آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-16, 09:01 PM   #91

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
التو خلصت قراية الفصول التسعة كلها مرة وحدة
حبيتها وحبيت سردك فى احداثها
رندا وهشام المجنون الذى وقع فى حبها من اول نظرة
كما فهمت انها متزوجة منه وحامل لكن بعد فوات الاوان
يا ترى اشو صار بينهما ؟
معقول هشام خانها كما تظن رندا ؟ لااظن ذلك
وهشام لن يتخلى عن رندا
عرفنا عيلة رفعت هاشمى
زياد ابن العم ووتين اخت رندا التى خطبت لواحد ثانى وهو سالم اللى ما حبيته
وتسببت بالم لزياد الذى تاذى منها
فزياد كان يعشقها وهى تخلت عنه وعن حبهما فلماذا اذا كانت تحبه تخلت عنه وخطبت لسالم؟
هل فات الاوان بالنسبة لزياد ووتين ؟
عاصي شخصيه عابثة حبيته جداااااااا
كما فهمت انه وعد عمه بالا يتخلى عن رهف
رهف الفاقدة الذاكرة جزئيا
ولم تسامح عاصي على ما فعل
كانت بحاجة اليه وهو لم ياتى كما فهمت
يا ترى مين السبب فى الحادثة ؟
فهدف هشام وعاصي الانتقام ممن تسببوا لهم
سيف الغيور وهاميس ما احلاهما بيجننووووووو
يعطيكى العافية عليها يا مايلو
واعتبرينى من المتابعين لكى ولو متاخرة
ودى

نورتينى بوجودك يا قمر و سعيدة جدا بمتابعتك و تشجيعك لقلمى و رأيك أكيد شرف ليا .. يا رب يكون قلمى دايما عند حسن ظنك به
هشام متمسك براندا و هى كمان رغم إعتقادها بوجود علاقة بينه و بين سيلين .. بس مع ذلك مصممة تسترجع حبه لها ...
و تين تكون ابنة عم راندا و ابنة عم زياد أيضا ... وتين جرحت زياد جدا بتخليها عن حبهم ... و قرارها كان لمصلحة الجميع و أولهم زياد زى ما هى تعتقد .. زياد صعب جدا يسامح وتين حتى لو تراجعت عن خطبتها ... وضعهم صعب
عاصى العابث دوما و علاقته الأليمة مع رهف و اتهامها المستمر له و كراهيتها .. مشواره معاها طويل و صعب بصعوبة جراحها ...
سيف و هاميس و علاقة قوية من الصغر لكنها معرضة أيضا لإختبار من القدر
سعيدة جدا بوجودك و متابعتك و أتمنى الأحداث الجاية كلها تعجبك بإذن الله
خالص تحياتى عزيزتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 09:07 PM   #92

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
الف مبروك التمييز والتثبيت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 5 والزوار 5) ‏قمر الليالى44, ‏رسوو1435, ‏Roquro, ‏مشاعل 1991, ‏مسره الجوريه
الله يبارك فيكِ حبيبتى تسلمى و منورانى دايما


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 09:29 PM   #93

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي

ماي ماي حبيبتي الف الف مبرووك *-* تستاهلي يا غاليه الرووايه تستحق
بالتوفيق دائمآ يا احلى مومو


نرجس علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 11:36 PM   #94

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
ظلام .. ظلام شديد .. سواد كان يحيطها من كل جانب .. سواد لم تكن عيناها قادرتان على إختراقه و رؤية ما يخفيه ، لكنها مع ذلك و للعجب كان يمكنها أن ترى ... كأنها انفصلت عن جسدها و غدت شيئا أثيريا ، ترى ما يحدث لها و كأنها أصبحت شخصين .. تشعر بالرعب و هى ترى نفسها تجرى دون توقف فى ذلك الطريق المظلم دون نهاية .. تلهث و أنفاسها تتردد عالية مشوشة على ذلك الصمت الرهيب الذى يحيطها .. و خلفها آلاف الشياطين تلاحقها دون رحمة ... تتسارع خطواتها أكثر فى الظلام الذى ينتظرها أكثر كلما أوغلت فى الطريق .. أنفاسها تتلاحق بسرعة أكبر و هى تهتف داخلها ألا تنظر خلفها لترى إن كانوا قد أوشكوا على اللحاق بها أم أنها أفلتت منهم ، لكنها لم تكن فى حاجة لذلك كانت قادرة على الشعور بهم .. رؤيتهم .. صرخة انطلقت عالية لم تتجاوز شفتيها لكنها ترددت فى أذنها بقوة عندما شعرت بيد تمسك بقدمها .. يد ذات مخالب انشقت عنها الأرض فجأة لتقبض على قدمها فتوقف إندفاعها لتسقط أرضا .. ركلت ذلك الوجه الأسود الذى لا ترى ملامحه لكن أعماقها تدرك مدى بشاعته .. زحفت مبتعدة تحاول الإبتعاد قبل أن يلحقوها ، لكن هروبها انتهى مع ذلك الجدار الأسود الذى انتهت إليه ... جدار توشح بسواد الظلام الذى أحاطها و شياطينه التى لحقت بها أخيرا و حاصرتها ... التصقت بالجدار تكاد تصبح جزءا منه و شعرت بدموع حارة تتساقط على خديها ... قدماها تجمدتا فى رعب عاجزة عن فعل شئ مع إقترابهم ... اتسعت عيناها جزعا و هى ترى أيديهم المخلبية السوداء تمتد نحوها لتنطلق صرخة عالية من قلبها سمحت لها شفتيها بالخروج و هى تصرخ بإسمه
_"عاااااصييي"
صرختها بإسمه أوقفت الشياطين فجأة كأنها تجمدت .. فقط للحظات و كأنما أدركوا أنه لن يأتى لنجدتها إقتربوا أكثر لتصرخ بصوت أعلى حمل حرقة قلبها و دموعها لا تتوقف و عيناها تتحركان بحثا عنه فى كل إتجاه
_"عااااصيي .. عاااصييي"
ضحكة خشنة تعالت لتصم أذنها قبل أن تسمع زعيم الشياطين الذى اقترب ليمسك بمخالبه ذقنها و هو يهمس بفحيح أثار رعبا أكبر داخلها
_"لن يأتى .. فارسك المنقذ لن يأتى .. لقد تخلى عنكِ منذ وقت طويل .. لن يأتى الآن .. لن يأتى أبدا"
مخالبه مرت على خدها مثيرا قشعريرة إشمئزاز و رعب داخلها و هى تنزلق من خدها إلى عنقها لتتوقف عند ياقة ثيابها .. صرخت برعب و هى تراه يشق بمخالبه ثوبها إلى نصفين
_"عااااصييي"
صرختها الباكية اختلطت بضحكاته و ضحكات شياطينه الذين اكتفوا بالمراقبة و هو يلتصق بها أكثر .. تحاول دفعه دون جدوى و هى تشعر بيديه القذرتين تمزقان ثيابها أكثر مدنسا جسدها بلمساته الوحشية .. ينتهك براءتها .. تصرخ أكثر دون جدوى فلا منقذ يأتى لنجدتها و لا وجدت داخلها القوة لتقاوم
_"لا .. اتركنى .. دعنى .. لاااا .. عااصيي .. عااصيي .. أين أنت؟! .. تعال"
ضحكاتهم ترتفع أكثر تغطى على صراخها التى كانت تخفت رويدا رويدا مع روحها التى تدنست مع جسدها المنتهك الذى كان يرتجف ذلا بين يديه .. روحها التى كانت تنسل ببطء مستنزفة آخر قواها فى صرخة أخيرة بإسمه ... صرخة توقف بعدها كل شئ فكأنما تحول الجميع إلى تماثيل و نور خافت يتسلل من بعيد مخترقا العتمة اللعينة .. نور كان يزداد قوة مع إقترابه .. منحها القوة لتدفع عنها ذلك الشيطان الذى بدا كما لو أن ذلك النور قد أوهن قواه .. كان يزداد ضعفا و شحوبا مع إقترابه .. بينما ذلك النور يبث داخلها قوة أكبر لتنهض .. و مع إقترابه كانت قادرة على رؤية ذلك الخيال الذى يقف وسطه يمد لها ذراعين مفتوحتين .. همست بإسمه داخل قلبها بذهول و هى تخطو بين الشياطين التى انكمشت على نفسها .. همستها ترددت بقوة أكبر مع دموعها التى عاودت السقوط .. لقد أتى .. (عاصى) قد أتى و لم يتخلى عنها .. لقد أتى من أجلها .. تحركت قدمها خطوة واحدة توقفت فجأة لتنظر للأسفل لترى يده الواهنة تتمسك بقدمها تمنعها الحركة و ضحكة شامتة ترتسم على وجهه البشع الذى كان يشحب أكثر و هو يقول شامتا بينما النيران تشتعل فيه هو و شياطينه
_"لقد أتى بعد فوات الأوان .. ما الفائدة الآن ؟! فات الأوان"
شحب وجهها بقوة و هى تتراجع بعنف تنتزع قدمها من قبضته التى اشتعلت بالنيران و تقف مكانها بعينين متسعتين تطلع لخياله الواقف بعيدا .. أجل .. ما الفائدة؟! .. لقد أتى .. لكن بعد ماذا .. فات الأوان .. لم تشعر بالنار التى كانت تشتعل من حولها مضيقة عليها الحصار .. و عندما أدركتها تركت نفسها تستسلم لها .. فات الأوان .. لقد ماتت مسبقا .. فلتدع نفسها لتحترق بسلام لترحل نهائيا .. سقطت أرضا على ركبتيها و من بين ألسنة اللهب و من خلف ستار دموعها الغزيرة كانت قادرة على رؤيته يقترب أكثر محاولا إقتحام النيران .. يهتف باسمها .. يتوسلها أن تعود .. ألا تستسلم .. أن تنهض و تمد لها يده .. يخبرها أن الأوان لم يفت بعد .. أنه معها و لن يتركها .. تطلعت نحوه بروح مذبوحة لا قدرة لها على النهوض .. لكنه لم يستسلم و هو يقتحم النيران و يمد يده ينتزعها من مكانها بقوة و يضمها إليه صارخا بإسمها و صوته الملهوف يتسلل إلى داخل وعيها يوقظه من غفوته و ذراعاه القويتان أحاطتاها لتشهق بعنف بينما ألسنة اللهب من حولهما تخمد دفعة واحدة .. شهقة أخرى انطلقت من داخلها بقوة أكبر و كأن روحها تعود للحياة مجددا بين ذراعيه اللتين ضمتاها بقوة أكثر و هو يبثها أمانا و حبا بخل به عليها دوما ، لكنه هنا الآن .. أتى من أجلها و هذا يكفى .. رفعت عينيها الغارقتين بالدموع لتنظر فى عينيه اللتين حملتا كل مشاعره و وعوده بالأمان و الحب .. مشاعرها كلها عادت لتشتعل بقلبها و هى ترفع كفها تلمس وجهه و كل مشاعرها تطل من عينيها و هى تهمس بذهول
_"أنت هنا ... لقد أتيت من أجلى (عاصي) .. كنت أعرف أنك لن تتركنى .. أنت هنا حقا ... لا تتركنى (عاصي) .. لا تتركنى أبدا أرجوك"
عادت تدفن نفسها داخله و تضم نفسها إلى أمانه بقوة و ابتسمت بحب و راحة و هى تسمعه يعدها أنه لن يتركها أبدا أبدا ...
****
(عاصى) لم يكن حاله بأفضل منها و أعماقه كلها تبعثرت و هو يشعر بها تنكمش بين ذراعيه اللتين ضغطتا على جسدها دون وعيه تضمانها إليه أكثر و هو يهمس لها بوعد قطعه لنفسه و للجميع و لها قبلهم أنه سيكون معها و لن يتركها أبدا .. قلبه المسكين كان يتخبط داخل صدره و شعور حاربه قبل سنوات يعاود التسلل فى غفلة منه .. شعور ظن أنه قد نجح فى قتله فى مهده , لكن وجودها الآن بهذا الإستسلام بين ذراعيه عاد ليوقظه من سباته الطويل .. إستسلامها لقربه بهذه الطريقة كان غريبا ، جزء فى أعماقه كان يدرك أنها ربما لم تستيقظ بعد ... (رهف) الجديدة لم تستيقظ بعد من كابوسها و إلا لم تكن لتسمح له بأن يكون على مدى بصرها فضلا عن أن تكون مختبئة فى أحضانه كعصفور يرتجف من البلل ... ذلك الجزء داخله كان يخبره أن يتركها فورا و يبتعد قبل أن تستيقظ و تدرك ما يحدث و عندها قد يحدث ما لا تحمد عقباه ... و كاد يفعلها .. كاد يبتعد .. لولا أنها عادت لترفع وجهها إليه ليرتجف قلبه بعنف مع نظرتها التى أدرك الآن كم كان يشتاق إليها .. نظرة لطالما طاردته بها لسنوات قبل أن ينجح فى قتلها بقسوة .. ها هى تعود لتطل من جديد لتروى قلبه الذى كان ينهل منها بعنف ليروى عطشا طويلا لم يعرف به قبلا .. ارتجفت شفتاه و هو لا يعرف ماذا يجب أن يفعل بينما هى ترفع كفها و تمسح دموعا خانته و هى تقول و روحها تطل من عينيها
_"(عاصى) .. أنت تبكى !! .. أرجوك .. أرجوك أخبرنى أنك هنا حقا .. أنك حقيقة"
أغمض عينيه قبل أن يفتحهما و هو يتنفس بقوة و هو يهز رأسه مؤكدا دون صوته الذى لم يطاوعه بسبب الغصة التى وقفت بحلقه لتزداد مع خفقات قلبه الخائنة و هو يشعر بلمساتها الرقيقة تتحرك لتلامس عينيه و خده و أنفه كأنها تطبع صورته داخل عقلها .. لا تصدق كونه حقيقة فعلا ..
شفتاها حملتا إبتسامة رقيقة حالمة لم تلامسهما لشهوراتسعت لها عيناه بذهول .. إبتسامة أشعلت دفئا رهيبا داخله و قضت تماما على ذلك الصوت الذى انطلق منذرا فى أعماقه أن يبتعد قبل فوات الأوان .. ارتجفت شفتاه عندما لامستهما أصابعها و توقفت عندها قبل أن يرتجف قلبه فى لوعة و هو يرى إبتسامتها تموت فجأة و وجهها يشحب .. شحب وجهه هو الآخر و هو يدرك بينما ذكرى مريرة قبل سنتين تعود لتطرق عقله بلا رحمة .. إنها تتذكر .. لقد تذكرتها هى الأخرى .. و مع إتساع عينيها و جمودها التام بين ذراعيه عرف أنها تستفيق .. نظرتها العسلية الدافئة اختفت بسرعة كأنها ما كانت و البرود الكريه عاد ليغزوهما بقوة و إبتسامتها ماتت كليا و هى تحدق فيه بصدمة .. (رهف) الجديدة عادت و عادت معها كل قسوتها و برودها و كراهيتها المميتة ... أبعدت يدها بسرعة عن شفتيه و هى تتراجع بقوة لم تسمح لها ذراعاه بإبعادها عن محيطهما فهتقت بعنف
_"ابتعد عنى .. دعنى .. ابتعد "
هتف بإسمها و هو يدرك أن جمودها يكاد يتحول إلى إنفجار لم يعمل حسابه .. ظنها ستلجأ لقوقعتها و صمتها كما قى كل مرة ، لكن رد فعلها الآن لا ينبأ بخير .. أساء الفهم معتقدا أن عنفها سببه تذكرها لما أصابها .. شعر بكفيها تدفعان صدره بكل قوتها ليحاول تهدئتها و هو يمسك كتفيها
_"(رهف) اهدأى .. اهدأى صغيرتى .. هذا أنا (عاصى)"
إزدادت إنتفاضاتها عنفا بين ذراعيه كأنما أشعل بذكر إسمه بركانا أقوى داخلها لتصرخ بقوة و هى تضرب يديه اللتين إزدادتا تمسكا بها لتنتقل ضرباتها إلى صدره و صرخاتها تزداد
_"ابتعد عنى .. لا تلمسنى .. ابعد يديك عنى"
هز كتفيها بقوة و هو يهتف فيها
_"(رهف) .. استيقظى ... هذا أنا .. إهدأى حبيبتى"
لم ينتبه للكلمة التى اندفعت من بين شفتيه دون وعيه لكنها فعلت ، انتبهت لها فإزدادت مقاومتها جنونا و ضرباتها عنفا و هى ترفع صوتها صارخة
_"ابتعد عنى ... مااامااا ... هشااااام ... هشاااام .. اتركنى .. أمييييي"
كان (عاصى) مذهولا بإنفجارها .. بعد صمتها الطويل منذ أدركت ما أصابها و بعد إنفجارها الأول بعد أن عرفت برحيل والدها عن الدنيا أثناء غيبوبتها لتعود للصمت مجددا ، كانت هذه المرة الثانية التى تنفجر فيها (رهف) بهذا الجنون الهستيري .. حاول دون جدوى السيطرة عليها ، فقد كانت كمن وجد الفرصة أخيرا لينفث عن كل غضبه و جنونه .. و هو كان ممتنا رغم كل شئ لأنها أخيرا مزقت حاجز الصمت اللعين الذى فصلها عنهم طويلا .. محاولاته الفاشلة لإحتواء صراخها المجنون قاطعها الدخول المفاجئ لـ(هشام) و (سلمى) اللذين أيقظتهما مفزوعين صرخات (رهف) العالية فاندفعا نحو غرفتها بفزع ليصدمهما وجود (عاصى) ممسكا بكتفيها يحاول ضمها إليه علها تتوقف عن إنهيارها الذى كان يزداد أكثر مع قربه و كلماته .. انتزع (هشام) نفسه من ذهوله و هو يخطو للداخل هاتفا
_"(عاصى) .. ماذا تفعل؟!"
هتافه أوقف صراخ (رهف) التى توقفت عن المقاومة و هى تلتفت نحوه كما فعل (عاصى) .. انتفض قلب (هشام) مع نظرة أخته المتوسلة التى ارتسمت فى عينيها و هى تنظر نحوه فى حين شهقت أمها لترفع (رهف) ذراعيها و تمدهما نحو أمها هاتفة بتوسل و دموعها تتساقط على خديها فبدت كطفلة صغيرة
_"ماما .. ماما"
اندفعت (سلمى) و هى تبكى نحو سرير ابنتها لتنتزعها من (عاصى) الذى تراجع بذهول و هو يشعر بخواء رهيب فى صدره مع إبتعادها و يراها تبكى كالأطفال بين ذراعيّ أمها و تشكوه لها .. يجلس فوق السرير هو الآخر ينظر لهما بعينين غائمتين و هو يسمعها تهتف بأنين مزقه تمزيقا
_"أبعديه عنى ماما أرجوكِ .. أخبريه أن يغادر .. (هشام) أبعده عنى .. هو السبب .. هو السبب ماما .. لا أريد أن أراه .. أبعدوه عنى"
رفعت (سلمى) عينيها الدامعتين لتهمس اسمه بتوسل بينما قلبها يتمزق على حالته
_"(عاصى)"
نظر لها بطريقة أوحت لها أنه لا يعرف ماذا يفعل أو يقول قبل أن يهمس بحيرة
_"أمى .. أنا .."
قاطعته و هى تتوسله ممزقة بينه و بين صغيرتها التى تنتفض بقوة بين ذراعيها تتوسلها أن تجعله يرحل
_"أرجوك (عاصى) .. أرجوك بنى"
أومأ لها بتفهم بينما الغصة فى حلقه تزداد خنقا له لينهض بسرعة عن فراشها مندفعا لخارج الغرفة متجاوزا (هشام) الذى عقد حاجبيه فى ألم و هو يتأمل شقيقته التى انهارت أخيرا ليتركها تبكى بين ذراعيّ أمهما و يندفع خلف (عاصى) الذى غادر لا يرى أمامه ..
****
_"(عاصى)"
هتاف (هشام) بإسمه أوقف إندفاعه .. كان قد خرج من الباب الرئيسى مندفعا نحو سيارته .. أوقفه هتاف (هشام) قبل أن ينزل درجات السلم فوقف مكانه دون أن يلتفت نحوه .. شعر به يقترب من الخلف حتى وقف قربه ليمسك كتفه و يديره ليواجهه و هو يهتف به
_"ما الذى فعلته (عاصى)؟! .. ماذا كنت تفعل هناك؟!"
صمت (عاصى) لا يجد حرفا لينطقه .. لا يريد الحديث .. إن نطق الآن فالبركان الذى داخله سينفجر و هو لا يريد ذلك .. يريد أن يختلى بنفسه فقط .. يريد أن يستوعب كل ما حدث للتو .. يريد أن يفهم ما مر به للتو .. عادت كلمات (هشام) تخترق أذنيه و هو يهتف مؤنبا
_"لماذا دخلت غرفتها (عاصى)؟!"
التفت نحوه و نار غضبه تستعل فى عينيه ليهتف
_"لماذا؟! .. سمعتها تصرخ (هشام) .. ماذا كنت تريدنى أن أفعل بحق الله؟"
هتف (هشام) بحنق
_"لم يكن من حقك أن تفعل ما فعلت (عاصى)"
صرخ فيه بكل إنفعاله و هو يرفع اصبعه فى وجهه
_"لم يكن من حقى؟! .. تبا (هشام) .. يحق لى ما هو أكثر و لا حق لك فى تأنيبى .. لا تنسى أنها زوجتى .. هل فهمت؟! .. زوجتى"
هتف (هشام) بغضب
_"لا تنسى أنت أنها لا تعرف .. لا أحد يعرف سوانا و أمى و تعرف أيضا أننى عارضت أبى وقتها .. بالنسبة لها أنت لست سوى ابن عم (عاصى) .. فلا تنسى هذا أبدا و أعتقد بعد رد فعلها نحوك اليوم أنه من الأنسب أن تتركها .. لا حل لكما سوى الطلـ"
هز رأسه يقاطعه بعنف و هو يهتف بتملك
_"لا (هشام) .. لن أفعل أبدا .. لا طلاق (هشام) .. انس ذلك .. (رهف) زوجتى .. ملكى .. و لن أتركها أبدا .. هل تفهم؟! .. عمى منحها لى و أوصانى بها و لست أنا من يقطع وعدا و يخل به (هشام)"
و صمت لحظة قبل أن يرفع له عينان حازمتان قبل أن يهتف
_"و ليس (عاصى رضوان) من يتخلى عن شئ يملكه (هشام)"
هتف بسخط
_"(عاصى) .. (رهف) شقيقتى و أنا أولى بحمايتها .. كما أنها ليست "شيئا" تتبجح بإمتلاكه"
هز رأسه قبل أن يقول بمرارة
_"بل هى كل شئ (هشام) .. كل شئ"
قالها و اندفع ينزل درجات السلم تاركا (هشام) الذى هتف فيه
_"عد يا (عاصى) لم أنتهى بعد .. أين تذهب؟"
هتف (عاصى) و هو يتجه نحو سيارته
_"إلى الجحيم"
راقبه (هشام) يغادر بسيارته مسرعا فتنهد بقوة مستغفرا و هو يمسك بين عينيه فى ألم قبل أن يدخل إلى المنزل بخطوات بطيئة ليصعد متجها نحو غرفتها .. قابل (سلمى) على باب الغرفة و هى تغادر مطئطئة رأسها و تمسح دموعها بينما تغلق الباب برفق .. اقترب منها سائلا
_"كيف حالها أمى؟!"
هزت رأسها فى ألم
_"لقد نامت مجددا بعد أن تعبت من البكاء"
و صمتت لحظة و هى تنظر خلفه قبل أن تسأله فى حيرة
_"أين (عاصى)؟"
زفر بقوة مجيبا
_"لقد غادر أمى .. سيعود لشقته مؤكد"
كتمت شفتيها بكفها تحاول السيطرة على دموعها و هى تهمس بألم
_"ابنى المسكين .. لم أعرف ماذا أفعل (هشام) و هما الإثنان يتمزقان أمامى ... صغيريّ المسكينين يتألمان و أنا لا أعرف ماذا أفعل"
ضمها بين ذراعيه بحنان و هو يهمس
_"لا تقلقى أمى .. سيكونان بخير"
وضعت رأسها على صدره و هى تبكى
_"لماذا يحدث لنا كل هذا بنى؟! .. كلما شعرت أننا سنعود كما كنا و أن السعادة على وشك العودة لمنزلنا تغادر قبل أن تدخله"
ربت على رأسها بحنان و هو يتحرك بها نحو غرفتها متابعا همسه
_"لا تقلقى أمى .. كل هذا قدر .. ثقى بالله أمى و كل شئ سيكون للأفضل .. ما حدث لـ(رهف) الآن جيد .. لقد خرجت من شرنقتها أخيرا و يجب علينا ألا نسمح لها بالعودة لها كما فعلت بعد إنهيارها الأول"
أومأت برأسها موافقة قبل أن تهمس
_"و (عاصى)؟"
أكد لها بيقين
_"(عاصى) بخير أمى .. سيكون بخير .. إنه يعرف ما يفعل .. هو فقط يحتاج لبعض الوقت و أعرف أنه سيعود هنا من نفسه"
و صمت لحظة قبل أن يقول مبتسما
_"و أعرف أنه لن يتخلى عن (رهف) أبدا أمى و أنه سيعيدها كما كانت من قبل .. ثقى فى هذا"
أومأت (سلمى) برأسها و هى تدعو الله أن يرفق بقلوب صغارها و يعيد إليهم السعادة التى فارقتهم لوقت طويل
*********



may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 11:43 PM   #95

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تململت (وتين) فى وقفتها أمام النافذة و هى تراقب سيارة (زياد) الذى عاد أخيرا ... عرفت بعد إستيقاظها أنه قد غادر القصر متحججا بموعد هام ... تنهدت بقوة و هى تتراجع تختفى عن ناظريه قبل أن يرتفعا نحو شرفتها رغم شكها أنه قد يفعل هذا بعد مواجهتهما الأخيرة ... جلست على طرف فراشها مفكرة .. لا بأس هذا ما توقعته عندما اتخذت قرارها بالإبتعاد عن طريقه .. ألم تُعِد نفسها لأيامٍ طويلة دونه فلماذا الحزن الآن .. لماذا الأسف .. دلكت جبينها بإجهاد فهى مازالت تشعر بالتعب منذ استيقظت بعد أن بكت بين ذراعيّ والدها و هو يعدها بأن يكون كل شئ على ما يرام ... استيقظت لتقضى باقى يومها بغرفتها لا تريد أن تلتقى أى شخص من أفراد أسرتها .. عادت تستلقى تتنهد بقوة و ترفع يدها تحتضن سلسلتها ... طرقات متتابعة بطريقة موسيقية تعالت على باب غرفتها لتنهض معتدلة و تسرع لتفتح الباب لترى (راندا) و (هاميس) يهتفان بها أن تبتعد عن الطريق لتضحك بذهول و هى تراهما بملابس نومها و ترى ما يحملانه .. (هاميس) تحمل صينية محملة بالشطائر و أكواب العصير بينما (راندا) التى هتفت بها أن تتوقف عن ذهولها و تساعدهما كانت تحمل مجموعة كبيرة من علب الفشار و علبة مليئة بأقراص أفلام مختلفة .. أفسحت لهما الطريق ليدخلا بسرعة و تضع كل منهما حملها لتتنهدا فى راحة و يلتفتا نحوها و هى تقف جوار الباب ضاحكة لتقول
_"ماذا تفعلان؟!"
صفقت (هاميس) بجذل
_"ليلة فتيات"
_"ماذا؟"
اقتربت (راندا) لتحيط كتفيها تبعدها عن الباب و تغلقه قائلة
_"سنقضى ليلة فتيات كما كنا نفعل فى السابق .. تتذكرين؟!"
ضحكت و هى تهز رأسها تتذكر سهراتهما الليلية التى توقفت بعد رحيل (ربا) قبل عام .. اقتربت لتجلس متربعة فوق فراشها تتابع (هاميس) و (راندأ) تجهزان كل شئ من أجل السهرة و (راندا) تقول بحنق
_"(سؤدد) مفسدة المتع رفضت أن تأتى متحججة بأن لديها عمل مهم .. تلك الحمقاء تضيع كل اللحظات السعيدة التى يمكن أن نقضيها سويا"
ضحكت (وتين) و هى تشير لأكواب العصير الأربعة قائلة
_"أرى أنكما عملتما حسابها رغم ذلك"
غمزت (راندا) و هى تقول
_"أتوقع أنها لن تستطيع المقاومة .. كما أن (هاميس) قد توسلتها حرفيا"
قبل أن تكتمل جملتها كانت دقات هادئة ترتفع على باب الغرفة لتغمز (راندا) مجددا و هى تقول
_"تفضل"
دخلت (سؤدد) بطلتها الهادئة و هى ترتدى روبا منزليا فوق بيجامة نومها لتصفق (هاميس) و هى تندفع لتحتضنها قائلة بمرح
_"كنت أعرف أنكِ لن تردينى"
قالت (راندا) بسخرية
_"بالطبع .. لن ترد رجاءا لزوجة شقيقها المستقبلية"
شهقت (هاميس) و وجهها يشتعل خجلا و هى تهتف
_"(راندا)"
_"تعالي (ميسا) و دعينا ننتهى من كل شئ من أجل السهرة"
هزت (سؤدد) رأسها و هى تتحرك لتجاور (وتين) على فراشها و تتأملان معا (هاميس) و (راندا) يتناوشان فى إختيار الفيلم المناسب للسهرة ، قبل أن تلتفت نحو (وتين) تتأملها قليلا لتهمس بعد لحظات
_"أنتِ بخير الآن (وتين)؟"
التفتت نحوها تبتسم فى إمتنان من أجل حديثها معها عصرا عندما أتت لتطمئن عليها فى غرفتها بعد أن عرفت من خالها أنها متعبة .. أومأت لها (وتين) قبل أن تميل لتستند برأسها على كتف (سؤدد) التى منحتها دعمها فى صمت
_"أنا بخير (سؤدد) شكرا حبيبتى"
ابتسامة نادرة ارتسمت على شفتيّ (سؤدد) التى عادت لتلتفت نحو الفتاتين المتنازعتين لتهتف مهددة
_"أسرعا و إلا سأغادر فورا"
نظرا لها بعينين متسعتين جعلتا (وتين) تنفجر ضاحكة ، قبل أن يهتفا بـ(سؤدد) أن تبقى مكانها فالسهرة الجميلة الخاصة بفتيات (هاشمى) ستبدأ حالا
*********
اليوم التالى
قصر (هاشمى)
كانت (راندا) قد رجعت من زيارتها لصديقتها (سمراء) بعد أن عادت والدها المريض .. قضت فى بيتهم وقتا لطيفا بعد أن أقلتهم من المشفى صباحا و غادرت بعد أن اطمئنت أنه تجاوز أزمته المفاجئة .. حاولت والدة (سمارا) أن تتمسك بها لتتناول الغداء برفقتهم لكنها رفضت بلطف قائلة أن اليوم خاص جدا لعائلتها مؤكدة بمزاح أنها أوامر عليا من جدها ألا يتغيب أحدهم عن إجتماع العائلة الأسبوعى .. و غادرت على وعد مع صديقتها و عائلتها أن تزورهم مجددا لتتناول الغداء معهم فى وقت لاحق .. استراحت فى غرفتها لبعض الوقت قبل أن تنهض لتستعد من أجل الغداء الذى تستعد العائلة كلها لتناوله بعد عودة رجال العائلة من صلاة الجمعة .. يتناقشون معا حتى يحين الغداء ليتناوله الجميع فى جو عائلى مميز لطالما عشقته (راندا) .. رغم أن العائلة تجتمع يوميا فى الوجبات .. لكن طقس يوم الجمعة كان مختلفا بإمتياز .. كانت تشعر أنه يقربهم أكثر و يزيد من رباطهم العائلى الوثيق .. و بعد الغداء يجتمعون فى غرفة الجلوس يتبادلون الحديث عن أخبارهم و ما مر به كل منهم طيلة الأسبوع و يستمعون لجدهم و هو يحدثهم عن فترة شبابه و عن جدتهم و ذكرياتهم معا و يستمع هو لجديدهم و لأخبار العمل من أولاده ، ابتسمت بإتساع و هى تصفف شعرها أمام المرآة ... تعرف أن جدها يتابع أخبارهم و يعرفها أولا بأول دون الحاجة لذلك الإعتراف الأسبوعى منهم ، لكن هذا يشعرها بالإرتباط بعائلتها أكثر و أكثر و هى ممتنة جدا للطريقة التى رباهم عليها (رفعت هشامى) ... طرقات على باب غرفتها تلاه صوت (هاميس) تستعجلها فاندفعت بسرعة لتفتح لها الباب و هى تسألها بلهفة
_"هاه .. هل تأكدتى من كل شئ؟"
أومأت (هاميس) برأسها و هى تقول
_"كل شئ كما اتفقنا .. (وتين) فى المطبخ الآن تشرف على الطعام و الجميع يجلسون فى الشرفة .. هيا أسرعى أنتِ أيضا"
قالت (راندأ) و هى تخطو معها ليغادرا
_"حسنا .. اذهبى أنتِ لتتأكدى من نظام المائدة .. لا أريد أن يتغير أى شئ .. و أنا سأذهب لأعطل (وتين) فى المطبخ حتى يجلس الجميع"
و غمزت لها بعينها_"لنستمتع الآن بالغداء .. بينما (زياد) لن يستطيع أن يبتلع لقمة واحدة"
ضحكت (هاميس) و هى تقول
_"رغم أننى أشفق عليهما ، لكنهما يستحقان .. هيا سأتركك لتذهبى لـ(وتين) .. حظا موفقا"
أومأت لها (راندا) و هى تتجه نحو المطبخ لتقف أمامه تراقب (وتين) التى انشغلت بالإشراف على الطهاة و الخدم الذين يجهزون الطعام رغم أنها تفضل أن تطهو بنفسها لكنها اليوم اكتفت بالإشراف عليهم .. خطت (راندا) للداخل و هى تهتف بإبتسامة مرحة
_"كيف الحال (تينا)؟"
رفعت (وتين) رأسها لتبتسم و هى تجيب
_"بخير (رورو) .. كيف حال صديقتك و أسرتها؟"
_"الحمد لله ... يرسلون سلامهم لكِ و للجميع"
أومأت بإبتسامة و هى تعاود وضع التزيين النهائى لأطباق الطعام التى أسالت لعاب (راندا)
_"سلمهم الله و شفى والدها و عفاه"
_"آمين"
اقتربت منها و هتفت و هى تأخذ نفسا عميقا
_"آه .. ما هذه الرائحة الشهية .. لقد أسالت لعابى"
و مدت يدها تريد تناول قطعة من الطبق لتضربها (وتين) على كفها و هى تقول
_"لا تتصرفى كالأطفال .. حالا و يوضع الطعام على المائدة"
زمت شفتيها فى حنق و هى تستند لطاولة المطبخ هاتفة بسخط
_"مستبدة"
ضحكت (وتين) و هى تشير برأسها للخدم أن يحملوا الأطباق إلى غرفة الطعام و اتجهت لتغسل يديها و تجففهما قبل أن تقول
_"و أنتِ طفلة و لن تكبرى أبدا (رورو)"
بادلتها ضحكتها قائلة
_"هذا أفضل .. لا أريد أن أكبر"
ابتسمت (وتين) قبل أن تتسلل المرارة إلى إبتسامتها و هى تقول
_"بالطبع .. ليتنا بقينا صغارا و لم نكبر"
ثم هزت رأسها تمنع غرقها فى الأسف لتلتفت نحو (راندا) قائلة
_"هيا أيتها الشرهة .. سيبدأ الجميع فى تناول الطعام قبلنا و لن تجدى نصيبك لأن الطعام اليوم شهى جدا"
هتفت (راندا) تمنعها المغادرة قبل أن تتأكد من (هاميس) أن كل شئ معد كما تريد
_"لحظة (وتين) .. أردت أن أسألك عن شئ ما"
التفتت نحوها فى تساؤل لتتلكأ (راندا) بحثا عن حجة مناسبة قبل أن تلمع فجأة فى رأسها لتقول بإندفاع دون تفكير
_"أردت أن أسألك عن (هشام رضوان)"
_"ماذا؟"
هتاف (وتين) المندهش جعل عينيها تتسعان و هى تدرك الكلمات التى انزلقت من بين شفتيها لتضغط عليهما بقوة و هى تسب نفسها و تسبه ... (هشام رضوان)؟! .. ألم تجد حجة أفضل من هذه؟ .. و لماذا يندفع مجددا نحو تفكيرها ألا يكفيه انه يرفض أن يغادر تفكيرها منذ الحفل ، حتى إنها و لدهشتها و سخطها أيضا لم تتذكر (سامر) لحظة واحدة طيلة الوقت .. تبا .. أليس هو الشخص الذى من المفروض أنها تحمل له مشاعرا فلماذا لا يكف الآخر عن مطاردتها فى صحوها و نومها أيضا
_"(هشام رضوان)؟! ماذا عنه؟"
صوت (وتين) الحائر عاد ينتزعها من أفكارها لتلتفت نحوها فتقابلها نظراتها المتساءلة و هى تتابع
_"ما الأمر (راندا)؟"
تنحنحت بغضب مستتر من نفسها .. حسنا .. لقد وقعت بلسانها و انتهى الأمر .. قالت بتردد و بإبتسامة زائفة
_"ممم .. أنتِ أخبرتنى أنك تعرفين شيئا عنه .. و أن (قاسم) قد أخـ "
_"(سالم)"
قاطعتها (وتين) و هى تضحك فهزت رأسها دون معنى و هى تجيب فى حرج مصطنع بينما تود لو قطعت لسانها
_"أجل .. (سالم) .. أخبرك عنه الكثير .. ماذا قال لكِ عنه؟"
كتفت (وتين) ذراعيها أمام صدرها و هى تتأمل وجه (راندا) الذى احمر دون أن تدرى لتقول بإبتسامة خبيثة
_"لماذا تريدين أن تعرفي عنه؟ .. ما الأمر (راندا)؟"
قالت و هى تشعر بحرج حقيقى و نظراتها تتجه يمينا و يسارا
_"إحم .. إنه فضول ليس إلا .. أبى كان يتحدث عنه بإحترام كبير .. و جدى أيضا تحدث عنه بنفس الطريقة و مدحه أيضا عندما أخبره أبي أنهما التقيا فى الحفل"
منعت (وتين) إبتسامتها الخبيثة بصعوبة و هى تستشعر الحرج الرهيب الذى تراه لأول مرة يرتسم على وجه (راندا) المتمردة دوما ... تنحنحت و هى تجيب
_"كما أخبرتك أمس .. لا أعرف إلا ما قاله (سالم) عنه .. أنه رجل جيد و رجل أعمال محنك ، كما أنه استطاع فى وقت حرج جدا أن يعيد شركة والده التى أوشكت على الإنهيار و رفعها إلى وضع أقوى مما كانته .. أعتقد أنه رجل لا يستهان به حبيبتى"
قالت جملتها الأخيرة بطريقة جعلت (راندا) تشعر أنها قصدت أن توصل لها معنى آخر .. آه لو تدرى (وتين) كم كانت تقترب من الحقيقة و كلماتها تصل عقل (راندا) محذرة من مغبة الوقوف أمام هكذا رجل .. زفرت بحدة .. عليها أن تركز على علاقتها بـ(سامر) و عقلها سيطرد ذلك المغرور تلقائيا .. لكن كيف تفعلها .. كيف .. صوت تنبيه رسالة على هاتفة أيقظها لتفتحه و عيناها تلمعان قبل أن تبتسم بخبث و هى تستقبل تأكيد (هاميس) أن كل شئ على ما يرام لتنسى كل شئ حول (هشام) و هى تلتفت نحو (وتين) التى تراقب تغير ملامحها بدهشة و حذر و عقلها يخبرها أن (راندا) تخفى فى جعبتها شيئا ما لن يسرها أبدا ..
_"هيا (وتين) .. يكفي حديثا الآن .. سنكمل فيما بعد .. عصافير بطنى تزقزق جائعة .. ألا تسمعين؟"
هزت رأسها فى يأس و هى تتبعها و تردد داخلها دعاءا صامتا أن يمر اليوم بسلام دون المزيد من خطط و مفاجآت ابنة عمها
*******


noor elhuda likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 11:54 PM   #96

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دخلت (راندا) لغرفة الطعام تتبعها (وتين) التى توقفت فجأة و هى ترى (هاميس) تجلس فى غير مكانها المعتاد بجوار شقيقها (زياد) .. نظرت حول المائدة لتدرك أن الجميع قد سبقهما للجلوس .. عقدت حاجبيها فى توجس و هى تفكر بينما تلمح المقعد بجوار (هاميس) فارغا بينما تشير نحو (راندا) التى اندفعت لتسبقها لتتسع عيناها و هى تدرك أن المقعد بجوار (زياد) فقط هو الذى سيصبح متاحا لها .. أسرعت بخطواتها تحاول تجاوز (راندا) التى سارعت بالجلوس إلى جانب (هاميس) و افتعلت حديثا مهما معها قاطعته (وتين) و هى تربت على كتفها لتلتفت (راندا) نحوها راسمة أكثر نظراتها براءة لتقول بتساؤل
_"ما الأمر (تينا)؟ .. لماذا تقفين حبيبتى ؟ .. هيا .. لقد تعبتِ اليوم كثيرا .. لابد أنكِ جائعة جدا"
و عادت تلتفت لـ(هاميس) التى تكتم ابتسامتها بصعوبة لتعود (وتين) و تضرب كتفها بقوة أكبر فتلتفت لها مجددا
_"ماذا (وتين)؟"
همست من بين أسنانها
_"انهضى (راندا) .. أريد هذا المقعد"
بادلتها همسها بعناد
_"أفندم .. و لماذا أترك مقعدى؟ .. ألم تجدى غيره؟!.. انظرى هناك .. المقعد بجوار (زياد) فارغ .. اجلسى هناك"
وكزتها (وتين) و هى تقول بغضب مستتر
_"انهضى (راندا) أخبرتك .. تعرفين أننى لن أجلس هناك .. انهضى أنتِ أو (هاميس) هيا"
تجاهلتها (راندا) و هى تقول معطية لها ظهرها
_"لن أنهض (وتين) .. أنا أريد (هاميس) فى أمر هام"
قبل أن تنفجر (وتين) فيهما قاطعها صوت جدها و هو يقول
_"ما الأمر (ملاك) لماذا تقفين عندك؟"
رفعت وجهها نحوه ليحمر خجلا و هى ترى الجميع يتوقفون عن الأكل لينظروا نحوها فى تساؤل .. لتخفض وجهها و هى تشتم (راندا) و (هاميس) فى سرها و تدرك داخلها ما الذى كانت تخطط له (راندا) .. عاد صوت جدها يقول
_"هيا (ملاك) .. اجلسى .. لا يصح أن تقفى هكذا بينما نجلس جميعنا إلى المائدة"
أطرقت و عيناها تكادان تدمعان قهرا بينما تتحرك قدماها ببطء و خفقات قلبها تزداد عنفا و هى تقترب من حيث يجلس (زياد) ، لتزيح المقعد المجاور له قليلا و تجلس بصعوبة غير غافلة عن جسد (زياد) الذى تشنج بقوة و هو يشعر بها تجلس جانبه ، غير غافلة أيضا عن إبتسامات ابنتىّ عميها الغبيتين اللتين ستقتلهما بالتأكيد عندما تختلى بهما ...
ابتسم (رفعت هاشمى) و هو ينظر نحو حفيدتيه المتهامستين و هو يدرك جيدا ما يخططان له و هو تدخل ليساعدهما بينما يجبر (وتين) لتجلس محرجا إياها بوقفتها أمام الجميع ... تحركت عيناه لينظر لحفيديه الآخرين اللذين جلسا بتوتر ظهر واضحا على حركة كل منهما المتصلبة .. عاد ينظر نحو (راندا) الخبيثة .. متأكد أن هذا من تخطيطها فها هى تضحك و تتبادل مع (هاميس) إشارة خفية و غمزة بينما تشير برأسها نحو (زياد) و (وتين) ليقاطع تهامسهما قائلا
_"(راندا)"
رفعت رأسها بحرج و هى تقول
_"نعم جدى"
ليقول بإبتسامة خبيثة
_"توقفى أنتِ و (هاميس) عن أحاديثكما الجانبية و تناولا طعامكما"
نظرت فى عينيه لحظة قبل أن تبتسم و هى تدرك أن جدها كالعادة كشف كل ألاعيبها لتومئ له برأسها قبل أن تبدأ بتناول الطعام غير متغافلة عن مراقبة (زياد) و (وتين) اللذين كانت تدرك كم يحترق كل منهما بوجوده قرب الآخر هكذا
********
كان (زياد) يسب (راندا) داخله و هو يدرك ما فعلته لتوها و يعرف أنها خططت لهذا مع شقيقته الحمقاء .. يعرف ذلك فهو مرسوم بوضوح على وجهيهما المبتسمين بخبث .. زفر بقوة و هو يمنع نفسه من الإلتفات نحوها بصعوبة ليملأ عينيه منها .. ماذا يفعل بقلبه الذى يشتاق لها رغم كل شئ .. قلبه الذى انتفض بلوعة و هو يشعر بها تقترب رويدا من حيث يجلس بينما هو يضع عينيه فى طبقه محاولا عدم الإلتفات نحوها ليتصلب جسده و هو يشعر بجسدها الرقيق يجلس برفق على المقعد المجاور له و عطرها الناعم يتسلل مداعبا أنفه ليغزو بعدها قلبه المسكين و عقله الذى عاد ليعذبه بذكريات ليلة الحفلة حين اقترب منها كما لم يفعل من قبل .. حين كانت أقرب إليه من قربها الآن .. ابتلع لعابه بصعوبة و هو يشتم نفسه .. يشعر بنفسه جالسا فوق أشواك قاسية بينما يشعر بكل حركاتها و سكناتها .. أنفاسه ترددت فى صدره بصعوبة .. قلب الطعام أمامه بشرود انتزعه منه صوت جده و هو يقول
_"(زياد)"
رفع رأسه نحوه ليقول جده
_"تناول طعامك (زياد) و كف عن الشرود"
غضب (زياد) إزداد من نفسه و جده يؤنبه كالأطفال ، ليلتفت متناولا طعامه فى حنق و سرعة دون أن يشعر بطعمه حتى .. سعل بقوة و هو يشرق بطعامه ليمد يده نحو كوب الماء أمامه لتلامس أصابعه يد (وتين) التى وضعتها على الكوب فى نفس اللحظة لتعطيه له بينما كانت يدها الأخرى تلامس ظهره بفزع .. نار رهيبة اشتعلت داخله و هو يشعر بلمستها له و بيدها التى استسلمت لكفه حولها و هى تنظر نحوه بفزع تحول لحرج رهيب بينما تسحب كفها من خلف ظهره و هى تدرك ما فعلته لتوها خوفا عليه .. لم يحول عينيه عن وجهها المحمر لتقسو عيناه فجأة و هو يشعر بكفها تحاول الإنسحاب من بين أصابعه ، لينتبه لوضعهما المحرج فينتزع يده عنها بعنف و هو ينهض عن المائدة بقوة لفتت نظر الجميع ليتوقفوا عن الأكل متسائلين .. كان (زياد) يتنفس بقوة و صدره يعلو و يهبط بقوة يحاول السيطرة على إنفعاله ليسمع صوت جده الحازم يناديه فالتفت نحوه
_"ما الأمر (زياد) ؟"
تنحنح قائلا بصعوبة
_"لقد شبعت جدى .. سأنتظر فى غرفة الجلوس ريثما تنتهون من الغداء"
قال جده فى حزم
_"(زياد) .. لا يصح أن تغادر .. اجلس و أكمل طعامك"
نظر لجده بتوسل يرجوه أن يفهم و أن يرحمه
_"لقد شبعت جدى حقا .. اسمح لى بالإنصراف"
تأمله جده ليدرك كم أن حفيده يضغط بقوة على أعصابه و هو يكاد ينفجر فأومأ له برأسه قائلا
_"حسنا (زياد) يمكنك الذهاب"
هز رأسه قائلا
_"شكرا جدى"
و أزاح كرسيه ليغادر مبتعدا هاربا عن تلك التى دفنت وجهها فى طبقها و هى تضغط على شفتيها لتمنع نفسها من البكاء و هى تدرك أنه لم يحتمل قربها منه و لا لمستها له .. لم تشعر بتأمل جدها المشفق لها و لا لنظرات (راندا) و (هاميس) المشفقة بينما تميل (راندا) هاتفة بحنق
_"شقيقك أفسد كل شئ"
همست لها بألم
_"(راندا) اعتقد أنهما تعذبا كفاية و أخى لم يحتمل أكثر.. ألم تري كيف كان وجهه .. و انظرى لـ(وتين) تكاد تبكى"
تنهدت بقوة و هى تقول
_"حسنا (ميسا) سأكتفى بهذا للوقت الحالى .. لكنى لن أسامح شقيقك بهذه البساطة"
أومأت لها و هى تنظر لـ(وتين) بألم و قلبها يتمزق من أجلها و لأجل شقيقها ، أشاحت عينيها عن (وتين) لتلتقيا بعينيّ (سيف) الذى كان يتابعها فى الخفاء قبل أن يبتسم لها فى حنان كأنه يخبرها ألا تحزن فابتسمت له ليشير برأسه لها و يرفع يده نحو فمه يأمرها بتناول طعامها فأومأت له و عادت لتكمل طعامها تحاول ألا تفكر فى الأمر أكثر ... بينما (راندا) تقطب حاجبيها بحنق و تعود لتناول الطعام تحاول ألا تفكر فى (زياد) الأحمق و (وتينه) الغبية.. رفعت عينيها تتابع كل أفراد عائلتها يتناولون الطعام فى صمت ... عائلتها الكبيرة التى تفخر بإنتمائها لها و ممتنة لجدها الذى رباهم على هذا النحو غارسا داخلهم حب العائلة و الترابط .. فمن أفضل من جدها ليفهم أهمية العائلة خاصة و هو عانى من ويلات عائلة ممزقة الأواصر و تعرف أيضا أنه خرج من قريته شابا مطرودا لا يملك سوى ثوبه الذى عليه ، ليصنع ما أصبح عليه الآن و لتمنحه (عائشته) عائلة كبيرة عوضته عن كل ما تركه خلفه و حُرم منه غصبا .. ليزداد إصراره على جعل عائلته فى رباط وثيق لا ينفصم مهما حدث و مهما مر بهم ... نظرت نحوه بحب و فخر تدعو الله أن يطيل فى عمره و لا يحرمهم من وجوده و عنايته .. عادت تتأمل الجميع و هى تتنهد فى أسى .. عائلتها الحبيبة قوية و متحابة و لا شئ ينغص سعادة (راندا) بها و إيمانها بهذا الترابط سوى شخص واحد تعرف أنه يشذ عن الصورة و لا تدرى حتى الآن كيف دخلها أصلا .. نظرت نحو عمها (شاكر) فى حيرة تتساءل عما رآه فيها قبل سنوات ليدخلها عائلته .. تلك الـ ..
_"متى تنوي السيدة حرمك أن تعود من الخارج يا (شاكر)؟"
رفعت (راندا) رأسها بدهشة تنظر لجدها لتبتسم و هى تشعر مجددا أنه قد قرأ أفكارها لينطق بها .. التفتت نحو عمها الذى عقد حاجبيه و هو يقول بحنق لم يغب عن عينيّ والده اللتين اعتادتا إلتقاط كل شاردة و واردة عن أولاده و أحفاده
_"بعد بضعة أيام أبى"
ابتسم (رفعت هاشمى) بسخرية و هو يقول
_"بضعة أيام؟! .. ألم ترى أنها قد أطالت فى غيبتها"
هتفت (راندا) بمرح
_"(باريس) جميلة جدى .. أتمنى أن تكون قد أعجبت زوجة عمى جدا ربما تقرر أن تمد أجازتها لأيام أكثر"
وكزتها (هاميس) فى ذراعها بينما (ثريا) هتفت من بين أسنانها محذرة ابنتها ذات اللسان الطويل
_"(راندا)"
هتفت ببراءة مفتعلة
_"ماذا؟! .. أنا أقول الحقيقة .. (باريس) جميلة فعلا جدى"
ابتسم جدها و هو يهز رأسه بينما عمها يبادلها سخريتها المبطنة
_"أتمنى أنا أيضا أن تعجبها جدا"
هتفت (هاميس) بعتاب
_"أبى .. ماذا تقول؟!"
التفتت لها (راندا) بدهشة مفتعلة
_"ماذا (ميسا) ؟ .. لا تقولى أنكِ اشتقتِ لأمك .. لماذا لم تذهبى معها إذن؟"
هتفت (هاميس) من بين أسنانها
_"(راندا) .. انتبهى .. أنتِ تتحدثين عن أمى"
قاطعتها (راندا) هامسة بصدمة مفتعلة
_"و ماذا قلت؟ .. تعرفين (ميسا) كم أننى أقدر العمة (رجاء)"
و همست من بين أسنانها
_"جدا"
هتفت (هاميس) ساخرة
_"آه .. أعرف هذا .. يمكننى أن أرى تقديرك .. لكن أرجوكِ خففيه قليلا"
وضعت كفها على صدرها قائلة بطريقة مسرحية
_"لا تقولي هذا أنتِ تجرحيننى (ميسا) .. عمى عندما تتصل زوجتك مجددا أخبرها ألا تنسى أن تجلب هديتى من (باريس) .. هدية تليق بى كما تليق بابنة أختها زوجة السفير"
قالت جملتها الأخيرة بطريقة زوجة عمها المتباهية لتلكزها (هاميس) مرة أخرى بلوم بينما تزمجر (ثريا) مجددا و تتسع إبتسامة عمها الساخرة و إبتسامات الجميع على تقليد (راندا) التى حانت منها التفاتة ليقع ناظريها على وجه (وتين) التى كانت يدها ترتجف بينما وجهها قد شحب فجأة .. اختفت إبتسامة (راندا) و هى تتأمل وجه (وتين) الشاحب المتألم و حاجبيها المعقودين قبل أن يرتفع حاجباها و تتسع عيناها و هى تفكر .. كيف لم يخطر ببالها هذا الإحتمال من قبل .. كيف لم تنتبه و هى أكثر من تعرف كراهية زوجة عمها لـ(وتين) و معاملتها السيئة لها خفية عن الجميع .. زوجة عمها التى لا تتوقف عن التقليل من شأن (وتين) و عائلة أمها الراحلة و تعايرها دوما بكون أمها ابنة الخادمة .. كيف غاب عنها أن والدة (زياد) نفسها هى أكبر عدو لـ(وتين) الواقعة بيأس فى حب (زياد) .. تنفست بقوة و هى تتأمل ملامح (وتين) التى كانت تنظر نحو عمها بألم .. أغمضت (راندا) عينيها بقوة و الحقيقة تضرب أعماقها بقوة .. إذن فهذا ما تخفيه (وتين) عن الجميع .. هذا ما يجعلها تخنق سعادتها و حبها و تذبح روحها بهذه الطريقة .. ترى بما هددتها .. قد يكون إحتمالا كبيرا لكنها لن تترك (وتين) حتى تنتزع منها الحقيقة .. كل الحقيقة
***********
انتهى الفصل العاشر
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة


noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 12:05 AM   #97

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرجس علي مشاهدة المشاركة
ماي ماي حبيبتي الف الف مبرووك *-* تستاهلي يا غاليه الرووايه تستحق
بالتوفيق دائمآ يا احلى مومو
الله يبارك فيكِ حبيبتى .. تسلمى يا قمر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 12:31 AM   #98

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

و اخييررررررررا عرفنا سر وتين
يبقي العمة رحاء هي السبب في تن وتين رفضت زياد و راحت اتخطبت لسالم
الحمد لله عيالها مش واخدين من افكارها حاجة و طالعين محترمين
رندا بتفكر في هشام و مهتمة حتي ول ادعت العكس
فهمنا قصة رهف خطف اغتصاب حريقة عاصي مكنش موجود و خذلها سواء وقت الحادث او قبله
رهف محتاجة علاج نفسي لانها اتعرضت لاكتر من صدمة بداية من خطفها و اغتصابها نهاية بموت ابوها
بدات حقايق كتير تباااااان و في انتظار المزييييد




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 01:02 AM   #99

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
و اخييررررررررا عرفنا سر وتين
يبقي العمة رحاء هي السبب في تن وتين رفضت زياد و راحت اتخطبت لسالم
الحمد لله عيالها مش واخدين من افكارها حاجة و طالعين محترمين
رندا بتفكر في هشام و مهتمة حتي ول ادعت العكس
فهمنا قصة رهف خطف اغتصاب حريقة عاصي مكنش موجود و خذلها سواء وقت الحادث او قبله
رهف محتاجة علاج نفسي لانها اتعرضت لاكتر من صدمة بداية من خطفها و اغتصابها نهاية بموت ابوها
بدات حقايق كتير تباااااان و في انتظار المزييييد


ههههههه أخيرا بقى ... بس لسه وتين مخبية أسرار تانية .. يا ترى راندا هتعرف تخليها تقول الحقيقة كلها ؟!
فعلا زياد و هاميس مأخدوش أفكارها لأنهم اتربوا بطريقة مختلفة و هى مكنش لها تأثير عليهم
راندا فعلا وقعت تحت تأثير هشام حتى و هى معتقدة بحبها لشخص تانى
رهف حالتها معقدة و خضعت لإشراف طبيب نفسى بعد حادثها لكنها رفضته و رفضت تماما الخروج من حفرة ماضيها .. فهل عاصى هينجح فى إخراجها منها
نورتينى بوجودك العطر رونتى و أتمنى باقى الأحداث تعجبك
خالص تحياتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 01:31 AM   #100

ليش ؟

? العضوٌ??? » 146472
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 269
?  نُقآطِيْ » ليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond reputeليش ؟ has a reputation beyond repute
افتراضي

قرأت الفصلان الأوليان و أحببت الرتم الهادئ بهما .. رغم قصرهما
البدء بالمنتصف ثم استرجاع الذكرى .. واتوقع احداثاُ مستقبلية
متابعة .. ولكن اتمنى ان تطول الفصول قليلاً


ليش ؟ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.