آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree760Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-16, 04:00 PM   #101

starmoon
 
الصورة الرمزية starmoon

? العضوٌ??? » 79957
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 708
?  نُقآطِيْ » starmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond reputestarmoon has a reputation beyond repute
افتراضي


ولا يهمك ياعسل ان شاء الله الاكل هيعمل لايك ويعلق تاني

starmoon غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 04:16 PM   #102

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اعادة تنزيل التعليق على الفصل الاول

صباح الورد للحكيم اذا هوى ...

عالم جديد ندخله عبر بوابة بلو مي .. وقصص جديدة

أكرم اكثر من شد الانتباه بالفصل وشكل شمس كانت زوجته الثالثة والله اعلم...
اذا كان فعلا هي زوجته ما الذي اجبره عن التخلي عنها ؟؟
غموض اكيد وننتظر يتضح بمرور الاحداث

توأم شمس هي ال قمر ...
هذا التبدل الخارجي لاجل زوجها خالد الذي يعشقها ... هل يعقل انه لم يمس شيئا من كينونتها الرقيقة الداخلية ؟
ارى فيها قوة وهي تجابه زوجها وترفض حضور ذاك العرس تآزرا مع اختها شمس ..
نعود لاك العرس العجيب
ولااعرف كيف استطاع اكرم حضوره ؟!
الامر لايتعلق بمشاعره مباشرة ناحية طليقته نيفين
الامر يتعلق بواجهته في مجتمع كيف ينظر له وهو يحضر زواج طليقته وام ابنته من اعز اصدقائه ..
الامر فعلا مربك
ما الغاية من حضوره ؟ ماذا يريد ان يثبت ؟ ولمن يريد اثباته ؟
لقمان شخصية اكيد ملفته
غموضه الشديد وعلاقاته باخوته وحتى علاقته بام اكرم التي يعتبرها كامه
يظل ملفت ...

ما زلنا في اول الرواية واحتاج الى المزيد للربط والتصور للعالم الجديد الذي ندخل اليه مع شخصيات متعددة

تسلم ايديك بلو ... والف مبروك بداية رواية جديدة رائعة منك
اعذريني عن اي تقصير بالمتابعة لكن الظروف مو مساعدة
بس ححاول دائما اقرأ فصل بفصل واعلق عليه


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 05:26 PM   #103

ارض اللبان

? العضوٌ??? » 259853
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 288
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond reputeارض اللبان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

سماء الورد مرحبا على الناس الحلوه
مبروك بلو على عودة الرواية من جديد وكل شي يتعوض ان شاء الله والقراء الحلوين المتابعين للرواية ما راح يقصروا في التعليق على الرواية .أسعدكم ربي كما تسعدونا على حساب انفسكم .
شكرا والف شكر على جهودكم المتافنية على إعادة تنزيل الرواية من جديد.
دمتم بخير.


ارض اللبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:14 PM   #104

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

مسا الخير صبايا
جاري تنزيل الفصل الثاني خلال لحظات


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:18 PM   #105

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

صبايا فكروني باسم الفصل ... لأني مش حافظاه :/ .... شو كان ؟؟؟
ولو بتفكروني بأسماء كل الفصول حكون ممنونة

khaoula laamim likes this.

blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:20 PM   #106

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الثاني

ما وراء الشمس

بالكاد كانت الضحكات الخالية البال من حولها قادرة على تحويل انتباهها أو إيقافها عن التحديق في معالم المكان المحيط بها .. لم يكن ذهولا أو انبهارا ما كانت تشعر به وهي تتأمل معالم الحديقة الخلفية للمنزل الكبير المقام في وسط مزرعة فاق اتساعها كل أحلام بحر .. عندما أخبرتها جمان بأنهن سيحتفلن بعيد ميلادها في مزرعة شقيقها الأكبر .. لم تتخيل أن تجد ترفا كهذا .. حتى خلال مخيلتها الخصبة .. والتي كانت بمثابة طوق النجاة بالنسبة إليها على مر السنين .. ملاذها الآمن حيث لا شيء يستطيع الوصول إليها فيه .. لم تستطع بحر أن تتخيل شيئا كهذا المسبح الضخم الذي تلألأت مياهه الصافية والتي انعكست عليها أضواء المصابيح العمودية والضخمة التي أنارت المكان ... مسبح لا يمكن الاقتراب منه أو استخدامه بسبب الجو المائل للبرودة ... حول المسبح .. حيث جلست إلى جانب شلة الفتيات اللاتي جرتها جمان لترافقهن في احتفالهن العبثي كان مرج أخضر فاحت منه رائحة العشب المجزوز ممزوجة بعبير الورود المتنوعة التي حملتها شجيرات صغيرة أحاطت بالفسحة الصغيرة التي زودت بطاولة كبيرة مستديرة تراصت عليها أصناف الطعام والحلويات ... ومقاعد مصنوعة من القش حيث جلسن ... وحيث دوت الموسيقى الصاخبة من مكبرات صوتية خفية ... وقامت بعض الفتيات بأداء رقصات متغنجة على أنغامها وهن تتضاحكن بمرح ..
من حولهن ... ومن بعيد ... كانت بحر قادرة على تخمين المساحات الشاسعة من المزرعة والتي كستها الظلمة .. مما فهمته من جمان .... المزرعة غنية بأشجار الفاكهة وخاصة الحمضيات ... بالإضافة إلى وجود حظيرة خيول كان اقتنائها أحد هوايات شقيقها النادرة ... رباه ... وكأنها قد قفزت عبر ثقب فضائي أسود لتجد نفسها هنا ...
لا .... لم يكن الانبهار ما شعرت به بحر وهي ترى عالما لم يسبق أن دخلته .. أو استرقت إليه النظر من قبل .. بل التوتر .. والخوف .. قلبها كان يخفق بين أضلعها بعنف وهي تردد لنفسها بأنفاس مبهورة ...
أنا الآن في منزل لقمان الطويل ... رباه ... ما الذي أفعله هنا ... أترى شمس تسامحها يوما إن عرفت ما تركت نفسها تنجر إليه بدافع الفضول واللهفة إلى قبس باهت من الحرية ؟؟ أترى الخالة نورا تتفهم تلك الحاجة داخلها للتمرد منذ دعتها جمان للاحتفال معها ومع صديقاتها بعيد ميلادها الواحد والعشرين ؟؟
أتراها تتفهم الخدر الذي أحست به بحر عندما سافر عمها سالم في رحلة عمل مفاجئة هذا الصباح بالذات .. مع وعيد بعدم العودة قبل أيام أخرى ؟؟
ذلك الخدر والعجز عن التفكير فوق حاجتها للخروج .. للتنفس ... للصراخ طلبا للحرية .. في البداية لم تجرؤ .. الخوف والجمود الذين تسلحت بهما لسنوات حماية لعقلها من فقدانه اتزانه منعاها من تجاوز الحدود التي حبست ورائها لسنوات ... حتى جاءت كلمات زوجة عمها تحثها بصوتها الذي لطالما شابته رجفة خفيفة اكتسبتها بعد عقد ونصف من العيش تحت ظل زوج ظالم :- اذهبي ... عيشي ليلتك هذه كما لم تفعلي من قبل .. وكما لن تفعلي بعدها أبدا ... استغلي غيابه النادر ... وأنا أعدك بأنه لن يعرف ...
وها هي الآن ... برفقة جمان الطويل من بين جميع زميلاتها في الكلية ... صداقة برزت من العدم .. إن كانت تستطيع أن تسميها بالصداقة .. وقد امتنعت بحر طوال سنواتها في الكلية عن اكتساب الصداقات لأنه كان عملا عقيما ... فما قيمة وجود صديق في حياتك إن كنت لن تتمكن من تقديم أي شيء له مقابل صداقته ؟؟
جمان كانت مختلفة ... هي لم تطالب بحر بشيء ... منذ التقتا أول مرة في إحدى استراحات السيدات في الكلية .. عندما رأتها تضح مساحيق التجميل فوق وجهها بسخاء ..
جمان الطويل ... كانت بحر تعرف الفتاة عن بعد .. تميز عبر الحواجز والمسافات الطاقة الصاخبة حولها ... جمان الطويل لم تكن جميلة حقا ... إلا أنها كنت شعلة من الحيوية .. يحيط بها العشرات من الأصدقاء ..
في تلك اللحظة عندما نظرت إليها بحر وهي تجدد أحمر شفاهها ... رأت ما وراء تلك الحيوية المتكلفة .. وتلك الضحكة الزائفة .. وتلك الحياة الاجتماعية الصاخبة ...
جمان الطويل كانت طفلة وحيدة .. ضائعة وخائفة ..
لم تعرف بحر ما الذي دفعها لأن تخاطبها ذلك اليوم بهدوء بينما هما وحيدتان في الاستراحة :- هم لا يستحقون صداقتك إن كانوا لا يرون ما وراء هذه الزينة والضحكة الزائفة التي تحجبين نفسك ورائها ..
حدقت فيها جمان للحظة بذهول .... ثم للحظة أخرى ... ثم أخرى ... قبل أن تنفجر مرة واحدة في البكاء ...
منذ ذلك الحين وهي تتعلق ببحر وكأنها طوق النجاة ... تسحبها رغما عنها في علاقة كانت تثير ذعر بحر وعدم ارتياحها في آن واحد ... جمان كانت من آل طويل ... هذا وحده كان عليه أن يدفعها هاربة منذ البداية .. إلا أنها لم تكن تمارس أي ضغط على بحر التي لم تعتد وجود الأصدقاء من حولها ... لم تكن تطالبها بأي شيء .. كانت تركض إليها فور أن تراها في الكلية .. فتدفعها نحو صديقاتها بلهفة محاولة دمجها معهن .. تحاول أخذها جانبا بين الحين والآخر لتحكي لها أشياء عابرة عن مشاكل لا أهمية لها .. وقصص لا طعم لها أو لون ... لم تعرف بحر أبدا السبب الذي جذب الفتاة الأصغر سنا نحوها ...
نعم ... أصغر سنا ... فبحر قد أتمت منذ شهرين الثالثة والعشرين ... ولا أحد تقريبا في الكلية يعرف بأنها قد خسرت عاما أو عامين من سنواتها الدراسية عندما عجزت عن حضور الامتحانات بسبب ظروف قاهرة ..
وكيف لهم أن يعرفوا وهي لم تتخذ صديقا قط ...
عندما دعتها جمان لحضور عيد ميلادها ... لم تستطع بحر الرفض ... إلا أنها لم تتوقع أن تجرها جمان مع باقي صديقاتها إلى منزل لقمان الطويل من بين جميع الناس ... كما لم تعرف أبدا لو أن جمان كانت لتدعوها في المقام الأول لو عرفت من تكون .. أو عرفت عن ذلك التقاطع الخاطف والمؤلم في تاريخ عائلتيهما والذي حدث منذ سنوات قليلة ...
:- بحر ... أنت لا تأكلين ... ألا يعجبك الطعام ؟؟
التفتت بحر نحو جمان القلقة العينين ... عينين سوداوين واسعتين نابضتين بالطفولة ... بقدر ما كانت جمان شقية ومتمردة وصاخبة ... كانت ما تزال طفلة صغيرة بحاجة لمن يظهر لها اهتماما يتجاوز اهتمامه بانتمائها لعائلة معروفة ... أو أخوتها للقمان الطويل .... ربما كانت هذه هي مشكلتها بالفعل ... كونها الابنة الأصغر لأخوة لا يمكن وصفهم إلا بالمتألقين كل بطريقته .. فكيف لها أن تنافسهم ..
لم تجها بحر وهي تقول بعدم ارتياح :- هل أنت متأكدة بأن شقيقك لن يأتي فجأة أثناء وجودنا هنا ؟؟
إذ كان آخر ما أرادته بحر هو أن تقابل الرجل صاحب السمعة السيئة .. الرجل القاسي معدوم الضمير ... الرجل الذي كان أحد الأشخاص الذين دمروا حياة ابنة خالتها شمس ...
عبست جمان وهي تقول :- هو أخي نصف الشقيق ... ولا ... لن يأتي إذ أنه يعرف بأننا هنا .. وصدقيني .. آخر ما يريده لقمان هو أن يجد نفسه عالقا مع حفنة من الفتيات الهستيريات اللاتي يتراقصن على أنغام الموسيقى الصاخبة ... لقمان العجوز أكبر سنا من أن تعجبه أجواء المرح والمتعة ...
قالت صديقتها التي كنت تجلس إلى جانبها من الجهة الأخرى :- هو ليس كبيرا إلى هذا الحد ... لقد سبق ورأيت صورته في جريدة ذات مرة .. ولم يبد لي قد تجاوز الأربعين ..
مدت رأسها كي تنظر إلى بحر من أمام جمان قائلة بعينين لامعتين :- كما أنه وسيييييييييييييم جدا ..
أصدرت جمان صوتا متأففا وهي تقول :- هو في الثامنة والثلاثين ... أي أنه كبير بالنسبة إلينا ... ولا ... لا يمكنك حتى أن تسميه بالوسيم .. ليس كشقيقي كنان على الأقل .. كما أنه بارد وجاف .. ما أعرفه هو أنه على الأرجح لن يتزوج إطلاقا لأن ما من امرأة في الكون يمكن أن تقبل الزواج برجل لا قلب له مثله ... فلا تتعبي نفسك بالحلم يا هنا ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:21 PM   #107

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رغما عنها ... أحست بحر بقلبها يخفق بوجل بين أضلعها عند ذكر كنان ... شقيق جمان الذي يكبرها بثلاث سنوات تقريبا ... يمتلك السمات العامة والداكنة لشقيقته الصغرى ... إلا أنه كان يتمتع بتلك الكاريزما التي يمكن لأي نجم سينمائي أن يحسده عليها ...
قابلت بحر كنان لأول مرة قبل أسابيع عند زيارته لجمان صدفة في الكلية ... ربما كانت بحر تتوهم ... إلا أن ذلك البريق الذي سطع في عينيه فور أن وقعتا عليها كان يصرخ بالإعجاب ...
لأول مرة خلال سنوات عمرها الثلاثة والعشرين ... تشعر بحر بالاهتزاز داخلها تأثرا بنظرة رجل ... وتلك النظرة التي نالتها من كنان الطويل .. لم تكن نظرة إعجاب فحسب ..
هي التي لطالما امتلكت ردة فعل متطرفة كلما اقترب منها ذكر ... نتيجة تلقائية لعيشها تحت ظل عمها المتنمر ... تشعر بأنوثتها تتفجر مرة واحدة فور أن وقع بصرها على كنان الطويل ..
منذ ذلك الحين وكنان يزور جمان في الكلية بشكل دوري ... ربما هو رغب حقا برؤية شقيقته الصغرى المقربة منه جدا ... إذ كما فهمت بحر ... جمان تعاني من تعلق مرضي بأخيها الأكبر ... إنما كان واضحا لبحر أن رؤيته لأخته لم يكن السبب الوحيد لتردده ...
..في كل زيارة له ... كان يحيي بحر بكلمات مختصرة .. إنما بنظرات كانت تقول الكثير ... وفي كل مرة كانت فيها جمان تبتعد عنهما قليلا ... كان يظهر لها من الاهتمام ما كان يجعل كل دفاعياتها تنخفض .. للحظات قليلة كانت تثير فيها ذعرا ما بعده ذعر ... كان يطرح عليها أسئلة شخصية رقيقة .. عن اهتماماتها .. عن ميولها .. عن دراستها ... وعن .... عن رقم هاتفها ...
حسنا ... بحر لا تمتلك هاتفا اصلا ... ما جعل موقفها أمامه يزداد حرجا وهو يؤكد بصوت خافت أنه سيجد طرقا أخرى أكثر فعالية للتواصل معها ...
متنحنحة ... ومنتزعة نفسها من حرجها ... نظرت إلى ساعة معصمها ذات السوار الجلدي التي أهدتها إياها خالتها نورا في عيد ميلادها السابق .. لتفاجأ بتأخر الوقت .. تمتمت بعدم ارتياح وهي تتململ في مقعدها :- لقد تأخر الوقت ..
:- لا ... السهرة ما تزال في بدايتها ... لقد أخبرتني بأن عائلتك تعرف بأنك ستقضين الأمسية معنا ... ما يزال هناك الكثر لنفعله .. لن تصدقي البرامج التي أعدتها الفتيات لما تبقى من الليل ...
عمها مسافر ... ولن يعود قبل أيام .. إلا أن بحر التي لم تعتد إطلاقا على أي وجه من وجوه الحرية لم تستطع نفض التوتر والقلق عنها وهي تقول باضطراب :- سأتصل بالبيت إذن وأطمئن زوجة عمي ..
بدون أي تردد قدمت لها جمان هاتفها قائلة :- اتصلي بها .. وأخبريها بأنني سأوصلك بنفسي فور انتهائنا من الاحتفال ...
أومأت بحر برأسها ممتنة وهي تتناول الهاتف وتنهض تاركة الجمع الصاخب من الفتيات ... متجهة نحو الباب الزجاجي المنزلق للشرفة الخلفية للمنزل .. حيث تخطته نحو غرفة جلوس مبهرة بتفاصيلها التي تراوحت بين الأناقة والراحة .. ألقت نظرة سريعة من فوق كتفها نحو الفتيات لتدرك بأن جمان كانت تراقبها بينما هي تستمع إلى ما تقوله إحدى رفيقاتها .. فحولت طريقها تلقائيا نحو ممر جانبي وهي ترفع الهاتف لتبدأ بطلب رقم الهاتف الأرضي لمنزل عمها ..
لم تستطع أبدا أن تنهي طلب الرقم الذي كانت تحفظه عن ظهر قلب .. إذ سقط الهاتف من يدها فور أن امتدت يد من اللا مكان لتسحب بحر المجفلة من مكانها .. وأخرى لتكتم فمها دون أن تتمكن من منع تلك الصرخة من البزوغ من أعمق أعماق صدرها الراجف وحجرات عقلها التي امتلأت لسنوات بالظلمة والرعب وحدهما .. مدركة قبل أن تعرف ما يحدث لها بأنها في ورطة ... وورطة كبيرة جدا ...




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:22 PM   #108

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أرجوك يا سيد لقمان ... أرجوك ... لقد أخطأت .. أعترف لك بهذا .. لم أفعلها متعمدا .. لقد ... لقد كنت مضطرا .. لقد كنت .... آآآآآآه ...
صرخته هذه المرة كانت مزعجة حقا ... بطبقتها العالية التي جعلتها تبدو أقرب إلى صرخة امرأة خانعة .. دون حتى أن يستدير متخليا عن ثبات نظرته عبر زجاج نافذة مكتبه ... كان يعرف بأن ثروت .. يده اليمنى .. والرجل الذي كان لقمان يعتمد عليها دائما في مواقف كهذه .. كان هو من أسكت الرجل مستخدما قبضته على الأرجح وهو يقول :- السيد لقمان لا يرغب بسماع أعذارك الواهية ... لأن أي منها لن يمنحك الحق بأن تمد يدك فتسرق الرجل الذي كنت تأكل لسنوات من إحسانه عليك ... لقد منحك عملا ... ومكانا تنتمي إليه ... عائلة تعتمد عليها .. هدفا لحياتك الرخيصة والتافهة .. والنتيجة ... هي أن تسرق فور أن يدير أحدنا لك ظهره ...
هتف الرجل بصوت كان يبدو أقرب إلى النشيج هذه المرة :- أنا آسف .... آسف ... ابنتي مريضة .. أنت تعرف هذا يا ثروت ... وأنا كنت بحاجة للمال ... آآآآه ... أرجوك توقف ... توقف ..
أغمض لقمان عينيه وهو يرفع يده بإشارة فهمها ثروت على الفور إذ سرعان ما أصدر أمره للرجلين الآخرين الذين كانا متواجدين داخل الغرفة كي يخرجا سبب هذا الاجتماع والذي لم يتوقف عن النواح والتوسل والبكاء حتى تلاشى صوته وراء الباب المقفل ..
بعد لحظات قليلة من الصمت ... صمت ثقيل ... صمت عزيز وغالي ... تشربه لقمان بتقدير ممتنا لثروت الذي ظل صامتا وهادئا دون أن يقاطع سكون لقمان ... الذي قال بهدوء أخيرا :- هل ابنته مريضة حقا ؟؟
كان قادرا على الشعور بثروت يتململ من ورائه بدون أن يراه .. قبل أن يسمعه يقول بعدم ارتياح :- لقد سبق وذكر الأمر أمامي بضع مرات ..
:- لماذا لم تخبرني ؟؟
التفت عندها نحو ثروت الذي ظل واقفا مكانه ... وجهه خال من التعبير ... إلا من ذلك الألق من التوتر في عينيه وهو يقول :- لم أجد في الأمر أهمية ... لم أفكر بأن الرجل سيحاول تجاوز حدوده .. لو أنني ...
صمت على الفور عندما رفع لقمان يده ونظرة صارمة جمدت الدماء في عروق ثروت تطل من عينيه .. تحرك ببطء حتى احتل مكانه وراء مكتبه الضخم ... وجهه صورة حجرية مناسبة تماما لسمعته التي بناها بصبر منذ سنوات .... جده ... كاظم الحكيم ... كان جبارا .. ظالما .. لم يقابله ثروت قط .. إلا أنه سمع الكثير عن أفعاله ... الرجل كان يذكره بسير الإقطاعيين الأوروبيين القدماء الذين كانوا يمضون أوقات فراغهم في تعذيب الفلاحين واغتصاب الخادمات العذراوات ... لقمان الطويل ... كان شيئا مختلفا تماما ... لا .... هو ليس ساديا مجنونا كما كان جده ... ولا .... لم يكن ظالما ... كما لم يكن يجني أي متعة من تعذيب الآخرين .. إلا أن ثروت كان يفضل مجنونا صاخبا في أي وقت على هذا الكائن الصامت المميت الذي كان ينظر إليه بتمعن بعينيه السوداوين الثاقبتين .. قبل أن يقول ببرود :- أنا لا أدفع لك كي تفكر .. بل لتفعل ما آمرك أنا به فحسب ... هل تفهمني ؟؟
رد ثروت بدون تردد :- بالتأكيد ...أعتذر .. لن أفعلها مجددا أؤكد لك .. ماذا عن الرجل ... ماذا علي أن أفعل به ؟؟ هل أبلغ الشرطة ؟؟؟
قال لقمان بجفاف :- لا ... أفضل تسوية حساباتي بطريقتي الخاصة بعيدا عن سلطة القانون ... غدا .. أنت ستبحث في أمر مرض ابنته ... أريد ملفها الطبي فوق مكتبي قبل انتهاء النهار .. أما عنه هو ..
نقرت أصابع لقمان فوق سطح مكتبه وهو يراقب حركتها للحظات ... ثم قال :- تأكد من أنه لن يجرؤ على أن يفعلها مجددا .. بأنه سيتذكر فعلته هذه إلى الأبد .. فلا يفكر بخيانة رجل يعمل لديه بعد الآن .. وبعد أن تتأكد من أنه قد تعلم درسه جيدا ...
رفع رأسه وهو يقول بهدوء :- أبلغه بأنه لم يعد موظفا لدي .... وبأنه لن يحظى بأي مزايا أو توصيات مني .. بأنه لن يجد من يوظفه في المدينة بأسرها بعد أن أوصمه بلصوصيته ... وبأنه على الأرجح سينتهي مفلسا ... وحيدا .. بائسا .. قبل أن يموت تعسا بين أفراد عائلته الجائعة .. المنتظرة موته بشغف فقط كي تتخلص من لعنته عليها ...
أحس ثروت بالشعيرات تنتصب فوق ذراعيه .. وبصعوبة في ازدراد ريقه قبل أن يقول بصوت مختنق :- كما تأمر يا حكيم ...
عندما أحنى لقمان رأسه جانبا وهو ينظر إلى ثروت مضيقا عينيه .. لم يتمالك ثروت نفسه .. فابتسم وهو يقول :- آسف ... أنت تعرف بأنه ما ينادونك به على أي حال ...
التوى فم لقمان بأقرب ما يمكن أن يوصف بالابتسامة ... وهو يقول :- نادني بالحكيم مرة أخرى ... وسأناديك باسمك الآخر ... ذاك الذي لا يعرفه سواي يا ثروت ..
اختفت ابتسامة ثروت ... واعتلى وجهه الشحوب ... قبل أن تغلق ملامحه مرة واحدة وهو يقول :- ذاك زمن آخر ... وعالم آخر لم يعد موجودا يا لقمان ...
تلاشت الفكاهة من وجه لقمان وهو ينظر إلى الرجل الذي عرفه لما يزيد عن الخمس عشرين عاما .. والذي نادرا ما يبدي أي علامة على معرفته القديمة به ... تلك التي يرفض كل منهما الاعتراف بها ... تمتم ثروت وهو يتراجع إلى الوراء :- بالإذن ... إن لم يكن هناك شيء آخر يا سيد لقمان ..
أجابه لقمان بهزة رأس واهية ... مراقبا إياه بجمود وهو يغادر ... ثم يغلق الباب ورائه بهدوء شديد ... مغلقا بابا آخر في حياة لقمان العامرة بالأبواب المغلقة ... تلك التي تخفي ورائها أكثر بقليل من جحيم مستعر ...



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:23 PM   #109

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- كالعادة .... تطهين كالحلم ... لم أتناول عشاء بهذه اللذة منذ آخر مرة تناولت فيها طعامي هنا ..
أنهت نورا تنظيف الأطباق وهي تلتفت نحو قمر قائلة وعلى شفتيها ابتسامة مداعبة وهي تقول :- أذكر يوما كنت تضاهينني فيه براعة في الطبخ .. قبل أن يخطفك مني خالد .. ويفسدك دلالا بطاقم خدمه وحشمه .. وطاهيته التي لا تضاهى ..
قالت قمر باحتجاج وهي تتابع مساعدتها لنورا في ترتيب المطبخ :- لا يمكن أن تسمي خادمتين وطاهية بطاقم ... مع منزل كبير كمنزل عائلته .. وهوس عمتي فخر بإقامة الولائم والحفلات ... ثلاثة ليس بالعدد الكبير إطلاقا ..
رمقتها نورا بنظرة متفكهة كانت تقول بوضوح بأنها لم تقنعها أبدا بعدم وجود عنصر الدلال ... مما جعل قمر تعبس قائلة :- كما أنني أطهو .......... أحيانا ... عندما نكون أنا وخالد وحدنا ... عندما نسافر لقضاء بضعة أيام في منزل العاصمة ...
ضحكت نورا وهي تقول أثناء ملئها دلة القهوة بالماء ووضعها فوق الموقد :- أصدقك ... أي نعم .. خالد أديب يدللك كما لم يفعل رجل من قبل ... إلا أنك ابنتي .. وقد ربيتك لتكوني أفضل ربة منزل في الوجود ..
ثم تنهدت قائلة :- ربيتك أنت وشقيقتك بنفس الطريقة ... لينتهي الأمر بابنتي الموهوبة عاجزة عن استخدام مواهبها ... وابنتي .... الأخرى ... حابسة نفسها في غرفتها متحاشية مساعدتي كالعادة ..
ضحكت قمر قبل أن تبهت ضحكتها وهي تقول باكتئاب :- أظنها تعمل .... تحرق الكثير من مشاعرها المتوهجة في العمل ...
هزت نورا رأسها موافقة وهي تعجز عن إخفاء الحزن في عينيها ... ثم استدارت مواجهة قمر قائلة بجدية :- لقد ظننت بأنك وخالد قد تجاوزتما هذا الأمر منذ فترة طويلة ... لماذا تسمحين له بأن يعود ليعكر صفو حياتيكما ؟؟
توترت قمر وهي تقول :- الأمر ليس كما تتصورين يا خالتي ... وقطعا ليس كما تصورته شمس .. أنا وخالد ... نحن لم ... لم نتشاجر حقا .. حسنا ... لقد أراد مني أن أحضر الزفاف معه .. إلا أنني لم أستطع .. ما كنت لأستطيع التعاطي مع امتحان كهذا بدون فقدان أعصابي ... هل تتخيلين حضوري زفاف نيفين من بين كل الناس ؟؟؟ وماذا إن كان العريس صديقا لخالد ؟؟؟ بل هل كنت تتخيلين أن أذهب إلى هناك فأضطر إلى رؤية ذلك الرجل مجددا ؟؟؟ ما كانت شمس لتتخطى الأمر أبدا ..
قالت نورا بهدوء :- شمس أقوى مما تتصورين ..
قالت قمر بثبات :- شمس قوية لأنها تتظاهر بأن الماضي لم يكن ... هي تواجه الداء بالداء ... التجاهل بالتجاهل .. والنسيان بالنسيان ... إنه الوجه الذي تقدر عليه من الانتقام ... إن حضرت الزفاف ... إن واجهت نيفين مجددا .. إن اضطررت للنظر إلى وجهه مجددا ... قد أقوم بضربه في تلك اللحظة .. وعلى رؤوس الأشهاد ...
صمتت للحظة ... قبل أن تتابع :- المشكلة بيني وبين خالد تتجاوز بكثير رفضي لحضور الزفاف معه ...
بصعوبة تمكنت نورا من كبح الألم الكبير الذي غمرها وهي تنظر إلى ابنتها تسبل عينيها وكأنها تحجب ما تشعر به من ألم وضياع عنها .. ربما قمر وشمس لم يكونا حقا ابنتيها .. إلا أن أمهما المرحومة .. ما كانت لتحبهما .. وتفهمهما .. كما تفعل هي ...
تمتمت بخفوت :- ألم يقل الطبيب بأن المسألة مسألة وقت لا أكثر ...
:- لقد مرت ست سنوات يا نورا ... ست سنوات ... إلى متى تظنين خالد ينتظر قبل أن يطالب بابن يرث اسمه ؟؟
قمعت نورا الجزع الذي بدأ يتصاعد داخلها وهي تقول :- هل ... هل يظهر لك خالد نفاذ صبره ؟؟ لطالما كان متفهما ... هو يعرف بأنك لا تعانين من أي مشكلة ...بأن الأمر ...
:- هو يعرف يا نورا ... يعرف .. ولا ... لم يظهر لي أي نفاذ صبر ...
اغرورقت عينا قمر بالدموع وهي تقول :- إلا أنني أشعر بحاجته دون أن يتكلم ... خالد هو وريث العائلة الوحيد ... وعلى عاتقه يقع عبء إنجاب ذكر يحمل اسمه واسم عائلته .. تحت ضغوط والدته ... وتعليقات شقيقته التي لا تتوقف ... أنا ... أنا لا أعرف إلى متى يستطيع خالد أن يكون صبورا ..
قالت نورا بحرقة :- خالد يحبك ... أنا لم أر في حياتي رجلا يحب امرأة كما يحبك هو ... ما عانيتماه معا ... ما مررتما به .. ما اضطررتما للتضحية به كي تكونا معا ... لا يمكن أبدا أن يطير مع الهواء مرة واحدة ... ربما هو يتململ .. ربما هو يتذمر .. إلا أنه أبدا لن يجرح قلبك ..
لم تعلق قمر ... إذ كان الخوف لذي يغمرها أكبر بكثير من أن تستطيع التعبير عنه ... صوت غليان الماء المكتوم والصادر عن دلة القهوة منحها المهرب الذي تحتاج ... تنحنحت وهي تقول :- سأعد القهوة وأصبها .. ربما عليك أن تأخذي فنجان شمس إليها ... أظن حاجتها إليك الآن تفوق حاجتي أنا ..
لم تعترض نورا ... بل ظلت تراقب قمر وهي تعد القهوة صامتة ... إن كانت قمر خائفة ... فإن نورا تدرك وبكل يقين بأن خوفها مبرر .. وفي محله تماما ...



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-09-16, 06:23 PM   #110

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تصدح الأنغام الموسيقية عبر السماعات المثبتة بأذنيها صاخبة ... صادرة عن الجهاز الصغير المثبت في جيب قميصها ... بدون كلمات ... دائما بدون كلمات .. بينما كانت يداها تتحركان فوق قطعة القماش ... تمررانها بنعومة تحت إبرة آلة الخياطة .. ثم تحررها لتفردها أمامها في فحص سريع لما أنجزته ...
هذا سيكون فستان سهرة مميزا ولا مثيل له ... ككل ما تحيكه يداها ... ككل ما تصممه بذوقها الخاص .. أو تحت إرشاد زبونة متحمسة ... بالإضافة إلى بضاعة متجرها المنتقاة بعناية .. كان القسم الخاص بالقطع المحاكة يدويا يعد أهم اسباب نجاحها ... في الطابق الثاني من المتجر .. أقامت لنفسها ورشة صغيرة .. ووظفت بضع فتيات تساعدنها بالعمل الروتيني تاركة العمل الرئيسي من تصميم وقص وحياكة مبدئية لها وحدها .. حققت شمس اسما لا يستهان به ضمن الطبقة الحريصة على اقتناء شيء مميز محاك باليد فلا تجد له مثيلا في أي مكان آخر ...
عملها هذا ... لم يكن يمنحها الربح المادي فحسب ... بل الخلاص العاطفي أيضا .. في توجيهها كل مشاعرها نحو قطعها الفريدة من نوعها ... لقد كانت تجد في العمل الكثيف وسيلة تمنعها عن التفكير .. واليوم ... هي كانت في حاجة ماسة إلى ما يلهيها عن التفكير .... وهو ما جعلها تحمل معها عملها إلى البيت هذا المساء في تفكير مسبق ...
كالعادة .... كلما وقعت عيناها على تلك الصورة المؤطرة المنتصبة فوق منضدة الزينة ... توقفت عن العمل .. للحظات قليلة .. أحيانا دقائق .. وأحيانا ساعات ... نورا هي من أصر على وضع الصورة هنا .. في تذكير منها لشمس بأن المصائب لا تعني بالضرورة الحاجة لأن ننكر من نكون ...بأن النجاح يكمن في أن تعتنق كينونتنا تلك .. بأن نفخر بها .. بأن نؤمن بها .. رغما عن معتقدات الآخرين .. بأن الماضي رغم بشاعته .. هو سبب لحاضر أكثر استقرارا .. ولمستقبل أجمل .. لم تحب في نورا تفاؤلها هذا .. لقد كانت في يوم من الأيام بالحماس ذاته .. إلا أن الأمر قد تغير الآن .. تغير بشكل لا أحد يستطيع أن يفهمه .. مهما ظنت كل من نورا وقمر ..
قمر تظن بأنها بتحاشيها ذكر الزفاف تحمي شمس من تذكر ما ظنت أنها قد نسيته .... ونورا تتحاشى التحدث في الماضي ظنا منها أنها تقي شمس الألم ...
لا تعرف إحداهما أبدا بأن الجزء القادر على الإحساس بالألم داخل شمس قد مات منذ سنوات ... وأن أي رغبة لديها في بناء أي مستقبل قد تلاشت ... و بأن الشيء الوحيد الذي يملأ فكرها هو تجاوز اللحظة الراهنة ...
بأنها تعيش كل يوم بيومه ... تواجه هما بعد هم ... مشكلة بعد مشكلة ... فتترك الأمس حيث كان .. وتتجاهل الغد حتى يأتي فيصبح اليوم .. لتعيشه مجددا وكأنه مجرد حبة دواء مرة عليها أن تجترعها في موعدها مرغمة لا أكثر ...
لا تعرف أحداهما بأن نظرة القلق والحسرة التي كانت ترتسم في أعينهما كلما نظرا إليها لم تكن في محلها إطلاقا ... فشمس علمت نفسها منذ فترة طويلة على أن تفقد معنى أن تحس بالحسرة ... وبما أنها هي .. صاحبة الشأن قد وجدت علاجا لنفسها .. فالأجدر بهما أن تجدا علاجا هما أيضا فتتوقفا عن ملاحقة شمس بما تريد أن تنساه ...
تناولت الصورة .. ورفعتها لتتأمل تفاصيلها بجمود ... الصورة جسدتها هي وقمر ... بينما توسطهما ضياء وقد كان أصغر سنا عندما التقطت الصورة قبل ثمان سنوات .. في شقتهم القديمة التي ولدت فيها كل من شمس وقمر ... ومن بعدهما ضياء .. شقة صغيرة جدا .. أشبه بصندوق لا شكل له .. إلا أنها كانت أشبه بالجنة لعائلتها .. بالذكريات الحلوة والمرة التي شهدتها .. بالحديقة الخلفية الصغيرة الملحقة بها والتي كانت نورا تقضي فيها معظم نهارها فتزرع أزهارا وبعض أعشاب المطبخ .. بالحارة الصغيرة التي حفظت شمس وقمر كل تفاصيلها أثناء ترعرعهما وسط أزقتها .. وسكانها الطيبين ...
طيبون ... حتى يمتلكوا سببا يوقفهم عن أن يكونوا كذلك ...
قبل ثلاث سنوات ... اضطرت عائلتها لمغادرة الشقة والحارة .. والانتقال إلى هذه الشقة الأوسع مساحة .. إنما المفتقرة إلى الروح .. هربا من حياة باتت لا تطاق في حيهم القديم ...
لامست اصابعها صورة قمر ... لقد كانت تبدو مختلفة تماما آنذاك .. كانت تبدو ضئيلة للغاية .. رقيقة للغاية .. وخجولة جدا ... شعرها العسلي مرفوع على شكل ذيل حصان خلف رأسها .. ملابسها متحفظة تماما ... بينما كانت هي ...
مررت أصابعها فوق صفحة الوجه الضاحك الذي كان ينظر إليها عبر الزجاج ... وجه متألق ... متورد الوجنتين ... شعر مقصوص بعناية .. مصبوغ بلون البلاتين جعلها تبدو أقرب إلى الباربي منها إلى فتاة الحارة المتواضعة ... عينان تلونتا بفعل عدسات لاصقة منحتها لمحة أوروبية .. وشفتان اصطبغا بلون أحمر قاني كلون التوت .. بينما ارتدت قميصا حريريا زاهي الألوان فوق سروال أبيض ضيق أظهر امتلاء وجاذبية قوامها ...
ضغطت أصابعها فوق الزجاج وكأنها تتمنى أن تكسره ... أن تنتزع الصورة من تحته فتمزقها إربا .. وضعتها من يدها فوق المنضدة فأصدرت صوتا صاخبا .. ثم استدارت نحو المرآة وهي تنتزع السماعات عن أذنيها ... الموسيقى الناعمة كانت أكثر رقة مما تحتمل في حالتها هذه .. تحس بالنار تزحف فوق جلدها بتلك الطريقة المألوفة إنما نادرة ... تلك التي كانت تشبعها رغبة في تمزيق ملابسها وما تحتها فلا تكاد تبقي شيئا من الغلاف الخاوي الذي يمثلها ... نظرت إلى وجهها الشاحب الذي كان مستديرا فيما مضى ... لتغور وجنتاه اللتان زال منهما اللون ... وتختفي تلك الغمازة التي ما عادت وجدت سببا يدفعها مؤخرا للظهور ...إلى شفتيها الممتلئتين والمحيطتين بفم ما عاد يبتسم إلا سخرية أو تهكما ... إلى عينين بندقيتين أحاطت بهما الهالات الداكنة .. وشعر طويل ... طويل جدا ... تدلى حتى منتصف ظهرها ... بلون عسلي كان أجمل ما فيه .. إذ فقد باستقامته أي حيوية كان يمتلكها يوما
إلى جسدها الذي فقد نضارته ... متناغما مع روحها القتيلة ... جسد نحيل باهت الأنوثة ... وقد كان يوما مضرب الأمثال بما يحمله من إغراء و غنج ..
مررت يديها فوق وجهها وشفتاها تطبقان بقوة ... ... ملامحها لم تتغير على الأقل .. الأنف الناعم ذو الأرنبة المرتفعة .. والشفتين الممتلئتين المحيطتين بفم واسع بعض الشيء .. وعينان لوزيتان بلون بندقي يميل إلى الخضرة .. مازال هناك من يعتبرها جميلة ... بلال يراها جميلة .. والأعجب أنه يريد الزواج منها .. يريد الزواج منها هي ...
كيف يرغب بالزواج بامرأة لا يعرفها ...
وهل هناك من يعرفها حقا ؟؟؟
همست بصوت خافت :- هذه ليست أنا .... كما ما كانت تلك التي في الصورة أنا ... أنا ما عدت أنا ... وأنا ما عدت أريد أن أكون أنا .. حتى وأنا لا أعرف أي أنا منها أقصد ...
:- أنا أعرف من أنت ... وأخواك يعرفان من أنت ... وهذا يكفي ...
التفتت نحو نورا التي دخلت إلى الغرفة مغلقة الباب ورائها ... تحمل بين أصابعها فنجان قهوة تصاعد منه البخار .. بينما تترقرق الدموع في عينيها وهي تنظر إلى شمس بقهر ...
أغمضت شمس عينيها بغضب كارهة أن تضبطها نورا أو أي أحد آخر في لحظة ضعف ..
اقتربت نورا منها .... هي زوجة أبيها ... إلا أنها كانت لها ولقمر أكثر من مجرد زوجة أب .. لا لأنها شقيقة والدتهما الراحلة فحسب ... بل لأنها كانت لهما منذ كانتا في الخامسة من العمر الخالة .. والأم .. والأخت .. والصديقة ..
كانت في الثانية والعشرين فقط عندما اتخذت قرارها بالزواج من والدهما الأرمل في اتفاق معه كي تربي توأمتي شقيقتها الصغيرتين بعد مرور سنتين على وفاتها ..
زواج الاتفاق انقلب مع مرور السنوات إلى حب متين أسفر عن إنجاب ضياء ... لينتهي سريعا على إثر وفاة والدها في حادث سير بعد فترة وجيزة .. لينتهي الحال بنورا أرملة وأما لثلاثة أطفال ...
سنوات طويلة مرت على وفاة والدها ... لم تظهر نورا يوما أي تذمر خلالها حول المسؤولية التي ألقيت فوق كاهلها ... بل تابعت عملها كمعلمة ابتدائية بعزيمة منها على أن توفر لهم أفضل حياة كان والدهم ليوفرها في حياته .. متسلحة بالصبر والإيمان ... وقد نجحت ... تقريبا ... إذ أن شمس لا تستطيع أبدا أن تسمي نفسها نجاحا
تمتمت :- هذا صحيح ... أنتم تعرفون من أكون ... وهذا بحد ذاته ليس في صالحي يا نورا ... أحيانا أتساءل إن كنت قد استحقيت كل ما حدث لي في حياتي ... بأن الله يعاقبني .. على ما سببته لك خلال سنوات حداثتي من إرهاق ..
هزت نورا رأسها وهي تقول :- هذا غير صحيح ... أنت كنت أفضل ابنة قد ترجوها أي أم ..
أطلقت شمس ضحكة ساخرة وهي تقول :- إن كنت تصفينني بالأفضل ... فكيف تصفين قمر ؟؟؟ هي كانت الإبنة الجيدة فينا .. وأنا كنت السيئة ... دائما كنت السيئة .. أنت عانيت معي .. كما عانت قمر ... أنا أتساءل أحيانا كيف تستطيعان النظر إلى وجهي بعد كل شيء ... حتى وقد دفعت ثمن أخطائي كاملا في النهاية ..
تنهدت نورا وهي تقترب من شمس دون أن تجرؤ على احتضانها ... منذ طفولتها كانت شمس متباعدة العواطف .. التوأم الأكثر استقلالا بين ابنتي شقيقتها ...عنيدة .. .. شقية .. متلاعبة ... ماكرة ... قوية الشخصية .. ذات إرادة حديدية .. إلا أنها حذرة للغاية في التفريط بمشاعرها .... دائما كانت مكتفية بذاتها .. وكأنها لا تجرؤ على أن تمنح أحدا أي قطعة من نفسها خشية ألا يقدره .... هي مرة واحدة ... تلك التي سمحت فيها لنفسها بأن ترخي حصونها .. مرة واحدة .. دمرت كل ما بنته طوال سنوات حياتها ..
قالت برفق :- والذكي دائما يتعلم من أخطائه .... وأنت ذكية يا شمس ... لا تسمحي لأخطائك بأن تدفنك حية ... بل تعلمي منها كي لا تقعي بمثلها مجددا ..
قالت شمس بسخرية مريرة :- لن أفعل ... أؤكد لك هذا على الأٌقل ..
تنهدت نورا .. رافضة أن تنجر إلى نفس الحوار العقيم والذي ينتهي دائما إلى لا نتيجة ... وقالت برقة :- لم لا تأتي وتحتسي القهوة معنا قبل أن تغادر قمر عائدة إلى بيتها ؟؟ هيا .. سيكون الأمر وكأن الماضي قد عاد من جديد ...
راقبتها شمس وهي تغادر الغرفة مدركة مجددا بأنها لا تملك إلا أن تعيش الحاضر ...
لا ماضي ... لا مستقبل ... حاضر فقط ...






يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.