آخر 10 مشاركات
السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          54-لا ترحلي-ليليان بيك-ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : dalia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-17, 02:47 AM   #1201

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
وبدا الحرب بين هشام وعماد
وكله بفضل سامر الذى خطف رندا الغبية التى توجهت الى الفخ برجليها
طارق وقع وما حدا سمى عليه
سلمت يداكى يا مايلو
وبانتظار القادم
مساء الورد يا قمر نورتيني
بدأت الحرب على المكشوف أخيراً بسبب سامر المجنون اللي أفسد خطة عماد من جديد بتهوره
راندا لازال تهورها و عقلها يوقعها في المصائب
طارق وقع .. و ريناد كمان وقعت ... لما نشوف آخر طريقهم لفين
إن شاء الله تعجبك الأحداث القادمة يا جميل
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-17, 02:48 AM   #1202

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
هل الفصل هينزل النهارده
مساء الخير عزيزتي .. ميعاد الفصول تغير و بقى الخميس فقط .. لكن بكتب الجزء الثاني من الفصل حالياً و إن شاء لو انتهيت منه أنزله استثناءاً بكرة و يبقى الفصل ال55 يوم الخميس إن شاء الله
منوراني دايماً


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-17, 02:50 AM   #1203

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hudara مشاهدة المشاركة
صار جزئين وماكو اي تقدم بقصه قاصي ورهف كلش قليل تكتبين عليهم ع الرغم قصتهم احلى قصه بالروايه
مساء النور يا جميل
سعيدة إنك أحببتي قصة رهف و عاصي .. و لا تقلقي إن شاء الله في الفصول الجاية بنشوف تطورات أكتر بقصتهم و إن شاء الله تعجبك الأحداث أكتر
منوراني دايماً بوجودك


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-08-17, 01:21 PM   #1204

فيض حنين

? العضوٌ??? » 394538
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 94
?  نُقآطِيْ » فيض حنين is on a distinguished road
افتراضي

جمممميل جداً ، اكتشتفت انو قلبي طيب مثل وتين لأني ابكي مع اي شخص بالرواية مثل مشهد المسامحة بين ريناد ووتين 😌 طبعاً ماعدا الشخصيات المستفزة الشريرة ك سامر وامه وشاكليتهم 😈
واخيراً بكرة الخمييييييس💃 تعبت من الانتظار
اه صحيح عندي سؤال مايلو الجميلة الرواية ستكون من جزئين فقط ام اكثر ؟! وكم بقي من الاجزاء للإنتهاء الرواية ؟!
سلمت ودامت اناملك❤


فيض حنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-08-17, 09:58 PM   #1205

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيض حنين مشاهدة المشاركة
جمممميل جداً ، اكتشتفت انو قلبي طيب مثل وتين لأني ابكي مع اي شخص بالرواية مثل مشهد المسامحة بين ريناد ووتين 😌 طبعاً ماعدا الشخصيات المستفزة الشريرة ك سامر وامه وشاكليتهم 😈
واخيراً بكرة الخمييييييس💃 تعبت من الانتظار
اه صحيح عندي سؤال مايلو الجميلة الرواية ستكون من جزئين فقط ام اكثر ؟! وكم بقي من الاجزاء للإنتهاء الرواية ؟!
سلمت ودامت اناملك❤
نورتيني كتير يا سكر
سعيدة إنك استمتعتي بالاحداث و كمان تأثرتي بمشاعر الأبطال و بكيتي معاهم .. ههههههههه طبعاً باستثناء سامر و أمه
معلش بقى على التأخير يا جميل .. أنا بكتب في الجزء الثاني و يا رب أخلصه بسرعة و أقدر أنزله الليلة و لو هتأخر شوية
حبيبتي هي سلسلة من كذا جزء و اسمها (حكايات الحب و القدر) .. الجزء الأول هنطمن على هشام و راندا و زياد و وتين .. و الجزء ده خلاص قرب ينتهي احنا في الفصول الأخيرة ... الجزء الثاني يعتبر امتداد للجزء الأول لأنه فيه بقية الصراع بين عائلة اليزيدي مع عائلة هاشمي و رضوان و فيه حكاية سيلين و سؤدد و همسة ... فيعتبر الجزئين متصلين ببعض على عكس الأجزاء الباقية ..
بصي يا جميل .. زي ما قلت احنا في الفصول الأخيرة .. يعني بالتقريب كده حوالي 10 فصول للأحداث الباقية .. هااانت أهي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-08-17, 04:27 PM   #1206

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخيرات على أحلى أعضاء و قراء بالمنتدى ... كيفكم
إن شاء الله بخير دايماً و يا رب يومكم سعيد و مثمر بإذن الله
كنت قلت هنزل الجزء الثاني من الفصل 54 أمس لكن انتهيت منه متأخر و مقدرتش أكمل مراجعته و أنا مجهدة للأسف و بما إن الفصل القادم هيبقى طويل جداً و مشاهده كتيرة و ملغمة و محتاجة مني أكبر تركيز عن الفصول السابقة و لقيت مش هقدر أنتهي منه بسرعة و بشكل كويس .. فصعب ينزل قبل الخميس الجاي إن شاء الله
عشان كده قررت أضيف بعض المشاهد للجزء اللي انتهيت من كتابته و بإذن الله هيكون جزء طويل .. إن شاء الله أنتهي بسرعة من كتابة المشهدين الباقين و أراجع الفصل و ينزل بدري اليوم
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 12:50 AM   #1207

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الخمسون (الجزء الثاني)
توقفت سيارة الأجرة أمام قصر (هاشمي) و أسرع سائقها يغادر ليفتح الباب لراكبته اﻷنيقة التي أقلها من المطار و التي هبطت من السيارة و رفعت رأسها تتطلع لبوابة القصر و تنفست بعمق و غامت عيناها و هي تتذكر ... كم مر من الوقت منذ كانت هنا آخر مرة؟! ... نبض قلبها بألم مع الذكرى و ندم كبير لكل هذه السنوات التي غابتها عنهم و عن هذا المكان الذي كان يوماً بيتها الثاني و المكان الذي حلمت لسنوات أن تكون جزءاً من عائلته ... تنهدت بقوة لتنتبه على صوت السائق الذي أخرج حقيبتها فمنحته ابتسامة شاكرة و هي تنقده أجره بسخاء كبير جعله يبتسم بسعادة شديدة و يشكرها مراراً لتهز رأسها مبتسمة برقة و هي تحمل الحقيبة متجهة نحو البوابة التي أسرع حارسها ليفتحها بينما يتطلع لها بتساؤل أجابت عنه و هي تخبره بهويتها ليرحب بها مبتسماً و يتناول عنها حقيبتها ليوصلها للداخل فشكرته و تحركت نحو القصر بقلب ينبض بالحنين ... هي هنا أخيراً بعد كل هذه السنوات .. رغماً عنها دمعت عيناها و هي تتطلع حولها .. لقد تغيرت تفاصيل كثيرة في المكان لكنه لازال يحمل نفس الروح التي عشقتها قديماً .. ابتسمت بحنين بينما تقترب من السلالم الخارجية المؤدية لمدخل القصر لتتوقف خطواتها فجأة مع رؤيتها للشخص الذي غادر على عجل و هبط درجات السلالم بسرعة ليتوقف هو الآخر أمامها بدهشة قبل أن يبتسم عندما تعرف عليها و قال بترحيب شديد
_"(رحمة)؟! .. أهذه أنتِ؟"
ابتسمت و هي تتطلع إليه .. لم يتغير كثيراً رغم الآثار التي تركتها السنون عليه .. هزت رأسها لتقول بابتسامة واسعة مليئة بالحنين لسنواتها الماضية
_"مرحباً (مصطفى) .. كيف حالك؟"
بادلها ابتسامتها و هو يصافحها بحرارة قائلاً
_"بخير .. حمداً لله على سلامتكِ .. لماذا لم تخبرينا بقدومكِ لنستقبلكِ في المطار؟"
هزت رأسها
_"لا بأس .. شكراً لك (مصطفى)"
و أدرات رأسها تنظر للمكان و أخذت نفساً عميقاً بحنين لتقول
_"أنا هنا أخيراً و هذا هو المهم ... لم أعرف كم اشتقت لهذا المكان حتى خطوت إليه .. مرت سنوات طويلة"
ابتسم و هو يتأملها ملياً يرى أثر السنون عليها .. لم يتغير شكلها كثيراً ، لكنها اختلفت بشدة عن الفتاة الشقية التي كانت تثير جنونه هو و شقيقيه مع (صفية) .. أصبحت هادئة و مسحة من الحزن الشفاف كست عينيها .. تمتم بابتسامة
_"تغيرتِ كثيرا (رحمة) خلال هذه السنوات"
عادت تتطلع إليه للحظات قبل أن تتنهد و تهز رأسها و تجيب بهدوء
_"الجميع يتغير يوماً ما (مصطفى) ... لا شيء يبقى على حاله"
صمت للحظة ليسألها بعدها
_"كيف حال زوجكِ (رحمة)؟ .. لم يأت برفقتكِ؟"
خُيل إليه أن وجهها قد شحب للحظة قبل أن تجيبه بهدوء
_"لا .. تعرف طبيعة عمله .. يبقيه مشغولاً أغلب الوقت .. لكنه بخير شكرا لسؤالك"
انتبه أنهما متوقفان في الساحة الخارجية للقصر فهتف قائلاً و هو يشير للداخل
_"آه .. آسف يا (رحمة) .. لقد أخذنا الحديث و نحن واقفان بالخارج .. تفضلي .. لابد أنكِ متعبة كثيراً من السفر"
هزت رأسها و قالت
_"شكراً (مصطفى) .. لكن يبدو أنك كنت متعجلاً في طريقك للخارج و قد عطلتك كثيراً .. يمكنك أن تذهب أنت و أنا سأدخل"
و ضحكت برقة و هي تتابع
_"لازلت أتذكر طريقي لا تخف .. يمكنك الذهاب"
ابتسم و هو يقول
_"حسناً .. تفضلي .. (ثريا) و (صفية) بالداخل .. ستفرحان كثيراً برؤيتكِ"
أومأت برأسها قبل أن يودعها و يذهب في طريقه تتبعه عيناها لتتنهد و تعود لتتابع طريقها للداخل و لم تكد تخطو إلى داخل الردهة الرئيسية للقصر حتى استقبلتها (صفية) التي أبلغها الحارس بوصولها ... ابتسمت و هي تراها تندفع نحوها و على شفتيها ابتسامة واسعة و هي تهتف بسعادة بينما تفتح ذراعيها مرحبة
_"(رحمة)!! ... ما هذه المفاجأة الجميلة؟ .. لم أصدق أذني عندما عرفت بوصولكِ .. حمداً لله على سلامتكِ .. ما كل هذه الغيبة؟ ألم تشتاقي لنا؟"
و احتضنتها بقوة لتبادلها (رحمة) عناقها و دمعت عيناها و هي تقول بصوت مليء بالحنين
_"يالله .. اشتقت لكم كثيراً (صفية) .. كثيراً جداً"
و ابتعدت لتتأملها ملياً و قالت بمرح من بين دموعها
_"ما هذا يا (صفية)؟ .. هل ازداد وزنكِ بعد كل هذه السنوات و فقدتِ رشاقتكِ التي كنتِ تتابهين بها قديماً؟"
ضربت كتفها بمرح و هي تقودها للداخل
_"من التي ازداد وزنها؟ لازلت رشيقة كما كنت .. لابد أن نظركِ هو الذي ضعف مؤخراً"
ضحكت و هي تدخل معها إلى غرفة الجلوس حيث كانت (ثريا) التي نهضت لترحب بها بابتسامة واسعة و قالت و هي تعانقها
_"حمداً لله على سلامتكِ (رحمة) .. لقد أنار القصر بوجودكِ"
ابتسمت بامتتنان و قالت
_"شكراً (ثريا) .. القصر منيرٌ دوماً بكم عزيزتي .. كيف حالكِ و كيف حال الجميع؟"
أجابتها قائلة و هي تشير لها لتجلس و ضحكت و هي تشير للمجلات التي تناثرت حولهما
_"كما ترين .. أنا و (صفية) مشغولاتان بالإعداد لحفل الزفاف .. لازال هناك الكثير من التفاصيل .. جيد أنكِ وصلتِ لنستغلكِ"
قالت بتساؤل و هي تنقل بصرها بينهما
_"حفل زفاف؟"
تبادلا نظرات حائرة لدهشتها الواضحة لتقول (صفية) باستغراب
_"أجل (رحمة) .. (زياد) و (وتين) سيتزوجان في نهاية الأسبوع و عقد قران (راندا) أيضاً في نفس اليوم"
و تابعت بحيرة أمام نظرة (رحمة) التي ازدادت دهشتها
_"ألم تعرفي بالأمر؟ .. ألستِ هنا لتحضري زفاف (زياد)؟"
تنفست (رحمة) بقوة و هي تفكر .. (زياد) و (وتين) سيتزوجان؟! .. لكن ألم تخبرها (رجاء) في آخر مرة زارتها أن (وتين) قد خطبت لشخص آخر؟ و كانت سعيدة لأنها ارتاحت منها كما كانت تقول؟ .. و إن كانت خطبتها قد انتهت و ستتزوج هي و (زياد) لماذا لم تبلغها (رجاء) بالأمر؟ .. تنهدت و هي تنظر نحو (صفية) و قالت
_"لم أعرف يا (صفية) ... (ريناد) اتصلت بي و أتيت من أجلها"
نبض قلبها بتوجس مع النظرة التي تبادلتها (صفية) مع (ثريا) و تذكرت اتصال ابنتها بها و توسلها الباكي و هي تقول بصوت مزق قلبها
_"أمي .. تعالي أرجوكِ أنا أحتاجكِ"
و لم تهتم لمعرفة أي شيء آخر .. ابنتها كانت تحتاجها و لأول مرة منذ تركت طفولتها البريئة و تغيرت ، تلجأ لها بتلك الطريقة التي وصلتها على الهاتف و قلبها أخبرها أن طفلتها الوحيدة ليست بخير أبداً و لم يكن أمامها سوى أن تترك كل شيء لتهرع إليها و بأي ثمن ... تنفست بعمق قبل أن تتلفت حولها و تقول
_"أين (ريناد) و (رجاء)؟"
تنهدت (صفية) و هي تجيب
_"(ريناد) ذهبت مع ابني (سيف) لزيارة أحدهم بالمشفى و لن يتأخرا ... (رجاء) في غرفتها"
تأملتها (رحمة) ملياً قبل أن تقول
_"ماذا يحدث هنا بالضبط (صفية)؟ .. أكل شيء بخير؟ ... أشعر أن هناك ما يجب أن أعرفه .. ما الأمر أخبريني؟"
عادت هي و (ثريا) يتبادلان النظرات قبل أن تقول
_"حسناً (رحمة) سأخبركِ .. ربما وجودكِ هنا الآن أفضل قد تساعدين (رجاء) في تجاوز ما تمر به"
انقبض صدر (رحمة) بقلق و هي تهز رأسها تطلب منها أن تتحدث لتبدأ (صفية) في إخبارها ما حدث بشكل عام دون تفاصيل و دون التعرض لمشكلة (ريناد) التي فضلت أن تخبرها بها ابنتها شخصياً
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 12:53 AM   #1208

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أوقف (زياد) سيارته و التفت إلى (وتين) التي كانت تتطلع إليه بقلق لمع بعينيها و قد أدركت أنه يخفي عنهما شيئاً ، فهو لم يخدع عينيها اللتين لمحتا قلقه و توتره بينما يخبرهما بمرح أدركت افتعاله أن (راندا) ذهبت مع (هشام) الذي أراد مصالحتها بسبب غضبها منه مؤخراً و عندما لمحت بيده حقيبة (راندا) التي تمزقت ذراعها فقال و هو يناولها إياها أن أحدهم حاول سرقة الحقيبة و (راندا) لحقت به و أعادتها و قبل أن تسأله عن أي شيء أخبرهم أن يعودوا للسيارة لأنه يجب أن يعيدهم إلى المنزل قبل أن يذهب إلى موعد طاريء ... راقبت (هاميس) التي غادرت السيارة و وقفت خارجها تتطلع إليها في تساؤل لتقول لها
_"اذهبي أنتِ للداخل حبيبتي ... سأتحدث مع (زياد) في أمرٍ ما و ألحقكِ"
أومأت برأسها و هي تنقل بصرها بينهما بقلق قبل أن تتحرك لتدخل القصر بينما عادت (وتين) تلتفت إليه و قالت بحاجبين معقودين
_"ما الأمر (زياد)؟ ... أكل شيء على ما يرام؟"
أجابها بسرعة
_"بالطبع حبيبتي .. كل شيء على ما يرام .. هناك أمر هام طرأ و يجب أن أغادر .. هذا كل شيء"
ضيقت عينيها و هي تنظر إليه قبل أن تسأله بتحقيق
_"(زياد هاشمي) .. ماذا تخفي عني بالضبط؟"
ضحك بمرح مفتعل و هو يقول
_"يا إلهي .. هل ستبدأين بلعب دور الزوجة الأصيلة بتحقيقاتها و شكوكها؟ ... لا حبيبتي لم نتفق على هذا .. أنا أحب نسخة الزوجة اللطيفة التي لا تبحث عن النكد بملقاط ، اتفقنا؟!"
ابتسمت و هي تهز رأسها و قالت
_"(زياد) لا تحاول خداعي ... أعرف أنك تخفي شيئاً .. أخبرني و إلا ستندم لو عرفت لاحقاً"
تنهد بقوة قبل أن يجيب
_"حبيبتي .. لا تقلقي .. كل شيء سيكون على ما يرام .. سأخبركِ بكل شيء عندما أعود أعدكِ .. لكن حقاً أنا في عجلة من أمري .. استجوبيني على راحتكِ عندما أعود ، اتفقنا حبيبتي؟"
قطبت في استياء ليميل و يقبل خدها بحب
_"اتفقنا (وتيني)؟"
ابتسمت قائلة باستسلام
_"حسنا اتفقنا حبيبي"
و غادرت السيارة و هي تلوح له مودعة قبل أن تتحرك للداخل تتبعها عيناه ليتنهد بعدها بقلق و هو يقول بينما يتحرك بسيارته مسرعاً
_"سامحيني حبيبتي و لكن لا يمكنني أن أخبركِ بأي شيء الآن"
و أخرج هاتفه ليتصل بـ(هشام) ليلحق به بحثاً عن تلك الحمقاء المتهورة التي أوقعت نفسها بمصيبة كعادتها ، و دعا الله أن يكون (هشام) قد عرف طريقها كما وعده .. يجب أن يعثروا عليها بأسرع وقت و قبل أن يحدث لها أي مكروه
**********
دخلت (هاميس) إلى القصر و هي تتنهد بقوة .. (وتين) لاحظت بالتأكيد قلق (زياد) الذي لم يستطع التحكم به .. هي أيضاً لاحظت تغيره ما أن عاد إليهما و لكنها تعرفه جيداً و تعرف أنه مادام لا يريد إخبارهم بشيء فلن يفعل .. تخشى فقط أن يكون الأمر يخص (راندا) .. تنفست بقوة و هي تدعو أن تكون ظنونها خاطئة و يكون الأمر بعيداً كل البعد عن مخاوفها ... كانت في طريقها لغرفتها عندما انتبهت للأصوات القادمة من اتجاه غرفة الجلوس لتلتفت نحوها و اتسعت عيناها و هي ترى خالتها التي كانت تغادر الغرفة هي و عمتها (صفية) و هما غارقتان بالحديث لتهتف بسعادة و هي تتجه نحوهما
_"خالتي؟! .. أنتِ هنا؟ .. لا أصدق"
اندفعت لتحتضنها بحب و هي تتابع
_"حمداً لله على سلامتكِ حبيبتي .. اشتقت لكِ كثيراً"
ربتت (رحمة) على ظهرها و عانقتها في حنان قبل أن تبعدها و تقول مبتسمة و هي تقرص خدها
_"يا نصابة .. إن كنت قد أوحشتكِ فلما لم تأتي مع (رجاء) لتزوريني هذا العام؟"
احمر وجهها و ابتسمت و هي تعتذر بمرح بينما تفكر كيف لها أن تخبرها أنها كانت غاضبة من أمها بسبب ما فعلته وقت خطبة (وتين) و تعمدها إفساد الأمر بينها هي و (زياد) بل و إرسالها لصور الخطبة له و هو مسافر بينما تعرف أن قلبه سيحترق ما أن يعرف بالأمر ... تنهدت بينما تنتبه لخالتها و هي تسألها عن حالها فعادت تبتسم و تجيبها قبل أن تصمت فجأة عندما لمحت شحوب خالتها المفاجيء و هي تتطلع لنقطة ما خلفها لتلتفت (هاميس) في نفس اللحظة التي كانت خالتها تهمس بذهول
_"(ملاك)"
كانت (وتين) في تلك اللحظة تدلف إلى داخل القصر بعد أن ودعت (زياد) و لم تنتبه و هي مطرقة في سيرها إلا بعد أن رفعت رأسها فجأة لتتوقف مكانها بتساؤل قبل أن تتألق عيناها و هي تتعرف هوية المرأة التي كانت تقف أمامها تحدق فيها كأنما رأت شبحاً .. اقتربت من الجميع و ألقت بالتحية قبل أن تبتسم موجهة حديثها لـ(رحمة) التي دمعت عيناها بطريقة أثارت دهشة (وتين) التي ألقت بدهشتها جانباً و قالت بحبور
_"مرحباً .. لابد أنكِ الخالة (رحمة) .. لقد عرفتكِ من الصور .. لكنكِ أجمل بكثير في الواقع"
خفق قلب (رحمة) بقوة و هي تنظر لها من بين دموعها قبل أن تهمس و هي ترفع كفها بذهول ممتزوج بالحنين لتلامس خد (وتين) التي اتسعت عيناها
_"أنتِ (وتين)؟! .. أنتِ ابنة (ملاك)؟ ... أجل .. أنتِ نسخة منها .. يالله كم تشبهينها!! .. (ملاك) الغالية"
و اقتربت لتحتضنها بحنان شديد جعل قلب (وتين) المصدومة يرتجف بقوة بينما تسمعها تتابع بهمسٍ باكٍ و هي تشم فيها رائحة صديقتها الراحلة
_"(ملاك) الحبيبة"
أبعدتها بعد برهة لتبتسم بحنان مع نظرات الذهول التي لمعت بعينيّ (وتين) التي همست بارتباك
_"أ .. أنتِ لستِ غاضبة مني؟!"
ضحكت برقة و هي تربت على خدها و قالت
_"لا لماذا سأغضب منكِ حبيبتي؟! .. لست كذلك أبداً"
و تابعت بهزة رأس و هي تتفهم دهشة (وتين) فلابد أنها اعتقدتها ستكرهها كما تفعل (رجاء)
_"هل اعتقدتِ أنني سأغضب منكِ أو أعاملكِ مثلما تفعل (رجاء)؟"
احمر وجه (وتين) و هي تطرق برأسها لتبتسم (رحمة) و هي تتبادل نظرة مع (صفية) التي ابتسمت في حنان هي الأخرى بينما قالت (رحمة)
_"أمكِ كانت صديقة طفولتي و لو كنت نادمة على غيابي طول هذه السنوات فسيكون بسبب أنني لم أرها و لم أحظى بفرصة لأودعها ... لكنني برؤيتكِ الآن عرفت أن (ملاك) لم ترحل عنا حقاً .. كأنني أراها أمامي أخيراً بعد كل هذا الوقت"
دمعت عينا (وتين) و هي تنظر لها ... لم تتخيل أبداً أن تكون شقيقة المرأة التي تكرهها أكثر من أي شيء آخر في هذا العالم و أم الفتاة التي أذتها كما لم يفعل أحدهم من قبل ... لم تتصورها ستكون بهذه الطيبة معها و بهذا الحنان الصادق .. أجل .. هي تعرف أنها لا تدعي الآن ، يمكنها أن ترى هذا بوضوح .. هي ليست غاضبة منها و لا من أمها و لا تحملها ذنب سرقة حب حياتها .. فلماذا لم تفعل (رجاء) المثل؟ .. لماذا لم تكن كشقيقتها التي كان من المفترض أن تكره أمها و تكرهها أكثر مما تفعل (رجاء)؟ ... انتبهت على صوت (رحمة) التي قالت
_"مبارك لكِ زواجكِ أنتِ و (زياد) حبيبتي ... ذلك الشقي محظوظ بالجوهرة التي نالها"
احمر وجهها أكثر و هي تشكرها بصوت هامس بينما هتفت (هاميس) بحماس و هي تحتضن خالتها
_"أليس مفاجأة رائعة خالتي؟ .. لقد حقق (زياد) حلم حياته أخيراً .. ما رأيكِ باختيار أخي؟!"
ابتسمت و هي تربت على شعرها بينما تقول و هي تتأمل (وتين) التي أطرقت بخجل
_"اتضح أن أخيكِ الشقي هذا يقع واقفاً يا (ميسا) .. الصراحة ذوقه لا يُعلى عليه"
و ضحكت و هي ترى احمرار خد (وتين) يزداد لتهمس بعدها بارتباك و خجل
_"شكراً خالتي هذا من ذوقكِ .. آآ أنا يجب أن أذهب لغرفتي و .. حمداً لله على سلامتكِ خالة (رحمة) .. أنا حقاً سعدت بالتعرف إليكِ"
ابتسمت لها بحنان و هي تقول
_"أنا الأسعد برؤيتكِ حبيبتي"
و تابعت انصرافها بحنان مع (هاميس) التي قبلتها و هي ترحب بها من جديد قبل أن أن تتحرك لتلحق بـ(وتين) و هما تحملان مشترياتهما لتلتفت بعدها نحو (صفية) التي كانت تنظر لها ملياً لتقول بعدها و هي تتنهد
_"ليت (رجاء) كانت مثلكِ يا (رحمة) .. لو تعرفين ما عانته المسكينة منها كل هذا الوقت؟"
تنهدت (رحمة) بأسى و هي تفكر في شقيقتها و ما عرفته عنها للتو .. يمكنها أن تتخيل كيف حالها الآن بعد طلاقها من (شاكر) ، فهي أكثر من يعرف كم عشقته و كم كان يعني لها حتى و لو كانت تخفي هذا العشق خلف مظهرها الجامد و شدتها .. لابد أن ما حدث كسرها بطريقة بشعة ... ما فهمته من (صفية) بشأن تصرفات (رجاء) مؤخراً جعلها تندم على أنها انشغلت بتقلبات حياتها البائسة و لم تنتبه أن كراهية شقيقتها لـ(وتين) لم تكن طبيعية أبداً ... في كل مرة كانت تزورها فيها كانت تتذمر من (وتين) كما كانت تفعل من قبل بشأن (ملاك) .. تصورت أن كراهيتها امتداد لغضبها و غيرتها من (ملاك) .. كانت تعرف أنها تغار منها منذ صغرهما ، و تصورت أن كراهيتها ناتج طبيعي لتلك الغيرة ، لكنها لم تعرف أن الأمر تطور مع شقيقتها لهذه الدرجة المرضية التي تجعلها تحارب ابنة (ملاك) و تحاول تدمير حبها هي و (زياد) دون أن تهتم لسعادة ابنها الوحيد بل و تتسبب في تدمير حياتها الشخصية بيدها .. عادت تتنهد و هي تتابع أفكارها ... يبدو أنها في حاجة لجلسة مصارحة طويلة هي و (رجاء) .. ربما لم يفت الأوان بعد و تمكنت من إنقاذ ما تبقى من سعادة شقيقتها و العائلة كلها
************
غادرت (هاميس) غرفتها بعد أن وضعت المشتريات بها و تحركت نحو غرفة (سؤدد) التي لازالت تعتصم بها إعتراضاً على قرار الجد .. عضت على شفتيها بتوتر و هي تقف أمام غرفتها قبل أن تطرقها و تدلف بعد أن سمحت لها (سؤدد) بالدخول بينما كانت تلك الأخيرة تغلق الهاتف مع صديقتها (ريماس) التي أبلغتها أن (كرم) تجاوز مرحلة الخطر بحمد الله ، لكنه دخل بغيبوبة لا يعرفون متى قد يغادرها .. تنهدت (سؤدد) بقوة و هي تنظر حولها .. ها هي لا تستطيع حتى أن تذهب لتكونا بجانبهما .. صحيح أن (ريماس) تفهمتها بل و ارتاح قلبها لأنها اطمأنت على ابتعادها عن مصدر التهديد .. لكنها هي ليست راضية أبداً .. كيف تكون و جدها قد عرف أن حياتها بخطر و قرر أنها لن تغادر إلى أي مكان إلا برفقة حراسة شخصية حتى عندما حاولت إقناعه أنه حتى الحراسة لن تمنع عنها قضاء الله إن كان قد اقترب و تحججت أنه كرجل مؤمن لابد أن يعرف هذا ، لكنه ضرب بحججها و برفضها عرض الحائط و أخبرها أن الإيمان بذلك لا ينفي أن يتخذ المرء الحيطة و الحرص و ألا يلقي بنفسه إلى التهلكة .. زفرت بحدة و هي تلتفت نحو (هاميس) التي كانت تدلف إلى غرفتها بخطوات مرتبكة و زمت شفتيها و هي تعرض عنها لتقول (هاميس) بتردد و هي تقترب منها
_"ألازلتِ غاضبة مني (سؤدد)؟ .. بالله عليكِ كنتِ تعرفين أن جدي لن يقتنع بكلامي و سيعرف من أول كلمة إن كنت أكذب أم لا"
قطبت حاجبيها و زفرت بضيق قبل أن تجيبها
_"لا عليكِ (هاميس) ... لا ألومكِ .. ثم من كان يتوقع أن يقرر جدي شيئاً كهذا؟"
قالت (هاميس) بخفوت
_"إنه قلق بشدة (سؤدد) .. ما حدث لـ(وتين) و بعدها (ريناد) .. ثم أنتِ .. طبيعي أن يشعر بالقلق و يحاول فعل ما يراه لصالحنا .. هو يحاول حمايتنا فقط"
هزت رأسها و قالت
_"أعلم (هاميس) .. لكنني لا أستطيع حتى اللحظة تقبل قراره .. أنا لا أريد حارساً شخصياً .. يا إلهي .. لا أتصور أن أذهب للعمل أو إلى أي مكان و أنا أجر رجلاً أحمقاً خلفي .. سأصاب بالجنون حتماً"
و زمجرت بتذمر لتضحك (هاميس) و تقول
_"تجرينه خلفكِ!! .. أشفق من الآن على ذلك المسكين الذي سيوقعه حظه معكِ .. ستحولين حياته جحيماً"
التفتت لها بنظرة حارقة فعضت شفتيها تكتم ابتسامتها قبل أن تقول بهيام مفتعل
_"لكن إن كان مثل ذلك الرجل الوسيم ذو الدم الحار الذي كاد يقتلكِ بعد إنقاذه لكِ مباشرةً"
لم تنتبه لانسحاب الدم من وجه (سؤدد) و هي تتابع بمرح
_"فلا أعتقد أنه سيكون مجرد رجل تجرينه خلفكِ .. لا أظنه أبداً سيكون سعيداً إن عرف برأيكِ في الأمر .. قد يقتلكِ هو بنفسه"
أغمضت عينيها بقوة لا تريد استعادة تلك اللحظات التي أوقنت فيها بموتها الحتمي و خفق قلبها بقوة و هي تنتظر ارتطام السيارة بجسدها ، قبل أن تشعر بذراعين قويتين أحاطتا بجسدها و وجدت نفسها تطير لتسقط على الرصيف لتتدحرج بعنف فوقه لتدور الدنيا بها رأساً على عقب و تسود أمامها للحظات قبل أن تفتح عينيها ببطء لترتطما بعينين سوداواتين بدتا لها كهوة سحيقة أو كثقبٍ أسود ابتلعها بقوة و قطبت حاجبيها تحاول استيعاب ما يحدث ليخترق أذنيها صوته العميق يسألها
_"أنتِ بخير؟!"
اتسعت عيناها في لحظة و تسارعت أنفاسها بجنون و هي تستوعب وضعهما .. تنفست بقوة و هي تحدق في العينين اللتين تحركتا على وجهها انتظاراً لردها ، بينما شعرت بالضربات المدوية بعنف أسفل كفها لتتسع عيناها أكثر و هي تستوعب أنها ليست سوى نبضات لقلب الرجل الذي كان مستلقياً فوق الرصيف و هي .. هي لصدمتها كانت ترقد فوق جسده بينما ذراعيه أحكمتا حصار جسدها و احدى يديه أحاطت برأسها من الخلف كأنما كان يحميها من السقطة ... لقد جذبها من طريق السيارة في اللحظة الأخيرة و حماها بجسده من الارتطام بأرض الرصيف القاسية ... لم تعرف كم مر من الوقت و هي تحدق فيه ببلاهة لتنتبه على صوته من جديد يسألها بقلق
_"أنتِ بخير يا آنسة؟"
تصلب جسدها بقوة عندما زالت الصدمة الأولى عن عقلها لتستوعب بهلع أنها ملتصقة برجل ... أن رجلاً يلامسها بهذه الطريقة و بهذا القرب الحميم .. حاولت السيطرة على رجفة جسدها التي كانت تنتابها بالقرب من أي رجل و التي قضت سنواتها الماضية تتعلم التحكم فيها .. شهقت بقوة و هي تدفعه بعنف جعل رأسه تسقط لترتطم بالأرض بقسوة تأوه لها و رفع كفه يتحسسها بألم و هو يحدق فيها بينما نهضت هي من مكانها و وقفت أمامه بأنفاسٍ متسارعة و جسدٍ تحاول التحكم في رجفة الخوف و الاشمئزاز الذي غافلت سيطرة عقلها و سرت فيها بقوة ، لتقبض على كفها بعنف و تهتف بصوت متقطع متلاحق
_"أيها الوغد .. كيف .. كيف تجرؤ على لمسي بهذه الطريقة؟ّ"
قطب حاجبيه يحدق فيها كأنما ينظر لمجنونة لينهض بصعوبة مع كل الآلام بجسده و وقف أمامها للحظة محاولاً استيعاب المشهد أمامه ليرفع حاجبه و يقاطع شتائمها الغاضبة هاتفاً
_"هل أنتِ مجنونة يا هذه؟ .. لقد أنقذت حياتكِ للتو"
قبل أن تفتح فمها لترد عليه بعنف كانت (هاميس) قد وصلت إليها جرياً و اندفعت تحتضنها بقوة و تنفجر بالبكاء و هي تهتف
_"(سؤدد) .. أنتِ بخير؟! .. يا إلهي .. تصورت للحظة أنني فقدتكِ للأبد"
أغمضت عينيها تحاول التحكم بمشاعرها قبل أن تفتحهما و تربت على رأس (هاميس) التي كانت ترتجف بقوة و قالت
_"أنا بخير (هاميس) .. لا تخافي"
انطلق الرجل بصوت ساخر و قد استفزه تعاملها معه بعد ما فعله من أجلها
_"هي بخير ما شاء الله و لسانها الحاد يعمل بطلاقة كما يبدو"
التفتت له بذهول لتهتف و هي تكز على أسنانها
_"أنت .. كيف تجرؤ أيها الـ "
رفع يده في وجهها لتلمح ذراعه الأسمر القوي و قد امتلأ بجروح سطحية من احتكاكه بالأرض القاسية فعضت على شفتيها .. يجب أن تكون شاكرة لكنه يستفزها بقوة و لا تستطيع التحكم بلسانها لأول مرة .. قبضت على كفها بشدة بينما يهتف بها
_"من الواضح أنكِ ناكرة للجميل أصلاً .. لكن على العموم أنا قمت بواجبي"
رفعت (هاميس) رأسها و مسحت دموعها و ابتعدت عنه لتشكره على إنقاذه لها و تعتذر منه بارتباك نيابة عن (سؤدد) متحججة أنها واقعة تحت تأثير الصدمة فقط بينما كان هو يبادلها النظرات الحادة و عرق ينتفض بجنون بعنقه أبلغها بمدى غضبه لتزفر بحدة و تشيح بوجهها ، قبل أن تلتفت بعينين متسعتين نحو (هاميس) التي كانت تطلب منها أن تشكره و تعتذر منه .. زمت شفتيها بحنق لتميل عليها هامسة برجاء
_"لا يصح هذا (سؤدد) .. الرجل أنقذ حياتكِ مخاطراً بنفسه .. يجب أن تشكريه"
ارتفع صوته يهتف ببرود
_"لا داعي للشكر يا آنسة .. فعلت ما يجب فعله .. صدقيني .. لو كانت قطة متشردة من قطط الشوارع لفعلت المثل"
التفتت له بحدة تحدق فيه بذهول قبل أن تهتف و هي ترفع ذراعها موجهة سبابتها نحوه
_"أنت يا .. "
انقطعت جملتها بتأوه شديد و هي تمسك بذراعها الذي تأذى من حركتها لتهتف (هاميس) بقلق
_"ما الأمر؟ .. هل أصبتِ (سؤدد)؟"
عضت على شفتيها من الألم ليقول الرجل بهدوء و هو يقترب منها ليفحص ذراعها
_"دعيني أرى"
صرخت بفزع و هي تجذب ذراعها بعيداً عن يده ليصبح الألم أسوأ
_"لا تلمسني"
قبض على كفه و هو يشتم بحدة من بين أسنانه فسارعت (هاميس) تقول
_"أعتذر يا سيدي .. (سؤدد) الرجل كان يحاول المساعدة فقط .. هيا حبيبتي يجب أن نذهب للمشفى لنطمئن عليكِ"
نظر إلى ملامحها المتألمة لوهلة قبل أن يتنهد بقوة و يشير نحو الجهة الأخرى من الشارع
_"سيارتي هناك .. يمكنني أن أوصلكما"
قبل أن تنطق (هاميس) قالت هي بحدة
_"شكراً معي سيارتي"
تحرك بنزق بعد أن رمقها بحدة فنادته (هاميس) ليتوقف بينما قالت لها برجاء
_"لن تستطيعي القيادة بذراعكِ المصابة (سؤدد) .. أرجوكِ .. الرجل محترم جداً و يريد مساعدتنا رغم معاملتكِ السيئة له .. أرجوكِ هيا"
رمقته بضيق لثوان قبل أن تهز رأسها و تتحرك دون رضا برفقة (هاميس) حتى سيارته ليوصلهما لأقرب مشفى بينما (هاميس) الثرثارة و المتحمسة لم تتوقف عن الحديث معه محاولة معرفة أكبر قدر من المعلومات عنه دون أن تعبأ لنظرات (سؤدد) القاتلة و لم يتركهما حتى أوصلهما بنفسه حتى باب القصر و راقبها و هي تنزل بملامحها التي عاودت رسم البرود فوقها لكنها في تلك اللحظة كانت قررت أنها بالغت في رد فعلها و أنها أخطأت في عدم شكره حتى اللحظة فضلاً عن شجارها معه فتنهدت بقوة و هي تلتفت له قبل أن يتحرك بالسيارة و قالت بصوت خرج مكتوماً من شدة ضغطها على نفسها
_"شكراً لك على كل شيء"
ارتفع حاجباه بسخرية جعلتها تندم على شكره قبل أن يقول
_"رائع .. اتضح أنكِ مبرمجة على الشكر أيضاً .. اعتقدت أن هناك خللاً ببرنامج التشغيل و عبارات الشكر غير مُعرفة عليه"
حدقت فيه بذهول و قبل أن يمنحها الفرصة لتنطق بحرف كان ينطلق بسيارته مسرعاً تاركاً إياها تحدق في إثره بعينين متسعتين كساهما الغضب في ثوان لتلتفت نحو (هاميس) التي كانت تتطلع إليها بابتسامة مستمتعة لتهتف فيها
_"لماذا تضحكين؟ .. هل قال نكتة؟ .. تحركي أمامي هيا"
و رفعت سبابتها في وجهها و قالت بصرامة
_"اسمعي (هاميس) ... إياكِ أن يعرف أحد بما جرى و بالأخص جدي .. هل تفهمين؟"
أومأت برأسها قبل أن تتحرك معها للداخل و كما خشيت .. جدها عرف بكل شيء و أصدر قراره الصارم و عارض كل حججها و اعتراضاتها .. زفرت بحدة لتنتبه من ذكرياتها على صوت (هاميس) التي ضحكت و هي تقول
_"يا لله كدتِ تقتلين الرجل المسكين يا (سؤدد)"
زفرت بضيق و تحركت لتجلس فوق الفراش و قالت
_"(هاميس) .. أرجوكِ .. لا أريد تذكر هذا الأمر"
قالت بلوم و هي تتحرك لتجلس جوارها
_"لم يكن لطيفاً تصرفكِ (سؤدد) .. الرجل أنقذ حياتكِ .. على الأقل كان يستحق الشكر لا التصرف معه بهذه الطريقة"
و رسمت ابتسامة بلهاء على شفتيها و هي تتابع
_"لو كانت فتاة غيركِ لطارت من السعادة و هذا الفارس الوسيم يندفع لينقذها مخاطراً بحياته .. و لكانت استغلت الفرصة التي منحها لها القدر و تعرفت إليه .. ماذا كان اسمه ذلك الفارس .. آه"
رفعت أحد حاجبيها و هي تتطلع إليها بسخرية بينما تنهدت بهيام مبالغ فيه
_"(مراد) .. مممم .. (مراد) .. يالروعته و شجاعته و "
انتبهت لهاتف (سؤدد) المرفوع أمام وجهها بينما تقول الأخيرة بسخرية و هي تحفظ مقطع الفيديو الذي التقطته
_"أحقاً؟! .. لنرى رأي (سيف) بهذا الخصوص"
هتفت فيها بوجه محمر و هي تحاول خطف الهاتف منها
_"(سؤدد) .. تعرفين أنني أمزح .. هات الهاتف"
هزت رأسها و هي تعيد الهاتف لجيبها
_"لا .. هذا لتتوقفي عن ذكر الأمر مرة أخرى .. في المرة القادمة التي ستأتين بذكر ذلك الرجل سأضع هذا المقطع اللطيف أمام عينيّ (سيف) و تلقي وعدكِ منه حبيبتي"
نهضت (هاميس) بنزق و هي تهتف بينما تضرب الأرض بقدمها
_"مستبدة ... أتعرفين شيئاً؟! .. أتمنى أن تري هذا الرجل عن قريب و لا تستطعين التخلص منه أبداً .. هذا أقل ما تستحقينه"
قالتها و غادرت لتبتسم (سؤدد) و قالت و هي تهز رأسها
_"مجنونة"
و بهتت ابتسامتها و هي تلقي بجسدها بقوة فوق فراشها من جديد و هي تزفر بقوة بينما تفكر مجدداً في المشكلة التي وقعت فيها ... الآن كيف ستتخلص من هذه الورطة .. كيف ستقنع جدها ألا يعين لها حراسة شخصية ... آآآه ستُجن حتماً إن نفذ قراره ..
***********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 12:55 AM   #1209

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شتم (هشام) داخله و هو يرى الشحوب الهائل يعتري وجه (همسة) إثر كلماته و هي تتطلع إليه بعينين متسعتين قبل أن تهمس
_"أنت لا تعني ما تقول"
جاهد ليمنع ملامحه الجادة من التغير بينما يفكر من جديد عن السبب الذي يجعلها تذكره بشقيقته الصغيرة كلما نظر إليها و الآن و هي تتوسله بدت تماما كـ(رهف) عندما كانت تترجاه لأمرٍ ما .. انتبه على صوتها و هي تقول بتوسل
_"أرجوك ... لقد أتيتك بنفسي .. أنا أردت مساعدتك رغم أنني أعرف كم أخاطر بظهوري أمامك و تعريفك بهويتي"
عاد يلتفت إليها لتدمع عيناها و هي تواصل بصوت مرتجف
_"أعرف أن .. أنك لن تؤذيني ، صحيح؟ .. أعرف أنك لست سيئاً لتفعل هذا .. أنا .."
قاطعها قائلا بحدة و تجهم
_"لن أفعل .. لأنني لست وغداً كشقيقك الحقير الذي يجبن عن مواجهة الرجال الحقيقيين ، فيتجرأ فقط على الفتيات الضعيفات"
اتسعت عيناها و هي تتطلع فيه بوجه ازداد شحوباً بينما تابع هو بصرامة
_"ستبقين رهينتي حتى استعيد خطيبتي سالمة و ادعي ربك أن لا يمسها شقيقكِ الحقير بسوء فعندها سيكون قد عجل بإنتقامي منه و لن يكفيني دمه و لا عائلتكِ كلها ثمناً لكل ما فعله"
ارتجفت شفتاها بقوة و مدت كفها تمسك ساعده ليلتفت لها لتقابله عيناها المألوفتان و قد بللتهما الدموع و سمعها تهمس برجاء أشد
_"أرجوك .. دعني أذهب ... (عماد) سيقلق علي كثيراً و سيغضب لما حدث .. هو أصلاً يراقب هاتفي و لابد أنه في طريقه إليّ .. أرجوك لا أريد أن تحدث مواجهة بينكما و يؤذي أحدكما الآخر .. (عماد) لا ذنب له بما يفعله (سامر) .. و لا أنا أيضاً .. أنا أخبرتك أنني سأساعدك لتصل لخطيبتك ... أنا في اﻷصل كنت أحاول منع (سامر) من الوصول إليها"
قطب حاجبيه لتتابع بسرعة و هي تضغط على ساعده
_"أنا من اتصلت بك اليوم لأخبرك بمكانها"
ارتفع حاجباه في دهشة و هو يحدق فيها لتهز رأسها مؤكدة
_"أعرف أن الصوت كان مختلفاً .. لكن أقسم لك كانت أنا من كلمتك .. أردتك أن تكون معها لأنني لم أكن لأستطيع التدخل بنفسي و منع (سامر) من الإقتراب منها"
قطب حاجبيه أكثر قبل أن يوقف سيارته على جانب الطريق و التفت يتطلع إليها للحظات قبل أن يقول
_"و لماذا تفعلين هذا؟ ... من الواضح أنك تعرفين الكثير عما يجري بين عائلتينا ... أليس من المفترض أن تكوني بصف عائلتكِ؟!"
عضت على شفتيها لتجيبه بعد لحظة بألم
_"لست راضية عما يحدث .. أنا لا أعرف أصلاً سبب لكل هذا .. لكنني أعرف أن هناك خطأ كبيراً و لا يمكنني أن أسمح لأخويَّ بمتابعة السير في هذا الطريق الذي سيهلكهما ... كل ما أعرفه أنهما تعذبا كثيراً في الماضي و لهذا يبحثان عن الإنتقام الذي لا أعرف سببه .. لكنني أعرف أن طريقه مهلك و لن يؤدي سوى لمزيد من الضياع و التمزق"
و التفتت تتطلع إليه و هي تتابع
_"قد لا تصدق كلامي لكنني أريد أن أوقف كل ما يحدث .. أريد أن أنقذ عائلتي من الهاوية التي تسير إليها ... ربما خسرت فرصة إنقاذ (سامر) من نفسه .. لكن لازال بيدي إيقاف وقوع المزيد من الضحايا"
حدق فيها بدهشة بالغة ... تبدو صغيرة للغاية لتتحدث بهذه الحكمة .. تبدو صادقة أيضا فيما تقول ... انتبه على ضغطة رقيقة من أصابعها و هي تقول برجاء
_"و أنت ايضاً .. أرجوك .. أنت بيدك أن توقف هذه الدوامة التي ستغرق الجميع ... أعرف أن هذه الحرب الغريبة بين عائلتينا كانت حتى الآن حرباً باردة و الآن بعدما فعله (سامر) ستكون حرباً مكشوفة و سيتأذى الجميع ... أرجوك ساعدني لأوقف كل هذه الفوضى و الإنتقام الأعمى الذي لن يستفيد منه أي طرف و .."
انتفضت عندما ضرب بقبضته مقود السيارة و هو يهتف بغضب شديد
_"فات الأوان للأسف على ما تقولين ... أنتِ لا تعرفين ما فعل شقيقكِ الحقير بشقيقتي و ما ينوي أن .."
قاطعته هاتفة بسرعة
_"أنا أعرف"
حدق فيها بذهول و هو يهمس
_"تعرفين؟!"
همست بألم و قد عاودتها الدموع
_"أعرف ما مرت به شقيقتك .. لأنني ببساطة كنت هناك .. كنت أعرف ما يخطط له و حاولت منعها من الوقوع في فخه قبل فوات الأوان لكنني فشلت في الوصول باكراً و حين استطعت الوصول أنا .."
اتسعت عيناه و هو يحدق فيها بينما يتذكر حديثه قبل فترة مع (رهف) التي قصت عليه بانهيار ما حدث ليلتها و كيف أنها عندما كاد (سامر) يجهز عليها تماماً ظهرت تلك الفتاة .. كانت ملثمة و لم ترى سوى عينيها لكنها عرفت أنها فتاة من صوتها و هي تتوسلها لتهرب قبل أن يفيق (سامر) الذي كانت قد أوقفت اعتداءه عليها بضربة قوية على رأسه من هراوة خشبية بيدها ... عاد من أفكاره ليهمس بذهول
_"تلك الفتاة كانت أنتِ؟!"
نظرت إليه لتهز رأسها متابعة
_"صدقني .. لقد أتيت خصيصاً من الخارج لأساعدها عندما عرفت بما يخطط له (سامر) وقتها و أنا هنا اليوم كذلك لأمنعه من إيذاء (راندا) .. صدقني أنا رغبتي في إيقاف ما يحدث صادقة .. و أنا لا أطلب منك أن تسامح أو تنسى ما حدث .. أنا أريد العدالة و الإنصاف فقط لا غير"
حدق فيها للحظات قبل أن يعيد تشغيل سيارته و ينطلق بها ليقول تحت أنظارها القلقة
_"قلتِ أنكِ تعرفين طريق شقيقكِ ، صحيح؟"
اتسعت عيناها و هي تنظر إليه قبل أن تلمعا و هي تهز رأسها و تهتف و هي ترفع هاتفها
_"أجل ... أنا كنت أتعقب هاتفه و عن طريقه أعرف كل تحركاته و كل مكان يصل إليه .. انظر يمكنني أن أعرف مكانه لك بالتحديد حالاً"
ابتسم بخفوت و هو ينظر لها .. غريبة هذه الفتاة .. تبدو بتصرفاتها أكبر من عمرها بكثير .. من يراها سيعتقد أنها طفلة و لن يتصور أبداً ذلك العقل الذي تملكه .. تأملها للحظات قبل أن تلتفت إليه قائلة و هي ترفع هاتفها أما عينيه بالإحداثيات التي يتواجد بها هاتف (سامر)
_"هذا هو المكان .. يبدو على بعد بضع كيلوميترات من هنا"
قطب حاجبيه و هو يتحرك بسيارته ليبدأ التوجه بسرعة نحو الطريق الذي عرفه من الإحداثيات و سألها
_"هل هو يتحرك أم ثابت؟"
عادت النظر لهاتفها قبل أن تقول و هي تهز رأسها
_"لا .. هذه آخر إحداثيات منذ بضع دقائق .. إنه ثابت الآن"
خفق قلبه بتوتر شديد و قد أدرك أنه يخسر الوقت و أنه يحتاج لكل لحظة الآن ليصل إليها مسرعاً فمادام (سامر) قد توقف فهذا معناه أنه سيفقد فرصة إنقاذها في أي لحظة .. ضغط على دواسة الوقود أكثر لتقول بارتباك و هي ترى الخوف على وجهه و أدركت ما يفكر فيه
_"هات هاتفك من فضلك"
نظر لها بتساؤل لتقول بتوتر
_"اسمع .. لا أريد مواجهة بينك و بين (عماد) .. سيكون غاضباً جداً و هو لا يرى أمامه عندما يغضب .. و قد يصل إليّ في أي لحظة .. لذا أريدك أن تنزلني في أي مكان على الطريق قبل أن يجدني (عماد) برفقتك .. كما أنني لا يمكنني أن أتابع معك و أنت في طريقك لـ(سامر) .. هو أولاً لا يأبه لي كما يفعل (عماد) لذا لا يمكنك استخدامي كورقة للضغط عليه ليسلمك خطيبتك .. كما أنني لا أريد مواجهته لأنه لن يرحمني لو عرف أنني من ساعدك و ساعدت (رهف) تلك الليلة"
_"تخشين من مواجهتي مع شقيقكِ الأكبر و لستِ خائفة من ذهابي الآن لمواجهة الآخر .. تعرفين بالتأكيد أنني لن أرحمه ما أن تقع عليه يدايّ .. ألا تخافين عليه؟!"
قطبت حاجبيها و هي تنظر إليه لتقول بعد لحظة
_"أخاف عليه .. لكنني أعرف أنه ارتكب خطأً فادحاً .. ما فعله من قبل و ما فعله اليوم مع خطيبتك ... لن ألومك على رد فعلك .. أتمنى أن تصل لخطيبتك بسرعة و تجنبها الألم الذي تعرضت له شقيقتك .. فقط .. لن أطلب منك سوى أن تُغلب صوت عقلك و حكمتك و لا تسمح لغضبك بأن يجعلك تتجاوز العدالة و أو تقرر تنفيذها بيدك"
صمت لحظة لتتابع و هي ترفع له كفها
_"هل لي بهاتفك إذن؟ .. سأسمح لك بتعقب هاتف (سامر) من عليه في حالة كان مكانه الآن مؤقتاً و قد يتحرك مرة أخرى"
أعطاها هاتفه بسرعة بينما تابع طريقه و هو يختلس النظر لها بين اللحظة و الأخرى بينما اندمجت هي فيما تفعله قبل أن تلتفت إليه قائلة
_تفضل .. فتحت لك الموقع الذي ستتبع منه إحداثيات مكانه .. في حالة تحركه سيسمح لك بمعرفة مكانه لحظة بلحظة"
و تابعت و هي تلمح التوتر يتزايد على ملامحه
_"لا تقلق ستصل إليها بسرعة و بالمناسبة .. أعتقد أن (سامر) لن يحاول إيذاءها كما فعل بـ(رهف)"
التفت لها باستغراب فتابعت بنظرة شاردة
_"أرجو أن يكون إحساسي صادقاً و يكون هدفه من خطفها شيئاً آخراً .. إن شاء الله تصل لها بسرعة و تستعيدها سالمة"
ثم نظرت له برجاء
_"و أرجو ألا تنسى ما قلته لك .. لا تدع غضبك ينتصر على حكمتك"
أومأ برأسه قبل أن تجده يميل جانباً ليقف مرة أخرى على جانب الطريق و التفت إليها قائلاً
_"يمكنكِ النزول هنا و انتظار وصول شقيقكِ .. هذه المنطقة آمنة و بها الكثير من الناس .. لا تقلقي"
ابتسمت له بامتنان و مدت يدها تفتح الباب و تغادر ليقول
_"شكراً لمساعدتكِ آنسة .."
قطع جملته لتقول مبتسمة
_"(همسة)"
شحب وجهه و هو ينظر لها للحظة قبل أن يقول بإيماءة شاردة
_"شكراً (همسة) .. لن أنسى مساعدتكِ أبداً"
أومأت برأسها و غادرت السيارة و وقفت على جانب الطريق لتلوح له لينطلق هو مسرعاً في طريقه و قبضتيه تشتدان حول المقود .. ذلك الوغد أطلق اسم زوجة عمه الراحلة على ابنته .. هز رأسه بقوة يطرد كل الأفكار من رأسه ... لا وقت الآن لهذه الأفكار .. عليه أن يجد (راندا) قبل فوات الأوان .. ضغط أكثر على دواسة الوقود يحاول الوصول مسرعاً إلى (راندا) دون أن ينتبه إلى السيارة التي كانت تتعقبه عن قرب منذ البداية
***********
تحرك (سامر) برفق و هو يحمل (راندا) بين ذراعيه و ابتسم في حنان غريب و هو يتأمل ملامحها الساكنة بينما يتجه بها نحو غرفة النوم في المنزل الصغير المتواجد على أطراف المدينة و الذي استأجره مؤخراً بهوية مزيفة... ركل باب الغرفة بقدمه و دخلها ليضع (راندا) برفق فوق الفراش ليجلس بعدها بجوارها يتأملها لبرهة قبل أن يميل نحوها و يمسح على وجهها برقة قبل أن يهمس و هو يزيح خصلة من شعرها إلى الخلف
_"سامحيني حبيبتي .. لم تتركي لي خياراً آخراً .. قلت لكِ لا أحد سيفرقنا و لا حتى أنتِ"
تناول كفها و قبله بحب و هو يتابع مبتسماً
_"لا تخافي .. لن أؤذيكِ .. أنتِ مميزة (راندا) و حبيبتي الوحيدة ، لذا لا أستطيع أن أؤذيكِ بهذه الطريقة ... ربما إن كنتِ مطيعة و تجاوبتِ معي لن أفعل ... فأرجو ألا تضطريني لأفعل ما لا أريده حبيبتي"
داعب خدها قبل أن يميل ليهمس بأذنها
_"ستبقين هنا معي حتى توافقين على زواجنا حبيبتي .. لن يعرف أحد بمكاننا أبداً .. عائلتكِ لن تعرف مكانكِ و لن يكون أمامهم سوى الرضوخ للأمر الواقع في النهاية عندما تصبحين زوجتي"
مال على رقبتها يتنفس رائحتها بهوس مجنون و هو يتابع بأنفاس متسارعة
_"لن تعاندي حبيبتي ، صحيح؟ .. ستصبحين ملكي .. ستوافقين على زواجنا لأن الخيار الوحيد الذي سيكون متاحاً أمامكِ في حال رفضتِ هو أن أحصل عليكِ رغماً عنكِ و دون رباط شرعي"
رفع رأسه قليلاً يتأمل وجهها قبل أن يقول و هو يداعب خصلات شعرها برقة
_"و أنتِ لن تحبي هذا أبداً حبيبتي ، صحيح؟ ... لن يكون أمامكِ خياراً آخراً .. في كلتا الحالتين ستكونين ملكي فاختاري ما شئت أميرتي .. الخيار لكِ و الفوز لي في الحالتين"
مال ليقبل جانب عنقها بقوة للحظات قبل أن يرفع رأسه يلمس الأثر الذي تركه عليها بعينين لامعتين
_"هذا لتتذكري أنكِ ملكي وحدي .. و قريباً جداً سأضع وشمي كاملاً عليكِ حبيبتي .. قريباً جداً"
نهض من جانبها و هو يبتسم بنشوة و تأملها للحظات قبل أن يغادر الغرفة متوجهاً للخارج ينتظرها لتستفيق بينما يفكر جيداً في خطواته للأيام القادمة ... لابد أن (عماد) أدرك الآن أنه أفلت من الرجال الذين وضعهم لمراقبته .. نزل للطابق السفلي و توجه للصالة الواسعة بالمنزل ليجلس فوق الأريكة باسترخاء و تنهد بعمق .. (عماد) يظنه عابثاً أحمقاً و لا يملك ذكاءاً مثله .. لابد أنه يحترق الآن خوفاً من أن يتسبب في إفساد مخططاته هو و (فهد) .. لكنه ما عاد يهتم .. لا لخطة (عماد) و لا لإنتقام أمه و لا لحسابات الماضي كله ... هو يريد (راندا) و لا يهتم لأي شيءٍ سيحدث مادام سيحصل عليها ... هذا ما يهم و لا شيء غيره ..
***********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-08-17, 01:11 AM   #1210

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تطلعت (رحمة) بعينين غائمتين إلى ابنتها التي غرقت في النوم بعد انهيارها في البكاء و هي تقص عليها كل ما حدث منذ أتت مع خالتها و حتى تعرضت للخطف و الإعتداء .. بل و ما فعلته من قبلها بـ(وتين) في زيارتها التي سبقت هذه المرة ... لم تتوقف عن البكاء منذ عادت مع (سيف) لتجدها أمامها بالقصر لتندفع و تلقي بنفسها بين ذراعيها تبكي بحرقة و هي تخبرها أنها لا تصدق أنها أتت من أجلها بالفعل و تعلقت بها أمام الجميع بطريقة جعلت قلب (رحمة) يأن من الوجع على حالة صغيرتها ، بينما تأخذها بين ذراعيها و ترافقها حتى غرفتها لتنهار أكثر ما أن سألتها عما أصابها و لم تتوقف عن البكاء و هي تقص عليها كل شيء و تخبرها دون توقف أنها سيئة و بشعة للغاية و أن الله لن يسامحها أبداً و سيعاقبها بالتأكيد على كل ما فعلت .. مسحت (رحمة) دموعها التي تساقطت و هي تربت على شعر ابنتها التي أنت بضعف أثناء نومها لتقترب منها و تحتضنها أكثر و هي تمسح على شعرها ... كيف وصلت ابنتها لهذه الحالة؟ .. متى تغيرت لهذه الدرجة؟ ...و أين كانت هي؟ ... غارقة في دوامة حياتها البائسة و علاقتها الزوجية الفاشلة .. و الضحية هنا لم تكن هي أو زوجها بل كانت ابنتهما الوحيدة ... مسحت دموعها بقوة و هي تعض على شفتيها .. هل كان لها أن تتخيل أصلاً أن تفعل ابنتها شيئاً بشعاً كهذا الذي ارتكبته بحق (وتين)؟ .. أبداً في أبشع أحلامها لم تتصور شيئا كهذا .. رفعت رأسها للسماء و همست داخلها بألم ... سامحيني يا (ملاك) .. أنا السبب .. أنا من فشلت في حماية ابنتي من نفسها .. بسببي تمزقت حياتها و تمردت .. أنا من دفعتها لهذه الحياة و حولتها لتلك الأنانية التي آذت نفسها قبل الآخرين .. كانت تعرف أن ابنتها تتمرد على حياتها الأسرية المفككة التي أبدعت هي و والدها في رسم صورة لامعة لها أمام العالم ... صورة كاذبة تخفي خلفها حياة ممزقة ... أجل هي و والدها فعلا بها هذا .. هو دللها حتى الفساد و هي بعد فوات الأوان صارت تضغط عليها لتتوقف عن تمردها و تأثرها بالحياة الغربية .. لقد ضاعت (ريناد) بينهما و بسببهما و قد حان الوقت ليتغير كل هذا .. حان الوقت لتنقذ نفسها و ابنتها من هذه الحياة ... اعتدلت في الفراش و تحركت لتقف بعزم و تنفست بقوة ... أجل ... حان الوقت لتنهي هذه الصفحة البائسة التي استمرت لسنين و تتمرد على وضعها .. عودتها كانت البداية ... مخالفتها لأمره و عودتها بعد كل هذه السنين رغماً عنه كان البداية و ستكمل طريقها حتى آخره ... لقد أضاعت سنيناً طويلة من عمرها و اكتفت من الضياع الذي عاشته في علاقة حُكم عليها بالفشل منذ اليوم الأول ... لقد أخبرته بقرارها و ستنفذه مهما كان الثمن ... لكن قبل ذلك عليها أن تصحح مسار الأمور هنا .. عليها أن تنقذ حياة شقيقتها و تحمي سعادة (وتين) التي أثبتت لها أنها كـ(ملاك) تماماً بعدما أخبرتها (ريناد) عن مسامحتها لها رغم بشاعة فعلتها ... ألقت نظرة أخيرة على (ريناد) قبل أن تتحرك خارج الغرفة و تتجه نحو غرفة (رجاء) التي لم تلتق بها إلا للحظات بسيطة قبل أن تأتي (ريناد) و تنشغل بحالتها ... حان الوقت ليتحدثا معاً ربما أنقذت ما يمكن إنقاذه ... وصلت لباب غرفة (رجاء) لتطرقه برفق و وصلها صوت شقيقتها بضعف تسمح لها بالدخول ففتحت الباب لتدخل بخطوات هادئة و تحركت عيناها في الغرفة ذات الإضاءة الشاحبة و التي جعلت صدرها ينقبض بقوة بينما وقعت عيناها في النهاية على شقيقتها التي جلست فوق حافة فراشها مطرقة الرأس شاحبة .. بدت بائسة بدرجة لم تتخيل أن تراها بها يوماً من الأيام .. تنهدت و هي تدخل و تغلق الباب .. أضاءت الأنوار لتغمر الغرفة و تظيل بعضاً من كآبتها و اقتربت لتقف أمام شقيقتها التي رفعت لها وجهاً شاحباً و عينين دامعتين مليئتين بالاعتذار لتهمس لها بألم
_"لماذا يا (رجاء)؟ ... لماذا فعلتِ هذا بنفسكِ و بابنتي؟"
أطرقت (رجاء) بألم و سالت دموعها في صمت لتهتف (رحمة)
_"هل هذه الأمانة التي آمنتكِ عليها حين أرسلت معكِ ابنتي؟"
همست (رجاء)
_"آسفة (رحمة) ... لم أعرف أن هذا كله سيحدث .. أنا آسفة"
قالتها و انفجرت بالبكاء لتتسع عينا (رحمة) و هي ترى مدى حالتها المذرية ... لقد انكسرت و بشدة كما توقعت ... همست لها بوجع
_"لماذا غسلتِ عقل ابنتي (رجاء)؟ ... لماذا شوهتِ أفكارها بهذه الطريقة؟"
هزت رأسها دون رد لتتابع و هي تمسك عضدها لتهزها بقوة
_"هل أنتِ راضية عما وصلتِ إليه؟ ... هل أنتِ راضية عن تدميركِ لحياتكِ ... ماذا استفدتِ أخبريني"
رفعت لها رأسها تنظر إليها من بين دموعها و همست بضياع
_"(ملاك) هي السبب .. هي دمرت حياتي .. أخبرتكِ أنها ستفعل"
قطبت حاجبيها تحدق فيها بعينين متسعتين قبل أن تنهض واقفة و هي تهتف بحدة
_" يكفي (رجاء) .. توقفي .. توقفي عن استخدام (ملاك) كشماعة تعلقين عليها فشلكِ و أخطائكِ أختي .. أنتِ السبب في كل ما حدث لكِ .. (ملاك) ليست السبب"
نظرت لها (رجاء) بذهول و همست بألم
_"(رحمة) ... كيف تدافعين عنها بعد ما فعلت بنا؟ .. أنتِ تعرفين "
هتفت تقاطعها بحنق و هي تلوح بذراعها
_"أنتِ من لا تعرفين شيئاً ... ليتني علمت أن غيرتكِ و كراهيتكِ ستصبح بهذا الجنون ... ليتني عرفت أنكِ ستتحولين لنسخة أخرى من أمي"
حدقت فيها بذهول بينما واصلت (رحمة) رداً على نظراتها
_"أجل يا (رجاء) .. أصبحتِ نسخة من أمي .. أمي التي كانت تكره (ملاك) و أمها منذ أحضرهم أبي لمنزلنا .. هل تعرفين لماذا؟ ... لأنها كانت تغار منها بجنون ... خافت أن تسرق منها أبي .. و كما نسيتِ أنتِ ما فعلته (ملاك) من أجلكِ لسنوات ، نسيت أمي .. نسيت أن والد (وتين) ضحى بنفسه لينقذ أبي حين كاد يفقد حياته تحت أنقاض انهيار في موقع البناء الخاص بشركة أبي .. هل تعرفين أن أبي بحث لسنة كاملة عن أرملة العامل المسكين بعد أن أفاق من غيبوبته في المشفى؟! ... بحث عنها ليعوضها بعد أن عرف أن العامل فقد حياته لينقذه ... و بعد أن وجدها كانت تعمل كخادمة في البيوت بعد أن فقدت عائلها الوحيد و التعويض الذي أخذته لم يكن يذكر و لم يكفها لتعيل صغارها ..كان أقل ما يفعله أبي بعد أن وجدها أن يعوضها عن فقدانها لعائلها الوحيد بسببه ... لكنها كانت تمتلك عزة نفس كبيرة و لم تقبل سوى بأن يوفر لها فرصة عمل و أبي أصر على إحضارها و أطفالها لتسكن في الكوخ الصغير خلف منزلنا و أصر على التكفل بهم حتى يتم أطفالها دراستهم .. هل تذكرين؟!"
صمتت للحظة و هي تمرر أصابعها في شعرها قبل أن تتابع بشرود
_"أمي لم ترض أبداً عن اهتمام أبي الشديد بها و بأطفالها خصوصاً (ملاك) ... لم تتوقف عن معايرتها بكرم أبي عليها و أنه لولاه لقضت عمرها كله تخدم بالبيوت بل و تمادت و استغلت غياب أبي الكثير عن القصر و إحساسها بالمعروف نحوه و جعلتها تعمل كباقي الخدم لدينا بل عاملتها أسوأ منهم .. هل كنتِ تعرفين هذا؟ .. بالطبع لم تعرفي أو لم تنتبهي أو ربما لاحظتِ لكنكِ مثلها اعتبرتِه مقابل بسيط لما فعله أبي لهم ، صحيح؟"
أطرقت (رجاء) تستمع لها بصمت بينما تابعت (رحمة) بسخرية مريرة
_"أمي كانت تغار من الأرملة المسكينة بجمالها الأجنبي الباهر و أدبها و رقة معاملتها التي كانت تجعل الجميع يحبها من أول تعامل معها .. و نقلت غيرتها لكِ .. و أنتِ .. أنتِ سمحتِ لها بغرس غيرتها داخلكِ .. لكنني لم أعرف أنكِ ستتفوقين عليها لهذه الدرجة"
رفعت رأسها و ارتجفت شفتاها و هي تنظر لها بألم قبل أن تهتف
_"أجل .. كرهتها .. من حقي أن أفعل بعد أن سرقت مني كل شيء .. حب أبي و عائلتي و حبكِ و أُخوتكِ لي ... لا أعرف كيف تدافعين عنها بعد أن أفسدت حياتكِ و سرقت حبكِ و .."
صرخت فيها و قد اكتفت من الكتمان كل هذه السنوات
_"لم تفعل"
صمتت (رجاء) و هي تحدق بها بدهشة لتواصل و هي تغمض عينيها
_"لم تفعل .. أنا فعلت .. أنا من حاولت سرقة حبها ... أنا من سمحت لنفسي في لحظة ضعف بكراهيتها بعد أن اكتشفت أن الرجل الوحيد الذي أحببته وقع بحبها و أنه لم يعد يرى سواها"
و انحدرت دموعها بألم و هي تتابع
_"لسنوات كنت أحاول نسيان هذه الفترة من حياتي (رجاء) .. حاولت نسيان أنني سمحت لأنانيتي لتتدخل بيني و بين صديقتي و حاولت التفريق بينها و بين (مصطفى) ... لا .. في الحقيقة لقد نجحت"
ارتفع حاجبا (رجاء) لتبتسم (رحمة) في سخرية
_"لم تعرفي هذا ، صحيح؟! ... لقد فرقت بينهما و استغليت صداقتها و امتنانها لأبي و دفعتها لتضحي بحبها لـ(مصطفى) من أجلي .. و الحمد لله أنني أفقت قبل فوات الأوان و إلا لم أكن لأسامح نفسي أبداً ... لم أفق إلا عندما رأيت حالة (مصطفى) بعد أن رحلت و تركته .. بعدما أخبرته أنها لم تحبه أبداً و لا يمكنها أن تتزوجه ... عرفت وقتها أنني مهما فعلت فلن أعوضه عنها و لن ينظر لي مثلما كان ينظر لها ... عرفت أنه لن ينساها أبداً و لن يستطيع الحياة بدونها .. و انظري .. لقد كنت محقة .. هو لم ينسها حتى اليوم بعد أكثر من ثلاثة عشر سنة من رحيلها و لم يواصل حياته بعدها .. هذا و هي ليست بعالمنا ما بالك لو كانت لازالت على قيد الحياة؟! .. كان سيعيش فقط على أمل لقياها يوماً ما .. و أنا لم أكن لأحتمل هذا .. و لم أحتمل عندما عرفت أنها سترحل للأبد"
مسحت دموعها بأصابعها و تحركت لتجلس فوق الفراش و تنهدت بحرارة
_"عرفت أنها ستسافر لأخويها اللذين كانا قد أسسا حياتهما في الخارج و استقرا هناك خصوصاً بعد أن عثرا أخيراً على عائلة أمهما الشيشانية و كانا قد أرسلا يطلبان من أبي سفر (ملاك) بعد وفاة أمهما ، لكنه خيرها و هي فضلت البقاء معنا .. و بعد رحيل أبي حاولا إقناعها بالسفر إليهما لتستقر معهما لكنها رفضت من أجل (مصطفى) هذه المرة .. و بعد أن فرقت بينهما لم تجد بُداً من أن تهرب إليهما بعيداً عن حبها الضائع ... لقد لحقت بها في المطار لأوقفها .. لقد توسلتها ألا ترحل و أن تعود من أجل (مصطفى) لأنه لا يمكنه أن يعيش بدونها .. توسلتها لتسامحني على أنايتي و تخيلي ماذا فعلت"
صمتت للحظة و ابتسمت للذكرى و دمعت عيناها بشدة قبل أن تتابع
_"تماماً كما فعلت (وتين) مع ابنتي ... عانقتني و بكت لبكائي و أخبرتني أنها تسامحني و أنها لم تغضب مني أبداً و أنها كانت ستسافر و هي تتمنى لي السعادة معه ... (ملاك) لم تسرق (مصطفى) مني يا (رجاء) ... هو لم يكن لي من البداية .. (مصطفى) كان يعرفني منذ صغري لكنه وقع بحبها هي ... أنا كنت الدخيل بينهما و كان عليّ أن أتراجع و أعيدهما لبعضهما و قد فعلت .. أوقفتها قبل أن تسافر و ذهبت لعمي (رفعت) توسلته أن يحلني أنا و (مصطفى) من وعد أبي رحمه الله و أن يسمح لهما بالزواج"
و أخذت نفساً عميقاً و هي ترفع رأسها لأعلى و تتابع
_"أما بخصوص إفسادها لحياتي فسامحيني ... أنا لست مثلكِ و لن أعلق أخطائي على شماعة (ملاك) ... أنا من أخطأت .. أنا من حاولت الهرب من حبي اليائس لـ(مصطفى) و تسرعت و وافقت على الزواج من الرجل الذي اختارته أمي ... استخدمته كمهرب و أخطأت عندما تزوجته و أنا أعرف أنني لازلت أحب (مصطفى) و لم أتجاوزه بعد .. كان خطأي وحدي (رجاء) ... (ملاك) لم تضربني على يديّ لأوافق على هذه الزيجة و كل ما حدث في حياتي أنا و هو بعد ذلك كان خطأي أو خطأه أيضاً .. لن تفرق كثيراً"
و تنهدت بقوة و هي تنظر لعينيّ شقيقتها اللتين ارتسم فيهما الحزن من أجلها و قالت بابتسامة هادئة
_"المهم أنني قررت أن الأوان لم يفت لأصلح خطأي (رجاء)"
نظرت لها بتساؤل لتجيب
_"لقد طلبت الطلاق من (عصمت)"
شهقت (رجاء) بقوة لتبتسم (رحمة) و تتابع
_"هذا الحل الوحيد لأفيق من الدوامة التي غرقت فيها معه لسنوات .. هذا القرار تأخر كثيراً ربما لو كنت شجاعة كفاية لما وصلت ابنتي لهذه الحالة البائسة ... لكن اتصالها بي حسم كل ترددي .. سأحصل على الطلاق و سآخذ (ريناد) و أسافر لدولة أخرى بعيداً عنه و عن هنا ... سأتابع حياتي التي أوقفتها و أحلامي التي أردت أن أحققها قديماً و نسيتها في غمرة حيرتي و دوامتي مع (عصمت)"
_"لكن يا (رحمة) .. كيف قررت شيئاً كـ .."
قاطعتها بهزة رأس و هي تقول
_"لا (رجاء) ... لقد فكرت كثيراً و حسمت أمري ... سأواصل حياتي القديمة من حيث أوقفتها لكن هذه المرة سأبدأها مع صغيرتي ... سأعوضها كل ما مرت به و سنبدأ معاً .. سأساعدها لتبدأ حياتها من جديد و بطريقة صحيحة"
نظرت لها (رجاء) لبضع ثوان قبل أن تقترب لتعانقها و تبكي بألم و هي تهمس
_"لقد اكتشفت أنني لا أملك قوتكِ (رحمة) ... ليتني أستطيع المتابعة بعد الآن .. لكنني لا أستطيع ... أشعر أنني أضعت الطريق و لم يعد هناك أمل"
ضمتها لها بقوة و سالت دموعها هي الأخرى و هي تقول
_"لا يا (رجاء) ... لازال الطريق أمامك ... أزيلي تلك الكراهية و ذلك الظلام من قلبك و ستجدين الطريق واضحاً أمامكِ"
و ابتعدت عنها و مدت يدها تمسح دموعها برفق و هي تتابع
_"فكري جيداً في كلامي و ابحثي داخلكِ .. ستعرفين أن (ملاك) لم تكن بالبشاعة التي تخيلتِها و مهما كان ما رسمه عقلكِ لها فناتج من غيرتكِ لا أكثر و التي جعلتكِ تتوهمين تعمدها إفساد حياتكِ أو سرقتها منكِ ... صدقيني حبيبتي .. كل ما تفكرينه بشأن (ملاك) هو أوهام برأسكِ ... راجعي حياتكِ و تذكري كل ما فعلته (ملاك) لأجلكِ و ستعرفين أنني محقة .. أرجوكِ اقتلي وحش الكراهية داخلكِ و ستجدين الحقيقة واضحة كالشمس .. تطهري من ذلك السواد الذي يقتلك ببطء يا (رجاء) ... أرجوكِ أختي"
ارتجفت شفتاها و هي تفكر في كلمات شقيقتها التي أتت صدى لأفكارها التي تواصل تعذيبها بلا رحمة منذ أيام و داخلها صوت يخبرها دون توقف أنها مريضة بالفعل و أنها وحدها هي المخطئة و لا أحد سواها .. رباه ستفقد عقلها لو واصلت تفكيرها هكذا .. هي تحتاج للمساعدة و بشدة ... مالت تدفن نفسها بين ذراعيّ شقيقتها اللتين استقبلتاها بحنان و دعم و ربتت على ظهرها تخبرها أنها معها حتى تصل إلى بر الأمان و حتى تجد روحها التي فقدتها منذ زمن بعيد ...
***************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.