آخر 10 مشاركات
عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-17, 12:57 PM   #991

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AYOYAAA مشاهدة المشاركة
جميلة جدااااااااااااااااااااااا ااااا
تسلمي يا قمر .. قراءة ممتعة و إن شاء الله تعجبك كل الأحداث .. نورتيني


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-06-17, 12:58 PM   #992

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيف ينتهى الحلم مشاهدة المشاركة
لك مني اجمل التحاياا والتوفيق
تسلمي يا جميل ... لك أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-06-17, 05:18 PM   #993

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-17, 03:57 PM   #994

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 03:38 AM   #995

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن و الأربعون
خطت (راندا) بخطواتٍ مرتجفة إلى داخل غرفة جدها و مع كل خطوة تأخذها نحوه كان قلبها يزداد انتفاضا ... أخذت نفسا عميقا و هي تتجه ببصرها نحوه لتتجمد خطواتها تماما و شحب وجهها و شهقة خافتة تغادر حلقها بألم و دمعت عيناها و هي تنظر إليه من مكانها دون أن تجرؤ على الإقتراب ... أهذا جدها؟ .. متى كان بهذا الضعف .. هذا الشحوب و الوهن .. جدها الذي كانت تراه دوما كوتد العائلة الذي لا ينكسر و لا يمكن أن يفعل مهما حدث ... كالجبل الشامخ .. حتى في مرضه .. حتى بعد رحيل جدتها حبيبة عمره .. حتى مع كل الأوقات الصعبة التي مروا بها لم تره ضعيفا واهنا بهذا الشكل ... أغمضت عينيها بينما عقلها يأخذها بعيدا لمشهد مماثل ... (رُبا) الصديقة و الأخت الكبيرة و القلب الكبير الذي كان يحنو على الجميع .. (رُبا) التي تزوجت (آدم) فأصبحت أكثر قرباً لها .. (رُبا) التي واجهت مرضها بابتسامة و صبر و شجاعة .. لم تجزع كما فعلوا بل تقبلت قضاء الله بقلبٍ مؤمن و شاكر ... غصة رهيبة وقفت في حلق (راندا) و اعتصرت قلبها و هي تتذكر أيامها الأخيرة التي حولها فيها المرض إلى شبح ذابل هزيل .. امتص كل ذرة من حيويتها و شبابها لتنطفأ أمامهم رويدا رويدا دون أن يملكوا عنها رد اﻷلم أو الموت ... مع الكلمة الأخيرة انتفض جسد (راندا) و هي تفتح عينيها على وسعهما و تعاود النظر لجدها الذي كانت صورته تتشوش في عينيها كلما أمعنت النظر ، لتحل محلها صورة (رُبا) على فراش الموت في أيامها الأخيرة حين لم يعد العلاج و لا حتى عادت مُسكِنات الألم تُجدي نفعا .. كان الكل يعرف أن لحظاتها في الدنيا باتت معدودة و استعدوا لها بقلوبٍ وجلة و هي .. هي أيضاً حاولت .. يشهد الله حاولت .. ادعت القوة و التماسك لكنها انهارت ... اكتشفت يومها أنها كانت أضعفهم .. حين رحلت زوجة عمها (ملاك) و لحقتها جدتها بعد بضع سنوات كان الألم رهيبا لفتاة بعمرها .. كان مؤلما للجميع .. لكن حين رحلت (ربا) الحبيبة بعد معاناتها تلك انكسر الجميع و كانت هي أكثرهم انكسارا .. لم تستطع المواجهة و لا تعتقد أنها مستعدة للمرور بهذه التجربة من جديد و مع أحب الناس لقلبها ... جدها ... لم تنتبه أنها تجمدت في مكانها و غرقت مع أشباح ماضيها فلم تشعر بـ(هشام) الذي لحقها ليصدمه تجمدها و وجهها الشاحب و عيناها الشاخصتان .. لأول مرة يراها بهذا الضعف و هذا كان قاسيا على قلبه الذي نبض لأجلها بألم ... اقترب ليجاورها و حانت منه لحظة نحو سرير الجد ليقطب حاجبيه لرؤيته و قبضة مؤلمة اعتصرت قلبه فتنهد بحزن و التفت لـ(راندا) و همس برفق
_"(راندا) .. هيا جدي ينتظرنا"
لم يبد للحظة أنها قد سمعته فهمّ بالحديث من جديد لكنه توقف عندما شعر بكفها يلامس كفه القريب منها ليرتفع حاجباه في دهشة اختطلت بالحنان ، عندما وجدها تقبض بقوة على كفه لتنتقل إلى جسده رجفتها الغير ملحوظة .. تشبُثها بكفه نقل له كل مشاعرها و استنجادها الخفي ليبقى معها و يدعمها و يمنحها كتفه تستند إليها و دون كلمات كان يضغط على أصابعها بالمقابل و هو يشدها برقة لتتحرك معه نحو سرير جدها الذي ما أن شعر باقترابهما حتى فتح عينيه و التفت نحوهما بوجه شاحب مرهق و ابتسم بخفوت و هو ينظر لهما معاً ، و رقت عيناه و هو يلمح كفيهما المتعانقين بقوة ليرفعهما من جديد نحو (راندا) التي تسمرت عيناها الدامعتان عليه و عرف كم تبذل من جهد حتى لا تنهار أمامه فهمس بحنان و هو يرفع لها يدا مرتجفة
_"(راندا) .. تعالي صغيرتي"
زادت رجفتها و تأثرها فضغط (هشام) على كفها مشجعا لتندفع شهقة بكاء من حلقها و هي تخطو بسرعة نحو جدها فتركع جوار فراشه و تحتضن كفه بين يديها و تنهار باكية و هي تهتف من بين شهقاتها
_"جدي .. سلامتك يا حبيبي ... أنا آسفة جدي .. آسفة .. سامحني حبيبي"
فاضت عيناه بالحنان و هو يهمس
_"علام تعتذرين يا شيطانتي؟ و لماذا البكاء؟ .. أنا بخير لا تخافي"
قالت من بين عبراتها
_"لقد وعدتك ألا أضعف .. و وعدتهم أنني سأتماسك أمامك يا جدي و لكن .. الآن .. أنا لا .."
تقطعت كلماتها حتى عجزت عن الحديث و هي تقترب لتدفن رأسها بجوار كتفه فتنهد و رفع عيناه نحو (هشام) الذي وقف متأثراً فابتسم له ليقترب (هشام) و يربت على كتفها و هو يقول
_"تماسكي (راندا) .. جدي بخير"
ثم نظر للجد و تحول إليه بالحديث قائلاًَ
_"يبدو أنني غُششت بهذه الفتاة يا جدي .. ظننتها أقوى من هذا .. يا للأسف .. من الواضح أنها أضعف بكثير مما تخيلت"
اخترقت الكلمات أذن (راندا) لتنتزعها من السحابة السوداء التي غمرتها فرفعت رأسها بحدة و التفتت له بعينين متسعتين كأنما انتبهت له لتوها و هتفت بحاجبين معقودين
_"و ما شأنك أنت؟ .. ثم ماذا تفعل هنا؟ .. هذا أمر بيني و بين جدي .. هيا غادر لو سمحت"
كتف ذراعيه و قال ببرود
_"لا يمكنك طردي عزيزتي .. لو نسيتِ فجدي قد طلب وجودي أنا الآخر"
عقدت حاجبيها و هي تتذكر سبب وجوده معها فالتفتت نحو الجد الذي كان يتأملهما في صمت و قد بدا عليه نوعٌ من الارتياح و السعادة لرؤيته كيف استطاع (هشام) ببساطة أن ينتزعها من حزنها و لو مؤقتاً و قال بعد برهة
_"هذا صحيح (راندا) .. لقد أردتكما معاً .. ألا يمكنك تحمل غضبكِ من أجلي للحظات؟!"
تغلب خوفها عليه على كل مشاعرها الأخرى فاقتربت لتقبل رأسه و هي تقول من بين دموعها
_"فداك روحي حبيبي .. سأحتمل أي شيء لأجلك .. سأفعل أي شيء .. المهم أن تعود لنا بسرعة ... فقط كن بخير و كل شيء آخر يهون"
ابتسم لها بحنان و قال
_"أنا بخير حبيبتي .. مادمتم بخير و جميعكم حولي و متماسكون فأنا بخير"
صمت و غامت عيناه بحزن للحظات فقالت بخوف
_"ما الأمر جدي؟ .. أنت بخير؟! .. هل أطلب لك الطبيب؟!"
تنهد بخفوت و التفت لها قائلا
_"لازلتِ تجزعين بسرعة صغيرتي .. ألم نتفق من قبل؟"
هزت رأسها و قالت و هي تحاول التحكم بعبراتها
_"آسفة جدي .. أنا أحاول .. صدقني .. لكنني"
قبض على كفها بأصابع واهنة زادت قلبها ألماً و هو يقول
_"لكل أجلٍ كتاب صغيرتي .. كلنا سيرحل عندما يحين مو .."
سارعت تغطي فمه بأصابعها و هي تقول
_"لا تقل هذا جدي .. أدامك الله فوق رؤوسنا جميعنا و أطال بعمرك"
هز رأسه و ابتسم مكملاً
_"الباقي من العمر ليس كالذي رحل بنيتي .. أنا لست خائفاً من الموت حبيبتي .. أريد فقط أن أطمئن عليكم قبل أن يحين موعدي"
سالت دموعها و هي ترمقه بلوم ليتابع و هو يرفع كفه يربت على خدها برفق
_"لقد ربيتكم لتكونوا يداً واحدة (راندا) .. عائلة متماسكة لن تفترق مهما حدث و مهما حاولت الأيام أن تفرق بين أفرادها .. لتكونوا أقوياء .. لكنني رغم هذا لازلت أريد أن أطمئن على مستقبل كل واحدٍ منكم"
و صمت لحظة و هو يتأملها قبل أن يتابع
_"خاصةً أنتِ صغيرتي"
نظرت له بتساؤل ليكمل
_"لقد أطمأن قلبي على الجميع و لم يبق سواكِ .. أريد أن أغادر هذه الدنيا و أنا أعرف أنكِ بخير .. (سؤدد) واجهت الكثير منذ صغرها و أعرف أنها ستتدبر أمرها حتى لو كانت وحدها ... (وتين)"
تنهد بحزن و أكمل
_"(وتين) قوية و أعرف أنها حيث كانت فهي بخير و متماسكة و ستعود لنا في أقرب وقت .. و أنا مطمئن أن (زياد) سيكون إلى جانبها مهما حدث .. و (هاميس) كذلك .. أنا أعرف أن (سيف) سيهتم بها جيداً .. لكن أنتِ"
نظرت له بتوجس و مجرى الحديث يثير داخلها قلقاً مما يقود إليه .. تخشى كثيراً أن تخمن ما يحاول جدها الوصول إليه .. استمعت له بقلب متوجس و هو ينقل بصره بينها هي و (هشام) الذي وقف يستمع إليه بانتباه و هدوء مع ترقب حذر لكل خلجاتها في انتظار رد فعلها على ما يوشك الجد قوله
_"كنت أريد أن أشهد يوم زفافكِ بعيني .. كنت أمني النفس أن يكون ذلك قريباً و أن أرى أطفالكِ .. قبل أن أرحل"
تطلعت له بعينين متسعتين يرفضان ما بدأت تستوعبه بينما يتابع
_"لم أضغط عليكِ لتوافقي على الأشخاص الذين حاول والداكِ أن يقنعاكِ بهم من قبل ... كنت أعرف أن أياً منهم لن يكون نداً لك .. عرفت أن أيَّهم ليس هو الرجل الذي يستحقك و الذي سيحافظ عليكِ و يحميكِ و يمنحكِ الحب الذي تستحقين"
ارتجفت شفتاها بقوة و قلبها ينبض بعنف بينما عقلها تجمد رافضاً تصديق ما تسمع بينما يكمل جدها و عيناه ترتفعان نحو (هشام) الذي رقت عيناه و ابتسم بخفوت هو ينظر له بتقدير واضح
_"و عندما التقيته .. بنظرة واحدة عرفت أنه هو الرجل المناسب لكِ .. هو فقط من يستحق أميرتي العنيدة المدللة .. لكنها ظلت أمنية دفنتها بقلبي في ذلك الوقت ، حتى جمع القدر بينكما بطريقته .. و اكتشفت أن أمنيتي أصبحت قريبة المنال لكنني اكتشفت أيضاً أن شيطانتي العنيدة تحارب بقوة كعادتها .. ترفض أن تُسلم بما عرفته أنا من نظرة واحدة و بما أدركته هي داخلها ، لكنها تُصر على المكابرة"
قطبت حاجبيها و تطلعت له و هي تتنفس بصعوبة و فتحت فمها تريد أن تقاطعه .. أن تمنعه من تكملة ما يريد قوله .. ما عرفت أنه ينتويه ، لكنه سبقها و هو يقول بحنان
_"قلتِ أنكِ ستفعلين أي شيء من أجلي حبيبتي ، صحيح؟!"
أرادت أن تنكر لتهرب مما يوشك أن يفرضه عليها .. لكنها لم تستطع ، و دمعت عيناها و هي تهز رأسها في استسلام ليقول بخفوت و هو يقبض على كفها برجاء وصلها مع كل كلمة من كلماته
_"عندما طلب (هشام) يدكِ مني و من والدكِ وافقت فورا ، لكنني اضطررت للرضوخ لطلبكِ و تمنيت لو استطعت اقناعكِ بأي طريقة لكنني فضلت أن أترك لكِ الخيار كما عودتكِ و لا أفرض عليكِ ما ترفضينه .. تمنيت لو تغيرين رأيكِ مع الوقت حبيبتي .. لكن الآن و أنا لم يعد لدي الكثير من الوقت أجدني مضطر لأطلب منكِ أن تعيدي التفكير من جديد"
هزت رأسها تمنعه من أن يكمل لكنه تابع برجاء
_"اعتبريها أمنية جدكِ الأخيرة حبيبتي .. أريد أن أطمئن عليكِ قبل رحيلي"
و ضغط على كفها و هو يلمح كيف غاب الدم عن وجهها و تابع
_"تزوجي (هشام) بنيتي .. هو سوف يـ"
هبت واقفة و هي تهتف دون وعي
_"لا .. هذا مستحيل"
قطب (هشام) حاجبيه و اقترب ليقول بحنق
_"ما الذي مستحيل؟! .. من قال أصلاً أنني موافق على الزواج منكِ؟ .. من سيحتمل أصلاً أن يعيش مع فتاة لها رأس عنيد كثور و لسان أفعى ذات جرس ، هه؟"
حدقت فيه بذهول قبل أن تهتف
_"كيف تجرؤ؟"
و رفعت قبضتها و قد نسيت جدها الذي برفقتهما و ضربت كتفه بحنق
_"كيف تجرؤ أيها الوغد الأحمق؟ .. ثم من أنت لترفضني ، هه؟ .. من تظن نفسك؟ ... أنا هي من ترفض الزواج منك ... من الفتاة التي تملك ذرة من عقل و التي ستحتمل الحياة مع رجل مستفز مثير للأعصاب متبجح و مغرور و يظن أنه الرجل الوحيد في هذا الكون"
قبض بقوة على كفها التي واصلت ضربه و هتف بحنق
_"أنتِ هي المجنونة التي لا تستقر على رأي لبضع ثوانٍ .. منذ دقائق كنتِ تعتذرين لي و ارتديتِ ثوب الملائكة ببراعة حتى صدقتكِ ، و الآن و في لحظات تحولتِ لشيطانة مجنونة و عاد لسانك السليط هذا ليلدغ بغباء"
هتفت بذهول
_"أنا؟! .. أنا مجنونة و شيطانة؟ هل سمعت جدي؟ ... أيها الـ أيها الـ .."
لم تجد وصفاً يعبر عن مدى قهرها فرفعت قبضتها الأخرى لتضربه بقهر و هي تهتف
_"أيها الوقح المستفز .. أنا أكرهك .. أكرهك"
أمسك قبضتها الأخرى و قال ببرود
_"شعور متبادل"
انتزعت كفيها منه و هتفت بغضب و هي تلتفت نحو جدها الصامت
_"آسفة جدي .. أنا لن أتزوج منه أبداً فكما ترى هو .."
صمتت فجأة و هي تنظر لجدها الذي طالعها بحزن جعل قلبها يتوقف و ابتلعت كلماتها و هي تنظر له في قلق بينما (هشام) تحكم بصعوبة في غضبه منها .. تلك الفتاة صارت تستفز أعصابه أكثر من أي وقتٍ مضى .. هز كتفيه بقلة حيلة مع نظرة الجد اللائمة له كأنه يقول .. ليس بيدي .. حفيدتك المستفزة لم تترك لي ذرة من العقل أو الحكمة .. رمقها بنظرة حانقة و هو يهمس داخله .. مستفزة .. عنيدة .. و ستصيبه بالجنون قبل أن ينجح في قص لسانها هذا .. انتبه على نداء الجد باسمه فنظر له بسرعة ليجده يمد كفه نحوه فأسرع يقترب ليلتقطها دون أن يكترث لـ(راندا) التي رمقته بحنق و قال معتذرا
_"أنا آسف يا جدي .. لم أتمالك نفسي"
تنهد الجد و هو ينظر لهما و قال بصوت ضعيف
_"بني ... أعرف أنكما لا تجتمعان في مكان إلا و تقوم الحرائق لكنني أعرف أن بينكما شيء يستحق .. (راندا) حبيبتي"
نظرت له من بين دموعها ليكمل
_"قد لا ترين ما أقوله الآن ، لكن صدقيني ستكتشفين بنفسك أنني كنت محقاً ... أنا خبرت الدنيا لسنوات طويلة بنيتي و لدي من الحكمة ما يجعلني أعرف الرجل الحقيقي حين أراه ... (هشام) يحبك صغيرتي و رغم كل ما تفعلينه معه لازال يريدك و أعلم أنه سيبذل كل ما يستطيع ليسعدكِ دائماً .. افتحي قلبك و امنحيه الفرصة ليرى ما تضيعيه عليه برفضكِ"
همست بخفوت
_"أرجوك جدي .. أنا لا .."
قاطعها و صوته يتنخفض بطريقة أقلقتها
_"أرجوكِ أنتِ بنيتي .. حققي لي أمنيتي في أن أراكِ مع زوجكِ الذي اخترته لكِ .. أسعدي قلب جدكِ قبل أن .."
صمت فجأة ليسعل بقوة للحظات أرعبت (راندا) التي هتفت
_"اهدأ جدي أرجوك .. لا تتعب نفسك .. (هشام) .. أرجوك ناد للطبيب"
تحرك (هشام) ليطلب المساعدة لكنه توقف على نداء الجد الخافت له فالتفت له بقلق ليقول بعد نوبة سعال أخرى و هو يضع يده بإجهاد على صدره
_"تعال بني .. لا داعي"
وقف مترددا ليشير له أن يقترب فعاد مكانه و هو يتساءل أكانت هذه محاولة للتأثير على (راندا) .. نقل بصره إليها ليجدها عاودت البكاء و هي تحتضن كف جدها و تقول
_"آسفة حبيبي .. لم أقصد أن أجعلك تنفعل .. أرجوك لا تفعل هذا بنفسك"
همس بخفوت
_"عديني حبيبتي ... عديني أن تفكري و تعيدي النظر .. عديني أن تحققي لي أمنيتي قبل أن يسترد الله أمانته صغيرتي"
نظرت له بعجز ترجوه أن يرحمها و يحلها من وعدٍ لا تحتمل أن تقطعه و لا تعتقد أنها قادرة على أن تبر به بينما نظراته لها كانت تخترق قلبها و تجعله يأن بين ضلوعها .. قلبها الذي كان يحاربها بقسوة لتستسلم لشعورها نحو (هشام) .. لتستسلم لرغبة جدها .. وجدت نفسها تخفض رأسها و تقول باستسلام
_"أعدك جدي"
أشرق وجه جدها لتدمع عيناها أكثر و هي تكمل
_"أعدك .. ما تريده سيحدث .. لكن فقط عد إلينا سريعاً ... لا تتركني و ترحل أنت أيضاً جدي .. أرجوك لا تفعل"
قالت كلمتها و دفنت وجهها قرب كتفه باكية ليربت على رأسها برفق و يقول
_"إن شاء الله حبيبتي .. إن شاء الله"
مضت لحظات كانت عينا (هشام) و الجد تتبادلان حديثاً طويلاً قبل أن ترفع (راندا) رأسها و تنظر له من بين دموعها و تقول باختناق
_"اسمح لي جدي ... يجب أن أذهب"
أومأ لها فمالت تطبع فوق جبينه قبلة حانية امتزجت بدموعها و قالت
_"شفاك الله و عفاك جدي .. تحسن سريعاً"
ابتسم لها و ربت على خدها بحنان لتبتسم ببهوت و تتحرك لتغادر لكن ليس قبل أن ترمق (هشام) بنظرة أخيرة جعلته يقطب حاجبيه بقلق ... نظرة كانت مزيجاً غريباً من الخواء و اليأس و الخذلان .
****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 03:42 AM   #996

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تابع (هشام) مغادرتها بعينين و ملامح مبهمة يحاول تفسير نظرتها الأخيرة ، قبل أن يلتفت نحو الجد و تنهد بقوة و هو يهز كتفيه و قال بهدوء
_"يبدو أن الأمر سيكون أصعب مما أتخيل جدي"
ابتسم له بخفوت و قال
_"مهمتك يا بطل ... عليك ان تثبت أنني كنت محقا في نظرتي لك"
بادله الإبتسامة و اقترب ليجلس على المقعد القريب من الفراش و أمسك كفه و سأله بقلق
_"أنت بخير جدي؟ ... ذلك الإنفعال قبل قليل ، هل .."
ابتسم بإجهاد و هو يريح رأسه على الوسادة و يتطلع للسقف
_"أنا بخير بني .. انظر ماذا كنت أخطط و ماذا فعل القدر ... الحمد لله على كل حال ... رب ضارة نافعة كما يقولون .. يمكن القول أن مرضي الحقيقي قد جعل خطتنا أكثر واقعية و تأثيرا على حفيدتي العنيدة"
ارتسمت ابتسامة خافتة على شفتي (هشام) و ربت على كفه قائلا
_"المهم صحتك جدي ... فقط كن بخير و أنا كفيل بأي شيء آخر"
و زفر بقوة و هو يكمل
_"أنت لا تتصور كم أرعبت الجميع"
غامت عينا (رفعت هاشمي) و هو يقول
_"الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ... يبدو أن هذا القلب لم يعد يحتمل المزيد من المصائب بني"
هز (هشام) رأسه و هو يقول
_"لا تقل هذا جدي ... أعطاك الله الصحة و العمر المديد"
و صمت لحظة قبل أن يقول بتردد
_"بالنسبة لحادثة الآنسة (وتين) .. أنا لدي بعض الشكوك جدي"
نظر له بتساؤل ليكمل
_"لا أعتقد أن للسيدة (رجاء) علاقة بالأمر كما يقال ... هاجس داخلي يقول أن عائلة (اليزيدي) متورطة في الأمر .. لا دليل لدي لكن لا أستطيع التفكير سوى في هذا الإحتمال"
هز الجد رأسه بإرهاق و قال بنبرة حزينة
_"أعرف بني .. أنا أيضا شككت في هذا .. أعرف أن (رجاء) لن تجرؤ على فعلها"
و صمت لحظة كأنما أرهقه الحديث و الذكرى قبل أن يقول
_"اسمع بني .. أريدك أن تتدخل و تحاول البحث بطريقة ما .. أخبرتني أنك تراقب تحركاتهم هنا ، صحيح؟"
أومأ برأسه و قال
_"صحيح جدي و أنا بدأت فور أن شككت بعلاقتهم بالأمر .. للأسف حتى الآن لم أجد ما يريب ... فقط (سامر) ذاك سافر للخارج قبل أيام و قبل اختفاء الآنسة (وتين) حتى ... لكن لا تقلق أنا سأفعل ما يلزم حتى نعثر عليها و بإذن الله تعود سالمة لكم"
تنهد بحرارة و قال
_"إن شاء الله يا بني ... أعرف أن حفيدتي قوية .. لكنني أرجو أن نجدها قبل فوات الأوان و قبل أن يمسوها بأي سوء"
قبض (هشام) على كفه بقوة و عقله لا يتوقف عن استعادة حادث اختطاف (رهف) و تعرضها للإعتداء و اصابتها بعدها بحادث كاد يودي بحياتها لكنه انتهى بأن أفقدها قدرتها على المشي و فوق كل هذا انهيارها الأخير ... ترى هل يحاولون تكرار ما حصل مع شقيقته مرة أخرى مع فتيات عائلة (هاشمي) .. يلعبون بخسة في هذا الصراع و دون شرف .. لا يجدون غضاضة في إستخدم الفتيات البريئات في إنتقامهم الأعمى ذاك .. تلك العائلة قد ثقل حسابها معه كثيرا و هو لن يغفر لهم أبداً و لن يتراجع حتى يجعلهم يدفعون الثمن غاليا ... كان الجد يراقب تغير الأفكار فوق ملامحه ليقول بعد برهة
_"تذكر دائما أن تتمسك بالحكمة في صراعك بني ... لا تجعل الإنتقام هدفك ... كن مع الحق و لتكن عينك دوما على العدالة فقط .. أتفهمني بني؟"
أومأ برأسه و قال بتنهيدة
_"أفهمك جدي"
ثم نهض بعد ان ربت على كفه و هو يقول
_"سأتركك لترتاح جدي ... يكفيك هذا القدر من الإنفعال و الحديث ... ركز على أن تتحسن و تعود لنا بسرعة"
ثم ابتسم و قال بأسف مفتعل
_"و لتساعدني مع حفيدتك المجنونة التي بالتأكيد تبحث حاليا عن أفضل الطرق للقتل البطيء لتجربها عليّ"
ضحك الجد بخفوت لتتسع إبتسامة (هشام) و قال بعد أن قبل كفه بإحترام
_"أسأل الله لك الشفاء العاجل جدي"
ردد الجد بإمتنان و هو يربت على خده
_"سلمت يا بني"
بادله ابتسامة أخيرة قبل أن يتحرك بهدوء ليغادر الغرفة و فتح الباب و هو يلقى نظرة أخيرة على الجد الذي أغمض عينيه و استرخى في فراشه ، قبل أن يغادر و يغلق الباب خلفه برفق بينما عقله يفكر في مجنونته التي غادرت بعد أن منحت جدها الوعد الذي أراده و بعد أن رمقته بتلك النظرة الغريبة .. متأكد أن عقلها العنيد لن يستسلم للأمر الواقع بهذه البساطة.
*************
لم يكد (زياد) يحصل على بضع ساعات من الراحة حتى أيقظه عقله سريعا يحثه على ألا يضيع المزيد من الوقت بينما لا يعرف أي شيء عن وضع حبيبته ... تنهد بحرقة و هو يرتدي ثيابه على عجل ... ليتهم يجدون خيطا يقودهم إليها بسرعة و قبل أن يفوت الأوان ... جلس فوق حافة فراشه و أطرق برأسه يأسا .. يالله .. ماذا يفعل؟ .. كيف يطرد ذلك اليأس و تلك الأفكار المخيفة من رأسه؟ .. طرقات رقيقة ارتفعت على باب غرفته ليقول بشرود
_"ادخل"
انفتح الباب برفق لتطل (ريناد) برأسها بتردد قبل أن تدخل بخطوات مرتبكة و هي تنظر لجلسته الحزينة بأسف لتقول بخفوت
_"كيف حالك (زياد)؟"
رفع رأسه لينظر لها للحظات قبل أن يهز كتفيه و يجيب بتهكم مرير
_"و كيف سأكون برأيكِ؟"
خفضت رأسها لا تدري ماذا تقول قبل أن تقول
_"أنا آسفة جدا بشأن ما حدث (زياد) .. إن شاء الله تجدونها سريعا"
رمقها بنظرة طويلة و ارتفع ركن شفتيه بابتسامة ساخرة ليقول و هو ينهض ليتحرك نحوها
_"حقا يا (ريناد)؟!! .. هل تشعرين بالأسف نحوها حقاً؟"
هزت رأسها بارتباك لم يخفى عن عينيه ليقول بتهكم
_"بكِ الخير و الله ... لكن .. منذ متى و مشاعرك نحو (وتين) بهذه الرهافة؟ .. ألا يجب أن تشعري بالامتنان للفرصة التي منحها لك القدر لتتخلصي من غريمتك أخيراً"
ابتلعت لعابها بصعوبة و دمعت عيناها و هي تتطلع نحوه و ضاق صدرها بقوة .. لماذا تلومه؟ .. هو محق فيما يفكر نحوها .. محقٌ في أن يعتقد أنها كاذبة .. هل ستنكر كل ما فعلت من قبل و تدعي أنها ملاكٌ بريء .. بينما كان هو ينظر لها بحاجبين معقودين و نظرات صارمة ... يعلم أنه يقسو عليها بحديثه لكنه لا يستطيع أن يزيح كلمات (سؤدد) عن عقله و هي تخبره عن سوء معاملة أمه و (ريناد) لوتينه ... لا يستطيع أن يتوقف عن إستعادة كل ما عرفه ... تبدو صادقة في أسفها لكنه لم يعد يمتلك رفاهية التصديق و الشفقة ... لم يستطع حتى أن يواجه أمه نفسها بعد أن غادرت مركز الشرطة و عادت للقصر ... حاجز نفسي رهيب تكون داخله بعد أن اعترفت بكل ما فعلت .. حاجز كان يتكون على مهل طيلة الشهور السابقة مع كل محاولاتها لتفرق بينهما ، لكنه بين ليلة و ضحاها ارتفع عالياً .. كان يعلم أنها لا تحب (وتين) و ربما كانت تتعامل معها بخشونة و لطالما أوضحت له رفضها التام لعلاقته بها ... لكنه ما عاد يحتمل رؤيتها دون أن يتذكر ما فعلت و دون أن تثير شكوكه نحو علاقتها بإختطاف (وتين) حتى و لو أنكرتها .. لم يعد يثق بأي شيء ... زفر بحدة و ضغط على جبينه بتعب لتقترب (ريناد) منه و تقف أمامه مطرقة و تقول بأسف واضح
_"لن ألومك (زياد) على أي شيء تقوله ... أعرف أنني كنت سيئة جدا معها و لا شيء يغفر لي أبدا ما فعلته ... لكن صدقني .. أنا ... أنا تغيرت .. لقد عرفت كم كنت سيئة و وقحة و أعترف أنني كنت أخوض معركة غير عادلة بالمرة ضدها و أنا لا أملك حتى أي حق لأفعل ... لا تتصور كم كنت بشعة و كم يؤلمني أن أتذكر ذلك أو أعترف به .. أنا كنت سأغادر نهائيا و أعود لأسرتي لكن ما حدث هو ما جعلني أبقى ... سواء صدقتني أم لا .. أنا فعلا آسفة و أدعو من كل قلبي أن تعود (وتين) بسرعة ﻷطلب غفرانها قبل أن أرحل عنكم للأبد"
سالت دمعتان من عينيها مع نهاية كلماتها فأعطته ظهرها بسرعة و غادرت و هي تقول بصوت متهدج
_"حظا موفقا (زياد) ... إن شاء الله يطمئن قلبك عليها قريبا"
و اختفت بسرعة من أمام عينيه ليتنهد بقوة و عيناه تشردان و هو يستعيد كل كلماتها ... ليتكِ تكونين محقة (ريناد) و ليتكِ أفقت سريعا قبل أن تؤلمي قلب (وتين) بقسوتكِ أنت و أمي .. يا ليت ... أسرع يرتدي حذاءه و التقط سترته ليرتديها و يغادر مسرعا ليلحق بـ(سؤدد) التي كانت تناديه ليغادرا قبل أن يتأخر الوقت على زيارة جدهما و ليبدآ من جديد في مزيد من تحرياتهما المشتركة .. قابل أمه في أثناء طريقه للخارج فتسمر أمامها للحظة واحدة تحرك بعدها بسرعة و هو يشيح بناظريه عنها و أخرج هاتفه و هو يسرع بخطواته متجاهلا الرغبة التي ظهرت في عينيها لتتحدث معه .. خرج ليقابل (سؤدد) التي تنتظره بقرب سيارته لتستقلها معه و ينطلقا بينما كان هو ينتظر بترقب رد الطرف المقابل على الهاتف ليقول
_"مساء الخير سيادة الرائد .. معك (زياد هاشمي) .. هل هناك أي جديد؟"
راقبت (سؤدد) تعبيرات وجهه التي وشت لها بالإجابة لتتنهد و تشيح بعينيها تنظر للخارج و هي تهمس داخلها برجاء
_"أين أنتِ يا (وتين)؟ .. ترى أين اختفيتِ؟ و كيف حالكِ الآن حبيبتي؟"
**********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 03:47 AM   #997

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفعت (وتين) رأسها بإجهاد و تنهدت بتعب و هي تهتف
_"يا إلهي .. هذا متعب للغاية"
و تطلعت لقطعة الزجاج بيدها بيأس و هي تتابع بحنق
_"لماذا يبدو الأمر سهلا للغاية في الأفلام؟ .. مخادعون"
و تنهدت بقوة و عادت تطرد اليأس و التقطت قطعة الزجاج لتضعها بين أسنانها و تطبق عليها جيدا و تميل محاولة قطع القيود المتينة التي أحكم ذلك الرجل الغليظ ربطها بكل إحكام .. تمتمت بحنق من بين أسنانها
_"كأنني سأهرب مع ذلك القيد اللعين في قدمي .. تبا لهم"
عادت تكمل محاولاتها المضنية المستمرة منذ ما يقرب الساعة لكن حركة خافتة عند الباب جعلتها تسقط الزجاجة بين كفيها و تعيد إخفاءها و تتطلعت بقلب خافق للباب الذي فُتح ببطء .. ترى هل حان الوقت؟ .. هل غيروا رأيهم و سينقلونها اليوم؟ .. هل ستقابل ذلك الرجل الغامض مرة أخرى؟ .. كادت تعتقد أنهم قد نسوا أمرها خلال الساعات الماضية التي لم يطل فيها أحدهم عليها .. نظرت للباب بترقب و قلق ليرتفع حاجباها في دهشة مع الخيال الصغير الذي أطل عند الباب ... من أين أتى؟ و ما الذي أتى به إلى هذا المكان؟ .. كان طفلا صغيرا خمنت أنه لازال في العاشرة .. ربما .. كان يحمل صينية الطعام و يتقدم نحوها و هو يتطلع خلفه برهبة حتى اقترب منها و وضع الطعام أمامها و هو يقول بينما ينظر لها باستغراب
_"تفضلي"
زاد ارتفاع حاجبيها في دهشة و هي تتأمله قبل أن تقرر إلقاء دهشتها و تساؤلاتها جانبا و هي تقول بابتسامة رقيقة
_"مرحبا"
احمر وجه الغلام و هو ينظر لها بارتباك كأنما توقع منها أي شيء إلا أن ترحب به بابتسامتها الحنونة تلك .. عاد يقرب لها الطعام و يقول بخفوت
_"تفضلي يا آنسة"
ابتسمت في رقة .. من هذا الصغير؟ و ما الذي أتى به هنا؟ ... بين أولئك الرجال الغلاظ قساة القلب ... يبدو صبيا مهذباً من طريقة حديثه معها .. أي حظ عثر أوقعه معهم؟ .. تأسفت داخلها و هي تتأمل ثيابه المذرية و هيئته الفقيرة ... السبب واضح .. هزت رأسها تطرد الأفكار السلبية و قررت استغلال الفرصة .. ربما يفيدها وجوده بطريقة ما ... عادت تتطلع إليه و هو يطالعها بغرابة يتأمل شعرها بلونه الغريب و عيناها الزرقاوان اللذان تطالعانه بحيرة و أسف ... ذلك المسكين مهما كان ما دفعه ليعمل مع تلك العصابة فطفل بريء مثله لا يجب أن يكون هذا مكانه .. ربما بعد أن يقضي معهم بعض الوقت سيفقد براءته هذه تماما و يصبح واحدا مثلهم .. قطبت حاجبيها رفضا للفكرة .. لا يجب أن ينشأ طفل بعمره في هذه البيئة أبدا .. أخذت نفسا عميقا و عقلها يعمل بسرعة و قررت أن تبدأ سريعا قبل أن تضيع الفرصة من يدها .. عادت تبتسم و هي تقول بحنان
_"شكرا لك يا .. ما اسمك يا صغيري؟"
احمر وجهه و هو يجيب بخجل
_"(حمادة)"
اتسعت ابتسامتها و هي تقول
_"تشرفنا (حمادة) .. لكن ماذا تفعل هنا؟ ... هل تعرف أين نحن؟"
تطلع نحو الباب الموارب بقلق واضح و هز رأسه دون إجابة لتقول بهدوء لتبث فيها الطمأنينة
_"لا تخف ... لا تُجب أن كنت لا تريد .. أنا فقط أشعر بالملل و أردت أن أتحدث معك لا غير ... إن أردت يمكنك أن تذهب .. لن أغضب منك"
و أطرقت بحزن مفتعل جعله يجلس بتردد .. خبرتها مع أطفال حضانتها جعلتها تعرف جيدا كيف تكتسب ثقتهم سريعا و تعرف من نظرة واحدة كيف يشعرون و ماذا يحتاجون ... ربما هو يكبرهم عمرا لكنه لايزال طفلا .. طفلا لسبب قاهر وجد نفسه مضطرا للعمل في هذه البيئة التي لا تناسبه أبدا ... رفعت رأسها إليه و قالت بخفوت حزين
_"لماذا لم تذهب يا (حمادة)؟"
قال بتردد
_"أنتِ لست حزينة؟"
هزت رأسها فقال
_"لماذا أنتِ هنا؟ .. هل يريدون منكِ مالاً؟"
هزت رأسها مجددا وقالت
_"لا أعرف ... و أنت؟ هل تعمل معهم؟ ... تبدو صغيرا جدا"
هتف باعتراض شديد
_"لست صغيرا .. أنا في الثانية عشر"
ابتسمت في حنان و قالت
_"واو .. أنت كبير فعلاً .. أعتذر إذن ... لكن أيضا لا يجب أن تكون هنا حتى لو كنت كبيرا ، صحيح؟ .. هذا المكان سيء للغاية .. من الذي أتى بك لهنا؟"
أطرق بحزن واضح قبل أن يهز رأسه و يقول
_"زوج أمي"
نظرت له بتساؤل ليقول
_"زوج أمي أتى بي لأخدمه هو و الرجال في الخارج"
و مال عليها كما لو كان سيشي بسر خطير
_"كما أنه أخبرني اليوم أن أهتم بطلباتك و أراقبك ، لأنه لا يحتمل الفتيات المدللات"
قطبت حاجبيها بحنق .. ذلك الرجل البغيض يكون زوج أمه .. ياللفتى المسكين .. سألته بقلق
_"هل يجبرك على العمل معهم؟ .. ألا تذهب للمدرسة؟"
هز رأسه و قال بحزن
_"لقد مات أبي منذ عامين و توقفت عن الذهاب للمدرسة لأن أمي لا تملك المال الكافي لي أنا و إخوتي"
و تألقت عيناه و هو يقول بفخر طفولي
_"أنا أكبر اخوتي .. لدي أربع أشقاء أصغر مني .. ولدين و بنتين و أنا أهتم بهم جميعاً"
ابتسمت و هي تتجاوب معه و سمعته يضيف
_"حتى الشهر الماضي كنت أعمل في ورشة صغيرة قريبة من بيتنا بعد أن توقفت عن الدراسة و عندما تزوجت أمي"
صمت لحظة بضيق واضح قبل أن يقول
_"تزوجت العام الماضي و عندما مرضت و لم تعد تعمل أبدا و رقدت في السرير .. اضطررت للعمل مع زوج أمي لأحصل على ثمن علاجها و أطعم اخوتي الصغار"
اتسعت عيناها بذهول و نبض قلبها بألم شديد و هي تستمع له و جاهدت حتى لا تدمع عيناها أمامه .. ابتلعت لعابها بقوة و قالت بصوت جاهدت لتبعد عنه رنة الألم و الشفقة و هي تقول
_"أنت فتى شجاع يا (حمادة) ... لابد أن والدتك فخورة بك"
رفع رأسه و انتشت ملامحه بوضوح و هو يقول باعتداد و نضج غريب جعلها تتذكر (رامي) الصغير لتلمع عيناها بحنان
_"بالطبع"
ابتسمت و هي تهز رأسها موافقة و قالت
_"و أنا سعيدة لأنني تعرفت على فتى رائع مثلك (حمادة) .. أرجو أن تأتي لتتحدث معي دائما .. أشعر بالضيق لأنني أجلس بمفردي"
و كأنما تذكر فجأة ما يفعله هنا فنهض بسرعة و تطلع نحو الباب بخوف جعلها تشفق عليه لتقول بسرعة
_"آه يبدو أنني أخرتك .. حسناً اذهب أنت الآن (حمادة) ... لكن إن استطعت أن تأتي مرة أخرى فسأكون سعيدة للغاية"
تحرك ليغادر قبل أن يتوقف فجأة و يلتفت ليسألها بخجل و ارتباك جعلها تبتسم
_"لم أعرف اسمكِ يا آنسة؟"
ابتسمت مجيبة
_"(وتين)"
نظر لها بحيرة و هو يقول
_"اسمكِ غريب .. ماذا يعني؟"
شردت في ذكرياتها بحنين و ارتسمت في عقلها صورة (زياد) و هو يناديها بوتينه و كم مرة أخبرها أن هذا الاسم يليق بها وحدها و أنها وحدها وتينه و شريان حياته و روحه ... تنهدت و أجابت بعينين لامعتين و صوت متهدج
_"وتين هو شريان ... المجرى الذي يوصل الدم للقلب ... و بدونه لا يستطيع القلب أن يعيش أو يدق .. بإختصار لا يستطيع الإنسان أن يعيش"
قطب حاجبيه مفكرا كأنما يحاول استيعاب معنى كلماتها قبل أن يشرق وجهه و يقول
_"فهمت .. اسمكِ جميل و معناه جميل"
و أسرع نحو الباب و توقف عنده لحظة ليلتفت نحوها و يقول بخجل شديد و وجه محمر
_"و هو جميل مثلكِ أيضاً"
اتسعت عيناها و هي تنظر له ، قبل أن تضحك و شعور بالسعادة يتغلغل داخلها ليزيل كل بقايا اليأس و الحزن من قلبها و راقبته حتى اختفى عن ناظريها و أغلق الباب لتتحول ضحكتها لابتسامة واسعة و تتراجع لتسند رأسها للخلف و تغمض عينيها براحة شديدة و كلمات أمها تتردد في رأسها و هي تخبرها .. "تذكري دائما أن العسر يأتي بين يسرين حبيبتي و بين ظلام اليأس حتما ستجدين نورا للأمل و لو كان خافتا جدا ... تمسكي به جيدا و ستجدينه قد أصبح شمسا يغمر نورها الظلام من حولكِ .. فقط لا تيأسي و سيصبح كل شيء بخير" .. فتحت عينيها من جديد و أسرعت تخرج قطعة الزجاج و تتطلع إليها و همست و هي ترفعها لفمها من جديد
_"هيا .. لنحاول مرة أخرى"
و عادت تحاول قطع وثاقها المحكم بينما تفكر في الصبي الذي غادرها لتوه .. ربما أمكنها أن تقنعه أن يساعدها في الهرب من هنا ... لكنه سيخاف بالتأكيد من زوج أمه الكريه ذاك .. يجب أن تكسب ثقته و تؤكد له أنها ستحميه من أن يطاله أي أذى بسببها و لن يعرف أي شخص أنه من ساعدها ... يجب أن تقنعه بأي طريقة ... عادت تركز مع مشكلة قيودها بإصرار أكبر ... ستحاول على أية حال لن تخسر شيئاً
*********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 03:50 AM   #998

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هتفت (ليلى سليمان) و هي تلقي هاتفها بحنق
_"اللعنة .. اللعنة .. اللعنة عليهم جميعا"
نظر لها (سامر) في تساؤل و اعتدل قائلا بتوجس
_"ما الأمر أمي؟ .. هل عثروا عليها؟"
هتفت بحقد و هي تقبض يدها بقوة
_"ليس بعد"
_"إذن ما الأمر ... لماذا تتصرفين و كأن مصيبة قد وقعت؟"
تحركت بخطوات حانقة و هي تهتف
_"لقد نجا ... ذلك العجوز ذو السبع أرواح قد نجا .. لم يقتله ما حدث .. ذلك اللعين .. حتى متى سيتشبث بالحياة؟"
زفر و هو يتراجع ليسترخي على الأريكة و قال و هو يشعل سيجارة و ينفث دخانها في الهواء
_"و هل كان هدفك من اختطافها هو أن يموت العجوز من الصدمة مثلا؟ .. أمي .. حتى الآن لا أعرف لماذا غيرتِ تفكيركِ و أدخلتيها اللعبة ... لقد كانت (راندا) هدفنا من البداية أمي"
التفتت له بحدة و هتفت
_"(راندا)؟! .. (راندا) التي فشلت أن توقعها في فخك حتى الآن؟ ... لقد فشلت يا (سامر) و قد كنت أراهن عليك وحدك ، و أنت ماذا فعلت؟ .. استسلمت لمجرد أن الأميرة المدللة تراجعت و ألقت بك خارج حياتها"
نهض هاتفا بغضب
_"أنا لم أفشل أمي ... ليس بعد .. أنا لم أقل كلمتي الأخيرة بعد ... إن كنت تركتها و رحلت فهذا لأجعلها تعتقد أنها تخلصت مني تماما و عندها سأضرب ضربتي حين لا تتوقعها ... أنا لا أتخلى عن هدفي أبدا أمي و (راندا) عاجلا أو آجلا ستقع بين يدي .. سأجلعها تندم على ما فعلت .. لن أكون (سامر اليزيدي) إن أفلتت من يدي"
راقبته بتدقيق قبل أن تتراجع لتجلس على الأريكة مقابله و التقطت كأسها و رشفت منه قليلاً و هي لازالت تنظر له قبل أن تقول
_"حسناً لننتظر و نرى ... (سامر) .. لا أريد فشلاً جديداً .. و لا أريد أن يعرف (عماد) بما يحدث .. كن حذرا كما أخبرتك و احذر من (فهد) فهو رغم كل شيء ذراعه اليمين و لن يخالفه أبداً"
تطلع لها لحظة قبل أن يقترب ليجلس مكانه من جديد و قال و هو ينفث الدخان بقوة
_"آخر مرة تقابلنا .. شعرت أنه يدبر لأمر ما ... نظراته لي لم تطمئنني .. أعتقد أنه يعرف شيئاً ما"
تنهدت و رفعت كأسها تشرب آخر ما به قبل أن تقول بحنق
_"ابني الكبير و ابن أخي .. لا أعرف فيما يفكران بالضبط .. أي غباء حل بهما ليفكرا بهذه الطريقة .. من قال أنني أريد أن أستثني أي أحد من انتقامي؟ .. من قال أن أي شخص من هؤلاء الأوغاد بريء .. لا أحد .. لا أحد منهم بريء و لا أحد منهم سيفلت أبدا"
أطفأ سيجارته و التفت لها ليقول
_"و ماذا ستفعلين بخصوص تلك الفتاة؟ ... هل تثقين بذلك الرجل؟"
قالت بهدوء
_"بالطبع .. أنا لم أختره عبثاً .. من الجيد أن جواسيسي بقصر (هاشمي) ينقلون لي أخبارهم اللطيفة أولاً بأول ... فور أن عرفت بقرار (رفعت هاشمي) بخصوص ابن (رجاء) و ابنة (ملاك) حتى أدركت أنني لا يجب أبداً أن أفوت هذه الفرصة ... (رجاء) ستغضب بجنون لكنني أعرف أنها لن تجرؤ على أن تفعل شيئا كهذا بالفتاة"
و شردت بعيداً كأنما عادت لسنواتٍ مضت و هي تكمل
_"طيلة عمرها لا تجيد شيئاً سوى الصوت العالي و التهديد الفارغ .. مع كل محاولاتي للإيقاع بينها و بين زوجها لم تفلح الحمقاء في مواجهته بشكوكها به و بزوجة أخيه ... لقد تكتمت على الأمر و ظلت تمارس حيلها الغبية على (ملاك) دون أن تجرؤ على أكثر من هذا ... الغبية أضاعت عليّ فرصاً ذهبية كان يمكنني بها أن أحيل حياتهم إلى جحيم ... لكن لا بأس .. يكفيهم حتى الآن الحياة لسنوات مع الحقد الأسود داخل قلب (رجاء) .. قريباً جداً سأجعلهم يفتقدون تلك الأيام السعيدة و يترحمون عليها"
راقبها (سامر) للحظات قبل أن يقول
_"و لماذا لم تتخلصي من الفتاة أسهل و أسرع؟ .. كانت ستكون صدمة قاسية للجميع و لربما تخلصتِ من العجوز بكل سهولة كما تتمنين"
رمقته بحنق قبل أن تقول و هي تتراجع لتسترخي في الأريكة و التقطت سيجارة أشعلتها و هي تضع ساقا فوق أخرى و قالت
_"و ما الفائدة من السرعة بني؟ .. الإنتقام طبق يؤكل بارداً .. ألم تسمع بهذا القول؟ .. ما الذي جعلني أتمهل في انتقامي طيلة هذه السنين .. أريدهم أن يتذوقوا العذاب على مهل .. أريدهم أن يحيوا كل لحظة في ألم و قهر كما عشتها أنا .. سأستمتع برؤيتهم يتلوون من العذاب و الألم و الخوف .. جميعهم ... حالياً لندعهم يموتون قلقاً من أجل ابنتهم الجميلة التي لا يعرفون أين هي و لا كيف حالها و التي وقعت بين مخالب الأسد الذي لا يرحم"
و لمعت عيناها و هي تكمل
_"أعرف أن ابنة (ملاك) ستروق له كثيراٌ فهي تشبه ذوقه في النساء ... و أعرف أنه سيغير رأيه بشأنها ما أن يلتقيها و لذلك أقنعته أن يطمئن بنفسه أن رجاله قد جلبوا الفتاة المطلوبة و أن يطمئنني على حالتها بنفسه ... يمكنني أن أخمن ما دار برأسه لحظة أن رآها"
نفثت دخان سيجارتها و هي تتابع باستمتاع بينما ترفع بصرها للسماء
_"(ملاك) ... استرخي عزيزتي و راقبينا من مكانكِ .. ابنتكِ الحبيبة على موعد لن تنساه مع قدرها الذي سأستمتع بتلوينه بنفسي"
و ملأت كأساً آخراً و رفعته لأعلى و هي تقول ضاحكة
_"نخبك و نخب صغيرتكِ الوديعة عزيزتي الملاك"
راقبها (سامر) بقلق و هو يتساءل إن كان سيصل يوماً إلى عمق ما تفكر فيه أمه و ما تخفيه من أسرار ... هو حتى الآن ينفذ رغبتها كما تريد و كما زرعت داخله .. ينتقم ممن آذوه هو و عائلته كلها .. ممن قتلوا والده و تسببوا في يتمه و غربته هو و شقيقه و أمهم و تسببوا في معاناتهم الطويلة لسنوات .. لكنه يشعر أن أمه لازالت تخفي عنهم الكثير .. الكثير جداً و الذي يبدو أنه لن يعرفه أبداً .. تنهد و هو ينهض واقفاً لتتطلع له بتساؤل فقال
_"سأنهي بعض الأعمال قبل أن أحجز للسفر ... لا أريد أن أضيع المزيد من الوقت ... سأعود لأنهي أمر (راندا هاشمي) تماماً"
ارتفع ركن شفتيها بتهكم و هي تقول
_"جيد ... و ليتك تسرع و تنهي الأمر بينما هم مشغولون في مصيبة ابنتهم الأولى لتسقط مصيبة الأخرى فوق رأسهم قبل أن يجدوا فرصة ليلتقطوا أنفاسهم"
ابتسم بسخرية و هز رأسه و تحرك مغادراً تراقبه عيناها حتى اختفا لتعاود الشرود من جديد و أطرقت برأسها تنظر داخل الكأس كأنما تحاول أن تقرأ فوق سطح السائل النبيذي ما يخفيه المستقبل لها و لأعدائها جميعاً ... تأملت السائل الأحمر قبل أن ترفعه لشفتيها و ترشفه على مرة واحدة وضعت بعدها الكأس مكانه و تراجعت لتسترخي على الأريكة و أغمضت عينيها لتغرق في ذكريات سنواتٍ مضت .. سنواتٍ لم تغادر عقلها أو ربما هي من لم تغادرها بعد و لن تفعل أبداً ... ليس قبل أن تشفي غليلها منهم جميعاً
**********
تأملت (راندا) الشوارع من نافذة سيارة الأجرة بشرود .. لا تعرف كيف غادرت المشفى دون أن يلحق بها أحد أفراد عائلتها ... لا تعرف حتى كيف استقلت السيارة و كيف أعطت السائق العنوان .. تنهدت بتعب و هي تتطلع للخارج و بدت الأماكن في الخارج مألوفة لعينيها الشاردتين رغم كل شيء لتدرك أنها قد وصلت ليخرجها صوت السائق من شرودها قائلا
_"لقد وصلنا يا آنسة"
تحركت بصعوبة لتهبط من السيارة و نقدته أجرته و رفعت عينيها للشارع البسيط بساكنيه البسطاء الذين اعتادتهم و الصبية الذين تراهم يلعبون الكرة دوماً في كل مرة تأتي بها ... انتبهت على الصبية الذين يلوحون لها فرفعت كفها تلوح لهم بابتسامة باهتة جعلتهم يتبادلون النظرات المتسائلة قبل أن يعاودوا النظر لها في دهشة و تساؤل فخفضت وجهها و أسرعت إلى مدخل العمارة التي تسكنها (سمراء) و أسرتها ... لم تستطع العودة للقصر في حالتها هذه و لم تشعر سوى بنفسها تستقل السيارة في طريقها لبيت صديقتها المقربة ... كانت في أشد الحاجة إليها .. تحتاج لتتخلص من كل هذا الضغط الذي يثقل قلبها .. من كل هذا الألم .. اختفاء (وتين) و مرض جدها الشديد و .. و وعدها الذي اضطرها لقطعه له .. صعدت درجات السُلم بإرهاق و هي تكاد تنهار بينما السحب السوداء تتكاثف حول عقلها باستمرار .. عقلها المنهك و جسدها اللذين لم يحصلا على نومٍ جيد من يومها ... وقفت أمام باب الشقة و رفعت يدها لتضغط جرس الباب ليؤنبها عقلها من بين الغيام الكثيف حوله .. كيف تأتي هكذا دون موعدٍ مسبق .. كيف تأتي فجأة دون أن تتصل و تخبر صديقتها بذلك .. ماذا أصابكِ (راندا)؟ .. لماذا أنتِ بهذه الحالة المُذرية؟ .. لم تشعر بأصابعها التي أسرعت تضغط على الجرس بتقطع عليها طريق التردد و الرجوع ... مرت لحظات بدت كدهرٍ طويل قبل أن يأتيها صوت خطوات مسرعة و صوت يتساءل عن الطارق قبل أن ينفتح الباب لتطل من خلفه (رواء) و قد لفت وشاحها فوق رأسها بسرعة و كيفما اتفق و التي قالت بدهشة و قلق و هي ترى حالتها و وجهها الشاحب
_"(راندا) .. أنتِ بخير؟ ما ال؟"
قطعت تساؤلها و هي تفتح الباب و تحيطها بذراعها كأنما شعرت أنها على وشك أن تسقط أرضاً
_"ادخلي عزيزتي .. تعالي"
ثم هتفت تنادي
_"(سمراء) .. (سمراء) تعالي بسرعة"
رمقتها (راندا) من بين الغيوم المحيطة بعقلها و هي تتذكر .. (رواء) التي اكتشفت أنها تعمل مع (هشام رضوان) .. ابتسمت بتهكم مرير و هي تهتف داخلها ها هي تعاود استدعاءه إلى تفكيرها .. من قال أصلاً أنه غادره ... كل شيء حولها يصر على أن يعيده إلى مدراها كلما أبعدته أو ربما .. يعيدها هي إلى مداره مجبرة رغم كل محاولاتها لتبتعد ... تجد نفسها خاضعة لمجال جاذبيةٍ لا يرحم يجبرها على البقاء في مداره مهما حاولت أن تتحرر ... لم تدر أن (رواء) كانت تتطلع لابتسامتها الباهتة بقلق مضاعف و لا أنها كانت تتحدث معها بينما أتت (سمراء) مسرعة تلحقها (طيف) و هما تتساءلان بقلق قبل أن تهتف صديقتها و هي تسرع نحوها
_"(راندا) .. ماذا حدث؟"
و أسرعت تسندها و تتحرك معها للداخل و هي تتابع بقلق شديد
_"يا إلهي ... أنتِ شاحبة للغاية .. ماذا أصابكِ حبيبتي؟"
فتحت فمها لتجيبها عن أسئلتها لكنها عوضاً عن ذلك قالت بخفوت و السواد يزداد أمام عينيها
_"أنا متعبة (سمارا) .. متعبة جداً .. جداً"
و دون كلمة واحدة كانت تنهار غائبة عن الوعي بين ذراعيّ (سمراء) التي شهقت بخوف و هي تضمها إليها بينما تنظر لشقيقتيها المتجمدتين و عقلها يتساءل بفزع عما أصاب صديقتها لتنهار بهذه الطريقة المخيفة
***********
انتهى الفصل الثامن و الأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم
قراءة ممتعة للجميع

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 04:03 AM   #999

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,014
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-17, 04:12 AM   #1000

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. سعدت بوجودك عزيزتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.