آخر 10 مشاركات
زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          154 - الوريثة الفقيرة - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          بين عينيك ذنبي وتوبتي (3) * مميزة ومكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree760Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-16, 05:25 PM   #61

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


مسا الخير جميعا
جاري تنزيل الفصل الأول


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:26 PM   #62

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الأول
حفل زفاف ..... و قرد وحيد

يذكر أكرم قولا قديما لأحد الحكماء يشبه بكلمات منمقة حفلات الزفاف بحديقة حيوانات حصرية .. يقتصر حضورها على القردة والغربان ..
لولا مزاجه السوداوي ... لانفجر ضاحكا بهستيرية مجتذبا المزيد من الأنظار نحوه ... بهدوء .. وبأعصاب ثابتة بمعجزة ... وهو المعروف بعجزه الأبدي عن التحكم بانفعالاته خارج غرفة عملياته ... رفع كأس العصير الذي انتشله قبل لحظات فقط من إحدى الصواني العابرة هنا وهناك متجولة بين الضيوف على أيدي مضيفات الحفل اللاتي ارتدين زيا رسميا مختارا بعناية من قبل العروس ... مدركا بأن أمنياته بأن يصبح وجوده عشوائيا وقد اختار مكانا قصيا من الصالة لوقوفه .. بأن يتوقف الضيوف عن النظر إليه .. كانت شديدة السذاجة
قد تظن أن حفل زفاف كهذا .. مقام في إحدى الصالات الفارهة لأحد أفخم فنادق المدينة ... حيث كان الترف يطل من كل زواياها ... من الجدران المزينة بالمرايا الضخمة واللوح الزيتية الثمينة ... إلى الثريات الكريستالية الضخمة المتدلية من الأسقف لتنعكس الأضواء عبرها فتتشر ألوانا متألقة في كل مكان .. حيث ضم العديد من الشخصيات المهمة في المدينة ... سياسيون ... مثقفون .. رجال أعمال .. أطباء .. قردة مـتأنقة في حلل رسمية متمثلة في الرجال ... غربـان متشحة بفساتين السهرة الغالية الثمن .. على شكل نساء تتدلى من أعناقها وآذانها مختلف أنواع المجوهرات .. قد تظن أن الاهتمام فيه سيكون مركزا حول العروس الجميلة .. المتألقة بفستان زفاف أسطوري إلى جانب عريسها السعيد ...
لكن لاااااااااااااا .... هو لم يكن محظوظا إلى هذا الحد ...
إنها حديقة حيوانات بالفعل ... كما قال ذاك الحكيم بالضبط .. والذي صدف وكان يقف في تلك اللحظة بالذات إلى الجانب الآخر من الصالة في حديث يبدو من بعيد مثيرا للاهتمام مع وزير الصناعة ... في حين كان أكرم يعرف يقينا بأنه أكثر مللا من هذا الحفل الذي بدا وكأنه لن ينتهي أبدا ...
حديقة حيوانات .... إلا أنه كان نجمها الوحيد ... القرد الوحيد فيها والذي كان المترقبون يترصدونه في شوق متلهف إلى رقصته القادمة ..
هي ساعة ... ساعة واحدة لا غير ... وسيتمكن بعدها من الانسحاب أخيرا ململما ما تبقى من كرامته المبعثرة ... بعد أن يفي بوعده لنيفين وهادي ... العروسين العتيدين ... صديقه الأقرب .....
و ........ وزوجته هو السابقة ..
:- حفلات الزفاف ...... ومن يطيقها ؟؟
لم يفاجئه سماعه لصوتها ... إذ كان قد لمحها تصل قبل نصف ساعة فقط .. التقت أعينهما حينها للحظة فور دخولها .. حيث تمكن من رؤية النظرة الساخرة التي اعتلت عينيها السوداوين .. وتلويحتها الخفية والواعدة وهي تلتحم فورا في دورها المرسوم بدقة كالصديقة المقربة للعروس ... وقد كان يعرف جيدا كم يكلفها قيامها بدورها هذا ... ربما هي لا تعاني من أزمة حضورها حفل زفاف زوج سابق كما يفعل هو ... إلا أن وجودها في الصالة التي أقيم فيها حفل زفافها هي قبل ثلاث سنوات .. لم يكن سهلا على الإطلاق ...
بدون أن يلتفت إليها ... كان قادرا على تصورها في فستانها ذي الزرقة الداكنة وقد لائم بشدة قوامها الطويل .. شعرها الفاحم السواد مرفوع فوق رأسها بأناقة ... عيناها السوداوان مكحلتان بإتقان .. ملامحها لم تكن ناعمة .. إلا أنها كانت جميلة .. بتلك الطريقة الوحشية التي تميز جميع أفراد العائلة ... كان من السهل للناظر إليهما يقفان معا جنبا إلى جنب ... أن يدرك الصلة التي تربط بينهما ... علياء لم تكن ابنة عمه فحسب .. لقد كانت صديقة مقربة جدا إليه ... خاصة خلال السنوات القليلة الماضية .. والتي كانت صعبة على كليهما ..
قال بجفاف :- للأسف .. ما يزال هناك الكثير ممن يحتفظون بتلك النظرة الساذجة والمتفائلة نحو المستقبل فيجدونه سببا كافيا للاحتفال ..
أتاه صوتها المتهكم يقول :- المضحك المبكي هو أنك ترى أشخاصا يظلون في ترقب مستمر له .. ذلك المستقبل المشرق .. دون أن توقفهم المرات العديدة التي صدمهم فيها ... وقد كنت أظن بأن التكرار يعلم الشطار ...
أوووتش ... إنها ضربة تحت الحزام .. لم يتوقع ما يقل عنها منها ... التفت إليها ليرمقها بنظراته المستنكرة :- آه ... لست أنا من كان يتقافز قبل ثلاث سنوات لهفة إلى زواج أسطوري لا يقل تكلفا وزيفا عن هذا ...
من اللؤم منه هو أيضا أن يذكرها بزواجها الفاشل الذي استمر لما يقل عن العامين قبل أن ينتهي بطلاق بشع .. إذ لا يقذف الناس بالحجارة من كان بيته من زجاج ... صحيح ؟؟ وهذا ما جعله مستعدا تماما لردها الجاف عليه :- على الأقل .... امتلكت ما يكفي من الحكمة من بعدها كي أمتنع عن تكرار التجربة ..
التفت نحوها أخيرا وعلى شفتيه تلك الابتسامة المتهكمة التي تعرفها جيدا ... ليقابل نظراتها السوداء الحالكة .. بسواد عينيه ... بسواد ليالي تموز الحارة ...
اختفت ابتسامته مرة واحدة عندما ترددت الفكرة الأخيرة داخل عقله بصخب طغى على أصداء الموسيقى ..
هذا التغير المفاجئ في مزاجه لم يفت علياء التي قطبت وقد تلاشى التهكم تماما من ملامحها وهي تقول :- ما الأمر ؟؟ ما الذي قلته وسحب الدماء من وجهك فبات أكثر شحوبا من جدران هذه الصالة ؟؟
عندما لم يرد .. اقتربت منه وهي تقول بقلق :- أركان ...
ارتجف .... بل انتفضت كل ذرة دم داخل جسده الطويل والقوي ... وانتفض قلبه بين أضلعه ليخفق بصخب كاد يعلو صخب الموسيقى من حوله ... هذا الاسم ...
قال بخشونة :- لا تناديني بهذا الاسم ...
أدارت عينيها بسأم وهي تكافح كي تخفي ابتسامتها اللعوب ... لا أحد ينادي أكرم بأركان سوى والده ... منذ كان طفلا صغيرا أعلن بصرامة رفضه الاستجابة لاستخدام الآخرين لاسمه الحقيقي وقد جلب عليه سخرية الكثير من أصدقائه لغرابته .. ثم فرض على الجميع مناداته باسم أكرم .. حسنا ... معظمهم على الأقل ... إذ أنه لم ينجح في إقناع والده في التخلي عن الاسم الذي اختاره له بنفسه ... وها هي تنجح الآن في إخراجه من صدمته المؤقتة تلك .. صدمة مألوفة .. كانت هي شاهدة على حدوثها بضع مرات حتى الآن خلال السنوات الأربع الماضية .. من خلال استخدامها للاسم الذي يكره ...
قالت بحزم معيدة تركيزه إليها :- أكرم الطويل ... ما الذي حدث ؟؟




يتبع ..

ru'a, Nana.k and bottajojo like this.

blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:27 PM   #63

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

خلال لحظة ... كان الضجيج قد خفت فجأة تاركا مكانه للموسيقى الرومانسية المستفزة للغاية .. والتي كان العروسان يرقصان على أنغامها بهيام ... معيدا إياه إلى واقعه على الفور ... انتزع نفسه من تلك الحفرة المظلمة التي كان يسقط فيها بين الحين والآخر ... كلما اختطفته كلمة ... نظرة ... لحن موسيقي مألوف ... ضحكة عابرة من مار مجهول ... أو حتى .... مجرد ذكرى غامضة لا شكل لها ....
استعاد وقاره .. ومزاجه التهكمي وهو يقول بجفاف :- ما حدث أن ابنة عمي المفضلة تصر على تذكيري بأبشع أخطائي بدلا من أن تقف إلى جانبي وتدعمني لحظة قيامي بدور الأحمق لهذه الليلة وعلى مرأى من نصف سكان المدينة ..
لم يخدعها .... لم يستطع قط أن يخدع ابنة عمه ... وصديقته التي تصغره بأربع سنوات .. والتي قربت ظروفهما المتشابهة بينهما في السنوات الأخيرة فباتت أكثر من يفهمه من بين كل أفراد عائلته ... . إلا أنها استجابت لمحاولته تغيير الموضوع بأن ابتسمت هي الأخرى قائلة بتسلية :- لهذه الليلة فقط ؟؟؟ المدينة ستتحدث لأشهر عن حضور الدكتور أكرم الطويل لحفل زفاف زوجته السابقة .. انت ستكون سخرية العام يا ابن عمي العزيز ..
تنهد وهو يستدير لينظر إلى نيفين وهادي وهما يرقصان معا .. غائبين تماما عن الآخرين وقد تعلقت أنظار كل منهما بالآخر ... ثم قال :- نيفين ليست زوجتي السابقة فحسب يا علياء ... نيفين هي صديقة العائلة .. لقد ترعرعنا معا تقريبا ..
ألا تعرف هذا ؟؟ ... نيفين كانت صديقتها المقربة منذ الطفولة ... عائلتها أقامت لعقود إلى جانب منزل آل الطويل الضخم .. وكانت هي وعلياء تقضيان الوقت في كل زيارة لها لمنزل عمها في التآمر على فتيان آل الطويل المشهورين بالعناد والوسامة ...
تابع حديثه باقتضاب :- كما انها والدة ابنتي .. ولأجل ( راية ) ... أفعل أي شيء .. حتى حضور حفل زفاف أمها وإقناع المجتمع بأكمله بأنني لا أمانع رؤيتها تزف لرجل آخر ..
:- وهل أنت حقا لا تمانع ؟؟؟
نعم ..... هو حقا لا يمانع .... وقد كان هذا بحد ذاته محبطا له للغاية .....
... عندما اتصل به هادي قبل شهرين طالبا مقابلته للتحدث إليه في أمر شخصي وحساس للغاية ... تخيل كل شيء إلا أن يعترف له صديقه المقرب بأنه واقع في حب زوجته هو السابقة بجنون ... وأنه رغم لهفته للتقدم لخطبتها والزواج بها في أسرع وقت ممكن ... لن يجرؤ أبدا على إيذاء أكرم لو أن هذا الارتباط يزعجه ... وقد صدقه أكرم تماما ... فهادي كان رجلا شريفا .. وما كان ليربط نفسه بامرأة يعرف بأن صديقه ... زوجها السابق ... ووالد ابنتها ... ما يزال يشتهيها أو يفكر بالعودة إليها في يوم ما ..
الحوار بينهما كان غريبا للغاية ... إذ أن أكرم أحس بأي شيء في تلك اللحظة عدا الانزعاج أو الغيرة ... ربما كان هناك شيء من الحرج بينهما وهو يراقب صديقه يعبر بارتباك عن مشاعره اتجاه نيفين ... إلا أن فكرة ارتباطها مجددا ... وبصديقه هادي لم تكن مزعجة على الإطلاق ... بل كان كل ما أحسه وهو يتخيل زوجته السابقة امرأة حرة أخيرا من أي صلة به ... بأنه سيتحرر أخيرا من أمل الجميع من حوله بأن يتمكنا يوما من تسوية خلافاتهما واستعادة زواجهما لأجل راية .... هو الراحة لا أكثر ...
في الواقع .... إن كانت نيفين ستتزوج مجددا ... وكانت لتفعل بالتأكيد في يوم ما مادامت عودتهما لبعضهما مستحيلة ... فمن الأفضل أن تتزوج برجل يعرفه جيدا ... يثق به ... ويأمن على ابنته في عهدته .. كهادي بالضبط ...
تابعت علياء بجفاف دون أن تنتظر ردا منه على سؤالها :- إنها تتزوج بأحد أعز أصدقائك بحق الله ... أتحاول إقناعي بأنك لا تشعر بشيء ... بأي شيء .. ولا بذرة صغيرة من الغيرة .. وأنت تراهما يتراقصان بهذا الشكل ؟؟
عاد ينظر إليهما وهما يلتصقان ببعضهما وكأنهما لا يطيقان صبرا حتى ينفردا أخيرا في منزل الزوجية ..
هل يحس بالغيرة وهو يرى امرأة عاش معها لثلاث سنوات وعرفها بأكثر الطرق حميمية وهي تتزوج برجل آخر ؟؟
الإجابة مجددا .... هي النفي .... وهذا بالضبط ما أدى بزواجهما إلى الانهيار رغم محاولتهما معا تحاشي الحقيقة والدوران حولها طوال الفترة التي عاشا فيها معا .... الحقيقة التي اكتشفاها مباشرة بعد حفل زفافهما الخاطف والذي أعد بسرعة وعجلة على إثر الظروف الطارئة آنذاك ... ولماذا قد يحتاجا إلى خطوبة طويلة وقد كانا مخطوبين معنويا باتفاق عائلي منذ الطفولة ؟؟؟
الحقيقة كانت ... أن ما جمع بينهما ... لم يكن حبا كما توهما .. أو كما حاولت عائلتاهما أن توهمهما .. بل كان صداقة ... ألفة ... تعودا .. أي شيء إلا ما كان يشهده في تلك اللحظة على مرأى من نصف أرقى عائلات المدينة ... بالإضافة إلى الحقيقة الأخرى التي كان كل منهما يتحاشى الاعتراف بها .. وهو أن زواجهما حتى وقد كان متوقعا ومخططا له منذ دهور .. كان حلا لمشكلة آنذاك .. كان ضمادة مؤقتة وضعت فوق جرح قطعي مباغت احتاج إلى علاج عاجل قبل أن يترك لينزف حتى الموت ..
نيفين كانت ضحية أخطاءه هو .... وأقل ما يستطيع تقديمه لها هو أن يحضر حفل زفافها ... ويبارك زواجها .. بل ويتمنى لها السعادة .. عل سعادتها هذه تنعكس على حياة راية الصغيرة .. فتغطي على تأثير تخبطه هو عليها ..


يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:28 PM   #64

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رد أخيرا على علياء قائلا باقتناع :- لا ..... على الإطلاق ..
نظرت إليه مليا .. وكأنها تحاول استشفاف ما يخفيه عنها بكلماته الغير مبالية .. ثم هزت كتفيها متمتمة :- ربما لم تكن نيفين حقا مقدرة لك كما ظننا جميعا.. من يدري ... قد تمتلك حظا أوفر في المرة الثالثة .. أم تراها الرابعة ؟؟ .. لقد توقفت عن العد منذ طلاقك الثاني .. ذكرني مجددا بعدد زيجاتك يا أكرم ..
كشر في وجهها وهو يقول شبه ضاحك :- قليلا من الرحمة يا ابنة العم .... فلتغرزي السكين برفق إن كنت مصرة على طعني به ..
قالت بجفاف :- لا رحمة في ليلة كهذه ... أنا بحاجة لأي إلهاء يساعدني على تخطيها .. وأنت أفضل من يستطيع بتاريخه المخزي منحي شيئا من الرضا عن نفسي ... بل أنا أظنك الشخص الوحيد الذي أستطيع حقا أن أشفق عليه وعلى حظه التعس الذي فاق حظي سوءا ... لولا صداقتي لنيفين لما كسرت عهدي بألا أطأ صالة زفاف بإرادتي الحرة مجددا ... فما بالك بصالة شهدت زفافي أنا شخصيا ..
نظرت حولها ووجهها الجميل يحمل شيئا من المرارة التي حاولت إخفائها بالتظاهر باللامبالاة .. مما جعل قلبه يتحرك أسفا عليها ... ابنة عمه علياء كانت كل شيء يتمناه أي رجل في امرأة ... ومع هذا .. كتب عليها أن تفشل في الحصول على أبسط حقوقها في الحياة ... شريكا مثاليا .. وحياة سعيدة ..
.. مثله هو بالضبط ..
قال وهو يلوي فمه :- أتعلمين .... ربما علينا أن نتزوج ... أنا وأنت ... من يعرف ؟؟ ربما نتمكن من كسر دائرة الحظ التعس التي تلاحق عائلة الطويل منذ الأزل بزواجنا هذا ...
أطلقت ضحكة مختنقة وهي تقول وقد خرجت مرغمة من مزاجها الكئيب :- أتزوج بك أنت ؟؟؟ وهل أنا مجنونة ؟؟؟ إن لم تكن قد تعلمت من أخطائك يا أكرم ...فأنا قد فعلت ... أنا لن أتزوج مجددا على الإطلاق ... فلماذا تظن بأنني قد أرغب بأن أحمل رقم أربعة في قائمة مطلقاتك الفريدات يا شهريار عصرك ... بغض النظر عن تاريخك الأسود في ميدان الزواج ... أفراد عائلة الطويل معروفون بفشلهم في الاحتفاظ بزواج ناجح ... ابتداء بوالدينا .... وانتهاءً بنا ...
كيف يستطيع أن يجادلها في شيء كهذا .... لقد كانت علياء محقة في كل كلمة قالتها ... وكل كلمة لم تقلها حول وراثته هو بالذات لطيش أبيه وقلة حكمته في ميدان العلاقات الشخصية .. ربما كان لقمان هو الأوفر حظا في هذا المجال .... إذ كان يعرف جيدا كيف يلعب بالنار دون أن يحرق أصابعه .... بعكسه هو ...
:- أذاك لقمان ؟؟؟ لم تخبرني بأنه آت ....
أهذه رجفة تلك التي تخللت صوتها ؟؟؟ رفع رأسه لينظر إلى أخيه الأكبر والنصف الشقيق والذي كان قد أنهى حديثه مع وزير الصناعة ... لينخرط في حديث آخر مع .....
أهذا نقيب الأطباء ؟؟؟ من الأفضل أن يتراجع إلى الخلف قليلا خشية أن يراه الرجل فيرغب بتبادل شيء من أحاديثه المتحذلقة معه ...
كباقي أفراد عائلة الطويل ... ورث لقمان القامة الطويلة والبنية القوية المهيبة .. والملامح السمراء خشنة الوسامة .. الشكل الخارجي .. كان الشيء الوحيد الذي ورثه لقمان عن أبيه .. إذ كان في كل شيء آخر عالما متفردا بذاته .. لا يشبه فيه أي شخص آخر ...
قال أكرم متجاهلا الاضطراب الذي كان يفيض منها رغم محاولاتها الحثيثة لكبحه كلما كان لقمان قريبا :- أنا نفسي لم أعرف أنه قادم حتى لمحته قبل دقائق ... لقد أرسلته والدتي على الأرجح نيابة عنها .. أحيانا أضطر لأن اذكرها بأنني أنا ابنها لا هو ... أو ربما وجدها فرصة كي يجتمع فيها بشكل غير رسمي مع بعض شركاء العمل ... ومن ذا الذي يعرف ما يفكر فيه لقمان ... سأذهب للتحدث إليه .. هل أنت قادمة ؟؟
التفت إليها ليجدها متظاهرة بتفحص هاتفها وهي تقول دون أن تنظر إليه :- مممم ... سألحق بك بعد لحظات ... علي أن أجري مكالمة هاتفية ...
تركها تتهرب من مواجهة لقمان كالعادة ... واتجه نحو أخيه الأكبر والنصف شقيق .. الذي كان يقف وحيدا في تلك اللحظة لحسن الحظ وقد تخلص من رفقته.... مدركا بأن مشـاعر عليـاء الميؤوس منها اتجاه لقمـان منذ كانت مجرد فتاة صغيرة .. كانت بدون أمل ... فهي لم تكن أبدا النسبة إليه أكثر من ابنة عم صغيرة وغير مرئية في معظم الأحيان ... في الواقع ... يظن أكـرم بأن الشخص الوحيد الذي كان مرئيا لدى لقمـان بين أفراد العائلة كلها كان والدته وحدها ... وربما والده ... عندما يفرض نفسه فرضا على لقمان بين الحين والآخر .. رافضا وبشكل قاطع تباعد ابنه الأكبر نحوه ..... اما الباقين ... هو ... وشقيقه الأصغر ريان ... ثم أخويه الآخرين .. لم يكونوا أبدا أكثر من مجرد عبء عائلي بالنسبة إليه ..



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:29 PM   #65

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

رآه لقمـان فور اقترابه ... لم تتغير ملامحه مقدار ذرة تأثرا بلقائه .. مما جعل أكرم يتساءل عن المرة الأخيرة التي رآه فيها يبتسم ... قال دون مقدمات فور أن وصل إليه :- هل أرسلتك والدتي كي تتأكد بأنني لن أقتل العريس غيرة أو أخطف العروس مثيرا فضيحة بين أصدقائها ومعارفها ؟؟؟
كما توقع ... لم تتغير تعابير لقمـان على الأطلاق استجابة لدعابته ... شقيقه الحجري كما يسميه أحيانا ... الحكيم ... كما كان الناس ينادونه خفية من وراء ظهره .... لم يعرف أكرم ابدا إن كان إطلاقهم الاسم عليه عائد إلى حمله اسم الحكيم المعروف .. أم كونه الحفيد الوحيد لكاظم الحكيم .. والوريث لكل ما تركه ورائه من مال ومركز ... أم أن السبب كان أبسط من هذا بكثير ... فشقيقه لقمان ... كان دائما يعطي الجميع من حوله ذلك الانطباع بأنه لا يمكن أن يفعل أي شيء بدون تخطيط مسبق ... شقيقه الأكبر الكامل والمسيطر على كل ما يدور في حياته ... سواء في الجانب العملي أو الشخصي ...
غموضه هذا ... وحكمته المبالغ بها كانا دائما يثيران حفيظة أكرم الذي لطالما قارن حياته هو المتخبطة وتجاربه الفاشلة ... الواحدة بعد الأخرى .. بالطريقة التي كان يحافظ فيها لقمان على سمعته ... على ثبات حياته .. تبا ... أكرم نفسه لا يعرف أي شيء حقيقي عن حياة شقيقه الشخصية .. ألا يظهر هذا إلى أي حد كان لقمان مختلفا عن باقي أفراد عائلته المعروفين بالاندفاع والتهور ؟؟؟
في الثامنة والثلاثين من عمره .. ثري إلى حد الخيال .. يحافظ بدون جهد على لياقته البدنية الغير عادية .. وسيم مما يبدو من ردة فعل علياء كلما تواجدت معه في الغرفة ذاتها .. بتصرفات محسوبة .. وشخصية مرهوبة من كل من حوله .. لقمان كان واجهة العائلة ... وعزوفه عن الزواج حتى الآن .. بغض النظر عن الشائعات التي كانت تدور حول وجود نساء عابرات في حياته لا يجرؤ أكرم على سؤاله عنهن .. كان نقطة لصالحه وفقا لتاريخ العائلة الأسود في مجال العلاقات الشخصية ..
. قال لقمـان بصوته الجاف :- يؤسفني أن أخيب أملك يا أكرم ... فوالدتك تعرفك أكثر مما ينبغي على ما يبدو ... إذ أنك تبدو أكثر انشراحا من العريس ذاته لزواج نيفين أخيرا برجل آخر .. ( أمـال ) ليست خائفة من أن تفسد الزواج .. هي منزعجة لأنها تعرف يقينا بأنك لن تفعل .. نيفين كانت دائما بمثابة ابنة لها .. وقد كانت عودتكما معا إحدى أكبر أمانيها ...
كان هذا دور أكرم نفسه كي يعبس في وجه أخيه ويقول :- ربما كان عليك أنت أن تتزوج بها فترضي خطط والدتي وآمالها ...هي تفضلك علي على أي حال ... وأنا أؤكد بأن حصولها على حفيد منك سينسيها قليلا ابنها الفاشل .. متعدد الزيجات .. والذي أكونه أنا ... لحظة ... لقد نسيت بأن لقمان الطويل لا يخطيء أبدا .. لن يرتكب فعلا دنيويا تافها كأن يتزوج مثلا مسيئا إلى صورته الكاملة والغير قابلة للتشويه ..
نظر إليه لقمان بثبات جعل أكرم يشعر وكأنه قد عاد طفلا في الخامسة من عمره .... يرتجف رهبة كلما رمقه شقيقه الذي يكبره بخمس سنوات شذرا ... لا طبيبا جراحا ناجحا في عمله ... ومهيب الشخصية بين معارفه ..
قال لقمان بجفاف :- لنقل بأن شهريارا واحدا في العائلة أكثر من كاف .. شهريارين بالأصح ... حتى وقد تفوقت أنت على والدنا الذي حقق حتى الآن طلاقا واحدا في حين كانت حصيلتك ثلاثة ........ قابلة للزيادة بالتأكيد ..
تلاشت الفكاهة مرة واحدة داخل أكرم .... وتصاعد الغضب داخله ... ذلك الغضب الذي لا يتوقف كلما عايره أحدهم بتجاربه الفاشلة ... وكأن الأمر بيده .. وكأنه هو من يلاحق الفشل تلو الآخر رافضا أن يشرف عائلة الطويل بتجربة زواج ناجحة واحدة ...
آه .... هناك زواج ناجح بالفعل ... النقطة البيضاء الوحيدة في تاريخ آل الطويل ... زواج أبيه الحالي .. والمستمر منذ خمسة وعشرين عاما تقريبا ...
قال أكرم ببرود :- لماذا أرسلتك إذن ؟؟
:- صدق أو لا تصدق يا أكرم ... رغم علاقتي الوثيقة بوالدتك ... هي لا تحتاج إلي كي أقوم بأعمالها القذرة عنها ... كانت لتأتي بنفسها لو أنها ظنت بأنك تحتاج إلى رقابة ... حتى وأنا أحاول جاهدا تذكيرها بأنك رجل ناضج في الثالثة والثلاثين من عمره ... وأنك أكثر من قادر على العناية بنفسك ... بل و أنك تستطيع عند الحاجة ترميم أخطائك والعودة عنها بشيء من الكرامة وعزة النفس ...
أحس أكرم بالدماء تنسحب من وجهه وهو يقابل نظرات شقيقه التي وازت نظراته ارتفاعا .. لا أحد سوى لقمان يجرؤ على تذكير أكرم بما يريد أن ينساه ... وقد كان تفكيره بهذا بحد ذاته مضحكا إلى حد الهستيرية .. تمكن بصعوبة من تمالك أعصابه مدركا بأنه لن يتمكن أبدا من كسب أي نقطة ضد أخيه الأكبر ... فقال بجمود :- لماذا لم تأت معك ؟؟؟
كان من الغريب لأذن أي سامع أن يسأل أكرم لقمان عن والدته هو ... أن تكون كل الأجوبة حول والدته متاحة لدى لقمان وحده ..
لقمان لم يكن قط مجرد ابن زوج بالنسبة إلى والدته ... لم يكن مجرد طفل يتيم في الرابعة ماتت والدته تحت تأثير المرض قبل فترة قصيرة جدا من لقائها بوالده ... وزواجها منه ... هو لم يكن أبدا عملا خيريا فرضه عليها قلبها الطيب ...
آمال الطويل تبنت لقمان منذ أول نظرة ألقتها عليه ... واعتبرته على الفور أبنا لم تنجبه ... حتى بعد إنجابها كل من أكرم وريان ... ظل لقمان ابنها الأكبر .. صديقها ... بئر أسرارها ...
وما زاد الطين بلة ... علاقة العمل التي ربطت بينهما منذ ما يقارب الخمس عشرة سنة ... عندما ساعدها لقمان على بناء عمل مستقل بعد سنوات من طلاقها من أبيه على إثر زواجه بامرأة أخرى ... وطردها إياه من منزل آل الطويل الكبير .. مطالبة به كي تربى أبنائها فيه .. فتركه لها ...
حتى في أحلك أيام لقمان ... تلك التي يذكرها أكرم جيدا .. هي لم تتخل عنه ... لم تتركه لأبيه وزوجته .. بل أصرت على أن تهتم هي به .. فارضة عليه حبها .. ورعايتها .. وتفهمها .. ولقمان لم ينس لها هذا قط..
الآن ... آمال الطويل سيدة أعمال لا يستهان بها ... صاحبة دار أزياء ضخمة .. تعتبر واحدة من أكبر دور الأزياء في الشرق الأوسط ... تلك التي يشاركها فيها لقمان سرا .. كما يشاركها دائما ويدعمها في كل مؤامراتها ...
دون أن يرد لقمان على سؤال أكرم ... التفت نحو باب الصالة .. حيث دخل رجل رغم علمهما بتجاوزه منتصف الستينات .. كان يبدو كما لو أنه لا يزيد أبدا عن الخمسين ... رجل كان يكفي أن يلقي الغريب نظرة واحدة نحوه ثم نحوهما ليعرف طبيعة العلاقة بينهما ... لقد كان والدهما ... نعمان الطويل ... وسيما .. بذلك الشكل المميز للعائلة ... تلك الوسامة الوحشية البعيدة عن الجمال .... حتى والشيب قد غزا شعره ليمنحه وقارا كانا يعلمان بأنه يتجاهله أحيانا ... والدهما الذكي .... الخطر ... العبقري ... العاطفي .. والأناني في الآن ذاته ...
هذه السمات ... كانت تصفع أكرم كلما فكر بها ... مدركا بأن نفوره هو وأخوته منها.. لا ينفي على الإطلاق أنهم قد ورثوها عنه بشكل كامل ... ربما ريان لم يرث سحنة آل طويل الداكنة ... بشعره الأشقر وعينيه الزرقاوين كوالدتهما ... إلا أنه لم ينجو هو الآخر من اندفاعية وطيش آل الطويل ...
وسامة ... عاطفية ... تهور .. وذكاء لا حدود له ... وطموح لا يتوقف ... هكذا عرف والده منذ حداثته .. الرجل الذي بنى نفسه من الصفر مستغلا اسم عائلته العريق
عراقة لم ترتبط دائما بالثروة ... بل بتراث وتاريخ وأمجاد قديمة بناها رجال الطويل القدماء ... أجداده الذين تعود شجرة نسلهم إلى مئات السنين .. حاملة أسماء كبيرة لم تترك مجالا إلا وأبدعت فيه ...محاربون ... حكام ... قضاة .. أطباء .. محامون .. وأخيرا .... تجار ...
من الصفر .. تمكن والده من بناء تجارة رابحة سرعان ما تطورت عبر السنين ... فتحوله من تاجر تحف صغير إلى صاحب أكبر سلسلة من المتاجر في المدينة ... دون أن يترك مجالا إلا وتاجر فيه ... ابتداء بعشقه الأول ... التحف ... وانتهاءً بالأثاث والملابس .. وطبعا .. كان زواجه في أول شبابه من ابنة كاظم الحكيم ...الثري العروف وجد لقمان الذي مات قبل خمس عشرة سنة بعد أن ترك ثروته كاملة لحفيده الوحيد ... أحد العوامل المهمة التي ساعدته في شق طريقه ...
الذكاء ... الطموح ... العاطفية .. وغيرها من السمات التي ميزت أفراد عائلة الطويل .... إلا أن الوفاء لم يكن بينها للأسف ...
تصلب فك أكرم وهو يرى والده ... تتأبط ذراعه امرأة أنيقة ... سمراء وفاتنة رغم وشوكها على بلوغ الخمسين ... كالرجل الواقف إلى جانبها كانت تبدو أصغر بكثر من عمرها الحقيقي ... والفضل يعود حتما إلى العمليات التجميلية التي لا تعد والتي قام بها أحد أصدقاء أكرم ..
بفستان أزرق براق .... ومجوهرات ثقيلة تدلت من عنقها وأذنيها ... وشعر مصفف بصبيانية غير مناسبة لسنها ... كانت تضحك وهي تميل نحوه أثناء تلقيهما استقبال والدة العروس لهما ... حماته السابقة اللئيمة ... والتي عجزت بعكس ابنتها عن أن تتلقى طلاقهما برحابة صدر ...
قال من بين أنفاسه :- كيف يجرؤ على إحضارها إلى هنا ؟؟
السيدة إيناس ... المرأة التي تسببت بطلاق والدته .. تلك التي أغرت والده خلال ترددها على أحد متاجره فدفعته للزواج بها ... النتيجة كانت طلاق والدته التي لم تتقبل أبدا خيانته أو تسامحه عليها ..... المأساة كانت أن والده كان ليتخلى عن تلك المرأة .. ويعود لوالدته صاغرا نادما لو لم تنجح في تحقيق حمل منه منعه من التخلي عنها وجنينها ..
قال لقمان بجفاف :- ماذا تتوقع ؟؟؟ إنها زوجته ... شئنا أم أبينا فهي من يمثله الآن ... لا آمال ..
ثم نظر إلى عيني أكرم مباشرة قائلا :- هي زوجة والدنا حتى إن لم يعجبنا الأمر ... أنت لست مرغما على التعاطي معها ... إلا أنك مرغم على احترامها ...
هه ... وكأن أي شيء في الدنيا قادر على إرغام لقمان على تقديم الاحترام لشخص لا يعترف باستحقاقه له ... ربما كان لقمان متحكما تماما في عواطفه وهو يراقب والده وزوجته من بعيد ... إلا أن أكرم كان قادرا على تمييز تلك الظلمة التي كست عينيه الداكنتين في أول فضح واهي لمشاعره .. إذ لا أحد إطلاقا ... يعرف ما يفكر به لقمان ... ما يفكر به ... ما يشعر به ... ما يتصارع داخله ... تبا ... لا أحد يعرف أي شيء عن لقمان ...
عاد أكرم ينظر إلى والده ... وقد خيمت تلك الحقيقة المرة فوقه هو ولقمان .. تثقل فوق أنفاسهما كجاثوم بشع لتذكرهما بأن هذا الرجل هو والدهما ... الرجل الذي كما يحبانه بجنون .... يزدريان ميراثه لهما ... ذلك الميراث الذي لم يستطع أحدهما تخطي حصته منه ... أو إنكار وجوده فيهما ... ميراث تخطى بكثير شبههما الشكلي به .. حتى وهما يحاولان تجاهله ... إنكاره ... إلا أنه كان موجودا ... دائما كان موجودا ..
هذا الرجل هو والدهما ... وتلك المرأة المتأبطة ذراعه بغرور هي زوجته .. ووالدة أخويهما الغائبين عن مرافقتهما على غير العادة .. مما جعل أكرم يتساءل دون أن ينطق بتساؤله ... عن المصيبة التي تسببت بغيابهما هذه المرة




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:30 PM   #66

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- ما الذي تفعلينه ؟؟
أجفلت شمس وصوت ضياء الحاد يكاد يخل بتوازنها ويرخي قبضتيها الملتفتين حول طرفي السلم المعدني الصدئ الذي كانت تستخدمه لرفع نفسها إلى الرفوف العلوية محاولة إعادة البضائع التي كانت تعرضها قبل دقائق على آخر زبائنها إلى مكانها ... بصعوبة .. وبإرادة من حديد ... تمكنت من موازنة نفسها وهي تنظر من فوق كتفها إلى شقيقها الأصغر .. الذي وقف أسفل السلم ممسكا خصره بيديه .. وقد اعتلت ملامح وجهه التي رغم نضوحها وهو يوشك على إتمام الثامنة عشرة من عمره ما تزال تحتفظ بطفوليتها ... تعابير غضب وإحباط ممزوجين بالقلق وهو يقول :- لقد حذرتك أكثر من مرة من اعتلاء هذا السلم المهترئ خشية أن يتحطم بك فتقعين وتكسرين رقبتك .. أهذا ما تريدينه يا شمس ... قتل نفسك ؟؟
أدارت عينيها بسأم وهي تنزل السلم بحذر متحاشية تلك الطبقة الشبه محطمة والتي ما كانت لتحتمل ثقلها بالتأكيد ... بينما كانت تقول :- توقف عن النواح يا ضياء ... تربطني بهذا السلم هدنة طويلة وقوية .. لن يغدر بي أبدا فيوقعني من فوقه ...
لاحظت كيف استرخت ملامحه بارتياح فور أن استقرت قدماها فوق الأرض بثبات مما جعل قلبها يتلوى حبا وفخرا بأخيها الذي كبر فجأة بين ليلة وضحاها فاستحال إلى شاب قوي وحمائي للغاية ...
ربما هي لا تدخر فرصة دون أن تستغلها في ملاسنته .. وإغاظته موقظة طبعه الناري الشبيه بطبعها .. ربما هو لا يحبها كما يحب شقيقتها قمر .. التي لا تتوقف عن تدليله منذ كان رضيعا صغيرا ... إلا أن حبها له غير قابل أبدا للشك ..
قال عابسا :- سيفعل ذات يوم ... وسأذكرك حينها بكل المرات التي حذرتك فيها من استخدامه ... طبعا لو لم تكوني قد كسرت رقبتك حينها ... عندها سأكتفي بذكرك بالخير ... إذ ليس من المستحب شتم الأموات ..
اضطرت شمس لرفع نفسها على رؤوس أصابعها كي تتمكن من الوصول إلى رأسه الذي اعتلاها بما يزيد عن العشرين سنتيمترا فتضربه براحتها منتزعة منه صيحة احتجاج قبل أن تستدير لتتابع قيامها بالإجراءات اليومية والتي تسبق إقفالها المتجر مساءا ...
متجرها الصغير ... أكبر إنجاز حقيقي في حياتها .. السبب الحقيقي الذي أبقاها عاقلة خلال السنوات الأربع الماضية ..
شمس للأزياء ...
اسم تقليدي غير مبتكر على الإطلاق ... إلا أنه كان ما احتاجت إليه كي تثبت لنفسها قبل الآخرين بأنها مهمة ... بأنها تنجز شيئا .. وأنها تمتلك شيئا ينتمي إليها .. يميزها ... يمنحها القيمة التي انتزعت منها بدون رحمة في الماضي ...
لقد منحتهم سببا في الماضي كي يشهدوا ضعفها ... إلا أنها لن تفعل مجددا ... مع متجرها الصغير الذي كان يحقق نجاحا لا يستهان به خلال السنوات الأخيرة ... شمس قادرة على مقارعة الدنيا بأسرها ...
تأفف ضياء وهو يقف في انتظار انتهاء شمس من إقفال المحل وهو يقول :- لماذا لا أقوم أنا بإقفال المحل بينما تحملين أنت كل هذه الأغراض ...
اعتدلت بعد أن انتهت من تثبيت القفل .. ثم ضمت سترتها إليها وقد أثارت نسمة قوية قشعريرة خفيفة في جسدها ذكرتها بأن الربيع يوشك على أن ينتهي مسلما مكانه للصيف ... إلا أن هواءه العاصف والمحمل بالأغبرة كان يرفض بإباء أن ينسحب بسهولة ..
استدارت نحو ضياء قائلة ببساطة :- لأنني رئيسة عملك ... وقد أمرتك بأن تحمل الأغراض عني حتى أنتهي من إقفال المحل .. كما أنني امرأة رقيقة لا تحتمل وزنا ثقيلا ... في حين أنك رجل ... أنت رجل ... صحيح ؟؟ إذ توشك على بلوغ الثامنة عشرة ...
احمر وجهه سخطا مما جعلها تضحك .... هي لا تمل أبدا من استفزاز أخيها الأصغر وإثارة الطبع العصبي فيه ... يصغرها بعشر سنوات تقريبا ... ولا يجمع بينهما أي شبه جسدي وقد ورث طول قامة أبيه وسواد شعر والدته ورقة ملامحها ... في حين كان رأسها هي يصل إلى كتفه بالكاد ... كما امتلكت ألوان والدها الباهتة .. وملامحه الأقل رقة إنما لا تقل جمالا ....
... كاد ضياء يفقد أعصابه كالعادة كلما تطرقت شمس لعمره اليافع واتهمته ضمنيا بالطفولية لولا أن منعه صوت بلال ... جارهما ... وصاحب متجر المصنوعات الجلدية و الواقع على بعد متجرين من متجرها :- مساء الخير ... أرى أنك تغلقين المتجر باكرا هذا المساء
ابتسمت تلقائيا وهي تلتفت إلى بلال ... الشاب الذي يكبرها بثلاث سنوات .. وسيما بطريقته الخاصة .. شعر قصير أجعد وعينين مرحتين ... بلال لم يكن مجرد جار لها .. لقد كان صديقا حقيقيا منذ افتتحت المتجر قبل سنوات ... زمجرة ضياء من ورائها لم تمنعها من انتظار بلال حتى يقترب فتقول :- مساء الخير يا بلال .... لقد وعدت والدتي بأن أعيد ضياء باكرا وقد أضاع ما يكفي من اليوم في مساعدتي بدلا من الدراسة والتحضير لامتحان الثانوية العامة ..
لم يكن كلامها صحيحا تماما ... إلا أنها أرادت إغاظة ضياء الذي لم يستطع قط أن يحب بلال ... لا لعيب في جارها اللطيف .. بل غيرة إذ أن مشاعر بلال نحوها لم تكن سرا على الإطلاق ...
السبب الحقيقي كان اعتذار حاتم ... الموظف المسائي الذي كان يحل محلها بعد مغيب الشمس فلا تضطر للبقاء في المتجر لساعة متأخرة .. خيار مغادرتها قبل حلول المساء لم يكن مطروحا على الإطلاق في يوم كهذا ... إلا اليوم ... حيث كانت في حاجة إلى أكبر قدر من الإلهاء ...
أدار بلال رأسه نحو الشارع حيث تراصت سيارات إلى جانب الرصيف وقال :- ألم تنتهي صيانة سيارتك بعد ؟؟ ربما حان الوقت أخيرا كي تستبدليها بأخرى أكثر فاعلية ...
تدخل ضياء حينها متفقا مع بلال في حالة نادرة وهو يقول :- أرأيت ... أنا لست الوحيد الممتعض من أداء سيارتك العجوز ...
عبست شمس وهي تقول :- هي ليست عجوزا ..... هي فقط .... ذات خبرة طويلة في الحياة ...
ضحك بلال وهو يقول :- لم لا أوصلكما بسيارتي بدلا من أن تقضيا النصف ساعة القادمة في البحث عن سيارة أجرة ... سأطلب من فتاي مراقبة المتجر في غيابي ...




يتبع ..

Nana.k and khaoula laamim like this.

blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:30 PM   #67

ارفق بأحبابك

? العضوٌ??? » 377821
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 872
?  نُقآطِيْ » ارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond reputeارفق بأحبابك has a reputation beyond repute
20 العراق

مبارك مبارك مبارك نزول الروايه
موفقه ياغاليه على قلبي 💕 💞 💕 💞 💕 💞
كلي شوق أن أبدأ بقراءة الرواية من جديد
اصلا أنتي أجمل شيء حدث في حياتي
احبك جدا وجدا وجدا


ارفق بأحبابك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:31 PM   #68

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

قبل أن تتمكن من الرد على عرض بلال هتف ضياء بحماس من عثر على كنز دفين بعد تنقيبه وسط الصخور بحثا عنه :- إنها قمر .... أختي المفضلة .. كالعادة تصل في الوقت المناسب لإنقاذي ...
التفتت شمس نحو سيارة قمر الحمراء والصغيرة ... التي توقفت أمام الرصيف على بعد أمتار منهما ... قبل أن يعلوا نفيرها في تنبيه لشمس وضياء بوجودها ...
لم تكد شمس تودع بلال بكلمات مختصرة حتى كان ضياء قد سبقها ضاحكا ليحتل المقعد الأمامي راميا حمولته من الأغراض التي كلفته بحملها بين قدميه ... متحديا شمس أن تبدأ شجارا معه أمام معجبها المتيم .. وفي هذا الوقت النشط جدا من المساء حيث يزدحم الرصيف بالمارة .. والشارع بالسيارات الغادية والرائحة ..
ساخطة ... ومتوعدة ... لحقت به لتستقل المقعد الخلفي قائلة قبل حتى أن تغلق الباب ورائها مخاطبة شقيقتها التوأم المستقرة خلف عجلة القيادة وبدون مقدمات :- ما الذي جئت تفعلينه هنا ؟؟؟
عبر المرآة الأمامية للسيارة ... تمكنت من رؤية العبوس يعتلي وجه شقيقتها التوأم ... وجه كان منذ سنوات طويلة مطابقا تماما لوجه شمس ... قبل تتغير كلاهما مع الزمن .. فبالكاد كان الناظر إليها يميز أوجه الشبه بينهما الآن ...
وجه قمر الجميل كان مزينا بإتقان ... بتلك الطريقة التي كانت لا تشوه رقة ملامحه ... الكحل يحدد عينيها البندقيتين الشبيهتين بعيني شمس .. شعرها ذي اللون الذي تراوح لونه بين النحاسي والذهبي .. نتيجة لعمل مصففة الشعر البارعة التي تزورها قمر بشكل دوري ... كان مصففا بعناية بطوله الذي تجاوز كتفيها بالكاد ... ملابسها الأنيقة كانت مبتاعة من متاجر مخصصة للنخبة حيث لا يستطيع سواهم تحمل تكلفة بضائعها .. لا ... هي لم تكن أبدا تبدو كشقيقة شمس التوأم ...
شمس التي خلا وجهها تماما من الزينة .. في حين عقدت شعرها العسلي الداكن فوق رأسها في عقدة مهملة .. بينما عبرت ملابسها التي تراوحت بين البساطة والأنوثة والسريالية .. عن شخصيتها المتناقضة والغير قابلة للتوقع ...
قالت قمر بجفاف :- هذا ليس الشكر الذي كنت أتوقعه منك على تفكيري بتوفير عناء المواصلات عليكما ...
سألتها شمس بطريقتها المباشرة وكأن قمر لم تقل شيئا :- هل تشاجرت مع خالد مجددا ؟؟؟
كانت قمر قد بدأت تقود السيارة عبر طرقات المدينة باحترافية كانت تدهش شمس وهي تتذكر الفتاة الصغيرة التي كانتها قمر قبل ست سنوات ... بريئة .. رقيقة .. مترددة .. ملاك حقيقي .. قبل أن يكتسحها خالد أديب عن قدميها خلال عملها لديه فيوقعها في حبه .. ثم يتزوج بها .. منتزعا إياها من عالمها البسيط .. وملقيا بها مرة واحدة في عالمه المتألق والمزخرف ...
قمر البسيطة .. الرقيقة .. الناعمة ... من كان ليتخيل أن تتمكن خلال السنوات السابقة التي تلت زواجها من خالد من أن تبلى جيدا في دورها الجديد ... من سبق وعرفها في الماضي .. سيجد صعوبة كبيرة في تصديق التغيير الذي طرأ عليها .. إذ تبدو ظاهريا كسيدة مجتمع متألقة .. ناضجة .. جميلة . أنيقة . واثقة من نفسها .. تقود سيارتها الشخصية .. وتشرف على عدة مناسبات خيرية خلال كل سنة .. وتحظى بحب زوجها الغير محدود لها ....
المقربون منها فقط .. كنورا وشمس وحتى ضياء .. وحدهم القادرون على إدراك الحقيقة .. وهي أن قمر لم تتغير حقا رغم كل شيء .. إذ ما زالت تحمل داخلها روح الفتاة الهشة الرقيقة .. تلك التي تفيض بالعاطفة .. تلك التي تمكنت ببرائتها من لف خالد أديب كالخاتم حول إصبعها الصغير ...
قبل ست سنوات ... كانت الغيرة هي الشعور الأكبر الذي كان يغمر شمس كلما فكرت بحظ شقيقتها التوأم في الحصول على زوج كامل .. حياة كاملة ...... كل ما سبق وتمنته هي لنفسها ..
.. قبل ست سنوات ... أما الآن ... فلم يكن للغيرة مكان داخلها اتجاه شقيقتها على الإطلاق ..
قالت قمر بتوتر وهي تجيب عن سؤالها :- لا .... لم نتشاجر ... لماذا تظنين هذا ؟؟؟
:- لأنك هنا .....
تأففت قمر وهي تقول :- أنا هنا لأنني هممت بزيارة الخالة نورا ثم فكرت بالمرور بكما وأخذكما إلى البيت في طريقي وقد أخبرتني بالأمس بأن سيارتك لن تكون صالحة للاستخدام قبل أيام ...
هزت شمس رأسها وهي تقول :- نعم .. نعم .. هذا صحيح ... وأنت أخت رائعة .......... لماذا تشاجرتما ؟؟
تنهدت قمر وكأنها قد يئست من محاولتها خداع توأمها .. شمس لم تكن يوما من النوع الذي يسهل خداعه أو الالتفاف حوله ... قالت بتوتر :- لم نتشاجر .... حقا .... هو مشغول لا أكثر ... في الواقع ... هو يحضر زفافا في هذه اللحظة برفقة والدته ....
سألها ضياء هذه المرة وقد كان صامتا منذ دخوله السيارة :- ولماذا لم يأخذك أنت معه ؟؟
قالت باقتضاب :- أنا لم أرغب بمرافقته ...
ساد الصمت الثقيل داخل السيارة كإعلان صاخب عن السبب الحقيقي لشجار كل من قمر وخالد ... رغم الشحوب الذي اعتلى وجه شمس ... إلا أنها حافظت بسهولة على ثبات ملامحها ... وهي مهارة نجحت في اكتسابها خلال السنوات القليلة السابقة .. وهي تعود بظهرها إلى الوراء ... وتدير وجهها لتنظر عير النافذة إلى الطرقات التي بدأت تزداد شعبية مع اقترابهم شيئا فشيئا من الحي الذي تقيم فيه برفقة ضياء و نورا ...
السبب الحقيقي لامتناع قمر عن الذهاب إلى الحفل برفقة خالد تمثل فيها هي ... شمس ... التي كانت أجبن من أن تعترف بالأمر فتدفع شقيقتها للتحدث عنه أكثر ... هي المذنبة ... حقا ... إذ أنها كانت من رأى ذلك الإعلان قبل أيام عن حفل الزفاف المرتقب ... كان عليها أن تعرف منذ رأت سيارة قمر واقفة أمام متجرها .. السبب الحقيقي لقدومها ...
ضياء ... الذكي إنما مندفع ... لم يكن متكتما مثلها .. إذ قال من بين أسنانه بصوت حمل غضبا من نوع خاص ... ذاك النوع الذي يتراكم عبر السنوات شيئا فشيا فيصبح ثقيلا ... مغبرا ... مدفونا تحت هموم الحياة اليومية والمتجددة ... إلا أنه يزداد تعتقا مع مرور الزمن .. فلا يتلاشى ... بل يزداد وطأة لا أكثر ..
:- ليتني كنت هناك .... لقتلته حيث وجدته .. ذلك الخنزير الوسخ ...
أوقفت قمر السيارة أخيرا في مكان خالي وجدته صدفة بين صفوف السيارات المتراصة بتقارب أسفل العمارة القديمة التي انتقلت إليها العائلة منذ ثلاث سنوات تقريبا ... ثم مدت يدها لتهدئ بلمستها الرقيقة شقيقها الأصغر ... وهي تقول بحنان :- أصدقك ... يا بطلي الشاب ... إلا أن الثأر لا يؤخذ أبدا بالعنف كما تعلم .. أم تراك نسيت ما علمتك إياه والدتك ؟؟؟ ذلك الرجل سيدفع غاليا ثمن ما فعله .... عاجلا أم آجلا سيفعل ... فالعدالة لابد أن تأخذ مجراها يوما ...
بدون أي كلمة ... ترجلت شمس من السيارة ... وسبقتهما إلى داخل العمارة المبنية من حجر قديم اسود لونه .. حيث تجاوزت عبر المدخل الضيق بضعة فتيان كانوا يدخنون خفية عن أعين عائلاتهم .. غير مبالية بلحاق كل من قمر وضياء بها ....
.. أي عدالة .. وأي ثمن .. غير ذاك الذي دفعته هي ... وستظل تدفعه طوال حياتها ... وإلى الأبد ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:32 PM   #69

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- لقمان ... أركان...
أدار أكرم عينيه وهو يسمع نداء والده له بالاسم العجيب الذي اختاره له لحظة ولادته .. واستدار ليرى لقمان وهو يستجيب لمبادرة أبيه بتحفظه المعهود :- مساء الخير أبي ... لم أتوقع رؤيتك هنا ...
أومأ ( نعمان الطويل ) برأسه في تحية بعيدة لأحد معارفه .. قبل أن يقول مخاطبا ابنه الأكبر :- رياض صديق عزيز وقديم جدا لي ... ما كنت لأخذله فلا ألبي دعوته لحفل زفاف ابنته .. ومساعدته على تخطي أقاويل الناس بإثبات استمرار العلاقة الجيدة بين العائلتبين بعد الطلاق المؤسف ... طلاق كنا نستطيع تلافيه بالطبع لو أن شقيقك أكرم كان أكثر تعقلا من أن يسمح لنفسه بخسارة زوجة رائعة كنيفين ..
قال أكرم بسأم :- حقا ... أبي ... هل سيبدأ كل منا الآن بتعداد أخطاء الآخر ؟؟
التفت والده نحوه عابسا وهو يقول مغيرا الموضوع بدون مقدمات :- أنت ... لقد انتظرناك أنا وخالتك إيناس في الأسبوع الماضي على العشاء ولم تأت .. حتى أنك لم تقدم عذرا مقنعا لغيابك ..
قال أكرم ببساطة :- لقد انشغلت في عملية طارئة ...
:- أتسخر مني يا ولد ... أنت جراح تجميلي ... ما من حالات طارئة في مجالك ..
هز أكرم كتفيه قائلا :- إنها عروس اكتشفت ترهلا في ردفيها قبل زفافها بأيام .. ألا تسمي هذه حالة طارئة ؟؟
ثم عبس أمام بريق عيني لقمان المتفكه وقال ساخطا :- ولا ... لم تكن العروس نيفين ...
أهذه ابتسامة تلك التي كان والده يكبحها ؟؟؟ .. عاد يواجهه قائلا :- لقد حضر ريان العشاء عني وعنه .. أظنه قد أبلغك أنت و ... وخالتي باعتذاري عن الحضور
لحسن الحظ .... لم يتابع والده الأمر فيناقشه كالعادة في رفضه التعاطي مع زوجته وولديه الآخرين .. في حين لا يجرؤ على طرح الموضوع على لقمان إطلاقا ... مشتتا بذكر أكرم لشقيقه الأصغر .... نظر والده حوله فجأة وهو يقول :- أين ريان ؟؟ ألم يأت معكما ؟؟
وكأن أحدا يستطيع جر ريان إلى مكان لا يريد التواجد فيه ... الأخ الأصغر المصر على أن يعيش حياة بوهيمية ... بدون ضوابط أو قيود ... متخبط وضائع على الدوام وقد تاه بين دلال والدته و حرص أبيه على تعويضه عن غيابه بوسائل أخرى ... كتوظيفه معه في متجره المفضل حيث يبقيه أمام عينيه على الدوام .. في السادسة والعشرين من عمره .. ومع هذا .. كان يتصرف أحيانا وكأنه ما يزال مراهقا في السادسة عشرة .. في الواقع ... لا يذكر أكرم آخر مرة رأى فيها شقيقه الأصغر المتمرد ...
نظر لقمان إلى ساعته قائلا :- أنا مضطر للمغادرة إذ لدي موعد مهم خلال ساعة ...
أوقفه أبيه وهو يقول :- لقمان ... ما يزال موعدنا على حاله مساء الغد .. صحيح ؟؟ سنتحدث في المشروع إياه الذي ذكرته لك خلال لقائنا في الأسبوع الماضي ...
بوجه غير مقروء .. أومأ لقمان برأسه دون أن يقول شيئا ... فلانت ملامح أبيه وهو يقول :- شكرا لك لسماحك لجمان باستخدام مزرعتك لهذا المساء ..
قال لقمان بجفاف :- أن تستعير ابنتك المدللة منزلي لأجل إقامة حفل عيد ميلادها أهون بكثير من أن تقتحمه كما فعلت العام الماضي برفقة كنان .. هما محظوظان لأنني لم اتخذ معهما إجراءً تأديبيا ما كان ليعجبك .. أو يعجب زوجتك الهستيرية على الإطلاق .
وحده لقمان من يجرؤ على مخاطبة أبيه بهذه الطريقة وكأنه مساوي له ... وحده لقمان من يجرؤ على إهانة زوجة أبيه المدللة في وجهه بدون أي خوف من العواقب ... وحده لقمان من يجرؤ على إظهار عدم رضاه عن الأخوين الأصغر سنا في عائلة الطويل بدون أي مراعاة لمشاعر والدهما الذي هز كتفيه وهو يقول :- هما مندفعان .. أعرف هذا ... إلا أنهما من آل الطويل ... و آل الطويل لا يتصفون بالحكمة على الإطلاق كما تعلم ..
هذا صحيح تماما .... إلا أن لقمان كان دائما مختلفا ... فأكرم لا يذكر أبدا آخر مرة رأى فيها لقمان يقوم بأي تصرف تلقائي أو غير مدروس العواقب ...
فور أن ابتعد لقمان مغادرا ... التفت والده نحو أكرم قائلا بخفوت :- كيف حال والدتك ؟؟
في كل مرة كان والده يراه فيها كان يطرح عليه هذا السؤال ذاته ... مثبتا لأكرم مرة بعد مرة بأنه لم يتوقف قط عن حب زوجته الثانية ... تلك التي دمر حياته معها مرة واحدة وبسبب نزوة ...
قال أكرم بجفاف :- بخير ... بل هي رائعة في الحقيقة ... ما سمعته من لقمان أن مبيعاتها هذا العام قد تخطت معدلها المعتاد ... اسمها صار أشهر من نار على علم ...
أومأ والده دون أن يعلق ... ونظراته تنتقل تلقائيا نحو زوجته التي كانت تثرثر في ابتهاج في تلك اللحظة مع إحدى المدعوات ... مما جعل أكرم يتساءل عن الصراع الفكري الذي كان يدور في تلك اللحظة داخل عقل والده ...
ارتفع رنين هاتف أبيه في تلك اللحظة لينتشله من شروده ... فاستغل أكرم لحظة انشغاله ليبتعد ... مفكرا بأنه الوقت الأمثل على الأرجح كي يغادر بدوره وقد قام بما جاء لأجله ... عندما كاد يصطدم بسيدة أوشكت على سكب محتويات شرابها بسببه لو لم يمسك بكأسها في اللحظة الأخيرة قبل أن ينزلق من بين أصابعها ... قبل أن ينطق باعتذاره .. سمع اسمه بصوتها المألوف وهو يقول بدهشة ممزوجة بشيء من التوتر :- أكرم !!
رفع رأسه نحو السيدة التي كانت تقارب والدته بالعمر ... في مثل عمرها ... إلا أن شخصيتها كانت أكثر صرامة ووقارا بملابسها السوداء إنما غالية الثمن بوضوح ... وشحب وجهه عندما تعرف إليها وهو يقول بتوتر :- سيدة ( فخر ) ..
تلقائيا وعلى الفور ... رفع رأسه بحثا عن مرافقها المتوقع ... لتلتقي عيناه بعينيه الخضراوين .. القاسيتين .. الغير متسامحتين .. عينين انتمتا يوما لرجل كان يوما صديقه المقرب... قبل أن يتوقف عن أن يكون كذلك قبل سنوات مضت ..
قال بصوت خشن :- خالد ...
رد خالد ببرود دون أن يظهر على وجهه الوسيم أي لين أو تأثر برؤية صديقه القديم ... بل السابق :- أكرم ...
:- أكرم ...
صوت والده أنقذه من موقف ما كان ليعرف طريقة للتعاطي معه ... إذ ما من شيء يستطيع قوله لصديقه القديم مبررا من خلاله تصرفات كانت خارجة تماما عن إرادته .. أفعال ما كان ليقوم بغيرها لو أن عاد به الزمن إلى الوراء مجددا .. حتى وهو يعرف بنتائجها البشعة التي كان هو سببا بها .
التفت نحو أبيه الذي بدا شاحبا ... قلق العينين وهو يقول :- إنه شقيقك ريان ... لقد أوقع نفسه مجددا في مشكلة ... مشكلة كبيرة هذه المرة ...








انتهى الفصل الأول بحمد الله
موعدنا غدا مع الفصل الثاني بإذن الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 05:39 PM   #70

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

قراءة ممتعة للجميع
طبعا زي ما اتفقنا ... سيتم تنزيل الفصول الأربعة تباعا بشكل يومي
في حين سيتم تنزيل الفصل الخامس يوم الأحد بإذن الله ..
طبعا لا شيء يمكن أن يعوض التعليقات واللايكات الزائلة ..
إلا أن أملي في مساعدتكم على الأقل لاستعادة اللايكات كبير
نورتوني


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.