آخر 10 مشاركات
396 - دموع على خد الزمن - جين بورتر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          456 - حطمت قلبي - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          305 - في عينيك اللقاء - لي ولكنسون (الكاتـب : عنووود - )           »          389 - رقصة على ايقاع الحب - سوزان ستيفنز (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          343 - غرقت في بحر الشوق - جيسيكا ستيل (الكاتـب : سيرينا - )           »          83 -حائرة - فيوليت وينسبير - روايات عبير القديمة (كاملة &الروابط)** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-17, 03:25 PM   #1151

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي


سلمت .... ومش بس عايزين نعرف أخبار سالم وأخبار سؤود والبنت الحمرا قريبة هشام
ربي يعطيك الصحة


ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 11:36 PM   #1152

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اشو يعنى انه تاخر كثيرا ؟
اشو صار لريناد ؟؟؟؟؟؟
رجاء وانهيارها المؤلم وحوارها مع وتين التى ادركت الحقيقة
بانتظار القادم يا مايلو



قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 10:51 AM   #1153

كلمة الحق

? العضوٌ??? » 381310
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 256
?  نُقآطِيْ » كلمة الحق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى الا يكون حدث شئ لريناد بعدان ندمت وعادت لصوابها الفصل راااااااااااااائع


كلمة الحق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:39 PM   #1154

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماما حسوني مشاهدة المشاركة
سلمت .... ومش بس عايزين نعرف أخبار سالم وأخبار سؤود والبنت الحمرا قريبة هشام
ربي يعطيك الصحة
نورتيني يا قمر ... إن شاء الله هنعرف أخبار سالم و سيلين قريب .. سؤدد هنطمن عليها في الفصل الجديد


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:40 PM   #1155

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
اشو يعنى انه تاخر كثيرا ؟
اشو صار لريناد ؟؟؟؟؟؟
رجاء وانهيارها المؤلم وحوارها مع وتين التى ادركت الحقيقة
بانتظار القادم يا مايلو

نورتيني كتير يا قمر
تأخر على إنقاذها .. هنشوف حصل لها إيه في الفصل الجديد
رجاء طلاقها كان القشة اللي قسمت ظهر البعير و فتحت كل جروح ماضيها
إن شاء الله يكون للي حصل تأثير إيجابي فيما بعد
يا رب الأحداث الجاية تعجبك أكتر .. منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:42 PM   #1156

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمة الحق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى الا يكون حدث شئ لريناد بعدان ندمت وعادت لصوابها الفصل راااااااااااااائع
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
إن شاء الله نعرف ريناد حصل لها إيه .. رغم إن التجربة أكيد هتسيب أثر كبير عليها
منوراني دايماً يا جميلة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:45 PM   #1157

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث و الخمسون
هبطت (هاميس) السلم بقفزات سريعة و هي تبحث بعينيها عن (سيف) و تأففت بحنق حين هبطت للطابق السفلي و لم تجده و هتفت بضيق
_"أين ذهب ذلك الأحمق؟"
لمحت (سؤدد) تعدل من وضع حقيبتها على كتفها و هي تتجه للخارج فنادتها بسرعة
_"(سؤدد) ... هل رأيتِ (سيف)؟ ... قال أنه سينتظرني هنا"
قطبت (سؤدد) حاجبيها و قالت
_"آه صحيح ...لقد خرج قبل قليل مسرعاً و طلب مني أن أخبركِ باعتذاره لأن أمراً عاجلاً استدعى خروجه ... آسفة (ميسا) عقلي مشغول بأشياء كثيرة , نسيت أن أخبركِ"
تنهدت بقوة و قالت بحزن
_"لا عليكِ (سؤدد)"
قالت بتساؤل
_"أنتِ بخير حبيبتي؟"
_"لا تقلقي (سؤدد) .. سأكون بخير .. أنا فقط أشعر بالضيق بسبب كل ما حدث مؤخراً ... (سيف) كان سيأخذني للخارج لأروح عن نفسي قليلاً لكن كما ترين .. لكن يبدو أن النزهة أُلغيت قبل أن تبدأ حتى"
ابتسمت (سؤدد) بتفهم قبل أن تقول و هي تشير إليها
_"لماذا لا تأتين برفقتي إذن؟ .. كنت في طريقي للقاء أحد الأصدقاء"
تحركت نحوها هاتفة
_"ألن أعطلكِ؟"
هزت رأسها مجيبة
_"لا حبيبتي ... لن يستغرق لقائي طويلاً إن احتملتِ فقط حتى أنتهي سريعا منه ، بعدها سأمر على مكتب منظمة حفلات الزفاف التي سنتعاقد معها .. يمكنكِ أن ترافقيني هناك .. (وتين) في غرفتها متعبة قليلاً كما أن (زياد) أصبح يرفض خروجها دونه ، و (راندا) ترفض الأمر تماماً و غاضبة وتقول أن لا علاقة لها بأي شيء و لنفعل ما نريد كأنه ليس حفلها هي الأخرى"
زمت (هاميس) شفتيها و هي تتجه معها للخارج
_"هل تعتقدين أنها مجبرة على ذلك؟"
ضحكت بخفوت و قالت بسخرية
_"مجبرة؟! .. و (راندا هاشمي)؟ ... لا حبيبتي .. (راندا) لا يمكن اجبارها على شيء .. لو أنها في داخلها ليست راضية عما يحدث أو أن الأمر جاء موافق لهواها و خططها فأؤكد لكِ لم يكن لينجح معها أي إجبار و لفعلت أي شيء لتتملص من هذه الخطبة و دون أن تغضب جدي"
صمتت للحظات مفكرة قبل أن تقول و هي تستقل السيارة معها
_"لم تبدو سعيدة بالأمر أبداً .. هل تظنين حقاً أنها تحب (هشام) و تدعي العكس؟ .. انها غاضبة منذ تمت خطبتها"
رفعت أحد حاجبيها و هي تجلس خلف مقود سيارتها و ابتسمت بتهكم قبل أن ترفع سبابتها قائلة بمرح
_"رقم واحد .. في تفسير شخصية الأميرة (راندا هاشمي) .. عندما تقول لا فهذا لا يعني بالضرورة أنها "لا" .. قد تكون "نعم" مستترة حتى يثبت العكس .. اثنين .. عندما تشتعل بالنيران و تلجأ لإستخدام لسانها الأفعواني كل خمس ثوانٍ و مع رجل مثل (هشام رضوان) فهذا يعني أنه يؤثر عليها بطريقة تدفعها للجنون و تجعلها تخاف من هزيمتها أمامه .. ثلاثة .. (راندا) ليست غاضبة حالياً بل أنا واثقة أنها تدبر خطة لتجعل (هشام) يندم على اليوم الذي دخل فيه إلى حياتها"
ضحكت (هاميس) و هي تهز رأسها
_"يمكنني أن أصدق هذا فعلاً .. هي مجنونة و تفعلها"
أومأت (سؤدد) برأسها و هي تبتسم و ران عليهما الصمت للحظات قادت خلالها سيارتها بسلاسة قبل أن تلتفت نحو (هاميس) التي سألتها بخفوت
_"ألازلتِ غاضبة من أمي (سؤدد)؟"
نظرت إليها لثوان قبل أن تعود بناظريها للطريق و صمتت للحظات قبل أن تجيبها بهدوء
_"ليس سهلاً أن ينسى الشخص كل شيء بهذه البساطة (هاميس) .. أعرف أنها أمكِ و أنتِ حزينة من أجلها لكن ما نالنا منها لسنوات لم يكن بسيطاً أبداً"
و تنهدت قبل أن تتابع
_"لازلت غاضبة؟! .. أجل لازلت كذلك .. صحيح أشفقت عليها بعد ما حصل و لم أكن أتمنى أن تصل الأمور لهذه الدرجة ، لكن للأسف أو لحسن الحظ لا أدري في الواقع .. قلبي ليس كقلب (وتين) ، لا يمكنني أن أتجاوز الإساءة ببساطة"
أطرقت (هاميس) بأسف لتقول بعد لحظة بحزن
_"رغم حزني الشديد لما أصابها و لانفصالها هي و أبي ، لكنني أتمنى أن يكون ما حدث بداية لتعيد حساباتها و تغير من نفسها"
تنهدت (سؤدد) بقوة و علا وجهها تعبير يوحي بعدم تصديق أن (رجاء) قد تتغير هكذا بسهولة ، قبل أن تهز رأسها قائلة بهدوء
_"أتمنى هذا"
صمتت (هاميس) و أدرات وجهها تتأمل الشوارع من نافذتها بينما غرقت (سؤدد) في تفكيرها ... (هاميس) لا تعرف شيئاً عن كم الأذى الذي تسببت فيه أمها لـ(وتين) خاصة .. ربما تسامحت (وتين) يوماً ما معها ، لكن هي لا تستطيع نسيان كل ما فعلت (رجاء) .. لا إساءتها لـ(وتين) و لا نظرتها المتدنية لها و لأخيها و استحقارها لهما بسبب جرائم والدها و عائلته ... تنهدت بحرارة جعلت (هاميس) تلتفت نحوها بتساؤل لتتابع طريقها في صمت دون أن تفسر لها ... لا أحد سيفهم أبداً ما تخفيه داخلها طيلة هذه السنوات ... لا تريد العودة أبداً بعقلها لتلك الفترة المظلمة من حياتها ، صحيح هي طمرتها في أعماقها بقسوة و حاولت تناسيها و ادعاء أنها لم تحدث أبداً .. لكنها لازالت تطفو على السطح كل حين أو ربما لتكون صادقة هي لم تختفي يوماً ... لكم تمنت قلباً كقلب (وتين) لتتجاوز و تتصالح مع نفسها ، لكنها لم تحظى به .. بعد ما مرت به من عذاب ، ما كان بالنسبة لها أكثر قسوة من اختطافها لأيام و ما تعرضت له خلاله .. صدمتها بوالدها كانت الأكثر قسوة و بشاعة ... بالنسبة لفتاة في عمرها لطالما كان والدها هو فارسها و قدوتها .. حبها الأول و رمز المثالية في العالم ... لكنّ رمزها تحطم ببشاعة و فارسها سقط عن صهوة جواده للأسف و معه تحطمت هي تماماً بكل المُثل التي آمنت بها و تمثلت فيه ... أغمضت عينيها تحاول تجاوز تلك الفترة المعتمة من عمرها .. لقد أخذت وقتاً طويلاً حتى عبرت تلك الهوة السحيقة التي فصلت بينها و بين العودة للواقع .. هوة كادت تقودها للهلاك بعد أن فشلت في تحمل آلامها و كوابيسها فكادت في لحظة ضعف تنهي حياتها .. تتذكر بوجع شديد تلك الليلة في المصيف الذي ذهبت إليه العائلة في محاولة منهم لتجاوز أحزانهم التي امتدت طويلاً و محاولةً منهم للتسرية عنها .. حين تسللت ليلاً و اتجهت للشاطيء و ألقت بنفسها بين أمواج البحر لتحصل على الخلاص .. كانت في الرابعة عشر من عمرها بعد عام كامل قضته بعد اختطافها قضته في دوامة من الظلام و الرعب قررت أن تنهي المعاناة في أحضان الموج .. لم تعلم وقتها أن (وتين) التي كانت تراقبها طيلة الوقت بقلق ، لحقت بها ما أن أحست بتسللها من الغرفة ... (وتين) أنقذت حياتها رغم أنها كادت تغرق معها و صفعتها تلك الليلة بقسوة قبل أن تحتضنها على الشاطيء و تنفجر معها في بكاء حار .. بكت هي في أحضانها حتى تهالكت و (وتين) بعدها أخذت بيدها و أمدتها بالقوة التي كانت تحتاجها لتخرج من شرنقة ماضيها و أعادتها بقوة لعالمهم و فتحت عينيها على أن الحياة لم تنتهي بعد و لازالت هي تتنفس فلا يجب أبداً أن تفرط في نعمة الله .. أخبرتها أن تحرق ذلك الغضب القاتل داخلها و تحوله إلى طاقة تدفعها للأمام و ألا تسمح لمن آذاها بأن ينجح في كسرها كما أراد ... هي أقوى مما يظن الجميع و أقوى مما تظن هي ... تلك الليلة غيرت مجرى حياتها و جعلت علاقتها بـ(وتين) أكثر تميزاً ... (وتين) صارت توأمها النقيض و المكمل .. صارت أقرب إليها من أخت أو مجرد ابنة خال ... أصبحت مدينة لها بحياتها و بكل ما وصلت إليه الآن و إن كانت مستعدة لتفدي أحدهم بحياتها يوماً ، فـ(وتين) ستكون الأولى بلا منازع ... انتفضت بخفوت على صوت (هاميس) تسألها بقلق
_"أنتِ بخير (سؤدد)؟"
التفتت لها و قالت بابتسامة هادئة تخفي خلفها كل مشاعرها
_"أنا بخير حبيبتي .. آسفة .. شردت قليلاً"
نظرت (هاميس) حولها و قالت
_"هل اقتربنا؟"
_"أجل .. المطعم في نهاية الشارع .. هي بضع دقائق فقط و أنتهي من اللقاء و نذهب معاً ، اتفقنا؟"
هزت رأسها مبتسمة بينما تابعت (سؤدد) الطريق حتى ركنت سيارتها و قالت
_"انتظريني قليلاً حبيبتي .. سأعود بسرعة"
أومأت برأسها و تابعتها بعينيها و هي تغادر و تتجه مسرعة نحو المطعم حيث ستلتقي بزميلها ... تلفتت حولها متنهدة قبل أن تبتسم و تقول و هي تخرج هاتفها من حقيبتها
_"لنرى أين ذهبت بهذه العجلة سيد (سيف) .. أرجو أن يكون أمراً هاماً ذلك الذي ضحيت بي من أجله"
قطبت حاجبيها و هي ترى مكالمات (ريناد) الفائتة التي لم تنتبه إليها .. همست بقلق و هي ترى المكالمة الأخيرة
_"من الذي أجاب عليها؟"
لمحت التوقيت يشير إلى الفترة التي كان (سيف) فيها بغرفتها .. هل هو من أجاب (ريناد)؟ .. لماذا لم يخبرها إذن؟ .. و هل لهذا علاقة بخروجه السريع؟ .. أسرعت تتصل بـ(ريناد) ليخبرها الصوت المقابل أن الهاتف مغلق أو غير متاح .. أسرعت تتصل بـ(سيف) الذي لم يرد على اتصالها و بدأ القلق ينهش قلبها بقسوة ... انتفضت بقوة عندما فُتح الباب بجوارها و التفتت لتجد (سؤدد) التي سألت بقلق ما أن لمحت شحوبها
_"ما الأمر (ميسا)؟ .. أنتِ بخير؟"
زفرت بقوة و هي تهز رأسها
_"لا شيء .. هل انتهيت بهذه السرعة؟"
تنهدت (سؤدد) و هي تدير سيارتها
_"لم يأت للأسف و اتصلت به أكثر من مرة لكن هاتفه غير متاح و زوجته أيضاً لا ترد على هاتفها ... تركت رسالة له في المطعم"
هزت (هاميس) رأسها و تراجعت في مقعدها تحاول منع نفسها من الأفكار المقلقة بينما تحاول الإتصال بـ(سيف) مرة أخرى ... ران الصمت خلال الدقائق التي فصلتهما عن وجهتهما .. قضتها كلٌ منهما في أفكارها و في محاولة الإتصال بمن تريد ، حتى أوقفت (سؤدد) سيارتها و قالت
_"لقد وصلنا (هاميس) .. انزلي أنتِ و انتظريني حتى أجد مكاناً مناسباً أركن فيه السيارة"
اومأت برأسها و غادرت بينما تابعت (سؤدد) طريقها لبضعة أمتار بحثاً عن مكان مناسب حتى انتهت أخيراً من صفها و غادرتها متجهة إلى حيث تنتظرها (هاميس) .. أخرجت هاتفها الذي ارتفع رنينه و ابتسمت و هي تلمح اسم صديقتها (ريماس) .. حسناً هي صديقتها الوحيدة تقريباً فهي كانت حريصة على ألا تقيم أي صداقات ، لكن (ريماس الشافعي) الوحيدة التي لم ترض بقانونها و أصرت باندفاعها و شخصيتها القوية و عنادها من أن تفرض صداقتها عليها بالقوة .. (ريماس) و زوجها (كرم الألفي) الصحفي المتألق الذي تشاركه تحقيقاتهما المتهورة ، هما صديقاها الوحيدان .... أجابت بتنهيدة ما أن وصلها صوت صديقتها
_"أخيراً يا (ريما) ... كل هذا لتجيبي؟ و زوجك هو الآخر هاتفه غير متاح .. هل نفذتِ تهديدكِ أخيراً و حبستِ (كرم) في المنزل ليكف عن تحقيقاته المتهورة؟"
قالت جملتها بمرح اختفى سريعاً و هي تتوقف قبل أن تعبر الطريق و تهمس بقلق
_"(ريماس)؟"
ران الصمت للحظة سمعت خلالها تنهيدة متألمة على الطرف المقابل أثارت قلقها ، قبل أن تجيب صديقتها
_"(كرم) في المشفى يا (سؤدد)"
تجمدت مكانها و انقبضت يدها على الهاتف و قبضة رهيبة اعتصرت قلبها بينما تسمع صديقتها تتابع بصوت جامد
_"حالته خطيرة و الأطباء يقولون أن الأمل في نجاته ليس كـ .."
قطعت جملتها بشهقة باكية لتهمس (سؤدد) في ذهول
_"كيف؟"
أتتها الإجابة بعد عذاب
_"لقد غادر هذا الصباح من أجل التحقيق الذي تجريانه .. قال أنه وجد دليلاً قوياً سيحسم القضية .. لكنه .. سيـ .. سيارته انقلبت على الطريق السريع و .. الطبيب قال أن حالته خطيرة جداً"
هتفت (سؤدد) بصرامة
_"أين أنتما (ريماس)؟"
_"لا (سؤدد) .. لا تأتي أرجوكِ ... لا تغادري بيتكِ أرجوكِ"
هتفت بحدة
_"ما الذي تقولينه؟"
شهقت (ريماس) بقوة قبل أن تجيب
_"لقد اتصلوا بي (سؤدد)"
انتفض قلبها بقوة و اتسعت عيناها و هي تسمعها تكمل باكية
_"أخبروني أن هذه كانت قرصة أذن ليكف عن التدخل فيما لا يعنيه .. قرصة أذن ستكلفه حياته (سؤدد) .. يا إلهي لا أعرف ماذا أفعل .. أشعر أنني سأموت"
هتفت بها
_"(ريماس) .. اهدأي سيكون بخير .. أنا سوف .."
قاطعتها هاتفة و هي تبكي
_"لا (سؤدد) .. أرجوكِ ليس أنتِ الأخرى ... لقد قالوا أنكِ التالية .. قالوا أن ذلك سيكون التحقيق الأخير لكما .. أرجوكِ يكفي حتى هنا .. يكفي مصيبتي في (كرم) أرجوكِ"
قطبت حاجبيها و هي تتذكر كل رسائل التهديد التي كانت تصلها ، لكنها تجاهلتها و واصلت التحقيق .. لم تتصور حقيقةً أن يصل بهم الأمر إلى تنفيذ تهديدهم و قتلها هي و (كرم) ليوقفوا سعيهم خلف الحقيقة ... اشتعل داخلها من جديد كل الغضب الذي اختزنته في أعماقها منذ واجهت واقعها المرير و اكتشفت حقيقة عائلة والدها و كل القهر و الكراهية التي تملكتها فقررت الإنتقام من الجميع ، لكنّ عائلتها أفلتت من انتقامها و لم يبق أمامها سوى أن تحترق بنار الغضب أو توجه انتقامها لهدف أكبر .. لم تسمح لنار الإنتقام أن تعمي بصيرتها فقررت أن توجه انتقامها ضد كل الأشخاص من أمثال عائلتها ... قررت أن تنتقم بطريقتها و الصحافة كانت الطريق الأمثل لها .. القانون وضع ليتلاعب به أمثالهم لذا لا جدوى من كونها محامية .. بكلمتها هي يمكنها أن تقلب الرأي العام .. يمكنها أن تفتح أعين الجميع على الجريمة بأشكالها و أنواعها .. تزيل الستار عن الوجوه الكالحة التي تختبيء خلف واجهة نظيفة و ينخرون كالسوس في جسد المجتمع .. قررت أنها ستحارب و تنتقم بقلمها .. تُرى أتمادت في تقدير قوتها الحقيقية؟! .. أكانت واهمة؟ .. لا .. (كرم) كان له نفس الهدف و حارب من أجله .. وضع روحه على كفه من أجل الحقيقة و الواجب و هي ليست أقل منه ابداً ... لمعت عيناها بالدموع التي لم تسمح لها بعبور حاجز مقلتيها و هي تقول بحزم
_"(كرم) كان يعلم أن حياته في خطر في كل لحظة (ريماس) .. لم يضعف و لم يتراجع و قدم واجبه على سلامته و روحه .. و أنا .. أنا أيضاً أعرف واجبي جيداً ... لست أنا من تتراجع كالجبناء .. ما هو مكتوبٌ في قدري سأراه .. (كرم) فعل واجبه و أنا سأكمل طريقه و لو كان الثمن حياتي"
همست باكية بضعف
_"(سؤدد)"
تنفست بقوة و رفعت رأسها تقول بقوة
_"اذهبي و ابقي جانب زوجكِ (ريماس) .. هو يحتاجكِ .. إلى اللقاء"
و دون أن تمنحها فرصة لكلمة أخرى أغلقت هاتفها و هي تتطلع أمامها بعينين مليئتين بالغضب و العزم لتتحرك بعدها بخطوات قوية لتعبر الطريق نحو (هاميس) التي كانت تلوح لها بقلق ... كانت في منتصف الشارع الخالي تماماً من السيارات حين التفتت على صرخة (هاميس) المرتعبة باسمها لتتسع عيناها و هي تلمح السيارة التي اندفعت نحوها بإصرار و بدا أن سائقها يتعمدها هي .. تنفست بقوة و هي تدرك أنهم قرروا التحرك بأسرع ما عندهم و أن حياتها الآن صارت تحت رحمة القدر .. أدركت أنها لا تملك الفرصة لتفاديها و رغماً عنها ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها و هي ترى موتها يقترب بسرعة بينما تتخيل ما ستكتبه صحف الغد ... (سؤدد هاشمي) الصحفية الشابة ذات الثمانية و العشرين عاماً .. في ذمة الله
**********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:46 PM   #1158

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (ريناد) عينيها و تأوهت بألم و هي تدير رأسها الذي تشعر بمطارق من حديد تضرب داخله .. اتسعت عيناها و هي تتلفت حولها محاولة استيعاب المكان الغريب الذي توجد فيه .. اعتدلت فوق الفراش بضعف و هي تتطلع في الغرفة الواسعة التي كانت ترقد فوق السرير الذي يتوسطها لتنهض بسرعة جعلتها تشعر بالداور فاستندت إلى حافة الفراش بضعف و هي تهمس بخوف
_"أين أنا؟"
آخر ما تذكره هو وجودها مع (روجينا) في النادي و شعورها المفاجيء بالدوار .. لا تتذكر كيف وصلت هنا .. خاطر مرعب قفز لعقلها فخفضت رأسها إلى ملابسها و تحسست جسدها برعب قبل أن تتنهد .. هي بخير .. رفعت رأسها للباب المغلق و فكرة مرعبة تدور بعقلها لتفكر من جديد .. هي بخير حتى الآن .. نهضت ببطيء و اتجهت نحو الباب المغلق و مدت يدها تدير مقبضه لتفتحه بحذر .. أطلت برأسها بقلق و بعض الأصوات الخافتة تسللت إلى أذنها فتحركت للخارج محاولة الوصول إليها .. توقفت خلف الستار الذي يفصل الردهة الصغيرة المؤدية إلى غرفة النوم عن بقية الشقة و تتطلعت بعينين متسعتين إلى (أمير) الذي كان يقف بوجه متجهم و أمامه (روجينا) التي جلست على أحد المقاعد و في يدها كأساً من الخمر و يدها الأخرى تحمل سيجاراً مشبوهاً بينما (أمير) يقول و هو يلقي برزمة من المال على الطاولة أمامها
_"هذا حسابكِ (روجي) .. خذيه و غادري .. ماذا تنتظرين؟ .. (ريناد) ستفيق في أي لحظة"
أجابته بكسل و ابتسامة عابثة
_"ليس هذا ما وعدتني به حبيبي"
و التقطت الرزمة و نظرت لها باستخفاف و قالت و هي تلقيها
_"ممم .. ثمن قليل جداً بالنسبة للحلوى التي كنت ستموت لتحصل عليها"
تطلع فيها بحدة قبل أن يخرج من جيبه كيساً مليئاً بمسحوق أبيض و يلقيها إليها
_"ربما هذا يرفع الثمن"
ضحكت بقوة و هي تلتقط الكيس و نهضت من مكانها قائلة
_"لا بأس .. لكن ليس و أنا أعلم أنك ستستغل العصفورة الساذجة في الداخل لتوقع العصفورة الأخرى في الفخ"
و اقتربت منه و وضعت اصبعها على شفتيه قائلة بعبث
_"تؤ .. تؤ .. أصبحت تستهين بذكائي مؤخراً حبيبي و هذا ليس لطيفاً أبداً .. لا أحب ذلك"
تطلع إليها بتجهم قبل أن يبتسم و يتجه ليجلس على الأريكة و يتراجع فيها باسترخاء
_"تعجبينني كثيراً (روجي) .. أحب المرأة الذكية .. لماذا تظنين أنني ألجأ إليكِ دوماً حبيبتي .. المهم أعدك بمبلغ أكبر من هذا فور أن تقع العصفورة الأخرى في يدي"
تطلعت إليه لحظات قبل أن تتجه نحوه ببطء و خطوات أنثوية مدروسة و عيناها تلمعان بإثارة بينما أصابعها تفتح أزرار بلوزتها و تخلعها لتلقيها بعيداً و عيناها لا تفارقان عينيه حتى وصلته .. تطلع إليها بعبث مماثل لتهمس و هي تتناول كيس المخدر و تفتحه لتضع بعضه فوق سطح يدها و تشمه بقوة لتغمض عينيها بنشوة للحظات قبل أن تفتحهما لتتطلع إليه بابتسامة منتشية .. اقتربت لتجلس فوق ساقيه و أحاطت عنقه بذارعيها هامسة بإغواء
_"لقد اشتقت لك كثيراً حبيبي .. هل تعرف هذا؟"
همس و هو يحيط خصرها بكفيه
_"و أنا أيضاً حبيبتي .. لكن يجب أن تنصرفي الآن للأسف"
دفنت رأسها في عنقه تقبله قبل أن تبتعد لتهمس و هي تداعب ذقنه
_"ممم .. هل تعتقد أن تلك الحلوى الغربية التي تنتظر بالداخل تستحق هذا العناء حبيبي؟ .. صحيح أنني أحضرتها إليك بنفسي لكن هذا لا يعني أنني أتمنى قتلها قبل أن تلمسها يدك"
ضحك و يده تتحرك فوق جسدها لتبتعد قليلاً و تضع بعض المخدر فوق يدها من جديد و تقربه من أنفه ليسحب منه هو الآخر و راقبته و هو يغمض عينيه لتضحك و هي تقترب منه
_"أجل .. تماماً كما المرة الأولى .. هل تذكر حبيبي؟"
لامست صدره بإغواء و هي تواصل همسها
_"كنت بريئة .. تماماً مثل تلك العصفورة الساذجة في الداخل .. لا .. ربما أكثر براءة .. حتى ظهرت أنت في حياتي .. كنت الأول في كل شيء .. لكنني كنت مجرد رقم في القائمة ، صحيح؟"
تطلع لها بعينين غائمتين قبل أن يأخذ نفساً جديداً من المخدر و يقول
_"ما الذي ذكركِ بهذا الآن (روجي)؟"
ضحكت و هي تقبل خده بنعومة
_"من قال أنني نسيت حبيبي؟ .. في كل مرة تستدرج احداهن لتحولها لاحدى عاهرتك قبل أو بعد أن تجلعها تّدمن على المخدر .. أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله .. أعيشه من جديد في كل واحدة منهن"
قطب بضيق و قال و هو يحاول الابتعاد عن لمساتها و قبلاتها
_"أنتِ غيرهن حبيبتي"
ضحكت بقوة و تأثير المخدر يتلاعب بعقلها
_"أحقاً حبيبي؟ .. أنا أيضاً أقول هذا دائماً لنفسي في كل مرة"
و مالت تقبل شفتيه بقوة قبل أن تقول و هي تضع يدها فوق صدره
_"أنتِ مختلفة يا (روجي) .. أنتِ غيرهن .. أنتِ مميزة لديه .. لكن الحقيقة التي في قلبك تقول أنني .. مجرد واحدة في قائمتك الطويلة تماماً كما العصفورتين اللتين ستذبحهما اليوم ، صحيح؟ .. أنا مميزة فعلاً .. لكن .. إن شئنا الدقة .. أنا .. عاهرتك المفضلة ، صحيح؟!"
شبك أصابعه في شعرها من الخلف و أمسك رأسها بقسوة و جذبها إليه ليخرسها بعناقه دون أن ينتبه للدموع التي سالت من عينيها حارقة و هي تستسلم له كما في كل مرة .. و دون أن ينتبه كلاهما لتلك التي تختبيء خلف الستار و يدها فوق فمها تغلقه بقوة لتمنعهما من سماع شهقات بكائها و هي تشاهدهما .. عاودها الغثيان من جديد و هي تراهما غارقين في عناقهما المحموم لتندفع عائدة للغرفة و هي تشهق بقوة قبل أن تنهار أرضاً و هي تفرغ معدتها لتبكي بقوة و هي تهتف
_"أرأيتِ أين وصلتِ بنفسكِ (ريناد)؟ .. أرأيتِ الصحبة التي اخترتها؟ .. أرأيتِ أين انحدرتِ بنفسك؟ ... يا رب .. يا رب رحمتك .. ساعدني يا ربي"
و رفعت عينيها الباكيتين للسماء و هي تهتف بتوسل
_"يا رب .. سامحني .. لقد ندمت على أفعالي .. لا تعاقبني بهذه الطريقة أرجوك .. ساعدني يا ربي .. أقسم .. سأتغير .. سأكون إنسانة أخرى .. أقسم أنني سأتغير و لن أعود لهذه الحياة أبداً"
انهارت باكية و هي تضرب ساقيها بقبضتيها لبضع دقائق قبل أن تنهض متلفتة حولها بحثاً عن أي شيء يساعدها لتنجو بنفسها من هذا المأزق ... حقيبتها ليست هنا .. لن تصل إلى هاتفها لتطلب المساعدة .. تحركت بسرعة لتغلق الباب من الداخل و حاولت بصعوبة تحريك المكتب الكبير بقرب الباب .. لكنّ جسدها الصغير لم يساعدها فتراجعت بألم في كل عضلاتها و هي تبكي بقوة .. بينما في الخارج شهقت (روجينا) بقوة و (أمير) يدفعها بعيداً عنه لتتطلع إليه بعينين مشوشتين ليربت على خدها قائلاً
_"آسف حبيبتي .. ستضطرين للمغادرة الآن ، فلابد أن عصفورتنا استيقظت و لا أريد أن أتأخر عليها أكثر من هذا"
و نزع ذراعيها من حوله و رفعها من خصرها متابعاً أمام عينيها اللتين ارتسمت المرارة داخلهما قبل أن تتشكل في ابتسامة و هي تسمعه يقول قبل أن يميل ليقبلها مرة أخيرة
_"ستظلين المفضلة لدي"
قالها و تركها مكانها و التقط الهاتف الذي فوق الطاولة و تحرك نحو الغرفة التي ترقد فيها (ريناد) تتبعه عيناها بنظرات غريبة مشوشة قبل أن تسقط أرضاً على ركبتيها و هي تتنفس بقوة لتتناول ما تبقى من كيس المخدر و تضع بيد مرتجفة بعضاً منه فوق كفها و ترفعه إلى أنفها تسحبه بقوة و أغمضت عينيها اللتين انساب منهما خيطين من الدموع بينما يتسلل إليها صوت (أمير) الغاضب و هو يهتف بـ(ريناد) أن تفتح الباب .. ضحكت من بين السحابات المحيطة بعقلها و هي تسمعه يركل الباب بغضب قبل أن ينهار تحت ضغط ركلاته العنيفة .. تنفست المخدر من جديد و تراجعت للخلف لتستند بظهرها للأريكة و هي تتطلع حيث اختفى (أمير) و لم تعد تسمع صوته و لا صوت (ريناد) ... غريب .. أليس من المفترض أن تقاومه؟ .. أم أنها ليست بالبراءة التي اعتقدتها .. هزت كتفيها ضاحكة ببكاء ... بينما كان (أمير) في الداخل يواجه (ريناد) التي كانت تبكي و هي توجه نحوه بيد مرتجفة قضيباً حديدياً لا يعرف من أين انتزعته في هذه الغرفة ليقول بابتسامة متهكمة
_"ماذا تظنين أنكِ ستفعلين بهذا حبيبتي؟"
تراجعت بخوف و هو يتقدم و هتفت
_"لا تقترب .. أقسم سأقتلك إن لمستني"
ضحك قائلاً
_"بهذا؟"
و فتح ذراعيه قائلاً بسخرية
_"هيا إذن"
تطلعت فيه بخوف لتبكي قائلة
_"ماذا تريد مني؟"
ضحك بتهكم مجيباً و نظراته تلتهم جسدها الذي رغم أنها حاولت انتقاء ثياباً غير كاشفة كعادتها لكنه كان يفصل جسدها أمام عينيه الجائعتين فارتجف جسدها اشمئزازاً بينما يتابع
_"و ماذا سيريد شابٌ مثلي من فاتنة مثيرة مثلكِ حبيبتي؟"
ارتجفت بقوة بينما تابع ببطء متلذذ
_"لكن ... ليس قبل أن نستغل وجودكِ لنأتي بالعصفورة الأخرى"
لمع التساؤل القلق في عينيها ليقول بنعومة ثعبان
_"(هاميس) ... (ميسا)"
شهقت بقوة ليتابع
_"ابنة خالتكِ الجميلة .. آآآه .. منذ رأيتها و لم أستطع نزعها من عقلي .. و حظي كان رائعاً لتقع ابنة خالتها في طريقي ... كان حجراً واحداً و عصفورتين ... لقد أفلتت مني أكثر من مرة و بسبب ذلك الحقير (سيف) .. لكن لا بأس اليوم سينتهي الصيد و هو لن يلقي إليها بنظرة أخرى بعد أن أحصل عليها"
انحدرت دموعها و هي تدرك من جديد أنها تسببت في مصيبة جديدة لأقرب الناس إليها و هتفت بحرقة
_"أنت حقير"
لم تنتبه لاقترابه السريع مستغلاً تشتتها ليقبض على كفها و يلوي ذراعها بقوة آلمتها ليسقط القضيب من يدها بينما صرخت ألماً ليرفع هو يده الأخرى الممسكة بهاتفها و يقول
_"ستتصلين بها و تخبرينها أن تأتي من أجلكِ ... فكري في شيءٍ مقنع .. المهم أن تقنعيها أن تلحق بكِ هنا و الأهم لا خداع لأنني لن أرحمكِ عندها"
سالت دموعها ليهزها بعنف هاتفاً بتهديد
_"هيا"
تناولت الهاتف بيد مرتجفة و فتحته لتتصل بـ(هاميس) بينما تختلس النظر إليه ليقول
_"افتحي السماعة الخارجية و تذكري .. لا خداع"
ارتجفت شفتاها بقوة و هي تضغط زر الاتصال ليصدح صوت الرنين على الجهة المقابلة حتى انقطع دون رد فقال مجيباً نظراتها
_"اتصلي مرة أخرى"
حاولت من جديد و هي تأمل ألا تجيبها (هاميس) أبداً ... إن كانت ستضيع فلتضيع وحدها ... لا ذنب لـ(هاميس) أبداً لتضيع معها ... انتهت المكالمة دون رد فقال
_"مرة أخرى .. و لا تقلقي .. أمامنا الكثير من الوقت .. أنا لا أمل بسهولة"
نظرت له بقهر و غضب و رفعت الهاتف تعيد الإتصال قبل أن ترفع عينيها و تنظر خلفه و تهتف بجزع
_"(روجينا)"
التفت بلتقائية للخلف .. للحظة واحدة قبل أن يكتشف خدعتها لكنها كانت كافية لتدفعه بعيداً و تهرب بأقوى ما لديها ليصرخ بغضب شديد
_"(ريناد)"
خرجت للصالة حيث قابلتها عينا (روجينا) التي كانت تترنح و هي تجلس على الأرض و تتطلعت فيها بغرابة قبل ان تضحك
_"آه .. العصفورة هربت من الصياد .. هذا رائع"
لمحت باب الشقة المغلق و عرفت أنها لن تصله في الوقت المناسب لتسرع نحو أقرب غرفة لها .. أغلقت الباب خلفها بالمفتاح و أعادت الإتصال بـ(هاميس) و جسدها يرتجف بقوة بينما تبكي و هي تهتف
_"أجيبي بالله عليكِ (هاميس) .. أرجوكِ"
حاولت الإتصال بـ(زياد) لتجد الهاتف مغلقاً فازداد بكاءها و انتفضت بقوة مع صراخ (أمير) الغاضب في الخارج وركلاته ... لن يحتمل الباب طويلاً .. أعادت الإتصال بـ(هاميس) و كادت تصرخ عندما فُتح الخط المقابل لتهتف
_"(هاميس) .. الحمد لله"
أتاها صوت (سيف) هاتفاً بقلق
_"(ريناد) .. هذه أنتِ؟ .. أين أنتِ (ريناد)؟"
تجمدت للحظة ليصرخ قائلاً
_"أجيبي (ريناد) .. أين أنتِ؟"
انفجرت باكية و هي تخرج من جمودها و تهتف
_"(سيف) .. ساعدني أرجوك .. أنا في شقة (أمير) .. لا أعرف ماذا أفعل .. أرجوك يا (سيف) أنقذني"
قال بسرعة
_"لا تقلقي (ريناد) .. أنا في طريقي إليكِ .. حاولي مماطلته لبعض الوقت حتى نصل إليكِ"
هتفت باكية و هي تنتفض مع ركلات (أمير) للباب
_"لا تتأخر يا (سيف) .. أتوسل إليكِ"
قال بسرعة قبل أن يغلق
_"لا تقلقي .. ستكونين بخير .. أعدكِ"
مع آخر كلماته كان الباب قد انهار تحت ضربات (أمير) الذي اندفع للغرفة و عيناه مشتعلتان بالغضب لتتراجع بخوف و شهقت و هو يقترب ليمسكها بقوة و انتزع الهاتف منها ليلقيه بكل قوته إلى الحائط فيسقط محطماً لأجزاء و التفت إليها لتهتف بتوسل
_"أرجوك .. أرجوك .. دعني أذهب .. أنا لم أؤذيك بشيء .. أرجوك"
أمسك بوجهها بقسوة شديدة و هو يقول و قد سيطر الغضب و المخدر عليه تماماً
_"قلت لكِ لا خداع ... عندما أغضب يا جميلتي لا أعرف نفسي .. كنت أنوي أن أجعلها تجربة لطيفة لكِ .. لكن بعد ما فعلتِه .. ليس أمامي سوى الوجه الآخر"
هتفت صارخة و هو يرفعها من خصرها و تلوت تضرب كتفيه بقوة
_"لا .. لا .. اتركني .. لا"
لم يأبه لصراخها و هو يتجه بها نحو الفراش الذي في الغرفة و يقول
_"أنتِ اخترتِ جميلتي"
واصلت صراخها بينما يلقيها فوق الفراش بعنف لتعتدل بسرعة و تتراجع في رعب و حاولت الفرار من الجهة الأخرى لكنه صفعها بقوة أدارت رأسها لتترنح و راقبته برعب ينزع حزام بنطاله و صرخت و هو يقيد معصميها معاً و يرفعهما لأعلى ليربطهما فوق رأسها في الفراش و ابتعد ليربت على خدها برفق مهدد و قال و هو يخلع قميصه و يلقيه بعيداً
_"دعينا ننتهي من هذا الأمر سريعاً حبيبتي .. لا تقلقي سينتهي كل شيء بسرعة .. و بالنسبة لابنة خالتكِ فلا تقلقي سأجد فرصة أخرى لأحصل عليها أما الآن .. فدعينا نتمتع باللحظة"
صرخت و هي ترفسه بساقيها
_"ابتعد أيها الحقير .. سأقتلك .. لا تلمسني"
و صرخت بألم و هو يدوس على ساقيها بساقيه يقيدهما بينما يقترب رغم كل مقاومتها العنيفة التي ازدادت مع رعبها الشديد و رغم كل هذا شعرت بجسدها يخذلها بعد دقائق من المقاومة و شعرت بالدم يغرق الضمادة حول معصمها الذي تأذى من جديد ، فبكت بحرارة و هي تهمس مغمضة العينين و قد أدركت أنها ضاعت تماماً مع انهيار مقاومتها
_"سامحني يا ربي"
فتحت عينيها فجأة بفزع عندما انتفض (أمير) مع الصوت القوي الذي انطلق في الغرفة و التفت خلفه بعينين متسعتين ازداد اتساعهما و هو يلمح (روجينا) التي وقفت عند باب الغرفة تترنح محاولة التماسك و شهقت (ريناد) بقوة و هي تلمح يدها المرتجفة التي تمسك بمسدس يتصاعد منه الدخان بعد أن أطلقت منه رصاصة ارتطمت بالحائط أعلى الفراش ... تراجع (أمير) للخلف بقلق و هتف بها
_"هل فقدتِ عقلكِ (روجينا)؟"
و حاول النهوض ليقترب منها فهتفت و هي توجه سلاحها إلى صدره
_"لا تتحرك"
هتف باسمها فضحكت بهيسترية بينما دموعها تسيل على خديها بغزارة و هي تتطلع إلى (ريناد) التي تنظر لها بفزع و ضغطت على شفتيها بقوة و هي تلمح ثيابها الممزقة التي كشفت جسدها و قالت بصوت ميت
_"و من سيعرفك و لا يفقد عقله (أمير)؟ .. لقد أضعت عقلي منذ وقتٍ طويل"
هتف بتردد
_"حبيبتي .. اتركي المسدس جانباً و دعينا نتحدث .. هل أنتِ غاضبة مني؟ .. أخبريني ماذا يغضبكِ إذن و دعينا نتفاهم"
أمالت رأسها جانباً بابتسامة عابثة
_"أنا أشعر بالكثير نحوك (أمير) .. لكن لا .. ليس الغضب أحدها .. انتظر لحظة"
و تطلعت إليه بنظرة مجنونة و همست بضحكة مريرة
_"لحظة واحدة .. آه .. أنا لا أشعر بشيء ... هل تعلم لماذا حبيبي؟ .. لأن الموتى لا يشعرون ، صحيح؟"
رفع كفه قائلاً بتوتر و قد أدرك أنها ليست بوعيها
_"حبيبتي .. اهدأي قليلاً و دعينا نخرج لنتحدث قليلاً ، اتفقنا؟"
هزت رأسها و تتطلعت من جديد نحو (ريناد) قائلة بهمس حزين
_"هذه هي عادته .. يتسلل إلى حياتكِ بنعومة ثعبان خبيث ... سيخبركِ أنكِ أجمل الفتيات و أنه لم يحب غيركِ ... سيخبركِ أنه يحبكِ .. أنكِ مميزة .. أنكِ الوحيدة التي خُلقتِ من أجله ... و كالحمقاء ستقعين في فخه ... ستتجاهلين كل العلامات و كل البشر الذين سيخبرونكِ أنه كاذب و أنه يخدعكِ ... إنهم يغارون لا أكثر .. يحسدونكِ لا تستمعي إليهم .. ستتجاهلينهم ... سيغرقكِ بسحره حتى يغيب عقلكِ تماماً .. و في يومٍ سيغلق عليكِ الفخ كُلياً بعد أن يستدرجكِ بغباء براءتكِ و سذاجتكِ .. ستقعين كفريسة غبية و لن تجدي من ينجدكِ من مخالبه"
سالت دموع (ريناد) بغزارة و هي تستمع إليها تكمل بضياع بينما توجه مسدسها نحو صدره العاري لتتسع عيناه بقلق و هو يقول
_"(روجي) .. تعقلي"
بينما تابعت هي بعينين شاردتين
_"ستصرخين لكن لا أحد سيسمعكِ ... سيذبحكِ ببطء .. بمتعة صياد متمرس .. ستضيعين .. ستتمنين لو كنتِ أكثر قوة لتقاوميه .. لو أنكِ تملكين سلاحاً تفرغينه في صدره .. لكنكِ للأسف لا تملكين"
نهض (أمير) بعصبية و هو يهتف
_"لن أحتمل المزيد .. هاتي هذا المسدس (روجي) و دعينا نـ "
انقطعت جملته بشهقة ألم و ذهول امتزحت بصرخة ملتاعة من (ريناد) و هي تحدق فيها بارتياع بينما رصاصة أطلقتها (روجينا) استقرت في صدره ليحدق فيها بذهول بادلته هي بنظرة مذبوحة باكية و هي تواصل بضياع أكبر و هي تطلق رصاص أخرى لتليها بأخرى
_"سيذبحكِ و ستخرجين من فخه منبوذة ملوثة .. ستقتلينه ألف مرة في أحلامكِ لكنكِ ستستيقظين في كل مرة لتدركي أنه لازال يتنفس .. بينما أنتِ متِ ألف مرة من جديد"
صرخت (ريناد) بينما (أمير) يسقط فوقها مضرجاً بدمائه و انفجرت في البكاء بانهيار قبل أن تتسع عيناها بارتياع أشد و (روجينا) توجه السلاح نحوها بينما تكمل من بين دموعها
_"لن تعرفي أنه بث سماً أقوى داخلكِ دون أن تدركي ... سماً سيدفعكِ للعودة إليه مرة أخرى تتوسلينه .. ستمنحينه نفسكِ كل مرة ليستنزفكِ و في النهاية سيهديكِ ذلك السم .. تلك النشوة .. حياة أخرى .. و ضياع جديد .. ستتلوثين أكثر .. ستقتلين جرثومة طفيلية علقت في أحشائكِ تحمل جزءاً منه لتقتلي معها آخر ما تبقى من روحكِ .. ثم تعودين لتغرقي معه في دوامة السم و الجسد .. ثم لا يعود لأي شيء معنى في عالمكِ سوى الضياع .. المزيد و المزيد من الضياع"
همست (ريناد) باسمها باكية لتهز رأسها هامسة بجنون و هي لا ترى أمامها (ريناد) .. كل ما ارتسم أمام عينيها هي .. نفسها القديمة
_"لا تخافي .. سينتهي الأمر سريعاً .. لن تتألمي .. إن عشتِ ستتألمين أكثر .. هكذا أفضل صدقيني .. لا مخرج لكِ سوى هذا .. دعينا ننهي هذه الدوامة قبل أن تبدأ حبيبتي"
هتفت (ريناد) باكية
_"لا .. لا يا (روجينا) .. لا تفعلي .. أرجوكِ .. لا"
شدت زناد المسدس و هي تهمس لصورتها الباكية بعينين ميتتين
_"وداعاً"
انطلقت الرصاص ممتزجة بصرخة (ريناد) القوية و هي تغمض عينيها بقوة قبل أن ينتهي كل شيء و تغرق الغرفة في الصمت و .. الدم
***********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:47 PM   #1159

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دارت (راندا) حول نفسها بعصبية داخل غرفتها قبل أن تهتف
_"تباً .. تباً .. تباً لهما هما الاثنان .. اللعنة عليهما"
تنفست بقوة و هي تقبض يدها بغضب ... للمرة الثانية تقع ألعوبة في يد رجل ... و هذه المرة تحرق قلبها بقسوة .. لم تشعر هكذا عندما علمت بخداع (سامر) لها .. بكت وقتها من أجل نفسها لا عليه هو .. لكن الآن .. الآن؟ .. انتبهت بشهقة و رفعت يدها لتلمس خدها الذي سالت عليه دموعاً لم تنتبه لها .. لماذا تبكي؟ .. هو الآخر لا يستحق .. منذ استيقظت في وقت متأخر بعد أن نامت في ساعات الصباح الأولى بعد فشلها في أن تحصل على نومٍ و هي تفكر في كل أحداث ليلتها و حفل خطبتها هي و (هشام) و حديثهما معاً و بعد أن ودعها هامساً في أذنها
_"أحلاماً سعيدة حبيبتي"
و تابع بغمزة هامساً بوقاحة أرجفت قلبها الأحمق
_"بالمناسبة .. أحببت فستانكِ كثيراً يا فاتنة"
أغمضت عينيها بقوة و تنفست بعمق ... الكاذب .. المخادع .. فتحت عينيها و اتجهت لفراشها و أمسكت بهاتفها و تطلعت فيه بحنق و هي تتذكر لحظة فتحته بعد استيقاظها لتجد عدداً كبيراً من المكالمات التي وصلتها من (سامر) طيلة الساعات الفائتة و لم تنتبه لها بالأمس و رسائل كثيرة فتحتها لتتسع عيناها و قلق رهيب يتملك قلبها و هي تقرأ رسائله ... رسائل يخبرها فيه بحبه لها .. يحبها بجنون كما لم يشعر نحو امرأة أخرى .. رسائل يخبرها فيها أن تبتعد عن (هشام) و إلا سيقتله ... و أخرى يتوسل فيها أن تصدقه و تعود إليه و أنه لم يحب سواها و أن (هشام) يخدعها ... ثم يعود يهددها بقتلها إن أصبحت لغيره ... جنونه وصلها كاملاً من خلال رسائله و جعلتها تدرك بهول أنه ليس طبيعياً أبداً .. ما يقوله و ما يفعله هو محض جنون .. و رسالته الأخيرة التي وصلتها قبل قليل قضت تماماً على كل ذرة عقل لديها و هي تقرأ كلماته تخبرها أن (هشام) يتلاعب بها و هو في الأصل على علاقة بأخرى بينما يستخدمها هي لينتقم منه و يستغلها لمصلحته و بعدها وصلتها الصور التي تبرع هو بارسالها إليها ليثبت خيانة (هشام) .. قلبت في الصور بعينين دامعتين و هي ترى (هشام) برفقة (سيلين) و يبدو أنهما كانا باحدى الحفلات .. تأملته و هو يميل على أذنها مبتسماً و هو يهمس بشيءٍ ما بينما هي يبدو أنها هزت رأسها موافقة بابتسامة مثيرة واثقة .. ابتسامة امرأة تعرف جيداً أنها جميلة و أنها تفقد الرجال عقولهم بنظرة واحدة من عينيها ... صورة لهما و هو يحيط خصرها بذراعه و يتطلع لها باهتمام و فخر و شيءٍ آخر لم تفهمه ، بينما تتكلم هي مع أحدهم و نظراته الحانية لها جعلت قلب (راندا) يأن قهراً و ألماً .. صورة أخرى و هي تمسك كفه بأصابعها و تتطلع إليه بنظرة لخصت لها قوة ارتباطها بـ(هشام) .. نظرة انتماء و ثقة متبادلة و حب كبير .. لم تشعر (راندا) بدموعها التي سالت و هي تحدق بالصور كأنما تهوى تعذيب نفسها بينما تردد داخلها دون توقف و هي تتذكر رؤيتها له في مكتبه و الطريقة التي اقتربت بها منه و همساتهما المتبادلة .. كاذب .. كاذب و مخادع .. منافق .. هتفت بها و هي تضرب حافة فراشها بقوة بينما تصلها رسالة جديدة من (سامر) تخبرها إن كانت قد صدقت كلامه أم أنها في حاجة لمزيد من الاثباتات التي لديه المزيد منها .. مسحت دموعها بقوة و هي تنهض من مكانها ... كلاهما خدعاها ... كلاهما تلاعب بها من أجل ذلك الإنتقام اللعين بينهما .. لكن الأمر لن يمر بهذه البساطة .. كلاهما سيدفع الثمن .. و تقسم بالله لن تكون (راندا هاشمي) إن لم تجعلهما يدفعان ثمن فعلتهما غالياً
***************
اخترق صوت الرصاصة الأخيرة ممتزجاً بصرخة (ريناد) العالية قلب (طارق) الذي انتفض برعب و هو يندفع نحو الغرفة التي انطلق منها الصوت و اقتحمها و قد أدرك أنه قد تأخر كثيراً و مهما كان ما أعد نفسه لرؤيته فهو أبداً ما كان مستعداً للمشهد المرعب الذي قابل عينيه و جمده عند باب الغرفة بذهول و رعب بينما عيناه تقعان باتساع على (ريناد) المقيدة فوق الفراش غارقة في بركة من الدم و فوقها جسد (أمير) الساكن لينقل عينيه الذاهلتين إلى جسد الفتاة الملقى فوق أرض الغرفة و قد التفت أصابعها حول مسدس بينما بركة أخرى من الدم سالت حول جسدها و تتسع ببطء .. رفع كفيه ليمسك بجانبي رأسه بذهول و هو يهمس
_"يالله"
عقله توقف عن العمل للحظات ، بينما يقترب بخطوات مرتجفة و قلب واجف نحو الفراش و دمعت عيناه بحرقة و هما لا تفارقان وجه (ريناد) الشاحب كالموتى و الدم الذي يغرقها و وجع رهيب اعتصر قلبه و هو لا يريد أن يصدق ما يراه .. لا يريد أن يصدق أنه لم يستطع الوصول في الوقت المناسب ... لم ينقذها .. لقد ضاعت .. رحلت .. لم يتوقع أن ينتهي الأمر هكذا .. أن ترحل بسرعة هكذا و بهذه القسوة .. وصل إليها و مد يداً مرتجفة يلامس وجهها دون تصديق و هو يهمس بألم شديد
_"(ريناد)"
مسح الدم النازف من شفتيها برقة و هو يناديها بتوسل لتفتح عينيها قبل أن يزيح جسد (أمير) عنها و يقترب ليفك قيدها و زادت غصته و هو يلمح معصمها النازف و ملابسها الممزقة .. حررها من قيدها و هو يهتف بحرقة
_"لقد أتيت من أجلكِ (ريناد) .. افتحي عينيكِ .. أنا هنا .. آسف لأنني تأخرت .. أنا آسف"
دموعه أحرقت عينيه و هو يمد يديه يرفع جسدها الساكن و يضمها إليه هامساً بألم
_"أنا آسف (ريناد) .. سامحيني"
أنفاسها الضعيفة التي لامست رقبته جعلت قلبه ينتفض بقوة ليبعدها في أمل و ينظر بعينين دامعتين آملتين لوجهها الشاحب بينما يتحسس بأصابعه نبض عنقها ليضحك بخفوت و هو يشعر به تحت أصابعه .. ضعيفاً صحيح .. لكنه موجود .. هي لم ترحل .. نظراته تجولت على جسدها و يديه تحسستها بلهفة بحثاً عن أي جرح قبل أن يتنفس براحة و هو يدرك أن الدم كان لـ(أمير) و ليس لها .. أنَّتها الضعيفة جعلت قلبه يتنهد براحة و دموع عينيه خذلته لتسقط على خده بينما يضمها بين ذراعيه من جديد و يربت على رأسها قائلاً بحنان
_"لقد انتهى الأمر لا تخافي .. ستكونين بخير .. أعدك"
*************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-08-17, 04:50 PM   #1160

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شعر (طارق) بتململ (ريناد) بين ذراعيه و هي تأن قبل أن تشهق بقوة و دفعته مبتعدة و هي تصرخ فرفع يديه هاتفاً بسرعة
_"هذا أنا (ريناد) .. (طارق) .. أنتِ بخير .. لا تخافي"
انتفضت مع لمسته و صرخت أكثر
_"لا .. لا .. ابتعد .. لا تلمسني"
هزها بقوة هاتفاً
_"(ريناد) .. انظري إليّ ... هذا أنا .. (ريناد)"
فتحت عينيها متسعتين على آخرهما تحدق فيه قبل أن تصيح باكية و اندفعت تتعلق بعنقه و هي تنفجر في البكاء ليتجمد هو للحظات قبل أن يربت عليها برفق و يقول
_"أنتِ بخير ... لقد انتهى كل شيء"
انتبه في هذه اللحظة على صوت الطرقات العالية في الخارج و الأصوات التي تصيح و قطب حاجبيه و هو ينظر بقلق لـ(ريناد) التي كانت لا تتوقف عن الإرتجاف .. ابتعد قليلاً لتتشبث أصابعها به في رعب فربت عليها هامساً
_"لا تخافي ... لن أترككِ"
و نهض بسرعة و حملها و هو يقول
_"تعالي معي ... يجب أن نذهب بسرعة"
تحرك بسرعة و هو يدرك من الصيحات التي تعالت على باب الشقة أن (زياد) و (سيف) قد وصلا و أن الجيران يريدون اقتحام الشقة .. تحرك مسرعاً في اتجاه الغرفة الأخرى و هو يحمل (ريناد) التي استكانت بين ذراعيه كطفلة ضائعة حتى دخل الغرفة و أجلسها على حافة الفراش و هو يقول
_"ابقي هنا ... لا أريد أن يعرفوا بوجودكِ .. لا تصدري نفساً واحداً ، حسناً"
أومأت برأسها بدموع صامتة بينما خلع هو سترته و ألبسها لها بسرعة ليغطي جسدها و ثيابها الممزقة و تحرك لتتمسك به مرة أخرى و هي تنظر له بتوسل و ضياع فأمسك أصابعها يزيحها عن قميصه و انحني ليحيط وجنتيها بكفيه و يقبل جبينها قائلاً بحنان و دعم
_"ستكونين بخير ... أعدكِ"
و غادر بسرعة مغلقاً الباب خلفه و اتجه بحركات سريعة نحو الباب الذي كان الصياح و الضرب عليه قد أصبح أقوى بينما ارتفع صوت (سيف) مهدداً لـ(أمير) الذي يختبيء في الداخل أن يفتح الباب و يواجههم كرجل ، فتنفس بقوة و هو يقف مكانه للحظة و رفع يده إلى رأسه الذي بدأ الدوار يكتنفه بقوة .. تمالك نفسه و هو يتجه نحو الباب و فتحه ليجد جمعاً قليلاً من الناس قد تجمعوا في الخارج بينما حدق فيه (سيف) و (زياد) بقلق و هما يندفعان للداخل و عيناهما التقطتا الدم الذي فوق ثيابه ليهتف (سيف) بهلع
_"يا إلهي .. (طارق) ماذا حدث؟ .. هل .."
بينما أسرع (زياد) يمسك بياقته و هو يهتف
_"ما الذي حدث؟ .. هل هي ..؟"
قاطعه و هو يمسك كفيه ينظر إليه بتحذير ليقول بعدها بصوت منخفض وسط صياح الناس الذين تدافعوا بفضول للداخل
_"هي بخير .. فقط اتصل بالشرطة ... هناك جريمة قتل"
اتسعت عينا (زياد) بفزع و هو يندفع حيث أشار (طارق) و تبعه (سيف) ليتجمدا مع المشهد الذي قابلهما قبل أن يديرا عينيهما بحثاً عن (ريناد) بقلق ... انقلب الوضع في لحظات قبل أن يصل الرائد (شريف) الذي كان (زياد) قد اتصل به أثناء توجههم للشقة ليستدعي بعد ذلك رجاله الذين أبعدوا الناس عن المكان بالقوة فيما طلبوا الاسعاف الذي نقل (أمير) و (روجينا) بعد أن اكتشفوا أنهما لازالا على قيد الحياة ... بينما استجوب (طارق) الذي اتهمه البواب أنه كان مصراً على معرفة شقة (أمير) و كان غاضباً بجنون و أنه غادر أمام عينيه و لم يعلم أنه سيتسلل إلى الشقة من خلف ظهره ربما ليرتكب جريمته ... كان (زياد) يكاد يموت قلقاً و هو لا يعرف حال (ريناد) التي همس له (طارق) أنها في غرفة أخرى و تكلم هو مع (شريف) بشأنها و حين هدأ الوضع و سيطر رجال الشرطة على المكان و منعوا تدخل الجيران المتابعين بفضول .. تحرك (طارق) ببطء برفقتهم و فتح الباب لتنتفض (ريناد) التي قضت الدقائق الماضية في رعب وسط الصياح و الأصوات الغاضبة في الخارج .. انتفضت مع دخول (طارق) يتبعه (زياد) الذي هتف باسمها فصاحت باسمه بشهقة باكية و اندفعت نحوه لتختفي بين ذراعيه و هي تبكي بحرقة فربت عليها برفق و هو يهدئها و يخبرها أنها في أمان الآن بينما نظرة معتمة سكنت في عينيّ (طارق) و هو ينظر للطريقة التي لجأت فيها لـ(زياد) و اختبأت داخل أحضانه بخوف ... انتبه على صوت (زياد) الذي تحدث قائلاً
_"شكراً (طارق) على سرعة تصرفك .. لقد حميتها من التعرض لمزيد من الأذى إن عرف الناس بعلاقتها بما حدث"
و نقل بصره لـ(شريف) قائلاً
_"أرجو أيها الرائد إن أمكن ألا يُزج باسمها فيما حدث ... يمكنك أن تستجوبها بنفسك كما تريد و تعرف كل ما حدث .. لكن أنا لا أريد أن تتأذى سمعتها .. إن وصل الأمر للناس و للصحافة فلن تتمكن من .."
شهقت هي و بكت بمرارة و صمت أذنيها عن سماع باقي كلماته و هي تستوعب أنها قد خاطرت ليس بسمعتها فقط .. بل بسمعة العائلة كلها .. العائلة التي لم يؤذها أحد أفرادها أبداً و مع ذلك هي لم تكف آذاها عنهم لحظة و ها هو (زياد) بعد كل ما فعلت يهتم لأمرها و (سيف) و صديقه سارعا لإنقاذها .. لو كان الأمر متعلقاً بها وحدها لواجهت الناس و الصحافة ، لكنّ الأمر الآن متعلق بسمعة عائلة (هاشمي) .. بسمعة والدها بمكانته الدبلوماسية و الذي ستنهش الصحافة في عرضه و سمعته بسببها ... لقد عرضت بأنانيتها و تهورها الجميع للخطر .. قررت ترك الأمر لـ(زياد) و وثقت أنه سيفعل كل شيء ليحميها هي و العائلة كلها .. أخبره (شريف) أن الأمر قد يكون صعباً خصوصاً أن وضع (أمير) حرج جداً و ربما لا ينجو هو و الفتاة كذلك كما أن البواب أشار لفتاة أخرى صعدت قبل الحادث مع الضحية الثانية .. لكنّه قرر عمل ما يمكن و التحقيقات البقية ستثبت ببساطة أن الفتاة حاولت قتله و انتحرت بعدها و (زياد) أيضاً سيعمل جهده حتى لا يتسرب الأمر للصحافة و ألا يربطها أحد بالجريمة التي حدثت ... أبعدها (زياد) عنه و ربت على رأسها في حنان ، لتتحدث مع الضابط بينما كان (سيف) ينظر بقلق لصديقه الذي كان وجهه شاحباً بصورة مقلقة و قد بدأ يترنح في مكانه و لأول مرة ينتبه للجرح على رأسه فاقترب منه بسرعة ما أن شعر بترنحه يزداد
_"(طارق) هل أنت بخير؟"
التفت البقية لهما بينما نظر له صديقه بتشوش و هز رأسه ببطء و هو يشعر بالظلام يداهمه قبل أن يسقط أرضاً أمام أنظارهم بينما صرخت (ريناد) بهلع و هي تراه يسقط أمامها فاقداً وعيه و كأنما استنزف كل قوته أخيراً ... اقترب (شريف) ليفحصه قبل أن يقول
_"يبدو أنه تعرض لضربة على الرأس ... لا يبدو بخير .. يجب أن يذهب للمشفى حالاً"
عاودت (ريناد) البكاء و هي تنظر إليه ساكناً على الأرض بشحوب شديد ... هي لعنة على الجميع ... حتى (طارق) .. حتى هو قد يفقد حياته بسببها .. شعرت أنها لم تعد تحتمل كل ما حدث خلال الساعة الماضية .. يكفي كل هذا .. يكفيها ما رأته ... دارت الدنيا بها و تشوشت عيناها فأغمضتهما لتسمح للظلام أن يبتلعها بين أمواجه علّها ترتاح من كل هذا الوجع و من مواجهة بشاعتها لوقتٍ أطول مما فعلت ..
*********
توجهت (وتين) بخطوات هادئة و هي مُطرقة بحزن و عقلها لا يستطيع إزاحة مواجهتها مع (رجاء) و لا انهيارها و صورتها الحزينة .. تذكرت استكانتها بعد وصلة البكاء الرهيبة قبل أن تبتعد عنها فجأة و نظرت إليها نظرة غريبة جامدة لتنهض ببطء و تتحرك بخطوات ميتة للخارج و لم تستطع هي اللحاق بها .. تدرك أنها لن تقدر لها هذا أبداً و أنها ربما بعد أن أفاقت ندمت على تعرية مشاعرها بهذه الطريقة أمام عدوتها ... تنهدت بقوة و هي تهز رأسها .. وصلت أخيراً لوجهتها و توقفت بتردد أمام الباب و هي لا تعرف إن كان تدخلها في الأمر جيداً أم لا .. لكن ليس أمامها سوى هذا .. طرقت الباب برفق و قالت
_"عمي .. هل أنت مستيقظ؟"
أتاها صوت (شاكر) الذي كان وقتها يجلس داخل غرفته الجديدة بعد عودته من العمل ... لقد أصبح يغرق نفسه في العمل حتى لا يعطي نفسه فرصة للتفكير لكنه متعب للغاية .. كان يجلس على حافة فراشه واضعاً رأسه بين كفيه بإرهاق و تنهد بحرارة و هو يفكر في كل ما حدث .. (رجاء) لم تترك له خياراً آخراً .. لقد نجحت في قتل حبه لها طيلة السنوات السابقة .. ضحك بخفوت مرير و هو يتذكر الفتاة التي أحبها .. كان يعرفها منذ الطفولة بحكم صداقة والديهما ، لكنه بعد عودته من سفره في الخارج و لقائه بها من جديد وقع في حبها .. أحبها رغم كل شيء .. بغرورها و تكبرها و عنادها و عصبيتها و بطيبة قلبها التي كانت تدفنها داخلها و تتعمد الخشونة في معاملتها لكنه في أكثر من موقف عرف أنها تخفي داخلها شخصاً آخراً ... كان قادراً على رؤية الطفلة الجائعة للحنان و الإهتمام داخلها .. لم ينتظر طويلاً ليطلب من والده خطبتها له و ذلك وافق أمنية والده و والدها .. كان قادراً على رؤية غيرتها من (ملاك) لكنه ظن أن الأمر لا يعدو كونه غيرة عادية من شخصية مميزة كـ(ملاك) لكنه لم يدرك أن الأمر سيتغول مع السنين حتى يقضي تماماً على قلبها و ما تبقى فيه من براءة ... أطلق آهة طويلة و هو يلومها لأنها أوصلت الأمور بينهما إلى هذا الحد .. سيأخذ وقتاً طويلاً حتى يطرد بقية ذكرياتها من داخله لكنها سهلت عليه الأمر بكل ما فعلت .. ليحتمل بعض الوقت حتى يتجاوز كل ما حصل و ينسى ... انتبه على طرقات رقيقة تلاها صوت (وتين) فأجابها مبتسماً
_"ادخلي حبيبتي"
دخلت بتردد و هي تنظر إليه بارتباك ليقول مشجعاً
_"اقتربي (وتين) ... ما الأمر ابنتي؟ .. هل أردتِني في شيء؟"
اقتربت منه و لمحت بأسف ملامح الإرهاق على وجهه فقالت بحنان و هي تجلس بجواره
_"أنت بخير عمي؟"
ربت على شعرها بحنان
_"أنا بخير بنيتي ... أخبريني ما الأمر الذي جئتِ من أجله؟"
فركت كفيها بتوتر أمام نظراته المدققة و أطرقت برأسها ليشجعها على الحديث فرفعت وجهها تنظر له بتوسل رقيق في عينيها و قالت
_"أيمكنني أن أطلب منك رجاءاً عمي؟"
_"اطلبي بنيتي .. لا داعي لكل هذا الخجل"
أمسكت كفه و ضغطت عليه في رجاء و هي تقول
_"أرجوك ... أعرف أنك غاضب جداً من العمة (رجاء) .. لكن أرجوك .. امنحها فرصة أخيرة لـ "
قاطعها و هو ينهض واقفاً و يقول بحزم
_"(وتين) ... هذا الموضوع منتهي تماماً و لا مجال لمناقشته"
قامت لتقف بقربه و نظرت في عينيه قائلة
_"أعرف أنها أخطأت كثيراً عمي .. لكنها كانت زوجتك لوقتٍ طويل .. أنت أحببتها و اخترتها .. ما حصل بينكما كسرها بقسوة عمي أكثر مما فعل أي شيء .. حتى رحيل (رُبا) لم يكسرها هكذا .. هذه أول مرة أراها فيها بهذه الحالة .. أرجوك .. فقط تحدثا معاً و "
رفع كفيه يمسك كتفيه و قال بهدوء
_"(وتين) ... أنتِ آخر شخص يمكن أن يتوسل من أجلها"
_"لكن عمي .. أنا "
قال بصرامة
_"يكفي (وتين) .. لقد وصلنا لنهاية الطريق و لا مجال لإعادة المحاولة .. أتظنين أنني لم أحاول مراراً معها لأعيدها لتعقلها و لأمنعها من التمادي ... لكنها هي من أوصلت الأمور بيننا إلى هذا .. أجل .. أحببتها و اخترتها و احتملت كل عيوبها و لم أقصر معها في شيء .. و المقابل .. كيف ردت لي كل هذا؟ .. ثم هل نسيتِ كل ما فعلت معكِ و تأتين الآن لتطلبي مني فرصة أخرى من أجلها؟"
هزت رأسها و قالت بتفهم
_"أعرف كل ما تشعر به عمي .. و أتفهم غضبك و وجعك .. لكنها هي الأخرى توجعت كثيراً بعد ما حصل ... أنت كنت النقطة المضيئة في حياتها و إلا ما كانت انطفأت بهذه الطريقة عندما تركتها ... ما حصل جعلها تشعر أنها ضائعة عمي ... أنت كنت دعامتها رغم كل ما فعلت و رغم أنها لم تشعرنا يوماً بأنك كذلك .. لكنك كنت الشخص الذي في أعماقها تؤمن أنه سيكون دائماً بجوارها و لن يتخلى عنها مهما فعلت و مهما تمادت و مهما هدد هو بتركها لن يفعل ذلك ... و عندما نفذت تهديدك و تركتها حقاً .. لم تتركها و تبتعد فقط بل قطعت كل ما يربطكما معاً ... هذا كله كسرها عمي"
نظر لها بهدوء و قال
_"(رجاء) أخذتني كشيءٍ مسلم به في حياتها ... هي لم تهتم لأمري ... ربما خافت أن تخسر كل شيء .. خافت أن تخسر صورتها اللامعة كسيدة أعمال ناجحة و زوجة لابن عائلة (هاشمي) .. لن تتهم امرأة زوجها بالخيانة و تبقى معه و هي تشعر بحقارته لدرجة أن يبيح لنفسه النظر لزوجة أخيه .. و تبقى في النهاية مع شخصٍ بهذه الحقارة .. ماذا يعني هذا سوى أنها وازنت بين مكاسبها و خسارتها و اختارت البقاء رغم نظرتها المتدنية لي .. لقد كان هذا بالذات القشة التي قسمت ظهر البعير يا (وتين) .. و ما عاد ينفع الرجوع بعد أن رمتني و رمت أمكِ بالباطل .. كيف تريدينني ان أنظر في وجه أخي و الجميع بعد ما قالت أمامهم"
قالت و هي تهز رأسها بقوة
_"أبي لم يشك بك لحظة واحدة عمي و لا بأمي ... ما قالته كان بالتأكيد سوء فهم .. ربما رأت شيئاً أو سمعت شيئاً أو حاول أحدهم إفساد علاقتكما"
هتف بها
_"و لماذا لم تواجهني بما رأت أو سمعت ... لماذا تحطمت ثقتها فيّ بهذه السرعة و لم تكذب عينيها .. كانت واجهتني على الأقل .. غيرتها المرضية هي ما أوهمتها بكل هذا و دمرت حياتنا كلها .. و أنا لم أعد أحتمل حقاً"
همست بألم
_"هي ضحية أيضاً عمي برغم كل ما فعلت ... غيرتها كانت نتاجاً طبيعياً مما سمعته طيلة حياتها ... كلهم كانوا يقارنون بينها و بين أمي التي كانت تفوز في كل مرة ... الطفل يكون صفحة بيضاء نقية و الأهل يخطون عليها ما يريدون .. و للأسف ليس الجميع محظوظون بأهلٍ يفهمون كيف يرسمون لوحة نقية على أرواح صغارهم .. الكثير من الأهل لا يدرك أنه يفسد صفحة طفله البيضاء و ينقشها بالأسود ... و هذا ما حدث معها منذ طفولتها .. نحن بشر عمي .. لسنا ملائكة لنحكم عليها .. رد فعلها طبيعي .. نعم هي أخطأت عندما تركت الأمر يتحول إلى غيرة مرضية قاتلة ، لكن لا يعني هذا أنها لا تستحق فرصة جديدة تحصل فيها على بداية أخرى .. هي ستحتاج لعلاج و لوقت و جهد حتى تتخلص من كل ما تحمله داخلها و ربما وقتها تتعامل مع تلك الشكوك و الأوهام و تصبح شخصاً طبيعياً"
تنفس بقوة قبل ان يقول
_"ماذا تريدين بالضبط (وتين)؟"
اقتربت تمسك كفه و ابتسمت برفق و قالت
_"لا تتخلى عنها عمي ... أنت أكثر من تحتاجهم الآن لتضع قدميها على الطريق الصحيح .. ادعمها و لو من بعيد .. خذ كل الوقت الذي تحتاجه و عالج جراحك كما تريد ... لكن لا تتركها وحدها تصارع شياطينها .. أرجوك"
صمت للحظات غير مقتنع لكنه أدرك أن (وتين) لن تقتنع بأي رفض منه و لن تتوقف عن النقاش معه فهز رأسه و ربت على رأسها قائلاً بهدوء
_"يفعل الله ما فيه الخير بنيتي"
و دون أن يمنحها فرصة للنقاش من جديد قال
_"هيا .. اذهبي أنتِ لغرفتكِ و ارتاحي .. تحتاجين للراحة من أجل أن تستعدي لحفل زفافكِ أنتِ و (زياد) الأسبوع القادم"
احمر وجهها و تألقت عيناها بسعادة خجولة قبل أن تقول و هي تقترب لتحتضنه
_"شكراً لك عمي .. شكراً لك كثيراً"
ضمها إليه في حنان و ربت على ظهرها قائلاً في حنان
_"شكراً لكِ أنتِ حبيبتي .. هيا يا عروس اذهبي .. أمامكِ الكثير من الاعدادات و القليل من الوقت"
ضحكت بخفوت قبل أن ترتفع على قدميها و تقبل خده في حب و تتحرك بعدها تغادر غرفته و تتركه لأفكاره بينما توجهت هي في طريقها لغرفة (راندا) المعتصمة منذ تمت خطبتها و ترفض حتى أن تتحدث في اعداد الحفل الذي سيتم فيه عقد قرانها هي و (هشام) و سيتم فيه أيضاً حفل زفافها هي و (زياد) .. تحركت مبتعدة دون أن تلمح (رجاء) التي كانت تقف بالقرب من الغرفة تتابعها بعينيها اللتين حملتا نظرة غامضة قبل أن تنقلها من عليها و توجهها للغرفة التي غادرتها (وتين) للتو ..
**************


noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.