آخر 10 مشاركات
567 - قانون التجاذب - بيني جوردان - قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          ملك لمصاص الدماء (11) للكاتبة Rachel Lee الجزء الأول من سلسلة التملك .. كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree12Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-16, 11:23 AM   #11

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس
مركب ورق في البحر
والبحر قلبه كبير ...كبير...كبير
مركب ورق قلبي.... بتعاند المجادير
موج ياخدها لفوق... و موج يطوحها
شطوط بتحضنها...وشطوط بتجرحها
مركب ورق قلبي
أوان فرحها مجاش
مزيج من القوة المقيدة والضعف المترسخ, غضب هادر وفتور واستلام مقيتين, احساس بالأهانه و فقدان الحماسة لردعه!
كيف يجتمع الشئ ونقيضه بداخلها هكذا ؟ هل هذه هى تعقيدات قلوب البشر أم أنها تعقيدات قلبها وحدها!
نصل حاد يتغلغل بين خلاياها ممزقا اياهم ببطء, بألم رهيب لاطاقة لها به , والعجز عنوان فلا باستطاعتها إحكام قبضتها على ذلك النصل , أو حتى طلب الدعم من المحبين ليخففوا عنها الألم, ولا حتى أخذ مسكن مؤقت لعل وطأة العذاب تكون أقل.
اليوم هو اليوم الأخير من امتحاناتها , منذ أيام لم تغادر غرفتها بحجة المذاكره , تقصر الكلام مع خطيبها بحجة الإنهاك , خاصة بعد كذبتها التى تجاهلها ذلك اليوم المشئوم, يوم فرارها متخاذلة من المطعم , حينما اتصل بها أخبرته أنها كانت متعبة للغاية ولم تستطع البقاء وأيضا لم تجده لتخبره,تحججت بشبكة الهاتف الضعيفه بمكانه لتبرر عدم اتصالها به
كم حمدت الله حينها انها عادت لتجد المنزل فارغ,والدها بعمله ومحمد كان بالخارج مع أصدقاءه ووالدتها بالتأكيد بمنتدى الثرثرة والفضائح العالمى
حالتها كانت مزرية ,يالله كم جاهدت حتى لاتتصل بمحمد وتقص عليه كل شئ, كم بكت وصرخت صرخات مكتومة , ونيران تتأجج داخلها تشعلها لتتوهج أكثر ويقوى الألم بصورة أكبر .
لتغفو منهكه وتستيقظ صباحا بصداع مريع وحالة فتور مريرة تسيطر عليها فتتحجج بالدراسة وتعتكف بغرفتها متجنبة الجميع خاصة خالها
( والان ياعروس ماذا تنوين بالأجازه ؟)
نظرت ل صفاء الجالسة بانهاك هى الأخرى على الكرسي الى جانبها ثم رددت بفتور ( لاشئ)
نظرت لها صفاء بتفحص متسائلة ( لماذا أشعر بوجود شئ خاطئ ! من المفترض أنك الان عروس متوهجه ,لماذا كل هذه الكآبه)
ابتسمت بسخرية وشردت بالبعيد هامسة : وما الصحيح بالدنيا يا صديقتى , الدنيا ماهى إلا كتلة أخطاء يتخللها بعض الخير لتحلية مرارة الخطيئة بها
( هادية , مابك حقا !)
التفتت لصديقتها التى أصابها الهلع, محاولة بث الطمأنينة داخلها مردد بمرح مصطنع ( أثر الأمتحانات والخطبة المفاجأه لا أكثر )
ابتسمت صفاء بخبث قائله( بمناسبة الخطبه , زوج المستقبل يخطو بابتسامة مشرقة نحوك)
والتفتت نحوه بقوة , بغضب , بثورة على لقب الخطيب الذى لاتشعر به واقترب هو أكثر مبتهج ومرح بأكثر من المعقول قائلا بعبث ( مرحبا ياحبيبتى هل لى أن أختطفك لساعات؟
نظرت له بلامبالاه قالة ( اين سنذهب يا ابن عمى)
لاتعلم لم تعجز عن نطق اسمه أو مناداته بخطيبي مثلا , لسانها يعجز عن تنفيذ أوامر عقلها بشكل يثير جنونها
هذه مفاجأة إحتفالا بإنتهاء امتحاناتك)
كانت هذه نبرته المتحمسه والتى لم تملك أمامها الا أن تودع صديقتها وترحل معه
xxxxxxxx
شئ ما بداخلها ينمو ببطء مثير للأعصاب, يحفز كامل خلاياها لإحتواء حمم بركانية قادمة لامحالة, برودها الظاهرى لاينفي أبدا غليان قلبها وعقلها وكأنهما اتحدا ضدها عازمين على إذاقتها العلقم ولكن بتروى كما تتفحم قطعة الخبز المنسية على نار هادئة.
خطأ خطأ خطأ
هذا كل ماتعية , خطبتها له خطأ, وجودها معه خطأ, ارتباط اسمها به إختلال , ولكنها تسير بطريق لايخصها بلا هدف ولا فهم لما يحدث, وكأن أحدهم دفعها بقوة لتخطو بقوة الدفع هذه
توقفت بارتباك متسائله( ماذا نفعل هنا)
غمزها هاشم بمرح قائلا بزهو : قمت بحجز سهرة مسائية لنا بهذا اليخت )
تلعثمت قليلا وهى تردد : لكنى لم أرتدى شيئا مناسبا !
تفحصها بزهو قائلا : أى شئ يليق بك يا هادية أساسا , أنت جاهزة تماما ثقي بي.
تطلعت لتنورتها الطويلة المشمشية و قميصها الأبيض الناصع مع حذاء بكعب ذهبي يماثل عسل عينيها و سنابل شعيراتها
نظرت له بلا مبالاه وخطت للداخل مرافقة خطواته, لتتسمر مكانها , هذه المره ليست خائفه , قشعريرة جسدها كانت بسبب موجات غضبها لا هلعها , شعور بالنفور يغلفها ولكن أمام نظراته الوقحه المتحدية تقدمت بثقه ظاهرية وانهيار داخلى , سحبت كرسيها تاركه ابن عمها المغفل يعانق صديقه الذى يشيعها بنظرات قذرة
نظر هاشم لصديقه متسائلا ( أين خطيبتك ؟ أشعر بفضول شديد لأراها من وصفك لها)
ابتسم مسترسلا بفخر ( محظوظ أنا بها ياصديقي ,خطيبتى منى فتاة رائعه , قد لاتجدها بزمننا هذا , فتاة محجبة ومطيعه ,خجولة للغاية , خلوقة ,متدينه و هادئه جدا )
شع الإنبهار من عينى هاشم وهو يردد ( متى سنراها يا شريف )
رفع شريف أنظاره بفخر مرحبا بخطيبته ( تعالى حبيبتى هذا هاشم صديقي وخطيبته )
رفعت كفها للفتاه التى تمد يدها لها , ثم وجهت نظراتها نحوها , لتصيبها الصدمه بعدم القدرة على النطق , اتساع كبير بحدقتى عينيها تبعه تعبير مبهم وهى تسحب كفها من كف الفتاه التى صابها التوتر .
وعادت بنظرها لطبقها وبداخلها راحة نسبيه, تتغلغل بين ثنايا روحها , وهى تستمع لمديح شريف بخطيبته , حتى جاءت جملته الأخيره لتنفجر ضاحكه بقوة غير قادرة على التنفس من كثرة الضحك , حتى دمعت عيناها و توهج وجهها و أمامها زوجين من العيون المصدومة فاغرة فاها و عيون أخرى زائغة مضطربة
حاولت الإعتذار إلا أنها لم تستطع ,و ضحكاتها تعب المكان , لاتعلم هل تضحك لأنها مبتهجه لما صاب هذا الحقير ,خطيبته التى يتباهى بها كانت زميلتها بالمدرسة الثانوية , فتاة متبجحه سيئة الخلق , لم تترك شابا تقريبا إلا وصادقته , لاتعلم كيف تحولت لتلك النسخه الباهته إلا أنها أكثر من سعيدة لأن الله ردها له بخطيبته , هل تخاف البلهاء أن تفضحها , جدا هى مخطئه, لن تفعل والله ولكن كانت حياتها متوقفه على هذا, فالجبان الحقير يستحق عقاب الله بزوجته التى سيراها على حقيقتها بعد الزواج
صوت ضحكاتها العالى جذب الأنظار اليها , التفتت لتمسح دمعه فرت من عينيها لتصطدم بعيانه ,تجعدت ابتسامتها على شفتيها , احتبست نظراتها بأغلال عينيه المتهمه , نظرات صامته ولكنها تحكى الكثير , عيناه غاضبه قاسية رغم ألمها التى تجاهد لإخفاؤه , وعيناها حزينه محتاجه ضائعه .
هل دام التواصل طويلا أم أنها تبالغ حينما شعرت بدهور تمر عليها وهى أسيرته !
أخفضت ناظريها بذنب يثقل كاهليها لاتدرى مصدره, ابتلعت ريقها بصعوبة وغصة تقبض حلقها ثم نظرت لهاشم محاولة السيطره على دموعها ( هاشم أنا ...)
ارتجف جسدها وهى ترى طيف هاشم الحبيب يمر بجانبها وعندما نطقت أسم هاشم , شعرت به يتوقف بجانبها تماما لثوان لاتذكر ولكنها كانت الأكثر ارهاقا لقلبها فأكملت باضطراب وهى ترى حلمها يبتعد ( سوف أذهب لتعديل زينة وجهى وأعود سريعا )
وغادرت بسرعه قبل أن ينفلت لجام دموعها , وقفت أمام المرآه بزهول مردده ( ماذا فعلت بنفسي ! ماذا يحدث لى ؟)
ظلت تضرب وجهها بالمياه البارده لعلها تفيق من ضياعها ولكن بلا فائدة
خرجت بسرعة متوجهه اليهم ثانية ولكن قبل أن تخطو خطوة واحده نحوهم , فوجئت بالنادل يعطيها ورقة مطوية , فتحتها بوجل, وقلبها يتوسلها ألا تفعل! لتجد خطوط غاضبه تسطر أحرف قاسية على الورقة بكلمة واحدة زادت من رعشة جسدها (مبروك)
جرت قدميها نحوهم ,متجاهلة نظرات تعريها , وأخرى تحرقها حرقا واخرى بلهاء ..... لم تستطع أن تواجه أحد جلست بصمت بعدما تناولت هاتفها باعثة برسالة قصيرة أقتصرت على ثلاث كلمات ( أخرجنى من هنا )
xxxxxxxx
الفصل السادس
يعشق الإنسان الإثارة والتشويق بالحياة بالفطرة, إلا أنه عاجز عن تحمل الأوقات العصيبة التى قد تليها أو تسبقها ، شغوف بروعة نيل الصعاب إلا أنه كارها لأعباء الحصول عليها عادة!
ومابين المد و الجذب و أنين الأعصاب تائهة هى, غاضب هو
اليوم ستخبره بكل شئ رغما عنها
(أخرجنى من هنا) مازالت عبارتها تتراقص أمام عينيه ، وكأنه يسمع صراخها بها يصم آذانه
اتجه بهدوء مناقض تماما لإشتعاله الداخلي ، خطى خطواته نحوها بثقه
( مساء الخير)
التفتت أنظار الثلاثه نحوه إلا أن زوج العيون خاصتها يتدلي للأسفل رغم انتفاضتها بمجرد سماع صوته والتصاقها الملحوظ به
لف ذراعيه حول كتفيها موجها حديثه لهاشم المغتاظ ( آسف علي المقاطعه ياهاشم، لكن ابنة أختى المدللة تنتظر هدية مميزه من خالها الحبيب اليوم ،لذا سأختطفها منك )
بابتسامة صفراء ردد هاشم ( حسنا سهرتنا أوشكت على الأنتهاء أساسا يامحمد)
اكتفى محمد بابتسامه هادئة و عباره رسمية للغاية ( سهرة سعيدة)
وجذبها نحوه , تسير خلفه, مطأطأه رأسها كفتاه على وشك الاعتراف بذنبها لوالدتها ، تخفي نفسها خلف ظهره العريض تحتمى من الحياه فيه ,تتلمس دفء السند من كفها الغريق بقبضته
لاحظت توقفه و صيحته المبتهجة ( من ! الدكتور هاشم بجلالة قدره قرر الظهور على الساحة)
رفعت رأسها على صوت ضحكته الرجولية الخشنة بينما أفلت محمد كفها معانقا صديقه وجاره منذ سنوات
التقت عيناها بعينيه ثانية وليتها لم تفعل رسالة كالسهم اخترقت قلبها فحواها (أضعت الأمانه)
ليتجاهلها مكملا حديثه مع محمد ، لدقيقتين كان العذاب أشد وطأة فيها على قلبها , أرادت الهرب من غضبه، من تجاهله، ومن نظراته بين الفينه والأخرى ، تحركت قدماها خطوة منفذة رغبتها , إلا أن قبضة محمد دون أن يلتفت اليها سمرتها مكانها ,
سمعته يتمتم بجملة أخيره (مع السلامة)
وكأنه قذفها خارج حياته بهذه الجملة, فلا عرض الزواج أصبح قائم, ولا نظرته الصباحية الساحرة عادت تخصها , ولا هى تبقي لها نبضة مجنونة تعنيها وحدها قد تنبض بقلبه!
عند هذه الفكرة إلتاعت روحها , و صعبت عليها نفسها , وندمت على تخاذلها , لو أنها فقط أبدت رأيها ! لو قالت كلمة أريد،
الآن فقط تشعر بنفسها تجلس على الأطلال ترثي ذاتها وما فقدته وهل هناك خسارة قد ينالها الإنسان أكثر من خسارة هويته!
قلبها يحمل صك ملكية هاشم الحلم و جسدها معلق بورقة قد تحمل صك ملكية هاشم الواقع
(أيامى قبلك ندم و أيامى بعدك عدم )
رفعت رأسها بقوة لتجد نفسها بمكان. شبه خال، ومن بعيد تسطع الأضواء و تهزم السكون أغنية حليم (نعم ياحبيبي نعم )
نظرت بدهشة نحو محمد الجالس الي جانبها بنفاذ صبر ، لتكتم دهشتها متسائلة متى وصلت هنا وكيف جلست بهذا المكان 1
همست بداخلها ( اه ياهاشم غام الكون بداخلي من بعدك فلم أعد أرى سوى عيناك )

- ماذا ؟ سوف أظل طوال الليل أنتظر إفاقتك من شرودك أم ستتكلمين على وتخبرينى بما يحدث .
أغرورقت عيناها وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة , ثم نظرت نحوه هامسة بصدق : سأخبرك بكل شئ ولكن أرجوك اهدأ و أسمعنى للنهاية
محمد أحتاج حقا لإخبارك بكل شئ لأننى مرهقه للغاية, لذا ، لأجلى لاتقاطعنى أبدا
xxxxxxxx
(محمد )
لغز كبير يحيرها , تضع الكثير من الإستفهامات حوله,من خلال بعض المواقف التى شهدتها تستطيع القول أن شاب مستهتر , مغرور , لاتستطيع إنكار ذكاؤه ! إلا أنه متحذلق مخادع , يصل لما يريد بالتلاعب والحيل لا بالمثابرة والإجتهاد , وكم تكره هى هذا النوع من البشر لأنها ترى أنهم يشكلون سطو مسلح على المجتهدين أمثالها
تماما كما حدث بانتخابات اتحاد الطلبه
الوسيم ضم الأصوات لصالحه بفضل شعبيته بين الطلبه
همست لنفسها بضيق وهى تلملم أوراقها ( شاب مدلل سريعا ما سيظهر داخله الفاسد يا صفاء لاتبالى به فقط ركزى على أهدافك )
xxxxxxxx*
يحكى أن كوكب كان يضم ثلاث , الأميره والفارس و الحقير فأما الأميرة فقد كانت دامعة العين حزينة القلب , و أما الفارس لم يكن الحبيب ولكن كان ذلك الشهم النبيل الذى قد تجده أو لاتكون محظوظا كفاية لتقابله بحياتك فيوهب عمره لأجلك , للتلذذ ببسمتك, و الإرتواء بأنهار الفرح بعينيك بينما الحقير كالشيطان حينما وهب نفسه لإغواء بنى آدم, فقط مهمته إيقاف مفعول الفارس و النيل من الأميره !
وهو منذ زمن أعد نفسه فارسها , منذ أن نطقت أسمه بطريقتها المضحكه, منذ أنشغل والديها عنها , منذ أعدته سرها وأمانها وحينما سطرها بعقله ابنته وصديقته
محمد
كيف استطاع السيطرة على غضبه وهو يستمع لحروفها المختنقه , واعترافاتها بتجرأ ذلك الحقير عليها , كيف استطاع مواساتها وهو يحتاج المواساة وهو يشعر بنفسه مقصر , نعم تباعد لفترة قصيرة حينما دخل الجامعه أنشغل عنها بطموحاته الا أنه عاد حينما شعر بشئ خاطئ بها ولكنه كان متأخرا للغاية
كم لكمة ضربت صدره ,وهو يراها تتشبث به كالغريقة , بائسة تنشد الراحه , لو كانت أخبرته حينها , لما كانت نيران الذكرى تأججت هكذا على مدار الأيام على نار هادئه للغاية ,حتى اصبحت كالإنفجار المدوى داخلها ! فلا الذكرى رحلت ولا الروح سكنت, فقط قلبها تناثر لشظايا يصعب التحامها ثانية

أجبر نفسه على التعقل أولا واخيرا لأجلها , عليها أن تتخطى خوفها وشعورها بالضياع, والمواجهة هى أفضل سبيل لإستعادة روحها القديمة
عليها أن تواجه, وتقوى , وتتخذ موقفها لا تحتمى بظهره ,وإن كان قلبه لن يطاوعه على تركها وحدها , سيشد أذرها ولكن بدرجة تطمئنها لا تدفعها للتخاذل تحت راية حمايته لها
والله لولاها لكان مزقه إربا ولكن الأيام قادمة, وحقه سياخذه لامحالة, لكن بعدما ترد هى له الصاع صاعين
xxxxxxxx
للمرة الأولى تنام قريرة العين , منذ عامين لم تنعم بالسكينة كليلتها هذه , إعترافها لمحمد أراحها كثيرا حتى ولو أخافها
كانت كالضائعه تتوسله ليدلها على الطريق وهو لم يخذلها , أخبرها بما عليها فعله إلا انها لاتزال تهاب فكرته
المواجهه وأمام من ؟ أمام عائلتها! وهل تدرى هى هل سيساندوها أم يخذلوها؟
مطلب محمد مقامرة الا أنه مازال هناك نسبة أمان متمثلة بدعمه الخفي
يعتقد أنها لم تنتبه لرجفة يده الغاضبه وقبضته التى سحقها بقوة من شدة الألم لما صابها !
مخطئ إن اعتقد أنها لم تلاحظ نظرة الذنب التى كانت تخاف رؤيتها بعينيه وكانها تخبرها بأسف ( آسف صغيرتى أننى لم أكن هنا )
هو دائما معها ولن تلومه على خطأ لم يكن خطؤه , أشفقت عليه بشده وهو يضمها لصدره مهدئا إياها بينما هو يحتاج صدر أحدهم ليفرغ عليه همومه
انشغل بتجريدها من كافة اثقال قلبها ,متجاهلا راحته
والآن وبعد البوح بالسر , عليها على الأقل إهداؤه بعض السلام , نعم ستفعلها لأجله, ولإجلها فقط وليس من أجل أحد آخر , لأنه بهذا الموقف لايوجد على هذا الخط سواه الى جانبها , ستواجه فقط لتريحه ولو قليلا , لتهدأ من وطاة ذنب لم يقترفه على قلبه
عنيد هو ولن يسامح نفسه أنه لم يكن معها , ولم يكن حاميها بهذه اللحظة !
روح الحماية بداخله نحوها لن تقتنع أنه قضاء وقدر وما نحن سوى بشر خاضعين للأقدار وليس باليد حيلة سوى الدعاء فقط لتخف وطأة القدر المحتوم .
xxxxxxxx
أرى أن قدمك اعتادت على المنزل يا هاشم ( كانت هذه نبرة محمد المستفزه الساخرة )
وبكل برود ردد هاشم متجاهلا استفزاز محمد المعتاد له( صباح الخير يامحمد )
زجرته أخته وهى تكاد تضربه ( ومادخلك أنت يا خال العروس , الشاب جاء ليصبح على خطيبته , ابتعد قليلا واترك لهما متنفسا )
قهقه بقوة على دور الحماه الطيبة التى تلعبه أخته متسائلا ( ماسر هذه الربكة الصباحية , هل هناك عزيمة لاسمح الله !)
اهدته ابتسامة صفراء وهى تجيب ( اليوم هاشم ووالده وصديقه وخطيبته ,الجميع معزوم على الغداء معنا
عقد محمد حاجبيه هامسا( صديقك!)
نظر له هاشم بلامبالاه وهو يرتشف من كوب العصير خاصته ( نعم صديقي شريف لقد طلبت من امرأة عمى دعوته لأنه دعانا أنا و هادية مرتين, وبكل مرة كانت هادية تضطر للرحيل باكرا , فأردت التعويض عليهم ورد العزيمه أيضا)
أسبل محمد أهدابه وهو يهمس بغموض ( مرحبا بالصديق)
التفتوا جميعا على صوت تحطم شئ ما ,لتركض الأم نحو هادية التى تقف مصدومة , تنظر نحوهم, بينما انزلق كوب العصير من يدها بعدما أستمعت لكلمات هاشم !
سألتها والدتها بقلق (هادية مابك؟)
ولكن هادية لم تكن هنا كانت تنظر لعينى محمد الصارمتين المصممتين , حوار صامت خاص بهم لايسمعه ولا يفهمه سواهم
انتبهت على نبرات والدتها القلقه :0 هادية ....هادية , مابك ياحبيبتى ؟)
ابتلعت ريقها , ثم أفلتت نظراتها من بين نظرات محمد مبتسمة بتوتر لوالدتها وهى تردد بغموض ( لا شئ أمى أنا بخير , فقط تركيزى ضائع بالصباح كالعادة , أنت تعلمين)
ثم نظرت نحو هاشم بنفس الغموض ( أهلا بك و بصديقك يا هاشم , سأرد له مافعله لاتقلق)
وكالأبله ابتسم هاشم مبتهجا بالمعنى السطحى للكلمات وعادت الأم لمطبخها , بينما أكملت هادية حديث العيون الخاص بها مع خالها ,مطمئنة إياه أن المهمه باتت قيد التنفيذ
xxxxxxxx




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 11:24 AM   #12

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع
هل تعتقد يا هذا أن أنوثة المرأه سر ضعفها !
جدا مخطئ أنت يارجل
أنوثة المرأة سر من أسرار سلامها الداخلى وراحتها النفسية , نقطة من نقاط قوتها
فحينما تتبرج المرأه مثقلة اهتمامها بجمالها, مدللة لأنثاها فقط احتمالين لاثالث لهما , اما أنك الصيد الثمين الذى تعد له مصيدة الانتقام , أو أنك الحبيب الأمير الذى ملك القلب
xxxxxxxx
بلمسات بريئة مدت أناملها لطلاء الشفاه الوردى, تداعب به شفتيها بتلذذ , بودرة خفيفة تبرز جمال الوجنتين , خط أسود مجنون يحاوط نهر العسل بعينيها, مسكرة الرموش الكثيفة لتزيد من لهيب مزيج البراءة والإغواء
وأكتمل المشهد الفريد بفستان من الستان الأزرق بأكمام طويلة وهنا أكتملت الطلة الملائكية
أغمضت عينيها لثوانى أمام مرآتها الكبيرة , نفس عميق ,اثنان ,ثلاثة ثم فتحت عينيها بهدوء ظاهرى يمكن ! متغلغل قليلا بقلبها جاهز ! الا أن الروح تماما محترقة
ومع همسة مصممة ( أنت جاهزة يا هادية ) اتخذت خطواتها تتباعد عن حضن السنوات ( غرفتها ) الى حيث نقطة التوقف بحياتها , لحظة انهيار شئ ما داخلها وحتى الآن لم تستطع تجاوز هدامه
حانت اللحظة يا هادية
و بثقه وبرود و كبرياء عظيم, توجهت نحو الضيوف الذين اتجهوا نحو طاولة السفرة , المشهد مضحك للغاية, والدها وقد تخلى عن مقعده على رأس الطاولة لأخيه الأكبر وبكرم متأصل به يربت على كتف صديق هاشم ( تفضل يا ولدى أنت وخطيبتك البيت بيتكم )
ألم أخبركم أن المشهد مضحك ,تساءلت بمرارة ( ترى ماذا ستفعل يا أبي ان علمت أن ضيفك الذى ترحب به بحرارة إكراما لإبن أخيك تجرأ على ابنتك , بل وأنه كان و مازال يريد الأكثر ) , انتقلت عيناها نحو هاشم الذى ينظر لها بإبتسامة سمجة, متفاخر بجمالها الذى ستقتنصه الأيام منها رغما عن أنوفهم , بالله كيف وافقت على رجل كهذا لايهتم سوى بالمظاهر , لا يري ما بداخل الأغلفة الجذابة , لايتق الله بنظراته الملتهمة لهذه وتلك, كيف تحيا معه وهو لايتق الله , لايهمه الحلال من الحرام وتكاد تقسم أنه لولا الأعراف و القواعد المترسخة بالمجتمع لكان فعل حرمات كثر
ف (المرء على دين خليله)
أما الصديق وخطيبته الشريفة , لو كان آداؤهم عرض على لجنة الأوسكار لكانوا نالوا الجائزة بجدارة
الفتاه الخلوقة التى تخفي خلف حجابها الذي لايمت للحجاب بصلة , وعيناها التى تخفضهما أرضا , مجرد واحدة حقيرة ! و الحقير خطيبها الذى يدعى الشهامة و الاخلاص للصداقة يستحقها بجدارة !
أما العنصر الأهم بالمشهد عيناه , دعمها الأول والأخير ( محمد )
اقتربت منهم جالسة الى جانب محمد متمتمة بعبارة السلام والترحيب الخاص بعمها
الجميع يتضاحك ويتحدث بمواضيع مختلفه, وهى وحدها الصامته المراقبة للمشهد بقهقهات مريرة , ومحمد رغم مشاركته للحديث الا أنه كالصقر عيناه لا تهمل أى تفصيلة خاصة كل ماله علاقة بها
همست داخلها بقهر ( اضحكوا كثيرا فالألم قادم والإعترافات القادمة صادمة )
من كثرة الكلمات داخلها, جوفها لايقبل الطعام فما تريد حكايته ,كثير فوق طاقتها على الكتمان أكثر, و بمحاولة أخيره للثبات على هدؤها قامت بابتسامة جامده متمتمه بإعتذار واهى , وغادرت , توجهت لغرفتها لدقيقتين تنظر بالمرآه مردده ( ستفعليها يا هادية , اليوم للمواجهه لا الهروب لأجلى , لأجل محمد) ثم نظرت نحو شرفته المغلقه هامسة بألم وهى تضع كفها على قلبها الملتاع ( ولأجلك يا هاشم )
غادرت غرفتها براحة نسبية تبخرت فور رؤيتها له بالممر يلتهمها بعيناه , وبإبتسامة مائلة خطى خطوة لم تكتمل نحوها , لا لأنه لاسمح الله ظهرت مرؤته فجأة , أو أنه أدرك أن للبيت الذى أكل مع أهله للتو له حرمات , لكن لأن قبضة محمد الصارمة أطبقت على رسغه مرددا بغموض استشعرت هى كم الغضب فيه ( هل تريد شيئا ما؟)
نظر له شريف بابتسامة راقية زائفه ( لا شئ فقط ضللت الطريق, ف منزلكم غريب نوعا ما , لا تستطيع الذاكرة حفظ تفاصيله)
وبغموض أكثر أسبل محمد أهدابه مرددا ( بعض التفاصيل يجب أن تظل عالقه بالأذهان )
ثم رفع نظره بقوة نحوه هامسا بفحيح ( لأنك وان لم تحتاجها ستجتاحك )
ضحك شريف بتوتر بعجز عن قول شئ , ولكن محمد لم يسمح له بالتفكير حتى وهو يكمل بصوت حاد كالسيف ( تعال معي , مجلس العائلة ينتظرك )
ظلت النظرات بينهم متوترة ,حتى خطى كل منهم خطواته نحو مكان واحد بأهداف مختلفه
ظلت تنظر لهم والغضب يتأجج , الحقد الدفين يطفو , الألم يصبح أكثر مرارة بالحلق وبخطوات كاللهاث سارت نحو الجمع و لسان حالها يهمس ( الحقير السافل كان يريد التغزل بى بعقر دارى , إن لم يحلم بالأكثر , أقسم بالله لن تفوت الليلة قبل أن تتجرع الويلات يا صديق ابن العم )
بابتسامة متفاخرة مدت والدتها كفها قائلة ( تعالى يا هادية اجلسي هنا بجانب خطيبك )
نظر هاشم نحوها بمرح مرددا ( أرأيت يا هادية , شريف يغيظنى بأن خطيبته تجلس الى جانبه وأنت لم تفعلى)
ابتسمت ابتسامة صفراء وهى تردد بثقه ( تستحق يا ابن عمى أنت من اختار صديقك بهذه الطباع منذ البداية )
ابتسم هاشم بتوتر مصدره برودها وكلمة ابن العم التى شددت عليها ثم ضحك بافتعال قائلا ( ألن تنصفي خطيبك المسكين أمام صديقه على الأقل)
أطلقت ضحكه صغيرة ساخرة وهى تردد بصوت جليدى ( بالطبع ولكن عندما ينصفنى خطيبي المسكين أمام صديقه )
توجهت الأنظار جميعها نحوها بتوتر وصمت قطعه شريف بسماجة ( إذن سحبت كلماتى يا صديقي , فالآن نحن متعادلون وخطيبتك الحسناء تجلس الى جانبك الآن)
قامت ببطء لتقف أمام الجميع مسلطة أنظارها نحو شريف قائلة بغضب ( ولكن الخطيبة الحسناء, لم تسحب كلماتها , و لسنا متعادلون , مازال هناك حقوق لم ترد
نظرت نحو والدها الذى ناداها بغضب مردده بتصميم ( دقائق لو سمحت يا أبي , الجميع يجب أن يستمع الى الآن )
التصميم والغضب بصوتها أخرس الجميع بما فيهم شريف ,الذى ابتلع ريقه بصعوبة , وتصبب العرق من جبهته , وعندما حاول مقاطعتها صرخت به ( أصمت أنت , تحدثت كثيرا والآن حان دورى )
أشارت نحوه بأصبعها وهى تتلفت بين وجوه الجميع, ثم رددت بنيران حارقه ( الصديق الشهم الوفي, ماهو إلا مجرد خائن, الحقير لم يحترم صاحبه الآن ولم يبالى وهو ينتهك حرمات بيته سابقا ) نظرت نحو خطيبته ببرود مستطرده ( الله عاقبه حتى وان لم يرى عقابه الآن فسيتجرع ويلاته مستقبلا )
لم تبالى بنظرة السخرية التى أطلقتها منى نحوها , نظرة سافرة توشي بوجود روح فاسقة بالداخل
أكملت بفحيح ( منذ عامين لا أعلم كيف ظهر لى , كان يسير بسرعة على دراجته النارية وأبطأ الى جانبي بلحظه, مستخدما جسده الضخم لخنق جسدى بزاوية , ممررا يده على جسدى بشكل فج , ثوان عجزت فيها عن النطق من شدة الهلع والصدمة إلا أن الله أنقذنى من تحرشه الذى أراد أن يكمله لإغتصاب أو لا , حقيقة لا أعلم , صوت ما جعله كالجرو يفر هاربا
والآن وبعد الخطوبة حاول التجرأ على لفظيا , بل والأكثر أنه الان حاول التحرش بي بين عائلتى , بعقر دارى, لولا محمد الذى أحكم قبضته عليه مانعا خطواته نحوى
ضربت والدتها وجنتها بصدمة مرددة ( يا فضيحتى )
بينما انتفض والدها وعمها غاضبين ( ماذا تقولين ياهادية , ألا تستحين !)
صرخت بهم بقهر ( هذا السافل هو من يجب أن يستحى لا أنا أنا لم أخطئ بشئ يا أبي !
نظرت لوالدتها بنشيج عالى ( فضيحة ! أى فضيحة يا أمى , أخبركم أن أحدهم آذانى وبدلا من أن تردوا لى حقي تفضلون دفن رأسكم بالتراب حتى لا تروا ولا تسمعوا )
قام شريف من مكانه بهياج صارخا بمنى المصدومة ( قومى يا منى سنغادر حالا , انت يا هادية تكذبين ولا أدرى لماذا؟ وأيضا تغيرين الحقائق !)
كل هذا ومحمد صامتا جالسا مكانه مسبلا أهدابة ببرود وغموض , حتى سمع جملة شريف , فهب كالثور ممسكا برقبته ,بعيون حمراء ,هامسا بقسوة مجنونة ( أن تنطق اسمها على لسانك القذر يعنى خروج روحك بيدى, فما بالك بما فعلته وما تتهمها الآن به يا جبان)
واشتعل العراك بينهم ومحمد الغالب يضربه بقهر , بغضب , بألم من نشيجها الذى يقطع نياط قلبه , هاشم والوالد والعم يحاولون الفك بينهم, إلا أن محمد كان كالأسد الجائع الصائم عن اللحم لن يترك فريسته عظاما حتى.
وأصبح وجه شريف كلوحة بشعه من الألوان القاتمة, وصرخاته كعويل النساء , حتى وقع أرضا دون حراك, والأب والعم يحاولون بضعف السيطرة على محمد الذى يركله بقدمه صارخا بزئير مخيف ( قم يا حيوان ولا تسقط الآن , قم وواجهنى رجل لرجل لأقطعك بأسنانى إربا )
كاد يهجم عليه ثانية لولا صراخ أخته بهلع (هاااااادية )
التفت بقوة نحوها ليجدها مكومة أرضا بوجه شاحب وملامح متألمة و شفاه بيضاء للغاية
xxxxxxxx
لساعات وهى تهاتف صديقتها بلا رد شافي , قلبها يؤلمها بشده من حلم الأمس , كانت هادية تنظر لها باكية , بوجه متألم و طيفها يذوب بالسماء !
حتى أنها قامت من نومها صارخه باسمها , منظر صديقتها بالحلم لم يكن يوحى بالخير
زفرت بحنق وهى تلقي الهاتف على الطاولة ثم رددت بقلق ( لماذا لا تجيبين يا هادية , أريد الأطمئنان ياصديقتى .
نظرت للسماء برجاء داعية ( يارب احفظها وفرج كربها , ياحنان يامنان يا ذا الجلال والاكرام ارزقها الخير وباعد بينها وبين الشرور والمصائب كما باعدت بين المشرق والمغرب )
ألم يقولوا أن الحب دعاء , ألم يخبرونا أن الدعوة الصادقة تنفذ كالسهام بالسماء لتصل لمبتغاها حيث قبول الرحمن
هل يوجد أعظم من حب يجمع بين قلبين اتفقا على الصداقة والمودة فتمضي في الحياة بظهر قوى مسنود مطمئن لوجود أحدهم وقت الشدائد الى جانبك فيريح ألمك ويضاعف فرحك !
هذا هو الحب الصافي الذى يفوق روعة النجوم بليل شديد السواد
xxxxxxxx
هل هى بخير الآن يا عبدالله؟
كان هذا تساؤل محمد القلق نحو صديقه
نظر عبد الله نحو الرجلين والمرأه , فضلا عن محمد, الذين ينظرون نحوه بفزع,ثم رفع نظارته نحو عينيه أكثر بحركة متوترة أخفاها ببراعه مرددا ( تعانى من إنهيار عصبي لكنها ستكون بخير باذن الله , فقط أود سؤالكم عن أمر ما)
هتف والدها بجزع ( عن أى أمر تتحدث؟)
قال عبد الله بثبات ( أريد معرفة إذا كانت عانت من حالات إغماء سابقا أم لا؟)
نظر الوالدين نحو بعضهم بعجز وجهل , جعلاه يأسف على حال الآباء الآن , وتباعدهم عن أبنائهم , وسرقة الدنيا عقولهم نحو ملذاتها متجاهلين حاجات أبنائهم لشعور الكيان الأسرى الصحى
أفاق على هتاف محمد الواثق ( كانت أحيانا تعانى من دوار و تقريبا فقدت وعيها حوالى ثلاث مرات مؤخرا )
ضيق محمد عينيه متسائلا بتصميم ( عبد الله , هناك أمر ما تخفيه علينا , أنت لم تقل كل ماعندك أليس كذلك!)
حاول الشاب التهرب بلباقه قائلا بابتسامة صغيرة ( لا شئ مؤكد يا محمد فقط مجرد شكوك )
هتف محمد بقوة ( عن أى شكوك تتحدث!)
وأمام تصميم محمد وعناده الذى يعلمه جيدا لم يستطع سوى الترديد بهمس متأسف على مايخبرهم به ( لابد من عمل بعض التحاليل والأشعه للتأكد من أنها لاتعانى من كانسر )
لا صوت ولا همس , لا تنفس ولا شعور , لم يلتفت نحو أخته التى جلست على الكرسي بصراخ ولا على الوالد الذى أسنده أخاه , لأنه ببساطه لم يشعر بهم مازال مصدوما من أثر الكلمة (كانسر !)
اذن المقدر والمكتوب يقولان أن صغيرته سترحل
محملة اياهم ذنبها!
نعم جميعهم مذنبون وحتى حقهم بالتعويض عليها فقدوه !

الفصل الثامن
هل سبق ورأيت زهرة هجرتها مياه الحياة كيف تموت !
تحزن, فتنكمش على نفسها ,تغطيها بتلاتها وترثيها بصمت تحترق واحدة تلو الأخرى , تتساقط بتلة فصاحبتها حتى تسقط الزهرة بلا أمل بالعودة
تكون أكملت الطريق للنهاية , وأكتملت فترة تواجدها بالحياه , وكأن الكون يصفق لها ( جيد كنت العروس الجديدة بنهر نيل الدنيا .....فتركتك حتى تصبحي يافعة , جميلة ,ثم تهديك مغلفة بنسيم ساحر للموت !
ترى هل هذا قدرها؟
ظلت تمشط شعرها أمام المرآه بحزن و يأس لازمها منذ علمت أنها فريسة أخرى للسرطان
ملست بإنشداه على شعيراتها متسائلة ( هل حقا ستسقط وتعيش هى بدونهم , ولكن كيف ,لقد تنفست رائحته منذ الولادة وكان شعرها الحريرى البنى فخرها و شغفها)
امتدت أناملها نحو رقبتها بغصة تحكم قبضتها على حلقها تمنعها التنفس هامسة بهلع ( رباه هل ستصبح بشرتى شاحبة كشحوب الموتى!)
جسدها الرشيق هل فعلا سيتحول لمجرد عظام !
إن كان ذلك ثمن العلاج الوهمى من السرطان , فهى بالتأكيد لن تفعل, لا مانع من المسكنات وقضاء المتبقي من حياتها محتفظه بجمالها, بالنهاية هى ستموت فهل تفارق بين جدران بيضاء ممرضة بمشفي تعلوها الملامح البائسة! بوجه متألم شاحب ضعيف, وروح بالية ! , أم تحيا المتبقي لها بسلام بغرفتها الحبيبة, بين أهلها محتفظة بقوامها وجمالها, حتى آخر رمق !
عند هذه اللحظه تحديدا تحركت بآلية مميته نحو فراشها بثقل يزيد وهن القلب وتعب الروح
تنهيدات تشق قلبها لشقين وأنفاسها كنصل حاد برئتيها تريد الراحه ولا تدرى السبيل!
إلا أنها حاليا لاتريد نظرات شفقة , لا تريد مشاعر الذنب التى تحاوطها من كل جانب ولا كلمات المواساة التى تشعلها أكثر
فقط تريد أن ترتاح أيا كانت الوسيلة
xxxxxxxx
ماذا سنفعل يامحمد ؟ حالة اليأس والتباعد هذه تقلقنى جدا كان هذا تساؤل الوالد القلق
نظر لأخته المنهارة وزوجها الملتاع على ابنته الوحيدة وللحق هم محقين جدا , هادية أصبحت شبح شبه حى , هو نفسه يجبر حاله على الإ بتسام والمزاح أمامها لعلها تستجيب له ولكن حتى بسمتها أصبحت باهته بلا روح مجرد انحناءه بشفتيها لا تشفي ولا تسمن من جوع !
نظر لهم مفكرا شاردا بحل لايدرى هل هو صائب أم ماذا ( علينا أن نجبرها على مقابلة صديقتها صفاء )
تقطعت نبرات والدتها وهى تجيب بيأس ( المسكينه زارتها كثيرا إلا أنها ترفض مقابلة أى أحد خاصة هى )
التمع التصميم بعينيه وهو يخبرهم بثقه ( ستقابلها رغما عنها , ستتحسن كثيرا بالحديث معها أعلم ذلك , عليها أن تدرك أن نظراتنا نحوها ليست مشفقه , وإنما حزينه لحزنها ,كما عليها البدء فى العلاج فورا والخطوات اتركوها لى
xxxxxxxx
حالة من الحزن وعدم التصديق واللاوعى تغلفها , كيف لنا أن نواجه أقسي حقيقه على وجه الكون بلحظات
الفراق !
أليس هذا هو شبح الأحياء جميعا؟ الألم بفقد من نحب يشطر القلوب نصفين بلا أمل بالإلتئام ثانية , ضربة موجعه تقتل وتضرب الأرواح في الصميم ولولا رحمة الله بنا, وإهدائنا نعمة النسيان لكنا تمزقنا إربا بكل مرة نتذكر بها أحبائنا
تخيل لو أن ألمك يتجدد داخلك كل لحظة بنفس القدر !
يالله أى بشر له القدرة على التحمل
سبحان القادر الحنان حقا
ولكن كما نلتاع بالفراق ألا نملك الحق بالمواساه , بالوداع على الأقل !
اذن لماذا تحرمها صديقتها هذا الحق, ألا تدرى أنها تؤلمها بكل مره ترفض مقابلتها , تشعرها بأنها لم تكن بالمكانة التى تخيلت نفسها بها عندها , كل همها أن تراها وتحتضنها , تربت على ظهرها تخبرها أنها ستكون بخير لعلها ترتاح
مكالمة محمد ردت لها الأمل رغم التوجس الذى يملؤها , محمد أكد أنها ستقابلها وهى تثق بأنه قادر على فعلها , أليس هو سوبر مان الوسيم القادر على إختراق أرض الأهوال !
xxxxxxxx
تأفف بنزق وهو يراها تقترب , الوقت وقت العصارى إلا أنه يشعر بأن الشمس مسلطه على راسه , منذ دقائق وهو ينتظر البرنسيس صفاء التى تأخرت عن موعدها دقائق أو أنه هو من سارع بالمجئ , لابد وأن يطمئن على سلامتها فالمنطقه هنا غير مضمونة بالمرة , صغيرته تقريبا تغيب عقله , أعتدل في وقفته وهو يراها على بعد خطوتين منه فسار الى جانبها بصمت لدقائق قطعه بترديد مصمم : ستقابلينها لا تقلقي
نظرت له بشك هامسة : إن شاء الله , أريد فقط أن أراها , أحاول الحديث معها
تنهد بتعب هامسا : حقا تعبت , أريدها أن تتجاوز محنتها وتقف على قدمها , ترى أنه اختبار لا نهاية الكون,
توقف قليلا ناظرا اليها وهو يهمس بوجع ( هى صغيرتى ياصفا قلبي يتألم حينما أراها بهذه الحاله وشعور العجز يكبلنى بشكل خانق)
ابتلعت ريقها بشعور لا وصف لماهيته يخترق قلبها , إلا أنه موجع بشدة لنبرات الألم بصوته, قلبها ينغزها بقهر على حاله , ,تريد أن تمد أناملها لقلبها تلامسه تدعوه كى يستكين , نبضات خرقاء تنبض بعنف وهمسته بأسمها حاذفا الحرف الخير تتردد داخلها الاف المرات ( صفا )
يالله كيف أن تكون (صفاء) مختلفه عن (صفا) خاصته لهذه الدرجة!
بلحظه تبدلت ملامحه و ارتسم الشر على وجهه ,غضب تنبض به عيناه , رأت بأم عينيها كفه ينقبض وليكتمل مشهد هلعها وبثانية لم تتداركها كان ركض من أمامها ,التفتت بظهرها بذهول لترى أين ذهب المجنون , أطلقت صرخة صغيرة مصدومه كتمتها بكفها, الذى أمتد بهلع لشفتيها وهى تراه ممسكا برقبة أحدهم يضربه بقوة والرجل يكاد يموت بيده!
ركضت نحوه صارخه بهلع ( محمد محمد اتركه سيموت بيدك يامجنون )
بدا وكأنه بعالم آخر , وكأنه لايراها , ولايسمعها امتدت أناملها بتلقائية ملامسه كتفه ,وهى تردد بصراخ( اتركه يامحمد أرجوك)
لثانية شعرت بتشنجه , ارتاحت قليلا معتقده أنه سيتركه إلا أن كل راحتها تبخرت وهو يلتفت نحوها بجنون قائلا بخشونة : اصعدى يا صفاء وإياكى أن تخبرى أحد , اذهبي)
جحظت عيناها بصدمه ,لا والله هذا المجنون البرى ليس بمحمد ابدا ,! ظلت على وقفتها المصدومة حتى صرخ بها بشراسه( قلت اذهبي )
ركضت وركضت حتى أختنقت أنفاسها , احتمت ببوابة المنزل تراقبه بقلق يستعر بقلبها , عيونها دامعه , أغمضت عينيها تتوسل ربها ( يارب أنقذ هذا المجنون , يارب أهده ولاتجعله يقتله , يارب احفظه
فتحت عينيها بسرعه على صرخته المستنكرة ( ألم أخبرك أن تصعدى لم تقفين هنا؟ هل يتوجب على تكرار الحديث ثلاث حتى تستمعى الى !حقا بدأ صبرى ينفذ )
ظلت تنظر له بصمت فقال ساخرا (ماذا هل أنهيت حملة الدعوات خاصتك, والآن بدأت حملتك لفحص وجهى!
عضت شفتيها بغيظ منه, ومنها ,لأنها حقا كانت تتفحص وجهه الذى صابه كدمة بسيطه عند صدغه و خيط دم بسيط منساب من جانب شفته .
عقدت حاجبيها بسرعه مردده ( أنت فظ للغاية ) وركضت نحو منزل صديقتها ,تبعها بغضب من هذا الحقير شريف الذى كان يحوم حول منزلهم منذ دقائق , السافل ماذا يريد من صغيرته ألا يكفيها ماهى به, تقبضت يداه بشراسة هامسا( أقسم بالله ان حاول الأقتراب منها لن يرى شمس ولا قمر مرة أخرى)
وصعد السلالم نحو المنزل , نحو جنته وناره , دخل بسرعة ليجد صفاء تقف عند باب هادية تطرقه بتوسل كى تفتحه لها , رآها تنظر له بيأس وتحرك رأسها يمينا ويسارا بأسف أن (لاتستجيب)
تفجر غضبه بحق هذه المره , فطرق الباب بقوة جعلت صفاء تبتعد خطوه بفزع للخلف وأخته تأتى ركضا خاصة وهى تستمع لصوته الهادر ( هادية أفتحى الباب الآن , أقسم بالله إن لم تفتحيه الآن لن أخاطبك طوال عمرى , وسأترك المنزل ولن ترى وجهى ثانية بعد أن أكسره فوق رأسك)
صمت بلهاث ,ثوان مرت ثقيلة للغايه وهو ينتظرها يخشي أنه أصبح لاشئ لها , أن تكون فقدت حتى رغبتها بتواجده الى جانبها , صفاء تناظره بأسف و شفقة بينما أخته لم تتخطى الصدمة بعد,ثوان كان على شك فقد الأمل فدار المفتاح بباب الغرفه ,ظهرت أمامه مطأطأه رأسها بفتور ويأس الا أنها ظهرت و .....أليس كافيا!
بلي هو أكثر من كاف الا أنه لن يظهر ذلك,
مد كفه لذقنها رافعا وجهها نحوه قائلا باستنكار ( لما كل هذه السلبية , هل هذه مبادئنا؟ هل هذا ماتريدينه حقا؟
تحولت نظراتها نحوه من الفتور للدهشه ثم الهلع فغطت شفتيها بجزع ( محمد!)
عقد حاجبيه بعدم فهم فأستطردت بسرعه ,وهى تمسح الدم عن وجهه (وجهك , ماذا حدث ! لم شفتيك تنزف هكذا وما سبب هذه الكدمات)
حسنا لقد تخطت منطقة الراحة خاصتها وتفاعلت معه ,سيضرب ضربة تحت الحزام الا أنه الحل المتاح أمامه ليرى أى مشاعر بعينيها ,أى شئ إلا اللامبالاه.
نظر بقوة لعينيها القلقه ,وأمسك كفها الذى يمسح الدماء عن شفتيه بخوف مقبلا إياه بحنو , أرسل نحوها نظرات ذات معنى لن يصل إليه سواهم ( فعلتها لأجلك ياهادية )
وفهمت جيدا أنه فعل ماتمنت فعله منذ عامين , للحظة التمع الغضب بمقلتيها قبل أن تسبل أهدابها بصمت ,فردد بتصميم وهو يفسح الطريق لصفاء ( صديقتك أنتظرت طويلا)
ورحل وتراءت لها صفاء التى تناظرها بعتاب , بحزن وغضب ,ظلت تبحث عن شبح شفقه واحد فلم تجد ,عند هذه النقطه لم تستطع منع نفسها من الهمس باشتياق وألم ( صفاء)
ارتمت بأحضان صديقتها التى سارعت بتلبية دعواها الصامته ثم أغمضت عينيها براحة أخيرا
xxxxxxxx
منظرها وهى تقف مبتهلة الى الله لأجله هز كيانه , كانت كطفلة تغمض عينيها تدعوه أن يحفظ أباها وهى لن تغضبه ثانية , كانت لحظات الإرتباك التى صابتها والتى أستغلها جيدا رائعه للغاية , فتاة المستحيلات ذات عقدة المائه وإحدى عشر كانت كحبتى فراولة مغريتان للإلتهام , تلك التى تحدته بأول سنة تتواجد بها بالجامعه والتى هزمها شر هزيمه , لتتحداه بالسنه التالية ووحده الله يعلم أنه كان سيتركها لها , الا أنه سمعها تلك الغبيه تردد , أنه شاب مخادع يتلاعب بالأشياء ليحصل على مايريد, مستهتر لايتحمل المسئولية
تيبس رأسه وهو يقسم بأنه لن يتركها لها أبدا وكسب ليغيظها و تبدأ حرب غير معلنة بينهم , أعتاد أن يناديها بخلوته صفا لا صفاء , لايعلم كيف انفلت اسمها التحبيبي هكذا من شفتيه أمام نظراتها, نظراتها المواسية الودوده جعلت صفا أكثر تناسبا مع حالتها النادرة تلك
أراح رأسه بعدما أطمئن على عودتها لمنزلها سالمة ,مغمضا عينيه مرددا بتلذذ ( صفا)
xxxxxxxx
تقف بتردد أمام سجادة صلاتها كلمات صفاء تضرب عقلها بقوة منذ ارتمت بين ذراعيها ولقاءهم لايغيب عن بالها
عادت لتلك اللحظات متذكرة لحظة ابتعادها عن صديقتها ,بعدما كفت عن البكاء لتجد صديقتها تناظرها بألم مردده : لماذا رفضتى مقابلتى ياهادية ! هل هذه هى حقيقة صداقتنا ! أنا تعاملينى كالغريب !
ابتلعت ريقها بغصة كبيرة وهى تهمس بخجل : خفت أن تشفقى على
التمع التصميم بعينى صفاء وهى تردد بحزم: أنت لست بحالة تستدعى الشفقه يا هادية أنتى فى اختبار من الله , وربك لا يبتلى عبدا إلا إذا كان يحبه, لماذا أشفق عليك بالله ,لا أراكى صاحبة عاهة أنتى فقط مريضه ياصديقتى ,وجميعنا مرضي صدقينى , سوف تكونين بخير باذن الله
فقط اهدئي وفكرى بحكمه , استمعى لأهلك القلقين وابدأى العلاج , تجاوزى حالة البؤس التى تقهرين نفسك بها هذه واكسرى بلور الصمت الذى يخنققك, تريدين الصراخ ؟ اصرخى , إن اردت البكاء ابكى , اسجدى واشتكى لله , ادعيه بالشفاء , ألم تفكرى أن الله ربما وجدك تباعدت عن طريقه قليلا فجعلك بهذا الإختبار كى تعودى لطريقه , تلجأى اليه وتدعيه!
إن وجدت نظرات شفقه بعينى أحدهم أشفقى أنت عليه لأنه حقا بائس لايعلم أن الجميع مرضي وإن تفاوتت أنواع المرض فضيق الصدر مرض, موت القلب مرض, والألم الروحى أكثر إيلاما من المرض العضوى صدقينى
أمسكت كفها برجاء : صلي يا هادية , أخبرى الله بكل ماتشعرين , أطلبي منه الراحة والشفاء بيقين أنه سيجيب دعوتك وستجدين السلام
همست بعدم استيعاب: لم تحدثينى أبدا عن الصلاه أو أى شئ يخص الدين سابقا !
أخفضت صفاء عينيها بخجل هامسة بحزن : خفت أن أخسرك إن حدثتك بشئ , خفت أن تتباعدى عنى وقد أحببتك حقا , اردت البقاء على صداقتنا , كانت أنانية منى إلا أننى أدركت كم كنت مخطئه , فالصديق يجب أن يعين صديقه ,ويأخذ بيده فى حربنا بهذه الحياه.
رفعت ناظريها بتساؤل هامسة ( ألن تفعلى إن وقعت بمأزق؟)
أومأت هادية رأسها ببعض الراحه تناجيها
عادت لواقعها نافضة عنها الكسل وتوجهت بقلبها وعقلها لله ترجوه ألا يخذلها أن يعينها على ما انتوت وما ستفعل
الجميع يحيا بعذاب بسببها وعليها ايجاد حل وسط يريحهم جميعا
xxxxxxxx
الليل طويل مؤرق, وهو لا بر كى يرسو عليه ,يقف بالشرفه يشبع رئتيه بنسيم الليل الصافي , يتلمس الطريق نحو صفاء الذهن ,شعر بنسمات الهواء محملة بعبق صديقته و طفلته ,لم يصدق, احتبس الهواء برئتيه مرتعبا من قراراتها اليائسة بهذه الفتره قاطعت هلعه وهى تردد بخفوت ( لم تخبرنى أنك حصلت على امتياز وأنك أصبحت معيدا)
ردد وهو يلتفت نحوها : من أخبرك؟
أقتربت لتقف بجانبه وهى تستند على السور الحديدى ناظره بانشداه للنجوم اللامعه بظلمة الليل الحالك: صفاء
أسكته الأسم وذكرى كف صاحبته التى أمتدت لكتفه تعاوده , لم يكن يقوى على الحديث وقد أنهكته الأيام السابقة, كثرة الأحداث وتلاحقها .
همست منبهه اياه: سأفعلها لأجلكم ولأجلى يامحمد
نظر لها بتوجس صامت لتكمل وهى تناظره بقوة وشعاع غريب يتقافز من روحها اليه: سوف أبدأ بالعلاج من الغد بأذن الله ولكن عندى شرط
شرط!
سيطر على انفعالاته بقوة فلاذية وهو يتسائل بصلابة: شرط!
رددت بتصميم وقوة : سأواجه الموت ولكن وحدى لا أريد العيش هنا أثناء فترة علاجى , أريد البقاء بالمشفي , يمكنكم زيارتى بين الحين والآخر , لكن لن أقحم أحد بالأمر أكثر
صدمته ألجمته لثوان قبل أن يردد باستياء وغضب: نحن لسنا غريبون , نحن أهلك ياهادية !
أمسكت كفه بتوسل : أرجوك ياخالى ساعدنى, هكذا سأكون مرتاحة أكثر
ارتبك وهو يرى توسلها , صمت لدقائق ثم همس بعجز: ولكن والدك لن يوافق
ابتسمت ببرائتها التى تذيب قلبه وتثير روح الحماية داخله: تستطيع اقناعه يامحمد أنا أعى ما أقول , فأنت بطلى


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 11:25 AM   #13

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
الموت !
الحقيقه الوحيدة التى لم يستطع البشر التعايش معها , فقرروا تجاهلها!
أغمضوا أعينهم عنها وتظاهروا بعدم رؤيتها
هلع يرتسم على الوجوه بمجرد التفكير به ولكن مهلا
أليس الموت هو بوابة الحياة الأبدية؟
أليست الحياه نفسها رحلة قصيره وطائرتها لابد أن تهبط أخيرنا لنعود لوطننا الأم ( الآخره)
سيظل الموت شبح بأعيننا حتى نصل للحظة زوال الغشاء وامتلاك البصيرة
لحظة تخطى مرحلة الخوف
تلك اللحظة الفاصلة مابين الخوف من الفقدان , وفقدان الخوف
وهى تخطته وبجداره
قررت المواجهة والأكثر , محاربة الموت بعقر داره
هل يمكن أن تستيقظ وتجد نفسك شخص آخر , تنظر بالمرآه لعلك تتبين ملامحك فتجدها لآخر, فتقاتل لتجد أى مظهر من مظاهر شخصيتك القديمة ولاتتلمس منها شيئا!
غير معقول, ولكنه ليس مستحيلا بدليل ماحدث معها , تجلس على سور غرفتها وكأنها تصرخ بالموت (أنا أنتظرك تعال وحاربنى بوجهى) شعرها الحريرى حولته لخصلات كيرلي مجنونه عيونها الهادئه البريئه أصبحت أكثر تحدى الا أنها أمتلكت السلام الداخلى الذى كانت تفتقده
تستند بكفيها على السور جالسة عليه باسترخاء , شعيراتها تتطاير بعشوائية مجنونه , ابتسامة مستفزه مرتسمة على شفتيها , صدرها يعلو ويهبط بحركات منتظمه أثناء شهيقها وزفيرها وكأنها تملأ رئتيها بالهواء لعله يخفف مابقلبها ,ترتدى فستان صيفي باللون الأخضر الذى لايليق بسواها , آه لو ظهر العسل بمقلتيها الآن!
وكأنها استجابت له وفتحت عينيها بمرح
(هادية!)
همسها باختناق وعيناه لاتفارق ضحكاتها العابثه مع الممرضة ,أغمض عينيه بألم متذكرا أن مهمته اليوم أن يكون طبيبها وحارسها ,سينتزعها من الموت إنتزاعا وسيجبرها على قضاء حياتها معه حتى يخنقها بحبه الذى رفضته منذ أشهر قليلة !
xxxxxxxx*
ههههههه , يبدو أنك غارقة بعشق الطبيب الوسيم ياعلا
(كانت هذه جملة هادية الخبيثه وهى ترى ممرضة تماثلها بالسن أعتادت على وجودها معها منذ جاءت , أى منذ عشرة أيام هائمة بالطبيب الذى تساعده)
همست علا بحالمية (دكتور اتش ! آه قلبي سينفجر ياهادية فهو طبيب شاب رائع , روميو المشفي لا ممرضه ولا طبيبه ولا مريضه إلا وتحبه رغم أنه لم يعمل هنا الا منذ شهرين تقريبا)
رفعت هادية حاجبيها باستفزاز ( يبدو أنه مخادع وإلا ما حصد قلوب كل هؤلاء بوقت قليل)
زمت علا شفتيها باستياء وهى تردد ( هو محترم ومتدين جدا ,لذا كلنا نقع بغرامه, متسامح وطيب مع الجميع , وعليكى أن تستعدى لأنه هو من سيكمل معك العلاج بدلا من دكتوره فاطمه
غمزتها بسرعه وهى تركض للخارج هامسة ( سوف أذهب وأسلم عليه لقد جاء من أجازة استمرت لإسبوعين )
ظلت تنظر لظلال علا بشبح ابتسامة متذكرة طبيب وسيم , نال قلبها بلا جهد, ولكنها كالغبية خسرته , والآن بحالتها هذه تشكر الله كثيرا أنها لم ترتبط به, لأنها لم تكن لتحتمل تباعده أو بقاؤه شفقة معها !)
همست بحنين (هاشم ) ثم أغمضت عينيها لثوان كى تستعيد روحها الجديده وذهبت بسرعة ممسكه بألوانها واوراقها ,تمارس موهبتها التى أكتشفتها مؤخرا ,افترشت الأرض مغمضه عينيها, تتخيله هو ,عيناه تناظرانها وهى تقف تحارب ظلال تغلفها وتبعدها عنه ولا ظلال سواه , انه شبحها (المرض)
xxxxxxxx*
غيظ غيظ غيظ
هذا كل مايشعر به وهو يراها تناظر صديقه الشاب الذى تم تعيينه معيدا معه بنفس القسم بإنبهار , لن ينكر أن ل إحسان ملامح خشنه تجذب الفتيات سريعا , إلا أنه حقا فظ بعقلية رجعية للغاية , عقليته التى لم تتجاوز عصور الست أمينه وسي السيد بكثير , والغبيه منبهرة بصمته وخشونته ,سطحية حمقاء لا ترى العمق أبدا
انتى يا آنسة , التفاعل انتهى منذ دقائق ومازالت أنابيب الأختبار خاصتك على النار!
نظرت نحوه بصدمه فهى كانت سترفعها حالا, والتفاعل وقته انتهى للتو فقط ,جاءت لتتحدث فوجدته تجاوزها يتابع باقي زميلاتها بالمعمل , أمسكت الأنابيب بغيظ ولم تنتبه أنها وضعتها فورا بإناء يحتوى على الثلج فانفجرت وتساقط المحتوى وتبقت حسرتها تحوم حولها وعيناها متسعه بشده فمجهود ساعتين راح هكذا أمام عينيها بلحظه , وماذا عن درجات السيكشن! هل ستفقدها؟
التمعت الدموع بعينيها ولكن بكل حزم تجبرت عليهم حبستهم وهى تعض شفتيها غيظا من محمد الذى لايكاد يترك أى فرصة كى يذلها وخاصة بعدما أصبح له سلطة عليها ,ألم يصبح المعيد !
أفلتت نظراتها المغتاظة من عيناه المستفزه وهى تجد دكتور إحسان يقف أمامها , ينظر لأدواتها المحطمه باستياء
نظر لها متسائلا : أنسه ....!
أجابت بتوتر بسرعة ( صفاء يا دكتور )
أكمل ببرود وهو يشير لأدواتها ( أنسه صفاء ,المفترض ألا تنالى شئ من درجة المعمل اليوم بما أنك لن تسلمى نتائج التفاعلات ولكن
وتراقصت دقات قلبها مع صمته ليكمل بلامبالاه( لك نصف الدرجة لأن عملك من البداية ممتاز رغم أنك أفسدتيه بآخر لحظه بسبب إهمالك)
قاسية جدا كلماته والأقسي أنها منه هو تحديدا ,هى تراه مثالي للغاية ,شاب مثابر جاد مثلها وتجاهد لتكون مثالية أمامه متجاهلة قاعدة هامه (لا توجد شخصيات مثالية بعالمنا لأنه من الأساس ليس عالما مثاليا )
شعرت بدموعها تخونها ,حمدت ربها أن الدمعه الوحيده التى فرت من عينيها كانت بعدما تجاوزها هو , رفعت عينيها لتجد محمد ينظر نحوها بغموض , لم تهتم وانشغلت عنه بفكرة واحده (كيف تحسن صورتها أمام دكتور إحسان !)
xxxxxxxx
يقف محاولا الهدوء , لايعلم ماهى ردة فعلها على رؤيته , تذكر منذ اسبوعين حينما قابل محمد صدفة وكم شعر بانهيار الكون حوله عندما علم بمرضها ,تمنى لو أنه يستطيع التخلى عن المؤتمر إلا أن ذلك المؤتمر والذى هو حلم لايملكه شاب مثله كان قد تم ترتيب كل شئ لأجله, شعور بالقهر اجتاحه حينها ,سيحارب معها أشباحها وينتصر معها
هذا ماشغل باله طوال الأسبوعين , العتاب , الغضب , الرغبه بالإنتقام , لاوجود لأي شئ من هذا , وهل نملك الوقت أساسا للعتاب فمن يرحل لا ينذر , ومن يغادر لن يستأذن .
لاقيمة لكل هذا الآن, خاصة والفراق يتحين لهم الفرص !
تنفس بعمق وتوجه بخطوات مسرعه نحوها , طرق الغرفه ودخل ليجدها تعطيه ظهرها وهى تحادث علا , لم تنتبه له وسط ضحكاتها الرنانه إلا أنها عندما سمعت علا تلقي عليه السلام , استدارت ببقايا ضحك تجمد وهى تراه أمامها وتولت علا مهمة التعريف وهو صامت يتشرب ملامح وجهها قطرة قطرة دون ارتواء, بالبدايه اتسعت عيناها بشده وصدمه حتى سمعت علا تردد بمرح ( انسه هادية يا دكتور هاشم )
هذا هو دكتور هاشم يا انسه هادية )
ثوان مرت وهو يتخيل أسوأ السيناريوهات , هل ستغضب؟ ستثور! هل ستطالب بطبيب معالج غيره! كل شئ توقعه بهذه الثوان القليلة إلا أن تنظر له ببرود و تعامله برسمية شديدة ( أهلا وسهلا دكتور )
يالله حتى أسمه تتهرب من النطق به! لا والله هو قرر الحرب ولن يدعها تتقهقر , اقترب منها بابتسامة واسعه وهو يمد كفه ليسلم عليها ( لا داعى للرسمية يا هادية نحن لسنا أغراب نحن متقاربون لذا يكفي هاشم بلا دكتور )
المسكينه علا بينهم تبتسم ببلاهه وهى تأخذ معنى آخر للكلمة مردده بحماس ( أنت قريبة دكتور هاشم يا هادية ولم تخبرينى!)
نظرت لها هادية بصمت وعقلها يحلل بسرعه ( قال متقاربون ولم يقل أقارب , هل يعاتبها على ما مضي أم هناك مخطط آخر برأسه )
نظرت لهم ببرود وهى تجيب بلا مبالاه وعيناها مركزه على هاشم ( سكان نفس المنطقه لا أكثر ولا أقل )
ابتسم بسخرية وبرود يلاعبها بسلاحها ناظرا لها بثبات ( لا تخجلى يا جارتى العزيزه من الجهر بعلاقتنا )
بهتت ملامح الفتاتين ولكن سريعا ما تابع بمرح جعل علا تعود لبلاهتها ( لن يقول أحد أن دكتور هاشم يهمل مرضاه و يهتم فقط بهادية جارته المقربة )
صمتت بعجز وعدم فهم , لاتستطيع التعامل مع المجهول تريد بشدة معرفة مخططه , أو الأصح أنها لاتريده بمخطط حياتها من الأساس)
xxxxxxxx*
تمدد على كنبة مكتبه بإرهاق , يشحذ همته بشده حتى يستطيع تحمل برودها معه و الصبر على الرسالة التى تصر على إرسالها له مع كل كلمة ( أخرج من حياتى )
غدا ستبدأ بالعلاج الكيميائي, يشعر بنيران تسرى بجسده وهو يتخيل أنها ستعانى دون أن يستطيع مواساتها, يدعو الله أن تصمد , يحتاجها قوية , يستطيع التعاطى مع تمردها وتجبرها وبرودها , إلا أنه أما ألمها وضعفها لن يمنع ذراعية من سجنها بين ضلوعه ,حيث اللا ألم , لا حزن , لا شئ سوى قلبه النابض بعشقها
xxxxxxxx




الفصل العاشر
مؤلم أحيانا أن تحب
مؤلم جدا أن تضطر للإبتعاد عمن تحبه
أكثر إيلاما حينما تراه أمامك يتألم فلا تستطيع ضمه لصدرك مطمئنا إياه أن هناك من يشاركه الألم !
تنظر نحوه بعجز , و يناظرك بضعف من خلف زجاج واهى من اللامبالاه ,
تمد يدك فتقبضها بقهر قبل أن تلامس كتفه مربته عليه
مشاعر منهكه جدا , مؤلمه لأقصى حد!
وكيف له أن يصف شعوره وهو يراها تتكأ كليا بضعف على علا , ذات الجسد الصغير , القصير جدا, والضئيل للغايه ,توجهت بها علا نحو الحمام الملحق بغرفتها و شعور الغثيان يفتك بها رآها هذه المره تخر بضعف أمام الحوض وقدماها تتسابقان لخذلانها , فأسرع نحوها ممسكا كتفيها ,لتناظره بخجل وضعف , نظرات ذبحته فابتسم لها مطمئنا : لا تخلجى , فأنا هنا وأنا لست غريبا يا هادية
لن تتظاهر بعدم إمتنانها لوجوده قربها بهذه اللحظة , شئ ما بداخلها كان يحتاجه ويطلب دعمه هو تحديدا , للمرة الثالثه أخرجت مابجوفها حتى شعرت بألم أمعائها , تشعر بنيران العلاج الكيميائي تلهب جسدها , تكاتف الدوار مع الغثيان والألم عليها لتغمض عيناها بضعف مقيت يتسرب لخلاياها ومن بين خيوط اللاوعى التى تنسج شباكها حول عقلها أتاها صوته : هادية لا تهلعي هذه أعراض طبيعيه ,فقط تماسكى ياصغيرتى و حاربي للنهاية
فتحت عينيها بحيرة وهى تراه ينظر لها بخوف وألم ,همست داخلها : يالله هل يمكن أنه مازال يحبها !
نظراتها الحائره , قابلها بابتسامة مطمئنه وهى يسندها مع علا ,التى تناظره بانبهار كفارس من الأساطير, حتى وضعوها بفراشها ودثرها هامسا بحنو : ارتاحى الان
صامته هى بحيرة, نظراتها تطالبه بأن يشرح سر هذا الأهتمام , التفت مغادرا الغرفه بسرعه هامسا بداخله ( ومن أحق منى بالإهتمام بك حبيبتى )
xxxxxxxx*
منذ غادر وعلا لاتكف عن الثرثرة عن فروسية دكتور هاشم و أخلاقه , صفاته وشخصيته الفريدة
شعور من الحزن على حال الفتاه خالطة غيظ وغيرة جعلاها تتسائل : هل تحبين دكتور هاشم ياعلا؟
أحمرت الفتاه بشده , طفلة جدا قصيره وصغيرة بملامح هادئه والآن حمرة خديها وابتسامتها الحالمة أجابتا عن السؤال قبل أن ترد بوله : ومن لايحب فارس مثله , ألا ترين كم هو مميز , هو حلم كل فتاه هنا
رقت نبرتها بإشفاق وهى تردد : اتبعى عقلك يا علا , لاتندفي وراء حب من طرف واحد , سيعود عليك بألم مرير حتما
اختنقت الفتاه وهى تجيب بقلق: لكنه يعاملنى بلطف شديد , نظراته حانية للغاية و
قاطعتها هادية بتعقل : هذا اسلوبه مع الجميع . لا تجعلى أفكارك تنحرف لمسار وهمى , ليس كل من يعاملك بلطف واقع بغرامك , لاتنساقي خلف مشاعرك , جنبي قلبك الصدمات ولا تذيقيه الألم
ظلت علا تنظر لها بشرود, بينما أغمضت هى عينيها براحة نسبية على الأقل هى قدمت النصيحة وتبقي علا هى المسئولة الأولى والأخيرة عن مسار حياتها
xxxxxxxx
تجلس بزاويتها المفضلة تذاكر أكثر وأكثر ,تريد الحفاظ على تقديرها لتكون معيده بالنهاية , لتبقي الى جانبه
دكتور احسان
همستها لم تتعدى حدود عقلها وعيناها تلاحق طيفه بإنبهار , يالله شاب جاد للغاية لايبدو مستهتر كمحمد أبدا
عقدت حاجبيها بإستفهام متسائلة ( وما الذى ذكرك بمحمد الآن !)
شاردة أنت كثيرا هذه الأيام , أنسة صفا
والله للحظة شكت أنها نادته أو أنه خرج من رأسها ليقف أمامها ساخرا هكذا بغموض ,ضغطت على أسنانها بغيظ مردده ( اسمى صفاء وليس صفا)
إلتمع التلاعب بعينيه وهو يكمل بلامبالاه ( أحب الأسماء الثلاثية الأحرف)
أهدته إبتسامه صفراء وهى تتجاوزه قائله ببرود ( حسنا على أن أغادر الآن ,وبما أن اسم صفا يعجبك هكذا , ردده عشر مرات بسرك كلما رأيتنى بدلا من حديثك المستفز معى)
ما أن خطت خطوة واحدة مبتعده عنه حتى ناداها بنبرة غريبه (صفا)
لفت وجهها نحوه باستفهام ,لتجد ظهره يقابلها , بعدها تحرك ,يكمل طريقه وسط ذهولها دون أن ينظر نحوها هامسا باسم (صفا ) عشر مرات ,لثوان ظلت مصدومه بحركاته الصبيانية هذه ثم ضربت قدميها أرضا بغيظ متوعده إياه
xxxxxxxx*
تجلس كالمعتاد على سور شرفتها بالمشفي تضحك بشدة على محادثتها مع محمد و صفاء بنفس الوقت , كلاهما يشتكى لها من الآخر وهى تهدئهم كالأطفال , سرحت بفكرها مفكرة أنها لم تكن يوما تعتقد أن أى منهم قد يكون مغرما بالآخر ,الان هى شبه متأكده , إلا أن صديقتها المعقدة لا تدرى أنها بالفعل تحبه, أما خالها الحبيب أدرك مؤخرا أنه وقع بفخ العشق !
إبتسامه حزينه زينت محياها متذكرة الشاب الوسيم الذى كانت تحمر خجلا من رؤيته, وكانت تفر محتمية بوسادتها, حب برئ لم يكن لها نصيب فيه , تتمنى من الله ألا يحرم أحد لذة الفوز بالحبيب كما حرمت هى.
لن تكذب على نفسها ,همست بقلب ملتاع: نعم أحببت هاشم الحلم , هاشم الفارس الذى تتغنى به علا , إلا أننى لم أكن حينها بالقوة اللازمة للدفاع عن حبي, والآن بعد أن وجدت قوتى الخاصة لم أجد نفسي , خاصة والموت يحوم ويشدد خناقه , لن أقحمه بالأمر , لن أدعه يشفق على ولن أجازف بجعله يتألم بوجودى في حياته أو خروجى منها بغتتة
رأته بالأسفل كان يدخل المشفي , ولكن نظراته الحانقة التى وجهها نحوها جعلتها تعقد حاجبيها بتساؤل, قررت الخروج من الغرفه , أن تذهب إليه تريد أن تفهم سر نظرته دون أن تدرى أنه على أى حال كان قادما اليها !
فتحت باب الغرفه ,فقط خطوة تحركتها نحوه لتتسمر والجميع يقف حوله ممسكين بهداياهم وعلا تملأ الجو صخب وهى تقدم له قالب تورتة صغير , الجميع توافدوا نحوه يقدمون هداياهم مهنئين بعيد مولده, وهو من المفاجأه يضحك بقوة ترج قلبها رجا , ثم انسل من بينهم يتقدم نحوها هى ,عيناه لاترى سواها ,يتقدم أكثر ويهدم أسوارها أكثر وأكثر, يذيب الجليد الذى تصر على إحاطة نفسها به , وما ان توقف أمامها مباشرة حتى رفعت عينيها ناظرة له ببرود مردده : لم أحضر هدية
إبتسامة حانية, دافئة للغاية, ونظراته البشوشه ترافقت مع همسته التى دغدغت مشاعرها ( يكفينى أنك هنا)
طنين ما يملأ أذنيها , قلبها ينبض بعنف مؤلم ,مشاعرها المكبلة تثور وانقادت خلفه وهو يجرها برفق نحو علا التى تنظر له بهيام, ممسكه القالب بابتسامة بشوشة : أوقفها بجانبه تماما , ثم نظر لعينيها مباشرة وهو يردد : دعونى أتمنى أمنية قبل أن أطفئ الشموع
لثوان احتبست أنفاسها متسائلة بفضول ( ترى ماذا تمنيت !)
وبعد أن أطفأ الشموع نظر لعلا بابتسامة أخوية بحتة فسرتها خطأ جدا , ردد بامتنان ( شكرا لك يا علا أعلم جيدا أنك المحرك الأساسي لهذه الحفلة الرائعة)
أخفضت عينيها بخجل وحمرة قانية تلون وجنتيها متمتمه بهمس ( أنت تستحق دكتور هاشم )
أهداها إبتسامته الوسيمة , دون أن يدرى كم الغيرة التى أمتلكت قلب المريضه العاشقه , توجه لمكتبه بسعادة تبخرت فور دخولها الثائر خلفه , وهى تزم شفتيها بحنق مكتفة ذراعيها قائلة بحنق : هل لى أن أعرف سر نظراتك الحانقة نحوى بمجرد دخولك المشفي !
للحظة لم يستوعب وجمالها الطفولى يشوش ذهنه ولا يساعده إطلاقا , حاول الإبتعاد عن سحرها قدر الإمكان , فأبعد نظره عنها عاقدا حاجبيه بتفكير , لم تمر ثوان إلا ووجدته ينظر لها بغضب قائلا : كيف تجلسين هكذا على السور بينما تعانين من الدوار , هل عقلك في سبات؟
اغتاظت بشده وهى ترد: أنا بأفضل حال الآن لست متعبة ولا داعى لقلقك و أخلاقك النبيلة هذه التى تصرع قلوب الفتيات
نبرتها كانت لائمة حاول الفهم إلا أنه عجز , فنظر نحوها بصمت وعدم الفهم يلتمع بملامح وجهه
ازداد غيظها أضعاف وهى تدرك أن سحره الذى يسلسل به علا غير متعمد فما بالك لو تعمد ,! فلم تستطيع منع نبرتها الحانقه وهى تردد: علا مازالت صغيره و بسبب معاملتك الرقيقة جدا معها الفتاه غرقت بحبك
ضغطت بشده على كلمة جدا هذه ليقابلها هو بسؤاله المصدوم المستنكر : ماذا!
تكتفت وهى ترد عليه بغضب : هل رأيت الى أين أوصلتنا رقتك المفرطه.
أسبل أهدابه لثوان, ثم عاد يناظرها ببرود وهو يقترب نحوها متسائلا : ولم أنت غاضبة لهذا الحد؟
توترت وهى تردد بتشتت : أنا لست, لست غاضبه ولكن علا
باغتها بنبرة مستمتعه : هل تغارين؟
هتفت بتوتر أكبر : ولماذا أغار وممن أصلا أغار؟
ابتسم بمروغة وهو يردد: السؤال الصحيح , على من أغار والجواب الأصح, (على بالتأكيد)
همست بصدمة : هاشم!
أغمض عينيه قليلا وهو يردد: هاشم يحبك ويغار من زمن يا صغيرة , منذ رأى فتاة الثانوية التى كادت تبكى لمشهد بقصة تدرسها بمادة اللغة العربية
تراجعت خطوة بصدمه ففتح عينيه بمشاعر ثائره : هاشم صبر كثيرا وترك لك المجال لتعودى بإرادتك , إلا أنه ما عاد يطيق
باختصار هاشم يشتاق بشده و يغاااااااار بعنف
شعر بتشوشها فقال بسرعه : أنا لا أضغط عليك أو أطالبك بأى شئ سوى فقط اجابة سؤال واحد
نظرت له بصمت , بعدم استيعاب لتجده يناظرها بتوتر قائلا : هل تتزوجينى يا هادية؟
اتسعت عيناها بصدمه أكبر ,ودون كلمة واحده حتى , ركضت تاركه إياه خلفها , ما أعترف به وإن كانت تدركه إلا أنه كان صعب للغاية كى تستوعبه كحقيقة دفعة واحده , لا... لاتريده أساسا ليس الآن تحديدا
ظلت تركض دون الإنتباه لأنفاسها المتسارعه, ولا دوارها حتى وصلت لحديقة المشفي , وقفت مستنده على الشجرة خلفها هامسة بزهول : يا الهى لقد قالها أخيرا , لماذا الآن تحديد لماذا ؟
هل يجب أن تأتى تذكرة رحيلي حتى ينتبه لمشاعره , حتى يسارع بإخبارى بما هو حقي
ياربي كيف لي أن أتقبل هذا الأن , سوف أكون أنانية ومستغلة للغاية إن ارتضيت
نظرت للسماء بإرهاق شديد هامسه والدموع تلتمع بعينيها : يا الله كيف أتصرف الآن ,كيف أقنع قلبي بغض البصر عن حلمه , كيف أقتلع الشغف من أعماقه وكيف أقتل حبه بداخلى
لن أستطيع التصرف بأنانية وإلغاء صوت عقلي الذى سينعتنى بالأنانية والاستغلال إن وافقت
ياربي أشعر بداخلى إثنان يتبارزان , يثوران, ضد بعضهما يسيران بطريقين متضادين ووحدى أنا الضائعه الضحية بينهما


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 11:26 AM   #14

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادى عشر
التردد , شعور يولد القهر , يجعلنا نخاف من خوض التجربة وحينما نقرر نخاف أن نخسر
يظل الخوف رفيق وقاتل لكل ذرة استمتاع قد تقتنصها من الحياة
وهى لم تعد تخاف شئ , ربما فقدت خوفها مع بعض من خصلات شعرها التى تتساقط يوميا, أو فقدته حينما أعلن المرض عليها الحرب وقررت هى مبارزته , ممكن فقدته حينما تجرعت مرارة فقدان الحلم ( فقدانه هو )
ليست متردده أبدا, أو خائفه ولكنها لاتريد أن تورطه بما لايطيق , وهو لا يساعدها أبدا على التفكير بهدوء , كلما التقت نظراتهم يخجلها بمشاعره , يذكرها دوما بعرضه لها وطلبه الذى يقاتل بضراوة من أجله

ألا يعلم كم تعانى كى تبعده عنها , كى تبتعد عن التفكير بحياتهما معا, روعة الرحيل بين ذراعيه , هوان الموت بعينيها إن كانت ستودع عيناه كآخر صلة لها بالوجود!
الأحمق ألا يدرى أنها عاشقه حد القهر لأنها غارقه ببؤس بعشقها هذا !
لسانها يكاد يصرخ بنعم كلما رآه , تنهدت بتعب وهى تراه يمر من أمامها غامزا بتسلية
نظرت لعلا الجالسة معها بالحديقه بشرود حزين فسألتها بقلق : علا مابك؟
نظرت لها بحزن وهى تردد: دكتور هاشم أخبرنى أننى... أنه
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة : أنك ماذا يا علا ؟
ارتمت علا بين ذراعيها باكية : أخبرنى أننى أخته فقط وأنه سعيد بكونى مساعدته
أشفقت عليها فقالت بحزن على حال الفتاه : هذا مايحزنك؟
ابتعدت عنها علا قليلا لتجيب بحزن أكبر : هل تصدقي أننى لم أحزن على خسارته كحبيب بقدر ما حزنت على خسارته كأخ
تسائلت بغموض : كيف خسرتيه ياعلا , وما أدراه أنك تحبينه أساسا؟
أخفضت الفتاه عينيها بخجل وهى تهمس بخفوت :كان يمدحنى ويتحاكى بمهارتى وبثانية لم أستطع السيطره على كلماتى وأعترفت له بكل شئ
صمتت لثوان قبل أن تكمل بخفوت وخزى أكبر : لا أصدق أنه تعامل مع الموقف بحكمه هكذا مبتسما بوجهى وأخبرنى أنه يعتبرنى أخته الصغيره والعزيزه عليه
رفعت بصرها لهادية الصامته بغموض مكملة : أقسم أننى تعجبت من حالى صدمت , لكنى لم أحزن لأنه لا يحبنى كما أريد بقدر ما اشعر بالضيق لأننى هكذا خسرت معاملته الحانية لى و حضوره الممتع بحياتى , سيعاملنى بتحفظ شديد بعد ذلك وهذا ما أخشاه , ماذا أفعل يا هادية كيف أصلح الأمر؟
ردت هادية بهدوء : دعيه يسير كما ترتبه الظروف , بعض الأمور تحتاج لنتركها تسير كما هى بعشوائية دون تخطيط , وأثق تماما أن دكتور هاشم يستطيع التعامل بذكاء مع الموقف
xxxxxxxx
جالس بمكتبه بغيظ , كم يوم مر وهو يتعامل معها بصبر بينما هى لا تريحه , يريد فقط لو تعطيه أى اشارة , أصبحت مجنونة , وردود أفعالها غير متوقعه بالمرة , أصبحت شغوفة بالمخاطرة والمقامرة ويخشي أن يكون خاسر بحربه معها !
التمعت التسلية بعينيه وهو يتذكر صراخها به أمس : هاشم كف عن ملاحقتى بنظراتك هذه أرجوك
اقترب منها بعشق خالص وخوف من المصير يكتمه بشده بقلبه , همس لها وهو مغمض العينين : ماكنت أؤمن في العيون وسحرها حتى دهتنى فى الهوى عيناك
ولم يرى أو يسمع سوى قدمها الصغيرة تدب أرضا صارخه بخفوت مغتاظ : هاشم لو سمحت أخرج من هنا , أنت تشوش تفكيرى , تريد رد سؤالك حسنا لك ذلك غدا ومنذ هذه الساعه وهو ينتظرها أن تأتيه دون فائده
دخلت عليه علا بخجلها المعتاد منذ صارحته بحبها , فقابلها بمرح ليمتص خجلها : مرحبا علا أين صديقتك المتمرده لم أرها اليوم؟
كاذب ...كاذب.... كاذب , لقد أرتشفت من سحر عينيها صباحا (هكذا حدث نفسه بسعاده)
ردت علا ببعض من الراحة : هناك ضيف أتى لزيارتها للتو
انتفض بسرعه بضحك متجاوزا اياها وهو يتمتم : لا بد أنه محمد
وذهب وتركها خلفه دون أن يدرى أنها جاءت تخبره ألا يتضايق بسبب اعترافها النارى بحبه !

عندما أخبروها أن هناك شاب ينتظرها , غضبت لأنها أخبرت محمد ألا يأتى ومن شاب غيره قد يزورها ولكن الشوق غلبها فركضت بابتسامه واسعه نحوه , و ما أن وصلت وجدته يعطيها ظهره , لم تتآلف معه لماذا لاتدرى!
نادته بشك: محمد!
التفت اليها , لتجد آخر شخص قد تتوقع زيارته , أو أن تراه ثانية , آخر شخص قد تتمنى رؤيته أساسا بهذا المكان أو بهذه الحالة .
ارتدت خطوة للخلف بصدمه, وهى تسمعه يردد بصوت عابث ساخر : مرحبا يا جميلة

الفصل الثانى عشر
أحيانا يجب أن نواجه مانخشاه , نضطر للوقوف بوجه أكثر المواقف المرعبة لنا , تضعنا الحياة بوجه المدفع ,مباشرة أمام آلامنا التى لم تلتئم بعد
وماذا بعد, إما أن نتحامل على أنفسنا حتى نصل لبر الأمان أو نبقي كالفئران دوما نحتاج لمخبأ
مرحبا ياجميلة
نظرته العابثه , صوته الساخر , وجهه المقزز , و نبرته الشامته
للحظه تملكتها الصدمة ,لحظة واحدة ثم بعدها تولت روحها الجديده المهمة لتواجهه بحدة : ماذا تريد؟
نظر لها بشماته أكبر وهو يهمس : تؤ تؤ تؤ صحتك يا جميلة ألا تحتاج مريضة مثلك للراحة أم مثلا قبلة من الأمير تشفيها
ابتسمت بسخريه وهى تردد بنفور : هل أتيت شامتا بي , هل تعتقد أننى أخجل من المرض! ومن منا ليس بمريض , اليوم لك وغدا عليك
اقترب منها خطوة ولكن عيناها الصارمة ثبتتاه بمكانه وهو يردد بخفوت : حقا افتقدت لسانك هذا منذ أكثر من عامين , لو كنت مشاكسة قليلا كما أنت الآن لكان الأمر أكثر متعه, ولكنك كنت تنظرين نحوى بهلع و صدمة
أوشكت على الرد حينما جاءت قبضة قوية أطاحت به أرضا
اتسعت عيناها بفزع وهى ترى الشراسة مرتسمة بشده بوجه هاشم
لم يكن ليتوقع وهو يهرول ليصافح محمد لعله يسانده بعرض زواجه, أنه سيقابل ذلك الحقير الذى أفلت منه منذ عامين
عندما رأى عينيه شعر أنه رآه سابقا وحينما أقترب منهما وسمع جملته الأخيره تذكره ,
جذبه من قميصه ليخرجه من المشفي كلها وهو يسبه تعاركا ولكن هاشم كان الغالب , بالمعنى الأصبح هاشم أوشك على قتله , عندما انتهى منه وأصبح شريف أمامه جثه هامده , بصق على وجهه باشمئزاز وهو ينظر لحارسى الأمن بصرامه آمرا إياهم أن يتصلوا بالشرطه , ويبلغوا أنه حاول التحرش بمريضة
وضعت يدها على فمها بجزع وهى تراه مقبلا نحوها بلهاث , كانت الحديقه خالية حولهم تقريبا , نظرت له بخوف وهى تردد: لا تهتم لأمره , لاداعى للشرطه أعلم جيدا أن عقابه سيناله
حدجها بنظرة صاعقه وهو يصرخ بها باستنكار : ماذا هل تريدين التنازل عن حقك كما فعلت منذ عامين
تراجعت للخلف بشحوب هامسة بتشنج : ماذا ....كيف علمت بامره!
لم يكن بحالته الطبيعية وهو يهمس بغضب :نعم أعلم يا هادية , لا بل رأيته , منذ عامين ياهادية , كنت كعادتى أقف بالشرفة أتلذذ بفنجان قهوتى لايشغل بالى شئ حتى ظهرت انتى, وجدتك تتهادين برقة , ظللت أراقبك بلا ملل ,حتى ظهر هو, ما ان وجدته يقترب منك سقط الفنجان من يدى دون أن أشعر حتى و فتحت باب الشرفة بعنف , ركضت نحوك ولكن ما أن وصلت لأسفل البناية كان قد تباعد , لم أرى سوى عينيه وهلعك
تمنيت أن أقترب, إلا أن منظرك وأنت تركضين لمنزلك تتلفتين حولك بهستيرية سمرنى, خفت عليك , راقبتك حتى صعدتى للبناية من خلف الباب الشبه موصود
منذ ذلك الحين وكلما رأيتك يحترق صدرى وأنا أتذكر خوفك وتجرؤ ذلك الحقير
اقتربت منه هامسة بصدمة : لهذا تريد الزواج بي
حاول امتصاص غضبها وهو يردد بهدوء ظاهرى : أنا......
التمع الجنون بعينيها وهى تردد بصراخ مقاطعه اياه : حسنا , تريد التخلص بشعورك بالذنب لأنك لم تستطع فعل شئ حينها , أنت تشعر بالذنب وأنا أكثر من مستعدة لأرى ماستفعل لأغفر لك
ضرب الشجره خلفه بقبضته وهو يقول بإستنكار : أى ذنب ياهادية , عن أى ذنب تتحدثين , بداخلى نيران الغضب وليس الذنب أبدا , أجل أنا غاضب بشده لأننى لم أكن هناك, لم أكن بجانبك بالوقت المناسب , هدأ قليلا وهو يردد بخفوت ولهاث : لأننى لم أكن أملك الحق لأخذك بين ذراعى حينها كى تهدئي , أقبل عينيك الدامعة , أطمئنك أن لاشئ قد يؤذيكى بعد الآن
أنا أحببتك منذ كان مقدرا لى أن أسكن أمام طالبة ثانوية تحمر خجلا عندما تقع عينيها على شرفة جارها الطبيب
ابتسمت بسخرية هامسة : لا أستطيع تصديقك صراحة
ابتلع ريقه بصعوبه وغضب , عندها أكملت بتحدى وهى تضغط إصبعها الأوسط بشراسة على صدره : إلا أن حياتى أقصر من أن أضيعها بالأوهام و الشكوك , قبلت التحدى يا هاشم وأنا موافقة على الزواج بك , لكن عليك تحمل المسئولية كاملة لأنى حقا لا أنوى دفع المزيد , تذكر جيدا أننى لم أخدعك يوما, ستظل طوال حياتنا معا ترانى كل لحظة أتحدى الموت وأنتظره كى يأتى و يواجهنى وأنا قوية
ارتاحت ملامحه قليلا وهو يهمس بإصرار : سأظل دوما أحارب لإنقاذك من الموت , من جنونك, ومن تحدياتك , أنا محارب شرس حينما يتعلق الأمر بمن أحب
لم تتحدث أكثر فقط استدارت لتغادر فامسك مرفقها بسرعه هامسا كغريق يتشبث بقشة : أنت موافقة على الزواج أليس كذلك؟
نظرت له بغموض هامسة : قبلت
وسارت بعيدا عنه هامسة داخلها بوجع ( قامرت على ما آراه بعينيك لى ياهاشم فلا تخذلنى هذه المرة ستكون القاضية ولن أتحملها)
xxxxxxxx


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 11:27 AM   #15

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 11:29 AM   #16

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
الروايه كانت منتهيه
ولكن بسبب ماحصل قبل فترة وعودة المنتدى لتاريخ 8 اب فقدت فصول الروايه
وبما ان الكاتبه غير متواجده ولم تعيد فصول روايتها
انا انزلتها بدلا عنها حتى لايضيع مجهودها
بالتوفيق للكاتبه وان شاء الله تعود قريبا


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 01:15 PM   #17

زهرة الحنى

? العضوٌ??? » 345620
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 713
?  نُقآطِيْ » زهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond reputeزهرة الحنى has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Soy yo likes this.

زهرة الحنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 02:04 PM   #18

emytroy2

? العضوٌ??? » 364753
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 424
?  نُقآطِيْ » emytroy2 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله

emytroy2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 04:59 PM   #19

tahra

? العضوٌ??? » 24198
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,047
?  نُقآطِيْ » tahra is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

tahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 06:35 PM   #20

بساط

? العضوٌ??? » 3043
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,131
?  نُقآطِيْ » بساط is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بساط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.