آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          العيون الحالمة -شرقية زائرة- للكاتبة الآخاذة: Jάωђάrά49 *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية (الكاتـب : لامارا - )           »          استسلام رايدر (31) للكاتبة: Marin Thomas ..كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية : أغلــى زمـآن ' (الكاتـب : غفوة - )           »          130 - لن اطلب الرحمه - ان هامبسون ع ق ( كتابة /كاملة)** (الكاتـب : فرح - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تَدْبِير موريتي(104) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء3من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          67- حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-22, 09:10 PM   #1

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي تنويه لقرأ روايه الاسود المغرمه الجزء1 ملاك الاسد للكاتبه:- ميمي مارش


طبعاً الكاتبه لم تستطع ان تكمل كتابه روايتها لان حسابها احتذف فانا سؤكمل نشر القدر الذي املكه من البارتات حتى عوده الكاتبه بسلامه
اتمنى لكل المتابعين قراءه ممتعه




الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 09:12 PM   #2

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمٰن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

البارت اهداء لكل من يتابع روايتي هنا واسعدني بتواجده معي والشكر الجزيل لغزيزتي دافينا ورانو قنديل على الدعم
اهداء لـ {{نورتي}} 🌹🌹

""""""
لجدي
اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم انس وحشته
""""""

روايه :- (الاسود المغرمه)1(ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش

{البارت الرابع والسبعون}


اتجاهل كل اشيائك
واصد عن كل الدروب
التي قد تأتي بك
لكي لاتقرا مافي اعيني
افر منك لكي اخفي ..كل ألمي وامنعك
من مشاهده حقيقتي
انا اخشى مواجهتك
بكل تفاصيلهاوبرغم من كل شيئ
لا ننسى ان
(لكل زمن حكايه)

للمرحوم بإذن الله تعالى (غازي القصيبي)

<<<<<<>>>>>>
<<<<<<>>>>>>


يقوم اسد بقياده سياره سلفادور وخلفه سياره يوجد بها كلاً من تقى وادهم وليث ومعهم مارك وخلفهم سيارات الحرس وامام سياره سلفادور توجد سياره الحراسه الخاصه بسلفادور .... الطريق خالي من البشر طريق فرعي طويل بعيد عن المدينه يبداء نور الشمس يشق عتمه الليل معلناً طلوع الصباح الشمس ترتفع شيئ فشيئ السيارات يمشين بإنتظام
رن هاتف سلفادور ليلتقطه وهو ينفخ بضيق ليقول:
اجل اولم اخبرك بان لا تتصلي مره اخرى
الداده:
اعتذر سيدي ولكنه يبكي بشده لااعلم مالذي يجب علي فعله يبكي بشكل هستيري والحرس يمنعونني من اخذه الى المشفى
سلفادور بضيق:
ماهذه المصيبه الجديده فلتعطيه حقنه منوم
الداده بدهشه:
ولكنه طفل سيدي وقد يحدث له شيئ
سلفادور:
بحق المسيح تصرفي انا لااريد ان اعود الى المنزل واسمع صوته المزعج تصرفي خذيه معك الى منزلك افعلي اي شيئ المهم ان لااسمع صوته عندما اصل الى المنزل
الداده:
انه يكسر كل شيئ امامه سيدي مالذي يجب علي فعله هكذا سيؤلم نفسه
نفخ سلفادور بضيق ليقول:
حسناً فلتعطيني اياه ...
صوت طفل صغير باكي:
ابي متى ستعود لقد اشتقت اليك كثيراً انا لااريد ان اضل هنا لوحدي تعال بسرعه سلفادور محاولاً كتم غيظه:
أنيل مالذي قلته اخر مره كنا فيها معاً لااريد ان اراك تبكي اتفهم ... سأعود وسأحاول ان اجلس معك وقت اطول هل هذا يكفي هيا اذهب الى النوم لااريد ان يتصل احد ويزعجني لأجل موضعك التافه هذا
أنيل محاولاً مسح دموعه:
ولكني لااريد ان اضل لوحدي انا اخاف في ذلك المكان انه مظلم ومخيف
زفر بضيق وقال:
اعطني المربيه
أنيل باكياً:
ارجوك ارجوك ابي لااريد ان اضل هناك انا خائف
الداده بهدوء:
امرك سيدي
سلفادور:
اخرجيه من القبو وضعيه في الاسطبل لااريد ان تتصلي ثانيه ان اتى شقيق والدته لاتدعيه يراه مهما كان الثمن اتفهمين
الداده:
امرك سيدي
اغلق الخط وقال بغيظ:
سحقاً لك روسيلا اينما كنتي الان ... ورطتني بهذا الجرو وذهبتي اللعنه عليكما معاً
زفر بحنق وهو يقول:
لقد افقدني هذا الجرو الصغير لذه الانتصار
اخذ يردد بهدوء:
الاشاوس ... الاشاوس حقاً يدعونني للشفقه
اخذ يضحك بشده وهو يقول:
الاغبياء يظنون بأنهم سيقومون باللعب معي هههههههه انهم اغبياء حقاً
ابتسم اسد ساخراً لينظر الى الطريق ليقوم بتخفيف السرعه حتى اصبحت السياره التي امامهم بعيده بمسافه جيده ليدوي صوت اكثر من انفجار واحد في نفس الوقت افزع تلك العصافير التي كانت تغرد على الاشجار وكان الزمن وقف عند هذه اللحظه السيارات الاولى والاخيرتان يشتعلن بسبب ذلك الانفجار وتتصاعد النار على ذلك الطريق

في تلك الاثناء تقف السياره التي يقودها اسد وكذلك التي فيها الشباب بينما سلفادور قد نزل من على الكرسي واصبح جالساً في الارض وهو يغلق اذنيه وهو في حاله رعب انتهى دوي ذلك الصوت المخيف لينهض سلفادور من تحت الكرسي ليقول بإرتباك وفزع:
مالذي حدث فلتغير الطريق ايها الغبي هيا هيا لاتقف اللعنه اللعنه كنت اعلم انه سيتخلص مني فور انتهاء المهمه اللعنه عليك اللعنه
ابتسم اسد بخفه وهو يقول:
الى اين تريد ان تذهب
سلفادور بغضب:
اللعنه عليك فلتتحرك بسرعه هل تنتظر الى ان تنفجر هذه السياره ايضاً
نظر اسد للخلف عبر المرأه ليجد سياره الشباب تقف في الخلف والسيارات الاخيره تشتعل كما التي امامه مباشره
التفت سلفادور للخلف ليقول بهلع:
السياره الاخرى تشتعل هيا هيا لااريد ان اموت هيا
نزع اسد قفازاته ببرود وكذلك قام بنزع القبعه التي كان يرتديها وايضاً قام بنزع جاكيت البدله الرسميه التي كان يرتديها وايضاً ذلك القناع الذي كان يغطي وجهه نظر اليه سلفادور بخوف ليهتف:
من انت
اسد وهو يعود بالكرسي للخلف قليلاً:
اولا تتذكرني عزيزي سلفادور لم يمضي وقت طويل لتنساني هكذا سأحزن منك كثيراً
فتح سلفادور عيناه على وسعهما وهو ينظر الى المرأه ويقول بتلعثم:
اسـ..... ا... اسـ... سـ...د
اسد وهو يفتح ذراعيه ولازال يستند بجسده على الكرسي:
لا لا لا لااحب ان اراك متوتر لهذه الدرجه هلى انت خائف
استدار لينظر اليه وهو يقول بغيظ:
هل انت مرعوب الان هيا هيا اخبرني
وضع سلفادور سلاحه على جبهه اسد ليقول وهو يتصبب عرقاً:
سأقتلك اقسم اني سأقتلك
اطلق اسد ضحكه رنانه ليهتف بعدها قائلاً:
ولما يداك ترتعش هكذا تعلم اني لااحب ان يكون خصمي ضعيف لهذه الدرجه لمجرد اسمك ظن الجميع بأنك شيئ ولكنك وللأسف لست شيئ انت اضعف من ان تضغط على هذا الزناد لأنك عندما تفعل فلن اغادر لوحدي
لوح بجهاز صغير امام وجه سلفادور وهو يقول:
لاننا سننفجر معاً كما انفجرت تلك السيارات للأسف
سلفادور بتوتر:
ستموت معي لن تستطيع تحقيق ماتريد
اسد بثقه:
سأموت وانا واثق بأنني سأكون شهيد اما انت ايها الكافر فستكون نهايتك في جهنم
ابتلع ريقه قائلاً:
سأقتلك
اسد وهو ينظر اليه بجمود ويضع اصبعه على احد ازرار الجهاز:
لنرى من سيفعلها اولاً
دقائق وهما لازالا على نفس الوضع لم يرف لأسد جفن وهو يتهيأ للضغط على الزرار وسلفارود يضع فواهه المسدس على رأس اسد وهو على وشك ان يضغط على الزناد .....


في السياره التي في الخلف
مارك:
سلفادور بين ايديكم سأذهب انا الان احذرو قد تأتي الشرطه في ايه لحظه
ليث وهو يترجل من السياره:
لن يحدث شيئ شكراً لك
تقى وهي تحاول ان تتجه الى سياره سلفادور:
يجب علينا ان نقبض عليه قبل ان يقتله
ادهم وهو ينزع ملابسه الثقيله وقناعه ويرميهم في السياره ليبقى في قميصه الاسود وجاكيته الاسود الذي رماه على ليث:
فلتذهب انت مارك ولتطمئن احذر وانت تعود الى الفيلا ان حدث اي خطب اعطني اشاره
اومأ مارك برأسه ليصعد السياره ويعود من حيث ما اتى ... ادهم:
تقى خليكي هنا امني المكان مع ليث
التفتت تقى وهي تقول بغيظ:
لاداعي لان تتهورو الجميع يريد سلفادور حي
تخطاها ادهم بكل برود وكل مايشغله الاخذ بثاره من سلفادور ليفتح باب السياره الخلفي ويجذبه بسرعه فاجأته بينما كان سلفادور مندمج وهو يراقب حركه اصابع اسد على ازرار الجهاز الموجود في حوزته
سقط سلفادور ارضاً وسقط منه المسدس ليجلس عليه ادهم ويسدد له العديد من اللكمات ويحاول تفريغ غضبه كله عليه وهو يتخيل منظر عُلا وتلك الوحنه البنفسجيه التي تتوسط عنقها والاخرى التي في كتفها .... وسلفادور يصرخ من شده الالم لكماته تكاد تحطم جمجمته بأكملها الجو بارد للغايه ورأسه يصطدم بالإسفلت البارد بشده والدماء تسيل من فمه بغزاره ... ترجل اسد من السياره وهو يضع ذلك الجهاز في جيب بنطاله ولكنه للأسف سقط دون ان يشعر به امام باب السياره من الخارج ليتجه هو الاخر اليه بعد ان ابعد ادهم عن سلفادور وبداء يضربه بدون اي رحمه ... فرغ عليه كل شحنات القلق الذي عاشه عندما كان يتخيل ملاك ومالذي من الممكن ان يكون قد حدث لها وهي بين يدي هذا الكلب وذلك الخوف الذي من الممكن ان تكون قد عاشته وهي ترى هذا البشع امامها ... جعله ينهض وهو يسبه بكل الشتائم التي يعرفها وهو يقول:
كيف تتجراء وتخطفها يا***** كيف سمحت لنفسك بلمسها ايها ال****
لكمه بقوه على فكه وهو يمسكه باليد الاخرى حتى لايسقط ارضاً:
كيف سمحت لنفسك ان تجعلها ترتدي تلك الملابس ايها ال***** اقسم انني سؤحطم عظامك ايها الكلب عديم الاصل
ليث وهو يحاول ابعاد اسد عنه:
اسد هذا يكفي سيموت نحن بحاجه اليه هيا بنا لنغادر المكان
لازال اسد يضربه بعنف وليث يحاول ابعاده الى ان رماه اسد بعيداً عنه حتى يستند سلفادور على السياره التي تبعد عنهم بخطوات بسيطه وهو يترنح لايستطيع التوازن في وقوفه ليقوم ليث بإعاده اسد للخلف وهو يعاتبه على مافعله فقد كاد يقتله ...
اخرجت تقى خنجرها لتتجه الى سلفادور وكادت ان تقترب من سلفادور لتجعله يصعد السياره ولكن قبل ان تصل اليه دوى في المكان صوت صفير حاد ليفتح اسد عينيه على وسعهما وهو يرى الجهاز قد اصبح تحت حذاء سلفادور وتقى على بعد خطوات منه .... اما ادهم فقد كان قريب من تقى فينطلق بكل سرعته ليجذبها اليه بقوه ليسقطا هما الاثنان بعيداً عن المكان اثر الانفجار الذي رمى بهما لجانب الطريق ...
نظر ليث الى السياره التي تشتعل بصدمه اما اسد فقد اسرع الى تقى وادهم الذي كان يجاهد ليفتح عينيه فقد اصطدم رأسه بالرصيف واصبح ينزف بشده كما ان تقى كانت مستلقيه على جذعه اسرع في احتضان رأسه وهو يقول بقلق:
ادهم ادهم انتا كويس ادهم رد عليا ادهم انتا سامعني
ظل ادهم ينظر الى كل مكان دون هدف وهو بالكاد يرى ... سقطت تقى من عليه وهي تشد على يدها من شده الالم فقد كانت مثنيه تحتها وربما انكسرت ...
اسرع ليث اليهم وجثى على ركبتيه امامهم وهو يقول بخوف:
اسد حصل ايه ادهم كويس ... وضع يده خلف رأس ادهم لينظر الى يده مره اخرى بفزع وهو يراها قد اغرقت بالدماء ليتسمر مكانه وهو يبتلع ريقه بصعوبه ويرمش بعينيه بعدم تصديق ... اسد وهو يضرب على وجه ادهم بخفه:
ادهم ادهم فوق هتكون بخير ادهم متغمضش عينيك ليث اتصل ببهاء بسرعه
لم يرد ليث بل ظل ينظر الى يده الملطخه بالدماء بصدمه ليصرخ به اسد قائلاً:
ليث اتصل ببهاء بسرعه يلا
اخذ ليث هاتف اسد بإرتباك وخوف واخذ يبحث عن الرقم مطولاً على الرغم من انه كان امام عينيه واخيراً يتصل ببها فيخبرهم بأنه في طريقه اليهم ...
اسد وهو يضرب على خد ادهم ببطء:
ادهم يلا فوق نحنا هنروح المستشفى النهاردا ادهم خليك قوي
وضع ادهم يده على بطنه بصعوبه وهو يتنفس بصعوبه لينظر اسد الى المكان الذي يضع ادهم يده عليه فيفتح القميص ليجده مكان الرصاصه قد بداء بالنزف مره اخرى لا بل يوجد جرح اخر عميق ايضاً هل يعقل بأن احدى الشظايا اصابته ولكن كيف لقد كانت تقى مستلقيه عليه فكيف وصلت الشظايا لا انه مكان جرح بأداه حاده سكين او خنجر نظر الى الارض ليجد تقى مستلقيه علو الارض تضم يدها اليها وكف يدها يوجد بها دم كما انه يوجد بجانبها خنجر ملطخ بالدماء ... نظر الى ادهم مره اخرى بدهشه فكيف حدث هذا هل يعقل ان سكينها اصابته بالخطاء ولكن كيف حدث ذلك
نظر ادهم اليه وهو يحاول ان يقاوم الاغماء ولكنه لم يعد قادر على ذلك ... ضغط على مكان الجرح الذي في بطنه بقوه كي يحاول كتم الدماء التي تتدفق منه ... التفت الى ليث الذي كان يساعد تقى في النهوض ولكن يدها كانت قد كسرت بالفعل ... ماذا يفعلون لايملكون شيئ لكتم الدماء او ربط رأس ادهم او ذراع تقى مالذي يجب ان يفعلونه من دون تردد نزع اسد قميصه وكذلك حزامه وقام بوضعه على رأس ادهم وقام بربطه بأكمامه وأخذ الحزام وشد به موضع طعنه الخنجر ...
اعطاه ليث الجاكيت الخاص بأدهم الذي كان قد اعطاه اياه وقال:
خد دا الجو بارد
ارتداه اسد على عجله من امره اما ليث فقد اخذ خنجر تقى واعاده الى مكانه كي لايبقى دليل يدينهم واخذ الاسكارف الذي كانت ترتديه ليقولم بسؤالها عن مكان الالم ويقوم بربطه جيداً حتى يصلون الى المشفى ....
وقفت سياره بها بالقرب من المكان ليترجل بسرعه وهو يرى اسد يقوم بحمل ادهم ويتجه نحوه ليساعده على صعود السياره في الخلف وكذلك صعد بجانبه ليث الذي كان لايستطيع التحكم برعشه يديه من شده خوفه عليه فنبضه ضعيف للغايه وايضاً جرحه الذي في رأسه عميق ... وصعدت بجانبهم تقى التي كانت تحاول جاهده كتم ألم ذراعها ...
بها وهو يضع يده على رأسه:
سلفادور فين
التفت اسد الى السياره التي تشتعل ليقول:
بجهنم مع اللي شبهه
بها وهو يمسح وجهه بعنف:
بس انا وعدت ابوك وقلتله انك مش هتأذيه
اسد وهو يتجه الى السياره:
العربيات اتفجرت عشان داس على الجهاز اعمل ايه يعني دا ارحمله من اللي كان هيشوفه بين ايديا ... ادهم جرحه عميق يلا بسرعه
التفت بها للمره الاخيره الى تلك السيارات التي تشتعل ليلتقط هاتفه وهو يقول:
ايوه ياسام هات قوه للعنوان اللي هبعتهولك النهاردا في حوالي اربع عربيات متفجره هنا بالطريق ولازم تيجو بسرعه بس محدش يهمل حاجه الا لما اجي عشان انا اللي هتولى التحقيق انتا امسك مكاني على ماجي .... سلام دلوقتي
صعد السياره واتجه بسرعه الى الطريق المؤدي الى المشفى الخاص بعائلته مستشفى الاسكندر التخصصي


\\\\\\\\\\/////////
\\\\\\\\\\//////////
؛ في الإسكندريه ؛
//////////\\\\\\\\\\
//////////\\\\\\\\\


هبطت الدرج ببطء متجهه للأسفل وهي تشعر بضيق فضيع لم يشعر بها حسام عندما نزلت من الغرفه ... ارتدت ملابس ثقيله فالجو بارد وارتدت حجابها ولم تثبته جيداً لأن في هذا الوقت لايوجد احد في حديقه القصر فالجميع نيام عداها فهي الوحيده التي تشعر بالاختناق ولم تنام طوال الليل تريد استنشاق قدر كبير من الهواء ولكنه لايكاد يصل الى رئتيها كما ان دقات قلبها ليست منتظمه بتاتاً ...
فتحت الباب ببطء واتجهت الى احد الكراسي الموضوعه في الحديقه الواسعه امام المسبح الخاص بقصرهم ... ضوء القمر يضيئ المكان بشكل جذاب وخيالي وتلك الزهور تضيئ بشكل جذاب ونسمات الفجر البارده التي تلاعب اطراف ثوبها ..
وضعت كلتا كفيها على وجهها محاوله تهدئه نفسها ... وبداءت تأخذ شهيق وزفير حتى انتظمت انفاسها ... نظرت الى ساعه يدها لتجدها تشير الى الثالثه والنصف صباحاً لابأس بأن تجلس قليلاً حتى يحين موعد الأذان احاطت كتفيها بذراعيها تضم نفسها وهي تردد بعض الأيات القرأنيه وتدعو لزوجها ووالدها وابنائها واخواتها وكل اسرتها التي لاتملك غيرها ... القلق والخوف ينهشان قلبها دون رحمه ... ادهم ليس في المنزل وكذلك هيثم هل ياترى عاد ولكنها لم تسمع الباب يفتح ... قال لها اياد بأنه اذا تأخر فهو سيبيت معه ولكن على الاقل كان من المفترض ان يخبروها ويطمئنوها ... اخذت نفس عميق وقلق مبهم يراودها وقفت وكلها عزم بأن تتجه الى غرفه هيثم ليطمئن قلبها وتقوم بالإتصال بأدهم ولكنها شعرت بدوار شديد استندت على الكرسي وهي تغمض عينيها بشده ... رفعت رأسها واخذت تحاول ان تتوازن في وقفتها ولكنها عجزت عن ذلك جلست على الأرض وهي تشعر بأن الأرض تمتد تحتها اسندت رأسها على الكرسي وهي تفتح عينيها على وسعهما وتضع كلتا يديها على عنقها تحاول التنفس ولكن دون جدوى تشعر بالإختناق وكأن انفاسها تتلاشى لتختنق اصبح لون وجهها بنفسجي ... تحاول التقاط انفاسها ولكنها عجزت عن فعل ذلك .....

ترجل من سيارته بعد ان قام بإيقافها بإهمال ... لم يستطع العوده الى المنزل بعدما حدث يشعر بالاهانه بالعجز ولكن مهما حدث لن يجرح كبريائه لأجل اي انثى كانت ... اتجه الى القصر وهو يشعر بالتعب نظر الى الباب وتفاجأ به مفتوح تلقائياً نظر الى الحديقه بجانب البيسين ليجد والدته تلتقط انفاسها بصعوبه ...
لايعلم كيف وجد نفسه يجثو بجانبها ويحاول مساعدتها لإلتقاط انفاسها ولكن دون فائده والدته تختتق وهي تنادي بأدهم تنظر للأعلى وكأن روحها تتصاعد .... من دون تفكير حملها بسرعه واتجه بها الى سيارته ليتفاجأ بوالده الذي قد افتقد زوجته ونزل ليبحث عنها يقف امام باب القصر وما إن رأهم حتى انطلق اليهم وهو يحاول الثبات ويلقي على هيثم العديد من الأسئله ويحاول مساعده رنيم كي تتنفس ...
هيثم وبلا سابق انذار انفجر باكياً وهو حتضن والدته وكأنها ستفارق الحياه:
ماما متسيبينيش بالله عليكي ماما انا من غيرك اموت ماما امانه ياماما انا لوحدي
شدت على كفه الذي يحتضن كف يدها ولازالت تتنفس بصعوبه وتضع يدها على عنقها مطالبه بالهواء ... مد هيثم يده ليفتح نوافذ السياره بل وسقفها ايضاً ثم اخذها في حضنه من جديد وهو يحاول مساعدتها على التنفس
للحظه شعر حسام بالعجز سيفقدها دون شك مالذي يجب عليه ان يفعله هيثم يبكي بحرقه وكأن الفرصه اتيحت له ليبكي ... اغلق الباب بسرعه واتجه الى المقود وانطلق بسرعه الى اقرب مشفى ليلحق زوجته التي اصبحت انفاسها شبه منقطعه .....



“““““““““““““
هذه هي الام تشعر بكلما يحدث حولها وتشعر بضيق ابنائها الذي يضيقها ايضاً وتتصنع الثبات ليأتو هم ويحكون لها ... تشعر بأن اطفالها بخطر دون ان يحدثها احد ... تشعر بسعادتهم وفرحهم وتشاركهم عجزهم وضعفهم حزنهم وكربهم وتشاطرهم إياه ...
هل سأل احدهم نفسه لماذا يكف الطفل عن البكاء عندما تحتضنه والدته الى صدرها الحاني؟ يكف عن البكاء لأن قلبه يشعر بدقات قلبها الحنون ويشعر بذلك الحنان والسكينه والامان يشعر بذلك الشعور الذي لايوصفه اي شعور كان مهما كان وتلك الدقات التي لاتعوضها دقات اي مخلوق كان ....
الام حنان وحب وامان الام شعور واحساس اكثر مما هي كلمات ....
حنان الام نغمات تسلب الذهون الغافله وتنير العقول الواعيه ... لايشعر بقيمتها الا كل من فقدها .. ودعواتها لحن لايسمعه ويشعر بقيمتها الى كل من ذاق الم ومراره الفقدان ..... بنو ادم دائماً لايشعرون بقيمه مايملكون حتى يفقدون .......


\\\\\\\\\\\//////////
///////////\\\\\\\\\\


في موسكو


تم نقل ادهم الى العمليات مباشره لإيقاف النزيف ومعالجه جروحه كما تم نقل تقى الى قسم الكسور لعمل بعض الاشعه لذراعها المصابه
اما اسد فقد جلس على الارض بإنهيار وهو يضع كلتا يديه على رأسه هل سيفقد ادهم مرت ساعه والدكاتره يدخلون ويخرجون دون ان يفهمو شيئ سوى انه خسر دماء كثيره ويتم تعويضه الان وكذلك اصيب بنزيف داخلي ... اما ليث فهو يقف امام باب غرفه العمليات وهو يدعو لأدهم بالشفاء وهو لايكاد يستطيع الوقوف ...
اما بها فقد جلس القرفصاء بجانب اسد يحاول طمأنته واخبره بأنه سيكون بخير ولكن كلما يراه اسد الان هي جثه ادهم التي تخرج من غرفه العمليات .. لم يستطع حمايته في اي مهمه يخرجون فيها يكونون هم مسؤوليته ومكلف بحمايتهم في اي مشكله يكون هو المسؤول عن اثبات برأتهم ... يشعر احياناً بأنهم ابناءه وليسو اخوته فحسب ... يفديهم بروحه ويضحي بنفسه من اجلهم ولكن اهم شيئ ان يكونو بخير وان لايأذيهم احد يرمي بنفسه للنار ولايريدهم ان يصابو بأي اذى ...
هل سيفقدها كما فقد هايدي ... هل كتب عليه فراق احبته .. ليست المره الاولى التي يصاب فيها ولكن هذه المره الأخطر هذه المره رأسه لايتوقف عن النزيف واصيب بنزيف داخلي هذا غير الخنجر الذي اصابه والذي لايعلم كيف اصابه ... ملاك اجل لقد تذكرهم للتو ... التفت الى بها وقال بترقب:
البنات وصلو هم كويسين
اومأ بها برأسه وقال:
اتطمن بس المخدر اللي اخدوه مش هيفوقو منه النهاردا حتى لما يفوقو هيبقو مخدرين ذهنياً بس ملهوش اي اعراض جانبيه غير دي اتطمن هم بالمزرعه عند خالتي هيكونو كويسين وهما هناك بأمان اكتر وانا مخلتش سليم يمشي من عندهم للاحتياط يعني
اسد:
بابا مش لازم يعرف النهاردا
بها:
ازاي دا زمانه مستنيكو
رفع اسد رأسه للأعلى وهو يمسح وجهه بيديه ويخرج الهواء الذي في جوفه دفعه واحده ....
طبطب بها على كتفه وهو يقول:
إن شاء الله خير متتعبش نفسك كل دا انا هروح اجيبلكو حاجه تأكلوها او تشربوها وهجيبلك كمان هدوم مينفعش تفظل باللبس دا كتير هدومك غرقانه دم ...
اسد:
متجيبش حاجه انا مش عايز حاجه شوف ليث
بها بإصرار:
اسد مينفعش الكلام دا انتا بقالك كتير مأكلتش وهينزل الضغط ونحنا مش ناقصين
التفت اليه اسد وقال:
مش عايز يابها انا عايز نخرج من هنا انا اتخنقت
بها:
طب يلا بينا هنمشي النهاردا والدكاتره كلهم هنا هيهتمو بيه نروح وتأخذ شاور وتغير هدومك وبعدين نبقى نجي تاني
اسد بنفي:
لا انا استحاله امشي من هنا الى لما اكلم ادهم واتطمن عليه
اقترب منهم ليث وقال:
روح انتا وبها الراجل عنده شغل مش هيفضل يتحايل عليك يلا روح وغير هدومك وهترجع من تاني
اسد وهو يهز رأسه نافياً:
لا انا مش همشي من هنا ... انا هقول لبابا ايه ولعمي وعمتي كمان هقولهم ايه معرفتش احمي ابنهم معرفتش احمي اخويا
بها بنفاذ صبر:
اسد انتا ملكش دعوه هو جراله كدا عشان دا كان مكتوب ليه من قبل مايتولد اصلاً انتا ملكش دعوه افهم بقا مش كل حاجه تحصل تبقا انتا السبب ارحم نفسك ياخي
اسد وهو ينهض وينظر الى يديه الملطخه بالدماء:
الحمامات فين عايز اغسل ايديا
اشار اليه بها ليتجه هو الى الحمامات ....
يغسل يديه ووجهه الذي قد تلطخ بالدماء عندما قام بوضع يديه عليه وكذلك قام بغسل شعره نظر الى عينيه بالمرآه وقام بتعديل تلك العدسه التي قد انحرفت من مكانها ... اغمض عينيه بقوه وهو يتذكر منظر ادهم وقت الانفجار وهو يرتمي بعيداً اثر الإنفجار وهو يتمسك بتقى بشده محاولاً حمايتها ... كان يريد حمايتها على الرغم من نظرات الحقد الغير طبيعيه التي تظهر في عينيها تجاههم والذي يجهل سببها .. يستغربها فلم يمر على لقائهم اكثر من ساعات حتى اصبحت تثقبهم بتلك النظرات القاتله من المؤكد ان خلفها سر كبير ثم انه لن يتجاهل طعنها له ربما كانت متقصده ولكن المشكله ان كل شيئ حدث بسرعه ولم يشاهد ماحدث الى عند سماع صوت الانفجار وهو يشاهدهما يقذفان بعيداً .... فتح عينيه وهو عازم على الذهاب للتحدث معها

خرج من دوره المياه متوجهاً الى الممر ليقوم بسؤال إحدى الممرضات عن قسم الكسور لتصر على اوصاله فتحدثه عن اخر اصابه وصلتهم في الخامسه صباحاً فلم يكن الوصول لغرفه تقى بالامر الصعب ....

تستلقي على السرير الابيض تنظر الى نقطه في السطح لاتكاد تراها وهي تراجع ماحدث عندما قام ادهم بإنقاذها ... مالذي يجبر احدهم على انقاذ شخص غريب عنه كان يرمقه طوال الوقت الذي اجتمعا فيه بنظرات حاقده وكارهه ؟.. ماهو السبب الذي يجعله يخاطر بحياته بسبب فتاه لايعرفها ؟.. هل اخطأت عندما قررت الانتقام ؟.. هل يحق لها الانتقام منه بعد ان اثبت الجميع برأته ؟.. هل ستستطيع إيذائه بعد مافعله معها ؟.. هل ستكون سعيده عندما تنتقم ؟.. هل هكذا ستحقق العداله وتشعر بعدها بالراحه ؟.. هل ستستعيد مافقدته بما ستفعله ؟.. هل ستشعر بالذنب لانها وبالتأكيد ستفقد حياتها بعدها ....
التفتت الى ذراعها التي كانت مكسوره تنهدت بعمق هل هذا ماسيحدث منذ اول مهمه معهم مالذي سيقولونه عنها لم يكن الامر بيدها كانت متجهه الى سلفادور لأخذه الى السياره لتقييده وهي تحمل بيدها كلبشات وخنجر ولكنها لم تشعر الى بذلك الذي يجذبها اليه بقوه وبلمح البصر اثر اندفاعها والتصاقها به وجذت الخنجر يستقر في بطنه نظرت الى عينيه بصدمه ولكنها لم تدم لثواني حتى قذفت معه الى اخر الطريق الواسع .... لم تفتح عينيها الى عندما ابعدها عنه اسد ليتفقد حال ادهم ... لقد غرز الخنجر فيه دون قصد منها كان بسبب الاندفاع ... ماذا عنه هل اصبح بخير .. هل سيكون على مايرام .. تمنت ان تطعنه تلك الطعنه ولكن لما هي خائفه لهذه الدرجه ... يستحق ماحدث له فمافعله لايغفر افسد حياه عائله بكاملها وحرمهم الطمأنينه والراحه والسكينه واجبرهم على الرحيل هل من يخاطر بحياته يستطيع القتل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....


\\\\\\\\\\////////
؛ انتهى البارت ؛
//////////\\\\\\\\


لاتحرموني توقعاتكم وتعليقاتكم


ايه الجريمه اللي ارتكبها ادهم وهل فعلاً قتل ؟؟؟؟؟؟؟
هيحصل ايه لأدهم اصابته خطيره وممكن يفضل كتير بالعنايه ؟؟؟؟؟
هيحصل ايه لما يفوق ؟؟؟؟
تقى اصابته متعمده ولا زيما قالت كان بالغلط ؟؟؟؟
اسد هيتصرف ازاي معاها ؟؟؟؟
رنيم هيجرالها ايه وممكن تعرف باللي حصل لأدهم ؟؟؟؟؟
هيكون موقف جاسر ايه لما يعرف باللي حصل وان سلفادور اتفجرت بيه العربيه ؟؟ وعقاب اسد هيكون ايه ؟؟؟؟؟؟
ملاك هيجرالها ايه لما تفوق ؟؟ وهل ممكن تسامح باباها ؟؟؟؟؟
توفيق هيسكت على اللي اتعمل معاه ؟؟؟؟؟



دمتم سالمين


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 09:27 PM   #3

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمٰن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

البارت اهداء لكل من يتابع روايتي هنا واسعدني بتواجده معي والشكر الجزيل لغزيزتي دافينا ورانو قنديل على الدعم
اهداء لـ {{نورتي}} 🌸🌸


""""""
لجدي
اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم وسع مدخله اللهم انس وحشته
""""""

روايه :- (الاسود المغرمه)الجزء الاول (ملاك الاسد)

للكاتبه:- ميمي مارش

{البارت الخامس والسبعون}


🌸🌸
أما يردع الموت أهل النوى
أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى
وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْ غَوَى !
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌ بالزّمانِ يروحُ ويغدو قصيرَ الخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً، وَالحِمَامُ إليهِ سريعٌ ، قريبُ المدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْ مَضَى ،
ويأمنُ شيئاً كأنْ قد أتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
و أنَّ العزيزَ، بها، والذليلَ سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ، وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ؛ وإنْ كانَ شراً فشراً يرى

\\ منقول //

🌸🌸

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸


فتح الباب ببطء بعد ان سمحت له بالدخول ... نظر اليها بهدوء واتجه الى احد الكراسي ليجذبها ويضعه بجانب السرير وهي تراقبه بهدوء وفي رأسها الف سؤال وسؤال هل عرفها ياترى ؟ .. ليجلس على الكرسي وينحني بجذعه للأمام مما جعل الجاكيت الغير مغلق ينفتح لتتبين عضلات صدره ومعدته فور جلوسه ولأن الجاكيت اسود لايوضح دم ادهم الذي عليه ... ويسند مرفقيه على قدميه ويشبك اصابعه مع بعضها البعض
نظرت اليه بطرف عينها محاوله الثبات امام تلك الهيئه التي اربكتها تشعر بأن هاله من القوه والغضب والعنفوان تتملكه تخشاه على عكس تلك الصوره التي رمتها ذات يوم بسهم الرمايه ... هل ستفشل ياترى هل تتراجع وتعود ادراجها .. لم يتحدث للان وهاهي تشعر بحراره تجتاحها على الرغم من بروده الجو
رفع رأسه لينظر اليها ويقول بهدوء:
الحمدلله على السلامه
اومأت برأسها لتهتف:
الله يسلمك
صوب نظراته نحو الجبيره ليقول:
مش عايزه تسألي عن الراجل اللي انقذ حياتك
التفتت اليه لتقول بسرعه:
طبعاً كنت هسأل
اسد بنظرات ذات مغزى:
لا اتطمني لسا بالعمليات
عقدت حاجبيها عند قوله هذا لتقول:
قصدك ايه
انتصب واقفاً ليقول:
انقذ حياتك وانتي طعنتيه ازاي حصل دا
ضيقت عينيها لتهتف قائله بنبره مشبعه بالدهشه والقلق:
انتا عايز تقول ايه
مط شفتيه وهو يثني احد ذراعيه امام صدره ويضع كفه على خده ليقول وهو يتصنع التفكير:
واحده جت كدا فجأه وعينيها بتطق شرار ومش طايقه حد يكلمها ونظراتها كلها حقد ومصممه تيجي معانا مهمه وهيا مش فاهمه من القضيه حاجه وفجأه كدا هوبا يتطعن ادهم ومحدش عارف ازاي .. اتخيلي دي هتكون جايه عشان ايه
نظرت اليه بصدمه لتهتف:
انتا بتقول ايه
هتف بحده:
انتي طعنتيه قبلما ييجي ناحيتك او بعد وانتي عايزه منه ايه هاه انطقي سامعك
مسحت وجهها بعنف لتنظر اليه بغيظ وهي تقول بجديه:
افهم انك بتوجهلي تهمه شروع بالقتل انتا بتفكر ازاي انتو شفتو كل حاجه وانا مش مستعده ابرر
هتف بحده قائلاً:
امال انطعن ازاي
تقى بإستنكار:
يبقا تقول انا اللي كنت ناويه اقتله
اكمل بنفس نبرته:
امال ازاااي .. حصل ايه انتي عارفه كل حاجه وبعدين الخنجر خنجرك وهو كان جنبك .. طب فهميني معلش اصلي غبي ايه اللي يخليك تمسكي الخنجر مش معاكي مسدس انتي كنتي متعمده تعملي كدا ولا ايه
نظرت اليه تقى بعمق ثم هتفت قائله:
عايزه ارتاح
مسح وجهه بعنف محاولاً ان يهدئ اعصابه:
مش قبلما تجاوبيني
ردت ساخره:
اجاوبك على ايه اهو دنتا ماشاء الله بتسأل وتجاوب بنفس الوقت اقولك ايه عندك ابن عمك اسأله لما يبقا يفوق
نزلت بجذعها لتريحه على السرير وهي تغطي جسدها بذلك اللحاف وتقول:
ياريت تطفي النور وانتا خارج
اعطته ظهرها ليقترب منها حتى كادت شفتيه تلامس اذنها وهو يهتف بوعيد وهدوء زائف ومرعب قائلاً:
هيفوق وهعرف وعزه جلاله الله لو طلع اللي فبالي صح هعمل اللي ميخطرش على بالك وهتقولي المقدم اسد قال
اغمضت عينيها بشده وقد شعرت بقشعريره تسري في جسدها اثر انفاسه الحاره التي لفحت وجنتها والاكثر من ذلك هي نبرته المرعبه ...
ابتعد ببطء وهو يقول:
الحمدلله على السلامه جت سليمه بس معتقدش انها هتيجي دائماً على قد كدا
خرج من الغرفه وهو يدك الارض تحت قدميه يريد تحطيم رأسها ولكنها تلك عنيده ولكنه الاسد .... رن هاتفه ليخرجه ويغمض عينيه بشده وهو يضغط عليهما بسبابته وابهامه ... مسح وجهه بكفه وهو يأخذ نفس عميق ليرد ويسمع الطرف الاخر الذي بداء بالصراخ عليه ... صمت لدقائق ليتحدث قائلاً:
سيادتك هنتكلم لما نرجع الحاله هنا مش مطمنه كمان اول مانكمل شغل هنا هنجيلك على طول .....
صمت مره اخرى وهو يحاول ايجاد كلمات لايكون فيها بارد كعادته ليهتف:
ان شاء الله كل حاجه هتتصلح ياسياده الفريق المقدم بها هيتولى التحقيق بنفسه والمشكله تقريباً اتحلت
دقائق معدوده اغلق الهاتف وجلس على احد الكراسي امام غرفه العنايه اخذ يدعو الله ان يكون ادهم بخير ...
ناوله ليث حقيبه صغيره تحوي ملابس نظيفه ليغير ملابسه .... واكتفى اسد بإرتداء تلك الكنزه بيضاء الثقيله ذات القبعه ....
ربت بها على كتفه وقال:
انا هروح النهاردا واشوف حصل ايه مكان الانفجار لو احتجتو حاجه هكون عندكو
وضع اسد يده على يد بها ليقول بإمتنان:
بجد شكراً على وقفتك معانا
بها بصدق:
اسد بطل غباوه انتا اخويا اللي مجابتهوش امي والله ان ليك معزه كبيره فقلبي قوي
ابتسم اسد ليكمل الاخر:
اهو العنوان بتاع المزرعه لما تحب تروح يبقا براحتك انا كلمت خالتي وقلتلها انكو هتيجو باي وقت وهيا ممانعتش وسليم عملهم حراسه هناك وان شاء الله كل حاجه هتكون كويسه
اومأ له اسد برأسه وهو يحمد الله على وجود هذا الصديق الصدوق ....




\\\\\\\\\\\\//////////
\\\\\\\\\\\\\////////////
؛؛ في الاسكندريه ؛؛
؛؛في احد المشافي ؛؛
/////////////\\\\\\\\\\\\
////////////\\\\\\\\\\

تنام بسلام على ذلك الفراش الطبي او ربما هذا مانراه فالقلوب لايعلم مابداخلها سوى مالك القلوب ... وعلى وجهها قناع ذلك الأكسجين الذي يساعدها على التنفس بعد ان اصيبت بالاختناق ... يجلس حسام بجانبها على السرير وهو يمسد على شعرها ويتلو عليها بعض الايات القرآنيه ومن الجهه الاخرىضم هيثم يدها ويقبلها وهو يدعو بان تنهض وتعود اليهم بالسلامه .... لم يتخيل ذات يوم ان يتعرض لهذا الموقف وتكون والدته هي التي تصاب بالاختناق تخيل في تلك اللحظه ان يخسرها وتموت بين يديه لم يتمالك نفسه لينفجر بالبكاء سيتحمل اي شيئ سوى ان يخسرها لن يقبل بخسارتها كل شيئ سيعوض الابن والزوجه الحبيبه وربما الاخ الا الام لايعوضها شيئ في الدنيا مهما حدث .... مسح اثر الدموع التي علقت في اهدابه لينظر الى والده ويقول:
الدكتوره قالت انها هتفوق كمان شويه وللنهاردا مفاقتش
حسام بهدوء:
هتفوق ... حصل ايه عشان يجرى معاها كدا هيا معندهاش ربو
هيثم بعد ان اطلق تنهيده حاره:
انا كنت داخل القصر بس لمحتها عند البيسين رحتلها شفتها قاعده على الارض ومش قادره تتنفس لحدما جيت انتا وحصل اللي حصل ... مش يمكن تكون مدايقه من حاجه او كدا
حسام بنفي:
ابداً هيا كانت كويسه ومفيهاش حاجه بس قبلها كانت قلقانه على ادهم عشان عنده نبطشيه ومكلمهاش
قبل هيثم كفها بعمق وهو يقول:
يلا ياماما والله خوفتينا عليكي يلا فوقي ومش هزعلك تاني ومش هتأخر يلا ياماما بالله عليكي تفوقي
فاجأهم دخول امير الذي كان الخوف يظهر جلياً على وجهه وخلفه البقيه اسرع اليها ليبتعد هيثم قليلاً ويهتف امير وهو يحتضن كفها ويقبله:
حصل ايه وليه مكلمتوناش رنيم فيها ايه
رنا وهي الاخرى تمسح دموعها وتقترب من السرير وخلفها ريم:
جرالها ايه ياحسام هيا كانت كويسه لحد بليل
فرك حسام جبينه بأصابعه وهو يقول:
منعرفش هيا فجأه كدا حصل معاها اختناق والدكتوره بتقول يمكن جتلها نوبه ربو
رنا ولازالت تبكي:
ياروحي يانور عيني هيا مش بتفتح عنيها ليه
ريم وهي تحاول ان تهدئها:
هتكون كويسه متخافيش دا اكيد علشان المخدر صح ياحسام
اومأ حسام برأسه وهو يقول:
هتفوق كمان شويه
قاطعهم دخول الدكتوره التي صاحت بهم وهي تقول:
لا لا لا نحنا متفقناش على كدا يااستاذ حسام مينفعش الكل يكون بالاوضه هنا يلا اطلعو كلكو المريضه عايزه راحه يلا
كادت رنا ان تتحدث ولكن حازم قاطعها وهو يقول:
تمام ونحنا اسفين يادكتوره بس عايزين نتطمن عليها
الدكتوره:
هيا كويسه بس تحت تأثير المخدر لما تبقا احسن هتدخلو كلكو اما النهاردا فرجاءً الكل يطلع من هنا
اتجه حازم الى رنا ليجذبها برفق ويحاول ان يهدئها ولازالت تبكي فهي تلك الحساسه صاحبه ذلك القلب الرقيق والاحاسيس المرهفه اي شيئ يبكيها وابسط شيئ يسعدها ضم كتفيها بذراعه واتجه معها الى الخارج بينما ريم اتجهت الى هيثم لتسحبه برفق ليخرج معها وكذلك يخرج كلاً من حسام وامير الذي كان قلق بشده على شقيقته ... يخشى ان يخسرها كما خسر الاء لن يتحمل هذه المره مطلقاً ....
جلست ريم على احد المقاعد وبجانبها هيثم الذي كانت تضم كفه لتقول بنبره حنونه:
هتكون كويسه متخافش تعالى معايا غير هدومك وافطر وكل حاجه هتكون كويسه
هيثم وهو يدور بنظراته في الارجاء وكأنه يتخيل حالتها في تلك اللحظه:
كانت بتختنق ومش عارفه تتنفس انا خفت انا مكنتش قادر اتحكم بنفسي وانا شايفها كدا والله خفت قوي كانت هتروح من بين ايديا كنت هخسرها
جذبته ريم برفق ليستكين بين احضانها لتهتف وهي تمسد على شعره:
والله هتكون كويسه الدكتوره طمنتنا وقالت شويه وهتفوق وبعدين ماما قويه وانتا راجل ومينفعش تعيط هيعملو ايه اياد وعمر لما يشوفوك بتعيط
اياد ممازحاً:
محنا شفناه وخلاص فاضل ايه يعني ...
جلس عمر بجانبه وهو يضع يده على كتف هيثم قائلاً:
هيا النهاردا عامله ايه
سحب هيثم نفسه من حضنها ببطء ليقول:
لسا مفاقتش وللنهاردا تحت تأثير المخدر وهتفوق ان شاء الله كمان شويه
وضع اياد كيس بلاستيكي على الكرسي بجانب عمر وقال:
ان شاء الله خير متقلقش اهو الفطار لازم تفطر انتا وعمي عشان مينفعش تفضلو كدا
اخذت ريم زجاجه العصير وكذلك احد السندويتشات وناولته اياه وهي تقول بحزم:
ارجع الاقيك كملتهم يلا
نظرت الى عمر وقالت:
اول مايخلص تجيبله التاني مفهوم
اياد وهو يجلس بجانبهم:
متقلقيش لو مأكلهمش انا هنا مش هنتبطر ونرمي النعمه
اخذت من الكيس ساندويتشات اخرى وكذلك زجاجه العصير واتجهت الى حسام لتجبره على تناولها رغماً عنه ....

نظر اياد الى هيثم ووجده لازال يرتدي ملابس ليله البارحه ليقول بترقب:
مرجعتش امبارح البيت ليه
قام عمر بتعديل لصقه الجروح الموضوعه في منتصف انفه ليقول:
حصل ايه لكل دا سبت الحفل فجأه ومشيت ومرجعتش البيت اصلاً
اغمض هيثم عينيه وهو يعيد رأسه للخلف:
مش عارف ... فجأه كدا حسيت اني كنت بمشي ورى سراب ولما كنت خلاص هوصل لقيته بيختفي ... بس خلاص انا مش ههين نفسي اكتر من كدا
اياد بترقب:
قالتلك ايه
هيثم:
مقالتش انا اللي قلت
عمر:
مش فاهم حصل ايه فجأه نطيت كدا بجد مش فاهم
نظر اليه هيثم ليقول:
محصلش حاجه بس عايز اركز باللي جاي عشان عايز اثبت لنفسي قبل مااثبت لاسد اني اقدر اكون زيهم
اياد بترقب:
زيهم ازاي يعني ...
كان يقصد اياد مشاعرهم التي يستطيعون التحكم بها فهو يعلم بأن سبب وضع هيثم هي جهان لاغير ولكنه يكابر فمن المخزي لعائله السيوطي ان يقول احدهم بأن من جرحته انثى ليس استقلالاً لشأن اي انثى بل كبرياء وتعظيم رجولتهم ....
هيثم وهو يضع زجاجه العصير على الكرسي بجانبه:
لازم نركز باللي جاي اول اجتماع مع اللواء سعد هيكون امتى
مط عمر شفتيه بعدم رضا ثم هتف:
النهاردا الساعه تلاته
اومأ هيثم برأسه ليقول:
ادهم هيرجع امتى من المهمه دي
اياد:
معرفش امبارح شفت ليث كان جاي يأخد هدوم ليهم الاتنين اكيد هيطولو
اغمض هيثم عينيه وبدأ بتدليك جوانب جبهته بأصابعه قائلاً:
حالتها هتسوى اكتر
ربت عمر على فخذه وقال:
متقلقش ان شاء الله خير
هيثم بدهشه بعد ان ركز في وجه عمر:
ايه اللي عمل فيك كدا
عمر بضيق:
هو باين كدا قوي
هيثم:
باين ايه بس دا وشك متشلفط حصل ايه
اياد مازحاً:
محصلش بس كدا خناقه صغيره مسحت ملامحه الوسيمه دي كلها راح عاملي جون سينا على غفله وراح ضارب الواد ادم لحدما جاب اخره كدا وزمانه النهاردا بالقسم رافع عليه قضيه
هيثم بعدم فهم:
اتخانقتو ليه حصل ايه مش كنتو
قاطعه عمر قائلاً بنزق:
مكناش ومتقرنش اسمي مع اسمه رجاءً مش بطيق البأف اللي ميتسماش دا
اياد ضاحكاً:
اتخيل ان الواد دا كان هيغرقه بالبحر وكأننا كنا فغابه ياخي دنا حتى خفت من الواد الاهبل دا اقسم بالله اني كنت مستنيه يقلب على الرجل الاخضر بس المشكله مكانش لابس ولاحاجه اخضر
رفع هيثم حاجبه وهو يقول بإستنكار:
ودا ليه ان شاء الله
نهض عمر من على الكرسي واخذ يعبث بهاتفه ليكمل اياد قائلاً:
ولاحاجه كدا بيفتري على خلق الله
التفت اليه عمر بحده ليقول اياد:
لا بص مشكله كبيره وهنتكلم فيها بعدين
هيثم بثقه:
شامم ريحه نور بالموضوع
عمر بحده:
لم نفسك يازفت انتا ايه شامم دي لم لسانك لاقطعهولك
هيثم بسخريه:
لا انا كدا اتأكدت
اياد:
ادم طلب ايد نور
مط هيثم شفتيه ليقول:
عايز بإيدها ايه يعني متقوليش انه مسك ايدها
اياد وهو يصفعه على رأسه بخفه:
لا يافالح طلب ايدها للجواز وقدام الكل كمان
التفت هيثم لعمر بدهشه وقال:
وهيا قالت ايه
عمر بضيق:
هتقول ايه دنا هفقع عينه وايدها اللي طالبها
هيثم:
ايوه يعني عملت ايه
اقترب منه اياد ليوشوشه قائلاً:
هوريك الفيديو لما نرجع البيت ونحنا راجعين هنأخد ال sd من سنا علشان امبارح نسيت اخده من منظم الحفله عشان كدا كلمته يسيبه معاها واكيد هتكون شالته امبارح وهوريك الخناقه اللي زي الفل دي كانت مصارعه مش شايف طرف عين الواد ومناخيره اللي فرشت لنص وجهه دي ولا شفايفه اللي ولاتقول شفايف احلام
ابعده هيثم عنه وهو يكتم ضحكته قائلاً؛
ابعد يلا يامعفن
اياد بحنق:
يبقا كدا ماشي طز فيك منك ليه



استمر حازم في تهدئه رنا حتى انضمت اليهم ريم لينسحب هو متجهاً الى غرفه انس التي كانت في نفس المشفى ....

في غرفه انس

كانت نجلاء تجلس بقربه على احد الكراسي وتحاول اطعامه بشتى الطرق ولكنه كان يرفض ....

نجلاء بحزن:
انس متعملش فنفسك كدا بالله عليك خلاص كفايه
انس بنبره مبحوحه:
قالت لي اني اتأخرت قوي وفعلاً انا اتأخرت من لما اتولدت محضنتهاش ملمستهاش عمري مابستها او كلمتها والنهاردا بعد الوقت دا كله كلماتها ولما سمعت صوتها راحت ... كلما كنت ناوي خلاص اروحلها عشان بجد ذبحني الشوق اتراجع اول مااشوفها عشان كنت بشوف الاء اللي ماتت بسببها كون بشوف فعنيها لمعه الامل اللي كلما ارفع عيني اشوفها فيها .. انا فعلاً اتأخرت اتأخرت قوي
نظر الى نجلاء بعتاب وعيناه تمتلئ بالدموع ليقول:
مفوقتينيش من بدري ليه .. مسبتيهاش فحضني غصباً عني ليه يمكن كنت احس بحاجه من ناحيتها مديتينيش بالقلم وقلتيلي هتندم ليه كنتي بتيأسي ليه كلما تكلميني وانا بسكت ومش برد عليكي مفضلتيش تحسسيني بالذنب ليه
نجلاء وهي تمسح دموعه ومن ثم دموعها:
هترجع والله هترجع انا قلبي بيقولي كدا هترجع لحضنك من تاني وهتسامحك وهتنسو كل حاجه وهتبدأ انتا وهيا من جديد مش هتسيبك ولاهتسيبها خلي املك بربك كبير اللي حصل دا كله من الماضي وملاك قلبها ابيض وهتسامحك دا لو كانت شايله منك اساساً ... هيا اه مش فاهمه حاجه بس والله هتسامحك
انس وهو ينظر الى السطح:
حتى لو هيا سامحتني انا مش هقدر اسامح نفسي ضيعت نص عمري وعمرها كله وانا مش عايز اقرب منها .... اهو هيا مخطوفه وانا مش قادر اروحلها وارجعها لحضني واتأسف منها واقبل اي عقاب هتفرضه عليا ااااااااه يارب رجعهالي وانا والله هعمل المستحيل علشان ارضيها اقسم بالله اني هعمل المستحيل عشانها يارب انا كنت ضامن انها هتفضل قصاد عيوني حتى لو كنت بعيد عنها معملتش حساب انها تبعد عني انا كنت قاسي معاها وحملتها ذنب مش ذنبها ... يارب انا ندمان يارب انا مليش غيرها يارب
اقتربت منه نجلاء لتحتضنه وهي تمسح دموعها وتشعر بأن قلبها يتفطر لحال شقيقها وسندها الوحيد في هذه الحياه هي ايضاً ساهمت في ظلمها بصمتها لم تستطع ان تعوضها عن فقدان والدتها .... اهتمت بها حتى اصبح عمرها ثلاث سنوات ومن ثم تركتها بين ايدي المربيات وسافرت ولم تعد الى عندما اصبح عمرها سبعه عشر عاماً لم تهتم بها في اكثر فتره من كانت تحتاجها فيها اهملتها ولم تصن امانه ضميرها الذي كان في كل لحظه يؤنبها ولكنها لم ترد ان تعلقها بها ومن ثم تتركها وتبتعد ... اخذت نفس عميق بتقول:
ان شاء الله هترجع جاسر وعدك مش كدا يبقا ان شاء هيرجعها ... متلومش نفسك كفايه الحاله اللي وصلتليها

سمعت دقات الباب لتعود الى مقعدها ثانيه وهي تجفف بقيه دموعها وتسمح للطارق بالدخول ...
طل برأسه من الباب ليهتف بمرح:
الجميل عامل ايه
ابتسم انس بصعوبه ليدخل حازم وهو يقول:
صباح الخير
وقفت نجلاء لتهتف بإحترام:
صباح النور
حازم موجهاً حديثه الى انس:
هاه عامل ايه النهاردا
اومأ انس برأسه ليكمل حازم بعتاب:
الدكتور بيقول انك مش راضي تأكل ليه بقا عايز اكل معين يعني ولا عايز تتعبنا معاك والسلام
انس:
مفيش اخبار جديده
حازم وهو يخرج هاتفه الذي صدحت صوت نغمته:
ثواني
ابتسم عندما رأى رقم من دوله اخرى فهو جاسر بالتأكيد رد قائلاً:
صباح الخير
جاسر بهدوئه المعتاد:
صباح النور عاملين ايه
حازم:
الحمد لله وانتا والعيال عاملين ايه حصل حاجه
جاسر ساخراً:
لا شويه وهنيجي اصلنا نزلنا السوق نجيب شويه هدوم وراجعين
حازم وهو يكتم ضحكته:
ياساتر حصل ايه لكل دا طب طمني لقيتو البنات
اعتدل انس في جلسته بمساعده نجلاء وهو يقول:
هيرجعو امتى
اومأ له حازم برأسه ليسمع رد جاسر الذي قال:
ان شاء الله كم يوم عشان حاله الجو هنا وحشه قوي يومين بالكتير
ابتسم حازم وهو يقول:
طب الحمدلله
انس بلهفه:
عايز اكلمه
حازم:
اهو انس عايز يكلمك
جاسر:
انتا النهاردا بالمستشفى هو عامل ايه
حازم ممازحاً:
لا بالقسم جيت اتطمن على سياده اللواء وهو كويس النهاردا اهو معاك
ناوله الهاتف ليهتف انس بلهفه:
جاسر عايز اكلمها
جاسر بعد ان اطاق تنهيده حاره:
ان شاء الله بس انا النهاردا مش عندهم انا هروح النهاردا اصلح اللي هببوه العيال ولما ارجع يكونو نامو كويس وهخليها تكلمك متقلقش يومين بالكتير وهيا فحضنك بس دا مش معناه ان الحساب خلص لا انا لسا هربيك من اول وجديد وقف على رجليك عشان هنتحاسب ياانس باشا
انس بندم:
انا عارف اني قصرت فحقها ومش هنكر اني ظلمتها قوي بس والله العظيم كان غصب عني مكانش فإيدي والله انتو مش حاسين بيا ومش قادرين تتفهمو الوضع اللي انا كنت فيه
جاسر بجديه:
دا مش مبرر مقنع مهما كان اللي حصل مش معناه انك ترميها طول السنين دي ومتعرفش عنها اكتر من اللي يعرفه عنها الغريب كان نفسي اعرف دا من زمان بس ملحوقه وهربيك من اول وجديد
كاد انس ان يتحدث ولكنه قاطعه قائلاً:
لالالا متبررش النهاردا الحساب يجمع وانا هاجي ان شاء الله وهنتحاسب .. سلام يابو ملاك
انس بحزن:
سلام
اغلق الهاتف واعطاه لحازم ليهتف حازم وهو يربت على كتفه قائلاً بمواساه:
معلش ياانس ان شاء الله خير انا هروح عشان اتطمن على المرضى التانيين
عقد انس حاجبيه ليكمل حازم قائلاً:
اصل مرات حسام تعبت فجأه
نجلاء بقلق:
ياساتر حصلها ايه وهيا عامله ايه النهاردا
حازم:
الحمدلله بس مفاقتش من المخدر للنهاردا
انس:
ربنا يشفيها وتقوم بالسلامه
نجلاء بترقب:
طب انا عايزه اتطمن عليها
حازم:
مفيش مشكله ان شاء الله اول ماتفوق هكلم انس يكلمك
اومأت برأسها لينسحب حازم بهدوء وهو يقول:
سلام النهاردا
انس:
سلام


^^**^^**^^**^^**^^
**^^**^^**^^
^^**^^**




\\\\\\\\\////////
::: في روسيا :::
/////////\\\\\\\\


كانت تراقبه بهدوء وهو يحفر الارض تحت قدميه يثور كالاسد ذهاباً وإياباً وقد تجاهل وجودها تماماً فبعد ان اجرى بعض المكالمات كاد ان ينفجر من كثر كتمانه اولم يعده بها بأنه لن يدع اسد يفعل شيئ لسلفادور مالذي حدث ولما قامو بتفجيره مع السيارات اخذ نفس عميق محاولاً من خلاله ان يهدئ نفسه ... اقترب من اللابتوب ليقوم بالرد على رساله وصلته من أحد رجال المخابرات
نظرت اليه بقلق فقد تغيرت ملامحه جذرياً عجزت عن تفسير ملامحه الغامضه وضعت طفلها في كرسيه المخصص لتتجه الى المطبخ لتقوم بتحضير عصير الليمون ومن ثم تتجه الى جاسر وتضعه امامه على الطاوله ليرفع عينيه ويجدها تبتسم له بهدوء ليقول بهدوء:
تعبتي نفسك ليه انا كنت هخرج النهاردا اصلاً
ابتسمت بهدوء لتقول بإمتنان:
انا بشكر حضرتك على وقفتك معايا انا ويوسف وبعتذر عشان تعبتك معايا وعطلتك عن شغلك اللي انتا جاي علشانه من اخر الدنيا
جاسر بنبره جاده:
انتي زي بنتي بالضبط ومفيش اي مشكله المهم انك بقيتي كويسه الحمدلله والممرضه خدت بالها منك كويس انا معملتش حاجه
ردت بإحراج:
بس اللي انا شايفاه النهاردا اني اتسببتلك بمشكله وعدم وجودك سبب مشاكل وشغلك باض
جاسر وهو ينهض:
شغلنا مش بيبوض بس في سوء تفاهم بسيط ووجودي هنا كان عشان امنع حاجه تحصل بس هيا لو ربنا اراد هتحصل برضايا او بالغصب معدتش تفرق بقا
بالطبع كان يقصد التقاء اسد بملاك والذي كان يخشى ان يكون كما كان اللقاء الاول حسب مااخبراه ليث وادهم وماكان يظنه انه بمقدوره ان يمنع هذه الملحمه ....
عقدت حاجبيها لتقول:
طب اشرب الليمون الاول
جاسر وهو يلتقط ذلك الطفل من على كسيه ويقبله بعمق محاولاً الظهور بطبيعته:
معلش متشكر مره تانيه انا همشي النهاردا ياريت تخلي بالك من نفسك ومن يوسف بلاش تتعبي نفسك الممرضه هتعمل كل حاجه وبها قال ان يوسف عنده مربيه وهتأخد بالها منه كويس انا اخدت رقمها منه وزمانها جايه
ابتسمت بإعجاب لتقول:
ربنا يخليك ياانكل لحقت تعمل كل دا بالكم الساعه اللي فاتو دول يعني عطلناك واشغلناك بمشاكلنا كمان
جاسر وهو يبتسم للطفل الذي يلعب بلحيته:
لاتعب ولاحاجه بعدين انا حبيت الواد دا قوي كفايه انه مش بيعيط لما بشيله
ابتسمت بهدوء لينظر اليها بجديه ويقول:
بصي انا عارف تعبك بيبقا بسبب ايه والدكتوره اكدتلي انك بتستخدمي مهدئات .. انتي لازم تتعالجي بأسرع وقت ممكن لازم تكملي عشان ابنك
ابتلعت ريقها بصعوبه لتقول:
انتا عرفت ازاي
اعاد جاسر الطفل الى مكانه وقال:
باين عليكي قوي الحقي نفسك من البدايه لسا الحياه قدامك مينفعش اللي بتعمليه دا انتي بتنهي حياتك بإيديكي كل مرض وليه علاج ... انا مش بقول كدا عشان حاجه بس بقول الكلام دا عشان ابنك عشانك انتي وعشان بها .. هم ميستاهلوش انك تضيعي من اديهم حرام اللي بتعمليه بنفسك دا ... خلي بالك من نفسك مع السلامه
دنى ليلتقط القناع ويرتديه ومن ثم اخذ هاتفه وحقيبه اللابتوب واتجه الى الخارج .... اما هي فقد ضلت تقف امامه ترمش بعينيها بعدم استيعاب كيف عرف ذلك ياترى ...
اما هي فقد ظلت في حاله من الصدمه لما تفوه به لللحظه هو لايعلم شيئ .. لايعلم بأن وجودها ليس ضروري بالنسبه لمن يعنيها فقد توفت في نظره قبل سنوات لم تعد تعنيه ربما نسي شكلها اساساً ...
صوبت مقلتيها الرصاصيه على طفلها الذي يلعب بمرح تفكر في المستقبل المجهول هتفت بحزن وهي تلعب بشعر صغيرها:
ياترى باباك لسا فاكرنا ولا خلاص نسينا وعاش حياته وكأننا صفحه اتهرت ومعدش قادر يقرأها



~~~~~~~~~~>
~~~~~~~>


ظل يسير لبضع امتار قليله ليدخل الى احد الاحياء ليجد سياره بسيطه بجوار احد المنازل نظر الى المنزل بدقه ليعود بنظره الى ذلك السائق الهزيل ماكان ينتظره قد حدث يلتفت السائق للجهه الاخرى ليبرز لنظره ذلك الوشم المميز تقدم نحو السياره ليصعد ويقول:
تأخرنا بما فيه الكفايه ...
اومأ السائق برأسه ليتجه الى وجهتهم المنشوده ...
اعاد رأسه للخلف وهو يضغط على عينيه بأصابعه بشده محاولاً ترتيب افكاره ... مالذي حدث ياترى مالذي جعل بها يخلف بوعده الذي قطعه وعده بأن لايلحق بسلفادور اي ضرر وهاهم يقولون بأن السيارتين انفجرت به كيف يحدث ذلك دون اراده منهم ... عقد حاجبيه وكأنه استوعب الان انهم كانو في نفس مكان الانفجار .. هل لحق بأحدهم الضرر لم يدع لأسد اي فرصه للحديث منذ ان فتح الخط وهو وهو يزمجر به بغضب لم يدع له فرصه للدفاع عن نفسه هل يعقل انهم ليسو بخير .. لا لا ان حدث معهم شيئ فبالتأكيد سيخبره بها .. ولكن ماذا لو انه لم يخبره ...
التقط هاتفه وقام بالاتصال بأسد ولكنه كان مغلق .. اللعنه لابد من انهم قد قامو بتغيير ارقامهم للإحتياط .... داخله تتوقد ناراً من قلقه وخوفه على ابنائه ماذا لو اصاب أحدهم مكروه مالذي سيفعله .. كان يعلم بان هناك ثمه انفجار ولكن كل ماكان يزعجه هو موت سلفادور غضبه اعماه عن السؤال عنهم ...
لابد من الاتصال ببها هو الطريقه الوحيده التي قد تساعده للوصول اليهم .. وبالفعل رد على اتصاله ولكنه اخبره بأنهم بخير وسيلتقون في المقر ...
ضغط على رأسه بشده وهو يتمتم بالدعاء لأبنائه الثلاثه ...
نظر اليه السائق من خلال المرآه ليقول:
هل اعطيك حبه دواء للصداع سيدي
جاسر برفض:
لا شكراً انا افضل



\\\\\\\\\\////////
؛في المزرعه (روسيا)؛
//////////\\\\\\\\


ظلت تتأمل الفراغ بشرود تشعر بشوق كبير لإبنتها العزيزه متى ستعود ياترى اشتاقت اليها كثيراً .. التفتت الى ذلك الباب الخشبي الذي يوجد في بدايه المزرعه لتجد فتاتين يدخلن بسعاده ومعهن شاب اخر ماإن رأتهن حتى اسرعت الى الداخل اخذت احدى الزهريات لتضعها في مكانها المخصص ليقفل ذلك الجدار الذي يشكل سرداب مخفي اخذت نفس عميق تحاول فيه تنظيم انفاسها وابعاد التوتر عن ملامحها ... عدلت من هيئتها للتجه الى الخارج لإستقبال ضيوفها ....
ماهي الى بضعه دقائق حتى وصل كلاً من جود ومرام ووديع ليهتف وديع مبتسماً:
صباح العسل ياعسل انتي
ابتسمت بحنان لتقول:
صباح النور ياقلبي
يجلس بجانبها كلاً من جود ومرام وكل واحده تضمها بحب وهن يهتفن:
صباحك سكر يامسكر
حاوطتهما بذراعيها لتقول:
صباح الفل ياقمرات انتو ربنا يخليكو ليا ياحبايبي وميحرمنيش منكو
وديع وهو يتأمل المكان المزدان بالاشجار الكثيفه وشتلات الازهار وكأنه مشتل مشبع بكل انواع الازهار النادره وكذلك اشجار الفاكهه الكثيره والمكان المشبع بالخضره قريباً سيغطي الثلج كل شيئ:
نفسي اكمل حياتي كلها هنا بالمكان دا انا بحسدك ياخالتو على المكان الجميل دا
ابتسمت بإتساع وهي تقول:
دا بفضل حبيبي بها ربنا يخليه ليا
مرام بسرور:
لما اعجز هخليه يعملي واحده زي دي نفسي بجد يبقا عندي واحده انا كمان
جود وهي تضرب رأس مرام بخفه:
يبقا لازم تعجزي بدري
وديع بهدوء:
هو يرجع بالسلامه وان شاء الله خير هنخليه يعملكو كوخ بالقطب الشمالي او الجنوبي
مرام:
وماله القطب الشمالي دا فيه مناظر رووووووووعه
جود وهي تنظر الى الفراغ بشرود:
اي مكان المهم اننا نكون كلنا سوى
ضربتها مرام على ظهرها بخفه لتقول:
ايه ياجود انتي رحتي وسكنتي الله
جود بهدوء:
خالتو فين المايه
اشارت الى المنزل وهي تقول:
بالصالون
لحقتها مرام وهي تقول:
وانا كمان حد كمان عايز ميه
هز وديع رأسه بنفي لتدخل مرام وتقول:
جود في ايه انتي اتقمصتي كدا ليه
نظرت اليها جود بعينيها الدامعتين وعادت بنظرها الى كأس الماء لتشربه دفعه واحده ... مطت مرام شفتيها بعدم رضاء لتقترب منها وتحضنها بحنان فتسند رأسها على كتفها وهي تقول:
منا من البدايه بحاول افهمك ياجود ياحبيبتي الموضوع مش سهل خالص بعدين دا لوح تنح نعمل ايه يعني نديله على قفاه ونقوله بالغصب مفيش حاجه بتيجي بالساهل ياروحي مش هديكي امل عشان اللي انا شايفاه يمكن انتي مش شايفاه بس هقولك غيري اسلوبك معاه شويه بس لما تقنعي نفسك الاول انك هتكوني قد اي صدمه تواجهيها بالطريق دا
جود وهي تمسح دموعها:
مش قادره يامرام انا حاسه اني مش ببقا طبيعيه لما بكون معاه هونا وحشه لدرجه انه ميبصليش يعني
مرام وهي تبتعد عنها بعنف:
قطم رقبته اللي يقول عنك وحشه دنتي الجمال كله ياجوجو دنتي سنفوره العايله ياروحي
جود:
طب هو مش بيحبني ليه
مرام وهي تعود لإحتضانها:
اتجاهليه تماماً على حسب كلام ماما الراجل بيحب الست لما تتجاهله وتعمله بلوك هم كدا مش بييجو الى بالعين الحمراء خدي بالك الحمرااااااء بس نعمل ايه انتي عينيكي رصاصي بقا بس عادي هنشتريلك عدسه وابقي ركبيها لما تشوفيه
ضحكت بخفه لتقول:
يخرب بيت افكارك بقا


في الخارج


وديع بترقب:
هيا هترجع امتى
ابتسمت بشوق لتقول:
مش عارفه بتكدب عليا وتقول هتيجي بسرعه بس مش عارفه انا هموت من الشوق
وديع بحب:
ان شاء الله هترجع بأقرب فرصه هيعدي الوقت بسرعه والسنه الجايه ان شاء الله هنغصبها تكمل هنا كفايه بعد بقا هيا وحشتنا بجد
ضحكت بخفه وهي تقول:
نسيت اقولك دي كانت لسا متصله وبتسلم عليكو كلكو
وديع بسعاده:
ربنا يخليها بقا هي مش ناويه تتكلم زينا ولا ايه
غمزت له بمكر وهي تقول:
بشك ان ادم بيعلمها وكدا بس هنعمل نفسنا متفاجئيين
وديع بمرح:
بتشكي بقا طب ازاي دنا قاعد معاه اربعه وعشرين ساعه ومش مرسيني بقوله ايه الحوار بيقول ملكش دعوه
شمرت اصبعها في وجهه وهي تقول محذره:
هنعمل متفاجئيين اوعى تنسى
قبل اصبعها وهو يقول:
اوامرك ياباشا





\\\\\\\\\\/////////
؛في موقع الانفجار؛
//////////\\\\\\\\\



يقف اكثر من ضابط يحاوطون المكان وبجانبهم الارض مبتله بشده اثر المياه التي اطفأت الحرائق يترأسهم احد اهم رجال الشرطه لم يكن سوى الرائد (سام) شاب متوسط الطول يملك جسد رياضي على الرغم من انه نحيل بعض الشيئ يملك بشره بيضاء صارخه وعينان خضراء متوسطه الاتساع وبالطبع شعر اشقر كثيف يملك جمال خاص جذاب لدرجه كبيره تبدو ملامحه حاده بعض الشيئ على الرغم من انه روسي الى انه يملك لمحه عربيه والده روسي ووالدته من اصول مصريه يتحدث العربيه بطلاقه فهو طوال حياته يعيش مع بها صديق العمر ... على الرغم من جديته في العمل الذي حقق فيه انجازات كثيره الى انه يملك دم خفيف يحب المزاح والضحك نقطه ضعفه هي الفتياااااات ....

اشار الى احد رجال الشرطه بأن يقومو بجمع العينات والذهاب بها الى المعمل الجنائي بعد ان فشلو في ايجاد ايه بصمات كما انه لايوجد اثر لأي جثث كما انهم قد كانو عباره عن رماد لاغير ...
سام في سره:
يخرب بيوتكو دي ابشع موته ماتها رجل مافيا في تاريخ مسيرتي الفنيه .. فنيه ايه بس مسيرتي الوطنيه .. اه وطنيه امنيه كله شبه بعضه

اقترب منه احد رجال المعمل ليقول بسرعه:
سيدي لقد وجدنا هذه العينه من الدماء على الرصيف على الرغم من ان الثلج قد غطى اي اثار اخرى قد نجد من خلالها طرف الخيط
سام في سره:
خيط لما يخطك قال خيط قال بس ياترى دا دم مين معقول يكون دم واحد من رجاله بها ... لا معتقدش
تحدث ببرود وقال وهو يجذب كيس العينه من الشرطي:
انا هبعت العينه دي للمعمل لازم يشتغلو عليها بسريه تامه اتخلص من اي اثار للدم عشان مينفعش حد يوصلها غيرنا انا بنفسي هتولى الامر دا
اومأ الشرطي بطاعه واتجه الى الرصيف مره اخرى
نظر سام الى الكيس وهو يقول:
دم يععع انا ناقص قرف كاد ان يضعه في جيب بنطاله الى ان احد ما التقطه منه التفت ليجده بها الذي اخذ يتفحص الدم بدقه وهو يقول:
لقيت دا فين
سام وهو يؤدي التحيه العسكريه:
سيادتك مش انا اللي لقيته
بها وهو ينظر اليه بإستهزاء:
منا عارف انه مش انتا
فرك فروه رأسه من الخلف وهو يقول:
دا دم بتاع الرجاله اللي
نزع بها نظارته الشمسيه وهو ينظر اليه بغيظ:
ايه متكمل كمل فضايح
سام بإحراج:
اسف اصل لساني اتسحب مني انا كنت اقصد يعني لو الدم من بتوعهم مكنتش هودي الدم دا للمعمل الجنائي
بها:
طيب
سام:
هنقول قطه ولدت ولا كلب وصلتله شضيه او اي حاجه تانيه وبعدين الطريق دا مقطوع يعني مفيش كاميرات مراقبه
بها بسخريه:
قطه ولدت وكلب وصلتله شضايا .. انتا مين اللي طلعك ضابط يابأف انتا
سام بفخر:
سياده المقدم بها عماد عمر اسكندر
نظر اليه بها بغضب ليكمل سام بإرتباك:
معلش اسف والله غلطت بها جهاد عمر اسكندر
بها وهو يتجه الى تلك السياره المتفحمه وسام خلفه:
المرادي هعديهالك بمزاجي خد الدم دا ووديه المعمل الجنائي
سام بدهشه:
هتوديه ازاي دا مش د.....
قاطعه بها وهو يقول:
اتسحب من لسانك وقولها لا اتطمن هم غيرو دمهم قبلما يوصلو هنا
وقف سام بدهشه وهو يقول:
ايه هم البني ادم بقو بيغيرو دمهم كدا عادي ... دي نهايه العالم بقا ..
ابتسم بها بسخريه واكمل طريقه وهو يضرب كف على كف ليكمل سام قائلاً وهو يلحق به:
لا استنى انتا تفهمني مش تسيبني اتخبط كدا مش فاهم حاجه من اللي بتقوله دا هي المخابرات وصلت لانها تغير دم العملاء
التفت اليه بها بغيظ ليقول:
وعزه جلاله الله لو فتحت بقك بكلمه ليكون اخر يوم فعمرك
اومأ سام بطاعه ولازال يفكر في ماقاله بها عن الدم ولكن بما انه واثق لهذه الدرجه فلابد من انه يدبر لشيئ ما ....





\\\\\\\\\\/////////
؛في مصر في قصر
جاسر السيـوطي ؛
//////////\\\\\\\\\



كانت تجلس على سريرها تتأمل الارض بشرود بينما كانت يارا تعبث في غرفه ملابسها لتناديها اكثر من مره ولكنها لاتجيب اتجهت اليها لتقول:
بت انتي يامعفنه بت الله انا بكلمك ياعالم ياهو
لوحت بيدها امام وجه جهان ولكنها لاترد ولم تنتبه لها رفعت حابها بإستنكار لتقول بصراخ:
البيت بيولع البيت بيولع الحقوناااااااااااااا
انتفضت جهان بفزع وهي تدور حول نفسها لتنفجر يارا ضاحكه لتنهار على السرير تتقلب فيه وهي تضم بطنها من شده الضحك ... ادركت جهان بأنها كانت تتعمد اخافتها لتنهال عليها بالضرب لتصرخ الاخرى وهي لازالت تضحك بشده على هيئه جهان المرعوبه لتجلس بجانبها جهان وهي تضع يدها على قلبها فتهتف يارا بصعوبه:
يخرب بيتك دنتي طلعتي تحفه وانتي مرعوبه
جهان بضيق:
انا اصلاً مخصماكي متكلمينيش تاني
اخذت يارا تدغدغها لتبتسم جهان وهي تشد على اسنانها وتقول:
انا اصلاً مش بضحك
يارا:
دنتي هتفطسي من الضحك ياهبلا فكي بقا
جهان وهي تقف وتعدل بجامتها:
معلش عايزه انام ممكن
يارا وهي تصفق بكلتا يديها:
نعم ياختي تنامي ايه دا في الاحلام بقا يلا يازفته هنتجهز كدا ونروح نشوف مامتك انا اصلاً مستغربه من انها للنهاردا مفوقتناش ولا جت تزعق ولا هي مامتك ارستقراطيه وبتيجي تفوقك بريشه مش زي المعفن بابا اللي بييجي يفوقني بالشبشب
ابتسمت جهان بصعوبه وهي تقول:
لا اصلي بفوق لوحدي والنهاردا مفيش دوام
قفزت يارا من على السرير لتقول هي تجرها خلفها متجهه الى غرفه الملابس:
اصل هي امبارح قالت لازم نفوق بدري عشان نروح معاهم الجمعيه
جلست جهان على احد الكراسي وقالت:
يمكن غيرت رأيها لما شافتنا نايمين
يارا بجديه:
نايمين متكدبيش على نفسك انتي طول الليل فاصله عياط وللفجر منمتيش انتي مش شايفه عينيكي عامله ازاي دنتي بقيتي شبه المدمنين
ادارت جهان وجهها للجهه الاخرى لتجلس امامها يارا وهي تقول بجديه:
بصي ياجهان انا بجد مكنتش فاهمه حاجه بس النهاردا اللي عرفته انه بيحبك
قاطعتها جهان قائله:
كان خدتي بالك كاااان
مطت يارا شفتيها وهي تقول:
اللي اعرفه ان اللي بيحب مش بيكره ولا بيتغير حبه فيوم وليله كدا .. المهم مش موضوعنا ياحبيبتي ياجهان البنت بطبعها بتخد بالها من كل حاجه وكل حاجه اللي هيا كل حاجه يعني عندك مثلاً لما بيبصلك واحد كدا وبيبتسم دا يبقا ايه مش بيعمل عرض سانسوداين لا دا بيقا يا إما معجب او انه بيحب يبصلك بحيث انه اعجبه شكله او طريقه كلامك شخصيتك ضحكتك وكدا او انه بيحبك بجد وشايف فيكي اللي محدش بيشوفه سوا كنتي حلوه او وحشه المهم انه يبتسم كلما يفكر فيكي او يسمع صوتك كدا بيبقا بيدور حولين نفسه مش عارف يعمل ايه .. او إنه اهطل وبيبتسم بوجه الرايح والجاي وعامل شعاره ابتسامتك في وجه اخيك صدقه ودا مستبعد بحاله هيثم عشان هو الهطل بحد ذاته .... ومثلاً لما بيبقا مش مضبوط لما تكوني معاه او جنبه وبيبقا متوتر دا واحده من الاتنين لا تالت لهما واحد انه بيحاول يقولك كلام حلو ومش قادر يطلعه ودا بيكون تعبير عن الحب او الاعجاب .. والتاني انه حابس على روحه بالعافيه ومش قادر يتحمل اكتر ودا بيبقا مزنوق ودا برضه مستبعد بحاله هيثم عشان في اكتر من حمام بالقصر .... وكمان عندك لما يكون الى قدامك بيعرق كدا ومش قادر يحط عينه فعينك وكدا ودا بيبقا ياإما بيحبك بجد ومش قادر يوصلك الكلام اللي مش قادر يجمعه او ان حبيبته الاولانيه معاكو بنفس المكان او ان حد من اهله عمال يراقبه وناوي يمسكها عليه ذله لاهو قادر يمشي ويسيبك ولاهو قادر يكلمك ... ومثلاً لما بيبقا كل شويه يبصلك ومش بيتكلم او بيختلق الاعذار عشان يكون معاكي بمكان واحد بيحاول يخليكي تغيري عليه من ابسط التصرفات عشان يعرف انك مهتمه او لا يابنتي البنت بتفهمها وهيا طايره انما العايله دي استغفر الله العظيم واتوب اليه بنات على شباب بتجيبو لواحد الجلطه ...
ظلت تنظر اليها بدهشه فماذا تقول هذه الثرثاره تكاد تصيبها بالجنون لم تفهم اي شيئ مما تتفوه به لتكمل الاخرى:
انا متأكده من انه بيحبك بس دا كان رد فعل طبيعي مني يابنتي لوح تلج مش بتفهمي بالاشاره مهو في مثل بيقول الحر يفهم بالاشاره وجهان تقرع بالشبشب
نهضت جهان وهي تحمل احد الاحذيه الموضوعين في الصناديق التي خلفها:
انا هرويكي قرع الكوتشي على اصوله يامعفنه
اخذت تجري خلفها بالحذاء والاخرى تضحك بشده وهي تقول:
كفايه ياجوجو يامتوحشه دنا كنت فاكراكي طيبه دنتي طلعتي وحشه
جهان بتعب وهي تجلس على نفس الكرسي:
خلاص انا تعبت مش قادره ربنا ينتقم منك ياشيخه انا حمل جري وشحططه
يارا وهي تقبلها وتضمها من خلفها:
المفروض انك تبقي فرحانه ان في حد بيحبك ياهبلا
جهان بنبره مشبعه بالحزن:
انا خايفه من اللي جاي انا كنت غبيه لدرجه كبيره اه بس انا مكنتش بتوقع انه يكون بيحبني
يارا بترقب وهي تجثو بجانبها:
وانتي
جهان:
وانا ايه
يارا بخبث:
بتحبيه ولا هتعمليلي الهبلا اديكي اهو عرفتي انه بيحبك وتقدري تصارحي نفسك
جهان:
هفكر وهصارح نفسي
يارا:
ايوه متصارحي نفسك النهاردا فيها ايه يعني
جهان بلؤم:
وانتي هنا
يارا بضيق:
لا وانا هناك اه وانا هنا اعتبريني نفسك وصارحيني
جهان برفض:
لا مينفعش عشان مينفعش اتكلم جنب الصغيرين انتي لسا صغيره ومينفعش تدخلي بالمواضيع دي
رفعت حاجبها لتقول بإستنكار:
لا لا انا لسا مش سامعه مين اللي صغيره دي لا ياحبيبتي انا خلاص كبرت بفهم وانا حالياً بكل قواي العقليه والجسديه والحسيه يلا اتكلمي انا سمعاكي
ضحكت بخفوت لتقول:
يارا بلاش هبل اتكلم اقولك ايه
يارا:
قولي انك بتحبيه ولا لا
جهان بسرعه:
لا ليه انا اه بحبه
تداركت نفسها لتقول:
انا مقصدش انا اه فعلاً بحبو كأخ خدي بالك من الكلمه اخ هاه سامعه
يارا وهي تصفق بحماس وترقص حول الكرسي الذي تجلس عليه جهان:
ايوه كدا ياعم فين هيمو يسمع بقا يخرب بيت سنينك دنتي قمر وانتي مكسوفه كدا ياام خدود طماطم ياطمطم ...
نهضت جهان من على الكرسي متجهه الى الحمام وهي تغطي وجهها الذي اصبح حار بسبب الاحراج الذي سببته لها يارا الغبيه
ضحكت يارا بشده وهي تقول:
ايوه كدا ناس مش بتيجي الا بالعين الحمرا كان لازم اديها محاضره عشان تعترف انها بتحبه ولا لا وانا كان مالي اصلاً عشان اخليها تعترف هونا كنت خطيبها وانا معرفش .. بس ايه عليكي يايويو حته محاضرات على حته حكم ومواعض انما ايه ايه في الروعه والجمال الرباني دنا حتى انفع بدل رضوى الشربيني الله الله عليكي يامزه المزاميز يايويو ...
نظرت الى الملابس الخاصه بجهان لتقول:
هو ينفع كدا سبنا البنت تروح الحمام من غير ماتأخد هدوم او مناشف بس حلو كدا خليها تخرج ملط على مااروح اغير انا بقا ...
ضمت كفيها الى صدرها بسعاده وهي تقول:
ربنا يخليكو لبعض
لفتت نظرها تلك الذبله التي تكتم انفاسها مطت شفتيها بعدم رضا لتعود متجهه الى المرآه تتأمل تلك الذبله التي ارتدتها مجبره لاتعلم مالنهايه هل سيحدث شيئ يبعد عنها هذه الزيجه ام انها ستكون تعيسه عندما ترتبط بإنسان لم تعتبره الى اب ثاني لها .. زفرت بضيق وهي تحاول اقناع نفسها بأنه سيحل الامر لان كلما حدث لم يكن الى بسبب قرار ليس قرارها لم يجبر احد نفسه على اخذ رأيها او معرفه قرارها .. حتى والدها الذي تجاهل الموضوع تماماً وكأنه روبوت ينفذ ما امره به والده لإرضائه على حساب سعاده ابنته ... لم تلمه هو ولا والدها لانها تعلم بأن الجميع مجبر ويتظاهرون بالسعاده والرضا ...




\\\\\\\\\////////
؛ في المشفى ؛
/////////\\\\\\\\



كان يجلس بقلق ينتظر خروج الطبيب ولكنه تأخر في الداخل والاخر يجوب الممر ذهاباً واياباً القلق والخوف سيطر عليه كلياً في هذه اللحظه بحاجه لأن يطمئنه احد على حاله ادهم نظر الى الممر وكأنه لمح شيئ غريب ... مالذي اتى بها هذه اتجه الى ليث الجالس على الكرسي يقرأ مايحفظه من القرآن وهو يضم كفيه الى ذقنه وبين الفتره والاخرى ينفخ فيهما من شده بروده الجو ليقول:
صدق الله العظيم
رفع نظره اليه وهو يومئ برأسه ليشير اليه بعينيه عن مكان تقى ليعقد حاجبيه بترقب ويقول:
هيا بقت كويسه
اسد بضيق:
مش عارف انها متنيله كويسه ولا لا المهم روح جيبلها اي حاجه تأكله وخد الجاكيت دا اديهولها عشان الجو تلج
اومأ ليث برأسه ليتجه اليها ويضع الجاكيت على ساعديها ليدفئها بينما نظرت اليه وكادت ان تعترض لكنه هتف بجديه قائلاً:
مش لازم تعاندي الجو تلج وانتي بهدومك دي هتتعبي
اومأت بهدوء وهي تقول:
هو عامل ايه النهاردا
جلس ليث على الكرسي الذي بجانبها ليقول بتنهيده:
ادينا بندعي
تقى بهدوء:
ربنا يشفيه ...
هتف صوت بداخلها:
يارب ميكونش بسبب الخنجر اللي اتغرزت فيه دي يارب مااكون انا السبب انتا عارف يارب انه مكانش قصدي هو الي سحبني وايدي للي فيها الخنجر اتضربت فيه يارب انتا عارف انه مكانش قصدي انا بكرهه اه انما اقتله من غير مااعرف كل حاجه واحاسبه لا استحاله اعملها ....
نظر اليها ليث بهدوء ليقول:
ازاي خلوكي تخرجي .. وانتي بالوضع دا
تقى:
انا الحمدلله بقيت كويسه
ليث:
براحتك

خرج الدكتور لينطلق اليه كلاً من اسد وليث وتقى التي وقفت بعيداً عنهم قليلاً ليهتف الطبيب قائلاً:
اتمنى ان تتجهو معي الى المكتب
نظر كلاهما الى الاخر ليبتلع ليث ريقه بصعوبه وهو يقول:
هل هناك شيئ خطير
الطبيب:
اصبحت حالته مستقره ولكن مؤقتاً
اشار اليه اسد ليتحرك امامهم متجهاً الى مكتبه وهم خلفهوالخوف والقلق يسيطر عليهم بشده ... جلست تقى على اقرب كرسي صادفها وهي تتنفس بصعوبه التقطت هاتفها لتقوم بالعبث بالكيبورد بسرعه رهيبه ليأتيها ذلك الاتصال الذي كانت تنتظره:
ايوه يامريم بالله عليكي هو كويس
مريم بهدوء:
ايوه ياتقى مش كل مره هتتصلي وتسألي انا اتخنقت على فكره نفسي اعرف هيجراله ايه بس
تقى بتوتر:
اصلي خفت حد يـ....
قاطعتها مريم وهي تقول:
حد ايه انتي جرالك حاجه ياتقى انتي لازم تتعالجي من الوسواس دا بقولك هو كويس وبعدين انتي بقالك كتير مش بتيجي ليه
تقى وهي تضم الجاكيت عليها:
معلش اصلي مشغوله قريباً ان شاء الله
مريم بنبره حنونه:
ان شاء الله خلي بالك من نفسك لا اله الا الله
تقى:
سيدنا محمد رسول الله ادعيلي يامريم انا بحاجه دعاكي النهاردا قوي
مريم بصدق:
ربنا وحده إلي عارف اننا بدعيلك كل يوم قد ايه ياقلبي
تقى بإبتسامه متعبه:
تسلميلي ربنا يخليكي ليا
مريم:
ويخليكي لينا ياروحي سلام النهاردا عشان المدير بيندهلي
تقى:
ماشي سلام
اغلقت الهاتف ووضعته في جيب بنطالها بعد ان قامت بفتحه وتكسير تلك الشريحه واستبدالها بأخرى
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي ترى مجموعه من الضباط يتجهون الى ممر العنايه ادارت وجهها للجهه الاخرى تحاول دراسه الوضع ربما اتو لأجلهم وقف احد الضباط بجانبها لايبعد عنها الى بمسافه بسيطه وهو يحادث الطبيب الذي اتجه اليه بسرعه وهو يقول:
كيف اخدمك سيدي
الضابط:
كيف اصبح وضع المريض الذي وصلكم فجر هذا اليوم والذي اصيب بسبب الانفجار الذي حدث في احد الطرق الفرعيه فبعد ان تطابقت عيننات الدم علمنا بأنه هنا
الطبيب بعمليه:
استقر وضعه للتو لم يكن جرحه عميقاً واستطعنا السيطره على حالته
نظرت تقى اليهم بتوتر مالذي يجب عليها فعله سيكشفون بلا شك
الضابط:
من فضلك نريد استجوابه ان لم يكن هناك ايه مشكله في حالته
الطبيب بترحيب:
لامشكله من هنا ...
اتجه الى الممر بعد ان اشار لتقى مطمئناً ... ابتلعت ريقها بتوتر اهو احد رجال بها او انه احد رجال المخابرات .. غطت وجهها بكلتا يديها وهي تحمد الله انهم لم يكشفو ...



////////////\\\\\\\\\\
؛ في الاسماعيليه
قصر عائله الصياد ؛
\\\\\\\\\\\\//////////


كان كالعاده يجلس على كرسيه الهزاز في الشرفه المطله على كل هذه الاراضي والمناظر الخلابه اتجهت عينه الى ذلك القسم الذي يقع في اطراف البلده اغمض عينيه وبداء بإسترجاع مامضى ...


فلاااااااش



يدخل غرفتها بهدوء ليجدها تنام على سريرها كالاطفال وبجانبها ينام امير بسلام شعرها الذهبي الطويل منثور على الوساده وعينيها متورمه بشده بسبب البكاء .. انفها احمر بشده وطرف شفتيها متورم بسبب ذلك الكف الذي حصلت عليه بسبب رفضها لجاسر الذي تعلم اساساً بأنه لايريدها لاتريد تدمير حياتهما هما الاثنين ان وافقت فستكون مجبره على ان تعيش بلا روح وان رفضت فستخسر والدها الذي عاشت ايامها لأجله ولأجل اخوتها ...
جلس على طرف السرير وهو يلملم خصلات شعرها وهو يقول:
هتتخلي عني بالسهوله دي يا الاء ياروحي انا روحي فيكي ولو بعدتي هيجرالي حاجه بس انا مضطر اقسي قلبي .. مش هقدر اوقف قدام سعادتك ولا هقدر اتخلى عنك ولا هقدر اسيبك تموتي قدامي وانتي معايا دا شهر ومقدرتيش على بعده وعلى رفضي ليه امال لو قعدتي هنا على طول ومنعتك منه هيحصل ايه ... مش هقدر اشوفك كدا ياالا ولا قادر اخليه ياخدك مني .. بس يمكن اتطمن لما تكوني معاه انك كويسه ومبسوطه .. ياااه كنت فاكر انك مش بتحبي حد اكتر مني دنتي طلعتي عشقاه بجنون ... من زمان وانا بغير عليكي من نسمه الهوى والنهاردا عيزاني اسلمك لواحد لانعرفله لا اصل ولا فصل طب لما يزعلك هتشكيه لمين وانا مش هكون معاكي .. مش هقدر على بعادك زيما انا النهاردا مش قادر على بعادك وانتي معايا .. كله هيبقا نفس الوضع منتي لو فضلتي معايا انا مش هقدر اقربلك عشان ساعتها مش هتبقي بنتي اللي مش بتحب غيري ولا انتي هتقدري تقربي مني عشان انا هكون الظالم بنظرك اللي بعدتك عن حبيبك هبقا عدوك .. عارف هتتعذبي بس مش هقدر اكون بمكان وتحد مع البني ادم اللي سرق مني بنتي هموت من الغيره والكره عشان مش هتقدري تجمعينا .. مش هقدر اقول غير ربنا ينتقم منه ويدوقه من نفس الكأس اللي انا بتجرعه النهاردا .. بنيت سور عالي قوي بيني انا وبنتي وعلى الرغم مني اني بموت من الشوق بس مش قادر اقرب منها .. بس انا بفضل انك تروحيله وتعيشي حياتك وانتي سعيده احسن ماتكرهيني وتعيشي بحزن واكون انا السبب ..
قبل رأسها بحنين وهو يقول بحسره:
هحاول اني مبينش كسره ظهري قدام الكل وزيما قدرت على بعاد مامتك هقدر على بعادك .. بس فبعد مامتك كان في انتي انتي اللي كنتي بتصبريني طب مين يصبرني انا النهاردا فبعدك مش هيفضلي حد .. انا اناني وغيور وبغير عليكي من كل حاجه بس المره دي مش هكون اناني ومش هوقف بطريقك بس مش هسيبه يشمت فيا ... نهض بهدوء ليتجه الى مكتبه ليصادف فردوس التي تحمل بين ذراعيها اسر ليلتقطه منها وهو يقول:
لما تصحى الاء قوليلها اني عايزها بالليل بالمكتب ضروري
ابتسمت فردوس بسعاده وهي تقول:
الحمدلله يارب انتو هتتصالحو الحمدلله يارب
نظر الصياد الى اسر بشرود ليقول:
الله اعلم بقا ..
رفع نظره اليها ليقول:
صحيح قولي للداده حليمه تكلم الخدم يجهزو وليمه كبيره عشان حمزه السيوطي وعائلته جايين النهاردا
ابتسمت بإتساع وهي تقول:
اوامرك ياعمي
اتجهت الى ااسفل بينما هو فتح باب مكتبه ليجلس على الكرسي الخاص بالمكتب وهو يضع اسر في احضانه وهو يقول:
هيكون دا اخر كلام لينا يااسر وهسيبها تمشي معاه وهستسلم .. بس انا كرامتي فوق كل حاجه يااسر .. هعملها فرح يتكلم عنه الكل بس من جواه هيكون عزاء بالنسبه لي هعملها زفه متعملتش بس هتخرج من بيتي زي الجنازه .. خليك شاهد على اني هنسى ان عندي بنت كان اسمها الاء هعتبرها ماتت زي اللي ماتو زي الاء وامي وابويا وباباك هتوحشني بس انا الصياد عمري مهتراجع عن القرار اللي اتخذته او الطريق اللي اخترته انا من زمان مكتوب عليا الفراق والحزن مش هتفرق كتير قوي النهاردا ... مش هبان مكسور ولازم تمشي وهي كرهاني عشان متشتاقش ويجيبها الحنين تاني عشان كلما هشوفها هشوف انكساري وضعفي وفوز ابن السيوفي ... هسيبها عشان انا عايزها تعيش حبها اللي مش بيستاهله ...
قبل خده بحنان ثم وضع جبينه على جبين اسر لتلتقي اعينهما وهو يقول:
اوعدني يااسر انك مش هتسيبني ولا هتكسرني زي الباقيين هتكون ليا سند وعون اوعدني انك تكون عيني وقلبي وسندي بالحياه دي اوعدني انك مش هتسيبني مهما حصل ومهما عرفت عني ..
ابتسم وهو يجد الطفل يرفع رأسه ويحاول ان يرضع انف جده الصياد وهو يتشبث بوجهه بكلتا يديه ليرفعه الى صدره ويضمه بحنان وحب وقلبه يدق تلك الدقات المكتوبه بإسمه ضمه بشوق للاتي وحنين للماضي ضمه بحب وتملك لم يضم به احد من ابناءه غير الاء هل سيكون اسر هو العوض ...


مر الوقت ووصلت عائله حمزه السيوطي وبعد ان استقبلو ضيوفهم واكرموهم حل المساء ليجتمع حمزه والصياد في المكتب ليحاول حمزه استعطافه محاولاً حل الخلاف ليحسم الصياد الامر وهو يقول بأنه قد حضر لكل شيئ فقط يريد انس والاء والجميع في مكتبه سوى كانو ابنائه او بناته ... بالفعل اتجه الجميع الى المكتب منتظرين حديث الصياد لينظر الصياد الى الاء بقسوه وهو يقول:
انا فكرت كويس قوي قبلما اتكلم هتكلم ومش عايز حد يقاطعني ولا حد يحاول يغير قرار اتخذته
نظرت الاء الى حمزه بإستغاثه ليهز الاخر رأسه بيأس ليهتف الصياد بجمود:
انا موافق على جوازك من ابن السيوفي
فتحت عينيها على وسعهما غير مصدقه مايقوله والدها وتفرح اسارير وجه انس لينظر الى جاسر وحسام وحازم بسعاده لينظر جاسر الى خاله بترقب فهو يعلم بأنه لن يستسلم هكذا بسهوله هناك خسائر لن يقدمها غيره بالتأكيد .. كاد انس ان يتحدث بسعاده ليقاطعه الصياد قائلاً بصوت تملأه الثقه والجمود وشيئ من الحده:
وبعد النهاردا انا مخلفتش بنت اسمها الاء ...
كادت ان تتحدث ولكنه اشار اليها بكفه لتصمت قائلاً ببرود قاتل:
مش هينفع النهاردا الكلام انا اتكلمت من شويه والكل سمع .. اللي انا بقوله النهاردا قلته عشان خلاص مبقيتش عايز الحب والاحترام اللي كنتي مغرقاني بيه لحدما جه ابن السيوفي كفايه عليكي لحد كدا ومتشكر انا استغنيت معدتيش تنفعي بالبيت دا بيتك هو بيت ابن السيوفي .. حتى لو رفضتي فأنا استحاله اتقبلك ومهما عملتي انتي هتفضلي مع جوزك اللي هيكون ابن السيوفي اللي هيخاف عليكي ويحبك اكتر من باباكي اللي مبقتش عايز تقوليها بعد كدا ...
قالها بنبره وكأنه يريد الخلاص منها
ظلت تحدق به بصدمه بينما البقيه تلجمهم الصدمه ... الصياد بقسوه:
انتي معدتيش تلزمينا .. اللي عايز يروح يزورها او يعترف بوجودها يبقا هتكون مكانته عندي زيها هيموت بقلبي قبل نظري ... قالها وهو ينظر الى رنا ورنيم ثم اقترب من الاش وقال:
الحب يستاهل اللي اتعمل وانا مش بقولك لا بس الاتنين اللي عايزه تجمعيهم مينفعش يتجمعو انتي حبيتي بس اتنين الاول اناني والتاني اكتر منه ومبيعرفوش لايخسرو ولا يتنازولو غرورهم هو اللي بيحكمهم ومينفعش نستمر على كدا ...
نظر الى الجميع وقال:
الفرح بكره الكل يجهز نفسه ... قالها واتجه الى الخارج مبتعداً عن دموع ابنته عن نظرات اللوم من ابن خاله وابنائه .. وعن نظرات الشتيمه والنصر .. من الهواء الذي يخنقه رويداً رويداً .. عن ضميره الذي حبسه في مكان مظلم .. من كل شيئ اساساً هو يبتعد عن نفسه .....

بالطبع فور خروجه انهارت الاء ليقوم حمزه بتهدئتها واخذها على احد الاركان الهادئه ليخبرها بأنه سيقنع والدها ولكن بما انه طلب ذلك فعليها ان تستمع لكلامه وتتجهز للحفله غداً لأجل الضيوف ووعدها بأنه ولأخر نفس سيظل يتحدث معه وسيقنعه ومهما كان الموضوع صعب فهو لن ييأس مع انه يعلم جيداً بأنه لن يستطيع اقناعه مهما حدث فإن قرر الصياد فلن يرده عن قراره شيئ ....

وبالفعل تم تجهيز حفل زفاف لم تشهده الاسماعيليه من قبل .. حضره الجميع ولكنه كان بالنسبه للجميع صدمه .. وبعد انتهاء الحفل




باااااااااااااااك



همس بحزن قائلاً:
ربنا يرحمك يانور عيني ويجمعني بيكي انتي ومامتك واخوكي قريب بإذن الله ..
شعر بيدين تحيطان به من الخلف وصوت دافئ يقول:
وهتسيبني لمين ياصياد هونا هنت عليك كدا تسيبني لوحدي طب انا مخاصمك
الصياد بإبتسامه حزينه:
انتا حته من قلبي يااسر ربنا جابك ليا عوض عن ابوك اللي ربنا خده وهو لسا فعز شبابه وعوضني بيك عن الاء اللي عوضتني عن غياب مامتها انتا اختصرتهم كلهم وعوضتني عن كل اللي حوليا عن ابويا وامي وحمزه اخويا وصاحبي وزهره اختي وبنتي الله يرحمهم كلهم وعن كل اللي مشيو وسابوني انتا نعمه ربنا اداهالي ربنا فوقت كنت خسرت كل حاجه فيه
قبل اسر كتف جده وهو يسند رأسه على كتفه ليقول بحب:
وانتا عندي بالدنيا دي ومافيها ولو خيروني بينك وبين اغلى واتمن حاجه انا استحاله اسيبك او ابعد عنك انتا ابويا واخويا وجدي وصاحبي وعمي وخالي وسندي وحبيبي وكل ماليا انتا كل حاجه عارف كل حاجه دي اللي هيا بمعنى كل حاجه ما علينا انتا كل حاجه بالنسبالي وعمري مهتمنى حاجه غير اننا نفضل فظهر بعض ليوم القيامه
وضع يده على وجه حفيده بحنان ليقول:
عارف ياقلبي يااسر وانا مش بتمنى من ربنا غير اني اشوفك سعيد ومع اللي بتحبك وتحبها واشوف احفادي حوليا كدا بيجرو ويتنططو ودا بيقول انا رايح للصياد الاول ودا يقول لا انا هروح للصياد الاول ويفضلو يتنططو حوليا ليل ونهار مش هزهق ولاهمل والله ولو يكونو عشرين عيل مفيش مشكله
اسر بدهشه:
ايه دا عشرين ليه انا هعمل فرقه موسيقيه ولا ايه
ضحك الصياد ليقول:
ولو في اكتر كمان مفيش مشكله عادي
قبل اسر كف جده ومن ثم جلس على الكرسي الذي بجانبه ليقول:
هاه كنت عايزني ضروري ليه أمرني ياصياد باشا
الصياد بجديه:
قلبي مش متطمن عايز انزل الاسكندريه عايز اشوف البنات
اسر:
انا وعدتك ياجدي اني هجيبها لحد عندك بس اصبر اجمع عنها كم معلومه عارف انك مش عايز تصطدم بأنس وانا مش هسمح بدا بس لازم افهم عقليتهم هما الاتنين
الصياد بهدوء:
عارف بس البنات وحشوني وعايز اروحلهم دي اخر مره زرتهم وزاروني فيها ييجي من اكتر من تسعه شهور عايز اتطمن عليهم
مط اسر شفتيه بتذمر قائلاً:
لما اتكلمنا امبارح مكنتش حاطط الفكره بدماغك ايش معنى النهاردا جايبني على ملا وشي من الطريق دنا كنت رايح الشركه ومتأخر كمان .. ثم اردف بخبث وهو يقول:
انتا بتفكر بإيه ياصياد متكونش عايز مزه اسكندرانيه ولا ايه اللي فدماغك دي بالضبط
ضحك الصياد وهو يقول:
كفايه شقاوه يااسر انا مش عارف طلع دماغك شمال لمين
اسر بلؤم:
ما الناس بتقول ان الصياد يبقا جدي تفتكر على مين ياشقي انتا
الصياد ببسمه هادئه:
مزه ايه بس يابني دنا بقيت عجوز خلاص
اسر بدهشه:
عجوز ايه بس انتا مش شايف نفسك بالمرايه ولا ايه ولا فاكر بكم الشعره البيضه دي اللي مش باينه من الشعر الاشقر دا بقيت عجوز دنا هجوزك مزه المزاميز انتا بس شاور
حرك حاجبيه بشقاوه قائلاً:
هاه عايزها من القاهره ولا من الاسكندريه ولا اجيبلك روسيه نحسن النسل او
قاطعه الصياد وهو يقول:
ولا ازابيل الاء الله يرحمها كانت الدنيا ومافيها وكفايه عليا هيا
اسر وهو ينظر الى مقلتي جده البنيه:
الله يرحمها .. اقولك ايه اجهز انتا وانا بالليل بالكتير وهجهز كل حاجه وهنمشي
قال الصياد:
ابقا اسأل مامتك لو كانت عايزه تيجي دا حتى امير هناك من كذا يوم وقال انه هييجي بأقرب فرصه كان بيضبط كم حاجه فشغله وفملفات يارا
اسر:
حاضر زيما انتا عايز هروح الم الشركه واخلص كم ملف وهرجع على ثلاثه العصر تكون جاهز تؤمر بحاجه تانيه ياصياد
الصياد وهو ينهض ليتجه الى الداخل وبجانبه اسر:
تسلم ياحبيب الصياد على الاقل تتنفس شويه كفايه اننا محضرناش تخرج العيال يبقا نروح النهاردا ونشوف الدنيا عامله ازاي عارف ان العيال وعماتك وحشوك ومش بتتواصلو الفتره دي كتير مش كدا عشان كل شويه كنت جايلي تحكيلي عنهم
ابتسم اسر وقال:
اه والله بس من امبارح هم التلاته مش فاتحين مبايلاتهم يمكن يكونو فمهمه
الصياد:
ربنا معاهم
تحدث وهو ينظر الى فردوس التي وجدها تصعد الدرج:
وانتي يابنتي اجهزي لو عايزه تيجي معانا الاسكندريه الليله
فردوس بدهشه:
خير هو حصل حاجه
اسر وهو يقبل رأس والدته:
لا كله تمام بس جدي رنت فراسه اننا نروح الليله فلو عايزه تيجي معانا يعني
فردوس وهي تحيط بذراع اسر:
روحو انتو وانا هجهز حاجتكم المره الجايه هاجي معاكو اصل الداده حليمه مش هنا ومين هيخلي باله من البيت مينفعش نسيب البيت كدا فاضي
الصياد:
وهيجرى ايه بالبيت مالخدم هنا والبودي جارد اللي حاططهم ابنك دول كمان مش كفايه يخلو بالهم منه ولا ايه
فردوس:
معلش ياعمي انا برتاح لما تكون الداده حليمه هنا وبكون مطمنه على البيت معاها
اسر بإبتسامه:
براحتك ياماما المره الجايه ان شاء الله هتيجي
فردوس:
ان شاء الله



//////////\\\\\\\\\
؛في شقه شذى ؛
\\\\\\\\\\/////////



كانت تقف امام المرآه تعدل ذلك الكحل الثقيل الذي تضعه دائماً ليبرز جمال عينيها الزرقاء اكثر ثم تتجه الى طاوله الطعام بعد نداء جدتها المزعج لتجلس على الكرسي الذي يترأس الطاوله وهي تقول بضيق:
في ايه ياتيتا ايه الزعيق دا كله على الصبح
الجده بإشمئزاز:
تيتا جتك نيله على تيتا اللي صحيتي عليها دي وبعدين ايه اللي مقعدك على الكرسي الاب دا
شذى بسخريه:
الكرسي الاب طب احلفي فين الكرسي الام بقا
الجده بزعيق:
اتلمي يابنت كيلانوس الازرق انا مش عارفه جوزت بنتي على الواد دا ليه مهو بالاخر غار اهو وراح فداهيه وسابني اصرف على بنته ومراته و
قاطعتها شذى قائله بحده:
متتنيلي انتي والسيره دي اللي قرفاني بيها كل يوم هو مفيش يوم من ايام ربنا هنفطر من غير زعيق دا بقا زي الملاعق على السفره لازم يحضرو فكل وجبه لا دا بقا زي الهواء اللي بنتنفسه .. انتي هتذلينا على الكم اسبوع اللي صرفتي فيه علينا محنا اهو بنصرف عليكي من سنين من سكات ومحدش جه عليكي بكلمه .. والجوازه المهببه دي انتي كنتي سببها انتي اللي جوزتيها عليه عشان كنتي طمعانه في الراجل واهو غار كيلانوس على مكيلانوسش فداهيه واستريحنا فاضل ايه تاني .. انا تعبت على فكره كل يوم نفس الكلام دا كل يوم نفس الرغي مش هتبطلو تفكروني بالمعفن اللي اسمه كيلانوس دا ..
ضربت بيدها على الطاوله وهي تقول بغضب:
ارحمو امي بقا دي تسكت التانيه ترغي التانيه تبطل رغي الاولى تندب حظها المايل تسكت شويه تقوم التانيه تسترجع ايام الماضي وتقلب وتنبش بالماضي .. طب وانا انا اعمل ايه ارحموني شويه
التقطت جاكيتها الفضي اللامع من على الكرسي لتتجه الى الخارج وهي تحاول الا تنزل دموعها بشتى الطرق تحت نداء والدتها التي حاولت اللحاق بها لتتجه الى الشارع وهي لاتكاد ترى شيئ امامها بسبب تلك الدموع التي ملاءت عينيها الزرقاء الواسعتين ...
نظرت الجده خلفها وهي ترفع حاجبها بإستنكار لتقول:
هي البنت دي كارهه سيره ابوها الحاج كدا ليه هوحنا قلنا قدامها عليه حاجه وحشه لاسمح الله
نظرت والده شذى لها بحسره وهي تقول:
لا ياماما مقلناش هي كدا بتهنج ساعات
الجده بضيق:
اهي غارت فداهيه يلا بقا هاتي الاكل وخلينا نروح نشوف ورانا ايه اتأخرنا عشانها واهي بالاخر راحت تتصرمح مع اللي شكلها
وجدت ابنتها تتجه الى الشرفه المطله على الشارع لتهتف بصراخ:
متخافيش ياختي مهي بنت كيلانوس مش هيجرالها حاجه ولا هتوقع من الجوع هتروح تتنيل تأكل فأي داهيه زي كل مره جيبي الاكل يلا
نظرت والدتها من الشرفه وعينيها تمتلئ بالدموع على حال ابنتها ووالدتها التي لاتتركها وشأنها اطلاقاً ... وجدتها تعبر الطريق لتتجه الى الموتور الخاص بها وتنطلق به حتى دون ان ترتدي الخوذه
مسحت دموعها بحزن وهي تتذكر ذلك اليوم الذي احبت فيه مايسمى بكيلانوس ....
كانت والدتها تدير دار خاص برعايه الايتام وذات يوم اقيم حفل ليوم الطفل العالمي لتلتقي بذلك المدعو كيلانوس الذي كان اسباني الاصل ولكنه عاش لمده مايقارب الثلاث سنوات هنا في مصر لان والدته مصريه الاصل .. تشاء الاقدار ان يلتقياء لأكثر من مره في هذا الميتم الذي كانت تحب ان تزوره اسبوعياً اما هو فقد كان يأتي ليزوره في المناسبات فقد كان اكبر المتبرعين ومنذ ان تعرف عليها اصبح يزوره كل يوم ليراها .. اما هي فقد كانت طليقه احد اهم رجال الاعمال الذي انفصلت عنه لأنها اكتشفت بأنه كان يخونها .. لم تتردد للحظه ان تحكي له عن كل شيئ مرت به مع والدتها القاسيه او مع زوجها الذي خانها مع اقرب صديقاتها والذي زوجتها اياه والدتها رغماً عنها ..
احبها وعرض عليها الزواج ولأنه كان مهم بالنسبه للدار وافقت والدتها وشجعتها على اتخاذ هذه الخطوه التي ترددت في اتخاذها لوقت طويل .. ولكنها احبته
حقاً وبالفعل تزوجها وتبادلا الحب والصادق وبعد مرور تسع سنوات كان قد اصبحت لديها طفله ذات السبعه اعوام وفي ليله ميلادها الثامن اختفى نهائياً وحتى اللحظه لم يعد .. بحثت عنه كثيراً ولكنها لم تجده حتى والدته قالت بأنها لاتعلم اين اختفى فجأه وكأن الارض انشقت وبلعته توفت والدته بعدها بأيام وابلغت السفاره بإختفاءه ولكن للأسف لم يكن هناك احد بهذا الاسم لديهم .. ايعقل انها عاشت كل هذه السنوات مع رجل لاتعرف حتى اسمه هل يعقل بأنه كان يتسلى بها ولكن هذه تسع سنوات كيف انخدعت به لما تركها بعد كل هذا الحب الذي احبته ووهبته اياه لما خدعها به .. ان كان هناك سبب قوي يجعله يفعل ذلك معها فعلى الاقل كان عليه ان يخبرها بالسبب ومهما كان ستسامحه ... اين ذهب ولما ذهب لاتعلم السبب فقط كلما تعلمه انها تبعثرت من بعده وهاهي تعيش اسوى ايامها مع والدتها التي اصيبت بالزهيمر والتي لاتكف عن ازعاج شذى وقسوتها التي لم تشهدها من قبل هاهي تراها تقسو على ابنتها ..
وشذى التي تحاول ان تخفي عنها حقيقه والدها الذي علمت بأن لاوجود له اساساً وان اسمها الذي في شهاده ميلادها ليس اكثر من اسم مركب عاشت توهم نفسها به طوال هذه السنين وكيف تخبرها ستجعلها تكرهه اكثر من ذي قبل ... لابد من ان تعلم وخصوصاً بعد دخولها مجال الشرطه والذي سيكون من السهل عليهم جداً اكتشاف ان الاسم الذي تحمله ليس اكثر من اسم مركب وهمي لاوجود له .. صحيح بأنها قامت بتقديم الادله التي تثبت بأنها كانت متزوجه هذا الشخص الوهمي وانها لم تكن تعلم ذلك وكل اوراقها والادله تثبت ذلك .. لاتريد ان تتهم ابنتها ويقال عنها أنها ليست ابنه شرعيه ولأجل ذلك ساعدها اكثر من لواء وضابط مهمون في الداخليه لحل هذه وعندها اطمأنت انها لن تواجه ايه مشكله بسبب هذا الاسم وبأن ابنتها لن تواجه اي صعوبه في اكمال حياتها بشكل طبيعي بهذا الاسم المستعار ...
انتقلت لتعيش مع ابنتها عند والدتها التي كانت قد خسرت كل اموالها بسبب زوجها الصغير الذي تزوجته فقد قام بالنصب والاحتيال عليها وبعد ذلك طلقها ومابقي لديها من مال قليل جمعته وانتقلت به الى منزل صغير في احد الاحياء الشعبيه .. قامت بتعليم ابنتها في اهم المدارس في المحافظه كي لاتشعرها بالنقص فقد كانت تملك القليل من المال الذي تركه لها كيلانوس في اخر مره وبداءت بالعمل وبعد ان حققت نجاحات عده في مجالها قامت بالانتقال الى بنايه راقيه في منطقه راقيه وبعدها قامت بشراء المبنى بأكمله لتضمن مستقبل ابنتها .....

اتجهت الى والدتها تضع لها الطعام وهي تتجاهل صراخها وشتمها لكيلانوس .. وعلى الرغم من انها لا تعلم ماتوصلت اليه ابنتها الى انها لاتطيقه نهائياً على الرغم من حماسها عندما طلب الزواج منها ...



في الخارج

انطلقت في دراجتها الناريه متجهه الى مكان تشعر به بالارتياح انه منزلهم القديم البسيط في احد الاحياء البسيطه ولكن بينما هي تقترب من المنطقه التي يقع بها المنزل اختل توازنها لتقع هي والدراجه في وسط الشارع ليجتمع حولها الناس ويتم نقلها الى المشفى



////////\\\\\\\\
؛ في روسيا
في المشفى في
مكتب الدكتور ؛
\\\\\\\\////////



جلس كلاهما امام الطبيب بتوجس ليتحدث الطبيب قائلاً:
حالته استقرت والنزيف الذي حدث لم يؤثر عليه ولكن الطعنه التي تلقاها كانت قويه وللأسف فقد اثرها كليته
نظر ليث الى اسد وهو يضع يده على فمه من هول الصدمه ليتحدث اسد قائلاً بعد تلك الصدمه التي تلقوها:
حسناً وما العمل الان
الطبيب بعمليه بداء يشرح لهم وضعه واشياء اخرى وماقد يتسبب في حال فقدان الكليه ليقول اسد بإستغراب:
ولكن هناك اناس يعيشون بكليه واحده مالمشكله اذاً
الطبيب بجديه:
ولكنه لم يكن يملك سواها
ابتلع ليث ريقه بصعوبه ليقول بعدم تصديق:
اسد في ايه ايه اللي بيحصل دا ادهم عنده كليه من امتى
نظر اليه اسد لثواني ليقول بعدها بجديه:
حسناً سأجري التحاليل وإن كانت العينات تتطابق معه فأنا سأتبرع
ليث وهو ينظر الى الطبيب بلهفه:
وانا ايضاً سأجري التحاليل
ابتسم الطبيب وهو يقول:
حسناً سأحظر الممرضه لتأخد العينات واذهب انا لأتابع حالته
اومأ اسد برأسه لينصرف الطبيب ويضع اسد رأسه بين كفيه وينظر الى الارض بصدمه مالذي حل بهم هل سيخسر ادهم لن يسمح بذلك لن يدع الموت يأخذه هو ايضاً .. كله بسبب هذه المدعوه تقى هي من كانت السبب هي من قامت بطعنه هي السبب الوحيد ماذا كان سيحدث ان لم يأخذوها معهم .. سيجعلها تدفع الثمن غالياً لن يتركها حتى يعلم سبب فعلتها ماذا تريد من ادهم ... كاد ان يذهب لينقض عليها ولكن قاطعه صوت ليث الذي قال:
كليته راحت فين انا معرفش حاجه زي دي انتا كنت تعرف
رفع اسد رأسه ليقول:
معرفش .. لما يفوق هنتكلم اهم حاجه نشوف مين ينفع يتبرع
ليث وهو يفرك كفيه بقلق:
انا خايف .. اتخيل متتطابقش عيناتنا هنعمل ايه ساعتها .. لو جراله حاجه هنعمل ايه .. هنقول لرنيم وحسام ايه .. هيحصل ايه .. مقدرناش نحميه يااسد .. اخويا هيروح مني انا خايف هو .. هو مش اخويا وبس هو انا انتا وهو كلي انا مش هقدر اعيش من غير حد فيكم هو بيروح من بين ايدينا اسد اتصرف انا مش قادر اعمل حاجه ...
اقترب منه اسد وهو يقول:
الدكتو قال ان كل حاجه هتبقا كويسه متخافش ان شاء الله خير نحنا هندعيله وان شاء الله مش هيحصل حاجه
نزلت دموع ليث وهو يغطي وجهه ليعلى صوت بكائه وهو يتخيل فقدان ادهم ليحتضنه اسد وهو يقول بثبات زائف:
ليث كفايه عيب تعيط على فكره كفايه عياط
ليث ولازال يكتم شهقاته:
مش قادر دا دا ادهم عارف ايه يعني ادهم يعني كل حاجه يعني دنيتي كلها انا من غيره مش قادر اعمل حاجه كفايه اللي راحو يقوم يروح ادهم كمان لا انا مش هقدر على كدا
اسد وهو يشد من ضمن:
على اساس انه هيجراله حاجه النهاردا بقولك الدكتور قال انه هيبقا كويس ايه مالك ياعم افهم بقا وكفايه عياط

دقائق معدوده حتى مسح دموعه وهو يحاول جمع شتاته لتدخل عليهم تقى وهي تقول:
البوليس هنا
وقف ليث ليتجه اليها وهو يقول:
عرفو حاجه
تقى مكمله:
الضابط كان بيسأل عن حاله ادهم وفي دكتور وداه اوضه تانيه وكأنه عارفنا انا افتكرت ان المقدم بها هو اللي باعته لينا لكن لازم تتصلو بيه عشان نتأكد من دا
اندفع اليها اسد وهو يقول:
عارفه لو جرى لأدهم حاجه وديني ومااعبد ياتقى يابنت الخياط والله العظيم لهتشوفي مني تصرف مش هتلحقي تشوفيه اصلاً انا هقتلك وهشرب من دمك كمان
اقترب منها اكثر حتى التصقت بالباب وهو يقول:
انتي عايزه ايه من ادهم انطقي عملتي كدا ليه
تقى بثبات زائف:
انا قلتلك قبل كدا انا مليش دعوه باللي حصل هو اللي سحبني وانا مش عارفه ازاي الخنجر جه فيه انتا ايه مش بتفهم
ليث وهو يبعد اسد عنها وهو يقول:
اسد كفايه خلاص كل حاجه هتتحل متعقدش الامور زياده
ابعده اسد عنه وهو يقول:
خليك بعيد ياليث ملكش دعوه باللي بيني وبينها
نظر اليها بشر ليقول:
هعرف اللي حصل خلي ادهم يفوق بإذن الله وانا اقسم بالله لأخليكي تندمي على اليوم اللي فكرتي فيه انك تكوني بالفريق بتاعنا لا هندمك على اليوم اللي خطت فيه رجلك الجهاز والله ياتقى لو حصل وجرى لادهم حاجه بسبب اللي عملتيه انتي عارفه هعمل ايه محدش هيحوشني عنك هنا اندفع الباب اثر دخول الممرضه لتتهاوى تقى على الارض لولا يدين ليث التي التقطتها قبل وصولها الى الارض بمسافه بسيطه .. اعتدلت في وقفتها وهي ترمق اسد بمقت لتهمس بحده:
انا مش مضطره اعملك اعاده لللقطه بس هستنى لما تيجي تعتذر يااسد باشا انصرفت تقى ليثور اسد مره اخرى ويحاول اللحاق بها لولا يد ليث التي منعته لتنظر اليهم الممرضه بدهشه فيهتف ليث قائلاً:
فلتسبقينا الى غرفه الفحص نحن خلفك
اومأت موافقه لينظر الى اسد بعدم رضا ويسير خلف الممرضه ... اخذ اسد نفس عميق يعيد فيه تهيئه نفسه ليستعيذ بالله من لشيطان الرجيم ويتجه خلف ليث ... مالذي كان سيفعله لقد اعماه قلقه على ادهم ليس هناك شيئ مهم الان غير سلامته ومن بعد ذلك سيفهم كل شيئ .....
وبالفعل تم اجراء الفحوصات لهما للتأكد من سلامتهما وايضاً للتأكد من ان الانسجة ستتطابق معهما ليقوم الطبيب بإظهار النتيجه بأسرع مايكون ليتجه اليهما فيهتف اسد بلهفه:
ماذا حدث ايها الطبيب
ليث بقلق:
ماهي نتائج الفحوصات اخبرنا بسرعه
نظر اليهما وهو يقول:
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟

ستووووووووووووووووووووووو وووب


>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نلتقي في البارت القادم
>>>>>>>>>>>>>>>>>>



*** هيحصل ايه مع ادهم وهيقولهم الدكتور ايه ؟!؟!؟!
*** مين هيتبرع لأدهم ؟!؟!؟!
*** ادهم عنده كليه واحده طبيعي او حصل حاجه وخسرها ؟!؟!؟!
*** هيحصل ايه لو اصطدم الصياد مع انس ؟!؟!؟!
*** هيعمل اسد ايه مع تقى ؟!؟!؟!
*** ايه هي حكايه تقى ؟!؟!؟!
*** توفيق ممكن يقبل بالخساره ؟!؟!؟!
*** شذى هيحصل معاها ايه ؟!؟!؟!
*** ايه الاسباب اللي ممكن تخلي كيلانوس يسيب مراته وبنته ؟!؟!؟!
*** ادم ساكت لحد النهاردا ليه ؟!؟!؟!
*** ممكن تدعموني بلايك او تعليق ورد صغنن وبسيط ؟!؟!؟!



دمتم بخير وسلامه


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-22, 09:46 PM   #4

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

🌸🌸بسم الله الرحمٰن الرحيم🌸🌸

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

🌸🌸البارت اهداء لكل من يتابع روايتي هنا واسعدني بتواجده معي والشكر الجزيل لعزيزتي دافينا ورانو قنديل على الدعم والتشجيع
اهداء لـ {{نورتي}} 🌸🌸


🌸🌸لجدي🌸🌸

""""""
اللهم هب للمتوفين سعةً في قبورهم لا يرون لها نهاية
وهبْ لظلمتهم نورًا و لذنوبهم غفرانًا

""""""

🌸🌸 روايه :- (الاسود المغرمه)الجزء الاول (ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش 🌸🌸


{البارت السادس والسبعون}


🌸🌸
"""""""""""""""

رأيتك حين يفيق القمر

وحين تحاكي العيون السهر

وحين الرؤي تسافر خوفأ

وحين تناجي النجوم السحر

رأيتك حلماً وصحواً ووجداً

وليلاً وصبحاً وبحراً جميلاً

يردد أصداء لحن السفر

رأيتك طفلاً صغيراً يبكي

و يضحك عند نزول المطر

وعقلاً كبيرا يفوق خيالي

وقلباً رفيقا لقلبي

""""""""""""""""
🌸🌸


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸
🌸🌸
🌸


\\\\\\\\\\\\\///////////
في قصر عائله الشرقاوي
/////////////\\\\\\\\\\\



اتجهت نور الى الداخل بعد ان انتهت من الركض وهي تضع منشفه صغيره على كتفها لتنادي بصوت عالي قائله:
سمارا سمااارا
اتجهت اليها سمارا وهي تقول:
اوامرك يانور هانم
نور بإشمئزاز:
هانم ايه دي اللي بتقوليها انتي انا مش قلت مفيش هانم شايفاني معايا كرش
هزت سمارا رأسها بنفي لتكمل نور قائله:
طب شايفاني ست عجوزه بالخمسينات
اعادت سمارا نفس الحركه لتكمل نور:
طب شايفاني عامله شعري زي ام كلثوم او صباح
اعادت سمارا نفس الحركه لتقول نور:
يبقا متقوليش هانم بعد كدا كفايه نور ولا اقولك قولي نور باشا تمام
اومأت سمارا وهي تقول:
اوامرك نور باشا
ابتسمت نور وهي تقول:
امال فين ليا وليل وصبري بيه مش بيفطرو ليه
سمارا وهي تشير الى الاعلى:
ليا هانم لسا راجعه مع وش الصبح وصبري بيه هينزل كمان شويه وليل هانم رحت ادق عليها الباب مش بترد اصل بعدما مشي يوسف بيه امبارح بالليل وهي مش مبطله عياط
نور بدهشه:
مش مبطله عياط ليه
سمارا بحزن:
معرفش اصل امبارح بالليل هو طلعلها ومشي وهو مدايق دا حتى مردش على صبري بيه اللي كان بيناديه وانا لما طلعت اشوف الهانم لو عايزه حاجه سمعتها عماله تعيط وشكلهم كدا اتخانقو
نور بعدم تصديق:
ليل ويوسف يتخانقو لا ايه اللي جرا في الدنيا يعني .. طب روحي انتي شوفي شغلك ولو احتجت حاجه هندهلك
سمارا بطاعه:
اوامرك يانور ها
التفتت اليها نور بحده لتكمل قائله:
اوامرك يانور باشا
اتجهت نور الى الاعلى وهي تفكر فيما ياترى قد يكون حدث مع ليل ويوسف طرقت باب الجناح بهدوء ولكن لم يأتيها الرد .. طرقت مره اخرى واخرى حتى سمعت صوت دوران المفتاح رفعت حاجبها بإستنكار فلما تغلقه بالمفتاح ياترى .. فتحت الباب لترى امام عينيها مباشره الالوان مبعثره في كل انحاء الجناح وايضاً هناك لوحات مغطاه بالالوان والارضيه مليئه بالالوان التي بعثرتها ليله البارحه لتطلق صفير من دون شعور وهي تقول:
ايه المجزره اللي اتعملت هنا
دنت لتلتقط الفرشاه من الارض وهي تقول:
في ايه ياليل ايه اللي عمل بالجناح كدا ميكونش في حرميه دخلت ولما ماشافتش حاجه لعبتلك بالالوان كدا ..
ليل وهي تعود لتستلقي على السرير بتعب:
عايزه ايه يانور
نور وهي تجلس على الكرسي مقابلها:
حصل ايه سمارا بتقول ان يوسف طلع امبارح من هنا وشكله مش مضبوط واطلع هنا الاقي الجناح مقلوب هو ايه اللي حصل
ليل بتعب:
يعني مش عارفه
نور بدهشه:
عارفه ايه وهعرف منين اصلاً من امتى وانتي بتتخانقي مع يوسف
ليل بهدوء:
عرفت اللي مخبيه عني كله
نور بدهشه:
يوسف ومخبي عليكي
ليل وقد ارادت ان تتأكد من حديثه معها حتى وان كانت تصدقه وتثق به ثقه عمياء الى ان شيطانها لم يكف عن الوسوسه لها لتقول:
عرفت انه بيخوني
نظرت اليها نور بصدمه وهي تقول:
ايه
ليل وقد ادمعت عيناها:
ايه مش انتي بئر اسراره يبقا لازم تكوني عارفه كل الكلام دا وتغطي عليه كمان
وقفت نور بدهشه وهي تقول:
دنتي طلعتي مش بتهزري انتي بتتكلمي بجد بقا انتي جرا لمخك حاجه دا يوسف يعني استحاله يخونك انتي مش بتوثقي فيه ولا ايه
ليل وهي تمسح دموعها:
منا سمعتكو بتتكلمو وتقو...
قاطعتها نور وهي تقول:
ششششششش اوعي تكوني خانقتيه عشان اللي سمعتيه
اومأت برأسها لتصرخ بها نور قائله:
اعمل فيكي ايه هاه قوليلي بقا انتي فاكره انه لو بيخونك انا مش هوقفه عند حده انتي مش بتوثقي بيا ليه انتي مش مصدقه اني اختك ليه هو حتى لو كان يوسف ابن عمتي فانتي اختي ولو حصل وفكر يأذيكي فأنا اللي هوقفله مش حد تاني .... وبعدين متجوزين بقالكو قد ايه وللنهاردا مش واثقه فيه .. اللي زيك ياليل حتى لو شافت جوزها بعينها مع واحده تانيه مش لازم تصدق لازم تكدب عينيها وتنكر دا عشان اللي انتي متجوزته استحاله يخون ... ليل انتي صدقتي بجد ..
وضعت يدها على جبهتها وهي تجلس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه وهي تقول بعدم تصديق:
انا مش مصدقه الكلام اللي بتقوليه النهاردا .. انتي عارفه اللي سمعتيه كان ايه دا كان عشان فيديو انا حبيت انشره عشان نعمل توعيه والكلام دا وكان لازم تسجيل بصوت راجل فملقيتش غير يوسف ... بس انا متوقعتش انها توصل للدرجه دي افتكرتك اعقل من كدا ...
كانت تعلم منذ ان اخبرها هو ولكن عندما سمعت ذلك من نور علمت بأنها خسرت نفسها امامه .. وان عادت وتغاضى عما حدث ماذا ان حدث شيئ سيخاف من رد فعلها ولن يعد يتعامل معها بتلقائيه كما السابق سيقلق من ابسط الامور وسيتوخى الحذر عند حديثها معه وسيحاول بشتى الطرق جعلها تثق به وهي لاتريد ذلك هي تثق به ولكنها لحظه شيطان لقد خيبت ظنه بها وكادت ان تطلب منه الطلاق لولا ان لسانها لم يقلها ولكن كلامها واتهاماتها له كانت اقسى من تلك الكلمه
اتجهت اليها لتجلس بجانبها وهي تضم كفيها اليها وتقول:
عارفه انك زي اي بنت في الدنيا لما تسمع الكلام دا هتتجنن بس على الاقل كنتي اسأليه لو مش عايزه ومصدمه منه كنتي سألتيني وهوريكي الفيديو اللي عملناه انتي لازم تصلحي اللي هببتيه كان لازم تروحي معاه عشان يعرف انها كانت فساعه غضب ومش هتتكرر
ليل وهي تضع رأسها على صدر نور:
اعمل ايه النهاردا انا ممكن اخسره يانور وحتى لو رجعنا من تاني مش هيبقا واثق فيا وهتهتز صورتي فعينه اعمل ايه بس
نور بهدوء وهي تمسح دموع شقيقتها:
سيبيها دي عليا انا اللي بداءت وكنت السبب فأنا اللي هتصرف بس المهم انك تكوني اتعملتي درس ياليل عشان مش كل مره ممكن يسامحك واوعي ياليل اوعي تسيبي الشك يدخل فقلبك عشان لو دخل يبقى مفيش بعده الى خراب من حقك تغاري على جوزك محدش قال حاجه بس الا الشك ياليل سامعه الا الشك
امسكت ليل بيدها وهي تقول:
انتي مش السبب يانور انا اللي كان لازم مسيبش الشيطان يلعب فدماغي انتي ملكيش دعوه يمكن دا كان اختبار ليا وانا فشلت فيه زيما قال هو
نور بإبتسامه صافيه:
كفايه عياط ويلا جهزي نفسك والبسي حاجه تقيله عشان البرد ليروح حبيب خالته ياخد دوره برد يلا عشان هستناكي عشان نفطر سوى
اومأت لها ليل وهي تقول:
متشكره يانور
نور بسخريه:
متشكره على ايه دنا مبقيتش متأمله انه هيرجعك دا زمانه مجهز ورقه الطلاق بتاعتك وزمانه بيدور على عروسه
توسعت عينا ليل بشده وهي تشهق بعنف وتضع يدها على بطنها لتنفجر نور ضاحكه وهي تقول:
يالهواااااااي ايه دا دنتي طلعتي بتحبيه بجد
ليل بغيظ:
نوووووور
اغلقت نور الباب ولازالت تضحك على شكل نور لتسير في الرواق متجهه الى الدور الخاص باجنحتهم لتلتقي بوالدها بالدرج لتصمت وتصعد بهدوء ثم تهمس:
صباح الخير
نظر اليها بفتور ليقول:
صباح النور
واكمل سيره الى الاسفل بينما هي اقسمت بأن لا تعكر مزاجها منذ الصباح يكفي ماعكرته عند ليل لتتجه الى جناح ليا فتفتح الباب بهدوء لتجد الجناح بأكمله مظلم وصوت شهقات خفيفه تأتي من غرفه النوم اتجهت اليها بحذر لتجد ليا تجلس على سجادتها وهي تدعو بهمس ولاتسمع من دعائها الى الشهقات .. بكأها ليس طبيعي ابداً ماذا من الممكن ان يكون قد حدث هل هي بخير ياترى
جلست على السرير بهدوء تنتظرها حتى تنتهي من الصلاه .... التفتت الى احد الجدران لتجد تلك الصوره الكبيره التي تجمعها مع ليا ووالدتهما عندما كانو اطفال ابتسمت بحزن ثم التفتت الى ليا لتجدها قد انتهت من الدعاء وانحنت لتضم نفسها ولازالت تبكي اتجهت اليها بسرعه تجثو على الارض وتحتضنها لتقول:
مالك ياليا بتعيطي كل دا ليه انتي كويسه طب حد فيه حاجه
ليا ولازالت تبكي:
ملاك وعُلا اتخطفو يانور
انتفضت بفزع لتقول:
ازاي هم يتخطفو ليه اصلاً ومين اللي خطفهم انتي بلغتي البوليس
ليا من بين شهقاتها:
انا لما حسيتهم اتأخرو على الدوام قلقت وموبايلاتهم مش بترد وبعد فتره جه ادهم وقالي على كل حاجه ووعدني انه هيرجعهم من تاني اصلاً هم راحو النهاردا عشان يرجعوهم
نور بإرتياح:
يبقا الحمدلله مدام قلك كدا يبقا عارف ازاي هيرجعهم متخافيش ان شاء الله خير انتي لسا راجعه استريحي ومتخافيش عليهم بإذن الله هيرجعو
نظرت اليها بعينيها المنتفخه من شده البكاء:
انام ازاي وانا مش عارفه هم عاملين اي او هيرجعو امتى انا خايفه ليجرالهم حاجه لاسمح الله دنا هروح فيها دول اخواتي
نور وهي تضمها اليها بقوه:
بإذن الله خير متخافيش بس انتي لازم ترتاحي عشان لما يرجعو تكوني كويسه وتقدري توقفي على رجليكي
وقفت وجعلتها تقف بالقوه لتتجه بها الى السرير وهي تنزع عنها الاسدال وتقول:
نامي وبإذن الله كل حاجه هتكون كويسه انا هديكي مهدئ يخليكي تنامي كم ساعه وهأخدلك إذن من المستشفى
قالتها وهي تلتقط علبه الدواء الموضوعه في الصيدليه المصغره في احد اركان الغرفه ومن ثم ناولتها كأس الماء لتتناول القرص ....
ليا وهي تسحب الغطاء لتتدثر به:
متقوليش لحد محدش يعرف
نور وهي تمسد على شعر شقيقتها الرقيقه:
متخافيش كله تمام تصبحي على خير
تنهدت ليا بعمق وهي تقول:
وانتي من اهل الخير
ابتسمت بهدوء ثم خرجت من الجناح بأكمله بعد ان تأكدت من أنها نامت وهي تدعو الله بأن لا يحدث لملاك وعُلا شيئ فحياه شقيقتها متعلقه بهن التقطت هاتفها لتتصل بيوسف ولكن هاتفه كان مغلق زفرت بضيق واتجهت الى غرفتها ولا االت تحاول الاتصال به .........



/////////\\\\\\\
؛ في الشركه الأم
لـمجمع شركات
عائله الصاوي ؛
\\\\\\\\\///////



ترجل من سيارته ليتجه الى الشركه مباشره حتى دون ان يلقي السلام على رجال الامن الذين يقفون عند باب الشركه كالعاده لم ينم ليله البارحه حتى انه لم يعد الى الفيلا شعر بالاختناق شعر وكأنه تائه ظل في السياره طوال الليل حتى اشرقت الشمس واتجه الى احد المحلات ليرتدي حُله جديده ومن ثم توجه الى هنا .. ظل يسير في الرواق بملامحه المقتضبه على غير عادته يكتفي بالإيماء برأسه بمعنى فيما بعد لأولئك الموظفين الذين اتجهو اليه يتحدثون معه بشأن الملفات التي بحوزتهم لينسحبو بهدوء فمديرهم يبدو اليوم على غير عادته
احدى الموضفات وهي تقترب منه وتفتح امامه الملف:
ايه رأي حضرتك بالتصاميم دي انا
قاطعها صوته الغاضب الذي جعل كل من في المكان يلتفت اليه وهو يقول:
ايه اللي انتو بتعملوه دا ايه السخافه دي نحنا هنا مش فمدرسه ابتدائيه او فروضه كلما تعملو حاجه تروحو بيها جري على الابله بتاعكو توروها .. نحنا هنا فشركه كبيره محترمه ليها سمعتها وانا دا مش شغلي اللي تعملوه وروه للمسؤول انا هفضل اتفرج على اللي بتعملوه ولا اخد بالي من الشركه ولا شكاوي الموظفين ولا اعمل ايه يعني مش فاهم .. اللي يلاقي نفسه مش واثر من قدراته ومش واثق من اللي بيعمله انا مستعد اتخلى عنه عشان نحنا هنا مش فحضانه مفهوم
تركهم وابتعد ليلحق به المدير العام ... نظر بعضهم لبعض مصدومون مما حدث لأول مره يفعلها يوسف وينفجر بأحد .. حتى ولو كان في نهايه اليوم وهو متعب لابد من ان يبتسم في وجوههم قبل ان يغادر ومهما كان مضغوط في عمله فهو لم يسبق له بأن قام بتهزيئ احد الموظفين او اي احد مهما كان ....


عبدالرحمن وهو يلحقه ويقول:
يوسف يايوسف استنى متسيبش المصعد يقفل وقفلي يابني
التفت اليه يوسف وهو يقول:
خير ياعبد الرحمن عايز توريني ايه انتا كمان
عبد الرحمن وهو يلهث بشده:
في ايه مالك شايط نار كدا ليه حصل حاجه
يوسف بضيق:
لا مفيش
عبدالرحمن:
يبقى الحمدلله امال في ايه
يوسف وهو ينظر الى سطح المصعد:
عبدالرحمن انا مش طايق نفسي فمتزودهاش عليا
عبدالرحمن وهو يضع يده على كتفه:
اللي عملته تحت كان غلط مهما كنت مدايق ومعصب مينفعش تخرج كل دا على اول واحد يكلمك دا مش حل للمشكله على فكره
يوسف وهو يعيد شعره للخلف:
انا مش ناقص رجاءً سيبني باللي انا فيه وبعدين مش يبقى كلما يرسمو خط يجولي يتأكدو دول بقو زي العيال الصغيره وانا اتخنقت فعلاً ومتقولش عشان الشغل يبقا مضبوط عشان انتا موجود والمفروض انتا اللي تشرف عليهم
عبدالرحمن بجديه وهو يخرج معه من المكتب:
بس انتا اللي عودتهم على كدا من البدايه وانتا بتعاملهم عادي وطبيعي اشمعنى النهاردا ... بص يايوسف انا صاحبك وفاهمك قبلما ابقا المدير العام هنا انا عارف ان في ساعات الواحد ميبقاش طايق فيها نفسه بس كان من المفروظ انك تسيب الموضوع ليا مش تشخط بالبنت بالشكل دا على الاقل كنت شفت حد تاني وشخطت فيه براحتك
وقف يوسف والتفت اليه وهو يقول بسخريه:
يعني انتا زعلان على البنت اللي شخطت فيها مش معترض على اني اتعصبت وخلاص صح
عبدالرحمن وهو يغمز له:
اه عشان اللي شخطتها تحت دي تبقا خطيبتي
رفع حاجبه بإستنكار ثم مالبث ان اغمض عينيه بشده وهو يقول:
حظها الردي اللي وقعها تحت ايدي اعمل ايه يعني بعدين خطيبتك دي شكلها زيك غلسه مووووووت
عبد الرحمن بصدمه:
انا غلس
انصرف يوسف ليهتف عبدالحمن بغيظ قائلاً:
ماشي ياجو والله مهعديهالك مردوده ياصاحبي


اتجه الى مكتبه ليلتقي بالسكرتيره التي قالت ببشاشه:
صباح الخير حضرتك
يوسف بجمود:
صباح النور تلغي المواعيد كلها مش عايز اشوف حد
السكرتيره وهي تشير الى المكتب:
بس سيادتك المدام بهار جايه من بدري واصرت تستنى حضرتك بالمكتب هنا
يوسف بضيق:
يادي بهار هيا الاخرى .. طب ابعتيلي القهوه بتاعتي
دلف الى مكتبه وهو يحاول ان يبدو طبيعي كي لاينفجر بهذه الشقراء التي ما إن رأته حتى وقفت تتمايل بخطواتها متجهه اليه تود معانقته كما تفعل دائماً في سلامها مع الاخرون ولكنه سبقها ومد يده ليصافحها وهو يبتسم بتصنع ويقول:
اهلاً بك سيده بهار
ضمت بهار يده بكلتا كفيها وهي تبتسم ملئ شدقها وتقول:
لقد اشتقت اليك يوسف
يوسف وهو يفلت يده من قبضتها ويجلس خلف مكتبه ومن ثم يشير اليها بالجلوس:
تفضلي ... افتقدناكي طوال الفتره الماضيه خير مالذي اخرك عن الاجتماع لم تحضريه الاسبوع السابق ارسلتي المندوب
بهار وهي تضع ساق على الاخرى:
كنت متعبه قليلاً لذا لم اتستطع الحضور
يوسف وهو يسحب احد الملفات:
حمداً لله على سلامتك
اعادت شعرها للخلف وهي تقول:
الشكر للرب
نظر اليها لبرهه وكاد ان يتحدث ولكن قاطعه دخول الساعي وهو يحمل قهوته ليقول:
ماذا تشربين
زمت شفتيها للحظات وكأنها تفكر لتهتف اخيراً:
عصير فراوله احبه كثيراً ثم انه يفيد للبشره
عوج فمه دون ان تلاحظ وهو يقول بهمس:
انا ناقص اذيه من على الصبح بشره ايه وزفت ايه الله يحرقك اكتر منتي محروقه كدا
نظر الى الساعي وكرر قائلاً:
عصير فراوله
انصرف الساعي ليقول يوسف:
اخبرتني السكرتيره انك هنا منذ وقت طويل خير هل يوجد هناك امر بهذه الاهميه
بهار وهي تتكئ بذراعها على سطح المكتب:
اجل اريد
يوسف بترقب:
اسمعك
بهار بسرعه:
صديقك اسد
رفع حاجبه بإستنكار لتكمل قائله:
منذ ان رأيته لم اعد استطيع التفكير بسواه لقد اصبح هو محور تفكيري
يوسف بترقب:
لم افهم
بهار بدهشه:
ماهذا الذي لم تفهمه انا معجبه به ماهذا الشيئ الذي لايفهم
زفر بضيق وهو يقول:
وماهو المطلوب
بهار بحماس:
اريد ان اقابله اريد ان اتحدث معه .. انت صديقه وانا وانت بيننا صفقات واعمال تستطيع ان تجعله يأتي وحينها ساقابله ونتحدث
التقط يوسف الفنجان واخذ يرتشف منه وهو ينظر اليها محاولاً ان يستشف افكار وعقليه هذه المجنونه التي تظن بأنها قادره على الاسد ... الى اين سيصل خيالها الواسع ابتسم بداخله بسخريه فكم ستعاني هذه الغبيه ... فتح الباب ليدخل الساعي ويضع كأس العصير امامها ابتسمت له بمجامله لينصرف فتأخذ الكأس وتنظر الى يوسف وهي تقول:
ستدعوه اليس كذلك
يوسف وهو يعيد فنجان القهوه الى مكانه:
انظري عزيزتي بهار .. نحن اصدقاء ولكن خلال هذه الفتره حدثت مابيننا مشكله وتشاجرنا ولم نعد كذلك ربما لفتره محدده او طوال العمر لااعلم ولكنه سيضل صديقي وانا اتمنى له الخير لذلك لن اتخلى عنك وعندما نتصالح سأقوم بإخباره عن موضوعك وسأدعه يساعدك بقدرما يستطيع
بهار بعبوس:
لم تتشاجرا الا الان ماذا كان سيحدث ان تأخرتما قليلاً واجلتما الشجار
رفع حاجبه بإستنكار وهو يقول:
وهل للشجار مواعيد لم اكن اعلم ذلك حقاً
بهار وهي تنهض وتلوح بيدها في الهواء:
انا لدي فكره ما رأيك ان اصلح مافسد بينكما ونحل الخلاف وتعود صداقتكما كما كانت وحينها تساعدني
اعاد شعره الاحمر للخلف وهو يقول:
لااعلم ... انا للأن لم افهم مالذي تريدينه منه .. هو مرتبط اساساً
بهار بخبث:
انت لم تفهمني انا معجبه بعمله كثيراً واريد ان يساعدني في تكبير شركاتي التي ورثتها من زوجي وللأن لم استطع ان استنفع بها
يوسف بنظرات شك:
سأتظاهر بأني صدقتك ولكن انصحك بأن لاتحاولين التقرب منه اكثر هل نسيتي مافعله معك في ذلك اليوم انه شرس لدرجه لاتتوقعينها
ابتلعت ريقها وهي تجلس من جديد وتتصنع اللامبالاه:
اعلم ذلك ثم انني في النهايه بهار لايقف شيئ امام طموحي
ابتسم بشماته ثم مالبث ان قال بهدوء:
دعيني افكر
اومأت موافقه ليظل هو يراقبها بعينيه بهدوء وكأنه يرى ماسيحدث بها عند الاقتراب من عرين الاسد





//////////\\\\\\\\
؛ في مشفى روسيا ؛
\\\\\\\\\\////////


الطبيب بهدوء:
لقد تطابقت تحاليل المريض مع تحاليلك انت
قالها وهو يشير الى اسد ليبتسم وهو يقول:
الحمدلله الحمدلله وكم نسبه نجاح العمليه
الطبيب بهدوء:
لاتوجد اي مشكله مع المريض وستتم العمليه بنجاح لن نسمح بحدوث اي مضاعفات لاتقلق
ليث بسرور:
الحمدلله حسناً متى سيكون موعد العمليه
الطبيب وهو يتفحص الاوراق:
بالطبع من الضروري ان يستيقظ المريض ومن الضروري جداً ان تكون حالته النفسيه ممتازه ومن ثم سنقوم بتجهيزك للعمليه وستقوم بالتوقيع على بعض الاوراق المهمه التي تثبت فيها بأنك ستقوم بالتبرع بكليتك لصديقك واجرأت بسيطه سأتفاهم معهم وغداً صباحاً ستتم عمليه نقل الكليه هل هذا جيد
اسد وهو يعيد شعره للخلف:
جيد ولكني اريد ان اقابل مدير المشفى
الطبيب بجديه:
ستجد مكتبه في الدور الثامن عشر اخر مكتب في الرواق من الجهه اليمنى
نهض اسد وهو يقول:
شكراً لك
الطبيب مبتسماً:
العفو

خرج كلاهما وقد ارتاحا قليلاً من هذا القلق الذي سيطر عليهما ليهتف ليث قائلاً :
اسد انتا متأكد من انك هتتبرع يعني مش هيكون في خطوره على حياتك
التفت اليه اسد وهو يرفع حاجبه بإستنكار ليقول:
يعني ايه انتا مش مصدق اني هتبرع ولا ايه
ليث بجديه:
مقصدش وانتا عارف دا كويس عارف انه لو احتاج الكليتين هتديهم له بس ياايد متنساش انك
احتدت ملامحه ليقول:
كفايه خلاص انا اللي بقوله مش هكرره ومش عليز ادهم يعرف بحاجه زي دي هنقول اننا لقينا المتبرع وخلاص
ليث بهدوء:
زيما انتا عايز انا مليش دعوه انتا ادرى
وصلا حيث المكتب الذي من المفترض ان يكون مكتب مدير المشفى
ليث:
وانتا ايش عرفك ان المدير هيكون واحد من عائلته
اسد بسخريه:
شميت ظهر ايدي ايه ياليث انتا بقيت غبي كدا ليه اكيد لان بها قال انه كلمه وهنروحله النهاردا وهنكلمه
فرك ليث فروه رأسه بتعب ليدق اسد الباب فيأتيهما الإذن فيدخلان ليتفاجأ بهذا المنظر

كان يفترش الارض بحيث انه ينام بطوله على احد جنبيه ويضع احدى يديه على خصره تاره وتاره اخرى يعبث بها في الاوراق التي تملأ الارضيه بينما يده الاخرى يسند بها رأسه وشعره الاحمر الكثيف المشعث يغطي كل جبهته .. بينما قدميه كانتا الاولى ممدوده والاخرى يثنيها بشكل عمودي .. ويريدي نظاره بعدسه واحده بتلك السلسله التي تتدلى على خده وكي لاتزعجه يلفها حول انفه .. تلك النظاره القديمه التي كان يرتديها الوزراء والمستشارون في القرون عند الاباطره ويمسك القلم الجاف بفمه كما يوجد قلم اخر يضعه خلف اذنه ... وامامه اكثر من كأس عصير يمتد الشالميو الخاص به الى فمه واللابتوب موضوع اعلى رأسه والعديد من الملفات منثوره على الارض .. اما ذلك البالطو الخاص به فقد كان مرمي بعيداً عنه على ارضيه المكتب .. كما ان الحائط مليئ بالصور الخاصه بالعائله فرداً فرداً لم تكن صور طبيعيه نهائياً بل كانت صور توجي بانها تم التقاطها في حفله تنكريه او في لحظات جنون ...
لم يصدق احدهم بأن هذا هو مدير المشفى ماهذا الجنون هل هذا وضع يكون فيه مدير مشفى بهذا الحجم ... اما نو فعندما لم يسمع صوت احد قام برفع مقلتيه الخضراء لينظر من الطارق فهو لايكاد يرى سوى الاحذيه ... وعندما وجد من يقف امامه ابتسم بسذاجه ثم اسرع بالنهوض ليقف على ركبتيه وهو يعدل قميصه ويزحف على ركبتيه وهو يبعد الاوراق عن طريقه وليلتقط البالطو وهو يقول:
ايه دا يخرب بيت كدا دول جايين ليا ضيوف وشايفيني بالوضع المزري دا اخس عليك ياسيف برستيجك اتنسف نسف واتنثر على مهب الريح ...
نظر ليث الى اسد بدهشه فمن هذا المجنون الذي امامهم بالضبط هل حقاً هو المدير بينما اسد يراقبه بهدوء ليقف سيف وهو يقول بإحراج:
اعتذر عما رأيتموه ولكن لامشكله تفضلو تحدث في افضل المستشفيات
ابتسم ليث بسخريه فهو يعتقد انهم للم يفهمان ماذا كان يقول ليتحدث اسد قائلاً:
انتا الدكتور سيف مدير المستشفى
فتح سيف عيناه على وسعهما وهو يقول:
ايه دا انتو بتتكلمو زينا
التفت للخلف وهو يرفع يديه للسماء قائلاً:
الله اكبر الله اكبر واخيراً في المخروبه دي لقيت حد بيتكلم زينا ياما انتا كريم يارب ياما انتا كريم يارب ...
التفت اليهما لينقض معانقاً ليث وهو يقول:
انتو فين من زمان انا كنت مستني من زمان حد هنا يتكلم زينا دنا اليوم هعمل منه عيد يالهواااي انتو حقيقين ولا انا بيتهيألي
ضحك ليث بخفه وهو يبعد القلم الذي كان على اذن سيف ليقول:
حاسب القلم هيخش فعيني ولا احنا بجد باين ان الغربه هنا صعبه قوي
سيف ضاحكاً:
وحياتك
التفت الى اسد ثم قام بتأديه الالتحيه العسكريه وهو يقول:
باشا
رفع اسد حاجبه بإستغراب فمن اين يعرفه .. ابتسم سيف بسذاجه وهو يقول:
مش انتو اللي باعتكو بها
ليث بدهشه:
ليه هونتا مدير المستشفى بجد
سيف ضاحكاً:
مش مصدق يعني
عدل القميص والبالطو واعتدل في وقفته وهو يقول:
طب والنهاردا مدير صح
هز ليث رأسه بالنفي ليكمل سيف:
انتو فاكرين انكو مغشوشين لا متنخدعوش بالمظهر خليكو بالجوهر انا اه شبه العيال الهبلا بس انا جوايا مدير استاذ ورئيس قسم
ليث ممازحاً:
ايوه يعني فوزي جمعه
ضحك سيف بشده وهو يقول:
اه بحب المسلسل دا قوي
ليث:
اه وانا كمان
حانت منه التفاته لأسد الذي كان ينظر اليه بغيظ ليقول وهو ينظر الى الاوراق التي تتوسط المكتب:
هوحنا هنفضل واقفين
ابتسم سيف بإحراج وهو يدنو ليلتقط الاوراق كي يستطيعو العبور للجلوس على الكراسي:
اصلي مكنتش هعرف اركز اصلي مش بقدر اركز غير كدا
اسد بسخريه:
بالدوشه دي
سيف:
اعمل ايه يعني مش بقدر اقعد على المكتب فبلقا نفسي لما اقعد بالارض وخاصه في الطبيعه على التراب
ليث وهو يجلس على الكرسي بعد ان قام بوضع اللابتوب على المكتب:
اه نحن من التراب والى التراب
جلس اسد وهو يقول بجديه:
انتا اكيد عارف اننا معانا مريض وعايزين نتبرعله بكليه ومنقدرش نعمل اي اوراق رسميه عشان سمعه المستشفى عشان لو حد اكتشف اننا دخلنا بأسماء مزوره فهيتقفل المستشفى وهتحصل مشكله
سيف بجديه:
لا متخافش مش هيحصل حاجه وكأنكو مدخلتوش اصلاً.. متقلقوش المستشفى باللي فيه تحت امركو مش هيحصل الى كل خير
ليث مبتسماً:
شكراً
سيف بجديه:
انا من نص ساعه مشيت الشرطه بعدما جم عايزين يشوفو المريض بتاعكو بس بها كان عامل احتياطه ومجهز مريض تاني وغير تحاليل الدم اللي شافوها بموقع الانفجار
ليث:
لما مشينا ملحقناش نشيل اثر اي حاجه
سيف:
بها بيقول ان التلج غطى كل حاجه بس هو عمل احتياطاته وخد عينه دم تانيه عشان تتحلل بالمعمل ويوصلو لهنا ويشوفو العيان اللي سابه هو هنا
ابتسم اسد من ذكاء هذا البهاء لم يخطئ احد عندما لقب بأسد المخابرات انه ذكي لدرجه غير معقوله يقوم بحسب الخطوات قبل عملها ويفكر في اكثر من خطه بديله .. انه صديقه العبقري
ليث ممازحاً:
طب والله طلع بها دا مصيبه متحركه بس باين ان الذكاء دا مش متوارث خالص
سيف وهو ينزع النظاره الصغيره ويضعها على المكتب:
بدي عندك حق انا وبها اكتر اتنين اذكياء بالعائله كلها
قوس اسد شفتيه كعلامه لعدم التصديق ليفرك الاخر شعره وهو يقول بإحراج:
امال عايزني احرج نفسي واقولك اني الوحيد اللي عملتي نادره بالعائله دي انا اه بهزر وببان اهبل وكدا بس على فكره انا ذكي لدرجه غير متوقعه
ليث بسخريه:
متخدش على خاطرك
سيف بصدق:
انا كان نفسي نلقا متبرع بس للأسف العينات مش متطابقه
اسد بهدوء وهو ينهض:
مفيش مشكله اهم حاجه انه يبقا كويس بإذن الله كل حاجه تتحل
سيف مبتسماً:
بإذن الله طب لو احتجتو حاجه امانه امانه متترددوش انا هنا جنبكو وبها موجود كمان وكلنا هنا بالخدمه
ليث بود:
ان شاء الله متشكرين بجد
سيف:
ولو دحنا ولاد بلد واحده واخوات
ربت على كتفه اسد وهو يقول:
اصيل ياسيف

اتجه كلاهما الى الخارج بينما هو عاد الى الارض يلملم اوراقه وهو يقول:
اه من حقهم يستغربو مهو مفيش مدير محترم يعمل المعجنه اللي هنا دي



/////////\\\\\\\\
//////////\\\\\\\\\
؛ في الإسماعيليه ؛
\\\\\\\\\\/////////
\\\\\\\\\////////



يستلقي على احدى الارائك يثني احدى يديه اسفل رأسه وانامل يده الاخرى تعبث بذقنه النابته بشكل خفيف وهو ينظر الى السطح بشرود ويرفع قدميه على ركن الاريكه الكبير ليقطع الطريق بينها وبين الاريكه الاخرى .. كان سيحصل عليها وبلمح البصر تلاشى كل شيئ .. حتى شركته اصبحت تعلن الافلاس بسبب صفقه اراد سرقتها من ابن الصياد ونجح ولكن الامر كان مخطط له من قبل ووقع في شباكه للمره الالف .. وهاهو يظهر له ابن السيوطي هذا الذي وقف حاجزاً بينه وبين طفلته مالعمل مالذي عليه فعله هل يستسلم ولكنه سيخسر اكثر يريد ان يذهب بنفسه ولكنه لن يستطيع ان يخطو خطوه واحده للإسكندريه اذا ذهب الى هناك فهذا يعني انه يذهب الى الموت بقدميه .. فعلتها تلك الطفله وفعلها ابن الصياد عندما تحداه واخذ يستفزه .. يشعر بانه يخسر كل شيئ بلمح البصر .. من هذا ابن السيوطي لابد من ان يجمع اكبر قدر من المعلومات عنه قبل ان يفعل اي شيئ .. كيف يجرؤ على مواجهته كيف له ان يأخذها بهذه السهوله .. مرت سنوات وهو يبحث عنها وعندما وجدها سيخسرها للمره الثانيه ... لابد من ان يحصل عليها رغماً عن الجميع ومهما كان الثمن سيحصل عليها .... ادهم السيوطي ادهم السيوطي من اين ظهر هذا فجأه من اين تعرفه ايعقل ان يكون عشيقها .. ابتسم بشر وهو يقول:
قسماً بالله مهسيبك يابنت الكلب انتي وهن والله لأكون موريكو الويل اصبرو عليا بس
التقط اللابتوب الموضوع على الطاوله الزجاجيه بجانبه واخذ يبحث في صفحات الفيس بوك عن اصحاب هذا الاسم ... هناك الكثير ولكنه يريده بعينه ... صرخ بصوت عالي منادياً لسعدون ليتجه اليه الاخر بسرعه وهو يقول:
اوامرك ياتوفيق بيه
توفيق بحزم:
تجيبلي التيران البودي جارد اللي كانو بالليل رايحين يجيبو عُلا
سعدون بطاعه:
حاضر يابيه
انصرف ليعود بهم فينظر الى اشكالهم المضروبه بإشمئزاز ثم يقول:
الواد اللي عمل فيكو كدا كان شكله ايه
احدهم بصوته الغليظ:
كان كدا طول بعرض واد ابيضاني حلو وجسمه مفتول كدا وشعره اسود مرتب وحلو وعينيه كانت ماشاء الله كدا زي البحر بالضبط
ضرب توفيق الطاوله بغضب ليصرخ به قائلاً:
انتا هتتغزلي بيه
رد الاخر بإحراج وهو ينظر الى الارض:
اسف يابيه بس دي هي مواصفاته الشهاده لله كان قمر ومتوقعتش دا يطلع منه
صرخ به توفيق مره اخرى ليقول:
انتا مرفود ياتور يلا برا برا
انصرف البودي جارد لينظر توفيق الى اخر ليهتف بسرعه:
انا كان مغمى عليا ومشفتش حاجه
نظر الى اخر ليتحدث قائلاً:
هو كان طويل وعريض وجسمه كان رياضي عينيه ملونه وبشرته بيضاء وشعره اسود ومعندهوش دقنه وكان باين كدا غني عشان كان اخر شياكه وريحه العطر بتاعته جايبه لأخر الشارع بس بالبدايه كان شكله عبيط او انه كان بيستعبط
توفيق بضيق:
اما نشوف تعالى هنا جنبي شوف الصور دي هو اني واحد منهم
تأمل الرجل شاشه اللابتوب ليهز رأسه نافياً وهو يقول:
ولا واحد من دول
توفيق بحده:
هتروحو الاسكندريه وتدورو عليه تشقو الارض وتطلعوه عايزه هنا يجيلي راكع تحت رجلي وياريتكو تيجو من غيره ساعتها هتشوفو مني اللي متشافش مفهوم
الجميع:
مفهوم يابيه
توفيق بغيظ:
انتو لسا واقفين متيلا
انصرفو ليدنو منه سعدون يوشوشه لتعلو محياه ابتسامه ساخره ليقول:
هيا فين النهاردا
سعدون وهو يبتعد عنه:
برا
توفيق وهو يتجه الى مكتبه الذي يقع في الدور الارضي:
عشر دقائق ودخلها
جلس على كرسيه خلف المكتب واخذ يعبث بأحد الملفات ليقاطعه صوت الباب فيأذن للطارق بالدخول لتدخل علياء برزانه تتجه اليه بخطوات واسعه لتجلس امام المكتب على احد الكراسي وتهم بالحديث ليقاطعها قائلاً:
انجزي عشان مش فاضي
كتمت غيظها وتصنعت اللامبالاه لتقول:
عايزه اغير الجناح فحبيت اسألك عايز الوان محدده او فرش محدد
نظر اليها بسخريه ليقول:
بالله عليكي .. طب روحي اتلهي
استنشقت قدر كافي من الهواء لتملاء رئتيها لتقول بسرعه:
وعايزه اغير الجناح الشرقي
التفت اليها بحده بعد ان كان ينظر الى ذلك الملف الذي يمسك به ليقول:
مسمعتش كنتي بتقولي ايه
علياء بثقه:
قلت اني عايزه اغير الجناح الشرقي عشان هعمل هناك الـ....
مالبثت ان صرخت بعنف اثر قبضته التي جذبت شعرها بعنف بعد ان اقترب منها وهو يتكئ على سطح المكتب ويقوم بطوي شعرها على يده ليجذبه اكثر .. لتقف وهي تحاول تخليص شعرها من يديه ليقول وقد احمر وجهه من شده الغضب وبرزت عروق رقبته:
فكري بس تهوبي ناحيه الجناح وعزه وجلاله الله لأهرسك هرس عايزه تغيري ايه يابنت الكلب والله ثم والله لكون راميكي رميه الكلاب برا بيتي
صرخت به وهي تقف على اطراف اصابعها:
سيب شعري انتا بتوجعني سيب ياتوفيق سيب
هز يده ليتحرك رأسها بعنف ليقرب وجهها من وجهه وهو يقول:
بصي ياعلياء انا مستحملك عشان خاطر عمي وعشان حاجه تانيه انما تقومي تقلي ادبك وتنسي نفسك لا ياماما مش هنا مش توفيق الكيلاني اللي يتلعب عليه فاهمه
حاولت تخليص شعرها من قبضته ولكنه كان يقبض عليه بشده حتى شعرت ان فروه رأسها اصبحت على وشك ان تنخلع لتصرخ به قائله:
دا بيتي زيما هو بيتك ومن حقي اعمل اللي انا عايزاه
ضحك بشده حتى ادمعت عيناه وترك شعرها وهو يعود ليجلس على الكرسي ويستند عليه وهو لايستطيع التوقف عن الضحك وكلما اراد التحدث داهمته نوبه الضحك ثانيه ظلت تنظر اليه بخوف فلأول مره يضحك بهذا الشكل اعادت ترتيب شعرها وايقنت بأن اليوم لن يمر مرور الكرام ... اما هو فقد اخذ نفس عميق الى ان هدئ من نوبه الضحك تلك حتى نظر اليها وهو يقول بإبتسامه ساخره:
انتي هتصدقي نفسك ولا ايه
ردت بعنف وهي تضرب سطح المكتب بكلتا يديها:
اه دا بيتي وغصباً عن اللي خلفوك واللي مكتوبلك منه مكتوبلي منه ولا انتا نسيت اني وارثه زيي زيك
عاد بالمقعد المتحرك الى الخلف وهو يقول بإستهزاء:
بيتك ووارثه ههههههه لا متخلينيش اضحك تاني وحياه امك ...
اقترب ثانيه اليه وبشكل مفاجئ ليقول بشر وهو ينظر الى مقلتيها البنيه المرسومه بالكحل الكثيف:
انتي ملكيش مليم واحد هنا ولا هتورثي حاجه ولا انتي ناسيه ياروح امك عايزاني افكرك ولا ايه
نظرت الى عينيه بتحدي وهي تقول:
هنشوف ياتوفيق هنشوف ياابن عمي وكله بالقانون
ابتسمت ببرود ثم مالت بوجهها قليلاً لتطبع قبله بسيطه على خده وجزء بسيط من شفتيه لتتشنج كل عضلات وجهه لينظر اليها بشر فتعتدل في وقفتها وتعيد شعرها للخلف بغرور وتغادر كما جاءت بهدوء وثقه ...
مسح وجهه بعنف وهو يقول:
ماشي ياعلياء الكلب اما وريتك انتي واختك الجزمه التانيه مهكون انا توفيق الكيلاني ياشويه زباله
اخذ يتنفس بعمق وهو يحاول اعاده هدوئه ولكنه لم يستطيع اراد اللحاق بها ولكن قاطعه دخول سعدون الذي قال:
البنت اهي داخله
اومأ برأسه ليعود الى الكرسي ثانيه بعد ان ارتشف كأس الماء الموضوع على المكتب دفعه واحده ... نظر اليها بسخريه عندما وجدها ترتدي حجاب اسود يغطي رأسها ونظاره سوداء كبيره تخفي نصف وجهها ليلاحظ ذلك الزمام الاسود الذي يشبه زمام الافارقه ليقول ساخراً:
ايه عايزه تمثلي بمسلسل افريقي ولا ايه
جلست على الكرسي الذي كانت تجلس عليه علياء سابقاً لتنزع النظاره وهي تقول:
انا اتبهدلت ياتوفيق بيه شوف انا اتعمل فيا ايه
نظر اليها بصدمه ليتجه اليها ومن ثم يتحسس تلك الحلق التي ملأت حاجبيها واطراف شفتيها وانفها ليقول:
مين اللي عمل فيكي كدا
سعدون:
زيما قلتلك يابيه شفناها مرميه ورا الفيلا ومتمرمطه على الاخر
التفت اليه توفيق وقال:
اه قلتلي متمرمطه مش اتلبست
نزعت حجابها وهي تقول ببكاء:
اهو شوف عملو فيا ايه انا ضاع مستقبلي
نظر الى رأسها الخالي من الشعر وبه بعض الجروح القبيحه ليقول بإشمئزاز:
متخافيش هاخدلك حقك يا... ايه مينفعش اندهلك قمر بعد اللي اتعمل فيكي دا
زاد بكائها ليمسح دموعها وهو يقول:
لا لا لا مش عايز عياط ياقلبي انتي تحكيلي بالراحه مين اللي عمل فيكي كدا متخافيش هحاول اخليهم يشيلو الحلق دي ويجيبولك باروكه
قمر وهي تعيد الحجاب على رأسها:
انا كنت زي كل يوم راجعه من الشركه بس وانا واقفه بالطريق جم عليا رجاله كبيره خدروني وخطفوني ومفقتش الى لما الدنيا ليلت وانا فمكان مرعب وفجأه دخل عليا اسر بيه وكان هيسيبهم عليا بس انا اعترفتله وقلتله اني مليش دعوه وان بابا هو اللي غصبني على كدا و
قاطعها كف سدده لها توفيق وهو يقول بصراخ:
سعدون طلع البنت دي بسرعه براااااا
اخذت تبكي وتتوسل اليه ان يساعدها ولكنه لم يلتفت لها حتى اخرجها سعدون وهو يجرها كالشاه ... احمرت عينيه بشده وبرزت عروق رقبته وهو يقبض على ذلك الكأس حتى تكسر بيده وهو يقول:
اسر تاني اسر تاني يابن ال****** والله مهسيبك



\\\\\\\\\\\///////////
في احد المستشفيات
///////////\\\\\\\\\\\




يقف امام الطوارئ يستند بثقله على ذلك الحائط متى سيخرج الطبيب ليطمئنه على وضعها متى ... اخذ نفس عميق ليخرجه تدريجياً وعيناه تدور في الارجاء ... نظر الى قميصه الذي قد امتلاء بالدماء اثر حملها ونقلها الى هنا بعد ان شاهد الجمع حولها لا يعرفها ولكنه رآها ذات يوم مع سناء لابد من انها تعرفها .. اجل سناء لابد من ان تآتي ان امرها بالمجيئ .. اخرج هاتفه بلهفه ليقوم بالاتصال بسناء وماهي الى دقيقه واحده حتى ردت ليقول بلهفه:
ايوه ياسناء انا النهاردا بالمستشفى كان في بنت سايقه موتور ووقعت من عليه والناس اتلمت عليها وانا لما شفتها عرفتها لا انا معرفهاش بس انا شفتها قبل كدا معاكي واهو نقلناها للمستشفى العام وللنهاردا هيا بالطوارئ ياريت تيجي عشان لو تعرفي اهلها تتصلي بيهم
سناء بقلق:
عاكف وحده وحده انا كدا مش فاهمه حاجه انتا فين النهاردا
اعاد شعره للخلف بمحاولاً تهدئه نفسه ليقول:
تعاليلي المستشفى العام وهفهمك كل حاجه الرصيد هيخلص النهاردا
لم يسمع الرد لينظر الى الهاتف فيجده قد اغلق ليزفر بضيق وهو يقول:
هو النهاردا وقتك انتا كمان الله اعلم سمعت اللي قلتلها عليه ولا لا
نظر الى الباب الذي فتح لينظر اليه الطبيب بترقب وهو يقول:
انتا قريب الحاله اللي وصلت من شويه
عاكف وهو يتجه اليه:
لا انا والناس اللي هنا نقلناها بعدما كانت سايحه فدمها بالشارع طمني يادكتور هيا عامله ايه النهاردا
الطبيب مبتسماً:
عاكف يخرب بيتك دنا معرفتكش
عقد حاجبيه بإستغراب ومالبث ان ابتسم بإتساع وهو يقول:
علي
اومأ الاخر بالايجاب ليهتف بعدم تصديق:
يخرب بيتك هونتا بقيت دكتور
احتضنه الاخر وهو يقول ضاحكاً:
يادي خراب البيوت اللي من على الصبح ازايك عامل ايه
عاكف وهو يربت على ظهره:
الحمدلله زيما انتا شايف وانتا عامل ايه
ابتعد عنه وهو لازال يمسكه من اكتافه:
لا انا مش هسألك منتا اهو بقيت دكتور ايه دا دا البالطو نظيف قوي
علي وهو يشير اليه بكف يده ليقول:
خمسه وخميسه على عينك دي
عاكف ممازحاً:
لا مخلاص العين رشقت ومشي الحال
علي:
الى قولي انتا عامل ايه فدنيتك انا بقا اتجوزت وبقيت اب الحمدلله
عاكف ضاحكاً:
لا انا زيما انا اطمنك لسا للنهاردا صايع
علي بعدم تصديق:
لا قول غير الكلام دا
عاكف ساخراً:
وازيدك كمان للنهاردا مقدرتش اشتغل فأي مكان عشان معنديش شيئ وشويات
علي وهو يربت على كتف صديق:
هتفرج ان شاء الله متزعلش انتا اسعى وربنا هيحلها من عنده
عاكف مبتسماً:
منا بقول كدا برضه
علي:
الحمدلله على كل حال هاه باباك ومامتك واخواتك عاملين ايه
عاكف:
الحمدلله كلهم كويسين لما تخلص من الدوام عايزين نقعد فمكان هادي كدا نتكلم والله ليك وحشه ياغالي
علي بحماس:
اه والله انتا هتبقا فاضي امتى
عاكف:
انا فاضي اربعه وعشرين ساعه الوقت اللي عايزني فيه هتلاقيني .. انا هديك رقمي وانتا لما تكون فاضي كلمني وهنلتقي
وبالفعل اعطاه رقمه ليقول الاخر:
اه صحيح نسينا البنت اللي جوا دي
عاكف وكأنه تذكر:
اه صحيح طمني
علي:
متقلقش ياسيدي هيا كويسه نص ساعه بالكتير وهتفوق هنعملها اشاعه لدماغها ونشوف لو في حاجه بس لما تفوق بقا
عاكف بإرتياح:
الله يطمنك مش هعطلك اكتر من كدا بقا
علي وهو يسلم عليه:
مش تنسى هستناك اليوم بالليل بالكفتيريا اللي اول الشارع دي
عاكف:
تمام
انصرف علي بعد ان اخبره بأنهم سينقلونها الى احدى تلك الغرف والتي كانت تضم اكثر من سرير فالمشفى حكومي متهالك وبالفعل اتجهو بها الى تلك الغرفه ليقف هو في الخارج ينتظر سناء ... انتبه لتلك اليد التي تضع على كتفه لينظر الى الخلف فيجد سناء ليقول:
ساعه على ماتيجي
سناء:
في ايه خوفتني يابني حصل ايه مين صاحبتي دي اللي جوا
عاكف:
مش عارف ادخلي وهتشوفيها هيا النهاردا بالاوضه الجماعيه دي
دخلت الغرفه وهو خلفها ليشير لها على ذلك السرير الذي كان في احدى الزوايا بعيد قليلاً عن الضوضاء التي تملاء الغرفه ... جلست على حافه السرير لتضع يدها على كف شذى وهي تقول:
ياقلبي ياشذى هو حصلها ايه
اخبرها عاكف عن كل مايعرفه لتقوم بإزاحه بعض خصلات شذى التي توضع على عينيها فتفتح شذى عينيها بصعوبه لتبتسم سناء وهي تقول:
الحمدلله على سلامتك ياشذى
شذى بصعوبه وهي تضع يدها على عنقها فهي لاتستطيع الكلام بسبب حلقها الجاف:
مـ..مـ..يه
التفت عاكف الى الطاوله ليلتقط ذلك الكأس ويناوله سناء التي كانت تساعدها على الاعتدال في جلستها ومن ثم تلتقط منه الكأس وتساعدها على الشرب وهي تقول:
ايه باين ان التخرج دا وش نحس علينا واحد يتشلفط والتاني يعمل حادث
شذى وهي تضع كلتا يديها على رأسها:
انا فين دماغي هتتفرتك هو حصل ايه
سناء بحنان:
انتي وقعتي من على المخروب اللي كنتي سايقاه والناس نقلوكي المستشفى هنا وعاكف قال لي انك هنا فجيت بسرعه متخافيش بس دماغك اتعورت شويه .. وهيعملولك شويه اشاعات كدا وهتبقي زي الفل
تشعر وكأن رأسها يكاد ينفجر لتبداء بالبكاء فتسرع سناء بإحتضانها وهي تقول بحنان:
متخافيش ياحبيبتي والله انتي هتبقي كويسه بس دماغك بتوجعك شويه بسبب الحادث وشويه وهتبقي كويسه
شذى وهي تختبئ في حضن سناء:
مش قادره حاسه ان دماغي خلاص بيتفجر
عاكف وقد رأى علي يقف بجانب احد الامراض ليسرع اليه وهو يقول:
البنت دماغها واجعها وبتعيط تعالى شوفلها اي مهدئ
علي:
طب انا جاي اهو اسبقني
اتجه عاكف اليها وهو يقول:
اهو الدكتور هييجي النهاردا
سنا وهي تمسح دموع رفيقتها:
متعيطيش هو ينفع تبقي ضابط وتعيطي يالهواااي دي نور لو عرفت هتطينلك عيشتك
ظلت تتحدث معها حتى هدأت قليلاً ليعطيها علي بعض اقراص المهدئ لتتحدث سناء قائله:
مش عايزاني اتصل بحد ييجي يبقا معاكي هنا
هزت شذى رأسها برفض لتقول:
انتي روحي شوفي الاجتماع اللي وراكي واعتذريلي وانا هبقا كويسه وهخرج من هنا بأسرع وقت ممكن
سناء:
تخرجي دي تبقا ايه ياهبل لا طبعاً مينفعش انتي لازم تعملي الاشعه ولما تبقي كويسه هتخرجي
شذى وهي تحاول النهوض:
هبقا كويسه وهعمل الاشعه بأي مستشفى لازم اطلع النهاردا
سناء برفض:
هتدوخي وهتوقعي من طولك استني بقا على ما يخلص المغذي
شذى وهي تقف:
لا مينفعش افضل اكتر من كدا انا بتخنق هنا انا مش بحب المستشفيات سيبيني ياسنا لو سمحتي
نظرت سنا لعاكف ليشير اليها بأن تتركها على راحتها فيتجه الثلاثه الى خارج المشفى بعد ان قام عاكف بالتوجه الى قسم دفع الحساب ويقوم برهن هاتفه وبطاقته ... لم يكن يملك ايه نقود وكذلك لم تتحدث سناء عن الدفع بسبب انشغالها مع صديقتها ولم يرد ان يقوم بطلب مبلغ بسيط بهذا القدر من صديقتها فربما قد نسيت الامر او انها لا تملك ايه نقود ليست مشكله سيقوم بالدفع هو ولكن عندما يتوفر لديه ذلك المبلغ



///////////\\\\\\\\\
؛في قصر السيوفي؛
\\\\\\\\\\\//////////


سندته حتى وصل الى الرواق المؤدي الى جناحه ليفلت يدها برفق ويتجه الى نهايه الرواق لتحاول ثنيه عما يرغب فيه ليشير لها بيده بمعنى لاداعي لان تلحاق به ... فتح باب الجناح برفق ليدخل ككل مره وهو ينظر الى ذلك الكرسي بلهفه ظناً منه انه سيراها تجلس عليه كما السابق ... الالوان الزوايا الاثاث الجدران كل شيئ في الجناح يريه صورتها ابتسامتها ترسم على تلك النوافذ التي حرم عليها ان تدخل من خلالها اشعه الشمس وهي ليست فيها .. صوت ضحكاتها يملاء الارجاء .. كل شيئ هنا يحمل رائحتها ... نظر الى ذلك الكتاب الموضوع على الطاوله لازال كما هو نفس الصفحه التي كانت تقرأها في ايامها الاخيره 24 سنه ولازالت الصفحه تلك تنتظرها اناملها لتقلب في صفحاته ولتكمل قرأته ...
لازال كل شيئ هنا كما كان ولكن كأن الروح سلبت منه مايجعله ينتعش بالحياه هو صوت شهقاته التي تتعالى كلما دخل هنا وكأنه طفل يبحث عن والدته ويخرج منها رجل قوي قاسي ...
اتجه الى غرفه النوم وهو يترنح بخطوات هزيله حتى تهاوى بجانب السرير مد يده الى ان وصلت الى ذلك الصندوق الذي يضعه اسفل السرير .. سحبه ببطء حتى اصبح بجانب قدميه فتحه والتقط ذلك الفستان البنفسجي الرقيق والذي كان اخر ماارتدته لم يسمح لأحد بغسله فرائحتها لاتزال فيه على الرغم من مرور السنين لازال يرشه بعطرها المفضل كي ينعش روحه من جديد ... التقط مشبك كان بجانبه ليقف بصعوبه وهو يحتضنهما ليرمي بثقله على ذلك السرير الذي لايحمل سوى رائحه جسدها ..
مرغ انفه في ذلك الثوب الذي كانت اذا ارتدته اصبحت تشبه زهره البنفسج استنشقه بعمق وكأنه يستمد منه الهواء الذي انحبس عن صدره .. اجل فكل شيئ تحبه كانت تلونه بذلك اللون .. حتى فستان زفافها لم يكن ابيض كبقيه العرائس بل كان بنفسجي .. ربما لأنها لم تكن مثلهن في كل الاحوال .. كانت عروس حزينه ليس لأنها لاتريد عريسها بل لأنها تحبه حد الجنون ولذلك تخلى عنها والدها بسبب كبريائه لم يستطع ان يشاركه فيها احد فتركها للأبد فكأنه كان يقول .. اما ان تكون له لوحده او لا تكون .. كانت عروس تائهه بين اثنين لاتستطيع التخلي عنهما بينما هما لايستطيعان الجلوس تحت سقف واحد ... كانت ارق واجمل عروس قد يراها في حياته كلها كانت مذهله فاتنه بكل ماتعنيه الكلمه كانت بإختصار ملاك .. اجل ملاك التي فرط فيها تركها وعندما عاد اليه صوابه فقدها ...
لم يقبلها بعد لم يقارن بين رائحتها ورائحه والدتها ... لم يبتسم في وجهها ولم يبين لها بأنه فخور بها بعد .. لم يحدثها عن والدتها لم يحكي لها قصته معها لم يخبرها كم كان يحبها وكم عانيا في سبيل حبهما لم يخبرها كم خسرا للوصول الى ذروه عشقهما .. لم يخبرها بعد لما تركها واهملها طوال تلك السنوات ولم يخبرها كم كان يعاني في ابتعاده عنها ..
الحقيقه هي انه لم يكن يريد ان يكون كالصياد .. اجل لايريد ان يتعلق بفتاته وشبيهه والدته ويصبح اناني في حبها ولن يسمح لأحد بالاقتراب منها سيحتكرها لأجله فقط لن يكرر خطاء الصياد لانه يعلم بأنه ذات يوم ستعشق رجل غيره ستعشقه بطريقه غير التي ستحبه بها وستفضله عليه حتى وان لم تفعل فهو سيأخذها منه .. لن يستطيع ان يشاركه احد فيها وسيخفيها عن الجميع وسيعذب بهذه الطريقه روحها او انه سيفعل مافعله الصياد .. هنا ادرك بأن الصياد لم يكن مخطئ .. اجل لم يكن مخطئ فقد عشق ابنته كما كان يعشق زوجته التي فقدها ولم يهن عليه تركها لأخر وهي شخصيه مجسده لوالدتها امامه كيف له ان يفقدها ... لابد من ان هذا العذاب الذي يعيشه هو بسبب دعوه من قلب الصياد المحروق على ابنته التي خسرها بسببه ... هل سيعيش الالم ذاته ...
اخذت دموعه تغطي وجهه وهو يتخيل فراق ابنته للأبد .. مالذي سيفعله ان خسرها ولم يعد قادر على رؤيتها .. ماذا لو حل به ماحل بالصياد .... لم يفهم سبب المه ووجعه وعناده وسيطرته على ابنته الى عندما فقد ملاك ...
احتضن الوساده بجانب الفستان وهو يقول:
مقدرتش احافظ عليها ياروحي سامحيني انتي عارفه اني مكنتش قادر اعترف ان الصياد كان عنده حق واهو ربنا عاقبني اشد عقاب وحرمني من بنتي ... بنتي اللي اتخطفت قدام عنيا .. امانتك اللي مقدرتش اصونها .. بنتي اللي مفرحتهاش بحاجه ولاابتسمتلها اصلاً .. مكنتش قد ثقتك فيا ياحبيبتي سامحيني .. وحياتي عندك سامحيني حتى لو مسامحتش انا نفسي فسامحيني .... ااااااااااه انا بتقطع من جوايا ياروحي بتقطع خطفوها قصاد عيني ومقدرتش حتى اروحلها واجيبها من وسط حبابي عينيهم كنت عاجز عاجز قوي كمان .. كان عندها حق لما قالت اني اتأخرت اول مره اكلمها خسرتها فيها يارب ليه .. انا عمري ماكنت اب كويس انا ندمان خليها ترجع وانا اقسم بالله مهزعلها ولاهكسر بخاطرها والله الغظيم اني هعيشها احسن عيشه هخليها اسعد واحده بالكون بس هيا ترجع وانا هعوضها عن كل اللي فات ...

ظل يبكي في تلك الغرفه التي احتوت دموعه لأكثر من 24 سنه يبكي فقيدته .. يبكي ابنته التي اخذت من امام عينيه ولم يستطع فعل شيئ لها .. يبكي غبائه وقله حيلته .. يبكي نفسه وحظه ...


/////////\\\\\\\\\
؛في مطار القاهره؛
\\\\\\\\\/////////


يمشي بثقه وهدوء وهو يجر حقيبه سفره خلفه يبتسم بثقه فهو يعلم مدى وسامته واناقته الملفتان بينما جذب انظار كل من المطار فقد ظنه البعض اجنبي فهو ذلك المزيج بين الشرقي والغربي متوسط الطول يملك جسم رياضي متناسق وسيم وجذاب فهو صاحب الشعر البني الكثيف الذي يتناسب مع لون بشرته البيضاء الملفته وعيناه الزرقاء التي يخفيهما خلف نظارته الشمسيه الانيقه وذقنه وشاربه الخفيفان
يرتدي بدله رسميه بدون جاكيت فقط يرتدي تلك الصدريه المفتوحه بلونها السماوي وقميصه الابيض الذي يفتح ازراره الاول والثاني وبنطال البدله السماوي وبوت ابيض مرتفع بعض الشيئ
لحقه احد اصدقائه وهو يقول:
اللي يشوفك يابني يقول انك عارف مصر مطرح مطرح دنتا هتضيع لو خرجت من المكان دا
ابتسم وهو يقول:
ريحه الهوا هنا روعه مش زي امريكا .. وشوش الناس هنا حاجه تانيه خالص دا حتى الهوا هنا ليه ريحه تانيه خالص بتحس انك عايز تستنشق كل الهوا اللي هنا لحدما تعبي الرئه بتاعتك
ضحك صديقه بشده وهو يقول:
ليه انتا عندك رئه واحده وانا معرفش
التفت اليه وهو يقول بضيق:
على فكره مش هخليك تعكنن عليا يلا يلا وصلني البيت
صديقه بذهول:
بيت ايه انا مش قايلك اننا حجزنا ففندق هنا
زفر بضيق وهو يسير للأمام ويقول:
بس انا عايز اروح الاسكندريه
ابتسم صديقه وهو يقول:
مستعجل على ايه ياسليم هوحنا لحقنا دحنا يادوب طالعين من المطار ومش لاقيين عربيه توصلنا الفندق اصبر شويه دانا هوريك القاهره مطرح مطرح وهوريك كل حاجه هخدك الجيزه تشوف الاهرامات وكل مكان اثري دحنا هنزور مقابر وحاجات روعه
رد بتبرم:
لاعايز اروح الاسكندريه حالاً
صديقه بترقب:
هسألك سؤال ياسليم وجابوبني بصراحه ولو مش عايز متكدبش واعتبر انك مسمعتش السؤال
اومأ سليم برأسه ليهتف الاخر:
انتا جاي هنا عشان سياحه وتتعرف على مصر او انه في إن في الموضوع وانتا جاي عشان حاجه معينه صح
سليم بهدوء:
اه فعلاً انا مجيتش هنا عشان السياحه انا جيت عشان حاجه معينه
صديقه بتحفيز:
اللي هيا
سليم بجمود:
تجاره الاعضاء
توقف صديقه لوهله وهو يوقفه معه حيث كان ممسك به من ذراعه ليهتف بصدمه:
انتا بتقول ايه انتا بتهزر صح
سليم بجديه:
وههزر فموضوع زي دا ليه
صديقه بعدم تصديق:
سليم مالك ومال الاعضاء انتا اتجننت
سليم وهو يكتم ضحكته بصعوبه من منظر صديقه:
علاقه متعديه اشرحلك الزاي مش بابا دكتور وانا مهندس الكترونيات يبقا بابا يشرح فالبني ادمين وانا اخذ عضاء اهندسها وننزل نبيعها هنا فمصر
صديقه بحده:
سليم والله هبلغ عنك الاعضاء دي فين
سليم وهو يشير لخلفه الى حقيبته وحقيبه صديقه:
جوى دول
التفت صديقه للخلف ليجده يشير الى الحقائب ليرمي حقيبته بفزع وهو يقول بغضب:
انتا اتجننت ياسليم انتا ازاي تعمل اللي عملته دا انتا مجنون ازاي متمسكتش بالمطار لا وملبسني مصيبه معاك
لم يستطع ان يتمالك نفسه لينفجر بالضحك نظر اليه صديقه بعدم تصديق واخذ يتلفت حوله ليجد الجميع ينظر اليهما نظر الى سليم مره اخرى وقال:
ماشي ياسليم بتستعبط عليا طب توه وانا هشوف مين هيوصلك الفندق يانيله
قالها وهو يلتقط حقيبته من الارض ويقوم بإيقاف احدى سيارات الاجره
كان يحاول ايقافه ولازال يضحك بشده ولكنه تركه وصعد السياره .. سليم وهو يمسح دموعه ويمسك بذراع صديقه:
لا بالله عليك متسيبني دنا من غيرك اتوه لا متعملهاش فيا وتسيبني ابويا هيجوزني ابن عمي وانتا هتسيب قلبي معلق بيك
صديقه وهو يبعد يده عنه بعنف ويقول بغيظ:
وكمان بتتريق ماشي ياسليم اهو تلفوني هقفله ياتافه وسيبهم ينصبو عليك هنا
سليم وهو يحاول سحبه مره اخرى:
عادي معايا فلوس كتير .. طب كفايه هبل ياواد انتا متتقمصش
صديقه وهو يجذب يده مره اخرى واغلق باب السياره بعد ان صعدها لوحده:
حل عن سمايا ياسليم انتا واحد غلس وانا استحاله استحملك .. يلا ياسطا قدامك على طول وانا شويه وهقولك فين اللوكيشن
سليم وقد فهم ان صديقه لايريد ان يحدد وجهه السائق كي لايقوم هو بتقليده ويصل الى الفندق الذي حجزو فيه:
اه ياواطي ماشي هوصلك ياحمار وهعرف الفندق دا فين وهحصلك
ابتسم صديقه بسخريه لتتبتعد السياره ... وضع سليم يده على خصره وهو يفرك ذقنه بأنامل يده الاخرى محاولاً تذكر اسم الفندق الذي اخبره عنه صديقه ولكنه لم يستطع ان يتذكر فلم يكن مركز في حديثه انذاك .... التفت الى حقيبته ليجد حقيبه صديقه لازالت على الارض في المكان الذي كانت تقف فيه سياره الاجره لقد نسي ان يأخذها بسبب المشاده التي حدثت بينهم ... ابتسم بسرور واشار الى سياره الاجره لتقف امامه فيقوم بالصعود بعد ان صعد بالحقائب ليشير الى سياره الاجره التي صعد بها صديقه والتي لم تكن قد ابتعدت كثيراً ليقول:
ورا التاكس دا بسرعه ياسطا
نظر اليه السائق بدهشه فقد ظن بأنه اجنبي ومن السهل عليه سرقته
ابتسم بسخريه:
لامتتخدعش بالبشره عشان يومين بس هنا فمصر هتشوي بعد ضربه الشمس دي يلا بسرعه
اومأ السائق برأسه ليسير خلف السياره التي كانت قد اختفت بالفعل ولم يعثر عليها ليسأله سليم عن اقرب فندق من هنا ليوصله الى اقرب فندق ويعطيه اجرته التي فرح بها السائق كثيراً .... وبالفعل قام بالحجز في ذلك الفندق وصعد بالحقائب الى الاعلى وهو يقول:
هتقفل تلفونك دنا حياتك كلها بين ايديا دنتا هتدخل تأخد شور بالفندق اللي فرحان فيه دا ومش هتلاقي منشفه تمسح فيها وشك النحس يانحس
وضع الحقائب في الغرفه واخرج هاتفه ليلتقط صوره للحقيبه ويقوم بإرسال الصوره لصديقه على الايميل الخاص به ليكتب له بأنه اذا اراد حقيبته فليبحث عنه
ضحك بشده واسلتقا على السرير وهو ينظر الى السطح ويفكر في الغد متى سيذهب ليرى ملاك وليا والصغيره عُلا فكم اشتاق لهن حقاً



~~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~~>


سليم إسكندر:-
26 سنه مهندس الكترونيات يعمل في شركه والده للبرمجات في أمريكا شاب وسيم يحمل ملامح اجنبيه وشرقيه فوالدته فرنسيه ووالده والده بريطانيه .... مسالم وظريف شعره لونه بني وعيناه لونهما ازرق يحب اللون الارجواني ... كان والده دكتور في الجامعه التي كانت تدرس فيها ملاك وصديقاتها اما هو فقد كان صديق الفتيات المقرب لهن في غربتهن فقد كانو يسكنون في نفس البنايه ... احب ملاك وقد عرض عليها الزواج عند اخر مره رأها فيها ولكنها لم ترد عليه رداً واضحاً ولكنه سينتظرها الى ان تختار وتقرر برواق فهو يحبها بصدق .....




////////\\\\\\\\
؛ في الإداره ؛
\\\\\\\\////////


كان يقف الجميع امامه وهم يلقون التحيه العسكريه ليتفحصهم واحد تلو الاخر وهو يمشي امامهم ... هتف قائلاً:
طبعاً الفرق كلهم اتوزعت وانتو كان متوصي عليكم من اللواء سعد ومختاركو بالذات عشان هتبقو مع سياده المفدم اسد السيوطي
الجميع:
سلمت ودا شرف لينا
الرائد سعيد:
طبعاً دا شيئ مش سهل ... المقدم اسد شغله صعب وطبعه اصعب شديد ومش بيسمح بالغلط بيكره الاستهتار
اياد وهيثم وعمر في سرهم:
انتا هتقولنا
اكمل قائلاً وهو ينظر الى كلاً من اياد وهيثم وعمر:
ومش بيفرق بين حد لأي سبب كان ومهما كان الشخص اللي قدامه دا مهم ...اظن كلكو سمعتو عنه وعارفين قوانينه وقواعده اهم حاجه عنده الانضباط فاهمين
الجميع:
فاهمين
الرائد سعيد:
النهاردا هييجي اللواء سعد اللواء المسؤول عن المقدم اسد وهيتكلم معاكو وهيعرفكو شغلكو ايه ....
نظر الجميع الى بعضهم البعض بعدم تصديق لينصرف الرائد سعيد ....
نور بعدم تصديق:
يعني احنا هنشوف اللواء سعد اللي الكل بيتكلم عنه
سنا وهي تكاد تطير من الفرح:
متوقعتش اننا هنبقى مهمين قوي كدا من اول يوم وهنوصل للواء سعد بالسرعه دي
كرم بسخريه:
يبقا تخديلك كم صوره معاه وتنشريها على صفحتك بالانستجرام وهنشوف هتشتهري ولا لا
اخرجت لسانها وهي تقول:
اه فعلاً هعمل كدا ملكش دعوه
نظر اليها عمر وقال:
بالله عليكي دا شكل ضابط يخرب بيت غباوتك
سناء وهي تدير وجهها للجهه الاخرى:
ملكش دعوه
اياد ضاحكاً:
دي الحكومه باظت ياجدعان
نظر هيثم الى شذى التي يبدو عليها الشرود والتعب وقال:
شذى انتي كويسه
نظرت اليه لبرهه لتقول بعدها:
الحمدلله
هيثم بجديه:
طب امشي وانا هكلم اللواء سعد وهخليه ياخدلك اجازه عشان لسا طالعه من حادث
هزت رأسها برفض لتقول:
مينفعش من اول يوم اجازات انا كويسه
هيثم:
طب لو حسيتي بحاجه قولي عشان متتعبيش
كان كلاً من ادم وعمر يتبادلان النظرات الحارقه وكل واحد منهم يتوعد الاخر في سره ليقاطعهم دخول اللواء سعد اعتدل الجميع في وقفته ليؤدون التحيه العسكريه نظر اليهم اللواء سعد وقال وهو ينظر الى الرائد سعيد:
ماشاء الله دنا شايف انضباط ووشوش يعتمد عليها ... التفت اليهم مره اخرى وشبك يديه وهو يقول:
طبعاً كلكو بتتسالو ليه مرحتوش مع القائد بتاعكو زي بقيه الفرق بس انا هجاوبكو .. المقدم اسد والفريق بتاعه لسا عندهم مهمه ومش هييجو النهاردا عشان كدا نحنا وزعنا عليكو مهام وكل واحد منكو هيتعين فمكان فتره محدده على ماتخلص مهمه المقدم اسد وطبعاً هو عنده اجازه بعد المهمه عشان كدا هتتعينو فأماكن مختلفه واما يرجع المقدم اسد يبقا تتجمعو من تاني وتبدأو من جديد مفهوم
الجميع:
اوامر سيادتك
التقط احد الملفات من على المكتب وقال:
يبقا على بركه الله .. اولاً تلاته منكو هيروحو تدريب في سيناء مع الضباط هناك هيشرفو عليكو واللى هم انتا وانتي وانتي كمان وهتروحو كمان يومين
قالها وهو يشير الى ادم وسناء وشذى الذين اومأو بالايجاب دون ان يتحدثو
اكمل قائلاً:
الضابط كرم الصراف هيروح الجيزه هناك في نقص بالضباط ولازم تروح بكره بالكتير اما الضابط هيثم السيوطي فهيخدم فالقاهره ولازم يسافر النهاردا بالليل عشان لازم يبقا هناك من الصبح عشان في سجنا كتير مسجلين خطر لازم يترحلو هناك ولازم حد من عندنا يكون ثقه يتولى مهمه توصيلهم بالسلامه ودا ملف فيه كل التفاصيل
التقطه هيثم من يده بعد ان ناوله اياه اللواء سعد وهو يقول:
لازم تدرسه كويس وتعرف ازاي تتعامل مع كل واحد فيهم وتفتيشهم لازم يكون على اعلى مستوى وحراستهم كمان
هيثم:
اوامر سيادتك
اللواء سعد بجديه:
المهمه مش سهله ياهيثم وانا اخترتك عشان عارف انك قدها كدا بيقولي احساسي
هيثم بثقه:
ان شاء الله هكون قد ثقتك
اومأ اللواء سعد برأسه وهو يقول:
كدا تمام الضابط نور الشرقاوي والضابط عمر السيوطي هيفضلو هنا مع قسم التحريات هنحتاجهم هنا
ابتسم عمر ابتسامه جانبيه فهاهو الحظ يجمعه مع معشوقته للمره التي لايعلم كم عددها ... اما نور فقد بدت عاديه للغايه فلازالت تحمل منه على مافعله ليله البارحه ولاتلتفت له مجرد الالتفات فكيف ستعمل معه بأريحيه ....
اياد بقله صبر:
طب وانا ياسياده اللواء اكيد هتبعتني لمكان حلو مش الصحراء ولا القاهره مش كدا
تعجب الرائد سعيد من اسلوبه في الكلام فهذا من المفترض ان يكون اول لقاء ولابد من ان يكون له هيبه ولابد من الجديه في الحديث ماهذا الكائن الغريب عندما تحدث معهم كان يبد جدي وهادئ وعلى الرغم من ان حديثه الان هادئ ولكنه يلمح فيه نيره الشقاوه دقق في ملامحه ليبتسم على تفكيره وقد تذكر بأنه اياد السيوطي شقيق ليث لابد من ان يكون بكل هذه الظرافه وسبب حديثه بهذه النبره تدل على انه قريب جداً من اللواء سعد فهو صديق العائله منذ ان كانو اطفال ولكن يبقا مكان العمل شيئ اخر لابد من ان يجعله يغير اسلوبه فهذا الحال لن يعجب اسد مهما كان لتخطر في باله فكره فهتف سريعاً:
الصعيد
نظر الجميع اليه ليحرك اللواء سعد رأسه بمعنى لما ليبتسم الرائد سعيد وهو يقول:
النهاردا جالي طلب لكذا ضابط بالصعيد وانا مشفتش احسن من نسل السيوطي بس للأسف اتنين خلاص اتعينو ومفضلش غيرك
قالها وهو يومئ للواء سعد بمعنى انه سيشرح له فيما بعد ليلتفت اليهم وهو يقول:
يبقا تمام وهيسافر امتى
الرائد سعيد:
بعد بكره وهو هناك المفروض يسافر بكره بالليل
ظل يرمش بعينيه بعدم تصديق ليوكزه عمر بخفه ليلتفت اليه اياد فينظر اليه بتحذير ليعود اياد بجسمه للأمام وهو يقول:
اوامر سيادتك
هتف بداخله قائلاً:
هي دي اخرتك ياابن رنا هتروح تخدم بالصعيد طب ازاي دنا حتى مبعرفش اتكلم زيهم يالهوااااااي ياوجعه مربربه انا كان لازم من البدايه اتابع الكبير قوي بس نعمل ايه حسبي الله ونعم الوكيل




/////////\\\\\\\\\
؛ في المساء
في قصر
عائله السيوطي ؛
\\\\\\\\\/////////


كان قد عاد الشباب من الاداره بعد المهام التي وكل كل واحد بها .. وكذلك خرجت رنيم من المشفى ... وكالعاده يجلس اياد وعمر وهيثم تحت احدى الاشجار في الحديقه المشتركه يتحدثون في امور عده بينما يجلسن النساء في الداخل مع رنيم ومعهم الممرضه التي ستقوم بملاحظه حاله رنيم وان اعيد نفس الذي حدث ستكون معها اسطوانه الاكسجين .. سألت رنيم عن ادهم كثيراً وارادت ان تتحدث معه ولكنهم اخبروها بأنه سيكون في هنا في اقرب وقت بعد ان اخبرهم حازم بأنه سيأتي من سفره مع ليث قريباً ...
لم تحاول جهان الاحتكاك بهيثم ابداً كما ان يارا تتحاشا الحديث مع اياد بسبب ماحدث في الامس ..

عمر بضيق:
يعني ايه انا مش فاهم مش هنكون تحت التدريب مع الفريق بتاع اسد ايه اللي جد لما يبعتو كل واحد مننا مكان عارفين انه عنده مهمه طب كانو على الاقل يسيبونا مع اي فريق الفتره دي
اياد ساخراً:
بعتو مين ياحبيبي دنا اللي وقعتي طين وهروح الصعيد انما انتو هنا محدش فيكو هيروح مكان
هيثم وهو يطبطب على كتفه:
متزعلش دا وضع مؤقت لحدما يرجع اسد والفريق هنرجع كلنا سوا
اياد بضيق:
ولو نسيو وسابوني مرمي هناك هعمل ايه
ضحك عمر بشده وهو يقول:
نسيوك هناك لا يبني محسسني انك رايح سياحه ومش هتطالب بيك السفاره اعقل يااياد انتا هتروح هناك كم اسبوع مش اكتر اهو هيثم كمان هيروح القاهره وكرم برضه هيروح الجيزه على الاقل لما يرجعو من المهمه وشذى وسناء والزفت التاني هيروحو الصحراء يعني احمد ربنا انك هتروح الصعيد هتأكل بط ياواد
اياد مبتسماً:
مدام هأكل يبقا تمام بس انا مش عايز اسمر
هيثم بسخريه:
لامتقلقش مش هتسمر اعمل واقي شمس نحنا هنهرج ياهبل انتا رايح تخدم ولا هتروح الساحل تتنيل تصيف
اياد بغيظ:
ياساتر يارب ايه الي ولعك كدا فجأه وبعدين ليه نور وعمر هيفضلو بالاداره وانا لا انا مش عايز اروح الصعيد
عمر وهو يلعب بحاجبيه لإغاظته:
سيب القر ياواد ياايدو وبعدين لازم تجهز من بدري عشان هتنزل الصعيد بكره بالليل
اياد بضيق:
مش مستريح للسفريه دي حاسس ان في حاجه هتحصل هناك
عمر:
لا متحسش انتا خالص عشان اخر مره حسيت فيها جت على دماغنا .. بس دا مجرد قلق عشان اول مره هتسافر وتبعد عن الاسكندريه ويكون مش بإرادتك بس زيما قلتلك هي فتره صغيره على مايرجع اسد من المهمه وكل حاجه هتكون كويسه ...
استلقا اياد على العشب وهو يقول:
تفتكرو الاكل عندهم هيكون شكله ايه ياما سمعت انا على الزبده الفلاحي وعلى الفراخ بتاع الصعيد بس ليا مدقتش بحق وحقيق
هيثم وهو ينهض:
انا هروح اسلم عليهم وهمشي كمان ساعه خلو بالكو من امي لو حصل حاجه كلموني
اياد وهو يشير الى عمر:
اهو كلمه دي بيضاله بالقفص ابن ريم
عمر وهو يشير الى عينيه:
لا محسسيني اني هفضل عامل رجل على رجل هنا منا كمان معايا شغل هنا هتشوفولي حتى فالشغل
اياد:
اه مين قدك نور معاك
ابتسم عمر وهو يقول:
يااااااااارب
التفت الجميع الى صوت تلك السياره التي اتجهت الى الكراج لينظر جميعهم الى بعضهم بتساؤل فهذه السياره ليست من سياراتهم
لينهض اياد وهو يقول:
تفتكر مين
عمر بثقه:
تلاقيه الصياد بيه جاي يتطمن على بنته
هيثم:
بس هو ميعرفش انها عيانه
رفع اياد يديه للأعلى وهو يتمطى ليقول:
مش يمكن خطاب لجهان
قالها بخبث وهو ينظر بطرف عينه لهيثم ليبتسم الاخر بسخريه وهو يقول:
يمكن
نظر اياد بدهشه الى عمر ليهز رأسه كعلامه لعدم الفهم ... لم يمضي كثير من الوقت حتى لمحو اسر والصياد يقتربون منهم اسرع ثلاثتهم الى الصياد يعانقونه بسعاده وشوق وكذلك اسر


~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~>


في الاعلى

كُن يجتمعن في جناح رنيم للإطمئنان عليها بينما امير تركهن واتجه الى البهو يؤدي بعض اعماله بعيداً عن الازعاج
اشارت يارا الى جهان بمعنى ماذا فعلتي لتشير اليها الاخرى بلا شيئ لتقترب منها وتجلس بجانبها وهي تقول:
يعني ايه انتي مسمعتيش دا بيقول هيروح يخدم بالجيزه
جهان بحزن:
اعمله ايه يعني دا مش بيبصلي اصلاً
يارا وهي تنظر الى الامام:
طب هزي طولك كدا وروحي كلميه وقوليله على اللي فبالكوهو هيفضل هنا على طول
جهان بسخريه:
طب احلفي دا على اساس انه رايح بمزاجه دا رايح يخدم والله اعلم هيرجع امتى
يارا وهي تزم شفتيها:
وانا مالي اصلاً طز فيكي سيبيه يروح زعلان كدا
جهان بضيق:
متزيديش عليا يايارا انا حاسه بالذنب اوي وهو عمال يتجاهلني دا حتى بالغلط مبقاش يبصلي
يارا:
طب خليه وانا هوريكي هعملك فيه ايه
فتحت جهان عينيها على وسعها وهي تراها تنهض لتسرع في سحبها وهي تقول:
لا وحياتي عندك متروحيله انتي اتجننتي يايارا
يارا:
طب اعمل ايه انتي عماله تتجاهلي وهو كمان يعني عايزاني افضل اتفرج
جهان بحزن:
لا خليكي ياختي هتتحل بإذن الله وبعدين هنستفيد ايه لو اتكلمنا مهو هيفضل يعاتب وانا مش هستحمل خليها لوقتها
يارا:
ماشي
رنا وهي تنظر اليهما:
في ايه عمالين تتوشوشو من ساعه ماقعدتو انتو عاملين حاجه
جهان بسرعه:
لا ياحبيبتي مفيش حاجه بس قاطعها صوت دق الباب لتنظر الى يارا وهي تعدل حجابها:
قومي شوفي مين
نهضت يارا لتفتح فتجد امامها اياد الذي قال:
انزلو تحت عشان في ضيوف
يارا وهي تستند على الباب:
ومين الضيوف اللي هيجم الساعادي
اياد وهو ينظر الى الخاتم الذهبي الذي يزين يدها البيضاء الصغيره:
لما تنزلو هتعرفو
انصرف لتلتفت هي الى الجميع وهي تقول:
عندنا ضيوف يلا كلو تحت
رنيم بدهشه:
مين ياترى
رنا:
هنعرف لما ننزل
وبالفعل خرج الجميع من الجناح عدا رنيم التي منعوها من الهبوط معهم كانت اولهم يارا التي وقفت اعلى الدرج تنظر الى اسر بصدمه .. لاحظ اياد نظراتها لينظر الى اسر الذي كان يتحدث مع امير شعر بالضيق من دون اي سبب لايعلم لما شعر بالغيره من اسر عندما ظلت تحدقه بنظراتها المصدومه اتراها اشتاقت اليه الى هذه الدرجه
وكزتها جهان وهي تقول:
متمشي يابنتي الله في ايه
نظرت يارا اليها بعدم تركيز ثم نظرت الى الخاتم الذي يحتل اصبعها لترمش اكثر من مره محاوله الظهور بشكل طبيعي ...وهبط الجميع ليسلمو على الصياد واسر تحت فرحتهم الكبيره سلم عليهم الجميع بفرح وشوق عدا يارا التي سلمت على اسر برسميه ومن ثم جلس الجميع في البهو وبعدها بقليل وصل كلاً من حسام وحازم ...
الصياد بترقب:
امال رنيم فين
رنا التي تتأبط ذراع والدها:
تعبت امبارح وخدناها المستشفى وهيا النهاردا بتستريح فوق
اسر:
حصل معاها ايه هيا كويسه النهاردا
نظر الى حسام وقال بلوم:
ومخبيتو عليا ليه
حسام بجديه:
كل حاجه حصلت بسرعه وملحقتش اتصل انا اسف ياخالي
الصياد وهو ينهض:
عايز اشوفها هيا فين النهاردا
رنا بهدوء:
استريح يابابا وبعدين اطلعلها
الصياد بنبره حاسمه:
النهاردا
نهض حسام ليقول:
اقعدي انتي وان هطلع مع خالي
اومأت رنا برأسها لتعود مكانها فيتجه كلاً من الصياد وحسام للأعلى ... وبينما هم يصعدون الدرج يهتف الصياد بعتاب:
عايزينها تموت ومعرفش عايزين تعملو زيما عملتو لما حمزه والاء ماتو مش عايزين تقولولي
حسام بصدمه:
بعيد الشر ليه بتقول كدا دي مش اكتر من ضيق تنفس جالها واهي الحمدلله بقيت كويسه
تجاهله الصياد بحنق واتجه الى الجناح ... فتح الباب بهدوء ليتوجه من فوره الى غرفه النوم ليجدها مستلقيه على السرير ويبدو على ملامحها التعب والممرضه تقوم بإعاده الادويه الى مكانها بعدما قامت بإعطائها اياه ثم انصرفت بهدء عندما اشار اليها حسام بالخروج ... ما إن التفتت اليه رنيم حتى نهضت بسرعه وهي تفتح ذراعيها ليتجه اليها والدها يعانقها بحب وحنان ... انفجرت باكيه لينظر اليها حسام بعدم تصديق ليقبل الصياد رأسها وهو يقول:
متعيطيش ياروحي حد هنا مزعلك
هزت برأسها نافيه ليتحدث قائلاً:
سلامتك ياقلبي فيكي ايه في حاجه بتوجعك
رنيم وصوت شهقاتها تتعالى:
انا خايفه يابابا قلبي مقبوض وادهم مش بيرد على الموبايل انا حاسه ان في حاجه انا خايفه يابابا
نظر الصياد الى حسام بشك لينظر الاخر الى الناحيه الاخرى محاولاً اخفاء توتره تعجب الصياد اولم يخبروه بأنهم سافرو الى القاهره من اجل تدريب ما لابد من ان هناك شيئ لايعلمه
حاول طمأنتها وهو يقول:
متخافيش ياحبيبتي اكيد هو النهاردا بالتدريب واكيد مانعينهم انهم يفتحو الموبايلات وبعدين هي دي اول مره ابنك ضابط يارنيم مش عيل صغير تخافي عليه
رنيم ولازالت على وضعها:
لا المره دي غير هو خرج وهو تعبان بعدما اتصاب فأخر مهمه وللنهاردا لسا بيغير على الجرح وانا مش متطمنه انا مش عارفه هو عامل ايه النهاردا كويس ولا عيان اكل ولا لا غير على جرحه ولا لا انا خايفه عليه
نظر الصياد الى حسام بشر وهو يقول:
اتصاب .. ومحدش قالي كمان
جلس حسام بجانبهم من الجهه الاخرى وهو يقول:
ادهم مكانش عايز يقلق حضرتك انا مليش دعوه هو كان عايز كدا
نظر الى ابنته وقال:
متقلقيش اخوه معاه ومش هيحصلهم حاجه انا بنفسي هشوف الموضوع دا انتي استريحي بس
ابتعدت عنه قليلاً وهي تقول:
يارب يبقو كويسين يارب
الصياد بشرود ونو يفكر في ادهم:
امين ..
رنيم وهي تمسح دموعها:
انا اسفه يابابا عشان قلقتك عليا وانتا لسا جاي من سفر واكيد تعبان بس انا كنت خايفه بجد على ادهم
الصياد وهو يمسد على شعرها:
متتأسفيش وحشتيني قوي
رنيم وهي تقبل كفه:
وانتا كمان .. صحيح انتا جيت مع مين
الصياد:
اسر تحت هرنله يطلع يسلم عليكي
اومأت برأسها ليخرج هاتفه ليتصل وبالفعل امر اسر بالصعود...

نظر امير ليارا وقال:
طلعيه يايارا
يارا بإرتباك:
ايه
امير بحزم:
اطلعي معاه وصليه لؤضه عمتك فيها ايه دي
يارا وهي تنهض بتوتر:
تمام
اشارت للأمام ليسير امامها ياسر بهدوئه المعتاد اما اياد فقد ظل ينظر اليهما بضيق ومن ثم عاد بنظره الى الهاتف الذي كان يعبث به نهض هيثم وقال:
استأذن انا بقا هطلع الم حاجتي عشان متأخرش
حازم:
ربنا يوفقك وانتا يااياد هتمشي امتى
لم يسمعه اياد فقد كان شارد في الهاتف للوكزه عمر بخفه وهو يقول:
بيكلموك
اياد وهو ينهض:
معلش مخدتش بالي انا هروح اعمل مكالمه
ثم انصرف بسرعه ... امير بتعجب وهو ينظر الى عمر:
هو ماله قلب وشه كدا فجأه ليه
عمر وهو يمط شفتيه بضيق:
مدايق عشان هيروح الصعيد
حازم:
ربنا يكون فعونكو اللواء قالي انه على مايتجمع الفريق يعني دي كدا فتره بسيطه وهترجعو من تاني
نهض عمر وقال:
إن شاء الله خير انا هروح وراه


بينما كانا يسيران متجهين الى الاعلى فاجأها اسر بقوله:
مفيش داعي تترعبي كل دا انا ابن عمك واخوكي قبلما اكون خطيبك
يارا بإرتباك وهي تسحب اطراف قميصها كعلامه لتوترها:
لا مش كدا انا مش خايفه بس اتفاجأت بجيتكم كدا فجأه
اسر بربع ابتسامه وهو يقف لتقف هي الاخرى وهي تنظر الى الامام:
انا عارف ان الموضوع صعب عليكي وعلى فكره هو صعب عليا انا كمان .. انا مش بعتبرك الى زي اختي الصغيره بس دا قرار جدك وانا مقدرش اقوله لا
يارا بتلقائيه:
انا عارفه انك مش عايزني وانا
قاطعها وهو يقول موضحاً:
لا لا لا متفكريش كدا انتي الف واحد يتمناكي انتي بنت مؤدبه وجميله انثى يعني وكفايه انك من عائله الصياد انا مش معترض لأنك انتي البنت اللي هتجوزها انا معترض على انك انتي اختي وانا مش بفكر فيكي كزوجه ... خلينا واضحين يايارا انا عارف انك مش عايزه الجوازه دي تتم بس عايز اسمعها منك انتي عشان ابقا عارف اني مش هظلمك لو اتخذت اي قرار فجأه
يارا وهي ترفع رأسها تنظر الى وجهه لتقول:
وانا من لما وعيت على الدنيا وانا شايفاك اخويا الكبير لا يمكن شايفاك زي بابا عشان انتا شبهه وعمري مفكرت بالارتباط بيك بس بابا بلغني وقالي ان كل حاجه هتتم بسرعه انا ملحقتش حتى انصدم مكانش عليا غير اني احاول انسى لحدما تتحل لوحدها ... انا مش عايزه جدو يزعل مننا ولا عايزه اعمل حاجه مش عايزاها لو كانت حاجه تانيه انا كان ممكن اكلم بابا ويحلها بس بابا عايز يرضي جدو بأي طريقه ويمكن يكون زينا برضو
اسر بهدوء:
جدك مش وحش يايارا مش عايزك تفتكري انه ظالم جدك دا اعظم راجل بالدنيا دي كلها .. متشيليش هم حاجه بإذن الله هتتحل
اخذ يبعثر شعرها وهو يقول:
ولساعتها عايزك تكوني طبيعيه مش كلما تشوفيني تكربشي وشك القمر دا وتحسسيني اني قاتلك قتيل دنا حتى مزاجي بيتقلب لما بشوف قطتي الصغيره مكشره
ابتسمت بسعاده وقالت وهي تضم ذراعه وتقفز بفرح:
ايوه هو دا اسوره اللي بحبه ربنا ميحرمنيش منك
اسر وهو يضحك بخفه:
مجنونه وهتفضلي طول عمرك مجنونه



~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~>

بينما كان يحزم امتعته توجه الى الصاله الرئيسيه الخاصه بالجناح ووضع حقيبته على الطاوله واخذ يبحث عن اوراق تهمه في احد الادراج ليسمع طرقات على الباب ليهتف قائلاً:
ادخل
دخلت وهي تجر قدميها بتردد وتنظر الى الارض بخجل وتفرك كلتا يديها بتوتر ... لم يراها لانه كان يوليها ظهره ترددت كثيراً في الحديث ولكنها رفعت رأسها واغمضت عينيها ببطء وهي تقول:
هيثم كنت عايزه اقولك حاجه
شعر وكأن تيار كهربائي قد لسعه ليلتفت اليها وهو يترك تلك الاوراق التي كان يحملها فوق الحقيبه وهو ينظر اليها بعدم تصديق لتكمل قائله وهي تتجاهل رعشه جسدها:
انا اسفه على اللي حصل
ابتسم بسخريه وهو يقول:
انتي النهاردا جايه عشان تتأسفي
اومأت بإيجاب ليضحك بخفه وهو يقول:
بتتأسفي على ايه معلش اصلي نسيت
عقدت حاجبيها وهي تقول:
نسيت ايه انا اسفه على اللي حصل امبارح بالليل اصلي كنت مش فاهمه حاجه
هيثم:
والنهاردا فهمتي طب فهمتي ايه
اخذت نفس عميق وهي تقول:
هيثم انا عارفه انك متدايق بس انا فعلاً كنت مش واخده بالي انا
قاطعها وهو يضع اوراقه بداخل الحقيبه:
معلش اصلي رجعت فكلامي ومش بحب اكرر الغلط مرتين
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقول:
يعني ايه
ارتدى حقيبته واقترب منها وبلحظات سريعه قبل رأسها وابتعد عنها متجهاً الى الباب وهو يقول:
يعني نسيت كل اللي حصل وهبداء من جديد سلام يابنت عمي
خرج مسرعاً من الجناح محاولاً تهدئه ضربات قلبه يعلم بأنه جرحها ربما كانت قد اتت لتخبره بمشاعرها ولكنه جرحها بؤسلوبه ذاك فمهما كان يعشقها لن يتخلى عن كبريائه مهما حدث


حنانك يا قلب .. فيم الخفوق
وهل كان ما كان إلا خيالا ؟

وفيم تحن إلى عهدها
وقد أرقتك الليالي الطوالا ؟

دع الوهم يا قلب .. ماذا جنينا
من الحب لما عشقنا المحالا ؟

حنانك يا قلب .. بعض الهدوء
فصدري كاد يجن أشتعالا

أتجسر أن تستبيح المدى
وتطوي إليها الدجى والرمالا ؟

وهبك وصلت الى صرحها
وهبك هدمت السدود نضالا

فماذا ستفعل يا قلب ؟ تجثو
على قدميها .. تذوب ابتهالا ؟

وتسألها : أتحبينني ؟
فيطوي الظلام الرهيب السؤالا

وترجع عنها وفي جانبيك
جرح تئن .. وتأبى اندمالا

فديتك يا قلب لن تستباح
ولن ترتمي في التراب مذالا

سنصمد يا قلب للعاصفات
ونوسعها ثورة ونزالا

ستعرف ياقلب أنا انتصرنا
وأنا هزمنا الهوى والجمالا

للمرحوم بإذن الله/غازي القصيبي


اغلقت عينيها بشده محاوله تمالك عبراتها لتمسح وجهها بسرعه وهي تتلفت حولها ومن ثم تعقد حاجبيها بعدم مبالاه وتتجه الى قصرهم فغرفتها اولى بإحتضانها في هذه اللحظات


~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~>


في حديقه المنزل

كان يجلس على البلاط المجاور للمسبح ينظر الى المسبح بشرود يتسأل لما كل هذا الضيق الذي داهمه عندما رأهما معاً اوليس خاطبها ولابد من ان يتزوجان في اقرب وقت لما الحزن اذاً .. مالذي تغير هل لأنه في الامس قال للناس بأنها زوجته ام لأنه اعتاد قربها منه ولم يتخيل غيابها .. مالذي سيحدث ان تجاهلها كالايام السابقه منذ ان اتت وهي بالنسبه له مصدر ازعاج ولكن وجودها كان مرغوب به ... على الرغم من شقاوتها وجنونها وغبائها الى انه كان يشعر بشيئ اخر شيئ جميل عندما يراها ... هل احبها ؟! فتح عينيه على وسعهما وهو يقول ... بالطبع لا كيف له بأن يفكر بمخطوبه ابن خاله الذي يعتبره شقيقه .. ولكن لما يغار منه ربما لأنها اصبحت كجهان ومن الطبيعي ان يغار عليها فهي في النهايه عرضه هو ... ولكنه لم يحزن على فراقها عندما كان سيغادر الى الصعيد كما الان لقد حزن اكثر عندما شعر بأنهم من الممكن ان يأخذونها معهم .. ربما لانه كان يعلم بأنه مهما غاب سيعود وسيراها اما الان فالوضع قد تغير لقد أتى خاطبها ...
شعر بذلك الذي يهزه بخفه ليلتفت ويجده عمر الذي اشار اليه بمعنى ماذا ... عاد ببصره الى المسبح وهو يقول:
مخنوق
عمر وهو يربت على فخذه:
مكلنا قايلين لك انها فتره صغيره مش اكتر
اياد بهدوء:
مش عايز امشي قبلما اشوف ليث والعيال واتطمن عليهم
عمر:
بسيطه هطمنك انا عليهم صحيح انتا مش عارف انه اليهودي صنع تلفون علشان الناس تتواصل بيه مع بعضها ولا انتا نسيت
اياد:
عارف بس قلقان
عمر بجديه:
مش بس دا اللي مدايقك في ايه يااياد ومتكدبش وتقول عشان السفريه اتكلم انا سامعك ..
لم يتحدث ليضع عمر يده على يد اياد وهو يقول بترقب:
مدايق عشان يارا مش كدا
التفت اليه بدهشه ليهتف الاخر:
لامتخافش انتا مش مفضوح ولا حاجه بس انا حاسس بيك .. معلش هيا النهاردا مرتبطه ومكانش ينفع تفكر فيها انتا عارف زيما نحنا كلنا عارفين انها هتتجوز اسر قريباً ودا شيئ مفروغ منه .. يمكن اللي انتا حاسس بيه مش اكتر من اعجاب انبهرت بشخصيتها حبيت عنادها وشقاوتها انما حب وبالفتره القصيره دي مفتكرش .. اياد انتا سامعني
اياد بشرود:
عارف بس مش عارف ادايقت ليه
عمر مبتسماً بخفه:
بسيطه يابني عشان طول الفتره دي هيا هنا وكلنا معتبرينها زي جهان فطبيعي تغير عليها ولا انتا ليك رأي تاني
بالفعل هذا مافكر فيه وهاهو عمر يقنعه اكثر التفت اليه وقال:
يمكن .. المهم انا هروح الم حاجتي عشان بكره ورايا شغل كتير
عمر بإستغراب:
شغل ايه
اياد وهو ينهض وينفض ملابسه من لاشيئ:
مش عارف لما اعرف هعرفك يلا عشان هيثم اهو باين انه سلم على الكل واهو خارج
اتجها هما الاثنان الى هيثم الذي كان يحمل حقيبه ظهر كبيره ليتجه الى السياره يضعها بها ومن ثم يغلقها ليرى كلاً من عمر واياد خلفه
عمر وهو يعانقه:
عايز تمشي من غير ماتسلم مطمرش فيك العيش والملح ياواد ياهيمو
هيثم وهو يبادله الحضن:
لا طمر واهو كنت راجع عشان ادور عليكو
عمر:
خلي بالك من نفسك وبلاش تقفل تلفونك عشان هجيلك الجيزه واكسر دماغ اللي خلفوك
اياد ضاحكاً:
لا ماللي خلفوه هنا مش بالجيزه
ابعد عمر عن هيثم وهو يقول:
ياعيني على اللي رايح يشوف الاهرامات بدل الموكوس اللي رايح يقابل الجواميس
ضحك هيثم بشده وقال:
مين قدك هتشرب حليب طازج من الجاموسه على طول وهتـ...
قاطعه اياد وهو يقول:
الله يقرفك ايه القرف دا حليب من الجاموسه على طول لا انا هعمل هناك حميه
عمر ضاحكاً:
عليا النعمه مهتدوم نص ساعه
اياد:
دي لو دامت عشر دقائق يبقا انا فالح
هيثم وهو يحتضنهما الاثنان:
هتوحشوني
عمر واياد وهما يحتضنانه اكثر:
وانتا كمان
هيثم وهو يبتعد فجأه ويستدير ليمسح دمعه كادت ان تسقط:
يبقا روحو اقعدو مع امي دا صوت عياطها واصل لهنا
عمر:
متخافش عليها تروح وترجع بالسلامه
اومأ لهما ليصعد السياره متجهاً الى خارج الفيلا بأقصى سرعه وهو يردد في سره .....

لا تقُولِي: أرَادَتِ الأقدَار
إنّكِ اختَرتِ، والحَياةُ اختيَارْ
كنْتِ سُلطانَةَ النِّساءِ جَميعًا
ولَكِ الأرضُ كُلُّها، والبِحَارْ
ثُمّ أصبَحْتِ، يَا شَقيَّة، بَعدِي
رَبْوَةٌ لا تزُورُها الأَمْطارْ
شَاِمتٌ شَامِتٌ أنا بِكِ جدًّا
لا يُريحُ المَقتُولُ إلا الثّأرْ
إنّني منكِ لا أُريدُ اعتِذَارًا
ما تُفيدُ الدُّموعَ والأَعْذارْ؟
ما بِوسْعِي أنْ أفعَلَ الآن شيئًا
كُلّ ما حولَنَا دَمارٌ دَمارْ
مَا بوسعِي إنقَاذُ وجْهٍ جَميلٍ
أكَلَتْه مِن جَانِبَيْه النّار
وسَهْلٌ على النسَاءِ الفِرارْ
فلِمَاذا تَبكينَ مَلِكًا مُضاعًا؟
أنّكِ اختَرتِ، والحَياةُ اختيَارْ
أنّكِ اختَرتِ، والحَياةُ اختيَارْ


/////////\\\\\\\\
؛ في روسيا ؛
\\\\\\\\\////////



كان يجلس بهدوء ينظر اليهما بنظرات غريبه لم يفهما معناها فقط ظلو على وضعهم يلتزمون الصمت حتى هتف قائلاً:
انا رحت وصلحت الهباب اللي هببتوه والحمدلله جت سليمه المافيا اصلاً كانت عايزه تتخلص منه وكدا كدا كان هيموت .. مقلتوليش ليه ان ادهم اتصاب
ليث وهو يشبك اصابعه:
مكنش في وقت لكل دا وكان لازم نتخلص من اجهزه الارسال كلها وكمان كان مينفعش نشغل حضرتك الحمدلله هيكون كويس الدكتور لسا مطمنا من شويه وهيفوق بالساعات دي
جاسر بجديه:
انتو مش عارفين حصل ايه هناك مامته تعبت وللنهاردا وضعها مش مستقر كل اللي عايزاه تتطمن على ادهم انا وكلتكو بمهمه بسيطه لو مكنتوش قدها كنتو اتكلمو انتو الاربعه مقدرتوش تعملو حاجه بسيطه قد كدا مقدرتوش توصلو سلفادور بأمان والاكتر من كدا عرضتو حياه اتنين منكو للخطر كان لازم تنيلو الدنيا كدا
ليث بقلق:
طب هيا عامله ايه النهاردا
جاسر وهو يقف ليتجه الى النافذه الزجاجيه الكبيره:
معرفش كلمني حسام من يجي ساعتين
اسد بعد ان اطلق تنهيده عميقه:
كل حاجه حصلت بسرعه وملحقناش نعمل حاجه كنت عايزنا نعمل ايه يعني نولع فروحنا جنبه اهو غار فستين داهيه
التفت اليه جاسر بحده وهو يقول:
انتا اللي بتقول الكلام دا .. لا انا مش مصدق
تقدم منه وهو يقول:
انتا عارف ان شغلنا دا مش بيسمح بالغلط مهما كان صغير فما بالك بعمله زي دي
رفع اسد بصره الى والده الذي يقف امامه وقال:
الاعمار بيد الله محدش بيموت ناقص عمر دا قدره
نظر اليه جاسر بضيق ثم عاد ادراجه وهو يفتح ازرار قميصه ويتنفس بثقل ليقول:
وموضوع العمليه دي مكنتوش عايزيني اعرف
اسد بجديه:
لا كنت هقولك بس انتا مدتناش فرصه نتكلم سيب ادهم يفوق الاول وبعدين نتكلم
كاد جاسر ان يتحدث ولكن قاطعه صوت دقات الباب ليهتف ليث قائلاً:
تفضل
دخلت الممرضه بهدوء لتقول:
لقد بداء المريض بإستعاده وعيه يمكنكم الذهاب اليه
لم ينتظر كلاً من اسد وليث ان تنهي كلامها ليتجه الاثنان خارج الغرفه متوجهين الى غرفه ادهم ... تلاهم كلاً من جاسر وتقى التي كانت تراقبهم بهدوء ولم تتفوه بكلمه فقد اكتفت بالمشاهده على الرغم من ان الحديث كان موجه لها ايضاً....

فتح ليث الباب بلهفه ليجد ادهم يفتح عينيه بصعوبه فيسرع اليه يحتضنه غير مبالي بكل تلك الاجهزه التي تتصل به ليصرخ الاخر بألم فقد الم ليث جرحه دون ان يقصد ابتعد ليث بلهفه وهو يقول:
سلامتك من الاه ياقلب ليث انا اسف والله مكانش قصدي اعورك
اسد وقد لاحظ نظرات ادهم التي تتفحص المكان:
نحنا بالمستشفى لسا فروسيا ان شاء الله هتخف وهنرجع مصر تاني الحمدلله على سلامتك
ادهم بصعوبه:
عـ..عايـ..ز اكـ..لـ..لم .. امـ..ـي
ليث:
ارتاح الاول وبعدين كلمها عشان زمانها قلقانه عليك ومينفعش تلاحظ انك تعبان اشرب ميه الاول عشان تقدر تتكلم
وبالفعل ساعده على ارتشاف القليل من الماء ... ادهم وهو ينظر الى اسد:
عُلا وملاك عاملين ايه
اسد:
كويسين ولسا عند بها
ادهم بوهن:
انا وعدت ستها وقلتلها انهم هيرجعو بسرعه هيا متعرفش انهم مخطوفين
اسد:
متقلقش هنرجعهم اول ما الوضع يستقر هنا
ادهم:
ليا لازم حد يطمنها زمانها خايفه عليهم انا رحتلها المستشفى وكلمتها
ليث:
مينفعش عشان صعب نتواصل معاها كدا هنودي نفسنا فداهيه
ادهم:
طب هات الموبايل عايز اكلم امي
ناوله اسد الهاتف بعد ان قام بوضع خط جديد ... ثواني ودخل كلاً من جاسر وتقى نظر اليها ادهم واخذ يسترجع لحظات الانفجار ابعد عينيه عنها ووضع الهاتف على اذنه وهو يقول:
الو ... ايوه يابابا انا كويس الحمدلله بس عايز اتطمن على ماما .... اه تمام
اتاه صوتها المتعطش لسماع صوته وهي تقول بنبره باكيه:
ازايك ياقلبي ازايك ياروحي انتا مش عارف انا خفت عليك قد ايه قافل تلفونك ليه انا كنت مرعوبه عليك وقلبي مش متطمن قولي انتا كويس
ادهم بحب:
انا الحمدلله كويس متخافيش ياقلبي انا والله كويس بس هنا مفيش شبكه عشان اتصل بيكي
رنيم:
ربنا يخليك ليا ياحبيبي هترجع امتى
ادهم:
متعيطيش ياحبيبتي هرجع بأسرع وقت ممكن
رنيم وهي تجهش بالبكاء:
اخوك مشي ياادهم مشي وانتا كمان مشيت انا خايفه عليكو انتو الاتنين
ادهم بدهشه وهو يحاول الصبر على ذلك الصداع الذي داهمه:
راح فين
رنيم:
هيخدم بالجيزه ومش عارفه هيفضل هناك قد ايه
ادهم بحنان:
وحياتي عندك متعيطيش هو هيرجع قريب بإذن الله
رنيم:
متتأخرش عليا ياادهم
ادهم:
ان شاء الله سلام
رنيم:
خلي بالك من نفسك لا إله الى الله
ادهم وهو يغمض عينيه بشده بسبب ذلك الالم الذي اجتاح رأسه:
سيدنا محمد رسول الله

اغلق الهاتف او بالاصح رماه في حضنه وهو يضغط على رأسه بكلتا يديه محاولاً منع تلك الانفجارات التي يشعر بها داخل رأسه ليسرع اليه ليث وهو يقول:
اسد انده للدكتور اللي كان هنا من شويه ادهم استحمل شويه دا اثر الخبطه
ادهم وصوت تأوهاته قد عمت ارجاء الغرفه:
مش قادر مش قادر دماغي هتتفجر ااااااه
جاسر وهو يضع يده على رأس ادهم محاولاً تهدئته:
النهاردا هييجي الدكتور وهيديك مسكن اجمد ياادهم
اراد ان يتحرك ولكنه شعر بألم يجتاح جنبه ليصرخ بهم:
مش قادر مش قادر
اسرع اليه الطبيب ليقوم بحقنه بمهدء ما ولكن صوت انينه لازال كما هو لتنكمش تقى على نفسها فكم شعرت بالرعب عند سماع صوت صراخه المتألم لم يسبق لها ان سمعت كهذا ... ظلت تلوم نفسها وتقول بأنها كانت السبب فيما يحدث معه ....
اسد وهو ينظر الى الطبيب الذي انتهى من فحص ادهم:
مالذي يحدث ايها الطبيب كان بخير وفجأه بداء بالصراخ بسبب رأسه
الطبيب:
الضربه لم تكن بالشيئ الهين فقد تسببت في شرخ بسيط في الجمجمه ولكن لاتقلق لقد تم معالجته كما ينبغي كل شيئ بخير ليست اكثر من مسأله وقت بسيط اطمئن لا يوجد اي خوف من الشرخ ذاك في البدايه فقط سيشعر بألم طفيف في رأسه ومع الوقت سيمضي ذلك الالم ولكن علينا ان نسرع في اجراء العمليه سيكون كل شيئ جاهز في الصباح الباكر والعمليه لن تستغرق الى ساعات قليله لذا عليك ان تذهب وتنال قسط من الراحه بعد ان اطمأنيت على حال صديقك يمكنك الذهاب كي لاتحدث اي مضاعفات بسبب ارهاقك وتعبك قد تسبب لنا مشاكل وخيمه
اومأ اسد برأسه وعاد الى جانب ادهم الذي كان قد نام ولازال صوت الانين يملاء المكان .... ليث:
يلا يااسد لازم تروح تناملك ساعتين عشان بكره وانا هخلي بالي من ادهم
كاد ان يعترض ولكن صوت والده الحاد اتاه قائلاً:
لو عايز تتبرع يبقا تروح تنام وتستريح وانا هحل الموضوع هنا وانتا كمان ياليث يلا مش عايز اشوف حد هنا انا هفضل مع ادهم ....
لم يستطع اسد الرفض فقد كان بحاجه ماسه لأخذ قسط من الراحه هذا غير انه لم ينام لفتره طويله وهاهو قد اطمئن على ادهم حتى وان كان لايزال مرهق يكفي بأنه قد فاق ....
التفت جاسر لتقى وقال:
وانتي كمان لازم تستريحي
انصرفت تقى شارده الذهن لتجلس على احد الكراسي وتخرج هاتفها لتتأمل احدى الصور التي كانت قد اخفتها ذات يوم ... لم تكن سوى صورتها مع شاب ملامحه ملفته للغايه وسيم لدرجه كبيره على الرغم من انه كان يتصنع احدى الحركات الغبيه محاولاً تقليدها الى ان ملامحه كانت تحمل طابع اخر للجديه ... شعره اسود فحمي لامع يرفعه للأعلى بطريقه جذابه ولون قهوتيه تلمع بفعل انعكاس الضوء عليهما ويملك ذقن وشارب خفيفين ... يعقد حاجبيه المرسومين بشكل مضحك ويخرج لسانه بينما تفعل هي نفس الشيئ ويداهما بيدين بعضهما يرفعانها امام الكاميرا لتبرز تلك الخواتم التي يرتدونها .. وخلفهما الكثير من الطلاب ويبدو بأنهما في جامعه ما ... ابتسمت بإنكسار وهي تقول:
هانت ياحبيبي هرجع وهصلح كل اللي كسرته بس مش النهاردا لما انتقم الاول ووعد مني اني هعوضك عن كل اللي فات ...
اغلقت الهاتف وهي تأخذ نفس عميق تحاول استعاده ثقتها بنفسها ... اخذت تتذكر منذ ثلاث سنوات طفل اقتحم حياتها فجأه غير كيانها غير خططها للمستقبل .. طفل جعلها تعيد حساباتها وتغيّر طرقها بل وتغير شخصيتها بالكامل .. طفل ارغمها على التخلي عن كل احلامها وطموحاتها في سبيل الانتقام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


توجه جاسر الى الطبيب وقال بلهفه:
فلتخبرني مانتيجه التحاليل
الطبيب بأسف:
للأسف لم تتطابق مع العينات التي احضرتها اعتذر كنت اتمنى لو انني استطعت مساعدتك ولكن ليست مشكله فتحاليل صديقه تطابقت معه كما تعلم لما القلق
جاسر بيأس:
شكراً
الطبيب:
العفو
انصرف الطبيب وجلس جاسر على اقرب كرسي بجانب غرفه ادهم كان يتمنى ان يعفي ابنه من هذا التبرع ويحل محله ولكنه ان لم يفعل فإبنه الاخر ستكون حالته بخطر ... نظر الى امامه ليجد تقى تجلس على احد الكراسي شارده الذهن ... مط شفتيه بضيق فكل واحد منهم يحمل هموم مثقله





//////////\\\\\\\\\\
؛في الصباح الباكر
في روسيا
وتحديداً في المزرعه؛
\\\\\\\\\\//////////

🌸🌸

غيابك في الفؤاد له إحتشاء وطيفك في الخيال له إنتماء

عشقتك، هل إلى العشّاق صبر وهل يجلى بلقياك الشّقاء

عشقتك في القرار كعشق صبّ وعيني لم يكحّلها الضّياء

فشوقي كالخسوف بليل دهري وليلي من صباً ندراً يضاء

يقلّبني من الأشواق ضرّ لرؤيا من لها يرجى اللّقاء

فصبري للّقاء دبيب نمل وشوقي كالجياد لها الفناء

فلا بالصّبر تنفلق اللّيالي ولا بالوصل يكتمل الرّضاء

فقربك قد أذاق النّفس حسًّاله للرّوح دفء واحتماء

فخوفي بعدما ملئت عيوني رحيلاً زاده بالهجر داء

أحاور من لها في الرّوح كون فيكرمني مع الرّدّ الحفاء

فيا ليت اللّقاء يشدّ صبري ويمحو من همومي ما يشاء

لبعدك يرتوي في النّفس جرح فيشفيه إذا شفي الفناء

فجرحي نازف فيه صليل تسامى من مجاريه الدّواء

وباتت من قذى ألمي عظامي كأغصان يجرّدها الشّتاء

فوصلك والرحيل عمى عيوني من الأشواق، أدماها البكاء

كياني في الفراق ضئيل قشّ علاه العصف ليلاً والهواء

عروقي من أساي تجفّ غمًّ افترويها بلقياك الدّماء

🌸🌸


دخل تلك المزرعه الجذابه بتوجس يبحث بعينيه في الارجاء عن ذلك المنزل الخشبي الذي اخبره عنه بها يريد الاطمئنان عليها قبل الذهاب الى المشفى ربما لايراها ثانيه ... يشعر بأنه قد اشتاق اليها على الرغم من انه لم يكن قريب منها طوال هذه الفتره فقد اكتفى بمراقبتها من بعيد لم تتخطى مراقبته لها اكثر من حدود المشفى حتى تصل الى المنزل .. كان يظن بأنه هكذا سيملئ عينيه برؤيه زوجته فيها لم يفكر للحظه انه قد يشتاق اليها كل هذا القدر وسيدمن مراقبتها وان عليه دائماً رؤيتها بعد ان اعتاد على ذلك ... الى متى سيظل هكذا .. هل سيجرحها هذا ان علمت ام لا .. ماذا ستكون رده فعلها ان علمت ان اهتمامه بها وخوفه عليها ليس الى لأنها نسخه من زوجته ... هل فعلاً هو يفعل ذلك لانها تشبه زوجته ؟!
وصل الى حيث ذلك المنزل اخذ نفس عميق ودق الباب بخفه لتفتح تلك المرأه البشوشه لتقول:
كيف استطيع ان اخدمك
اسد وهو يضم عليه الجاكيت الذي يرتديه ليقول:
اوليست هذه مزرعه والده هاجر
ابتسمت بإتساع لتقول:
بلى هي انا والده هاجر
اسد:
انا اتيت من طرف المقدم بها
نظرت خلفه لتهتف:
فلتدخل
دخل الى المنزل الصغير لتغلق هي الباب وهي تقول:
هل اتيت لأجل الفتيات
اسد وهو يتأمل ذلك المنزل الذي كان عباره عن تحفه فنيه تحمل كل معاني الجمال والرقي:
اجل اريد ان أرى ملاك قبل ان اذهب
ردت قائله:
لازالت تحت تأثير المخدر لم تستيقض بعد
اسد بربع ابتسامه:
ليست مشكله يكفي ان اراها
اومأت برأسها وقالت:
حسناً لك ذلك انتظرني هنا
جلس على احد الكراسي الخشبيه الفاخره يتأمل المكان بعينيه الحادتين .. كم يتلهف لرؤيتها متى ستأتي هذه المرأه ...
ماإن خرجت من ذلك الممر حتى وقف بلهفه لتقول:
انها في هذه الغرفه
قالتها وهي تشير الى اول غرفه قريبه من الممر اتجه اليها وهو يقول:
شكراً لك
اومأت برأسها وهي تقول:
العفو بني

دخل الى تلك الغرفه ليعقد حاجبيه وهو يراها تنام على سرير متحرك التفت الى السيده لتقول:
لقد نقلتها به الى هنا هي وصديقتها بالاساس في مكان اخر لااستطيع اخبارك به اعتذر انها اسرار
اسد:
لم افهم اوليسو في المنزل
تحدثت قائله:
اجل ولكن هناك غرفه مخفيه في المنزل كي لايلاحظ وجودهم احد
اومأ برأسه لتنصرف بهدوء وهي تقول:
سأعد الفطور لتتناوله معي
اسد بسرعه:
لا لااستطيع شكراً لك سيدتي ولكني سأذهب على الفور
هزت رأسها بتفهم وانصرفت .... اقترب من السرير ليجلس بجانب رأسها يتأملها بهدوء .. من دون شعور اخذ يمسد على شعرها المبعثر ليلملمه بأنامله بحنان ... لمس وجهها ليجده بارد بشده احتضنه بكلتا يديه ليبث فيه الدفء ثم سحب ذلك الغطاء السميك ليغطيها جيداً .. اعاد شعرها على احد اكتافها لتدفئه عنقها ولكن قاده الفضول لأن يدنو ويستنشق رائحته هل سيجد مايبحث عنه .. وبالفعل دنى ليمرغ انفه في خصلاتها واخذ يستنشقه بحبور وكأنه منوم مغناطيسياً .. لم يستطع الابتعاد ولا البقا .. يخشى ان يفعل اكثر من ذلك ويخشى ان تستيقظ .. يعلم بأن مايفعله لايجوز ولكن هناك مغناطيس يجذبه كلما اراد الابتعاد ... تلقائياً وبدون شعور لم يتدارك نفسه الى وقد طبع قبله صغيره على عنقها لينتفض واقفاً وهو يستنكر فعلته مسح وجهه بعنف وهو يدور في الغرفه محاولاً عدم النظر اليها مره اخرى .. مالذي فعله ماذا كان يظن هل ظن بأنها هايدي ويجوز له تقبيلها لايجب عليه ان يصدق انها هايدي مهما حدث ستظل ملاك وليست هايدي ... يشعر بالخزي مما فعله وكم استحقر نفسه هل هو ضعيف لدرجه ان تغريه فتاه مغمى عليها او بالاصح جثه ... اخذ يستغفر في سره وهو يغطي وجهه بكلتا يديه
اتجه الى الباب والتفت للمره الاخيره لينظر اليها من بعيد وينصرف في الحال متجاهلاً نداء السيده ... لم يكن عليه ان يأتي الى هنا فلينظر الى مافعله .. يحمد الله بأنها تفقد الوعي والى لما كان نجى من بين يديها عليه الابتعاد بشتى الطرق عنها ان ظل هكذا فهو لايتوقع ردود افعاله .....


////////\\\\\\\
؛في المشفى؛
\\\\\\\\///////


كان جميعهم ينتظرونه امام غرفه العمليات ليهتف سيف قائلاً:
مينفعش التأخر دا ياجماعه ممكن حد يتصل بيه
نظر اليه بها محذراً ثم نظر الى نهايه الممر وقال:
اهو جاي علينا
اسرع اليه ليث وقال:
اتأخرت كل دا ليه يااسد
اسد:
معلش كان لازم اعمل حاجه الاول
سيف وهو ينظر اليه:
اوعى تكون شربت حاجه
اسد:
لا طبعاً .. مش عايز ادهم يعرف اننا اللي اتبرعت رجاءً
ليث وهو يحتضنه وبنبره قلق:
لا مش هيعرف اتطمن
ربت جاسر على كتفه دون ان يتحدث ابتسم بها وهو يقول:
متقلقوش ياجماعه سيف بيقول ان العمليه مفيش فيها نسبه واحد بالميه انها تكون خطيره على واحد منكو
اسد:
توكلنا على الله
ليث وهو على وشك البكاء وكم يشعر بالضياع فشقيقيه الان سيكونون في غرفه العمليات لايعلم مالذي سيحدث معهما وبأي وضع سيكونو:
لا إله الا الله
اسد وهو يبتعد مع سيف:
سيدنا محمد رسول الله

اتجه مع سيف الى غرفه التعقيم ومن ثم الى غرفه العمليات .. دخل الى غرفه العمليات ليجد ادهم ينام بسلام تحت تأثير المخدر اقترب منه ليقبل جبينه بعمق ويعيد شعره للخلف وكله اصرار على مساعده شقيقه الذي يعتبره ابنه حتى لو كلف ذلك حياته كلها .. ومن ثم يتجه الى السرير الذي خصص لأجله ليستلقي عليه وماهي الى ثواني حتى اغمض عينيه بفعل المخدر ليبداء الاطباء وعلى رأسهم سيف بعملهم بدقه متناهيه ....
مرت الساعات ثقيله ولازالو ينتظرون خروجهم يريدون الاطمئنان عليهم والقلق يجري في عروقهم فلأول مره يوضعون بمثل هذا الموقف ... اخذ جاسر يتصنع الثبات على الرغم من قلقه على فلذه كبده وابن شقيقه الذي يعتبره ابنه الاخر ... اما ليث فقد كان يردد بعض الايات القرانيه وهو يحاول كبح دموعه مهما كان قوي وبجانبه بها فمهما كان عنيد ورزين الى انه اذا تعلق الامر بأحد اشقائه فهو يعود كالطفل التائه فهو بدونهم لاشيئ .... اما تقى فقد كانت تتصنع الجمود على الرغم من انهم لايعنونها الى ان الموضوع مقلق بالفعل .....



ستووووووووووووووووووووووو ب


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸
🌸🌸
🌸

؛ انتهى البارت ؛

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸
🌸🌸
🌸

توفعاتكم

****اياد بيحب يارا فعلاً ولا هو مجرد اعجاب ومع الوقت هينساها ؟!؟!؟!
****هيحصل ايه مع ادهم واسد العمليه هتنجح؟!؟!؟!
****تقى حصل معاها ايه زمان وهتنتقم من مين على ايه؟!؟!؟!
****يارا ممكن تقبل تكمل ارتباطها باسر؟!؟!؟!
****هيثم واياد وعمر ونور وسنا وشذى وكرم وادم مستنيهم ايه ؟!؟!؟!
****ليل هتعمل ايه مع يوسف؟!؟!؟!
****علياء ناويه على ايه؟!؟!؟!
**** بهار بتفكر تعمل ايه ياترى؟!؟!؟!



🌸🌸
اعتذر عن الاخطاء الاملائيه لاني ملحقتش اراجع البارت
لاتبخلو علي بلايك وتعليق صغير رجاءً لأستمر
بإنتظار توقعاتكم وتعليقاتكم

استودعكم الله .. دمتم سالمين
🌸🌸


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 12:48 AM   #5

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

77



🌸🌸بسم الله الرحمٰن الرحيم🌸🌸

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

شهر كريم
تقبل الله صيامكم وقيامكم
كل عام وانتم بخير

🌸🌸البارت اهداء لكل من يتابع روايتي هنا واسعدني بتواجده معي والشكر الجزيل لعزيزتي دافينا ورانو قنديل على الدعم والتشجيع اهداء للأسود المغرمه التي دخلت المنتدى خصيصاً لتساعدني في النشر في وقت عجزت فيه على العوده للمنتدى
اهداء لـ {{نورتي}} 🌸🌸


🌸🌸لجدي🌸🌸

""""""
اللهمّ يسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده و أسعده بلقائك اجعل ما خرج إليه خيرًا مما خرج منه يا رحيمنا يا من لا تصعب عليه أصغر صغيرة ولا أكبر كبيره ياارحم الراحمين

""""""

🌸🌸 روايه :- (الاسود المغرمه)الجزء الاول (ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش 🌸🌸


{البارت السابع والسبعون}


🌸🌸
"""""""""""""""

افتقد نفسي، أبحث عنها فلا أجدها، أمِدُ لنفسي يداي فلا تلمسني، أُنادي عليها فلا تسمعني،أقول لها متى تأتيني و تُسعدني،
نعم أنت نفسي يا أيها البعيد عني، فيا موجي و لم يبقى سوانا، أليس الحزن في عيني تراه، فكُن لي خير سند و بلغ عني الأحبة سلامي و اشتياقي

"""""""""""""""
🌸🌸







🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸



الجو بارد للغايه فلم تطلع الشمس حتى الان بقي القليل من الوقت ليصدح الاذان في الارجاء المكان بأسره مظلم لم يكن هناك سوى ضوء خفيف اتي من احدى الكهارب الموضوعه على طرف الرصيف البعيد عن المكان ... العساكر يملاؤون المكان وسيارات الترحيل تقف على جنب الكل على ؤهيه الاستعداد هناك اكثر من ضابط يحيطون المكان ويلقون الاوامر ... اما هو فقد كان يستند بجسده على السياره وهو ينظر الى كل الزوايا بحذر وترقب يتفحص المكان بمقلتيه الزرقاء الحاده ولكن باله مشغول ومشوش حاول كثيراً طرد صوره طفلته المصدومه بعد ان القى على مسامعها تلك الكلمات الجارحه ولكنه لم يستطع ... لم تكن وحدها من تشغل باله كان يشعر بإنقباض في صدره لايعلم سببه كلما يعلمه ان احد افراد اسرته حدث معه شيئ يريد الاطمئنان عليهم على الرغم من انه تحدث مع اياد عندما وصل الى القاهره وطمأنه على والدته واخبره بأن الجميع بخير ... ربما قلقه وتوتره هذا كان سببه اول مهمه يوكل بها ....
اقترب منه احد العساكر وهو يقول:
سجاره ياباشا
نظر اليه هيثم بهدوء ولازال على وضعيته ليقول:
شكراً متتحركش تاني من مكانك
اومأ العسكري وابتعد ليعود مكانه .... اقترب منه احد الضباط ليقول وهو يمد يده ليصافحه:
انتا بقا الضابط اللي جه من الاسكندريه
نظر الى يده الممدوده ثم نظر اليه وهو يصافحه ليقول:
الوكيل هيثم السيوطي
نظر اليه الضابط بنظره ذات معنى وقال:
الوكيل سامر النبوي زميلك بالقسم إذا فضلت هنا كتير
ابتسم هيثم بتكلف وهو يسحب يده من يد ذلك السامر الذي لم يتبين ملامحه جيداً بسبب الظلام:
اتشرفنا
سامر وهو يضع يديه في جيوب بنطاله:
الشرف ليا لازم تعرف ان رئيس المباحث هنا مش بيسمح بأي غلط عشان تبقا فاهم الوضع هنا عامل ايه عشان باين انك لسا اول مره تيجي هنا
هيثم ببرود وهو ينظر الى المكان من حوله:
احنا مش جايين عشان نغلط نحنا جايين نصلح الغلط اللي بيحصل عندكو هنا من وراء الكل
سامر وقد تشنجت ملامحه:
قصدك ايه
هيثم بربع ابتسامه صفراء:
مفيش وقت نتكلم فيه خليها بالقسم احسن هتشرفني بمكتبي طبعاً
سامر وهو يخرج احدى السجائر من الكرتون الخاص بها:
سجاير
هيثم:
شكراً مش بدخن
ابتسم بشيئ من السخريه وهو يقول:
باين انك لسا جديد ومخدتش على جو السجاره والكلام دا بس اسبوعين بالكتير وهتضرب شيشه
نظر اليه بإشمئزاز ليعود بنظراته الى حيث كان ينظر ... ليقترب منهم احد الضباط وهو يقول:
في ايه ياسامر باشا على شغلك نحنا هنسيب شغلنا وهنفضل نتكلم كتير
سامر بإحترام:
عفواً ياسياده الرائد صلاح بس حبيت اتعرف على الضابط الجديد اللي هيكون زميلنا ...
صلاح بجديه:
ارجع مكانك ياسامر وبلاش كلام فارغ نحنا النهاردا فمهمه واستهتارك دا هتتحاسب عليه
انصرف سامر لينظر اليه هيثم بهدوء ويقول:
انا شايف ياسياده الرائد ان الطريق يتأمن قبلما نمشي بعربيات الترحيل
صلاح بجديه:
الطريق فعلاً متأمن مش هستنى لما تقولي طبعاً دا لازم يحصل قبل اي حاجه
هيثم بجديه:
عارف ياسياده الرائد بس الاحتياط واجب ولازم تتغطى المنطقه كلها حتى المناطق القريبه من هنا
نظر اليه صلاح لثواني ثم قال:
فعلاً لازم نكثف الحمايه بس كنت جاي احذرك قبلما تدخل القسم اوعى اوعى تختلط كتير بالوكيل سامر النبوي اللي كان هنا دا كثير عشان مش متطمنله واللواء سعد موصيني عليك
هيثم بجديه:
شكراً على النصيحه

ماهي الى دقائق معدوده حتى اقتربت منهم سيارات الترحيل .... اقترب منها كلاً من هيثم وسامر وضابطين اخرين وكذلك الرائد صلاح ليفتح احدهم باب السياره لينظر اليهم هيثم بتدقيق وبعد تأمين الطريق تم نقلهم الى السيارات الاخرى بهدوء وحذر ومن ثم اتجهو الى القسم لم تكن المهمه بالنسبه اليه صعبه فلم ينقل الى هنا لتأمينهم فحسب بل أتى الى هنا ليقوم بنزع ذلك الجاسوس الذي يتوغل فيهم ....



••••••••••••••••� �••••
••••••••••••••
••••••••
••••
••




فتحت مقلتيها الرصاصيه المرهقه والتي يتخللها اللون الاحمر بسبب بكائها طوال ليله البارحه وبسبب قله النوم نهضت ببطء وهي تضع يدها على بطنها الذي يؤلمها بشده تنهدت بعمق لتمسح وجهها بكلتا يديها ومن ثم تقوم بجمع شعرها البني الطويل وتلتقط تلك الربطه الموضوعه على الكمودينو لتقوم بعقصه للأعلى ...
استندت على تاج السرير لتلتقط هاتفها تتأمل اخر رسائله والتي كانت قبل ان ينتهي حفل التكريم لا بل كانت اخر رساله هي عندما كانت تتجاهله عندما عادت الى غرفتها القديمه كان يسأل عن حالها وعن سبب اصرارها على المبيت في منزل خاله وبأنه سيأتي لها حالاً ولكنها لم تراها في ذلك الوقت ...
ارتعشت شفتيها منذره ببدايه نوبه بكاء لتلقي الهاتف بجانبها وتعود لتنكمش على نفسها وتعود مره اخرى لنوبه بكائها ....
كم كانت غبيه عندما شكت به تسببت في ذلك الشرخ الكبير والذي لم يكن احد سببه سواها مالذي سيحدث هل سيعود لها اخبرها في اخر مره بأن منزله مفتوح ولكن هل تضمن ان تجد حضنه وقلبه مفتوحان بعد مافعلته وان وجدتهما هل سيحتضنها بإحتواء كالسابق في النهايه هو رجل ومن المستحيل ان يسمح لأنثى بأن تشك به حتى وان كانت هذه الانثى لاتعنيه ومن المستحيل ان يسمح لأحد بتحطيم كبريائه ورجولته اياً كان ذلك الشخص حتى ولو كان زوجته وحبيبته ....
هل حطمت كل شيئ بنته معه طوال هذه الفتره ... كيف لها ان تصلح مافسد لابد من ان تتنازل وتذهب اليه فهي المخطئه منذ البدايه واخطأت اكثر عندما تركته يذهب حتى دون ان تبرر موقفها ... ستحزن اكثر اذا وجدته قد سامحها فعندها سيؤنبها ضميرها اكثر
نهضت متجهه الى خزانه ملابسها لتلتقط اول ماوقع عليه بصرها لتتجه الى دوره المياه وهي تقنع نفسها بأنها لن تتراجع فهي من اخطأت وعليها اصلاح مافسد بنفسها دون مساعده احد
بعد ان نعمت بحمام دافئ يعيد لها نشاطها ارتدت ملابسها واتجهت الى الاسفل دون ان تنصدم بأحد فلازال الوقت مبكراً ولم يستيقظ احد اقتربت منها سمارا لتقول:
تفطري الاول ياهانم
ليل وهي تلتقط مفتاح سياره ليا:
متشكره ياسمارا بس بلغي ليا لما تنزل اني اخدت عربيتها وهخلي السواق يرجعها اول مااوصل
سمارا:
اوامرك ياهانم
ارتدت نظارتها الشمسيه واتجهت الى الخارج وكلها عزم بأنها لن تتراجع عن قرارها مهما كان السبب ... صعدت السياره وانطلقت بها الى خارج حدود المنزل مبتعده عن اسوار الفيلا ... هل ياترى ستجده في المنزل او انه قد اتجه الى عمله او انها ستظل تنتظره حتى يعود وتصنع له مفاجأه .. هل سيفرح برجوعها او انه سيبداء بالعتاب ... هل عاد الى المنزل اساساً وظل ينتظرها ام انه استمر في التجاهل واللامبالاه .. تنهدت بعمق واخذت تبعد كل الافكار السلبيه التي بدأت تسيطر على مخيلتها ....





••••••••••••••••� �•••
••••••••••••••
•••••••••
••••
••




\\\في شقه شذى///


تحسست مكان الجرح لتنكمش ملامحها متألمه لتعيد ربط الشاش على رأسها لتثبيت الضماد رفعت مقدمه شعرها كله لتضع الشاش اسفله ثم تعيده مره اخرى ... نظرت الى علبه الدواء الموضوعه على التسريحه لتلتقطها وتأخذ منها حبه واحده لتتناوله وتلتقط كأس الماء لتشربه دفعه واحده ... كم تكره الدواء نظرت الى جاكيتها الذهبي المصنوع من الجلد اللامع لترتديه وهي تتأمل نفسها في المرآه بعدم رضا فلما كل هذا الشبه التقطت قلم الكحل لتقوم برسم عينيها بشكل متقن لتتجه نظرت الى الدواء مره اخرى لترفع حاجبها بإستنكار عندما تذكرت بأنها في البارحه لم تقوم بدفع حساب المشفى ايعقل ان تكون سناء هي من دفعت التقطت هاتفها لتقوم بالاتصال بها ولكنها تراجعت في اخر لحظه فلاتريد احراجها بهذه المسأله ستذهب هي وتتأكد بنفسها ...
اتجهت الى الصالون والقت تحيه الصباح لترد عليها والدتها بهدوء عكس جدتها التي كانت تعبث بفنجان القهوه ولم تتحدث .... جلست على طاوله الطعام تنظر الى جدتها الصامته بريبه لتحجب والدتها عنها الرؤيه وهي تضع الطبق بجانبها وبجانب والدتها ثم جلست وقالت:
عامله ايه النهاردا حاسه بحاجه ياحبيبتي
شذى بربع ابتسامه:
انا كويسه الحمدلله بس باين انه لما خرجت حد دعا عليا
نظرت الجده اليها متصنعه الدهشه وهي تقول:
انتي عرفتي ازاي انتي حطالنا كاميرا يابنت كيلانوس
ابتسمت شذى بإستفزاز وهي تقول:
اه ولو تعرفي حطاها فين
اخذت الجده تنظر الى زوايا السطح بريبه لتضحك شذى بإستفزاز وهي تقول:
لا مش هنا قربي وانا هقولك
اقتربت الجده وهي تنظر الى شذى بغيظ لتوشوشها شذى في اذنها فتحمر وجنتي الجده ثم تصرخ بها قائله:
ياقليله الادب وديني وايماني لوريكي ياللي مخدتيش خمس دقائق تربيه
شذى ببرود:
والله عندك حق مكانوش فاضيين يربوني
نظرت اليهما والدتها بعدم رضا لتهتف الجده:
لمي بنتك ياندى
ندى بحسره:
انا بجد مبقيتش عارفه الم مين واسيب مين كفايه ياشذى متناكفيش فستك
شذى بلامبالاه:
وانا هعملها كاميره مراقبه ليه متكونش ديبيكا وانا معرفش
الجده وهي تضيق عينيها:
ودي تطلع مين ان شاء الله
شذى وهي تقلب عينيها بملل:
واحده شبهك كدا
الجده بحده:
بنت احترمي نفسك انا جدتك
شذى بلامبالاه:
منا عارفه دا كان يوم اسود يوم مابقيتي جدتي
ندى بحده:
شذى
التفتت اليها شذى وهي تقول:
بصو ياجماعه انا هسافر بعد بكره مأموريه هتكون فسيناء عشان عندنا تدريب
ندى بعدم تصديق:
يالهوي عايزه تروحي سيناء انتي اتجننتي لاطبعاً مفيش مرواح
عقدت شذى حاجبيها وهي تقول:
امال انتي فاكره ايه انا النهاردا ضابط ودا طبيعي واجباري عليا حتى لو مكنتش عايزه وبعدين دي اول مره
ندى بحده:
شذى انا بتكلم وبقول مفيش مرواح واه مش اول مره بس كل مره كنتي بتروحي كنت ببقا متطمنه عشان كنتي بترجعي بنفس اليوم اما النهاردا انتي بتقولي انك هتباتي هناك وانا مش عارفه هترجعي امتى هترجعي كويسه ولا لا دا غير انك عيانه وللنهاردا مش راضيه تعملي اشعه نتطمن عليكي انا استحاله اوافق على الكلام الاهبل دا
اخذت نفس عميق لتخرجه دفعه واحده ثم تنهض لتحتضن والدتها من الخلف وهي تقبل وجنتها وتقول:
ياماما ياحبيبتي انا عارفه ظروف شغلي كويس قوي ودا اول اختبار ليا ومش عايزه انسحب من البدايه بعدين انا مش هكون هناك لوحدي هتكون سناء معايا وكمان ادم زميلنا وكلنا فريق واحد وكمان هيكون معانا ضباط كبار اما عن حالتي فأنا الحمدلله كويسه ومش حاسه بحاجه خالص وهكون هناك كويسه
ندى وهي تنهض بحزن:
انا خايفه عليكي ياشذى انا من البدايه اصلاً مكنتش عايزاكي تدخلي الكليه دي بس انا مش عارفه دماغك دي متركبه ازاي وبعدين سيناء دي خطر وانا خايفه اخسرك انتي بنتي الوحيده ياشذى ومش مستعده اخسرك ومش هستحمل تكوني فخطر
شذى وهي تحتضنها بحنان:
هحافظ على نفسي ياقلبي وهكون كويسه بإذن الله
احتضنت كفها بكلتا يديها ودمعتها اوشكت على الفرار وهي تقول:
انا خايفه تروحي ومترجعيش زي اللي راحو متسيبينيش
علمت بأنها تقصد والدها الذي تركهما وذهب احتضنتها بقوه لتنخرط الاخرى باالبكاء المرير على كتف ابنتها بينما تراقبهم الجده بهدوء لتهتف رهف بصوت متهدج:
هرجع ومش هتأخر بإذن الله هنمشي بكره عشان كدا مش عايزه امشي وانتي زعلان بالله عليكي ياماما متعيطيش
استمرو على هذا الوضع وكأنهم وجدو سبب لبكائهم الاولى تبكي والاخرى تهدئها ومن ثم يتبادلون الادوار دقائق قليله لتصرخ بهم الجده قائله:
كفايه بقا ايه دا والله تنفعو بالسيما ايه الدراما دي الاكل خلاص الذباب اللي هنا قضى عليه خلاص
ضحكت شذى بخفه لتتجه اليها وتقبلها بعمق لتمسح الجده خدها بقرف وهي تقول:
بشرتي هتتأذى من العوامل الخارجيه دي وانا لسا عامله ماسك
رفعت حاجبها بسخريه وهي تقول:
انا بقا عوامل خارجيه هونتي تطولي اصلاً
ابتسمت ندى بحسره فهاهي ستخسر ابنتها كما خسرته اخبرها بأنه سيعود ولكنه لم يعد هل عليها ان تتحمل فراق ابنتها ايضاً ياترى ... وكالعاده عادت مناوشات الجده وشذى على طاوله الافطار وكأنها طبق رئيسي في كل وجبه كانت الجده حزينه على مايحدث من حولها ولكنها ليست بوعيها لتحدد موقفها ... اما شذى فقد كانت تجد مشاجره الجده متنفس لها وخصوصاً اذا تعلق الامر بوالدها فكم تجد صعوبه في اقناع والدتها بنسيانه مهما كان الامر صعب وقاسي فهي تشعر بمدى معاناتها في بعده وظلت تضع له الاعذار والمبررات وتحاول اقناعها بعذره ولكنها عاشت من غير اب فكيف لها ان تقدم له الاعذار كان الامر بالنسبه لها مستحيل فهي لاتجد مبرر لأب ترك زوجته وابنته الوحيده وذهب فمهما كان عذره لاتستطيع ان تعذره ......




••••••••••••••••� �••••
•••••••••••••
•••••••••
••••
••



///في حديقه قصر السيوطي\\\



اتفق الجميع ان يجتمعو على طاوله واحده للإفطار بمناسبه وجود الصياد واسر وكالعاده تقوم كلاً من ريم ورنا بالاشراف على الخدم ورص الاطباق على الطاوله بطريقه انيقه ...
التفتت رنا لتجد اياد يتجه الى قصر عمه جاسر لتناديه بصوت عالي ليتجه اليها ويقبل رأسها وهو يقول:
صباح الخير ياعسل
رنا بإبتسامه:
صباح النور ياحبيبي يلا تعالى ساعدني واعمل لمساتك الاخيره دي
اياد وهو ينظر الى احد الاطباق:
لا انا لمساتي مش هتعجبك عشان مش هتلاقو حاجه تأكلوها
ريم:
عمر انتا ياعمر
اتجه اليهم عمر الذي كان لايزال يركض في الحديقه وهو يتنفس بقوه:
ايه الجو .. الحلو .. دا انا .. لو اعرف كنت .. كنت قعدت .. هنا من بدري .. واكتسحت الاكل .. دا كله
اياد وهو يمد يده الى احدى زوايا الطاوله:
خد نفسك الاول وبعدين اتكلم
لم يشعر الى بتلك اليد التي صفعت يده لتسقط منه علبه المربى الذي كان بيده لم تكن سوى يد والدته التي قالت:
بص ياحبيبي متمدش ايدك قبلما يتجمع الكل
اياد بدهشه:
مش بتقولي اعمل لمساتك
رنا بسخريه:
انا قلت لمساتك الاخيره مش تقوم تقضي على المربى
اياد:
منا كنت هعملها انتي ايش عرفك اني كنت هاكل منه
رنا وهي ترتب الاطباق:
منا عارفاك لما تكون بتبص للفريسه اللي قدامك بص بقا انتا تروح تقعد مكانك وايدك على صدرك كدا زي الطالب المؤدب لحدما الكل ييجي
اياد بضيق مصطنع:
يعني مستغنيه عن خدماتي
اومأت برأسها ليضحك عمر بسخريه وهو يقول:
دا حتى مسافر يارورو ومينفعش تكسفيه الكسفه دي
جلس اياد على احد الكراسي وهو يقول:
يعني لازم تفكرني منا عارف
رنا بضيق:
ان شاء الله فتره وهتعدي
ريم بحنان:
ان شاء الله يارب .. ايه هوحنا هنقلبها نكد من وش الصبح ولا ايه

كانت يارا تركض اليهم لتقول بفزع وانفاسها تكاد تنقطع مما الزع الموجودين:
ياجماعه جهان مش راضيه تفتح الباب خبطت كتير بس مش سامعالها صوت
بدون سابق انذار تخطياها اياد وعمر اللذان كانا يسابقان الريح اليها كان اسر يتجه اليهم ولكن الطريقه التي كان يركض بها كلاً من عمر واياد اقلقته ليتجه الى البقيه وهو يقول:
خير ياطنط هو في حاجه
نظرت ريم الى يارا وامسكتها من كتفيها وهي تقول:
يارا هو في ايه حصل ايه
يارا بخوف:
مش عارفه ياعمتو والله بخبط عليها مش بتفتح فأنا اتفزعت قلت يمكن جرالها حاجه
رنا وهي تضم ريم من اكتافها:
ميمكن بتأخد شور ومش سامعه
يارا بقلق:
مش عارفه
اتجهت ريم مسرعه الى القصر ومعها رنا وتليهم رنيم التي كانت لاتزال على وصول
لينظر اسر الى يارا التي ترتعش بخوف وقد فهم ان المعنيه هي جهان ليقول وهو يناولها كأس الماء:
متخافيش يمكن مش سامعه
جهان وهي تجلس على احد الكراسي وهي توشك على البكاء:
مش سامعه ازاي ميمكن حصلها حاجه او عملت حاجه فروحها
نظر اليها بشك وقال:
هونتي تعرفي حاجه ومخبياها
رفعت رأسها لتجد نظرات الشك بعينيه لتقول بتوتر:
لا بس مش معقوله متسمعش الخبط دا كله
اسر وهو يجذبها من ذراعها لتتجه خلفه الى قصر جاسر:
لو حصل معاها حاجه وانتي عارفاها لازم تقولي لمامتها عشان متتعقدش الامور
جذبت ذراعها من يده وهي تقول:
ايه الكلام اللي بتقوله دا انا فعلاً مش عارفه حاجه كل اللي اعرفه انها كانت امبارح مدايقه من حاجه بس معرفش هي ايه
التفت اليها وقال:
طب تعالي اطلعي وطمنيني
انصاعت لأمره ليقف هو بإنتظارها في البهو فقد وجد ان وجوده امام غرفتها ليس بالشيئ اللطيف هذا غير انه لايعلم وضعها الان


في الاعلى


كان كلاً من عمر واياد يطرقان الباب ويناديانها ولكن لاجدوى ... عمر بقلق:
هيا مش بترد لازم نكسر الباب دا
اياد:
فعلاً بس هو مفيش نسخه من المفتاح
عمر وهو يضرب الباب بكتفه بقوه:
انا هستنى كمان وادور المفتاح متيلا ساعدني يمكن حصلها حاجه جوا

لم يكن من السهل كسر الباب ولكن بعد عناء استطاعا كسره اسرع عمر بلهفه للداخل يبحث عنها بعينيه ليناديها بقلق ولكن لاحياه لمن تنادي ... التفت عمر الى اياد الذي كان يبدو على محياه القلق ايضاً فجهان اكثر من ابنه عمه انها شقيقته ثم اتجه الى غرفه النوم ليفتح الباب بهدوء وقلق ليفتح جزء من الباب بينما يقف اياد في الصالون ينظر اليه بترقب .....
كانت تنام على عرض السرير ويبدو على ملامحها انها كانت تبكي لايعلم هل كانت نائمه ام مغمى عليها ... ابتلع ريقه بصعوبه ليهتف اياد:
هيا جوا وكويسه
اومأ عمر بإيجاب ليجلس الاخر على الكرسي الموجود في الصالون وهو يتنهد بأريحه ... نظر الى الغرفه ومن ثم التفت الى اياد وقال:
مش عايز حد يدخلنا
وقف اياد وهو يقول بقلق:
في ايه ياعمر هيا كويسه
اشار اليه بيده وقال:
اه كويسه لو اتسألت قول اني بتكلم معاها فموضوع مهم
لم يستمع لرده ليدخل الى الغرفه ويغلق الباب بهدوء وهناك قلق وتوتر كبير يجثم على صدره .. اتجه الى ناحيتها حتى جثى على الارض امام السرير امامه مباشره وجهها الذي تغطي جزء منه خصلاتها الفحميه اللامعه ابعدها عن وجهها الهزيل الذي بان عليه الشحوب تقريباً يعلم سبب حزنها ولكنه لايملك اي شيئ ليفعله ... هل اهملها لهذه الدرجه كل هذا ولم ينشغل بعمله ماذا لو انشغل هل سيبتعد عنها ويهملها اكثر ... مرر يده على خدها وهو يهمس قائلاً:
جهان جهان حبيبتي يلا فوقي
فتحت مقلتيها الرماديه الهزيله ببطء على وقع ذلك الصوت الذي انتشلها من اسود كوابيسها ... لم يكن سوى صوت شقيقها عمر الذي لم تتعرف الى على صوته فقد كانت الرؤيه ضبابيه للغايه ... اعادت اغلاق عينيها الحمراء ببطء ولكنه لازال يناديها ولكن هذه المره بصوت اعلى قليلاً وهو يقول كلمات لم تستطع فهمها على الاطلاق فالصداع يكاد يفتك بها ...
فتحت عينيها مره اخرى لتجده يجلس على السرير ويقوم بإدخال يده اسفل عنقها ليساعدها على النهوض ومن ثم يسندها على صدره لترخي رأسها على كتفه وهي تقول بوهن:
سيبني ياعمر عايزه انام
عمر برفض:
تنامي ايه ياماما لا مفيش نوم انتي تصحصحي كدا وتفوقي عشان الناس اللي موتيهم من الرعب عليكي دول وبعدين لينا كلام تاني
جهان وهي تتشبث به بقوه:
انا تعبانه قوي ياعمر تعبانه قوي
اخذ يمسد على شعرها وهو يقول بحنان:
تعبانه من ايه احكيلي ومش هسيبك
جهان وهي تكتم شهقاتها:
دماغي هتتفجر مش قادره اتحمل الوجع دا كله انا هموت
احتضنها اكثر وقال:
متقوليش كدا تاني ومتخافيش هتكوني كويسه هتغيري هدومك وهنروح للدكتور دا اكيد من قله الاكل والنوم منا عارفك لما بتزعلي لابتأكلي ولا بتنامي تبقي كويسه بس وانا هكسرلك دماغ الحمار اللي مزعلك دا
هزت رأسها برفض ليقبل رأسها بحب وهو يقول:
يبقا هنجيب الدكتور هنا يجيبلك كم مسكن وهتبقي زي الفل بس متعيطيش
لم تتحدث بل لازال جسدها يرتعش بسبب بكائها ... ادرك ان بكأها لم يكن لأي سبب ذكرته بل السبب الرئيسي كان هو كلام لايعلمه قاله لها هيثم ... لم يمر وقت طويل حتى جعلها تتجه الى دوره المياه لتغسل وجهها وهو يسندها ومن ثم يناولها قرص من المسكن ليعيدها الى سريرها ويدثرها ليقول:
النهاردا ماما هتدخلك مش عايزك تقلقيها انتي كويسه اهو بس هنجيب الدكتور يتطمن عليكي بس تمام
اومأت برأسها لتقول:
انا كويسه مفيش داعي لكل دا هنام شويه وهبقا كويسه
عمر ممازحاً:
تنامي ايه بس دنتي مكنتيش سامعه الباب اللي بيتكسر برا وتقوليلي نوم ماشي ياستي اهو حجابك يمكن يدخل اياد او امير
التقطته من يده واومأت برأسها وهي تقول:
عمر متسيبنيش وتبعد انا محتجالك خليك جنبي زي زمان
مال عليها ليقبل خدها بعمق وهو يقول بصدق:
مش هسيبك ومش هنشغل عنك ابداً ودا وعد
ابتسمت بسرور وهي تقول:
بحبك قوي
ابتسم بحب وهو يقول:
وانا بموت فيكي ياقلبي

التفت الى الباب ليجد والدته وتدلف مسرعه وخلفها كلاً من رنا ورنيم ويارا لتتخطاه وتسرع لإحتضن ابنتها وتتحسسها بخوف وتقول:
انتي كويسه ياروح قلب مامتك ايه اللي بيوجعك
احتضنتها جهان وهي تقول:
انا كويسه ياحبيبتي عمر اداني الدوا وبقيت كويسه مكانش اكتر من صداع والله ياماما
ريم وهي تنظر الى عمر بعتاب:
ومسبتش اياد يدخلنا ليه دا كان واقف على الباب زي الشاويش
ضحك عمر بخفه وهو يقول:
تصدقي لايقه عليه دي
يارا بعتاب وهي تجلس بجانب رنا التي كانت تجلس بجانب جهان من الجهه الاخرى:
خضيتيني عليكي ياوحشه كدا ليه قعدت اخبط عليكي لحدما ايدي راحت مني وانتي ولا هنا
جهان وهي تضم يد يارا بكفيها:
اسفه ياحبيبتي مش هتتكرر سامحيني بقا
مطت يارا شفتيها بعدم رضى وهي تقول:
هفكر عشان اللي عملتيه دا تستاهلي عشانه الضرب بالجزم
ابتسمت رنا بخفه وهي تقول:
ميبقاش قلبك اسود يايويو الحمدلله انها كويسه
التفت اليهم عمر وقال:
الدكتور هييجي كمان شويه عشان يطمنا على جهان اكتر عشان كدا اللي قالع رأسه يرجعه رجاءً
رنيم:
لا مفيش حد قالع رأسه اتطمن
جهان برفض:
انا والله كويسه ياجماعه دا شويه صداع مش اكتر ملوش لازمه تتعبو الدكتور وتجيبوه هنا انا مبقيتش حاسه بأي حاجه
رنيم:
لا طبعاً نحنا لازم نتطمن عليكي
جهان بجديه:
عمر انا كويسه اتصل بيه وخليه يرجع هييجي هنا يعمل ايه هيديني نفس الدوا اللي انتا ادتهولي
عمر بعدم اقتناع:
طب لو تعبتي تاني
جهان:
ساعتها هنروح للدكتور

بالفعل اتصل للطبيب واعتذر منه ليهبط الى الاسفل وماهي الى دقائق حتى تجتمع العائله على طاوله الافطار في جو مليئ بالحب والموده كالعاده .....
ترأس الصياد السفره ليجلس على يمينه حازم وبجانبه رنا والى جانبها ريم وجهان ويارا ويجلس في نهايه السفره اسر وعلى يمينه إياد وعمر وامير ورنيم وحسام ...
الصياد بإبتسامه واسعه:
بإذن الله الجمعه دي تتكرر تاني بس عندنا بالاسماعيليه
حسام:
إن شاء الله نتجمع كلنا ونيجي مره واحده ... وحشتني الاسماعيليه
الصياد:
وحشوني العيال هم هيرجعو امتى
امير:
جاسر واسد عندهم مؤتمر مهم ويمكن يتأخرو شويه وكمان ليث وادهم عندهم مأموريه ومش عارفين هيرجعو امتى وهيثم لسا ماشي اهو
ثم نظر الى اياد وقال بضحكه خفيفه:
واياد حبيب مامته هيروح الصعيد اليوم بالليل بالكتير
عمر ممازحاً:
انا وصيتلك على اتنين جلابيات يكونو مقاسك عشان مفيش صعيدي مقاسك خالص دنتا هتنقرض
الصياد بجديه:
وماله الصعيدي ياعمر دول اجدع واشهم وانظف ناس دا حتى اغلب العلماء العرب صعايده ولا انتو مصدقين النكت الهبلا اللي بتقروها دي دا كلام فاضي هو في اكرم ولا اطيب من الصعيدي
عمر:
طبعاً انا مقصدش حاجه ياجدي انا عارف الكلام دا كله بس حبيت افكره انه رايح الصعيد يتشوي بالشمس هناك
الصياد:
هو في ارجل من الراجل الاسمر دنتو لولا شويه الشعر اللي فوشكو دا كنت قلت انكو ستات هو في راجل ابيض بالشكل دا لا وعيون ملونه ومسبله بالشكل دا
نظراً كلاً من اياد وعمر الى بعضهما البعض بصدمه لينفجر البقيه بالضحك ليقف الطعام في بلعوم يارا فلا تتوقف عن السعال ناولها اسر كأس الماء بينما جهان اخذت تطبطب على ظهرها بخفه لتستعيد انفاسها التي كادت تتلاشى نظر اليها اياد بغيظ وقال:
حبه حبه
عادت لتنفجر بالضحك مره اخرى ليبتسم اسر بخفه وهو يقول:
مش هتكبري انتي ابداً
عمر بشيئ من الضيق:
وماله الراجل الابيضاني ياجدي مش كل عائلتك احفادك وولادك كلهم بشرتهم كدا دا حتى انتا شخصياً زينا نعمل ايه يعني مجدكو اللي كان متجوز اجنبيه يعني مش ذنبنا واهل مامته كمان كانو اجانب
الصياد بمزاح:
طبعاً مكنتش اقصد انكو تشبهو الستات معنوياً انا كان قصدي يعني بالحلاوه وكدا انما مصر كلها عارفه ان مفيش ارجل من رجاله عائله السيوطي حتى عمك الاهبل دا متصدقش انه مسالم خالص ومتتغرش بشكله دا عصبي بشكل
قالها وهو يشير الى حازم ابتسم حازم ببرود وهو يقول:
مهم واخدين على جو الهزار والكلام دا انما لو قدامهم جاسر او اسد تشوفهم بقو
على الصراط المستقيم
امير وهو يلتقط هاتفه الذي يرن:
عن اذنكو دقيقه
ابتعد قليلاً متجهاً الى تلك الشجره الضخمه التي تبعد عن الطاوله بمسافه ليست كبيره ليرد قائلاً:
صباح الخير ياحبيبتي
اتاه صوتها الانثوي الرقيق قائله:
صباح النور ياحبيبي ازايك عامل ايه ويارا عامله ايه
امير:
كلنا الحمدلله كويسين والنهاردا كنا بنفطر كلنا مع ابويا واسر اللي وصلو امبارح بالليل
ماريتا:
وصلهم سلامي وبوسلي يارا عشان وحشتني قوي
امير بحزن:
مني اللي قررتي تبعدينا عنك ياماري انا كان نفسي افضل معاكي واوقف جنبك بس انتي اللي بعدتيني عنك بالقوه
ماريتا بحزن:
مكانش ينفع يارا تشوفني بالوضع دا ياامير وانتا ياحبيبي عيش وكمل حياتك متوقفهاش عليا انا فاضلي كم يوم وهموت انما انتا فعيش عشان بنتنا اوعى تغصبها على حاجه مش عايزاها بالله عليك ياامير خليك معاها على طول خليكو اصحاب زيما انتو اوعى تقسى عليها او تدايقها دي امانه عندك ياامير
اغمض امير عينيه بشده محاولاً مقاومه دموعه التي تكاد تسقط من فرط المشاعر والذكريات التي تداهمه للحظه ليهتف وهو يعقد حاجبيه كمحاوله للسيطره على ذلك الشعور الذي يكاد يمزق قلبه:
متقوليش كدا هتبقي كويسه انا متأكد من كدا ربنا مش هيسيبك وانتي مؤمنه بيه
اخذت نفس عميق لتقول:
امير انا بوصيك تدفني جنب بابا وماما .. وقول ليارا اني بحبها قوي وهيا وحشاني قوي كمان .. وكمان خلي باباك يسامحني اكيد كان شايل مني عشان خطفتك منهم ومكنتش بتشوفه على طول وحقكو كلكو عليا
امير وهو يجلس القرفصاء ويستند على الشجره وعيناه تدور في الارجاء محاولاً السيطره على دموعه:
ماري حبيبتي متقوليش كدا انا عارف اني قصرت معاكي كتير قوي وانتي استحملتيني كتير سامحيني والله كان غصب عني ... بس انا هعمل المستحيل علشان اعوضك انا النهاردا هجيلك ويارا بين ايدين امينه متخافيش عليها لما تبقي كويسه هجيبهالك متخافيش
ابتسمت بوهن وهي تقول بتعب:
هتوحشني انتا ويارا كتير بس اكيد هنتلاقا خلي بالك من نفسك ومن يارا ومتخليهاش تزعل وقولها ان مامتك بتحبك قوي يمكن ميكونش عندي الجرأه اللي تخليني اكلمها النهاردا بس معلش اصلي مش عايزاها تفضل تفتكر اخر كلام مابينا وتقهر نفسها متسيبهاش ياامير وتجيلي عشان بالوقت دا هكون انا خلاص عند ربنا متضيعش وقت وتفضل تلوم نفسك مش نحنا اللي نختار قدرنا ودا قدري بس عايزه تعرف انه مهما كان بينا خلافات وحصلت مابينا مشاكل فانا بحبك قوي وبموت فيك
يضع يده على فمه ويضغط عليها بقوه وانفاسه تبدو سريعه للغايه وكأنه يركض في سباق ولم يصل الى النهايه رغم انه يعلم انه الاخير لم يكن يسابق احد ولن يستفيد من ذلك ولكنه يسابق مشاعره واحاسيسه يريد الثبات ولكنه يعجز عن ذلك ... برزت عروق عنقه بشده واصبح وجهه احمر قاني ودموعه لاتتوقف عن الهبوط حيث اصبحت عيناه حمراء تكاد تخرج من مكانها بسبب مقاومته التي بأت بالفشل .... يعلم انها النهايه ولكن مالذي كان سيحدث ان ظل معها ولو لهذه الايام لاتريده ان يراها ضعيفه تعلم مقدار حبه لها ولاتريد ان تراه يعاني ويتألم بسببها .... تسللت شهقاته المكتومه الى مسامعها لتهتف بحزن:
امير انتا بتعيط ليه ياحبيبي انا وانتا عارفين ان العياط مش هيفيد بحاجه والوقت اللي فاضلي مش عايزه اشوفك فيه مدايق ومخنوق ادعيلي ياامير انا حوليكو دائماً ومش هسيبكو بس بلاش تيجي امانه عليك متتعبنيش اكتر
لم يستطع الحديث ظل فقط يستمع اليها ... ظلت تتحدث وتتحدث وتحاول ان تجعله يهدئ ولكن كلما كان يراه في تلك اللحظات يارا وهي منهاره امامها حياته تتحطم شيئ فشيئ ومن ثم تتلاشى ... احبها لكان لايزال صغير في العمر ... سافر وابتعد عن كل من احبهم كي يتزوج بها .. رفض والده في البدايه ولكن كان قد فات الاوان على رفضه فقد تزوجها رغماً عن الجميع ... كان يرى بأنه يأخذ بثأر شقيقته من والده عندما فعل ذلك ... ولكنه احبها بشده في وقت قصير انجبت له قطعه من النور والتي اسماها يارا حسب رغبه والدتها ... اراد ان يقطع علاقته بوالده ولكنه لم يستطيع وجد انه يخون الاء عندما كان والده يبتسم لطفلته ولكنه امام ذلك السيل من الذنوب التي احتلت مساحه قلبه شعر بأنه مهما فعل فلا يوجد من هو احن عليه من والده واحن على والده منه ... كان يقضي الاجازات والعطل مع والده ومعه ابنته بينما رفضت زوجته الذهاب معهم لأسباب تخصها ... وجد انه كان مقصر معها فلم يستطيع كسر الحاجز الذي تكون بينها وبين الصياد ... وفي اخر زياره طلب منه والده ان يخطب يارا لآسر لم يعترض ووافق على الفور لرضاء والده ولم تعترض ماريتا بل ايدته فهو ابن عمها واولى بها من الغريب في النهايه هم عائلتها ولاتملك سواهم كانت تستطيع الرفض بسبب فارق السن ولكنها اقنعت يارا لتوافق كي لاتحدث ايه مشاكل بينه وبين والده وكي لاتشعر بالذنب وتأنيب الضمير فقد رفضت الذهاب الى مصر واضطر على البقاء في وقت كان والده يحتاجه فيه فهو ابنه الوحيد ... وهاهي تمنعه من اكمال العلاج معها كي لاتجعله يعيش الالم الذي تعيشه يومياً بسبب الكيماوي التي تعطيها وقت للإستمرار ولو لوقت قصير .....
انقطع صوتها مع انقطاع الخط ليدق ناقوس الخطر ثواني معدوده حتى رن هاتفه مره اخرى ليأتيه ذلك الخبر الذي جعله في خدر تام

لاحظ الصياد تأخر امير لينظر الى تلك الشجره التي كان يقف عندها ليلتفت حازم الى تلك الشجره لينهض وهو يقول:
الحمدلله
رنا:
انتا مكملتش فطارك لسا
حازم:
معلش عندي شغل مهم هحاول اخلص بسرعه وهرجع بدري عشان نقعد كلنا سوى مع خالي
اومأت برأسها ليتجه هو الى تلك الشجره ليرى امير في تلك الحاله ... كان يعلم مرض زوجته ولكن لم يتوقع ان يكون هذا التوقيت الذي سيعاني فيه صديقه .... جلس بجانبه بهدوء وضمه من اكتافه لينظر اليه الاخر بإنكسار ليهتف قائلاً:
وحد الله شد حيلك ياامير لا حول ولا قوه الا بالله
غطا امير وجهه بكفيه ليبداء بالبكاء وهو يقول:
لا اله الا الله ... يارا مش لازم تعرف هيحصلها حاجه لو عرفت
حازم بأسى:
كل نفس ذائقه الموت مهي مصيرها تعرف ياامير مينفعش تسيبها كدا
امير بنفي:
لا مينفعش انا هسافرلها النهاردا ومش عايزها تعرف بحاجه
حازم بهدوء:
طب انا هسافر معاك وهننقل الجثه هنا وعماتها هيمهدولها الموضوع
امير:
لا مينفعش ... مش هتتحمل وهي اصلاً كانت عايزه تدفن جنب المقابر بتاع باباها ومامتها هيا قالت كدا
حازم:
طب لو قمت النهاردا هيسألوك وهتعرف اكيد
نظر اليه امير بحيره ليخرج حازم هاتفه من جيب بنطاله وهو يقول:
انا هخلي رنا تأخدها هيا وجهان وتوديهم الشركه عشان متحسش بحاجه تمام
اومأ برأسه بهدوء وهو يحاول كبح دموعه ولكنه في كل مره يفشل
ارسل حازم رساله لرنا اخبرها فيها بأن تأخذ الفتيات معها الى الشركه وسيحدثها لاحقاً عن السبب ... ثم عاد لإحتضان امير الذي خارت قواه تماماً

نظرت الى الرساله بإستغراب لتلتفت الى الشجره لاتعلم مالسبب الذي جعله يقول لها ذلك ولكن احساسها يخبرها بأن هناك شيئ قد حدث جعله يرغب في ابعاد الفتيات عن المنزل ... نظرت الى والدها بحيره ثم نظرت الى عمر لتهتف قائله:
عمر لو سمحت تقدر تأخد يارا وجهان للشركه عشان هيشرفو على الموظفات هناك بدلنا عشان مينفعش نغيب كل دا والموظفين يفضلو كدا بدون مشرف
جهان بدهشه:
واحنا هنعرف نعمل ايه لما نروح
رنا بهدوء:
لا انتو هتروحو وهتلاقو هناك النائبه هتفهمكو تعملو ايه معاهم كلها شويه وقت وهترجعو انا كنت هروح بس بابا هنا ومينفعش عشان هنعمل عزيمه وكدا ايه مش هتقدرو تضحو بكم ساعه عشان خاطرنا
نظر اليها الجميع بشك لتقفز يارا بسرور وهي تقول:
انا من زمان نفسي اعمل مدير واهي جت الفرصه يلا ياجهان لما تغيري جو هتبقي كويسه خالص
نهضت جهان لتقول:
تمام يلا عشان نلحق نجهز
اومأت لها ريم لتبتعدان متجهتان الى القصر بينما الجميع يراقب رنا بنظراتهم ... التفتت اليهم بتوتر ليهتف حسام قائلاً:
مش من عوايدك تعمليها هو في حاجه
رنا وهي تنظر الى والدها:
حازم طلب مني كدا
الصياد:
طب والسبب
التفتت رنا الى الشجره وقالت:
معرفش
نهض اسر بقلق وهو يقول:
امير حصله حاجه
نظر الجميع الى اسر بقلق ليتجه الجميع الى تلك الشجره ....
ما إن وجد طفله في تلك الحاله حتى اسرع اليه محتضناً اياه ليتشبث به الاخر بقوه وهو ينظر الى الفراغ امامه بشرود ليقف حازم بهدوء مبتعداً عنهما فينظر اليه الجميع بتوجس ليتنهد بعمض وينظر اليهم وهو يقول:
مراته تعيشو انتو
رفعت رنا كفيها لتستقر محتضنه وجهها وهي تنظر الى امير بعدم تصديق ... كيف حدث هذا اقترب اسر من جده وامير ليجلس بجانبهم محتضناً اياه وهو يشعر بحزن عمه فهو من جرب هذا الشعور قبله ويعلم كم الالم الذي قد يعانيه اللحظه ...
اما رنيم فقد اسندت جسدها على حسام الذي كان يراقب امير بحزن انا ريم فقد تجمعت الدموع في مقلتيها حزناً على امير ويارا ... اما عمر فقد بدأت الذكريات تذهب به وتعيده ... لحظه اعلان خبر وفاه هايدي ... لم يكن اياد احسن من وضعه فقد عاد لذلك اليوم ولكن هناك ماانتشله من كل هذا وذهب به الى يارا مالذي ستفعله ان علمت بذلك مالذي سيحدث لها ياترى ...

كانت قد نسيت هاتفها لتتجه الى طاوله الطعام ولكنها لم تجد احد التفتت الى حيث ذلك التجمع ليدق ناقوس الخطر لم ترى والدها والصياد فقد غطتهم الشجره ولكنها وجدت جزء من جسد اسر الذي يجثو على الارض .... ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تقترب منهم بهدوء وتضع يدها على قلبها بتوتر وقلق هل حدث لأحد منهم شيئ المسافه التي قطعتها الى القصر واعادتها لم تكن كافيه ليبتعدو ويحدث شيئ هل كانو يحاولون الهائها بذهابها الى الشركه ....
فتحت عيناها على وسعها وهي تجد والدها في تلك الحاله المزريه ... مالذي حدث؟ مالذي جعله يصل الى هذه الحاله ... خرجت الكلمات صعبه بطيئه مغلفه بالحيره والخوف:
بابا
التفت اليها امير ليغمض عينيه بشده لم يكن يريد ان تعلم بشيئ مالذي اتى بها ... نظرت اليه بترقب لتهمس بصوت مرتجف:
ماما جرالها حاجه
ابعد الجميع نظراته عنها لتشعر بتلك اليد التي تحيط اكتافها لم تكن سوى دين ريم نظرت اليها تستشف الحديث من مقلتيها لم تجد اي شيئ سوى الحزن والحيره .. تعابيرهم توحي بان هناك شيئ قد حدث ولكن مع من ... ابتلعت ريقها بصعوبه لتهمس بتساؤل قائله:
ماما جرالها ايه
لعقت ريم شفتيها لتقول وهي تنظر الى امير بقلق:
تعالي معايا جوا وانا هتكلم معاكي يلا ياحبيبتي
ارتعشت شفتيها وهي تقترب من والدها وتقول:
هيا ماما ماتت
نظر اليها وهو ينتشل نفسه من احضان والده برفق فإبنته بحاجه اليه الان من حقه ان يحزن وان يكتئب ايضاً ولكن بعد ان يقف مع ابنته ويوازرها في هذه المحنه ليقول:
دا قضاء وقدر و
قاطعته صرخه قويه كانت يارا مصدرها ومن ثم تسقط ارضاً مغشي عليها كان اسر الاقرب اليها لذا لم تصل الى الارض فقد كان الاسرع في الامساك بها ... فتح عينيه على وسعهما وهو يرى ابنته امامه جثه هامده اسرع اليها ينتشلها من يدين اسر ليحاول افاقتها بينما اسرع عمر في احضار الماء اقترب الصياد من امير وقال مطمئناً:
متخافش دا اثر الصدمه هتكون كويسه اول ماتفوق
اياد بإرتباك:
انا هجهز العربيه عشان ننقلها المستشفى
اخذت رنا كأس الماء من عمر لتقول:
مفيش داعي هتفوق وتبقا احسن دا مجرد اغماء
اسر:
خلينا نطلعها اوضتها وهتبقا احسن
امير وهو يحتضنها اكثر:
مش هخسرهم الاتنين فيوم واحد يارا حبيبتي يلا فوقي يارا
اخذت رنا تنثر قطرات الماء على وجهها ولكن لا فائده ... حسام بجديه:
طب خدوها الاوضه وحاولو تفوقوها بالبرفان
لم يستطع امير النهوض لذا اخذها اسر من يديه وهو يهمس له:
اهدء ياامير دا مش مجرد اغماء متخافش كلهم هيبقو جنبها
نظر اليه اياد بضيق فلما يقوم بحملها بدلاً من والدها ... استعاذ بالله من الشيطان وهو يحاول اقناع نفسه بأنه خاطبها ولاتوجد هناك مشكله في نظرهم هذا غير الوصع الذي هي فيه .... انسحب بهدوء متوجهاً الى سيارته عله يهدء قليلاً ....

صعد بها اسر الى جناح جهان وخلفه كلاً من رنا وريم ورنيم اللاتي كُن قلقات عليها ... خافت جهان كثيراً عندما وجدتها بهذا الوضع لتشرح لها ريم ماحدث ... ظل الجميع بجانبها بين مشفق وحزين فكيف ستكون رده فعلها عندما تفوق بعد ان علمت ان والدتها قد توفيت ... احضر لهن عمر احدى الحقن المهدئه لتجنب اي انفعالات قد تصيبها عندما تفوق ...


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 01:09 AM   #6

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

في الاسفل .....

حازم بهدؤ:
هات موبايلك ياامير وانا هخلص اجرأت المستشفى
امير وهو ينهض:
انا لازم اسافر النهاردا اه مينفعش اسيبها تدفن لوحدها هناك مش كفايه انها بعدتني عنها طول فتره مرضها
حسام:
طب انا هاجي معاك ونكمل كل حاجه وهنأخد الطياره الخاصه بتاعنا متقلقش
الصياد بدهشه:
هيا مش هتدفن هنا
حازم بهدوء:
لا هيا متوصيه انها تدفن جنب باباها ومامتها
اومأ الصياد بتفهم ليقول:
وانا هسافر معاكو برضه
حسام بجديه:
انتا تعبان ياخالي ومينفعش تتعب نفسك بالسفر الطويل وبعدين انتا لازم تفضل مع يارا امال مين هيهديها
حازم مؤيداً لحديثه:
فعلاً ياخالي انتا لازم تفضل مع يارا
كاد ان يتحدث ولكن اسر قاطعه قائلاً:
البيت لازم يبقا فيه حد كبير ياجدي ولازم تبقا انتا عشان انتا الكبير وكمان عمر واياد مش فاضيين خالص ومعاهم التزامات
امير وهو ينظر الى عمر الذي تقدم منهم:
هاه فاقت
هز عمر برأسه وهو يقول:
لا لسا انا بقول لو فاقت هيجيها انهيار عصبي عشان كدا لازم نجيبلها دكتوره هنا ونعمل احتياطنا ولا ايه رأيكو انتو
امير بحزن:
تمام انا هتصل ابعت دكتوره هنا
هتف عمر وهو يرا هاتفه يضيئ بإسم نور قائلاً:
سيبو الموضوع دا عليا انا هجيب دكتوره انتو شوفو وراكو ايه انا همشي النهاردا ولو احتجتو اي حاجه انا هكلم رئيس الحرس هيبقا مكاني ومتقلقوش هبقا هنا على الساعه خمسه ونص ولو قدرت امشي قبل كدا هكون هنا دا غير ان جدي هنا
اومأ حازم برأسه ليقول:
حاول متتأخرش وشوف لو ينفع تتأخر سفريه اياد
عمر وهو يبتعد ويرد على الهاتف:
هشوف سلام
حازم:
سلام
اسر وهو ينظر الى حسام وحازم:
انتو مينفعش تسيبو الشركات كدا وتيجو انتو الاتنين
حسام وهو ينظر الى ساعته:
لا بسيطه هنكلم يوسف يبقا يروح هناك متقلقش وبعدين اننا نروح مع امير اهم من الشغل ولا ايه
امير:
بس كدا هيتوقف الشغل وكل حاجه بسببي
حازم مبتسماً:
متقلقش مش هيحصل حاجه
الصياد بترقب:
ويوسف دا يبقا مين
حسام وهو يشير الى اسر بمعنى انه يعلم وفي نفس الوقت يرفع هاتفه من على الطاوله ليرد على احدى المكالمات:
دا صاحب العيال وكمان شريك اسد بالشركه بتاعته وتقدر تقول انه جزء من العيله دي
اسر وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله:
متقلقش ياجدي كله هيبقا تمام
حسام وهو يبعد الهاتف عن اذنه:
طب ميعاد الطياره كمان تلات ساعات كل واحد يأخد الحاجات اللي محتاجها ويلا عشان ساعتين بحالهم هنقضيها بالطريق للقاهره
حازم وهو يبتعد ليقوم بالاتصال بيوسف:
انا هكلم يوسف بسرعه عشان الحق اجيبله العقود اللي هيحتاجها النهاردا

صعد كلاً من امير واسر وحسام الى الاعلى لأخذ متعلقاتهم الشخصيه لسفرهم وبداخل امير حزن وهم كبيران لم يعد قادر على تحمل كل هذا التعب والعناء في البدايه وفاة زوجته والذي يعتبره صدمه له حتى اللحظه والحاله التي وصلت اليها ابنته والوحيده بسبب فقدانها لوالدتها ....



قبل قليل من الوقت ...........

رد على الهاتف وهو يبتعد عنهم ويتجه الى الكراج بخطوات واسعه:
ايوه يانور معلش ممكن تأجلي اي خناقه النهاردا وممكن تجيبيلي رقم تلفون اختك
نور بإستغراب:
ليه انتا عايزه بإيه
عمر بإستعجال:
مش هيا دكتوره برضه ولا انا متهيألي
نور وهي تعيد شعرها خلف اذنها وقد لمحت نبره القلق في صوته:
اه فعلاً بس ليه هو في حد جراله حاجه
عمر وهو يصعد الى السياره ويقوم بتشغيلها:
معلش مش هقدر اتكلم كتير بس هبعتلها عنوان البيت عشان تبقا تيجي وتشوف هتعمل ايه مع يارا عشان وقعت من طولها ومش بتفوق
نور بحيره:
يارا مين
ادار محرك السياره لينطلق خارجاً من المنزل بعد ان فتحت البوابه امامه:
نور مش وقت كلام كتير هتجيبيه ولا ادوره بمعرفتي انا مش فاضي ومتأخر على الجهاز ممكن ننجز ..
نور:
طب انتا شوف وراك ايه وانا هكلمها وهديها العنوان متشغلش بالك
عمر:
متشكر
نور:
على ايه سلام
عمر:
سلام
اغلق الخط ليقوم بتهدئه السرعه ليقوم بالاتصال بإياد الذي كان قد اختفى من امامهم منذ قليل ليهتف قائلاً:
انتا فين يابني انا مش فاهم ايه اللي خلاك تختفي دا مش موقف كويس مع امير على فكره انا معجبنيش تصرفك دا خالص
اتاه صوت اياد الذي قال وهو يتنفس بثقل:
انا النهاردا بالجهاز اتصل بيا الرائد سعيد وقال لازم اروحله النهاردا وبعدها همشي على طول عشان لازم انزل الصعيد مع القوات اللي هيبعتوها بعد كم ساعه
عمر بدهشه:
ليه هم قدمو الميعاد كدا ليه هو حصل حاجه
اياد بضيق:
معرفش الموضوع جه بسرعه ولازم اكلم ماما النهاردا واقولها تلملي اي حاجه فالشنطه وتبقا تجيبها مع السواق او انا هعدي عليهم بسرعه عشان مينفعش اتأخر انا مش عارف الدنيا بتيجي كدا مره واحده ليه كان لازم يعني النهاردا كان نفسي اوقف مع امير واتطمن على يارا بس نعمل ايه الموضوع ميستناش
تنهد عمر بعمق ثم قال:
طب تمام خليها على الله انا هكلم جهان عشان مامتك كانت حالتها صعبه النهادا شوف انتا هتعمل ايه مع اللي عندك وانا هتصرف انا مش عارف انتا ملميتش هدومك امبارح ليه ايه الكسل دا ياخي
اياد:
مش وقته ياعمر هاه يارا كانت عامله ايه
عمر بحزن:
مش راضيه تفوق وانا وصيت نور تخلي اختها تيجي وهكلم ماما تستقبلها وتشوف حالتها انا شايف ان النهاردا الاغماء هو الحل المناسب ليها
زم شفتيه بضيق ليقتف قائلاً:
ربنا يصبرهم بقا
عمر:
امين يارب طب سلام النهاردا اشوفك بالجهاز
اياد:
سلام



••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••



///في مجمع شركات يوسف الصاوي\\\


غرفه واسعه الوانها مابين اللونين الاخضر والزيتي ... سرير مستدير ضخم مزيج بين اللونين الاساسيين ومبروز باللون الفسفوري ... وفي طرف الحائط يوجد باب لدوره المياه ودرجه لون الباب افتح من لون الحائط ... سيراميك الغرفه اخضر مشجر وبه بعض الدوائر الفسفوريه ... ونجد مكتب بسطح زجاجي فسفوري يوجد في احد اركان الغرفه ... ولو دققنا في النظر في الحائط الزيتي سنجد خطوط فسفوريه رفيعه ان اقتربنا اكثر سنجد ان هذه الخطوط ليست الى ابواب خزانه ملابس ضخمه تحوي الكثير من الملابس والمتعلقات الشخصيه وعلى بعد مسافه صغيره توجد صاله رياضيه مصغره فيها العديده من الاجهزه الكهربائيه ....
لو استدرنا يساراً سنجد حائط زجاجي كالمرآه ويوجد بجانبه تسريحه انيقه هذا الحائط الزجاجي يفصل غرفه النوم عن غرفه الجلوس التي توجد في الواجهه الزجاجيه التي تحل محل الحائط الاساسي للغرفه ... تحوي اكثر من اريكه على شكل مستدير وطاولات زجاجيه ببراويز فسفوريه وسجاد زيتيه وخضراء فهي غرفه جلوس بكل معداتها نجد على الحائط الزجاجي العاكس شاشه عرض ضخمه وساعه فسفوريه كبيره بدون برواز فهي من اصل الحائط الزجاجي ... وفي طرف الغرفه نجد مطبخ مصغر يفصله عن غرفه الجلوس ايضاً حائط زجاجي عاكس .......
نعود الى غرفه الجلوس ... المكان بأسره مظلم الستائر الزيتيه الثقيله تمنع دخول الضوء من ذلك الحائط الزجاجي الكبير ... المكان خالي من الضوء سوى ذلك الحائط المبروز باللون الفسفوري المضيئ وتلك النقوش الفسفوريه الخفيفه الموجوده على السطح والساعه واطراف الطاولات والاشياء الملونه بالفسفوري ...
نجده ينام بعمق بطريقه غير مرتبه نهائياً ينام ولازال يرتدي حذائه وبدلته الرسميه وربطه عنقه رأسه يستند على ذراع الاريكه بطريقه غير مريحه اطلاقاً يبدو على محياه التعب جلياً فلم ينم الى عند طلوع الفجر ... اجل فكيف ينام وهي بعيده عنه ....
فتح عينيه ببطء على صوت هاتفه الذي اخذ يرن مراراً وتكراراً انزل رأسه من على ذراع الاريكه ليفرك رقبته بألم فطوال نومه كان على هذه الوضعيه حرك رأسه يميناً ويساراً ثم مد يده ليلتقط الهاتف الذي من على الطاوله التي امامه بضيق ولكن الهاتف سقط ارضاً زفر بضيق ليتدلى حتى وصلت اليه انامله ليجد ان المتصل هو ذلك المزعج عبدالرحمن وضع الهاتف على اذنه وهو يضغط على جبهته بأصابعه ليقول بنعاس:
عايز ايه ياعبده من على وش الصبح
عبدالرحمن بدهشه:
لا متقولش انك لسا نايم يلا يايوسف الوفد التركي على وصول وانتا هتتأخر بزحمه الطريق
انتفض يوسف واقفاً وهو يلقي الهاتف على تلك الاريكه التي كان ينام عليها تلفت حوله ليجد نفسه في غرفته الخاصه التي اعدها عندما كان عازباً ليقضي فيها معظم الليالي التي كان ينام فيها هنا بسبب عمله المكثف الذي كان شبه مستمر ليلاً ونهاراً وكل ذلك ليثبت نفسه في السوق ... وهاهو اليوم يحتاجها ليجعلها المكان الذي يهرب اليه عندما لاتكون معه ....
نظر الى تلك الساعه الفسفوريه المضيئه ليجدها التاسعه وعشرون دقيقه اقترب من الحائط الزجاجي ليضغط على بعض الازرار لتفتح كل الستائر ويضيئ المكان بأسره اعاد التقاط هاتفه وقال:
هم هيوصلو على كام
عبد الرحمن:
عشره تماماً والاجتماع هيبداء عشره وعشر وانتا لازم تراجع الملفات بسرعه وتمضي على العقود اللي وصلت النهاردا من الشركاء
اتجه الى خزانته ليلتقط بعض الملابس ويضعها على السرير وهو يقول:
الزيتي ولا الاسود
عبدالرحمن بدهشه:
هو ايه دا
يوسف وهو يخرج بدلته الرصاصيه:
طب الرصاصي
نظر عبدالرحمن الى شاشه هاتفه ليقول:
معايا يوسف الصاري
يوسف بضيق:
اقفل انتا بس واد غتت
اغلق الهاتف والقاه على السرير ليتجه الى دوره المياه دقائق معدوده حتى خرج وارتدى بدله رسميه سوداء اللون ليعيد تلك الملابس التي اخرجها وهو يبتسم عندما تذكر توبيخ ليل له عندما كان يحدث فوضى في غرفه الملابس وعندما كانت تجبره دائماً على اعادتها بنفسه فقد كان يفعل ذلك متعمداً .... نظر الى زاويه صاله التمارين المصغره ليقلص عينيه بضيق فهو لايحب ذلك كثيراً ولكن اسد من يجبره دائماً على اداء التمارين وخصوصاً ان كانا سوياً
اتجه الى المطبخ ليعد قهوته بنفسه دقائق وكانت جاهزه ارتشف منها رشفه صغيره ولكن للأسف لم تكن كتلك التي تعدها ليل وكأنها تصب له في ذلك الفنجان كل يوم جزء من حبها له ... بصق بما في فمه ليقوم بسكبها للمغسله واعاده الكوب الى مكانه بعد ان قام بغسله كما علمته هي ... فتح البراد ليلتقط زجاجه الماء ليقوم بإرتشاف جزء بسيط منها وإعادتها الى مكانها ... خرج من المطبخ ليسمع صوت هاتفه اتجه اليه ليجد ان المتصل هو حازم عقد حاجبيه بدهشه فمنذ فتره لم يقم بالاتصال به رد قائلاً بإبتسامه:
صباح الخير ياعمو حازم
حازم:
صباح النور ياجو ازايك عامل ايه
يوسف:
الحمدلله وانتا عامل ايه
حازم:
الحمدلله كويس
يوسف وهو يخرج من الغرفه ويغلق الباب خلفه:
فين الغيبه دي كلها لابتتصل ولا بتسأل دنا يوم الحفل شفتك صدفه
حازم:
معلش ضروف ياجو منتا عارف المهم انا طالب منك طلب واتمنى متكسفنيش
يوسف بثقه:
اطلب وانا رقبتي سداده
حازم مبتسماً:
راجل ياجو انا عارف انك قدها انا اتصلت بيك عشان ملقيتش غيرك ءامنه على الشركه عشان هسافر ومفيش حد من العيال وانتا ابني زيك زيهم ومالي هو مالك ولا ايه
يوسف بجديه:
اه طبعاً انا تحت امرك والشركه زيها زي شركتي بس خير هو في حاجه حاسس انك مخبي حاجه
حازم بحزن:
امير مراته تعيش انتا
يوسف بإستغراب:
امير مين
حازم:
امير الصياد
يوسف بأسف:
لا حول ولا قوه الا بالله البقاء لله
حازم:
ونعم بالله
يوسف:
طب ازاي وامتى مش هيا برا
حازم:
النهاردا المستشفى اللي كانت فيه اتصلو وبلغونا الخبر وامير من ساعتها وهو مش مضبوط وكمان بنته جالها انهيار ونحنا لازم نسافر معاه النهاردا مينفعش يكون هناك لوحده
يوسف:
اه فعلاً مينفعش ربنا يصبركو .. انتو سافرو ومتقلقوش انا اول ما اخلص هنا هاجي اتطمن على الاهل وهشوف محتاجين ايه متشيلوش هم هخلص بسرعه وهاجي
حازم بفخر:
طول عمرك اصيل وجدع يابني ربنا يخليك
يوسف:
دا واجبي ياعمي وانتو اهلي
حازم:
حبيبي ياجو طب انا عملتلك توكيل وهبعته مع المحامي وهتتصرف بالعقود اللي هيديهالك وهيفهمك كل حاجه واسف لو شغلت حضرتك
قاطعه يوسف وهو يهبط بالمصعد:
متقولش كدا هزعل والله وان شاء الله خير متشيلش هم انا هعدي على الشركه كمان وهشوف لو في اي حاجه
حازم:
مش هأخرك سلام
يوسف:
سلام تروحو وترجعو بالسلامه
حازم:
ان شاء الله
اغلق الهاتف واتجه الى مكتبه بعد ان فتح باب المكتب ليشير الى السكرتيره التي نهضت فور رؤيته ليقول:
ابعتيلي قهوه وقولي لعبدالرحمن يجيلي حالاً
هتفت قائله بإحترام:
حاضر يافندم

وجد الملفات قد رصت بشكل منتظم على الطاوله ليرتدي نظارته الطبيه ليقوم بمراجعتها بشكل سريع حتى وصلته القهوه التي وصل معها عبدالرحمن الذي صاح قائلاً:
هونتا جيت ازاي انا مستنيك من الصبح عند باب الشركه
يوسف وهو لازال ينظر الى الاوراق ويلتقط فنجان القهوه من الساعي:
عشان حمار يلا شوفلي الاوراق دي مفيهاش اخطاء
جلس عبدالرحمن وهو يسحب بعض الاوراق:
انا راجعتها بس قلت تتأكد بنفسك
ترم فنجان القهوه ورفع نظره اليه وقال:
يبقا تمام مفيش داعي اراجعها سيبها هنا
التقط القلم وبداء يوقعها بسرعه وهو يقول:
انا هحضر الاجتماع وهمشي خلي بالك مش عايز اهمال او تسيب خلي عينك على الموظفين مش عايز حد يهمل شغله وانتا على فكره الكاميرا لقطالك كم حته كدا وانتا بتستفرد بالبنت على جنب الحركات دي مش هنا ياعبده مش وقت الشغل
فتح عينيه على وسعهما وهو يقول:
انتا بتراقبني يايوسف مكانش العشم والله
نظر اليه يوسف ثم اعاد نظره الى الاوراق وقال:
انا هعديها بمزاحي بس دي اخر مره
عبدالرحمن بضيق:
على فكره دي خطيبتي ومكتوب كتابي عليها يعني مراتي وانا مخدتهاش على جنب الا كم دقيقه وقت الاستراحه و
قاطعه يوسف وهو يقول بإنزعاج ويلتقط فنجان القهوه:
خلاص ياعبده يلا جهز اوراق الاجتماع عشان مش فايقلك
عبدالرحمن بترقب:
اه صحيح لما انتا بتدي الوصايا العشر هتروح فين ان شاء الله
اخذ يوسف يشرح له الموضوع وماهي الى دقائق حتى اخبرتهم السكرتيره بوصول الوفد ليتجه الجميع الى قاعه الاجتماع

ظل ذلك الرجل يتحدث ويتحدث ولكنه لايكاد يسمع منه شيئ ترك هذه المهمه لعبد الرحمن الذي لاحظ شروده


الأوراق أمامه ولكن لا يرى شيء غير وجهها وكبريائه يمنع من الذهاب اليها مره اخرى حتى لو أراد ذلك بقوة ...ماذا يفعل؟ كيف لها ان تشك به بهذه الطريقة ؟
ضم قبضته بقوة مما جعله يحطم ذلك القلم ليتأوه من الألم بسبب ذلك الكسر الحاد الذي تسبب في جرح يده ... التفت اليه عبد الرحمن والعميل بقلق ليشير اليهما بيده بأن يكملا ولايهتما بالامر .. ليناوله عبد الرحمن الكثير من المناديل عندما وجد ان خط من الدماء تسيل من يده ليجفف بها الدماء
نظر اليه العميل بقلق فقد ظن ان الحديث لم يعجبه واثار ذلك غضبه ليفعل ذلك
تحدث عبد الرحمن قائلاً بقلق:
يوسف انتا كويس
اوماء اليه يوسف ليتجه تارك القاعه وهو يقول:
انا هروح الشركه خلص انتا هنا ماشي
عبد الرحمن بهدوء:
زيما انتا عايز متقلقش خد بالك من نفسك
اومأ برأسه ثم خرج والتقط هاتفه من جيب بنطاله ليتأمل الشاشه عله يجد مكالمه او رساله اتت منها أراد أن يسمع صوتها ويأخذ أي بادرة كي يبدأ هو بالقرب حتى لو سيضحي بعض الشيء ولكن لن يسمح لها ان تبتعد عنه مع انها من اختارت الابتعاد
اتجه الى الاسفل واستقل سيارته متجهاً الى مجمع شركات عائله السيوطي محاولاً تصفيه باله كي يقوم بعمله بأكمل وجه فهذه ليست شركته إن تساهل او اخطأ سيحاول اصلاح ماافسد ففي النهايه تبقى ملك له اما هذه فهي امانه في عنقه حتى يعود كلاً من حسام وحازم ويجب عليه التركيز في كل كبيره وصغيره .....



••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••



/// في مشفى الملاك \\\


نزعت الكمامه لتتجه الى المصعد بعد ان كانت تقوم بالتعامل مع احدى الحالات التي وصلت الى الطوارئ للتو لم تكن الاصابه خطيره ولكن ولأول مره ترتجف عند رؤيه الدماء ربما كان ذلك بسبب خيالها الذي بداء يرسم لها ابشع الحالات التي قد يكُن فيها صديقتيها فللحظه لم يطمئنها ادهم على الرغم من انه وعدها بذلك ولكن للان لم يصلها اي خبر منه عله يطمئنها قليلاً ... اتجهت الى مكتبها لتجلس على احد الكراسي لتنحني مستنده بذراعيها على قدميها بينما كفيها يحملان رأسها الذي كانت تضغط عليه بشده ...
كم هي مرعوبه عليهما مالذي حدث ياترى هل هم بخير كيف السبيل للإطمئنان عليهم هل تذهب وتسأل انس ام تذهب الى الجهاز ولكن بأي صفه سيخبرونها بعملهم .. لو ظلت هكذا ستجن اخذت تدعو وترجو ربها بأن يطمئنها عليهما ...
وصل الى مسامعها صوت طرقات خفيفه على الباب .. مستحت وجهها بكلتا يديها لتنظر الى الباب وهي تقول:
اتفضل
دخل سنان ليقول:
صباح الخير
نهضت ليا لتقول:
صباح النور
سنان بلهفه:
هاه وصلتي لملاك
دارت نظراتها في الارجاء بإرتباك لتقول بتوتر:
لا .. قصدي هم سافرو اه سافرو عند قرايب عُلا عشان يحضرو فرح قريبتها هما كانو قالولي قبل كدا بس انا نسيت ووصوني اخدلهم اجازه الاسبوع دا عشان هيتأخرو هناك انا بالليل اتصلت ليهم واتكلمنا
نظر اليها سنان بشك ليقول:
ازاي انا بحاول اتصل بملاك من ساعه مااتكلمنا اخر مره لكن ولامره كانت بترد والتلفون كان مغلق انتي كلمتيها ازاي
عضت لسانها بقهر وقالت بهدوء محاوله اخفاء ارتباكها فهي لاتستطيع الكذب:
منا كلمت عُلا واتطمنت عليهم اصل مفيش عندهم شبكه خالص
سنان بعدم تصديق:
تمام
استدار الى الباب ليقول:
براحتك ...
يعلم بأنها تخفي شيئ ولكن ليس بوسعه ان يفعل شيئ حالتها وارتباكها عند الحديث وضعها من الاساس لايطمئن خرج واغلق الباب لتجلس هي على نفس الكرسي الذي كانت تجلس عليه تعلم جيداً بأنه لم يصدقها ولكنها ليست مضطره للتبرير لاتعلم بماذا يخصه الموضوع اساساً ليكون بكل هذا الفضول .. لم يكن ينقصها سواه زفرت بضيق لتجد هاتفها يضيئ بإسم نور التقطت الهاتف لتقول:
لحقت اوحشك دنتي لسا موصلاني النهاردا قبل ربع ساعه
حدثتها نور بإيجاز عن يارا لتعطيها العنوان وهي توصيها بان لا تتأخر فهم بإنتظارها الان ...
لم تستطع ان تتأخر لتتجه مسرعه الى مكتب مديرها لإخباره بشكل سريع ومن ثم تتجه الى قصر عائله السيوطي الذي لم تزره من قبل وهاهي اول مره ستطء قدميها احدى اراضي عائله السيوطي ... مجرد الفكره اقلقتها ولكنها لاتستطيع التأخر على من هو بحاجتها وليكن من يكن ...

اخذت حقيبتها الطبيه واتجهت الى الاسفل قامت بإيقاف تاكس واتجهت الى هدفها المنشود ... اخذت تتذكر كلمات ملاك وعباراتها التي كانت تسردها عليها وعلى عُلا محاوله وصف احساسها عند دخول هذه الاراضي التي تعتبر محرمه بسبب تواجد ذلك المرعب (اسد) لم يربطهم اي حديث على الرغم من وجوده الدائم مع يوسف وعلى الرغم من انه صديق شقيقتها المقرب والصداقه التي تربط عائلته بيوسف وزوجته وشقيقتها ولكنها لم تكن تراه إلا بالصدف ولم تهتم يوماً لمعرفته او معرفه احد اقربائه ربما لأنها لاتحب ان تختلط بمن لاتعرفهم او لأنها معظم وقتها مع صديقاتها او في عملها وفي السنوات الاخيره لم تكن على ارض الوطن ...
تتوق لمعرفه كيف يكون هذا المفترس الذي افزع ملاك اين يعيش وكيف تريد ولو تفاصيل صغيره فكلما تعلمه عنه هي الاشياء التي يعلمها عنه الجميع ولكن دخول ملاك في هذه العائله الجباره او بالاصح دخولهم المفاجئ لحياتها جعل فضولها وشغفها لمعرفتهم يزداد ....


••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••



/// في قصر عائله الصاوي \\\


ابتسمت عندما وجدت كل ما قامت بتحضيره منذ وقت طويل اصبح جاهزاً وضعت يدها اسفل ظهرها وهي تشعر بأن ظهرها اوشك على ان يكسر نظرت الى تلك الوردات التي زينت بها الغرفه بأكملها وتلك البالونات الذهبيه التي غطت زوايا الغرفه بشكل جذاب ... قامت بتغيير الستائر وملايات السرير وتغيير اشياء بسيطه في غرفتهما لوحدها وبمساعده المدبره المنزليه استطاعت تغيير مكان الكنب والاشياء الثقيله لتعطي الجناح بأكمله منظر جديد وكم تمنت ان تُمنح هذه الفرصه لحياتهما ايضاً للتغيير والتجديد ...
... ربما بهذا الجو الرائق والرومانسي الذي تعمل جاهده لتوفيره تستطيع ان تتحدث معه بهدوء والاعتذار منه ولن تتركه الى عندما تجعله يصفح عنها ... تعلم انه يعشقها فوق العادي ولكن لابد من ان يشعر هو بهذا ايضاً ... من الضروري ان يعلم جيداً انها لا تشك به وانه مهما حدث لن يسبب بينهما مشاكل مهما كان ....

جلست على احد الكراسي بتعب لتلتقط الهاتف من على الطاوله لتقوم بالاتصال بأحد متاجر الجاتو ولكنها تراجعت في اللحظه الاخيره فهي من ستصنع العشاء بنفسها وستعد افضل الكيك الذي يحبه يوسف ... نظرت الى ساعه الهاتف لتجدها قد اصبحت التاسعه
تعلم جيداً بأنه لن يعود الى المنزل إلا اذا اخبرته بأنها هنا لذلك ستذهب لتكمل تجهيز كل شيئ الى المساء ومن ثم تقوم بالاتصال به ... اتجهت الى الاسفل على رغم الالم الذي تشعر به بسبب كثره الحركه والارهاق الى انها لم تتوقف عن العمل بعد ان قامت بمنع الخدم من مساعدتها ....

اتجهت الى المطبخ وقامت بالتحضير لإعداد الكثير من الاصناف والاطباق المتنوعه مايكفي لقبيله بأسرها وعندما تتخيل ابتسامته عندما تستقبله مساءً يتبدد ارهاقها الذي بان جلياً على محياها ... استمرت في العمل لساعات طويله كي تصنع شيئ في قمه الرقي ......



••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••






/// في مشفى روسيا \\\


فتح مقلتيه الرماديه بوهنه ليجد كلاً من والده وبها وليث يقفان امامه ... شعر بأن هناك الم فضيع يجتاح جنبه حاول ان يبل لسانه اليابس وبصعوبه قال:
ادهم كويس
جاسر وهو يمسح على شعره بحنان:
لسا بالعنايه ان شاء الله خير
اغلق جفنيه بإرهاق فلم يعد قادر على الحديث يشعر بأن جسمه بأكمله اصابه الالم اين كانت الجراحه بالضبط لما كل هذا الالم الذي يشعر به ... تحدث بها قائلاً:
انتا فوقت قبل تأثير البينج مايخلص هتحس بألم عشان لسا الجراحه حديثه ...
اومأ برأسه بتعب ليتحدث ليث مبتسماً وهو يقول:
الحمدلله على سلامتك ان شاء الله يفوق ادهم كمان
فتح عينيه مره اخرى ليقول بتعب:
مش عايز يشوفني هنا .. او يعرف بحاجه .. انا لازم اخرج .. من هنا .. ولو سأل عني قولو اني بخلص شويه شغل .. بكره بالكتير وهشوفه
وضع بها يديه في جيب بنطاله محاولاً ايجاد مكان امن ليظل به اسد وان وجد في النهايه هو متعب ومن الضروري ان يكون هناك احد بجانبه ليعتني به فمهما كان المكان هنا مؤمن ولكن وجوده هنا يعتبر مخاطره ... التفت الى الخلف ليجد من خلال زجاج الغرفه تقى التي تجلس على احد الكراسي امام الغرفه ويبدو على ملامحها الشرود ابتسم بهدوء فقد وجد الحل ليعود بنظره اليهم وهو يقول:
متقلقش سيب الموضوع دا عليا انا
ليث بإستغراب:
ازاي دا لسا تعبان ومحتاح عنايه هتخرجه ازاي
تقدم بها من سرير اسد ليضغط احد الازرار لإستدعاء الممرضين ليقول بجديه:
نتطمن عليه الاول وبعدين نتكلم
نظر جاسر اليه وقد لاحظ علامات الرضا على وجهه ليهتف قائلاً بإستنكار:
انتا موافقه على الجنان بتاعه دا دا لسا خارج من العمليات ولسا فايق
اومأ بها برأسه وهو يرى سيف واحد الممرضين يدخلون الغرفه ليقول وهو يشير لجاسر بيده بمعنى انهما سيتحدثان خارج الغرفه:
طب اتفضل ونتكلم بالهداوه
بالفعل لم يتردد جاسر في الخروج ليقوم سيف بفحصه بينما ليث ظل بجانبه .. طمأنه سيف على حاله ليشعر ليث وكأن جزء من الهم انزاح عنه لم يتبقى سوى الاطمئنان على ادهم .. قام سيف بحقن بها بمخدر ما ليعود في نومه العميق غير مدرك ما يحدث حوله ....
اتجه كلاهما الى مكتب سيف والذي يعد الاكثر اماناً ... جلس كلاهما ليبداء بها الحديث قائلاً:
انا مقدر خوفك وقلقك على ابنك بس بجد من ناحيه تانيه لازم يبعد عن المشفى وعن الشبهات وكمان زيما هو طلب مش عايز ادهم يعرف بحاجه
جاسر بجديه:
ايوه لكن هو تعبان ولازمه راحه وعنايه
ابتسم وهو يقول:
متقلقش ياسياده الفريق كل حاجه هتكون كويسه .. انا هجهز مكان وهخليه مجهز على اعلى مستوى وهيوفره الراحه والرعايه والامان كمان لحدما يبقا تمام وكدا مش هيكون في ضرر على حياته ولا هتتكشفو انا هتصرف
جاسر بتفكير:
بس لازم يبقا حد جنبه يأخد باله منه وللأسف انا مابين هنا وهناك وليث لازم يأمن ادهم وانتا مش هنزعجك اكتر من كدا عشان انتا جيت على نفسك جامد الايام دي منتا ضابط وعليك مسؤوليات ياما وانتا سايب شغلك وبيتك وكل حاجه دا غير مراتك العيانه وابنك اللي محتاجك
نظر بها اليه بهدوء وهو يفكر .. زوجته .. وابنه .. اومأ برأسه ثم اشار بعينيه الى النافذه الزجاجيه التي نرى من خلالها تقى ليقول:
يبقا تروح معاه الرائد تقى بدل ماهي قاعده كدا لاشغله ولا مشغله
التفت اليها جاسر لتنظر اليهما بترقب فلم تسمع حديثهما ولم ترد ان تسمعه ولكن التفاتهم لها جعلها تتوتر ... جاسر بتساؤل:
هتوافق
مط بها شفتيه وقال:
وليه لا هيا كمان تعبانه ولازم تستريح وكمان مش هيكونو هناك لوحدهم لازم يكون في ممرض وكدا
جاسر:
ولما هو في ممرض هتأخدها ليه ... كاد ان يتحدث ولكنه اردف قائلاً:
تمام تمام فهمت على بركه الله بس انتا متإكد من المكان دا
بها:
امان متقلقش استحاله حد يوصله
جاسر:
هو نفس المكان اللي خدت عليه البنات
بها:
ايوه فعلاً هو نفس المكان عشان متأمن كويس
اومأ له ثم اتجه الى تقى وقال بحنان ابوي:
ايدك عامله ايه
تقى بربع ابتسامه:
الحمدلله
جاسر:
كويس انتي لازم ترتاحي عشان كدا هتروحي مع اسد المكان اللي هيوفرهوله بها عشان تاخدي راحتك وتخلي بالك من المكان عشان البنات
اومأت برأسها وهي تقول دون تردد:
اوامر سيادتك
ابتسم بإرتياح على الرغم من انه لايعرفها ولا يعرف سوى اسمها ولكنه للحظه شعر بالاطمئنان لها .......
واخبر بها خالته بأنه سيرسل لها بعض من رجاله ليقومون بتجهيز احدى الغرف بمعدات واجهزه المشفى لتكون جاهزه لإستقبال اسد بعد ساعات قليله





••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••



///في قصر عائله السيوطي\\\


اتجه كلاً من حسام وحازم واسر وامير الى المطار لتحلق بهم الطائره الى وجهتهم ولازال امير قلق على يارا التي لم تستعد وعيها للحظه ...
اما جهان فقد توجهت الى قصر عمها حازم لتقوم بتجهيز حقيبه ملابس اياد بسرعه بعد ان جمعت كل ماقد يحتاجه في سفره ولم تنسى ان تضع له حافظه مليئه بالطعام وبعض من الفاكهه في حقيبه صغيره اخرى فهي تعلم جيداً بأنه لن يستحمل السفر من دون طعام والدته ...

وقفت امام البوابه الضخمه التي يوجد خلفها هدفها المنشود فتح لها الامن بعد ان قام بإخبار ريم بوجودها لتسرع الاخرى الى الحديقه كي تقوم بإستقبالها ... نظرت الى ذلك الباب الضخم الذي اغلق خلفها ليقفز قلبها بخوف وهي تلتفت لترى ان المكان قد خلا بها .. لم يكلف نفسه ذلك الرجل الضخم ان يقوم بإرشاردها الى طريق القصر فهي ستتوه لا محاله ماقله الذوق هذه...
دخلت بهدوء عكس ذلك القلق الذي اجتاحها عندما رأت تلك المساحه الشاسعه التي يوجد في وسطها ثلاثه قصور الضخمه تحمل نفس التصميم مايختلف هو مكان تلك الواجهه الزجاجيه التي تختلف من قصر الى الاخر فنجدها في احد القصور في الدور الاول وفي الاخر في الدور الثاني وفي الاخر في الدور الثالث ... تقدمت قليلاً حتى وصلت الى الحديقه الضخمه التي تضم الثلاث القصور ... اقتربت اكثر حتى وصلت الى الظل الذي يبعثه القصر ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتأمل تلك الشجره العملاقه التي تقبع بالقرب من المسبح الضخم نظرت الى ذلك القصر الذي يتوسط القصرين بتوجس وهي تتذكر حديث ملاك عن الرعب الذي عاشته هنا .. على الرغم من جمال المناظر ورقي المكان الى ان هناك شحنات تبث فيها الرعب يبدو المكان مرعب حقاً استدارت وكلها عزم بأن تعود ادراجها فلن تضحي بمستقبلها بلا شك ماذا لو ظهر لها ها هنا شبح ما؟ .. ماهذا الغباء اي شبح هذا الذي سيظهر وضوء الشمس يملاء الارجاء؟ .. ولما لا هل من الضروري ان تظهر في الليل فقط ... ما إن استدارت حتى رأت امام وجهها شخص اخر كتمت شهقتها بكف يدها ويدها الاخرى وضعتها موضع قلبها بعد ان سقطت منها الحقيبه الطبيه .....
توجهت للأسفل بعد ان اخبرها رجل الامن بأن الطبيبه قد وصلت للتو ... تلفتت يميناً ويساراً علها تجدها ولكنها لم ترى شيئ التفتت الى جهه الحديقه الرئيسيه لتجدها تقف تتلفت يميناً ويساراً ابتسمت بهدوء لتجد تلك الفتاه ممشوقه القوام بشعرها البني متوسط الطول ترتدي ملابس انيقه باللون الأزرق المكونه من بنطال من الجينز الازرق وكنزه حريريه بيضاء وعليها بالطو ازرق وكذلك ترتدي بوت ابيض وازرق وتحمل بيدها حقيبه طبيه وتتدلا من على كتفها حقيبه طويله متوسطه الحجم ... اقتربت منها بهدوء بينما كانت الاخرى تستدير بتوجس ليلتقي وجهها بوجه تلك الفاتنه ... مازادها جمال هي عينيها الرصاصيه المرسومه بطريقه غريبه رائعه ابتسمت ببشاشه لتقول:
انا اسفه عشان شكلي رعبتك
مالت برأسها بعض الشيئ ولازالت على وضعها ليقوم دماغها بالعمل بشكل سريع من تكون هذه الجميله ياترى هل هي احدى فتيات العائله لاتتذكر ان هناك غير فتاتان الاولى هايدي صديقه ليل وقد توفيت والاخرى كانت لاتزال صغيره من هذه الجميله اذاً .. رمشت بعينيها عده مرات لتقول الاخرى بهدوء:
انتي الدكتوره اخت زميله عمر ابني مش كدا
ابتلعت ريقها بدهشه وهي تقول في سرها:
عمر ابني ايه دا دي مامت عمر يعني دي متجوزه ومخلفه يالهوااااي دي العائله شكلها حلو كدا ليه دي اخرها يكون عندها اتنين وعشرين سنه هو في كدا
مالبثت ان قالت بإرتباك:
اه انا الدكتوره ليا الشرقاوي
اتسعت ابتسامه ريم لتقول وهي تصافحها:
اتشرفت بمعرفتك خشي اهلاً وسهلاً تعبناكي معانا لما جبناكي لحد هنا
ابتسمت ليا وهي تقول:
لاتعب ولا حاجه دا شغلي
اشارت بيدها الى الداخل لتلقي ليا نظره اخيره على ذلك القصر لتدخل متصنعه الهدوء بعد ان التقطت حقيبتها الطبيه ..... صعدتا الى الاعلى لتقوم ليا بعملها بينما انتظرنها في الخارج .....








••••••••••••••••� �•••
•••••••••••••
••••••••
••••
••





الماضِي...إقامَـة جبريَّـة لن تنتهِي مهما إنتهت !!!


فتح عينيه بصعوبه لتستقبل عيناه الزرقاء نور الشمس التي ملأت ارجاء المنزل .. حاول ان يرفع جسده قليلاً ليتأكد من ذلك المكان الذي كان فيه .. جلس بصعوبه ونظر حوله ليدرك انه كان ينام في الصالون نظر الى الطاوله ليجد الكيكه الكبيره الموضوعه عليها وتلك الشموع التي قد ذابت فيها ابعد عينيه عنها لينظر الى احد الابواب ليجد ان هناك سائل احمر يسيل من تحته ...
وقف وهو يترنح ويستند على كل شيئ حوله حتى فتح الباب ليجد امام مرمى بصره ماجعله يتجمد ....
دماء تغطي المكان كان مصدرها ذلك الجسد الموضوع على ذلك السرير ... لم يكن يغطي جسدها سوى بقايا ملابسها الممزقه ... جذعها مشقوق بطريقه بشعه منذ اعلى صدرها حتى اسفل بطنها والدماء التي تنزف منها تلون كل شيئ ...
اسند جسمه على الباب وهو ينظر اليها بصدمه وعدم تصديق هل يحلم ام انها بالفعل هي ... ابتلع ريقه بصعوبه ثم اتجه الى السرير يجر قدميه جراً اقترب من رأسها وهو يزيح الشعر من على وجهها ليجدها هي انه لايحلم ولايتخيل انها هي ... وضع يده على عنقه وكأن الهواء انقطع عن رئتيه ليسقط على ركبتيه امامها وهو يصرخ بإسمها بصوت كاد ان يشق الارض ...........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


يتعرق بشده رغم بروده الجو عضلات جسده مشدوده وعروقه تبرز بشكل مخيف وكأنه يصارع الموت جسده يرتعش بقوه وبشكل مفزع وكأن روحه قد بدأت تتصاعد لتفارق جسده ضربات قلبه تتعالى بنسبه كبيره وكأنه يكاد يقف من شده النبض بعنف .....
توقف كل شئ مع صرخته بإسمها وهو يستيقظ فزعاً ... كان جسده يتصبب عرقاً ويرتعش بشدة اكثر من ذي قبل حتي كاد أن يؤذي جرحه ورغم ذلك أبعد الممرضات بخشونة عنه قائلاً:
أنا كويس سيبوني ... قلت أنا كويس سيبوووني بقا
اتجه اليه سيف مسرعاً وهو يخاطب الممرضات قائلاً:
فلتنصرفو انتم هيا هيا
ابتعدن عنه الممرضات ليقترب منه سيف محاولاً جعله يعود لوضعه وينام ليسترخي جسده وهو يقول:
هتأذي نفسك حبه حبه خد نفس ومتتحركش كتير عشان هتأذي نفسك وجرحك ممكن يفتح متتحركش
نظر اليه ادهم وهو يضع يده على جنبه متألماً:
ابعد
سيف وهو يرفع يديه كي يهدئ:
هبعد انا مش هأذيك انا الدكتور اللي عملك العمليه واتكلمنا قبل كدا فاكر
عاد ادهم بجسده للخلف وهو يقول بتعب:
متقربش
كان يلتقط انفاسه بصعوبه ليبداء بالاختناق ليسرع اليه سيف محاولاً تقييد حركته ووضع قناع الاكسجين لتنتظم انفاسه ولكن ادهم كانت مقاومته اقوى بكثير ليضغط احد الازرار الموضوعه على السرير ليسرع اليه ثلاثه ممرضين ليصرخ بهم سيف:
فلتقيدو حركته جرحه سيتأذى
اقترب منه الثلاثه ليقومون بتنفيذ اوامر سيف بينما هو اخذ يجهز حقنه من المهدئ ليدخل كلاً من ليث وجاسر الذين اقلقهم دخول وخروج الممرضين اسرع اليه ليث وهو يقول:
فلتبتعدو قليلاً
اومأ اليهم سيف بإيجاب فقد ادرك بأن ادهم يعاني من ازمه او حاله فوبيا لن يستطيع اخراجه منها الى شخص قريب منه ليبتعدو فيقوم ليث بتثبيت رأس ادهم ليتشبث الاخر بذراعيه الممدوده لتلتقي عيناهما ليقول بنبره جديه وحنونه:
خد نفس محصلش حاجه انتا كويس مفيش حاجه بتحصل بص حوليك مفيش حاجه بص انا هنا جنبك ومش هسيبك حتى عمك جاسر هنا بص
لازالت عضلاته مشدوده وهو يلتقط انفاسه بصعوبه ليقوم ليث بمساعدته ليعود ينام على السرير كما كان بشيئ من القوه فلازال يرفض ويقاوم ولكن لازال ليث يهدئه بكلماته الحنونه التي بثت فيه القليل من الراحه ليسرع سيف بإعاده توصيل الاجهزه به بعد ان قام بحقنه بذلك المهدئ ووضع له قناع الاكسجين بينما كان جاسر يشاهد حاله ابن اخيه بأسى وحزن ...
لازالت عينيه التي تقاوم المخدر مثبته بعينين ليث الذي يبث له الامان ليقول ادهم بنبره متهدجه:
ماتت ومكانش ليها ذنب
ليث بنفي:
كان نصيبها كدا دا قضاء وقدر انسى
اغمض عينيه وهو يقول بصعوبه فقد شعر بثقل رهيب في لسانه:
انـ...ا ا..لـ..سبـ.. ب سسـ...بتهـ...ا تمـ...موت
ليث بحزن:
انتا ملكش دعوه متفكرش فحاجه انا جنبك وكلنا جنبك ....
اراد مقاومه ذلك النعاس القهري ولكنه فشل مراراً وتكراراً ليستسلم لذلك العالم الاسود الذي قد ملئ بدمائها .....
نهض من طرف السرير محاولاً ضبط اعصابه يحاول التماسك يحاول مقاومه تلك الذكريات التي نزلت عليه كالمطر لم يكن لينسى تلك الليله ولكنه اراد ان يتناساها كيف ينساها وقد فقد فيها اجمل ماكان في حياته فقد اعز اثنان على قلبه وتدمرت حياه اغلى اخوته ادهم واسد ... كيف له ان ينسى تلك الحادثه التي فقد فيها اربعه من اعزائه وغيرت حياتهم وشقلبتها رأساً على عقب ... اخذ نفس عميق ليتجه الى الخارج بينما اخذ جاسر ينظر اليه بحزن .... خرج كلاهما بعد ان القى جاسر على ادهم نظره اخيره ... ويأمر سيف الممرضون بتعقيم الغرفه فقد دخل كلاً من جاسر وليث بالقوه بدون تعقيم وهذا لايجوز فمهما كان تبقى هذه عنايه مشدده .....


••••••••••••••••� �•••••••
••••••••••••••••
•••••••••
•••••
••


ماذا ينتظرنا بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

انتظرونا في البارت القادم نعتذر عن التأخير وشهر كريم وكل عام وانتم بخير

لاتبخلو بمشاركاتكم انتظر ردودكم

استودعكم الله


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-22, 07:18 PM   #7

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

78





🌸🌸بسم الله الرحمٰن الرحيم🌸🌸

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

عيدكم مبارك مؤخراً وكل عام وانتم بخير


🌸🌸اهداء لـ 🌸🌸

🌸🌸 {{نورتي}} و الاسود المغرمه 🌸🌸



🌸🌸لجدي🌸🌸


""""""

اللهمّ ياسميع يابصير يامن هو على كل شيئ قدير يامن كان نعم المجيب لنوح لما دعاه ياذا الجلال اللهم حقق امنياتي وبارك اللهم فيها يامسبب الاسباب يامفتح الابواب يامجيب الدعوات ياقابل الحاجات ياسامع الاصوات ،، اللهم اني اسألك باسمك الاعظم الذي اذا دعيت به تجيب ،، اللهم اني اسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العُلا ان تخرجني من كربي وتنفس علي ضيقتي وتستجيب دعوتي ،، اللهم يامن بيده قلب الموازين فرج همي وضيقي وارحم ضعفي وقله حيلتي ،، يامن اذا اراد شيئ ان يقول له كُن فيكون قل لحاجتي كوني ياارحم الراحمين .....

""""""


"""""""""""""

🌸🌸 روايه :- (الاسود المغرمه) الجزء الاول (ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش 🌸🌸


{البارت الثامن والسبعون}


🌸🌸
"""""""""""""""

قال العباس بن الأحنف :

لابد للعاشق من وقفة * تكون بين الوصل والصرم

يعتب أحيانا وفي عتبه * يهيج ما يخفي من السقم

إشفاقه داع إلى ظنه * وظنه داع إلى الظلم

حتى إذا الهجر تمادى به ** راجع من يهوى على رغم


"""""""""""""""
🌸🌸







🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸



// في حديقه احد الفنادق الفخمه \\


كان يسير برزانه وهدوئه المعتاد يضع يده اليسرو في جيب بنطاله البيتي بينما يحمل بالاخرى كوب من القهوه العربيه التي اخذ يرتشفها بنشوه .. يخفي مقلتيه الزرقاء خلف نظارته الشمسيه ويضع على اذنيه سماعه كبيره مندمج مع انغام الموسيقى ... يتوق للذهاب الى الاسكندريه ولكنه لايستطيع الذهاب بمفرده يتوق للقاء ملاك ولكن ذلك الوغد صديقه كان السبب في تأخره عليها ... شعر بإهتزاز في جيبه اثر رنين هاتفه ليلتقطه وهو ينزع السماعات من اذنيه ثم ابتسم بسعاده وهو يرى صوره والده تنير الشاشه .. رد بسرعه وهو يقول:
اهلاً اهلاً اهلاً باللي نسي انه مخلف ولازم يسأل عن ابنه اللي خلفه ورماه
قهقه والده بشده وهو يقول:
اه يابكاش مين فينا اللي المفروض يتصل بالتاني ولا مصر نستك ابوك
سليم بإبتسامه عريضه:
اه فعلاً الهوا هنا كفايه يخليني انسى اللي خلفوني بس انتا لا ياعيوني
والده بسرور:
هاه شفت البنات هم عاملين ايه
وصل سليم الى الكافيتيريا الخاصه بالفندق ليجد المكان شبه ممتلئ اتجه الى احدى الطاولات المطلع على الحديقه الواسعه ووضع كوب القهوه خاصته عليها بحرص فهذا كأسه المميز يأخذه اينما ذهب ولا يشرب بغيره:
لسا الواد المعفن اللي هنا مش راضي ييجي قال لسا هيزور اهله بالاسماعيليه وهيرجع فكرت اروح معاه
قاطعه والده بغضب وبحده مفرطه:
لا مفيش مرواح للإسماعيليه فاهم انا بعتك هناك عشان تروح سياحه وترجع انما تروح الاسماعيليه لا ترجع من مكانك النهاردا بسرعه فاهم النهاردا تحجز على اقرب طياره وتجيني قوام
نظرت سليم الى الهاتف بدهشه ثم اعاده الى اذنه وقال وهو يعقد حاجبيه بدهشه ليسحب المقعد ويجلس برزانه:
بابا انتا انفعلت كدا ليه انا مرحتش معاه ولا هروح في ايه انا مقلتش حاجه تخليك تنفعل كل دا
والده محاولاً تمالك غضبه:
انا قلتلك مفيش مرواح وانتهى والا النهاردا ترجع
نزع النظارات ليضعها امامه قائلاً بجديه:
بابا في ايه انا منزلتش مصر عشان ارجع تاني يوم
والده بجديه:
سليم انتا ابني الوحيد ومش مستعد اخسرك انا خايف عليك لتتوه هناك مش اكتر
هتف بإبتسامته الساحره وهو يشكر الجرسون الذي قدم له كأس الماء:
تشكر شويه كمان وهنده عليك
اردف قائلاً بحنان عند انصراف الجرسون:
وانا والله مقدر خوفك بس انا مش صغير انا كبير وفاهم وواعي بعدين دي مصر محدش بيتوه فيها
تمالك والده غضبه ليهتف بهدوء:
ماشي خلي بالك من نفسك
سليم:
وانتا كمان
والده:
لا اله الا الله
سليم:
محمد رسول الله
اغلق والده الهاتف ليزفر هو بإرتياح ولكن لازال انفعال والده سر بالنسبه اليه يلاحظ انفعاله دائماً عندما يذكر اسم الاسماعيليه ولكنه لا يعلم السبب لكن لابد من ان يعرف .... لاحظ تلك الهمهمات التي ترتفع شيئ فشيئ من حوله رفع عينيه من هاتفه متأملاً المكان من حوله ليجد الاصابع والعيون تتجه اليه وكل مافهمه منهم بأنهم يتهامسون بأنه عربي ...

ابتسم بهدوء وعاد بنظره الى المينيو ليرفع يده مشيراً الى الجرسون ليتجه اليه بسرعه ليطلب وجبه افطار خفيفه ... التقط نظارته الطبيه ليرتديها واخذ يعبث بهاتفه الى ان يصل الفطور ....
عقد حاجبيه بدهشه وهو يسمع ذلك الصوت الانثوي الذي بداء يدندن بصوت منخفض بعد ان سمع صوت الكرسي الذي بجانبه ينسحب بشيئ من القوه :
راجع ليه من تانى عايز ايه انسانى ... الي بتتكلم عنه ماضى وعدى وزمنه اهو راح ... حب ده ايه بكفايه حبك مات جوايا ... ونسيت قلبك ونسيتك وخلاص منك قلبي ارتاح
انت اخترت طريق ومشيته بعت هوايا وقلبي ... نسيته واما خسرت فى بعدى راجعلى بتفكرنى بحب زمان ... هو انت بتكدب وتصدق كان من امتى بتعرف تعشق ... ابعد عني خلاص وياريتك لو تتعود على الحرماان ...
انا ضحيت بالدنيا عشانك .. ولا يوم قلبي باعك ولا خانك .. ضحيت انت بإيه علشانى بعت غرامى وفيه جرحت ... وياك ضاع العمر عليا عمرى ما شفت معاك حنيه ... يبقى عايزنى ازاى ارجعلك ولا اسمحك مهما عملت
راجع ليه من تانى عايز ايه انسانى ... الى بتتكلم عنه ماضى وعدى وزمنه اهو راح ... حب ده ايه بكفايه حبك مات جوايا ... ونسيت قلبك ونسيتك وخلاص منك قلبي ارتاح ... انت اخترت طريق ومشيته بعت هوايا وقلبي ... نسيته واما خسرت فى بعدى راجعلى بتفكرنى بحب زمان ... هو انت بتكدب وتصدق كان من امتى بتعرف تعشق ... ابعد عني خلاص وياريتك لو تتعود على الحرماان
انا علمتك تعرف تعشق بس الظاهر قلبك صدق ... عشقك ليا لوحدي وشوف من بعدي هتعرف تعشق مين ... مين يستحمل يفضل جنبك انتا ضعيف وانا نقطه ضعفك ... والايام اهي بينا وبكره هتعرف مين هيكدب مين
مكفايه يازفته ارضعي وانتي ساكته بهدلتي الهدوم كلها انا نفسي اعرف كان عقلي فين لما خلفت
قالتها وهي تمسح فم الطفله بالمناديل التي سحبتها من على الطاوله ... (قاطعت انسجامها😜😅) ثم اخذت تهدهدها وقد التهت بها ولم تنظر للأمام حتى وهي تكمل مدندنه بخفوت سمعه سليم الذي كان يتابعها منذ البدايه (البنت بتغني من طفش اكيد في سبب قوي خلاها تتجنن مع انه واضح السبب):
نفسي افكر مره بعقلي مشيت ورا قلبي معاك كتير ... اتحملت اكتر من طاقتي حبيبي اشوف وشك بخير ... سلام مع السلامه اللي بينا دا كله راح ... انا خدت معايا قلبي شلت فيه كل الجراح ... زيما دخلتك حياتي وكنت يوم غلطه حياتي انا همحيك من ذكرياتي ولاهبكي على الي راح .....
مش هرجعلك ولاهسمعلك عمري مهنسى عملت ايه انتا تموت من غيري يا كدبك فوق من الوهم اللي انتا فيه ... سلام مع السلامه اللي بينا دا كله راح انا خدت معايا قلبي شلت فيه كل الجراح ... زيما دخلتك حياتي وكنت يوم غلطه حياتي انا همحيك من ذكرياتي ولاهبكي على الي راح ...

اما سليم فقد اتسعت ابتسامته وهو يراها تضع طفلتها في حضنها وتعطيها الرضاعه وبيدها العديد من الاكياس التي وضعتها في الارض بجانب الكرسي وحقيبتها وحقيبه اطفال صغيره وهاتف واوراق كثيره وضعتها على الطاوله امامها اين كانت تحمل كل هذا لايعلم ... وكيف لها ان تجلس من دون ان تعلم بان الطاوله فارغه ... اجل عرفها فمن يعشق اغاني عاشور اكثر منها ولكن لابد من ان يلقنها درس لا تنساه نزع نظارته الطبيه وارتدى نظارته الشمسيه كي لاتتعرف عليه بسرعه وعقد حاجبيه واخذ يراقبها بهدوء مستنكر وهو يكور قبضه يده واضعاً اياها على الطاوله كي تشاهد عروقه البارزه علها تخاف مع انه يشك في ذلك

وضع الجرسون الطعام على الطاوله وكاد يسألها عن طلبها ولكنها رفعت مقلتيها لتهتف قائله:
بس انا مطلبتش حاجه
اشار برأسه للجهه الاخرى لتنظر الى ذلك الذي يجلس امامها ... عقدت حاجبيها بإستغراب لتنهض بغضب قائله بإنفعال:
انتا ايه اللي مقعدك هنا انتا ازاي تقعد هنا انتا مش محترم على فكره ازاي تشوف الطاوله محجوزه فتقعد عادي دنا هصوت والم عليك امه لا اله الا الله
ضرب بكفه على الطاوله لترتجف وهي تحتضن طفلتها بقوه ليهتف قائلاً بصوت رخيم:
مين اللي قعد الاول
انتبه لهم جميع من في المكان ليتحدث الجرسون بتوتر:
انت سيادتك
الفتاه بغضب مخاطبه الجرسون:
ايه دا هو دافعلك كام عشان يقعد جنبي دنا هشتكي بالمطعم على الفندق وهقفلهولكو انا جيت وقعدت قبله هو مال اهله يقعد هنا وهو شايفني قاعده
هتف احد الشباب الذي في المقعد الذي خلفهم:
ايه البجاحه دي لا جايه هي تقعد قصاده وبالاخر تقول انه هو اللي بيتبلى عليها هي دي حركه جديده نزلت بالاسواق عشان تلفتو النظر مع انك مش محتاجه لفت نظر منتي اهو معاكي طفله ...
كادت تتحدث ولكن سليم التفت لذلك الشاب ليهتف قائلاً بهدوء:
ممكن محدش يتدخل
عاد الجميع الى اماكنهم لينظر اليها ويقول:
تقدري تتفضلي
نظرت اليه بغضب واخذت تلملم اشيائها وتلملم معها كرامتها ولكن عينها وقعت على ذلك الكوب المميز كادت تأخذه ولكنه سبقها وسحبه ناحيته بمعنى انه له وقد علم ماتفكر به ... نظرت اليه بدهشه ثم عادت بنظراتها الى الكوب اجل تعرف هذه الاكواب جيداً اكواب سوداء وعليها سته احرف ذهبيه مكتوبه بالانجليزي بزخرفات رائعه (m-l-o-s-r-n) لتتمتم بعدم تصديق:
سليم
تأكدت من وجود كوبها الموضوع في حقيبتها لتجده في مكانه عادت بنظراتها الى وجه ذلك الذي يبتسم بثقه متفحصه ملامحه مره اخرى لتقول بصدمه:
انت سليم
ضحك بشده وهو ينزع نظارته الشمسيه قائلاً من بين ضحكاته:
نمار المجنونه
لتبتسم بسعاده وهي ترى عيناه الزرقاوان اجل هو سليم:
يااااااااه ليه مقلتش من البدايه كان لازم المرمطه دي كلها والله مكنت هعرفك لولا الكوب دا انا خدته كنت فاكراه الكوب بتاعي استغربت لما شفته على الطاوله قلت امتى انا طلعته من شنطتي .. لسا محتفظ بيه
ابتسم وهو يقول:
اه طبعاً محنا قلنا مش هنفرط بيهم ابداً دول عربون الصداقه بتاعنا يااااااه والله وحشتوني قوي
اخذت نفس عميق وهي تحتضن طفلتها من فرط السعاده:
وانتو كمان والله وحشتوني كل واحد لاهي فدنيته وملحقناش نتجمع
رفع حاجبه وهو يقول:
بس ايه الجبروت دا ياشبح هتقفلي الكفتيريا على الفندق مره واحده لا كدا كتير قوي
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها:
لا متصدقش دنا من الخوف كنت هعملها على نفسي ايه العالم دي بجد
ضحك قائلاً:
مجنونه وهتفضلي مجنونه نعمل ايه يعني زيما عرفناكي متغيرتيش
ثم اردف وهو يمد يديه لها لتناوله الطفله وهو يقول:
لا متقوليش ان القطقوطه دي بنتك
اومأت بإيجاب ليقبل الطفله بعمق وهو يرفعها عالياً متفحصاً ملامحها تاره ينظر اليها وتاره الى والدتها لتحمر وجنتي نمار خجلا لتجلس على المقعد بحياء ليهتف قائلاً وهو يضحك:
لا دي طلعت شبه المعفن باباها من حقك تتدايقي
جلس على المقعد ليجد الجميع ينظرون اليهم بدهشه فمنذ قليل كانت تكاد تقوم حرب والان الضحكات تملاء الارجاء ابتسمت وهي تقول:
اه فعلاً شبه رأفت كلهم بيقولو كدا
سليم وهو يضع الطفله على الطاوله ويقبل راحتيها:
ايه العسل دا كله ياقمر انتي امال اسمها ايه
ابتسمت وهي تقول:
دورنا كتير وبالاخر سميناها سلمى
سليم:
حلو سلمى كنت فاكر هتعملو من اساميكو تركيبه جديده زي عبط ايام الجامعه
ابتسمت قائله:
لا محنا جمعنا اساميكو وطلعت لينا سلمى
ضحك وهو يقول:
سليم ليا ملاك واخر حرف من اسم عُلا
نمار وهي تعدل حجابها:
فعلاً .. هاه اي ريح طيبه رمت بك الينا
سليم:
رياح الشوق بقا امال رأفت فين مش شايفه
نمار:
بقاله ساعه بيجيب كرسي لسلمى
تحدث مازحاً وهو يعبث بخدي سلمى:
اللي حاسس بيه انكو متخانقين يعني قاعده تغني لعاشور ومدايقه ومش طايقه بنتك والكلام دا للدرجادي الجواز محبط
ضحكت بخفه وهي تقول:
وحياتك دا الجواز نكد بدايته بتغني يوم في عمري وياك بعمري احساسي معاك دا محسيتهوش عمري واخره نفسي افكر مره بعقلي و مين اتظلم ومين ظلم
انفجر بالضحك وهو يضرب كفه اليمين باليسار وينحني للأمام من شده الضحك شاركته هي ايضاً معلقه بصعوبه:
انت جرب حظك وهتشوف
سليم هز رأسه رافضاً:
عمري بعد اللي شفته دا استحاله اتجوز دنتي بتمشي ومش عارفه ربي سايبك فين دنتي حتى مفكرتيش تبصي قدامك
وضعت يديها على الطاوله وهي تقول:
ليه دنتا لو شفت سي رأفت هتتراجع منتو مبتعملوش حاجه محنا اللي بنكرف ليل نهار عيال وطبيخ وغسيل وتنظيف لا وبالاخر ييجي الراجل منكو يقول
فخمت صوتها وهي تقول:
عايز اعرف قاعده من الصبح بتعملي ايه
وضعت يدها على عنقها وهي تقول:
لا كدا كتير منا ببقى عايزه امسكه من زموره رقبته وافعصها لحدما يعرف ان الله حق
سليم بفزع:
ياساتر يارب ايه كميه الشر دا دنا حتى كنت فاكرك كيوت دنتي طلعتي شريره خالص
شهقت وهي تضع يدها على صدرها لتمط شفتيها وهي ترمش بعينيها وقد عادت مسالمه كما كانت لتقول:
دنا طيبه خالص بس انتا اللي متعرفنيش
قلص عينيه قائلاً:
ياراجل
ضحكت بخفوت لتقول:
والله انا طيبه وغلبانه قوي بس رأفت وبنته بيطلعو الوحش اللي جوايا اعمل ايه اسيلهم ينهشو فيا وانا اقعد اتفرج لا دول ساعات مبيمشوش الا بالعين الحمر
قبل سلمى من وجنتها وهو يقول:
ويهون عليكي تتنرفزي على العسل دي دا حتى حرام عليكي لا سلمى العسل حرام تبقا عايشه معاكو والله
نمار بجديه:
الا صحيح انتا بتتواصل مع البنات بقالي ييجي كدا شهر متواصلتش معاهم حتى جروبات الواتس مبقوش بيدخلوها
سليم:
بقو دكاتره والكلام دا
نمار:
بس احنا قررنا نكمل الزياره هنا هنروح الاسكندريه نزورهم والحمد لله انك معانا عشان هنروح مع بعض ويكتمل العدد
سليم:
اه لازم مهو مينفعش منجتمعش عشان كنت هاجي واسحبك انتي والواد الاقرع دا من السعوديه لهنا
نمار:
الحمد لله ان الصدفه جمعتنا ومخسرتش تكاليف الطياره
سليم نافياً:
لا كنت هاجي بالعباره منا نفسي اركب البحر الاحمر قوي
لاتعلم لما انسحبت من لسانها لتقول:
طب سمعت اخر نكته نزلت بالاسواق
وضع سلمى التي تلهو بنظارته الشمسيه في حضنه وقال:
اللي هيا
نمار ضاحكه:
الدكتور سنان المجنون اللي كان دائماً بيفضل ورا ملاك مدير المستشفى اللي بيشتغلو بيه كلهم بيقولو ايه .. دا طلع بيحبها بجد وناوي يتقدملها رسمي
لم يتحدث بل ظل يعبث بيدي الطفله وكأنه لم يسمع او ربما كان يتوقع ذلك لتهتف قائله:
انتا رأيك ايه
رفع رأسه ليمط شفتيه بعدم معرفه ومن ثم يقول:
وهي رأيها ايه
نمار بجديه:
بص هو دكتور لقطه ميتعوضش مش زي المنحوس جوزي وهو بيحبها بطريقه تخوف انما من ناحيه انه مجنون فدا شيئ مش مقبول حبه ليها حب تملك وكأنه عايز يحتكرها مع انها مش مدياله مساحه خالص مش عارفه ليه بيحشر نفسه بكل حاجه من لما كنا بالجامعه عايز اوراق ملاك دي درجات ملاك ودي شهاده تقدير لملاك دا بيطلع لواحد القيلون والغضروف اوف دا مجنون .. بس رأيها الشخصي بيه معرفش بس اللي شايفاه انها مش بتطيقه ولا مدياله بال اصلاً
سليم بضيق:
لو قالت انها مش عايزاه ولا متقبلاه بحياتها مش هتلاقيه من تاني يوم بس باين انها مش مدياله بال وبكدا هيتعشم وهيصر على قربه منها سيبيه عليا لما اروحلهم هربيه
قاطع حدثهم دخول رأفت الذي اشارت اليه نمار ليتجه اليهم وهو يشتعل غضباً فمن هذا الذي يجلس مع زوجته ويحمل طفلته .... وقف سليم وناولها الطفله هو يستدير اليه ويفتح له ذراعيه ليقف الاخر مندهش امامه ... ضحك سليم وهو يقول:
الواد مصدوم ياحبه عين ماما
رأفت بصدمه:
سليم
احتضنه ليقول:
لا عيان ههههههههه انتا هتفضل طول عمرك تتصدم كدا
رأفت وهو يضرب ظهر سليم بقوه:
يخرب بيتك ايه النيو لوك الجديد دا عامل شعرك كدا زي العيال بتوع الايام دي لا لا ايه البنطلون الاهبل دا
سليم وهو يبعده عنه:
الناس بتسأل الاول ازايك عامل ايه اخبارك والكلام دا
رأفت وهو يحضنه بشده:
ليك وحشه ياسمسم والله
وبعد الترحيب والجلوس هتف سليم قائلاً:
هاه الدنيا عامله معاكو ايه بقا
رأفت وهو يضع كفه على كف نمار الموضوعه على الطاوله وهو ينظر الى يديهما بحب:
تعمل اللي تعمله اهو نحنا قصادها
ابتسم قائلاً بخبث:
امال زموره رقبته والكلام دا ايه بقا ولا ساعه شيطان
عقد رأفت حاجبيه بعدم فهم لتهتف نمار قائله بتتويه:
بتحب تهزر ياسليم هاه مقلتش بقا سلمى شبهي ولا شبه باباها
سليم بنذاله:
لا منا قلتلك قبل كدا انها شبه باباها ... بصي المناخير اللي ملهاش ملامح دي يمكن تكون شبهك وانتي صغيره انما رأفت فنفس العينين نفس الشفايف بتاع الهمستر دي كل حاجه بمعنى كل حاجه بصي بصي حتى تشكيله ودانها الخالق الناطق سبحان الله
رأفت بتذمر:
شفايف الهمستر بعينك انا فأر ياندل
سليم وهو يلتقط هاتفه من على الطاوله:
الهمستر من فأر يااهبل دا من شله القوارض يعني صاحبهم من بعيد زيي انا ونمار هي قريبتي بس من بعيد قوي يعني ابوها يبقا ابن ابن جد ابويا اللي هو جده اخو مامته من ناحيه الجده يعني وحاجات كتير تلزمها شجره العيله
نمار:
عادي اهم حاجه اننا اهل وقرايب طب قول لباباك يدور كدا تاني يمكن تطلع ملاك ولا ليا وعُلا قرايبنا ومن هذا القبيل
سليم وهو يلتقط له بعض الصور مع سلمى التي تشبثت بشعره ولم ترد ان تنزعه من بين يديها:
لا دورت قبلك بس ملقتش
رأفت وهو يلتقط احدى الشطائر التي كانت قد مر عليها زمن ونسيها سليم:
ياجماعه هتأكلونا ايه دنا واقع من الجوع بس الفطار النهاردا على حساب سليم عشان لسا جديد هنا
سليم بسخريه:
قعدت بالسعوديه كتير واللي اعرفه انهم اهل كرم ليه متعلمتش منهم حاجه
رأفت نافياً:
ابداً بس اتعلمت كذا كلمه بص بقا انا هطلب فطار بالخليجي بص بقا ....
رفع يده ليأتيهم الجرسون فيتحدث رأفت قائلاً:
ودنا نفطر على ذوقك هات اي شي عندك بالمطبخ واسرع ترانا ميتين من الجوع
انصرف الجرسون ليضحك سليم قائلاً:
مسخره بجد وبعدين ايه الفطار اللي عايزه النهاردا بقا وقت الغدا
رأفت وهو يحشو فمه بالطعام:
لا منتا هتعزمنا فمطعم فخم اعرفه هنا ... ولا هتتراجع
سليم وهو يلتقط هاتفه وينهض:
تمام انتو افطرو وانا هروح اجهز واغير هدومي ونطلع سوا
رأفت بنفي:
لا لا اقعد افطر الاول وهنتأخر بالغدا حبه
جلس سليم وهو يقول:
ماشي



وصل الطعام لينهض رأفت بسرعه ويضع الاطباق مع الجرسون ومن ثم يقضي على كل ما على الطاوله .... انهو الفطور وتوجهو الى الفندق وللصدفه كانو قد نزلو في نفس الفندق اتجهو الى احد المطاعم ليقضو النهار بأكمله مع بعضهم واخذو يسترجعون ذكرياتهم والبعثه التي جمعتهم ببعضهم وشكلو اجمل جروب في جامعتهم وهم الذين لم يكونو يعرفون بعضهم من قبل .... في السنه الاولى كُن ملاك وليا لا يعرفون احد في امريكا لم يمر شهر واحد إلا وكانو قد تعرفو على نمار التي كانت معهم في نفس العماره التي كانت تضم اكثر العرب المبتعثون وفي السنه الثانيه انضمت اليهم عُلا وكانت نمار هناك مع شقيقاتها في احدى الشقق المجاوره لشقه الفتيات لذا فقد كانت عُلا تضع علاء معهم اغلب الوقت فإحداهن كانت مبتعثه والاخرى كانت قد فتحت هناك مشغل للأعمال اليدويه وتذهب الى عملها بعد رجوع الفتيات لتسلمهم علاء ولم يكن عندها الا طفل رضيع في عامه الثاني .... وكذلك رأفت كان يسكن في احدى الشقق مع مجموعه من الشباب التقى نمار واحبها ولم يتردد في خطبتها ولكنهما لم يتزوجا الى في سنتها السادسه ... ومنذ ذلك الحين وجميعهم اصدقاء اما سليم فقد كان في نفس تخصص رأفت والذي تعرف عليهم عن طريقه بعد والده اسكندر الذي كان الدكتور المعلم لهم تعلق بملاك ومن ثم نقل الى نفس السكن مع رأفت ليبقا قريب منها ومن هنا نشأت صداقتهم العميقه




//ملاحظه صغيره\\

إسكندر والد سليم ليس بريطاني كما قلت سابقاً بل والدته اي جده سليم بريطانيه ووالده مصري لذلك فهو يحمل الجنسيتين وكذلك الفرنسيه لان زوجته فرنسيه والامريكيه لانه يعيش حالياً في امريكا ويدرس هناك



التعريف بالشخصيات:::---


نمار :-
24 عام طبيبه جراحه فتاه متوسطه الجمال متوسطه الطول بدينه بعض الشيئ وطولها متوسط يتناسب مع وزنها عيناها سوداء متوسطه الاتساع تملك انف وفم صغيرين بشرتها سمراء وشعرها متوسط الطول بني وكثيف ولكنها ترتدي حجاب فتاه تحمل نفس طباع صديقاتها مسالمه وظريفه

رأفت :-
26 عام مهندس الكترونيات صديق سليم الصدوق شاب وسيم طويل بعض الشيئ متوسط الحجم ليس بالبدين ولا التحيف جسده رياضي بعض الشيئ يملك عينان سماويه ولا يملك اي شعره في رأسه ولكنه يبدو اكثر وسامه بلحيته الخفيفه الانيقه ويملك ايضاً غمازتين ... شاب ملتزم ومهذب اكثر مايحبه هو الطعام … ولكنه بالطبع وفي يحب زوجته وابنته التي تشبهه اكثر من اي شيئ اخر ... يسكن في السعوديه مع والده الذي هو سعودي الاصل ولكنه كان طوال حياته يسكن مع والدته في مصر بعد انفصالها من والده وبعد وفاه والدته خشي ان يخسر والده الذي لايملك سواه لذا وافق بعد رجاء والده له بأن يسكن معه ويضل بجانبه ولم يمر على بقائه مع والده بعد وفاه والدته إلا عامين لا غير لا يحمل اي صفات من والده فهو نسخه من والدته ... لديه اشقاء من والده ولكنه لا يختلط بهم كثيراً فهم اكبر منه وهو ليس الا بعمر ابنائهم ....





~~~~~~~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~~~~~~~>





//في مجمع شركات عائله السيوطي\\




خرج من غرفه الاجتماع متجهاً الى المكتب الزجاجي الراقي ليجلس على احد كراسي المكتب الاماميه لم يستحب الجلوس على الكرسي الرئيسي وخصوصاً في غياب صاحبه ... لايظن ان ذلك سيزعج احد او انه سيرسم انطباع اخر له عند الموظفين ولكنه لم يجد نفسه في ذلك الكرسي فهو لا يرى ذلك المكان لائق غير لصاحبه الاساسي جاسر .....
تنهد بعمق وهو يجمع الاوراق التي امامه ويعيدها الى طرف المكتب عاد بكرسيه للخلف وهو ينظر الى السقف بشرود ... يشعر بأنه نسي شيئ ما يشعر بالنقص ماذا يفقد منذ ان استيقظ وهو يعمل حتى اللحظه اصبحت الساعه الثانيه مساءً ولازال يعمل ولازال يشعر بأنه يفقد شيئ .... بالتأكيد يفقد الكثير هذا اليوم الثاني وهو لم يسمع حتى صوتها اشتاق اليها بجنون ود لو ان يطير اليها ولكن هناك شيئ يمنعه اجل انه كبريائه لن يفعل اي شيئ حتى تقدم هي اعتذارها لن يتحرك خطوه حتى تعترف بخطئها ... اتراها نسيت وتعايشت مع وضعهما ؟ ... اتراها استطاعت النوم ... اتراها اشتاقت له واخذت هاتفها لتبعث له رساله على الاقل ؟ ... ام انها اخذت تمحي ملامحه التي نحتتها بحب على بياض لوحاتها ؟ ... اتراها اخبرت طفلها كم اشتاقت اليه واحتضنته فيه ؟ ... هل ؟ وهل ؟ ..... اجل يقدم لها الاعذار ولكنه يوسف حبيبها وعشقها الاول والاخير ... زوجها ووالدها والدتها وكل اخوانها التي لاتمتلك شيئ منهم ... سندها وظهرها وكل شيئ في دنياها ... كل الفراغات في حياتها كما يعتبرها هو نقاط الضعف والقوه بالنسبه له ....
يفكر كثيراً مالذنب الذي فعله يجعلها تشك به او تفكر مجرد التفكير انه قد يخونها هو الذي يرى كل النساء سواء سواها على الرغم من بساطتها الى انها ملكه على عرش قلبه على الرغم من كل شيئ الى انها كل شيئ .... هل كانت تشك به من قبل ؟ .... هل حدث ذلك ليفتح عينيهما على القادم من حياتهما .... هل ستشكل هذه المشكله التافهه فجوه كبيره في حياتهما ؟ ... طوال الوقت كان يسعى ليثبت لها حبه بشتى الطرق ولم يسعى يوم لتعزيز ثقتها به لانه كان يعلم جيداً بأنها تثق به ثقه عمياء كما يفعل ... لايعلم هل يغضب من نور ام يشكرها لأنها نبهته على شيئ لم يكن يعلمه ... هل ستشكل هذه المشكله ثقب اسود في مستقبلهما ؟ ... ولكن ماذا عن الحاضر ... مادامت هي من بدأت فلتنهي الموضوع هي .....
زفر بحده ولسان حاله يقول ......


فَـوَاللهِ ثَـمَّ وَاللهِ إِنِّـي لَـدائِـبٌ * أُفَكِّرُ مَا ذَنبِـي إليك فَأَعجَـبُ

وَوَاللهِ مَـا أَدرِي عَـلامَ هَجَرتِنِـي * وَأَيَّ أُمورِي فِيكِ يا لَيـل أَركَـبُ

أَأَقطَعُ حَبلَ الوَصلِ فَالمَـوتُ دُونَـهُ * أَمَ اشرَبُ كَأساً مِنكُمُ لَيسَ يُشـرَبُ

أَمَ اهرُبُ حَتَّى لا أَرَى لِي مُجـاوِراً * أَمَ افعَلُ مَـاذَا أَم أَبـوحُ فَأُغلَـبُ

فَأَيُّهُمـا يـا لَيـل مَـا تَفعَلينَـهُ * فَـأَوَّلُ مَهجـورٌ وَآخَـرُ مُعتَـبُ

فَلَو تَلتَقي أَرواحُنـا بَعـدَ مَوتِنـا * وَمِن دونِ رَمسَينا مِنَ الأَرضِ مَنكِبُ

لَظَلَّ صَدَى رَمسِي وَإِن كُنتُ رِمَّـةً * لِصَوتِ صَدَى لَيل يَهُشُّ وَيَطـرَبُ

وَلَو أَنَّ عَيناً طاوَعَتنِـيَ لَـم تَـزَل * تَرَقرَقُ دَمعاً أَو دَماً حينَ تَسكُـبُ





~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~




///في احد المستشفيات الحكوميه\\\



كانت تقف امام المدخل بحيره فمالذي ستقوله عندما تدلف الى الداخل ولكنها دخلت بهدوء لتتجه الى قسم الحسابات لتقف امام تلك الممرضه لتهتف الفتاه وهي تتفحص ملامحها بتمعن:
اهلاً اقدر اخدمك بإيه
هتفت بهدوء قائله وهي تستند بجذعها على الطاوله التي امامها:
كنت عايزه اسأل على الفاتوره بتاع
قاطعها ذلك الصوت الذي هتف قائلاً بسرعه:
اه الحساب مدفوع انتي جايه عشان تعملي الاشعه ولا ايه
التفتت ببطء لتعقد حاجبيها متسائله عن هويه هذا الشخص الذي يقف امامها ليهتف قائلاً:
انا عاكف كنت معاكي انتي وسنا هنا امبارح وقت الحادث
اومأت برأسها لتقول:
اه انا نسيت اتشكر حضرتك على وقفتك معايا وعلى الرغم من كدا مكانش ينفع تدفع الحساب انا امبارح مكنتش عارفه انا فين وعشان كدا انا نسيت
اومأ متفهماً ليقول:
مفيش مشكله وبعدين دا كان مبلغ بسيط وخلاص اتدفع تقدري تمشي
ابتسمت بهدوء وهي تقول:
طب ينفع تديني الفاتوره
عاكف بحزم:
لامينفعش الكلام خلص وبعدين انتي صاحبه سناء ودا اقل حاجه ممكن اقدمه ليك
شذى:
بس كدا مينفعش انا اللي المفروض ادفع الحساب المستشفى و
قاطعها قائلاً:
خلاص ياستي حصل خير المره الجايه ادفعي انتي
عقدت حاجبيها ليقول متداركاً الامر:
بعيد الشر طبعاً المهم انك المره الجايه تسوقي كويس ولا بلاها
شملته بنظراتها ثم قالت بهدوء:
ان شاء الله .. على كلاً متشكره بجد مش هنسى موقفك الشهم دا على كلاً لو احتجت حاجه اعتبرني موجوده
ابتسم ليقول:
تشكري
ابتسمت بهدوء ثم ابتعدت لينظر اليها حتى ابتعدت ثم يعود بنظره الى الامام ليرى تلك الممرضه التي تتكئ بمرفقها على سطح الطاوله لتسند رأسها بها وانامل يدها الاخرى تضرب الطاوله بخفه مراراً وتكراراً وهي تنظر اليه بحاجب مرفوع لتقول:
ودا من امتى ان شاء الله ياسي عاكف
اقترب من الطاوله وقال:
سيبك منها انا قلت اني هدفع الحساب يبقا خلاص المهم هاتي الموبايل بتاعي عايز اخد رقم الدكتور علي
لوت شفتيها قائله:
الموبايل مرهون يعني ملكش فيه لما تبقا تدفع تبقا خده اما النهاردا لا ... مش كانت البنت جايه تدفع انتا مالك بتتدخل ليه ولا عاملي شهم على الفاضي
ضيق عينيه بإستنكار وهو يقول:
وانتي مالك انا كلمتي واحده
اكملت قائله وهي تقوم بتقليب ذلك العلك في فمها:
اه ومش بتنيها عارفه الاغنيه دي كانت بتاع مين سامو زين او التاني اللي اسمه
عاكف بضيق:
وانتي مال اهلك انتي تعرفي فلوس وخلاص هاتي الموبايل
نظرت اليه بغضب وقالت:
يلا من هنا انا مش فاضيالك ورايا شغل يلا من هنا قال عايز الموبايل قال
رفع حاجبه بإستنكار ليقول:
ايه دا انا هكلم المسؤول عن المستشفى دي وهخليه يرفدك
ابتسمت بسخريه وهي تلول:
دا لو قدرت تشوفه اصلاً يلا من هنا مترجعش الا لما تجيب الفلوس
تجاهلها واتجه الى الخارج وهو يقول:
ايه الناس دي ياساتر هدفع هدفع مش هنكركو ....
ولكنه عاد من فوره اليها ليسند جذعه على الطاوله امامه وهو يقول:
بقولك ايه
قلبت عينيها بضيق وهي تترك الاوراق التي في يدها:
خييييييير
عاكف بإبتسامه مشاكسه:
تقدري تلاقيلي وظيفه عندكو هنا منا إبن حتتك وتقدري تتوسطيلي وكدا في الاخر كان مابينا عيش وملح قبلما يتقطع العيش نهائياً
رفعت حاجبها بإستنكار لتقول:
معاك شهاده دكتوراه
هز رأسه بلا لتقول:
طب اخذت دورات تمريض
هز رأسه بلا لتهتف قائله:
طب بتعرف تشطف كويس
رفع حاجبه بإستنكار ليقول:
عايزه تشغليني فراش
ابتسمت ببرود لتقول:
مهي دي الشغلانه الوحيده اللي مش بتحتاج شهاده وانتا لا معاك شهاده ولا حتى دارس فأي معهد كنت هقول بواب بس زيما انتا عارف منقدرش نقاعد العم عبده عشانك
دنا لينزع حذائه ولكنها صرخت به قائله:
اوعى هطلبلك البوليس وهنسى انكابن حتتي يامعفن
استقام ليقول بتهديد:
ماشي ياحزنبل هدرس محاسبه او سياحه وفنادق وهاجي واخد مكانك هنا وهتشوفي ولما تيجي ترهني موبايلك مش هديهولك اسفخس مطمرتش فيكي العشره وانا اللي كنت لو معايا جنيه بديهولك وانتي قاعده جنب عربيه الدره معندكيش فلوس تشتريه ماشي ماشي والله مهعديهالك
كتمت ضحكتها وهي تقول:
طيب ادرس الاول وارجع تعالى هنا وانا هتقاعد خصيصاً عشانك
هز رأسه قائله:
ماشي هتشوفي وهفكرك
اومأت برأسها موافقه ليبتعد متجهاً الى الخارج وهو يتحلطم بينما انفجرت هي في الضحك وهي تقول:
واه فقر بصحيح هو ماله الفراش يعني ميشبهش ولا ميشبهش يالهوي دنا مبتطمرش فيا العشره بصحيح ازاي خليته يمشي قبلما اديه سنديتش الفول والطعميه نخفف من الديون اللي كان بيمن عليها بيها قال دره قال ....



---:::التعريف بالشخصيات :::---


عاكف ---- شاب في الخامسه والعشرون من عمره انهى ثانويته ثم التحق بأحد نوادي الفروسيه فكم يعشق الخيل ولكن في سبيل ذلك فقد الكثير لم يجد للحظه اي عمل ولم يستطع ايضاً التسجيل في اي بطوله لسباق الخيل على الرغم من مهارته الى انه لايملك واسطه ولايستطيع تقديم الرشاوي ...
ملامحه عاديه فهو ذلك الاسمر النحيل ذو العينان السوداء والشعر الكثيف بني اللون .... مستواه الاجتماعي اقل من متوسط بل انه لايملك قوت يومه ويعيش في احد الاحياء الشعبيه في احدى الغرف التي تقبع في السطوح والتي بالطبع لايستطيع دفع إجارها شهرياً مما يتسبب ذلك في طرده شهرياً من تلك الغرفه بسبب مشاكل بينه وبين اسرته بسبب عدم التحاقه بأحد معاهد الحاسوب او اي معهد اخر يستطيع من خلاله ان يحصل على عمل شريف بدلاً من هوايته التي لم تسبب له سوى المتاعب ....

نتعرف على قصته اكثر مع الاحداث


~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~



//في قصر عائله جاسر السيوطي\\



جمعت اشيائها في حقيبتها الطبيه لتتعلق عينيها بتلك المسكينه التي لازالت عينيها تذرف الدموع حتى وهي في اللاوعي ثم انتقلت بنظرها لذلك المحلول الموصل بيدها النحيله لتنظر اليها بحزن فقد انهارت بسبب ذلك الخبر الصعب الذي تلقته والذي يعتبر ابشع خبر قد يسمعه الانسان ... وفات والدتها ... نظرت الى دموعها بشفقه واخذت تعصف بها الذكريات الى ذلك اليوم الذي علمت فيه بوفاه والدتها كانت لاتزال صغيره في عمر العاشره او الحاديه عشر تتذكر كيف انهارت في ذلك الوقت كانت لاتزال تحتاجها لم تشبع منها بعد وجدت نفسها تتشكل لتصبح ام لطفله اصغر منها طفله لم تجد ذلك الحضن الذي يلمها بإحتواء بعد والدتها ربما هي ماصبرها على وفاه والدتها كان حضن والدها الدافئ الذي مهما كان تعامله مع الناس ولكنه لم يكن قاسي معها لم يغصبها على شيئ بالعكس كان حنون وطيب القلب ولكنه لم يكن هكذا مع نور على الرغم من انها اصغر منها وكانت بحاجته اكثر منها ... اساساً هي لاتعلم سبب كره والدها لها تجهل سبب تعامله الجاف معها ... ولكن لابأس فهي والدتها ووالدها في الوقت الذي يتطلب لذلك ..... شعرت بهاتفها الذي كان يهتز في حقيبتها اتجهت الى الحقيبه الموضوعه في طرف السرير والتقطته بلهفه علها تجد خبر يطمئنها على ملاك وعُلا ولكن لم يحدث ذلك للأسف كان اتصال من احد النوادي التي اتفقو ان يقام فيها حفل عيد الميلاد بسبب اصرار الفتيات لكن بسبب ارتباكها وقلقها على الفتيات نسيت ان تلغي الحجز ردت بهدوء:
صباح الخير ..... انا بعتذر من حضرتك بس حصلت معانا ظروف واضطرينا نلغي عيد الميلاد .... اه طبعاً اكيد ان شاء الله ..... لا خلي العربون معاك انا بجد بعتذر عشان عطلتكو ... لا مينفعش طبعاً دا حقكو ... شكراً لحظرتك سلام ...
اغلقت الهاتف لتعيده الى مكانه متى ستطمئن عليهم ياترى متى ... لابد من ان تقوم بزياره منزل ملاك فكما اخبرها ادهم ان انس كان هناك وقت الحادث وحدث معه انهيار لابد من ان تقوم بزيارته ولعلها تطمئن على الفتيات فبالتأكيد سيكون قد علم بما قد توصلو له ....... نظرت الى ساعه يدها ومن ثم التقطت حقيبتها واتجهت الى الباب وما إن خرجت حتى اتجهت الانظار اليها لتقول مطمئنه اياهم:
خير ان شاء الله
رنا بلهفه وهي تمسح دموعها:
هتفوق امتى
ليا وقد اتجهت عينيها الى الصياد الذي كان يقف بالقرب منهم ولكنها عادت بنظرها مره اخرى الى رنا وريم لتقول:
ان شاء الله بعد كذا ساعه ...
مدت يدها لهم بما تسمى الروشته لتقول:
الدوا دا لازم تستخدمه بإنتظام والمهدئات الزياده عن اللزوم مش كويسه خالص مش كلما تنهار تحقنوها بالمهدي لا حاولو انتو تحتووها يكون احسن مقدرش اعمل حاجه غير كدا خلو بالكو منها
ريم بلهفه:
اه طبعاً شكراً يابنتي ربنا يخليكي لأهلك
ابتسمت بهدوء وهي تقول:
شكراً ياطنط استأذن حضرتكو النهاردا لو احتجتو اي تعليمات او اي مساعده في اي وقت دي ارقامي ان شاء الله اقدر اخدمكو
قالتها وهي تخرج احد الكروت لتلتقطها رنا بهدوء لتقول:
متترددوش اتصلو بيا وهتلاقوني قدامكو
لتلتفت اليهم وهي تتجه الى الدرج:
البقاء لله مره تانيه
اومأ الجميع لتتجه الى الاسفل وخلفها ريم التي حاولت ان تعطيها مبلغ بسيط ولكنها رفضت واخبرتها بأنها لن تعود مجدداً ان فعلتها مره اخرى لم تستطع ريم ان تقنعها لذا صمتت وودعتها حتى وصلت الى حديقه المنزل حتى البوابه الرئيسيه لتعرض عليها ان يقوم بإيصالها احد رجال الامن الى المشفى بسيارتهم الخاصه ولكنها رفضت وشكرتها في نفس الوقت الذي فتحت فيه البوابه لسياره إياد الذي اومأ لها محيياً اياها بينما وهي تسير متجهه الى الخارج اومأت له وابتسمت بهدوء لتغادر المكان
وقفت على الرصيف تنتظر سياره اجره كانت قادمه نحوها وهي تفكر ايعقل ان تكون هذه هي عائله ملاك ... كيف ستقابلهم وكيف سيكون موقفها ان علمت بأن ذلك المفترس يكون قريبها هي للأن اساساً لم تفهم شيئ مما قاله ادهم .... توقفت سياره الاجره امامها لتصعد بسرعه لتتجه بها الى المشفى لتكمل عملها هناك ومن ثم ستتجه الى قصر عائله السيوفي .......


اما في الداخل فقد اتجه الجميع الى اياد الذي وصل للتو ليودعهم على عجله من امره ومن بعدها اتجه مسرعاً الى الخارج بعد ان اخذ الحقيبه التي جهزتها له جهان تاركاً خلفه دموع والدته التي لم تكف عن الهطول هكذا هي كلما ابتعد احد ابنائها .... صعد سيارته وهو يفكر مالذي سينتظره في الصعيد اي المعارك سيخوض واي المصاعب سيواجه ... وهل سيستطيع عمر في غياب الجميع ان يحافظ على هدوء الجميع ... وهل ياترى ستكون يارا بخير والاهم من ذلك متى سيعود كلاً من اسد وليث وادهم ياترى ......


جلس الصياد على اقرب مقعد صادفه لينظر الى الامام بشرود بعد مغادره إياد .... اياد واه من اياد كم يشبه زوجته المتوفيه كم يشبه ابنته الاء وكم يشبه هايدي كانو جميعاً نسخه واحده الاختلاف البسيط هو الطباع واخذ يتذكر ايام الماضي التي لم تفارقه للحظه الاء وحمزه وزهره والاء ابنته حبيبته ... ملاك اجل يريد رؤيتها ... اسر وعده بذلك ولكنه لايستطيع الانتظار اكثر يخشى ان يموت قبل ان يراها يريد ان يرى الجميع فيها يريد ان يحتضن فيها الاء ابنته والاء زوجته وهايدي حفيدته وملاك الطفله البريئه التي وصلته صورها عندما كانت لاتزال طفله كانت نسخه من والدتها ولكن ماذا عن صوتها يريد سماعه بشده ماذا عن ملمس كفيها اهي كالاء ام انها تختلف عن نعومه ابنته يتوق لإحتضانها ولكن متى متى سيفعل كل هذا ....
امير واه من امير ... امير الطفل الشقي الذي مهما كبر سيظل ذلك الطفل المجنون الذي لاتغيره الايام مالذي يعيشه الان كيف سيتحمل الم فقدان زوجته ... لقد جرب هذا الشعور البشع اكثر من مره ولكن طفله الصغير لن يستطيع تحمل كل هذا .... لن يستطيع تحمله يعلم ذلك جيداً مهما كان الجميع حوله فهو سيشعر بالفقدان والوحده بلا شك



************

هل يحزن على الميت غير اهله ؟ لا .... هم فقط من يشعرون بفقدانه هم وحدهم من وتظل ذكرياته وصوره تراودهم في كل مكان حتى صوته ... اجل لايشعر بالحزن عليه اكثر من احبته ....

هل يشعر الاخرين بما يشعرون ؟ بالطبع لا ..... وان بان ذلك على ملامحهم لانهم لم يعيشو معه تفاصيل حياته لم يرو منه سوى جوانب ضئيله ... لايعلمون ماذا يحب وماذا يكره لايعلمون متى يحزن ومتى يفرح لايعلمون متى يبتسم بحق ماذا يزعجه لم يعيشو ماعاشه معه اهله وإن كانو قريبون منه ....

كاذبون اولئك الذين يشاركون الدمع ولا يشاركون الاحساس كاذبون اولئك الذين يذرفون الدمع ويستسهلون الوجع الذي يشعر به غيرهم ... حتى وان كانت نيتهم صافيه ... ايام تعد بالاصابع او مجرد ساعات وينسون الامر لانهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي لأنهم لم يفقدو شيئ ... اما اهل الميت ... فهم من تتوقف حياتهم لانهم خسرو ... ليس لأنهم خسرو احساس او شيئ معنوي لا لانهم خسرو انسان ... خسرو فرد ... كانت له حياته التي يتشاركها معهم ... انسان ترك مكانه خالي .. ترك حيز كبير لا تملأه الاطياف والذكريات .....

مهما حدث فلايحزن على الميت سوى اهله ....

************



~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~




// في الجهاز \\

يقف كلاً من ادم ونور امام الرائد سعيد الذي كان يقوم بإعطائهم بعض التعليمات وتوزيع الاعمال عليهم ومن ثم انصرفا من امامه ...
ادم وهو يغلق باب المكتب:
عاجبك المكان هنا
نور بسخريه:
ليه نحنا جينا هنا نتفسح ولا ايه
لوى شفتيه بضيق ليقول وهو يمط شفتيه بتذمر:
هونتي مبوزه كدا ليه هونا عملتلك حاجه ولا جيت جنبك
ظلت تسير في الرواق بخطواتها المتزنه الثابته وهي تحرك رأسها بتعجب وهو خلفها يقوم بتحريك الاوراق في الهواء وكأن الجو حار وهو يحاول ان يوجه الهواء البارد اليه بفعلته تلك لتقول بضيق:
ادم نحنا فمكان شغل يعني عايزنا نبقا عاملين الزاي نحنا مش شغالين فمطعم او سينما على فكره
ابتسم بسخريه فلم يمر على مكوثهم هنا سوى يومان فقط واصبحت تقول هذا الكلام ماذا لو مرت سنوات ماذا ستفعل ... تحدث قائلاً:
منا عارف بس فكي يابنتي مينفعش تفضلي مبوزه كدا وبعدين انا بكره وهمشي انا والبنات ومش عايز امشي وانتي متدايقه
التفتت اليه نور بجديه لتقول:
ايه اللي يخليك متأكد كل دا اني متدايقه
نظر الى عينيها بعمق ليقول بجديه:
انا حافظك
ابتسمت نور بسخريه لتربع يديها امام صدرها وتقول:
لا انا مش مدايقه ومفيش حد حافظني انا مش اي حد يفهمني
ادم بلهفه:
لا انا بفهمك مين اللي قالك ان محدش يقدر لا انا بقدر
علمت مايريد قوله لتسرع قائله:
ليه انت دارس علم نفس
ادم بإحباط:
اه بقراء كتب ... اكمل كلامته المحبطه ليتجه الى مكتبهم المشترك بضيق ليجد عمر منهمك بالاوراق التي في حوزته نظر اليه بحقد ليجلس على كرسيه يتابع عمله الذي وكل به ... دخلت خلفه نور بعد لحظات لتتجه الى مكتب عمر الذي كان منغمس في تلك الاوراق التي امامه لتقول بحنو وهي تنتظر ان يرفع رأسه:
البقاء لله
رفع رأسه بهدوء ليقول على عكس نبرته المرحه:
ونعم بالله
نور وهي تطبطب على كتفه بمواساه:
شد حيلك كلنا هنموت بالاخر ربنا يرحمها
ما إن عرف جميع من في المكتب حتى اتجهو الى عمر ليقومون بتعزيته حتى ادم الذي بدا هادئ للغايه لم يطيل عمر معهم الحديث حتى عاد لعمله كما فعل البقيه .... اخذت نور احد الكراسي لتضعه امام مكتب عمر ليقومون بحل تلك القضيه التي وكلا بها معاً ..... نظر اليهما ادم بهدوء عكس الاعصار الذي يختلج في داخله ليعود ببصره مره اخرى الى الاوراق التي امامه وماهي الا دقائق حتى اتت كلاً من شذى وسنا ليقومون بالجلوس في اماكنهم بعد ان قامو بتعزيه عمر عندما عرفو الخبر ......




~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~




// في مشفى الملاك \\



كانت تستند على الجدار بضعف فما الذي يحدث معها منذ ليله البارحه تشعر بضعف شديد تشعر وكأنها لاتسير على الارض الدوار يرافقها طوال هذه الفتره لاتعلم كيف استطاعت الوصول الى هنا اساساً وهي بهذه الحاله ... حاولت مساعدتها احدى الممرضات ولكنها رفضت واكملت سيرها متجهه الى القسم المنشود ماإن صعدت الى المصعد حتى اغلق الباب وقامت بتحديد الدور الذي تريد الذهاب اليه لتتهاوى بعدها على ارضيته بوهن ... اجل لقد اغمي عليها ...

وصل المصعد الى الدور المنشود ليفتح الباب ولكن لايوجد احد نظرت رباب الى ارضيه المصعد لتشهق بصدمه مالذي حدث هنا اسرعت اليها تحاول ان تقوم بقياس نبضها لتشير الى بعض الممرضات ليأتو ويساعدونها لنقلها لأقرب غرفه ليقومون بفحصها ليسرعن اليها وينقلوها الى احدى الغرف ......


خمس دقائق لاغير حتى فتحت عينيها ببطء لتجد امامها تلك الممرضه التي تبتسم لها بإتساع نظرت الى المكان بإستغراب لتحاول النهوض ولكنها شعرت بوخزه في يدها لتجد ذلك المحلول الموصل بيدها عقدت حاجبيها لتهتف رباب قائله بحماس:
المفروض تهتمي بصحتك اكتر من كدا النهاردا الضغط وطي عندك جامد النهاردا انتي مسؤوله عن حد تاني ومش لازم تهمليه ...
لاحظت تغير ملامح وجهها لذا علمت بأنها لم تكن تعلم بذلك من قبل لتردف قائله وهي تبتسم بإتساع:
الف مبروك يامدام انتي حامل .....
نزل عليها الخبر كالصاعقه بدأت وجنتها ترتعش من دون شعور جزت على اسنانها بقوه وسائر جسدها ينتفظ بشده مالذي تفعله ماذا سيحدث معها ماذا ستفعل كيف سيعترف بطفله كيف ستتصرف اتخبره ام لا هل تواجه وتتحمل لوحدها ام تتخلص من هذه المصيبه في اقرب وقت ... عند هذه النقطه وشعرت بالخوف الشديد يسري مع دمائها ان علم سيطلب منها اجهاض الجنين ولكنها لاتريد ذلك ... كيف حدث هذا لاتنكر انها تتمنى حمل طفل منه في احشائها ولكن ليست بهذه الطريقه ليس بهذه الاوضاع والظروف التي تمر بها حالياً ....
تمكن منها الارهاق والتعب دعونا نقل الخوف لتغمض عينيها مستسلمه للإغماء من جديد ولكن هذه المره بإرادتها الكامله تسمع كل شيئ حولها ولكنها تتجاهله لتصغي الى ذلك النبض الذي يهز كيانها ... تحمل طفل في احشائها لن يعترف به والده ستتعذب كثيراً وستعاني لإخفائه لابد من الهرب اجل فهو الحل الوحيد .... لابد من ان تهرب ليعيش طفلها حياه كريمه ......



في الجهه الاخرى




فتح الباب بهدوء ليتجه الى تلك النائمه بسلام في احضان والدتها التي كانت تغفو هي ايضاً اقترب منها محاولاً اخذها بهدوء ولكنها استيقضت بفزع وهي تحتضن طفلتها بعنف ... نظر اليها بدهشه وهو يقول:
بالراحه ياحبيبتي بالراحه متخافيش
نظرت اليه مطولاً لتطلق تنهيده حاره ومن ثم تقول:
انا خايفه ياسنان انا اتعلقت بيها قوي خايفه لتروح مني زي اللي قبلها انا خايفه
سنان وهو يجلس على طرف السرير ويمد يده الى رأسها ليمسد على شعرها بحنان:
متخافيش ان شاء الله خير وبعدين انا فحصتها بنفسي واتأكدت انها سليمه ومفيهاش اي حاجه .... روان خلي ايمانك بربك قوي ولو لاقدر الله وحصل حاجه انتي لازم تبقي قويه ومتماسكه دا قضاء ربنا وقدره بس متخافيش ان شاء الله كله هيبقا تمام ....
روان والدموع قد تجمعت في مقلتيها:
بس انا مش عايزه اخسرها دي المره الرابعه اللي بجيب فيها بنت وبخسرها انا مش عايزاها تموت
اقترب من رأسها ليحتضنها بحنان وهو يردد:
إن شاء الله خير ومش هنخسرها بإذن الله
روان وهي تمسح دموعها وتنظر الى طفلتها:
يارب
نظرت اليه مره اخرى لتقول:
اه صحيح روان موصلتش للنهاردا هيا كلمتني قبل ساعتين تقريباً وللنهاردا مجتش
سنان بضيق:
يمكن مش هتيجي
روان بجديه:
سنان انا قلقانه عليها يمكن حصل معاها حاجه من شويه كانت خارجه اكيد جرالها حاجه مش هتتأخر كل دا طبعاً لو محصلش معاها حاجه
التقط سنان الطفله من حضن والدتها ليقول بلا مبالاه:
خير
روان بدهشه:
سنان ايه البرود دا دي مهما حصل تبقـ....
قاطعها بجمود قائلاً وهو يقبل رأس ملاك:
ششششششش ملاك نامت وانتي نامي كمان
نظرت للأمام بحزن على حال تلك المسكينه ماذنبها بما حدث لم يكن بيدها فعل شيئ مثله تماماً كلما يحدث هو بسبب والدهم

مرت اكثر من نصف ساعه ليستمعو لصوت دقات الباب نظرت اليه روان بلهفه ليهتف سنان بالسماح للطارق بالدخول ... انفتح الباب لتدخل تلك التي بان التعب جلياً على ملامحها لتمد روان ذراعيها اليها لتسرع اليها دالياء تحتضنها بكل الالم الذي بداخلها رائحه عطره اجبرتها على الالتفات وجدته يستلقي على ذلك الكرسي الطويل ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تراه مغمض العينين وعلى صدره تلك المولوده التي لايتجاوز طولها شبرين لم يكلف نفسه حتى في الالتفات اليها او السؤال عنها او حتى التساؤل عن السبب الذي اخرها .... عادت بنظراتها الحزينه لوجه روان التي تنظر اليها بقلق وترقب فقد لاحظت شحوب وجهها لتهتف قائله:
مال وشك عامل كدا يا دالياء انتي كويسه
دالياء بتوتر:
انا كويسه اه انا تمام
احتضنت وجهها في كفيها لتهمس بشك وقلق:
دالياء انتي متأكده
اومأت برأسها وعيناها تدور في الارجاء محاوله اخفاء خوفها وارتباكها:
اه فعلاً بس شويه تعب من السهر
لم تقتنع ولكنها تعلم جيداً بأنها ستأتي في النهايه وتخبرها ... بينما استمرت دالياء بالحديث بصوت منخفض حتى لا يستيقظ سنان وهي تفكر فيما ستفعل في الايام القادمه ماذا لو برزت بطنها وبانت اثار الحمل عندها سيلاحظ الجميع وسيعلم الكل بأنها حامل ... لابد من ان تختفي اجل يجب عليها ان تختفي ان علم سنان بالذات سيقتلها لا القتل ابسط ماقد يفعله سيقطعها ارباً ....

فتح سنان مقلتيه بعد دقائق قليله لينظر الى تلك الملاك النائمه على صدره بسلام ابتسم لمجرد التفكير بأن تكون ملاك بالفعل هي من تنام على صدره .... التفت لروان ليجد دالياء لازالت تجلس بجانبها وتعطيه ظهرها عبست ملامحه فلم يكن يتابع حوارهما الهامس بل استمر في التفكير بملاكه المختفيه ليست المره الاولى التي تختفي فيها بهذا الشكل ولكنه حقاً قلق فما الذي حدث معها ياترى كلام ليا لم يقنعه لذلك يجب عليه ان يتأكد .... نهض ببطء واتجه بالطفله الى الوالدتها ليضعها على ذلك السرير الصغير ليقول:
لو احتجتي حاجه كلميني
روان وهي تنظر اليه بترقب:
بابا اتصل بيا من شويه وقال انهم هييجو هنا كلهم عشان يتطمنو عليا
نظر الى ساعته وقال بشيئ من الجمود:
ميعاد الزياره قرب ينتهي لو هييجو يبقا بكره
روان:
هم فعلاً هييجو بكره
اومأ برأسه وانصرف .....
نظرت دالياء الى الباب المغلق بهم لم يخفى على روان التي ربتت على كتفها مواسيه ...... لم تستطع اخبارها بأي شيئ فإن اخبرتها فسنان سيعلم ولا بد من ان تحدث كارثه فالصمت اولا بسرها الصغير الذي لن يلبث كثيراً وسيكبر ليبرز للعيان ......



~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~


🌖🌖🌖

تثاءبَ المساء والغُيوم ما تزال
تسِح ما تسِح مِن دُموعِها الثقال
كأنَ أقواسَ السَّحاب تشرب الغُيوم
وقطرةً فقطرةً تذوبُ في المطر
وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسن شفيف
كالبحر سرَّح اليدين
فوقه المساء .. دفءُ الشِتاء
وارتِعاشةُ الخريف


💫💫💫💫💫💫💫



تجري الثواني وتليها الدقائق تسابقهم الساعات بسرعه كبيره حتى حل المساء ... لينشر ضياء القمر نوره في الارجاء ولكن ليس كليله البارحه ولا التي قبلها فكما بداء القمر بالتقلص شيئ فشيئ فقد بدأت الايام تفقد لذتها ورونقها والوسعاده التي تحملها بين طياتها مقلده ذلك القمر حتى يحل الظلام ... وهكذا هو الحال في قصر عائله السيوطي الجميع بجانب يارا التي تكاد تفقد انفاسها بسبب بكائها المتواصل ... كذلك احزان وهموم الصياد التي بدأت تلفه من جديد وتلك الذكريات التي بدأت تتوافد شيئ فشيئ لتتجسد امام مشكله انسان من نسج خياله يعاتبه بشده .... وعمر الذي يقف حائراً في وسط هذا كله لايدري مالذي يفعله وذكرى وفاه هايدي وجده المرحوم تعاد مراراً امام عينيه ....

ولم يختلف الامر كثيراً في قصر السيوفي الخاوي فقد كان اشد برداً وجفا خصوصاً بعد نظرات العتاب واللوم التي لم تبح بها ليا لانس عند زيارتها له فقد زادت عليه الامر صعوبه يجد تلك النظرات في عيني صديقتها فما باله بعيني ملاكه هل ستكون اقسى لازال صوتها يتردد على مسامعه وهي تخبره بأنه قد تأخر كثيراً صوت صرخاتها المستغيثه بهم تكاد تقتله كيف يريدها ان تسامحه وتعود لاحضانه التي لم تكن يوماً ملجأ لها كيف يتمنى ان تنسى اذ لم يكن هو قد نسي شيئ من الماضي مالذي اوصله لهذا الحال كان السبب الاول والاخير هو الصياد او ان هذا ما حاول ان يقنع نفسه به ليهون عن نفسه قليلاً ولكن رغماً عنه يجد شيئ يهمس بداخله ليخبره بأن الله يعاقبه على حرمان الصياد من ابنته ولكنه يبرر لنفسه قائلاً بأن اوضاعهم وضروفهم تختلف الصياد هو من تخلى عن ابنته لأنها اختارته اتراه اما هو فقد تخلى عن ابنته بكامل ارادته .....

اما يوسف فقد امضى النهار بطوله في شركات عائله السيوطي ومن ثم عاد مساءً الى شركته وقد بلغ منه التعب مبلغه فلم يجد حتى وقت لتناول وجبتي الغداء والعشاء لم يفطر اساساً ولكن الفضل لتلك القهوه التي يتجرعها حالياً في شركته كي لاينام وامامه مئات الاوراق التي تحتاج توقيعه وكأنه عاد لشركته بعد سنوات وليست ساعات ولازالت تلك العنيده تشغل تفكيره وكم تردد في ان يتصل بها ليطمئن عنها ولكن كرامته لم تسمح له هكذا افضل دعها تتعلم درس ان كانت تعلم بحبه لها لما فكرت حتى في الزعل منه ....

اما في مقابر الاحزان فهناك امير الذي لم تجف دمعاته لفراق معشوقته وحبه الاول ام ابنته الاي لايعلم ماحالها حالياً والى اي درجه من الانهيار قد وصلت لم يستطع حسام وحازم فعل شيئ لأجله ولم يستطع اسر مواساته فهو يعلم جيداً كيف يكون وجع فراق من عشقها بكل حواسه ....

اما نور فقد كان كل تفكيرها ذاهب في اتجاه واحد والذي هو ما حال عمر لاتعلم لما هي قلقه هكذا عليه ولكنها قلقه لأسباب مجهوله .... اما ليا فقد اطمأنت على حال الفتيات من انس اثناء زيارتها السريعه له ....

وسليم الذي لم يغادر الفندق وهو يرسم ويتخيل لقائه بملاك .... ولا ننسى جده عُلا وعلاء اللذان يقضيان وقت منل في شقه ادهم ... وتوفيق الذي اصبح لديه عمل اخر غير البحث عن عُلا وهو معرفه من يكون ادهم السيوطي هذا بجانب لملمه خساره شركته بسبب الخطاء الفادح الذي وقع فيه وهو منافسته لأسر الصياد ....

جاسر كان طوال الوقت في المشفى ومعه ليث الذي يراقب الاخبار التي تصله عن الخليه التي كانت تضم سلفادور ورده فعلهم بعد وفات سلفادور من بعيد فقد ادرك بأن الحادثه لم تؤثر بهم ولم يبدو اي رده فعل فمن الواضح بأنهم كانو يعلمون ذلك ولم يعترضو او يكلفون انفسهم بإنقاذه فمن المتوقع انهم لم يعودو بحاجة اليه بعد ان تم القبض عليه في مصر بسهوله ...
تقى كانت برفقه اسد في مزرعه خاله بها وكلما تفعله هو مراقبه الوضع هناك ... اما اسد فلازال تحت تأثير المنوم فقد امر والده بتنويمه ليأخذ قسط من الراحه فهو لم يتوقف عن العمل لأيام وحان الوقت لان يتوقف قليلاً .... وادهم ايضاً علم بأن هناك متبرع قام بمنحه كليته ولكنه لايعلم من يكون اراد بالفعل ذلك ولكن جاسر الهاه عن ذلك واخبروه بأن اسد في مهمه خاصه هنا ولن يستغرق وقت طويل حتى يعود .. استغرب بالطبع بأنهم لم يسألوه عن سبب فقده لكليته ولكنه ادرك بأن هناك شيئ ولا يزال متعب بشده ....

واما هيثم فقد بداء عمله بإجتهاد يريد ان يثبت للجميع بأنه يستحق ان تتشرف به عائلته ووطنه ... اما اياد فقد وصل للتو الى القسم الذي سيعمل به واول ماقام بفعله هو النوم فقد كان الطريق شاق جداً ووعر ومنذ الصباح سيتوجه الى تلك القرى ليتعرف على الاجواء هنا ومعرفه من اين سيبداء بعمله .... كذلك فعل كرم ... اما عن ادم وسناء وشذى فقد حزمو امتعتهم للذهاب صباحاً الى موقع التدريب في سيناء ...

وفي قصر عائله الصاوي فقد ذابت الشموع وذبلت تلك الورود التي تفرش بها الارض وبرد ذلك العشاء الذي قامت بتسخينه كلما تأخر ظناً منها بأنه سيأتي لامحاله وعندما لم يعد لم يكن بمقدورها سوى البكاء ... واجهشت بالبكاء والحزن من ضعف قلبها وتسرعها في العوده الى هنا ولكن هو ايضًا تركها حتى الآن ولم يكن لديه اي استعداد ليذهب ويعيدها الى منزلهما هل استغنى عنها ،، اعتقدت بإنه سيعترض ويرفض بقوة فكره مكوثها في منزل العائله ولكن لم يحدث ذلك ،، بل رحب بالآمر وكأنه أراد ذلك بشده وكأنه كان ينتظر هذه الفرصه للخلاص منها .... نامت على الارض بفستانها الذي ظنت بأنه سيعجب زوجها وحبيبها محتضنه جنينها محتميه به من الالم الذي سببه لها والده متجاهله ذلك الصقيع الذي ينبعث من ارضيه الغرفه ليشقق عظامها ولازالت دموعها تشق الطريق لتعانق الارض عابره اخاديد حفرتها في وجنتيها .....



~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~
~


يا ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّــــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليــلِ في الوادي الكئيبِ
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شُهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــــا
ومَضتْ تستقبلُ الواديْ بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّــي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهـــا
جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنٍّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّــي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ



في روسيا (المزرعه)


اخذت مقلتيها تدور في الارجاء برعب اين هي الان هذه ليست غرفتها اين هي ياترى ماكل هذا البرد الذي يكاد يكسر عظامها .... تذكرت الأحداث بسرعه لحظيه لتنكمش على نفسها برعب ضمت نفسها بذراعيها وهي تتأمل تلك الملابس التي ترتديها لم تكن كتلك التي كانت ترتديها عندما كانت في تلك الغرفه المخيفه اين اصبحت ياترى هل مازالت مختطفه ... مالذي قد يكون حدث معها عندما كانت نائمه ومن قام بتغيير ملابسها ... هل كان ماقاله ذلك الحارس حقيقه هل ادهم سيأتي لإنقاذهم .... تجمعت الدموع في مقلتيها وهي تضم نفسها بقوه اين والدها اين ادهم لما لم يأتيان بعد .....
التفتت الى الجهه المقابله لها لتجد عُلا تنام بهدوء كالاطفال ابتسمت بسعاده لتتجه اليها على الرغم من ذلك الدوار الذي داهمها لأكثر من دقيقه وهي تستند على ذلك السرير لتتجه اليها محتضنه اياها بسعاده الحمدلله انها لازالت بخير اخذت تربت على خدها بخفه علها تستفيق ولكنها لازالت تسبح بنومتها .... التفتت الى انحاء الغرفه لم تكن غرفه فحسب بل كان هناك اكثر من غرفه ولكن المكان مظلم عدا من تلك الإضاءت الخافته التي تملاء المكان ....
اين الباب ياترى اين الحرس من اين يجب عليها ان تهرب ولكن ماذا عن عُلا انها مازالت نائمه ... اتجهت اليها محاوله ايقاضها بهدوء لتهزها ببطء لتبداء بفتح عينيها ببطء وتضع يدها على رأسها بألم فتتأوه بخفوت اثر يدها التي لامست تلك الكدمه التي سببتها لها تلك الحديده الضخمه التي تثبت الستائر ... هتفت ملاك قاىله بقلق وهي تساعدها على الجلوس:
عُلا انتي كويسه
اومأت الاخرى بهدوء وهي تشعر بالدوار اطلقت ملاك زفير بإرتياح وهي تقول:
الحمد لله انك فقتي يلا تعالي خلينا نشوف هنخرج من هنا ازاي
ضمت يديها محتضنه نفسها بها وهي تقول:
ايه البرد دا هوحنا فين ايه تلاجه الموتى دي هموت من البرد
التفتت ملاك الى تلك الاسره التي تشبه اسره المستشفيات بريبه لتقول:
مش عارفه انتي فاكره حاجه
عُلا بنفي:
لا اخر حاجه انا فاكراها هي لما كنت بالاوضه ولابسه لبس كدا استغفر الله العظيم ... صح هوحنا امتى غيرنا الهدوم دي
ملاك بقلق:
مش عارفه انا خايفه انا مش عارفه بقالنا قد ايه هنا وايه الغرفه الغريبه دي هوحنا لسا مخطوفين ولا لا
نظرت عُلا الى السرير لتضع يدها على صدرها قائله برعب:
يالهوي دا سرير مستشفى هم شرحونا ولا ايه
نظرت الاخرى اليها بقلق لتقول:
تفتكري ...
رفعت عُلا ذلك القميص الثقيل والواسع الذي ترتديه من على بطنها تتفحصها باحثه عن جرح اي عمليه ولكنها شعرت بذلك البرد الذي كاد يخترق عظامها لتهتف:
مفيش اي علامه انتي حاسه بحاجه ... اردفت قائله بعد ان هزت ملاك رأسها بالنفي:
طب بصي حوليكي مفيش مشرط او نقط دم او واحد من اعضاءنا هنا ولا هنا 😒
كادت تفعل لو لا انها استدركت قائله بحنق:
ولو كانا هنلاقي عضو هنا او هنا كنا لسا واقفين على رجلينا بقولك ايه انتي غبيه وهتعديني
التقطت عُلا ذلك اللحاف الثقيل من على السرير وتقوم بدفن نفسها فيه في زاويه الغرفه:
امال احنا فين يافالحه
ضمت ملاك جسدها المرتجف لتقول:
معرفش انا دايخه قوي وحاسه انه هيغمى عليا
عُلا وهي تغطي رأسها باللحاف وبصوت مرتجف:
صوتي وشوفيلنا حد ينجدنا ... الا صحيح هم مين دول اللي خطفونا وعايزين مننا ايه
ملاك وهي تتفحص المكان:
معرفش ... عُلا
نظرت اليها بترقب لتهتف قائله:
انا لما كنت بالاوضه دخل واحد وقال ان ادهم هييجي وياخدنا
عُلا بسخريه:
حسستيني ان ادهم دا مش عارفه ايه دا حيا الله ضابط ملوش لازمه دا لو كان بالبحريه كان ارحم لا دا لو كان اكله القرش كان احسن حسستيني انه المنقذ
ملاك بضيق:
عُلا رجاءً متتكلميش كدا على ادهم دا مهما يكون عليه افضال عليا وهو اللي انقذني من سلفادور المره اللي فاتت
عُلا:
اه ووقعك بمصيبه اكبر مع الزفت التاني
ملاك:
ماعلينا المهم انا عايزه اخرج من هنا
عُلا:
لا انا اللي هموت واقعد هنا ملاك باين ان البرد ماثر عليكي قوي تعالي اتدفي هنا انا نملت
ملاك بعد تفكير عميق سحبت عُلا الى جانبها تسير بحذر متفحص الغرف الاخرى بقلق فقد لايكونو هم الوحيدون هنا هناك الكثير من الغرف المغلقه وامامهم مباشره يوجد سلم للأعلى سحبت ملاك عُلا التي كانت قد جلست القرفصاء من شده البرد محتضنه نفسها بقوه وهي تلصق ظهرها على ذلك الجدار الذي شعرت بأنه دافئ بعض الشيئ ربما خلفه مدفأه .... صعدتا بهدوء ليجدو الباب امامهم فتقوم ملاك بدفعه بتردد بينما عُلا تنتفض من شده البرد ... لينفتح جزء منه ولكنه بالمقابل عاد اليهم من الجهه الاخرى عادتا للخلف كي لايرتد لأكمله عليهما ( الباب مخفي من الخارج يحمل شكل خزانه كبيره تحوي العديد من التحف والاواني الفاخره تنفتح اذا غيرنا اماكن بعض التحف فيها وتنفتح كالباب ولكن من المنتصف يعود البعض للداخل وكأن الخزانه الضخمه تحركت من مكانها وخلفها درج كالسرداب وهناك اسفل الدرج العديد من الغرف )
نظرت عُلا لملاك بدهشه لتقول:
كسرتي الباب يامجنونه انا مش هدفع حاجه انتي باباكي غني وهتقدري تدفعي انما انا على الله عايشه على الصدقه
ضربتها ملاك على رأسها بخفه لتقول بخفوت:
اششششششش صوتك ياهبلا هنموت ونعفن هنا يلا هنخرج
مدت عُلا بيدها للخارج لتعيدها من فورها عندما لسعها البرد:
انتي اتجننتي ازاي نخرج انا هموت من البرد هنا الجو دافي برا تلج
تقدمت ملاك قليلاً للأمام ناظره الى الامام لتجد نافذه زجاجيه ضخمه يضرب المطر سطحها بقوه لتلتفت الى عُلا قائله:
برا الدنيا ضلمه بتمطر وباين اننا النهاردا بالليل
عُلا وهي تجذبها للداخل:
ارجعي يبقا نهرب بالصبح على ضوء الشمس وبالمره يكون البرد خف يلا بينا نرجع هناك الجدار سخن شويه تعالي نتدفا شويه
جذبتها ملاك للخارج بقوه وهي تتفحص اركان ذلك المنزل الرائع:
بسرعه يلا
اخذت عُلا تجمع اللحاف على جسدها الصغير وهي تتبعها بقله حيله:
هنهرب ازاي لو البيبان متقفله هناخد المفاتيح ازاي ولو كان في حرس برا هنهرب ازاي
ملاك وهي تتجه الى الدرج المؤدي الى الاسفل محتضنه كف عُلا البارد بكفها الذي لم يكن اقل بروده منه:
يلا بينا وخليكي هاديه
بالفعل اتجهتا الى الدرج بحذر ماهي الى ثلاث درجات نزلتها عُلا مع ملاك حتى تدحرجت الى الاسفل اثر تعثرها بذلك اللحاف الذي كان ينسحب خلفها سقطت وخلفها ملاك التي انسحبت خلفها فقد كانت تسير بعدم اتزان كي لايسمع احد خطواتهن ... ولكن استقر بهن الوضع اسفل الدرج كل واحده على الاخرى وهن يصدرن انين وتاوهات اثر تلك الرضوض التي ملأت اجسادهن ....




~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~


الليلُ يسألُ من أنا

أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ

أنا صمتُهُ المتمرِّدُ

قنّعتُ كنهي بالسكونْ

ولفقتُ قلبي بالظنونْ

وبقيتُ ساهمةً هنا

أرنو وتسألني القرونْ

أنا من أكون؟

والريحُ تسأل من أنا

أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ

أنا مثلها في لا مكان

نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ

نبقى نمرُّ ولا بقاءْ

فإذا بلغنا المُنْحَنى

خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ

فإِذا فضاءْ!

والدهرُ يسألُ من أنا

أنا مثلهُ جبّارةٌ أطوي عُصورْ

وأعودُ أمنحُها النشورْ

أنا أخلقُ الماضي البعيدْ

من فتنةِ الأمل الرغيدْ

وأعودُ أدفنُهُ أنا

لأصوغَ لي أمسًا جديدْ

غَدُهُ جليد

والذاتُ تسألُ من أنا

أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في ظلام

لا شيءَ يمنحُني السلامْ

أبقى أسائلُ والجوابْ

سيظَل يحجُبُه سراب

وأظلّ أحسبُهُ دنا

فإذا وصلتُ إليه ذابْ

وخبا وغابْ


نازك الملائكه ...…




في الطرف الاخر


دارت عيناها في الارجاء مطالبه بأكبر قدر من الهواء يقوم بتجفيف دموعها الحبيسه ولكن لاجدوى لابد من ان تهبط وان ابت .... زمت شفتيها ومسحت انفها الوردي الصغير بعنف لتنهض بسرعه متجهه الى المدفأه لتمد يدها السليمه للامام علها توقف رجفه جسمها لم يكن ثلج موسكو وحده من تسبب لها بتلك الرجفات بل برد المشاعر كان اقسى ... مالت برأسها قليلاً لليسار وهي تبتسم بحزن وتتأمل ذلك الحطب الذي تاكله النار من دون رحمه .. مسكينه اعواد الحطب تلك تضحي بنفسها لدفء غيرها ولاتجد المقابل الا الموت لتتحول الى رماد .. مثلها تماماً ... ولكنها تتحول الى رماد ببطء شديد .... تنهدت بعمق وهي تنظر الى الدرج المؤدي الى الاعلى حيث يرقد ذلك اللئيم بسلام وعليها حراسته فوق ذلك ولكن لا مشكله ستحرسه اليوم وغداً من سيحرسه عندما تنقض عليهم هو وابناء عمه ... ستنتقم انه الانتقام يجري في عروقها مجرى الدم وان كان اخر يوم في حياتها فستنتقم من اجل كل مره تألمت فيها من اجل الماضي والحاضر والمستقبل ان كان هناك مستقبل اساساً فكيف تفكر في مستقبل تخلت عنه وطوت صفحات الامس الغير بعيد مع صفحات اليوم لتفتح دفاتر وحسابات لم تكن في الحسبان يوماً ... هذه ليست هي اجل ليست هي .. هي لم تكن بهذا الشكل ولا بهذا الاحساس والتفكير لم تكن هكذا يوم ولم يخطر ببالها ان تكون هكذا مطلقاً ... خسرت بسببهم كل شيئ خسرت نفسها خسرت اغلى ماتملكه خسرت حلمها الذي لم تتذوق حلاوه تحقيقه بعد .. خسرت اماني كل فتاه قد تتمناها .. الاستقرار .. الحب .. السعاده .. الهدوء .. السلام .. امنيات بسيطه ورديه عفويه .. ارجوحه في مكان اخضر مليئ بالزهور الملونه وسماء صافيه عصافير تغرد كل صباح وفارس احلام وحصان ابيض .. ورسائل وورود حمراء تتلقاها كل صباح من فارسها المجهول .. كوخ صغير تسكنه مع من تهواه حد الجنون ... هذه هي كانت بسيطه وتملك خيال واسع انهارت كل جدرانه على راسها وحدها ... فتاه برقتها تلك كيف لها ان تتحمل آلام كسر يدها لساعات طويله من دون مهدئ ... جعلوها تنتقل من عالمها الوردي الى عالم الدماء مره واحده عالم القسوه والصعاب عالم لايسكنه الى الذين تخلو عن حياتهم ووضعو ارواحهم في اكفهم وسارو نحو الصعاب .. هم الذين لايفكرون في مستقبلهم ولم تعد تغريهم الحياه .. عالم لاتدري استعيش للغد فيه ام لا لاتنتظر الموت بل الموت هو من ينتظرها بعد ان كانت تلك الرقيقه الخجوله الحساسه الطفوليه العفويه الرائعه الجمال تلك العاشقه لمعاني الحياه ومافيها تبكي لأبسط الاسباب وتسعد بأقل الاشياء .. تلك التي قلبها بحجم قبضه كفها الصغير لامكان فيه للكره والحقد فقد وفرت تلك الاماكن لما تحب والعجيب ان ذلك الصغير يتسع لحب الجميع والاكثر شخص وهبته كل مساحات الحب التي تملكها ولكن بسببهم خسرته وفقدت توأم روحها شريك طفولتها ... تكرههم والان ماذا بعد ان اصبح هناك الف سبب للإنتقام وستفعل المستحيل لتجعلهم يخسرون كل شيئ حتى انفسهم ومن ثم ارواحهم ولكل واحد منهم نصيب من كرهها هم من صنعوها وعليهم تحمل النتائج .....


\\\ فلاش ///



في تلك الغرفه الزهريه الناعمه التي تشعرك لوهله بأنك في عالم زهري رائع عالم مليئ بالسعاده يتخلله الهدوء والسكينه وكأن من في هذه الغرفه لم تخلق الا لتسعد بالحياه ومافيها ... اقفاص طيور رائعه الالوان في احد اركان الغرفه الرائعه وزهور تملأ الجدران وارجوحه خشبيه تتوسط الغرفه وعليها دب كبير بني اللون فروه ناعم وكثيف بجانب الشرفه الواسعه التي ملأت بشتلات الزهور وكأن هناك في الشرفه مشتل رائع يحوي العديد من انواع الزهور الرائعه ... سرير واسع وثير ابيض واثاث فاخر وراقي كيف لا وهذه تكون غرفه سيده الحسن والدلال اجمل وارق فتيات العائله الصغيره المدللـه لعائله الخياط ... هي تلك التي يعشقها كل افراد العائله وان تباعدو فهي من تجمع شملهم ... وهاهم يحتفلون بعقد قرانها من فارس أحلامها وسيد حبها الوحيد ... الوحيد الذي استطاع الحصول على قلبها وامتلك عقلها دون البقيه ... ولكن يبدو بأنها تركت خاطبها او زوجها ( نقول خاطبها حالياً الى ان يحددو موعد الزفاف) في الاسفل لوحده واتجهت الى غرفتها لتستمع الى الاخبار المفجعه التي تلقتها بعد شحنات السعاده والفرح التي تملكتها منذ قليل في الاسفل ولكنها تبخرت كلها مره واحده عندما سمعت ذلك الخبر ...

تقى بصدمه وهي تمسك تلك التي امامها من اكتافها:
انتي اتجننتي ولا ايه ايه الهبل اللي عملتيه ده انتي ازاي تعملي كدا انا عمري متوقعت دا منك خالص انتي ازاي تعملي كدا
دارت حول نفسها بإرتباك وهي تقول:
غصب عني .. اعمل ايه انا ضعفت .. يعني عايزاني اعمل ايه منا بحبه وهو .. هو ....
لم تدر ماذا تقول ولكنها اخذت تنظر اليها بإنكسار رق قلب تقى لها ولكن لابد من ان تقسو عليها لتكف عن جنونها لتهتف قائله:
هو ايه .. بيحبك يعني مهو لو كان بيحبك مكانش عمل اللي عمله معاكي دا دا واحد واطي وندل وانتي انتي كان عقلك فين ايه اتجننتي ... هو جبرك على كدا قولي ان اللي بقوله دا صح انتي متعمليش حاجه زي دي اتكلمي
جلست على سريرها بإنهيار تعلم بأنه لايحبها وانه لايعتبرها سوى اخت له ولكن الذي فعلته كفيل بتحطيم كل شيئ قادها جنون عشقه لتفعل مافعلته ولكنها معذوره فهي تعشقه لحد الموت مستعده لتخسر كل شيئ لأجله وان كلفها ذلك حياتها .. كبريائها .. وكرامتها .. فقد وصلت معه الى منتهى العشق ... ولكن مافائده كل هذا وهو لايعير حبها اهتمام ... تعلمت ان تكون صلبه ولكن قلبها تمرد وابى الا عشقه ... اعادت شعرها للخلف وارتمت ايضاً للخلف مع تلك الخصلات وهي تغطي وجهها بكفيها بإحباط وقهر ....
لملمت اطراف فستان خطوبتها الوردي الحريري لتجلس بجانبها وهي تقول بحنان:
انتي عارفه انك اكتر من اختي وانا خايفه عليكي اكتر من نفسي انا مش عايزاكي تتأذي وانتي اذيتي نفسك باللي عملتيه هتعملي ايه النهاردا انتي فكرتي بعواقب اللي عملتيه قبلما تتجنني
هزت رأسها بالنفي لتهتف الاخرى قائله وهي تبعد كفيها عن وجهها:
يبقا لازم تختفي الفتره دي لحدما نلاقي حل ونشوف هنعمل ايه انا هكلم عمي يديكي اجازه وطويله مش هيرفض لو طلبت انا منه خصوصاً انك مأخدتيش اجازات من زمان وهخليه يقول للبقيه انك فمهمه من دونهم وهنشوف
تحدثت الاخرى بهمس قائله:
لو حصل فعلاً هو هيصدقني
تقى بدهشه:
وميصدقش ليه هو غلط زيما انتي غلطتي ولا انتي مخبيه عليا حاجه
نهضت لتجلس بسرعه وهي تقول بخوف:
اه فعلاً بس هو كان
تقى بسرعه:
ملناش دعوه اللي غلط يتحمل نتيجه غلطه ... انا خايفه يأذيكي لو عرف دول اشكالهم بتموت من الرعب ... بس متحاوليش تتكلمي معاه خلال الفتره دي او تعرفيه بحاجه لما يحصل بقا خليه قدام الامر الواقع ومش هيأذيكي ناس زي عائله السيوطي دي بيبقو خايفين على سمعتهم اكتر من اي حاجه ... تمام
اومأت بإرتباك لتقول:
حاضر
انتفضتا برعب عند سماع دقات الباب الخافته ... لتغلق تقى فمها برعب وهي تقول:
هوحنا كنا بنتكلم بصوت عالي
هزت الاخرى رأسها بلا اعلم لتبتلع ريقها بصعوبه وهي تقول:
معرفش طب ايه لو كان حد بيتنصت علينا هنعمل ايه
تقى:
لو فعلاً هنلاقي العائله كلها قدام الباب
جلست على السرير لتقول:
خدي نفس وخليكي هاديه وروحي افتحي الباب وشوفي من على الباب
تقى بقلق:
متأكده
هتفت قائله بدهشه:
امال عايزه تخلي اللي على الباب واقف كتير ولا ايه دي مش طرقات العائله كلها
اخذت تقى نفس عميق لتقول:
انتي خليكي هنا ارتاحي وانا هشوف مين وهنزل لتحت
اومأت لتستلقي على السرير ساحبه اللحاف لتتدثر به وتقول:
يلا متفضليش واقفه هنا كتير

فتحت الباب ببطء وهي تستند عليه لتجد خاطبها امامها لتبتسم بإرتباك وهي تقول:
خير
رفع حاجبه بإستنكار لتستدرك قائله:
مقصدش بص يعني محتاج حاجه اجيبهالك من اوضتي
لاحظ ارتباكها ولم يرد ان يقول شيئ يزيد من ارتباكها ليهتف قائلاً بهدوء:
لا هحتاج ايه يعني فستان من بتوعك
ضحكت بإرتباك وهي تخرج من فتحه الباب الضيقه بصعوبه لم يكن وزنها بذلك القدر الذي لاتستطيع ان تخرج نفسها من الباب ولكنها بسبب ارتباكها وخوفها نسيت ان تفتح الباب واخذت تحاول الخروج ولازال الباب شبه مغلق مما جعله ينظر اليها بشك وكأنها تخفي شيئ ما في تلك الغرفه ليهتف قائلاً:
هتخرجي كدا ازاي يعني هونتي فار ولا نمله
ابتسمت بإرتباك لتفتح جزء ضيق من الباب وتخرج وتغلقه بسرعه وتقف امامه وهو وهي تعيد يديها للخلف وتشبك اصابعها ببعضها ... نظر اليها بربع ابتسامه وهو يراقبها بهدوء تفعل ذلك كلما خافت وتوترت او ارتبكت او اذا بدأت بالكذب يحفظ صغيرته عن ظهر قلب كما يحفظ شكل خطوط كفه ...
زادتها ابتسامته ارتباك لتقول وهي تنظر الى الارض بقلق:
متبصليش كدا
اتسعت ابتسامته ليدنو ليصل الى مستوى رأسها المنخفض وهو يفعل كما تفعل بيديها معيداً اياهم للخلف ليقول بهمس:
مخبيه عليا حاجه
اتسعت عينيها فيلاحظ ذلك ليقول وهو يحاول كتم ضحكته:
منا عارف كل حاجه
رفعت رأسها بسرعه وهي تقول بصدمه:
انتا عرفت ازاي
اعتدل في وقفته ليقول بثقه وهو يرتكئ على الجدار خلفه ويضع يديه في جيب بنطاله:
حافظك صم
ضمت كفيها للأمام لتقول:
كداب احنا كنا بنتكلم بصوت واطي
رفع حاجبه مره اخرى لتهتف قائله متداركه نفسها:
مقصدش بس كلامك غلط وبعدين دي اسرار بنات انتا مالك
لازال يرفع حاجبه على حديثها الغير مرتب .. لتحتضن وجهها بكفيها بإحباط قائله بعفويه:
ايه دا دنا طينت ام الليله خالص
ظهرت على شفتيه شبح ابتسامه لترفع رأسها اليه قائله بشيئ من الجديه تتخللها عفويتها المفرطه:
بص انا مرتبكه ومتوتره ومش على بعضي خالص عشان لو سألتني هجاوب وانا مش عايزه عشان دا شيئ مش من حقي تمام
اعتدل في وقفته ليضم يديها المرتبكه وهو يقول:
وانا مش طالب منك تقولي حاجه منا عارف انك مش بتخبي عليا حاجه الا اذا كان الموضوع مش بيخصنا احنا الاتنين فما علينا اهدي كدا وخدي نفس ومتخافيش مش هسألك على حاجه تمام
اغمضت عينيها واخذت نفس عميق تبعد به كل ذلك التوتر ومن ثم اومأت برأسها موافقه لتسمعه يقهقه بقوه لترفع رأسها تنظر اليه بعينيها الواسعه وهي تكاد تذوب بضحكاته وتتلفت في الممر لعل احد قادم ويراه يضحك بهذا الشكل .. ثم وضعت يدها على فمه عندما وجدته لا يتوقف ليتوقف تدريجياً وهو يعيد كفها الى فمه مقبلاً اياها بحب وهو يقول:
بحب طفله ياناس
زمت شفتيها بضيق ليضحك بخفوت وهو يحتضنها لصدره بتملك وهو يقول:
الحمدلله اللي رزقني بيكي ياروحي انا لو كنت معرفتكيش كنت مستحيل اتجوز حد
تقى بعفويه:
كداب كلهم بيقولو كدا بالاول
ابعدها بهدوء وهو يقول بحنق:
مش احنا اتفقنا انك متقوليش كداب دي تاني انا مش كداب على فكره ولا مره فعمري كدبت فما بالك وانا بتكلم عنك وعن حبي ليكي وبعدين انا مش زي اللي بتتكلمي عنهم انا بحبك بجد ولا انتي عندك شك بحبي ليكي
وضعت يدها على فمها مره اخرى وهي تقول باسف:
والله مقصد بس خرجت كدا عفويه
زم شفتيه وهو يقول:
عفويتك الزايده دي بقت بتدايقني مينفعش تبقي كدا دائماً الانسان بيمر فضروف ومواقف تخليه يتغير وبتختبره دائماً فطيبتك الزائده دي متنفعش برا عالمك دي وانتي هنا او معايا اعملي ما بدالك انما وانتي برا ومع الناس لازم تكوني اكبر وانضج واعقل لا م تبقي حازمه وجديه شديده وصارمه وبتعرفي تواجهي لوحدك عشان الطيبه محدش بيعيش بيها طول عمره كدا
فتحت عينيها على وسعها لتقول:
انتا عايزني ابقا شريره
فرك جبهته بقله حيله ليهتف قائلاً:
لا انا مش بقول كدا انا بقول لازم تبقي واعيه واكبر من سنك عشان تعرفي تتعاملي مع الناس اللي حوليكي
مدت شفتيها كالاطفال لتتمتم وهي تحتضن خصره (اللي تطوله وخلاص) وتسند رأسها على صدره:
مش عايزه اتعامل مع حد انتا كفايه
ابتسم بهدوء وهو يقول:
طب لازم تعرفي ان حركتك دي فيها اغراء ولا هتقولي عفويه ...
ابتعدت عنه بتلقائيه وهي تقول:
انتا ايه كل حاجه بتغريك انا معملتش حاجه على فكره
اعادها لحضنه وهو يقول:
انتي عايزلك اعاده تأهيل بس صبرك لما افضالك هعملك فورمات وعفويتك دي تخليها على جنب منا مش هتجوز طفله انا عايز ست
وكزته على صدره بشيئ من القوه وهي تقول:
ست وسبع وتمان موتسيكلات يكسرو عظامك ست ايه انا مش ست
احتضنها اكثر وهو يقول:
ايوه كدا بدأتي تفهمي دي بالذات متقوليش عفويه عشان ضلع صدري اتغرز جوا الرئه
تقى بدهشه:
يعني عايزني اضربك
ضحك بخفه وهو يقبل رأسها بعمق:
ومش هتفهمي والله لو اتشقلب قصادك النهاردا بس اعمل ايه بعشقك حتى وانتي هبلا كدا
ارادت الخلاص من ذراعيه ولكنه احتضنها اكثر وهو يقول:
دنا اللي اهبل وغبي لو سبتك تمشي خلاص بقا كني ايه القطه المفترسه دي ... انا كلمت عمك وهو سمحلنا نخرج نتعشى مع اني مش عارف استأذنه ليه وانا جوزك النهاردا ولا تفتكري هيبه الحكومه وكدا
اومأت برأسها ليهتف قائلاً وهو يبعدها عن حضنه:
وبتوافقي كمان طب يلا روحي اجهزي وهستناكي هنا لو طولتي همشي لوحدي
دارت حول نفسها وهي تقول:
منا جاهزه اهو
رفع حاجبه بإستنكار وهو يرى فستانها المزركش القصير بأكمامه القصيره الشفافه لتهتف قائله:
وفيه ايه مهو حلو اهو
زفر بغيظ وهو يقول:
الصبر يارب الصبر عروسه مش عايزين نضربها بقا لسا متجوزها من ساعه بس
التفت اليها ليهم بالحديث ولكنها سبقته قائله:
والله منتا قائل حاجه خمس دقائق وانا عندك هغير وهاجي
ابتلع الكلمات ليبتسم بصعوبه وهو يراها تقفز لغرفتها بسرعه ... مجنونه تكاد تقوده للجنون تغضبه وتتفنن لجعله يبتسم طفله بحق ....


/// باك \\\



تنهدت بحزن اجل لقد كان معه حق العفويه والطيبه لاتنفع في شيئ .... قاطع شرودها ذلك الصوت الذي يأتي من الدرج وفجأه سمعت صوت شيئ يسقط من الاعلى انتفضت واقفه وهي تسحب مسدسها من خصرها موجهه اياه الى تلك الاجسام الموضوعه فوق بعضها اسفل الدرج امامها مباشره .... وجدت احد اولئك الاجسام يبتعد عن الاخر ومن ثم بدأو بإصدار صوت انين وتأوهات دققت النظر في ذلك الشعر الذهبي الطويل لتأخذ نفس عميق وهي تتمتم:
هونا كنت ناقصه البلاوي دي يعني
اعادت مسدسها الى خصرها لتتجه اليهم محاوله مساعدتهما لتقول:
انتو كويسين
نظرت اليها ملاك بدهشه من بين انينها لتهتف عُلا بغضب ولازالت تحاول الخروج من ذلك اللحاف الذي طواها من رأسها حتى اسفل قدميها:
خاطفينا هنا ليه ياكلاب يعني لا وعرب مصريين كمان وحلمي اني اتخطف من قبل مافيا امريكيه او روسيه حتى ان شاء الله حوثيه متحققش ليه طلعتو انتو في الاخر بتحبو الانتاج البلدي يعني الناس بتخطف اجانب وسياح وانتو ملقيتوش غيرنا فمصر كلها
نظرت اليها بدهشه لتهتف ملاك قائله وهي تحاول النهوض من الارض واضعه يدها اسفل ظهرها:
انتي مين وخاطفينا ليه
مدت تقى يدها لملاك لتساعدها على النهوض:
نحنا مش خاطفينكو نحنا الشرطه هنا
كشفت عُلا عن رأسها وهي تقول:
انتي الشرطه ازاي يعني اسمك شرطه ولا ايه وبعدين الشُرطه مش بتكون ايدها مكسوره ولا انتي الشرطه ( _ )
امسكت ملاك يدها بتردد لتجذبها الاخرى بقوه لتنهض وهي تقول:
بالراحه طيب ... ايه اللي يضمنلي انك من الشرطه بجد
ابتسمت بسخريه لتخرج مسدسها من خصرها لتضع ملاك يديها امام وجهها وهي تقول:
لا مقصدش كدا
جلست عُلا ولازالت مطويه داخل اللحاف:
عادي مالمافيا كمان بيبقا معاها سلاح
ملاك بتأييد:
اه فعلاً اسأليني انا منا اتخطفت مرتين للنهاردا وعارفه كل انواع التعذيب 😱
اعتدلت عُلا في جلستها مستنده بظهرها على درابزين الدرج:
يابختك
(مفعول المخدر معلش ياجماعه 😇😇)
نظرت اليهن تقى شذراء لتقول:
يلا ارجعو على اوضكو وبكره هنتكلم الوقت اتأخر
عُلا:
محنا لسا صاحيين
ملاك:
مقولتيليش خاطفينا ليه
تقى بقله صبر:
معرفش انا والفريق بتاعي جينا هنا عشان ننقذكو من ايد عصابه سلفادور
ملاك برعب:
سلفادور
تقى:
لا متقلقيش هو خلاص بقا رماد
عُلا:
واخيراً عصابه اجنبيه مش كانو عملو معانا خير وسفرونا معاهم برا البلد بدل المرمطه دي جوه مصر
تقى بضيق:
لا نحنا النهاردا فموسكو روسيا يعني
ملاك بسخريه:
لا احلفي بجد وانا اللي بقول ايه البرد دا
تقى بجديه:
انا مش بمزح حتى تعالي شوفي التلج برا
رمشت عُلا بعينيها اكثر من مره لتقول:
تلج لا دا الموضوع قلب بجد
تقى بسخريه:
حلمك بقا
ملاك بقلق:
طب احنا هنرجع مصر ازاي
مالت تقى على الطاوله التي تتوسط الردهه لتلتقط هاتفها من عليها:
بالطياره عادي
ملاك:
ازاي محنا منعرفش حاجه هنا
تقى وهي تكتم غيظها:
ليث والفريق هنا اظنهم يعرفوكو كويس عشان كدا هترجعو سوا
ملاك بلهفه:
ليث وادهم هم فين النهاردا
تقى:
في المستشفى
ملاك بقلق:
ليه هو في حاجه حصلت
تقى بسخريه:
لا سلامتك بس ادهم القنبله اتفجرت فاصيب
شهقت ملاك بعنف لتقول:
مات
تقى:
لا اصيب وهيبقا كويس هو من تلات ايام بالمستشفى
اقتربت منها ملاك بقلق:
طب اتصاوب فين وحالته النهاردا عامله ايه
تقى وهي تتجه الى الدرج:
كويس وهيخرج قريباً ... لو عايزين تاكلو فالمطبخ اهو ورى السلم وخليكو هاديين في ناس عيانين عايشين غيركو هنا ولو عايزين ترجعو ففي اكتر من اوضه فوق اول اوضه على اليمين اتجهزت ليكو انتو الاتنين
كادت ملاك ان تتحدث ولكن عُلا اشارت لها بلا لتصمت .... بينما كانت تصعد الى الاعلى سعت تلك القزمه تهتف بغيظ:
دي شايفه نفسها على ايه يعني
ملاك بخوف:
ادهم بالمستشفى هو ياترى عامل ايه النهاردا دا كله بسببنا الله اعلم هو عامل ايه النهاردا يارب يكون بخير يارب
عُلا بقلق:
متخافيش ان شاء الله بسيطه متصدقيش المغروره دي
تنهدت بضيق فهذا اخر ماتمنت ان تسمعه عنها ولكنها ليست تقى القديمه انما هي الان صنيعه ابناء السيوطي الثلاثه ....


عُلا وهي تجلس امام المدفأه وتسحب ملاك معها:
بقالنا هنا تلات ايام او اكتر ياترى تيتا وعلاء وليا عاملين ايه دول هيموتو من الرعب عليا
جلست ملاك بجانبها وهي تقول بهم:
بابا ... بابا كان ورانا بالعربيه لما نزلت الهلوكبتر انتي شفتيه ولا انا كان بيتهيألي
عُلا وهي تمد يديها للامام:
اه شفته وكان معاه تلاته معرفتهمش من بعيد كانو بيضربو نار على اللي خطفونا
ملاك بشرود:
بابا ... خايفه اخسره قبلما احضنه تفتكري كان بيتكلم بجد ولا كان بيقول اي كلام وخلاص
عُلا بحزن:
ان شاء الله خير لما نرجع هيتصلح كل حاجه
ملاك وهي تمسح دموعها التي نزلت قبل ثواني دون علم منها:
لاول مره اكلمه ليه بيحصل معايا كل دا المره الاولى اللي اتكلم فيها معاه يحصل معايا كل دا مش كنت حضنته الاول عايزه اعاتبه واشكيله منه عايزه افضل فحضنه لحدما اموت عايزه اخليه يفضل جنبي طول العمر الباقي بس في الف سبب يمنعني في الف سبب يخليني ابعد عشان يندم ... فاكره ياعُلا ايام الجامعه لما كانو بيعملو حفل والاباء بيحضرو كلهم عدا نحنا التلاته انا اللي بابا مش عايزني وانتي اللي هربانه ومش اقل مني بحاجه وليا اللي كانت بتفضل تتحايل على باباها كتير ومش بيحضر الا لما يخلص الحفل ... فاكره اول مره وتاني مره سافرنا عشان ندرس برا ... الكل كانت عائلتهم معاهم وبيودعو بعض عدا نحنا التلاته حتى ليا باباها مجاش على الرغم من انه بيحبها قوي وكلنا عارفين بس كان شغله اهم من بنته في المرتين اللي سافرنا بيها .. ومن بعدها مرضيناش نرجع الا بالشهده اللي مشفعتلناش عندهم ... عمرنا ما عشنا زي الخلق عمرنا ملقينا العائله اللي بتلم الشمل دائماً ... عمرنا ماعشنا زي اللي فسننا .. كنا غير .. فاكره لما قبضت علينا الشرطه عشان كانو بيشكو اننا بنهرب ممنوعات عشان كنا بنعمل تجارب بالشقه
ضحكت عُلا بخفوت لتقول:
اه فاكره وساعتها الدكتور ابو سليم جه وطلعنا فاكره سليم كان بيعيط ازاي
ابتسمت ملاك للذكرى لتهتف قائله:
سليم ... وحشني قوي والله وحشتني ايام الجامعه ورأفت ونمار وكل الايام اللي فضلنا فيها سوى



🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


أخيرا لمست الحياة
وأدركت ما هي أىّ فراغ ثقيل
أخيرا تبيّنت سرّ الفقاقيع واخيبتاه
وأدركت أنى أضعت زمانا طويل
ألمّ الظلال وأخبط في عتمة المستحيل
ألمّ الظلال ولا شىء غير الظلال
ومرّت علىّ الليال
وها أنا أدرك أنى لمست الحياة
وان كنت أصرخ واخيبتاه .

ومرّ علىّ زمان بطيء العبور
دقائقه تتمطّى مللا كأن العصور
هنالك تغفو وتنسى مواكبها أن تدور
زمان شديد السواد ولون النجــوم
يذكرني بعيون الذئاب
وضوء صغير يلوح وراء الغيوم
عرفت به في النهاية لون السراب
ووهم الحياة
فواخيبتاه

أهذا إذن هو ما لقّبوه الحياة ؟
خطوط نظلّ نخططها فوق وجه المياه؟
وأصداء أغنية فظة لا تمسّ الشفاه؟
وهذا إذن هو سرّ الوجود؟
ليال ممزقة لا تعود؟
وأثار أقدامنا في طريق الزمان الأصم

تمرّ عليها يد العاصفة
فتمسحها دونما عاطفة
وتسلمها للعدم
ونحن ضحــايا هنا
تجوع وتعطش أرواحنا الحائرة
ونحسب أن المنى
ستملأ يوما مشاعرنا العاصرة
ونجهل أنّا ندور
مع الوهم فى حلقات
نجزئ أيامنا الاّفلات
إلى ذكريات
وننتظر الغد خلف العصور
ونجهل أن القبور
تمد الينا بأذرعها الباردة
ونجهل أن الستائر تخفى يدا مارده
عرفت الحياة وضقت بجمع الظلال
وأضجرني أن نجوب التلال
نحدّق في حسرة خلف ركب الليال
تسير بنا القافلة
نجوس الشوارع في وحدة قاتله
إلام يخادعنا المبهم ؟
وكيف النهاية ؟ لا أحد يعلم

سنبقى نسير
وأبقى أنا في ذهولي الغريرّ
ألمّ الظلال كما كنت دون اهتمام
عيون ولا لون لا شىء الا الظلام
شفاه تريد ولا شىء يقترب مما تريد
وأيد تريد احتضان الفضاء المديد
وقلب يريد النجوم
فيصفعه في الدياجير صوت القدوم
يهيل التراب على اّخر الميّتين
وأقصوصة من يراع السنين
تضجّ بسمعى فأصرخ : اّه !
أخيرا عرفت الحياة
فواخيبتاه



نازك الملائكه ……




🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸




نلتقي في البارت القادم (79) بإذن الله


لاتحرموني توقعاتكم واقتراحاتكم الروايه لاتزال في البدايه ... أختكم:- ميمي مارش


دمتم سالمين


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-22, 04:28 PM   #8

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

79




🌸🌸بسم الله الرحمٰن الرحيم🌸🌸

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين


صحيح مر وقت طويل على اخر بارت كتبته ولكن هذا كان خارج عن ارادتي اعتذر لأني تأخرت ولكن كنت امر بفتره صعبه وبإذن الله تمر دعواتكم .... لكل من قد يقراء بصمت .. اسعدوني بتفاعلكم .. فضلاً وليس امراً ....


🌸🌸اهداء لـ 🌸🌸

🌸🌸 {{نورتي}} 🌸🌸

🌸🌸 لجدي 🌸🌸

🌸🌸 لكل من دعمني ولكل من قراء 🌸🌸

""""""

اللهمّ برد تربة قبر كل غالي رحل عنا
اللهمّ نور مرقدهم وعطر مشهدهم وطيب مضجعهم وآنس وحشتهم وقهم عذاب القبر
يا رحمن يا رحيم انر قبر جدي واجعله روض من رياض الجنه


""""""




"""""""""""""

🌸🌸 روايه :- (الاسود المغرمه) الجزء الاول (ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش 🌸🌸


{البارت التاسع والسبعون}


🌸🌸
"""""""""""""""

فيا ليل الأسى قد دمت خلداً فهل يجليك من عمري الضّياء

لوصفك إن وصفت له انتهاء ووصفك بالكمال هو ابتداء

سوادك في الرّؤى نور وقدس وروضك للسّماء له السّماء

ويكسوها السّواد.. كأنّ بدراً له في اللّيل وهج يستضاء

جمال في المقام له مهاب وأركان يزيّنها الغطاء

بها الدّنيا غدت للكون قلباً على نبضاته دام البقاء

بها الآفاق أكوان تجلّت بها الأجواء مصباح يضاء

بها النّسمات أفواه تناديله التّهليل دوماً والثّناء

لها ربّ يتوّجها بنور هو النّور الإلهيّ المضاء

لها ضوء علا الأضواء وهجاً بألوان، فيتبعه الفضاء

رحلت مهاجراً أهلي ومالي للقياها فقد طفح الإناء

سعيت منادياً والقلب طير يرفرف نحوها والعين ماء

تسابق من عظيم الشّوق قلبي مع السّاقين، يسعفها السّخاء

فنادى القلب: يا قدميّ سيرا فأسلمها إلى الرّكض الوفاء

قربت ومن فناها عند ليل كأنّ الأفق فجر وارتقاء

أعانقها كأضلاعي لقلبي وأحضنها فيغمرني البهاء

عجبت لطلعة فاقت خيالاً يؤجّجها بأضواء سناء

جلست أمامها والعين ملأى بآيات يزخرفها النّقاء

سجدت أمامها لله ربًّا فرؤيتها لهيبتها نماء

يلازمني الأمان كأنّ روحي يدثّرها بأعصار بناء


"""""""""""""""
🌸🌸







🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸



// في المشفى \\


فاق بجفون ثقيله وقد نهشه الالم حتى حطم هدوء ملامحه ... نظر الى جانبه ليجد ليث ينام على الكرسي بوضع غير مريح ... متى تم نقله الى غرفه عاديه لايتذكر شيئ .... اين هو اسد ياترى الهذه الدرجه هو مشغول ... ابتلع ريقه بصعوبه وهو ينادي لليث الذي كان ينام بعمق فلم يذق للنوم طعم منذ ايام ولكنه لم يجبه ليضغط على الجرس بجانبه فتأتي اليه الممرضه في ثواني ليهتف قائلاً:
فلتيقضيه ودعيه ينام جيداً
اومأت بهدوء لتتجه اليه قائله:
ايها الاستاذ فلتستيقظ
فتح ليث نصف عينيه المتورمه لينظر الى تلك الحسناء التي تقف امامه بل وتدنو منه ليتمتم قائلاً:
ايه دا انا نمت فمستشفى افوق الاقيني مع حور العين لا على كدا هنام هنا كل يوم
سمع صوت ضحكات خافته تخرج بصعوبه ومن ثم صوت سعال مستمر ... نهض بسرعه متجهاً لأدهم الذي كان يسعل بشده لتتجه اليه الممرضه تحاول تثبيته على السرير كي لا يؤذي جرحه
ليث وهو يدلك عينيه:
انتا بتجيبلي دي تفوقني ليه وبتضحك على ايه مكفايه جرحك هيفتح من تاني
ادهم ولازال يسعل ولكن بشكل اخف:
حور العين كح كح ... ااااه مره واحده دي شبه الـ... كح كح كح الشغاله الفلبينيه اللي جابتها ليل و ااااه قامت تعاكس يوسف
ليث وهو يضحك بخفوت:
يخرب بيتك اسكت بقا ايه مصدقت تتكلم الجرح ياهبل هوحنا ناقصين
ثواني وهداء ادهم تماماً لتقوم الممرضه بإعطائه الدواء ثم انصرفت ....
نظر الى ليث وقال بترقب:
اسد لسا مجاش
نظر ليث الى ادهم وهو يتصنع الهدوء ليقول ببساطه:
عنده شغل وهيتأخر جه بالليل يشوفك وكنت نايم
عقد حاجبيه بإستغراب قائلاً:
شغل ايه دا مش سلفادور خلاص يبقا ايه تاني ولا هو عايز يجيب اللي وراه دا لسا مجاش دورهم
ليث ولازال يحافظ على نبره الجديه في حديثه:
لا مفيش الكلام دا بس لازم يسجل اقواله ويشرحلهم بالتفصيل عن الخطه ويكتبلهم تقرير مفصل عن العمليه والكلام دا هيخلص ويرجع يومين بالكتير
اومأ برأسه ليقول:
الرائد تقى اتصابت
ليث بضيق:
دا كان هيقتلها عشان الخنجر اللي انطعنت بيه كان خنجرها
ادهم بدهشه:
ازاي
ليث:
لما شفناك كان الخنجر معاها مليان دم وذراعها كانت مكسوره يبقا هي اللي عورتك واسد بيقول انها متقصده تعمل كدا
ادهم بدهشه:
ليه
ليث وهو يعيد شعره للخلف:
البنت دي غريبه وعليها نظرات مش مطمنه واسد شاكك بيها
ادهم بتعب:
لا يشك ولا حاجه انا اللي زقيتها عليا والخنجر جه فيا
ليث:
طب ونظراتها دي تسميها ايه
اغمض عينيه بوهن:
لسا جديده وطبيعي تبقا متحفزه لأي حاجه
ليث وهو يمسد على شعر ادهم:
طب عايز حاجه اجيبهالك
هز رأسه بنفي ... ليهتف ليث قائلاً:
طب عايز انده للدكتور يتطمن عليك
ادهم:
مالممرضه لسا كانت هنا خلاص هنام وابقى احسن انت روح ريح ونام
وضع ليث يده على جبهه ادهم ليجد حرارته قد ارتفعت ليخرج متجهاً الى مكتب سيف ولكن لحسن الحظ التقاه في نفس الممر يتحدث مع احد الاطباء وهو يحمل طفله صغيره يقوم بدغدغتها من وقت لأخر بينما يحاول الطبيب التحدث معه بجديه وجعله يركز مع لينظر اليه سيف بملل وهو يتحدث قائلاً:
لقد راجعت الحاله بنفسي وليس هناك اي اعراض جانبيه للمريض وان كنت لاتزال مصر فلا بأس اترك الملف في مكتب رئيس القسم وسأراجعه مره اخرى لم اعد اعلم من هو مدير انا ام انت
انزعج الطبيب ليقول بإعتذار:
لم اعني ذلك ولكن المريض يشكو من ....
قاطعه قائلاً بجديه غريبه عليه:
انا المسؤول عن الحاله وانا من اراجع مع المرضى ثم ان المريض مصاب بالزهايمر لا تتعجب ان قال بأنه حامل سيشكو لك اعراض وتنتج امراض ليست فيه ... اعلم بأنك تقوم بعملك ولكني من سأتصرف معه وان شكى مره اخرى من شيئ فسنقوم بعمل تحاليل له من جديد لا تقلق
اومأ الطبيب لينصرف فيعيد سيف نظره الى الطفله ويقول:
لمتخبريني بعد كيف اتيتي الى هنا
الطفله وهي تقوم بسحب خديه:
اتيت مع ابي لأقوم بالتخلص من لوزتاي ولكنني خفت واتجهت الى هنا ستقوم الطبيبه بشق حلقي لتنزع لوزتاي وسأموت
عقد حاجبيه ليقول:
ومن قال هذا
وضعت الطفله يديها على خديها ببرأه وهي تقول بحيره:
وكيف ستنزعهم اذاً
سيف بتفكير:
حسناً هل جربتي مره ان تقومي بنزع احد اسنانك
اومأت ليقول ببساطه:
الموضوع مشابه لهذا كثيراً لا تخافي
الطفله بحذر:
هل سأشعر بألم
سيف وهو يسحب انفها الصغير:
ابداً لن تشعري بشيئ على الاطلاق
الطفله بسعاده:
حسناً انت طبيب اليس كذلك
نظر الى البالطو الخاص به ليهتف بإستغراب:
اجل
صفقت بيديها لتهتف:
حسناً اريدك انت من تقوم بهذا
نظر اليها بإستغراب وقال:
انا
اومأت بأجل ليهتف قائلاً:
ولكني لست طبيب اطفال
الطفله وهي تضم يديها الى صدرها بتذمر:
وما الفرق ليست مشكله لن اخبر احد بذلك اعدك انت انزعهما وانا سأرجع الى ابي بدون لوزتان واخبره بأني نزعتهم بنفسي
ضحك بشده وهو ينحني ويضعها على احد الكراسي الموجوده بالممر ويجلس امامها ممسكاً بكفيها بينما ليث يراقبه بصمت:
ولكن هذا لا يجوز
تصنع الذكاء ليقول:
حسناً سأسألك ... اذا اردتي النوم فأين تذهبين
عقدت الطفله حاجبيها لتقول:
الى سريري طبعاً
سيف:
لما لاتنامين بالمطبخ
فتحت عينيها على وسعهما لتقول:
وهل هناك احد ينام بالمطبخ هذا جنون
سيف:
ولما اوليس المطبخ في البيت وهو غرفه ايضاً
حركت الطفله يديها بعشوائيه في الهواء محاوله الشرح لهذا الغبي الذي يسأل مثل هذا السؤال:
اجل هو جزء من البيت ولكنه غير مؤهل للنام فيه
خرج صوت منبعث من ابهامه ووسطاه اثر فرقعتهما ليهتف قائلاً:
الامر مشابه لهذا بشكل كبير عزيزتي هذا كله مشفى واحد ولكن لكل طبيب هنا تخصص يعمل فيه هل تستطيعين النظر باذنك لا طبعاً فهذه ليست وظيفتها اليس كذلك
ابتسم ليث بسخريه فكيف يكون هذا طبيب بكل هذه التصرفات الطفوليه انه كعمر واياد تماماً ربما كانو هم اعقل ان كان لم يراه ذلك اليوم في المكتب لظن انه يحاول ايصال المعلومه لهذه الطفله بأسلوبه هذا ولكن يبدو ان هذا هو طبعه وهذه شخصيته ...
ضحكت الطفله وقد فهمت مقصده لتهتف قائله:
حسناً ولكن اين سأجد ابي الان
نظر سيف الى نهايه الممر ليقول:
سنجده هيا تعالي معي وسأزورك عندما تنتهي العمليه وستتناولين الايس كريم هيا اسرعي
قفزت الطفله من على الكرسي وهي تقول:
هيا اذاً انـ....
قاطعها صوت والدها الذي اتجه اليها بسرعه وهو يقول:
اشلي اين اختفيتي هكذا فجأه لقد اقلقتني عليك
اشلي وهي تقفز اليه:
اعتذر ابي لقد كنت خائفه وهذا الطبيب الوسيم قام بإخباري بأنهم لن يقطعون عنقي لإستخراج لوزتاي
والدها بعتاب:
ومن قال لكي ذلك اولم اخبرك بأن الامر ليس بهذه الخطوره وأن العمليه ستكون بالليزر
نظرت الى الارض بندم فقد اخبرها والدها بذلك وامرها بأن لا تتحرك من جانبه ... شعرت بذلك الذي يبعثر خصلاتها القصيره وهو يقول:
لا بأس والد اشلي انها طفله ولم تكن تعلم ذلك ومن الطبيعي ان تخاف
ابتسم والدها ليقول وهو يمد يده لمصافحته:
شكراً ايها الطبيب
صافحه سيف بينما الطفله تتحدث:
العفو هذا واجبي
هيا اشلي سنتأخر عن موعدنا
قفزت اشلي وهي تتعلق بيد والدها الذي تسير معه مبتعده عن سيف وهي تقول:
هل ستحضر لي الايس كريم بعد العمليه كما اخبرني الطبيب
والدها:
اجل بالطبع
ابتسم سيف بهدوء والتفت للجهه الاخرى متجهاً الى غرفه ادهم ليطمئن عليه ولكنه وجد امامه ليث الذي يبتسم وهو يتكئ على الجدار ويربع يديه امام صدره وكأنه كان يتابع الموقف ليبتسم ويقول بالعربيه:
صباح الخير
اعتدل ليث في وقفته ليقول:
صباح النور
هتف قائلاً بحماس:
هاه امتى هتشرفونا البيت بقا
عقد ليث حاجبيه ليقول:
اي بيت
سيف وهو يغلق الملف الذي التقطه من على الكرسي:
ايه دا انا مقلتلكش قبل كدا ان اي مصري يشرفنا هنا لازم يشرفنا البيت عندنا دي قواعد ست البيت الكبيره ... ستي بتقول لازم تشرفونا
ليث بإحراج:
لا معلش خليها مره تانيه عشان نبقا فيها بوضع احسن من كدا والجايات كتير
سيف بتذمر:
واقول لستي ايه اقولها رفضو
ليث بتفكير:
لا بس تقدر تقولها اننا المره الجايه هنيجي نحنا وعايلتنا بقا عشان نتعرف
سيف:
اكدب عليها يعني
ليث:
لا ابداً هو احنا فعلاً لازم نيجي نزوركو ووعد هنيجي مره تانيه اهو
ابتسم سيف وهو يقول:
مدام كدا تمام طب تعالى كنت عايز اتطمن على ادهم
تذكر ليث ما كان قد خرج لفعله ليلتهي بهذا الابله ومعه الطفله ليقول:
اه درجه حرارته مرتفعه و
سيف مطمئناً اياه:
لا لا دا طبيعي خالص الممرضه ادتله الادويه بتاعته
ليث:
من شويه
سيف وهو يدخل الغرفه معه ليجدا ادهم يغط في نوم عميق:
لا دا طبيعي خالص متقلقش عليه دا الطبيعي وبعدين دي زراعه كليه مش حاجه تخوف .. لازم ترتفع درجه حرارته ويجيه قيء عادي عشان هنعرف مدى تقبل جسمه للكليه وكمان بسبب الادويه هيجيه امساك او اسهال والكلام دا وهيكون اكثر عرضه للعدوى عشان الادويه اللي بتخليه يتقبل الكليه هتضعف الجهاز المناعي عنده ولازم الاكل اللي يأكله يكون مطبوخ كويس ولازم يأكل اكل صحي وهنستدعي اخصائي التغذيه وهيجيبلكو قائمه للأكل اللي لازم يلتزم بيه خلال الفتره دي عشان لازم يكسب جسمه البروتين اللي يحتاجه ... ولازم كمان تخلو بالكو ميتعرضش لأي ضغوط نفسيه او جسديه ولازم كل حاجه تقرب منه تكون معقمه ونظيفه عشان ميتصابش بأي مرض معدي ولازم يشرب ميه بإستمرار ...
اومأ ليث ليقف سيف امام المحلول المعلق ليخرج من جيبه حقنه خافض للحراره ليقول:
هديه حقنه وهيبقا تمام
ليث مازحاً:
متأكد من انها خافض للحراره مش حاجه تانيه
اوماء سيف برأسه وهو يقول:
ليه لسا شاكك اني مش دكتور يعني بطلع اي حاجه من جيبي عشان استعرض
ليث ضاحكاً:
اه والله مش باين
سيف:
لا شكل النوم لعب فدماغك تعالى مكتبي وريح ونام وادهم نايم وكويس والممرضه هتبقا معاه
نظر الى ساعه يده لازال هناك وقت طويل لتشرق الشمس هذا ان لمحها في هذا الطقس سيصلي الفجر الذي فاته اولاً ثم ينام .. تبع سيف الذي يسير امامه ليتجها معاً مكتبه المبعثر .....




~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~
~


/// في الصعيد \\\




هناك حيث تجتمع الذباب والبعوض من كل شكل ولون تجتمع كلها لترحب بضيفها الجديد ترحيب يليق في سموه ....
اخذ يتقلب بضيق تاره ينام على بطنه دافناً وجهه وكفيه تحته وتاره يضع الجاكيت الخاص به على وجهه ويخبي ايضاً كفيه تحته ولكنه يختنق ويبعده عنه ليستقبله من جديد كم هائل من قبلات و زغرطات البعوض والكثير من تبريكات وتودد الذباب .... تحرك بإنفعال وهو يزيح الذباب من على وجهه ليسقط على الارض بعنف جلس بصعوبه وهو يضع يده اسفل ظهره هتف بتأوه:
ااااااااه ياني يمه ايه العيشه اللي شبه عيشه البهائم دي يلعن ابو كدا ااااه ظهري اتقطم الله يسامحك ياسعد يبن ام سعد واخو اخت سعد وابو بنت سعد وخال بنت اخت سعد وعم بنت اخو سعد وجد
صمت لثواني وهو يستند على الاريكه التي سقط منها لتساعده على النهوض ليقول:
لا مفتكرش بقا جد وعنده أحفاد مهو مينفعش يبقا جد دا هيعيشهم بالزريبه دا ملوش امان
اتجه الى المكتب الذي يحمل اسمه ليضرب عليه بخفه وهو يرتكز بيديه عليه:
متوقعتش دا خالص الله يسامح اللي كان السبب
انفتح الباب ليلتفت برأسه وهو يقول:
خير في ايه ع الصبح
العسكري:
انا نسيم سيادتك خدامك ياباشا
التفت اليه بكل جسده ليدور حوله ناظراً اليه من رأسه حتى اخمص قدميه ليجده ذلك الضخم البدين ذو الشعر الكثيف الاسمر البشره ليردد بخفوت:
نسيم
نسيم بإذعان:
اوامرك ياباشا
مط اياد شفتيه ليقول وهو يحك ذقنه:
مش باين قول عواصف رياح انما نسيم مش راكبه معاك خالص
نسيم بطاعه:
اللي تشوفه سيادتك
اياد بدهشه:
يعني عادي لو غيرت اسمك
نسيم:
اللي تشوفه سيادتك
اياد وهو يضع اصبعه على شفتيه ويقلص عينيه مفكراً وبعد صمت يقول:
عمليق حلو الاسم دا عمليق لايق قوي بدل نسيم اللي شبه اسم البنات دا مامتك اللي مسمياك مش كدا
نسيم ولا زال ينظر الى الامام وكأنه يتلقا الاوامر:
لا ياباشا ابويا راح عند جدي يسميني وكان مستعجل عشان يمشي فجدي الكبير نده على الخدامه عشان تكرمه فأبويا مشي وهو فاكر ان جدي سماني
نظر اليه بدهشه مالبثت ان اصبحت ضحكه عاليه تصاعدت لتملاء اركان القسم لينظر اليه نسيم بشيئ من الضيق عندما لاحظ توافد العسكر والضباط الى باب المكتب ليضع اياد يده على فمه فإن انزعج هذا العملاق منه فلا شك من انه سيقوم بطويه بثواني ... اخذ نفس عميق والتقط زجاجه الماء من على المكتب ليقول:
معلش مكانش قصدي
نسيم:
ولا يهمك ياباشا
ارتشف اياد القليل من الماء ثم اتجه الى النافذه واخذ يرش وجهه بالماء ليقول:
هو هنا مفيش عندكو حمامات
هز نسيم رأسه بنفي ليقول:
لا الرجاله هنا بتروح الخلا الحمامات بس للحريم
التفت اليه اياد ليقول بإستغراب:
يعني ايه مفيش بالقسم دا حمام واحد امال السجناء بتروحو بيهم فين
نسيم:
الخلا
مال برأسه وضرب كف بكف وهو يقول بعدم تصديق:
طب المزنوق يروح فين
نسيم ببساطه:
الخلا
اياد:
يخرب بيت الخلا على الخلا على المخلول اللي هيروح الخلا على القسم المعفن دا ... انتا كنت معانا بالليل لما جينا
اومأ نسيم برأسه وهو يقول:
اه كنت بالبوكس ورا
اياد وهو يضع يده اسفل ذقنه:
والخلا دا يبقا فين
اشار بيده الى اللا منتهى ليهتف اياد قائلاً:
يبقا اللي كنت فاكرهم بيفككو الغام كانو ساعتها بالخلا
اومأ برأسه ليهتف اياد بدهشه:
طب انا عايز حمام
نسيم وقد تبدلت ملامحه:
ليه هونتا من الحريم
هز اياد رأسه بنفي ليهتف نسيم قائلاً:
يبقا راجل
هز اياد رأسه بقلق فكيف تحول هكذا ليهتف نسيم قائلاً وهو يقترب منه والاخر يعود للخلف:
الرجاله هنا بتروح الخلا ولا انتا خايف
اياد بقلق:
لا
نسيم ولا زال يتقدم:
لا خايف
اياد وهو يلتصق بالمكتب خلفه:
والله مخايف
نسيم:
يبقا تروح الخلا وانا هاجي معاك
اياد وهو يبعده بيده:
لا ياعم تروح فين هونا ناقص وبعدين خلا ايه من على وش الصبح دا لا مينفعش
نسيم وقد عاد الى هدوئه:
امال هتفك ميه ازاي
اياد:
من الحنفي
فتح نسيم عينيه على وسعها وهو يقول بصوته الرخيم وعاد للتقدم:
عايز تلوثلنا ميه الخزان اللي بنشرب منها
اياد وهو يبعده من امامه وبقلق:
ايه مالك اتحولت ميه الخزان ايه انتا قلت نفك ميه يبقا هنفكها الزاي مش من الحنفي
نسيم بدهشه:
بالخزان انت اتجننت عايز تشربنا يوريا
اياد وقد استوعب ماقاله ليقول:
هاااااا لا لا متفهمش غلط انا قصدي حاجه تانيه
نسيم:
طب هتعمل ايه
اياد وهو يجلس على كرسي المكتب:
نستنا الليل ونروح الخلا
نسيم:
مينفعش عشان كليتك هتبوض
اياد:
دنتا فقعتلي مرارتي فاضل الكلى يعني
نسيم:
انحباس البول بيأثر ومش هتعرف تركز فشغلك وانت مزنوق
اياد:
يبقا تخليهم يعملو حمام
كاد ان يتحدث ولكنه وجد اياد يحمل علبه حديديه من على المكتب وهو يرفعها عالياً:
هتقول الحمامات للحريم بس هتلاقي دي بترقص على وشك
نسيم:
العفو سيادتك بس كان في نص حمام هنا للي بيستحمو هنا بس الحنفي بتاعت بايض و
قاطعه اياد قائلاً:
يعني في حمام
نسيم:
مش حمام حمام ..
اياد:
امال ايه حمام مطبخ
نسيم:
لا دا بيبقا مبني للنص كدا وفيه حنفي بس مفيش غيره يعني
اياد:
بيداري يعني
نسيم:
مش قوي
وقف اياد وقال:
يبقا خدني ليه
نسيم:
مهو مينفعش الحنفي بايض والنهاردا يوم العسكر مش يوم الضباط
اياد بذهول:
يعني ايه
نسيم:
تمام انا هتنازل اليوم ليك وهستحما بكره مكانك بس مينفعش تعمل فيه حاجه غير انك تستحما
اياد:
امال مسمينه حمام على ايه ... هو في قسم هنا غير القسم دا
نسيم:
لا نحنا هنا لوحدنا والقريه بعيده يعني امان
نظر اليه شذراء واتجه الى حقيبته واخرج له بنطال جينز اسود وتيشيرت خفيف ازرق بأكمام وقبعه ملاصقه له
وقال:
هو مفيش عندكو غير المروحه دي يعني مفيش مكيف
نسيم:
لا واحمد ربنا ان النهاردا كانت دور الضابط اللي مشي عشان كدا هي عندك
نظر اياد الى تلك المروحه الصغيره الموضوعه على المكتب والتي تصدر صوت مزعج اثر تهالكها ويحيطها الشريط الابيض اللاصق من كل مكان ونصف ازرار التحكم بالسرعه الخاصه بها قد نزعت لتصبح كفم العجوز الذي لم يعد يملك سوى سن واحده وهي ايضاً ليست سليمه ...
هتف بحنق:
لا كدا كتير
التقط هاتفه ليقوم بالاتصال بوالدته ولكن الهاتف كان مطفي ليهتف قائلاً:
امال الشاحن فين مش شايف اي حاجه هنا تساعد اننا نركب شاحن
نسيم:
اه فعلاً مهو مفيش غير شاحن واحد هنا وكمان النهاردا مش يوم الضباط وكمان في عند مرجان باشا بس ممنوع حد يستخدمه غيره .. صدقني كنت هخليك تاخد دوري بس والله وحشوني امي ومراتي وعايز اكلمهم والمره اللي فاتت مكانش معايا رصيد انا بعتذر مهو مش هفضل معفن ومكلمش مراتي كمان
اياد بدهشه:
حتى الشاحن .. امتى هيكملو شحن
نسيم:
بنبداء النهاردا وبنخلص بعد العصر
اياد:
عادي يعني ممكن يشحنو الباقيين بعد العصر
صرخ نسيم قائلاً:
لا ممنوع محنا عندنا مسلسل بنتابعه بالليل
اياد بدهشه:
مش فاهم وايه المشكله
نسيم:
لا ياسياده الضابط مينفعش عشان مفيش كهرباء عمومي هنا
اياد:
امال ازاي انتو بالعصر الحجري ولا ايه
نسيم:
لا بس عندنا الواح شمسيه وبطاريات ودي قوانين محدش بيتخطاها
اياد بدهشه:
طب بتأكلو وتشربو زينا ولا في قوانين وقواعد ولا ايه النظام
نسيم:
اه فعلاً احنا مش بالعصور الحجري
اياد بسخريه:
كل دا وتقولي مش عايشيين بالعصر الحجري .. والله عجائب .. طب هو مفيش لجنه زارتكو هنا
هز نسيم رأسه بنفي ليجز على اسنانه بغيظ فقد تقصد اللواء سعد والرائد سعيد فعل ذلك معه اللعنه يريدون اختبار صبره لابأس ... اخذ نفس عميق ولكنه عقد حاجبيه وانكمشت ملامحه بضيق وهو يقول:
طب ايه كل الدبان والبعوض والريحه المقرفه دي هونتو عاملين القسم قدام مقلب زباله ولا ايه
نسيم:
لا بس على الغالب دا بسبب بهائم سياده الضابط مرجان باشا حاطهم فعشه ورا القسم عشان مش بيحب حد يعتني بيهم غيره
رفع اياد حاجبه بإستنكار من يكون هذا مرجان اهو رئيس القسم ام ماذا ولما يحظر بهائمه الى هنا ليهتف قائلاً:
ليه انا حاسس ان الراجل دا واخد راحته هنا وزياده دا قسم ولا حضيره حيوانات
جلس نسيم على الكنبه الجلديه عندما ادرك ان اسئله اياد لن تنتهي وقال:
عشان هو بيبقا ابن اخو عمده البلد هنا
ضحك ساخراً وهو يقول:
امال عمال تقولي قوانين ونظام ايه من على الصبح وهو حتى الشاحن معاه دي تفرقه عنصريه ياعمليق باشا ولا ايه ومستكترين عليا حمام ودا جايب الجواميس بتاعته كمان لا اكيد جايب اهله ومسكنهم بالدور اللي فوق مش كدا
نسيم بجديه:
لا طبعاً بس هو المسؤول هنا ورغم دا هو زينا بيلتزم بالطابور والنظام هنا مهو اللي حاطه بعدما زادت المشاكل
اياد بضيق:
ايوه يعني هتفضل تقولي نزاعات وصراعات داخليه ومن الكلام دا انا عايز اشحن التلفون اعمل ايه عايز اكلم امي ياعالم
نسيم:
مش راجل
نظر اليه بغضب ليهتف مستدركاً:
منتا فاضلك شويه وهتعيط انتا عارف ان القسم اللي بتشتم فيه من الصبح دا كان بدايه كل ضابط عظيم
اياد ساخراً وهو يعيد نظره الى الحقيبه:
طبعاً مهو اللي بيفضل هنا يومين على بعضهم لازم ياخد وسام شرف وترقيه كمان
اخرج واقي الشمس الذي وقعت عليه يده ليهمس قائلاً:
ياحبيبتي ياجهان واقي شمس هنا .. كنتي جبتي ناموسيه والله كانت هتنفع ...
اخرج اشيائه التي يحتاجها لينعم بحمام منعش ولم يخطر بباله كيف قد يكون شكل الحمام هذا ..... اخرج حافظه الطعام ليفتحها ويقوم بإعطاء نسيم قطعتين من الكعك الذي يملأ الحافظه في النهايه هذه مؤنته في هذا العصر الى ان يكتب له النصر او الشهاده
التقطها نسيم ليقول بإبتسامه:
دا من شغل ايد مراتك
نظر اليه بطرف عينه ليقول بضيق:
كل وانتا ساكت
التقط قاروره المياه المعدنيه ليتجه الى الشرفه ويقوم بغسل وجهه ومن ثم قام بتنظيف اسنانه بالفرشاه والمعجون بينما نسيم يراقبه بشيئ من الاستغراب وينقل نظراته بينه وبين الشامبو والصابون والليفه الموضوعين على الطاوله امامه ... هل سيستحم بها انه فتى غريب الاطوار حقاً ... تسللت انامله الى حافظه الطعام ليلتقط قطعه اخرى فطعمها لايقاوم
التفت اليه اياد واعاد فرشاته ومعجونه الى الحقيبه ليقول وهو يحمل ملابسه واغراضه:
يلا خدني على الحمام بتاعك دا
نسيم وهو يلتقط علبه مزيل العرق ليقول:
ايه دا
اخذه اياد من يده وهو يقول:
مضاد الالتهابات والفطريات والتقرحات الجلديه
عاد نسيم للخلف قائلاً:
انتا يعني جربان
اياد بسخريه:
لا لسا هتجرب هنا عندكو .. انتا اهبل يابني دا مزيل عرق
تغيرت ملامح نسيم ليقول بدهشه:
ازاي .. قصدي يعني بيشيل العرق ازاي هو مش بيبقا العرق عايز مناديل عشان يتمسح امال ازاي دا هيمسحه وهو
قاطعه اياد بضيق وهو يقول:
لا انتا غبي فعلاً دا يابني مزيل عرق يعني بتاع الروائحه المعفنه لو مش فاهم هونتا عمرك مشفت اعلان ليه ..
نسيم وهو يحاول التذكر:
اااااه فعلاً افتكرت بس دا بيبقا للحريم بس
اياد بإستهزاء:
لا انت افتكرت اعلان إيلوز
نسيم بضيق:
وانتا عايز بيه ايه مهو الراجل اللي بجد لازم تنفح منه روائح العرق عشان بيبقا شقيان وبيدور على رزقه انما انتا هتفضل هنا في المكتب
اياد بإشمئزاز:
بقوله ايه خدني على الحمام وإلا هرجع على وشك يلا بلا قرف

اومأ برأسه ليتجها الى الخارج ... الجميع ينظر اليه بدهشه هل هذا هو الضابط الذي حكو عنه الاساطير قبل مجيئه من الاسكندريه .... تخيلوه عملاق ذو بشره سمراء وجسم يمتلئ بالعضلات اما هذا حتى نسيم اطول منه واسمن ... تعالت الهمسات والاحاديث ونظرات الاستخفاف والسخريه والتحليل هذا ليس اكثر من ضابط لازال تحت التدريب هذا غير ملامحه الناعمه وعيناه العسليه المضيئه وشعره الاشقر .. هل هذا هو الضابط الكفؤ الذي يحمل اسم عائله السيوطي المرموقه والتي ذاع صيتها منذ وقت طويل سمعو الكثير ولكنهم وجدو مايصدمهم .. ملامحه لاتميل الى القسوه المعروفه لديهم ولا تشير الى الوقار على الرغم من خطواته الواثقه ورأسه المرفوع بشموخ الى ان هناك شيئ ما لايفسر لم يكن كتلك الصوره التي تخيلوها ...


خلف مبنى القسم .....
العساكر يتزاحمون في جلب المياه في الجرادل من الخزان الضخم والذي لم يكن يحوي إلا ماء المطر المليئ بالاتربه .. واخرون لايرتدون سوى ملابسهم الداخليه ويقومون بغسل ملابسهم ..... وقد تعالت اصواتهم واحاديثهم وكأنهم في سوق المواشي ...
وقف مصدوم مما يرى فتح عينيه على وسعهما وهو يشاهد ذلك الحددث التاريخي كان ذلك المنظر كفيل لان يقول (اين انت ياحمام غرفتي) هو ابن العز والقصور يستحم في هذا المكان مستحيل ...
كانت جدران كثيره مبنيه للمنتصف تتصل بجدار القسم الخلفي مشكله ازقه متصله ببعضها لايفصل الزقام الاول عن الاخر سوى جدار مشترك وهكذا حتى النهايه .. بالمختصر جدران متراصه تشكل ممرات صغيره تدعى حمامات ...
يرى بوضوع اولئك الذين يقومون بالاستحمام وهم يصدرون اصاوات لشهقاتهم اثناء سقوط الماء البارد على اجسادهم الحاره واصوات المياه التي تنهمر على اجسادهم مصدره اصوات مزعجه ...
تكاد ايديهم تتصادم عندما يرفع ذلك يده ليقوم بسكب الماء على رأسه والاخر يفعل ذلك ايضاً .. اذا مال احدهم سيرى الاخر ... حتى الابواب ليست اكثر من ابواب خشبيه متهالكه بطول الجدار المبني للمنتصف .... يستحيل ان يدخل هنا .. وجد نسيم يشير اليه ليتجه خلفه ليرى الحمام الاول والذي لن يراه فيه سوى جار من جهه واحده على عكس البقيه ....
كان محتوى تلك الحمامات حنفي متهالك وجردل مياه ملوثه بأوراق الاشجار وبداخله توجد علبه صغيره تساعد في اغتراف الماء يشك في انها لإحدى المعلبات فلازالت قشور الورقه تلتصق بالعلبه .... الارضيه لحسن الحظ كانت مغطاه بالاسمنت لم تكن ترابيه كما توقع ... لايوجد هناك مكان يسمح له بفعل شيئ اخر سوى الاستحمام حتى لايوجد مكان لوضع ملابسه والاشياء التي يحملها ... كاد يقول لاتوجد حتى مرآه ولكن تواضع المكان منعه .... حسناً اين يذهب الماء الذي يستحم به رش قليلاً من الماء على الارض ليجد ان الارضيه مائله لتسمح بإنحدار المياه لتصل الى فتحه في طرف الحمام ولكنه اندهش عندما وجدها تذهب الى الحمام الاخر حمام الجار الذي اذا اتكأ على الجدار المشترك شاركه الاستحمام .... مسكين ذلك الذي يستحم في اخر حمام ستصل له كل المياء التي استخدمها كل المستحمين .... نظر الى نسيم بضيق وقال:
ايه المسخره دي انا عايز حمام انتا متأكد انك عارف شكل الحمام بجد
اومأ نسيم ليزيد من غيظ اياد ليهتف بغيظ:
طب خدني لورا الهباب دا

اتجها معاً الى الخلف حيث لااحد يراهما ولازال نسيم يحمل جردل الماء ليهتف اياد قائلاً:
لا دا زاد عن حده قوي انا عايز حمام تعرف يعني ايه حمام انا عمري متخيلت اني اتزنق الزنقه دي ابداً عايز حمام ياعرب هو دا طلب صعب يعني ... انا لازم اكلم وزاره الداخليه تتصرف وتلاقي حل منا مش هفضل بالوضع دا
كانت المساحه في الخلف خاليه الى من الاشجار القليله التي لن تداري شيئ منه التفت الى احدى الجهات ليجد جزء من زريبه بهائم المدعو مرجان ولكنها بعيده ... نظر الى الطوب المرصوص بجانب جدار المبنى ليهتف قائلاً:
هونتو فكرتو قبل كدا تكملو بناء الحمامات
نسيم ببساطه:
لا
اياد وهو ينظر اليه بدهشه:
هي واحده من اتنين هو اما انا ذكي زياده عن اللزوم او انكو اغبياء اكتر من اللازم
مط نسيم شفته السفليه ليقول:
اصلاً قبل كدا مكنش في حمامات كنا بنستحم هنا بالمكان دا عشان مكانش في طوب عشان نبني
اياد:
ولما الحكومه جابت الطوب كسلتو تكملو البناء مش كدا
نسيم:
مش قوي محنا عملنا منجز
القا اياد الملابس عليه ليقول:
اعمل دول فوق الطوب وتعالى شيل معايا
نسيم:
ليه هتعمل ايه لو رحت تبني هناك هيقولو انك مش عايزهم يشوفوك وهيشكو انك للمعذره يعني
رفع اياد حاجبه بإستنكار واتجه بالطوبه التي يحملها الى جدار القسم ويضعها بجانب تلك الشجره المتوسطه العرض ليقوم بترتيب الطوب هناك ليصبح جذع الشجره احد جدران الحمام السريع ليجد نسيم يسير خلفه فحسب ليصرخ به فيبداء بإحضار الطوب اليه ليقوم بترتيبهم بجانب بعضهم مشكل جدران طويله تفي بالغرض كهذا من غير اسمنت يقوم بالربط بينهم .... فالمهم الان ان يقوم بالاستحمام ومن ثم يجد حل لهذه المهزله ..... وعندما انهى الترتيب التقط ملابسه وقام بوضعهم على الشجره ووضع اشياءه على طوبه جهزها لإستقبالهم وكذلك قام بوضع بعض الطوب في الارضيه كي لاتتسخ قدميه من التربه ... قام بنزع حذائه وسلاحه ليهتف قائلاً:
عمليق
اتجه اليه نسيم مسراعاً ليقول:
عايز مساعده ياباشا
نظر اليه شذراء ثم رمى عليه بالحذاء والسلاح ليقول:
انت عارف ايه دا
اوماء برأسه وهو ينظر الى الحذاء والمسدس ليهتف قائلاً:
توقف هنا لو حد جه هنا اقتله سامع مهو مفيش باب ولا خيش
نسيم وهو يسد الباب بجسمه:
لا متخافش ياباشا انا هسد الباب
القى عليه قليل من الماء وقال:
دور وشك ياغبي ازاي هستحمى وانتا بتبصلي كدا اديني ظهرك ياهبل
بالفعل استدار نسيم ليستحم اياد فوق ملابسه السفليه فمن المستحيل ان يقوم بنزع ملابسه وهذا يقف هنا .. وبين دقيقه واخرى يقوم برش نسيم بالماء عندما يلاحظ ضيقه من الانتظار وتذمره وهو يطلب منه ان يسرع فمالذي يفعله كل هذه المده ومره اخرى يقوم بالسؤال عن نوعيه الشامبو التي يستخدمه لأن رائحته زكيه ولم يدع يستحم في سلام ....
قام اياد بإرتداء ملابسه ووضع ملابسه المبلوله على الشجره ليقوم بدفع نسيم من امامه وهو يقوم بإرتداء حذائه ويقوم بتنشيف شعره:
يلا انتا كمان ادخل قرفتني بريحتك المعفنه دي
رفع حاجبه بإستنكار ليقول:
بعدما انت استحميت بقت ريحتي انا اللي معفنه لعلمك بقا انتا اللي كانت ريحتك مش حلو خالص وانا مش راضي اتكلم وبقول معلش ضيف بس انك تشتم ريحتي فلا
اياد وهو يأخذ منه سلاحه:
يلا بس روح استحما واعمل الشامبو كله هاه كله اوعى تبقي فيه حاجه دا اذا وصل للطبقه الثانيه اصلاً
ادخل نسيم يده في شعره الكثيف وهو يقول:
مينفعش استخدم بتاعك
اياد وهو يبتعد:
هروح ادور شاحن للتلفون لازم اكلم اللواء سعد
نسيم بصوته العالي:
امال مين هيحرسني
اياد:
شغال عند اهلك صح
نظر نسيم الى الشامبو وقال:
ايه الريحه الحلوه دي لا انا لازم اسيب شويه للبنت مراتي دا هيعجبها قوي ...
ثم هتف قائلاً:
ابقا روح عند مرجان باشا وهو هيلاقيلك حل


بالفعل اخذ اياد هاتفه من مكتبه وقام بتناول بعض الاكل الذي قد برد فلم يعد يتوقع بأن يكون هنا بوتوجاز ومن ثم خرج وقام بالسؤال عن مكتب هذا المرجان الذي يبدو له بأنه عجوز هرم ليقوم بدق الباب ومن ثم يسمح له بالدخول ليرفع حاجبه بإستنكار وهو ينظر الى ذلك المكتب ......




~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~~
~~~~
~~
~




/// في قصر عائله السيوطي \\\



يجلس الصياد في بهو المنزل يتصفح تلك الجريده اليوميه وبجانبه رنيم التي كانت تكفكف دموعها بعد ان تحدثت مع حسام واخبرها بأن امير في المشفى ولكنها لم تتحدث وتبلغ والدها .. بينما ريم ورنا يقومون بترتيب الفطور على الطاوله مع الخدم والحزن يخيم على الجميع .... نزل عمر من الاعلى وهو يتحدث بالهاتف ليغلق بهدوء ويتجه الى جده ويقوم بتقبيل رأسه ويلقي عليهم تحيه الصباح ... ثم رنيم ووالدته ورنا ...
ريم وهي تسحب له كرسي:
هتفطر معانا ولا مستعجل
عمر وهو يتجه الى طاوله الطعام ويلتقط احد السندويتشات التي اعدتها والدته:
لا هفطر هناك مينفعش اتأخر .. اه صحيح يارا عامله ايه
ريم:
لسا زيما هيا
عمر بضيق:
مهو مينفعش تفضل كدا كلموها انتو
رنيم بتعب:
حاولنا بس مفيش فايده
رنا وهو تضع هاتفها على الطاوله:
كلموك العيال ياعمر بحاول اتصل على اياد مش بيرد
عمر وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله:
كلمت هيثم قريب الفجر واياد لما وصل كلمني اخر مره لما قولتلك اكيد مفيش شبكه عنده عشان بالصعيد مفيش داعي للقلق
وضع الهاتف على اذنه ليهز رأسه بعد ان وجده مغلق ليقول:
اهو مغلق اكيد الشبكه هحاول كمان لحدما يجاوب وهكلمك
رنا:
ربنا يستر قلبي مش متطمن ازاي هيقدر يفضل هناك دا لو الجو حر شويه بيتجنن
الصياد بجديه:
هيتعود مهو مينفعش يبقا ضابط ويبقى دلوع قوي كدا
ابتسم عمر وهو يقول:
مش دي المشكله المشكله لو قل الاكل مش هتلاقيه غير فوق الشجر ربنا يستر على الموارد اللي عندهم دا هيتسبب بأزمه اقتصاديه حاده .... انا همشي النهاردا عايزين حاجه
ريم وهي تطبطب على كتفه:
ربنا معاك
قبل كفها واسرع الى الخارج بخطوات سريعه وما ان صعد سيارته حتى رن هاتفه ... اخرجه بسرعه ورد قائلاً:
صباح الخير يابابا عامل ايه
جاسر:
صباح النور الحمد لله على كل حال مامتك والباقيين عاملين ايه
ثبت الهاتف على الطبلون ليرفع المكبر وهو يقول:
الحمدلله كويسين بس يارا لسا زيما هيا وكمان عمي امير تعبان وبعدما كملو الدفن نقلوه المستشفى
جاسر:
جدك يعرف
عمر وهو يخرج من القصر:
لا طبعاً محدش قاله
جاسر:
تمام انت النهاردا فين
عمر:
لسا خارج من البيت رايح الاداره
جاسر بعصبيه:
بتتكلم بالتلفون ازاي وانت بتسوق انت اتجننت انا مش قلت
قاطعه عمر قائلاً:
لا طبعاً انا رافع الاسبيكر وبكلمك اهو ومركز بالسواقه كمان
جاسر:
طب لما تخلص شغل مر على الشركه عشان يوسف يلحق يروح شركته من امبارح وهو بالشركه مش عارف روح بيته ولا لا ومينفعش نحمله فوق طاقته
عمر:
تمام حاجه تانيه
جاسر بتردد:
انس جه البيت
عمر بإستغراب:
لا اللي اعرفه انه لسا خارج من المستشفى وهو النهاردا فبيته ... ليه هو في حاجه
اخذ جاسر نفس عميق ليقول:
معرفش بس مينفعش يلتقي بجدك خالص عشان مش هيحصل كويس
عمر بدهشه:
ليه
جاسر:
هتعرف بعدين المهم خلي بالك من الكل انا مأمن عليهم وانت معاهم
عمر بثقه:
متشيلش هم
جاسر:
خلي بالك سلام
عمر:
سلام
اغلق الخط لينظر للأمام وهو يقول:
والله الواحد ما بيعترف قيمته عندكو الا لما تكرفوه يلا نعمل ايه ...
رن هاتفه مره اخرى ليهتف قائلاً:
صباح الخير
سناء بسرعه:
صباح النور انت النهاردا فين
عمر:
رايح الاداره بالطريق
سناء بإحباط:
لسا قدامك كام
عمر:
لسا خارج نص ساعه على الاقل لو الدنيا مش زحمه يعني
سناء:
طب ماشي كنت بس عايزه اشوفكو كلكو قبلما نمشي
عمر:
نور معاكو
سناء:
اه موجوده
عمر:
وشذى عامله ايه
سناء:
الحمدلله كويسه طب سلام نحنا خلاص ركبنا الهيلكوبتر
عمر:
خلو بالكو من نفسكو لا اله الا الله
سنا وقد صعدت المروحيه:
وانت خلي بالك من نور .. سيدنا محمد رسول الله
اغلق الخط وهو يزفر بإحباط لم يبقى هناك احد الجميع ذهب لم يبقى هناك سوى نور ... واه من نور


~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~



بوفاه امي .. سقط اخر قميص صوفي اغطي به جسدي .. واخر قميص حنان .. واخر مظله مطر ،، الشتاء قادم ،، ستجدني اتجول في الشوارع عارياً



في الجناح الخاص بجهان


اخذت تسحب نفسه بهدوء لتنزل من على السرير كي لا تستيقظ يارا التي امضت ليلتها في البكاء ولم تستطع تهدئتها لا هي ولا والدتها ولا رنيم ولا حتى رنا التي نامت هنا معهن ... اتجهت الى الهاتف وقامت بتشغيل بعض الايات التي تبعث الراحه والسكينه ووضعته بجانب السرير واتجهت الى دوره المياه وماهي الى دقائق حتى اتجهت الى سجادتها لتؤدي فريضتها وتقوم بالدعاء للكل دعت كثيراً لكل مواتاهم ورجت ان يخفف الله من حزن يارا وان يوفق اخوتها الذين لاتعلم ما وضعهم الان لم تنسى الدعاء لذلك الهيثم الذي يكاد يوصلها للجنون .... خلعت اسدالها واتجهت الى المرآه لتقوم بجمع شعرها كله للاعلى نظرت الى حجابها ولكنها تركته واتجهت الى الاسفل فلا احد في المنزل سوى جدها الصياد وعمر ....
نزلت بضع درجات لتجد جدها يشير اليها لتتجه اليه وتقبل رأسه وتلقي عليه تحيه الصباح ليهتف قائلاً:
صباح النور ياحبيبتي هاه طمنيني يارا عامله ايه النهاردا
جلست بجانبه وهي تقول بعيون دامعه:
فضلت طول الليل تعيط ومش مستوعبه ان مامتها ماتت
مسح على رأسها وهو يقول:
يارا بنت قويه وهتتخطى الاختبار دا هيا اكلت حاجه من امبارح
جهان بنفي:
لا حاولنا بس هيا رفضت
وجد ريم تتجه الى الاعلى وهي تحمل الفطور الذي ستعيده يارا به بلا شك .. اتجه اليها واخذه من يدها وهو يقول:
هترجعك بيه انا هطلعه انتو افطرو وانا هحاول بيها
ريم:
مينفعش ياعمي انتا لازم تفطر عشان تاخد دواك
الصياد:
تمام يبقا هفطر انا ويارا فوق
اسرعت جهان في وضع فطور لجدها واتجهت خلفه ...

فتحت له باب الجناح ليدخل امامها ويضع الطعام على المنضده الصغيره في غرفه النوم ليهتف قائلاً بإبتسامه:
شكراً ياحبيبتي
جهان:
العفو ياجدي اصحيها
هز برأسه وهو يقول:
انا هصحيها
اومأت برأسها واتجهت الى الخارج لتعطيهما الحريه المطلقه .... توجه الى الستائر وقام بفتحها لتنير الغرفه بأكملها بأشعه الشمس الدافئه ... عبست بضيق وغطت وجهها بالوساده التي بجانبها ليتجه الى الشرفه ويقوم بتجهيز المقاعد والطاوله لتكون مهيأه لإستقبال يارا على وجبه الافطار ... اتجه الى احدى تلك الوردات التي تملاء الشرفه ليقوم بنزع وردتين بيضاء جميله وقام بوضعها مكان الوردات الذابله في الزهريه الصغيره الشفافه الموضوعه على الطاوله المربعه الصغيره ....
عاد الى الغرفه ليجدها قد استدارت للجهه الاخرى ... لاحظ بوضوح اثار دموع ليله البارحه كما ان عيناها منتفخه بشده اثر البكاء ... اتجه اليها وجلس في طرف السرير ليقوم بالتمسيد على شعرها وهو يهمس في اذنها بأن تستيقظ ... فتحت عيناها وهي لاتكاد ترى شيئ امامها سوى اشياء معتمه لتغمض عينيها اكثر من مره وتفتحها لتجد جدها بجانبها يمسد على شعرها بحنان ... رفعت عيناها له لتتجمع دمعاتها من فورها مره اخرى فيحتضن رأسها الى صدره وهو يقول:
الله يرحمها هيا مش مستنيه منك غير انك تدعيلها انتي عارفه ان عملها من الدنيا دي كلها اتقطع غير حاجه واحده وهو دعاكي ... ادعيلها ياروحي ادعيلها
يارا بصوت مبحوح:
كنت عايزه اشوفها للمره الاخيره ليه مسابنيش اروحلها ليه
الصياد بحنان:
كنتي هتستفادي ايه غير الوجع ياروحي كنتي هتتعبي وهتعبي باباكي اكتر ... انتي لازم تبقي قويه امال باباكي كان بيقولي عنك كلام وخلاص ... باباكي لما يرجع لازم انتي تكوني معاه لازم توقفي معاه عشان كل تعبه النهاردا هيكون عشان شايل هم زعلك انتي لازم تثبتيله العكس عشان يرتاح .. لازم تواسيه
يارا من بين شهقاتها:
الكلام سهل ياجدي وانا مين اللي هيواسيني
الصياد:
انا هنا جنبك ومش هسيبك
أمسك بيدها الموصله بالمحلول المغذي وقام بنزعه بهدوء ليهتف قائلاً:
انتي مش محتاجاه انتي هتقومي تاكلي وهتبقي زي القرد كمان مفيش محاليل بعد اليوم
يارا وهي تمسح دموعها:
والله مقادره ياجدي
التقط الصياد منديل من على الطاوله ووضعه مكان ابره المحلول وقال:
عشان خاطري
انزلت رأسها وهي تمسح دموعها:
مش عايزه ياجدي انا عايزه ماما عايزه اتطمن على بابا انا محتاجه ليه قوي
رفع رأسها اليه ليقول بجديه:
هنتطمن عليه وعد .. بس احنا رحنا فين انا هنا وعماتك واخواتك هنا كلهم معاكي اه يمكن معاهم ظروف شغلاهم بس هيرجعو واسر معاكي اسر اللي هيبقا شريك حياتك
تعمد قول ذلك ليرى وقع الاسم ماذا يفعل بها ... نظرت اليه بشتات لتجمع الدموع في عينيها مره اخرى ليس هذا وقت موضوع اسر الذي لاتعلم منتهاه ...
الصياد بترقب:
يارا قوليلي الحقيقه انتي مش عايزه ترتبطي بأسر مش كدا
نظرت اليه بإرتباك واعادت خصلاتها خلف اذنها لتبتلع لعابها بتوتر وهي تقول:
انا .. انتا عارف ان اسر .. يعني
صمتت لعده ثواني لتعيد الذي قالته مره اخرى وتصمت ليبتسم وهو يرفع وجهها ويثبت عينيه في عينيها:
قولي ومتخافيش واللي عايزاه هيحصل ودا وعد مهما كان قرارك مش هعترض انا مش عايز اخسرك او اضحي بمستقبلك عشاني عملتها زمان وخسرت
لم تكن تدرك ما قاله فهناك هيبه تشع من عينيه تهابها ... ليردف قائلاً:
هاه قولي وانا معاكي باللي هتقرريه متشيليش هم حاجه انا عارف ان امير اجبرك عشان خاطر زعلي مش كدا
بللت شفتيها وهاهي الفرصه تاتي اليها لن تخسر شيئ ان تحدثت ... امسكت يديه بكفيها لتقول بتردد:
انتا عارف اني مستعده اعمل اي حاجه انتا عايزها ولو كان على حساب حياتي انتا مش جدي بس انتا بالنسبالي كتير قوي ولو كنت انتا شايف ان اسر مناسبلي فدا هيكون قراري كمان حتى او كنت شايفه اسر زي اخويا ومتأكده انه شايفني كدا برضه
نظر للأمام وقال:
يمكن اتسرعت بالبدايه لما خطبتك ليه بس النهاردا هظلمك لو اجبرتك عليه عشان انا متأكد ان اسر لسا عايش بالماضي .. ومستحيل انك تقدري او هو يقدر يتأقلم مع الوضع الجديد اللي انا هفرضه عليكو ... كنت فاكر انه هينسى وهيكمل بس هو لسا عايش بالماضي دا ومش عايز يطلع نفسه منه فأنا اسف عشان حطيتك بالموقف دا ...
عقدت حاجبيها بإستغراب ليتحدث الصياد قائلاً وهو يقبل كفها:
المهم انتي متشيليش فبالك اوعدك اني هخلصك من العلاقه دي بس مش النعاردا اديني شويه وقت وكل حاجه هتتصلح
دنت من يده لتقبلها وهي تقول:
ربنا ميحرمنيش منك
ابتسم بحب ليحتضنها بسعاده وهو يقول:
ولا يحرمني منك ... يلا ياحبيبتي عشان نفطر انا جهزت البلكون الشيك دا وهنفطر سوى
قبلت خده بحب واتجهت الى دوره المياه بخطى مائله بسبب ذلك الدوار الناتج عن سوء التغذيه .....

مر قليل من الوقت لتجلس امامه وهي تقول:
كل دا عشاني
الصياد بفخر:
اه طبعاً منا كمان بعرف اعمل جو زيكو ولا انتو شباب الالفين وحدكو اللي بتعملو دي الحركات لا ياقمر دي الحاجات نحنا عملنا قدها واكتر منها كمان
ابتسمت بتعب وهي تقول:
فينك يا ستي تسمعي
اخذ نفس عميق ونظر بإتجاه الحديقه وهو يتخيل وجهها امامه ... وجهها ام وجه الاء ام هايدي خسر كل من يذكره بها لم يبقى سوى اياد الذي ابتعد ايضاً ... لا يعلم لما طرى على ذهنه اسم ملاك وتلك الصور التي وصلته منذ سنوات طويله لها كانت لاتزال صغيره صغيره ولكنها تشبههم لا بد من ان يراها لم يبقا له من الاء سواها لابد من ان يجدها بأي ثمن يهمس قائلاً:
الله يرحمهم ...
تناولو الفطور بجو هادئ وعندما انتهو عادت يارا الى سريرها وظل الصياد بجانبها ليخفف عنها .. واتت رنا بدواء الصياد واخذت الصحون واتجهت للأسفل وقد اطمأنت على يارا .....




~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~
~




/// في الاسماعيليه \\\



من ذلك اليوم وهو يعمل بجد على اللابتوب الخاص به بإجتهاد ليلاً ونهاراً عله يجد ضالته .. لم يتزحزح من مكتبه قيد انلمه الا لحاجته الطارئه للحمام حتى طعامه يقدم الى الكتب ولم يتجرى احد على مقاطعته .. ولم تذهب جهوده سدى بل وجد ما يبحث عنه بعد تعب .... ابتسم بإنتصار وهو يجد تلك الصوره التي ملأت شاشه اللابتوب ليهتف بحماس:
هو دا الكلام واخيراً لقيتك يا ابن السيوطي ماشي انا هوريك من عنيا .. انت فاكر انك بتتحداني لا يا ابن السيوطي انت لسا متعرفش مين بيكون توفيق الكناني
استند على ظهر الكرسي واعاد شعره البني للخلف واخذ يدور بالكرسي لثواني وهو يبتسم بسعاده ليهتف قائلاً:
واخيراً ... شويه وقت بقا واجيبك انت وهيا
اغمض عينيه بنشوه وهو يستنشق ذلك الفستان البني الصغير الذي كان موضوع على الكرسي بجانبه ... لا يعلم لما مر من امامه طيف ذلك الفتى المتغطرس الذي اتى برفقه الصياد واسر قبل اعوام طويله .. فتح مقلتيه السوداء بحده والقى الفستان على الطاوله واقترب من اللابتوب واخذ يدقق النظر جيداً ... ايعقل ان يكون هو نفسه ولما لا .. تلك العيون الزرقاء تشبه هذه الشعر الاسود الكثيف حتى تلك الغمازات التي ترى بوضوح الحاجبان المرسومان بإتقان .. لون البشره ملامحه الحاده والجميله في نفس الوقت .. الفرق الوحيد هو ذلك الندب الذي يوجد اسفل ذقنه ام انها غمازه ايضاً وذلك الذقن المرتب بعنايه .. الصوره قديمه بعض الشيئ ربما قبل خمس سنوات .. ولكنه يشبهه .. اجل كان اسمه ادهم وتمنى لو ان يملك نفس ذلك الجسد الرياضي الذي كان يملكها على الرغم من انه كان صغير السن ... يال لعبه القدر ولكن هذا ضابط شرطه ومن الصعب العبث معه ثم انه في منطقه حرم عليه دخولها ... اللعنه لابد من ان يتأكد ...
اخذ يقلب الصور لتتسع ابتسامته شيئ فشيئ حتى قهقه بسعاده واخذ الفستان واشتمه بعمق واعاده الى الكيس البلاستيكي الاسود بسرعه كي لا تذهب رائحته ليهتف قائلاً:
ااااااه يا لولا هعمل عشانك المستحيل
قاطعه دخول والده الذي هتف بغضب:
ان بتعمل هنا ايه خسرت الشركه وعمال تلعب هنا بقالك فتره مش بتخرج من الزفت المكتب دا ممكن افهم بتعمل ايه
تصنع الجديه ليقف خلف المكتب وهو يقول:
انا بلم الموضوع وعلى الله يتصلح اللي حصل
والده بشك:
عملت ايه
حافظ على تعابيره الجامده ليقول:
بحاول على قد مااقدر
والده بغيظ:
لا لازم تتصرف بسرعه عشان انت السبب باللي حصل دا
توفيق بهدوء مصطنع:
ان شاء الله خير .. اقعد استريح عشان النرفزه دي هتضر صحتك قوي
ادرك والده بأن هناك شيئ ما خلفه لذا اتجه الى الكرسي وجلس بترقب ليهتف توفيق وهو يناوله كأس الماء:
صحيح كنت عايز اسألك عن حاجه
نظر اليه بطرف عينه ليكمل قائلاً:
فاكر زمان لما جه الصياد بيه عشان يعزمك انت وعمي على حفل افتتاح او حاجه زي دي
والده محاولاً التذكر:
اه افتكرت
توفيق بترقب:
وساعتها كان معاه اتنين اسر وواد تاني
عقد حاجبيه وقال:
مش فاكر
توفيق بضيق:
لا منتا لازم تفتكر كان مين الواد دا
والده:
وانت يهمك في ايه دا كان من زمان
توفيق بإصرار:
لا انا لازم اعرف افتكر كدا تاني هو كان واد عنيه زرقا واه افتكرت ساعتها لما عُلا كسرت الكبايات وانت كنت هتضربها وقف بوشك وجه معايا يغير هدومه كان تقريباً اسمه ادهم
عبست ملامحه ليقول:
الراد القليل الادب اياه اه افتكرت دا تقريباً حفيده ابن حازم او ابن حسام مش عارف بالضبط
توفيق بحماس:
تمام وكان لقبهم ايه دول
قلق على ولده الوحيد الذي سيدخل بمشاكل عده مع هذه العائله ان اخبره فهو يعلم مكانتهم وما يستطيعون فعله وخاصه ذلك الشيطان جاسر والاخر حسام لن ينسى ما فعلوه ذات يوم في بلدتهم ليهتف قائلاً وهو يقف:
انسى الموضوع دا وشيلهم من دماغك خالص انت فاهم انت مش قدهم يا توفيق والله لو عرفت انك بتحاول تقرب منهم لكون دابحك دول عايله كلهم عفاريت مصوره ملكش دعوه بيهم فاهم
انصرف وقد على الغضب تقاسيم وجهه .... نظر توفيق لوالده الذي رحل وهو غاضب وهتف قائلاً:
خلاص منا عرفت اللي لازم اعرفه والباقي سهل ... ادهم السيوطي ...
جلس على كرسيه وهو يحاول تذكر كلمات ذلك اللعين في تلك اليوم .. لا يتذكر كل شيئ ولكنه يتذكر كلمات قالها واستفزته لم يطيقه من الوهله الاولى .. يحمل الكثير من صفات اسر اذا لم يكن مثله .... اخذ يردد اسمه وتفاجأ من تلك الذكريات التي تهل على ذاكرته من كل جانب ....


إلتفت للخلف عندما لم يسمع صوت اقدام ادهم خلفه فتفاجاء به يبعثر شعر محبوبته ويبتسم لها استشاط غضباً ثم قال بغضب:
انتا بتعمل ايه عندك ياولد ...
استدار اليه ادهم ببرود وقال:
انتا شايف ايه
توفيق بغضب:
ابعد عنها ياولد
ادهم بإستفزاز:
ولو مبعدتش وبعدين انا مش ولد ياولد
توفيق بإبتسامه سخريه:
لا انتا راجل وشنباتك لحد بُقك
ادهم ببرود:
الراجل مش بالشنبات ولا بالحركه اللي عملها باباك من شويه ولا انتا شايف ايه
توفيق بعصبيه:
ابويا راجل غصباً عنك
ادهم ببرود:
وانا قلت انه مش راجل


وعندما وجده ينظر الى عُلا بعد ان قام هو بالصراخ عليها
توفيق بغل:
متبصلهاش
ادهم بإستغراب:
متكونش ملكيه خاصه وانا مش عارف
توفيق بعصبيه وهو يجز على اسنانه:
كل حاجه هنا بتاعي انا فاهم
ادهم وهو يتقدم منه:
لا مش فاهم انا ابص للي عايز بالوقت اللي يعجبنلي وملكش فيه



نظر الى عينيه الزرقاء بشراسه:
متقربلهاش تاني دي هتكون خطيبتي
ادهم وهو ينظر الى عيناه السوداء ببرود وسخريه:
ولما كانت هتبقا خطيبتك ليه مدافعتش عنها لما باباك كان عايز يديها بالقلم
توفيق بنرفزه:
انا وابويا وملكش دعوه بينا نحنا حرين
ادهم بسخريه وهو يقلع تيشيرته وياخذ التيشيرت من يد توفيق:
حرين على نفسكو مش تستقوو على طفله عندها خمس او ست سنين
قهقه توفيق بقوه ثم قال بسخريه وغيظ:
طفله تمام انا هعتبرها طفله انما تتدخل مره تانيه فانا هوريك الوش التاني ودا مش هيعجبك خالص خليك بالي يعنيك
ادهم ببرود وهو يرتدي التيشيرت وبإبتسامه سخريه:
باين انك متعرفش انا مين
ثم اقترب منه وقال بفحيح:
انا الي اقدر اوديك وراء الشمس يابابا اوعى متحاولش تلعب مع اسيادك
توفيق بثبات زائف:
وانتا متعرفش انا مين انا اقدر اوديك انتا وعيلتك فستين داهيه
ادهم بلا مبالاه:
ولاتعرف تعمل حاجه انا ادهم السيوطي يابابا..اخليك تحفي عشان تخد السماح مني ومتوقفش قصادي بعد كدا ...



وغمز له وقال:
هنتلاقاء مره تانيه
توفيق بحقد:
اكيد
ادهم بسخريه:
بس متمناش انها تكون بايخه عايزك اجمد من كدا ...


فتح عينيه السوداء ليقول بغضب دفين:
لا متخافش ياابن السيوطي محدش هيحوشني عنك متخافش هكون اجمد واردهالك كلها مش انت اللي على اخر الزمان تأخد حبيبتي مني .. وانا اللي افتكرت حاجه تانيه خالص طلعت انتا فيها ياابن السيوطي

ابتسم بسخريه وهو يتذكر تلك الكلمه التي كانت تقولها له كلما حاول ايذاءها:
ادهم مش هيسيبك
قهقه بسخريه وهو يقول:
والله وعملتيها يا عُلا طلعتي هربانه معاه وهو مصدق لقي حاجه يغيظني بيها ...



~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~
~


هل رأيت الحب يوما

بعيداً عن المحب يطيب

فكل ساعة تمر دهرا

وكل ساعة تصبح مغيب

فالقلب من فرط الهوى ثمل

والعين من حرّ البكاء لهيب

والشوق داء ليس من يداويه

حكيما كان أو عرّافا


~
~~
~~~~
~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~~


/// في فيلا عائله الصاوي \\\





رفعت رأسها من على حافه السرير بتعب واخذت تدلك رقبتها المتيبسه لبعض الوقت ... امضت الليل في البكاء ونامت بهذاء الشكل الغير مريح ابداً ... نظرت الى ساعه يدها ثم الى تلك الزينه التي تملأ الغرفه هل نامت داخل كل هذه الشموع ماذا ان كانت احترقت لكنها احرقت بالفعل من تجاهله لها .. ماعذره وقد بعثت اليه برساله ... نظرت الى الطعام الموضوع على الطاوله التقطت هاتفها من الارض يال سخافتها كانت تنتظر منه اي رد ولكنه لم يتصل بها ... اخذت تعبث بالارقام لتضعه على اذنها وتقول:
ايوه ياحبيبتي تقدري تجيلي البيت
مدبره المنزل:
طبعاً يا هانم مسافه السكه وانا عندك تحتاجي حاجه اجيبهالك من برا
ليل:
شكراً بس متتأخريش
المدبره:
حاضر ياهانم

القت الهاتف على السرير واستندت عليه لتنهض بتعب ... اتجهت الى غرفه الملابس والتقطت اول ما وقعت عينها عليه واتجهت الى دوره المياه .... في تلك الاثناء وصلت المدبره لتتجه الى الاعلى دخلت لتهتف بهدوء:
ليل هانم .. انتي هنا
سمعت صوتها ينبعث من دوره المياه لتهتف قائله:
احظر الفطار ياهانم
ليل:
لا متتعبيش نفسك ممكن تلمي الاكل اللي على السفره بس حرام مترميهوش محدش اجد منه ممكن تجيبيه للي محتاجه وكمان ارمي الحاجات اللي عندك على الارض بالزباله
نظرت المدبره الى الغرفه بأسف فيبدو انه لم يأتي ليله البارحه مسكينه لقد قامت بتجهيز كل هذا وتعبت فيه ولم يأتي لأول مره يفعلها بالتأكيد لديه عذر ...
اخذت سله النفايات من الممر وقامت بجمع البالونات والشموع الذائبه وتلك الورود الذابله واتجهت بهم الى الممر كي لا تنزعج ليل عندما تخرج لا بد من ان تتذكر ما حدث ويتعكر مزاجها ...
ثم قامت بجمع الطعام واتجهت به للمطبخ وبينما هي تتجه الى الاسفل التقت بيوسف الذي كان يصعد الدرج وهو يتحدث بالهاتف القت عليه تحيه الصباح ليردها وهو ينظر الى الاطباق التي تحملها عاد لمكالمته ليقول:
عبد الرحمن متنرفزنيش هيحصل ايه يعني لو اتأخرو شويه منا مش فاضي وانت مش عايز تقعد معاهم
عبد الرحمن بإنزعاج:
منا مش بحب الوي لساني ولو قعدت معاهم هيقولو قليل ذوق وممكن تتلغي الصفحه فتعالى ولم الناس دي
يوسف بتفكير:
اقولك ايه انا النهاردا بالبيت هاخد ورق اخر صفقه وهاجي سيب خطيبتك معاهم مهي بتعرف تثرثر والكلام دا
عبد الرحمن بإعتراض:
لا والله وعايزني اسيب مراتي مع الناس الخواجات الخضراء والصفراء والزرقاء دي دا مش بعيد تـ ....
يوسف بخبث:
ايه ممكن تبص لغيرك يعني لا مش دا اللي كنت متوقعه يابودي يعني مش واثق من حبها طب ليه كنت بتستفرد بيها وقت الاستراحه
عبد الرحمن بقله حيله:
بتلوي دراعي ماشي هقعد معاهم بس تعالى بسرعه مليش دعوه لو سابو المكان ومشيو
يوسف:
لا هاجي بسرعه وهرةع تاني شركه السيوطي عشان مينفعش تفضل كدا من غير مدير
عبد الرحمن:
ربنا يكون معاك سلام
يوسف:
سلام

عقد حاجبيه وهو يعيد الهاتف الى بنطاله الجناح الخاص بهم مفتوح ... لما ياترى هل هي هنا ولما لم تخبره
نظر الى تلك السله التي بجانب الباب ليجدها مليهئه بالورود اليابسه والبالونات الحمراء نظر الى الجناح بدهشه ودخل ولكن رنين هاتفه قاطعه اخرجه ليجد العديد من الرسائل التي وصلته من عبد الرحمن ليجد هناك العديد من الرسائل التي لم يقوم بفتحها هناك مكالمات كثيره منها ورسائل توجه الى الداخل وهو يقرا احداهن ... تخبره بضروره عودته للمنزل فهي بإنتظاره وغيرها رفع رأسه ليجدها تقوم بأخذ هاتفها من على السرير لتنظر اليه لثواني بعد ان شعرت باحد يقف خلفها ....
لم يفهم نظراتها تلك ولكنها كادت تذبحه من الوريد للوريد ... فتح فمه يريد التبرير ولكن عينيها منعته اقترب منها وامسك بكفها ليقول:
لسا النهاردا شفت الـ .....
صمت عندما وجدها تسحب كفيها من بين يديه بجمود وتتجه الى التسريحه وتلتقط حجابها الذي قررت ارتدائه بشكل دائم بعد ان كانت تتردد عليه كثيراً وتضعه على شعرها لتتجه الى الباب لحقها بسرعه وهو يقول:
لوليـ....
التفتت اليه بحده ليجد عينيها تلمع بالدموع وهي تقول:
معندكش عذر يا يوسف انت جرحتني مش عشان مجيتش عشان جاي النهاردا تتشمت بيا .. متخافش مش هسيب بيتي انا رايحه شغلي وهرجع مش هدمر حياه ابني اللي لسا مجاش عشان حته سهره محظرتهاش في النهايه انت معاك اولويات ولازم وغصب عني لازم اعذرك عشان دا العادي انما انتا من حقك متسامحش وكمان تقدر تمنعني من اني اخرج عشان دا حقك كمان مش هرفض لو منعتني حابب تجرب
لما تتحدث بهذه الطريقه هو حقاً لم يرى الرسائله وكان هاتفه مغلق ولم يتفرغ حتى لفتحه ... احاط كتفيها بذراعيه ليقول:
لو قلتلك اني منمتش هتصدقي
نظرت اليه لثواني لتهتف قائله:
ومصدقكش ليه عادي اصلك معندكش وقت حتى لنفسك انا عادي ممكن اتركن بأي حته هنا مش هنختلف ايه ايه رأيك بالصالون اللي تحت عشان متضطرش تطلع هنا وتشوفني عشان معندكش وقت ممكن تشوفني وانتا داخل على طول
يوسف بجديه:
انتي الاولى بس دي امانه وكان لازم اكون قد الثقه
لم تفهم عما يتحدث ظنت بأنه يتحدث عن اموال الناس والصفقات لتهتف قائله وهي تتخلص من يديه:
وانا كمان قضايا الناس عندي امانه ولازم امشي ممكن لو مش حابب خروجي تبلغني عشان مش هضيع وقت موكلي وهو مستني ... ممكن تبلغني بالتلفون لو كان شغال عشان يمكن مفضيتش تخليه على الشحن
اتجهت الى الاسفل لينظر هو للأمام بشرود .... هل كانت تنتظره وجهزت له كل تلك الاطباق التي كانت تحملها المدبره .... هل هو مقصر معها الى ذلك الحد .. كانت ستعتذر وستدرك كم يعشقها ومن المستحيل ان يفكر في غيرها ولكن اعتذارها وفهمها للأسف اتيا في الوقت الخاطئ ....
لم يدري ماذا يفعل ولكن من الضروري ان يعطيها مساحه لتفرغ كل الشحنات السلبيه تحتاج ان تبقى لوحدها .. مع انه الخيار الصحيح إلا انها ستقول بأنه تجاهلها ونسيها ولم يعد يحبها ... ان ذهب خلفها ستحدث مشكله وان تركها ستتوسع الفجوه غريبه هي الانثى كما يقال انها لغز اذا اردنا ان نفهمها علينا بحبها واذا اردنا ان نحبها فعلينا بفهمها ... ماذا الان حسناً سيتركها ولتفعل ما تفعل ...
تذكر تلك الاوراق التي اتى لأجلها ويا ليته لم يأتي .... نظر الى ترتيب الغرفه الذي قد تغير كلياً اتعبت نفسها وكانت ظروفه ضده ... اخذ نفس عميق وقد وعد نفسه بأن يعوضها عن كل هذا التعب ليس هو من يجعل معشوقته حزينه واتجه الى خزنته ليقوم بأخذ الاوراق التي اتى لأجلها وغادر المنزل ....



~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~~
~



//// في منزل انس السيوفي \\\\




دقت الباب بخفه ولكنه لم يرد اضطرت ان تفتحه لتدخل وهي تناديه بصوت خافت ولكنه لم يرد ايضاً يبدو انه ليس هنا غريب نام ليله البارحه هنا اين ذهب ياترى
استدارت لتتجه الى غرفته ولكنها لم تجده ايضاً ... اين هو ياترى ... شعرت بالقلق وهي تدور في ارجاء المنزل باحثه عنه ولكن دون جدوى وقد اكد لها جميع العمال بأنه لم يخرج من المنزل ولم يرونه ابداً منذ ليله البارحه

لاتعلم لما قادتها قدماها للذهاب لغرفه ملاك علها فتحت الباب ببطء لتتجه الى غرفه النوم مباشره ولكنه ليس هناك .... شعرت بحركه في غرفه المكتب لتتجه ببطء واطلت برأسها من جانب الباب لتجده يفترش الارض وبجانبه العديد من الصور التي لم تكن سوى لملاك واصدقائها .. يبتسم تاره ويعبس تاره اخرى ... لم تدري ماذا تفعل هل تتركه هكذا ام تذهب اليه وتشاركه تلك اللحظات اتعاتبه على تلك السنوات التي اخذت من عمارهم هم الثلاثه ولم ينعمو بيوم واحد منها .. ام تجعله يؤنبن نفسه على تلك الاماكن الخاليه التي تركها في حياه ابنته على الرغم من انه كان لايزال على قيد الحياه .. نصحته كثيراً وترجته ايضاً ولكنه لم يستمع اليها شعرت بأنه بالفتره الاخيره فكر بكلامها بجديه ولكنه اجل الموضوع ....
هل تراها تسامحه على يتمها .. وهي تلك التي منذ ان فتحت عينيها في هذا العالم ولم تجني غير الكره والحقد .. تذكرت ذلك اليوم الذي قرر فيه ان يذهب بها الى الميتم او يرميها في المشفى الذي ولدت فيه او ان يرميها بجانب احد المساجد ولكن حسام منعه من فعل ذلك وظن الجميع بأنه يفعل ذلك بسبب صدمته من فراق الاء لم يدركو بأن هذه المعامله ستستمر الى هذا الحد ... ربما كانت ستنعم بالحب والحنان وستعلم مامعنى اسره وحضن دافئ وامان وبيت عامر ان فعل ذلك ووجدتها عائله غيرهم ....
تتذكر محاولاتها في التقرب منه تحت صدمته لم يكن حتى يتحدث معها لم يعاقبها او يصرخ في وجهها كانت نظراته تفعل كل هذا وهي تشعر ... كان كالتمثال امامها ... تتذكر ذلك اليوم الذي عادت به من مدرستها وهي تحمل شهادتها والتي لم تكن فيه متفوقه بجداره كما العام الذي سبقه ارادت هي بدورها ان تختبر شقيقها علها ترى رده فعل واحده منه لم يحرك ساكن عندما اتته بنتيجه اخر السنه والتي كانت فيها من الاوائل فماذا سيفعل عندما يجدها الان في صفها الثاني تاتيه بتقدير غير العام السابق ... تتذكر انها امرتها بالذهاب اليه على الرغم من ان الطفله كانت متردده الا انها اجبرتها على الذهاب .. راقبتهما من بعيد وكالعاده كان ذلك الاصم الابكم .. ظلت الطفله تقفز امامه وتثرثر بنفس الكلام وتريه شهادتها ولكنه كان يدير وجهه عنها ... لم يكن يريد ان يرى غريمته الا ان تعبت الطفله وغادرت مكتبه ... تتذكر دموعها للحظه ....


قبل مرور سنوات


دخلت المكتب بشيئ من التردد .. وقفت امام ذلك الذي علمت قريباً بأنه يدعى والدها فقد سألتها المعلمه ولم تكن تعلم ما إسمه حتى ... وعندما عادت للمنزل سألت عمتها فأخبرتها بذلك ولم تهتم كثيراً بهذه التفاصيل فيكفي ان علمت بأنه يدعى انس فعندما تسألها المعلمه عن اسمها سترد بأنها ملاك انس ... لا تعلم لما يدير وجهه عندما يراها لم يتحدث معها قط ...
ادار وجهه عنها لتهتف قائله:
بابي انا استلمت النتيجه بتاعي حتى بص اهو
لم يتحرك بل ظل يرتب اوراقه المنثوره على المكتب .. صمتت لدقائق ولم يلتفت اليها ... اخذت تلعب بأطراف فستانها وهي تقول:
انتا مش بترد عليا ليه عمتو قالت اجيلك واوريك النتيجه بتاعي
لم تجد اي رده فعل لتقف امام المكتب وهي تقول:
طب شوفلي العلامات دي انا صحيح نقصت بس الـمِس قالت لي اني لازم اشد حيلي وانا مكانش قصدي انقص بس كنت عيانه ومش مركزه اسفه يابابي مش هنقص تاني وهجيب زي السنه الاولى
ظلت تتحدث وتتحدث وهو لم يلتفت اليها اساساً الى ان ملت من صمته واللامبالاه وخرجت من مكتب والدها وهي تجر خلفها اذيال الخيبه لن يعبرها مهما فعلت ... وضعت عمتها يديها على كتفيها لتهتف قائله بعد ان دارت نبره الحزن التي من رد فعل شقيقها الذي حطم قلب تلك الصغيره وقلبها:
معلش هو مشغول ومضغوط انا هوريه النتيجه بعدين
هزت رأسها ببراءه بينما شعرها الذهبي الطويل ذاك يتحرك بعشوائيه لتهتف وهي تبعد بعض الخصلات التي تزعج عينيها بكفها بشكل لطيف لتقول:
انا مش زعلانه منه عشان الـمِس بتاعي قالت ان في ناس كتير مش بتسمع او بتتكلم يمكن بابا كمان كدا نحنا لازم نعذره بس اهم حاجه انه بيشوف حتى لو دور وشه ساعات يمكن بيكون متدايق انه مش بيسمعني ولا بيقدر يكلمني
فتحت عينيها على وسعهما لتهتف قائله:
لا باباكي مش كدا ياقلبي مين اللي قال كدا
ملاك وهي تضع سبابتها بزاويه شفتيها:
امال ليه مش بيكلمني ولا بيسمعلي
لم تدري ماذا تقول لتحتضنها بحزن وقد عرفت الدموع طريقها جيداً

الوقت الحالي



شعرت بتلك الدموع التي بللت خدها لتمسحها بسرعه وقد لاحظ انس وجودها ليهتف قائلاً:
تعالي يانجلاء تعالي
اتجهت اليه لتجلس بجانبه بهدوء ليتحدث هو بحماس قائلاً:
بصي الصور دي يانجلاء دي طالعه بيها حلوه قوي
اومأت ليتحدث قائلاً وهو يضع في حضنها بعض الصور:
بصي انتي هتفرزيلي الصور دي على حسب مراحل عمرها وانا هجهزلها حفله عمرها ما اتعملت وهجيب مختصين يعملو الصور دي على الجدران هاه ايه رأيك هيبقا الموضوع حلو قوي
لم تستطع كتم عتابها لتقول:
ليه متفرزهمش انتا منتا باباها وعارف
نظر اليها بصدمه وقال:
بس انا مش عارف الصور دي اتخدت ازاي وايه مناسبتهم انما انتي فعارفه
ادارت وجهها عنه لتهتف قائله:
منتا كنت تقدر تعيش معاها كل التفاصيل دي بس انتا اللي اخترت تبقا غريب
نظر اليها بحزن ليهتف:
هتلوميني يا نجلاء .. طب انتي اللي عارفه كل حاجه وبتقولي الكلام دا طب هي هتعمل ايه
نجلاء:
مش هتسامحك بسهوله ياانس دي اربع وعشرين سنه مش قليله دا مش جفا يوم او شهر او سنه لا دي سنين

التقطت صوره كانت تجمع الفتيات الثلاث في حفل تخرجهن لتقول:
هي مره واحده قدرت تتكلم معاك وانت عارف امتى ... كنت هترفض طلبها مش كدا ايه اللي خلاك توافق
انس وهو يعيد مخيلته للخلف وينظر الى صوره تلك المتقزمه التي كانت بجانب ملاك:
افتكرت الاء ... مكنتش هقدر اتفرج كان لازم اساعدها
نظرت اليه نجلاء بترقب ليهتف قائلاً:
انا اللي ساعدتها تغير اوراقها وكل اثباتاتها ... كان عمل غير قانوني بس مكنتش هقدر ارفض لسببين .. الاول عشان خاطر دموع بنتي اللي بتطلب مني طلب لأول مره والتاني عشان حاجه بنفسي



......... قبل مرور سبع سنوات .........


سمع صوت تلك الدقات الخفيفه رالتي يبدو ان الطارق متردد ليتجه الى الباب ويقوم بفتحه ليتفاجأ بالاء تقف امامه تضم كفيها وتنظر للأرض بشيئ من الخوف لتهتف قائله:
انا اسفه بس لازم اتكلم معاك
افاق من تخيلاته ليدرك بأن هذه ليست إلا ابنته استغرب في بادئ الامر لأول مره تفعلها وتاتي اليه وتتحدث معه ثم انه يبدو على ملامحها الخوف يبدو ان هناك شيئ افسح لها المجال لتدخل وبالفعل دخلت بتردد ليجلس على احد الكراسي ليشير لها بالجلوس ... جلست بإرتباك وهي تفرك كفيها بتوتر ظل ينظر اليها لبعض الوقت ليهتف قائلاً وقد شعر بخوفها:
اتكلمي ومتخافيش
ملاك وقد التمعت دموعها خوف وسعاده بحديثه معها وبالتالي تلك النبره التي شعرت من خلالها بالامان يتسرب الى قلبها لتهتف قائله:
انا عايزاك تساعدني لو سمحت متردنيش انا مليش غيرك الجأله
نظر اليها بقلق فمالذي قد يكون حدث معها لا يهتم بأمرها ولكنها ابنته وان تخلا عن مسؤوليته اتجاهها لكنه التزم الصمت لتتحدث قائله بتردد:
انا كنت بس عايزاك تساعدني اجيب صاحبتي لحد هنا
عقد حاجبيه بدهشه فلما كل هذا الارتباك والخوف كل هذا ليحظر صديقتها لتنظر اليه وتقول:
هي النهاردا بالاسماعيليه وعايزه تيجي هنا
شعر بذلك الوخز في صدره فمن اين لديها اصدقاء هناك اتعرف احد هناك لتكمل قائله:
اوعدك ان دا يكون اول واخر طلب بس عايزاك تجيبها لحد هنا وتكون بأمان وميوصلهاش توفيق
نظر اليها بشك ليقول:
هي صاحبتك بالجامعه ودي صاحبتك من هناك ازاي تعرفيها منين ومن امتى رحتيلها قبل كدا
سؤال غبي اب لا يعلم اذا كانت ابنته قد ذهبت او سافرت الى مكان هل هو عدم مسؤوليه ام حريه مطلقه ..... اخذت عيناها تدور في الارجاء بإرتباك بينما اخذت تفرك اصابعها الحمراء بخوف لتقول بإرتباك:
لا مرحتلهاش هي صاحبتي من الاعداديه اتعرفت عليها انا وليا لما كنا بنزور واحد من المستشفيات برحله من المدرسه وشفناها هناك كانت مع مامتها العيانه .. وكنا بنتواصل وعرفنا انها من الاسماعيليه وصعب نشوفها تاني بس كانت بتبقا تيجي مع مامتها المستشفى وكانت بتبلغنا ونحنا كنا بنشوفها هناك اخر مره شفناها قبل شنه وكذا شهر كانت مع مامتها اللي ولدت وكانت حالتها خطيره ...
ابتلعت لعابها بصعوبه وهي تراه يتابعها بإهتمام لتكمل بإرتجاف:
وهي النهاردا واقعه بمشكله ومينفعش منساعدهاش
سمعا صوت طرقات على الباب ليسمح انس للطارق بالدخول ليتفاجأ بليا صديقه ابنته ومعها نجلاء التي تنظر اليهم بريبه لتسرع اليها ملاك تحتضنها بشده محاوله افراغ كل ذلك الخوف الذي ينتابها
تحدثت نجلاء وقد شعرت بالقلق مجيئ ليا بهذا الوقت وذلك الخوف المرسوم على ملامحها هي وملاك وتواجد ملاك في غرفه والدها كان الامر مريب:
في حاجه حصلت
ملاك وهي تبتعد عن ليا وتمسح دمعه تعلقت بطرف رمشها:
لا ياعمتو هيكون في ايه مفيش
اشار انس الى نجلاء بالذهاب ولكنها نظرت اليه بترقب ليهتف قائلاً:
ادخلي ياملاك انتي وليا عشان نكمل كلامنا
نظرت ليا لملاك بقلق لتهتف بهمس:
قلتيله انا اتصرفت خلاص
ملاك بنفس الهمس وهي تتشبث بيدها:
اتصرفتي ازاي
ليا وهي تنظر الى انس ونجلاء وتعيد نظرها الى ملاك مما اثار الشك في قلب انس ونجلاء لتقول:
بعتلها عربيه زيما اتفقنا
ملاك بنفس الارتباك:
خلاص انا هكلمه ونمشي مدام اتصرفتي
انس بجديه:
تعالو هنا
اجفلتا لينظرا الى بعضهما بقلق لتتحدث نجلاء قائله:
عندكو مشكله عايزين تحلوها كنتو جيتولي من الاول
ملاك بتتويه:
لا ابداً بس كنا عايزين نـ....
ليا مكمله بسرعه:
كنا عايزين نستشير انكل انس بموضوع مهم
اومأت نجلاء على الرغم من عدم تصديقها لما يقولون فالمصيبه ان يكونو قد وقعو في مصيبه ما وعلم بها انس فهي لا تتوقع رد فعله ابداً منذ متى وهو يهتم بشؤون حياه ملاك هناك شيئ يخفونه بلا شك همساتهم هذه توترها ...
اغلقت الباب ليتجهن الى الداخل ويديهما متشابكه في محاوله تخفيف القلق والارتباك واستشعار القوه والامان ....
جلستا مقابله ليضع هو قدم على الاخرى ليقول:
اهلاً بيكي ياليا هاه باباكي عامل ايه بقالي فتره مش شايفه
ليا وهي تنظر الى الارض بتوتر فقد تسرعت ملاك واخبرت والدها لتقحمهما في مشكله مع هذا المحقق:
اهلاً ياانكل ... بابا كويس .. هو النهاردا ... مش موجود قصدي انه مسافر
ابتسم بخفه وهو يقول:
ايه كل الارتباك دا خايفين من ايه
رفعت ملاك رأسها لتقول:
ولا حاجه نحنا اسفين على الازعاج
انس بإستنكار وهو يقلص عينيه:
ولما هو مفيش حاجه ايه كميه العرق دا كله
مسحت ليا جبينها لتقول بضحكه تتويه:
مفيش بس الجو
اسند ذقنه على يده التي يتكئ بها على المقعد ليظل يرمقهما وينظر الى كفيهما المتشابكان وكأنهما في غرفه الاستجواب ليزداد توترهما .... ليتحدث اخيراً:
هاه مش هتخلصيلي الحكايه ولا ايه
ابتلعت لعابها بإرتباك لتكمل قائله:
مفيش بس كنت
صمتت لاتدري ماذا تقول لينظر الى ليا التي اجفلت لتقول:
مفيش ياانكل هي ملاك قالتلك ايه
نظر اليها وقال:
هي عارفه
لم يتحدثو بل اوشكت ملاك على البكاء بسبب تلك المشاعر التي تعصف بها هروب صديقتها يجعلها ترتجف هل ستصل السياره الى اطراف القريه كما اتفقو هل ستستطيع الذهاب اليها والخروج من المنزل هل ستصل اليها ام سيمسك بها والدها وتوفيق ماذا سيفعلون بها ماذا لو تزوجت توفيق .. الم تجد سوى والدها لتحدثه ماذا ان اخبروه واصر على اعادتها مالذي يضمن لها انه لن يرفض طلبها في المجيئ بها الى هنا كيف وثقت بأنه سيساعدهم ماذا لو حدث العكس ...
اخذ نفس عميق ليقول:
ليا انتي احكيلي ووعد هساعدكو بس افهم الاول
رفعت رأسها لتلتقي مقلتيها الدامعه بعينيه التي كانت لا تحمل سوى الصدق هل هو جاد نظرت الى ليا لتهتف ليا قائله:
انت وعدتنا ومهما كان اللي هنعمله هتساعدنا
كاد يتحدث ولكنها قالت:
نحنا عاقلين بما فيه الكفايه نحنا مش مراهقين عشان نعمل حاجه غلط بس اللي بيحصل مع عُلا دا ظلم وكان لازم نهربها
فتح عينيه على وسعهما ليقف امامهما في نفس الوقت الذي وقفن فيه برعب ليتحدث بصدمه قائلاً:
تهربوها ازاي انتو اتجننتو انتو عملتو ايه وازاي هتهربوها لو عرفو اهلها هيرفعو عليكو قضيه اختطاف ياهوانم ياكبار يافاهمين انتو ازاي تقولو الكلام دا عايزين تهربوها منين
تشبثت بذراع ليا لتتحدث وهي ترتجف:
من الاسماعيليه
انس وهو يكاد يفتك بهما:
عملتو حاجه للنهاردا
ليا متصنعه القوه:
اه انا .. بعت عربيه تروح تاخدها من هناك
كاد ان يصرخ بهما لكن قاطعته تلك الشهقات التي تجاهد ملاك لكتمها وهي تقول:
منتا لو عارف هيا بيجرالها ايه مكنتش هتعترض .. هيا مينفعش تعيش اللي بتعيشه دا هي عملت ايه عشان تعيش كل دا ايش معنا عُلا من الناس دي كلها
ليا وهي تساعدها على الجلوس لتحتضنها بقوه وهي تنظر الى انس لتقول:
لو مش عايز تساعدنا لو سمحت ياانكل متخربش اللي بنعمله نحنا واثقين من ان دا هو الصح
اعاد شعره للخلف ليأخذ نفس عميق ثم ييقول:
انتو تحكولي كل حاجه بالتفصيل
التقطت ليا كأس الماء الموضوع على الطاوله لتعطيه لملاك التي كانت تكفكف دموعها لتنظر الى انس وتقول بهدوء:
عُلا صاحبتنا الانتيم اتعرفنا عليـ...
قاطعها انس قائلاً:
عارف الكلام دا انا عايز سبب مقنع يخليكو تهربو البنت من بيتها
نظرت الى الطاوله امامها واخذت تحكي بالتفصيل:
عايله عُلا كبيره ومشهوره بالبلد باباها كان متجوز وعنده بنت واتجوز مامتها اللي مكانتش من نفس البلد خلفتها وبعدها كانت بتجيب ولاد وكانو للأسف بيموتو .. كان باباها بيكرهها عشان مماتتش بدل الولاد اللي بيموتو يااما بعدما يولدو او كانت مامتها بتسقط بسبب مشاكل عندها .. على عكس بنته اللى من مراته الاولى كان بيحبها قوي ... المشكله انهم مشغلينهم بالبيت زي الخدم هيا ومامتها عشان يعاقبهم على حاجه ملهمش دعوه بيها ومكانش بيعترف بيها ابداً لدرجه ان الناس مكانوش عارفين انه عنده بنت اسمها عُلا ... وحتى بعدما مامتها جابت الولد فضلو زيما هم دا غير تعب مامتها اللي كان الحمل كل مره بيتعبها كل مره وبيهد حيلها ... وهي فضلت خدامه بالبيت بتشتغل فيه قصاد اكلها واكل مامتها ... استحملت كثير عشان تقدر تدخل كليه الطب وبصعوبه وافقو مقابل انها تتجوز ابن عمها اللي بتكرهه .....
صمتت لتكمل ملاك قائله:
والنهاردا جه الوقت اللي تتجوزه فيه والبله كتب كتابهم بس دا مكانش حب فيها لا هي عارفه ان عمها وابن عمها مش عايزينها تورث حاجه من باباها لا هم بيقولوهالها بالوش كدا وجوازها منه كان بيضمن ان الورث يروح ليهم وتتعاد معاناه مامتها والاسطوانه دي مش هتخلص .... ليه تدخل بالمشاكل بتاعهم دي وهيا ملهاش دعوه بكل دا .. هيا مش شايفه منهم ولو يوم واحد حلو عشان تعمل عشان خاطرهم حاجه ... هتتجوزه وهتشتغل خدامه فبيتهم وهيتعمل فيها كتير نحنا مش عايزين نسيبها هناك لوحدها هي مش قدهم مدام هيا هناك فهتدفن بالحياه يعني ابسط حقوقها من المستحيل تتقدملها هناك بالبيت اللي كلهم فيه قلوبهم سوداء ... مفيش حد يدافع عنها هناك مفيش حد يوقف فظهرها كلهم بييجو عليها وبيدوسو كمان مامتها مش بتقدر توقف على حيلها تقريباً مشلوله من بعد ولادتها لإبنها اتعسرت ولادتها ولحد النهاردا مش قادره توقف من طولها ... كلهم هناك مش عايزينها دول عالم شرانيين مش بستبعد انهم يقتلوها او يعملو بيها حاجه
نظرو الى انس الذي كان ينظر للأمام بشرود هل سيساعدهم ماذا سيفعل واخيراً تحدث بعد ان اخذ نفس عميق واطلقه ليقول:
انتو حفرتو قبرها باللي عملتوه مستحيل يسيبوها بحالها .. هتعمل ايه لو موصلتش العربيه بالوقت وشافوها اهلها .. هيقتلوها بجد .... هيبلغو عن اختفاءها وهتلاقيها الشرطه وهترجعها بالنهايه دول اهلها مهما عملو ومفيش قانون بيقول ان البنت يجوز لها انها تهرب من البيت لو مش عايزه تعيش مع اهلها دا مخالف للقانون ... انتو لو كنتو عايزين ليها الخير كان اتكلمتو مع باباها ووعيتوه انما تعملو كدا فدا مش منطقي .. ايه عرفكم ان ابن عمها دا ميحبهاش ويتغير الوضع بالنهايه العشره بتولد الحب .. ولكنا لازم نمر بصعوبات عشان تصقلنا وتخلينا قادرين نكمل .. انتو غلطتو
مسحت ملاك وجهها بكفيها لتهتف قائله:
هنخبيها ومش هيوصلها لو ساعدتنا انت مش هيقدرو يوصلولها ابداً
عقد حاجبيه لتنظر اليه ليا برجاء قائله:
باباها كمان كان الكل بيقول انه كان بيحب مامتها بالبدايه واهو وصلها للي هيا فيه النهاردا قعد يجبرها تخلف مره بعد مره لحدما اتهد حيلها ومبقتش قادره توقف على رجليها وعلى الرغم من كدا كانت بتكرف هي وبنتها ليل نهار كانت عنده مجرد خدامه دا غير انه النهاردا بعد ما جابت ولي العهد استحاله يسيبها معاه مهي مبقتش تلزمه واللي عايزه خده ... خد منها صحتها وعافيتها كرامتها واحترامها لنفسها واحترام الناس ليها وعايز يحرمها من بنتها وحارمها من ابنها دا العيل بقا 24 ساعه مع مراته الاولانيه اللي الله اعلم نواياها ايه وكأنه هيموت لو فضل معاها شويه كل اللي بتعمله النهاردا انها بترضعه ومش بتشوفه غير الوقت دا ...
نظر اليها كالمصدوم عندما قالت بأعين دامعه:
اللي بيحب حاجه ياانكل بيحب كل حاجه جايه منه انما هو محبش بنته وكان بيتمنى انها تموت يعني هو من البدايه محبهاش مدام مش قادر يحب بنته وبيعمل فيها كل دا .. اتخيل ان البيت فيه خدم ميتعدوش وبالرغم من كدا مشغلها زي الخدم من لما كانت لسا صغيره ويارتيته سايبها بحالها لا هو سايبها لمراته تعمل فيها اللي عايزاه تضربها عادي تشتمها مفيش مشكله دي مش عيشه ياانكل بالله عليك تساعدنا مدام تقدر نحنا مش هنتخلا عنها ابداً
استمر الصمت لدقائق دموع الفتيات وصمته الذي جعلهن ييأسن وقفت ملاك وجذبت يد ليا لتوقفها لتقول:
يلا ياليا مفيش وقت نضيعه لازم نتطمن على عُلا
نظرت ليا للمره الاخيره لأنس الذي كان يبدو على وجهه الجمود ... ويفكر هل ماقالته صحيح عندما يحب احد شيئ يحب كلما يأتي منه وان لم يفعل فهو لم يحبه يوماً .. ماذا عنه هل قل حبه لألاء يوم لا لم يفعل حسناً ولما لا يحب ابنته التي هي قطعه منهما هما الاثنان وهي بذره حبهما لما لا يستطيع كلما حاول وجد عقله يرفض لما يكرهها يعلم جيداً انها ليست السبب وعلى الرغم من ذلك يرمي اللوم عليها لايريد رؤيتها يريد ان يخبرها بأن تغطي وجهها عندما تراه ولكنه لا يستطيع لايريد رؤيتها ... اخذ نفس عميق وهو يفكر في قصه هذه الفتاه يريدون مساعدتها ابنته تساعد مساعده صديقتها وماذا عنها من سيساعدها .. حسناً قضيتها تستحق الالتفات اليها ولكن هذا غير قانوني ... الاسماعيليه مره اخرى .. اللعنه على هذه الاسماعيليه التي فتياتها يجبرونه على انتشالهن من القسوه هي كألاء اجل ماذنبها لما يجب ان تتبع العادات والتقاليد بحذافيرها ... هل يساعدها ولكن بأي حق وان اخفوها فسيجدونها اهلها كم سيخفونها اسبوعين شهرين سنه او اكثر في النهايه سيجدونها ... لن يبلغو سيخشون الفضيحه خاصه ان الليله سيكون حفل زفافها سينشغلون في الهاء الناس ومداراه الفضيحه وايجاد حل لمشكلتهم هناك لن يتجرؤون على التبليغ اجل لن يفعلو .... وماذا عندما يقومون بايجادها سيقوم بتهديدهم ورفع قضيه عليهم وستاسعده الفتاه لن يتجرؤون فعل شيئ ستكون الفتاه في حمايه القانون ... سيكون امامهم اما ان ينفضحو او يتركوها هي ووالدتها بشأنهم ... التفت الى ملاك التي كانت تتجه خارجه من الغرفه ليبتسم .. تشبهه لاتريد ان يظلم احد وصع يده على قلبه لهمس لنفسه بأن ما يفعله هو الصحيح ليهتف قائلاً:
على فين
التفتن بأمل ليعقد حاجبيه وهو يقول:
تمام بس دا مش هيكون اللقاء الاخير مع اهلها
كدن يصرخن ولكن كلامه جعلهن يعقدن حواجبهم ليهتف قائلاً:
الجنون اللي بتقولوه دا مش منطقي ومش حل هنكلمهم وهنرفع عليهم قضيه قصاد انهم يسيبوها هي ومامتها بحالهم وكدا هيخافو وهيسيبوهم بحالهم بس دا مش مضمون هنحاول على قدما نقدر
صرخن الفتيات بسعاده وهي يحتضنن بعضهن ويقفزن بسعاده لتظهر على شفتيه شبح ابتسامه ليتجهن اليه من دون تردد يحتضنه بقوه وهن يتمتمن بالشكر والمتنان نظر اليهن بصدمه شعر بشيئ بارد ينسكب على رأسه وبتلك الاشياء التي تسير من اعلى عموده الفقري حتى اسفله .. لا ذلك الشيئ الساخن الذي اجتاح صدره نظر الى خصلات تلك الشقراء ليبتلع لعابه بصعوبه محاولاً التنفس ولكنه فشل قاوم رغبته في احتضانها كاد يرفع يديه ولكن صوره الاء مرت في مخيلتها ليتراجع .. هي من كانت السبب الرئيسي في فقدانها لن يسمح بأن يصبح لها الحضن الذي حرم هو منه .. بقي كما هو ثابت امامهم ولم يحرك ساكن ....
ابتعدن بعد ثواني ليحتضنن انفسهن واخذن يقفزن مالمجانين ليدير ظهره عنهم واخذ يرمش بعينيه اكثر من مره كي تتلاشى تلك الدموع التي لايعلم كيف تجمعت في مقلتيه ...
نظرن اليه ليلاحظ هدؤهم ليقول:
لما توصل تبقا تيجي هنا عشان نشوف هنعمل ايه ...
ليا بسعاده:
اوامرك يا باشا مصر كلها
لم يتحدث لينصرفن وهن يتراقصن بسعاده .......




.............. الحاضر ..............



اخذ يلملم الصور لتهتف قائله:
ربنا يستر ويوصلو بالسلامه امتى هيرجعو
انس:
جاسر بيقول تلات اربع ايام لحدما يهداء الوضع هناك ويقدرو ييجو ...
طبطبت على كتفه لتقول:
مش عايزاك تيأس خلي ببالك انها تقدر ترفضك عادي ومن حقها تعمل اي حاجه مهما قالت ومهما عملت انتا عارف انك تستاهل استناها لما تفرغ كل اللي جواها وتهداء وبعدين هترجع لحضنك ودا وعد ملاك صح مبقتش محتاجه اب زي الفتره اللي عدتها قبل كدا اللي فات حاجه والنهاردا حاجه هيا محتاجاك بس مش زي الاول عشان بس متقولش ليه مجريتش على حضنك على طول ... هيا قدرت تعمل كل حاجه بدونك وهتقدر تكمل لو عايزه بس انت حاجه مفروغ منك ولازم تبقا معاها
نظر اليها لثواني ليستلقي على الارض ويضع رأسه في حضنها ليقولوهو يحتضن صوره ملاك في حفل تخرجها الذي لم يحضره:
اد ايه فاتني يانجلاء
نجلاء وهي تمسد على شعره:
كتير
صمتا لتهتف قائله:
بس الجاي اكتر لسا عندك وقت
ابتسم بهدوء ليغمض عينيه بعد ان داعبهما النعاس كان بحاجه الى سماع هذا ليستطيع النوم براحه فمنذ ليله البارحه وهو غارق في صور تلك البائسه .....




🌹🌹ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغ إلى ما يقوله بل إلى ما لا يقوله 🌹🌹

~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~~
~


يقول ( ابي نواس )

أضْرَمْتَ نارَ الحب في قلْبي * ثمّ تبرّأتَ من الذّنْبِ

حتى إذا لَجّجْتُ بحرَ الهوَى * و طمّتِ الأمواجُ في قلبي

أفشيتَ سرّي ، وتناسيتني * ما هكذا الإنصافُ يا حبي

هبْنيَ لا أسطيعُ دفْع الهوَى عنّي * أما تخشى من الرّبّ ؟!



/// في القاهره \\\


يجلس على مكتبه حيث يحتسي قهوته وتفكيره يذهب بعيداً ماحال تلك المسكينه ياترى اخبره عمر عما حدث وعن وفاه والدتها حزن عليها على الرغم من انهم لم يراها الى مرات قليله عندما سافرو الى امير ذات مره ولكنها كانت تبدو لطيفه مهما كان فيارا لن تستطيع تحمل ذلك اتصل بوالده ليعزي امير ولكنه اخبره بأنه لايريد محادثه احد مسكين ماحاله ياترى تمنى لو كان بجانبه ليخفف عنه على الرغم من انه يعلم بأنه لن يستطيع فعل شيئ له .. مايمر به الان اقسى بكثير من اي الم قد يعيشه تخلى عن بلده لأجلها وغدا مشتت لأجلها بين بلدين ولكنه الحب .. تذكر انهيار اسد عند وفاه هايدي كان يبدو في اليومين الاولين متماسك ولكنه عندما انفجر لم يستطيع احد التحكم به ... يتذكر ميف كان الجميع منهار وادهم الذي لم يفوق من غيبوبته إلا بعد اسبوعان من موتها .. كيف لا وقد فقد اعز اثنان شقيقته وصديقته المقربه ... لايريد تذكر مامرو به في تلك الفتره ابداً ماحدث لأدهم وتلك النوبات التي كانت تتردد عليه من وقت لأخر طوال تلك السنه حتى اجبروه على العلاج عند احد الدكاتره النفسيين وتكتمو على الموضوع حتى والده ووالدته لم يكونو يعلمو بذلك وقد تخطى ذلك او ربما هم من ظنو ذلك ... مااصعب الفقد فقد الام الاب الاخت الاخ الصديق الابن احد الاقارب الحبيب ...
اخذه عقله بعيداً جداً حيثها ماذا تفعل ياترى ماحالها ... عاتب نفسه بشده فهي من رفضته هي من جرحته ليس من حق عقله التفكير فيها اجل لن يفعل ... نظر الى اول قضيه وصلته للتو ليقوم بقراءه الملف ... لايعلم لما تذكر ذلك الضابط لم يطمئن له ابداً يبدو غامض كذلك الاخر الذي يبدو مرتبك دائماً ... هو اتى لأجلهم ولذلك عليه السيطره على الوضع لن يخذل اللواء سعد ... يريد ان يثبت له بأنه هنا لانه يستحق ليس لأجل مكان عمه واخوته .. فعندما يريد المرء ان يكون يكون



~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~



/// في روسيا ؛؛ المزرعه \\\








نظرت الى ذلك المطبخ الذي اقل مايقال عنه انه غايه في الروعه كل شيئ من الخشب كالمنزل تماماً ... لاتدري اين تذهب لذا اتجهت الى تلك الثلاجه التي ما ان فتحتها حتى ارتجفت واغلقتها مره اخرى مافائدتها هذه الثلاجه وكل شيئ هنا من دونها متجمد .. اخذت تبحث عن الاشياء التي ستصنع بها القهوه ... اخذت نفس وقامت بوضع الماء على البتوجاز الكهربائي ماذا لو كان تقليدي لكانت الان تقوم بتدفئه يديها على الاقل ...
اخذت اقرب كوبين لتجد احدهما عليه صوره لفتاه غايه في الجمال اعادته واخذت غيره وابتسمت وتذكرت اكوابهم الخاصه ... تلك الاكواب السوداء المنقوشه بحروفهم باللون الذهبي ... كانت ايام رائعه .. اشتاقت للجميع سليم الاخ والسند اشتاقت للشقيه نمار عاشور التي لاتتوقف عن الغناء لعاشور ورأفت صاحب العينان الغريبه الزجاجيه المتقلبه غالباً اللون السماوي يكون هو لونهما وفي وقت اخر تصبح زرقاء او رماديه .... اشتاقت لكل تفاصيل تلك الفتره التي عاشتها مع اعز اصدقائها وبلغت فيها الى ذروه السعاده والراحه النفسيه ان سؤلت عن افضل فترات حياتها ستجيب بأن تلك الفتره كانت الاروع لم ولن تعيش اجمل من تلك الفتره ...
لما لا وقد كانت خاليه الوفاض كلما تريده هو الاحتفاظ بتلك السعاده التي ظنتها ابديه ... كم تتمنى ان يعود بها الزمان للخلف لما لاتعود تلك الايام اجل تحتاج لإحدى جرع تلك السعاده التي كانت قد ادمنتها ... كانت ايام مليئه بالحب والحنان الدفئ التفاؤل لاتتذكر انها قد بكيت فيها ... ااااه لو يعاد الزمان لاتطلب سوى ان تعاد تلك اللحظات .. اشتاقت لليا ...
استندت على حافه الطاوله لتأخذ نفس عميق وتنظر الى تلك القهوه التي كادت تفور ... انهت اعدادها لتتجه الى الخارج الى حيث دوده القز التي لم تتزحزح من جانب المدفأه .... اتجهت اليها لتناولها كوب القهوه التي التقطته منه بلهفه لتقول:
هموت من الجوع مفيش حاجه تتأكل
ملاك وهي تجلس بجانبها:
تأكلي ايه دنتي حتى مغسلتيش وشك عايزه تأكلي كمان
عُلا بغيظ:
انتي اتجننتي ازاي المس الميه دنا هموت من البرد وانا جنب المدفأه دي امال لو غسلت وشي هيجرالي ايه هنا الناس مش بيستحمو ... وبعدين الناس اللي عايشه هنا مش بتأكل ولا ايه عايزه حاجه تسد جوعي هموت من الجوع
ملاك وهي تنظر الى الامام بشرود:
مش الاول نعرف مصيرنا هيبقا ايه
احتست القليل من القهوه التي تحتضنها بيديها الاثنان كل تبث لها الدفئ لتقول:
تفتكري ستي وعلاء عاملين ايه قلبي مش متطمن خالص
نهضت ملاك عندما شعرت بالباب يفتح لتنظر بإتجاه الباب لكن فاجأها وجود سيده جميله تدخل وبيدها العديد من الاكياس كادت تتحدث لكن تقى قاطعتها وهي تنزل من الدرج وتقول:
صباح الخير يامدام
حنان بإبتسامه:
صباح النور هاه ايدك عامله ايه
نظرت الى يدها لتهتف قائله:
احسن
نظرت الى ملاك وعُلا لتقول:
مدام حنان صاحبه البيت دا
ملاك بإبتسامه بسيطه:
اتشرفنا بيكي وشكراً لإستضافتنا فبيتك
ابتسمت بإتساع وهي تتجه اليها وتقول بسعاده:
دنا مصدقت يبقا بالبيت روح ياحبايبي وبعدين انتو ضيوف الغالي
شعرت عُلا بالقشعريره عندما وجدت السيده تنزع جاكيتها لتضعه على ذراعها وتتجه الى المطبخ بعد ان قامت بأخذ الاشياء التي كانت معها لتهمس قائله:
دول مش بيحسو بالبرد ليه
التفتت اليها ملاك لتقول:
عشان انتي مناعتك على قدك
طلت برأسها من المطبخ لتقول:
شويه وهتلاقو الفطار جاهز
ابتسمت لها ملاك لتضع تقى يدها امام صدرها والاخرى معلقه على رقبتها بتلك الحامله لتقول:
مش انتو دكاتره
نظرتا ملاك وعُلا الى بعضهما ثم نظرن اليها لتدحرج عينيها ثم تقول:
واحده منكو تروح تشوف جرح المقدم اسد
اسد هنا رمشت عده مرات ومجروح ايضاً مالذي حدث ياترى بينما كانو يغطون في سباتهن الشتوي فاتهن الكثير هل حدثت حرب لإسترجاعهن كما فعل ادهم المره السابقه وهو الان مصاب بسببهن واسد كذلك .... نظرت اليها عُلا بقلق لتهز رأسها بمعنى ماذا لترفع اكتافها بعدم معرفه
نظرت اليهن تقى لتهتف بضيق:
ايه لسا هتتشاورو في ايه مش انتو دكاتره والمفروض تساعدو اللي انقذكو ...
اجل جاء لإنقاذهم ولكن مايدفعه للمجيئ وتعريض حياته للخطر هل اجبره ادهم على ذلك ... اين والدها ايضاً اليس ضابط بلى قد يكون هنا ايضاً ...
تحدثت بلهفه لتقول:
ادهم كويس مش كدا
نظرت اليها بإستنكار وهي ترفع حاجبها الايمن لتعيد ملاك مره اخرى:
ادهم عامل ايه النهاردا
دحرجت عُلا عينيها بضيق هذا ماكان ينقصها البرد والجوع والمخافه اللعنه على كل هذا ... استندت تقى على الطاوله التي بجانبها لتقول:
ويهمك في ايه
نظرت اليها بإستغراب لتردف تقى قائله:
عايزه تشوفيه ليه هم جايين يلعبو ولا ايه .. هم جايين فمهمه ومش جايين عشان يقضو الوقت هنا
عُلا بغيظ:
وانتي جايه تلعبي مش كدا امال جايه هنا ليه ومبوضالنا الدنيا هنا ليه مرحتيلهمش كمان ولا انتي فاضيه وكدا
تقى بإستفزاز:
لا جايه عشان اشوف وشوشكو الحلوه دي ... مش هتيجي تشوفيه ولا هو ادهم وبس
قالتها وهي تنظر الى ملاك التي اخذت نفس عميق واتجهت خلفها لم تعجبها هذه الفتاه لما تنظر اليهم بكل هذا الغرور لما كل هذا البرود والعدائيه في ان واحد ... ليست هذه المشكله انما كيف ستتعامل مع ذلك الاسد وما هو وضعه بالتحديد ...
اتجهت الى تلك الغرفه التي توجد في نهايه الرواق وهي تبتلع ريقها بصعوبه تتوجه الى الغرفه وذلك المشهز يعاد امام عينيها وهو في قمه هيجانه ويضرب كلاً من ادهم وليث الذين عجزو عن ايقافه و احتضانه لها بقوه ... كان اول لقاء وبدا لها اسواء مافيه .... اخذت نفس عميق للمره الالف واندفعت الى الداخل ....



~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~~

رصاصة حب ( حيدر الهاشمي )

كنا صغارا جدا ، لا نعرف معنى الحرب

لا نعرف طعم الخسارة ، أو الخيبة ، أو الموت !!

كنا نتبادل الأدوار فيما بيننا

نتبادل القُبل ، قبل حظر التجوال

كان ، كلانا يحمل مسدس ماء بيده

كلانا يصوب سلاحه نحو الآخر

ذات ليلة نفذت ذخيرتنا من الدموع !!

شعرت بشدة الألم

وحين سألت الطبيب عن ذلك !؟

قال لي : لا تخف

هي رصاصة حب طائشة ، قد استقرت في قلبك إلى الأبد !!




~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~
~


::::: مقتطفات :::::



تنهد تنهيدة عميقة وقد صفعته واقعية صدمته في كون التشابه بينهما ، صفعته مجرد هذه الخاطرة ووخزت قلبه بشدة ، نهض واستقام أمام نافذته ....جالت نظرته بإتساع الطريق وازدحامه الذي يُشبه ثورة مشاعره المخبأة في طيات النبض ، وكيف له الرحيل من المه ....كيف ؟!




مالذي فعلته به لما كل هذا السرور لما كل هذه المشاعر التي تتلاطم كالامواج بداخل صدره بعد ان كانت براكين تكاد تلتهم كل شعاع نور كان ينبت بداخله ... لاحت على محياه ابتسامه جاهد في كتمها ولكنها رغماً عنه بانت على ملامحه





يريد ان يعيش هذه التفاصيل الصغيره بكل معانيها وسيحارب ليعيشها ... لم يشعر بهذا الشعور من قبل لم يشعر بأنه يحتاج الى مثل هذا المكان ليصفي ذهنه ويشعر بالراحه والاطمئنان فقد اهمل نفسه كثيراً ومنذ وقت طويل ...
عقد حاجبيه وهو يلتفت ببطء اثر صوت ذلك الارتطام الخفيف الأتي من خلفه ..







~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~


انتهى البارت نلتقي في البارت ال 80 بإذن الله

دمتم في امان الله 😊😊


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-23, 06:03 PM   #9

الاسود المغرمه
 
الصورة الرمزية الاسود المغرمه

? العضوٌ??? » 498503
?  التسِجيلٌ » Jan 2022
? مشَارَ?اتْي » 658
?  نُقآطِيْ » الاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond reputeالاسود المغرمه has a reputation beyond repute
افتراضي

80


🌸🌸بسم الله الرحمٰن الرحيم🌸🌸

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين اجمعين

"""""""""
اللهم أكرمنا بعظيم مغفرتك وجزيل كرمك وكثره عطاياك ، وطيب حياتنا بالرضى والإحسان ، وزين ايامنا بالنور والغفران
اللهم هون علينا كل صعب واصرف عنا كل سوء ومكروه واجعل حياتنا كلها سلام وامان وسكينه واطمئنان ولاترينا فيمن نحب ما يؤلمنا واحفظهم بحفظك يالله
اللهم أرحمه وكل موتانا ومتى المسلمين واغفر لهم وادخلهم فسيح جناتك
اللهم ابدلهم اهلاً خير من اهلهم ودار خير من دارهم ياارحم الراحمين
اللهم امين
"""""""""

لـ 🌸🌸 {{نورتي}} 🌸🌸


أبلغ عزيزًا فى ثنايا القلب منزله
أنى وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وإن طرفى موصول برؤيته
وإن تباعد عن سكناي سكناه
يا ليته يعلم أنى لست أذكره
وكيف أذكره إذ لست أنساه
يا من توهم أنى لست أذكره
والله يعلم أنى لست أنساه
إن غاب عنى فالروح مسكنه
من يسكن الروح كيف القلب ينساه


هذا البارت اهداء
🌸🌸 لكل من دعمني ولكل من قراء 🌸🌸




"""""""""""""

🌸🌸 روايه :- (الاسود المغرمه) الجزء الاول (ملاك الاسد)
للكاتبه:- ميمي مارش 🌸🌸


{ البارت لثمانون }


🌸🌸
"""""""""""""""

حبٍ يشيّب صاحبه ما بَعَدْ شاب * وحبٍ يشيب وصاحبه في شبابه

وحبٍ يغيب وصاحبه ما بَعَدْ غاب * وحبٍ يدوم وصاحبه في غيابه

وحب يذوّب خافق ما بعد ذاب وحب * يداوي صاحبه من عذابه

وحب يتوب خافق ما بَعَدْ تاب * وحبٍ يزيدك رغبةٍ في الكتابه

وحبٍ حياته كلّها لوم وِعْتاب * وحبٍ حقيقي ما يضرّك عتابه

وحب بلا معنى وحب بلا أسباب * يبدا غريب وينتهي في غرابه

وحبٍ ضعيفٍ مثل حبرٍ على كتاب * تمحيه دمعه في ثواني كآبه

وحبٍ قويٍ مثل قصرٍ له أبواب * لو هبّ عاتي الريح ما اهتز بابه

وحب بداية رحلته نظرة إعجاب * وآخر مطافه مثل يومٍ بدا به

وحبٍ يعيش بداخل قلوب الأحباب * وحبٍ يشيع وكل حَي درى به

وحبٍ مقامه في ضلوع الصَدِر طاب * وحبٍ يعدّي مثل مرّ السحابه

وحبٍ على قبره نعق بوم وغْراب * وحبٍ تغنّى به لحون الربابه

وحبٍ بمقدارٍ وحبٍ بلا حْساب * وحبٍ بمعروفٍ وحبٍ نهابه

وحبٍ يعيش أهله وسط داره أغراب * ويموت قهر ويندفن في ترابه

وحبٍ غدا سرّه سوالف للأجناب * وحبٍ يموت وصاحبه ما حكى به

وحبٍ يشيب وصاحبه ما بَعَدْ شاب * وحبٍ يشيب صاحبه في شبابه !


( علي السبعان )

"""""""""""""""
🌸🌸







🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸🌸🌸
🌸🌸🌸
🌸


/// في المشفى \\\



كانت تسير في رواق المشفى متجهه الى احدى الغرف لترفع عينيها فتجد امامها مباشره سنان الذي كان متجه اليها دجرحت عينيها بملل فالان ستبداء حلقه الاسجواب تفكر احياناً بأن تعطيه رقم ملاك وتطلب منه الاتصال بها هو بالفعل يملك رقمها ولكنها لن تجيب لأنها ببساطه مختطفه ... زمت شفتيها بضيق فحتى بعدما اعادوهم كما قال انس لم يقمن بالاتصال بها ... بالتأكيد ستقوم بسؤالها عن جدتها وعلاء بما ستجيبها اخبرها ادهم في ذلك اليوم بأنهم معه وفي امان ولكن لم يخبرها عن سبب اخذهم من منزلهم هل يعقل بأن عُلا ايضاً كانت مستهدفه ولم تخطف مع ملاك كما ظنت ... ولكن لما قد يكون ذلك ماذا قد يكون بينهم وبين عُلا .. لحظه ربما كان توفيق ولكن كيف ....
قاطعها ذلك الصوت الذي هتف قائلاً:
صباح الخير دكتوره ليا
اجفلت من صوته فقد افزعها على الرغم من انها تعلم بأنه سيحدثها ولكن تفكيرها اخذها لثانيه لتأخذ نفس عميق وتهتف قائله:
صباح النور دكتور سنان
نزع نظارته الطبيه ليقول:
ازايك عامله ايه
نظرت الى الملف الذي تحمله لتقول:
الحمد لله نحمده ونشكره هاه عايز مني خدمه عشان مينفعش اتأخر على المرضى
هز رأسه بإحراج ليهتف بتوتر:
ولو يادكتوره من حقك ممتأخريش بس كنت عايز اسألك عن ملاك هي هترجع امتى ...
استدرك قائلاً عندما وجدها تنظر اليه بإستنكار:
اقصد يعني دكتوره ملاك والدكتوره عُلا مينفعش يتأخرو كل دا
زمت شفتيها ثم تحدثت قائله:
مش عارفه هم خدو اجازه وانت وافقت والله اعلم هيرجعو امتى
سنان بشك:
طب وانتي مرحتيش معاهم ليه
ابتسمت بسخريه لتقول:
ليه عايزني امشي يعني منا كان عندي عمليات ومينفعش اروح ولو عايز اروح النهاردا مفيش مشكله انا ممكن اخد اجازه وتجيب حد بدالي هنا
اخذ نفس ثم قال بشيئ من الضيق:
مقصدش بس كنت بسأل يعني منتو دايماً بتبقو سوى استغربت يعني
تجاوزته وهي تقول:
لا متستغربش يادكتور همشي معلش مش عايزه اتأخر
سنان بغيظ:
منتي مشيتي فعلاً
ليا وهي تفتح باب الغرفه التي لم تبعد عنه سوى بخمس خطوات:
منا مش هفضل ادردش واسيب المرضى بتاعي اسفه يادكتور سنان
فرك جبينه بإحباط يعلم بأنها تكذب ولكنه يحاول ان يصدقها .... نظر الى ساعته ليتجه بعدها الى غرفه شقيقته ليطمئن عليها وعلى ملاكه الصغير ... ابتسم وهو يتجه الى غرفتها ولم يدري بأن ماسيجده سيحطم تلك الابتسامه

نظرت اليه بحقد لتهتف قائله:
شفتي بيسأل عليها ازاي دا كان ناقص يبوس ايدها ويقولها والنبي ابعتيلي العنوان بتاعها عشان مش قادر
الاخرى بغيظ:
مهو كان هيعمل كدا فعلاً لولا انها مشيت
جزت على اسنانها بغيظ لتهتف قائله:
ماشي ياملاك هيجيلك يوم وهتقعي فيها تحت ايدي انتي اصبري بس



~~~~~~~~~~~~~~~>>
~~~~~~~~~~~~>>


في غرفه روان ( شقيقه سنان )



دلف الى الغرفه ليهتف قائلاً بسعاده:
صباح الخير على احلى رورو ولوكا بالكون دا كـ...
تفاجأ بوالده الذي يجلس على احدى الكنب بعيداً عن السرير وفي حضنه تلك الطفله وبجانبه شقيقه وعلى السرير بجانب روان توجد والدته التي ابتسمت فور رؤيته وتتجه اليه بسرعه وهي تحضن وجهه بكفيها وتقبله بحب بينما هو لازال مندهش من الموقف مالذي جاء بهم ليس هذا هو وقت الزياره اساساً نظر الى والده الذي كان ينظر اليه بنظرات شعر بأنها نظرات استهزاء .. بينما والدته تقول بشوق ولازالت تمطره بالقبل وكأنها تراه بعد زمن طويل:
وحشتني ياقلب امك وحشتني ياقلبي مش بتيجي تزورني ياحبيبي ليه اهون عليك ياسنان اروح البيت مشوفكش والمستشفى بعيده وكلما بتصل بتقول كلمتين وتسكت ليه يابني كدا حرام عليك
قطع تلك النظرات التي كانت بينه وبين والده ليقبل رأسها ثم كفيها ليقول بهدوء:
معلش منتي عارفه شغل ومش بلحق اعمل حاجه
احتضنته بشوق وهي تقول:
اوعى تغيب عليا اكتر من كدا حرام عليك والله انت واحشني فوق ما تتخيل
اردفت وهي تبتعد عنه لتقول بلهفه:
هاه ايه رأيك نتغدا النهاردا سوى بالبيت ونـ
قاطعها وهو يقول:
معلش ياامي مش هقدر اليوم انتي لسا قاعده هنا ولسا مش هترجعو القاهره وانا هحاول اتفرغ لبكره ونخرج انا وانتي ونتغدا ونتعشى كمان تمام
والدته بقله حيله:
ماشي زيما تحب ....
اتجه الى والده وقبل رأسه ليقول بإقتضاب:
ازايك عامل ايه
والده من دون ان ينظر اليه حتى:
كويس
التفت الى شقيقه الذي نظر اليه لثواني ثم نهض وسلم عليه بشيئ من البرود المتبادل ... نظرت روان اليهم بعدم رضا فمنذ ان حدث ماحدث لم تعد علاقتهم كما كانت بل ابتعد كل واحد منهم عن الاخر ...
اقترب سنان من شقيقته ليسلم عليها ويجلس على الكرسي الذي بجانب السرير ليهتف والده قائلاً بنبره مليئه بالتكبر:
اسكندريه عامل معاك ايه يادكتور
سنان بإقتضاب:
تمام
نظر والده الى الطفله ليقول:
سميتيها ايه ياروان
نظرت الى سنان بقلق ليومئ لها لتقول بتوجس:
ملاك
جز على اسنانه ليهتف قائلاً:
تاني
شقيقه بسخريه لاذعه وهو ينظر الى سنان:
لا مش تاني رابع .. هونتي مش بتعتبري ياروان انا قلتلك قبل كدا ان الاسم دا نحس ومش بيجيب غير الخراب
سنان محاولاً تمالك اعصابه:
وماله الاسم يااحمد اظن دي حاجه نخصها هيا وهيا حره تسميها اللي عايزه
احمد موافق:
وانا بقول كدا برضه دي بنتها وهيا حره تسميها اللي عايزه ومحدش ليه دعوه بالموضوع دا واذا احتارت فلسا معاها اب يسميها
سنان وهو ينظر الى عينا شقيقه مباشره وبثقه:
وماله نشوف باباها عايز ايه ونسميها
والده بغيظ:
خلاص بقا ازعجتوني كلو يسد بوزه انا مش ناقصكو
صمتا ليهتف والدهم قائلاً:
وانتي ياروان جوزك لسا مجاش ليه هو سايبك هنا ومش بيسأل لا زعلان عشان جبتي بنت
كانت لهجته هجوميه مما ازعج الجميع ليهتف سنان قائلاً:
بابا رجاءً متظلمش الراجل وبعدين هو لسا ماشي من شويه وهييجي فوقت الزياره مهو معاه شغل ومش هيفضل ملطوع هنا 24 ساعه وبعدين انتو اللي جيتو قبل موعد الزياره
والده بحده:
يعني ايه بتطردنا ياسنان
نظر اليه بدهشه وقال:
انا امتى قلتا الكلام دا
والده وهي ينهض من على الاريكه:
مقلتهاش بس قصدتها امال قصدك ايه بأننا جينا قبل الزياره فاكرني غبي ومش بفهم على مغازي كلامك
والده سنان بنفاذ صبر:
اقعد ياحاج هو مش قصده انتا اللي بتفسر كل حاجه على هواك
جلس والده وهو يقول بسخريه:
مهو باين انه عايزنا قوي دا بدال ما يقول تعالو تعالو اقعدو بالفيلا مينفعش تفضلو بأي فندق وانا بيتي مفتوح
والدته بإستنكار:
فندق ايه انت بتقول ايه هو عارف اساساً اننا فبيتنا القديم استهدي بالله ياابو أحمد وبلاش تعمل مشكله كلما تشوفه .. نحنا هنا عشان نشوف البنت العيانه مش عشان نفضل نتخانق
زفر والده بضيق اما سنان فلم يريد ان يجادل اكثر فقد يفقد السيطره على اعصابه يستفزه ليخرج اسوء مافيه .. تحدث احمد قائلاً وهو ينهض من جانب والده الذي كان ينظر الى سنان بغيظ:
معلش ياروان هضطر امشي عشان معايا مصلحه هنا هعملها وهرجع ان شاء الله بسرعه ومبروك على البيبي مره تانيه
ابتسمت ربع ابتسامه بحزن فلم يعد هذا الصراع الدائم محتمل لتومئ له فيتجه هو الى الخارج وقد عزم على ان ينهي الامر من جذوره .....
اما سنان فقد اخذ نفس عميق عله يساعده على التحمل اكثر اساساً اذا خرج الان لن يتوقف والده عن انتقاده لذا ارسل رساله لأحد اصدقائه الاطباء ليخبره فيها بأن يتجه الى غرفه شقيقته بعد ثلاث دقائق ويقوم بإستدعائه للخلاص من هذا الجحيم ....



~~~~~~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~~~>


انهت مرورها على المرضى وبعد نصف ساعه لديها عمليه اخرجت هاتفها من جيب البالطو لتبتسم وهي ترى رساله واتس اب من سليم فتحتها بسرعه لتجد مضمونها صوره لطفله غايه في الروعه ... عقدت حاجبيها بدهشه من تكون ... ارسلت له رساله لتسأله عنها ماهي الا ثواني حتى وصلتها رساله كان مضمونها بأنها ابنته ... ضحكت بشده لتقوم بالاتصال به ...
ابتسمت وهي تقول:
لا هتكدب وتقول بنتك مش هصدق انا لسا مكلمني امبارح ومكانش معاك اي بنت ايه جبتها منين
سمعت قهقهته ليتحدث قائلاً:
لا مش بنتي انتي احزري بقا هي مش شبه حد كدا
ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت الى الصوره مره اخرى لتقول:
اه بشبه بس مستحيل تكون هيا
سليم:
لا هيا نفسها سلمى بنت رأفت ونمار عاشور
ليا بعدم تصديق:
لا قول غير كدا
سليم ساخراً:
ايه نوع الصداقه دي مش معاك صور لبنت صاحبتك معقوله
ليا:
لا معايا بس كانت لسا صغيره وبعدين نحنا التهينا الفتره دي ومش بنتكلم بقالنا تقريباً شهرين او اكتر منتا عارف مشاغل والكلام دا وهم مسافرين السعوديه ومش بنلاقي وقت
سليم:
لا متخافيش هاجي وهجيبهم بس شويه وقت
ليا بإستغراب:
ازاي هم هنا
سليم وقد ادرك ما قاله:
ايه دا انا حرقت المفاجأه ولا ايه
ليا بحماس:
قول ياسليم بذمتك هم معاك وهتيجو
سليم بإحباط:
ماشي بس متقوليش لحد هم كانو عاملينها مفاجأه بس انا حرقتها متقوليش اننا اللي قلتلك طب لما نيجي اعملي نفسك متفاجئه تمام
ضحكت بسعاده وهي تقول:
تمام تمام امتى هتيجو
سليم:
لسا معاهم شغل هنا يومين بالكتير ونحنا عندك هاه عايزين استقبال يليق بينا
ليا:
طبعاً انتو بس تعالو وليكو اللي يعجبكو .. بس ايه البنت دي دي نسخه طبق الاصل من رأفت فاكر استنسخوها
سليم ساخراً:
لا بيقولو انه ابوها
ضحكت بخفه وهي تقول:
متتمسخرش بقا
سليم وهو ينظر الى الطفله التي تنام بجانبه بسلام:
اهم سابوها عندي وراحو يخلصو شغل والله اعلم امتى هيرجعو
ليا:
ليه انتو نازلين بنفس الفندق ولا ايه
سليم:
اه فعلاً مكنتش هعرف بس شفتهم صدفه واتفقنا نيجي سوا
اخذت تدور بكرسيها لتقول بشماته:
احسن عشان تتعود على وجود الاطفال حوليك ومنها تتعلم ازاي تتعامل معاهم تغيرلهم والكلام دا
سليم بفزع:
اغيرلها ايه لا انا مش هعمل القرف دا طبعاً
ليا:
باباها ومامتها مش عندك امال هتعمل ايه هتخليها زيما هيا لحدما ييجو لا طبعاً مينفعش لازم تغيرلها
نظر سليم الى الطفله وقال:
وانتي ازاي عرفتي انها عايزه تغير
ضحكت بشده لتهتف بصعوبه:
انتا غبي يابني انا بقول لو لو فاهم بس اتأكد يعني
سليم:
لا منا ساعتها وهديها لأبوها يتصرف وانا مالي
ليا:
وتهون عليك تفضل تعيط
سليم بضيق:
اه تهون مهم مقالوش انها هتعملها عندي هنا
ضحكت مره اخرى وقالت:
طيب طيب سيبها زيما هيا
سليم:
والله هعملها منا مش ناقص هبل ومن الكلام دا
صمت لثواني ثم قال:
عارفه .. ايه رأيك اجيبهالك اهي ساعتين تلاته مش مشكله
ليا بدهشه:
انت مجنون انت اصلاً متعرفش الطرقات هنا
سليم:
مش مشكله هأخد تاكس
ليا وهي تلتقط احد الملفات التي امامها:
والله انت فاضي اقفل بس شويه وهدخل عمليه مهمه
سليم:
تمام بس اوعي تموتي اللي تحت ايدك
ليا:
لا منا مش هبلا
سليم:
عايزه تقنعيني انك بقيتي بتعملي عمليات
ليا:
ليه ان شاء الله مش مصدق ولا ايه
سليم:
لو عايزاني اقتنع ابعتيلي سيلفي من غرفه العمليات وانتي بتقطعي باللي قدامك
ليا بدهشه:
اقطع ايه .. لا انت فاكر الموضوع لعبه اقفل اقفل بقا واوعى تسيب البنت جيعانه
سليم:
ماشي سلام يادكتوره
ليا:
سلام

ما ان وضعت الهاتف على الطاوله حتى سمعت دقات على الباب .. سمحت للطارق بالدخول ليدخل ذلك الشاب الطويل الذي دخل واغلق الباب وهو يلقي عليها السلام .... نهضت واشارت الى الكرسي امام المكتب لتهتف قائله:
وعليكم السلام اتفضل
توجه الى الكرسي ليجلس بهدوء ولم يتحدث لفتره لتكسر هي ذلك الصمت وهي تقول:
ازاي اقدر اخدمك يا استاذ انت واحد من اهل المرضى
خرج من صمته ونظر اليها وهو يضم كفيه ليقول:
انتي صاحبه الدكتوره ملاك المقربه مش كدا
عقدت حاجبيها وقد تسرب القلق الى داخلها مالذي يريده من ملاك اهو احد الذين خطفوها لا ملامحه لا تشير الى الاجرام اومأت برأسها ليتنهد ومن ثم يقول:
بصي انا كنت عايز اكلمها بس قالو انها مش موجوده وانا مفيش معايا وقت عشان افضل استناها ولازم تسمعي اللي هقوله وتوصليهولها
نظرت اليه بتدقيق لتهتف بجديه:
مش الاول اعرف انت مين
احمد بهدوئه المعتاد:
انا احمد الفيومي اخو الدكتور سنان الفيومي
لانت ملامحها قليلاً فقط اطمأنت من كونه ليس من احدى العصابات التي قد تسبب خطر على ملاك لكن هذا يبدو بأنه لديه كلام غير هين ومن اين يعرف ملاك اساساً ولما يريد محادثتها لتومئ اليه ليتحدث قائلاً:
بصي من لما اتعرف سنان على الدكتوره ملاك وكل حاجه اتغيرت مش فحياته بس لا بحياتنا احنا كعائلته كمان مبقاش سنان الاخ ولا بقا سنان الابن ولا حاجه من دا كله زادت المشاكل بينه وبين ابويا وبينه وبين الكل هو اتغير تغيير جذري ونحنا مش عايزين كدا
رفعت حاجبها بإستنكار لتقول:
وايه دخل ملاك بكل دا
احمد بشيئ من الحده:
اللي حصل دا كله كانت هي السبب الوحيد فيه هي لازم تبعد عنه عشان يقدر يكمل حياته مع البنت اللي هيتجوزها عشان نعرف نرجع زي الاول
احتدت ملامحها لتهتف قائله:
وملاك مالها ومال الكلام دا ملاك لا ليها دعوه بيكم من قريب ولا من بعيد بتدخلوها بمشاكلكو ليه
نهض احمد ليهتف قائلاً:
مالها ازاي هي السبب دا حتى المستشفى مسميه على اسمها هي عملتله ايه هو كان بيحب بنت وهيتجوزها وهي دخلت ما بينهم وفضلت تجري وراه لحدما وصلنا لهنا بسبها قولي لصاحبتك تبعد عن سنان وتسيبه يعيش حياته واللي هيا عايزاه تاخده بس تسيب سنان فحاله
لم تستطيع تمالك اعصابها لتضرب سطح المكتب بكفها بقوه وهي تكاد تجن من هول ما يقول لتهتف بغضب اعمى:
احترم نفسك واعرف انت بتقول ايه وعلى مين مش يسيبها هو فحالها الاول ولو دخلنا بموضوع مين بيركض ورى مين فلعلمك بقا اخوك هو اللي بيجري ورى ملاك من لما كنا لسا بالجامعه والكل عارف الكلام دا هنا اسأل الكل من حد اكبر دكتور هنا لحد البواب وكلهم هيقولولك ... ولا ليكون هو اللي مفهمكم الكلام دا لا اوعو الا ملاك لو غلطت فكلمه بحقها انت او غيرك مش هيحصل كويس انا عارفه زيما انتا عارف ان اخوك هو اللي مش بيسيبها بحالها وهي بتتغاضى كونه مديرها والمسؤول عن تدريبنا هنا وهو مزودها قوي انتا اللي قول لأخوك يبعد عنها والا مش هيحصل كويس فاهم
نظر اليها لبرهه ثم هتف قائلاً ببرود:
كلامي مش معاكي انتي انا الغلطان اللي جيت اصلاً
صرخت به قائله:
اقسم بالله لو كلمت ملاك بالموضوع دا متلوم غير نفسك انت واخوك لا محنا استحملنا كتير بقا وانتو مزودينها مره انت ومره باباك ولا فاكرينا نسينا
التفت اليها وهو يقول بدهشه:
ابويا كلمها
ليا بحده:
اه زمان واتعدى حدوده كمان والدكتور سنان فهمنا انه سوء فهم وكنا فاكرين كدا فعلاً بس انتا النهاردا بتأكدلي انه مكانش مجرد سوء فهم ولا حاجه
اخذ نفس عميق وهو يمسك مزلاج الباب:
انسي اللي قلته خلاص
هتفت بإنفعال:
لا منتو مش هتتعدو حدودكو وتقولو ننسى انتو عايله مجنونه
التفت اليها وقال:
خلاص بقا متبقيش نرفوزه اعتذرت وخلاص
قالها وخرج لتنظر الى اثره بصدمه:
نرفوزه واعتذر امتى اعتذر دا ايه البرود دا ايه الجنان دا
صرخت بحده وهي تحاول ان تتبعه ولكنها تراجعت في اللحظه الاخيره ... اعادت شعرها للخلف ونظرت الى الساعه لتجد ان موعد العمليه لم يبقى عليه سوى القليل من الوقت ... ستنهي العمليه ثم تتفاهم مع هذا السنان ... هذا ما كان ينقصهم
في سنتهم الخامسه كان والد سنان هناك مع ابنه وعندما رأهم لم يكف عن الصراخ في وجههم واخبرهم سنان بأنه يعاني من انفصام بالشخصيه واعتذر واعتبرو الموضوع عابر ولكن يبدو بأن هذا البارد كان جاد في حديثه ...
اخذت نفس عميق ثم اخذت الملف من على المكتب واتجهت الى مكتب الطبيب المسؤول عن العمليه التي ستشارك بها وقد اجلت موضوع هذا السنان لا بد من تضع له حد .....



~~~~~~~~~~~~~~~~>
~~~~~~~~~~~~~>


اتاه طوق النجاه وانسحب معتذراً من غرفه شقيقته ليلتقط انفاسه بعد تلك معركه النظرات التي حدثت بينه وبين والده ولم يربح احدهما هو مقتول لا محاله ولكنه لازال يعاند وسيعاند لأجلها ....
وجد شقيقه وهو يخرج من مكتب ليا متجهاً الى المصعد ليتجه اليه مسرعاً ويدخل المصعد قبل ان يغلق ويلصقه على الجدار بينما الاخر ينظر اليه ببرود ليهتف سنان من بين اسنانه:
انت عملت ايه
ابتسم بسخريه وقال:
ايه خايف على مشاعرها للدرجادي ازاي طلعت من عند ابوك
سنان بغيظ:
احمد ملكش دعوه باللي بيني وبين ملاك وبطل تتدخل
ابعد يديه عنه ببرود وهو يقول:
ايه رأيك اني هفضل وراك لحدما اخرب اللي بتعمله دا عشان مش من حقك تخرب حياه الكل بالطريقه دي حياتهم مش لعبه بايديك
سنان بصراخ:
انا بحبها وهتجوزها ولا انت ولا باباك هتقدرو تمنعوني فاهم
جز على اسنانه ليقول:
سنان احترم نفسك انت مـ ...
قاطعه قائلاً:
ششششش ملكش دعوه انا اعمل اللي انا عايزه احترمتك بما فيه الكفايه لانك اخويا الكبير انما تدخل ما بيني وبين ملاك فلا والف لا
احمد بإستفزاز وهو يعدل ياقه قميصه:
كان نفسي اشوف شكل خرابه البيوت دي تستاهل ولا لا
سنان بغضب جم وهو يرفع سبابته في وجه شقيقه:
اوعى اوعى يا احمد هنسى ساعتها انك اخويا
نظر اليه ببرود ليهمس قائلاً:
مش الاول تبقا عايزاك
هنا انفتح المصعد ليخرج متجهاً الى الدور الاول على السلالم ثم يلتفت وهو يراه لازال في المصعد:
يبقا وصل باباك ومامتك لو تكرمت يعني عشان مش هرجع
جز على اسنانه بغيظ وهو يراه يبتعد ... ماذا قال لليا ياترى ... اللعنه ....


~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~
~~~~
~~
~


ومضيت وحيداً والأمواج تحاصرني
والبحر عميق
أنظر في وجهي خلف الليل تثور
دموع في العينين
على وجهي سكرات غريق
وأنا والموج ومجداف حطمه الريح
وظلام يسقط في عيني والضوء شحيح
وجريح نام بلا فزع في صدر جريح

أجمع أشيائي خلف الصمت
زهور خريف برية
ودموع تهدر من عيني
كسحابة ليل شتوية
وطريق خاصم أقدامي
في لحظة خوف همجية
ومساء يسأل في ألم
عن ليلة عشق صيفية
عن حلم نام بأيدينا
طفلاً بثياب وردية
وامرأة سكنت أعماقي
في قصة حب .. ٍأبديّـة

للشاعر :- فاروق جويده ....


~
~~
~~~~
~~~~~~~
~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~~~



يغمض عينيه بشده وهو يضع يده على جنبه الايمن وتتصل بيده ابره المحلول المغذي ... تأملت قسمات وجهه المتألمه وقد ايقنت بأنه لن يستطيع اخافتها كالمره السابقه ... الالم يظهر جلياً على وجهه اهو بسبب جرحه بالتأكيد سيكون بسبب البرد الذي قد يؤثر عليه ... التفتت الى تقى التي كانت تنظر اليها بهدوء لتهتف قائله بخفوت:
ممكن اشوف جرحه
اشارت اليها بسخريه فلما اتت اساساً اوليس لأجل معالجه جرحه ...
لم تدري ماذا تفعل تشعر بأن يديها ترتجف تخشى ان يفتح عينيه ويجدها امامه فماذا سيفعل كيف تخبره بأن يريها جرحه عضت على شفتيها بإحراج لتهتف قائله بصوت بالكاد يخرج:
سياده المقدم .. ممـ ممكن اشوف الـ .. الجرح
نظر اليه لوهله ثم ابعد الغطاء وقام برفع قميصه وعاد لوضعه الاول وهو يضغط على رأسه بقوه فقد داهمه الصداع بسبب ذلك الالم الذي يشعر به ... اقتربت بإرتباك وبطء بينما ظلت تقى تراقب بهدوء وهي تضم يدها المكسوره بيدها السليمه امام صدرها ....

نظرت الى الجرح لبرهه هناك ثلاثة شقوق صغيرة للغاية ربما تكون (منافذ) بحجم يتراوح بين 5 و12 مليمترًا وهذه تستخدم لإدخال المنظار .. اجل مناظر البطن وهناك ايضاً شق أكبر قليلاً بالعرض بحجم يتراوح بين 5 و7 سنتيمترات أعلى السرة ... لا هذه الشقوق الصغيره ليست الا لإدخال المناظر ايه انه خسر كليته اجل .. نظرت اليه ثم التفتت الى تقى لتهتف قائله:
بس دا مش جرح دا اثر عمليه استئصال كليه
اومأت تقى لتنظر اليه بعدم تصديق هل خسر كليته اللعنه كل هذا بسببها ... كم ستؤذي من البشر بعد ادهم في المشفى وهذا ايضاً ولكن لما ليس بالمشفى التفتت مره اخرى لتقى لتقول:
طب هو مش بالمستشفى ليه هو لازمه عنايه اكتر من كدا
تقى:
مينفعش وجوده هناك هيسبب خطر على حياته اتصرفي هو بيتوجع عشان الجرح ملتهب ولا ايه
نهضت ملاك لتتلفت حولها وهي تقول:
هي ادويته فين والملف بتاعه كمان عايزه اعرف حالته بالتفصيل
تقى وهي تشير الى الطاوله امامها:
العلاج قدامك اهو يعني هتديه مهدئ ولا ايه
اسرعت الى الادويه لتقوم بتفحصهم بدقه وتهتف قائله:
امتى اخر مره اخد المسكن
تقى وهي تنظر الى الممرضه التي دخلت للتو لتهتف بالانجليزيه:
متى اخر مره اعطيتيه حقنه مهدئه
الممرضه وهي تنظر الى ساعتها:
لم يأخذ اي مسكن منذ ان خرج من المشفى اخر حقنه حقنه اياها الدكتور سيف لم يتم اعطاؤه اي حقنه وقد حذر الدكتور سيف من اعطاؤه الحقنه كلما تألم فقد تسبب خطر عليه لا يتم حقنه إلا للحاجه القصوى ...
اومأت تقى لتكمل وهي تشير الى ملاك:
لما تعبث بالادويه اهي طبيبه
اومأت مره اخرى وعادت بنظرها الى اسد الذي كان يحاول جاهداً كتم المه ولكنه يفشل وتتصاعد انات خفيفه مما جعل شعر جسمها يقف ... لأول مره يحدث شيئ كهذا امامها .. اسد ذلك الذي منذ ان رأته ونظراته هدوءه صوته هيبته يرعبها وان انكرت الان يستلقي على سريره يتلوى من الالم ومازال يكابر ... العقبى للبقيه .. كم ستستمتع بألمهم ...
نهضت ملاك واتجهت الى المحلول المعلق لتقوم بإفراغ الحقنه فيه ومن ثم اتجهت اليه لتعطيه الادويه الخاصه به ....
لازال مغمض العينين وهو يضغط على جنبه بألم ... نظرت الى تقى لتهتف قائله:
هيبقا كويس كمان شويه
وضعت الممرضه يدها على جبهته لتهتف قائله:
حرارته مرتفعه
وضعت ملاك يدها على جبينه لتبعدها بسرعه بسبب حرارته المرتفعه:
دا مولع
وضعت الممرضه الترمومتر الطبي في فمه لثواني ثم اعطته لملاك لتقوم بأخذ خافض للحراره وتعطيه اياه لتنظر الى الممرضه وتقول:
اذا لم تنزل درجه حرارته خلال خمس دقائق سيسوء الامر
تقى بهدوء:
فلتحضري كمادات بارده لتنزل درجه حرارته
اومأت الممرضه لتتجه بسرعه الى الخارج بينما اخذ هو يهذي بسبب الحمى نظرت ملاك الى تقى وقالت:
وهو حالياً بيهلوس بسبب الحمى هنزل اشوفلي حاجه تقيله لبسها وهرجع
اومأت تقى لتسرع الاخرى الى الخارج ...
جلست على الكرسي الذي يقابل السرير لتنظر الى وجهه بتأمل وهي تقول:
محدش فاهمكو انتو بتضعفو وبتقلبو بثواني فاكرين محدش قادر عليكو لا وحياتكو انا وراكو للأخر اصبرو عليا بس ... هتدفعو التمن هتدفعو تمن حرقه قلبي وهاخد حقي من حبابي عينيكو
نظرت الى الباب ثم نظرت اليه لتستغل الفرصه وهي تقرب وجهها منه تهمس له:
ازاي قتلتوها
لازال يهذي ولكنها عجزت عن فهمه ابتعدت وهي تضع يدها على جبينه الذي لم تنزل درجه حرارته بعد لتقول:
ابن ادم ضعيف يا سياده المقدم معقوله شويه حمه تعمل فيك كل دا لا طلعت اضعف مما اتخيل ...

ثواني ودخلت الممرضه التي كانت تحمل وعاء فيه ماء ومناشف وخلفها ملاك التي ارتدت جاكيت الخاله الثقيل .. ابتعدت عن الكرسي ليقمن بوضع الكمادات له بينما هي تراقب بصمت وترى ارتباك ملاك الملحوظ ورعشه يديها اهو من بروده الماء ام من الخوف لم تستغرب فربما هيبه الاسم فعلت بها شيئ او تأوهاته التي ترعبها من فتره لفتره حتى هدئ قليلاً ربما مفعول الدواء قد بداء
بعد وقت ليس بالقصير تفقدت ملاك حرارته لتجدها قد انخفضت لتتحدث مع الممرضه قليلاً وتتجه خارجه الى حيث عُلا التي لم تبارح مكانها من امام المدفأه حتى الطعام الذي اعدته الخاله لم تكلف نفسها عناء الذهاب الى للطاوله بل ظلت هناك فهي لا تقوى على الحراك بسبب كل تلك الجوارب والاغطيه التي اعطتها اياهم الخاله ....


~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~~
~


/// في الصعيد \\\




صوت الضحكات تتعالى شيئ فشيئ حتى اصبح القسم بأكمله يقف امام باب المكتب الخاص بمرجان .... اما في الداخل

يرتكئ على الجدار وهو يمسك معدته من شده الضحك وينظر بين الفتره والاخرى الى الاسفل عبر النافذه ليضحك اياد وهو يقول:
عمالين يقولو مرجان ومرجان للأمانه خلوني اكرهك بقولهم حمام يقولو مرجان مروحه يبقا مرجان شحن كمان مرجان بس انتا طلعت ظريف خالص
اشار مرجان الى الاسفل وهو يقول:
بذمتك امتى لحقت تعمل الحمام دا
اقترب من النافذه لينظر الى الاسفل ليقول:
لا معلش بيقولو الحوجه غلبت الخوجه وانا كان لازم اتصرف بس عادي كانت مغامره شنيعه من عمليق دا
ضرب كف بكف وهو يقول:
عمليق ايه يامجنون اسمه نسيم نسيم
اياد وهو ينظر الى الاسفل بعد ان سمع صراخ نسيم بالعسكر:
لا مهو مش مناسب حتى بص بقاله ساعه بيستحمى دا شكله مش قادر يطلع الرغوه من شعره وانا قلتله يعمل الشامبو كله
لم يعد قادر على الوقوف ليجلس على الارض وهو يلتقط انفاسه ويعود للضحك كلما تذكر نسيم الذي يصرخ بهم ان يحضرو له الماء للتخلص من ذلك الشامبو الذي لم يستطيع اخراجه من شعره
اخذ نفس عميق ونهض مره واحده ليهتف بجديه وكأنه ليس ذلك الذي كان يكاد ينفجر من شده الضحك:
ضابط ارجع مكانك والزم ادبك وانت فمكتب مديرك
نظر اليه اياد بحذر فهل يعاني من انفصام ام ماذا وعلى الرغم من ذلك وقف امامه مباشره ويؤدي التحيه العسكريه ليهتف مرجان قائلاً:
خلاص بقا وقت الجد جد ووقت الهزار حاجه تانيه رحبنا بيك واظن دا كفايه ولا ايه
لم يتحدث ولا زال يقف امامه بثبات ليكمل قائلاً:
اللواء سعد وصاني عليك وانت مش محتاج توصيه عشان هنا مفيش فرق بين حد النهاردا هننزل انا وانتا البلد وهنتعرف على كل حاجه فيها مداخلها ومخارجها وكل حاجه ... وهتتعود على العيشه هنا منتا اهو بنص ساعه عملت حمام يعني مش عايز تقييم ...
دار حوله وهو يقول:
وانا بيعجبوني الضباط اللي بيتصرفو في اصعب المواقف ومش هقلق لو رميتك فالصحراء او عرض البحر عشان عارف انك هتقدر تتصرف
ابتلع ريقه وهو يقول في سره:
صحراء وبحر ايه اللي بيقوله دا لا مش هيعملها اكيد انا ايه اللي خلاني اجي لحد هنا كان مالي وماله
مرجان وهو يمسكه من اكتافه:
كفايه انك اخو المقدم ليث واللي جه لهنا فبدايته وكان مثل اعلى لكل الضباط هنا وانا بفتخر بيه وبفتخر اني كنت مديره بالشغل بفتره من الفترات
اياد بهدوء:
انا هنا مش عشان اخو حد انا هنا عشان وصلت لحد هنا بتعبي ومجهودي من غير اي وساطات اه انا بفتخر بأخويا وكل اولاد اعمامي بس انا عايز اعمل لنفسي اسم وابقا انا مش عايز ابقا تابع لحد حتى لو كان الحد دا اخويا انا هنا عشان اثبت كفاءتي بالشغل اللي هقوم بيه ياسياده اللواء
ابتسم مرجان ليربت على كتفه وقال:
اه مهو شكلك مش بيبين وشكلك خفيف ولمؤاخذه اهبل بس باين ان في كتير لازم اشوفه باايام الجايه ولا ايه
اياد في سره:
اهبل فعينك ياسي مرجان هو في حد بيبقا اسمه مرجان
اومأ ليهتف مرجان وهو يتجه الى مكتبه:
دا ملف اول قضيه هتستلمها ياابني وهتبداء بدراسه القضيه بعدما نرجع من زياره البلد
اخذ الملف واخذ يتصفحه ليقول:
مهربين اثار هنا في البلد دي
مرجان:
اه مش جديده دي على الرغم من ان البلد دي صغيره وحالها حال نفسها الى ان الطامعين كتير هنا بأطراف البلد في مقبره فرعونيه صغيره بس فيها اثار ولازم نحميها وقبل فتره اتسرقت منها عشرين قطعه واتباعت بالقاهره وقدرنا نرجعهم بس الموضوع اتكرر على الرغم من الحراسه بس انا بفتكر ان الموضوع فيه تساهل وكان لازم نجيب حد من برا البلد يتولى المهمه دي عشان ميبقاش في تساهل وتسيب وانتا هتتولى الموضوع دا لو اضطريت تعسكر هناك جنب المقبره
اومأ اياد ليقول:
اهم حاجه لازم يبقا في دوره ميه وانا هفضل هناك
ضحك مرجان وهو يلتقط سلاحه من على المكتب ويقول:
لا متخافش هيكون كل حاجه متوفر ولمعلوماتك في هنا دوره ميه بس في مشكله بالصرف الصحي وبقالنا اسبوعين شغالين على الموضوع دا
اياد بضيق:
يعني عمليق كان بيشتغلني ماشي يارب الشامبو ميطلعش من الموكيت اللي على دماغك
مرجان:
اسبقني على البوكس وانا وراك
فصل هاتفه من على الشاحن وقال:
ايه هتشقر على البهايم بتاعك
عقد حاجبيه ليشير الى النافذه ويقول:
اللي ورا المبنى دا عمليق قال انهم بتاعك
مرجان وهو يتجه الى النافذه:
لا طبعاً مش بتاعتي لوحدي اصل الضباط كلهم عاملين مشروع تربيه مواشي وبيستفادو من الحليب بتاعهم وان شاء الله ينجح المشروع
اومأ بدهشه ليلقي بعدها التحيه العسكريه ويتجه الى مكتبه ليسرع في التهام بعض الطعام حتى من دون ان يقوم بتسخينه ومن ثم اسرع الى الاسفل ليلتقي بنسيم الذي نظر اليه بغيظ ليسرع هو الى البوكس منتظراً اللواء مرجان وما ان وصل حتى انفجر بالضحك من منظر نسيم الذي كانت الرغوه لا تزال على شعره من الخلف

فتح هاتفه ليجد العديد من المكالمات من والدته وعمر وعماته هل حدث معهم شيئ ياترى رفع هاتفه الى اذنه ليصله صوت والدته الملهوف بعد الرنه الثانيه:
اياد ياحبيبي طمني انت كويس
اياد بحنان:
ايه كل الخوف دا ياماما انا كويس اتطمني هيكون جرالي ايه يعني انتي عامله ايه وجدي ويارا والبقيه
اطمأنت عند سماع صوته الاهم ان يكون بخير:
الحمدلله كلنا تمام ويارا جدك قاعد معاها النهاردا وبيهديها
اياد بتنهيده:
ربنا يصبرها ويصبر امير ويكون فعونهم امتى هتعملو العزاء
رنا:
جدك بيقول لما يرجع امير هيتعمل العزاء ... هاه يا حبيبي بتاكل كويس بتنام ازاي ياقلب امك
اياد:
كل حاجه تمام ياقلبي متخافيش انا هنا كويس وكل حاجه متوفره كمان .... وصلي سلام للكل وخلي بالك من نفسك
رنا:
بإذن الله خلي بالك انت من نفسك لا إله إلا الله
اياد:
سيدنا محمد رسول الله

انتظر حتى انغلق الخط لتصله رساله واتس اب ... الجميع غيرو حالاتهم واصبحت كلها تعزيات حتى نور والفريق .. غريبه هي الايام منذ ايام كانو يحتفلون ويغنون وحالاتهم كلها تهاني والان يتلقون المواساه لفقيدتهم ... غير هو ايضاً حالته ليجد منشور لجهان كتب فيه



جهان تكتب

استطيع ان اعبر عن كل شيئ قد يمر بخاطري حتى الذين فارقتهم استطيع الكتابه او الاحساس بمشاعر تجبرني على البوح رحيل حبيب وبعد صديق إلا بعدك انتي ....
لااستطيع التصور بأني قد أفقدك اقف حائره امام وصفك وامام البوح بألم قد ينتشلني من دنياي بفراقك اعجز عن تخيل تلك الأحاسيس التي قد اشعر بها عندما أفقدك ... لو ان الاعمار تهدى لاعطيتك بقيه عمري كامل واعطيتك صحتي وشبابي .. اقسم ان كانت السنين تشترى لأشتريت لك اجملها ووهبتك اسعدها ... انتي الوحيده التي لمجرد وجعها تجعلني اتمنى الموت ... اخشى فقدانك في كل يوم تطلع فيها الشمس ... اجل هناك الكثير من البشر هناك من احبني وهناك من احببت ولكن لايوجد منهم من منحني الحياه اجل انتي الوحيده التي كنتي سبب في وجودي .. اتيت بسببك ولأجلك ولااريد فقدانك ..
قد نفقد الكثير من الاشخاص الذين نحبهم ولكن كل الخسائر تعوض إلا خساره الأم ... نستطيع جمع شتاتنا بعد كل خيبه وكل انتكاسه وبعد كل الم وجرح وانكسار إلا عند فراق الام تتحطم وتنقطع وتنهار كل السبل لانهاء مشوار الحياه وان مررنا بطرق فرعيه فلازلنا نفتقد ونتمنى ذلك الطريق الذي كنا نسير فيه معها برفقتها فبرحيلها تنطفئ شراره السعاده والتي هي وحدها من تشعلها
هي السند ، الحضن ، الملجأ ، الحامي ، الدنيا بما فيها الام كل شيئ هي اشراقه الصباح وتهويده المساء لاتوفيها الكلمات ولا تعطيها القليل من حقها ... احبك امي

اللهم أرحم امهاتنا وامهات المسلمين اجمعين الأحياء منهم والاموات
اللهم كن مع شقيقتي وحبيبتي يارا واعنها على تحمل ذلك الالم البشع بفقدانها لوالدتها

اغلق الهاتف وهو يتمتم بآمين وقد ذهب تفكيره للبعيد ... ما وضعها ياترى ... كم ستكون بائسه .. كم كره رؤيتها بذلك الضعف اعتاد رؤيتها شرسه عنيده لا يريد رؤيتها ضعيفه فليعينها الله

دقائق حتى كان اللواء مرجان بجانبه اعتدل في جلسته ليهتف قائلاً:
هتحب البلد هنا متخافش
اومأ الاخر ليتجهو نحو البلده



~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~~
~



بعد مرور ثلاثه ايام
لم يتغير الكثير لازال ادهم في المشفى كي لا يتعرض لاي عدوى فهو حالياً بحاجه الى رعايه فهو الان اكثر عرضه للعدوى بسبب الادويه التي تساعد جسمه على تقبل الكليه الجديده وتقوم بتثبيط عمل الجهاز المناعي ... ولازال للان لا يعلم شيئ عن هويه المتبرع ..... ولكنه وبعد اصراره سيخرج غداً من المشفى
ليث لم يفعل شيئ سوى انه يهتم بأدهم وتوطدت علاقته مع سيف بينما بها يزورهم يومياً وكذلك يزور اسد وجاسر قرر العوده وبالفعل عاد الى مصر فعائلته بحاجه اليه لان اكثر
اما اسد فقد تحسن بعض الشيئ وقام بزياره ادهم الى المشفى وعاد ادراجه الى المزرعه يتحاشى الحديث مع ملاك التي تلازم غرفتها ولم تحدثه الا لأجل موعد العوده والذي سيكون نهايه الاسبوع اي بعد يومين قام انس بالاتصال به واراد التحدث اليها ولكنها رفضت عله يشعر بذنبه قليلاً وبالفعل لم يذهب تجاهلها سدى فقد اخذ يلوم نفسه اكثر من السابق اي مجنون تخطف ابنته وتعود وهو لا يعلم بشأنها شيئ ان لم يكونا ادهم وليث فماذا كان سيحدث بالتأكيد تحدث اليه جاسر واخبره بكل شيئ ولم يخلو الموضوع من العتاب والتجريح فعله يستفيق مما كان فيه .....
بينما عُلا تلازم جبل الاغطيه ولا تتزحزح من عليها فإن تركتهم ستموت من شده البروده ... قلقه بشأن علاء وجدتها ولكن ليا اخبرتها بأنهم بخير واخبرتها بأنهم يظنون بأنها في مؤتمر طبي مهم ... واخبرتهم بأن هناك مفاجأه تنتظرهم عندما يعودون والتي لم تكن سوى وجود الاصدقاء الذين اخبرتهم بأمر اختطافهم ... ولم تنسى بالطبع الحديث مع سنان وقامت بإسماعه بعض الكلمات الغبيه لتفرغ ما بداخلها فقد استفزها شقيقه حقاً ...
اما تقى فقد تحسنت ذراعها ولازالت تخطط لأشياء كثيره وكل يوم تكرههم اكثر وتسعى للإنتقام ....
توفيق لازال يجمع معلومات حول ادهم وربما توصل لشيئ يخطط الانتقام به من ادهم وان لم يكن ادهم نفسه وقد بداء بالتنفيذ .... اما سنان فلا يزال يعاند عائلته وينتظر عوده ملاك ليقوم بخطبتها رسمياً حتى وان رفضت ....
اما امير فقد عاد متصنعاً القوه والتماسك امام ابنته التي تحتاجه اكثر من اي وقت مضى ... كذلك اسر اضطر للعوده الى الاسماعيليه لأجل العمل وترك جده بجانب امير الذي قد اخبرهم بأنه سيذهب مع والده وابنته الى الاسماعيليه بعد عده ايام مما جعل الصياد يكاد يطير من فرط السعاده ... اما يارا فقد تحسنت ولكن الحزن يبقى في القلوب وجهان معها دائماً ولا تتركها ابداً ... وقد عاد كلاً من حازم وحسام الى اعمالهم وهم لا يعلمون اين يذهبو بجميل يوسف الذي ادار عملهم بأمانه وذمه وفعل كل ما في وسعه لأجلهم والذي لايزال يحاول التفرغ لليل التي تتجاهله كلياً ...
عمر لازال على وضعه ونور كذلك لم يعد ادم ومن معه حتى الان .. هيثم يعمل ليل نهار لإثبات وجوده وبالفعل فعلها منذ اول يوم في القسم كذلك كرم الذي كان يثابر طوال الوقت ولكن ما يشغل باله هو والدته وخطيبته الم يخبركم بخطبته اللحظيه لقد اجبرته والدته خطبه ابنه خالته بينما هو يغادر المنزل وقامت بإلباسه خاتم الخطوبه ولها ايضاً بينما هي كانت تودعه هي ووالدتها ايضاً في باب شقتهم .. ربما كانت هذه خطه بين الشقيقتين ليضعوه تحت الامر الواقع اسرع خطبه في العالم .. للان لا يصدق بأنه اقحم نفسه في تلك الزيجه لقد كان ذاهب من المنزل واستوقفته والدته لتقوم بجعله يرتدي خاتم وقامت بإلباسها الاخر ومن ثم تعالت الزغاريد والمباركات وهو كالاطرش في الزفه لا يعلم مالذي حدث لقد قامو بتغفيله همست له والدته بأن هذا مجرد ارتباط بسيط ليعود بسرعه ويتممو كل شيئ كانت الاخرى يكاد يغمى عليها من هول الصدمه فما هذا الغباء حقاً كيف يفعلون ذلك حذرته من نزعها واخبرته بأنها فعلت ذلك كي لا ينظر لفتاه اخرى ويتذكرهم ويعود بسرعه لانهاء مراسم الزفاف ... حقاً عجيب خطبه تمت في ثلاث ثواني ... افعال والدته وهو من كان يتسأل عن سبب تطليق والده لها الان علم السبب لأن نصف عقل والدته يطير احياناً وربما كان الطلاق احدى خططها الخطيره السريعه ... ذهب لتوديعها في منزلها وحدث كل ذلك ماذا لو كان يسكن معها هل كانت ستزوجه اياها بخمس دقائق ... حقاً والدته فضيعه ماذا لو علم والده ماذا سيفعل خطيبته اجل خطيبته والتي كانت بعيده كل البعد عن كونها خطيبته ربما لانها لاتزال صغيره خجوله لدرجه غير متوقعه دائماً عيناها تنذر بالبكاء حساسه لدرجه كبيره كيف ستربي هذه اطفاله ماذا ان بكى احدهم هل ستشاركه ام تسكته ... ربما تحظى بالكثير من الدلال وتعيش مع والدتها التي لا تملك سواها لا يريد ان تكون هذه هي صفات شريكه حياته ولكن والدته اصرت عليها كونها ابنه شقيقتها ... ثم انها ضعيفه شخصيه وهو ضابط ماذا لو حدث له شيئ لا يريد ان تموت من شده الخوف طوال الوقت سيبقى بعيد ومالذي ستفعله هي هي تخشى الجلوس بمفردها اساساً ... ليست المشكله هنا بل انه يعتبرها شقيقته لا غير ... فليسامح الله والده كرم ... وبنفس سرعه خطوبه كرم حدث شيئ اخر ربما هنا في الصعيد ... بينما اياد قد توغل في البلده واحبها كثيراً ليس هذا وحسب بل انه كاد يغرم بإحدى فتيات البلده او ربما هو مغرم ....
اما البقيه فحياتهم تسير على نفس الوتيره .....




~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~~
~


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


هُنا حفلُ التَّنَكُّرِ، مَنْ دعاني
إليهِ؟! ومَنْ أَصَرَّ لكي أُلَبِّي؟!

ومَنْ صَنَعَ القناعَ مقاسَ وجهي؟!
ومَنْ نَسَجَ الضياعَ مقاسَ لُبِّي؟!

ومَنْ بَعَثَ القصيدةَ لي (مسيحًا)
تُجاهدُ ضدَّ قرصنتي ونَهبي؟!

؛؛ جاسم الصحيح ؛؛

🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

/// مساءً في المزرعه \\\






يقف خلف تلك الواجهه الزجاجيه الواسعه التي تحتل الجدار الامامي لغرفه المعيشه وغرفه اخرى بجوارها حيث يشعر المرء في ذلك المكان بأنه في الخارج ولايفصله عن تلك الطبيعه المثلجه شيئ ... كان يتأمل ذلك المطر الغزير الذي كان قاسياً على شتلات الازهار المسكينه التي نسيت الخاله ان تدخلها .. يغطي الثلج كل شيئ وعلى الرغم من ذلك لم يكف هطول المطر ....
الجو بارد للغايه وهاهو يرتدي ملابس ثقيله والتي كانت مكونه من بنطال قطني اسود وكنزه بيضاء اللون بكاب ويحمل بيده فنجان القهوه الكبير (المج) الذي اعده لنفسه لتكتمل متعته بهذا المنظر الذي اسره بالفعل .. يشعر بالسعاده لأول مره رغم انشغال عقله بأشياء كثيره وعلى الرغم من وجود ادهم في المشفى الى ان هناك جزء بداخله يجبره على الشعور بالسعاده ورغماً عنه يجعله يبتسم ربما كان ذلك له تفسير واحد وهو تواجده في نفس المكان الذي تطأه قدماها ...
مالذي فعلته به لما كل هذا السرور لما كل هذه المشاعر التي تتلاطم كالامواج بداخل صدره بعد ان كانت براكين تكاد تلتهم كل شعاع نور كان ينبت بداخله ... لاحت على محياه ابتسامه جاهد في كتمها ولكنها رغماً عنه بانت على ملامحه وهو يتذكر شكلها امام المدفأه وهي تكاد تتجمد بعد ان رفضت ان تأخذ منه الجاكيت ليله البارحه كانت تجلس هناك مع تقى التي لم تنطق حتى بحرف معه وهي كذلك لم تتحدث اما عُلا فلم يراها للأن فهي لاتفارق الغرفه ... يعلم بأنها ليست هي ولكن قلبه يجبره على الحنين ...
هدأ المطر ولم يتبقى سوى رذاذ بسيط وصوت قطرات الماء التي تنزل من ذلك السطح الخشبي المنحدر ... المكان غايه في الروعه في هذه المزرعه الرائعه كل شيئ من حوله ملهم ... للحظه تجاهل كل تلك الضغوطات التي مر بها في هذه الفتره نسي كل شيئ نسي كل ماكان يضايقه ويبعث في روحه الحزن ... اراد ان ينسى لوهله انه اسد الذي كان يعاني ويكتم في صدره الآهات .. يريد ان يعيش هذه التفاصيل الصغيره بكل معانيها وسيحارب ليعيشها ... لم يشعر بهذا الشعور من قبل لم يشعر بأنه يحتاج الى مثل هذا المكان ليصفي ذهنه ويشعر بالراحه والاطمئنان فقد اهمل نفسه كثيراً ومنذ وقت طويل ...

عقد حاجبيه وهو يلتفت ببطء اثر صوت ذلك الارتطام الخفيف الأتي من خلفه .. لم تكن سوى تلك البالونه التي كانت تحاول النزول من الدرج الخشبي ببطء ولم تستطع ان ترى اخر درجه بسبب ذلك الاسكارف الذي كانت تلفه حول عنقها وفمها وانفها في نفس الوقت بسبب تجمدها بالكامل ... عاد بنظره الى الامام ليجد طاوله صغيره ليضع عليها فنجان القهوه ويقترب منها ليساعدها على النهوض ...

قبل قليل من الوقت
تحتضن نفسها بالعديد من الملايات الثقيله على ذلك السرير الوثير لتمد اصابعها الحمراء الصغيره بصعوبه لتلك القبعه الثقيله التي غطت رأسها بالكامل وانزلتها حتى عينيها لترفعها من على عينيها لتقول بصعوبه وصوت مكتوم بسبب ذلك الشال الذي يغطي فمها وانفها:
ملاك عايزه حاجه سخنه
ردت عليها وهي لازالت تتأمل رذاذ المطر بحبور:
انا مش فاضيالك قومي انتي وبالمره تتحركي وتسخني شويه
عُلا واسنانها قد بدأت تصدر لحن اثر ارتعاشهم:
مش قادره هم شايلين السقف ولا ايه .. البرد دا كله جاي منين
ملاك وهي تضم المعطف:
لا مش قوي انا اتعودت خلاص امشو انتو وسيبوني بالمكان دا لوحدي ومش هشتكي
ضحكت بصعوبه كأولئك المسنين لتقول بسخريه:
لا بجد طب انا اتحداكي تخرجي صباعك من الشباك دا
ملاك بإبتسامه:
انا بحب كل حاجه ابيض ومن ضمنهم التلج بصي ازاي حلو تعالي هنا ياهبلا هو في حد يسيب كل الجمال دا والمناظر اللي بتأخد العقل دي ويفضل كدا مزروع وسط الجواكت والبطاطين
عُلا بضيق:
اه انا استمتعي لوحدك ياحبيبتي اما اقوم انا انزل اشوفلي حاجه سخنه اشربها وبالمره اقعد في الشوايه قصدي قصاد المدفأه اتشوي شويه بدل تلاجه الموتى اللي احنا فيها دي
قالتها وهي تحاول النهوض بصعوبه فقد اصبحت ثقيله جداً بسبب الخمسه المعاطف الصوفيه التي ترتديها هذا غير ازواج الشراب الثلاثه التي ترتديها والبوت الذي يضيق على قدمها بسبب كل تلك الشراب التي ترتديها وتضع على رأسها ايضاً قبعتين من الصوف وقفازات تصل الى منتصف اصابعها بسبب عدم ايجاد قفاز بأصابع كامله هنا ... فجسدها النحيل لايستطيع تحمل كل هذا البرد ... كانت تسير كالبطريق تتأرجح يميناً ويساراً بعدم اتزان بسبب عدم رؤيه الارض وبسبب تجمد عظامها ...
نزلت الدرج ببطء شديد وهي تستند على الحاميه الخشبيه لتصل الى اخر درجه والتي ظنت بأنها الارض لتسقط على الارضيه وهي تتأوه بخفه ارادت النهوض ولكن وزن الملابس التي ترتديها لم يساعدها هذا غير انها مستلقيه على ظهرها واصبحت كذلك الصرصور الذي لايستطيع النهوض اذا انقلب على ظهره ... لامست اناملها الارضيه لتشهق بعنف بسبب تلك البروده .. ضمت كفيها اللذان التقيا بصعوبه مدت اناملها لتزيح الاسكارف عن انفها وفمها منزله اياه الى عنقها لتدير راسها يميناً ويساراً ولكنها لم تجد سوى اسد الذي يتقدم منها ... ادارت وجهها وهي تقول:
متشكره مش عايزه مساعده
ابتسم ببرود وهو يقول بنذاله:
انا اصلاً كنت رايح على المدفأه عشان الجو تلج زيما انتي عارفه
فتحت عينيها على وسعهما بصدمه فلم تتوقع رده ابداً ظنته اتي لمساعدتها وهذا ماكان سيفعله حقاً ولكنه تدارك الموقف وانقذ نفسه من الاحراج وتوجه فعلاً الى المدفأه لإغاظتها ... عبست بضيق لتزحف بظهرها حتى وصلت الى الطاوله التي كانت قريبه من الدرج لتحاول الاستناد عليها والنهوض ولكن لسوء الحظ لم تشعر الى بذلك الماء الذي انسكب على وجهها شهقت بعنف لتتبعها بصرخه مدويه عند ارتطام كأس الماء بأنفها ...
كان يراقب تصرفاتها الطفوليه وعنادها المستمر ليجدها تزحف حتى وصلت الى تلك الطاوله الصغيره والتي كانت قريبه منها وعليها زهريه وكأس من الماء .. مدت يدها لتستند عليها فتساعدها بالنهوض ولكن بسبب جذبها لها تحركت ليهتز كأس الماء ويقع على الطاوله وينسكب ويبداء بالتأرجح ليتساقط الماء عليها كاد ان ينهض ليمنعه من السقوط ولكنه كان اسرع وسقط من على الطاوله الى وجه عُلا
نهض بسرعه ليتجه اليها ويساعدها بالنهوض ليتحسس وجهها بقلق ليتحقق من عدم تهشم الكأس عليه ليجد الكأس بجانبها لازال سليماً .. قلق عندما وجد بعض الدم عندما جعلها تعتدل فقد كانت تشهق بعنف وهي تغلق عينيها بشده بينما سمع صوت ملاك التي كانت تسرع في الهبوط من الدرج وهي تصرخ به قائله:
انتا عملت فيها ايه
لم يعيرها اهتمام بل حمل عُلا واتجه بها الى الكنبه ليضعها برفق ومن ثم يلتقط الكثير من المناديل ليمسح بها الدماء التي بداء بالخروج بغزاره من انفها اثر ارتطام الكأس عليه ... اسرعت ملاك اليها وهي تتحسس وجهها وتقول:
عُلا انتي كويسه عُلا
لازالت عُلا تشهق بعنف وتتنفس بصعوبه اثر ذلك الماء البارد الذي زاد الطين بله ... نظرت الى اسد الذي كان يبعد ذلك المنديل المليئ بالدماء من على انفها ويضع غيره لتقول بعنف:
انتا عملت فيها ايه انطق والله لأطين عيشتك
تجاهلها مره اخرى وابعد المنديل الاخر من على انفها ليجده قد امتلاء بالدماء مره اخرى ليقوم بحملها مره اخرى تحت صراخ ملاك عليه ليقف بها امام المغسله لينزع القبعه من رأسها ويضعه تحت الصنبور بعد ان قام بفتحه ... شهقت عُلا بعنف واخذت تضرب سطح المغسله بكفيها فالماء بارد بشده وقد شعرت بأن الدماء قد تجمدت في رأسها حاولت رفع رأسها ولكنه منعها كي لايرتطم بالصنبور هل يريد قتلها اما هو فعندما وجد ان انفها كف عن النزف ابعدها برفق ووضع على رأسها تلك المنشفه الصغيره التي كانت قريبه من يده ليقول:
اقعدي ورجعي رأسك لورا عشان انفك مينزفش تاني
نظرت اليه بشر بينما احتضنتها ملاك وهي تقول بعنف:
انتا ازاي تعمل كدا
تجاهلها مره اخرى واخذ يغسل كفيه اثر الدماء القليله التي علقت بيده لتبتعد عُلا عن المكان لتضطر هي الاخرى من الإبتعاد معها اتجهت الى اقرب اريكه بجانب المدفأه وجلست وهي تتوعد له في سرها لتهتف بجديه بينما اسد يسمعها وهو يتجه الى حيث كان ناظراً الى انزلاق قطرات الماء على الزجاج امامه وبيده كوبه من جديد:
هو عمل فيكي ايه
رفع حاجبه بإستنكار بينما عُلا تعيد رأسها للخلف ليخرج صوتها المرتجف قائلاً:
دماغي جمد مش فاكره الذاكره بتاعي شربت ميه
ليس وقت غبائها ابداً هتفت ملاك بغيظ:
عُلا بطلي هبل هو عمل فيكي ايه
هزت عُلا رأسها بنفي من دون ان تتكلم لتهتف ملاك بحده غير مباليه بذلك الذي يستمع اليها وهي تتهمه بما لم يفعل:
عُلا اتكلمي ومتخافيش انا جنبك هو هددك
رفعت رأسها وكادت ان تتكلم ليستدير بنصف جسده ليرمقها بحنق وهو يهتف بإستنكار:
انتي ليه مصره اني اطلع انا الوحش هنا وعلى اي اساس بتتكلمي عني بالطريقه دي انتي تعرفيني منين عشان تطلعيني بالصوره دي انتي متعاملتيش معايا قبل كدا عشان تشوفي مني حاجه وحشه ايه الطريقه العدائيه دي على الاقل لازم تحترمي اني هنا عشانك انتي وصحبتك مش بطلب منك حاجه بس شويه تواضع على الاقل ... ولو مش قادره يبقا متتكلميش خالص ولا تعملي حاجه
جزت على اسنانها بعنف يسأل عن سبب تحفزها له لا يعلم ماذا فعل حتى انها كادت تموت تحت يديه ويقول الان ماذا فعل ... هل يمزح لماذا تصمت تريد التحدث ولكن على الرغم من بروده الى انه يخيفها ارادت لومه والبوح عما يجول بخاطرها الى انها هتفت من دون شعور:
انت اللي بتخليني اتعامل معاك بالطريقه دي انت السبب
عقد حاجبيه ليضع الكوب على الطاوله ويتجه اليها بهدوء وترها ليهتف قائلاً:
ليه ... عملت معاكي ايه .. فكريني لو كنت مش فاكر يمكن اكون عامل حاجه وناسي قوليلي
كادت تتحدث ولكنها شعرت بيد عُلا التي تضغط على كفها لتنظر اليها لتجدها تحرك عينيها بتحذير لينظر اليهما بشك فهن يخفين شي ما ... اعاد شعره للخلف وهو يحثها على الحديث:
اتكلمي انا سامع يمكن يكون في حاجه انا ناسيها
نظرت اليه ملاك ولكنها انزلت عينيها وهي تقول بتوتر:
مفيش بس انت بتوترني وانت لاحقني من مكان للتاني يعني عايزني اعمل ايه
نظر اليها بدهشه ليقول:
انا .. امتى ...
صمتت طويلاً وهو يراقبها بهدوء بينما هي تفرك اناملها بتوتر لترفع رأسها ثانيه فيشير اليها لتتابع فتهتف هي بإرتباك:
بالمستشفى .. ويوم الحفل كمان
عقد حاجبيه ليقول:
اظن انك تعرفي اني كنت بشرف على امن الحفل وكان لازم اراقب كل مكان وعادي جداً اشوف الاماكن اللي مش محطوط فيهم حراسه مش ذنبي انك كنتي هناك دا بدل ما تشكريني لأني .... صمت لترمقه بغيظ وهي تقول:
بس انت اللي تصرفاتك غريبه وللمعلومه انا مش هايدي
نظر اليها بنظرات جمدتها ليهتف قائلاً وهو يقلص عينيه بشك:
وانتي تعرفي هايدي منين
ابتلعت ريقها بخوف لتهتف بتوتر:
منتا اللي كلما شفتني بتندهلي هايدي
نظر اليها بعدم تصديق فربما حدثاها ادهم وليث عن هايدي وربما عنه ايضاً لا يستبعد شيئ ... اتجه الى المطبخ ببرود لتنظر اليها عُلا بلوم فتهمس الاخرى قائله:
مخلاص بقا والله تعبت ...
عُلا بضيق:
كان لازم يعني
لم تتحدث لتهتف عُلا قائله:
طب عايزه حاجه سخنه هموت من البرد
ملاك بتصميم فلا بد من ان تعلم كل شيئ لا تريد ان تقف كالبلهاء امامه ثم انها تعلم جيداً بأنها اندفعت بالصراخ من دون وجه حق:
مش قبلما تحكيلي
نظرت اليها بضيق فلن تصمت حتى تتحدث معها على الرغم من الذي حدث قبل ثواني ... لا تريد الحديث عنه ولكنها لاتريد ان تقوم ملاك بالشجار معه ثانيه:
مفيش زحلقت من على الدرج وضربت الكاسه وشي وهو ساعدني واهو حصل اللي حصل
عقدت حاجبيها بدهشه فكيف حدث كل هذا:
ازاي
عُلا وهي تضع يدها على انفها:
مخلاص بقا انتي شايفه انه وقته هموت من البرد الرحمه بقا
شعرت حقاً بالذنب فقد فهمته بشكل خاطئ بدافع الخوف الذي بداخلها ظنته قد اذاها لا تعلم لما لا تتوقع منه شيئ جيد بلى فقد كان اللقاء الاول غير لطيف البته واخذت عنه ذلك الانطباع ... جذبتها الى حيث المدفأه لتتجه الى المطبخ بتوتر وقد عزمت على الاعتذار فمهما يكن كان يساعد صديقتها لا غير وقامت هي باتهامه بشكل فضيع ... وجدته يقوم بغسل كوب القهوه لتهتف بتردد وهي تقف بجانب الباب ولا تدري ماذا تقول:
انا اسفه
قالتها بتردد ليلتفت اليها ببرود ثم اخذ المنشفه المعلقه على الحائط امامه ليقوم بتجفيف كفيه ... عندما لم تجد منه رد زمت شفتيها بضيق ثم عادت قائله:
انا بجد مش عارفه ازاي عملت كدا بس انا بجد بخرج عن طوعي لما حد من اصحابي يتأذي مكنتش عارفه ايه اللي حصل فتجننت انا فعلاً اسفه
اردفت بترقب عندما لم تجد منه رد:
انت سامعني
اعاد المنشفه الصغيره مكانها ليهتف ببرود:
مش مضطر
اتجه الى الباب ليخرج بينما هي اعترضت طريقه فقد شعرت حقاً بالذنب لا تريد ان تخطئ في حق احد مهما حدث لينظر اليها باستنكار لتهتف بجديه:
انت لازم تسمعني للأخر انا فعلاً مكنتش اعرف وخفت على عُلا ومكنتش عارفه انا بقول ايه انا بعترف اني غلطت وبجد انا اسفه
نظر الى ذراعيها الممدودتان هل تظن بانها تستطيع منعه من الخروج بهذه الحركه حقاً غبيه يديها حتى لا تسد الباب ... صمته ذاك جعلها تظن بأنه سيقبل اعتذارها فهتفت بترقب:
هاه قلت ايه
نظر اليها ببرود ليقول من دون اهتمام وكأنها لا تقف امامه:
على ايه
ملاك بتذمر:
على اني اسفه
اسد بلا مبالاه:
غيره
عقدت حاجبيها لتهتف قائله:
ودا معناه ايه
جز على اسنانه ليهتف بجديه:
خلاص بقا ابعدي عايز اخرج
ملاك بدهشه من اسلوبه الغريب هذا:
بقولك اسفه تقول ابعدي
نظر اليها بدهشه فهو حقاً لا يعلم ماذا تريد منه:
امال عايزاني اعمل ايه يعني
ملاك وهي تنزل يديها بإرتباك:
تقول تمام
ابتسم بسخريه ليهتف بعدها قائلاً:
ويفيد بإيه الكلام دا ميمكن اقول عادي وانا مش مسامحك
حقاً بدأت تشعر بأنها تتحدث مع كائن فضائي لتشرح اكثر بقولها:
ازاي مش بقولك اسفه يبقا توافق وتقول مسامحك ايه الغريب بدا
اسد وهو يتخطاها:
مفيش داعي
مالت برأسها بغباء ... ماذا يعني هل سامحها او انه لم يسامحها التفتت للخلف تريد سؤاله ولكنها لم تجده .. جزت على اسنانها بقوه .. غبي من يظن نفسه تعتذر ويتركها ويذهب اللعنه اكان يجب ان تتحدث وتقول كل هذا اولم يكن من المفترض ان تسأل بدلاً من الاتهام المباشر هذا ماذا او حقد عليها ماذا سيفعل بالتأكيد سيقتلها ... اين انت ياادهم كيف تتركنا مع هذا المتوحش ...
قاطع شرودها صوت عُلا التي تطالب بالقهوه فهي تكاد تموت من شده البرد ....


ابتسم بسخريه وهو يتجه الى الطاوله بجانب الحائط الزجاجي الذي كان يجلس بجانبه ليعود ادراجه حتى من دون ان يتحدث مع تلك المتقزمه كانت تريد قول شيئ وهو يعلم ماذا كانت ستقول ولكنها لم تتحدث ... بالتأكيد ستعتذر عن صديقتها ... لا يعرفها اساساً صدمته عندما وجدها تصرخ بملاك لتسرع في احضار القهوه ... ليسو كما توقع اين شعور المختطفه المضطهده ... يكادو ان يجروه الى الجنون ... لن يكون التعامل معهم بالشي السهل .... ولكنه اسد ... وان كان اسد ماذا يريد منهن ... كيف لها ان تتحدث عن هايدي لم تخلق بعد تلك التي تصرخ بوجهه وتحذره ... كاد يفتك بها ولكن خوفها على الرغم من تظاهرها بالقوه جعله يشفق عليها ....
اخذ يحدث نفسه بحنق ... لما صمت لها اساساً وتركها تتمادى ... الأنها اصبحت فرد من العائله لا ليست فرد من عائلته من تكون لتكون فرد منهم ... هي فقط تعني خالاته وادهم وليث ايضاً هيثم واياد .. جده الصياد جدها وامير خالها و يارا ايضاً .. ممممم اعمامه حسام وحازم ايضاً هما ايضاً ازواج خالاتها ... والده صديق والدها .. حسناً من تبقى ... هو ووالدته وجهان التي تنجذب لأي انثى كونها الفتاه الوحيده بينهم وستبيعه لأجلها حتى انها تعشق يارا على الرغم من قرابتهم البعيده حسناً ليست بعيده ولكن ليس كثيراً .. ستقاسمه عائلته بأكملها من تبقى ...
لن يقبل بهذا ... ضحك على نفسه بسخريه اصبح يقاسمها عائلته ويفرزهم بحسب القرابه في النهايه هم واعمامه واحد ... لما يفعل ذلك وهي اساساً لا تعرفهم ... هل كانا ادهم وليث يعرفانها من قبل ولم يخبراه ... لا يستحيل ذلك لا يفعلان ذلك ... على الرغم من قرابتها بهم لم يراها من قبل اين كانت ... لما تظهر الان .. لن يراها كما السابق بلا شك ... لما كل هذا التفكير بها ... لا شأن له بها تنتهي مده اقامتهم هنا ولن يراها ابداً فلتذهب الى الجحيم ...
اغمض عينيه بشده ولا يعلم لما مر ذلك الحلم امام عينيه وكأنه فيديو سريع ... ذلك الحلم الذي حلمه عندما كان عند قبر هايدي .... من كانت تلك الاخرى ... تشبهها ولكنها لم تكن هي .... لما يتذكره الان ... هل يعقل بأن يكون ذلك الحلم اشاره لما حدث اجل التقى بنسخه اخرى من زوجته وحالياً هما في نفس المنزل ... لن يفكر اكثر من ذلك .....



~~~~~~~~~~~~~~~>>
~~~~~~~~~~~~>>


أنا الحـزنُ لمّـا تمـادى لظـاه
ُوأنّــة ُ قـلـبٍ تــوارى سـنــاهُ
**
أنا الدمعُ حيـن َ تولّـى عنيـدا
ًوأحـرق َ نومـي صهيـلَ مـداهُ
**
أحنُّ لصمـت ٍ بجـوف ِ الرقـاد ِ
ولـكـنْ جنـونـي يـفـرّ هـــداهُ
**
ويسأم ُ قلبي مبيـت الليالـي
يظـلّ ينـادي حــروف حـشـاهُ
**
ويسأل عني حبيبـي ويبكـي
يـظـنّ بـأنّـي سئـمـتُ هــواهُ
**
أنا الحلمُ أمسى عديماً أسيرا
أضـم عيـونـي لـكـي لا تــراهُ
**
فحبـي يتيـمٌ سيبقـى وربـي
فقـيـد الــورود عبـيـر شـــذاهُ


للشاعرة :- سهى حربي رشدان
__________________

في الطابق العلوي ....

على احد الكراسي الخشبيه المرتبه في المساحه الموجوده بين غرف الطابق الثاني مقابل الدرج المؤدي الى الاسفل سمعت كلما حدث بين ملاك واسد وتعجبت كيف له ان يصمت هكذا وهي تقوم بإتهامه فقد شاهدت هي تزحلق عُلا من على الدرج .. من المؤكد ان هناك حاجز بينه وبينها او مشكله لتجعلها بكل هذه العصبيه .. ان حصلت على ماتريده فتستطيع استغلالها وكسبها الى صفها وستربح بلا شكل يبدو انها مهمه بالنسبه لاسد وإلا لما سكت عنها ليست مجرد رهينه فحسب ...
اما الان فتجلس بشرود تتأمل هاتفها النقال تبتسم تاره وتعبس تاره اخرى ... البوم صور مليئ بالذكريات ... صور لطفل واخرى لشاب وسيم وايضاً لفتاه جميله اخرى ... تمحورت حياتها حولهم هم الثلاثه ولكنها فقدتهم وربما الى الابد ... لكنها تخفي كل ذلك عن الاعين جيداً ان شاهده احد فهذا يعني نهايتها .. سينتهي كلما ستفعله حتى قبل ان تبدأ .... سمعت صوت اتي من الدرج امامها لتغلق الهاتف سريعاً وتلتقط فنجان القهوه الذي امامها بهدوء ... رفعت مقلتيها لتجده يقف امامها من دون ان ينطق لتهتف بهدوء عكس الذي بداخلها:
خير عايز تقول حاجه ...
لم يتحدث بل اتجه الى احد الكراسي مقابلها وارخا جسده عليه ثواني معدوده والتفت اليها ولكنه لم يتحدث .... ابتسم وهو يجدها تحاول جاهده في اخفاء توترها يعلم جيداً مدى تأثيره على الفتيات 😒 لا لا بل يعلم كم هو مرعب وصمته يسبب للذي امامه ارتباك وتوتر ويبداء بالشك بنفسه ... حسناً لكنها ضابط شرطه يجب ان تكون اقوى من ذلك ....
اما هي فلم تستطع التحمل اكثر لذا التفتت بحده لتهتف قائله:
ممكن اعرف هنفضل هنا لحد امتى ... ماالمقدم ادهم بقا كويس وكل حاجه بقت تمام ليه نحنا لسا قاعدين دا حتى جاسر باشا مشي يبقا لزمتها ايه قعدتنا هنا
زم شفتيه لثواني ثم قال غير عابئ بما تقوله:
انا بعتذر عن سوء الفهم اللي حصل مكانش المفروض اتسرع بس حصل اللي حصل
نظرت اليه بدهشه فلم تتوقع منه الاعتذار ولكنه اكمل قائلاً:
كنت عايز اسألك سؤال بسيط
زاد تعجبها من نبرته الهادئه لكنها لم تتحرك ولم تجب ليكمل من دون حتى ان يسمع ردها فهو غير مهم بالنسبه له:
انتي جيتي الفريق بتاعنا ليه ... انتي عملتي كدا عشان عمك بيكون الرئيس بتاعنا ولا عشان حاجه تانيه ... اظنك عارفه ان الفريق دا مينفعش يبقا فيه غيرنا التلاته ومهماتنا مش بتكون بالسهوله دي ....
ومن دون سابق انذار هتف قائلاً:
انتي وراكي ايه ....
ابتلعت ريقها بتوتر ولكنها لم تظهره التقطت هاتفها من على الطاوله وضغطت عليه ليخف توترها لتقول بجديه متجاهله كلامه الاخير:
قصدك اني هنا بواسطه مش كدا .... لا انا هنا بمجهودي ومفيش حاجه اسمها مينفعش ... يمكن عشان بنت بتستهين بيا لكن الايام هتثبت العكس ...
نظر الى عيناها الواثقه لثواني ليهتف:
تمام هنشوف الايام كفيله انها تبين كل حاجه بس لو كان في حاجه فدماغك فالاحسن تنسيه عشان لو عرفت حاجه معجبتنيش فدا معناه ان موقفك مش هيبقا ظريف خالص ...
نهض ليقول:
انا بقول لو نأجل موضوع السفر شويه ولا الجو مش عاجبك هنا
نظرت الى يدها المجبره بجبيره خفيفه بعد ان تماثل الكسر للشفاء لتقول:
الاحسن اننا نستعجل عشان ورانا شغل غير دا واظن ان الشغل هنا خلص
تحدث بملل بينما هو يسير متجهاً الى غرفته:
بكره بالليل بالكتير وهنمشي .... خلي بالك من المجانين اللي تحت ممكن يعملو اي حاجه محنا مش ناقصين ....
لم تعير كلامه اهتماماً لتتجه الى الرواق المؤدي الى حجرتها المؤقته هي الاخرى لتتحدث قائله بإستفزاز:
انا هنا مش بودي جارد انا زيي زيك
التفت اليها ورفع حاجبه بإستنكار ليهتف:
انتي بتكلميني انا
تقى بصوت مرتفع وهي تغلق باب الحجره:
اه

نظر حوله بضجر ليدلف الى الغرفه لا يريد التعليق على حديثها يشعر بالارهاق والتعب لم يعتاد الجلوس كل هذا الوقت من دون ان يفعل شيئ ... تعب تجاهلها وتحاشي النظر اليها .. يعلم بأنها ليست هي ولكن كلما نظر اليها وجدها في وجهها وقادره الحنين الى التعمق في تفاصيلها تشبهها ولكنها اذا ما تحدثت نسي كل شيئ ... حبيبته لم تكن هكذا كانت في قمه الهدوء والخجل كانت حساسه وبريئه كالاطفال ... اما هذه فهي عدائيه دائماً تنتظر منه ان يخطئ معها لتبداء بالهجوم كيف يقوم بتشبيهها بها زوجته لا يوجد منها اثنان زوجته لا تقارن بأحد ااااه ياهايدي ظهرت ابنه خالتك ويا ليتها ابنه خالتها فحسب بل تشبهها ... لما تفعل هذه كل هذا هل تفعل لتلفت انتباهه او ربما لانها لا تشعر بالامان هنا ربما لتحمي نفسها ... عادت مره اخرى الى رأسه التقط هاتفه ليقوم بمهاتفه ادهم الذي فاجأه بقوله بأنهم في طريقه الى المزرعه بصحبه ليث وبهاء وكذلك سيف ....


دقائق حتى اتو لتستقبلهم الخاله التي عادت معهم فقد ذهبت قبل قليل لشراء بعض الاشياء لإعداد العشاء ....
اسرع كلاً من ادهم وليث الى ملاك التي شعرت بسعاده غامره وهي تراهما واخيراً وجدت من يساندها في هذه الحياه ليس من عادتها ولكنها من دون شعور احتضنتهما ... انصدم الاثنان ولكنهما لم يعلقا بينما كان اسد ومعه تقى يتجهون اليهم نظرت اليها تقى بإستنكار بينما اسد نظر الى ليث وادهم بضيق وكأنهما يحتضنان هايدي التي كان لا يسمح لهما بالاقتراب منها ولكن سرعان ما طرد تلك الافكار من رأسه ليتجه الى اقرب اريكه في الصالون المتواضع ولم ينتبه له احد فقد انشغل ادهم وليث بملاك التي كادت تبكي من السعاده التي تشعر بها حالياً وكأنها طفله ترى والديها بعد وقت طويل اجل هذا ما شعرت به .... جميل ذلك الشعور عندما تفتقد كل شيئ وتيأس من ان تجد لك سند في هذه الحياه وفجأه ومن العدم يظهر لك بصيص امل يجعلك تتشبث به بقوه وتخشى فقدانه ... كم ان العوض جميل ....
لن تحتاج احد ان ظلا معها ... احتوياها ولم يكونو يعلمو بأنها تقربهم وماذا سيقدمان لها الان وقد اصبحت من دمهم .... لم تبرر شعورها ذلك اتجاههم في ذلك الوقت ولكنها كانت تشعر بأنهما يعنيانها والان اصبحا اهلها ... هناك خالاتها وابنائهما ... لكنها اكتفت بهما لم تعد تريد غيرهما ... هما يكفيان ... اعلم جنون ان يتعلق الشخص بأحد في هذه الفتره البسيطه ولكن الغريق يتعلق بقشه ....

لم يعلقا ادهم وليث على تصرفها بل بادلاها الحضن فقد باتا يعلمان اجزاء من قصتها اليائسه ... هما بعد الان سندها يجب ان يكونا قادرين على تحمل تلك المسؤوليه ... اما عُلا فقد رمقتهم بحزن والتمعت عينيها بالدموع واخيراً اصبح لشقيقتها اناس تحبهم ويحبونها التفت الى المدفأه كما كانت بينما اسرع اليها سيف الذي كاد يدخل الى المدفأه من شده البرد بينما يرمقها بإبتسامه ساذجه ولكنها لم تعيره اهتمام ... اما بها فقد اتجه الى خالته في المطبخ ليساعدها في اعداد العشاء ... اما تقى فقد عادت ادراجها ... هم ينعمون بالسعاده وهي انهدمت حياتها بسببهم لن تتحمل كل هذا قط ان كانت تريد الانتقام مره فالان تريده الف ... واسد لم يعيره احد انباه واخذ يتأملهم بهدوء ....
مسحت دموعها بسرعه لتقفز بسعاده وهي تقول بإحراج:
واخيراً جيتو ... وحشتوني
ضحك ليث بسعاده ليقول وهو يسحب وجنتيها:
وانتي وحشتينا ياعسل وانا اللي بقول البنت دي طالعه قمر كدا لمين اتاريكي طالعالي يا لهوااااي ياناس
ادهم بسخريه وهو يحيط كتفيها بذراعه لتستند على صدره:
شبهك ايه دنتا حتى متسواش صباع رجلها الصغيره
فتح ليث عينيه بصدمه ولكنه ضحك بشده عندما وجد عينيها تلمع مره اخرى ووجهها قد كسي بالحمره ليعقد ادهم حاجبيه بتساؤل ليشير اليه ليث بعينيه على ملاك لينظر اليها ثم اخذ يسحب وحنتها وهو يقول بمرح:
هو مالو العسل بقى احمر كدا يا لهوي على اللي بيتكسفو ياناس قمر قمر
اسد بضيق:
الحمدلله على السلامه ياادهم باشا
التفت ادهم الى مصدر الصوت بإستغراب ليقول:
هونتا هنا من امتى
ليث بمرح:
لا هناك
نهض اسد ليقترب منه ويقوم بإداره جسده اليه لتبتعد ملاك بخجل ليحتضنه الاخر بشيئ من القوه ليتأوه ادهم بألم وهو يض يده على جنبه ليفعل اسد المثل ولكنه اراد معاقبته على تخطي حدوده لينظر اليهما ليث بدهشه ليتحدث ادهم قائلاً بألم:
يخرب بيت غلاستك ياخي ايه الهبل دا كسرت قفصي الصدري
اسد وهو يطبطب على ظهر ادهم وبهمس:
تعيش وتأخد غيرها اتلم ياادهم
ابتعد ادهم عنه ليقول بنفس النبره:
وانتا مالك دي بنت خالتي ولا شكلك نسيت
اسد بإبتسامه جانبيه:
مش سامع
ادهم بضيق:
لا راضي ترحم ولا تخلي رحمه ربنا تنزل منك لله بس
تنحنح ليث ليقول:
ادهم مش كنت بتقول هتخلي ست عُلا تكلمها
التقط ادهم هاتفه من جيبه وهو يقول:
صح نسيت والله ... هيا فين
عقد ليث حاجبيه ليقول:
اسأل ملاك
اشار اليهم اسد بهدوء لينظرا الاثنان الى المدفأه ... لا يوجد غير سيف وبعض الاغطيه المكومه بجانبه اين هي منه ... التفت ادهم الى اسد الذي لم يستطيع اخفاء ابتسامته ليهتف قائلاً:
تحت البطاطين
انفجر الاثنان بالضحك لتلتفت اليهم ملاك بدهشه لتجدهما ينظران الى عُلا التي كانت تنعم بالدفئ .... ابتسمت بهدوء وهي تراهما يضحكان بشده التفت اليهما سيف ولكنهما صمتا فوراً اما هي فلم تكلف نفسها حتى لتلتفت ...
اتجه ادهم اليها ليقول بهدوء مقتضب ولا زال واقف خلفها وهو يعبث بهاتفه فإن نظر اليها سينفجر بالضحك مره اخرى:
دكتوره عُلا
كادت تلتفت ولكنها لم تعد تستطيع الحراك من كل ما ترتديه وتتغطا به لترفع رأسها لتجده خلفها تماما كم انه طويييييل لا بل طويل جداً هذا وهي واقفه فكيف الان طويييييييل جداً لتقول بضجر:
خير
التفت ادهم وهو يكمم فمه بيده كي لا يقوم بالضحك فإن سمعته ستقوم بالصراخ عليه كما المره السابقه ليعود بجسده مره اخرى وهو يقول:
ستك كانت عايزه تكلمك
اعتدلت في جلستها بسرعه وابعدت عنها الغطاء الكبير لتهتف بسرعه:
ايوه انا عايزه اكلمهم انا مش عارفه فضلت كل دا وانا مش بكلمهم ازاي
نظر اليها لثواني هل نسيت الموقف الاخير لتتدارك الموضوع لتقول:
لا شكراً مش عايزه هخلي اي حد يتصل بيها
رفع حاجبه بإستنكار ليقول:
ممنوع حد يتصل لمصر من تلفونه
عُلا بغيظ:
ليه
ادهم بنذاله:
احتياطات امنيه
عُلا بقهر:
اشمعنى انتا
ادهم ببساطه:
عشان دا رقم مش متسجل
لم يعد لها خيار اخر لذا عليها ان تتقبل الوضع اومأت برأسها الصغير ليعقز حاجبيه ليغيظها:
ايه اللي تمام
عُلا بنفاذ صبر:
هكلمها
يتعمد اغاظتها لذا هتف قائلاً:
بس متطوليش الرصيد هيخلص ومعياش فلوس اشحن خطي
عُلا بضيق:
انتا هتذلنا يعني
كادت ان ترجع مكانها ولكنه اعطاها الهاتف وهو يقول بإستمتاع:
اهو ياستي براحتك
التقطته منه بعنف ليهمس قائلاً:
ياساتر كبريت ... اه فعلاً كبريت صغيرها كدا وشعرها احمر قصير شبه الكبريت ... هي لو سمعتني بقول كدا هتعمل ايه ....

تحدثت مع جدتها وعلاء مطولاً ومن ثم رمت بالهاتف على الطاوله لم تكلف نفسها ان تعطيه اياه .... بينما هو يراقبها بصمت ثم مالبثو ان اتجهو الى بها الى المطبخ ليقومو بمساعدتهم في اعداد الطعام بالطبع ذهب الكل عدا تقى وعُلا المتجمده اما ملاك فلأنها لاتجيد فعل شيئ فقد قامت بغسل الاطباق التي سيقدمون فيها العشاء اما بها وخالته فقد قامو بالطبخ واسد وسيف قامو بالشوي وليث يقوم بمساعده الكل بما انه لا يجيد فعل شيئ ايضاً اما ادهم فقد كان يقوم بالاشراف لا غير وهو يتذمر من ذلك الطعام الذي سيعدونه له لأنه ممنوع من بعض الاكلات وما يعلمه هو ان اسد سيتناول من نفس الاكل ... في جو مليئ بالضحك ومن ثم قامو بتقديم الطعام واجتمع الكل حتى تقى التي لم تقاوم الجوع بينما سيف يدعي بأنه من قام بالشوي بمفرده وليث يخبرهم بأنه لولاه لما كان الطعام بكل هذه اللذه فقد ساعدهم هو في تقديم المكونات ... اكل الجميع في جو لطيف وظريف وهم يتمنو ان تعود المياه لمجاريها .... لم تخلو السهره من ضحك سيف وليث وتعليقات ادهم وصمت اسد وهدوء بها وعُلا وسعاده ملاك والخاله وحقد تقى .......



~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~~
~~~~
~~
~



/// في الجيزه \\\



لا يعلم سبب ذلك الخمول والصداع الذي يداهمه لا يريد ان يرى النور ولا يريد ان يسمع اي صوت ولكن كيف له ذلك وهو هنا في مكان مليئ بالضوضاء يشعر بعظامه تنصهر جسده يؤلمه وكل شيئ يلامسه يؤلمه ... ضغط على رأسه بقوه ليلتقط من احد اجيابه دواء الصداع الذي اصبح لا يفارقه هذه الفتره ... اخذ قرصين ليبتلعهما رفعه واحده .. اراد التركيز في الملف الذي امامه ولكنه فشل فشل ذريع ... رفع رأسه مستنداً على الكرسي وهو يشعر بأنه يكاد ينفجر ... سمع طرقات الباب ليسمح للطارق بالدخول .. انزل رأسه ولكنه لم يكن سوى الوكيل سامح الذي اعتاد على مجيئه في هذا الوقت ليقوم بالثرثره معه فهو شاب لطيف ومميز ...
جلس الاخر على الكرسي امامه ليهتف قائلاً:
خير ياهيثم مالك انتا تعبان
هز رأسه بنفي لينهض من على الكرسي وهو يلتقط الملف الذي امامه ليعيده الى مكانه ولكنه فقد تركيزه وترنح ليسقط على الكرسي مره اخرى ... نهض سامح بقلق واتجه اليه وهو يقول:
انت تعبان يا هيثم لازم ترجع الشقه وتستريح بص انت حالتك عامله ازاي مينفعش تفضل هنا كتير انت من الصبح عمال تشتغل وضاغط نفسك على الاخر بص عينيك حمرا ازاي
هيثم وهو يضغط على رأسه وبفتور:
انا كويس هشرب القهوه بتاعي وهبقا تمام متشيلش فبالك
وضع يده على ساعده ليهتف قائلاً:
هيثم انت بتتكلم بالعافيه انتا نمت امبارح ولا لا
المه ذراعه على الرغم من ان يد سامح لم تضغط عليه بتلك القوه ولكنه يشعر بألم فضيع في كل انحاء جسده هو اساساً ينصهر ... ابعد يده ليهتف قائلاً:
هبقا كويس انت ابعتلي الملف دا لو مفيهاش ازعاج لسامر
سامح وهو يأخذه منه:
تمام انت خدت دواء بتاع الصداع
اومأ ليتحرك سامح خارجاً وهو عازم على العوده واقناع هيثم على العوده لشقته ... نادى بصوت عالي على الساعي ليهتف قائلاً:
بسرعه روح جيب القهوه لهيثم باشا واضبطها تمام عشان مصدع
اومأ الساعي لينطلق مسرعاً القهوه التي كانت قد اعدها حتى من قبل ان يناديه ... اجل فهي قهوه هيثم السيوطي المخصصه ... ابتسم بإتساع وهو يدخل الى المكتب وبيده كوب القهوه ليسرع في وضعها على المكتب وهو يقول:
حاجه تانيه ياباشا
نظر اليه هيثم بخمول لبرهه ثم قال:
ايوه .. اقصد لا .. مفيش .. تقدر تمشي
ما ان ادار ظهره حتى اسرع في ارتشافها بنشوه هي الشيئ الوحيد القادره على اراحته بشكل تام ... انهى الكوب بسرعه على الرغم من سخونته الى انه اسرع بشريه .. اسند ظهره على الكرسي وقد شعر بإسترخاء كل خليه بداخله يشعر بأنه يذوب على الكرسي ومع ذلك يشعر بأنه لازال متعب ...
دخل سامح ليراه بذلك الحال ليسرع قائلاً:
هيثم انت كويس
رفع رأسه الثقيل ليهتف قائلاً:
هروح النهاردا تلات ساعات بالكتير وهتلاقيني هنا
قالها وهو يلتقط جاكيته وسلاحه ويتجه الى الخارج ولكنه لازال يترنح اسرع اليه سامح ليقول:
هتقدر تروح لوحدك
استند هيثم على الباب وهو ينظر الى مفتاح السياره ليقول:
مش عارف حاسس بخمول غريب
اومأ سامح ليهتف قائلاً:
تمام كدا كدا انا همشي النهاردا هاخذ اذن من الرائد صلاح وهمشي استناني
اومأ هيثم ليجلس على اقرب كرسي في الممر بينما اسرع سامح الى الرائد صلاح يخبره بأنه سيغادر لمساعده هيثم الذي يبدو عليه التعب والارهاق وافق الرائد صلاح واتجه الاثنان الى شقه هيثم البسيطه .....
لم يستطع تركه في تلك الحاله ولكنه ما لبث ات عاد الى طبيعته وكأن شيئ لم يكن وقام بنفسه بإعداد الطعام وتناوله مع سامح الذي اندهش من تلك الحاله التي تنتابه ... جلسا قليلاً ثم اتجه سامح الى منزله ليغط الاخر بنوم عميق



~~~~~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~~~~~
~~~~~~~~~
~~~~~
~~~
~~
~

مقتطفااااات



******** اتجه اليها بسرعه ليحتظنها ولكنها اختبأت خلف ذلك الذي امامها والذي توسعت عيناه بصدمه لم يتوقع ذلك ابداً


****** صرخت به بعنف وهي تضرب يده بقوه ليسقط منها ذلك المفتاح:
انتا ازاي تسمح لنفسك تتدخل باللي يخصني انتا تبقا مين عشان تتصرف بحياتي زيما انتا عايز
جز على اسنانه بعنف رفع سبابته امام وجهها ليقول بتحذير:
صوتك ميعلاش سامعه وإلا قسماً بالله .......


******** نظرات متبادله كره حقد عتاب لوم حزن الم كل تلك النظرات تملاء تلك العيون التي تكاد تفيض بالدموع .... اقترب منه بجمود بهيبته الطاغيه وهو يقول:
ايه اللي جابك بتعمل هنا ايه ملكش حاجه هنا اللي عزته خدته زمان عايز ايه كمان ....


****** نظر اليها بصدمه وهو يقول:
عايزه تروحي فين
لم تتحدث بل تشبثت بذراع ذلك الذي هتف بهدوء:
معلش سيبها تهدا وهنتفاهم


********* صرخ بعنف وهو يهتف قائلاً:
امال عايزني اعمل ايه وانا بشوفها بتزعقلي لا دي كانت ناقص تديني بالقلم كمان


******* نظر اليه لثواني ثم هتف قائلاً:
ممكن تفهمني انتا خسرت كليتك ازاي
نظر اليه بهدوء ليقول:
ملكش فيه ......


~~~~~~~~~~~~~~~~>>>
~~~~~~~~~~~~~>>


اللهم احفظ اخواننا في سوريا وتركيا .. اللهم اجعل البرد دفء وسلام عليهم ... اللهم هون على اطفالهم وشيوخهم البرد ... اللهم اوهم في عينك التي لا تنام ياملاذ الخائفين ... اللهم احفظهم واعنهم وارزقهم الصبر والسلوان ... اللهم ارحم واغفر لموتاهم واشفي جرحاهم ... اللهم صبر ايتامهم و ثكالاهم واراملهم اللهم اربط على قلوبهم وقوهم .... اللهم شد من ازر اولئك الذين يخرجونهم من تحت الانقاض .... اللهم احمهم بحماك يارب العالمين فليس لهم سواك يارب العالمين ....

البارت قصير لكني اعتذ هذا كل اللي قدرت عليه حالياً اعتذر ان وجدت اخطاء اخطاء املائيه ......

انتظروني في البارت ال 81 بإذن الله دمتم بخير


الاسود المغرمه متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.