آخر 10 مشاركات
أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] نور / للكاتبة مروة جمال ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          371 - رمال الحب المتحركة - ديانا هاملتون (الكاتـب : عنووود - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل]غار الغرام ،"الرواية الثالثة" للكاتبة / نبض أفكاري "مميزة" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-17, 11:02 AM   #1181

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moha moha90 مشاهدة المشاركة
موفقه ان شاء الله وجارى قراءه الفصول 😘
تسلمي يا جميل
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-17, 12:38 PM   #1182

كلمة الحق

? العضوٌ??? » 381310
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 256
?  نُقآطِيْ » كلمة الحق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل كله روووووووووعة لقد ابدعت فى تصوير حالة ريناد حتى ابكيتيني لك كل التحية من اكثر المعجبين بقلمك 000000 كلمة الحق

كلمة الحق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-17, 05:32 AM   #1183

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمة الحق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل كله روووووووووعة لقد ابدعت فى تصوير حالة ريناد حتى ابكيتيني لك كل التحية من اكثر المعجبين بقلمك 000000 كلمة الحق
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نورتيني كتير يا قمر ... مشهد ريناد كان من أصعب المشاهد ، سعيدة إني قدرت أوصلك كل مشاعرها
تسلمي كتير حبيبتي و يا رب تستمتعي دايماً بكل كلماتي و حكاياتي
منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 04:12 AM   #1184

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الخمسون (الجزء الأول)
تحركت (ريناد) بخطوات هادئة و جسد مرتجف برفقة (سيف) الذي ابتسم لها برفق و هو يرى ارتباكها الواضح و فكر بسخرية .. من كان يعتقد أن يأتي اليوم الذي يسير فيه جنباً إلى جنب مع (ريناد) التي كانت نسخة مصغرة من (رجاء) .. لا تطيقه و لا تحتمل رؤيته أمامها ... تذكر مجيئها لغرفته ليلة البارحة و طرقها للباب ليفتح و يصدمه وجوده أمام باب غرفته بينما كانت هي مطرقة بشحوب شديد و لم ترفع بصرها إليه و كل ما فعلته أنها وقفت خارج الغرفة تعتذر له بشدة عن كل ما فعلته معه و عن طريقة معاملتها السيئة له و شكرته عن مساعدته لها رغم كل ما فعلت ... حسناً لو كان أحدهم قد أخبره قبل أيام أن شيئاً كهذا ممكناً لكان استلقى على ظهره من كثرة الضحك .. عاد يختلس النظر إليها و هي تسير مطرقة رأسها و هي تقطع معه ردهات المشفى حيث يرقد (طارق) منذ يومين تحت المتابعة الطبية بعد اصابة رأسه الشديدة و تذكر كل ما حدث خلال اليومين السابقين و التحقيقات معه و مع (طارق) ما أن بدأ يتحسن .. موت (أمير) و محاولة انتحار (روجينا) من جديد بعد أن أفاقت و أدركت ما حولها ثم انهيارها العصبي و قرار الأطباء بتحويلها لمشفى للأمراض العصبية و النفسية ... غرق في أفكاره غافلاً عن تلك التي تجاوره و تتحرك بقلب واجف و هي تحاول السيطرة على ارتجافها .. لا تدري ما الذي تفعله هنا الآن و لا كيف أتتها الجرأة لتطلب من (سيف) أن يأتي بها لهنا؟ ... كانت قد قضت اليوم الذي انهارت فيه بعد اختطاف (أمير) لها و عودتها للقصر و انهيارها أمام (وتين) تطلب سماحها .. قضت اليوم تبكي حتى نامت بين ذراعيّ خالتها التي احتضنتها و ظلت تعتذر لها طيلة الوقت عن خطأها في حقها ... تنهدت بقوة و هي تفكر .. ليس خطأ خالتها وحدها و هي أخبرتها بهذا .. هي من غرقت في دوامة تخبطها و أنانيتها حتى كادت تهلك لولا رحمة الله التي امتدت لها في اللحظات الأخيرة ... عزلت نفسها عنهم في اليوم التالي و قضت اليومين في كوابيس لا تنتهي حتى وجدت نفسها تتصل بأمها بعد انهيار جديد و وصلة من البكاء و توسلتها أن تأتي لأنها تحتاجها و أمها صمتت على الجانب الآخر قبل أن يأتيها صوتها المرتجف تخبرها أنها ستعود على أول طائرة لتكون معها ... لم تسألها عن أي شيء كأنما أدركت أن ما حدث لا يُقال بمكالمة هاتفية من على هذا البعد أو ربما خشيت ألا تحتمل معرفة الحقيقة ... لا تعرف إن كانت ستأتي بسرعة أو ستخذلها و هذه المرة ستكون قاتلة لأنها تريدها جانبها ... غلطة في حياتها هي و والدها أم لا ... هي تحتاجهما معها و بطريقة مؤلمة ... أغمضت عينيها لتسمح بدمعتين سقطتا قبل أن تنتبه على صوت (سيف) يقول
_"أنتِ بخير (ريناد)؟"
مسحت دمعتيها بقوة و التفتت إليه قائلة بامتنان
_"شكراً لك (سيف) لأنك وافقت على مرافقتي لهنا .. شكراً على قبولك اعتذاري و شكراً لمساعدتك"
ضحك قائلاً بمرح
_"كل هذا الكم من (شكراً)؟! .. أنتِ كريمة للغاية (ريناد)"
ابتسمت بخفوت كان أقصى ما استطاعت و قد أدركت أنها قد فقدت كل قدرتها على الضحك و الابتسام الحقيقي و تنهدت ليقول (سيف) و هو يربت على كتفها
_"ألقي كل ما حدث خلف ظهرك (ريناد) ... ستبدأين صفحة جديدة و كل شيء سيكون على ما يرام ثقي في ذلك"
هزت رأسها بتأكيد فابتسم قبل أن يتوقف مشيراً لغرفة ما و قال مبتسماً
_"غرفة البطل المغوار هنا"
التفتت بلهفة لم تخفى عليه فابتسم و قال
_"سأذهب لأستعلم عن موعد السماح له بالخروج ريثما تنتهين أنتِ من زيارته ، اتفقنا؟"
أومأت برأسها و هي تنظر له في امتنان و تابعته بعينيها قبل أن تلتفت لباب الغرفة و رفعت يدها بتردد شديد لتفتحه و خطت بارتجاف للداخل .. دارت عيناها في المكان بتوتر قبل أن تتوقفا على جسده النائم بسكون فوق الفراش و خفق قلبها بقوة و هي ترى الضمادة المحيطة برأسه و أخرى أحاطت بساقه و اقتربت بجسد مرتجف حتى وقفت بقرب فراشه .. وجدت نفسها تتأمله باشتياق غريب ... بطريقة جديدة و شعور مختلف ... لا تتذكر جيداً تلك الليلة التي هربا فيها معاً .. لكنها داخلها تشعر أنها وقتها تتطلعت له بنفس الطريقة و إن كان شعورها الآن أقوى بمراحل .. درات عيناها على وجهه تحفظان ملامحه تريد أن تحتفظ بها داخلها لأيام طويلة قادمة تعرف أنها لن تراه فيها ... ستبتعد و ستعود من حيث أتت و لن تعود مجدداً لهذا المكان .. سيكون وداعاً أبدياً بينهما ... تنهدت بحرارة و سقطت دمعاتها في ألم و قلبها يتألم منذ الآن على فراقها المحتوم عنه ... لا مستقبل و لا أمل لهما معاً ... لطالما شعرت أنه مميز .. و لطالما عرفت من نظراته كيف يشعر نحوها و كيف كانت صورتها في عينه و هي لن تلومه مع الطريقة البشعة التي كانت تحيا بها ... لن تفكر كثيراً في الطريقة التي ضمها بها بعد أن أنقذها و لا الطريقة الحنونة التي عاملها بها ... لن تفترض أشياءا غير حقيقية .. وقعت فقط في مخيلتها ... و لن تعطي الأمور حجماً أكبر من حقيقتها ... ما حدث أمامه أكد له نظرته المتدنية لها .. هو لن ينسى أبداً ما رآه و هي لن تنسى .. أخذت نفساً عميقاً و هي تقترب لتنحني نحو وجهه النائم و همست له برقة حزينة
_"شكراً لك (طارق) ... شكراً لكل ما فعلته من أجلي .. لن أنسى أبداً ما فعلته ... أعرف أنني لم أترك ذكرى طيبة داخلك عني ، لكنني دائماً سأذكرك بالخير ... أنا أتيت فقط لأطمئن عليك و لأقدم لك امتناني و لأخبرك أنني لن أنسى معروفك أبداً (طارق) ... أنت قدمت حياة جديدة لي و (ريناد) الجديدة لن تنسى أبداً ما فعلته من أجلها ... شكراً لك مرة أخرى"
قالتها و حدقت فيه للحظات بتردد قبل أن تنحني بسرعة و قد حسمت أمرها أو ربما فقدت مقاومتها .. انحنت نحوه و طبعت قبلة رقيقة على خده و لم تنتبه في غمرة انفعالها إلى تسارع أنفاسها بينما ترفع وجهها الذي احمر بشدة و تهمس من جديد
_"فلتتحسن بسرعة يا بطلي"
قالتها و اندفعت تغادر الغرفة بسرعة كأنما تطاردها الشياطين ليفتح هو عينيه ما أن انغلق الباب و تنفس بقوة و قلبه ينبض بشدة بينما تابعت عيناه خيالها المبتعد من خلف النافذة المطلة على الردهة خارج الغرفة حيث كانت تسير والتي لم تظهر صورتها واضحة لعينيه فقط لمح خيالها المبتعد و شعرها الأسود القصير الذي يلامس كتفيها بالكاد ليهمس بابتسامة و هو يسترخي برأسه على الوسادة
_"إذن الحمقاء المغرورة شعرها أسود"
و كأنما تذكر فجأة رفع كفه يلامس خده مكان قبلتها الناعمة و خفق قلبه بقوة أكبر قبل أن تتسع ابتسامته و يهمس و هو يعود ليغلق عينيه و يستعيد لحظة انحنت لتقبله بتهور و همستها الأخيرة له
_"الحمقاء المغرورة لن تتغير أبداً"
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 04:14 AM   #1185

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنفست (راندا) بصعوبة و هي تحدق في عيني (سامر) الذي ابتسم بعد لحظات و رفع كفه يربت على خدها هامسا في حنان بدا لها جنونياً
_"حبيبتي ... لاتغضبي مني .. أنتِ السبب (راندا) لقد أثرتِ أعصابي و أنتِ ترفضين الرد على مكالماتي و تقطعين كل صلة بيننا بهذه البساطة ... لم تتركِ لي خياراً آخراً حبيبتي"
أخذت نفسا عميقا و تراجعت للخلف خطوة تنتزع نفسها من قبضتيه قبل أن تقول بتنهيدة مستسلمة
_"(سامر) .. أرجوك تفهَّم أنه لم يعد هناك أي حل آخر .. ما كان بيننا انتهى إلى غير رجعة ... أنا لا يمكنني ببساطة أن أعود للوراء ... لا يمكنني أن أنسى ما فعلت"
نظر إليها للحظات بغموض أثار قلقها لتقول بحزم و بحاجبين معقودين
_"ما فعلته (سامر) لا يُغتفر أبدا من وجهة نظري ... أنت خنتني في الوقت الذي كنت تدعي فيه حبي و تحثني على إقناع عائلتي بزواجنا ... أنا لا أتسامح في الخيانة (سامر) .. أبدا .. هل فهمت؟ .. إلا الخيانة"
هتف بحدة و هو يمسك عضدها يشدها إليه
_"أنا لم أخنكِ (راندا) ... قلت لكِ أنتِ أسأتِ فهم الأمور ... تلك المرأة التي كانت معي .. هي على علاقة بـ(هشام رضوان)"
أغمضت عينيها كأنها لا تريد أن تسمع تلك الحقيقة أو تتذكر ما رأته ، بينما يتابع بحدة أكبر
_"خروجي معها كان مجرد عمل .. خطة ﻷصل لمعلومات ضده ليس إلا و .."
قاطعته هاتفة و هي تنتزع ذراعها من قبضته
_"و هذه مصيبة أكبر ... أنت تقول بكل بساطة أنك استغللت امرأة لتصل إلى غرضك ... أتعرف ماذا يجعلك هذا في نظري؟ .. ثم أخبرني رجاءاً .. ما سبب هذه العداوة الرهيبة بينك و بين (هشام)؟"
كز على أسنانه و هو يسمعها تنطق باسمه مجرداً و كأنها تعرفه طوال عمرها و قال بحدة
_"أمور شخصية (راندا) لا تشغلي نفسكِ بها"
هتفت بغضب
_"عندما تتعلق هذه الأمور بحياتي و أصبح بسببها ألعوبة في أيديكما فهذا يعني أنها لم تعد أموراً شخصية أبداً (سامر) .. أنت و (هشام) قمتما بـ .."
قاطعها بعنف و هو يعود ليمسك ذراعها
_"لا تنطقي باسمه ذلك الحقير"
حدقت فيه بعينين متسعتين ليقول من بين أسنانه
_"لقد حذرتكِ (راندا) ... ابتعدي عنه و إلا لن أكون مسؤولاً عن تصرفاتي"
هتفت بتحدي و قد بدأ غضبها يفور مع نبرته الآمرة
_"و إن لم أفعل ، هه؟ ... لا تنسى أنه أصبح خطيبي و أنت لست .."
أمسك بذراعها الآخر و قربها منه بقوة مقاطعاً إياها بغضب و النار تلمع في عينيه بجنون
_"على جثته يا (راندا) ... (هشام رضوان) سيموت قبل أن يأخذكِ مني ، هل فهمتِ؟ .. سأقتله بأبشع طريقة إن تجرأ و أخذكِ مني"
و هزها بقوة و هو يتابع
_"أنتِ ملكي أنا (راندا) ... ملكي أنا و لن تكوني لغيري ، أتفهمين؟"
توقفت الأنفاس في صدرها و هي تحدق فيه بذهول .. من هذا؟ .. أهذا هو (سامر) الذي عرفته من قبل؟ .. (سامر) المتفهم الحنون الذي كان يراعيها و يعاملها بأرق ما تُعامل امرأة ... تنفست بصعوبة و هي تتساءل .. هل قُدر لها أن تقع دائماً مع الرجال المتملكين بجنون؟ .. (هشام)؟! .. و هو الآن؟ ... كلٌ منهما يعتقدها ملكه .. وهي؟! .. ماذا عنها هي؟ .. ماذا عن رأيها في الأمر؟ ... كلاهما يهددها لتبتعد عن الآخر .. جعلاها لعبة يتنافسان عليها في عدواتهما اللعينة تلك .. كلاهما يريد الفوز بها فقط لينتقم من الآخر .. و هي فاض بها .. لم تعد تحتمل كل هذا .. لم تعد تحتمل ما يفعلاه بها .. كلاهما خائن .. متلاعب .. مستغل .. كلاهما استخدمها ليصل لما يريد .. و اللعنة عليهما معاً و عليها هي الأخرى إن سمحت لهما بأن يفلتا بما فعلاه بها ... عند هذه النقطة كان بركان غضبها قد انفجر أخيراً فهتفت و هي تنتزع نفسها منه و تدفعه بقبضتيها في صدره
_"أنا لست ملكك (سامر) و لن أكون أبداً ... أنا لست ملكاً لأحد .. أنا وحدي أقرر مع من أكون ، هل فهمت؟"
كتف ذراعيه يتأملها ببرود أثار قشعريرة باردة داخلها لكنها تجاهلتها و هي تكمل بغضب
_"(راندا هاشمي) ليست ملكية لعينة لأحدكما و ليست لعبة تتنافسان عليها ... أنتما الاثنان تلاعبتما بي لأجل حساباتكما الشخصية اللعينة .. كلاكما تلاعب بمشاعري بكل خسة ، .. و أنت بالذات (سامر) سبب ما أنا فيه الآن بعد كل ما فعلته و تجرؤ الآن على تهديدي بكل صفاقة"
و رفعت سبابتها في وجهه قائلة بتهديد
_"لكنني أقسم أن ما فعلتماه بي لن يمر بهذه البساطة (سامر) .. كلاكما ستدفعان الثمن غالياً أعدك"
قطب حاجبيه و هو يحدق فيها لتأخذ نفساً عميقاً و هي تبادله نظرات مليئة بالغضب و التحدي
_"أنتما لعبتما لعبتكما و استمتعتما بها .. الآن حان دوري أنا فشاهدا في صمت ... سأجعلكما تعرفان جيداً كيف تلعبان بي مرة أخرى ... سأنتقم من كل واحد منكما (سامر) و سأجعلكما تندمان على اليوم الذي دخلتما فيه حياتي"
صمتت لحظة ليقول ببرود فجر غضبها أكثر
_"أحقاً؟ .. و كيف تنوين هذا الإنتقام بالضبط؟"
قبضت على كفها بقوة و تسارعت أنفاسها لتقول بعد لحظة و عيناها تتألقان بلمعة شابهت جنونه
_"قلت أنك تحبني ، صحيح؟!"
قطب حجابيه و هو يتأملها بتوجس لتتابع بابتسامة
_"قلت أنك لا تستطيع الحياة من دوني .. لن تسمح لأحد بأن يأخذني منك ، صحيح؟"
و اقتربت لتقف قبالته و رفعت وجهها تنظر في عينيه بتحدي و همست بتلاعب و أنفاسها تلامس وجهه
_"لن تتحمل أن أصبح لغيرك (سامر) ، أليس كذلك؟! .. ستتعذب كثيراً و أنت تتخيلني امرأة رجل آخر سواك ، صحيح؟"
لمعت النار في عينيه و هو يقول من بين أسنانه بتحذير
_"(راندا)"
عرفت أنها أصابت الوتر الصحيح داخله فتابعت بسخرية و هي تبتعد للخلف خطوة
_"تقول أنك صادق في حبك لي ..هذا جيد ... اسمعني إذن (سامر) .. لقد قررت ... إنتقامي منك سيكون بزواجي من (هشام رضوان)"
تسارعت أنفاسه بصورة واضحة التقطتتها لتلمع عيناها بقوة و شماتة لتبتسم أكثر قبل أن تتابع بتسلية
_"أما إنتقامي من (هشام) فسيكون ببساطة ... زواجي منه"

ختمت جملتها بهزة رأس و ابتسامة متحدية و تحركت لتتجاوزه و تتجه لمخرج الشارع لكنها لم تكد تبتعد عنه بضع خطوات حتى شعرت به خلفها تماما و أنفاسه لامست عنقها و هو يهمس
_"لم تحزري حبيبتي .. قلت لن تذهبي من هنا حتى ننتهي من هذا الأمر تماماً"
قبل أن تلتفت لترد عليه كانت كفه تطبق على فمها و أنفها لتتسع عيناها فزعا بينما رائحة نفاذة من المنديل الذي كممها به اخترقت أنفها و كتمت أنفاسها بقوة و تسللت بطريقة مرعبة إلى وعيها .. همهمت برفض و هي تهز رأسها محاولة التخلص منه لكنّ ذراعه الأخرى أحاطت بجسدها تكبل حركتها تماما و لم تمض لحظات حتى شعرت بالخدر و العجز يتسلل إلى جسدها و عقلها الذي كان يغرق بسرعة رهيبة في دوامة عميقة من الظلام لتدمع عيناها في يأس و هي تسمعه يهمس في أذنها
_"قلت لكِ أنكِ ملكي (راندا) ... ملكي لآخر يوم في عمري و لن تكوني لغيري .. أبدا حبيبتي"
مع آخر كلماته كانت تغمض عينيها و تغيب عن العالم و ارتخى جسدها تماما ليحملها بين ذراعيه و يتحرك بها مغادرا إلى حيث أوقف سيارته على مخرج الشارع المنعزل عن المارة ... تأمل ملامحها المسترخية بابتسامة واسعة و همس لها
_"ستكونين لي رغم الجميع حبيبتي و أولهم أنتِ .. أنتِ ملك (سامر) فقط أميرتي و ستعرفين هذا بنفسكِ قريباً جداً"
قالها و عيناه تلمعان بعزم و تصميم و قد أقسم ألا يمر اليوم إلا و قد أصبحت ملكه كما أراد دائما
****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 04:15 AM   #1186

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحرك (زياد) بتململ و هو ينظر في ساعته قبل أن يتأفف بنزق لتنظر له (وتين) بابتسامة حانية و هو يقول بحنق
_"ماذا تفعل كل هذا الوقت؟ ..كل هذا تبحث عن حقيبتها؟"
قالت (وتين)
_"اهدأ (زياد) ... المكان واسع و ربما لا تتذكر أين نسيتها"
زفر في حنق و قلق غريب يتسلل داخله ليقول بعد لحظة بتوتر
_"سأذهب لأجدها تلك الحمقاء"
نادته لكنه كان قد تحرك بسرعة ليتهدل كتفاها و تتبادل هي و (هاميس) ابتسامة مستسلمة لتنتبها على صوت (هشام) الذي كان قد لمحهما ليقترب و يحيهما فردتا التحية بترحيب غامر قبل أن تقول (هاميس) بمرح
_"أوه ... أنت هنا من أجل العروس الغاضبة ، صحيح؟"
ضحك (هشام) قائلا و هو يدير عينيه في المكان
_"صحيح ... أين هي إذن عروسي الغاضبة على الدوام؟"
أشارت (وتين) برأسها نحو المحل و قالت بتنهيدة يائسة
_"لقد نسيت حقيبتها بالداخل و تأخرت .. (زياد) ذهب ليستعجلها"
قطب حاجبيه بقلق و قد بدأت مخاوفه تسيطر على حيز أكبر من عقله فتحرك بسرعة نحو المحل تحت أنظار (وتين) و (هاميس) المستغربة .. بينما كان (زياد) يمشط المحل الكبير بحثا عنها و هو يتمتم بكلمات حانقة متوعدا إياها ليقطع تمتماته صوت (هشام) الذي تصاعد على مقربة مناديا باسمه ليلتفت له و تنهد بقوة مع إقترابه بينما (هشام) قال بسرعة ما أن توقف أمامه
_"أين (راندا)؟"
هز كتفيه و قال بحنق
_"لا أجدها ... أين ستكون قد ذهبت تلك الحمقاء؟ .. لا يمكن أن تكون قد خدعتني و تسللت من الخلف؟"
ارتجف قلب (هشام) بقلق و هو يدير عينيه حوله قبل أن يسرع لأقرب العاملات بالمكان و أخرج هاتفه و سألها و هو يريها صورة (راندا) على الهاتف إن كانت قد رأتها قبل قليل لتهز رأسها نفيا ليتحرك بسرعة تحت أنظار (زياد) المستغربة و يسأل غيرها قبل أن يخبره بعضهم أنها كانت تطارد طفلا صعيرا قبل دقائق سرق حقيبتها و غادرت خلفه من الباب الخلفي ليندفع (هشام) مسرعا من حيث أشاروا يتبعه (زياد) الذي ناداه بقلق
_"(هشام) .. ما الأمر؟ ... لماذا تبدو مرتعبا هكذا؟ ... لم يحدث شيء ... (راندا) معتادة على فعل هكذا مفاجآت .. ستعود وحدها بعد قليل"
هتف (هشام) و هو يخرج إلى الشارع الموجود خلف المحل و دارت عيناه فيه بقلق
_"لا يا (زياد) ... هذه المرة مختلفة .. (راندا) ليست بخير .. هناك ما حدث لها"
_"ما الذي تقوله (هشام)؟"
هتف و هو يتبعه بقلق ليرد (هشام) بتوتر و هو يتحرك بسرعة نحو الشوارع المجاورة
_"(راند) ربما تكون في خطر إن لم نسرع يا (زياد)"
نبض قلب (زياد) بخوف شديد و هز رأسه يبعد ذكريات إختطاف (وتين) عن عقله و ما حدث مؤخرا لريناد ... رباه ليس (راندا) أيضا ... ماذا أصابهم هذه الأيام؟ .. و لكن من سيستهدف (راندا)؟ .. و لماذا؟ .. و من أين عرف (هشام) ليبدو متأكدا بهذه الطريقة؟ .. تبعه بخطوات أقرب للجري و هو يحاول السيطرة على مخاوفه و أفكاره ليركز على البحث عنها و قد بدأ يتأكد مع مرور الوقت أنه ربما يكون محقا ... رنين هاتفه باسم (وتين) جعله يتذكر برعب أنه تركها وحدها هي و (هاميس) ليتوقف بعجز و هو لا يعرف ماذا يفعل .. لا يستطيع أن يترك (راندا) و هو لا يعرف مصيرها و إن كانت فعلاً في خطر كما قال (هشام) ، كما أنه يخشى من ترك (وتين) وحدها مرة أخرى و قد صار لديه ذلك الخوف المرضي الذي يجعله يتصور أنها ستختفي ما أن تغيب عن عينيه .. رباه ماذا يفعل؟ .. قبل أن يتخذ أي خطوة كان صوت (هشام) يناديه بعد أن لمح شيئا على الأرض في الشارع الذي كاد أن يتجاوزه ليسرع (زياد) نحوه بتساؤل قلق ليجده يلتقط حقيبة نسائية من على الأرض ليخفق قلبه بخوف بينما (هشام) يفتح الحقيبة و هو يسأله
_"أهذه حقيبتها؟"
قطب حاجبيه محاولا التذكر و قال بتردد
_"ربما ... لا أتذكر"
كان (هشام) قد فتح الحقيبة و أخرج محفظة بناتية أنيقة و فتحها ليخفق قلبه بعنف و يقول و هو يحدق ببطاقة الهوية داخلها
_"إنها هي"
انتزع (زياد) المحفظة من يده برعب و حدق في الصورة
_"ماذا يعني هذا؟"
قلب (هشام) بالحقيبة و قطب حاجبيه و هو يتأمل ذراع الحقيبة الذي يبدو أن أحدهم قد قطعه بأداة حادة .. ربما هكذا سرقها دون أن تشعر به (راندا) .. ناول الحقيبة لـ(زياد) و انحنى أرضا ليتأمل آثار الأقدام فوق الأرض و يلتقط منديلا قماشيا كانا بقرب الحقيبة .. قربه من أنفه ليشمه قبل أن يشتم بقوة في غصب شديد ليقول (زياد) بتوجس
_"أهذا ما أفكر فيه (هشام)؟"
قبض يده على المنديل بقوة و هتف بقهر من بين اسنانه
_"(سامر اليزيدي)"
حدق فيه (زياد) بذهول قبل أن يهتف
_"(سامر اليزيدي)؟!!"
التفت (هشام) نحوه بسرعة ليقول
_"عد أنت (زياد) و أنا سأحضر (راندا)"
أمسك بكتفه بقوة يمنعه من التحرك
_"مهلاً (هشام) .. أنا لا أفهم ماذا يحدث هنا؟ .. ما دخل (سامر) بما يحدث؟ .. هل تقول أنه اختطف (راندا)"
قال بتوتر
_"ليس هذا وقته (زياد) .. سأخبرك بكل شيء لاحقاً .. الآن يجب أن أسرع لأنقذها من ذلك الوغد"
تحرك معه قائلا بحزم
_"سأذهب معك"
هتف (هشام)
_"لا (زياد) ... لا يجب أن يشعر أحد و لا أن يعرفوا الآن بما حدث ... يجب أن تعود بزوجتك و أختك للبيت و أنا سأعيد (راند)"
_"لكن (هشام)"
ربت على كتفه قائلا
_"جدي صحته لن تحتمل صدمة جديدة (زياد) ... عد أنت لهم و أخبرهم أن (راندا) برفقتي و سأعيدها للقصر بنفسي ... طمأنهم عليها و بعدها يمكنك أن تلحق بي"
هز رأسه و قال
_"لكن كيف ستجدها (هشام)؟"
قطب حاجبيه و قال بحزم
_"لا تقلق .. أنا أعرف كيف سأصل لذلك الوغد (زياد) ... أعدك لن أعود إلا و هي معي .. سأعيدها لكم سالمة بإذن الله أعدك بهذا"
تنفس (زياد) بقوة و قال
_"أنا أثق بك (هشام)"
و تحرك مبتعدا و هو يقول
_سأتصل بك فور ان أوصل (وتين) و (هاميس) .. فليوفقك الله"
أومأ برأسه و هو يتنهد بقوة
_"آمين"
تحرك بعدها مغادرا الشارع حيث ترك سيارته و هو يكز على أسنانه بقوة بينما يقول بغضب شديد
_"اليوم حفرت قبرك بيدك (سامر اليزيدي) ... أقسم أن أجعلك تدفع ثمن كل ما فعلته غاليا ... غاليا جدا"
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 04:18 AM   #1187

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تحركت (همسة) بخطوات سريعة تحاول ملاحقة خطوات (فهد) الذي كان يجرها من كفها بغضب و هزت رأسها بحنق و هي تلمح نظرات العاملين الفضولية نحوهما و همست من بين أسنانها في غضب
_"تباً (فهد) .. اترك يدي .. الجميع ينظر إلينا .. تمهل قليلاً ستسقطني أرضاً"
همس بحنق مماثل
_"تحركي معي (همسة) .. لا أريد أن أسمع حرفاً منكِ"
زمت حاجبيها و شفتيها و هي تتحرك معه نحو المصعد ليستقلاه إلى حيث مكتب إدارة الشركة ... انتزعت كفها منه ما أن انغلق باب المصعد عليهما و تراجعت لتستند إلى الحائط و هي تهتف بحنق
_"متى ستتوقف عن ملاحقتي بهذه الطريقة (فهد)؟ .. هل أصبحت عملي الأسود الذي يصر على ملاحقتي؟"
استند على الحائط المقابل و قال ببرود
_"عندما تتصرفين بهذا التهور رغم كل تحذيراتي أنا و (عماد) فتوقعي أن تجدينني فوق رأسكِ في كل لحظة آنسة (همسة اليزيدي)"
زفرت بحنق و أشاحت بوجهها عنه قبل أن تلتفت له هاتفة
_"و لماذا أحضرتني هنا؟ ... أريد العودة للبيت لو سمحت"
تأملها ببرود أشعل أعصابها أكثر قبل أن يجيبها
_"لن أستطيع العودة للبيت الآن ... لقد أجلت إجتماعاً مهماً لألحق سموكِ و لم يكن أمامي وقت لأعيدكِ للشقة و العودة لهنا مرة أخرى .. هذا فضلاً عن أنني لا أثق في عودتكِ للبيت و عدم خروجكِ مرة أخرى"
فتحت فمها لتدافع عن نفسها و تخبره أنه ما كان عليه أن يزعج نفسه بملاحقتها مادام مشغولاً لهذه الدرجة ، لكنّ المصعد توقف ليغادر و تتبعه هي و هي تضرب الأرض بخطوات عنيفة أثارت داخله رغبة في الضحك لكنه قطب حاجبيه مدعياً التجهم و هو يدخل لمكتبه بينما تبعته هي بزوبعتها و هي تهتف
_"لقد زاد هذا الأمر عن حده ... (فهد) .. أخبرتك أنني أعرف كيف أهتم بنفسي .. توقف عن ما تفعله"
كتف ذراعيه و استند لمكتبه قائلاً بهدوء مستفز
_"أنا لن أنتظر حتى توقعي نفسكِ في مصيبة آنسة (همسة)"
اقتربت منه بحدة و وقفت على أطراف قدميها و نظرت في عينيه بتحدي
_"أنا لن أسبب مصيبة سيد (فهد سليمان) .. بل أنت بتدخلك هذا من ستتسبب في مصيبة حتماً ... هل تعرف أنك تدخلت في لحظة حاسمة و أن (سامر) كان اليوم .."
قاطعها قائلاً ببرود
_"كان يراقب (راندا هاشمي) حيث كنتِ أنتِ"
حدقت فيه بعينين متسعتين
_"كنت تعرف"
هز كتفيه لتحدق فيه للحظات قبل أن تهتف
_"كنت تعرف و مع هذا تدخلت و منعتني من .."
قاطعها بحدة و هو يمسكها من عضديها يقربها إليه
_"منعتكِ من ماذا؟ ... هل كنتِ تنوين التدخل و منعه إن حاول الإقتراب منها؟ .. أم كنتِ تنتظرين وصول السيد (هشام رضوان) بعد أن اتصلتِ لتبلغيه .. ماذا إن حدث اشتباك بينهما ، هل يمكنكِ تخيل النتيجة؟"
هزت رأسها في حيرة لتقول
_"كيف عرفت أنني هاتفت (هشام رضوان)؟"
و تأملته ملياً قبل أن تتابع
_"مهلاً لحظة ... كيف تجدني بهذه السهولة في كل مرة؟"
رفع أحد حاجبيه بسخرية قبل أن يجيبها ببرود
_"اسألي نفسكِ يا ذكية"
قطبت حاجبيها و هي تنظر له للحظات قبل أن تشهق بحدة و انتزعت نفسها من قبضتيه و أسرعت تخرج هاتفها من جيب بنطالها و فتحته لتقلب فيه للحظات قبل أن ترفع له عينين متسعتين و تهتف بغضب
_"كنت تتتبع هاتفي؟! .. هل زرعت برامج تعقب و تجسس على هاتفي أنا الأخرى؟"
هز كتفيه ببرود و ابتسم لها لتهتف و هي تلوح بهاتفها في وجهه
_"تباً (فهد) .. كان من المفترض ان تضعه بهاتف (سامر) فقط .. لم أخبرك بشأنه لتتعقب هاتفي أنا أيضاً ... لن أسامحك (فهد سليمان)"
زفر بقوة قبل أن يتحرك ليجلس خلف مكتبه و يقول بهدوء
_"اسمعي (همسة) .. كان يمكنني أنا و (عماد) أن نمنعكِ مما تريدين فعله و كان يمكن لـ(عماد) أن يجبركِ على السفر من جديد ، لكننا منحناكِ ثقتنا فرجاءاً توقفي عن تهوركِ و استمعي لنا .. لا تجبرينا على تصرف لن يعجبكِ أبداً"
حدقت فيه للحظات بتفكير و ضيق واضح مرتسم على وجهها قبل أن تطرق رأسها و تقول
_"للأسف أنتما لا تثقان بي أبداً و إلا ما كنت فعلت هذا (فهد) .. أخبرتك أن لا أحد سيعرفني و أنني سأحرص على خطواتي لكنك لم تثق و إلا لم تكن لتتبعني و تتجسس على هاتفي و تحركاتي"
زفر طويلاً و هو يفكر كيف يقنعها تلك الحمقاء أنه يشعر بالقلق عليها و مهما تحركت بحرص فسيظل قلقاً عليها و يخشى من كل خطوة تقربها من طريق (هشام رضوان) و عائلته أو قد تضعها في طريق (سامر) الذي لن يرحمها أبداً إن عرف بما فعلته من قبل أو بما تحاول فعله حالياً ... انتبه عليها و هي تقول
_"عامةً شكراً سيد (فهد) و أعتذر عن القلق الذي أسببه لك كل مرة .. سأحرص على ألا أزعج سيادتك مرة أخرى .. اعذرني"
نهض من مقعده بحدة ليهتف عندما رآها تتحرك نحو الباب لتغادر
_"مهلاً .. أين تذهبين؟"
وقفت و أعطته ظهرها للحظة قبل أن تلتفت لتنظر له بعينين حزينتين جعلتا قلبه ينقبض بين ضلوعه لتقول
_"سأعود للبيت و أجلس في غرفتي كفتاة مهذبة حتى يعود أخي .. لا تقلق لن أذهب لأي مكان"
زفر بيأس و قال
_"(همسة) أنا لم .."
رفعت كفها أمام عينيه و هزت رأسها بأسف
_"لا تقل شيئاً (فهد) .. لقد فهمت"
و تحركت لتغادر ليهتف و هو يتحرك خلفها
_"(همسة) .. توقفي .. (همسة) .. قلت توقفي .. (همسة)"
كان بمكتب السكرتيرة يسرع ليلحق تلك المجنونة التي أطلقت ساقيها للريح بينما أوقفته مديرة مكتبه و هي تقول
_"سيدي .. الإجتماع على وشك أن يبدأ .. مزيد من التأخير سيغضب العملاء"
هز رأسه و تابع خيال (همسة) التي اختفت عن ناظريه فزفر بحنق و هو يهمس
_"يجب أن يجد (عماد) حلاً لتلك المجنونة ... لن تهدأ حتى تحدث مشكلة"
بينما (همسة) التي غادرت مسرعة مسحت من على وجهها الحزن المصطنع الذي واجهت به (فهد) و ابتسمت و هي ترفع رأسها بعد أن تأكدت أنه لا يتبعها و قالت
_"هه .. هل تظن أنني سأستسلم بهذه السهولة (فهدي) .. لست أنا من يتراجع عن هدفه مهما حصل"
فتحت هاتفها و هي تقول
_"لنمحو الآن أساس المشكلة كلها و لنرى كيف ستتتبعني مرة أخرى سيد (فهد سليمان) و كيف سـ"
توقفت الكلمات في حلقها و هي ترفع رأسها لتصطدم عيناها بالوجه المتجهم و العينين المشتعلتين بالغضب الناري و صاحبهما يندفع إلى داخل مقر الشركة بحدة و تجمدت مكانها و هي تحدق فيه بينما اندفع هو ليمر من جانبها لتشهق و تلتفت بسرعة تتابعه بعيناها .. (هشام رضوان) ... ماذا يفعل هنا؟ .. أليس من المفترض أن يكون مع خطيبته و أسرتها كما أخبرته؟ .. لماذا أتى لشركة أخيها؟ .. هل حدث ما خافت منه؟ .. هل (سامر) ..؟! قطعت أفكارها المخيفة و هي تندفع خلفه بينما كان هو يتجه نحو مكتب (فهد) بخطوات غاضبة و هو لا يرى أمامه ... ازدادت خفقات قلبها و هي تتحرك بسرعة خلفه حتى وصلت من جديد حيث تركت (فهد) لتجده يتحدث مع السكيرتيرة بحدة و يخبرها أنه يريد مقابلة مديرها و عندما أخبرته أنه في إجتماع و لا يمكنه أن يقابله بدون موعد مسبق اشتعل غضبه أكثر و هو يهتف فيها بصرامة شديدة جعلت المسكينة ترتجف رعباً و تسرع لتبلغ (فهد) الذي خرج من غرفة الإجتماع بملامح متجهمة خلفه سكيرتيرته المرتجفة التي كانت تواصل إعتذراتها له ليصرفها للخارج ليقف بعدها ينظر نحو (هشام) الذي كان يتنفس بقوة محاولاً السيطرة على غضبه بينما يقف أمام أحد غريميه لأول مرة وجهاً لوجه .. صورة (رهف) و (راندا) ارتسمتا أمام عينيه ليقبض على كفه بقوة شديدة بينما أخرجه (فهد) من أفكاره و هو يقول ببرود بينما يعقد ذراعيه أمام صدره
_"هل لي أن أتشرف بسبب هذه الزيارة المستعجلة كما يبدو أيها السيد؟"
أخذ نفساً قوياً يمنع نفسه بقوة من أن يمسك بخناقه و يكيل له اللكمات حتى تتغير ملامح وجهه ليتمالك نفسه بصعوبة و يرفع رأسه يقول ببرود مماثل
_"(هشام رضوان) سيد (عماد اليزيدي) .. أعتقد أنك تعرف هذا الاسم جيداً"
عقدت (همسة) حاجبيه بشدة و هي تستمع إليهما من مكانها و تختلس النظر بينما تفكر في حيرة .. انه يعتقد أن (فهد) أخيها (عماد) .. لكن لماذا؟ .. يبدو أنه يعرف عنهم مسبقاً و قد جمع معلوماتٍ بشأنهم فكيف أخطأ في التعرف على (فهد) و ظنه (عماد)؟ ... نظرت نحو (فهد) الذي ابتسم بسخرية و هز رأسه و قال
_"غني عن المعرفة سيد (هشام) ... أعتقد أن السوق كله كان يتحدث عنك مؤخراً .. لكن هل لي أن أتشرف بسبب زيارتك لشركتنا المتواضعة؟"
هزت (همسة) رأسها بحيرة أكبر ... (فهد) لم يصحح له خطأه أيضاً .. ماذا يخطط له بالضبط؟ .. كما أنه من الواضح أن (هشام) أتى و هو يعرف أين يخطو بالضبط؟ .. هل يعتقد (فهد) أن (هشام) سيصدق ادعائه للجهل أو أنه سيتجاوزه؟ ... عادت تتابع ما يجري بينهما لتجد (هشام) يضغط على أسنانه بقوة و هو يقول بغضب
_"أين شقيقك سيد (عماد)؟"
رفع (فهد) حاجبيه بدهشة مصطنعة و أجاب و هو يهز كفيه
_"شقيقي؟! .. آه .. تقصد (سامر) .. ليس هنا للأسف .. أخبرني فيما تريده و سأبلغه رسالتك فور أن أراه"
أغمض (هشام) عينيه و هو يدعو الله أن يجعله يتحكم في نفسه حتى لا يرتكب جريمة حالاً .. عاد يفتحهما و يتطلع نحو (فهد) الذي يواجهه في برود مستفز كأنما يتعمد اشعال أعصابه و قال
_"اسمع سيد (عماد) .. لماذا لا نرمي بالأقنعة جانباً و نلقي بأوراقنا كلها مكشوفة على الطاولة؟ .. أنت تعرف جيداً أنني أعرف من تكونون أنت و شقيقك الحقير ذاك فرجاءاً لا داعي لمزيد من اللعب معي لأنني أقسم بالله قد اكتفيت و وصلت لآخري و لم أعد أحتمل المزيد من ألاعيبكم القذرة"
قطب (فهد) حاجبيه و قال بحدة و هو يعتدل في وقفته
_"انتبه لكلماتك جيداً سيد (هشام) يمكنني حالاً أن أقاضيك بتهمة السب و القذف"
هتف (هشام) و هو يقترب منه بغضب
_"أنا منتبه جيداً لكلماتي يا سيد .. عليك أنت أن تنتبه من الآن فصاعداً لكل خطوة ستخطوها لأنني لن أنتظر طويلاً حتى أرد لكما الصاع صاعين لكل ما فعلتموه ... أعرف أنكما خلف كل المصائب التي حدثت لعائلتي مؤخراً و لم أصمت كل هذا الوقت سدى .. قريباً جداً سترى الرد أنت و عائلتك كلها و صدقني لن يعجبكم ردي أبداً"
بادله (فهد) نظرة متحدية قبل أن يقول ببرود
_"أنا لا أفهم حتى الآن لماذا أنت هنا سيد (هشام) .. لا أعتقد أنك جئت لتخبرني بكل هذه القصص الغريبة دون سابق انذار"
اندفع (هشام) نحوه و قد فقد زمام غضبه و قال بغضب شديد و هو يمسك بياقته يشده إليه
_"شقيقك الحقير اختطف خطيبتي أيها الوغد"
رفعت (همسة) يدها إلى فمها تكتم شهقتها و هي تحدق فيه بعينين متسعتين .. هذا ما كانت تخشاه ... رؤيتها لـ(سامر) اليوم جعلتها تتأكد من ملامحه أن يخطط لشيء ما بتتبعه لـ(راندا) بهذه الطريقة .. نظرت بشفقة لغضبه الشديد و هو يهز (فهد) الذي كان ينظر له بحاجبين معقودين و أدركت مدى الغضب الذي يشتعل داخله هو الآخر مما فعله (سامر) بينما هتف (هشام) بغضب أشد
_"أخبرني الآن أين هو شقيقك القذر .. أين هو؟"
أمسك (فهد) بقبضتيه بقوة و أبعدهما عنه بصعوبة و قال بحدة
_"لا أعرف عما تتحدث يا هذا .. كما أنني لا أعرف أين يمكن أن يكون (سامر)"
هتف (هشام) و هو يرفع سبابته في وجهه
_"أقسم لو أنك لم تخبرني بمكانه سأصل إليه بطريقتي و عندها ستتمنى لو أنك قد أخبرتني بمكانه .. لأنني عندما سأجده سأجعله يندم على اليوم الذي ولد فيه .. لذا نصيحة لك .. إن كنت تعرف طريقه أخبرني أو اتصل به أخبره أن يعيد خطيبتي لأنني إن وصلت إليها بنفسي سيكون قد حفر قبره بيديه و سأصل لأضعه فيه بنفسي ، هل فهمت؟"
قالها و غادر بعنف أشد من السابق تتبعه عينا (فهد) و (همسة) التي عادت لتنظر بتوتر نحو (فهد) الذي أعطاها ظهره و ركل المكتب أمامه بغضب و هو يهتف
_"اللعنة عليك (سامر) .. لقد أفسدت كل شيء"
تحركت (همسة) بسرعة خلف (هشام) و لهثت بعنف و هي تجري بأقصى ما لديها محاولةً اللحاق به قبل أن يغادر ... يجب أن تساعده .. هي تعرف كيف تصل لـ(سامر) و لن تسمح له أن يؤذي فتاة أخرى مهما كان الثمن ... قلبها كان يتمزق بقوة بين أخيها و بين ضميرها الذي يحتم عليها فعل هذا .. دمعت عيناها بشدة فرفعت كفيها تمسحهما بقوة .. ليس أمامها خيارٌ آخر .. بينما في مكتب (فهد) كان هو يتحرك بخطوات غاضبة ذهاباً و إياباً و هو لا يكف عن سب (سامر) قبل أن يتجه بتفكيره نحو (هشام) .. لقد كان واضحاً في تهديده .. إن وصل لـ(سامر) فلن يرحمه أبداً .. لقد أصبح اللعب على المكشوف و (عماد) يجب أن يعرف كل ما حدث ... يجب أن يخبره بكل شيء .. تحرك نحو النافذة المطلة على الشارع و تطلع منها و هو يخرج هاتفه ليتصل بـ(عماد) بينما ضيق عينيه و هو يلتقط (هشام) و هو يغادر مبنى الشركة متجهاً بغضب واضح نحو سيارته و تنهد و هو يفكر .. جيد أن (همسة) كانت قد غادرت قبل مجيئه و إلا كانت قد حدثت كارثة و .. توقفت أفكاره و تقلصت أصابعه على الهاتف و هو يحدق بعينين متسعتين للأسفل و خفق قلبه في ارتياع و هو يرى (همسة) التي اندفعت خارج الشركة و توقفت أمام (هشام) و هي تلهث بقوة ... شتم بعنف و هو يراها تتحدث معه ليهتف و هو يندفع خارج مكتبه بسرعة
_"تلك الغبية .. تلك الحمقاء .. تباً .. تباً"
وصل في لحظات معدودة نحو مخرج الشركة و اندفع للشارع ليتوقف بعينين متسعتين في ارتياع شديد و هو يرى الشارع الخالي أمامه و قد اختفت سيارة (هشام) و اختفت (همسة)
_"يا إلهي!!"
همس و هو يرفع كفيه يحيط رأسه قبل أن يتابع
_"ياللمصيبة ... ماذا فعلتِ يا (همسة)؟ .. ماذا فعلتِ؟"
أسرع يخرج هاتفه و يتصل عليها ليشتم من جديد بقهر و هي ترفض الرد على مكالماته ليتصل هذه المرة بـ(عماد) ليخبره بالمصيبة التي على وشك أن تقع بسبب أخويه الاثنين
**************
انطلق (هشام) بسيارته بسرعة و هو يختلس النظر إلى الفتاة الجالسة على المقعد المجاور له بتوتر واضح و ارتباك و إحساس بالتردد الممزوج بالندم كأنما تندم على اندفاعها خلفه لتخبره أنها تعرف أين خطيبته؟ .. كان يغادر مبنى الشركة و هو يحترق بالغضب عندما نادته و هي تلهث ليتوقف و يلتفت إليها .. تأمل جسدها الصغير و هيئتها الغريبة بزيها الذي جعلها تبدو كولد صغير لا فتاة خصوصا و هي تخفي شعرها بقبعة شبابية ، حتى أنه شكك في الأمر لتقترب هي و تمحو كل شكوك و هي تتحدث إليه بصوت لا يمكن أن ينتمي إلا لفتاة .. أخبرته أنها تعرف مكان خطيبته و يمكنها أن تساعده ليجدها .. وجد نفسه يمسك بذراعها في حدة و يشدها نحوه هاتفاً فيها بغضب يسألها من تكون و يخبرها أنه لا يحتمل أي مزاح لترتجف بقوة و تخبره أنها لا تمزح و أسرعت تخبره و هي تتطلع نحو مدخل الشركة كأنما تتوقع ظهور أحدهم فجأة
_"هل يمكن أن نذهب من هنا الآن و سأخبرك بكل شيء في الطريق؟ ثق بي أرجوك"
قطب حاجبيه و هو ينظر لها قبل أن يقول
_"و كيف أثق بك يا هذه؟ .. من أنتِ و كيف تـ .."
قاطعته و هي تهتف باندفاع
_"أنا أخت (عماد اليزيدي)"
حدق فيها بذهول لتهتف بتوسل
_"أرجوك .. فلنذهب من هنا و سأخبرك بكل شيء .. دعنا نلحق خطيبتك"
و كأنما ضغطت على الوتر الحساس داخله لتوقظه من صدمته ليتذكر (راندا) فقطب حاجبيه و أشار لها لتتبعه نحو سيارته و هو يقول
_"تعالي معي"
و ها هي الآن تجلس بجواره تبتلع لعابها بصعوبة و ترتجف شفتاها في قلق كأنما هي مجبرة على وجودها معه الآن .. تنحنح ليقول
_"إذن يا آنسة ... لم تخبريني بعد بأي شيء"
التفتت له بحدة لتتوقف عيناه على عينيها التي لم يرها قبل الآن لأنها كانت تخفيهما خلف نظارة شمسية .. حدق في عينيها الزيتونيتين و شعور مبهم انقبض له قلبه لم يفهم سببه .. هز رأسه يحاول التركيز على أفكاره و عاد بناظريه للطريق أمامه ليقول في حدة
_"لم تخبرينني بعد .. كيف تكونين شقيقة (عماد)؟ .. المعلومات عندي تقول أن له شقيق واحد"
قطبت في ضيق و قالت
_"معلوماتك منقوصة إذن و بدرجة بشعة"
التفت ينظر لها بدهشة ليبتسم بطريقة لا تناسب الموقف مع الحدة التي نطقت بها و قال بهدوء
_"لا تبدين سعيدة أبداً لوجودكِ معي الآن ، صحيح؟ .. لماذا لحقتِ بي إذن آنستي؟ .. لماذا تساعدينني؟"
نظرت له قبل أن تقول
_"لأنني الوحيدة التي أعرف كيف أساعدك .. و أنا لم أتعود أبداً أن أتخلى عمن يحتاج مساعدتي"
نظر لها بضع لحظات كأنما يحاول إختراق أفكارها ليقول بتساؤل
_"غريب .. لم أتوقع هذا من ابنة (اليزيدي)"
هتفت بحدة
_"و ما الذي تعرفه عني لتحكم عليّّ؟"
هز كتفيه و قال
_"ما أعرفه عن عائلتكِ كافٍ لأعرف أن لا خير أبداً سيأتي من خلفكم"
نظرت له بعينين حزينتين جلعتا قلبه يختنق بشدة و ذلك الشعور الغريب يعاوده من جديد و لسبب ما وجد نفسه يتذكر (رهف) و هو ينظر إليها .. ما بها هذه الفتاة؟ .. هل هي شقيقة ذلك الحقير فعلاً؟ .. تبدو مختلفة عنهما بطريقة ما؟ .. شيءٌ بها مختلف و مألوفٌ له في نفس الوقت .. شيءٌ لا يفهمه ... تنهد و ركز على الطريق ليسمعها تهمس بأسف
_"أعرف أنك قد لا تصدقني و لكنني حقاً أريد أن أساعدك .. أنا لا أريد أن يحدث أي مكروه لخطيبتك"
قال و يداه تقبضان على مقود السيارة بقوة
_"كيف تعرفين بشأنها؟ و كيف ستساعدينني لأصل إليها؟"
فتحت فمها لتنطق ليوقفها اهتزاز هاتفها الذي جعلته صامتاً حتى لا تجيب على اتصالات (فهد) لتحدق لاارادياً في الشاشة و شهقت بقوة و هي تهتف
_"(عماد)"
قطب (هشام) حاجبيه و هو ينظر نحوها ليجد وجهها و قد شحب بقوة بينما ارتجفت أصابعها و هي ترفع الهاتف لترد على أخيها
_"مرحباً أخي .. كيف حالك؟"
أتاها صوته حاداً كحد السيف و هو يقول
_"أين أنتِ (همسة)؟"
قالت بارتباك و هي تختلس النظر لـ(هشام) الذي خفض من سرعة السيارة و تحرك نحو حافة الطريق ليوقفها تماماً
_"أ .. أنا .. أخي أنا في .."
عاد يقاطعها في صرامة
_"مع من أنتِ الآن (همسة)؟"
_"أ .. أخي .. أنا لم آآ .."
هتف بحدة أرجفت جسدها و دمعت لها عيناها
_"(همسة) .. الآن ستقولين لذلك الوغد الذي ترافقينه أن يوقف السيارة و ستنزلين منها و فوراً"
همست بتردد
_"لكن أخي ... إن (سامر) قد .."
قاطعها بصرامة و غضب شديد
_"الآن (همسة) .. غادري السيارة حالاً و إلا لن يحدث لكِ طيب"
همست بتوسل
_"أخي أرجوك"
_"حالاً (همسة) .. هل سمعتِ؟"
سالت دمعتان على خديها في عجز و هي تتطلع نحو (هشام) الذي كان يتأملها ملياً و قد وصله صوت (عماد) الغاضب ليتناول الهاتف منها لتتسع عيناها و تشهق بقلق بينما تراه يرفع الهاتف نحو أذنه و يقول ببرود
_"مرحباً مرة أخرى سيد (عماد)"
ران الصمت على الناحية الأخرى للحظات قبل أن يأتيه صوت (عماد) بغضبه المكبوت
_"(هشام رضوان)"
ضحك (هشام) بخفوت و قال بسخرية
_"جيد أنك لازلت تذكرني .. قلت لك قبل قليل أنني سأصل لشقيقك الحقير بنفسي إن لم تخبرني بمكانه و كما ترى القدر يلعب في صالحي اليوم"
قال (عماد) و هو يضغط على أسنانه
_"ماذا تريد بالضبط؟"
أجابه بهدوء
_"أخبرتك ماذا أريد ... شقيقك الحقير اختطف خطيبتي و مسؤوليتك الآن أن تعيدها لي سالمة و في أسرع وقت"
_"أنا لا شأن لي بالترهات التي تدعيها (هشام رضوان)"
حدقت (همسة) بارتياع في وجه (هشام) الذي نظر نحوها في سخرية و نظرة غريبة لمعت في عينيه أثارت خوفها و هي تحدق فيه بينما يقول ببرود محدثاً أخيها
_"ألم نتفق على رمي الورق مكشوفاً (عماد اليزيدي) .. أريد خطيبتي في أسرع وقت و إلا لا تلوم سوى نفسك"
صمت (عماد) لحظة قبل أن يقول
_"و ماذا إن لم أنفذ طلبك؟ .. ماذا إن كنت لا أعرف طريقها؟"
ابتسم (هشام) و هو يتطلع نحو (همسة) التي ارتجف قلبها بقوة و هي تسمعه يقول بأسف مصطنع
_"تؤ .. ياللخسارة ... إذن شقيقتك الصغيرة الجميلة ستبقى برفقتي معززة مكرمة حتى تحضر لي خطيبتي بسلام و دون أي أذى و إلا أقسم لن تجدوا مكاناً واحداً تختبأون فيه مني"
ارتجفت شفتا (همسة) بقوة بينما تسلل إلى أذنيها صوت (عماد) و هو يهتف بغضب
_"أيها الوغد ... أقسم إن مسستها بسوء لن تجد الوقت لتندم حتى"
أجابه ببرود جبل ثلجي
_"وقتك بدأ ينفذ (عماد يزيدي) من الأفضل لك أن تتحرك بسرعة إن أردت رؤية شقيقتك الصغيرة في أسرع وقت و على قيد الحياة"
و قبل أن يسمع بقية هتافه الساخط أغلق (هشام) الهاتف في وجهه و التفت نحو (همسة) التي كانت تحدق فيه بخوف شديد و قالت
_"ماذا ستفعل بالضبط؟"
تأملها للحظات و جاهد حتى لا يظهر تعاطفه نحوها على وجهه و أجابها بصرامة مفتعلة
_"كما سمعتِ يا صغيرة ... ستبقين معي في الحفظ و الصون حتى أستعيد خطيبتي و أشفي غليلي من شقيقكِ الحقير و أجعله يدفع الثمن غالياً"
اتسعت عيناها و هي تحدق فيه بارتياع و قلبها تسارع بقوة و هي تفكر .. ما الذي أوقعت نفسها فيه؟ .. لقد كانت تحاول المساعدة فقط و الآن ذهبت للفخ بقدميها و انغلق عليها من كل الجهات .. (هشام رضوان) لن يتنازل عن هدفه أبداُ و من نظراته أدركت أنه جاد فيما قال ... هو لن يتركها أبداً حتى يتم له ما أراد .. بينما أشاح (هشام) بناظريه عنها و عاد يلتفت للطريق و يعيد تشغيل السيارة و ينطلق في حزم و عيناه تلمعان بقوة و قد قرر حسم الأمر تماماً بينه و بين (سامر) هذه المرة و للأبد ..
***************
انتهى الجزء الأول من الفصل الرابع و الخمسين
إن شاء الله ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي :-* :-*

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:21 PM   #1188

ساندي بيل22

? العضوٌ??? » 382254
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 525
?  نُقآطِيْ » ساندي بيل22 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ساندي بيل22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 01:25 PM   #1189

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وصلت متأخرة اليوم هههههه ....
كنت حاسة انك ماراح تخليهم يتهنوا ميوش
سامر ماراح يتربى بسببه الحرب راح تندلع بين هشام وعماد لي ماراح يسكت طبعا،بس القدر يلعب دور همسة رغم الظروف الكارثية في مواجهة عائلتها ياريت تلتقي بأخوها
ريناد يا قلبي كان شكلها كيووووووت مثل المراهقات المغرمات وطارق والله يعرف يمثل مقالب
لا طولي بالجزء الثاني راح أقضم باقي أظافري
موفقة


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 01:47 PM   #1190

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

ههههههه اهم حاجة اخر سطرين قراءة ممتعة و ارق تحياتي
يا جامد انت يا ابو دماغ عالية
يا مي يا حبيبتي قفالتك شريرة و احداثك محتاجة شفشق لمون عشان نهدي اعصابنا
نسال بقى الاسئلة المهمة الجزء التاني نن الفصل امتي يا هل هو الخميس الجاي و لا فيه امل ينزل كمان يوم او يومين


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.