آخر 10 مشاركات
صمت الفضة (35) - قلوب شرقية - للكاتبة المبدعة: emanaa *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          قلب بلا مرسى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : آلاء منير - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          سِـــيدْرَا (41) -نوفيلا- ج1 من سلسلة سنابل الحب للرائعة: منال سالم *كاملة & الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          قدري أحبـك (1) من سلسلة لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة: Just Faith *مميزة & كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-07-17, 03:23 PM   #1121

Remember my

? العضوٌ??? » 400538
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Remember my is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم روايه اكثر من رائعه وشكراً الك مي شخصيات الروايه كثير حلووووه بس انا ثائر فضولي سالم وما ادراك ما سالم ده الولد شاغل تفكيري احس ان قصه حبه هي رواء بعد ما حكت عنها سمراء ياريت يكون صحيح كثير حلوين ...وسؤدد هففف ودي اسبق الوقت واعرف عنها اكثر واكثر .

Remember my غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-17, 11:57 PM   #1122

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
وتين لا تستحق هذا الالم لكن الله عوضها بزياد
متشوقة لخطبة راندا من هشام
واسفة على التأخر في الرد لاني كنت مشغولة حبيبتي
ومشكورة على الفصل الرائع💏💏💏💏
مساء النور يا جميل نورتيني
وتين بعد كل هذا العذاب و الألم اجتمعت أخيراً بزياد و وجوده معها سيعوضها بالتأكيد عن كل ما عاشته
راندا تعد العدة لتفسد حياة هشام بخططها الشريرة .. ربنا يهديها
و لا يهمك يا جميل و تنوريني بأي وقت
إن شاء الله فصل الليلة يعجبك أكتر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-07-17, 11:59 PM   #1123

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمة الحق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته راااااااااااااااااااااااا ااائع حبيبتي على شوق في انتظار القادم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نورتيني حبيبتي و يا رب فصل الليلة يعجبك أكتر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 12:05 AM   #1124

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Remember my مشاهدة المشاركة
السلام عليكم روايه اكثر من رائعه وشكراً الك مي شخصيات الروايه كثير حلووووه بس انا ثائر فضولي سالم وما ادراك ما سالم ده الولد شاغل تفكيري احس ان قصه حبه هي رواء بعد ما حكت عنها سمراء ياريت يكون صحيح كثير حلوين ...وسؤدد هففف ودي اسبق الوقت واعرف عنها اكثر واكثر .
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. نورتيني كتير بوجودك يا قمر و سعيدة جداً جداً إن الرواية جذبتك و أحببتيها بكل شخصياتها ... ههههههههه سالم حبيب القلب من الأبطال القريبين لقلبي صراحة و قصة حبه و حبيبته المجهولة مين هي و هل هيلتقيها من جديد هنعرف عن قريب بإذن الله ... سؤدد هنعرف عنها تفاصيل في الجزء ده لكنها هتنورنا بحضورها و شخصيتها الجميلة و تفاصيل حياتها بالجزء الثاني من الرواية قريباً إن شاء الله .. إن شاء الله تعجبك قصتها و كل حكايات الأبطال الباقية عزيزتي
منوراني دايماً يا جميل


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 12:08 AM   #1125

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مسااااء الورد عليكم حبيباتي كيفكم .. يا رب دايماً بخير و سعادة
إن شاء الله الفصل هينزل الليلة أول ما أنتهي من مراجعته إن شاء الله .. بإذن الله على الساعة 2 بتوقيت مصر عشان أضمن أن كل المشاهد مثل ما أنا عاوزاها
و إن شاء الله ينال إعجابكم
أرق تحياني


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 01:05 AM   #1126

شيم الوفآء

? العضوٌ??? » 386413
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 138
?  نُقآطِيْ » شيم الوفآء is on a distinguished road
افتراضي

رائعه جدا
في انتظارك


شيم الوفآء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 01:06 AM   #1127

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

تسجيل حضووووووور

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 04:08 AM   #1128

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني و الخمسين (الجزء الأول)
وقفت (راندا) في احدى شرفات الطابق السفلي للقصر و تنفست باضطراب و هي تحاول السيطرة على مشاعرها المبعثرة كأوراق شجر تساقطت في يومٍ خريفي عاصف ... لماذا يحدث كل هذا معها؟ ... لماذا هي دوناً عن الجميع وضعها ذلك المغرور هدفا له؟ ... أخذت نفساً عميقاً و كلمات (سامر) التي حاولت رميها خلف ظهرها طيلة اليوم تعاود من جديد غزو رأسها دون رحمة ... لا يمكنها طرد تلك الأفكار المشؤومة من عقلها .. (هشام) تلاعب بها هو الآخر ... لقد تقرب منها بسبب علاقتها بـ(سامر) .. لا تعرف ما سر الكراهية و الصراع بينهما لكنها تذكرت حديث (هشام) عنه من قبل و تحذيرها لها من الاستمرار بعلاقتها به .. هذا هو السبب .. أنهما في صراع لعين و هي سقطت بينهما كلعبة غبية يتصارع كل منهما ليحرم الآخر منها انتقاماً ... لكنه لم يكن يعرف علاقتها به حين تقابلا أول مرة , صحيح؟ ... استعادت ذكرى لقاءهما الأول و سرت قشعريرة قوية اجتاحت جسدها و هي تستعيد تلك اللحظة التي تجاوزت حدود الزمان و المكان حين التقت عيناها بعينيه لتنقلب حياتها رأسا على عقب ... تلك العواصف في عينيه التي اجتاحتها في لحظة لتثير داخلها خوفا غريبا من المجهول و نفسها حذرتها من ذلك الغريب ... كأنها كانت تعلم ... كأنها كانت تدرك ماذا يخبيء لها خلف عواصفه العتية تلك ... انقبضت أصابعها حول سور الشرفة بقوة و هي تتنفس بصعوبة .. رقصتهما التي جعلتها تنسى العالم من حولهما و زلزلت سلامها النفسي و أذهبته دون رجعة .. أحقاً كان كل هذا تمثيل؟ .. كان ادعاءا منه ليتقرب منها؟ ... كانت جزءا من صراعه مع (سامر)؟! ... حرقة رهيبة اجتاحت قلبها و هي تفكر في ذلك الإحتمال ... هو الآخر كان يتلاعب بها و كل ذلك الحب كان محض ادعاء؟ ... أيصل انتقامه حد توريط نفسه في زواجه منها؟! .. فقط لينتقم من غريمه؟ ... تبا .. هي لا تستطيع التفكير بوضوح مع كل هذا الصخب بعقلها .. تطايرت كل أفكارها مع الخطوات التي وصلت سمعها .. خطوات هادئة يسبقها عطر مألوف جعل جسدها يتجمد فيما قلبها تسارع بنبضٍ مجنون صارت الآن أكثر اعتيادا عليه ، نبضٍ يحدث في حالة واحدة فقط ... وجوده بالقرب ... كيف نسيت لوهلة وجوده هنا؟ .. قبل دقائق فقط كانت تجلس معه برفقة الجميع حتى استأذنت منهم بعد أن فشلت في احتواء اضطرابها و توترها ... شهقت بخفوت و تحركت عيناها لتقعا فوق أصابعها المتشبثة بالسور حيث استقر ذلك الخاتم الذي يخبرها أن كل ما حدث قبل قليل كان حقيقة .. خاتمه الذي ألبسها إياه في وجود أفراد عائلتها و أمه و (عاصي) ... الجميع كان غارقاً في السعادة إلا هي .. كانت تجاهد لتحافظ على ابتسامتها المزيفة أمام أسرتها السعيدة لخطبتها ... أغمضت عينيها و هي تشعر باقترابه ... لقد انتهى الأمر حقا و مهما ادعت العكس فلن يتغير شيء ... هي وقعت في فخ (هشام رضوان) و أغلقته خلفها بارادتها ... جدها لم يمنحها فرصة لتتراجع ... حتى لم يمنحهم فرصة لاستيعاب كل ما مر بعد عودة (وتين) و اكتشافهم لزواجها هي و (زياد) و قرر أن الخطبة و عقد القران القريب و زفاف (وتين) و (زياد) فرصة جيدة للتخلص من الحزن الذي سيطر على حياتهم طيلة الأيام السابقة ... و هي رضخت لوعدها الذي ناله منها في لحظة ضعف و خوف ... فتحت عينيها عندما شعرت بوقوفه قربها و قشعريرة خافتة سرت بجسدها بينما صوته العميق تسلل إلى أذنيها قائلاً
_"تهربين مجددا (راندا)؟"
التفتت له بحدة و قالت
_"أنا لا أهرب"
ردد بهدوء
_"إذن بما تفسرين تسللكِ للشرفة الآن بينما عائلتنا تحتفل في الداخل؟"
قطبت حاجبيها قائلة بضيق
_"احتجت لبعض الهواء النقي .. هل هذا ممنوع سيد (هشام)؟"
ضحكته الخافتة زادت رجفة جسدها فابتلعت لعابها و هي تمنع نفسها بقوة من الالتفات إليه لترى وجهه الضاحك بينما سمعته يأخذ نفسا عميقا قبل أن يتنهد و قال و هو يتطلع للسماء و القمر المنير بوسطها
_"تماما مثل تلك الليلة التي التقينا بها أول مرة ، هل تذكرين؟"
عضت على شفتيها و اضطربت أنفاسها و هي ترفض الإغواء في صوته الذي يدعوها للغرق في ذكرى تلك اللحظة السحرية و لو فعلت تعلم أنها ستضيع حتما من جديد و هو سينتصر ... سمعته يتابع و هو يلتفت ليتأمل جانب وجهها هامسا
_"القمر الساحر .. الشرفة الهادئة بأنسامها الرقيقة .. الموسيقى التي لازالت تتردد في اذني و حورية تسللت خارج كتاب الأساطير لتسرق في لحظة واحدة كل خلية من كياني .. حورية أخبرتني عيناها أنها خلقت من أجلي أنا فقط"
التفتت له بعينين متسعتين و قلب خافق بجنون و كلماته تتسلل رغم كل مقاومتها لتستبيح دون رحمة كامل حدود قلبها و روحها اللذين تبعثرا بجنون و ارتجفت شفتاها و هي تحدق في عينيه التي عكست لها كل مشاعرها و تساءلت من جديد ... أكل هذا ادعاء؟! .. تلك العواصف الثائرة في غابات الزيتون داخل عينيه .. كذب!! ... كلماته ... وعود عينيه .. كله كذب؟ .. هزت رأسها و هي تننفس بصعوبة ليقترب منها أكثر لتهمس بينما تفشل في التخلص من أسر عينيه
_"أنت تبالغ .. لم يحدث ما .."
قاطعها و هو يقترب منها بدرجة خطيرة و يهمس
_"تعلمين أنني لا أبالغ (راندا) ... تعلمين أنها الحقيقة و لو نظرتِ لوجهكِ الآن بالمرآة لوجدتِها مرسومة في عينيكِ بوضوح"
أغمصت عينيها رفضا لكلامه ... تمنعه من رؤية ما يتحدث عنه .. لا .. هذا ليس صحيحا .. هي لا يمكن أن تسمح له بأن يسيطر على عقلها و يسحرها بكلماته المعسولة ... لقد اكتفت ... اكتفت من كل ما يحدث حولها دون أن تملك منعه أو حتى فهم حقيقته .. مارست أقصى درجات التحكم لتستعيد كامل سيطرتها على نفسها و فتحت عينيها تنظر له في حزم و تقول
_"و أنا أقول أنك تبالغ سيد (هشام) ... كل ما تتحدث عنه أنت توهمته ... غرورك حتى اللحظة يرفض أن يصدق أنني لا أبادلك شيئا مما تتوهم .. و أن لا شيء حقاً حدث في تلك الليلة التي التقينا فيها ... حاول أن تضع قدميك على أرض الواقع و ستدرك الحقيقة كما أراها ... كل ما يجمعنا الآن هو اتفاق و زواج صوري سنضطر لخوضه معا حتى نجد حلاً لنتحرر منه"
و نظرت له بشك و قالت بنبرة اتهام و هي ترفع أحد حاجبيها
_"إلا إذا كنت كذبت في كل ما قلته في لقائنا الأخير أو غيرت رأيك باتفاقنا"
عقد حاجبيه و تنهد داخله بقوة .. تلك العنيدة .. كلما ظن أنه اقترب من اختراق حصونها أعادت وضعها حول قلبها من جديد ... تنفس بقوة قبل أن يبتسم قائلا
_"ربما تكونين محقة... و لا .. أنا لم أغير رأيي باتفاقنا ... سواء أعجبكِ أم لم يعجبكِ .. لقد تورطنا في الأمر و أنا مجبر مثلكِ تماما على هذا الوضع ... لست سعيداً أبداً و أنا متورط مع فتاة لا أحتمل أنا و هي قربنا لبعضنا دون أن يقتل أحدنا الآخر"
حدقت فيه بذهول ... هل هو مجنون؟ .. قبل لحظات فقط كان يتغزل بها .. هل يريد إصابتها بالجنون؟ .. بادلها نظراتها بأخرى متحدية متسلية و تابع
_"أتمنى ألا تكوني أنتِ قد غيرت رأيكِ بخصوص اتفاقنا"
_"مستحيل"
هتفت بتحدي فابتسم بهدوء
_"إذن لا داعي لكل هذا القلق .. إن كنتِ تثقين بنفسك لهذه الدرجة فماذا يقلقكِ؟ .. ما الذي يثير مخاوفكِ لتلك الدرجة التي أراها في عينيكِ و يوترك لدرجة أن تركتِ الجميع و أتيتِ لتختلي بنفسكِ هنا؟"
صمتت بضيق و هي تجده مجدداً يخترق أعماقها و يقرأها بوضوح و فكرت للحظات ، قبل أن تقرر أن ترمي كل ما بجعبتها في وجهه و هي تقول
_"لماذا لا نرمي بكل أوراقنا مكشوفة سيد (هشام)؟"
رفع أحد حاجبيه مستغرباً سؤالها قبل أن يقول بتهكم مقلداً لهجتها
_"آنسة (راندا) .. لو كنتِ قد نسيتِ فأنتِ ترتدين خاتم خطبتنا و بعد أسبوع واحد سيتم عقد قراننا و بعده بأيام قليلة ستكونين في بيتي .. زوجتي .. لماذا لا تضغطي على نفسكِ و لو قليلا و تحاولي نطق اسمي مجرداً؟َ"
و مال نحوها غامزا بابتسامة أوقفت نبضها
_"أؤكد لكِ ليس صعبا أبدا .. جربيه .. إنه لا يعض"
قطبت حاجبيها و زمت شفتيها حنقاً ليتابع بعبث
_"كما أنه يعجبني كثيرا عندما تخطئين و تنادينني به .. حروف اسمي تخرج من بين شفتيكِ غارقة بالعسل ، حتى أنني أكاد أتذوق طعمه في فمي ما أن يلامس صوتكِ أذني"
حدقت فيه بذهول و شفتين مرتجفتين ، قبل أن تهز رأسها و تهتف و هي تتحرك لتبتعد و قد اكتفت من جنونه و غزله و تلاعبه بقلبها الأحمق الذي يرتجف مع كل كلمة منه
_"أنت مجنون و أنا لن أبقى لحظة واحدة لأفقد المزيد من عقلي بسببك"
تحركت مبتعدة بغضب و تجهم ، لكنها لم تعمل حساب كعبها المرتفع الذي جعلها تتعثر ما أن خطت خطوة واحدة مبتعدة عن وجوده الذي يضغط على أعصابها ... شهقت و اتسعت عيناها و هي تعتقد أنها ستسقط أرضاً لا محالة ، لكن ذراعه التي أسرعت تحيط بخصرها منعتها من الوقوع و شعرت بذراعه تشتد حولها لتجذبها نحوه بقوة لتشهق و هي تلتف لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه تماما كتلك الليلة الأولى و فتحت فمها لتهتف فيه بغضب أن يبتعد عنها لكنّ عينيها توقفتا على عينيه المعتمتين بشدة و احتبست أنفاسها في صدرها ليقول بابتسامة
_"ألم تتعلمي بعد من كل ما سبق (راندا)؟! .. كل خطوة تبتعدينها تعيدكِ إليّ من جديد لتجعلكِ أكثر قربا مني"
لم تستطع فك أسر عينيها من عينيه اللتين ازدادتا عمقا بينما تسارعت أنفاسها و يديها استقرتا فوق صدره بضعف غريب ازداد مع شعورها بنبضاته القوية تحت كفها و ظهر في عينيها و هي تنظر إليه و اضطراب مشاعرها ارتسم بوضوح في نظراتها ليميل و يهمس في أذنها
_"أنتِ متأكدة أنكِ لم تغيري رأيكِ بشأن فكرة الزواج الصوري حبيبتي؟"
حدقت فيه دون فهم و هي تحاول بصعوبة تجاوز الغيوم التي تجمعت حول وعيها بينما تابع بخبث و هو يميل نحوها أكثر متابعا همسه
_"بالنظر لحالتكِ الآن فلا أعتقد أن خطتكِ ستستمر لوقتٍ طويل على أية حال"
اتسعت عيناها و كلماته تخترق الغمام لتعيد لها بعض وعيها فيما يكمل بعبث و هو يداعب خصلة شعر متمردة
_"راجعي نفسكِ جيدا حبيبتي ... لا أريد أن تندمي فيما بعد و تتراجعي عن اتفاقنا ثم تلومينني في النهاية"
تنفست بصعوبة و تململت بين ذراعيه قائلة بارتباك
_"بماذا تهذي؟ .. أنا لن أفعل أبدا ما تقـ "
قاطعها هامسا بصوتٍ مغوٍ و هو ينظر في عمق عينيها اللتين كانتا تتسعان بجزع مع كل كلمة ينطقها
_"أحقا؟ ... لماذا أرى ذلك في عينيكِ إذن؟ .. يمكنني أن أرى تلك اللحظة بوضوح و أنتِ تقتربين مني ... تهمسين بحبكِ العميق لي و تطلبين حبي بالمقابل"
رددت باستنكار ضعيف و هي تدفع بقبضتيها صدره ليبتعد
_"مستحيل"
تابع هو كأنما لم يسمع شيئا
_"تنظرين لي بعينيكِ المغويتين هاتين .. تستسلمين لمشاعركِ التي أنهكتكِ و أنتِ تقاومينها طيلة الوقت و لقلبكِ الذي سيتوسلكِ لتخبريني بكل ما يحمله داخله من أجلي .. سيتوسلكِ من أجل حبي و ستأتين عندها إليّ .. أكاد أسمعك و أنت تهمسين بها بكل سحركِ الذي لا يقاوم هذا .. أنا أحبك (هشام) ... أرجوك أحبني (هشام) .. أرجوك"
شحب وجهها بصورة رهيبة مع همسته الأخيرة و هي تحدق فيه بعينين اتسعتا عن آخرهما و أنفاس احتبست بصدرها و الصورة التي رسمها بكلماتها في عقلها كانت أكثر وضوحا لتقلب كيانها و صوت خائن داخلها يخبرها أنه محق .. لا .. مستحيل ... لا يمكنها أن تفعل هذا بنفسها .. شهقت بقوة و هي تدفع يديها في صدره تبعده عنها بقوة و هي تهتف رفضا بجنون
_"مستحيل ... مستحيل أن يحدث هذا ... أنا أبدا لن أفعل"
رفع احد حاجبيه مبتسما و هز كتفيه قائلا ببساطة
_"سنرى حبيبتي"
ثقته بنفسه جعلت جنونها يشتعل أكثر فرفعت في وجهه اصبعا مرتجفا كباقي جسدها و هي تهتف
_"قلت لك مستحيل ... انا أبدا .. أبدا لن اقع في حبك .. أبدا .. أنا لن أسمح بهذا .. سأنتزع قلبي من بين ضلوعي و أرميه بعيدا قبل أن يفعل هذا ، أفهمت؟"
ابتسم لها بحنان غريب و كأنه يخبرها أنه يتفهم خوفها و مشاعرها المرتبكة و أنه سينتظر حتى تفهم الحقيقة و تعترف بنفسها و تلك النظرة في عينيه جعلتها تهز رأسها بقوة أكبر و هي تهتف بعناد
_"ضع هذا في رأسك المغرور هذا (هشام رضوان) .. ما تقوله سيحدث في أحلامك فقط .. أنا لن أحبك أبداً و سأعمل جيداً لأتأكد من أنك ستنفذ جانبك من الإتفاق و سأنتظر بفارغ الصبر تلك اللحظة التي ستحررني من ذلك القيد الذي لففته بخداعك حول عنقي ، أتفهم؟"
رفع أحد حاجبيه و هو يتأملها جيداً قبل أن يبتسم و يقترب ليمسك كفها و يشدها لتدخل معه غير مبالٍ بهتافها الرافض بحنق
_"ماذا تفعل؟ .. ألم تسمع كلمة مما قلت؟"
أجابها بهدوء
_"أفعل تماماً ما تريدينه عزيزتي .. أنفذ جانبي من الإتفاق .. لا تنسي أننا اتفقنا أن لا أحد سيعرف بهذا الإتفاق و أننا أمامهم سندعي ان الأمور طبيعية .. لذا عزيزتي توقفي عن توجيه نظراتكِ القاتلة نحوي أمامهم لأنهم سيفهمون حقيقة الأمر و خصوصاً جدكِ و أنتِ لا تريدين هذا ، صحيح؟"
قطبت حاجبيها و هي تدرك أنه محق فهزت رأسها باستسلام متجهمة و قالت
_"أنت محق .. هيا بنا"
و التفتت له ترفع سبابتها محذرة
_"و إياك أن تستغل الأمر و تتمادى أمامهم ، فهمت؟"
لمعت عيناه بعبث و مال يهمس لها و هما يقتربان من مرأى الجميع و بدا كما لو كان يبادلها همسات عاشقة
_"فهمت لكن أريد توضيحاً عزيزتي بخصوص التمادي .. هل مسموح به في غيابهم؟"
احمر وجهها لتتأكد ظنون الجميع بخصوصهما بينما حدقت هي في عينيه العابثتين بحنق و هي تقاوم ألا تمد يديها فتخنقه أمام أعينهم و همست من تحت أسنانها
_"حاول .. و سترى النتيجة بنفسك عندها و لا أعدك أنها ستعجبك أبداً"
ضحك لترتجف أعماقها بقوة و هو يهمس بعبث شديد
_"لا أعتقد أن النتيجة ستعجبك أنتِ جميلتي"
و غمز بعينه متابعاً
_"أنا أثق بنفسي .. الباقي يعتمد عليكِ فأتمنى ألا تخيبي ظن نفسكِ بكِ"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تستعيد كلماته على الشرفة قبل قليل و هو يتحداها أنها ستأتي بنفسها إليه لتتوسله حبه فهزت رأسها بقوة و هي تقسم من بين أسنانها أنها ستجعله يبتلع كلماته الغبية تلك في أقرب وقت .. رفعت رأسها و نظرت له بتحدي و هي تتجه نحو أسرتها
_"سنرى من سيخيب ظنه أيها المغرور .. من يضحك أخيراً يضحك كثيراً"
و تركته ليصلها صدى ضحكته الخافتة التي وصلت لأعماق قلبها الذي كان يرتجف داخلها بقلق و هو يخبرها أنها يجب أن تقلق و بشدة مما توعدها به و أنها ربما .. ربما لا يجب أن تثق كثيراً بنفسها لهذا الحد
**************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 04:27 AM   #1129

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جلست (وتين) بشرود أمام مرآتها تتأمل ملامح وجهها التي بدأت آثار كدماته تخفت و تنهدت و هي تحاول جاهدة ألا تعود بذاكرتها مجددا لتلك الساعات الرهيبة و المعاناة التي عاشتها ... يكفيها الآن أنها عادت لأسرتها في سلام بالرغم من كل ما حدث بعدها و مر عليها بصعوبة بعد عودتها للقصر و مواجهتها هي و (زياد) مع أمه التي وقع خبر زواجهما عليها كالصاعقة .. لا .. لا تريد أن تتذكر ما فعلت و لا تريد أن تتذكر ما حدث بعد أن أخذها (زياد) لغرفتها .. هي لم ترى ما حدث و لكنّ (راندا) أخبرتها بباقي التفاصيل فهي لم تحتمل مواجهتها مع زوجة عمها و هي في هذه الحالة من الضعف رغم وقوف (زياد) جوارها .. فور رؤيتها لها عادت إلى عقلها كل لحظات معاناتها التي عاشتها بسببها و كل الألم الذي عاشته و البصمة السوداء التي ختمت روحها و رؤيتها لوجه (رجاء) أحيا كل ذلك الألم الرهيب داخلها فلم تحتمل أن تقف هناك في مواجهة جنونها ... أغمضت عينيها تبعد تلك الذكرى السيئة عن رأسها و ابتسمت بخفوت و هي تستبدلها بأخرى سعيدة .. نفكر في حلم حياتها الذي تحقق بمعجزة و لازالت تجد صعوبة في تصديقه حتى اللحظة ... رفعت يدها تتأمل خاتم زواجهما و تنهدت و هي تستعيد ذكرى تلك الساعات التي قضتها في شقته .. كيف استيقظت لتجد نفسها بين ذراعيه و نبض قلبها بقوة و اتسعت عيناها في حيرة قبل أن يستعيد ذهنها في لحظات كل ما حدث ليلتها .. هربها بمعجزة و عودتها إليه و زواجهما السريع .. الكابوس الذي أيقظها منه .. كيف احتوى خوفها و آلامها بحبه و ضمها إليه يعدها بالأمان معه ، لتغرق بعد نوبة بكائها في نومٍ عميق خال من الكوابيس .. ابتسمت و هي تتأمله و ارتفعت خفقات قلبها بجنون و هي تحاول استيعاب حقا أنها بين ذراعيه تنظر إليه من هذا القرب و تتأمل وجهه النائم في سلام و قد استرخت ملامحه بطريقة جعلته يبدو لعينيها كطفلِ مسالم لا يشبه أبداً ذلك الرجل الذي بنظرة واحدة منه يطيح بها عن قدميها و يقلب كيانها بأعاصير صاخبة لا تهدأ لحظة واحدة و لا يشبه ذلك العاشق الذي كاد يموت قلقاً في غيابها و الذي لم يكد يضمها إليه حتى تمسك بها بقوة يخشى أن يتركها لتختفي مجدداً من بين يديه ، و لا ذلك المشاكس بابتسامته و لمعة عينيه الشقية التي تعرف منها أي أفكار شريرة تدور في رأسه المشاغب و لا ذلك المعيد المهذب بجديته الرهيبة و لا ذلك الغيور الغاضب بغيرته المجنونة التي تهدد بقتل كل من يحاول الإقتراب منها .. رباه .. هي تعشقه بكل وجوهه و تفاصيله و جنونه .. اتسعت ابتسامتها و لمعت عيناها بحب شديد و تهدجت أنفاسها و هي تتحرك بهدوء لتقترب منه أكثر لتشعر بذراعه تشتد حولها .. رفعت يدها تلامس ملامح وجهه بعشق و هي تحاول إقناع نفسها أنها حقا لا تحلم و أن هذا بات حقها .. حقها أن تكون منه بهذا القرب المعذِب لقلبها .. حقها أن تلامسه .. حقها أن تحبه و أن تصرخ للعالم كله بهذا الحب دون خوف .. تحركت أصابعها بهيام فوق حاجبيه و أنفه و خده الذي نمت فوقه لحية قصيرة منحته جاذبية أكبر و لم تشعر بأنفاسها التي تسارعت و هي تشعر بقلبها يكاد ينفجر بكل هذا الحب الذي تحمله له فمالت تهمس قرب أذنه و أصابعها لازالت ترسم ملامحه
_"أحبك .. أحبك يا روح (وتين) و دنياها كلها .. أحبك"
قالتها و تمالكت نفسها لتبتعد عنه قبل أن يستيقظ فيجدها بهذا الوضع ، لكنّ ذراعه التي اشتدت حولها تجذبها إليه من جديد جعلتها تلتفت نحوه ، لتحتبس أنفاسها و هي تراه يفتح عينيه في كسل و ابتسامة على شفتيه سرقت أنفاسها من صدرها بينما يقول بهمس
_"و أنا أعشقكِ (وتيني)"
همست اسمه بخجل ليبتسم قائلاً بحب
_"صباح الخير مولاتي"
تململت بين ذراعيه في خجل و حاولت النهوض و هي تهمس
_"صباح الخير .. جيد أنك استيقظت حتى نـ"
انقطعت جملتها بشهقة قوية من شفتيها و هو يجذبها لتسقط فوق صدره و اتسعت عيناها و هما تغرقان في عينيه و نبض قلبها بعنف و هو يرفع يده يعيد خصلاتها التي تبعثرت خلف أذنها و هو يقول بشغف بينما أصابعه تتحرك لتلامس ملامحها برقة
_"حتى ماذا أميرتي؟ .. أين تريدين الذهاب بهذه السرعة (وتيني) و أنا لم أشبع بعد من هذا الحلم الجميل؟ ... هذا أجمل صباح مر عليّ في عمري كله فلأول مرة تشرق الشمس و هي بين ذراعيّ"
اشتعل خداها خجلا و تسارعت أنفاسها و هي تهمس
_"(زياد)"
قاطعها بابتسامة عابثة و هو يقربها منه أكثر هامسا
_"شمس (زياد) .. رجاءا أخبري (زيادك) أن هذا ليس حلما هو الآخر"
يدها التي استقرت فوق صدره أوصلت لها نبض قلبه الذي كان ينافس قلبها هي و الذي كاد يتوقف بين ضلوعها و (زياد) يتحرك معتدلاّ و يميل بها ليستقر ظهرها فوق الفراش بنعومة بينما استند على مرفقه مشرفاً عليها و هو يواصل همسه المعذب و أصابعه تلامس خصلاتها تفردها فوق الوسادة و هو يتأملها بشغف
_"شمسي هنا حقا كما حلمت دوما.. أشعتها تفترش وسادتي و دفئها يغمرني فلا يجرؤ البرد بعدها على الاقتراب مني أبداً"
و تحركت يده تلامس عينيها اللتين اتسعتا ليميل و يقبلهما واحدة تلو الأخرى متابعا بحب
_"و البحر الفيروزي في عينيها يفيض فيغرقني و أستسلم أنا للغرق بكل رضا و سعادة"
دمعت عيناها و هي تسمعه بقلب مرتجف بينما يكمل همسه
_"أتدرين كم مرة حلمت بهذا حبيبتي؟ و في كل مرة استيقظ خائبا و أنا أدرك أنه كان حلما لا أكثر ... قولي أنكِ حقيقة (وتيني) ... أنتِ هنا حقا شمسي؟!"
رفعت يدها تلامس خده هامسة بحب
_"أنا هنا (زياد) .. و لن أذهب لأي مكان"
ابتسم بعشق و انحنى يقبل خديها برقة شديدة لتهمس بصعوبة و هي تتململ
_"(زياد) .. أ .. أبي في الخارج و قد يـ "
ضحك بخفوت و هو يقول غامزا بعبث أمام شفتيها
_"هشسش ... لا تقلقي بشأنه هو لن .."
قاطعه صوت طرقات على باب الغرفة جعلتها تنتفض و تدفع صدره بقوة و تبتعد عنه و هي تشهق بينما صوت والدها يأتيها من خلف الباب
_"(وتين) .. هل استيقظتِ صغيرتي؟"
وضعت كفها فوق صدرها تهدأ من نبضاته و حانت منها نظرة لوجه (زياد) الذي كان صورة مجسدة للقهر و الحنق و هو ينظر إليها ، فتنفست بقوة و ابتسمت بخجل و هي تحاول تمالك نفسها لتجيب والدها بصوت مختنق
_"نعم أبي .. استيقظت .. دقائق فقط و أستعد"
كتمت ضحكتها و هي ترى (زياد) يضرب جبينه بكفه و يزفر بقوة و هو يتراجع ليلقي جسده فوق الفراش بقوة و هو يتمتم بيأس طفولي
_"يا فرحة ما تمت"
ضربته بقبضتها و هي ترمقه بلوم مبتسمة قبل أن تبهت ابتسامتها و هي تسمع والدها يقول
_"هل تعرفين أين (زياد) صغيرتي؟"
شهقت بخفوت و هي تنظر نحو (زياد) الذي ابتسم بشغب و لمعت عيناه بشرارت عابثة و هو يعتدل مستندا على مرفقيه و هو ينظر لها متحديا لتقول بارتباك مجيبة والدها
_"(زياد)؟"
أتاها صوت والدها قائلا
_"نعم (زياد) ... إن رأيته أخبريه أن ينتبه جيدا لخطواته فقد يتعثر و أضطر لتأجيل زفافكم لمدة أطول"
لوى فمه بتذمر مع تهديد عمه المبطن بينما تطلعت (وتين) إليه مبتسمة و رفعت أحد حاجبيها و هي تنظر إليه و قالت بنبرة ذات مغزى
_"سأخبره فور أن أراه أبي .. لا تقلق سينتبه جيداً لخطواته سأتأكد من ذلك بنفسي"
رفع لها أحد حاجبيه مهدداً و هو يعتدل و همس بشر مفتعل
_"حقاً؟"
ضحكت بخفوت و هي تضع اصبعها فوق شفتيها محذرة
_"إياك .. لقد سمعت أبي"
لوى شفتيه و تحرك فوق الفراش يقترب منها بشر و هو يتمتم
_"أحقاً يا بنت عم (مصطفى)؟! .. أريني كيف ستتأكدين من ذلك؟"
نهضت بسرعة مبتعدة عنه و هي تهتف بصوت منخفض مختلط بالضحك
_"(زياد) .. إياك .. سأصرخ و أنادي أبي"
تحرك لينزل من فوق الفراش و رفع حاجبه قائلاً بحنق مفتعل
_"تصرخين و تنادين من يا روحي؟ .. هل نسيتِ أنكِ زوجتي آنسة (وتين)؟ .. إن كنتِ قد نسيتِ فواجبي كزوجكِ أن أذكركِ"
أسرعت نحو باب الغرفة و وضعت يدها فوق المقبض قائلة
_"لنرى رأي أبي في هذا الأمر إذن"
وضع كفيه حول خصره متطلعاً إليها قبل أن يهز رأسه و يتجه نحو دولابه يتناول ثياباً جديدة و يتجه نحو دورة المياه بينما يقول بيأس مفتعل
_"من الواضح أن الابنة كأبيها تماماً و قد أقسما على أن يصيباني بأزمة قلبية قريبة .. كنت أعلم أن هذه الزيجة محسودة ... يا فرحة ما تمت يا (زياد)"
ضحكت على تعابير وجهه و كلماته ، لترفع كفها بسرعة تضعه على فمها لتكتم ضحكتها ، بينما تنهد هو و زم شفتيه بحنق مصطنع و تابع طريقه لتبتسم و هي تتبعه بعينيها بحب حتى اختفى خلف الباب المغلق و تحركت بخطوات متمهلة لتجلس فوق الفراش و رفعت ساقها فوقه و مددتها بألم لترفع طرف البنطال و تتطلع للجرح المغطى بأسى و تنفست بقوة و هي تتحسسه .. سيحتاج وقت ليشفى كما أن قدمها المصابة من قبل عادت لتؤلمها من جديد بعد أن دهسها ذلك الحقير .. أغمضت عينيها تمنع صورته و هو غارق بدمه من العودة لذهنها و عادت تفكر في (زياد) الذي أخبرها البارحة أنه سيرافقها بنفسه للمتابعة كما أوضح بحسم أنه لن يسمح لها الخروج وحدها لأي مكان و هي لا تدري ماذا تفعل ... هي فعلاً أصبحت تخشى من الخروج بمفردها بعد ما حصل و لا يمكنها أن تفعل ذلك و هي تدرك أن الخطر لازال موجوداً بالفعل .. ذلك الزعيم لابد أنه عرف بهروبها و بما حدث لرجاله ، و هو يعرف شخصيتها و عائلتها لذا لن يكون صعباً أبداً أن يصل لها من جديد ... ما رأته في عينيه يومها يخبرها أنه لن يتركها ببساطة .. اقشعر جسدها بقوة و هي تتخيل ما قد يفعله .. شهقت تتنفس بقوة و هي تهز برأسها .. لا .. لا تتصور ان تعود لهناك مرة أخرى و دون أمل فذلك الرجل إن وقعت في يديه لن تجد فرصة أبداً للهرب منه ... الأمل الوحيد أن تخبر ضابط الشرطة بكل ما تعرفه عنه و تصفه لهم ليصلوا إليه و إلى عصابته بسرعة ، لكنها يجب أن تفكر جيداً فيما ستخبره به فهي لا تريد أن تشير نحو (حمادة) و لا أن تورطه هو و أسرته بأي طريقة .. هل تخبرهم أيضاً أنها قتلت رجلاً دفاعاً عن نفسها .. لكن ألن تتعقد الامور أكثر؟ .. انتبهت من أفكارها على صوت الباب يفتح فنظرت باضطراب نحو (زياد) الذي غادر دورة المياه و قد بدل ثيابه و تحرك وسط الغرفة وهو يواصل تجفيف شعره بمنشفته و خفق قلبها و هي تتأمله و هو يتابع ما يفعل لتبتسم على شفتيها ابتسامة حانية انتبه لها فابتسم لها بحب ، لتنهض بارتباك و تتحرك نحو دورة المياة قائلة
_"سأستعد أنا الأخرى .. لا يجب أن نتأخر على أبي فهو سيـ "
وقفت خطواتها عندما قاطع طريقها لتنظر له باضطراب و تعلقت عيناها بلحيته البنية المائلة للشقرة و ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تقول
_"لم تحلق لحيتك؟"
اقترب منها لتتراجع بارتباك و هو يميل ليهمس بعبث
_"لاحظت أنها أعجبتك كثيراً فلم يطاوعني قلبي على أن أحرمكِ منها"
احمر وجهها و هي ترفع وجهها تنظر إليه قبل أن تهتف باتهام
_"كنت مستيقظاً طيلة الوقت؟"
ضحك باستمتاع و هو يراقب احمرار وجهها بشغف و مال أكثر هامساً
_"و هل أنا مجنون لأفوت هذه اللحظات الجميلة معكِ (وتيني)؟"
و اقترب ليلامس خدها بخده ليقشعر جسدها مع لمسة شعيرات لحيته لبشرتها بينما يحيط خصرها بأحد ذراعيه و يتابع
_"زوجتي و حبيبتي .. عمري كله"
همست بتهدج
_"(زياد)"
همس بالمقابل
_"روح (زياد)"
تطلعت خلف كتفه و اتسعت عيناها و هي تهتف بارتباك شديد
_"أبي"
التفت خلفه بسرعة لتتسلل من بين ذراعه و تتحرك بسرعة نحو دورة المياة بينما حدق هو في الفراغ و باب الغرفة المغلق ليعود بناظريه إليها ليجدها تختفي و تغلق الباب خلفها هاتفة
_"آسفة حبيبي"
هتف من خلف الباب بنزق
_"حسناً يا (وتين) .. لنرى آخرها معكِ و مع أبيكِ .. اهربي حبيبتي الأيام بيننا .. لنرى حتى متى ستهربين؟"
ابتسمت و هي تتخيل وجهه المتجهم بطفولية لذيذة و هي تهمس بحبها له و الذي تشعره أصبح اضعاف ما كانه خلال ليلة واحدة ... عادت للواقع لتنظر لابتسامتها في المرآة و التي اتسعت بنعومة و هي تنظر لصورته التي وضعتها فوق طاولة المرآة و رفعت يدها تلامس وجهه بحب و هي تتذكر كل لحظة مرت منذ عقد قرانهما .. مواجهته لوالدته من أجلها و دفاعه عن حبهما .. اهتمامه بها طيلة الوقت رغم تذمر (سؤدد) التي حاولت أن تستولى على دور رعايتها كما فعلت من قبل حين أصيبت بذلك الحادث .. خفتت ابتسامتها و هي تفك أزرار بلوزتها لتكشف عن جسدها و أدرات ظهرها تتطلع للندوب بأسى .. رغم أن (زياد) أثبت لها أنه يحبها كما هي و لا يهتم لندوبها ، لكنها لا تستطيع التخلص من ذلك الشعور برغبتها الشديدة أن تكون أجمل في عينيه و دون أي عيب .. تنهدت و هي تتذكر حين واجهها مساء اليوم الذي تلى عودتهما للقصر ، بعد أن هدأت الأوضاع التي تفجرت بسبب جنون (رجاء) و بعد أن اعتنى باصاباتها و أعطاها دواءها و بدا متردداً ففهمت أنه يريد أن يسألها كل أسئلته التي أجلها .. لقد أدركت أنه عرف أنها أخفت بعض المعلومات عن صديقه الشرطي و لكنه لم يواجهها بوقتها ، لكنه فعل ذلك المساء عندما أخبرته ألا يتردد فيما يريد قوله و رغم خوفه الواضح من أن يسمع تفاصيل ما حدث لكنه أخبرها بحسم أن تقص عليه كل ما حدث و بين ذراعيه اللتين أحاطتاها بدعم و حب قصت عليه كل ما حدث منذ أوقفتها تلك السيارة و منذ استيقظت لتجد نفسها بذلك المكان .. أخبرته بكل شيء و كانت قادرة على الإحساس بكل خلية نبضت في جسده غضباً أو ألماً لأجلها بينما يضمها إليه أكثر كأنما يبعد ذلك الشعور البشع عن قلبه .. أنه لم يكن معها في كل هذا .. أن الأمور كانت لتصبح أسوأ و أنه كان ليفقد حبيبته لولا رحمة القدر ... ابتسمت و هي تتذكر غيرته الشديدة و هو يسألها عن ذلك الذي اتصلت من هاتفه و كانت قد أخبرت الشرطي أنها استعانت بهاتف أحد المارة لتطلب (زياد) .. لكنّ (زياد) عرف أنها تخفي هوية من ساعدها و لم يحتمل أن يكتم تساؤله الغيور طويلاً فسألها عنه لتهتف بمرح
_"(حمادة)؟ ... (حمادة) هذا ملاكي الحارس"
رفع حاجباً شريراً و هو يقول من تحت أسنانه
_"حقاً؟"
أومأت برأسه و هي تواصل بحماس دون أن تدري بغليان دمه
_"بالطبع ... لولا أن الله أرسله لي لما نجحت في الهرب أبداً"
شعرت بذراعه تشتد حوله لتتطلع لملامحه المتجهمة و هو يقول بغيرة
_"جيد .. ربما يجب أن نتصل لنشكره على كل ما فعله"
اعتدلت لتتطلع في عينيه بعينين لمعتا بسعادة و هي تهتف
_"أحقاً (زياد)؟ ... شكراً حبيبي .. شكراً كثيراً .. أنا أيضاً كنت أفكر في طريقة أرد له بها دينه"
تأفف في حنق و هو يهتف
_"فعلاً ... لماذا لا نزوره في أقرب وقت و نشكره معاً؟"
هتفت و هي تحتضنه بقوة
_"فعلاً؟ .. شكراً (زياد)"
أبعدها في حنق و هو يهتف
_"هل أنتِ حمقاء (وتين)؟ ... تريدين أن آخذكِ بنفسي لذلك الرجل؟ .. أنتِ تحلمين؟"
همست بحيرة
_"أي رجل (زياد)؟ .. و لماذا أنت غاضب هكذا؟"
_"بالطبع أنا غاضب .. يجب أن أكون كذلك .. عندما أسمع زوجتي تتغزل برجل آخر أمامي و تقول أنه ملاكها الحارس و الأدهى أنها تريدني أن آخذها إليه لنفسي ... تباً (وتين) .. لقد جننتِ حقاً؟"
تطلعت فيه بذهول قبل أن تضحك بشدة ليقطب حاجبيه بغضب فهتفت قائلة
_"هل تغار من (حمادة)؟"
زفر بحنق و فتح فمه ليقاطعها بغضب لتسبقه و هي تقول من بين ضحكاتها
_"(حمادة) صبي في الثانية عشر من عمره (زياد)"
تعبير الذهول في عينيه كان يستحق صورة للذكرى و جعلها تضحك بقوة أكبر ليعود فيقطب حاجبيه و يقول بشر
_"أنتِ تستمتعين بهذا ، صحيح؟"
أومأت برأسها و ابتسمت بشغب
_"إن أردت الصراحة .. نعم"
جذبها إليه هاتفاً
_"يا حمقاء ... لقد كدت أموت من الغيرة و أنتِ لا تتوقفين عن الحديث عنه بهذا الحماس"
قالت بحنان
_"إنه صبي رائع جداً (زياد) .. لو رأيته ستعرف كم أنا محقة .. أنا حقاً أريد ان أساعده ليعيش في بيئة مناسبة و يتعلم جيداً ليكون شخصاً محترماً بإذن الله .. أريد أن أساعد أسرته كلها .. هل تساعدني في هذا؟"
ربت عل خدها بحب و هو ينظر لها بفخر و قال
_"بالطبع حبيبتي .. و أول شيء سنفعله ، عندما تتحسنين سآخذك و نذهب لنزورهم و بعدها قرري ماذا ستفعلين لمساعدتهم و أنا معكِ في كل خطوة"
ابتسمت في حب و امتنان و هي تسند رأسها إلى صدره هامسة
_"شكراً حبيبي"
ربت على ظهرها بحنان و أغمضت عينيها تستمتع بقربه للحظات قبل أن تشعر بيده تلامس رقبتها التي انخفضت ياقتها لتظهر جزءاً منها و اقشعر جسدها و هي تشعر به يلامس ندوب رقبتها فانتزعت نفسها مبتعدة بسرعة عن محيط ذراعيه تتطلع له بوجل فقال برفق و تفهم لمشاعرها
_"لم تخبريني بعد حبيبتي كيف أصبتِ بهذه الطريقة؟"
شحوب وجهها جعله يقطب حاجبيه قلقاً لتقول بسرعة
_"آ .. لقد .. كان حادثاً .. لقد .. أسقطت علبة مليئة بالحمض فوقي و الحمد لله لم يتعد الأمر سوى اصابة كتفي و ظهري"
نظر لها بشك أكبر مع ارتباكها فحاولت تمالك نفسها و هي تقرر أن ما تفعله أفضل للجميع ... الوضع من الأساس مضطرب و لا يحتمل المزيد من النيران و هي رغم كل شيء لا تريد أن تشعله أكثر ... لا تريد أن تصنع حاجزاً أكبر بينه و بين أمه رغم كل ما فعلت بها ... حبها له يحتم عليها هذا .. انتبهت على سؤاله من جديد و هو يقول مدققاً النظر في وجهها
_"و متى حدث هذا؟ ... و كيف لم نعرف بالأمر؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تخفض عينيها في اعتذار و تهمس
_"في تلك الرحلة التي ذهبت إليها العام الماضي مع صديقتي (لينا) و لحقت بنا (سؤدد) بعد ذلك"
ارتفع حاجباه و قبض على كفه بقوة بينما تتابع بألم
_"كنت أنت مسافراً في الخارج و أنا قررت الذهاب مع (لينا) و أسرتها لمدة أسبوع و قررت (سؤدد) مرافقتي لكنها اضطرت للتأخر ليومين بسبب عمل طاريء اضطرها للعودة أثناء سفرنا .. الحمد لله (لينا) كانت بجانبي وقت أن وقع الحادث و لولا رحمة الله و سرعة تصرفها لكان الأمر أسوأ بكثير .. أسعفتني بسرعة و نقلتني للمستشفى و الباقي معروف"
تنفس بقوة و هو يقول
_"و لماذا لم تخبرينا بما حدث؟ .. هل قضيتِ ذلك الأسبوع في المشفى دون أن نعرف بالأمر؟"
و صمت لحظة ليقطب حاجبيه متذكراً
_"لحظة واحدة ... ذلك الحادث الذي أدعت (سؤدد) أنكِ تعرضتِ له بالرحلة و الذي أصرت هي وحدها على الاهتمام باصابتكِ وقتها لم يكن حادث سيارة كما أخبرتمانا و كل هذا الوقت كانت تعتني بجروحكِ هذه"
هزت رأسها بارتباك ليزفر بقوة و هو يرفع يده لوجهه و يهتف
_"يالله ... بالله عليكِ يا (وتين) .. فيما كنتِ تفكرين أنتِ و تلك الحمقاء الأخرى؟"
أمسكت كفه بين يديها و نظرت له بتوسل قائلة
_"أنا كنت خائفة (زياد) .. لا أذكر ما حدث بالضبط لكن (لينا) أخبرتني أنني لم أتوقف عن الهذيان و التوسل لها ألا تتصل بأحد من العائلة أبداً و عندما وصلت (سؤدد) عرفت بالأمر و أجبرتها أن تعدني على ألا تخبر أحداً بما حدث"
هتف بحنق و ألم و هو يحتضن وجهها
_"لماذا (وتين)؟ ... لماذا تتحملين كل هذا وحدكِ؟ .. لماذا تحرمينني و الجميع من مشاركتكِ ألمكِ و الوجود جانبكِ في محنة كهذه"
أمسكت كفه و قبلت راحته بحب و هي تنظر له بعينين دامعتين هامسة
_"لقد مر الأمر (زياد) و انتهى .. أنا كنت خائفة جداً ... لم أفكر بعقل جيد وقتها .. أدركت حجم المصيبة التي أصابتني و خفت من نظرات الشفقة في عيونكم .. في عينيك أنت بالذات .. لم أرد أن تراني بهذه الحالة"
هتف بحرقة و هو يحتضنها
_"أي شفقة يا حمقاء؟ .. أي شفقة؟ و أي حالة؟ .. هل تسمعين نفسكِ؟ .. كيف تفعلين هذا بنفسكِ و بي حبيبتي؟ .. كيف؟"
بكت بين ذراعيه و هي تهمس
_"أنا آسفة حبيبي ... سامحني .. رغماً عني"
أغمضت عينيها لتترك دموعها تسيل فوق صدره بينما يربت فوق رأسها بحنان بينما هي تهمس داخلها أن يسامحها على أنها لم تقل الحقيقة كاملة .. من أجله فقط ... انتبهت من ذكرياتها فجأة على صوت طرقات الباب فانتفضت بخفوت لتشعر بالدموع التي سالت على خدها مجدداً فمسحتها بقوة و رفعت بلوزتها تغطي جسدها بسرعة و تحكم غلقها بينما تقول بصوت متحشرج
_"تفضل"
انفتح الباب ببطء و دخل أحدهم بخطوات هادئة بطيئة فرفعت عينيها بتساؤل لتتسع عيناها و هما تتوقفان بذهول على آخر شخص توقعت وجوده في غرفتها لتهمس بخفوت و هي تنهض على قدميها
_"أنتِ؟"
اقتربت (رجاء) منها بخطواتها الهادئة لتقف أمامها ليضيق صدر (وتين) و هي تتطلع إليها و تتساءل بقلق لماذا هي هنا؟ .. ماذا تريد منها؟ .. تسمرت عيناها على عينيّ (رجاء) الباردتين بطريقة مرعبة أثارت رجفة خوف داخلها فابتلعت لعابها بصعوبة و هي تتطلع بقلق نحو الباب الموارب خلف (رجاء) و قد أخبرها قلبها أن زوجة عمها لا تبدو أبداً في حالتها الطبيعية ... كانت تعرف أن ما حدث أثر عليها كثيراً لكنها تخشى أن يكون قد أصابها بالجنون أخيراً و أنها لم تأتي إليها إلا لسبب واحد لا تريد تخيله .. تراجعت بحذر و خوف مع تقدم (رجاء) خطوة أخرى منها و اقشعر جسدها و هي تسمعها تهمس بصوت غريب و بعينين ميتتين جعلتاها تتأكد من أن زوجة عمها بالفعل ليست في حالة طبيعية
_"لماذا؟"
**************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 04:41 AM   #1130

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وضعت (هاميس) الكتاب من يدها و هي تزفر في ضيق و قد فشلت مرة أخرى في التركيز على القراءة .. وقفت في حدة و اتجهت لتفتح باب شرفتها و تدخلها علّها تحصل على بعض الهواء النقي و تنفست بقوة تحاول التخلص من توتر أعصابها بسبب كل ما حصل بالقصر الأيام الأخيرة ... إن استثنت خطبة (راندا) التي تمت بالأمس و التي بددت لبعض الوقت جزءا من التوتر الذي خيم عليهم جميعاً منذ عادت (وتين) فجأة برفقة (زياد) و ما حدث بين أبويها و لازال يؤلم قلبها بقسوة حتى الآن .. لقد اشتعلت الاجواء في القصر تماما .... كانت قد بدأت تختنق من شدة الخوف و اليأس الذي تسلل لقلبها و هي تفكر أن مرور كل هذا الوقت دون أن يجدوا أي خبر عن (وتين) يعني أنها قد ضاعت أو في أسوأ الأحوال ليست بخير أبدا و بعد أن كاد اليأس يحطمهم جميعا آتاهم إتصال والدها يخبرهم أن (زياد) قد عثر عليها لتنقلب حالتهم في لحظات .. ابتسمت وهي تتذكر السعادة الجنونية التي غمرتهم بعد أن عرفوا بالخبر و الساعات التي قضوها في إنتظارهم .. استغربوا تأخر عودتهم و في النهاية عاد والدها و عمها (أمجد) برفقة (آدم) ليخبروهم أن (وتين) بخير و لكنها ستقضي الليلة مع والدها في شقة (زياد) لشيء يتعلق بتحقيقات الشرطة معها و لا تفاصيل أخرى و لا أي شرح .. علت الخيبة وجوههم لكنهم تجاوزوا الأمر بسرعة و عمتها (صفية) تعلن أنهم يجب أن يخلدوا للراحة ليستعدوا لاستقبال (وتين) جيداً عند عودتها ... تنهدت و هي تميل لتستند إلى سور الشرفة و هي تعود بذاكرتها للحظة التي وصلت بها (وتين) للقصر و دخلته برفقة (زياد) بينما كان الجميع في انتظارهما عدا (سؤدد) و العم (أمجد) اللذين غادرا لزيارة الجد و والدها الذي ذهب ليتابع أمور العمل ... وقف الجميع مع دخول (مصطفى) ليتطلعوا بقلق خلفه حيث ظهر (زياد) بعد لحظات برفقة (وتين) فتحركوا نحوهما بسرعة و سعادة لتتجمد خطواتهم مع رؤيتهم لها ...بشحوب وجهها الواضح و ملامحها المجهدة و العلامات على بشرتها بينما هي ازدادت تشبثاً بكف (زياد) الذي أحاط يدها و ضغط عليها بقوة يمنحها دعمه و حبه و هو يتحرك معها ببطء بقدر ما سمحت ساقها و قدمها المصابة ... علت الحيرة و الجزع وجوههم و لكنهم حاولوا تجاوز مخاوفهم و قلقهم و هم يقتربون منها و كانت أولهم (راندا) التي انتزعتها من (زياد) لتحتضنها بقوة و هي تبكي بسعادة و تقول
_"(وتين) .. يا حمقاء .. لقد أمتينا من الرعب يا غبية .. كيف تفعلين شيئا كهذا؟"
دمعت عينا (وتين) و هي مستسلمة لعناق (راندا) دون أن تحرك عضلة واحدة في جسدها لتحتضنها و أغمضت عينيها كأنها تحاول استيعاب أنها عادت لأفراد عائلتها الذين تبادلوا احتضانها و هم يحمدون الله على عودتها إليهم بسلام فيما صمتها الغريب أدمى قلوبهم التي أدركت مبلغ ما تعرضت إليه في اختطافها و تبادلوا نظرات حائرة قلقة ، قطعها (زياد) مانعا أسئلتهم التي يعرف أنها ستحطم حاجز سيطرة (وتين) على مشاعرها و قال بمرح زائف و هو يشدها بعيدا عنهم
_"يكفي هذا يا قوم ... راعوا وجودي لو سمحتم"
تبادلوا النظرات الضاحكة لتقول (راندا) و هي تتأملهما معا بتفحص
_"ما الأمر؟ .. لماذا أشعر أنكما تخفيان شيئا؟ .. هيا اعترفا"
مد (زياد) كفه يعانق يد (وتين) و هو يقربها منه بتملك و هو يبتسم لها بحب بادلته بابتسامة خفيفة اختفت سريعا ليحل محلها شحوب هائل اعتلى وجهها و ارتجفت يدها في كفه و شعر بأنفاسها تتسارع ليلتفت حيث تعلقت عيناها المتسعتان ليقطب حاجبيه و هو يرى أمه التي وقفت أعلى الدرج و هي تتطلع إليهما بوجه شاحب هي الأخرى نافس شحوب الموتى و تعلقت عيناها بيد (زياد) الذي واجهها بحزم و هو يشد أكثر على يد (وتين) و يقربها إليه موجهاً رسالة حازمة إلى أمه ... النظرة على وجهها كانت أكثر من معبرة و هي تهز رأسها رفضاً كأنما تحاول الإستيقاظ من كابوس مزعج لتتحرك بعدها تهبط الدرجات ببطء و تقطع الخطوات الفاصلة بينهما لتقول بصوت بدا غريبا كأنما يخرج من أعماق بئر سحيق
_"و ها قد عادت الأميرة المدللة أخيرا كما توقعت"
و أدرات عينيها في أوجه الجميع المستنكرة لتتابع
_"قلت لكم .. ستختفي يومين و تعود كأن شيئا لم يكن"
و اقتربت خطوة من (وتين) التي تنفست بقوة و تراجعت خطوة صغيرة للخلف و هي تتشبث بكف (زياد) الذي قربها منه بحماية و هو يتطلع بضيق نحو أمه التي كتفت ذراعيها قائلة ببرود
_"إذن يا آنسة (وتين) ... الجميع تقريبا موجودون .. لماذا لا تتحفيننا بالقصة التي اخترعتيها لتبرري اختفائك المزعوم؟"
شحب وجه (وتين) أكثر و هي تنظر لها بذهول بينما هتف (زياد) و هو يتقدم خطوة ليحول بينها و بين أمه
_"أمي ... أرجوكِ يكفي"
رفعت كفها قائلة بصرامة و هي لا ترفع عينيها عن وجه (وتين)
_"اصمت أنت (زياد) ... لقد اختفت الأميرة و اتهمني الجميع بسببها. أريد أن أسمع منها"
رفع ذراعه يحيط خصر (وتين) و يضمها إليه قائلا بحزم
_"أمي ... (وتين) متعبة و تحتاج لترتاح .. اعذرينا"
تحرك بوتين التي كانت مستسلمة تماما له لتهتف (رجاء) و هي تقاطع طريقهما بغضب دون أن تعبأ باستنكار أفراد العائلة من تصرفاتها
_"أين تذهب (زياد)؟ .. هذه الفتاة لن تتحرك من هنا قبل أن أعرف كل شيء منها"
تنفس بقوة و ضم (وتين) أكثر في حمائية و هو يهتف بحدة
_"أمي يكفي قلت لكِ ... زوجتي متعبة و لن أسمح بمزيد من الإزعاج لها رجاءا"
تسمر الجميع و هم يحدقون بهما بذهول فيما شهقة ملتاعة غادرت حلق (رجاء) و هي تنظر لهما بعينين متسعتين قبل أن تهتف بذهول
_"زوجتك؟"
زفر بقوة و قال مؤكداً و هو يضم (وتين) التي شعر بها لا تكاد تقف على قدميها
_"نعم زوجتي .. لقد تزوجنا البارحة"
هزت رأسها و هي تقول
_"مستحيل .. هذا مستحيل"
همست (وتين) له بتوسل و استندت إليه و هي تكاد تنهار
_"(زياد) ... خذني بعيداً عن هنا أرجوك"
أومأ برأسه و تحرك بها و هو يهمس
_"تعالي حبيبتي"
لتهتف أمه بألم و حرقة و هي تقف أمامه
_"مستحيل أن تفعل هذا بي (زياد) ... قل أنك تكذب .. أنت لن تتزوج هذه الفتاة و دون إذني .. لقد حذرتك .. أنت لا يمكن أن تعصى أمري (زياد) .. لا يمكنك"
التفت لها هاتفاً بقوة
_"أمي .. يكفي حتى هنا ... لقد تزوجنا و انتهى الأمر .. لا شيء ستفعلينه سيغير هذه الحقيقة .. حاولي أن تفهمي .. (وتين) زوجتي شئتِ أم أبيتِ .. زوجتي حتى آخر عمري"
صرخت بقهر
_"مستحيل .. مستحيل .. لن يحدث .. على جثتي"
كان الجميع يراقبون ما يحدث ما بين ساخطٍ و متجهم و قلق بينما (مصطفى) جلس بعيداً طيلة الوقت مطرقاً و هو يضع وجهه بين كفيه بتعب و قد قرر ترك (زياد) يواجه (رجاء) و يدافع عن حقه هو و زوجته بينما هتفت (صفية) و هي تقترب لتقف أمامها و أمسكت ذراعها تديرها إليها بغضب
_"يكفي (رجاء) .. ألم تسمعي ما قاله ابنك؟ ... لقد تزوجا .. واجهي الواقع بتعقل و توقفي عن تصرفاتك هذه"
انتزعت ذراعها من يد (صفية) و هي تهتف بجنون مشيرة نحو (وتين) التي ارتجفت بين ذراعيّ (زياد)
_"لا دخل لكِ بي (صفية) .. اهتمي بشؤونكِ اللعينة.. لقد حذرتكِ مراراً يا ابنة (ملاك) .. حذرتكِ من أن تتحديني .. أخبرتكِ أن تبتعدي عن طريق ابني نهائياً .. أخبرتكِ أم لا؟"
_"أمي .. توقفي"
هتف (زياد) بقوة لتتجاهله و هي تواصل صراخها المجنون الذي أوقفه هتاف (شاكر) الذي كان قد حضر لتوه من الخارج
_"(رجاء)"
التفتت نحوه بعينين متسعتين من الغضب المجنون ليقول متجاهلاً إياها موجهاً حديثه لابنها
_"(زياد) ... خذ زوجتك لغرفتها بني .. إنها متعبة"
أومأ برأسه و تحرك مبتعداً بينما واصلت أمه صراخها هاتفة بجنون و هي تندفع نحو زوجها
_"لقد فعلتها يا (شاكر) ... نفذت ما برأسك و ارتحت ، هه؟ .. زوجته من ابنة (ملاك) رغماً عني"
و أمسكت قميصه بقبضتيها و هي تصرخ
_"كيف تفعل هذا بي؟ .. كيف؟ .. كيف تسمح لتلك اللعينة بالزواج من ابني؟ .. كيف؟"
انتزع قبضتيها بعنف و أبعدها عنه بحدة و هو يقول ببرود
_"توقفي عن جنونكِ هذا"
تعثرت قدماها و كادت تسقط أرضاً و هي تحدق فيه بعينين مذبوحتين من الألم و سرعان ما غمرتهما الدموع و هي تهتف
_"لقد تعمدت ذلك (شاكر) ... قررت وضعي أمام الأمر الواقع لأنك تعلم أنني لن أوافق أبداً .. لكن لا تحلم أبداً أن الأمر سيمر بهذه البساطة ... هذا الزواج لن يتم إلا على جثتي .. (زياد) سيطلق تلك الفتاة و لن تبقى على ذمته لحظة واحدة"
قالتها و اندفعت تنوي اللحاق بابنها لكنّ قبضة (شاكر) أمسكت بذراعها توقفها و هتف بها و هو يشدها لتواجهه
_"أقسم بالله يا (رجاء) لو لم تتوقفي عن جنونكِ هذا لـ "
شدت ذراعها بعنف و صرخت
_"ماذا ستفعل؟ .. قل لي ماذا ستفعل بي أكثر مما فعلت"
قال ببرود أثار جنونها أكثر
_"تعرفين ما سأفعل (رجاء) .. لقد أخبرتكِ .. أنا لم أعد باقياً على شيءٍ كان يجمعنا في يومٍ من الأيام"
لمعت عيناها بقهر و هي تنظر له بذهول لا تصدق أنه قد يفعلها حقاً .... لا .. لقد فعلها سابقاً .. لقد نظر لامرأة أخرى غيرها ... افتتن بأخرى حاولت سلبه منها و ها هي ابنتها تنجح فيما حاولت أمها فعله قبل سنوات .. ها هي تهدم بيتها و لا تكتفي بهذا بل انتزعت ابنها منها أيضاً و جعلته يقف أمامها و يتحداها لأجلها ... مستحيل .. رددت الكلمة و هي تحدق فيه بعينين متسعتين لتهتف بعدها
_"لماذا تفعل هذا بي؟ لماذا؟ .. كل هذا من أجلها؟ .. ألم تكتفي بعد؟ .. دوماً فضلتها عليّ و الآن من أجلها تفعل هذا بي؟ .. من أجل حبيبة القلب؟"
هتف بها و هو يمسك ذراعها يدفعها أمامه
_"اذهبي لغرفتا (رجاء) .. حالاً"
صرخت برفض أكبر و هي تبتعد عنه
_"لماذا؟ .. هل تخشى ان يعرف الجميع بما أخفيته كل هذه السنوات؟ .. لا يا (شاكر) .. سنتحدث هنا .. أمام الجميع .. أريدك أن تخبرني أمامهم جميعاً لماذا تفعل هذا بي؟ .. تهددني الآن بتركي من أجلها .. هل تظنني أهتم لتهديدك؟ .. لقد تركتني من قبل لأجلها و الآن من أجل ابنتها اللعينة"
هتف و هو يجرها خلفه ليذهبا لغرفتهما
_"(رجاء) .. توقفي عن هذيانك هذا .. لقد جُننتِ حتماً"
_"لن أتوقف .. أنا لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل .. لقد تحملت كثيراً (شاكر) و لن أحتمل أكثر و أنا أراك للمرة الألف تختارها هي .. دوماً وقفت هي بيننا .. (ملاك) .. (ملاك) بكل خبثها و سحرها المغوي اللعين .. لقد أخذتك مني و الآن ابنتها تـ .."
_"(رجاء)"
هتف بها و هو يلمح شقيقه (مصطفى) يقف مكانه شاحب الوجه متطلعاً نحوه بعينين متسعتين في ذهول بينما تصرخ هي
_"ماذا؟ .. هل تخشى أن يعرفوا بحبك لها بعد كل هذا الوقت؟ .. تخشى أن يعرف أخوك بحقيقة مشاعرك نحو زوجته المحترمة التي حاولت إغواءك و سرقتك مني و .."
صفعة قوية هبطت فوق وجهها جعلتها تميل جانباً و هي تضع يدها على خدها و شهق البقية بقوة بينما صرخت (هاميس) بجزع
_"أبي"
بقيت (رجاء) على وضعها تتطلع فيه بذهول قبل أن تصرخ بجنون
_"تضربني من أجلها مرة أخرى .. من أجل تلك الحقيرة و ابنتها"
و اندفعت تضرب صدره بقهر من بين دموعها و هي تصرخ
_"أنا أكرهك (شاكر) .. أكرهك .. و أكرهكم جميعاً .. أنا أكرهك (شاكر) .. طلقني .. طلقني الآن"
أمسك قبضتيها يبعدها عنه بقوة و تطلع في عينيها قائلاً بصوتٍ ميت
_"أخبرتكِ أنكِ سبق و مزقتِ كل شيء بيننا (رجاء) و ما عاد بقلبي مكان لكِ .. أنتِ اخترتِ النهاية للأسف"
تطلعت فيه بعينين جريحتين غارقتين بالعذاب و الألم و الذهول و هي تهز رأسها تخبر نفسها أنه لن يفعلها .. لن يتخلى عنها بهذه البساطة .. ليغمض عينيه و يتنفس بقوة قبل أن يفتحهما و يتطلع إليها بحزم و يقول ببرود نحرها بقسوة
_"(رجاء) .. أنتِ طالق"
*************
انتهى الجزء الأول من الفصل الثاني و الخمسين
إن شاء الله يعجبكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.