آخر 10 مشاركات
إيحــــاء الفضــــة (3) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة حـ(ر)ـب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          [تحميل]ليالي.. الوجه الآخر للعاشق / للكاتبة رحاب ابراهيم ، مصرية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رَقـصــــة سَـــــمـا (2) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-17, 01:17 AM   #1051

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,014
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يوجد فصل

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:05 AM   #1052

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبيباتي .. كيفكم .. هنزل الفصل حالاً .. عارفة تأخرت بس معايا تعويض عن التأخير .. فصل اليوم طويييل جداً .. قراءة ممتعة للجميع و يا رب يعجبكم .. هستنى آرائكم في الفصل

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:06 AM   #1053

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخمسون
حدق (هشام) في الملف الذي بيده بشرود و هو يلف القلم حول اصبعه بحركة روتينية بينما عيناه لا تريان الكلام المكتوب في الأوراق و عقله كله شارد يسترجع مراراً ما حدث بينه و بين (راندا) اليوم .. لم يصدق عينيه و هو يرى اسمها ظاهراً على شاشة هاتفه في أول اتصال منها .. طيلة البارحة و هو يفكر في رد فعلها ، و نظرتها الأخيرة الغريبة لم تفارقه طيلة الساعات الماضية حتى صباح اليوم حين أتاه اتصالها الذي أجاب عليه بتوجس فهو ما عاد يدري ما الذي سيجود به عقلها المتلاعب العنيد ذاك ، كما كان قلقاً عليها لمغادرتها المشفى بهذه الحالة ، لكنه لم يكد يترك الجد و يلحق بها للخارج حتى اكتشف أنها قد غادرت دون حتى أن تخبر والدها ... رمى الملف من يده بعد أن أدرك عُقم محاولاته للتركيز عليه و تراجع يستند لظهر مقعده و هو يسترجع تفاصيل اللقاء الذي اتصلت (راندا) صباحاً لتطلبه منه بنبرات عملية جافة و لم تمنحه فرصة حتى للتساؤل و هي تخبره أنها تريده ليتفاهما على الخطوة التالية لاتفاق الأمس ... غادر و هو متوجس و قد أدرك أن هذا اللقاء لن يسره أبداً و أنها سترمي في وجهه بإحدى أفكارها العبقرية التي تستحق القتل عليها ... لكنه سيجاريها للنهاية و لتأتي بأقصى ما لديها ... لن يكون (هشام رضوان) إن سمح لها بهزيمته في معركتهما هذه .. فليجاريها في ألعابها حتى النهاية و لترى لمن سيكون الفوز منهما ... وصل إلى المطعم المطل على النيل و كاد يضحك عالياً في سخرية و هو يفكر أنه في ظرفٍ آخر كان سيعتبر هذا مكاناً رومانسياً ممتازاً لموعدٍ معها ، لكن مع (راندا هاشمي) فالتفسير الوحيد لاختيارها هذا المكان هو رغبتها الدفينة في التخلص منه في أعمق بقعة من قاع النيل أو ربما لتلقيه به إن أحست أنه لن يوافق على ما تريد ... تنهد و هو يتجه ليجلس على احدى الطاولات المطلة تماماً على النيل الذي انعكست أشعة الشمس على مياه الرقراقة فزادتها بهاءا و شعر بأعصابه تسترخي مع الهواء المنعش .. تطلع في ساعته .. لقد أتى باكراً عن موعده بدقائق .. حسناً لا بأس ليرتب أفكاره حتى تأتي سموها .. مضت بضع دقائق أخرى حتى أطلت عند مدخل المطعم و تألقت عيناه و هو يراها تتلفت حولها بحثاً عنه من حيث وقفت على السُلم الصغير الذي يفصل بين جزئيّ المطعم الداخلي و الجزء المُطل على مياه النيل ... خفق قلبه و هو يتأمل طلتها الرقيقة و وجهها الذي لم يُغير شحوبها من جماله ... في عينيه على الأقل .. هي ليست فاتنة و جمالها عادي .. لكنّ عيناه لا تريان في النساء أجمل منها ... هو سافر كثيراً و رأى و تعامل مع الكثيرات بحكم دراسته و عمله لكنّها وحدها جعلت ذلك القلب ينتفض من سباته و يخبره أنها هي .. هي من كان ينتظر طيلة هذا الوقت ... هو لم ينتبه للأخريات لسببٍ بسيط .. هو أنه كان ينتظرها هي .. و ما يجعله يحارب حتى اللحظة هو أنه يعرف أنها تبادله الشعور حتى و لو أنكرت .. هو أبداً لم يكن ليفرض نفسه على امرأةٍ لا تريده مهما بلغ شعوره نحوها ... كان سيقتل ذلك الشعور و يدوس على قلبه حتى يتوقف عن النبض باسمها .. لكنه رآه في عينيها في تلك اللحظة التي فصلتهما عن العالم كله ... قرأه في عينيها و في توترها أمامه و ثورتها كلما اقترب منها ... في خوفها من انجذابها الغريب نحوه و من المشاعر الغريبة التي عاشاها في لحظاتٍ قليلة ... لو أن ما مر به ليلتها أخبره به شخصٌ آخر لسخر منه و لنعته بالأحمق المبالغ ... لكنّ قلبه فعلها .. تنهد بحرارة لينتبه على وقفتها أمامه بتململ و حاجباها معقودان ليكتشف أنه كان طيلة الوقت ينظر إليها هي ليتنحنح و هو يقف مرحباً و يقول بصوتٍ هاديء لم يظهر شيئاً من مشاعره
_"مرحباً (راندا) ... كيف حالكِ اليوم؟"
ردت بهدوء و هي تجلس على المقعد الذي أزاحه لها
_"بخير الحمد لله ... شكراً لك"
عاد لمقعده و أشار للنادل ليقترب و قال
_"ماذا تشربين؟"
_"فنجان من القهوة السادة"
رمقها بدهشة فقطبت حاجبيها و قالت
_"لدي صداع شديد و أحتاج للقهوة"
هز رأسه و هو ينظر لها بقلق ممزوج بالشفقة و التفت بعدها للنادل
_"اجعلهما اثنان"
و عاد ينظر لها بتدقيق لتعقد حاجبيها و تقول بحدة
_"ما الأمر؟ .. هل ستظل تحدق فيّ كثيراً هكذا؟"
تنهد بيأس و هز رأسه قائلاً
_"لا فائدة"
أشاحت بوجهها في نزق ليميل للأمام و يسند ذراعيه فوق الطاولة و يشبك كفيه معاً ليقول بحزم
_"اسمعي (راندا) ... أنا لم أطلب رؤيتكِ اليوم .. أنتِ من طلبتِ أن نلتقي .. بمعنى آخر أنتِ من تحتاجينني و ليس أنا .. لذا رجاءاً حاولي التحكم في لسانكِ الطويل هذا حتى ننتهي من هذه الجلسة الثقيلة؟ حسناً؟"
حسناً إن كانت توقعت أنه سيستمر في معاملته السابقة معها فهي واهمة .. كتم ضحكته بصعوبة و هو يحدق في وجهها الذي ارتسم الذهول ببراعة فوق ملامحه بينما تحدق فيه بعينين متسعتين قبل أن تتمالك نفسها لتهتف
_"كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة؟"
رفع أحد حاجبيه ليقول ببرود
_"ما سمعتيه عزيزتي .. و الآن هلا تفضلتي و بدون تضييع المزيد من الوقت و أخبرتِني ما الأمر الهام الذي أردتِ التحدث بشأنه؟"
صمتت و هي تحدق فيه بذهول و كأنما تفكر إن كان قد فقد عقله أو استحوذ عليه أحدهم ... قاطع أفكارها عودة النادل بقهوتهما ، فصمتت حتى انصرف قبل أن تكز على أسنانها و تقول بحنق
_"حسناً و آسفة مقدماً على تضييع وقتك الغالي سيد (هشام)"
تراجع في مقعده ليعقد ذراعيه أمام صدره و ينظر لها ببرود جعلها تشتعل أكثر و تتابع
_"على العموم هو خطأك من البداية .. لو أنك لم تتسبب في تلك الشائعة الغبية لما وصلنا لهذه النقطة"
_"عفواً؟!"
هتفت بحنق
_"ماذا هل ستعود للإنكار؟ .. اسمع .. جدي عرف بأمر ذلك الخبر الغبي و لولا هذا لما قرر ارغامي على الزواج منك"
قبض على كفه بقوة يمنع نفسه من ضربها على رأسها بينما تتابع و هي تزم شفتيها
_"المهم لم يعد هناك جدوى من البكاء على اللبن المسكوب و بما أن الأمور وصلت إلى هنا فلم يعد أمامنا خيار آخر .. لم يعد هناك رجوع .. لقد وعدت جدي و لن أستطيع التراجع عن وعدي له و لن أخاطر أن تسوء حالته مجدداً بسببي"
تُرى لو نهض الآن و خنقها أو ألقاها في النهر هل سيلومه أحدهم؟ .. تجاوز أفكاره و رفع أحد حاجبيه و مال برأسه و قال بتهكم
_"و في رأي سموكِ ما الحل للخروج من هذا المأزق؟"
هتفت بضيق
_"لا داعي للسخرية لو سمحت"
أجابها ببرود و هو يشدد على اللقب من جديد
_"أنا لا أسخر سموكِ ... تفضلي أنا أسمعكِ .. اقترحي ما أبدعته قريحتكِ حلاً لنخرج من هذا المأزق"
ضاقت عيناها و هي تنظر إليه لتقول بنبرة غريبة
_"نخرج؟!"
كاد يضحك لكنه تمالك نفسه ليخفي استمتاعه خلف واجهة باردة و هو يقول بخبث
_"أجل نخرج؟ .. هل تصورتِ أنكِ وحدكِ في هذا المأزق؟ .. على أساس أنني سأموت على الزواج منكِ؟"
شهقت و هي تتراجع للخلف بحدة ليتابع
_"لقد أوضحت رأيي جيداً بهذا الخصوص أمس .. أنا أيضاً لا أريد هذا الزواج و مرغمٌ مثلي مثلكِ"
النظرة التي رمقته بها كانت تستحق صورة للذكرى و قد أحس برغبتها الشديدة في قتله بينما تقول من بين أسنانها
_"حقا؟! .. و بالنسبة لمن كان كالشوكة في خاصرتي طوال الفترة السابقة و يحاصرني ليلاً نهاراً بملاحقته دون ملل"
هز كتفيه و قال بلامبالة
_"ربما اكتشف في النهاية أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء"
لمحها تقبض على كفيها بقوة فأدرك أنها تمارس على نفسها أقصى درجات ضبط النفس ... لا بأس .. فلتذق قليلاً من بعض أفعالها .. اللعبة صارت أكثر متعة الآن ... عاد ينظر لها و يقول باهتمام
_"لذا عزيزتي .. دعينا نتجاوز كل هذه المقدمات التي لا فائدة منها و أخبريني ما الحل الذي فكرتِ فيه؟"
أخذت نفساً عميقاً لتقول بصوتٍ حانق
_"حسناً ... بما أنك أيضاً لا تريد هذا الزواج فهذا سيجعل الأمر أكثر سهولة ... نحن لا يمكننا أن نرفض الآن بعد أن أخبرنا جدي بموافقتنا .. لذا الحل الوحيد أمامنا الآن هو خطبة طويلة"
مال برأسه جانباً و ارتفع ركن شفتيه بسخرية لترمقه بتنمر و تكمل
_"ستكون خطبة مؤقتة و سنجد أي حجة لتأجيل الزواج ما أمكن ثم ننفصل و نخبر الجميع أننا للأسف لم نتفق معاً و اكتشفنا أننا لا نستطيع أن نكمل حياتنا القادمة كزوجين .. بس .. و هكذا ينتهي الأمر بسلام"
ردد خلفها ببرود و هو يمط شفتيه
_"و سينتهي الأمر بسلام .. تعتقدين ذلك حقاً؟"
قالت بتذمر
_"ألا يعجبك هذا الحل؟"
_"لا .. لا يعجبني و لا ينفع لسبب بسيط و هو أن جدكِ لا يريد خطبة .. أخبرني أنه سيكون عقد قران مباشرةً و لا داعي للخطبة"
هتفت بحدة
_"هذا مستحيل"
هز كتفيه قائلا ببساطة و هو يلوح بكفه
_"يمكنكِ سؤاله إن كنتِ لا تصدقين .. قال أنه يريد عقد قراننا في نفس اليوم مع عقد قران (زياد) و (وتين) بعد عودتها سالمة إن شاء الله"
حدقت فيه بذهول قبل أن تتمالك نفسها و تقول
_"حسناً .. سأحاول الحديث معه بهذا الشأن"
_"و إن رفض و أصر على رأيه"
قطبت حاجبيها مفكرة للحظات و قالت
_"لا بأس .. سنعقد القران و ننفصل بعدها"
_"و ستحملين لقب مطلقة بهذه البساطة؟"
هتفت بغضب
_"و كأنني أهتم لهذا الأمر؟ .. هل تعتقد أنني أهتم لرأي هذا المجتمع بالنسبة للقب الذي أحمله؟ .. أفضل أن أحمله على أن أقضي حياتي في زواجٍ لا أريده"
قال بهدوء
_"أنا متأكد أنكِ لا تهتمين ، لكن .. أعتقد أن عائلتكِ تهتم و على رأسهم جدكِ نفسه"
صمتت و هي تنظر له لتقول بعد لحظات من التفكير و هي ترفع سبابتها أمامه
_"اسمع في أسوأ الحالات إن حدث و انتهى الأمر و اضطررنا للزواج فعندها سنتزوج و لكنه سيكون زواجاً صورياً"
منع نفسه بصعوبة من أن يستخدم احدى تلك العبارات السوقية المستنكرة التي لا تليق برجل مثله أبداً لكنّ هذه الفتاة تدفعه دفعاً لارتكاب أشياء لم يتخيل في أقصى أحلامه أن يرتكبها ... تنفس بقوة و قال بابتسامة باردة
_"زواج صوري؟!"
قالت في حماس يستحق الإعجاب .. أو الخنق حتى الموت ربما
_"أجل ... سيكون زواجاً صورياً ... سنعيش كأخوين و ربما صرنا أصدقاء مع الوقت من يدري .. سيكون لك غرفتك و لي غرفتي .. لن يعرف أحد بما يدور بيننا حتى نجد الفرصة للتخلص من هذا العقد"
حدق فيها بقهر .. لقد فكرت في كل شيء .. أهي حمقاء لتظنه سيرضى بأمرٍ كهذا ... ماذا قالت؟! .. سيعيشان كأخوين؟! .. للجحيم إن فعل .. حسناً لقد قرر أن يجاريها في ألعابها الطفولية حتى النهاية ... هي لا تدرك بعد أنّ خيوط اللعبة أصبحت كلها في يده .. فلتلعب لعبتها إذن و لتعتقد أن الكلمة الأخيرة كانت لها
_"فكرة جيدة"
قالت بدهشة كأنما لم تتوقع موافقته السريعة
_"أنت موافق إذن؟"
_"لم أوافق بعد عزيزتي .. قلت فقط أنها فكرة جيدة .. لكن هناك بعض النقاط التي تحتاج للتعديل"
سألت بتوجس
_"و ما هي؟"
صمت لحظة ليزيد من قلقها قبل أن يقول
_"بالنسبة لعيشنا منفصلين كلٌ في غرفته فهذا عملياً لا يمكن"
_"نعم؟!"
هتفت باستنكار ليقول بهدوء
_"كما سمعتِ ... أولاً الجناح الذي سنتزوج به جاهز و يحتاج فقط لبعض التعديلات التي تركتها لزوجتي المستقبلية لتضع لمساتها كما تحب"
لاحظ انعقاد حاجبيها و لمعة عينيها الغريبة ليتابع بخبث و قد أدرك غيرتها
_"و لا تنسي أننا سنتزوج مع أسرتي و سيعيشون معنا في نفس المكان ... لذا باختصار .. نومنا في غرفتين منفصلتين سيجعلهم يشكون في أمر زواجنا و أنتِ .. لا تريدين أن يصل الأمر لجدكِ و الذي سيعرف وقتها أن هذا كان تخطيطكِ أنتِ"
عقدت حاجبيها و قد أدركت أنه محق و زمت شفتيها في ضيق و قالت بحدة
_"ما العمل إذن؟ ... لا تتصور أنني سأنام معك في غرفة واحدة"
قال بعبث
_"و ما الذي يمنع؟ .. هل تخافين من نفسكِ أم أنكِ تخشين الوقوع في حبي؟"
هتفت بحنق شديد
_"في أوهامك فقط"
قال بلامبالة
_"إذن ليس هناك ما تخافين منه و بالنسبة لي كما أخبرتكِ ... الأمر محسوم بالنسبة لي أنا الآخر ... أنا متورط معكِ في هذا الأمر لذا لا داعي لقلقكِ ... ستتمتعين بكامل خصوصيتكِ و لن أقترب منكِ .. أنتِ آمنة معي تماماً"
قطبت حاجبيها و هي تتطلع إليه بشك قبل أن تقول
_"حقاً؟"
ابتسم قائلاً بتأكيد
_"حقاً عزيزتي .. سيكون زواجاً صورياً كما تريدين إلا إذا .."
قطع جملته بخبث لتقول بقلق
_"إلا إذا؟!"
ابتسم في عبث و هو يغمز بأحد عينيه
_"إلا إذا غيرتِ رأيكِ وقررتِ أن تقتربي من نفسكِ و تخبرينني أنكِ تريدين أن يصبح زواجنا حقيقياً"
احمر وجهها بشدة لتهتف بحنق
_"مستحيل .. لن أفعل ذلك أبداً"
ابتسم بسخرية
_"من يدري؟! ... الأيام دوماً تأتي بالمفاجأت التي لا نتوقعها أبداً"
عادت تنظر له بشك ليقول و هو يمد يده لها
"على العموم لندع كل هذا للوقت و لنوثق اتفاقنا الجديد"
تطلعت ليده بشك مضاعف قبل أن تنظر لعينيه اللتين لمعتا بتحدي
_"أم أنكِ لازلتِ خائفة؟"
قطبت حاجبيها و هتفت بتحدي مماثل
_"مستحيل"
و مدت يدها لتصافحه و ضغطت على يده بقوة كأنما تخبره أنها لن تخسر التحدي أبداً
_"اتفقنا إذن"
اتسعت ابتسامته المستمتعة و هو يضغط على أصابعها بينما يقسم داخله أن لعبتها الحمقاء هذه لن تنتهي إلا و هي تطلب منه بنفسها أن يحول زواجهما لحقيقة و لن يكون (هشام رضوان) إن لم ينجح في هذا.
***********

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:07 AM   #1054

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تململت (سيلين) في نومها بضيق و تسللت قطرات العرق على بشرتها رغم مكيف الهواء الدائر بغرفتها و تأوهت بألم و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً في إنزعاج بينما كابوسها الذي ألفته منذ سنوات يأبى أن يفلتها .. تنفست بقوة و هي تجد نفسها تجري دون توقف و هي تنظر خلفها .. كانت ترى نفسها في صورة أخرى .. طفلة صغيرة حافية تطاردها أشباح شريرة بينما تندفع هي في أعماق غابة مظلمة تحيطها أغصانها الكثيفة من كل جانب و هي تلهث برعب لتختفي الغابة و تتحول إلى موجات هادرة لمحيط غاضب ابتلعتها ، لتجد نفسها مقيدة للأرض بشدة تحاول التخلص من قيدٍ لا تراه ... خصلات حمراء تساقطت على الأرض من حولها قبل أن تتحول إلى ألسنة لهب ارتفعت لتحاصرها لتصرخ في ارتياع و قد أيقنت الموت لتمتد يدٌ قوية و تنتزعها من وسط اللهب و صاحبها يضمها إلى صدره بقوة و هو يهمس في أذنها أنه معها ، لتستكين بأمان لم يستمر للحظات بينما يدفعها عنه بقسوة لتحدق في عينيه اللتين اختفى منهم الحب و وعد الأمان لتحل محلهما الكراهية و الغضب الأعمى و هو يحيط برقبتها و يعتصرها بقوة و هو يهتف
_"قلت لكِ سأجدكِ مهما طال الوقت (إيفا) و لن ينقذكِ أحدٌ من انتقامي"
صرخت بقوة و هي تحاول التخلص من قبضته بينما رنين مزعج تصاعد في الخلفية
_"لا لا لاااااا"
أفلتت منه بصعوبة و أطلقت ساقيها للريح و صوته يطاردها بكراهية ممزوجاً بالرنين ليصبح مزيجاً مرعباً
_"سأجدكِ (إيفا) مهما هربتي .. (إيفاااااا)"
_"لاااااااااا"
صرخت بها و هي تنتفض جالسة في فراشها و أنفاسها تتسارع بطريقة مرعبة و العرق يغمرها ... وضعت كفها على قلبها الذي تسارعت نبضاته كأنما تعدو في ماراثون ... انتبهت لرنين الهاتف الذي أيقظها من الحلم فتنفست بقوة و مدت يداً مرتجفة لتلتقط هاتفها الذي توقف عن الرنين ليعاوده بعد لحظة لتلمح الرقم الدولي و تعقد حاجبيها في انتباه و تسارع بالإجابة و تقول بالفرنسية بصوت حاولت التحكم في ارتجافه
_"مرحباً (بيير) ... لا عزيزي أنا مستيقظة .. لا بأس ما الأمر؟"
استمعت له بانتباه بحاجبين معقودين قبل أن تهتف بغضب
_"ماذا تعني أنه اختفى؟ .. أين سيكون قد ذهب؟"
أتاها صوته الحانق يقول
_"لا أدري (سيلينا) لقد أخبرتك بما عرفته ... ذلك الرجل اختفى .. لا وجود له بيارس و لا حتى في فرنسا كلها ... لقد غادر"
هتفت و هي تنهض من فراشها و تتحرك بعصبية في غرفتها
_"غادر إلى أين؟"
_"لا أعرف"
عادت تهتف
_"ماذا تعني بلا أعرف؟ .. هل هذه هي الإجابة التي أجاد بها عقلك؟"
هتف بضيق
_"هذه هي الحقيقة (سيلين) .. ذلك الرجل اختفى كأنما انشقت الأرض وابتلعته ... لم أعثر على اسمه في سجلات مغادرة البلاد في أي مطار أو حتى ميناء بحري .. باختصار لقد تبخر في الهواء أو ربما"
_"ربما ماذا؟"
تنهد و هو يقول
_"ربما غادر البلاد بهوية مزورة"
عقدت حاجبيها لتقول و هي تفكر
_"هل تعتقد هذا؟"
_"أجل"
صمتت للحظات مفكرة ثم قالت
_"هذا الرجل أخطر مما توقعت بالفعل ... اسمع (بيير) حاول البحث عن أي خيط قد يقودك إليه أو إلى المكان الذي غادر إليه ... أعرف أنني أثقلت عليك كثيراً يا صديقي لكن ليس هناك غيرك أثق به"
قال باستنكار
_"ما الذي تقولينه (سيلينا)؟ تعرفين أنني مستعد لعمل أي شيء من أجلكِ"
_"شكراً (بيير) ... شكراً لك .. طلب أخير فقط (بيير)"
_"اطلبي حبيبتي"
_"لو أنه غادر البلاد حقاً فأشك أنه قدر ترك خلفه من ينوب عنه و ينبش في ماضيّ .. حاول ألا تسمح لهم بمعرفة أي شيء كما اتفقنا ... لا أريد أن يصلوا لماضيّ بأي طريقة (بيير) ، اتفقنا؟"
قال بتأكيد
_"لا تقلقي حبيبتي .. سأفعل كل ما بوسعي"
و صمت لحظة قبل أن يسألها بتردد
_"ألا تنوين العودة إلى باريس (سيلينا)؟"
صمتت دون رد للحظات قبل أن تجيب
_"سآتي في أقرب وقت"
قال بهدوء
_"لم أقصد مجرد زيارة (سيلين) ... قصدت عودتكِ و بقائكِ هنا"
تنهدت و هي تشرد بعينيها مفكرة لتقول
_"لا أدري بعد (بيير)"
قال بعد تنهيدة طويلة
_"لم تعثري على ما رحلتِ من أجله بعد كل هذه السنوات (سيلين)؟"
ارتجفت يدها الممسكة بالهاتف و قالت و هي تهز رأسها تطرد كل ذكرياتها
_"أنا باقية لأسباب أخرى (بيير) ... لم يعد بإمكاني الرحيل بسهولة .. أصبحت مقيدة رغماً عني لهذه الأرض و للأشخاص و كلما فكرت في الرحيل تشدني قيودي إليهم لتمنعني من الرحيل بعيداً عنهم .. بت أشعر أنني أصبحت كالسمكة التي تحاول إجبار نفسها على مغادرة الماء و هي تعرف أنها ستموت إن فعلت"
استمع لها بانتباه قبل أن يقول مبتسماً
_"باختصار ... لقد وجدتِ الوطن و العائلة ، صحيح؟"
شردت للحظات تسترجع كل ما مرت به منذ حطت قدماها على هذه الأرض في لحظة يأسٍ لتقول
_"الوطن و العائلة؟!! ... ربما (بيير) ... و ربما في أعماقي هما ما أتيت حقاً للبحث عنهما من يدري؟ .. دعنا من هذا الآن فالوقت فقط سيجيب عليه"
قال مؤكداً
_"أعتقد هذا ... حسناً ربما عليّ أن أكتفي بوعد قريب للزيارة"
ابتسمت قائلة
_"أعتقد هذا أنا أيضاً"
_"سأنتظركِ إذن حبيبتي"
رددت و هي تودعه
_"حسناً إذن ... إلى اللقاء (بيير)"
_"إلى اللقاء قريباً (سيلينا)"
ودعته و أغلقت الهاتف لتتراجع ابتسامتها و تضع الهاتف جانباً ببطء و هي تسترجع كلماته الأخيرة ... جلست على الفراش و هي تهمس
_"الوطن و العائلة؟! .. هل تعرفين ما هما حقاً (سيلين)؟ .. هل وجدتِهما حقاً كما قال"
في أعماقها كانت تدرك أنه محق ... هذه هي القيود التي تربطها بهذا المكان ... هذا هو السبب الذي لا تستطيع أن تغادر من أجله .. لأنها ببساطة لا تستطيع ... لا يمكنها أن تمزق هذه الروابط حتى لو كانت ترفضها في الظاهر .. عادت تفاصيل الكابوس لرأسها من جديد و هي تفكر ... رجلٌ واحد كان لها يوماً وطناً و عائلة أو هكذا ظنت حتى تدخل القدر بينهما ... رجلٌ تعرف أنه لا يحمل داخله الآن ناحيتها سوى الكراهية و الرغبة في الإنتقام ... تراجعت بجسدها في الفراش و هي تشرد في ذكرياتها معه ... تُرى في قصتهما من كان الجلاد و من كان الضحية حقاً؟ ... من ظلم الآخر أصلاً؟ .. كلاهما أذنب ... كلاهما خان .. و كلاهما ذبح صاحبه و رقص فوق جثته منتشياً و لا شفاء من هذه الخطيئة أبداً ... لا الخطيئة ستُمحى و لا الحب سينهض من رماده كالعنقاء ... لم يعد داخلها أو داخله سوى رماد إن كانت جذوة باقية تحته فلن تشتعل إلا إلى نار انتقام و حرب لن تنتهي إلا بموت أحدهما من جديد و للأبد هذه المرة ... وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بألم و هي تفكر باختناق .. لماذا لا يتوقف قلبها عن اخبارها دون توقف أن موعد لقاءهما قد اقترب ... ستراه قريباً .. و هي تعرف في أعماقها أن لقاءهما لن يكون ساراً أبداً ... لها على الأقل
*************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:10 AM   #1055

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صرخات (وتين) المرتعبة قابلتها ضحكته و هو يقول بشر
_"اصرخي بأعلى صوتكِ .. و لتنادي من تشاءين ، لسوء حظكِ لا أحد سيأتي لنجدتكِ"
كلماته زادتها رعباً و قد عرفت أنه محق ... لن يصل إليها أحد هنا و (حمادة) لابد أنه بعيدٌ الآن و حتى لو كان هنا ماذا سيفعل بجسده الصغير؟ ... ليس لها الآن بعد الله أحدٌ سواها هي .. هي وحدها .. لكنّ مقاومتها - سلاحها الوحيد- قد بدأت تزوي .. كيف سيمكنها إذن أن .. تجمدت و لمحة خاطفة لمعت بعقلها و هي تتذكر .. لا .. لازال لديها سلاحٌ آخر .. كيف نسيت؟ .. عاد الأمل يتردد داخلها بقوة لتعود لها قواها من جديد و أجبرت جسدها على الارتخاء لتوهمه باستسلامها ... كان عذاباً رهيباً أن تجبر نفسها على تحمل أنفاسه الكريهة و لمساته القذرة لجسدها الذي تصلب و هي تسمعه يقول بسخرية و يده تلامس بشرة ذراعها
_"و مشوهة أيضاً؟! .. من الجيد أن الزعيم لن يعرف أي بضاعة معطوبة كانت ستصله"
الغضب و الحقد داخلها تفجرا بشدة لتلتفت إليه و قاومت مشاعرها الحقيقية لترمقه بنظرات تتصنع التوسل و الخوف بينما يدها التي حررها بلحظة سابقة عندما شعر باستسلامها أمامه تتسلل إلى جيب بنطالها حيث قطعة الزجاج التي كانت قد نسيت أمرها بينما شغلته عن ملاحظة ما تفعله و هو تقول بتوسل و ضعف
_"أتوسل إليك لا تؤذيني ... أنا آسفة ... سأفعل ما تريد لكن لا تؤذيني بهذه الطريقة .. أرجوك"
ضحك بسخرية و هو يقول
_"لقد فات الأوان يا حلوة ... كان يجب أن تفكري جيداً قبل أن .."
انتهت جملته بصرخة متألمة لينظر لها بذهول و قابلته عيناها اللتان لمعتا بالكراهية و هي تقول بغل من بين أسنانها و هي تنزع الزجاجة من خاصرته حيث غرستها
_"لم يفت بعد أيها الحقير"
و عادت لتهوى بها مرة أخرى و تغرسها في جانبه بقوة أكبر ليصرخ بألم و ارتفع بجسده عنها لتدفعه بما تبقى لها من قوة و تبتعد بقوة عن جسده ليهتف بجنون و هو يتمالك نفسه و يندفع نحوها من جديد و احدى يديه تمسك بجنبه النازف
_"أيتها الساقطة ... ستدفعين الثمن غالياً"
أسقطها أرضا من جديد ، لكنها هذه المرة كانت قد حددت مسبقاً هدفها الذي لم ينتبه له ، فعندما ابتعدت عنه ركزت على مطواته التي كان قد ألقاها جانباً و التي جاءت سقطتها إلى جانبها تماماً لتلتقطها بسرعة و تستقبل بها جسده الذي اندفع نحوها ... لم تشعر (وتين) في حياتها كلها بهذا الشعور الذي أحسته في تلك اللحظة و هي تشعر بقبضتها تنغرس بقوة في بطنه لتتسع عيناها برعب و هي تحدق على بعد سنتيمترات قليلة في عينيه المتسعتين عن آخرهما بألمٍ و ذهول لتتحرك يدها دون ارادة منها و تنزع المطواة و تعود لتغرسها مرة أخرى في صدره و هي تصرخ بهيستيرية
_"مت أيها الحقير .. مت"
سقط الرجل فوقها لتصرخ و هي تشعر بدمائه تلوثها لتفيق من صدمتها و انتفضت تبعد جسده عنها بصعوبة و زحفت للخلف و هي ترتجف بقوة و تحدق فيه بخوف قبل أن ترفع يديها و تتأملهما بذهول و قد انفصلت عن الواقع .. لقد قتلته ... لقد قتلته .. قتلت نفساً لتوها .. لقد أزهقت روحاً بيديها ... كانت تنوي تهديده فقط فكيف وصل الأمر بها إلى هنا ... انهمرت دموعها بغزارة و هي لازالت تحدق في الجسد الذي استكان أمامها و لم يخرجها من ذهولها سوى تأوهات الحارس الآخر الملقى بالقرب لتستفيق برعب .. ما الذي تفعله؟ .. هل تنتظر حتى يفيق الرجلان الآخران أو ينتبه الحراس بالخارج لما حدث؟ ... نهضت بصعوبة و عيناها لا تفارقان الحارس الذي تأوه من جديد و بدأ في التململ لتندفع هي بأقصى سرعة سمحت بها ساقها المصابة و جسدها المنهك .. يجب أن تصل إلى السطح بسرعة .. يجب ان تهرب من هنا قبل أن يجدوها و إلا لن يبقى لها أي أمل جديد .. تسلقت درجات السُلم وهي تلهث و حاولت ألا تنظر خلفها حتى لا تخذلها ساقاها من الخوف .. وصلت لمدخل السطح المغلق ببابٍ خشبي متهالك اندفعت نحوه لتفتحه بدفعة من جسدها لتندفع للسطح الذي كان ضوء النهار يودعه بينما الشمس توشك على الغروب .. دقائق و ستظلم الدنيا .. تحركت بخطوات تعرج لتقترب من حافة السطح لتتطلع لأسطح المباني المقابلة .. حدقت بيأس في المسافة الكبيرة التي لن تتمكن من قفزها أبداً لتتحرك لبقية الأركان لتدرس المسافة بين كل ركن و السطح المقابل له .. تأملت البيوت المحيطة بها بيأس .. معظمها قديمة و متهالكة و غير مأهولة و لكن على بعد شوارع يمكنها أن تلمح أنوار الأعمدة الكهربية التي أنارت مع بدء حلول الظلام و أنوار تطل من نوافذ البيوت المسكونة ... عادت تتأمل المكان حولها .. أقل مسافة تفصلها عن الجهة الأخرى كانت تتجاوز المتر و لكنها لازالت أيضاً صعبة عليها ... نظرت للأسفل و هي تفكر .. لن يمكنها حتى أن تقفز لأسفل دون أن تدق عظامها .. تذكرت شيئاً لمحته فأسرعت تتحرك للجانب الآخر و تتطلع بتدقيق للأسفل حيث كان على الجانب المقابل في الشارع كومة من الأنقاض و بعض الصناديق و الألواح الخشبية و أشياء أخرى لم تتعرف على هويتها من هذه المسافة و الاضاءة الخافتة و تنهدت بيأس و تردد و هي تفكر فيما ستفعله الآن ... هل تختبيء هنا حتى يملوا من العثور عليها .. تلفتت حولها .. السطح مليء بأكوام من المهملات و الأشياء القديمة التي تم التخلص منها فوقه ... يمكنها أن تختبيء خلفها حتى يغادروا المكان لتهرب بعدها ... توقفت أفكارها عندما انتبهت على الأصوات التي تعالت قادمة من الداخل في اتجاه السطح لتتحرك بسرعة و أنفاسها تتسارع ... اختبأت خلف كومة كبيرة من الصناديق الخشبية و هي تكتم أنفاسها و استمعت بقلق للأصوات التي صارت قريبة منها و أحدهم يهتف
_"ابحثوا عنها لابد أنها هنا ... انها تنزف و لن تستطيع الهرب لأي مكان .. هيا"
التفتت بفزع تنظر لساقها التي نسيت أنها تنزف من شدة توترها و لمحت أنوار كشافات تتحرك و خطوات تقترب منها فالتقطت أول شيء لامسته يدها و كانت علبة قديمة من الصفيح و ألقتها بكل قوتها في الاتجاه الآخر لتتوقف الخطوات و سمعت هتافهم يرتفع بينما يتحركون نحو الصوت و لم تنتظر حتى يكتشفوا خدعتها فتحركت بعد لحظات قليلة من ابتعادهم لتخرج من مخبأها و قد حسمت أمرها ، فلم يعد هناك حلٌ آخر ... اندفعت بسرعة مجبرةً ساقها المصابة على الجري نحو حافة السطح ليهتف أحدهم
_"ها هي ذي"
أطلقت العنان لساقيها لتحسم كل تردد و هي تقفز بقوة لتطير بجسدها للحظات و تتحرك ساقاها في الهواء قبل أن يميل جسدها قسرا بفعل الجاذبية و تهوى لأسفل و هي تدعو أن يتحمل جسدها الصدمة ... صرخت بألم و جسدها برتطم بعنف بكومة الصناديق الخشبية القديمة و الأشياء الأخرى التي اكتشفت انها أكياس ورقية مليئة بالأسمنت والرمال ... شعرت بالأخشاب تتكسر أسفلها و تؤذي جسدها الذي شعرت به يتفتت لألف قطعة لتتأوه من جديد بألم و هي تتلوى على نفسها مغمضة العينين من الألم قبل أن تفتحهما و تنطلع للأعلى في قلق حيث أطلت عليها ظلال أشباح هتف قائدهم
_"تلك الملعونة ... لازالت تتحرك بعد هذه السقطة .. اذهبوا و تأكدوا من موتها قبل أن تهرب مجدداً"
ضربت بقبضتها إلى جانبها بألم و هي تحاول النهوض رغم كل الآلام التي تمزقها و عضت على شفتيها بقوة و هي تجبر نفسها على النهوض ... تحركي (وتين) .. إما أن تتحركي أو تموتي .. لم يعد أمامكِ خيارٌ آخر .. دفعت بجسدها لتتدحرج من فوق الكومة إلى الأرض و عضت من جديد على شفتيها تكتم تأوهاً متألماً لتنهض مترنحةً و تتحرك مبتعدة إلى مخرج الشارع بخطوات تعرج و أنفاس متسارعة ... ستفعلها ... ستنجو ... لن تصل حتى هنا و تفشل بعد كل هذه المعاناة ... تحملي قليلاً (وتين) ... تحملي قليلاً ... تستارعت خطواتها عندما سمعتهم خلفها و اتجهت بسرعة بثها الخوف داخلها لتجري باتجاه الأنوار التي تظهر على بعد ... صرخة عالية جعلتها تلتفت بفزع لتجد أحد الرجال يهتف
_"انها هنا"
لمحت برعب المسدس الذي يحمله لتعاود الهرب دون أن تنظر للخلف ... لم تعرف أين تذهب و لا كم شارعاً قطعته بعشوائية بحثاً عن مخرج و هي تكاد تفقد الوعي ... وصلت أخيراً لشارع مضيء و تحركت داخله و هي تترنح ... لمحت حركة سكانه فتنهدت بارتياح و هي تتجه نحوهم لتطلب مساعدتهم ... هيئتها المشعثة و ثيابها الممزقة الغارقة بالدماء أثارت خوفهم فتراجع بعضهم بقلق و البعض في استهجان بينما اقترب آخرون لمساعدتها ليوقفهم صوت الرصاصات التي انطلقت في الهواء ، لتلتفت للخلف بفزع ... لقد لحقوها ... لاحظت تراجع الناس بخوف أمام الملثمين الذين اقتحموا الشارع و عرفت أن أحدهم لن يجرؤ على التدخل فتحركت بسرعة مستغلة تشتت الناس في الشارع و هربهم ، لتندفع إلى شارع جانبي و منه إلى آخر و تواصل الهرب حتى تهالكت قواها فجثت على الأرض و هي تلهث لتصرخ بعد لحظة بفزع و يدٌ تلمسها قبل أن يتراخى جسدها مع الصوت الصغير الذي هتف
_"هذا أنا (حمادة) يا أبلة (وتين) .. لا تخافي"
تراخت أعصابها لتقول بضعف
_"لماذا أنت هنا؟ ... اهرب قبل أن يعرفوا أنك ساعدتني .. أنا سأعتني بنفسي .. لا تخاطر بنفسك"
_"لم أستطع أن أتركك وحدكِ"
لم تستطع التحكم بمشاعرها فبكت بقوة ليقول مسرعاً
_"اهدأي أرجوكِ ... ستكونين بخير ... هيا انهضي بسرعة قبل أن يعرفوا مكاننا"
نهضت بصعوبة و أسندها و هو يتابع
_"أعرف مكاناً سنختبيء فيه حتى تأتي المساعدة .. هيا تحركي معي"
جرّت قدميها جراً و هو يقودها و لم تهتم أين سيأخذها طالما في النهاية ستبتعد عن الخطر ... مضت بضع دقائق حتى وصلوا لاحدى العمارات قيد الانشاء ليدخلها الجراج السفلي المظلم و قال و هو يخرج كشافاً لينير لهما الطريق في الداخل
_"هذا المكان جيد ... لن يصلوا إلينا هنا ... كنت آتي أنا و أصدقائي لنلعب هنا لذا لا تخافي أنا أعرف المكان جيداً"
كان يثرثر ليخفف عنها بينما هي تجاهد لتبقى واعية بما حولها ... توقف أخيراً ليساعدها على الجلوس و أسندها إلى الحائط لتغمض عينيها بإرهاق و هي تقول
_"شكراً لك (حمادة) .. لقد كدت أفقد الأمل في أن أفلت منهم"
قال بأسف و هو يتطلع لحالتها المذرية على ضوء الكشاف
_"على ماذا تشكرينني أبلة (وتين)؟ ... من الواضح أنني تأخرت كثيراً على إنقاذكِ ... أنا آسف"
فتحت عينيها بصعوبة و تطلعت إليه بحنان و قالت و هي تمسح على شعره
_"لا يا (حمادة) ... لا تتأسف .. أنا بخير"
تأوهت و هي تفرد ساقها المصابة فقال بقلق
_"لا تبدين بخير أبداً"
و حانت منه نظرة لبلوزتها الممزقة و التي حاولت لملمتها كيفما اتفق و هي تهرب و قال بنبرة غريبة و هو يخفض عينيه
_"هل هو من آذاكِ هكذا؟"
نظرت له و عيناها امتلأتا بالخوف و هي تتذكر تلك اللحظات البغيضة و قالت بصوت مرتجف
_"لقد حاول لكنني"
نظر لها و اتسعت عيناه و هي تقول باكية و هي تنظر ليديها
_"أنا قتلته ... لم يكن أمامي خيار .. لقد قتلته"
ظل للحظات يحدق فيها فخفضت عيناها لا تستطيع مواجهته .. رغم كل شيء هي قتلت زوج أمه .. قد لا تعرف كل شيء عن أسرته ، لكنها قتلت رب أسرة رغم كل مساوئه لترفع عينيها مع صوته الجاد يقول
_"أنتِ لم ترتكبي أي خطأ .. كنتِ تدافعين عن نفسكِ ... لو كنت هناك في تلك اللحظة لقتلته أنا بيدي ذلك الحقير"
نظرت له بهلع لتهتف و هي تمسك كتفيه
_"لا تقل هذا (حمادة) ... أنت لا تعرف ماذا يعني هذا .. أنت لا تتخيل مدى بشاعة الأمر"
خفض رأسه و قال بعد لحظات بمرارة
_"كان يضرب أمي كثيراً ... و كان يضربني إن حاولت الدفاع عنها حتى توقفت عن ذلك عندما وجدتها تصمت على اهانته و تخاف أن تغضبه و تنهرني إن تدخلت ... كانت تخاف أن يطلقها و يتركها للناس التي لا ترحم كما كانت تقول .. لا أدري لماذا هي بهذا الضعف .. صدقيني لقد فكرت أكثر من مرة في قتله لكنني خفت على اخوتي ... إن ذهبت للإصلاحية فمن سيهتم بهم؟ .. خفت أن تجد أمي رجلا أسوأ منه و يضيع اخوتي من بعدي"
تأملته بحنان و إعجاب من بين دموعها و هي تتأكد من نظرتها له بينما قال و هو يخلع قميصه الصغير و يقترب منها ليرتفع حاجباها في دهشة و هي تراه يرفعه ليلفه حول كتفيها لينسدل عليهما و يغطي ذراعيها اللتين ظهرتا من تمزقات بلوزتها و عقد كميّ القميص معاً و هو يقول برجولة مبكرة
_"هكذا أفضل .. هو صغير لكنه سيفي بالغرض"
أومأت برأسها و قاومت دموعها و التي عادت لتنهمر و هي تراه يخرج من جيبه هاتفاً صغيراً و يقول
_"لقد استعرته من أحد رفاقي"
قابلته نظرتها الحائرة ليتابع و هو يهرش رأسه بحرج
_"ليس هاتفاً قيماً لكنه سيفيد .. علمت أنكِ ستحتاجينه"
نظرت له بذهول فناولها الهاتف و قال
_"خذي .. اتصلي بعائلتكِ ليأتوا و يأخذوكِ من هنا"
مدت يداً مرتجفة و هي تهز رأسها في امتنان و لم تقاوم مشاعرها فانحنت تحتضنه شاكرةً و تقول
_"شكراً (حمادة) ... لا أعرف ماذا كنت سأفعل لو لم تكن موجوداً .. أنت ملاكي الحارس الذي أرسله الله لنجدتي ... شكراً لك"
تنحنح خجلاً و سمعت صوته يقول متأثراً و هو يربت على كتفها
_"أنا لم أفعل شيئاً ... أنتِ طيبة جداً و تستحقين الخير أبلة (وتين)"
ابتعدت لتمسح دموعها و هي تنظر له مبتسمة قبل أن تتطلع للهاتف و تفتحه و بأصابع مرتجفة كانت تضغط أزرار الهاتف لتتصل و استمعت بقلبٍ خافق لصوت الرنين المقابل حتى انتهى و قال و هو يهز رأسه مشجعاً
_"اتصلي مرة أخرى"
عاودت الاتصال و الاستماع للرنين و هي تهمس داخلها .. هيا أجب بالله عليك .. هيا
_"مرحباً"
انتفض قلبها بقوة مع صوته الذي تخلل إلى أعماقها لتنفجر باكية بقوة ليقابلها الصمت على الجهة المقابلة إلا من أنفاسٍ متقطعة حتى أتاها همسه قائلاً بلهفة و اشتياق و
_"(وتين)"
لم تستطع النطق و هي تبكي بقوة أكبر ليهتف هو بلهفة ولوعة أكبر
_"(وتين) .. أهذه أنتِ حبيبتي؟ .. أجيبني أرجوكِ (وتيني)"
رفعت يدها الأخرى تمسك يدها التي تحمل الهاتف لتوقف رجفتها و قالت بصوتٍ باك مشتاق
_"(زياد)"
***********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:12 AM   #1056

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلف (آدم) لغرفة شقيقته بعد أن طرق الباب و انتظر ردها دون إجابة ليفتح الباب باحثاً عنها و هو يناديها بتساؤل ليجدها جالسة فوق المقعد أمام مكتبها .. ارتفع حاجباه بدهشة و هو يراها شاردة فهز كتفيه ثم التفت إلى ابنته التي تعلقت برقبته و قال و هو يبتسم بتآمر
_"العمة (رورو) شاردة .. هل نذهب لنرى فيما تفكر يا أميرتي؟!"
و غمز لتضحك بخفوت و هي تهز رأسها فدخل للغرفة بخطوات هادئة حتى وقف قربها تماماً دون أن تشعر به ليناديها مجدداً و تبادل نظرة ضاحكة هو الصغيرة التي هتفت بصوت عالٍ
_"(رورو)"
انتفضت (راندا) بفزع حتى كادت تسقط عن المقعد لتضحك الصغيرة بمرح ، فالتفت لها بعينين ضيقتين و رفعت حاجباً شريراً و هي ترى ضحكتها بينما ابتسم (آدم) لتبتسم هي و تنهض من مكانها و مدت يدها تقرص خد (رفيف) قائلة
_"أفزعتِني يا شريرة"
ثم نظرت لأخيها و قالت و هي تهز رأسها مبتسمة
_"لم أعرف أن ابنتك لديها القدرة لتتعلق كالقرود"
ابتسم بأسى و تحرك نحو فراشها ليجلس بصغيرته التي حرفياً كانت تتعلق به كقردة صغيرة و تضع رأسها على صدره مبتسمة و تنهد مفكراً في حالة صغيرته التي منذ استيقظت و عرفت بوجوده حقيقةً معها حتى تعلقت به و هي تبكي و من وقتها و هي ترفض التخلي عنه و تصر على أن ينام جوارها لتظل طيلة الليل متشبثة به كأنها تخشى أن يختفي ما أن تفتح عينيها ، كان شاكراً لذلك فهو حتى الآن لم يستطع كسر الحاجز النفسي الذي يمنعه من دخول جناحه هو و (رُبا) التي ستطارده صورها في كل ركنٍ يعرف أنه سيذكره بها .. بحياتها معه و ابتسامتها الحنونة المليئة بالحب و التي لم يعرف كم تخفي خلفها من الحزن .. لم يعرف أبداً.. لم يكتشف أنها كانت تعلم كل هذا الوقت و تُخفي عنه ألمها من تلك الحقيقة المريرة .. تصور أنه قضى السنوات الستة الماضية مخلصاً لها ، يفعل أي شيء ليسعدها و ليعوضها عن قلبه الذي فقده رغماً عنه لامرأة أخرى قبل زواجهما ... (رُبا) التي منحته حبها و كل مشاعرها و صداقتها و دعمها و أسعدته طيلة ست سنوات كانت عمر زواجهما و هي تعرف أن قلبه ليس لها .. (رُبا) التي أجبرته على أن يقطع لها وعداً في لحظاتها الأخيرة و لم تستكن بين ذراعيه و تغلق عينيها بابتسامة سعيدة حنونة إلا بعد أن منحها وعده و هو يبكي متوسلاً إياها ألا ترحل و تتركه .. بكى بانهيار و هو يتوسلها أن تبقى معه .. ألا تتركه و تذهب .. لا يريد امرأة أخرى غيرها .. فقط فلتبق معه و هو سيعوضها عن كل لحظة آلمها فيها دون أن يدري .. سيمنحها كل الحب الذي تستحقه هي وحدها .. زوجته و أم طفليه .. صديقة طفولته و شبابه و رفيقة حياته .. لكن ابتسامتها الرقيقة و جسدها الساكن بين ذراعيه كانا جواب توسلاته و قلبه الذي انفطر في صدره بعد أن ظنه قد مات منذ سنوات ... أغمض عينيه يقاوم دموعه و صورتها التي ارتسمت لهما و هو يضم جسدها الساكن إليه بقوة و يتشبث بها باكياً كطفلٍ رحلت أمه .. عاد يفتح عينيه و ينظر لـ(راندا) و تنهد بحرارة و هو يجيبها
_"كما ترين .. منذ استيقظت لتجدني جوارها و هي ترفض تركي لحظة واحدة ... حتى إنني لم أستطع الذهاب مع (زياد) بسببها"
ثم قطب حاجبيه متابعاً
_"على عكس (رامي) .. لازال يرفض الحديث معي .. اكتفى بتحية هادئة و أصبح يتجنب رؤيتي طوال الوقت"
هزت رأسها و هي تقول بمواساة
_"لقد افتقداك كثيراً يا أخي ... لا تغضب من (رامي) حبيبي .. هو يشبهك كثيراً عندما تغضب أو تشعر بالخذلان .. سيهدأ مع الوقت .. أراه يختلس النظر إليك أنت و (رفيف) و أرى في عينيه رغبته الشديدة ليكون مكانها لكنه يكابر"
تنهد و هو يوميء برأسه
_"أعرف (راندا) .. أعرف .. و أعرف أنه محق في غضبه مني .. لقد اضطررت لفراقهما في أكثر وقت احتاجاني فيه"
و رفع عينيه لها قائلاً بأسف
_"و تركتكِ أنتِ أيضاً في حالتكِ تلك .. سامحيني صغيرتي"
اقتربت لتجلس جواره و ربتت على كتفه قائلة
_"لا تقل هذا حبيبي .. أنت كنت ممزقاً وقتها أكثر من الجميع .. كلنا كنا معاً و تجاوزنا الأمر بدعم بعضنا البعض لكنك كنت هناك وحدك تداوي جراحك بمفردك دون أن يكون أحدنا بجانبك"
ابتسم بمرارة قائلاً
_"و ليتها شُفيت حبيبتي .. ليتها شُفيت"
نظرت له بقلق فهز رأسه و سألها مغيراً الحديث
_"أخبريني فيما كنتِ شاردة؟"
شحب وجهها ليقول بتفهم
_"(هشام) .. أليس كذلك؟"
رفعت وجهها له باضطراب بينما اعتدلت الصغيرة قائلة بسعادة
_"عمو (هشام)"
قبلّ (آدم) خدها و قال
_"أجل عمو (هشام) يا أميرتي"
ثم نظر لشقيقته و ابتسم قائلاً و هو يرى توترها و قال
_"لقد أخبرني جدي بشأنه عزيزتي"
أطرقت بوجهها في ضيق فقال
_"ما الأمر (راندا)؟ .. ألستِ سعيدة بخطبتكِ له؟"
تنهدت و قالت بشحوب و هي لا تعرف بماذا تخبره فعلاً
_"ليس الأمر هكذا أخي .. دعك من هذا حبيبي و أخبرني .. من أين تعارفتما؟"
نظر لها لحظات بتمعن قبل أن يقول
_"(زياد) حدثني عنه ثم تواصلنا بعد ذلك و عرفت عنه الكثير .. تحدثناً كثيراً .. يمكنك القول أننا أصبحنا أصدقاءً بسرعة"
ابتسمت بشحوب ليتابع
_"أبي و جدي معجبان به كثيراً (راندا) و أنا أوافقهما الرأي .. من تعاملي معه و بعد أن تقابلنا وجهاً لوجه و تحدثنا أعرف أنه شخصٌ جدير بالثقة و يعتمد عليه .. هو الشخص الذي يمكنني أن أسلم له شقيقتي الغالية و أنا أعرف أنه سيكون جديراً بهذه الأمانة"
صمتت دون رد و سرحت بعقلها تتذكر لقاءهما و اتفاقهما و هي تتساءل للمرة الألف هل كانت خطوتها صحيحة؟ .. ألن تندم لاحقاً على ذلك الإتفاق؟ .. لماذا يخفيها إحساسها و يخبرها أنها ستفعل؟ .. ثقة (هشام) هذه تثير قلقها كثيراً .. أولاً معاملته التي تغيرت ثم هذه الثقة التي واجه بها اتفاقهما كأنه يعلم أنها بالفعل ستتراجع عنه بنفسها .. هزت رأسها ترفض التفكير في مجرد الإحتمال قبل أن تقطب و هي تتذكر قوله أنه غير راضٍ بالفعل عن زواجهما .. إذن ماذا كان كل ما سبق .. هل ملّ منها بالفعل و يئس من نيل حبها فقرر صرف النظر؟ .. و لولا أن ورطه جدها لكان بحث عن أخرى .. تلك الزوجة التي قال أنه ترك لها تعديل بعض الأشياء في جناحهما .. امرأة جميلة تليق برجل مثله .. امرأة كـ(رواء) الفاتنة مثلاً ... لماذا لم يحبها هي؟ .. هي فتاة رقيقة جذابة للغاية و لم يقلل الحجاب الذي ترديه شيئاً من جمالها و رقتها ... ألم تلفت نظره طوال الوقت الذي عملت فيه إلى جانبه؟ .. انقبض قلبها بشعور مزعج و هو يتساءل .. أيمكن أن يكون قد فعل حقاً؟ .. لم تفطن إلى تغير ملامحها مع أفكارها و لا لإنعقاد حاجبيها لتنتبه على صوت (آدم) يناديها فانتفضت تنظر له فابتسم و كأنما أدرك فيما سرحت فتنهد .. يعلم جيداً أن (هشام) يحب شقيقته العنيدة فهو أخبره بالأمر و أخبره عن كل محاولاته التي لم تجد نفعاً مع عقلها و عنادها .. يعلم أن شقيقته خائفة .. خائفة من التجربة و خائفة من أن تسلم قلبها لرجلٍ حقيقي يؤثر فيها بالفعل .. رجل تشعر بضعفها أمامه و هو يعرف كم تكره هذا .. رفع رأسه يربت على رأسها في حنان و قال
_"أعطي نفسك الفرصة صغيرتي .. لا أحد سيجبركِ على ما لا تحبين .. لكن .. مادام الكل يرى كم يحبك (هشام) و كم يستحق أن يكون هو الشخص الذي يعتني بأميرتنا المدللة .. فامنحيه و امنحي نفسكِ الفرصة و خوضي التجربة و اعرفي ماذا يخبيء لكِ قدركِِ .. من يدري قد تكون الأيام القادمة معه هي أجمل الأقدار"
أطرقت رأسها مع كلماته ليقترب و يقبل جبينها بحب قبل أن ينهض و يقول
_"لقد غفت (رفيف) .. سأضعها في فراشك (راندا) .. أريدكِ أن تهتمي بها حتى أتحدث مع (زياد) و اعرف أين هو الآن .. أريد أن ألحق به فهو في حاجة لمساعدتنا جميعاً .. إن شاء الله نسمع أخباراً جيدة قريباً"
همست بأمل
_"إن شاء الله يا أخي .. إن شاء الله لا تمر الليلة حتى تعود لنا (وتين) بسلام"
أومأ برأسه مؤمّناً على دعائه قبل أن يتركها و يذهب بعد أن ترك (رفيف) في رعايتها فتنهدت و هي تصعد لتنام بجوارها و سالت دموعها و هي تمسح على شعر الصغيرة بينما تهمس بألم و رجاء
_"عودي بسرعة (وتين) و كوني بخير حبيبتي .. كوني بخير أرجوكِ"
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:15 AM   #1057

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زفر (زياد) بحدة و هو يغادر مركز الشرطة قبل أن يقول
_"و ما العمل الآن؟ .. هل انشقت الأرض و ابتلعتها مثلاً؟ .. لا شيء يُجدي نفعاً بعد كل هذا"
ربت (علي) فوق كتفه و قال
_"اهدأ (زياد) قليلاً و تمالك نفسك ... الرائد (شريف) و رجاله يقومون بعملهم .. و كما رأيت .. كل من أُلقي القبض عليهم لم يعترف أحدهم بشيء و جميعهم أنكر رغم قسوة التحقيق معهم .. كما أن السائق لم يتعرف على أيٍ من المُشتبه بهم .. حتى ابنة عمك الصحفية تواصل بحثها رغم أن أياً من الرجال الذين تتعامل معهم لم يفيدها بشيء"
اتجه (زياد) بخطوات مندفعة نحو سيارته و هو يقول بقهر
_"و هذا ما يقلقني (علي) ... كل هؤلاء الأشخاص الذين أنا واثق أن من بينهم من يستطيع أن يقودنا إلى طرف خيط يخشون مجرد الحديث في الأمر ... (سؤدد) أكدت لي أن من تحدثت معهم كان من الواضح أنهم يعلمون شيئاً رغم انكارهم للأمر ... هي متأكدة من أنهم يكذبون و أنا أثق في حدسها ... و هذا يعني أن من اختطفها شخصٌ خطير لدرجة أن كل هؤلاء يخشون منه .. يعني أن (وتين) في خطر ... ثلاثة أيام كاملة دون أن نجد دليلاً واحداً و لا أريد أن أتخيل كيف حالها بعد كل هذا الوقت"
دلف إلى سيارته و تبعه صديقه الذي قال
_"استهد بالله (زياد) إن شاء الله ستكون بخير .. لا تضعف هكذا و قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "
أسند رأسه للخلف و أغمض عينيه و تنهد بحرقة قبل أن يقول بألم
_"و نعم بالله"
أخذ نفساً عميقاً يحاول التحكم في مشاعره قبل أن يفتح عينيه و ينظر للأمام قائلاً بحاجبين معقودين
_"كما أنني أشك أن الرائد (شريف) يعرف شيئاً هو الآخر و لا يريد أن يخبرني به"
_"ماذا برأيك؟ و لماذا قد يفعل؟"
أمسك مقود السيارة لينطلق بها و هو يجيب
_"أشعر أنه يعرف من وراء هذا العمل و قد يعرف مكانها أيضاً لكنه يحاول ابعادنا عن الساحة"
قال بحيرة
_"هل تريد أن تقول أنه متورط بالأمر؟"
أجاب بسرعة و هو يهز رأسه
_"لا لا .. كل ما في الأمر أنه خطر ببالي أن الأمر أخطر مما نظن و ربما اختفاء (وتين) تداخل مع قضايا أخرى تخص الشرطة و يريدون حلها بمعرفتهم دون تورط مدنيين بالأمر لربما أفسد تدخلنا خططهم .. كلام (سؤدد) و تصرفات الرائد (شريف) جعلني أشك في هذا ... لا أدري .. مجرد خاطر .. قد أكون مخطئاً"
فكر في كلماته للحظات قبل أن يقول و هو يربت على كتفه
_"ربما .. المهم ألا تيأس أبداً من رحمة الله و أعرف أنها ستُفرج من عنده في أي لحظة"
هتف من قلبه
_"يا رب"
ارتفع رنين هاتفه فتجاهل الرنين ليقول (علي)
_"لماذا لا ترد؟ .. قد يكون اتصالاً مهماً"
ضغط دواسة البنزين و هو يقول بضيق
_"بالتأكيد اتصال من البيت أو من صديقة (وتين) و لا طاقة لي للرد عليهم ... تعبت من كثرة الاتصالات التي تلقيتها و من اخبارهم أنه لا جديد بعد .. سأخبرهم بنفسي عندما أعود"
انطلق الرنين مرة أخرى ،فأخرج الهاتف ليُغلقه لتتعلق عيناه على الرقم الغير مسجل فوق الشاشة ليعقد حاجبيه بقلق و خفق قلبه بشعور غريب و أمل ليفتح الخط بسرعة و هو يقول بلهفة
_"مرحباً"
صوت البكاء على الجهة الأخرى جعل جسده ينتفض بقوة ليضغط فجأة على فرامل السيارة لتتوقف بعنف دفعهم للأمام فهتف (علي)
_"ماذا أصابك (زياد)؟ كنت سـ"
توقفت على الكلمات على شفتيه و هو ينظر بقلق لصديقه الذي تجمد مكانه بينما يتنفس بسرعة و على وجهه نظرة غريبة .. مزيج من الذهول و الخوف و الاشتياق و قبل أن يسأله عما يحدث معه وجده يهمس بصوت امتزج فيه الرجاء و الخوف
_"(وتين)!!"
ارتفع حاجباه في ذهول بينما (زياد) يهتف بلوعة شديدة و هو يستمع للبكاء الذي تزايد على الناحية الأخرى
_"(وتين) .. أهذه أنتِ حبيبتي؟ .. أجيبني أرجوكِ (وتيني)"
مضت لحظة كالدهر قبل أن يسمع صوتها الباكي و هي تهمس باسمه ليغمض عينيه اللتين أحرقتهما الدموع و هو يرمي برأسه على مقعده و يطلق من أعماقه آهة طويلة محملة بكل حرقته و اشتياقه و كل العذاب الذي عاشه بغيابها ليقول بصوت متهدج
_"آآآآه يا (وتيني) .. آه يا وجعي"
همست اسمه من جديد و هي تبكي ففتح عينيه هاتفا بقلق و قد استعاد حقيقة الواقع
_"(وتين) .. من أين تتحدثين حبيبتي؟ قولي أنكِ بخير أرجوكِ"
أجابته بصوت متقطع
_"أنا بخير (زياد) اطمئن"
_"أخبريني أين انتِ حبيبتي و سآتي إليكِ فورا"
سمعها تتحدث إلى شخص ما فقطب حاجبيه في قلق قبل أن يأتيه صوتها تخبره عن المنطقة التي هي فيها فهتف
_"أجل أجل .. أعرفها"
عادت تقول
_"هناك برج سكني قيد الإنشاء في شارع (...) .. أنا أختبيء به لكنهم قد يجدونني في أي لحظة ... تعال بسرعة (زياد) .. أنا أحتاجك"
خفق قلبه بقوة فهتف و هو يعيد تشغيل سيارته و ينطلق مسرعا و هو يؤجل أسئلته القلقة
_"أنا قادم حبيبتي لا تقلقي .. لا تغادري مكانكِ حتى آتي إليكِ .. هل فهمتِ؟"
_"حسناً (زياد) لكن لا تتأخر أرجوك"
أجابها مطمئناً
_"لن افعل حبيبتي .. أنا في طريقي إليكِ .. سأتصل بكِ عندما أصل"
ودعته ليغلق الهاتف و يضغط أكثر على دواسة الوقود ليقول (علي)
_"(زياد) .. هل سنذهب بمفردنا؟ .. ألا يجب أن نبلغ الشرطة؟ أخشى أن .."
قاطعه بسرعة
_"لا .. يجب أن أذهب حالاً .. لن أنتظر حتى يحسموا أمرهم ... لن أتأخر لحظة واحدة عن (وتين) انها تحتاجني"
صمت (علي) و قد أدرك أن (زياد) لن يستمع لشيء سوى نداء قلبه و حبيبته التي وجدها أخيراً و يسارع الوقت ليعيدها إلى مكانها الآمن إلى جواره و أمام عينيه
***********
أغلقت (وتين) الهاتف و أرجعت رأسها تسنده للحائط و هي تتنهد براحة بينما تسيل الدموع على خديها و (حمادة) ينظر لها صامتا قبل أن يقول
_"الحمد لله ستعودين لعائلتكِ بخير"
فتحت عينيها و نظرت إليه بحنان قبل أن تمد يدها تمسح على راسه و تقول
_"لولا أن الله أرسلك لتساعدني لما حدث هذا (حمادة) ... أنت كنت البطل .. لن أنسى لك مساعدتك أبدا"
أطرق بخجل قبل أن يقول
_"أنا سعيد أنني قابلتكِ أبلة (وتين) و أنني استطعت أن أساعدكِ ... سأشتاق لكِ كثيرا عندما تذهبين"
قالت مبتسمة في حنان
_"و أنا أيضا يا (حمادة) .. لكن هذا لا يعني أننا لن نلتقي مجددا .. سنلتقي و سآتي لزيارتك أيضاً لتعرفني بأسرتك الجميلة"
ابتسم لها و صمت عندما رآها تتراجع لتستند للحائط بإرهاق و أغمضت عينيها بتعب و هي تهمس
_"لا تتأخر يا (زياد) أرجوك"
تركها (حمادة) ترتاح قليلا و أطرق أرضا يرسم أشكالا عشوائية على الأرض قبل أن يرفع رأسه منتبها بخوف و أطرق السمع قليلا قبل أن ينتفض من مكانه بسرعة و يغلق الكشاف فانتفضت (وتين) من نومها فزعا و كادت تهتف مستفسرة ليضع يده الصغيرة على فمها و يهمس في قلق
_"هشش .. لقد سمعت شيئا .. أعتقد أنهم قد عرفوا طريقنا"
همست بخوف و قد صارت الأصوات أوضح و أقرب
_"ماذا سنفعل؟"
و حاولت إختراق الظلام لتنظر إليه بينما تقول بصوت مرتجف
_"(حمادة) .. اذهب أنت من هنا أرجوك ... لا أريد أن يؤذوك أنت أيضاً"
صمت للحظات كأنما يفكر قبل أن تشعر به يضع الكشاف في يدها و يقول
_"احتفظي بهذا معك"
و نهض واقفا و هو يقول
_"سأشتت انتباههم عنكِ .. أنتِ ابقي بمكانكِ"
هتفت رفضا
_"لا يا (حمادة) لا تفعل ... ستؤذي نفسك"
_"يجب أن أذهب ... سأبعدهم عنكِ لبعض الوقت حتى يصل الشخص الذي تنتظريه"
همست بتوسل باك و هي تمد يدها في الظلام محاولة الوصول إليه
_"لا تفعل يا (حمادة) أرجوك"
_"أنا سريع و خفيف و سأهرب منهم بسرعة أما أنتِ فحالتكِ لا تسمح .. أنت متعبة جدا و مصابة و لن تستطيعي الحركة بسرعة"
همست اسمه و هي تسمع خطواته تبتعد عنها و أرهفت سمعها بخوف حتى سمعت صوت أحدهم يصيح و قد انتبه لحركة خطواته العالية لتسمع بعدها صيحاتهم و أصوات أقدامهم تجري في نفس الاتجاه الذي اختفى فيه لتخفض وجهها باكية و هي تهمس
_"يا رب احمه .. يا رب ... لن أسامح نفسي أبدا لوأصابه مكروه .. يا رب"
مضت بضع دقائق لم تحتمل اضطراب أعصابها و الخواطر المرعبة التي تمزق قلبها لتنهض و هي تستند للحائط و ترنحت في وقفتها محاولة الاتزان و قبضت بقوة على الكشاف الذي أنارته قبل أن تجبر قدميها على الحركة نحو الخارج .. خطت بارتجاف نحو الشارع الخالي بانارته الشاحبة التي تسللت عبر اﻷعمدة الكهربية المتناثرة على طوله و خفق قلبها برعب و هي تقف وسطه بضياع و قد حوله الصمت و الليل و الضباب الخفيف إلى لقطة من فيلم أشباح .. أجل هذا ما شعرته .. هي تقف في منطقة منعزلة خالية من البشر وسط الظلام ... لماذا تأخر (زياد) هكذا؟ .. انتبهت ليدها الخاوية من أي شيء غير المصباح لتشهق بفزع و هي تتحسس جيبها .. لقد نسيت الهاتف هناك .. ما العمل الآن ... لابد أن (زياد) قلق عليها الآن .. هل تعود أدراجها بحثاً عنه .. تراجعت للخلف ببطء و عيناها تتحركان حولها بخوف و توجس قبل أن يتجمد قلبها في صدره مع الخطوات التي اندفعت مسرعة من خلفها و انتفضت و هي تفكر .. هل قتلوا (حمادة) و عادوا بحثاً عنها .. هل .. تجمدت أفكارها مع الصوت الذي ارتفع مع اقتراب الخطوات السريعة
_"(وتين)"
شهقت بذهول و هي تلتفت بسرعة خلفها و من بين دموعها التي تسارعت على خديها لمحته و هو يجري نحوها ... إنه هنا .. لقد أتى من أجلها أخيراً .. لقد وجدها .. (زياد) .. تحركت شفتيها باسمه في همس ذاهل قبل أن تنتزع نفسها من جمودها و تندفع نحوه و قد نسيت ساقها المصابة و هي تهتف
_"(زياد) .. (زياد) لقد أتيت"
تباطأت خطوات (زياد) ما أن التفتت (وتين) نحوه و ارتجف قلبه و عيناه تقعان عليها .. رجفة شديدة انطلقت من قلبه لتغمر جسده كله و هو يحاول استيعاب أنها تقف حقيقةً أمامه .. أنه لا يتوهم .. اندفاعها نحوه أخبره أنها هنا حقاً لتتحرك قدماه من جديد نحوها و هو يفرد ذراعيه يتسقبل اندفاعها نحوه و لم يكد يشعر بجسدها يلامسه حتى انغلقت ذراعاه حولها بقوة ليشعر بجسدها ينتفض مع شدة بكائها و هي تهتف
_"أنت أتيت يا (زياد) ... لقد أتيت أخيراً .. اعتقدت أنني سأموت دون أن أراك"
لم يشعر بالدموع التي سالت على خده و هو يضمها إليه بقوة أكبر و غصة رهيبة أوقفت الكلمات بحلقه فاكتفى باحتضانه المذهول لها .. لا يصدق أنها هنا حقاً .. بين ذراعيه أخيراً بعد كل هذا الوقت و العذاب .. شعر بركبتيه لا تحملانه فنزل عليهما أرضاً و هو لازال يضمها بجسد مرتجف و شعر بذراعيها تلتفان حول عنقه و هي تدفن وجهها فيه هاتفة بانهيار أكبر و دموعها تبلل قميصه و تنزل ناراً محرقةً على قلبه
_"لقد ناديتك يا (زياد) ... ناديتك كثيراً حبيبي .. ناديتك كثيراً لتأتي و تنقذني و تأخذني بعيداً حبيبي ... خذني من هنا (زياد) .. خذني بعيداً عن هنا أرجوك .. لا تتركني مرة أخرى أبداً .. لا تتركني (زياد)"
لم يشعرا باقتراب (علي) الذي كان يلهث من شدة الجري محاولاً اللحاق بصديقه المجنون الذي ترك السيارة و اندفع وحده باحثاً عنها عندما لم ترد على الهاتف .. نظر لهما باشفاق و ألم ليقترب و يلمس كتف صديقه الذاهل و هو يهمس
_"(زياد)"
انتفض (زياد) مع لمسته و شدد ذراعيه بلا وعي حول (وتين) متمسكاً بها كأنما يخشى إن تركها أن تختفي ، فتنهد (علي) قبل أن يقول و هو يتلفت حوله بقلق
_"(زياد) يجب أن نذهب من هنا .. المكان غير آمن .. هيا يا صديقي .. ألا ترى حالتها(زياد)؟ .. (وتين) تحتاج للذهاب إلى المستشفى"
هتفت (وتين) ببكاء هيستيري و هي تتعلق أكثر بعنق (زياد) عندما شعرت به يتحرك و تراخى ذراعاه عنها
_"لا .. لا"
عاد يضمها إليه قائلاً بحرقة
_"لا تخافي .. لن أذهب إلى أي مكان حبيبتي .. لن أتركك أبداً.. هيا سنذهب سوياً .. يجب أن تذهبي للطبيب"
بكت بتوسل و انهيار
_"لا .. لا أريد .. فقط خذني بعيداً عن هنا .. بعيداً عن الجميع (زياد) .. أرجوك .. أريد أن أكون معك وحدك .. خذني بعيداً"
رفع نظره ينظر لصديقه بعجز قبل أن يربت على رأسها
_"سأفعل حبيبتي .. سآخذك بعيداً (وتيني) .. هيا"
قالها و هو ينهض ليرفعها بين ذراعيه لتتشبث بذراعيها حول رقبته و تدفن وجهها في عنقه و هي لازالت تبكي بضعف ليتحرك و هو لازال يهمس لها مهدئاً يتبعهما (علي) حتى وصلا إلى سيارته ففتح الباب الخلفي و قال و هو ينحني و هو يحملها ليضعها على المقعد الخلفي و يجوارها
_"آسف يا (علي) ستضطر للقيادة"
قال و هو يحتل مقعد القيادة
_"لا بأس (زياد) .. أين أذهب؟ .. المستشفى؟"
ضمها عندما شعر بأصابعها تتشبث بقميصه و رأسها المستند على رأسها يتحرك برفض ضعيف فتنهد ليقول بعد لحظة صمت
_"اذهب إلى شقتي"
التفت له ينظر له بدهشة فأغمض عينيه قائلاً بتعب
_"هيا (علي) .. أسرع"
أدار السيارة و غادر مسرعاً بينما عاد (زياد) إلى (وتين) التي قبعت بين ذراعيه كعصفور مبتل فمال يقبل رأسها بحنان قبل أن يستند برأسه إليها و أمسك بيدها المتشبثة بقميصه و أحاطها بقبضته و هو يهمس لها بحب
_"أنتِ آمنة الآن حبيبتي .. أنتِ معي أخيراً يا (وتيني) .. لن يأخذك أحدٌ مني أبداً .. لن يفرقنا أحدٌ بعد اليوم أياً كان .. لن أسمح لهم أبداً بذلك حبيبتي"
شعر بدموعها تبلل قميصه و هي تتشبث به أكثر فعاد يهمس بحرقة و وعد
_" أبداً يا قلب (زياد)"
*************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:18 AM   #1058

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

طرق (عاصي) الباب قبل أن يدخل إلى غرفة المكتب حيث جلس (هشام) يراجع بعض الملفات ، لكنه لم يكد يدلف للغرفة حتى قطب حاجبيه بقلق و هو يرى (هشام) الجالس إلى مكتبه بشرود فاقترب ليقف أمامه و قال بعد لحظات من تأمله الدقيق
_"ما الأمر (هشام)؟"
انتفض (هشام) بحركة خافتة مستفيقاً من أفكاره و نظر له بتساؤل ليقول
_"تبدو غارقاً للغاية في أفكارك .. هل كلُ شيءٍ على ما يرام؟"
تنهد (هشام) بقوة و قال و هو يوميء
_"لا تقلق (عاصي) .. كنت أفكر في أمرٍ ما"
ثم نظر إليه قائلاً بجدية
_"ماذا فعلت بخصوص ما طلبته منك؟ .. هل عثر المحقق على أي معلومات؟"
زفر بقوة و جلس على المقعد المقابل و أجابه
_"لا يا (هشام) .. حتى الآن لم يجد أي معلومة"
هز (هشام) رأسه بقلق
_"أين ستكون قد اختفت؟ .. عائلتها و الشرطة أيضاً لم يعثروا على طرف خيط واحد"
قطب (عاصي) حاجبيه و قال
_"يبدو الأمر معقداً (هشام) .. مع كل هذه التحريات و التحقيقات مع المسجلين خطر و من لديهم صلات بعالم الجريمة في المنطقة كلها .. كل هذا لم يسفر عن شيء .. ألا يثير الأمر الشكوك لديك؟"
أومأ موافقاً و قال
_"أجل (عاصي) فكرت في هذا .. كنت أشك بعائلة (اليزيدي) و حتى الآن لا أستطيع أن أبعد هذا الخاطر عن ذهني"
قطب (عاصي) حاجبيه و قبض على كفه بغضب مكبوت بينما تابع (هشام) بتفكير شارد
_"لكن .. هل لهم صلات قوية لهذه الدرجة بعالم الجريمة؟ .. إن كان لهم يد في اختطافها فعلاً أو أياً كان من فعل فهذا شخص يتحكم في العالم السفلي بدرجة مخيفة تجعل كل هؤلاء يخشون البوح بأي شيء .. خصوصاً بعد كل ما تعرضوا له أثناء التحقيق"
صمت (عاصي) لحظات مفكراً قبل أن يقول بتوجس
_"أتخشى أن تكون عائلة (اليزيدي) تلك أقوى مما نظن (هشام)؟ .. أننا قد لا نستطيع منعهم من الاستمرار في مخططهم أو حتى الإنتقام لـ(رهف) منهم؟"
تنهد بقوة و قال
_"مهما بلغت قوتهم و صلاتهم فلن أتوقف حتى أرد لهم كل ما فعلوه بنا (عاصي) .. أنا أيضاً سأحاربهم لآخر نفس و بكل ما أملك من قوة حتى لو وقف العالم كله إلى جانبهم ضدي"
هتف (عاصي) بقوة
_"لا تنس أنني معك مهما حدث (هشام)"
ابتسم و هو يهز رأسه
_"أعرف (عاصي) أعرف .. أنت أخي و صديقي و ذراعي الأيمن في كل شيء .. أثق بك أكثر من نفسي (عاصي) و أعرف أنني يمكنني أن أحارب العالم كله و أنت إلى جانبي"
تراجع (عاصي) في مقعده و هو يعدل ياقته بتمثيل مفتعل و يقول بكبرياء مصطنع
_"نحن نختلف عن الآخرين تماماً"
لم يتمالك (هشام) ضحكته و هز رأسه و هو يقول
_"لا فائدة بك يا (عاصي) ... لن تتغير أبداً"
بادله ضاحكاً قبل أن يقول غامزاً بمكر
_"المهم بعد أبيات الشعر التي قلتها فيّ لتوك و على ما أذكر ..إحم .. ذلك المشهد الرومانسي في الحفلة قبل شهور و لسانك المعسول الذي أبدع ليلتها .. أصبحت على يقين من أنه لا يُجب أن أخشى عليك أبداً يا صديقي .. كنت أنوي أن أقدم لك خلاصة خبرتي في الحياة لتُميل قلب أميرتك في معركتكما القادمة ، و لكن الحمد لله اطمئن قلبي عليك"
هز رأسه بيأس مفتعل و ضحك قائلاً بشماتة
_"شكراً .. احتفظ بخبرتك هذه لنفسك .. ستحتاجها كثيراً الأيام القادمة .. أو ربما ستدفع ثمنها غالياً على ما أعتقد"
رفع أحد حاجبيه قائلاً
_"و ما المفترض أن أفهمه من هذا الكلام؟"
ابتسم له بسخرية و هو يجيبه
_"أتحدث عن شقيقتي التي لو لم تكن قد أدركت بعد فقد قررت الإنتقام منك بأسوأ الطرق"
اختفت ابتسامته و عقد حاجبيه متجهماً و قال
_"قل شيئاً لا أعرفه .. الأمر واضح للأعمى"
ثم هتف بحنق
_"شقيقتك تتجنبني كالكلب الأجرب (هشام)"
ضحك (هشام) بقوة على التشبيه بينما تابع هو بتذمر
_"تظن أنني سأبتعد لمجرد أنها وضعت لوحاً ثلجياً فوق وجهها و رفعت في وجهي لوحة "ممنوع الإقتراب و اللمس" .. بالله عليك فليخبرها أحدهم أن هذه اللوحة تستفزني و تتحداني لأقترب أكثر"
تنهد (هشام) و هز رأسه قائلاً
_"أنتما الاثنان تحتاجان لجلسة صريحة مع نفسيكما أولا (عاصي) لتحددا ماذا تريدان حقاً"
نظر له بصمت للحظات ليعود فيسأله
_"متى تنوي إخبارها بأمر زواجكما (عاصي)؟"
هتف مستنكراً
_"هل تراني مجنوناً لأفعل؟ .. ليس الآن على الإطلاق .. شقيقتك الحبيبة دون أن تعرف أي شيء تتمنى لو قتلتني و قامت بشيِّ فوق نار حامية .. تخيل الأمر عندما أخبرها .. لا أعتقد أنك ستجد قطعة سليمة في جسدي لتدفنها دفناً يليق بها"
ضحك (هشام) و هو يتأمل تعابير وجهه العابسة و قال مازحاً
_"لا تقلق .. سأتدبر الأمر وقتها و سأمنحك الدفنة التي تليق بك"
هتف و هو يرمقه بقهر مفتعل
_"اسخر اسخر فلازلت على البر .. يمكنني أن أتخيل من الآن أي مفرقعات نارية ستشعلاها في الفيلا أنت و زوجتك المجنونة"
ابتسم (هشام) و هو يتذكر اتفاقهما و خطته ليجعلها تخسر تحديها و كيف هو متشوقٌ لتحطيم حصونها واحداً تلو آخر حتى تعترف لنفسها قبله أنها تحبه و أنها تريد أن يستمرا بحياتهما معاً .. استمع لـ(عاصي) يقول و هو يزم شفتيه
_"سأغادر إلى شقتي فور زواجكما أخشى أن تهدما الفيلا فوق رؤوسنا يوماً ما .. أنا لست في غنى عن حياتي ، هل تفهم؟"
لوح بكفه يمنعه من مزيد من الحديث و هو يقول ضاحكاً
_"فهمت فهمت .. ادع أولاً أن أتزوج تلك العنيدة ثم افعل بعدها ما بدالك"
رفع ابهاميه في الهواء و ضيق عينيه بحركة دعم
_"أنت لها يا بطل"
ثم تراجع متنهداً بافتعال و قال
_"ربما أنا الذي سأكون في حاجة لخبرتك العظيمة في معركتي القادمة مع شقيقتك صاحبة الجلالة"
قال (هشام) و هو ينظر له بجدية
_"طريقك مع (رهف) يحتاج الكثير من الصبر و سعة الصدر و التفهم (عاصي)"
تنهد و قال و هو يهز رأسه و يشرد بعينيه بعيداً إلى أميرته العصية
_"أعرف يا (هشام) و أنا مستعد لطريقي معها مهما طال و مهما كان صعباً و مؤلماً"
*************
أوقف (علي) السيارة في الشارع الذي يقطن به هو و (زياد) و غادرها مسرعاً ليفتح لهما الباب فقال (زياد) بامتنان و هو يحمل (وتين) التي ظلت طوال الطريق تبكي بين ذراعيه حتى أرهقها البكاء و نامت
_"شكراً لك (علي)"
و توجه نحو مدخل العمارة ليتبعه (علي) و هو يقول
_"(زياد) .. أنتما الاثنان في حاجة للعناية .. لماذا لم تذهبا للقصر؟"
نظر له و ضمها إليه بحمائية شديدة و قال برفض
_"لا .. (وتين) ستكون معي .. هي تريد ذلك .. هي خائفة و لا تريد رؤية أي شخص غيري .. لا تريد أن يراها أحد و هي بهذه الحالة أنا أعرف .. لذا أنا سأهتم بها بنفسي"
دخل إلى البناية ليسرع نحوهما البواب و على وجه علامات الدهشة و الفضول بينما قال (زياد) و هو يفتح باب المصعد
_"مُر على جارنا الطبيب و تعاليا للشقة بسرعة (علي)"
راقبه صديقه بقلق و غير رضا و تحرك ليتبعه ليقول البواب و نظراته تنتقل بين (علي) و بين (وتين) بهيئتها المشعثة و الساكنة بين ذراعيّ (زياد) و وجهها المختفي في صدره ليقول بسرعة موجهاً الحديث لـ(علي)
_"الطبيب سافر هو و عائلته أمس يا أستاذ (علي)"
زفر (علي) بقوة قبل ان يشير لـ(زياد)
_"اصعد أنت و أنا سأتصل بطبيب آخر"
راقب دخوله للمصعد الذي ارتفع بسرعة و غاب عن عينيه ليزفر من جديد بقلق و قطب حاجبيه مفكراً ... حالة (زياد) لا تعجبه أبداً .. صديقه يبدو منفصلاً عن الواقع و لا يفكر يطريقة صائبة .. هو يقدر مشاعره و خوفه الشديد على (وتين) التي لا يصدق بعد كيف استعادها بعد أن كاد يفقد الأمل ، لكنّ ابتعاده بها عن الجميع أمراً ليس صائباً أبداً .. الاثنان في حالتهما هذه يحتاجان لوجود كل عائلتهما معهما .. أخرج هاتفه و قد قرر أن يقوم بما يراه صائباً لصديقه و خطيبته .. انتبه للبواب الواقف أمامه بوجه مليء بالفضول و هو يسأله
_"بالمناسبة من هذه الفتاة يا أستاذ (علي)؟"
زفر بحدة و قلّب عينيه في السماء ليقول
_"زوجة الدكتور (زياد)"
عاد يقول بفضول و دهشة
_"لم أعرف أنه متزوج .. متى .."
قاطعه بحدة و نفاذ صبر
_"هل ستقف طويلاً و تثرثر .. اذهب و تابع عملك"
وصلته زفرة من البواب و هو يغادر متذمراً فقال بضيق و هو يغادر
_"أوف .. هذا ما كان ينقصنا أيضاً"
***************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:24 AM   #1059

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتح (زياد) باب شقته و دلف ليضغط على زر النور لتفتح (وتين) عينيها و ترفعهما إليه بإجهاد ليبتسم لها بحب و هو يجاهد الألم من أن يظهر على ملامحه و هو يرى وجهها أخيراً بوضوح تحت الأنوار التي أظهرت له سوء حالتها و وجهها الذي لوثته الأتربة و شفتيها الداميتين و ثيابها الغارقة بالدم وتساءل بفزع أهي لها أم لشخصٍ آخر .. ما الذي أصابها خلال الأيام السابقة .. منع نفسه بصعوبة من سؤالها عن كل ما يريد ليطمئن عليها فمن الواضح أن ما تعرضت له لم يكن هيناً أبداً .. أغلق الباب خلفه و تحرك بها متجهاً نحو غرفته بينما لم تفارق عينيها عيناه و هي تتطلع له ذاهلة عن كل ما حولها إلا هو لا تصدق هي الأخرى أنها هنا معه .. دخل إلى غرفته و أضاءها و هو يقول بمرح مفتعل
_"كان من المفترض أن تدخليها ليلة زفافنا .. لكن لا بأس .. لم يفت الوقت بعد"
نظرت له بحيرة فهمس لها بحب
_"قلتِ لي أن آخذكِ بعيداً عن الجميع ، صحيح حبيبتي؟"
هزت رأسها قبل ان تدفنها في عنقه بضعف جعل قلبه يذوب ليتابع
_"و هل يمكن أن تطلب (وتيني) شيئاً و أبخل به عليها .. سآخذكِ بعيداً عن الجميع حبيبتي .. لن أجعل أحداً يفرقنا أبداً بعد الآن"
هزت رأسها مجدداً و قالت بهمس
_"لا تجعلهم يبعدونني عنك مرة أخرى (زياد) .. أرجوك .. كنت سأموت بعيداً عنك"
أومأ برأسه يعدها من جديد قبل أن ينزلها أرضاً من جديد و قال بسرعة عندما شعر بيدها تتشبث به
_"لا تخافي حبيبتي .. لن أذهب بعيداً .. أنا معكِ"
و رفع وجهها بكفيه لتنظر في عينيه بعينيها الدامعتين و قال بحزم
_"انظري في عينيّ حبيبتي .. أنا هنا معكِ و لن أذهب لأي مكان دونكِ ، حسناً؟"
هزت رأسها و هي تنظر له من بين دموعها ليعض شفتيه قهراً و هو يرى حالتها و تشبثها الغريب به و ضعفها بهذه الطريقة ليهتف داخله بلوعة .. ماذا أصابكِ و أنتِ بعيدة عني حبيبتي؟ .. ماذا فعلوا بكِ؟ .. هز رأسه يطرد أفكاره المرعبة و ربت على كفها يفك أصابعها برفق عن قميصه ليقول بحنان
_"سأخرج من الغرفة بضع دقائق ريثما تغتسلين بسرعة و سأترك لكِ بعضاً من ثيابي ريثما يأتي (علي) و أطلب منه بعض ثياب شقيقته .. سيأتي الطبيب ليعاينكِ حبيبتي لأطمأن عليكِ .. أعرف أنكِ لا تريدين رؤية أي شخص و لكنكِ في حاجة للطبيب"
و تابع و هو يرى ملامح الرفض على وجهها
_"من أجلي (وتيني)"
أومأت موافقة ليقترب منها و يطبع قبلة طويلة فوق جبينها قبل أن يبتعد و يقول بصوت متهدج
_"حمداً لله على سلامتكِ حبيبتي .. اليوم كُتب لي عمرٌ جديد بعودتكِ لي بفضل الله"
سالت دموعها ليربت على خدها و يقول و هو يمسحهما
_"لا .. لا أريد أن أرى دموعكِ بعد الآن حبيبتي .. أعدكِ أن كل شيء سيكون بخير من الآن فصاعداً"
و ابتسم و هو يلامس خدها بحنان مرة أخيرة و يتحرك مسرعاً ليغادر الغرفة قبل أن تغلبه مشاعره بينما تعلقت عيناها بالباب الذي أغلقه خلفه و هي تتساءل داخلها بجزع .. ماذا أصابها فجأة؟ .. لماذا هذا الضعف؟ .. لقد صبرت بقوة لأيام .. قاومت و حاربت بشراسة حتى اللحظة الأخيرة و الآن .. تضعف؟! .. هتف قلبها يخبرها السبب .. هي استكانت و تركت قوتها جانباً لأنها عادت إليه .. لأنها أدركت أنه سيحميها و قوتها ستستمدها من قوته منذ اللحظة التي ضمها فيها بين ذراعيه .. التفتت لتنظر أمامها لتشهق بحدة و هي تنظر في صورتها التي انعكست قبالتها في المرآة .. من هذه؟ .. تحسست وجهها في شحوب و هي تبكي .. تبدو مذرية للغاية كانما خرجت من تحت الأنقاض .. هل رآها (زياد) بهذه الحالة للتو؟ .. يا إلهي .. هي حتى لم تعرف نفسها .. ثيابها ممزقة و غارقة بالدماء و وجهها مغطى بالأتربة و الدم المتجمد على ركن فمها .. لمحت قميص (حمادة) ملفوفاً حول كتفيها فشهقت باكية بقوة أكبر و هي تخلع القميص و تدفن وجهها فيه باكية .. تُرى كيف حاله الآن .. لقد ضحى بنفسه من أجلها .. هي لن تسامح نفسها لو أصابه مكروه .. لن تتحمل أن تزهق روحٌ أخرى بسببها .. رفعت وجهها من بين طيات القميص و حدقت في وجهها و نظرت إلى أعماق عينيها بالمرآة و هي تهمس ذاهلة
_"أنتِ قتلتِ رجلاً (وتين) .. لقد قتلتِ رجلاً بيدكِ .. يالله رحمتك .. رحمتك يا أرحم الراحمين"
هتفت جملتها الاخيرة و هي تنهار بالبكاء و سقط القميص منها أرضاً لتنظر ليديها المليئتين بالتراب الذي تجمد تحته الدم و انقبضت معدتها بقسوة لتسرع إلى دورة المياة المُلحقة بغرفة (زياد) ... أفرغت ما بمعدتها لتستند على الحوض و هي تترنح و تأوهت بحرقة و بكاء عندما قابلتها صورتها في المرآة المعلقة فوق الحائط .. و حانت منها نظرة لبلوزتها الممزقة فنزعتها عنها باشمئزاز و ألقتها جانباً و هي تتذكر تلك اللحظات القاسية و تذكرت وصفه لها بالمشوهة .. لم يكتف بتدنيس جسدها بلمساته بل و نعتها بالمشوهة أيضاً ... أسرعت تحت الدش و فتحته لتنهمر المياة فوقها لتغسل مكان لمساته بقسوة محاولةً تطهيره بأي طريقة .. تُذكر نفسها أنه لم يكن بيدها .. أنها فعلت المستحيل لتحمي نفسها و روحها .. لتحفظ جسدها الذي صانته كل هذه السنوات امتثالاً لأمر ربها .. الذي حفظته لتمنحه للشخص الوحيد الذي يستحقه و الذي امتلك قلبها قبله ... لقد كان من حقها أن تحمي نفسها بأي طريقة .. لم يكن أمامها خيارٌ آخر .. حاولت إقناع نفسها بهذا قبل أن تنظر ليديها و راقبت آثار التراب و الدم و التراب تزول عنهما لتهتف بهيستيرية و هي تحكهما ببعضهما بشدة
_"لكنه لن يزول يا (وتين) .. لن يزول بهذه البساطة (وتين) .. لقد علقت نقطة سوداء داخل روحكِ و لن تزول مهما فعلتِ .. لن تزول يا (وتين)"
لم تعرف كم مضى عليها من الوقت لكنها أغلقت المياة و غادرت نحو غرفة (زياد) و المياة تقطر من ثيابها و جسدها على الأرض و وقفت أمام المرآة تراقب شبحها .. شبح (وتين) الجديدة .. صورة (رجاء) القاسية ارتسمت عليها لتفكر بشرود .. أتُراها سعيدة الآن بما حولتها إليه؟ .. جسدٌ مشوه و روحٌ أصابها عطبٌ لن يُشفى ببساطة .. همست لصورتها بألم .. ماذا فعلت لكِ؟ .. ماذا فعلت لتكرهينني و تؤذينني بهذه الطريقة؟ .. هل أنتِ سعيدة الآن بما حلّ بي؟ .. ماذا فعلت لكِ؟ ... لم تنتبه للباب الذي انفتح و لا لـ(زياد) التي أطل هاتفاً بقلق
_"(وتين) أنتِ بخير؟ .. لماذا كل هذا الو .."
توقفت الكلمات في حلقه و هو يحدق فيها تقف أمامه بثياب غارقة بالماء الذي يقطر من خصلات شعرها التي كانت تعقصها فوق رأسها و ينهمر ليغرق السجادة التي تقف فوقها .. شهقت بقوة عندما أدركت أنها تقف أمامه ببنطالها الذي تعلوه بلوزة ضيقة رقيقة بحمالات رفيعة و فتحة صدر متسعة أظهرت معظم بشرتها أمام عينيه اللتين اتسعتا بذهول لتستدير هي بحركة لا ارادية لتخفي جسدها عنه متناسية أن ظهرها و كتفيها أيضاً مكشوفان و في جهته ... لحظة واحدة أخذتها لتدرك هول ما فعلت لتشهق مرة أخرى بقوة تزامنت مع شهقته الذاهلة لتدرك أنه قد رآها .. ارتجفت شفتاها و انهمرت دموعها و جسدها المبتل يرتجف بشدة كقلبها المسكين الذي بكى معها لتضع كفها فوقه تربت عليه .. لقد عرف .. (زياد) عرف .. و متى .. الآن؟! .. في أبشع لحظاتها و أكثرها ضعفاً و انكساراً .. بكت أكثرعندما أحست بخطواتها تتحرك حتى شعرت بقلبها سينفطر .. لم تعرف هل كان يبتعد أم .. توقفت دموعها و هي تدرك أنه كان يقترب منها ببطء .. رفعت رأسها تنظر لصورته خلفها في المرآة و ارتجفت شفتاها مع نظرته و عينيه اللتين أسرتا عينيها .. لم تعرف فيما يفكر .. كيف يشعر و هو يراها الآن؟ .. بعد أن عرف سرها الذي لم تجرؤ على إخباره به كل هذا الوقت .. ارتجفت نظرتها له و كادت تشهق و هي تراه يخفض عينيه إلى ندوبها بينما ارتجف جسدها أكثر .. شهقتها غادرت شفتيها عندما رفع كفه ينتوي لمس ندوب ظهرها و هتفت برفض و توسل ضعيف
_"لا تفعل .. أرجوك"
توقفت يده في الهواء قبل أن يبعدها فأغمضت عينيها و تركت دموعها تسيل بينما تشعر بابتعاده .. سيتركها .. سيذهب و يتركها وحدها .. همست داخلها تتوسله و يدها تشبثت بسلسلتها بقوة .. لا تذهب (زياد) .. لا تتركني الآن .. فتحت عينيها بحركة خافتة عندما شعرت بحركة خلفها و صوت قماش يتحرك بسرعة ، لتشهق بخفوت و هي تنظر بعينين متسعتين لصورته بالمرآة و هو يقترب منها ليقف أمامها ، لتلمح المفرش الرقيق الذي كان انتزعه من فوق فراشه لترمقه في حيرة لم تستمر لثوانٍ و هي ترفع عينيها تتبع حركة المفرش الذي تطاير برقة في الهواء بحركة بدت لعينيها كالتصوير البطيء و هو يلفه حولها و يرفعه فوق رأسها ليستقر بنعومة فوقها و ينسدل على كتفيها حتى الأرض ليغطى شعرها و جسدها كله برقة .. تابعت (زياد) و هو ينظر لوجهها بحنان أذاب قلبها في ضلوعها بينما يضم طرفيّ المفرش بكفيه أمام عنقها بينما عيناه لا تفارقان عينيها لتهمس بشفتين مرتجفتين
_"(زياد)"
أغمض عينيه متشبعاً بكل حرف من همستها التي حملت له مع نظراتها كل مشاعرها و خوفها و أفكارها ليقترب ببطء و قلبه يخفق بجنون ليهمس
_"(زياد) أخبركِ أنه لن يجعل أي شيء مهما كان يفرق بينه و بين (وتينه)"
لامست شفتيه جبينها برقة في قبلة حانية أسالت دموعها بقوة و نزلت كبرد على قلبها الملتاع لتربت عليه و تمسح جراحه في ثوان ، فأغمضت عينيها بينما تشعر به يقترب ليسند جبينه إلى جبينها فهمست من جديد بارتجاف و ذهول
_"(زياد)"
أجابها بهمس مماثل و بصوتٍ متهدج
_"روح (زياد) و قلبه أنتِ يا (وتيني)"
****************
انتهى الفصل الخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم و متبخلوش باللايكات و التعليقات الجميلة
قراءة ممتعة للجميع
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-07-17, 03:44 AM   #1060

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل طويييل و دسم و قفلة لطيفة أهو يا جميلات ... يا رب يعجبكم .. لا تنسوا اللايكات و التعليقات الجميلة و المشجعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.