احمد بجدية : تسلم عينك يا ابنى .. ثم قال بجدية : انا عودت نفسى مثقش فى حد .. بس بعد اللى انا شوفته منك .. اقدر اثق فيك و اديك اغلى حاجة عندى

نظر له ادهم بعدم فهم فأكمل احمد بحرج و قال : ادهم تتجوز بنتى ؟

نظر له ادهم بصدمة و لم يستطع الرد

احمد بجدية : انا عارف انه طلب صعب و غريب بس انت الوحيد اللى ممكن أئتمنه عليها

نظر له ادهم و الدهشة مازالت مسيطرة عليه و قال بجدية : انا مقدرش ارفض لحضرتك طلب طبعاً بس ده جواز و انا مبفكرش فى الجواز دلوقتى .. و معتقدش ان فى واحدة ممكن تستحملنى و خصوصاً لو كانت زي بنت حضرتك باللى حكتهولى عنها

احمد برجاء : ادهم انت الوحيد اللى ممكن اثق فيه و اديله بنتى .. انت الوحيد اللى ممكن تقنعها انها تعمل العملية عشان ترجع تمشى تانى .. انت الوحيد اللى ممكن تخرجها من الحزن
اللى هى دفنة نفسها فيه .. ادهم بنتى عنيدة اوى و انا مش قادر عليها .. انا اخر مرة شوفتها فيها اتخانقت معها خناقة كبيرة اوى عشان العملية و انها تيجى تقعد معايا .. ثم
قال بألم : اعتبرها حالة انسانية يا ادهم و اى حاجة عايزها فى المقابل انا مستعد اديهالك


نظر له ادهم لبعض الوقت و هو يفكر ثم قال بجدية : ماشى موافق بس مش عشان مستنى مقابل من حضرتك لكن عشان حضرتك غالى عندى اوى .. ثم اردف قائلاً : حضرتك كلمها و حدد معاد كتب الكتاب و الفرح و بلغنى

نظر له احمد و قال بجدية : ادهم تالا رافضة الجواز بعد ماجد .. مش هترضى تتجوز و خصوصاً لو واحد متعرفهوش

ادهم بجدية : طب و الحل ؟

احمد بتفكير : لازم تقتحم حياتها بطريقة غريبة عشان تلفت نظرها على الأقل

Back

ضرب ادهم المياه بيده بغضب ثم قام و ارتدى منشفته و خرج و جلس على السرير لتدخل له امه و تقول بابتسامة : اخيراً خرجت يا حبيبى .. قوم يلا البس هدومك عشان متبردش
قام ادهم و اقترب منها و قبلها من جبينها ثم انحنى ليقبل يدها لتربت امه على شعره المبتل و هى تقول : ربنا يخليك ليا يا ابنى و يرزقك ببنت الحلال

ابتعد ادهم عنها بصمت و اتجهه إلى دولابه و اخرج بعض الثياب و هو يفكر بتالا ثم تذكر انه لم يتصل بأحمد ليخبره بما حدث جديد .. فنظر لأمه بابتسامة بمعنى ان تخرج ليرتدى ثيابه .. لتبادله امه الإبتسامة و تخرج .. ليذهب هو و يغلق الباب خلفها و يخرج هاتفه و يتصل بأحمد


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:22 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الحادى عشر✾

ابتعد ادهم عنها بصمت و اتجهه إلى دولابه و اخرج بعض الثياب و هو يفكر بتالا ثم تذكر انه لم يتصل بأحمد ليخبره بما حدث جديد .. فنظر لأمه بابتسامة بمعنى ان تخرج ليرتدى ثيابه .. لتبادله امه الإبتسامة و تخرج .. ليذهب هو و يغلق الباب خلفها و يخرج هاتفه و يتصل بأحمد .. رن الهاتف لبعض الوقت ثم اتاه صوت احمد و هو يقول بلهفة : تالا عاملة ايه يا ادهم ؟
تنهد ادهم ثم قال بجدية : افتكر انها بقت احسن .. و بدأت تتأقلم على وجودى فى حياتها .. على الأقل قبلت اننا نبقى اصدقاء
قاطعه احمد و هو يقول باستغراب : تالا وفقت على صادقتكوا بالسرعة دى ؟
ادهم بجدية : حضرتك مسبتليش فرصة اكمل .. تالا قبلت صداقتى بس بتردد .. قبلتها بعدم اقتناع كامل .. او يمكن بعدم اقتناع اصلاً .. هى قبلت صداقتى عشان مش قدامها حل تانى غير انها تقبلها .. عملت مقارنة بين صداقتى و بين انها تبقى وحيدة .. و بالتالى وقع اختيارها على صداقتنا
تنهد احمد تنهيدة طويلة و قال برجاء : ادهم خلى بالك منها .. و اوعى تفقد اعصابك عليها و تزعقلها مهما قالت أو عملت
ادهم بجدية : حاضر .. انا وعدتك و عمرى ما هخلف وعدى ابداً
سمع ادهم دقات صغيرة على الباب فأبتسم و قال بجدية : انا لازم اقفل دلوقتى ثم ودع احمد و اغلق الخط و ارتدى ثيابه سريعاً و اتجه للباب ليفتحه ليجد فتاةصغيرة فى الخامسة من عمرها تقف امام الباب متربعة يدها .. نزل لمستواها و حملها و قبلها من وجنتها الصغيرة ثم قال بابتسامة : توتة هانم بنفسها عندى
توتة بابتسامة : نانة بتقولك تعال عشان تتغدى
ادهم بابتسامة : قولى لنانة خالو هينام عشان تعبان ثم انزلها و قال بجدية : يلا روحى
ذهبت توتة .. اما ادهم فألقى بجسده على السرير و اغمض عيونه فى محاولة للنوم و لكن حجبه عن النوم مئات الأفكار التى تجول بخاطره .. فتح عيونه عندما شعر بلمسة توتة و هى تربت على كتفه و هى تقول : نانة بتقولك تعال كل و بعد كدة نام
امسكها ادهم من وجنتها و قال بابتسامة : قوليلها خالو تعبان جداً لما يصحى يبقى ياكل
ضربت توتة قدميها بالأرض و قالت بضيق : يوووه بقى .. قوم كل انا زهقت
نظر لها ادهم بدهشة و قال : زهقتى ؟
توتة بضيق : ايوة زهقت .. انت تقولى مش هاكل و نانة تقولى نادى لأدهم و انا زهقت
ادهم بدهشة : و كمان ادهم
نظرت فى الأرض بأسف ثم قالت : سورى يا خالو
قام ادهم و امسك يدها و قال بجدية : تعرفى انى اعرف واحدة بتزهق بسرعة اوى كدة زيك .. بس دى بقى بتتعصب و تقعد تزعق تزعق
توتة بتساؤل : قمورة زي كمان ؟؟
ادهم بجدية : اكيد هيجى يوم و اعرفك عليها و تقولى انتِ
توتة بابتسامة : ماشى .. بس اكيد انا احلى ثم وضعت يدها على فمها بخضة و قالت بدهشة : انت بتكلم واحدة بنت ثم قالت بصوت عالى : يا ماما .. يا نانة .. خالو ادهم بيكلم واحدة بنت
وضع ادهم يده على فمها و قال بجدية : بس يا فضيحة انا غلطان انى بفضفض مع عيلة زيك اصلاً
توتة بتساؤل : طب قولى اسمها ايه و انا مش هقول لحد
ادهم بنافذ صبر : لا مش هقولك و انتِ مش هتقولى لحد .. و هنروح دلوقتى نتغدا
توتة بضيق : اف بقى .. اتت سيدة يبدو انها فى منتصف الثلاثينات و قالت بعتاب : يلا يا ادهم الأكل برد و انت قاعد انت و توتة تتكلموا
ابتسم ادهم و قال و هو ينظر لتوتة : بنتك رغاية اعمل ايه بقى ثم وضع يده على كتف السيدة و امسك بيد توتة و قال بجدية : يلا نروح نتغدا
اسندت السيدة رأسها على كتفه و قالت بجدية : يااا يا ادهم مش قادرة اقولك وجودك وسطنا مأثر فينا ازاى ؟ و خصوصاً ماما .. ثم اردفت بتساؤل : ادهم انت هتستقر هنا و مش هتسافر تانى ولا دى اجازة عمل ؟
ادهم بجدية : سارة نتكلم فى الموضوع ده بعدين .. انا لسة مقررتش
ابتعدت سارة عنه و قالت بجدية : دى محتاجة تفكير يا ادهم .. انت لازم تستقر هنا
ادهم بجدية : سارة لو سمحتى سيبنى افكر و على العموم انا مش هسافر دلوقتى خالص واخد اجازة مفتوحة
اتت امه فى هذه اللحظة و قالت بنافذ صبر : هو كل اما ابعتلك حد يناديك يا ادهم تحبسه عندك .. يلا بقى يا ولاد الأكل برد و هيبقى طعمه ماسخ

شعرت بالنعاس يداعب جفونها .. يا له من نعاس شقى و لكنه يريح و يجعلك تتوقف عن التفكير و السماح لعقلك بأن يستريح قليلاً .. نظرت لها زينب كأنما شعرت بها و قالت بابتسامة : عايزة تنامى

ابتسمت تالا و قالت باستغراب : عرفتى ازاى ؟
زينب بابتسامة : شكلك بيقول كده.. شكلك عايز ينام
تالا بصوت مرهق : فعلاً .. اقتربت منها زينب و ساعدتها على الإستلقاء على السرير و غطتها ثم اغلقت الأنوار و خرجت
اغلقت تالا عينيها طلباً للنوم الذى كان يداهمها و لكن شبح الذكريات الذى يطاردها دائماً كان اقوى بكثير من ان يجعلها تنام نوماً منعماً .. مر وقت طويل منذ اخر مرة وضعت رأسها على الوسادة و ذهبت فى نوم عميق دون التفكير فى اى شئ .. ليتها تستطيع الان ان تذهب فى نوم عميق دون مطاردة من تلك الأشباح التى تقتحم عقلها غصباً .. تذكرت لقائها الأول بماجد
Flash Back
فتاه فى التاسعة عشرة من عمرها تتمشى بمحاذاة الشاطئ مرتدية بنطلون اسود يصل إلى ما بعد الركبة بقليل و تيشيرت احمر نصف كم .. تستمتع بنسمات الهواء العليل الذى يداعب وجهها فى نعومة و رقة .. كان شعرها الطويل البنى يتطاير بطريقة مثيرة خلابة تجعلك تشعر بأنه يتطاير طبقاً لانغام مقطوعة موسيقية دقيقة الصنع .. ازاحت خصلات شعرها المتناثرة على وجهها بعشوائية فقد كانت تحجب عنها رؤية البحر الشاسع بأمواجه المضطربة .. اخذت قدمها تداعب الرمال باستمتاع بخشونتها نسبة لنعومة قدمها .. كانت تمثل لوحة فنية رائعة الجمال يتمنى اى فنان خبير بارع ان يرسمها بفرشاته و الوانه الزاهية .. تأملت البحر بعيون تلمع من عشقها فيه .. بدأت قدماها تقودها داخل الماء إلى ان وصلت رقبتها .. استلقت على المياه بظهرها تاركه المياه تحمل جسدها الممشوق .. شعرت بالجوع فقررت الخروج .. فبالتأكيد والديها انتهوا من الشجار الذى بدأ قبل خروجها من الشاليه بدقائق .. جاءت لتنزل قدماها لتلامس رمال الأرض و لكنها لم تجدها .. لقد تعمقت فى البحر بشدة .. اصابها الذعر .. انها لا تعرف العوم .. اخذت تجدف بيديها و قدميها علها تستطيع ان تعود مجدداً لتلامس الأرض لكنها لم تستطع .. لم تجد مفراً اخر غير الصراخ و طلب النجدة .. بدأت المياه تسحبها لأسفل إلى ان انغمست كلياً فى المياه و لم تشعر بنفسها بعد ذلك إلى ان فتحت عيونها البنية التى كانت بمثابة كرستالة فريدة من نوعها فى ضوء الشمس الحارق .. احست بأنفاس احدهم تلفح وجهها و يداً تضغط على صدرها بقوة و لكنها ابتعدت فوراً عندما احست انها عادت لوعيها .. بدأت تسعل بشدة ثم اخرجت كل المياه المالحة التى اشربها البحر اياها غدراً .. حاولت ان تجلس لكنها لم تستطع فساعدتها تلك اليد لتجلس .. نظرت لصاحب اليد لتجده شابا يافعا شديد الوسامة .. لم تستطع ان تحرك نظرها عنه .. انها تعترف انه اوسم شاب رأته عيونها .. احس بنظراتها المصوبة اليه فقال بتساؤل : انتِ كويسة ؟
ابعدت تالا يده التى تحاوط خصرها لتسندها بخجل و قالت بتوتر : اه الحمد لله
نظر لها و قال بعتاب : مدام مش بتعرفى تعومى .. بتنزلى البحر لوحدك ليه ؟
استطاعت الوقوف بعد عدة محاولات منها ثم قالت بجدية : انا لازم امشى دلوقتى .. ثم ركضت بعيداً عنه قليلاً و قالت بامتنان : شكراً لإنقاذك حياتى
ابتسم و قال بصوت عالى نسبياً فقد اصبحت بعيدة عنه : العفو .. انا ماجد و انتِ ؟
ابتسمت و قالت بصوت عالى نسبياً هى الأخرى و هى مازالت تركض : تالا
لم يستمع ماجد ما قالته فقال بصوت عالى : ايــــــــــه ؟
تالا بصوت عالى : تــــــــــــالا
ماجد بابتسامة : اسم مميز و جميل زيك .. ثم اردف بتساؤل : هشوفك تانى ؟
تالا بصوت عالى للغاية ليصله : انت و حظك
ماجد بابتسامة : لو شوفتك تانى اكيد هيبقى حظى سعيد
لم تسمع تالا ما قاله لكنها ابتسمت و اكملت طريقها إلى ان وصلت إلى الشاليه الخاص بهم لتسمع شجار والديها المعتاد مدوى فى ارجاء المكان .. فتحت الباب و دخلت ثم قالت بحدة : كفاية بقى كفاية حرام عليكوا .. انتو مش بتتعبوا .. انا كنت بغرق بره و انتو قاعدين بتتخانقوا .. اكيد مخدتوش بالكم اصلاً انى خرجت .. ثم ركضت خارجة من الشاليه لتتركهم يقفون مصدومين .. خرجوا من صدمتهم و بدأوا شجارا جديدا يتهمون بعضهم بإهمال ابنتهم و تخريب نفسيتها .. اما هى فجلست امام البحر و ضمت قدمها إلى صدرها و هى شاردة إلى ان قاطعها صوت رجولى يقول : دة انا حظى بيضحكلى بقى عشان اشوفك تانى و بالسرعة دى
اعتدلت تالا فى جلستها و قالت بابتسامة : اكيد ثم نظرت للبحر الماثل امامها مجدداً بشرود و قلبها يخفق لهذا الغريب المغوار
جلس ماجد بجانبها و نظر إلى البحر هو الأخر و قال : شكله حلو اوى يخطف العقول من اول نظرة بس للأسف ممكن يغدر بيكى على سهوة
نظرت له بابتسامة و قالت ضاحكة : انا لسة مجربة غدره من شوية
ماجد بجدية : بس انتِ شكلك شجاعة و مش بتستسلمى و الدليل على دة انك لسه قاعدة قدامه بعد اللى حصل من شوية .. اى حد غيرك كان هيعتزل المياه نهائى و مش هيقرب منها حتى من خلال الصور
تالا بابتسامة و شعرها يتطاير على وجهها بطريقة جذابة : انا بضحك فى وش المخاطر هاهاهاهاها
ضحك ماجد و قال بابتسامة : واضح ان كارتون الأسد الملك مأثر فيكي جداً
ابتسمت و قالت بعيون تلمع : فعلاً بعشق الكرتون ده .. تعرف
قاطع كلامها و قال بابتسامة : لا بس نفسى اعرف .. ثم مد يده و قال بجدية : بس لازم قبل ما عرف نبقى صحاب
ابعدت يدها التى تعبث بالرمال من حولها و قالت بابتسامة : ايدى مش نضيفة كلها رمل لكنها وجدت يده امتدت و صافحتها و هو يقول بابتسامة : صحاب
ابتسمت و لم تجد كلمة مناسبة غير : صحاب
Back
نزلت دموعها و هى تقول بشهقات : كان لازم اعرف انك زي البحر فاتن و جميل و لكنه غدار .. ثم مسحت دموعها بعفوية و قالت بجدية : متستهلش دموعى .. متستهلهاش .. قفز ادهم إلى ذهنها فى تلك اللحظة و ما فعله فى الصبح فقالت بندم : انا دماغى كانت فين لما وفقت على صداقته ثم نظرت للمرآة الماثلة امامها و قالت بعتاب : انتِ مش بتتعلمى .. مش بتحرمى .. ماجد كان السبب فى انقاذ حياتك بس كان بينقذها عشان يدمرها هو على مزاجه .. و ادهم ساعدك و الله اعلم وراه ايه ؟ .. انا مش عايزاكى تسيئى الظن فيه بس على الأقل حرصى .. بلاش منها الصداقة دى .. ثم وضعت الوسادة على رأسها و هى تردد : بلاش منها الصداقة دى إلى ان غلبها النوم


كان مستلقياً على جانبيه و هو مغمض العينين و لكن تفكيره نشط و مستيقظ .. احس بيد صغيرة تلعب بأذنيه .. فتح عيونه ببطء و ألتفت فجأه .. ليجعل صاحبة اليد الصغيرة تنتفض من الخضة لظنها انه نائم .. نظر لها و ضحك ثم قال ببتسامة : شوفتى اخرة اللى يضايقنى

نظرت له بضيق و قالت : على فكرة مش اتخضيت ثم اردفت بصوت هامس : انا نيمت مامى و قولت اجى اقعد معاك عشان انا زهقانة
ادهم و هو يرفع حواجبه مستنكراً : نيمتى مامى ! ماشى .. و المطلوب من حضرتى ايه دلوقتى ؟
توتة بتفكير : انت ممكن تحكيلى حدوتة
ادهم بستنكار : احكيلك حدوتة !! يلا يا حبيبتى روحى نامى .. ثم قال بصوت عالى : يا سارة تعالى خدى بنتك
وضعت توتة يدها الأثنين على فمه و قالت بجدية : هووش انت عايز مامى تصحى و تزعقلى ثم اكملت بابتسامة : انت هتبقى خالو حلو جميل و تحكيلى حدوتة
ادهم بتفكير : طب انتِ ممكن تروحى لمراد و تخليه يحكيلك حدوتة و تسيبينى انام
توتة بضيق : لا .. مراد بيزعقلى و بعدين مراد مبيعرفش يحكى حكايات
ادهم بسخرية : يعنى انا اللى بعرف
توتة برجاء : بليز
ادهم بتفكير : بصى انا هجرب .. لو طلعت وحشة مسمعش حسك .. ماشى
توتة بعدم فهم : ايه حسك دى ؟؟
ادهم بنافذ صبر : لا ولا حاجة .. ثم استلقى على السرير و ضمها اليه و قال : كان يا مكان ياسعد ياإكرام ما يحلى الكلام الإبذكر النبى عليه الصلاة و السلام
توتة بابتسامة : عليه افضل الصلاة و السلام
ادهم بابتسامة : كان فى مرة princess جميلة و قمورة ثم قال بتساؤل : اسمها ايه ؟
توتة بستنكار : و انا هعرف منين ؟
ادهم باستغراب : ايه الطفلة دى يا ربى .. خلاص مش هكمل
توتة برجاء : خلاص خلاص .. اسمها توتة
ادهم بابتسامة : ايوة كده .. و توتة توتة خلصت الحدوتة .. حلوة ؟
نظرت له بغيظ و قالت بضيق : لا وحشة جداً
ادهم بجدية : طب خلاص خلاص .. الــ Princess دى كانت شاطرة و جميلة و بتسمع الكلام و مش بضايقنى خالص و هادية كده و مش بتعمل دوشة و كل الناس بتحبها
توتة باهتمام : ايوه و بعدين ؟
ادهم بتفكير : ايه تانى طيب فكرينى ؟
توتة بضيق : و انا هعرف منين .. هو انا اللى بحكى و لا انت ؟
ادهم بغيظ : طب خلاص .. كان فى كمان prince اسمه ادهم كانت توتة كل شوية ترخم عليه و تشلوا كده و هو مش عارف يعمل حاجة عشان هى بنت اخته و كمان صغيرة فكان بيضطر انه يسمع كلامها و يعملها اللى هى عايزاه
توتة باهتمام : ها كمل
ادهم بجدية : و توتة توتة خلصت الحدوتة .. حلوة و لا ملتوتة ؟
توتة بضيق : لا وحشة برده .. وحشة اوى
ادهم و هو يصطنع الزعل : كده
توتة بضيق : فين الأكشن فى الحدوتة .. لازم حتة اكشن كده
ادهم بدهشة : حتة اكشن ؟؟ .. ماشى .. ثم اكمل قائلاً : و فى الأخر الــ Princess قتلت الــ Prince و قبليها شلتوا .. ايه رأيك اكشن اهو ؟
شعرت بالنوم يداعب جفونها فقالت بضيق : لا وحشة برده .. احكيلى حدوتة فيها حيوانات
نظر لها بنافذ صبر و قال : توتة هتنام عشان تصحى بدرى .. كفاية حواديت انهارده
توتة بضيق : لا .. احكى واحدة تانية حالاً
ادهم بنافذ صبر : حاضر ثم بدأ يحكى لها قصة اخرى إلى ان شعر بصمتها .. فنظر لها ليجدها ذهبت إلى ارض الأحلام فقال بغيظ : اللى يشوفك و انتِ نايمة يقول ملاك ماشى على الأرض ثم تذكر تالا فقال : زي تالا بالظبط ..بس اول ما بتصحوا بتبقوا استغفر الله العظيم .. يا رب صبرنى ثم وضع الوسادة على رأسه و نام


شاهدته قادم بتجاهها بوسامته و اناقته التى اعتادتها .. نظر لها بابتسامة ثم اقترب منها و قال : السلام عليكم

نظرت له بملامح جامدة و قالت بجدية : و عليكم السلام يا استاذ ادهم


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:38 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الثانى عشر✾


شاهدته قادم بتجاهها بوسامته و اناقته التى اعتادتها .. نظر لها بابتسامة ثم اقترب منها و قال : السلام عليكم
نظرت له بملامح جامدة و قالت بجدية : و عليكم السلام يا استاذ ادهم
ماذا قالت للتو .. هل ما سمعه صحيح ؟ .. هل ما يتردد بجدران عقله حقيقى .. هل ارجعت الألقاب مجدداً .. انها واضحة كالشمس .. لقد لقبته بأستاذ قبل اسمه و هذا يعنى انها تنفر من صداقته و تنهيها قبل ان تبدأ .. هل هذه الفتاه مجنونة كى تزيل الألقاب فى يوم .. و تنصبها فى يوم اخر ؟ .. قبض على يده بغضب شديد و ود لو حملها و اخذها عنوة إلى اقرب مكتب مأذون و تزوجها لكى ينتهى من كل هذا العبث الذى يعيش فيه .. و ينهى هذا المسلسل السخيف الذى سئم منه و من بطلته المجنونة .. لكنه سيصبح زواجا باطلا إذا ارغمها عليه كما انه بالتأكيد قبل ان يصل إلى المأذون سيتلقى بعض الضرخات و ربما أيضاً الصفعات .. انها فكرة حمقاء للغاية لن تنفع معها .. كما انه منذ متى و ادهم يوسف سنهابى تتحكم به امرأة و تأمر و تنهى .. عندما يروق لها صداقته توافق عليها .. و عندما ترغب بإنهائها تنهيها بكل سهولة و بساطة .. انها فتاة عنيدة مدللة و لكنها لم تصل لأقصى درجات العند مثله .. سيريها اذاً كيف يكون العند على أصوله .. فاذا كانت هى عنيدة نارية فهو عنيد ثلجى .. سيريها من هو ادهم يوسف سنهابى .. انه يعلم جيداً ان احمد لم يختاره فقط لأنه يثق به و يأتمنه على ابنته بل لأنه عنيد و ان وضع شئ فى رأسه لن يحرره الإ اذا اراد هو .. لن يتحرر بغير اذن الإفراج خاصته .. سيروضها أولاً و من ثم يجعلها تذوب به تيمنا و عشقا و يتزوجها .. هدأ من روعه ثم رسم ابتسامة باردة على شفتيه بجدارة و اصبح خال من اى تعبير على وجهه و قال : ايه اخبارك دلوقتى ؟ ثم شدد على الكلمة و قال بتحدى : يا تالا
نظرت له بغيظ شديد .. ألم يفهم ذلك الأحمق بعد انها تنهى تلك الصداقة .. امسكت بعض الكتب و المراجع التى امامها على المنضدة و تظاهرت بتصفحها و قالت دون ان تنظر له : كويسة الحمد لله يا ثم شددت على استاذ ادهم يلا نبدأ
ادهم بابتسامة باردة : نبدأ يا تالا
نظرت له بضيق شديد و عينها تشتعل نارا من بروده القاتل ثم بدأت بالشرح .. لم تكمل عشر دقائق الإ و كان ادهم يوقفها بإشارة من يده و هو يقول : تالا ممكن اسأل سؤال ؟
تالا بجدية : لا لما أخلص خالص ابقى اسأل.

ادهم ببرود : كنت عارف انك مش هاتمنعى على فكرة ثم قال بتساؤل : هو انتِ ليه عايشة لوحدك ؟ فين باباكى و مامتك ؟

نظرت له بضيق شديد فكيف يتدخل هذا الاحمق فى خصوصياتها و يسألها سؤالا كهذا لقد الغت صداقتهم فلا ينبغى عليه ان يتدخل فى شؤونها الخاصة .. تنهدت بضيق و قالت بجدية : اظن ميخصكش .. انا مش هجاوب على اى اسئلة بره اللى انا بشرحه
ادهم و هو يصطنع عدم الأهتمام : ماشى براحتك
ضغطت تالا على اسنانها بغيظ و قالت : متقوليش براحتك دى بكرهها .. انا عارفة انه براحتى بس متقوليش براحتك
ابتسم ادهم على طفولتها و ظل يتأمل وجنتها الحمراء من الغيظ بشغف
لاحظت تالا نظراته المصوبة تجاهها فارتبكت و قالت كى تجعله يفيق من سرحانه بها : يلا نكمل شرح
ادهم بابتسامة تحدى : نكمل
اكملت تالا شرحها اما هو فنظر لها بملل و وضع يده على المنضدة امامه ثم سند رأسه عليها

نظرت له بضيق و قالت بغيظ : اجيب لحضرتك لحاف و مخدة بالمرة
ادهم بابتسامة مستفزة : ياريت و الله .. و لو تعرفى حكايات حلوة احكيهالى عشان ابقى احكيها للتوتة ثم اغمض عيونه و هو يقول : يلا احكى انا سمعك
تالا بغيظ : توتة مين و حكايات ايه ؟ اقعد عدل و ركز بقى متعصبنيش .. ظل صامتا و جفونه مغلقة .. نظرت له بغيظ شديد .. هل نام حقا ؟ .. هذا الادهم سيفقدها صوابها بكل تأكيد .. امسكت احد الكتب و ربتت به على كتفه و هى تقول بضيق شديد : استاذ ادهم .. استاذ ادهم .. لم تتحمل اكثر من هذا .. فضربته بالكتاب على كتفه بغضب و قالت بحدة : ادهم
نظر لها جميع من فى القاعة باستغراب لصوتها العالى فنظرت فى الأرض بحرج لتتحاشى نظراتهم المستغربة .. اما ادهم فاعتدل فى جلسته و قال بابتسامة مستفزة : استاذ ادهم يا تالا لو سمحتى
نظرت له و كل قطرة فى دمائها تحترق ثم اخذت حقيبتها الموضوعة امامها و حركت عجلات كرسيها و ذهبت بتجاه الدكتور و اخبرته انها لن تحضر مجددا .. حاول ان يقنعها و لكنها رفضت بحسم و ذهبت من امامه .. نظر لها ادهم و هى تغادر القاعة و تنهد بضيق و هو يقول : انا شكلى تقلت العيار أوى ثم قام و اتجهه تجاه الدكتور ليخبره الدكتور بكل ما قالته ثم أكمل بابتسامة : استاذ ادهم فكرة الــــ Level اللى حضرتك اقترحتها عليا دى بجد رائعة اتمنى تكون سبب فى قربك من انسة تالا

ابتسم ادهم بداخله بسخرية فبالتأكيد فكرة رائعة حتى لو لم تكن رائعة .. فما قبضه من احمد لينفذ مسرحيتهم السخيفة ليس بهين على الاطلاق .. ودعه ادهم ثم خرج من القاعة و اتجه الي الكافتيريا فبالتأكيد سيجدها هناك تنتظر السائق .. تأكد من ظنونه عندما وجدها هناك و امامها كوب من الليمون .. يبدو انه ضغط عليها بشدة .. أنب نفسه فهو يعلم كل ما مرت به و رغم ذلك فعل كل شئ ليستفزها و يغضبها و لم يعير أى اهتمام لألامها السابقة و اثقل عليها هموما جديدة .. يكفى ترويضاً لها اليوم .. اقترب منها و سحب كرسى و جلس امامها و قال بجدية : ممكن تقوليلى ادهم بس على فكرة .. و لو عايزة تقولى يا واد يا ادهم معنديش مانع
تجمعت حبات من اللؤلؤ فى مقلتيها فنظرت للجهة الأخرى .. اما هو فلا يعلم لماذا شعر بقلبه يهتز بعنف بداخله عندما رأى دموعها التى تحاول ان تخفيها عنه .. نظر لها و قال بصوت دافئ ليحتويها هى و دموعها التى سقطت بسببه : انا اسف لو كنت ضايقتك او عصبتك .. كفاية عياط
اقشعر بدنها بأكمله و بكت اكثر و هى تقول بانهيار من بين دموعها : هو انا عملتلك حاجة عشان تحاول تضايقنى او تعصبنى بأى طريقة .. انت متعرفش انا فيا ايه ؟ او ملصمة نفسى ازاى عشان اعيش اى عيشة و السلام حتى لو كانت عيشة عادية و مملة .. انا فيا اللى مكفينى و انت بتزود عليا ببرودك و استفزازك ليا
اخرج منديلا من جيبه و اعطاه لها لتمسح دموعها و قال بحنان : خلاص كفاية عياط حقك عليا .. صدقينى انا بحاول اعرف فيكى ايه عشان نفسى اساعدك
احست بالصدق فى نبرته الحانية فقالت من بين دموعها : هو انا ينفع احكيلك كل حاجة و بعد كده اقتلك
ابتسم ادهم و قال بجدية : لا يا ستى مش هتجتاجى تقتلينى .. سرك فى بير و محدش هيعرفه و اعتبرى نفسك بتحكى لمراية .. بس المراية المرة دى هترد عليكى
بدأت تهدأ فمسحت دموعها بالمنديل الذى اعطاها اياه و قالت باستغراب : انت عرفت ازاى انى بكلم نفسى فى المراية ؟
ادهم بدهشة : انتِ بتكلمى نفسك فى المراية بجد ؟
احمرت وجنتاها ثم قالت بحرج : أيوه
ابتسم ادهم و قال بداخله " يا مجنونة " ثم قال بجدية : ثقى فيا و صدقينى اى مساعدة انتِ عايزاها هتلقينى موجود و مستعد انى اساعدك
لا تعلم لماذا تشعر انه صادق كما ان نغمة صوته بها شئ يريحها بشدة و يحثها ان تخبره عن ألامها .. و لكنها مازلت لا تثق به .. نظرت لهاتفها لتجد السائق لم يتصل بعد
فنظرت لأدهم و و قالت بجدية : انت مين .. مين ادهم ؟
شعر ادهم انها لم تثق به بعد و من الصعب ان تحكى له حتى الأن لكنها سيأتى وقت و تحكى بالتأكيد فابتسم ليطمئنها و قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. انا ادهم يوسف .. ابحث عن ارملة متزوجة تكون ثلاثينية .. غنى وسيم لدى قصر و فيلا و احدث انواع الهواتف و مجموعة من الكلاب اللولو .. املك احدى شركات صناعة الكلسون فى مصر .. ثم قال بتساؤل : اجبلك دستة
لم تستطع ان تمنع نفسها من الضحك .. ضحكت بشدة إلى ان استطاعت ان تمسك بزمام ضحكها و قالت بدهشة : انت بتهزر
ابتسم ادهم و قال : حبيت افك الجو النكدى اللى احنا فيه ده بس مكنتش عارف ان انا هضحكك أوى كده

رن هاتف تالا و كان السائق فقالت بجدية : انا لازم امشى السواق جه
ادهم بجدية : طب يلا اوصلك لحد العربية
سار بجانبها إلى ان وصلوا للسيارة ليجدوا السائق واقف بجانبها .. نظر لها ادهم بابتسامة و قال بجدية : يلا لا إله الإالله .. خلى بالك من نفسك
تالا بجدية : محمد رسول الله


كان جالسا و سؤال واحد فقط يتردد فى كل زوايا عقله .. من المخطئ .. هو أم هى أم صديقه .. لا يعلم الجواب حتى الأن و لكن كل ما يعلمه انه عندما نزل مصر بعد غياب دام عشر سنوات كان ينزل اجازات فقط .. لم يكن مشتاق لها كما كان فى السابق .. اصبح قلبه باردا تجاهها .. لقد ابعدت المسافات قلبه حتى اصبح غريبا عن قلبها .. حتى هى لم تعد الفتاة التى احبها فى بداية عمره .. لقد تغيرت كثيراً .. لم يعد يرى بريق عينيها الذى يلمع لأجله فقط .. كان يقضى معظم وقته بالشركة الجديدة التى انشأها هو و صديقه كى لا يتشاجر معها .. فى بداية الأمر كان شجارهم فى الخفاء .. من وراء ابنتهم .. عندما يرونها يعم الصمت و تذهب هى بهدوء إلى غرفتها و تغلق الباب وراءها أما هو إما ان يغادر إلى العمل أو يذهب و يجلس مع ابنته الوحيدة التى يعشقها .. بقوا على هذا الوضع مدة طويلة للغاية .. الشجار هو ملاذهم الوحيد .. كانت دائماً تطلب منه الطلاق و هى تقول بغضب : طلقنى يا احمد دى مبقتش عيشة .. انت اهم حاجة عندك شغلك .. مش مهم عندك غير شغلك و بس .. انا مبقتش مهمة عندك .. انا موجودة عشان يتكتب فى بطاقتك " متزوج " و بس .. لكنه كان يرفض بشدة خوفاً على ابنته و على نفسيتها .. ضاق بيه كل شئ حوله بعد مشاجرة عنيفة معها كانت ليده دوراً فيها .. فلأول مرة فى حياته لم يستطع التحكم بأعصابه و ضربها و طلقها و ترك لها المنزل بأكمله .. قرر ان يحكى مشاكله لصديقه و شريكه الوحيد كى يخفف على نفسه و ربما ينصحه صديقه ببعض النصائح .. عندما قص كل شئ على صديقه .. اقنعه صديقه انه سيتحدث معها ليحل تلك المشكلة و يجعلها تعود إليه .. فعلاً بعد ايام ليست بكثيرة اخبره صديقه انه تحدث معها و اقنعها ان تعود له على الأقل من أجل ابنتهم .. شكره كثيراً و قال فيه أشعار لا تعد و لا تحصى و أرجع زوجته إلى عصمته و ذهب إليها و اعتذر لها .. انه يتذكر هذا اليوم جيداً و يتذكر كل همسة و كل كلمة قالها هو و قالتها هى .. تذكر عندما اقترب منها و قبل جبينها و هو يقول بجدية : أسف عشان مديت ايدى عليكى .. ثم اردف قائلاً : مش معنى ان حبنا قل او ممكن يكون اتعدم اننا نظلم بنتنا و نعيشها و هى محرومة من حد فينا .. ربما كان قاسى جداً حتى و هو يصالحها و يطلب عفوها .. يتذكر جيداً نظرتها عندما قال لها هذا الكلام .. كانت نظرة جامدة لا تدل على أى شئ على الإطلاق !
شعر برأسه يؤلمه من التفكير فى الماضى اللعين .. فأمسك بعض الأوراق و ظل يتصفح بعضها و يخط بتوقيعه على البعض الأخر


كانت واقفة معه أمام السينما و الإبتسامة مرسومة على محياها .. نظر لها و قال بجدية : انا هروح أجيب التذاكر .. خليكى واقفة هنا
ابتسمت لميس و قالت بجدية : طب احنا هندخل فيلم ايه ؟
مروان بجدية : مش عارف لسة هشوف
لميس بجدية : أنا عايزة اختار معاك
مروان بجدية : لا .. أنا هشوف فيلم مناسب نتفرج عليه ثم تركها و غادر لتظل هى واقفة و علامات الإنزعاج منحوتة على وجهها


ظلت لميس واقفة لبعض الوقت و هى تتذكر تحكمه الذى زاد اكثر و اكثر عندما كتب الكتاب .. تذكرت عندما منعها من الكورس بحجة أن موعد الفرح اقترب و انها ستكون مشغولة بالتحضيرات .. و حتى الأن يمنعها من أقل حقوقها فى اختيار فيلم تشاهده للترفيه .. احست انه تأخر فذهبت لشباك التذاكر لتجده واقفا مع فتاة و يتحدث معها و الإبتسامة على وجهه .. نظرت له بغضب و الغيرة تنهش قلبها الغبى الذى يعشقه .. اقتربت منه و تعلقت بذراعه ثم قالت بضيق : اتأخرت ليه ؟ ثم نظرت للفتاة و قالت : مين دى ؟
ابتسمت الفتاه و قالت : أنا مريم كنت زميلة مروان فى الجامعة و انتِ ؟
لميس بغيظ : أنا !! .. تقدرى تقولى مراته

نظرت الفتاة لمروان بدهشة و قالت : مش معقولة يا مارو انت اتجوزت من غير ما تعزمنى
مروان بجدية : كتبنا الكتاب بس .. و اكيد انتِ معزومة على الفرح
نظرت له لميس بغيظ و قالت بضيق : يلا يا مروان عشان الفيلم هيبدأ و انا بحب اتفرج عليه من أوله
مريم بتساؤل : انتو داخلين فيلم ايه يا مروان ؟
أخبرها مروان عن الفيلم فقالت بابتسامة : ده نفس الفيلم اللى انا هدخله انا و صحابى .. يلا نلحق ندخل قبل ما يبدأ
لميس بابتسامة صفراء : طب اسبقينا انتِ و اصحابك يا حبيبتى
ابتسمت مريم و قالت بابتسامة : مستنياك يا مارو اوعى تتأخر ثم ذهبت إلى اصدقائها
عندما ذهبت مريم ابتعدت لميس عنه و وضعت يدها بخصرها و قالت بسخرية : الله الله يا سى مارو .. مين الهانم !


مروان بصرامة : فى ايه يا لميس ما تتكلمى عدل .. ما هى قالتلك انها كانت زميلتى فى الجامعة

لميس بسخرية : يا سلام .. يعنى لو واحد من زمايلى اللى فى الجامعة جه و سلم عليا و ندانى بدلع انت هتسكت و لا هطربقها فوق دماغى و دماغه
مروان بغضب : متقارنيش نفسك بيا .. انتِ فاهمة .. انا راجل
نظرت له لميس بغضب و قالت باصرار : مروان انا عايزة أروح
مروان بعناد : مش هنروح بقى و هندخل الفيلم
تجمعت الدموع فى عيونها و قالت بإصرار : لا هنروح و لو مروحتنيش أنا هروح لوحدى
أمسكها مروان من ذراعها بعنف و قال و هو يضغط على اسنانه بغضب : انا ميتقليش لا فاهمة .. و هندخل الفيلم دلوقتى و هنقعد مع مريم .. و كمان هتضحكى فى وشها
وضعت يدها على يده اللى تمسك ذراعها بعنف و قالت بدموع : مروان سيب ايدى انت بتوجعنى
ضغط مروان اكثر على يدها و قال بصرامة : سمعتى اللى قولته ؟
أماءت ايماءة صغيرة برأسها و دموعها تتساقط كأمطار غريرة مشتاقة لتسقى الأرض البور الميتة

ترك ذراعها لتمسكه هى بألم ثم قال بصرامة : كفاية عياط
كان صدرها يعلو و يهبط من الخوف .. فاقترب منها و مسح دموعها و هو يقول بصرامة : كفاية عياط الناس بتتفرج علينا .. ثم اردف بجدية : يلا ندخل
اخذها و دخل .. ليجلس هو بالمنتصف .. لميس على يمينه و مريم على يساره .. بدأ الفيلم و هى كانت شاردة بذهنها بعيداً .. فاقت من شرودها على صوت الصراخ الذى اندلع فجأة فى السينما .. يبدو ان مروان ادخلها فيلم رعب .. نظرت بجانبها لترى مريم تمسك بذراعه بخوف و وجهها يكاد يكون ملتصقا بصدره دون حياء او خجل .. نظرت له بغضب و الغيرة تفتك بها ثم هزته و قالت بغضب مكتوم : مروان هاتنى مكانك
مروان باستغراب : ليه حد ضايقك ؟
لميس باصرار : انا عايزة اقعد مكانك
ابدل مروان الأماكن معها.. لتنظر هى لمريم بابتسامة صفراء و تمسك يدها و تضعها على كتفها و هى تربت على يد مريم بضيق و هى تقول بغيظ : خافى يا حبيبتى براحتك بقى ثم قالت بصوت منخفض : إن شاء الله يجيلك سكتة قلبية تموتى و تريحى البشرية كلها


دخل إلى الفيلا التى يقطن بها ليجد أمه و اخته جالستين مع فتاة يبدو انها فى منتصف العشرينات .. ألقى السلام عليهم و أراد ان يغادر إلى غرفته و لكن أوقفته امه قائلة بجدية : تعال يا ادهم اقعد معانا شوية
ادهم بجدية : معلش يا ماما انا هروح انام عشان تعبان
امه بجدية : تعالى يا ادهم يا حبيبى اقعد معانا شوية النوم مش هيطير
تقدم ادهم و جلس .. نظرت له امه و قالت بابتسامة و هى تشير إلى الفتاه الجالسة بجانبها : اسمهان يا ادهم بنت جارتنا .. ثم قالت و هى تربت على كتفها : بس ايه مقولكش .. أدب ايه ..أخلاق ايه .. تعليم ايه و غير ده كله زى القمر
ابتسمت اسمهان و قالت بخجل : خلاص بقى يا طنط متكسفنيش
ابتسم ادهم ابتسامة صفراء و قد فهم كل ما يدور بذهن والدته .. فتنهد بضيق و قرر ان ينقذ نفسه قبل ان تدبسه امه بجوازة جديدة فيكفى عليه تدبيسه فى جوازة تالا .. نظر لسارة و قال بتساؤل : سارة هى فين توتة ؟
سارة بابتسامة : قاعدة مع مراد فى اوضته
ابتسم ابتسامة صفراء ثم قام و قال بجدية : هروح اقعد مع مراد و توتة شوية ثم ذهب لترمقه امه بنظرات غاضبة من تصرفه
دخل ادهم لتلك الغرفة ليجد ابن اخته مراد ذو الثالثة عشر عاماً يجلس و على قدمه اللاب توب الخاص به يتصفح صفحات الفيس بوك و توتة جالسة على الأرض تلعب بمكعباتها و صوت الأغانى يدوى فى الأرجاء

عندما لاحظه مراد اخفض صوت الأغانى و قال بسخرية : عجبتك العروسة
ادهم بسخرية : يعنى ظنى كان فى محله و اللى بره دى عروسة مش مجرد واحدة جارتنا
مراد بابتسامة : بالظبط و شكلك هتلبس فى جوازة .. ثم قال بجدية : انا لو منك اسافر تانى قبل ما ادبس
اقترب ادهم منه و اغلق اللاب توب على يده وقال بجدية : مش خالك اللى يدبس و لو ادبس هيبقى بمزاجه
فتح مراد اللاب مجدداً و قال و هو يغمز : أيوه بقى يا خالو يا جامد
ابتسم ادهم له ثم اتجه إلى توتة التى مازلت تلعب بألعابها و تتجاهل وجوده و قال بتساؤل : انتِ مش واخدة بالك انى هنا بقالى ساعة
توتة بضيق : أنا مخصماك متكلمنيش
ادهم باستغراب : و حضرتك مخصمانى ليه ؟
قامت توتة و تركت ألعابها و قالت بجدية : عشان اتأخرت و قولتلى الصبح انك مش هتتأخر و كمان هتتجوز البنت اللى قاعدة بره دى ثم أردفت برجاء : متتجوزهاش دى وحشة أوى و رخمة .. دى بتمسكنى من خدودى و تقولى عسل عسل عسل .. دى هبلة يا خالو
ادهم بجدية : عيب تشتمى حد و الإ هقول لسارة و انتِ عارفة سارة هتعمل فيكى ايه
توتة برجاء : لا يا خالو بليز بلاش مامى
ابتسم ادهم و قال بخبث : طب انتِ تصالحينى و انا مش هقول لسارة
توتة بتفكير : ماشى موافقة
نزل ادهم لمستواها و قبلها من وجنتيهاالصغيرتين و قال : انا هروح انام بقى عشان تعبان أوى يا توتة
توتة بجدية : أجى معاك احكيلك حدوتة ؟
ادهم بجدية : لا انا بعرف انام من غير حواديت
امسكت توتة بطرف قميصه الأسود و قالت باصرار : لا هحكيلك
ادهم بجدية : غصب و اقتدار هو
وضعت يدها بخصرها و قالت : أيوه
ضرب ادهم كفا على كف و قال بنافذ صبر : انتِ مش طفلة ابداً و خرج من الغرفة
ليقابل امه فى وجهه
نظرت له امه بابتسامة و قالت : ادهم عايزة اتكلم معاك شوية
ادهم بجدية : خير يا ماما
ابتسمت امه و قالت بجدية : خير ان شاء الله يا حبيبى
ذهب مع امه و جلسوا فى غرفة الصالون .. نظرت له امه و قالت بتساؤل : ايه رأيك فى اسمهان ؟
ادهم و هو يصطنع عدم الفهم : و انتِ عايزة رأيى فيها ليه ؟
امه بجدية : ادهم انا عايزة اشوفك يا حبيبى و انت عريس و اشوف عيالك قبل ما اموت .. و انت طول عمرك عملى و بتفكر فى الدراسة و بعد الدراسة الشغل و عمرى ما شوفتك مهتم بالبنات.. ففكرت ادورلك على عروسة عشان شكلك مش فى دماغك خالص حكاية الجواز .. لو اسمهان عجبتك قولى و انا اخطبهالك
قام ادهم و قبل امه من جبينها و قال بجدية : أولاً بعيد الشر عليكى ربنا يديكى طولة العمر و تشوفى ولادى .. ثانياً لو سمحتى متعمليش كده تانى .. انا لما ألاقى واحدة تنسابنى و تكملنى صدقينى هقولك و مش هتردد و هفرحك بيا
تنهدت امه بضيق و قالت بحزن : يبقى شكلى هستنى كتير عشان افرح
ابتسم ادهم و قال بجدية : متقلقيش مش هتستنى كتير أوى
ابتسمت امه و قالت بفرحة : بجد يا ادهم فى واحدة فى حياتك
كانت توتة تجلس معهم فقالت بعفوية : ايوة يا نينة.. خالو ادهم بيكلم واحدة بنت
نظر ادهم لتوتة بغيظ و عض شفايفه السفلية بغضب ثم قال بجدية : ماما انا هقوم انام
امه بجدية : ماشى يا ادهم ماشى .. اهرب اهرب .. ثم اردفت بجدية : بس لو بتحب البنت اللى بتكلمها دى و عايزها بجد يبقى تعجل فى الخطوبة و الجواز عشان بنات الناس مش لعبة .. و مش من اخلاق ابنى اللى مربياه احسن تربية انه يلعب ببنات الناس
تنهد ادهم تنهيدة طويلة .. فهى لا تعلم اى شئ .. نظر لها و قال بجدية : حاضر يا ماما حاضر ثم قام و دخل إلى غرفته و اغلق الباب عليه .. فهو لا يريد لأحد ان يزعجه .. ألقى بجسده على السرير بإهمال دون ان يغير ثيابه .. وضع يده الأثنين وراء رأسه الذى كاد ان ينفجر من تزاحم الأفكار فيها .. ابتسم بعفوية عندما تذكر ضحكتها المشعة التى انارت وجهها عندما ضحكت .. و لكنه قطب جبينه عندما تذكر السائق و هو يساعدها كى تركب السيارة .. رغم انه رجل كبير و يبدو عليه الطيبة و الإحترام الإانه عندما رأه يمسك يدها و من ثم كتفها كى يسندها لتجلس فى السيارة .. شعر بالضيق الشديد .. بل بالغضب .. لا يعلم بماذا شعر لكنه كان فى اقصى حالات غضبه و ضيقه .. حتى انه نظر فى الإتجاه الأخر كى لا يراه .. لا يعجبه هذا الوضع .. لا يعجبه بتاتاً .. كيف لها ان تترك رجل اجنبى عنها يمسكها هكذا .. حتى لو كان رجل عجوز و هى تعتبره مثل أبيها فإنه مازال غريبا عنها و محرم أن يسندها هكذا .. يجب أن يجد حلاً لهذا الوضع سريعاً .. تنهد بغضب و فتح درج الكمودينو الموجود بجانبه و أخرج علبة السجائر و اشعل واحدة لينفث بها عن غضبه !

كانت تجلس بالسيارة امام تلك الفيلا الفخمة .. نظرت لعم محمود السائق و قالت بتساؤل : انت متأكد يا عم محمود ان هو ده العنوان اللى مكتوب فى الدفتر

محمود بجدية : ايوة يا تالا يا بنتى .. انا كنت ساعات بوصل عائشة هنا عشان تشوف أسيل بنتها من بعيد
تالا باستغراب : انت كنت عارف يا عم محمود
محمود بجدية : كنت مرة بوصلها عشان تجيب الخضار يا تالا يا بنتى .. فقالتلى اجى هنا و بعد كدة حاكتلى
أماءت تالا برأسها ثم نظرت بتجاه الباب الذى فتح على مصراعيه و خرجت منه سيارة حمراء .. عبرت السيارة بجانبهم لتشاهد تالا السائقة عن كثب .. كانت فتاة صارخة الجمال .. تضع جميع انواع الميكياج على وجهها .. كما أنها لاحظت أنها ترتدى فستان أحمر مثير بدون أكمام .. بالتأكيد هذه اسيل !


يتبـــع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:47 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الثالث عشر✾

أماءت تالا برأسها ثم نظرت بتجاه الباب الذى فتح على مصراعيه و خرجت منه سيارة حمراء .. عبرت السيارة بجانبهم لتشاهد تالا السائقة عن كثب .. كانت فتاة صارخة الجمال .. تضع جميع انواع الميكياج على وجهها .. كما أنها لاحظت أنها ترتدى فستان أحمر مثير بدون أكمام .. بالتأكيد هذه اسيل !

نظرت تالا إلى ساعتها لتجد الxxxxب تشير إلى العاشرة مساءً .. إلى اين ستذهب هذه الفتاة المتحررة بمفردها فى وقت كهذا ؟ .. و ملابس كتلك .. نظرت تالا لعم محمود و قالت بجدية : امشى وراها

التفت محمود لها و قال باستغراب : امشى وراها

تالا بجدية : بسرعة يا عم محمود عشان نعرف نحصلها

ادار عم محمود محرك السيارة و هو يقول بجدية : بس الوقت اتأخر يا تالا يا بنتى .. انتِ لازم ترجعى البيت

تالا بصرامة : يلا يا عم محمود مش هنعرف نحصلها كده

تنهد محمود بقلة حيلة ثم انطلق وراء تلك السيارة الحمراء .. توقفت السيارة امام احد الملاهى الليلية الشهيرة ذات الصيت العالى ليقف عم محمود بعيد عنه بقليل .. التفت محمود إلى حيث تجلس تالا و قال بجدية : انا بقول اروحك بقى يا بنتى

لم تكن تالا تستمع له فقد كان كل تركيزها مع تلك الفتاة التى تتبعت أثرها إلى هنا .. نزلت الفتاه من سيارتها و اعطت مفتاح سيارتها لأحد الأشخاص الواقفين .. ليذهب هذا الشخص و يركب سيارتها و يقودها بعيداً عن مدخل الملهى .. يبدو انه متخصص فى صف السيارات .. ابتعدت السيارة عنها لتكشف عن فستانها العارى القصير الذى يصل إلى ما بعد الركبة بقليل الذى يظهر قدميها البيضاء المصبوبة .. كان الفستان ضيق للغاية حتى انه كشف كل انحاءات و ثنيات جسدها الملفوف بوضوح مثير و ملفت للنظر .. كما ان هذا الحذاء الأسود ذو الكعب العالى أعطى لها قواماً و جاذبية اكثر و اكثر .. أتت بعض نسمات الهواء الشقية لتجعل شعرها الأسود المنساب على كتفيها يتطاير معها ليكشف عن كتفها الأيسر فيظهر رسم رقيق لمجموعة فراشات مرسومة بدقة و احترافية .. ظلت تلك الفتاة واقفة تعبث بهاتفها بتوتر و ارتباك لثوانٍ ليست بكثيرة ثم وضعته على أذنها .. بدأت شفتاها المطليتان بإحترافية بالأحمر القانى تتحركان .. يبدو انها تتحدث إلى شخص ما .. انهت حديثها ثم اغلقت الهاتف و وضعته بحقيبتها السوداء الصغيرة التى تحملها بين يديها .. أتى شاب تجاهها و الإبتسامة على وجهه .. ثم مد يده لها .. لترتسم علامات التوتر علي وجهها بوضوع .. و لكنه يتسامر معها لبضع ثوانٍ ثم يمد يده ليمسك بيدها و يسحبها وراءه لداخل الملهى الليلى

أبعدت تالا عينيها المشمئزتين عن ذلك المكان المقزز الذى يخرج منه اناس مغيبون ديناً و عقلاً .. ثاملون حد الموت .. ضائعون .. يودعهم الشيطان و يوعدونه بلقاء قريب .. تنهدت بضيق شديد ثم لاحظت أخيراً عم محمود الذى كان يناديها من اكثر من ربع ساعة .. نظر لها و قال بتساؤل : امشى ؟

نظرت له بعيون تملؤها الحيرة ثم قالت كمن كان تائها بمتاهة لا يعرف كيفية الخروج منها : مش عارفة

أدار محمود محرك السيارة و قال بجدية : هروحك يا بنتى .. انتِ اتأخرتى و كمان انتِ مكانك مش فى مكان زى ده

نظرت له بتفكير وقالت بجدية : لا استنى شوية .. خلينا ثم شردت تفكر .. هل هذه أسيل ؟ .. انها متحررة للغاية .. بدأ عقلها يتوقع توقعات أخرى .. لماذا تكون اأسيل ؟ .. من الممكن أن تكون صديقتها .. لكنها حتى لو كانت صديقتها .. لماذا كانت مرتبكة إلى هذا الحد .. لماذا زاد ارتباكها عندما مد ذلك الشاب يده لها .. لقد لاحظت انها تعقد جبينها و رأسها يتدلى .. لقد قرأت مرة كتابا للغة الجسد يقول ان عقد الجبين وترك الرأس تتدلى دليل على الارتباك والحيرة .. أخذت نفسا عميقا و اخرجت كل الأفكار من رأسها و قررت أن تنتظرها حتى تخرج .. مرت ساعة و اثنين وثلاثة . حتى أصبحت الساعة الواحدة صباحاً و هى لم تخرج بعد !

نظر لها عم محمود بنافذ صبر و قال برجاء : الوقت اتأخر أوى يا بنتى .. أنا لازم أروحك .. اسمعى الكلام بقى أنا صوتى اتنبح

نظرت له لبعض الوقت تفكر ثم قالت بجدية :أنا هدخل اشوفها

محمود بدهشة : انتِ مجنونة يا تالا يا بنتى .. تدخلى فين ؟

تالا بجدية : عم محمود ساعدنى انى انزل .. انا لازم ادخل أشوفها

محمود بإعتراض : لا يا تالا .. أنا مش هسيبك تدخلى مكان زى ده

نظرت له تالا بصرامة و قالت بجدية : أنا حرة أعمل اللى أنا عايزاه ساعدنى انى أنزل يلا

محمود بجدية : مينفعش يا بنتى

تالا بصرامة : يلا يا عم محمود متخلنيش اتعصب

نزل عم محمود من السيارة و أخرج كرسيها ثم ساعدها لتجلس و قال برجاء : مبلاش يا تالا يا بنتى

حركت تالا عجلات كرسيها بتجاه الباب دون ان تنظر له و أرادت أن تدخل لكن منعها رجل قوى البنية حاد الملامح .. وجهه ملئ بكثير من الندبات فى مناطق مختلفة .. و فوق جفنه توجد علامة مميزة تعلم على وجهه .. يبدو أنها نتجت عن شجار عنيف .. يمكننا أن نسميه الرجل الحديدى المصفح .. كان منظره العام مخيفا للغاية حتى أن جسدها اقشعر عندما رأته .. نظر لها و قال بصوت أجش : رايحة فين ؟

نظرت له بخوف و ارتباك و حاولت أن تكون عادية و قالت بجدية : هدخل جوه

نظر للكرسى الذى تجلس عليه ثم نقل بصره لملابسها المحتشمة الفضفاضة بتمعن و حجابها الذى يغطى معظم صدرها و قال : و انتِ اللى زيك هيدخل هنا ليه ؟ شكلك و لا بتشربى و بحالتك دى مش هترقصى .. ثم قال بصرامة : يلا يا كتكوتة من هنا

نظرت له تالا بغيظ و قالت بجدية : أنا لازم ادخل جوه حالاً

الرجل بصرامة : يلا يا قطة من هنا .. مفيش دخول

نظرت له بغضب و بدأت تفكر فى خطة كى تدخل .. اخرجها من شرودها عم محمود
الذى أتى و قال : يلا يا بنتى نمشى

أتت فكرة لها بالتأكيد ستجعلها تدخل .. نظرت لعم محمود و قالت بجدية : عم محمود هات شنطتى من العربية

ذهب عم محمود بقلة حيلة وأتى مجدداً و الحقيبة بيده .. أخذت منه الحقيبة و أخرجت منها مالاًَ ليس بهين على الأطلاق و مدت يدها بالمال للجدار الحديدى الواقف امامها .. أخذ الرجل المال من يدها و ابتسم و قال بخبث : كدة تعجبينى يا قطة .. دا أنا هوصلك لحد جوه كمان

نزل محمود لمستواها و قال بعتاب : ايه اللى انتِ عملتيه ده يا تالا يا بنتى .. دفعتى رشوة و ليه ؟ .. عشان تدخلى مكان قذر زى ده .. .. هتخدى ذنبين .. ذنب الرشوة و ذنب أنك هتدخلى مكان زى ده .. و الله اعلم ممكن تخدى ذنب أيه تانى لما تدخلى وكر الشياطين ده.. ثم أردف برجاء : يلا نمشى

نظرت تالا إلى الأرض بندم ثم قالت بجدية : أنا حاسة انها عايزة مساعدتى .. يمكن اكون سبب فى هدايتها

نظر لها الرجل بتأفف و قال : هتدخلى و لا غيرتى رأيك ؟

تنهدت تالا و قالت بتردد : هدخل .. ثم قالت بصوت منخفض : هى بقت أمانة فى رقبتى من ساعة ما دادة عائشة وصتنى عليها و لازم أنتشلها من الضياع اللى هى فيه ده

نظر لها محمود بنافذ صبر و قال : عنيدة و دماغك ناشفة .. هضطر ادخل معاكى و السلام

كان ذاهباً فى سبات عميق حتى انه لم يستمع إلى هاتفه الذى لم يكف عن الرنين .. لكنه استيقظ على هزات اخته سارة .. نظر لها بعيون نائمة و قالت بتساؤل : فى ايه يا سارة ؟ هو الفجر ادن

ابتسمت سارة و قالت بجدية : لا يا حبيبى لسة بس موبيلك بقاله كتير بيرن

انتفض من على السرير و قال لها بجدية : هاتيه طيب هو فين ؟

اعطته سارة الهاتف ثم خرجت من الغرفة ليرد هو على احمد .. أتاه صوت أحمد و هو يقول بجدية : أدهم قوم دلوقتى حالاً .. الحق بنتى المجنونة

أدهم باستغراب : هى عملت ايه ؟

أحمد بضيق : عم محمود السواق كلمنى و قالى انها مصممة تدخل ملهى ليلى و مش راضية تروح عشان بت كده بيقول انها بنت دادة عائشة

أدهم بعدم فهم : انا مش فاهم حاجة .. يعنى هى دلوقتى مش نايمة فى البيت

تنهد أحمد بضيق و شرح له الموضوع بتفصيل اكثر .. ليتنهد أدهم بغضب شديد و يضرب يده بالسرير بعنف لينفث عن غضبه ثم يغلق الهاتف مع أحمد و يدخل إلى الحمام .. غسل وجهه سريعاً ثم خرج و استبدل قميصه الأسود الذى نام به بقميص اخر كحلى اللون و اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه و خرج من غرفته ليقابل أمه بوجهه

نظرت له أمه باستغراب و قالت : رايح فين يا حبيبى ؟

أدهم بجدية : خارج يا ماما .. ثم تخطاها و هو يقول : يلا لا إله الا الله .. ادعيلى و خرج من الفيلا بأكملها

أمه و علامات الدهشة مازالت مرسومة على وجهها : محمد رسول الله .. ربنا يكرمك يا ابنى ثم قالت باستغراب شديد : هو الواد ده بيروح فين ؟ ثم قالت بصوت عال : سارة يا سارة

أتت سارة لها و قالت : نعم يا ماما

نظرت لها و قالت بجدية : متعرفيش أخوكى راح فين ؟؟

سارة باستغراب : هو خرج ؟؟

أمها بضيق : أيوه خرج ..أنا حاسة ان اخوكى مخبى عليا حاجة و حاجة كبيرة كمان مشقلبة حاله كده

سارة بجدية : متشغليش نفسك بيه يا ماما هو مبقاش صغير .. دة كان عايش لوحده فى الغربة .. اكيد شغل او حاجة

امها بضيق : بس هو قايل انه واخد اجازة مفتوحة .. اجازة ايه بقى اللى فيها شغل دى و كمان شغل ايه اللى الساعة واحدة ده؟ و كان لسة خارج من يومين الفجر

سارة بنافذ صبر : مش عارفة يا ماما لما يجى ابقى اسأليه .. انا هروح اطمئن على توتة و مراد .. ثم تركتها و دخلت

تنهدت أمها و قررت ان تذهب لتقيم الليل و تدعى لأولادها


كان يقود السيارة فى طريقه للملهى الذى أخبره احمد على مكانه .. تصفح هاتفه ليجد ان زينب اتصلت عليه مئات المرات .. هل كان نائما ًأم ميتا ً!! .. تنهد بضيق ثم زاد من سرعة السيارة ليصل إلى الملهى فى وقت قصير للغاية .. دخل الملهى .. ليجد اشكالاً و اناساً مقززة تقشعر لها الأنفس .. انه يجزم انه لو كان فى سوق للحم .. لم يكن ليجد كمية لحم رخيصة ظاهرة بهذا الشكل الذى يراه الأن .. كيف لهذه الغبية ان تدخل مكاناً كهذا مهما كانت الأسباب .. ظل يبحث عنها بعيونه فى جميع انحاء المكان و لكنه لم يجدها بسبب الإزدحام .. كانت الموسيقى الصاخبة و اعوجاج و تمايل الأجسام حوله يزعجه بشدة كما أن ذلك الضوء الأحمر الذى كان يضئ و ينطفئ يفقده تركيزه فى البحث عنها .. ظل يبحث عنها لبعض الوقت إلى أن وقعت عينه عليها .. تنهد براحة لكن تبخرت راحته على الفور عندما وجد ذلك الرجل يقترب منها و هى تتراجع بجسدها إلى الخلف ليلتصق ظهرها بالكرسى و علامات الذعر ظاهرة على وجهها بوضوح و عيونها مغلقة بخوف و تلف يدها حول جسدها كدرع واقى .. حاول عم محمود أن يبعده عنها و لكنه دفعه بعيداً وأمسك بطرف طرحتها و هو يقول بثمالة : ليه مخبية الحلاوة دى بحتة قماشة زى دى ؟ و بعدين انتِ بالمنظر دة مش لايقة على المكان دة و أراد ان ينزع طرحتها عنها و لكنه وجد يداً تبعده عنها و تلكمه فى وجهه بغضب .. وضع الرجل يده على وجهه بألم و قال بثمالة : خلاص خلاص .. ثم ابتعد عنهم على الفور بخطوات بطيئة ثملة

فتحت عيونها البنية ببطئ و جميع اطرافها تهتز بخوف لتجده أمامها ينظر لها بعيون غاضبة حادة .. رغم نظرته الغاضبة تجاهها الأن الأ أنها شعرت بالأمان بوجوده .. شعرت بالطمأنينة.. ما اجمل الأحساس بالأمان ! .. لم تسأل نفسها .. ماذا يفعل هنا ؟ .. او من أخبره أنها هنا .. لم يأت على ذهنها أى سؤال من هؤلاء .. كل ما كان يهمها أنه هنا بجانبها و بالتأكيد سيساعدها كما يخبرها دائماً .. لقد كادت أن تتجمد من الخوف حتى أن صوتها اختفى فلم تستطع أن تنهر ذلك الرجل الذى كان يحاول أن يتنزع حجابها عنها بوقاحة و يقول عليه بكل بلاهة و حماقة " حتة قماشة " .. الأ يعلم انها تفتخر كل الفخر أنها ترتديه .. و تندم كل الندم على كل لحظة أضاعتها بعمرها و لم تكن ترتدى فيها حجابها الذى يزينها و يجعلها ملكة !

اقترب منها و قال بغضب : يلا نمشى من هنا

نظرت له بدموع و قالت : حاضر بس

قاطعها بصرامة : مبسش .. انتِ عاجبك المكان و اللى الناس بتعمله هنا .. يلا قدامى

نظرت له برجاء و قالت بتساؤل : أدهم انت قولتلى انك هتساعدنى صح ؟

لم تتغير ملامحه الصارمة التى طبعت على وجهه و قال : أيوه عشان كده هتمشى قدامى دلوقتى

تالا باستسلام : حاضر بس هطلب منك طلب قبل ما نخرج

أدهم بعصبية : مفيش طلبات اخرجى قدامى حالاً

عقدت حاجبيها بضيق و قالت بحدة : متزعقليش كده .. انا قولتلك حاضر هخرج بس عايزة منك طلب الأول

تنهد أدهم بغضب و قال بنافذ صبر : عايزة ايه ؟

تالا بجدية : شايف البنت اللى لابسة أحمر اللى بترقص دى

نظر ادهم للفتاة التى تنظر بتجاهها تالا .. ليجدها ترقص وسط حشد من الفتيان و الفتيات و يبدو عليها الثمالة الشديدة .. فقد كانت خطوات رقصها بطيئة و مضطربة .. أرجع أدهم بصره لها و قال بتساؤل : البت الضايعة خالص دى

نظرت له تالا و أماءت برأسها ثم قالت بجدية : انا مش هخرج من غيرها

أدهم بغضب : انت شربتى حاجة من هنا صح ؟

تالا برجاء : أدهم لو سمحت .. انت قولتلى انك هتساعدنى

تنهد أدهم تنهيدة طويلة ليفرغ بها عن غضبه ثم نظر لعم محمود الذى كان يتابع حديثهم بصمت و قال : عم محمود خدها بره و أنا هجيب البت دى و اجى ثم نظر لها و قال بصرامة : يلا اخرجى مع عم محمود

تالا بتساؤل : هتجبها ازاى ؟

أدهم بحدة : مش شغلتك انتِ بقى انا هتصرف .. يلا اخرجى بره

ذهبت تالا مع عم محمود اما أدهم فذهب و دخل بين الحشد الراقص و اقترب من تلك الفتاة و أمسكها من يدها و جذبها وراءه و خرج من بين الحشد .. لم يلاحظ أحد ما فعله فهم فى عالم اخر .. عالم الحرام .. مغيبة عقولهم فيه .. وجد يدها تقاوم يده التى تطبق علي يدها بضعف و هى تنظر له و تقول بثمالة : أنت مين ؟ .. أنت مش حاتم

تنهد بضيق شديد و سحبها وراءه بصمت لتمسك هى ذراعه بيدها الثانية و تقول بعيون شبة مغلقة : امشى براحة طيب .. مش قادرة امشى

تنهد بضيق شديد و ترك يدها ثم حملها و خرج من الملهى .. تمسكت بقمصيه و هى تقول بابتسامة ثملة : انت قمور اوى على فكرة

نظر لها و قال بسخرية : يا راجل

ابتسمت بوهن و سندت رأسها على صدره و قالت بعيون مغمضة : اه و الله ثم صمتت .. يبدو انها ذهبت فى سبات عميق


فى شقة بسيطة للغاية .. تتكون من غرفتين و مطبخ و حمام و اثاثها قديم للغاية .. شقة لأول مرة نزورها .. كانت هناك سيدة تجلس على سريرها بملامح حزينة نادمة .. غيم اللون الأبيض على خصيلات شعرها كما ترك الزمن اثره من تجاعيد على وجهها الذى اصبح نحيلا ً.. كانت سابحة فى عالم الماضى الذى لا تخرج منه ابداً .. حتى انها بقيت فيه و لم تفعل اى شئ فى حاضرها و لم تفكر قط كيف سيكون مستقبلها .. كانت تتذكر عندما كانت شابة جميلة يتهافت الشبان عليها لكن واحد فقط هو من أسر قلبها و تزوجها بعد عناء شديد .. و لكنه سافر و تركها وحيدة هى و ابنتهم .. للسعى وراء المال .. لم تكن تعلم انه يعبد المال هكذا .. لقد اكتشفت ذلك فى وقت متأخر للغاية .. حتى عندما عاد لها بعد عشر سنوات غياب كان ينزل خلالها اجازات فقط .. تغيرت معاملته لها .. لقد اصبح بارد المشاعر .. شخص ألى يتحكم به المال و يحركه كيفما يشاء .. اصبحت تكرهه بعد كل حبها له .. من قال إن المشاعر لا تتغيير .. انها بكل تأكيد تتغير كما تغيرت مشاعرها و اصبحت باردة مثلجة تجاهه .. كانت تطالبه بالطلاق لعله يفيق مما هو فيه و يرجع احمد الذى عرفته .. احمد الذى تعشقه .. لكنه كان يقول لها بكل برود : كله عشان بنتى .. انا مخليكى على ذمتى عشان بنتى .. حتى عندما طلقها لأول مرة .. لم يكلف نفسه حتى ليعتذرلها هو و يأتى إليها. بل بعث صديقه الذى اقنعها أن تعود إليه .. و عادت لكنها عادت إليه بلا قلب .. فقد سلب صديقه قلبها بكلامه المعسول و عباراته المتغزلة فى جمالها الذى اشتاقت إليها من رجل .. عندما رجعت إليه كان احمد مازال احمد عبداً للمال .. و اخبرها صراحةً أن حبهما انعدم بكل برود و دم بارد .. كان صديقه يتكلم معها دون معرفة احمد و يحكى لها عن حياته اليومية و هى تحكى له عن مشاكلها مع احمد و حياتها التى اصبحت تكرها .. و ابنتها الوحيدة الذى لا يهمها أى شئ فى الحياة غير نفسها .. كانت ابنتها انانية للغاية .. كل ما يهمها هو التسوق و السفر و الخروج مع " ماجد " و حسب .. إلى أن أتى ذلك اليوم الذى أخبرها فيه أنه يشعر بالندم لأنه جعلها ترجع لأحمد و لم يتزوجها .. أخبرها أنه أحبها دون أن يشعر .. فعلت كل شئ لتغضب احمد لتجعله يطلقها .. لتذهب و تتزوج من صديقه .. إلى أن حقق احمد مرادها و لكنه طلقها هذه المرة دون رجعة .. لا ينفع لها رجعة دون محلل .. كان الشيطان يلعب برأسها .. اتت برأسها فكرة جهنمية تقربها من صديقه و تجعله يتزوجها حتى لا يهرب منها بعد طلاقها من احمد .. اخبرته انها يجب ان ترجع له كى لا يخربوا حياة ابنتهما .. و لكنها لن تستطيع ان تعيش معه فى الحرام لقد طلقها نهائياً .. اخبرته ان يجلب محلل يثق به ليتزوجها و من ثم يطلقها لترجع له .. ظلت تزن بأذنه .. تزن بأذنه ان يخبر صديقه .. فهو الشخص الوحيد الذى كان يصلح بينهما .. هو الوحيد الذي يثقون به .. فوافق بعد إلحاح منها .. ذهب لصديقه و اخبره .. ليوافق صديقه .. تزوجها صديقه .. ليذهب احمد اليوم التالى ليطالبه ان يطلقها ليرجعها إلى عصمته مجدداً .. و لكن صديقه اخبره انه لن يطلقها و انه لا يقبل على نفسه ان يلقب بالتيس المستعار كما فى حديث الرسول صلى الله عليه و سلم " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ الْمُسْتَعَارِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَارَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : هُوَ الْمُحَلِّلُ " .. و وقفت هى بجبروت و قالت بجدية : مش هطلق يا احمد .. انت مسمعتش حديث الرسول صلى اللى عليه و سلم "لَعَنَ اللَّهُ الْمُحَلِّلَ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " و انا مرضاش لجوزى الأول ان ربنا يلعنه .. زى برده مرضاش لجوزى التانى ان ربنا يلعنه .. انا هفضل على ذمته .. و مش هطلق .. كان احمد يلعنها و يسبها هى و صديقه و يشعر انه خدع منهما .. فقد كان الكوبرى الذى اتخذته لتصل إلى صديقه .. ثم ذهب .. ذهب و لم تراه مجدداً لكنها علمت انه فض تلك الشراكة و سافر !

يتبــــــع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:48 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الرابع عشر✾


رأته قادماً باتجاههم و هو يحمل أسيل بين ذراعيه المفتولتين .. نظرت لها بخضة و بدأ القلق يدب فى أوصالها .. ماذا فعل أدهم بها .. لماذا هى فاقدة للوعى و هو يحملها هكذا .. لقد كانت ترقص منذ لحظات قليلة .. هل يكون ضربها بشئ لتفقد وعيها .. ام أنه خدرها .. و لكن كيف أتى بالمخدر ؟ .. ظلت الأفكار تتضارب بعقلها إلى أن اقترب منهم اخيراً .. نظرت له بعيون متسائلة و قالت بتساؤل : انت عملت فيها ايه ؟
أدهم بجدية : معملتش انتِ هتلبسينى تهمة .. ثم أردف بسخرية : هى بس بتاكل رز بلبن مع الشياطين
تالا بتساؤل : يعنى هى نايمة دلوقتى ؟
أدهم بنافذ صبر : أه نايمة .. أحطها فين بقى ؟
ذهب محمود و فتح له الباب الخلفى ليضعها أدهم بجانب تالا برفق .. حوطتها تالا بذراعيها و جعلت رأس أسيل تستند على كتفها .. ثم عدلت لها فستانها الذى ارتفع فأظهر فخذها بشكل واضح .. كانت تالا تريد أن تستر جسد أسيل العارى بأى شكل من الأشكال لكن الفستان كان فاضحاً بشكل مستفز .. تنهدت تالا بغضب ممزوج بقلة الحيلة و ضمت أسيل إليها أكثر علها تحمى جسدها الذى انتهكته و التهمته نظرات جميع من فى الملهى و بالتأكيد من هم خارج الملهى ايضاً .. ألا تعلم أن هذا الجسد له حق عليها .. ألا تعلم أن من حق هذا الجسد أن تستره و تعفه .. ألا تعلم أن هذا الجسد أمانة أمنها الله تعالى عليها لتحافظ عليه و تسلمه بدون انتهاكات كهذا الوشم المرسوم على كتفها .. ألا تعلم أنها عندما تظهر جسدها هكذا فإنها تثير الغرائز و الشهوات و تفتن الرجال .. ألا تعلم أنها تجعل نفسها مطمعاً بين أيدى العابثين .. ألا تعلم أن شعار المرأة المسلمة هو الإحتشام و الحياء .. أم أنها مسلمة بالإسم فقط .. ألا تعلم قول الله تعالي:

" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيم " الأحزاب/59
ألا تعلم أنها عندما تستر جسدها فإنها تستر الأنثى بداخلها و تحفظ نفسها و كيانها .. ألا تعلم أنها ستصبح ماسة بعفتها و احتشامها .. ألا تعلم أنها ستصبح لؤلوة غالية يصل إليها من يستحقها فقط .. و ليس كل عابث شهوانى ! بالتأكيد انها لا تعلم .. فلو كانت تعلم لما ارتدت هذا الفستان و ذهبت لمكان قذر كهذا .. يبدو أن تلك الموضة الزائفة قد سممت عقلها لتجعلها ترتدى مثل تلك الثياب التى لا تمت للدين بأى صلة .. إنها كانت مثلها تماماً لم تكن تعلم بأمور دينها و تسحرها الموضة لتسير وراءها مغيبة إلى أن أخذت العديد من الصفعات الموجعة التى جعلتها تفيق و تصحو .. إنها تعلم أن كل ما حدث لها فى الماضى كان عقاباً من الله لها !
أخرجها من تفكيرها صوت أدهم و هو يحدث محمود قائلاً : امشى انت يا عم محمود و أنا هاجى وراك بالعربية
أماء محمود برأسه إيجاباً .. ليذهب أدهم .. و يذهب هو ليقود السيارة .. انطلق محمود بالسيارة أما تالا فقد كانت جالسة تمسح على رأس أسيل بحنان .. ثم أرادت أن توقظها لترى إذا كان كلام أدهم صحيحا و هى نائمة فقط و ليست فاقدة للوعى .. ربتت على وجنتها برفق و هى تقول : أسيل .. أسيل
فتحت الفتاة الملقبة بأسيل عيونها نصف فتحة و نظرت لتالا باستغراب و قالت بلسان ثقيل : انتِ مين انتِ كمان .. ثم أردفت قائلة : الواد القمر فين ؟ ثم ذهبت للنوم مجدداً
نظرت لها تالا باستغراب لكلامها و لكنها لم تعره اهتماماً .. فمن الواضح انها ليست بوعيها بسبب ما شربته اليوم
توقف محمود أمام باب الفيلا .. لتجد أدهم يقف أمامها بعد ثوان قليلة .. فتح أدهم الباب الخلفى و لكن من جهتها هى فأصابتها الدهشة و قالت باستغراب : أنت هتشيلها من هنا ازاى ؟ تعال من الناحية التانية
مد يده لها دون أن ينطق بحرف و على وجهه علامة صارمة .. نظرت ليده الممدوة بعدم فهم فى بداية الأمر و لكنها بعد قليل من التفكير فهمت ما يريده .. فحولت نظرها إلى عم محمود و قالت بجدية : تعال اسندنى يا عم محمود .. و لكنها وجدت أدهم يغلق باب السيارة بعنف حتى أن جسدها انتفض من الخضة .. اخذت نفساً عميق ثم قالت بانفعال : ايه ده ؟
تنهد أدهم بغضب و قال بجدية : ثوانى و جاى ثم ذهب
نظرت له باستغراب شديد عندما وجدته ذاهباً باتجاه الفيلا و يرن الجرس .. ماذا يفعل ؟ .. هل هو مجنون ؟ .. إنه يتصرف بطريقة غربية لا تفهمها بتاتاً .. انها لا تفهمه حقاً .. انه غامض بشكل يثير دهشتها و يشعل فضولها .. فتحت له مارى الباب ليتكلم أدهم معها
لبعض ثوان ثم رأته يأتى باتجاهها هو و مارى .. اقترب أدهم من بابها و فتحه ثم ابتعد لـتقترب مارى و تساعدها على النزول .. كان جسد تالا مستسلما تماماً لمساعدة مارى أما عيونها التى يسكنها الإستغراب فكانت مثبتة على أدهم و لكنها انزلتها عندما نظر لها !

عندما جلست تالا على الكرسي .. نظر لها أدهم و قال بجدية : يلا ادخلى جوه و انا هجيبها و اجى

أماءت تالا برأسها بشرود و ذهبت إلى الداخل تتبعها مارى .. وجد أدهم من يضع يده على كتفه و هو يقول بدهشة : انت عملتلها عمل صح .. أو منيمها تنويم مغنطيسى !!
نظر أدهم لعم محمود باستغراب و قال بجدية : أشمعنى ؟
محمود بدهشة : أنا عمرى ما شوفت تالا بتسمع كلام حد زى ما سمعت كلامك و خضعتلك .. أنا عمرى ما سمعت منها كلمة حاضر دى غير انهاردة .. لا و قالتها 3 مرات .. و دلوقتى قولتلها ادخلى جوه و هى دخلت .. دخلت عادى كده من غير ما تجادل .. أنا حاسس إنى فى حلم يا ابنى
ابتسم أدهم له و لم يعلق ثم ذهب و حمل أسيل و دخل .. ليغادر محمود
وضع أدهم أسيل فى احدى الغرف التى أرشدته إليها تالا و خرج .. دثرتها تالا بالغطاء ثم خرجت وراءه .. نادت على ماري لتأتى كى لا تجلس مع أدهم بمفردها و أمرتها أن تجلس معهما فى غرفة الصالون و لكن بعيدا عنهما قليلاً حتى تستطيع أن تتحدث مع أدهم .. نظرت لأدهم الجالس على أحد المقاعد و قالت بجدية : شكراً
رغم أنه تضايق لأنها لا تثق بيه و لكنه اعجب بتصرفها و ابتسم بداخله ثم قال بجدية : أنا معملتش حاجة عشان تشكرينى ثم أكمل بتساؤل : مين بقى اللى جوه دى و حكايتها ايه ؟
تنهدت تالا و قررت أن تحكى له حكاية أسيل .. بدأت تقص عليه كل ما قالته لها دادة عائشة قبل أن تتوفى ثم قصت عليه كل ما فعلته الليلة منذ أن تركته حتى قابلته
كان الغضب ينهش فيه و ود لو قام و نهرها و لكنها ستخاف منه و لن تحكى له عن أى شئ مطلقاً .. كما أن وجود مارى منعه من نهرها .. تنهد بغضب و رأى ان الطريقة العقلانية هى الوحيدة التى ستنفع ليتحدث معها فقال بجدية : أولاً التصرف اللى عملتيه ده تصرف غبى و طايش و ميطلعش من واحدة كبيرة عاقلة .. دة يطلع من واحدة مراهقة غبية بتعمل أى حاجة عشان توصل للى هى عايزاه من غير تفكير فى اللى هيحصل من تصرفها ده أو حتى ايه نتايجه ؟ .. اتصرفتى من غير تفكير .. مفكرتيش إن ممكن تصرفك ده يأذيكِ بأكثر الطرق بشاعة .. انتِ مش عارفة انتِ حطيتى نفسك فى خطر ازاى ؟ .. ثم أردف بعتاب : ازاى تدخلى مكان زى ده و انتِ بحالتك ديه .. افرضى انا مكنتش جيت ساعتها و لحقتك .. تفتكرى الراجل ده كان هيعمل فيكى ايه ؟ .. صمت قليلاً كى يأخذ نفسه ثم اكمل قائلاً : و بعدين ازاى تجبيها بيتك .. انتِ عارفاها ؟ .. عارفة طبعها؟ .. الجواب باين من عنوانه يا تالا .. شكلها مش متربية و مقضياها دسكوهات و شرب و حياة بايظة و مقرفة .. انتِ عارفة انتِ دلوقتى قدام القانون تعتبرى خطفاها و أنا شريك معاكى فى خطفها.. تقدرى تقوليلى لما تصحى هتقوليلها ايه ؟
نحت كل كلامه جانباً و أمسكت بجملة واحدة فقط " افرضى انا مكنتش جيت ساعتها " كيف علم أنها هناك ؟ .. من أخبره بوجودها هناك ..نظرت له و الدهشة تلمع بعينيها و قالت بتساؤل : انت عرفت مكانى ازاى ؟ عرفت ازاى إنى كنت هناك ؟
كان يتوقع ان تسأله هذا السؤال بالتحديد .. لكنه جاء متأخراً بعض الشئ حتى أنه ظن أنها لن تسأله اياه أبداً .. ماذا سيقول لها الأن .. كيف سيخرج من تلك الورطة .. نظر لها بتفكير ثم اصطنع الإنفعال و قال : أنا بقولك ايه و انتِ بتقولى ايه ؟
تأثرت بنبرته المنفعلة كما أراد لكنها قالت باصرار : عرفت مكانى ازاى يا أدهم ؟
بلع غصته و ظل صامتا لا يجد أى رد مقنع يقنعها به .. أو كذبة يقولها ..أنقذه من محاكمتها رنين هاتفه .. فتنهد براحة لم تلاحظها و أخرج هاتفه ليجدها اخته .. استأذن منها ليرد .. فارادت أن تبتعد ليأخذ حريته بالحديث لكنه أوقفها بإشارة من يده أنها يمكنها البقاء .. فتح أدهم الخط ليسمع صوت أخته تقول بقلق : انت فين يا أدهم ؟ كده تقلقنا عليك ؟ خرجت من غير ماتقول لحد انت رايح فين ؟ و ماما قلقانة عليك أوى
أدهم بجدية : أنا كويس يا حبيبتى صدقينى بس فى مشوار كده هخلصه و اجى
سارة بجدية : أهم حاجة إنك كويس .. ثم أرادت أن تغلق معه الخط و لكن توتة أوقفتها قائلة برجاء : مامى بليز عايزة اكلمه
سارة بجدية : مش هينفع لما يجى ابقى اتكلمى معاه زى ما تحبى و لكنها وجدت أدهم يقول بجدية : هاتيها يا سارة .. اعطت سارة لتوتة الهاتف .. فأمسكته توتة و قالت بضيق : أنت فين ؟ أنا مستنياك عشان تحكيلى حدوتة قبل ما انام
ابتسم أدهم ثم قال باستغراب : انتِ لسة صاحية ؟ فى طفلة تفضل سهرانة لحد دلوقتى
توتة بضيق : أيوة أنا .. هستناك تحكيلى حدوتة
أدهم بجدية : لا توتة هتدخل تنام عشان أنا ممكن اتأخر
توتة بضيق : لا هستناك .. يلا تعال بسرعة و متتأخرش
أدهم بنبره صارمة : توتة اسمعى الكلام و خشى نامى عشان أنا ممكن اتأخر ثم ودع توتة و اغلق الخط
كانت تستمع لحديثه بإهتمام و قد تسرب إليها بعض الضيق التى لم تفهم سببه و لا تريد أن تفهمه فما كان يشغل عقلها أهم .. كان هناك سؤالان يترددان فى عقلها تريد إجابة عليهما .. من هى سارة ؟ أو بالأحرى التى يلقبها بحبيبته .. و من هى توتة ؟ .. يبدو من كلامه معها .. أنها فتاة صغيرة .. قادها عقلها إلى أقرب إجابة و هى أن سارة زوجته و توتة ابنته .. و لكنه لا يرتدى دبلة .. لماذا لا يرتدى دبلة و هو متزوج و عنده ابنة ؟.. لقد كانت تظنه غير متزوج .. ارتسمت ابتسامة حزينة جانبية على ثغرها لأن اسم ابنته كان دلعها فى الماضى من شخص كان عزيز على قلبها .. لكنه كان و لم يعد كما تقنع نفسها دائماً .. أفاقت على صوته و هو يقول : طب أنا همشى بقى وانتِ ادخلى نامى .. و الصبح هبقى اكلمك اشوف ايه الجديد فى حكاية أسيل
أماءت إيماءة صغيرة برأسها و هى مازالت شاردة ثم قالت لمارى التى كانت تنام على نفسها : مارى وصلى أستاذ أدهم .. قام أدهم و خرج من غرفة الصالون لتتبعه مارى .. أما هى فظلت جالسة فى مكانها دون حراك .. نظرت للشباك الكبير المطل على مدخل الفيلا لتجده ذاهباً .. ظلت تنظر له إلى أن اختفى تماماً من أمامها !
أتت مارى و قالت بتساؤل : اساعد حضرتك يا تالا هانم عشان تروحى تنامى ؟
ابتسمت تالا و قالت بجدية : لا يا مارى روحى نامى انتِ .. أنا هستنى صلاة الفجر ثم قالت بتساؤل : أمال فين زينب ؟
مارى بجدية : قعدت تستنى حضرتك لحد ما نامت .. ثم اردفت بتساؤل : أصحيها لحضرتك ؟
تالا بجدية : لا ملوش لزوم .. روحى نامى

غادرت مارى لتعود تالا بذاكرتها للوراء .. تتذكر أيامها مع ماجد

Falsh Back
كان أخر يوم تقضيه فى الساحل .. كانت جالسة بغرفتها و علامات الإنزعاج و الحزن يغيم على وجهها فإنها ستسافر إلى القاهرة و ربما ستنقطع علاقتها مع ماجد الذى استطاع ان يخترق قلبها من أول نظرة دون عناء يذكر .. دخلت أمها عليها و قالت بتساؤل : تالا حضرتى الشنط ؟
نظرت لها تالا بضيق و قالت : لا لسة ؟ .. أنا مش عايزة اسافر .. سافروا انتو و انا هقعد هنا
أمها بانفعال : انتِ مجنونة يا تالا .. ازاى نسافر و نسيبك قاعدة لوحدك
قامت تالا و وضعت يدها على كتف أمها و قالت بجدية : خليكى اسبور يا روفيدة .. ثم قالت بسخرية : و بعدين انتِ خلصتى خناق مع بابا قولتى تيجى تتخانقى معايا أنا
روفيدة بانفعال: ما انتِ اللى بتقولى كلام مستفز و ميصحش .. ازاى يعنى أسيب بنت لوحدها
رن هاتف تالا .. فأغلقت على المتصل ثم اقتربت من أمها و قبلتها من وجنتها و قالت : خلاص هدى نفسك .. أنا هخرج أتمشى شوية ثم تركتها و خرجت دون أن تسمع ردها
نادت عليها روفيدة و هى تقول بحدة : تالا استنى .. مين اللى هيرتب هدومك و يجهز الشنط
سمعت صوت تالا من الخارج و هى تقول بصوت بعيد : انتِ يا حبيبتى ثم خرجت من الشاليه .. لتذهب روفيدة و تقف على باب الشاليه و تقول بصوت عالى : تالا .. تعالى غيرى هدومك دى و بعد كده ابقى اخرجى .. هتخرجى باللبس ده
نظرت تالا للبرمودة الزرقاء التى تصل إلى ركبتها والبادى الأبيض ذو الحمالات العريضة برضا و قالت بعدم اهتمام : أيوه ماله لبسى .. مهو حلو أهو .. ثم أردفت بضيق : فكك منى بقى دلوقتى و ابتعدت قبل أن تعطيها أمها محاضرة من محاضراتها التى تعتبرها سخيفة للغاية
نظرت لها روفيدة بغضب و هى تبتعد عن بصرها رويداً رويداً و قالت بنافذ صبر : انتِ بقيتى قليلة الأدب أوى .. الظاهر انى معرفتش أربى
ذهبت تالا و جلست على الصخرة التى أصبحت ملاذها الوحيد و مكان مقابلتها مع ماجد .. لماذا لم يأت بعد .. تنهدت بملل و أخرجت هاتفها و فتحت الكاميرا الأمامية لتعدل من هندامها و شعرها و لكنها وجدت من يغمز لها فى شاشة الهاتف و هو يقول بحيرة : زى القمر و لا أقول القمر هو اللى زيك
أرجعت رأسها للوراء دون أن تلتفت و قالت بنصف عين ممزوج بالخجل : يا بكاش
طبع ماجد قبلة حانية على جبينها و قال بابتسامة : و الله انتِ ظلمانى .. انتفضت هى من حركته التى فاجأتها و قامت و وقفت أمامه و قد صبغت الحمرة وجهها و قالت بخجل ممزوج بالإرتباك و هى تنظر إلى الأرض : ايه اللى انت عملته ده.. عيب كده .. عيب لا بجد عيب
رفع ماجد وجهها بأنامله ثم نظر فى عينيها البنيتين مباشرة و تنهد تنهيدة عميقة و قال بهيام : تالا أنا بحبك

نظرت له بصدمة و قد أصبح فمها فاغراً من الدهشة ثم وقعت مغشياً عليها .. جلس على الأرض بجانبها و قد سيطر عليه الخوف و القلق .. أسند رأسها بيده و حاول أن يجعلها تفيق إلى أن أفاقت و قالت بتساؤل : انت قولت حاجة ؟
ابتسم ماجد و قال بجدية : أيوه يا ستى قولت .. قولت انى بحبك و بعشقك و نفسى اكمل حياتى معاكى

اعتدلت فى جلستها و قالت بارتباك : بس .. طب
قاطعها قائلاً بجدية : شششش متتكلميش .. أنا عارف انك بتحبينى زى ما أنا بحبك
صبغت وجنتاها باللون الأحمر و قالت بخجل : مين إن شاء الله اللى قالك كده ؟
ابتسم ماجد و قال : عنيكى .. عنيكى اللى غرقتنى بحبك .. حمرة خدودك .. حمرة خدودك اللى بتظهر لما بقولك كلمة حلوة .. قلبك .. قلبك اللى متأكد انه بينبض بإسمى أنا بس
نظرت له بحب و قالت بخجل : ماجد بس بقى
ماجد بنصف عين : أنا بكدب !! .. مش هى دى الحقيقة
ابتسمت بخجل و حاولت أن تغير دفة الحديث فقالت بحزن : الصخرة دى اللى كانت بتجمعنا .. هنتجمع ازاى لما اسافر بكره القاهرة ؟
ابتسم ماجد و قال بتفكير : زى ما انتِ عارفة طبعاً .. أنا كنت جاى الساحل اجازة مع صحابى .. يعنى اكيد هنشوف بعض هناك فى القاهرة و نتقابل كمان .. ثم أردف بجدية : أنا بحبك يا تالا و عايز اكمل كل حياتى معاكى
ابتسمت تالا و قالت بخجل شديد : و أنا كمان
ماجد بخبث : و انتِ كمان ايه ؟
تالا بخجل : خلاص بقى يا ماجد
ماجد بابتسامة : ماشى يا ست تالا تعالى بقى أخرجك خروجة هتحلفى بيها طول عمرك ثم قام و شدها من يدها لتقوم هى الأخرى .. نفضت يدها و ملابسها من الرمال التى التصقت بها و قالت بضيق : بس هخرج بالمنظر ده ؟
أمسكها ماجد من وجنتها كالأطفال و قال بابتسامة حب : انتِ حلوة حتى لو لبستى بيجامة كستور و خرجتى بيها .. ثم اردف بجدية : كفاية انك حلوة فى عينى
أبعدت يده عن وجهها ثم ضربته على كتفه و قالت بخجل ممزوج بالجدية : اتلم بقى .. ايدك طولت أوى عليا

ماجد بابتسامة : طب خلاص يا ستى أنا اسف .. تعالى بقى نخرج و اغديكى و اعشيكى عشان تفضلى فاكرة اليوم اللى اعترفتلك فيه بحبى
تالا بجدية : طب هروح أغير هدومى و بعد كدة أقابلك .. ما هو مينفعش أخرج معاك كده و انت لابس و متشيك
ماجد بجدية : تالا مش هتروحى و هتيجى معايا و أنا هاتصرف فى حكاية اللبس دى
استسلمت تالا و ذهبت معه ليأخذها ماجد إلى أحد محلات الفساتين فى أحد المولات الفخمة .. كانت بالداخل تقيس أحد الفساتين .. خرجت من غرفة القياس و هى ترتدى فستان نبيتى اللون بحمالات عريضة يصل إلى الأرض .. نظر لها ماجد بانبهار عندما رأها حتى أنه انصدم من جمالها الذى أظهره الفستان .. اقترب منها و ابتسامة عاشقة على وجهه ثم قال بجدية : لفى كده
تالا باستغراب : ليه ؟
ماجد بجدية : اسمعى الكلام بس
لفت تالا بخفة شديدة كراقصة بالية محترفة تخطو خطواتها بعناية و حرص شديدين ليظهر ظهر الفستان المفتوح فتحة كبيرة على شكل قلب .. نظرت له و قالت بتساؤل : ايه رأيك ؟
صدمها ماجد عندما قال بغضب : زى الزفت .. ادخلى اقلعى الزفت ده
تالا بدهشة : فيه ايه بتزعق ليه ؟
دفعها ماجد إلى داخل غرفة القياس و قال بصرامة : وحش اقلعيه
تالا بضيق : انا قلتلك بلاش نجيب أصلاً و انت اللى صممت .. ثم قالت بجدية : و بعدين مش انت شوفت الفستان قبل ما ألبسه و قولت حلو
ماجد بجدية : مكنتش فاكر انه هيبقى كده .. ثم قال بصرامة : يلا غيريه
تالا بضيق : حاضر بس بالراحة
غيرت تالا الفستان وأرادت أن ترتدى ثيابها و لكنها سمعت صوته من الخارج يقول : تالا خدى قيسى ده
تالا بضيق : لا خلاص .. مبقاش ليا نفس
ماجد بصرامة : تالا
مدت يدها خارج غرفة القياس بنافذ صبر و أخذت الفستان من بين يديه و ارتدته ثم خرجت و هى تشعر بالإختناق فقد كان مغلقا إلى الرقبة و الأكمام مصنوعة من الجبير تصل إلى ساعدها .. نظر لها ماجد برضا و قال بابتسامة حب : زى القمر

اختفى اختناقها على الفور و قالت بفرحة : بجد يا ماجد
ماجد بابتسامة : بجد يا روح قلب ماجد ثم عدل لها بعض خصلات شعرها و قال بابتسامة : يلا يا توتة ماجد
نظرت له باستغراب و قالت بابتسامة دهشة: توتة ماجد
ماجد بابتسامة : أيوة توتة ماجد .. مش عاجبك و لا ايه ؟
تالا بابتسامة : لا عاجبنى طبعاً
ابتسم ماجد ثم قال بجدية : طب يلا .. ذهبوا ليدفعوا ثمن الفستان .. لتخرج تالا الكرديت كارت الخاص بها من بنطلونها القصير الذى كانت ترتديه و مدت يدها لتدفع و لكنها وجدت ماجد يمسك بيدها و هو يقول بعتاب شديد : مش معاكى راجل
تالا برتباك : بس يا ماجد ماينفعش
لم يستمع ماجد لكلامها و دفع ثمن الفستان و أخذها و خرج و هو يقول بجدية : لما أبقى معاكى متعمليش كده عشان ضايقتينى جداً ثم تقدم بعض الخطوات عنها
اقتربت منه تالا و قالت بأسف : أسفة يا ماجد مكنش قصدى اضايقك
Back
افاقت تالا على صوت أذان الفجر الذى دوى فى أرجاء المكان .. نزلت دموعها بحرقة و دعت ربها أن يغفر لها كل ما فعلته فى حياتها السابقة .. سمعت صوت زينب الناعس يقول : مصحتنيش ليه يا تالا مدام انتِ جيتى
مسحت تالا دموعها بأنامل يدها و قالت بجدية : مكنش له لزوم اقلقك .. أنا عايزاكى تساعدينى بس اتوضا و بعد كده ممكن تدخلى تنامى تانى
نظرت لها زينب بقلق و قالت : انتِ كنتى بتعيطى ؟
تالا بجدية : متقلقيش نفسك بيا .. انا هبقى كويسة


لم يذهب إلى بيته .. ظل جالساً فى سيارته بالقرب من بيتها حتى يطمئن عليها و يكون قريباً منها اذا احتاجت أى شئ .. عندما سمع أذان الفجر قرر الذهاب إلى ذلك المسجد القريب لتأدية الصلاة .. خرج من سيارته و أغلقها جيداً و ذهب إلى المسجد .. أدى الصلاة و ظل جالساً فى مكانه و هو يفكر فيما يفعله مع تالا .. مازال ضميره يؤنبه لأنه يكذب عليها و يخدعها .. هو يعلم جيداً ان الكذبة مهما كانت صغيرة فإنها تكبر و تكبر مع مرور الوقت .. كذبة واحدة فقط يمكنها أن تجعل حياته كلها تقوم على الكذب .. كما هى حياته الأن و لكنه يتحاشى قدر الإمكان أن يكذب فيلزم الصمت أو يتهرب .. انه يتذكر ذلك اليوم عندما كان صغيراً و كذب على امه .. كان عمره 6 سنوات تقريباً .. أعدت له أمه مجموعة من الشطائر الطازجة و أعطتها له ليأكلها .. لم يكن يشعر بالجوع حينها و لكنها أرغمته على أكلها .. دخلت أمه إلى المطبخ لتصنع الغداء .. أما هو فنظر للطعام بضيق شديد و قفزت فكرة إلى رأسه .. أحضر كيساً و وضع به الشطائر ثم خبأه تحت السرير .. دخلت أمه عليه و هى على يقين أنها ستجد الشطائر بحالها و هو لم يأكل منها شيئاً فإن طفلها عنيد و لن يفعل شيئاً لا يريده .. اقتربت منه و قالت بتساؤل : كلت ؟

أمسك الطبق الفارغ و أعطاه لها ثم خبأ أنفه بيده و قال : خلصت كل الأكل
نظرت له أمه بنصف عين و قد علمت أنه يكذب عندما وضع يده ليخفى بها أنفه الذى يظن انها ستكبر مثل بينوكيو عندما يكذب بعد أن سمع بقصته .. أبعدت يده من على أنفه و قالت بعتاب : بتكدب يا أدهم .. بتكدب مش انت عارف حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :" كَبُرَتْ خِيانَةً أنْ تُحَدِّثَ أخاكَ حَدِيثاً هُوَ لَكَ بِهِ مُصَدِّقٌ، وأنْتَ بِهِ كاذِب " .. عاد إلى واقعه و هو يبتسم عندما تذكر تلك الأيام ..كم كان أحمقاً عندما ظن أن أنفه ستكبر عندما يكذب .. ليته يعود صغيراً لا يحمل أى مسؤلية على عاتقه و تكون عقبته الوحيدة هى تناول الشطائر عندما لا يرغب بأكلها !

كانت تتململ فى الفراش و تشعر أن رأسها سينفجر من الصداع .. فتحت عينيها بتثاقل و صاحت بصوت عالى : يا فتحية.. يا فتحيةكوباية النسكافيه بتاعتى حالاً ثم اعتدلت على السرير و هى تمسك رأسها بتعب و تقول بابتسامة حالمة على شفتيها : اما كان حتة حلم و الواد القمور اللى شالنى فى الحلم .. أنا لو شوفته فى الحقيقة ممكن يغمى عليا .. ثم أردفت بسخرية : ده انا طلعت بحب فردة شبشب .. قال حاتم قال ثم صاحت بصوت عالى : النسكافيه يا فتحية
دخلت عليها مارى و خلفها تالا .. لتنظر لهم أسيل باستغراب شديد .. ثم تحول نظرها إلى الغرفة لتجدها غرفة أخرى غير غرفتها !


يتــــــبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:51 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل الخامس عشر✾


دخلت عليها مارى و خلفها تالا .. لتنظر لهم أسيل باستغراب شديد .. ثم تحول نظرها إلى الغرفة لتجدها غرفة أخرى غير غرفتها !

اقتربت منها تالا و هى ترى علامات الدهشة و الإستغراب ظاهرة على وجهها بوضوع .. تذكرت كلام أدهم " تقدرى تقوليلى لما تصحى هتقوليلها ايه ؟ " .. ماذا ستقول لها ؟ .. لماذا لم تفكر فى هذا الأمر ؟ .. إنها حقاً غبية .. تنهدت تنهيدة طويلة لتمسك بزمام نفسها و قالت بابتسامة قلقة رسمتها بعد عناء : صباح الخير
نظرت لها أسيل باستغراب و قالت بدهشة : انتِ مين ؟
تالا بابتسامة قلقة : تالا
أسيل بسخرية : لا بجد ؟ .. عرفتك أنا كده .. ثم نزلت من على السرير و انتصبت على قدميها و وقفت أمام تالا و قالت بتساؤل : انتِ مين و أنا بعمل ايه هنا ؟ و جيت هنا ازاى ؟ ثم أردفت بخوف و هى ترجع للوراء : انتِ خطفانى و هتعذبينى زي ما بيحصل فى الأفلام , صح ؟ .. أو ممكن تطلبى فيا فيدية عشان احنا أغنياء .. ثم نظرت حولها و قالت بدهشة : بس انتِ شكلك غنية و مش محتاجة فلوس اصلاً .. ثم أردفت بتساؤل : طب عايزة تنتقمى من مامى أو بابى فيا ؟

نظرت لها تالا بنافذ صبر و شعرت بما يشعر به أدهم عندما تسئ الظن به و تتخيل و تقول أشياء غبية لا تمت للواقع بأى صلة .. أشفقت عليه حقاً .. يا له من مسكين .. وجدت نفسها تقول بجدية : و لا حاجة من دول .. أنا عايزة اساعدك ؟ .. صدقينى عايزة اساعدك
نظرت لها أسيل بإستغراب شديد و قالت بدهشة : تساعدينى ؟ انتِ هتساعدينى أنا .. ثم أردفت بسخرية : انتِ عايزة مستشفى الأمراض العقلية تساعدك .. انتِ مجنونة
تنهدت تالا بضيق و قالت بجدية : أهدى و تعالى نفطر و بعد كده نبقى نتكلم
أسيل بحدة : أنا مش هفطر و لا هتنيل .. أنا عايزة أمشى من هنا
تالا بحدة هى الأخرى : اتفضلى امشى .. بس بعد كده ابقى خلى بالك من نفسك و احمدى ربنا أن أنا اللى خدتك مش حد تانى كان ممكن يأذيكى و انتِ شاربة و مش حاسة بنفسك ثم حركت كرسيها و ألتفتت لتمشى و لكنها وجدت زينب تدخل من باب الغرفة و هى تمد يدها لتالا بهاتفها الذى يرن و تقول : أستاذ أدهم بيتصل .. أخذت تالا الهاتف منها و حركت عجلات كرسيها و خرجت من الغرفة حتى ترد عليه على انفراد و لا تسمعها أسيل !
خرجت زينب من الغرفة أما مارى فاقتربت من أسيل و قالت بجدية : حضرتك تأمرى بأى حاجة أعملها لحضرتك ؟
نظرت لها أسيل ثم قالت بتساؤل : مين أستاذ أدهم ده ؟
ابتسمت مارى و قالت بجدية : صديق تالا هانم و هو اللى جاب حضرتك هنا معاها أمبارح
نظرت لها أسيل بتفكير و الأفكار تتضارب بعقلها .. هل يعقل أن يكون أدهم هو الفتى الوسيم الذى كانت تعتقد أنها رأته فى الحلم ؟ .. يبدو أنه لم يكن بحلم بل كان حقيقة .. ابتسمت ابتسامة واسعة ثم اقتربت من مارى و أمسكتها من كتفها و لفت و لفتها معها و هى تقول بابتسامة : عايزة كوباية نسكافيه من أيدكى الحلوين دول عقبال ما اغسل وشى
مارى بتساؤل : حضرتك مش هتفطرى الأول ؟
أسيل بجدية : لا أنا متعودة أشرب نسكافيه على الصبح ثم قالت بضيق : و بعدين انتِ مالك ! يلا روحى اعملى اللى قولتلك عليه ثم تركتها و دخلت إلى الحمام الملحق بالغرفة
خرجت مارى من الغرفة و هى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة فنادتها تالا التى أنهت مكالمتها مع أدهم و قالت بتساؤل : هى فين أسيل ؟

مارى بجدية : أسيل هانم فى الحمام
ابتسمت تالا و قالت بجدية : طب الفطار كله جهز
مارى بابتسامة : أيوه يا تالا هانم .. بس هاعمل لأسيل هانم النسكافيه
تالا باستغراب : هى اللى قالتلك ؟
مارى بجدية : أيوه
أماءت تالا برأسها و قالت بجدية : طب خلاص يا مارى روحى انتِ
غادرت مارى لتذهب تالا إلى غرفتها و تقوم بإلتقاط بعض الثياب التى لم تعد ترتديها بسبب حجابها و نسيت أن تتخلص منها .. أختارت بعض الملابس بعناية لتناسب أسيل ثم اتجهت باتجاه الغرفة المتواجدة بها أسيل .. دقت على باب الغرفة المفتوح لتسمع صوت أسيل تقول بملل : أدخل

دخلت تالا و قالت بجدية : أنا جبتلك هدوم عشان لو حابة تمشى تعرفى تمشى
قامت أسيل من أمام المرآة و تركت المشط الذى كانت تمشط به شعرها و اتجهت باتجاه تالا و أخذت منها الثياب و قالت بابتسامة : أنا أسفة على طريقتى معاكى .. أنا عارفة انى مكنتش لطيفة خالص .. ثم أردفت بجدية : بس انتِ لازم تعذرينى برده .. أنا صحيت لقيت نفسى فى بيت معرفهوش مع ناس معرفهاش
ابتسمت تالا و قالت بجدية : و لا يهمك .. انتِ عندك حق
ابتسمت أسيل و مدت يدها لها و قالت معرفة نفسها : أسيل أسمى أسيل
صافحتها تالا و قالت بجدية : تالا .. اسمى تالا زى ما قولتلك قبل كده ثم أردفت بابتسامة : غيرى بقى و تعالى عشان تفطرى ثم خرجت من الغرفة
أقتربت أسيل من الباب لتغلقه و لكنها قبل أن تغلقه نظرت لتالا بشفقة و حزن و هى تحرك عجلات كرسيها و تبتعد .. تنهدت بضيق و قالت بشفقة : أكيد بتتعذب و هى قاعدة و مبتتحركش كده ثم أغلقت الباب عليها لتبدل ثيابها .. نظرت للملابس التى أخذتها من تالا لتجدها عبارة عن جيبة سمراء طويلة مصنوعة من القطن تصل إلى الأرض و Under Shirt أبيض بحمالات عريضة و جاكت جينز انيق لترتديه فوق الـــ Under Shirt .. تنهدت بعدم رضا فأنه بالرغم من أنه انيق و لكنه ليس المفضل عندها .. يجب أن تضع لمستها عليه .. اقتربت من التسريحة و فتحت أدراجها بحثاً عن مقص .. بعد بحث لم يدم طويلاً وجدت المقص .. أمسكت المقص و فتحت الجيبة من الأسفل حتى أعلى الركبة بقليل من جهة اليسار .. ثم أمسكت الجاكت الجينز و قصت اكمامه لتجعله كت .. انتهت من ارتداء ملابسها .. أو لنقل ملابس تالا التى استعارتها و وضعت عليها لمستها .. وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها ثم نظرت للجيبة التى تظهر قدمها عندما تمشى برضا و قالت بابتسامة ثقة : تمام كده .. تمام أوى .. ثم أرسلت قبلة لنفسها فى المرآة و هى تقول بثقة : زى القمر و الله .. بجمالك و أنوثتك تقدرى تخلى الواد القمور اللى اسمه أدهم ده يجرى وراكى زي ما خليتى حاتم يبوس التراب اللى بتمشى عليه ثم فتحت الباب و خرجت لتبحث عن تالا فى تلك الفيلا الهادئة التى سكنت الكآبة روحها و كل زوايا جدرانها !


بعد أن أنهى مكالمته مع تالا و اطمئن عليها و أكد عليها بدل المرة ألف مرة إذا كانت تحتاج شئ .. لتخبره هى بكل جدية أنها بخير و لا تحتاج أى شئ و أنها ستتدبر أمر أسيل و أمورها بمفردها .. استغرب من معاملتها الجافة عكس ألبارحة .. هذه الفتاة مزاجية جداً .. أو ربما مجنونة .. قرر أن يذهب إلى منزله ليستريح قليلاً و بعد ذلك يفكر بنقاء و ذهن صافى .. دخل إلى الفيلا ليجد أمه جالسة بحديقة الفيلا تطعم توتة و هى تلعب حولها .. اقترب منها و ألقى عليها السلام ثم نزل بجسده الرياضى ليقبل يدها .. و لكنها لم تدعى و تربت له على كتفه ككل مرة يقبل فيها يدها .. كانت دائماً تدعى له و تقول : ربنا يخليك يا ابنى و يوقف فى طريقك ولاد الحلال .. بالتأكيد إنها غاضبة منه .. جلس بجانبها على أحد الكراسى و شد توتة من يدها إليه و قربها منه و هو يقول بتساؤل : تعرفى يا توتة نينة زعلانة منى ليه ؟
ابتعدت توتة عنه و قالت بضيق : مش نينة بس اللى زعلانة توتة كمان زعلانة منك جداً
تنهد أدهم بضيق و قال لها : و كمان توتة زعلانة منى و جداً
توتة بضيق : أف بقى متكلمنيش
شدها أدهم إليه و قبلها من وجنتها و قال : معلش يا توتة بس كنت مشغول أوى و أوعدك يا ستى هحكيلك حدوتة انهاردة
ابتسمت توتة و قالت بفرحة : بجد
ربت أدهم على شعرها بحنان و قال بابتسامة : بجد ثم نظر لأمه و قال بجدية : مالك يا ماما ؟
نظرت له أمه بضيق و قالت : مفيش يا أدهم
قام أدهم و ضمها إليه و هو يقول بجدية : مش بحب أشوفك زعلانة منى .. بحب دايماً أشوفك راضية عنى
رق قلب أمه و ضمته إليها ثم قالت بجدية : يا حبيبى أنا طول عمرى راضية عنك و هافضل راضية عنك لحد ما أموت
أدهم بجدية : بعيد الشر عليكى يا ماما
ضمته أمه إليها أكثر و ربتت على كتفه بحنان و دعت له .. أراد أدهم أن يبتعد عنها و لكنه وجدها تسحبه من ياقة قميصه إليها مجدداً و تستنشق هذا العطر الحريمى الفواح الذى ينبعث منه !
تركته أمه ليبتعد عنها ثم نظرت لتوتة و قالت بغضب مكتوم : توتة روحى دلوقتى على أوضتك
توتة بتساؤل : ليه يا نينة ؟
نظرت لها و قالت بجدية : اسمعى الكلام يا توتة عشان مزعلش منك
توتة بجدية : حاضر يا نينة ثم ذهبت .. نظرت أمه له بغضب و هى تقول بصدمة : هى وصلت لكده يا أدهم
فهم على الفور ما تقصده ..فبالتأكيد رائحة العطر الذى كانت تضعه تلك الفتاة المسماة بأسيل قد علق بثيابه عندما كان يحملها .. تنهد بغضب ثم قام و هو يقول بجدية : ماما أنا داخل أنام .. نبقى نتكلم بعدين
أمه بسخرية : طبعاً ما انت سهران طول الليل .. لازم تنام ثم قالت بخيبة أمل أبكت زهور الحديقة من حولها و جعلتها تزبل من الحزن : يا خسارة تربيتى فيك .. سفر سنتين بره ضيع كل القيم و المبادئ اللى زرعتها فيك .. اقتلعهم من جذورهم
انفعل بشدة من كلامها فقال بانفعال : ايه يا ماما اللى انتِ بتقوليه ده؟
أمه بانفعال هى الأخرى : و ليك عين كمان تبجح .. يعنى خارجلى بعد نص الليل و راجعلى الضهر و هدومك ريحتها برفان حريمى .. ثم أردفت بحدة : و الله أعلم كنت مع مين يا أستاذ أدهم ؟
تنهد أدهم بغضب و قال بانفعال : ماما أنا مش عيل صغير عشان تكلمينى بالطريقة دى و تزعقيلى .. و بعدين برفان أيه اللى حريمى ده ؟ ايه الكلام اللى بتقوله ده ؟
نظرت له بضيق و قالت بانفعال : ريحتك برفان حريمى .. أنا عارفة البرفان ده أختك بتحط منه
أتت سارة على أثر صوتهم العالى و قالت باستغراب : فى أيه ؟ بتزعقوا ليه ؟
أمها بانفعال : شوفى البية أخوكى اللى مش عايز يتجوز عشان مفيش واحدة تخنقه و يمشى حسب مزاجه مع اللى ماشى معاها .. و الله أعلم هى واحدة بس و لا كام واحدة
تنهد أدهم بغضب ثم غادر إلى غرفته دون أن ينطق بكلمة حتى لا يشتد النقاش مع والدته أكثر من هذا
جلست سارة بجانب أمها و قالت بجدية : اهدى يا ماما بس .. أكيد أدهم ميعملش كده .. أكيد فى سوء تفاهم و انتِ فاهمة الموضوع غلط
أمها بانفعال : بقولك خرج بليل يا سارة و رجعلى الضهر ريحته برفان حريمى .. قوليلى أفسر ده بأيه غير أنه كان مع واحدة
سارة بتساؤل : مش يمكن تكونى ظلماه و أتلخبط بين البرفان بتاعى و بتاعه
نظرت لها أمها بغضب و قالت بضيق : أنتِ عايزة تجننينى أنتِ كمان ؟ .. أيه اللى جاب البرفان بتاعك لبتاعه ثم أردفت بجدية : أخوكى مش طبيعى .. أنا أمه و حاسة بيه .. من أول ما رجع من السفر و هو مش على بعضه و فى حاجة مشقلبة كيانه


كانت جالسة أمام تالا على مائدة الطعام و هى تمسك كوب النسكافيه بيدها.. كانت الحيرة و الدهشة مسيطران عليها و مئات الأسئلة تندفع إلى ذهنها دون رحمة أو رفق بها .. وضعت الكوب من يدها و قالت بتساؤل : تالا هو أيه اللى حصل أمبارح ؟ و أنتِ جبتينى هنا ليه و ازاى ؟
وقف الطعام بحلق تالا و أحست أنها ستختنق عندما سألتها أسيل هذه الأسئلة .. ظلت تسعل بشدة فأعطتها أسيل الكوب الذى أمامها و قالت بقلق : انتِ كويسة ؟
أخذت تالا نفسها و قالت بأبتسامة ممتنة : شكراً
أبتسمت أسيل و قالت بتساؤل : هاا بقى احكيلى ؟
ماذا تقول لها .. لا تجد كلمات مناسبة تقولها .. اذا قالت لها قصة عائشة و أن أمها ليست أمها الحقيقية .. بالتأكيد ستتهمها بالمجون .. لملمت شتات أفكارها و ألفت قصة تدعو الله أن تقنعها بها .. نظرت لها و قالت بارتباك : كنت راحة للدكتور و أكيد انتِ عارفة الدكاترة الكبار بيتأخروا فى مواعيدهم ازاى .. فاليا صديق اسمه أدهم بيجى معايا عشان لو الدكتور اتأخر أوى .. بس و احنا مروحين و معدين قدام الــ Night Club انتِ كنتِ خارجة و أدهم كان هيدوسك بالعربية .. بس وقف قبل ما العربية تيجى جمبك .. نزل عشان يشوفك لقاكى مغمى عليكى ثم صمتت قليلاً و قالت : أو نايمة .. استحرمنا نسيبك كده و نمشى .. فأنا قلت لأدهم يجيبك عندى
عصرت أسيل ذاكرتها فى محاولة لتذكر ما تقوله تالا .. أنها لا تذكر أى شئ مما قالته تلك الفتاة الجالسة أمامها .. كل ما تذكره ملامح أدهم الرجولية الوسيمة و هى تنظر له و هو يحملها .. لا تتذكر أى شئ أخر .. ضربت أسيل جبينها بضيق و قالت بجدية : أنا مش فاكرة أى حاجة من اللى انتِ بتقوليها دي
بلعت تالا ريقها بصعوبة ثم قالت بارتباك: أكيد مش هتبقى فاكرة حاجة انتِ كان باين عليكى أنك كنتِ جايبة أخرك فى الشرب
أسيل بجدية : فعلاً أنا أول مرة أتقل فى الشرب كدة كان أمبارح .. ثم أردفت بحيرة : بس أنا فاكرة انى شوفت أدهم دة قبل ما أروح فى النوم
نظرت لها بارتباك ثم قالت بنبره متوترة لم تلحظها أسيل : أيوه ما هو لما نزل من العربية انتِ كنتى لسة فى وعيك شوية بس بعد كدة نمتى
ابتسمت أسيل و قالت بامتنان : شكراً انكوا مسبتنيش فى الشارع و مشيتوا .. حد غيركوا كان هيعمل كده
أبتسمت تالا فيبدو أنها أقنعتها .. أو ربما خدعتها .. هذه الفتاة ساذجة للغاية .. صدقت كذبة لا تمت للواقع بصلة لمجرد أن عقلها كان مغيباً .. أدركت تالا أنه من السهل خداع أى أحد كان مغيباً عن الوعى بسبب هذا المشروب السام المميت الذى يدمر هذا الشباب الطائش الغير واعى بما يرتكبه من جرائم بشعة فى حق الله و من ثم فى حق نفسه .. تنهدت تالا و قالت بتساؤل : انتِ كنتِ هناك ليه ؟
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : كنت راحة أقابل صحابى هناك
نظرت لها تالا و قالت باستغراب : طب ليه متتقابلوش فى نادى أو أى كافيه تانى ؟ .. لازم تتقبلوا فى Night Club يعنى ؟؟ انتِ مش عارفة أن الأماكن دى مش كويسة و خطر و ممكن تسوء من سمعتك ؟
أرادت أسيل أن تغير دفة الحديث فقالت بتساؤل : تالا انتِ ساكنة لوحدك ؟ أصلى من ساعة ما جيت و أنا مشوفتش ولا مامتك و لا باباكى .. ثم أردفت و هى تنظر إلى يد تالا : و حتى لو كنتِ متجوزة أو مخطوبة كان هيبقى فيه دبلة
نظرت لها تالا و لمعت نظرة الشجن بعينيها و قالت بجدية : بابا مسافر عشان شغله .. ثم صمتت و قالت بعد تنهيدة ضيق طويلة : و ماما .. ماما الله يرحمها
ربتت أسيل على كتفها و قالت بأسف : أنا أسفة يا تالا .. ربنا يرحمها
أماءت تالا برأسها بشرود و قالت بجدية : لا و لا يهمك
نظرت لها أسيل بحزن و قالت : تعرفى أن ظروفى تشبه كثيراً ظروفك .. بس أنا بابى و مامى مسافرين فى شغل .. ساعات بابى بيسافر لوحده و ساعات بياخدنى أنا و مامى معاه .. بس السفرية دى بابى و مامى بس اللى سافروا و أنا فضلت قاعدة هنا .. نزلت دموعها تلقائياً و قالت : تصدقينى لو قلتلك إنى بحس إن مامى مش مامى الحقيقية .. ثم ضحكت و قالت من بين ضحكاتها: أنا عارفة إنى خلل و مجنونة و بافكر فى حاجات هبلة كتير .. كبرى دماغك أنا صدعتك على الفاضى ثم نظرت لها بأسف و قالت : و انتِ شكلك
فيكى اللى مكفيكى
نظرت لها تالا و نزلت دموعها بصمت .. هل يمكن للمرء أن يشعر بأمه هكذا ؟ .. هل يمكنه أن يشعر إذا كان هذا الشخص قريب منه حقاً أم لا ؟ .. أكملت أسيل ضحكها و هى تدمع حزناً لا فرحاً ثم قالت : مدام احنا قلبناها نكد كده يبقى نكد بنكد بقى و قوليلى انتِ ليه مش بقيتى تمشى .. و قاعدة على الكرسي ده ؟
مرت أمام تالا ذكريات كانت تحاول أن تنساها و لكنها تأبى أن تتركها بحالها و تضيع فى ذاكرتها .. ظلت مترسخة بذهنها كعمارة قوية البنيان لا تتأثر بعوامل النسيان .. نظرت لأسيل و قالت بجدية : حادثة .. عملت حادثة
أسيل بفضول : حصلت إزاى الحادثة دي ؟
نظرت لها تالا و قالت بأسف : معلش يا أسيل بس مش بحب افتكر اللى حصل
أبتسمت أسيل و قالت بجدية : عادى ولا يهمك .. ثم قامت و قالت بابتسامة : أحلى فطار فطرته .. و مبسوطة أوى أنى اتعرفت عليكى .. أنا لازم أمشى عشان أجيب العربية بتعتى و اروح عشان بابى و مامى احتمال ييجوا من السفر
ابتسمت تالا و قالت : أنا اللى مبسوطة إنى اتعرفت عليكى ثم أردفت بجدية : استنى هكلم السواق يوصلك
أسيل بجدية : ملوش لزوم هاخد تاكسي
تالا بجدية : استنى بس هكلمه
ضربت أسيل جبينها و كأنها تذكرت شيئاً و قالت بتساؤل : لما خدتنى انتِ و أدهم من هناك .. أنا موبايلى و شنطتى كانوا فين ؟
نظرت لها تالا بتفكير و تذكرت أن أدهم عندما جلبها من الداخل لم تكن الحقيبة بيدها .. فقالت بجدية : انتِ مكنش معاكى حاجة
تنهدت أسيل بضيق ثم قالت بتساؤل : طب هو أنا كنت لوحدى ؟
نظرت لها تالا بتوتر ثم قالت : أكيد .. أكيد كنتِ لوحدك عشان كدة أنا و أدهم خدناكى .. اصل لو كنتِ مع حد من أصحابك أكيد كنا هنسيبك معاه و مكنش هيسبنا نخدك معانا
اقتنعت بكلام تالا كلياً و تنهدت بضيق و هى تتوعد لأصدقائها !!

وصلت إلى منزلها بعد أن أتت بسيارتها من الملهى الليلى .. دخلت إلى غرفتها لتجد علي سريرها علبة كبيرة ملفوفة بشكل أنيق للغاية .. أرتسمت أبتسامة حزينة جانبية على ثغرها و هى على يقين أن هذه العلبة ما هى إلا هدية من والديها بسبب عيد ميلادها .. جلست على سريرها و نحت العلبة جانباً دون حتى أن تفتحها .. كانت تمسك هاتف المنزل اللاسلكى و طلبت رقم تحفظه جيداً .. لترد عليها فتاة صوتها ناعس : مين ؟
صاحت بها قائلة : انتِ لسة نايمة ؟ اصحى و تعاليلى حالاً
أفاقت صديقتها من النوم و اعتدلت فى جلستها و قالت بانفعال : أنتِ روحتى فين أمبارح ؟ .. أنتِ مشيتى و سيبتى شنطتك و هدايا عيد ميلادك و روحتى فين ؟ .. حاتم كان قالب الدنيا عليكى
تنهدت بملل و قالت بعدم اهتمام : صافى تعالى و أنا هحكيلك كل حاجة
تثاءبت صافى و قالت : هانام شوية و هجيلك
صاحت بها أسيل و قالت : قومى بقى و بلاش كسل .. ربع ساعة و ألاقيكى قدامى
تنهدت صافى بضيق و قالت : أوكى أوكى .. يلا باى
أغلقت أسيل الهاتف مع صافى و تنهدت بملل ثم قامت و شغلت موسيقى صاخبة لترقص عليها حتى تقتل هذا الملل الذى أصابها حتى النخاع !

كانت جالسة و تكاد رأسها تنفجر من كثرة تفكيرها فيما حدث فى ماضيها و ما يحدث فى حاضرها و ما سيحدث فى مستقبلها .. ماذا تفعل !! .. هل تعتزل الحاضر و المستقبل و تحبس نفسها فى غرفة حتى تفكر فى ماضيها فقط و تصبح حبيسة الماضى !! .. إنها تشعر بالخوف .. أصبحت خائفة من كل شئ .. تخاف أن تخطو خطوة واحدة خاطئة فى حاضرها تتسبب فى تخريب مستقبلها كما حدث فى ماضيها .. هى حتى الأن مترددة بشأن صداقتها مع أدهم و ما زاد ترددها أكثر أنه متزوج و عنده أبنة .. إن أهتمام أدهم بمساعدتها أمر مريب للغاية .. لماذا هو مهتم بها هكذا ؟ .. لماذا هو مصر أن يساعدها ؟ .. كيف علم بوجودها فى هذا المكان بمثل هذا الوقت ؟ .. لماذا أغلق باب سيارتها بعنف عندما رفضت مساعدته .. هل لأنه غضب لأنها رفضت مساعدته .. أم .. أم لأنه غار من أن يساعدها أحد غيره .. أتى أحتمال بعقلها و لكنها نفضته سريعاً من عقلها .. لا يمكن أن يكون أحبها .. بالتأكيد لا يمكن .. أولاً هى ليست الفتاة التى يتمناها أى أحد .. إنها تعلم جيداً أنها فتاة عصبية معقدة مقعدة ليست لها أى أهمية فى الحياة .. لن تستطيع أن تفيد أى أحد .. هى مثل هذا الكرسي الذى تجلس عليه .. مثل الأثاث الذى حولها .. إنها فتاة مطلقة ينظر لها مجتمعنا بطريقة غير لطيفة على الإطلاق .. كما أنها ليست مهيأة للحب .. لقد قتل ماجد قلبها بما فعله بها .. لقد مات قلبها منذ زمن .. هل تعتقدون أن الميت من الممكن أن يفيق و يصحو !! .. بالتأكيد لا .. لم تعد تملك قلب ليحب أو حتى ليكره .. أصبح كل شئ بحياتها عادياً .. لا تريده أن يزيد عن عادياً .. لقد أعتادت أن تكون حياتها عادية روتينية لا شئ مميز بها .. و لكنها منذ أن قابلته و حياتها تتغير و يحدث فيها كل يوم شئ جديد .. ثانياً لا يمكنها أن تصبح مثل صديق أبيها و تجعله يخون زوجته كما فعلت أمها .. لن تستطيع أن تدمر حياة ابنته .. إن صداقتها به و مساعدته إياها تعتبر خيانة لزوجته و ابنته .. هى لن تصبح مثل أمها ابداً .. لن تصبح خائنة .. يجب أن تقف هذه الصداقة عند هذا الحد .. يكفى مساعدة منه .. لن تذهب مجدداً إلى هذا الكورس و لن تقابله .. كما أنها لن تحدثه أو تطلب مساعدته مجدداً حتى لو كانت تحترق و هو واقف أمامها .. لن تقبل بمساعدته و ستفضل أن تحترق على أن تقبل بمساعدته .. فى كل مرة كان يساعدها فيها كانت مضطرة أن تقبل هى بمساعدته و لكنها تدعو الله أن لا تضطر أن تقبل بها مجدداً .. يكفى من هذا الأدهم فى حياتها .. يجب أن تخرجه من عقلها قبل أن تخرجه من حياتها .. يجب أن يصبح كل ما يشغل تفكيرها هو أسيل .. ستفعل كل ما فى وسعها لتجعل تلك الفتاة صالحة .. يجب أن تساعدها لتصبح فتاة صالحة و تبعدها عن هذا العبث الذى تعيش به .. ستكرث حياتها كلها لإنتشال أسيل من الضياع و ترشدها إلى الطريق المستقيم .. و لكن ما الحجة التى ستجعلها تقابلها مجدداً لتدخل حياتها و تصبح صديقتها !!

كانت جالسة بغرفتها و أمامها صديقتها المسماة بصافى تعبث بهاتفها .. سحبت أسيل الهاتف من يدها و ألقته بعيداً لتتهشم شاشته .. لكنها لم تعبأ و صاحت بها قائلة : ركزى معايا بقى .. أنا بقالى نص ساعة بنبح فى صوتى و أنتِ قاعدة بتلعبى فى الموبايل و عمالة تقولى أة .. طب و الله ناس كويسين .. انتِ أيه اللى خرجك لوحدك أصلاً .. ممم .. طب تمام

قامت صافى و ألتقطت هاتفها و هى تصيح بها : أنتِ مجنونة يا أسيل ؟ فى حد عاقل يعمل كده ؟
تنهدت أسيل بملل و قالت بجدية : هجبلك عشرة غيره بس ركزى معايا
جسلت أمامها على السرير و قالت بملل : سمعاكى
أسيل بجدية : فكرى معايا فى فكرة أقابل بيها اللى أسمه أدهم دة تانى
صاحت بها صافى و هى تقول : انتِ هتجننينى ؟؟ مش انتِ بتحبى حاتم ؟
أسيل بملل : لا خلاص موضته قدمت و بقى رخم و بدأ يتحكم فيا و أنا مش بحب كده
تنهدت صافى بغيظ و قالت بجدية : يا بنتى دة حاتم بيحبك و هو اللى عاملك الـ Surprise Party بتاعت امبارح
أسيل بملل : أه الــ Surprise Party بتاعت عيد ميلادى اللى مكنتش Surprise و كنت عارفة أنه هيعملها من أسبوعين و امبارح أكلمه عشان يجى يخدنى من بره يبعتلى واحد صاحبه يخدنى

صاحت بها صافى و هى تقول بضجر : تصدقى أنا غلطانة إنى قولتلك إنه هيعملك Surprise Party .. ثم أردفت بأبتسامة : بس كنتى زى القمر امبارح بجد
أبتسمت أسيل بثقة و قالت بجدية : عارفة إنى كنت أحلى واحدة فيكو .. بس كنت مرتبكة أوى بجد كنت خايفة لما أدخل معرفش أتفاجئ .. ثم صاحت قائلة : أنا قعدت أسبوعين بدرب وشى أنه يتفاجئ
نظرت لها صافى بملل و قالت بجدية : أنتِ كنتى أوفر اه .. بس كان ماشى الحال .. صدقت أنك متعرفيش ثم أردفت بملل : أسيل أنتِ بتتلككى عشان تسيبى حاتم , صح ؟
أسيل بملل : افهمى بقى يا بنتى حاتم دة بقى old Fashioned و مبقاش يملى عينى
تنهدت صافى بملل و قالت بجدية : براحتك اعملى اللى انتِ عايزاه بس متسبيش حاتم غير لما توصلى لأدهم .. عشان لو معرفتيش توصلى لأدهم هتبقى خسرتى حاتم ثم أردفت و هى تقلدها : الــ Old Fashioned
أمسكت أسيل الوسادة الموضوعة بجانبها و ضربت بها صافى بغضب و قالت بثقة : هوصل لأدهم .. يعنى هوصله
صافى بسخرية : الثقة الزيادة هتجيبك على جدور رقبتك يا بيبى ثم أردفت بجدية : و أنتِ أيش عرفك أن هما صحاب بس ؟ .. مش ممكن تكون اللى أسمها تالا دى بتحبه أو هو بيحبها .. أو أحتمال تالت خالص .. و هو إن الأتنين بيحبوا بعض
نظرت لها أسيل بغيظ و ضربتها بالوسادة الموجودة بجانبها و قالت بجدية : لا هما صحاب بس
صافى بسخرية و هى تقلدها : لا هما صحاب بس !! .. ثم أردفت بجدية : هما لو كانوا صحاب بس كان هيستنى معاها عند الدكتور لحد وقت متأخر !! .. أو هيروح معاها عند الدكتور أصلاً
نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بجدية : مهو ممكن يكون بيشفق عليها عشان هى مش بتعرف تتحرك لوحدها و بابها مسافر و مامتها ميتة .. ثم صاحت بها قائلة : قومى من وشى يا بومة .. أنا غلطانة إنى مصاحبة واحدة زيك و بحكيلك أصلاً
قامت صافى و قالت بابتسامة مستفزة : أوكى صافى هتمشى بس شوفى مين بقى اللى هيقولك تقابلى أدهم أزاى تانى
أمسكت أسيل صافى من معصمها و قالت بجدية : صافى انتِ حبيبتى و مش هتمشى غير لما تقوليلى أقابل أدهم ازاى , صح !! ثم نظرت للعلبة المغلفة التى لم تفتحها بعد و لمعت برأسها فكرة لتغرى صافى .. فهى تعلم أنها مادية حتى النخاع .. تنهدت بخيث و قالت بجدية : أنتِ ممكن تخدى هدية بابى و مامى بتاعت عيد ميلادى و كمان ممكن تخدى كل الهدايا اللى جاتلى امبارح .. بس تقوليلى أقابل أدهم تانى أزاى !
ابتسمت صافى و قالت بجدية : موافقة .. سبينى أسبوع أفكر فى خطة و هرد عليكى
صاحت بها أسيل قائلة : أسبوع أيه ؟؟ أنا عايزة حل دلوقتى حالاً
تنهدت صافى و بدأت تفكر لأسيل بخطة ناجحة لتحصل على مكافئتها .. ظل عقلها يفكر و يفكر و يفكر إلى أن توصلت إلى حل !!


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:54 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل السادس عشر✾


تنهدت صافى و بدأت تفكر لأسيل بخطة ناجحة لتحصل على مكافئتها .. ظل عقلها يفكر و يفكر و يفكر إلى أن توصلت إلى حل !!
وقفت على السرير و قفزت و هى تصيح قائلة : لقتها لقتها
جذبتها أسيل من يدها لتجلس و قالت بلهفة : ها قولى بسرعة
صافى بجدية : بصى يا بيبى أنتِ تعملى عيد ميلادك هنا فى الفيلا و تعزمى اللى أسمها تالا دى و تأكدى عليها انها تعزم أدهم كمان
نظرت لها أسيل بغيظ و قالت بتهكم : هاعمل عيد ميلاد تانى !!
صافى بجدية : بتاع امبارح ده احنا اللى كنا عاملينه و مرتبينه لكن التانى انتِ اللى هتعمليه و هتعزمى عليه أدهم و تالا و صحابنا برده عادى
اقتربت أسيل منها و قبلتها من وجنتها قبلة طويلة ثم أمسكت وجنتها كالأطفال و صاحت : أنتِ أحسن صديقة فى الدنيا ثم ابتعدت عنها و قالت بتهكم : بالرغم أنك مادية حقيرة
ابتسمت صافى بسخرية و قالت بجدية : مش المادية الحقيرة دى اللى بتجبلك حل لكل مشاكلك
تنهدت أسيل بملل و قالت بتبرم : أف بقى .. هتشوفى نفسك عليا يعنى عشان أنتِ اللى بتفكرى
صافى بسخرية : و مشوفش نفسى ليه يا بيبى !! مش أنا اللى وصلتك لحاتم أحلى و أغنى شاب فى الجامعة بتفكيرى
نظرت لها أسيل بضيق و قالت بملل : على فكرة لو أنا مكنتش بنفذ اللى أنتِ كنتِ بتقولى عليه صح .. مكنتش ولا فكرة من بتوعك نجحوا ثم أردفت بثقة : و كمان متنسيش أن جمالى و أنوثتى ليهم يد فى الموضوع و أنه كان هيموت عليا أصلاً
ابتسمت صافى بسخرية و قالت بملل : مغرورة ثم أردفت بجدية : خلينا فى الجد .. هاتعزمى تالا ازاى .. هتروحيلها البيت ؟
مدت يدها و أمسكت الجاكت الذى كانت ترتديه و ظلت تبحث فى جميع جيوبه !
نظرت لها صافى باستغراب و قالت بدهشة : أنتِ بتدورى على أيه ؟
أسيل و هى مازالت تبحث فى ثنايا الجاكت : تالا ادتنى ورقة فيها رقم تليفونها بس مش لقياها
قامت صافى و قالت بجدية : أنا هروح عشان ألحق أجهز نفسى عشان خارجة مع خالد بليل .. لما تلاقيها أبقى كلميها و اعزميها هى و أدهم بقى
ألقت الجاكت من يدها بضيق و قالت بملل : أوكى .. فين موبايلى و شنطتى ؟
فتحت صافى حقيبتها الكبيرة و أخرجت منها حقيبة أسيل و أعطاتها لها ثم أرسلت لها قبلة فى الهواء و قالت بابتسامة : يلا تشاو يا بيبى
أسيل و هى تعيد لها قبلة فى الهواء : تشاو
اقتربت صافى من العلبة المغلفة و أخذتها ثم قالت بابتسامة : أحنا لسة على اتفاقنا .. اديتك الحل أخد مكافئتى بقى .. ثم أردفت بجدية : و ماتنسيش تجبيلى موبيل جديد غير اللى كسرتيه
نظرت لها أسيل بملل و قالت بجدية : افتحى الدولاب خدى منه فلوس الموبايل و هاتى انتِ ثم أردفت بجدية : انا هدخل أخد شاور .. See You بقى
قامت أسيل و دخلت إلى الحمام .. لتذهب صافى باتجاه الدولاب و تفتحه على مصراعيه .. لتجد خزنة أنيقة الشكل .. استطاعت أن تفتحها بكل سهولة فهى تعرف الرقم السرى جيداً .. فتحتها لتجد كومة من المال و علبة خشبية للمجوهرات أنيقة الشكل .. أخذت مالا يكفى و يزيد لشراء هاتف جديد .. أرادت أن تغلق الخزنة و لكن شيطانها لعب برأسها .. ابتسمت ابتسامة خبيثة ثم أرادت أن تسير وراء شيطانها و لكنها توقفت .. فيجب أن تتأكد من عدم خروج أسيل أولاً .. اقتربت من باب الحمام لتسمع صوت أسيل و هى تغنى لتغلب صوت خرير المياه بصوتها .. رجعت ببطئ إلى الخزنة وفتحت علبة المجوهرات الخاصة بأسيل .. و بحثت عن تلك السلسة التى ترجت أسيل كثيراً كى تعطيها لها لكنها كانت ترفض بشدة لأن بها كرستالة رغم صغر حجمها و رقتها الا أنها ناردة و ثمنها باهظ جداً .. بعد بحث يتخلله الإرتباك و التوتر وجدتها .. أمسكت السلسة بين يدها و ابتسمت بانتصار ثم أرجعت كل شئ إلى مكانه كما كان .. أخذت حقيبتها و السلسة و هدايا عيد ميلاد أسيل و ذهبت !


ذهبت إلى غرفته كى تخبره بأن الغداء جاهز و لكنها وجدته يتشاجر مع لميس فى الهاتف كالعادة .. دقت على الباب لعلها تنهى هذا الشجار .. نظر لها مروان بضيق ثم أغلق الخط بوجه لميس و ألقى الهاتف بعيداً و قال لها و عروق رقبته بارزة و تكاد تنفجر من الغضب و أذنه و وجهه متلونان بالأحمر القانى : فى حاجة يا ماما ؟

أقتربت منه أمه و جلست بجانبه و قالت بعتاب : ينفع كده.. ينفع اللى بتعمله فى نفسك و فيها ده .. ثم أردفت بحزن : فضلت تتعصب تتعصب و تاخد كل حاجة على أعصابك لحد ما جالك الضغط و السكر .. و بتاخذ أدوية أد كده .. هتفضل تعصب نفسك لحد أمتى !! .. لحد ما العصبية تجيب أجلك خالص .. يا أبنى حرام عليك نفسك و البنت اللى دايبة فيك اللى معذبها معاك دى .. حرام عليك
نظر لها بضيق و قالت بعصبية : هى السبب بغبائها و عدم سمعانها لكلامى من أول مرة .. هى اللى ركبتنى أمراض الدنيا و مش هتستريح غير لما تشوفنى ميت قدمها
نظرت له هالة بضيق و قالت بجدية : بعيد الشر عليك .. ثم أردفت بعتاب : أهدى يا مروان .. أهدى حرام عليك نفسك
مروان بعصبية : ممكن تخرجى بره يا ماما و تسبينى لوحدى
فقدت هالة أعصابها عليه فقالت بحدة : لا مش هسيبك .. لازم تعرف أن عصبيتك دى قبل ما تبقى غلط عليك فهى غلط عليها هى كمان و بتأذيها .. اللى أنت بتعمله دة غلط يا مروان صدقنى غلط .. أنت بتكرها فيك .. كل يوم خناق خناق خناق .. مفيش يوم منيمتهاش غير و هى معيطة .. لازم كل يوم تنام معيطة و قلبها مجروح منك .. العصبية بتاعتك دى بقت لا تحتمل بجد .. أنت هتموت بسبب عصبيتك و قبل ما أنت تموت هى هتتجن من كتر اللى بتعمله فيها .. حرام عليك يا أخى أرحمها .. هيجى يوم و تكرهك و تلعنك فيه .. ذنبها أيه فى العذاب اللى بتتعذبه ده .. ذنبها أنها بتحبك .. دة أنت بتتخانق معاها كل يوم و أنتو بعيد عن بعض أمال لما تبقوا تحت سقف واحد هتعملوا أيه ؟؟ قولى هتعملوا أيه ؟؟ و كل خناقاتك معاها على حاجات تافهة .. عارف لو مكنتش حاجات تافهة كنا قلنا ماشى .. و هى .. هى بتحاول بشى الطرق أنها تريحك و تسمع كلامك بس مش بتلاقى منك غير زعيق و عصبية .. صدقنى مش هتقدر تستحمل كتير .. فوق بقى فوق من اللى أنت فيه ده .. ثم أردفت بهدوء : لو حاسس أن أعصابك تعبانة و محتاج تروح لدكتور نفسى .. روح يا مروان .. روح قبل ما تضيع منى و تضيع بنت عمك معاك
نظر لها بغضب و قال بعصبية : أنتِ شيفانى مجنون يا ماما عشان أروح لدكتور نفسى
تنهدت هالة بضيق و ضمته إليها و قالت بحنان و هى تربت على كتفه : لا يا حبيبى .. أنا عايزة مصلحتك و مش كل اللى بيروحوا عند دكاترة نفسيين مجانين .. أنا خايفة عليك و خايفة على البنت الغلبانة اللى متعلقة بيك اللى بتعذبها معاك
تنهد مروان بغضب و قال بضيق : هى تستاهل كل العذاب اللى هى فيه ده عشان غبية مش عارفة تفهم إنى راجل و هى ست
نظرت له هالة بضيق و قالت بجدية : ما هو عشان هى ست و أنت راجل يبقى لازم تعاملها بمودة و رفق و رحمة مش زعيق و عصبية و غضب . .. مش تعاملها إنك سى السيد و هى أمينة .. و لا أنك الملك و هى الجارية بتاعتك .. الرسول صلى الله عليه و سلم قال :"استوصوا بالنساء خيرا " .. و علّمنا أن خير الناس هم خيرهم لأهله وبالذات زوجته .. الست بطبيعتها كائن ضعيف جميل .. عايزة حد حنين معاها و يعاملها برفق و لين مش زي ما أنت بتعمل .. الست من كلمة حلوة ممكن تطير فى السماء .. الستات دول كائنات لطيفة جداً كلمة حلوة ممكن تخليها تشيلك فوق دماغها و تعمل كل اللى أنت عايزه و أكتر كمان .. لكن باللى أنت بتعمله ده بتدمر حياتك و حياتها و هاتعيشوا فى جحيم و جوازتكم مش هاتكمل شهر .. يا ابنى الرسول صلى الله عليه و سلم قال " رفقاً بالقوارير ".. شوف من كتر ما الأنثى ضعيفة و يسهل كسرها الرسول صلى الله عليه و سلم شبهها بالقارورة .. الست كائن جميل لو عاملتها بلطف و حنية حياتك هتبقى جنة .. أردفت بجدية قائلة : قوم يا أبنى قوم صالح مراتك و قولها كلمتين حلوين و هى هاتلين فى إيدك زى العجينة .. كان لازم أتكلم معاك الكلمتين دول عشان أنت خلاص فاضل أيام معدودة على الإيد و هاتبقوا فى وش بعض ليل نهار و مش هينفع معاملتكم دى .. صمتت لبعض الوقت لتجعله يفكر فى كلامها ثم قالت بجدية : بس لو أنت مش هاتقدر تبقى الراجل الصح اللى هيخلى باله من بنت عمه يبقى تطلقها دلوقتى أحسن و تسيبها للراجل الصح اللى هيتقى ربنا فيها

نظر لها بصدمة لما تقوله ثم قال بانفعال : أطلقها !! أنا بحبها
هالة بجدية : أنت بتحبها بس بتعذبها بحبك يا مروان .. و هايجى يوم و تخسرها لو استمريت فى اللى بتعمله ده
عندما أحس مروان بكلام أمه و أنه من الممكن أن يفقد فتاته التى أحبها فتاه بعشقها .. قام و أمسك هاتفه و طلب رقمها .. نظرت له هالة بابتسامة و قالت : سلملى عليها و بعد ما تخلص كلام معاها تعال عشان تاكل ثم أردفت برجاء : صالحها يا مروان مش تتخانق معاها ثم خرجت من الغرفة قبل أن تسمع رده

ردت عليه لميس بصوت باكى متحشرج و هى تقول بدموع : ناوى تكمل زعيق ؟ اتفضل كمل ما أنا الخدامـ...
قاطعها مروان قائلاً بأسف : أنا أسف يا لميس سامحينى
هل ما سمعته صحيح ؟ .. هل هذا هو مروان ؟ .. أبعدت الهاتف عن أذنها و نظرت لشاشته لتجده هو .. هل يعتذر لها و يطلب عفوها ؟ .. هل تلك النبرة التى تسمعها منه نبرة أسف !
توقفت عن البكاء و قالت بقلق : مروان أنت عيان ؟ أنت سخن صح ؟
مروان بجدية : عيان بحبك .. بحبك و مقدرش أزعلك و لا أسيبك تعيطى بسببى
ظلت صامتة لبعض الوقت و هى لا تصدق أن من تحدثه هو مروان فقالت بدهشة : هو أنت مروان ! يعنى الخطوط مدخلتش فى بعضها
بدأ مروان يفقد أعصابه ثانية فقال بحدة : أيه هو أنا كنت وحش أوى كده
تنهدت بخيبة أمل و قالت بحزن : كدة الخطوط رجعت تانى و أنت مروان
تنهد مروان بغضب و حاول أن يتمالك أعصابه و يترجم كلام أمه إلى أفعال فقال بجدية : متزعليش منى .. أنا أسف يا ستى

ابتسمت لميس و قالت بجدية : أنت مهما تعمل فيا .. أنا هافضل أحبك يا مروان .. ثق و تأكد من ده


ظلت تبحث عن تلك الورقة التى أعطتها لها تالا إلى أن ملت .. أمسكت هاتفها لترفه عن نفسها قليلاً .. فتحت الهاتف لتجد العديد من المكالمات من والديها و من حاتم .. تنهدت بضيق و بدأت تتصفح حساب الفيس بوك الخاص بها إلى أن قطع تصفحها اتصال حاتم .. تنهدت بحيرة لا تعرف هل ترد عليه أم ماذا ؟ .. و لكنها قررت أن ترد عليه فقط لتكسر مللها الذى يلازمها دائماً .. ردت عليه بملل و هى تقول : ازيك يا حاتم

تنهد حاتم بضيق و قال بحدة : أنت رحتى فين امبارح ؟ أزاى تمشى من غير ما تقوليلى
أسيل ببرود : عادى
حاتم بحدة : لا مش عادى يا أسيل أنا كنت خايف عليكى
أسيل ببرود : معلش
تنهد حاتم بغضب و قال بحدة : هو دة اللى ربنا قدرك عليه .. معلش
صاحت به بحدة هى الأخرى و هى تقول : بقولك ايه يا حاتم .. لو أنت متصل عشان تقرفنى و تزعقلى يبقى تقفل أحسن .. أنا مش فى المود خالص إنى أسمع زعيقك
تنهد حاتم بغضب و حاول أن يتحكم بأعصابه و قال بأسف : أنا أسف يا حبيبتى بس صدقينى قلقت عليكى و خصوصاً أنك كنتى زى القمر امبارح
لفت بعض خصل شعرها على أناملها بملل و قالت : متقلقش عليا أنا كويسة .. بس حسيت إنى تعبت فقلت أروح
حاتم بخضة : طب أنتِ كويسة أجبلك دكتور ؟
تنهدت بضجر و قالت بجدية : أنا كويسة ملوش لزوم القلق ده كله .. ثم أردفت بضجر :
متبقاش أوفر
صاح بها حاتم بدهشة : أوفر عشان خايف عليكى
أسيل بملل : حاتم اقفل اقفل .. عشان أنت عايز تتخانق و أنا مليش مزاج أتخانق
حاتم بحدة : أنتِ واضح إنك تعبانة و تعبانة أوى كمان لدرجة إنك بقيتى تقولى كلام غريب فى يوم و ليلة .. و أسلوبك اتغير
تنهدت بملل و قالت ببرود : أنا أسلوبى طول عمره كده.. أنت اللى اسلوبك اتغير و عمال تزعق و بقيت خنيق ؟
حاول أن يهدئ أعصابه تماماً و قال بجدية : أنا هادى خالص أهو .. أنتِ مالك بقى ؟
كانت عينها تمر فى جميع أنحاء الغرفة بملل إلى أن وقعت عينها على تلك الورقة المطوية الموضوعة على الأرض .. ابتسمت ابتسامة واسعة و قالت بفرحة : أنا بحبك أوى يا حاتم ثم ألقت الهاتف و قامت لتجلب الورقة من على الأرض .. فتحت الورقة المطوية لتجد رقم تالا .. تنهدت بارتياح و شعرت أنها وجدت الخيط الذى سيوصلها لأدهم !
ذهبت لتتصل بتالا و لكنها وجدت أنها لم تغلق مع هذا الحاتم بعد .. وضعت الهاتف على أذنها لتسمعه يقول بها أشعار و يتغزل بها و بحبه لها .. تنهدت بملل فقد ملت من كلامه القديم الذى لا يتغير .. فى كل مكالمة يظل يمدح فيها و فى جمالها و رقتها .. كانت تحب أن تسمع كلماته لأنها تكسبها ثقة بنفسها أكثر .. لكنها ملت منها و سئمت منه .. فقالت بجدية : حاتم معلش أنا لازم أقفل دلوقتى .. هاكلمك بعدين
حاتم بتساؤل : ليه ؟
أسيل بجدية : هاتصل ببابا ثم أغلقت الخط قبل أن تسمع رده .. أخذت نفساً عميقاً و
قررت أن تتصل بتالا و لكنها قبل أن تتصل بها .. رتبت أفكارها و ما ستقوله لها ثم هاتفتها .. لترد تالا بعد ثوانى ليست بكثيرة
أسيل بتوتر : تالا أزيك ؟
تالا باستغراب فقد كانت أسيل هى أخر شخص تتوقع منه أن يتصل بها : مين ؟
أسيل بتوتر : لحقتى تنسينى ؟ أنا زعلانة منك بجد و مش هاقبل أسفك غير لما تشرفينى أنتِ و أدهم فى عيد ميلادى
ظلت تالا صامتة لبعض الوقت ثم قالت بدهشة : أسيل !
أسيل بابتسامة : أيوة أسيل .. ثم أردفت بجدية : هزعل أوى بجد لو مجتيش أنتِ و أدهم
تالا بتفكير : أنا ممكن أجى بس لسة مش عارفة ظروف أدهم أيه عشان طول الوقت مشغول فى الشغـــــــــ....
قاطعت أسيل كلامها و قالت بجدية : لا أنا مش هقبل أى أعذار أنتو لازم تنورونى أنتو الأتنين
تالا بتفكير : أن شاء الله .. بس قوليلى أمتى و فين ؟
تنهدت أسيل بحيرة .. فهى لا تعلم متى ستقيم عيد مولدها .. لم تقرر بعد .. هل تعجل من موعده لتعجل مقابلتها مع أدهم .. أم تؤخره قليلاً لتجهز نفسها و تصبح ملكة الحفل !! .. بعد تفكير لم يدم طويلاً قالت بجدية : بعد أسبوع يا تالا .. يوم الأربع ثم أدرفت بجدية : و بما أننا بقينا صحاب و أنا أستريحتلك و حبيتك .. فأنتِ أول واحدة قلت أعزمها
تنهدت تالا بعدم اقتناع و لكنها وجدها فرصة جيدة أتت من أسيل لتوثق صداقتهم فقالت بجدية : إن شاء الله يا أسيل .. ثم أردفت بتساؤل : بس هاتعمليه فين ؟
أسيل بجدية : فى الفيلا .. هبقى أبعتلك عنوان الفيلا فى مسج
ابتسمت تالا و قالت بجدية : طب تمام أشوفك يوم الأربع إن شاء الله .. و كل سنة و أنتِ طيبة مقدماً
ابتسمت أسيل و قالت بجدية : و أنتِ طيبة .. ماتنسيش بقى تبلغى أدهم
تالا بجدية: إن شاء الله
ودعت أسيل تالا و أغلقت معها الخط و ظلت تقفز فى جميع أنحاء الغرفة و هى تصرخ بفرحة ثم شغلت أغانيها الصاخبة و ظلت ترقص عليها بجنون !
أما عند تالا فكانت فى حيرة من أمرها .. كيف لفتاة مثل أسيل أن ترغب بها كصديقة و تعزمها على عيد ميلادها و هى لا تعرفها إلا من بضع ساعات فقط .. نفضت أفكارها من رأسها فكل ما يهمها أنها ستتقرب من أسيل و تصبح صديقتها .. و لكن ماذا ستفعل بشأن أدهم ؟ .. بالتأكيد لن تخبره بأمر عيد الميلاد و ستذهب هى بمفردها و تعتذر لها بالنيابة عنه .. نعم ستفعل هذا بكل تأكيد

كان يقص عليها قصة كما وعدها و لكن عقله لم يكن بحوزته حتى أنه كان يدخل القصص ببعضها بدون إنتباه منه .. نظر لها ليجدها نائمة كملاك .. يبدو أنها ملت من قصصه السخيفة ففضلت النوم عن أن تسمع قصصه التى تجلب الإعياء .. لا يعلم كيف تتحمله توتة بقصصه المضجرة السخيفة .. كما لا يعلم كيف يتحمل هو فتاة بمثل مزاجية تالا و عصبيتها و جنونها أيضاً .. يجب أن يوضع بموسوعة " جينيس " لأنه أستطاع أن يتحملها إلى الأن و عنده إستعداد و عزيمة أن يتحملها أكثر و أكثر .. لم يكن يتوقع أن يتحمل فتاة مثلها أبداً .. معظم الفتيات اللاتى قابلهن سخيفات و غبيات للغاية كل ما يهمهم أشياء سخيفة و غبية و تافهة مثلهن .. كان يتوقع أن يمل منها من أول لقاء و يندم ندم عمره أنه وافق أحمد على طلبه .. لكنه يستمتع بمقابلتها و كلامه معها رغم أن شجاره مع والدته كان بسببها .. لا يعلم لماذا يتحملها ! .. ربما توتة تتحمله لأنه يستحوذ على جزء كبير من قلبها النقى البرئ .. لكن السؤال هنا .. لماذا يتحمل هو تالا !

أحس بسارة و هى تحمل توتة من جانبه لترجعها إلى سريرها .. فتح عينه التى أغلقها منذ ثوانى .. لتنظر له سارة و تقول بأسف : أسفة أنى صحيتك .. نام أنت
نظر لها أدهم و قال بجدية : لا ولا يهمك يا حبيبتى أنا مكنتش نايم أصلاً
ابتسمت سارة و قالت بجدية : طب كويس .. خليك صاحى بقى لحد أما اودى توتة سريرها عشان عايزة أكلمك فى موضوع
نظر لها أدهم و قال بصرامة : سارة لو هتتكلمى فى الموضوع اللى ماما كانت عمالة تتكلم فيه .. يبقى تسكتى أحسن عشان أنا معنديش حاجة أقولها .. و أمك بتتخيل حاجات و تبنى عليها توقعات من عندها
نظرت له سارة بضيق ثم قالت بجدية : هاروح أودى توتة سريرها و أجى أتكلم معاك يا أدهم .. ثم أردفت بجدية : أنا مش ماما عشان تهرب منى
تنهد أدهم بنافذ صبر و قالت بجدية : إن شاء الله هاتيجى تلاقينى نايم
ابتسمت سارة و قالت : أنا مستعدة أرجع صغيرة تانى و أعمل فيك زى زمان عشان تصحى .. معنديش أى مشكلة ثم أردفت بنصف عين : فاكر و لا أفكرك
تذكر أدهم عندما كانت تسكب عليه مياه باردة كى يستيقظ و عندما كانت تجلب الثلج و تضعه بظهره و عندما كانت تزيل عنه الغطاء و تظل تضربه بالوسائد .. و الكثير .. الكثير من الحيل الأخرى التى كانت تستخدمها معه ليستيقظ .. كانت توقظه كل مرة بطريقة مختلفة عن الأخرى خوفاً أن يمل .. نظر لها و قال بجدية : لا مش فاكر و مش عايز أفتكر و لو أفتكرت هابقى نسيت اللى أفتكرته
ضحكت سارة على كلماته و قالت بجدية : أنا حذرتك و انت حر .. أشوف عينك تغفل بس
أدهم بسخرية : هقول لعيالك و برستيجك و هبتك قدامهم تضيع و مش هاتعرفى تشكميهم بعد كده
تنهدت سارة بملل و قالت بجدية : أنا كتفى أتملخ و أنا شايلاها و قاعدة بتكلم معاك .. كان زمانى اتكلمت معاك فى الموضوع و خلصت ثم أردفت بتبرم : أنت رغاى أوى بجد
أدهم بسخرية : أنا برده .. ثم أردف بنافذ صبر : روحى يا سارة ربنا يسهلك
أخذت سارة توتة و ذهبت إلى غرفتها .. وضعتها على السرير برفق و دثرتها بالغطاء ثم قبلت جبينها و خرجت لتذهب لغرفة أدهم .. دخلت الغرفة لتجد أدهم نائماً .. اقتربت منه و قالت بضيق : أدهم .. أدهم
أدهم و هو مغمض العينين : الشخص الذى تناديه الأن ربما يكون نائماً .. أذهبى إلى غرفتك و لا تزعجيه
وضعت سارة يدها بخصرها و قالت بغيظ : بقى كده .. طب و الله لأوريك يا أدهم .. ثم أمسكت وسادة بجانبه و ضربته بها .. فقام و هو يحاول أن يتفادى ضرباتها المتتالية و قال بجدية : بس يا مجنونة .. دى توتة أعقل منك .. ثم أردف بتساؤل : دى تصرفات واحدة عاقلة عندها 34 سنة
لم تتوقف عن ضربه و هى تقول بضيق : لسة مكملتش الــ 34 سنة على فكرة
أمسك الوسادة الذى كان ينام عليها و ضربها بها و هو يقول بغيظ : شغل عيال بعيال بقى
توقفت عن ضربه و قالت باستسلام : خلاص يا أدهم .. خلاص ربنا يخليك .. أنت إيدك بقت تقيلة أوى كدة ليه ؟ .. أنا كنت بحب ألعب معاك و أحنا صغيرين لكن دلوقتى حرمت .. ثم أردفت برجاء : خلاص عشان خاطرى .. مش هاعملها تانى
ابتسم أدهم بانتصار و توقف عن ضربها و قال بجدية : ناس مبتجيش غير بالعين الحمرة صحيح
كادت سارة أن تتكلم لكنها سمعت صوت مراد و هو يقول و فمه فاغراً من الدهشة : ماما !! .. خالو !! .. يا حول الله ثم غادر بهدوء من أمام باب الغرفة و الدهشة مازالت مسيطرة عليه
نظر لها أدهم و ضحك ثم قال لها بسخرية : عارفة يا سارة لو أبنك ماكنش أتكلم دلوقتى .. كنتِ تأكدى أنه فقد النطق بعد ما شاف أمه اللى قاعدة بتزعق نهار و ليل و بيخاف منها بتعمل الهبل اللى كنتِ بتعمليه ده
نظرت له سارة بغيظ و قالت بسخرية : أسما الله يا خويا .. هو شافنى لوحدى ما هو شافك أنت كمان
نظر لها أدهم بقرف و قال باستنكار : أسما الله يا خويا !! .. ثم قال بخيبة أمل : أنتِ اتغيرتى أوى يا سارة
نظرت له سارة بغيظ و قالت بجدية : سيبك من سارة دلوقتى و خليك فى موضوعنا .. كاد أن يقاطعها لكنها قالت بجدية : لو عملت أيه مش هتهرب .. فإتعدل كدة و قر علطول
أدهم بنافذ صبر : أنتِ عايزة أيه دلوقتى !!
سارة بجدية : عايزاك تقولى انت كنت فين أمبارح و ايه حكاية البرفان اللى ماما شمته فى هدومك ده
أدهم بتساؤل : أنتِ عايزة تعرفى أنا كنت فين أمبارح و ايه حكاية البرفان ؟ .. ثم أردف
بجدية : و أنا مش هقول .. بسيطة
صاحت به سارة قائلة : يبقى كلام ماما صح و أنت كنت مع واحدة
نظر لها أدهم ببرود و قال بجدية : كنت مع أتنين مش واحدة .. استريحتى ؟
نظرت له سارة بدهشة و صاحت به قائلة : أدهم أنت بتتكلم بجد
أدهم بجدية : أنا بريحك
سارة بتهكم : بتكدب عشان تريحنى
أدهم بسخرية : أقولكم ماكنتش مع واحدة .. تقولوا بيكدب .. أقول كنت .. تقولوا بيكدب برده .. أمركم عجيب بجد !!
سارة بجدية : أدهم أنا عارفة أخويا و أنه عمره ما يعمل حاجة حرام أو غلط أبداً و أيا ً كان أنت كنت فين .. أو مع مين .. أنا واثقة فيك ثم أردفت قائلة : أنا مش عايزة أعرف أنت كنت فين أو بتعمل ايه ؟ .. كل اللى عايزاه منك أنك متعملش حاجة حرام تزعل ربنا منك .. أمشى عدل يحتار عدوك فيك .. أدهم ماتخيبش ثقتى فيك
تنهد أدهم ثم ضمها إليه و هو يقول بجدية : سارة اللى مارضهوش عليكى مش هرضاه على بنات الناس .. من و أنا صغير بخاف أبص أو أصاحب بنت أو حتى أوعد واحدة بالكلام عشان خاطرك .. أنا عارف أنه " كما تدين تدان" و كنت خايف أى حاجة أعملها تتردلك يا حبيبتى .. يبقى مش هاجى على كبر و أتهبل
ابتسمت و قالت بجدية : عارفة يا حبيبى .. عارفة و الله ثم أردفت بجدية : تعرف يا أدهم إنه بالرغم من أنك الصغير و أنا الكبيرة إلا إنك بتعرف تحتوينى بكلامك و حنيتك
ابتسم أدهم لها و قال بجدية : أنا عرفت خلاص محمد بيغير منى ليه ؟
ابتسمت سارة و قالت بجدية : نسيت أقولك صح
نظر لها و قال بقلق : أيه فى ايه ؟
سارة بجدية : أنا يومين تلاتة بالكتير و هاروح بيتى .. كفاية قاعدة معاك بقى .. أنت كنت واحشنى و قعدت معاك شوية كويسين أوى و لازم أرجع بيتى .. ثم أردفت بجدية : الراجل عداه العيب و أزح أهو .. لما قلتله أنا عايزة أروح أقعد مع أخويا شوية .. مامنعش .. فمش عايزة أبعد عن البيت أكتر من كدة عشان ميزهقش و يضايق و لما أقوله على حاجة تانى يوافق بسرعة
تنهد أدهم بتفهم ثم قال بجدية : أنا كنت فعلاً هاكلمك فى الموضوع ده ثم أردف قائلاً : سارة ماتخليه ييجى يقعد معانا طيب .. الفيلا واسعة و فيها أوض كتير
سارة بجدية : حاولت معاه كتير يا أدهم .. بس مفيش حد بيرتاح بره بيته .. حتى لما أنت كنت مسافر .. و لا هو كان بيرضى ييجى يقعد هنا .. و لا ماما كانت بترضى تقعد عندى .. كنت بسيب معاها مراد أو توتة عشان ماتفضلش لوحدها و كل يوم بجيلها ثم أردفت بجدية : ماتزعلش من ماما لما بتفضل تقولك استقر هنا و اتجوز .. هى عايزة تطمئن عليك عشان كدة عايزاك تستقر و تتجوز واحدة بنت ناس تصونك و تخلى بالها منك .. أدهم ماما كبرت و عايزة اللى يفضل معاها و يخلى باله منها .. أنا باعمل كل اللى أقدر عليه .. دمعت عيونها و قالت بصوت متحشرج : صدقنى باحاول أوفق بين ماما و محمد و الأولاد على قد مقدر .. بس حاسة بردة إنى مش عارفة أوفق بينهم

تنهد أدهم و ضمها إليه أكثر و مسح دموعها ثم قال بجدية : كل حاجة هاتبقى كويسة .. ماتقلقيش .. إن شاء الله كل حاجة هاتبقى كويسة .. أردف بجدية قائلاً : روحى بكرة بيتك و متخفيش على ماما .. أنا هاخلى بالى منها .. و أنتِ خلى بالك من جوزك و عيالك يا حبيبتى
ابتسمت سارة و قالت بجدية : أدهم ماتزعلش ماما و حاول ترضيها على قد ما تقدر
تنهد أدهم و قال بجدية : حاضر يا حبيبتى حاضر
ابتعدت عنه و قالت بجدية : و بعدين هى عندها حق أنت لازم تتجوز .. أنت بقى عندك 30 سنة يا أدهم
نظر لها أدهم بنصف عين و قال : بتردهالى يعنى عشان لسة معايرك بسنك من شوية ثم أردف قائلاً و نبرة السخرية واضحة بنبرته الرجولية المميزة : هاعنس يعنى !!
ابتسمت سارة و قالت بسخرية : يااا أنت لسه بتسأل .. أنت عنست من زمان أصلاً .. ثم أردفت بجدية : حاول تلاقى بقى واحدة بنت ناس تتجوزك و تسترك و لو مش فاضى تدور .. قولى و أنا أدورلك
نظر لها بنصف عين و قال بغيظ : ليه حاسس إنك بتكلمى أولفت .. ثم أردف بنافذ صبر : أنتوا كرهتونى فى الجواز على اللى عايز يتجوز .. أقولك حاجة .. يلا روحى نامى
سمعوا صوت أذان الفجر يدوى فى المكان فقالت سارة بجدية : أنا هاروح أصحى ماما عشان تصلى الفجر
أمسكها أدهم من يدها ليوقفها و قال بجدية : روحى اتوضى أنتِ و أنا هاروح أصحيها
أماءت سارة برأسها و قالت بابتسامة : ماشى يا حبيبى
ذهب أدهم إلى غرفة أمه و دق الباب و دخل ليجدها مستيقظة .. نظرت له بضيق و أكملت قرائتها للقرآن .. أقترب منها أدهم و قبلها من جبينها ثم انحنى و قبل يدها و قال بجدية : مش عايزك تزعلى منى .. أنا فى مهمة تبع الشغل و الله يا ماما مش أكتر من مهمة
نظرت له أمه بضيق و قال بتهكم : أكيد مهمتك أنك تمشى مع ستات عشان تمشى الشغل
نظر لها بعتاب و قال بجدية : إن بعض الظن أثم يا ماما .. أنتِ بتظلمينى بكلامك ده
نظرت أمه فى عيونه مباشرة لتكتشف إذا كان يكذب أم لا .. فإنه مهما كبر فإنها تستطيع أن تكشف كذبه حتى لو لم يعد يضع يده على أنفه كما كان يفعل و هو صغير .. نظرت
له بتمعن شديد .. بعد بضعة ثوانى أدركت فيها ماهيته .. إنه لا يكذب .. تنهدت براحة و قالت بجدية : ماشى يا أدهم .. روح صحى أختك و إبن أختك عشان نصلى جماعة


مرت الأيام و جاء موعد الكورس .. ذهب أدهم إلى القاعة بأناقته المعهودة و أنتظر تالا .. كان هناك إحساس مسيطر عليه بشدة .. كانت عيناه تشتاق كل الإشتياق لرؤيها .. لا يعلم لماذا لكنه كان يشتاق لها بشدة .. ربما لإنه لم يراها و لم يتحدث معها منذ أيام .. لا يعلم .. تنهد بملل و نظر لساعته التى تزين يده و تزيده أناقة ليجدها تأخرت 5 دقائق .. كيف لها أن تتأخر 5 دقائق !! .. كيف !! .. ربما أصبها مكروه !! .. ربما تواجه مشاكل الأن و هو ليس بجانبها ليحميها و يساعدها ! .. لماذا تأخرت !! .. قرر أن ينتظر 5 دقائق أخرى .. فلو لم تصل سيتصل بها ليطمئن عليها .. لم يستطع أن ينتظر خمس دقائق كاملة فقد كان هناك وحش كاسر ينهش فيه و يجعله يتألم و يتأوه من القلق عليها .. أخرج هاتفه و طلب رقمها الذى حفظه عن ظهر قلب .. كان يشعر بطول الدهر و هو يسمع رنين الهاتف و هى لم ترد عليه بعد .. رغم أن رنة الهاتف لم تطل حتى سمع صوتها إلا أنه شعر أن عقود و دهور قد مرت عليه و هو ينتظر ردها .. قال بصوت يملؤه اللهفة لم يستطع أن يخفيها : تالا أنتِ أتاخرتى ليه ؟
أستغربت تالا من نبرته لكنها لم تعطيها أهتماماً كبيراً و قالت بجدية : أنا أسفة بس مش
هاجى الكورس تانى .. أنا اعتذرت للدكتور المرة اللى فاتت ثم أردفت بأسف : أسفة جداً
بس حتى لو كنا كملنا ماكنش هيبقى فى نتيجة .. أنا فشلت فشل ذريع معاك و أعترف بده
أدهم بصدمة : يعنى أفهم من كدة إنك مش هتدرسيلى تانى !
تالا بجدية : أسفة مش هاقدر
تنهد أدهم بغضب ثم قال بجدية : أنا زعلتلك فى حاجة
تالا بجدية : لا بس أنا مقدرش أكمل فى مشروع فاشل من الأساس
صمت أدهم لوقت ليس بقصير و بدأ يقول و يشرح لها كل ما قالته و شرحته .. حتى أنه اندمج و قال أشياء و قواعد أكثر بكثير من التى قالتها !
بعد أن أنتهى قال لها بجدية : لسة شايفاه إنه مشروع فاشل
ألجمت الصدمة لسانها .. لم تكن تعلم أنه بهذا الذكاء و بهذه المهارة .. و لكن مهلاً لقد قال أشياء لم تقلها أو تشرحها له من قبل !
خرج صوتها بعد مدة و هو يقول بتساؤل ممزوج بالدهشة : أنا فى حاجات كتير ماشرحتهاش .. عرفتها أزاى يا أدهم !


يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 08:57 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


✾الفصل السابع عشر✾


صمت أدهم لوقت ليس بقصير و بدأ يقول و يشرح لها كل ما قالته و شرحته .. حتى أنه اندمج و قال أشياء و قواعد أكثر بكثير من التى قالتها

بعد أن انتهى قال لها بجدية : لسة شايفاه إنه مشروع فاشل

ألجمت الصدمة لسانها .. لم تكن تعلم أنه بهذا الذكاء و بهذه المهارة .. و لكن مهلاً لقد قال أشياء لم تقلها أو تشرحها له من قبل !

خرج صوتها بعد مدة و هو يقول بتساؤل ممزوج بالدهشة : أنا فى حاجات كتير ماشرحتهاش .. عرفتها ازاى يا أدهم !
يا له من غبى .. كيف لم يلاحظ أنه تعمق بشدة و قال أشياء أكثر بكثير من التى قالتها له .. لماذا اندمج بهذا الشكل الذى سيوقعه بمشاكل و يرغمه على الكذب .. و ربما تصدقه .. أم ربما ينكشف أمره أمامها .. لم يكن يعلم أن علمه الغزير و ثقافته العالية سيخربان فى يوم من الأيام خطته .. كان يدرس و يدرس و يدرس و يهتم بدراسته فقط حتى لا يقف أمامه شئ و يعرقل طريقه .. لم يكن يعلم أن علمه الزائد سيوقعه فى مشاكل .. تنهد بضيق ثم قال بجدية : مش أنتِ قولتيلى ذاكر و اجتهد و أننا لازم نتعاون عشان أحنا الأتنين ننجح .. أنا فعلاً ذاكرت اللى أنتِ قولتيه و لقيت نفسى فاضى فدرست شوية من على الإنترنت ثم أردف قائلاً : أنتِ لازم تيجى الكورس أنا مش هينفع أكمل لوحدى .. لازم احنا الأتنين نتعاون عشان ننجح .. و مش أى نجاح .. نجاح بتفوق .. مش أنتِ اللى قولتى كده أول ما شوفتك .. هتستسلمى بالسهولة ديه ! .. صمت لثوانى ليست بكثيرة ليأخذ نفسه و أكمل بجدية قائلاً : سمعتى مقولة " أسرع طريقة للنجاح أن تساعد غيرك لينجح " احنا لازم نساعد بعض عشان أنا أتعلم و أنتِ تستمرى فى تفوقك .. ماكنتش فاكر أنك هتستسلمى كده .. أنا عارف إنى ضايقتك و عصبتك و أنك فقدتى الأمل فيا .. بس أنا انهاردة كنت ناوى أعوضك و أفاجئك ثم أردف بضيق : و أنتِ تقررى أنك مش هتيجى كده بكل سهولة ! .. تالا أنا ماقدرش أكمل الكورس لوحدى .. زى ما أنتِ مش هينفع تكمليه لوحدك .. أنا و أنتِ زى قطع الــ Puzzle لو قطعة واحدة ضاعت أو مابقتش موجودة الشكل مش هيكمل .. فهمانى !
ظلت تالا تستمع لكلامه بتركيز شديد و هى تفكر فى كل كلمة قالها بتمعن .. تنهدت بحيرة لا تجد أى حجة نافعة لتهرب منه إلى أن قالت بجدية : أنا أسفة بس ورايا حاجات كتير لازم أعملها و الدراسة فاضل عليها شهر و لازم استعدلها كويس عشان دى أخر سنة ليا فى الجامعة
تنهد أدهم بغضب و قرر أن يتركها على راحتها فهو لا يريد أن يضغط عليها أكثر من هذا و يرغمها على شئ لا تريده .. كما أنه لو تكلم معها أكثر و ترجاها ستشك به .. ظل صامتاً لبعض الوقت ليسمع صوتها يقول بجدية : أنا لازم أقفل دلوقتى ثم ودعته و أغلقت الخط .. شعرت بارتياح تخلل جميع خلايا جسدها عندما أخبرته أنها لن تذهب إلى الكورس مجدداً .. هذا أفضل لها و له !

كانت جالسة فى أحد البارات معتادة التردد عليه و أمامها مشروبها المفضل " النبيذ الأحمر " .. إنها تعشق لونه الأحمر .. بل تعشق أى شئ يتخلله الأحمر .. هذا اللون يجعلها تبدو مثيرة و ملفتة للنظر و مرغوبة من الجميع .. رغم رغبتها الشديدة لأن تكون مرغوبة من الجميع إلا أنها تسمح لبعض الأشخاص فقط من الإقتراب منها .. تفضل دائماً أن تصبح الأجمل و الأحسن و الأفضل .. تعشق ضوء النجومية الذى يسلط عليها .. أحست بتلك اليد التى حاوطت خصرها من الخلف و من ثم تلك الشفايف التى طبعت قبلة مشتاقة على رقبتها بشغف ثم همست فى أذنها قائلة : حبيبتى عاملة أيه ؟

نظرت له بملل و نزعت يده التى تحاوط خصرها و قالت بضيق : اتأخرت ليه ؟
جلس أمامها و قال بجدية : أنا متأخرتش .. أنتِ اللى جيتى بدرى
نظرت أسيل بهاتفها بملل لتجد أنه محق .. و لكنها قالت بتبرم : أنت المفروض تيجى بدرى عشان تستنانى
حاتم بضيق : أسيل أنتِ بتتلككى عشان تتخانقى !
نظرت له بعدم إهتمام و تصفحت هاتفها و الحيرة واضحة على وجهها .. نظر لها باستغراب و قال بتساؤل : انت بتعملى ايه ؟ فى ايه فى الموبيل شاغلك عنى ؟
وضعت الهاتف بحيث يكون أمامه و أمامها و ظلت تقلب فى الصور و هى تقول بحيرة : ايه رأيك أنهى خلخال أحلى ؟
نظر للخلخال الرقيق الذى يزين و يحتضن قدمها و قال بجدية : أى حاجة تتحط على رجل حبيبتى هاتبقى حلوة .. حتى لو خيط رفيع
تنهدت بملل و قالت بضيق : أنا مبحبش البكش ده .. أنا بسألك سؤال تجاوب عليه
تنهد حاتم بضيق و قال بجدية : ورينى كده ثم أخذ منها الهاتف و اختار لها خلخالا ً رقيقا ًو أردف بجدية : ده هايبقى حلو أوى عليكى .. ايه رأيك ؟
نظرت له بملل و أخذت الهاتف منه و قامت و هى تقول بضيق : حاتم أنا هامشى عشان زهقت و عايزة أستريح
حاتم بضيق : هاتمشى ؟ .. احنا مالحقناش نقعد مع بعض
أسيل ببرود : معلش .. عايزة أروح
حاتم بضيق : ماشى تعالى أروحك
أسيل بجدية : لا ماتتعبش نفسك معايا عربيتى ثم أخذت حقيبتها و غادرت قبل أن يتكلم .. ليظل هو جالس فى مكانه يشعر بالغضب الشديد منها .. أخرج هاتفه و طلب بعض الأرقام لترد عليه صديقتها المقربة ليخبرها هو أنه يريد أن يقابلها لأمر ضرورى و يخبرها بمكانه .. لتخبره هى أنها ستأتى إليه .. ظل جالسا ًفى مكانه ينظر لهذا الكأس الموجود أمامه الذى كانت تشرب منه أسيل .. أمسكه ليجد أحمر شفايفها مطبوعا ًعليه حيث كانت تشرب .. مرر يده بطريقة دائرية على الكأس و هو يفكر لماذا تغيرت معاملتها معه هكذا منذ عيد ميلادها .. لماذا أصبحت تعامله بهذا الجفاء .. لماذا تتجاهل مكالماته و رسائله كما أنها أصبحت تتجاهله هو شخصياً .. هل ملت منه و وجدت بديلا ًعنه لتتصرف معه هكذا .. فاق من شروده على صوت صافى التى جلست أمامه و قالت بجدية : أنا جيت أهو .. كنت عايزنى فى ايه بقى ؟
حاتم بجدية : أسيل مالها يا صافى ؟ ليه متغيرة معايا
ضحكت صافى و قالت بسخرية : أنت جايبنى هنا عشان كده ثم أردفت بجدية : تعال نتكلم فى حتة تانية أحسن من الدوشة دى
قام حاتم معها و جلسا فى سيارة حاتم .. نظر لها و قال بجدية : ها قولى أسيل مالها ؟
تنهدت صافى و قالت بجدية : من الأخر يا حاتم أنت بقيت على الرف .. مكانك بقى على الرف
ضرب حاتم على مقود السيارة بغضب و قال بحدة : يعنى ايه الكلام ده؟ أسيل مابقتش تحبنى ؟
صافى بسخرية : و من أمتى أسيل بتحبك يا حاتم ؟ .. أسيل مابتحبش غير نفسها و أنا و أنت عارفين كده
حاتم بحدة : أنزلى
صافى بدهشة : ايه ؟
حاتم بحدة : بقولك أنزلى يا صافى .. أنزلى
فتحت صافى باب السيارة و نزلت منه و أغلقت الباب بعنف ثم نظرت لحاتم من شباك السيارة قائلة بابتسامة خبث : أشوفك يوم الأربع فى عيد ميلاد أسيل .. ثم أردفت بتساؤل يملؤه السخرية : و لا هى ماعزمتكش !
شغل حاتم سيارته بغضب و أنطلق بها و الشرر يتطاير من عيونه بعد أن أكدت صافى شكوكه التى كانت تراوده منذ أيام !

كانت جالسة أمام التلفاز تشاهد احدى المسرحيات المضحكة لترفه عن نفسها قليلاً و لكن اخترق مسماعها دون قصد منها صوت زينب و هى تقول بحدة : قولتلك لا .. أنا مش موافقة تتجوز البنت دى .. مش بحبها و لا بستريحلها .. يا ابنى اسمع الكلام بقى .. مش عارفة عاجبك فيها ايه ؟ دى كلها عيرة مفيهاش حاجة طبيعية .. و لبسها زفت .. حتى الطرحة اللى لابساها مش محترماها و نص شعرها بره .. أنهت زينب مكالمتها و ذهبت لتجلس بجانب تالا .. احتلت قسمات زينب الطيبة و البشوشة علامات الغضب و الضيق .. نظرت لها تالا بقلق و قالت بتساؤل : فى حاجة ؟
تنهدت زينب بضيق و قالت بجدية : ابن اختى الله يرحمها .. بعد ما ربيته و كبرته كبر عليا و مصمم يتجوز صاحبته فى الجامعة .. بت كدة ملزقة و مفيهاش أى حاجة طبيعية .. مش عارفة بيفكر ازاى ؟ .. ازاى يقبل يتجوز واحدة زى ديه كانت ماشية معاه سنتين من ورا أهلها و غير ده كله ازاى يبقل ان واحدة زى ديه تبقى أم لعياله و تشيل أسمه ثم أردفت بجدية : كبرى دماغك يا تالا يا بنتى .. أنا هابقى أشوف صرفه فى الموضوع ده و أسفة جداً إنى وجعت دماغك
نشط كلامها ذكرى عاشتها تالا من قبل لم تكن بحذافيرها و لكنها متشابهة.. غرقت بدوامة أفكارها لتعود إلى تلك الذكرى التى اقتحمت عقلها !
Flash Back
دقت الساعة الثانية عشر ليلاً .. لتصلها رسالة من ماجد مضمونها
" توتة قلبى هاعدى عليكى بكرة الصبح عشان ماما عايزة تقابلك و عزماكى على الغداء .. بحبك يا توتة قلب ماجد ♥ يخليكى ليا "

ابتسمت تالا ابتسامة واسعة و لكن كان يتخلل هذه الإبتسامة بعض الخوف و القلق من أمه .. فقد سمعت الكثير عنها .. كانت تخشى أن لا تتقبلها أمه خصوصاً أنها علمت من ماجد أنها تريد أن تزوجه من ابنة خالته ..قامت و قلبت دولابها رأساً على عقب لتختار شيئا ًلترتديه .. لا تعلم ماذا ترتدى فى خروجة كتلك .. لكنها بعد تفكير قررت أن ترتدى ثياباً عادية و تكون على طبيعتها و لا تتصنع !
أمسكت هاتفها و بعثت لماجد برسالة محتواها " توتة قلب ماجد بتقول لماجد أنها بتحبه أوى و نفسها إن مامته تقبلها فرد جديد فى العيلة .. تصبح على خير ♥ يخليك ليا " ثم ذهبت فى نوم عميق سابحة فى أحلامها الوردية التى يتخللها فارسها المغوار ماجد !
استيقظت فى الصباح على رنة هاتفها التى خصصتها خصيصاً له .. ابتسمت بسعادة ثم قامت و ارتدت ثيابها و انطلقت بخطوات رشيقة إلى حيث يركن ماجد سيارته .. اقتربت منه لتجده يتكأ على سيارته و ابتسامة عاشقة على وجهه و لكن ابتسامته تغيرت لعبوس عندما رأى ما ترتديه .. فقد كانت ترتدى بنطلون أبيض قصير يصل إلى ما بعد الركبة بقليل و كوتش رياضى أبيض و تشيرت أبيض يتخلله بعض الورود الوردية ..اقترب منها و نظر لملابسها بضيق و قال بتساؤل : أنتِ رايحة تقابلى ماما و لا رايحة النادى ثم أردف بعدم اهتمام : خلاص مش مشكلة أنا كدة كدة عامل حسابى .. نظرت له باستغراب و لم تفهم ما يقصده بــ " عامل حسابى " .. فهمت مقصده بعد ثوانى عندما مد يده لها بحقيبة و قال بابتسامة : هاستناكى لحد ما تغيرى هدومك
أخذت منه الحقيبة و فتحتها لتجد فستاناً رقيقاً و طرحة رغم أنها غير محجبة !

وضعتهم بالحقيبة مرة أخرى و قالت بدهشة : ايه ده ؟
ماجد برجاء : تالا ممكن تتحجبى انهاردة بس .. أو على الأقل قدام ماما و اخواتى !
نظرت له تالا بضيق و قالت بجدية : لا مش ممكن .. مش ممكن يا ماجد .. أنا كده و ده لبسى .. أنا مش هاخدع حد
أمسكها ماجد من كتفها بكلتا يديه و قال بجدية : تالا أنا بحبك و أنتِ بتحبينى و ماما أصلاً بتتلكك زى ما أنتِ عارفة عشان تجوزنى بنت أختها يبقى ليه بقى نخليها تلاقى حاجة تعترض عليها .. ثم أردف بجدية قائلا ً : يلا روحى غيرى و أنا هستناكى
تالا باصرار : لا يا ماجد أنا هاروح كده .. يا اما مش هاروح خالص
ماجد برجاء : و عشان ماجد حبيبك
تنهدت تالا بتفكير و قالت بجدية : هالبس الفستان بس من غير الطرحة
تنهد ماجد بضيق و قال برضا : ماشى يا تالا .. ماشى
ذهبت تالا و بدلت ثيابها و خرجت له قبل أن تراها أمها .. اقترب منها و ابتسامة على شفتيه و قال برضا : كده أنتِ توتة ماجد الجميلة اللى بتسمع الكلام ثم أظهر بوكيه الورد الذى كان يخفيه وراء ظهره و قال بابتسامة : أحلى بوكيه ورد لأحلى توتة فى الدنيا
ابتسمت تالا و مدت يدها و أخذت بوكيه الورد منه و قالت بابتسامة : مش يلا بقى .. هنتأخر على طنط كده

أخذ ماجد وردة من بوكيه الورد الذى أعطاها اياه و وضعها بين خصلات شعرها و قال بحب : أركبى يلا
أخذها ماجد و وصلوا إلى منزله .. كان يقطن فى شقة فخمة فى إحدى العمارات الشاهقة .. نزلوا من السيارة لتقول تالا بخوف : ماجد أنا خايفة أوى .. حاسة إنى داخلة على إمتحان من إمتحانات الثانوية العامة
أمسك ماجد يدها و ضغط عليها برفق ليطمئنها و قال بجدية : ماتقلقيش يا حبيبتى أنا معاكى .. أوعى تخافى و ماجد معاكى
ابتسمت تالا بقلق و قالت بجدية : أوعى تسيبنى لوحدى فوق .. خليك دايماً جمبى و معايا
ماجد بجدية : أنا عمرى ما هسيبك لوحدك .. أوعدك
استقلا المصعد ليصعدا و يده مازلت تحضن يدها لتطمئنها .. رن جرس الباب لتفتح له فتاة تصغر تالا ببضع سنوات .. نظرت له بابتسامة و قالت بجدية : اتفضل يا أبيه ثم نظرت لتالا بضيق و قالت بتساؤل : أنتِ بقى تالا !
نظر لها ماجد و قال بجدية : مروة نادى ماما من جوة يلا
نظرت مروة لتالا بنظرات متفحصة و قالت بضيق : حاضر يا أبيه ثم دخلت
نظرت تالا لماجد و قالت بقلق : ماجد أنا قلقانة أوى .. خايفة
شد ماجد على يدها و قال بجدية : و الله يا حبيبتى مش بيعوضوا .. ماتخفيش أنا معاكى ثم أردف بجدية قائلاً : خليكى قاعدة هنا .. شوية و هاجيلك
تمكست بيده و هى تقول برجاء : لا يا ماجد ماتسبنيش لوحدى .. أنت وعدتنى أنك مش هاتسبنى
ربت ماجد على كتفها بحنان و قال بجدية : ماتخفيش يا حبيبتى .. 5 دقائق بالظبط و هاكون عندك .. اقعدى انتِ هنا بس
جلست تالا و الإرتباك و القلق يسيطر عليها .. سمعت صوت أمه العالى من الداخل و هى تقول بحدة : مش هاخرج أشوفها .. أنت جبتها ليه ؟ قولتلك أنا مش موافقة على الجوازة دى .. مش موافقة .. أنت هاتتجوز بنت خالتك غير كده لا
ماجد بحدة : مش بحبها يا ماما مش بحبها .. هتجوزينى واحدة مش بحبها
امه بحدة : أنا مش عارفة أنت بتحب أيه فى البتاع اللى أسمها تالا دى .. بجد مش عارفة .. مالها بنت خالتك ؟؟ قولى مالها ؟؟ البتاع اللى أنت ماشى معاها دى فيها أيه زيادة عنها .. أنا كنت فاكرة أنك هاتتسلى شوية و ترجع لعقلك تانى .. لكن توصل أنك تدخلها بيتى و عايزنى أتعامل معاها أنها مرات ابنى المستقبلية تبقى غلطان يا ماجد .. أنت هاتتجوز بنت خالتك يعنى هاتتجوزها
لم تتحمل تالا أن تسمع أكثر من هذا .. قامت و فتحت الباب و خرجت .. لتقف مروة على الباب و هى تقول بضيق : نورتينا يا تالا و أعتقد إن مرة واحدة كفاية .. ياريت تسيبى أبيه فى حاله و ماتجيش عندنا تانى .. مكانك مش وسطنا .. أبيه هيتجوز بنت خالتى و ده الواقع اللى المفروض أنتِ و أبيه تقبلوا بيه .. سيبيه قبل ما يسيبك
نظرت لها تالا و دموعها تنزل بغزارة ثم استقلت المصعد و نزلت !
عندما خرج من الغرفة لم يجدها .. نظر لمروة و قال بتساؤل : فين تالا ؟
مروة بجدية : مشيت يا ابيه
أبعد ماجد مروة من أمامه و ركض للخارج .. أراد أن يستقل المصعد لكنه وجده فى الطابق الرابع .. فقرر أن يركض على السلم ليلحقها .. ركض و ركض إلى أن وصل لأسفل .. وجدها تخرج من باب العمارة و دموعها تسبقها .. ركض بتجاهها و أمسكها من كتفها ليوقفها .. وقفت تالا و نظرت له بعتاب شديد و بكت .. بكت بشدة .. بكت على كرامتها التى أنتهكت .. بكت على حبيبها الذى ستفقده .. لم يتحمل ماجد بكاءها فضمها إلى صدره .. لو استطاع أن يدخلها بين ضلوعه ليحميها لأدخلها .. ضمها بشدة حتى كاد أن يحطم ضلوعها و قال بأسف : أنا أسف يا حبيبتى .. أسف جداً .. كنت فاكر أنى هاقدر أحطها قدام الأمر الواقع .. ثم ابتعد عنها و ضم وجهها بيده و قال بجدية : أنا مش هاسيبك أبداً .. و لو هاتجوز هاتبقى أنتِ العروسة .. أنا معنديش غير توتة ماجد واحدة بس
نظرت له تالا بدموع و قالت بتساؤل : و مامتك ؟
ماجد بجدية : أنا هاتصرف معاها و هاتوافق

Back
فاقت تالا على صوت زينب و هى تناديها باسمها .. نظرت لها تالا بشرود و قالت بتساؤل : فى حاجة ؟
زينب بجدية : أقول لمارى تحضر الغداء ؟؟
تالا بجدية : لا ربنا يخليكى ماليش نفس
زينب بابتسامة : عشان خاطرى كلى عشان ماتتعبيش
نظرت لها تالا بابتسامة و قالت : ماشى عشان خاطرك أنتِ بس .. إن زينب تذكرها بعائشة بشدة .. بابتسامتها التى تعطيها أملا ًجديدا ًفى الحياة .. باهتمامها .. بوجهها البشوش .. حتى طريقتها فى الحديث .. ابتسمت بحزن و قرأت الفاتحة على روح عائشة و ظلت تستغفر ربها على كل ما فعلته فى حياتها السابقة !




مر يومان على أخر مرة سمع صوتها فيها .. كان يجول الغرفة ذهاباً و إياباً و هو يشعر بالضيق و يفكر فى حجة ليذهب إليها ليراها و يطمئن عليها .. لقد قطعت كل الخيوط التى توصله بها .. ماذا يفعل ؟ .. توقف فجأة فى وسط الغرفة و هو يشعر بالدهشة من ضيقه و رغبته برؤيتها .. فسر هذا كله بأنه يريد أن يراها فقط و يطمئن عليها ليطمئن أحمد .. دخل إلى الحمام و غسل وجهه ليشعر بالنشاط و يفكر بتمعن .. أتت فكرة برأسه ستجعله يراها بكل تأكيد .. خرج من الحمام دون أن ينشف وجهه و ذهب لغرفة أمه و قال بتساؤل : ماما هى سارة مش جاية انهاردة ؟
أمه بجدية : لا يا حبيبى عندها غسيل و طبخ .. و بعدين بقالها كتير بره بيتها و لازم تقعد مع جوزها
ابتسم أدهم و قال بجدية : طب أنا هاروحلها .. عايزة تبعتلها حاجة معايا ؟
أمه باستغراب : هاتروحلها ليه ؟
أدهم بابتسامة : توتة وحشتنى يا ماما و كنت مواعدها أنى أخرجها و أوديها الملاهى و وعد الحر دين عليه يا منال و لا ايه ؟
نظرت له منال و قالت باستغراب : من أمتى و أنت بتحب تخرج و تروح الملاهى ؟
أدهم بجدية : مش عشانى عشان توتة و أنا مواعدها
منال بابتسامة : ماشى يا حبيبى ثم أردفت بجدية : طب ماتخليها فى وقت تانى مش لازم انهاردة
أدهم بجدية : انهاردة أنا فاضى و بعدين عشان سارة تعرف تروق و تغسل براحتها
منال بابتسامة : ماشى يا حبيبى .. أنا هاكلم أختك و أقولها أنك هاتخرج توتة و مراد للملاهى
أدهم بضيق فقد كان يريد توتة فقط : ماشى يا ماما .. كلميها عقبال ما ألبس
ذهب أدهم و ارتدى ثيابه على أكمل وجه و ودع أمه و غادر إلى حيث تقطن أخته .. اتصل بها و أخبرها أنه لن يستطيع الصعود إليها و أن تبعث له مراد و توتة .. ظل جالسا ًبعض الوقت بسيارته إلى أن جاءت توتة راكضة و خلفها مراد الذى يعبث بهاتفه .. نظر أدهم لمراد و قال بجدية : انت ماشى فى الشارع بتلعب فى الموبيل مش قادر تستحمل خلاص .. هاتموت لو سيبت الموبايل شوية
نظر له مراد بضيق و قال بجدية : خالو متبقاش خنيق زى ماما و بتقول كلام الأمهات ده .. أنا دايماً بقول انك أنت اللى فيهم
نظر له أدهم بغيظ و قال بنافذ صبر : عيال أخر زمن .. بقى أنا هتجوز عشان أجيب عيال زيكوا كدة يطلعوا عينى .. ثم أردف قائلاً : يلا اركبوا
فتحت توتة الباب الأمامى و ركبت بجانب أدهم .. أما مراد فظل واقفاً فى مكانه يعبث فى هاتفه .. نظر له أدهم بضيق و قال بنافذ صبر : هتحايل على حضرتك عشان تركب
وضع مراد هاتفه بجيبه و قال لأدهم برجاء : أنا مش عايز أروح الملاهى ده لعب عيال
ربعت توتة يدها أمامها بضيق و قالت بتذمر : لا هانروح الملاهى
نظر مراد لأدهم برجاء و قال بجدية : روحوا انتو الملاهى و أنا هاروح أخرج مع صحابى
أدهم بتفكير : و سارة اللى قايلها إنك معايا
مراد بجدية : هاتفضل فاكرة إنى معاك .. ثم قال برجاء : معلش يا خالو بس أنا هاموت و أخرج مع صحابى و ماما مش بترضى
نظر له أدهم بتفكير و قد رأها فكرة جيدة .. فهو يحتاج لتوتة فقط ليرى تالا .. تنهد تنهيدة عميقة و قال بجدية : ماشى بس أركب و أوديك لصحابك و أخذ أنا توتة أخرجها
مراد بفرحة : ربنا يخليك يا خالو
ركب مراد السيارة لينظر له أدهم و يقول بجدية : هتقابل صحابك فين ؟
أخبره مراد بمكان الكافية الذى سيتقابل فيه هو و أصدقائه ليوصله أدهم إلى هناك .. أراد مراد أن ينزل و لكن أوقفه أدهم و هو يقول بجدية : خالى بالك من نفسك و أنا لما أخلص مشوارنا أنا و توتة هاعدى عليك ثم أخرج محفظته و مد يده له ببعض المال و هو يقول : خلى دول معاك عشان لو احتجت حاجة
نظر مراد للمال الذى بيد أدهم بتردد فقال أدهم بجدية : أمسك يلا عشان أمشى
أخذ مراد المال من يده و قال بامتنان : شكراً يا خالو ثم نزل من السيارة .. لينطلق أدهم بها .. نظرت توتة لأدهم و قالت بفرحة : هيــــــــــــــة هنروح الملاهى
أدهم بجدية و هو ينظر للطريق : هانروح مشوار الأول و بعدين نبقى نروح الملاهى .. ماشى
توتة بفضول : هنروح فين ؟
أدهم بجدية : فاكرة البنت اللى كلمتك عليها قبل كده و قلتلك انها شبهك ؟
ابتسمت توتة و قالت بتساؤل : الواحدة البنت اللى انت بتكلمها
أدهم بابتسامة : أيوه هى .. أنا هاوديكى ليها تقعدى معاها شوية .. لو سمعتى الكلام اللى هاقلهولك ده بالحرف هاوديكى الملاهى .. غير كدة مافيش ملاهى
توتة بتفكير : ماشى .. قول الكلام عشان أسمعه و بعدين نروح الملاهى
نظر لها أدهم بغيظ و قال بجدية : أنتِ هاتسمعى و هاتنفذى مش هاتسمعى بس
توتة بملل : حاضر بس هاتودينى الملاهى
أدهم بجدية : هاوديكى الملاهى و اجبلك اللى أنتِ عايزاه كمان
ابتسمت توتة و قالت بفرحة : بحبك يا خالو أوى
ابتسم أدهم و قال بجدية : و أنا كمان بس هاحبك أكتر لو سمعتى الكلام اللى هاقولك عليه ده و نفذتيه
توتة بجدية : حاضر
ابتسم أدهم و قال بجدية : هانروح أنا و توتة حبيبة أدهم لأنطى تالا

توتة باستغراب : أسمها أيه ؟

أدهم بابتسامة : تالا

توتة باهتمام : أوك و بعدين ؟
أدهم بجدية : أنا هاقولها انك تقعدى معاها شوية عشان أنا عندى شغل هاعمله و سارة مسافرة و سيباكى معايا
توتة بدهشة : هى مامى سافرت ؟
تنهد أدهم بنافذ صبر و قال بجدية : توتة فتحيلى دماغك كده .. مامى فى البيت بس احنا هانقولها كده عشان تقعدى معاها شوية
وضعت توتة يدها على فمها بخضة و قالت بدهشة : هانكدب
تنهد أدهم بنافذ صبر و قال بجدية : توتة أبوس ايدك أنا مش ناقصك .. أنا مابحبش أكدب بس مضطر
نزلت دموع توتة .. فنظر لها أدهم باستغراب و قال بخضة : بتعيطى ليه ؟
توتة بدموع : عشان أنت هتكدب على أنطى تالا و مامى قالت أن اللى بيكدب بيروح النار .. ثم بكت أكتر و قالت : و أنا بحبك و مش عايزاك تروح النار
أوقف السيارة و ضمها إليه و قال بجدية : خلاص يا حبيبتى ماتعيطيش .. أنا مش هاكدب على أنطى تالا .. مش هانروحلها خالص
توتة بجدية : أحنا نروحلها و نقولها أننا عايزين نقعد معاها و أنى عايزة أتعرف عليها عشان أنت قولتلى انها شبهى .. نقول الحقيقة
تنهد أدهم بحيرة و قال بجدية : ماينفعش .. ماينفعش يا توتة .. الموضوع مش بالسهولة ديه
توتة بتفكير : طب هانعمل ايه ؟
أدهم بضيق : هاوديكى الملاهى و بعد كدة هانروح ناخد مراد و نروح
توتة بتساؤل : مش هانروح عند أنطى تالا
نظر لها أدهم و قال بشرود : هى وحشانى أه لكن مش عارف لما نروحلها هانقولها أيه ؟
توتة برجاء : تعال نروح .. أنا عايزة أشوفها
أدهم بتفكير : طب بصى أحنا هانروحلها و أنا هاقولها خلى توتة عندك عقبال ما أعمل مشوار و أجى تمام
توتة بتفكير : يعنى لما تقول كده .. مش هاتكدب ؟
أدهم بجدية : لا مش هاكدب .. عشان أنا فعلاً هاروح مشوار
توتة بابتسامة : أوك يلا نروح بقى
أنطلق أدهم بالسيارة و قال دون أن ينظر لتوتة : توتة لو روحنا عند أنطى تالا .. ماينفعش مامى أو نينة أو أى حد يعرف .. دة سر
توتة بجدية : أوك خلاص دة سر .. توتة مش هاتقول لحد
أدهم بجدية : شاطرة يا توتة .. ثم أردف قائلاً : عايزك بقى لما تقعدى مع أنطى تالا تعرفى هى بتحب أيه و بتكره ايه .. ظل يتحدث مع توتة و يعطيها إرشادات كثيرة إلى أن وصل إلى منزل تالا
تنهد تنهيدة عميقة و قال لتوتة بجدية : أوعى تنسى كلمة من اللى قولتها ثم أردف بجدية : يلا
توتة بابتسامة : يلا
أغلق أدهم السيارة جيداً و أمسك توتة بيده و اتجه بتجاه الفيلا .. رن جرس الباب لتفتح له مارى و على وجهها ابتسامة عذبة .. كاد أن يتكلم و لكنه سمع صوتها من الداخل و هى تقول بتساؤل : مين يا مارى ؟
أحس أن الحياة عادت له من جديد عندما سمع صوتها فماذا سيحدث له عندما يراها .. رأها تتقدم و هى تعدل طرحتها على رأسها .. نظر لها باشتياق .. لم يكن يعلم أن عيونه مشتاقة لها هكذا .. شدته توتة من قميصه و لكنه لم يكن يشعر بها فقد كان فى عالم أخر .. عالم ملكته تالا فقط و لا أحد أخر .. كم تمنى أن توافق تالا على أن تشاركه عالمها و تجعله ملك هذا العالم ..لم يستطع أن يبعد عيونه عنها .. حاول مراراً و تكراراً أن يبعد عيونه و يغض بصره عنها و لكنه لم يستطع .. أما هى فكانت تشعر بالإستغراب الشديد بسبب وجوده .. لماذا هو هنا .. ماذا يفعل هنا ؟ .. لماذا ينظر لها هكذا ؟ .. لفت انتباهها تلك الصغيرة التى تشده من قميصه فى محاولة فاشلة لينتبه لها .. كانت تلك الصغيرة تنقل عيونها بينه و بين تالا .. يبدو أنها ابنته المسماه بتوتة .. لماذا جلبها معه !
أستطاع أدهم أخيراً أن يبعد عينها عنها و ينتبه لتوتة التى تشده من قميصه .. أغلق عينه التى كانت فى أقصى حالات فرحها لأنها رأتها و لكن رغم ذلك كانت تشعر بالذنب لأنها تمعنت النظر و هى ليست حلاله .. ظل يستغفر ربه لبعض الوقت ثم نظرت له توتة و قال بتساؤل : فى أيه ؟
أشارت توتة إلى تالا و قالت بتساؤل : هى ليه بتمشى و هى قاعدة على الكرسي.. ليه مش بتقف و تمشى زينا ؟

نظر لها أدهم بعتاب و قال بصرامة ليجعلها تصمت : توتة
شعرت توتة أنها أخطأت عندما سألت هذا السؤال .. فنظرت للأرض و صمتت
نظر لها أدهم و قال بصرامة : توتة قولى لأنطى سورى
توتة بأسف : سورى
نظرت له تالا بعتاب ممزوج بالضيق لأنه أخاف تلك الفتاة الجميلة بنبرته الصارمة .. حتى أنه أخافها هى شخصياً .. اقتربت من توتة و نظرت لها بابتسامة و رفعت وجهها بيدها و قالت بابتسامة : و لا يهمك يا حبيبتى أنا مازعلتش ثم حولت نظرها لأدهم و عيونها تتساءل لماذا هو هنا هو و ابنته !
فهم أدهم نظرتها المتسائلة فقال بجدية : تالا ممكن تساعدينى ؟ ممكن تخلى توتة عندك شوية هاروح مشوار و هارجع أخدها ؟
نظرت له تالا بتردد و هى لا تعلم بماذا ترد .. لماذا هو مصمم أن يخترق حياتها بالرغم من أنها تحاول بشتى الطرق أن تقطع كل الخيوط التى توصله لها .. تذكرت أنه ساعدها من قبل .. لا يمكنها أن ترفض مساعدته .. تنهدت بحيرة ثم قالت بتردد : ماشى
ابتسم أدهم و قال بجدية : شكراً يا تالا .. عموماً أنا مش هتأخر ثم نزل فى مستوى توتة و قال بجدية : خلى بالك على نفسك و أسمعى كلام أنطى و متزعلهاش
تمسكت توتة بملابسه و قالت بجدية : أنا عايزة أمشى معاك .. مش عايزة أقعد معاها
أدهم بجدية : توتة أحنا قلنا أيه ؟ ثم أردف بصوت منخفض : زى ما اتفقنا
توتة بضيق : حاضر بس متتأخرش
ربت أدهم على شعرها بحنان و قال بابتسامة : حاضر يا حبيبتى ثم حول نظره لتالا و قال بجدية : شكراً .. و ودعهما و غادر
نظرت تالا إلى توتة بابتسامة و قالت بجدية : تحبى تعملى ايه عقبال ما بابى ييجى ؟
نظرت لها توتة باستغراب و قالت بدهشة : بابى مين ؟
تالا بجدية : أدهم .. ثم أردفت بتساؤل : هو مش أدهم يبقى بابى
توتة بجدية : لا أنا بابى أسمه محمد .. أدهم يبقى خالو
تالا بتساؤل : و سارة تبقى مين ؟
توتة بجدية : سارة تبقى مامى
شعرت بالسعادة تدغدغ كيانها عندما علمت أنها ليست ابنته و سارة ليست زوجته و لكن مهلاً لماذا شعرت بالسعادة .. لن تترك نفسها لتحب من جديد .. ستظل معلقة بذكرى ماجد السيئة لتذكرها جيداً أنه لا وجود للحب .. و ما هو إلا حرفين غبيين يخربان حياة الناس .. لن تدع نفسها تحت رحمة أى رجل !
نظرت لتوتة و قالت بابتسامة مصطنعة : طب هانعمل ايه بقى دلوقتى ؟
توتة بتساؤل : بتعرفى تحكى حكايات ؟
تالا بتفكير : نجرب و أنتِ قوليلى إذا كنت باعرف ولا لا .. ماشى
توتة بابتسامة : ماشى


ذهب لكافيه قريب من بيتها .. طلب فنجان قهوة و جلس يفكر فيها .. يشعر بالراحة الشديدة عندما رأها .. يكفى صداقة مزيفة عند هذا الحد .. يجب أن يطلب الزواج منها و يتزوجها .. لينفذ أمنية أحمد أو ربما أمنية أحمد التى أصبحت أمنيته فى الوقت الراهن !
أحس بهاتفه يهتز بجيبه فأخرجه ليجده مراد .. رد عليه ليسمع صوت مراد المرتجف يقول : إلحقنى يا خالو




يتبع ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-16, 09:04 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



✾الفصل الثامن عشر✾


ذهب لكافيه قريب من بيتها .. طلب فنجان قهوة و جلس يفكر فيها .. شعر بالراحة الشديدة عندما رأها .. يكفى صداقة مزيفة عند هذا الحد .. يجب أن يطلب الزواج منها و يتزوجها .. لينفذ أمنية أحمد أو ربما أمنية أحمد التى أصبحت أمنيته فى الوقت الراهن !
أحس بهاتفه يهتز بجيبه فأخرجه ليجده مراد .. رد عليه ليسمع صوت مراد المرتجف يقول : إلحقنى يا خالو
أدهم بتساؤل : مالك فى ايه ؟
صمت مراد لبعض الوقت و قال بصوت مرتجف : أنا فى القسم
انتفض أدهم و أخرج بعض النقود من محفظته و وضعها على المنضدة ثم خرج من الكافيه و هو يقول بحدة : و حضرتك بتهبب ايه هناك أنا مش سايبك فى الكافيه مع صحابك
مراد بصوت مرتجف : أتخانقت أنا و صحابى مع واحد فى الكافيـ..
قاطعه أدهم قائلاً بحدة : أنت فى قسم ايه ؟
أخبره مراد بمكانه ليغلق أدهم الخط و على وجهه علامات الغضب و الضيق .. استقل سيارته و قادها بسرعة و اتجه إلى القسم حيث يوجد مراد .. كان طوال الطريق يؤنب نفسه أنه وثق بمراد و تركه وحيداً و هو أمانة معه .. أمانة أمنته سارة عليها و هو لم يحسن الحفاظ عليها .. كان كل ما يهمه و يشغل باله أن يرى تالا فترك مراد وحيداً و أستغل توتة !
وصل أدهم أخيراً إلى القسم .. ركض إلى الداخل ليصطدم بشخص فقال دون أن ينظر له : أسف و أكمل طريقه و لكنه توقف عندما سمع اسمه
نظر وراءه للشخص الذى اصطدم به و ظل يشبه عليه لبعض الوقت .. فاقترب منه الشخص و قال بعتاب : و كمان مش عارفنى .. دى جريمة فى حقوق الصداقة تكفى أنى أحطك فى الحبس دلوقتى يا أدهم يا يوسف
تمعن أدهم بملامحه أكثر ثم قال بدهشة : أسر
أبتسم أسر و اقبل عليه و احتضنه و هو يقول بجدية : كنت هازعل أوى لو ماكنتش عرفتنى
احتضنه ادهم هو الأخر ثم ابتعد عنه و قال بسخرية : أنت تحمد ربنا أصلاً انى عرفتك بشنبك ده .. ايه يا أبنى الشنب ده ؟
ابتسم اسر بغيظ و وضع يده على شاربه و قال بجدية : يا ابنى ديه هيبة عشان المساجين يخافوا منى ثم أردف قائلاً بدهشة : أنت بتعمل ايه هنا ؟
نظر له أدهم و قال بضيق : مراد ابن اختى اتخانق هو و صحابه و كلمنى و قالى انه هنا
اسر بدهشة : قصدك الخناقة بتاعت الكافيه
أدهم بجدية : أيوه أنت تعرف عنها حاجة
اسر بجدية : تعال معايا
ذهب اسر إلى مكتبه و وراءه أدهم .. جلس على مكتبه و امر احد العساكر بإحضار مراد من الحجز
بعدما ذهب العسكرى نظر ادهم لأسر و قال بتساؤل : هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
كاد اسر أن يتحدث و لكن قطع كلامه دق الباب و دخول العسكرى و معه مراد .. وجه أدهم نظره لمراد ليجد ثيابه و شعره مبعثر و هناك بعض الخدوش بوجهه ناتجه عن شجار
قام ادهم و اتجه إليه و رفع وجهه بيده ليتألم مراد .. نظر له أدهم و قال بتساؤل : ايه اللى حصل ؟
نظر مراد له و بدأ يقص عليه ما حدث بالتفصيل منذ أن تركه إلى أن جاء إلى هنا
Flash Back
كان جالساً مع اصدقائه فى الكافيه فقال أحدهم : شايفين البت اللى قاعدة لوحدها ديه .. اراهنكوا انى هجيب رقمها فى اقل من عشر دقايق
نظر له مراد و قال بسخرية : اقعد يا ابنى اقعد .. دة انت قد ابنها و لو رحتلها مش بعيد هى اللى تعاكسك و تقولك يوغتى عليك قمر يا ناس
ليرد اخر و هو يقول بسخرية : ايوه مراد عنده حق
صديقه بغيظ : بقى كده .. مابقاش مهاب لو مجبتش رقمها
تنهد مراد بسخرية و أكمل تصفح هاتفه غير معير صديقه انتباه
قام مهاب و قال بغرور : اتفرجوا و اتعلموا
قام مهاب و اتجه بتجاه الفتاة التى يبدو أنها فى العشرين من عمرها و جلس امامها و قال بابتسامة تساؤل : هو القمر بيطلع الصبح ؟
نظرت له الفتاة بدهشة لأنه صغير جداً ليغازلها و قالت باستغراب : افندم
مهاب بابتسامة : أصلك من ساعة ما جيتى و أنا ملاحظ أنك قاعدة لوحدك فحبيت أونسك ثم أردف و هو يغمز لها : لو الــ Boyfriend بتاعك نفضلك أنا موجود يا قمر و طلباتك كلها مجابة
ارادت الفتاة أن تقوم و لكنه أمسك بيدها كما يشاهد فى الأفلام ثم قال بصوت منخفض : ماينفعش تقومى غير لما تدينى رقمك عشان هايبقى شكلى وحش قدام صحابى
وجد أحدهم يمسكه من التيشرت الذى يرتديه و بدأ بضربه و سبه .. حاولت الفتاة كثيراً أن تجعله يتوقف عن ضرب و سب الفتى و لكنه لم يستمع لها و كان يقول بغضب : مدام اهله مربهوش يبقى أربيه أنا .. عيل فى سنه كده و بيعمل اللى بيعمله ده يبقى لازم يتربى عشان لما يكبر يحرم يقل أدبه على بنات الناس و يعرف أن بنات الناس مش لعبة .. لم يستطع مراد أن يشاهد صديقه يضرب هكذا رغم أنه مخطئ فذهب و حاول أن يخلصه من يد الرجل و لكن قام الرجل بضربه هو ايضاً و هو يقول : مدام أهلكم ماربكمش يبقى أنا هاربيكم
أتصل صاحب الكافيه بالشرطة فجاءوا و أخذوا الرجل و الفتاة و مهاب و مراد .. فقد فر بقيه اصدقاء مراد عندما رأوا الرجل يضرب مهاب و مراد
Back
اردف مراد قائلاً ببكاء : و الله يا خالو أنا ماعملتش حاجة
نظر أسر لأدهم و قال بجدية : أنت ممكن تضمنه ببطاقتك يا أدهم و تاخده و تروح
مراد بتساؤل : طب و مهاب ؟
نظر له أدهم و قال بحدة : هاتقطع علاقتك بيه
مراد بدموع : حاضر
نظر أدهم لأسر و قال بجدية : كنت اتمنى اقابلك فى ظروف احسن من كدة يا أسر
ابتسم أسر و قال بجدية : احنا لازم نتقابل تانى يا أدهم .. وحشتنى أوى أيام زمان .. أيام المدرسة و ثانوى
أدهم بجدية : أكيد هانتقابل و نرجع الأيام دى
تبادلوا الأرقام و هم على وعد أن يتقابلوا ثانية ليرجعوا ذكريات الماضى التى نسوها بمشاغل الحياة !


انتهت تالا من قص الحكاية على توتة و قالت بتساؤل : ايه رأيك بقى .. حلوة و لا ملتوتة ؟
نظرت لها توتة باعجاب و قالت بانبهار : حلوة اوى .. أنتِ بتعرفى تحكى حكايات جميلة مش زى خالو أدهم كل الحكايات بتعته وحشة
ابتسمت تالا و قالت بتساؤل : هو أدهم بيحكليك حكايات ؟
توتة بجدية : أيوة بيحكلى حكايات بس وحشة أوى ثم أردفت قائلة : أنتِ ممكن تحكيله حكايات يحكيهالى
ابتسمت تالا و قالت بجدية : ان شاء الله ثم أردفت قائلة : تحبى نعمل ايه تانى ؟
توتة بتفكير : احكيلى حدوتة تانى
تالا بجدية : لا كفاية حواديت نعمل حاجة تانية ثم أردفت بتساؤل : ايه رأيك تيجى تختارى معايا لبس من الدولاب
توتة بابتسامة : أوك موافقة ثم أردفت بتساؤل : بس أنتِ عايزة تختارى لبس ليه ؟
تالا بابتسامة : عشان عندى عيد ميلاد و مش عارفة هالبس ايه ؟
توتة بتساؤل : عيد ميلادك ؟
تالا بجدية : لا عيد ميلاد واحدة صاحبتى و لازم اروحه
توتة بابتسامة : ماشى .. تعالى يلا نختار
أخذتها تالا لغرفتها و فتحت دولابها و نظرت لملابسها المعلقة بحيرة و قالت لتوتة بتساؤل : ايه رأيك البس ايه ؟
نظرت توتة لملابس تالا المعلقة لتجد معظمها ألوان غامقة للغاية كالأسود و الكحلى و البنى و معظمها جيب .. حولت نظرها لتالا و قالت بضيق : كلهم وحشين
تالا بضيق : مفيش ولا واحد عاجبك ؟
توتة بضيق : لا كلهم وحشين
تالا بتفكير : طب بصى أنا عندى فكرة
توتة بتساؤل : فكرة ايه ؟
حركت تالا عجلات كرسيها و اتجهت إلى الكمودينو و فتحت أحد ادراجه و أخرجت منه لاب توب
نظرت لها توتة باستغراب و قالت بتساؤل : هتعملى ايه ؟
تالا بابتسامة : هنشوف فستان حلو و نشتريه Online ايه رأيك ؟
توتة باستغراب : يعنى ايه ؟
فتحت تالا أحد المواقع المشهورة المتخصصة فى شراء الأغراض عن طريق الانترنت و ايصالها إلى المنزل بدون اى مجهود أو تعب و اختارت قسم الفساتين ثم نظرت لتوتة و قالت بجدية : تعالى بقى نختار فستان من هنا و نشتريه
توتة بابتسامة : أوك
نظرت تالا لأحد الفساتين و قالت : ايه رأيك فى ده ؟
توتة بضيق : لا وحش
ظلوا بعض الوقت يتناقشوا فى اختيار الفساتين إلى أن قالت توتة بانبهار : ده حلو اوى
نظرت تالا للفستان بتمعن لتجده أنيقاً و يليق بحجابها أيضاً فقد كان فستاناً مصنوعاً من الشيفون ضيق قليلاً من الصدر إلى الخصر و واسع من الأسفل و أكمامه واسعة ايضاً كما أن لونه النبيتى أعجبها بشدة
ابتسمت تالا و قالت بجدية : خلاص هاشتريه .. شكراً يا توتة ثم أردفت بجدية : و عشان أنتِ اخترتى معايا الفستان الجميل ده .. أنا هاعملك كيكة جميلة أوى شوفتها فى التليفزيون
توتة بفرحة : عايزة أساعدك

تالا بابتسامة : و أنا موافقة يلا بينا
اصطحبت تالا توتة إلى المطبخ لتجد مارى تحضر الغداء .. نظرت لها مارى و قالت بتساؤل : تأمرى بحاجة يا تالا هانم
ابتسمت لها تالا و أخبرتها بالأشياء التى تريدها لتصنع الكعك و امرتها بالخروج من المطبخ ..
خرجت مارى من المطبخ لتبدأ تالا بصناعة الكعك بمساعدة توتة !

كان يقود سيارته و هو صامت و مراد يترجاه أن ينظر له و يحدثه لكنه اصر على الصمت فقد كان يشغل تفكيره ما ستقوله اخته و امه عندما يروا مراد بهذا الشكل .. توقف امام أحد محلات الملابس و فتح باب السيارة و نزل منها دون أن ينطق ببنت شفة !
اراد مراد أن ينزل وراءه و لكنه قال بجدية : خليك عندك أنا شوية و هاجى
خضع مراد لكلامه و ظل جالسا ًفى مكانه منتظرا ًأدهم .. جاء ادهم بعد قليل من الوقت و هو يحمل حقيبة من هذا المحل فتح الباب و جلس امام المقود ثم مد يده بالحقيبة لمراد و قال بجدية : البس دول يلا
أخذ مراد منه الحقيبة و قال بضيق : هاغير هنا
زفر ادهم بغضب و قال بنافذ صبر : انجز عشان مش هاينفع تروح كده
بدل مراد ثيابه و عدل من هندامه ثم نظر لأدهم و قال بجدية : احنا هنروح فين دلوقتى ؟ ثم أردف بتساؤل : فين توتة ؟
لا يعرف أدهم بماذا يرد فقال بصرامة دون أن ينظر له : ينفع تسمعنى سكاتك
أماء مراد برأسه ايماءة صغيرة و قال بخفوت : حاضر
ظل صامتا ًلبعض الوقت ثم قال بتساؤل : أنت مش هاتقول لماما , صح ؟ ثم أردف برجاء : متقولهاش يا خالو ربنا يخليك عشان لو عرفت أنى دخلت القسم مش بعيد تقتلنى
نظر له أدهم بضيق و قال بجدية : مش قولتلك اسكت
مراد باستسلام : حاضر
وقف أدهم أمام فيلة تالا و قال بجدية : خليك هنا و أنا هجيب توتة و اجى
مراد بتساؤل : هى توتة هنا بتعمل ايه ؟
نزل أدهم من السيارة دون أن يرد عليه و ذهب بتجاه منزل تالا .. رن جرس الباب لتفتح له مارى
نظر لها أدهم و قال بجدية : مارى ممكن تجبيلى توتة من جوه
مارى بابتسامة : اتفضل يا أستاذ ادهم .. هاروح أندها لحضرتك حالاً
ذهبت مارى ليدخل أدهم و يجلس على أقرب كرسى قابله .. بعد مرور بعض الوقت وجد توتة تجرى بتجاهه و هى تقول بفرحة : خالو عملنا أنا و أنطى تالا كيكة
نظر لملابس توتة المنساب عليها الدقيق بكثرة و قال بغيظ : ما هو واضح يا حبيبتى من غير ما تقولى
لاحظ تالا التى تقدمت بتجاههم و ملابسها و أجزاء من وجهها عليه اثار الدقيق .. نظرت له و قالت برجاء : أدهم استنى شوية عقبال ما الكيكة تستوى عشان توتة تاكل منها
نظر لها أدهم بدهشة و قال بتساؤل : أنتو متأكدين أنكوا كنتو بتعملوا كيكة مش بتلعبوا بالدقيق ثم أردف قائلاً و هو يشير إلى جانب أنفه : امسحى الدقيق من هنا
نظرت له بحرج و وضعت يدها حيث يشير و لكن على وجهها هى و قالت بتساؤل : هنا
أدهم بجدية : لا فوق شوية
رفعت أناملها قليلاً و قالت بتساؤل : هنا
أدهم بجدية : لا على الجنب شوية
أزاحت أناملها قليلاً و قالت بتساؤل : هنا
نظر لها بنافذ صبر و قام و أمسك يد توتة و أقترب منها و أشار على وجهها بيد توتة و هو يقول : هنا و هنا و هنا
رغم أن يد توتة هى التى كانت تلمس وجهها و يده بعيدة عنها و لكنها كانت تشعر أن يده هى من تلامس وجهها فعادت بوجهها إلى الوراء و قالت بارتباك : خلاص أنا هابقى أغسل وشى
ترك يد توتة و جلس مجدداً حيث كان يجلس .. نظرت له تالا بحرج ممزوج بالإرتباك اما توتة فقالت بابتسامة : اصل علبة الدقيق وقعت من أنطى تالا و هى بترجعها مكانها فبهدلت المطبخ فأنا خدت حبة من اللى وقعين على الأرض و رميت عليها و قعدنا نلعب بقى بالدقيق
نظر لهم بنافذ صبر و نزل لمستوى توتة و بدأ بتنفيض ملابسها من الدقيق .. بعد مدة ليست بطويلة انتهى أخيراً من تنظيف ملابسها فقام و قال بجدية : يلا نمشى بقى
تالا بجدية : استنى يا أدهم توتة لازم تاكل من الكيكة اللى ساعدتنى فيها
تنهد أدهم و قال بتساؤل : هى فاضل عليها كتير ؟
تالا بحيرة : مش عارفة
نظر لها أدهم بغيظ و قال : مادم أنتِ مش عارفة مين اللى يعرف
نظرت له تالا بضيق و قالت بجدية : ما أنا مش فاكرة الشيف قال بتقعد قد ايه فى الفرن
أدهم بغيظ : مدام مش فاكرة بتعمليها ليه ؟
نظرت له تالا بغيظ و قالت بضيق : و انت مالك هو أنا عملاها على حسابك أو عملاها
فى مطبخك .. ايه اللى مضايقك يا أخى أنا حرة ؟
نظر لها بحدة و قال بجدية : لا مش حرة
تالا بعند : لا حرة بقى
كاد أدهم أن يرد عليها و لكن أتت مارى و هى تقول بابتسامة : الكيكة استوت يا تالا هانم
تالا بجدية : طب يلا حطلنا بقى
ذهبت مارى اما تالا فنظرت لأدهم و قالت بجدية : أدهم عايزة أتكلم معاك شوية ثم نظرت لتوتة و قالت بجدية : توتة روحى لمارى تغسلك ايديكى عشان تعرفى تكلى
توتة بجدية : طب تعالى معايا عشان تغسلى ايدك انتِ كمان
تالا بجدية : روحى أنتِ و أنا شوية و هاجى وراكى
فهم أدهم أن تالا تريد أن تتحدث معه على انفراد و ليس امام توتة فقال بجدية : توتة اسمعى الكلام يلا
توتة بخضوع : حاضر
ذهبت توتة لتقول تالا بجدية : أدهم أنا وافقت أن توتة تقعد معايا انهاردة بس عشان أردلك الجميل و المساعدة اللى أنت ساعدتهالى ثم أردفت بجدية قائلة : لو توتة عايزة تجى تقعد معايا أنا معنديش اى مانع بس قولى و أنا هابعت السواق يجيبها ماتجبهاش أنت عشان مش هاينفع اللى أنت بتعمله ده .. مش عايزاك تنسى أنى قاعدة لوحدى و أنا مش هاسمح لأى حد من الجيران اللى جمبنا أنه يتكلم علـ..
بتر أدهم كلامها قائلاً بتساؤل مصطنع : أنتِ لحد دلوقتى مقولتليش أنتِ ليه قاعدة لوحدك .. فين أهلك ؟
تنهدت تالا بضيق و قالت بجدية : بابا مسافر عشان شغله
أدهم بتساؤل : و مامتك ؟
قطع كلام تالا مجئ مارى و هى تحمل الصنية الموضوع عليها اطباق من الكعك و توتة تسير بجانبها .. اقتربت توتة من تالا و قالت بابتسامة : غسلت ايدى أهو
ابتسمت تالا و قالت بابتسامة : شطورة يا حبيبتى .. هاروح أنا أغسل ايدى و وشى و
أجى
ذهبت تالا من أمامهم و دخلت الحمام لتغسل وجهها .. نظرت فى مرآة الحمام الموضوعة بمستواها و مصنوعة خصيصاً لها .. نظرت لوجهها حيث كان يشير أدهم ثم أغمضت عينيها تتذكر الموقف و لكنها فتحتهما سريعاً و غسلت وجهها أسرع و خرجت من الحمام و اتجهت لهم لتجد أدهم جالس مع توتة يتسامرون .. نظرت لهم و قالت بجدية : مش بتكلوا من الكيك ليه ؟
توتة بابتسامة : خالو أدهم قالى أستنى أنطى تالا عشان ناكل مع بعض
عبست تالا و أخذت طبق من على الصنية و أعطته لتوتة ثم أخذت الطبق الأخر و أعطته لأدهم .. أخذ أدهم قطعة من الكعك و أكلها فشعر أن عضلات وجهه توقفت عن العمل و كاد أن يبكى من طعمها السئ .. بلع القطعة غصباً و حاول رسم ابتسامة على وجهه مجاملة لها لكنه لم يستطع فقد كانت عضلات وجهه مشلولة فهى لم تتحمل مذاق كعك تالا السئ !
نظرت له تالا و قالت بتساؤل : حلوة ؟
أستطاع بعد عناء أن يعيد عضلات وجهه التى قررت أن تتقاعد إلى العمل من جديد و رسم ابتسامة و قال و هو يكاد أن يبكى : أوى لدرجة أنى بفكر أخذ الصنية معايا و أنا ماشى
أخذت توتة قطعة صغيرة من الكعكة و أكلتها و قالت بقرف : يع دى وحشة أوى طعمها وحش أوى
قررت تالا أن تختبر كعكتها بنفسها و ترى من هو أصدق فى رأيه .. توتة أم أدهم ..
تذوقت قطعة فدمعت عينها على الفور و قالت بصوت عالى : مارى هاتى صنية الكيك عشان أدهم هيخدها معاه ثم أردفت قائلة بجدية : أنا مليش خلق على الكيك و الحلويات و الحاجات دى أنت ممكن تاخد الكيك بتاعتى أنا كمان و مدت يدها له بطبقها
نظر أدهم للطبق و فمه فاغراً من الدهشة و قال بجدية : بصى أنا هاقولك نصيحة هى الكيكة حلوة بس أوعى الشيطان يوزك و تعمليها تانى ثم قام و وضع الطبق على الصنية و قال بجدية : أنا لازم أخد توتة و أمشى حالاً ثم أمسك توتة من يدها و قال بصوت منخفض :يلا عشان أنطى تالا شكلها عايزة تموتنى
توتة بابتسامة : أوك يلا
نظر أدهم لتالا و قال بابتسامة : يلا سلام بقى .. لا إله الإ الله
ابتسمت تالا و قالت : محمد رسول الله ثم أردفت قائلة بتساؤل : أدهم استنى خد الصنية معاك
نظرلها أدهم و قال بجدية : صنية ايه أنتِ صدقتى .. صلى على النبى و ارميها عشان ماتتعبيش
نظرت تالا فى الأرض بضيق و قالت بحزن : عليه أفضل الصلاة و السلام .. أنا مش عارفة هى طلعت وحشة أوى كدة ليه ؟ أنا عملت زى ما شوفت فى التلفزيون بالظبط
ابتسم أدهم و قال بجدية : الفشل هو أول خطوة للنجاح .. جربى تانى و إن شاء الله هاتطلع حلوة
ابتسمت تالا و لم تعلق لكنها قالت لتوتة : تعالى هاتى Kiss لأنطى تالا
اقتربت منها توتة و قبلتها على وجنتها و قالت بابتسامة : هاجيلك تانى عشان تحكلى
حدوتة بس المرة الجاية مش هانعمل كيك .. ضمتها تالا و قالت بابتسامة : إن شاء الله يا حبيبتى
أخذ أدهم توتة و غادر لتشعر تالا بالوحدة مجدداً !

وصل إلى المنزل بعد أن شدد على توتة و مراد أن لا يذكروا اى شئ من احداث اليوم أمام سارة و أمه .. أتصل بسارة و أخبرها أنه سيأخذ توتة و مراد مع إلى المنزل .. دخل إلى الفيلا ليجد أمه جالسة فى حديقة المنزل .. نظرت لهم بابتسامة و قالت : اتبسطوا ثم لفت انتباها وجه مراد الملئ بالخدوش و قالت بخضة : ايه اللى فى وشك ده ؟

ارتبك مراد و قال بتوتر : وقعت .. عادى يا نينة يعنى ثم أردف بسرعة قائلاً : أنا هادخل جوه عشان تعبان أوى من الخروجة ثم دخل دون أن يسمع ردها
نظرت منال لتوتة و قالت بتساؤل : أتبسطى يا حبيبتى ؟
توتة بابتسامة : أيوة يا نينة
ابتسمت منال و قالت بجدية : طب يلا روحى اغسلوا اديكوا عقبال ما احضر الغداء
أدهم بجدية : أنا مش جعان هابقى أكل لما اصحى ثم دخل دون أن يسمع ردها لتذهب توتة وراءه .. دخل غرفته و جلس على السرير لتأتى توتة و تجلس بجانبه .. نظرت له توتة و قالت بابتسامة : شوفت أنا مش قولت لنينة اننا كنا عند أنطى تالا و سمعت كلامك أهو
أدهم بابتسامة : شاطرة بس ياريت تفضلى شاطرة و متقوللهاش ثم أردف بتساؤل : سألتى تالا الحاجات اللى قولتلك عليها و عرفتى هى بتحب ايه و بتكره ايه ؟
نظرت له بأسف و هزت رأسها بلا و هى تقول : نسيت
نظر لها بغيظ و قال بتساؤل : طب قوليلى ايه رأيك فيها ؟
توتة بضيق : بتعمل كيكة وحشة أوى
أدهم بغيظ : أنا مش بسألك عن الكيكة اللى هى بتعملها أنا بسألك عليها هى
توتة بتفكير: هى طيبة أوى و قمورة
أدهم بتساؤل : طب أيه رأيك لو أتجوزتها ؟
نظرت له توتة بتفكير و قالت بحيرة : مش عارفة بس لو أنت عايز تتجوزها أتجوزها ثم أردفت بتساؤل : أنت عايز تتجوزها ؟
أدهم بحيرة : أنا زيك بالظبط مش عارف
توتة بتساؤل : طب نسألها هى يمكن تعرف
ابتسم أدهم و قال بتساؤل : نسألها نقولها ايه طيب ؟
توتة بحيرة : مش عارفة أنت الكبير فأنت أكيد عارف هاتقولها ايه ؟
أدهم بتساؤل : طب لو أنا أتجوزتها أنتِ هتبقى فرحانة ولا زعلانة
نظرت له بتفكير وقالت بجدية : أتجوزها عشان هى بتحكى حكايات حلوة أوى
أدهم بغيظ : يعنى أنتِ هتبقى مبسوطة
توتة بابتسامة : أيوة هبقى مبسوطة ثم أردفت بتساؤل : بس أنت مش قولتلى هى ليه مش بتمشى زينا ؟
ربت أدهم على رأسها و قال بجدية : هى إن شاء الله هاتعمل العملية و هاترجع تمشى تانى ثم أردف بتحذير : توتة متتكلميش فى الموضوع ده قدامها تانى يا حبيبتى عشان ماتتضايقش
توتة بخضوع : حاضر ثم أردفت بتساؤل : بس هى ممكن تمشى زينا
تنهد أدهم و قال بجدية : قولى يا رب
توتة بابتسامة : يا رب
اقترب أدهم و قبلها من جبينها و قال بجدية : تعرفى يا توتة رغم انك صغيرة بس بحب أتكلم معاكى و بحس أن دماغك كبيرة أوى على سنك
ابتسمت توتة و لكن تحولت ابتسامتها إلى عبوس عندما تذكرت أنهم لم يذهبوا إلى الملاهى فقالت بضيق : أنت ضحكت عليا على فكرة و قولتلى أنك هتودينى الملاهى و مش ودتنى
أدهم بجدية : ليكى عندى خروجة من الصبح لبليل نعمل فيها اللى أحنا عايزينوا .. أوك
توتة بابتسامة : أوك

اقتربت من الأنتهاء من تحضيرات عرسها و لكن بقى القليل من الأشياء التى تريد شرائها فقررت أن تنزل و تشتريها و تذهب زيارة لتالا دون علم مروان فقد اشتاقت لها بشدة .. اتصلت بمروان و أخبرته أنها ستنزل لتبتاع بعض المشتروات الناقصة و لكنه رفض و أخبرها أنها يمكنها النزول فقط لو نزلت أمها معاها .. تنهدت بضيق و خرجت لأمها و قالت بتساؤل : ماما تنزلى معايا أجيب شوية حاجات ؟
أمها بجدية : لا مش قادرة أنزل
تنهدت لميس بضيق و ذهبت إلى غرفتها و أرتدت ثيابها و قالت لأمها بجدية : طب أنا هانزل ماشى
صابرين بتساؤل : قولتى لمروان ؟
لميس بارتباك : اه قولتله .. فتحت الباب و خرجت و هى تشعر بالخوف الشديد من أن يعلم مروان بأنها ذهبت لتالا لكن هذه الفرصة الوحيدة التى امامها لترى تالا قبل عرسها .. و ربما تكون هذه أخر مرة تراها فيها !
وصلت إلى منزل تالا و رنت جرس الباب لتفتح لها مارى و على وجهها ابتسامتها المعتادة .. نظرت لها لميس و قالت بتساؤل : تالا موجودة ؟
أبتسمت مارى قائلة : اه أتفضلى جوه عقبال ما اندها لحضرتك
دخلت لميس و جلست تنتظر تالا .. و ما هى الإ دقائق قليلة و كانت تالا أمامها .. قامت لميس واحتضنها باشتياق قائلة : وحشتينى أوى يا تالا .. أنا أسفة جداً إنى مش بشوفك ولا بكلمك بس أنتِ عارفة مروان
ربتت تالا على كتفها و قالت بجدية : ولا يهمك يا حبيبتى الله يكون فى عونك ثم أردفت بتساؤل : أتجوزتى ؟
لميس بجدية : كتبنا الكتاب بس الفرح فاضله ايام
ابتسمت تالا و قالت بجدية : ربنا يهنيكى و يهديلك مروان يا حبيبتى
لميس بابتسامة : أحلى دعوة دعتهالى والله ثم أردفت بتساؤل : أنتِ عاملة ايه ؟
أبتسمت تالا برضا و قالت : الحمد لله عايشة
ارادت لميس أن تتكلم و لكنها سمعت صوت مارى و هى تقول بحدة : يا أستاذ مينفعش كده .. ثوانى يا أستاذ صدقنى مينفعش كده .. حضرتك مين ؟
أبعدها الشخص من أمامه و دخل لتتصلب لميس فى مكانها بعد أن رأته .. نظرت له تالا بغضب و قالت بحدة : فى حد يدخل بيوت الناس كده .. بنى ادم غبى و همجى
نظر لها مروان و قال بحدة : أنا و أنتِ مفيش كلام بينا فياريت تسكتى و ماسمعش حسك أنا مش جى لحضرتك .. أنا جاى أخد مراتى اللى كسرت كلمتى و جتلك ثم أقترب من لميس و شدها من يدها لتقول لميس بخوف : مروان أهدى مينفعش كده
نظر لها مروان و قال بحدة : و كمان ليكى عين تتكلمى .. أنتِ قولتيلى أنك رايحلها .. قولتيلى .. ثم أردف بعصبية : لا طبعاً أنا لازم أعرف بالصدفة و كان عندى حق لما مشيت وراكى عشان أشوفك بتروحى فين من غير إذنى ؟
سحبت لميس يدها منه بعنف و قالت بحدة : لو كنت قلتلك ماكنش هتوافق
صفعها مروان بغضب و قال بحدة : ده أقل حاجة تستاهليها عشان كسرتى كلمتى و عملتى اللى فى دماغك من ورايا .. المرة الجاية هاكسر رقبتك ثم أردف بصرامة : 5 دقائق بالظبط لو مجتيش ورايا هاتبقى طالق
نظرت له تالا بصدمة و قالت بحدة : أنت أكيد مش انسان أنت حيوان .. ازاى تعمل فيها كده .. و كل ده ليه ؟ عشان جت لصاحبتها ؟ أنت بتفكر ازاى ؟ ثم أردفت بحدة أكثر : أنت بنى أدم غير سوى .. أنت عايز دكتور نفسى
ضغط مروان على أسنانه بغضب و قال بحدة : قولتلك خليكى فى حالك و ماسمعش حسك .. أطلعى منها أنتِ و كل حاجة هاتبقى كويسة .. خليكى كويسة و أتمنى للناس الخير و ماتخربيش على صاحبتك .. أردف قائلاً للميس بجدية : يا أنا يا هى يا لميس ثم غادر
قامت لميس و دموعها تنزل على وجهها و أمسكت حقيبتها و أرادت أن تخرج وراء مروان لكنها توقفت عندما سمعت تالا تصيح بها قائلة بغضب : هاتروحى وراءه برده ؟ أنت ماعندكيش كرامة للدرجادى .. للدرجادى أنتِ متاحة مهما يعمل فيكى ؟
نظرت لها لميس و قالت بدموع : مفيش كرامة فى الحب
تالا بحدة : أنتِ ليه غبية و سلبية كده .. ليه ضعيفة .. الحب الصادق اللى بجد بيقوى مش بيضعف ! و أنتِ حبك أنتِ و مروان هايدمرك مش هايضعفك بس .. حبك مبنى على تضحيتك أنتِ بس لكن هو عمره ما ضحى ولا هيضحى عشانك طول ما هو شايفك متاحة قدامه مهما عمل فيكى
نظرت لها لميس بضعف و قال بخفوت : مش عايزة ابقى مطلقة و عايشة على الماضى زيك ثم تركتها و ذهبت وراء مروان
نظرت لها تالا بصدمة لكلامها و تصرفاتها ثم قالت بحدة : تستاهلى كل اللى بيحصلك و هيحصلك يا لميس عشان أنتِ غبية و أنتِ اللى عملتى فى مروان كده .. أنتِ اللى خلتيه سى السيد بضعفك و عدم احترامك لنفسك و كرامتك !


مرت الأيام حتى أتى موعد عيد ميلاد أسيل .. ساعدت زينب و مارى تالا فى ارتداء ملابسها لتذهب لعيد الميلاد .. أصبحت تالا كوردة رائعة الجمال بعد أن ارتدت الفستان .. فكانت هى جذور الوردة و الفستان حولها كالبتلات !
نظرت لها زينب و قالت بابتسامة : الله أكبر عليكى زى القمر
ابتسمت تالا و قالت بجدية : بلاش مبالغة
أبتسمت زينب و قالت بجدية : مش ببالغ يا حبيبتى و الله .. أنتِ طالعة زى القمر بجد .. أخاف تتخطفى لو رحتى لوحدك
ابتسمت تالا لها و كادت أن تتكلم و لكنها سمعت صوت هاتفها يعلن عن مجئ عم محمود السائق .. ودعتهم تالا و ذهبت !
وصلت السيارة لمنزل أسيل لتنزل تالا منها بمساعدة من عم محمود و هى تحمل بيدها هدية لأسيل اشترتها لتوها .. دخلت و هى تشعر بالرهبة و الخوف لأنها لا تعرف أحداً فى هذه الحفلة كما أنهم مختلفون كل الإختلاف عنها .. لا يوجد شئ مشترك بينها و بينهم .. شاهدت أسيل تقترب منها و ابتسامة واسعة على وجهها لكن ابتسامتها اختفت تدريجياً عندما وجدت تالا بمفردها و أدهم ليس معها !



يتبع ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.