09-10-16, 03:33 PM
| #131 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء  
|  اقتباس:
 | |||||||||
|  |
|
09-10-16, 03:34 PM
| #133 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
أرق تحياتى  | |||||||||
|
| |
|
10-10-16, 08:12 AM
| #135 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
أرق تحياتى | |||||||||
|
| |
|
10-10-16, 08:05 PM
| #136 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رواية جميلة جدا وأسلوب جميل حبيت الغموض الموجود .....يخليكي على نار تستني الأحداث تسلمي ....أكثر ثنائي حبيتهم هاميس و سيف يييي علاقتهم لذيييييذة وتين وغموضها سؤدد وصرامتها ورهف وقوقعتها و راندا وتمردها ... قصص منفصلة جميلة غامضة ومثيرة رح أكون من المتابعين ....بس بالايكات لانو عندي دراسة وأول سنة بالجامعة ...ادعيلي الله يوفقك بالرواية فعلا مميزة وامتى الفصل 11 ؟ في حفظ المولى♡♡♡ | ||||
|
| |
|
10-10-16, 09:31 PM
| #137 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
سعيدة جدا أن الرواية أعجبتك و إنك أحبيتى الشخصيات و إن شاء الله قصصهم بأحداثها الجاية تعجبك أكتر ربنا يوفقك يا قمر فى دراستك و يشرفنى متابعتك وقت ما تسمح ظروف دراستك الفصل 11 هينزل الليلة إن شاء الله دعواتك أرق تحياتى يا جميل | |||||||||
|
| |
|
10-10-16, 11:52 PM
| #139 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| الفصل الحادي عشر تطول ساعات الليل بنا فتُغرق بعضَنا أحلامُه و بعضُنا تقيده كوابيسه ، البعض لا تعرف عيناه للنوم طعماً .. يقضي ليله ساهداً أرِقاً .. كلٌ على إختلاف أسبابه .. البعض حباً و البعض شوقاً و آخرون خوفاً .. و البعض يقر عيناً .. ينام هنيئاً خاليَ البال كأن لا شئ فى هذا العالم الكبير يستحق أبداً أن يشغل تفكيره .. لكنّ ساعات الليل على إختلاف ألوانها .. تمر .. فلا الأحلام و لا الأرق و لا الكوابيس تبقى .. الليلُ ينقضى و عتمتُه ينتهى بها المطاف حيث تشرق الشمس محملةً بأملٍ فى يومٍ جديدٍ مختلف .. أملٍ تشرق الشمس فتلقيه لنا بذراعين مفتوحتين تخبرنا أن الحياة لم تنتهي بعد و أن الأمل يولد مع كل صباح فلا تيأسوا . مغمضة العينين بعد ليلة طويلة من الألم .. بعد أن أنهكها البكاء بين ذراعيّ والدتها فخلدت إلى نوم لم يخل هذه المرة من أحلامٍ ابتعدت عنها الشياطين فهناك كان هو ، يقف حارساً على مدخل أحلامها مانعاً كل شياطين مخاوفها و ماضيها من أن تقربها ، كأن وجوده قربها أيقظ كل شياطينها البارحة ليحرقها تماماً بعد أن ضمها إليه واعداً بالأمان .. نامت بعدها ليحظى عقلها بهدنة سلام لم تمنحه إياها لزمن طويل حتى ظنت أنها لن تتذوقه مرة أخرى .. كانت نائمة فى سكون تام فلم تشعر بـ(سلمى) التى دلفت إلى غرفتها فى هدوء ، اقتربت من فراشها و توقفت أمامه للحظات تتأمل ملامحها الملائكية الساكنة و ارتجفت شفتاها و هى تراقب براءتها الناعمة تشبع عينيها منها قبل أن تستيقظ فتستعيد تلك الصورة الباهتة الباردة من طفلتها التى انقلب عالمها النقى رأسا على عقب ليهز سلامهم كله .. مسحت على شعرها فى حب و انحنت تقبل رأسها قبل أن تستقيم و يرتسم على ملامحها تصميم أن لا تجعلها تعود لتلك الشرنقة اللعينة التى أطالت البقاء داخلها ... ابتعدت لتقترب من الشرفة فتزيح الستائر و تفتح بابها سامحة لأشعة الشمس بالتسلل للغرفة و للهواء النقى أن يقتحم سكونها القاتم ، لتتململ (رهف) و نور الشمس يتسلل ملامسا عينيها ، مزعجا نومها فتشد على عينيها و هى تدير رأسها بعيدا و تحركت شفتاها بصوت نم عن الإنزعاج لتبتسم (سلمى) فى حنان و هى تقترب لتهمس لها _"(رهف) حبيبتى .. هيا استيقظى صغيرتى .. انظرى لقد أشرقت الشمس فى الخارج" قطبت حاجبيها و هى تهمس بصوت ناعس _"ماما .. اليوم عطلة ليس لدى جامعة ، دعيني أنام قليلا" ارتجفت شفتيّ (سلمى) فى ألم و هى تتطلع إليها ، تتذكر تلك الأيام التى كانت (رهف) تتذمر فيها عندما توقظها باكرا لتذهب للجامعة .. تلك الجامعة التى لم تخطو عتباتها منذ أشهر ، منذ أصبحت أسيرة ذلك الماضى المرير قبل أن تصبح أسيرة كرسيها المتحرك .. أخذت نفسا عميقا قبل أن تبتلع غصتها لتقترب و تجلس جوارها على الفراش و تمد يدها تلامس خصلاتها العسلية المنثورة حول وجهها و هى تقول بصوت حاولت جعله مرحاً _"أعلم أنه يوم الجمعة ، لكن لابأس من الإستيقاظ باكرا حبيبتى" هزت (رهف) رأسها فى ضيق و هى تحاول العودة إلى نومها كأنما تحاول أن تتمسك بذلك العالم الذى كان يحرسها فيه بعيدا عن ذلك العالم البارد القاسي الذى تعلم انها لن تجده فيه أبدا ... بدأ عقلها فى الإستيقاظ رويدا لتفتح عينيها بغتة و تطالع سقف غرفتها فى إستغراب قبل أن تدير وجهها نحو أمها التى جلست جوارها تنظر نحوها فى حنان شديد قبل أن تقول _"صباح الخير أميرتى" تطلعت نحو أمها بعينين نعستين ضاقتا و هى تستوعب أخيرا كل شئ .. تنهدت قبل أن تهمس _"صباح الخير" مسحت (سلمى) على رأسها و هى تقول _"كيف حالك اليوم حبيبتى؟ هل نمتِ جيدا؟" ألقت (سلمى) سؤالها و كانت مستعدة للصمت المعتاد الذى تقابلها به (رهف) لذا ارتفع حاجباها دهشة و خفق قلبها و (رهف) تهز رأسها مجيبة _" أنا بخير" ارتجفت شفتاها بإبتسامة مرتعشة و هى تقول فى أمل _"الحمد لله" ثم أردفت _"هيا يا كسولة انهضى .. (هشام) و أنا ننتظرك لتفطرى معنا .. لن نفطر دونك" تطلعت إلى أمها بصمت قبل أن تومئ برأسها و هى تتطلع نحوها فى تساؤل فهمته (سلمى) فأجابت و هى تهز رأسها _"(عاصي) غادر أمس .. (هشام) و أنا فقط ننتظرك" تنهدت بقوة قبل أن تستند على مرفقيها تحاول النهوض فاقتربت (سلمى) بسرعة لتساعدها و ما أن لمستها حتى انتفضت (رهف) تمنعها من لمسها و هى تقول بينما ترفع كفها _"لا داعي .. أنا سأقوم بمفردى .. اذهبى أنتِ ماما سألحق بكما" ابتعدت (سلمى) بألم و هى تنظر لإبنتها التى جاهدت لتستند على مرفقيها و تشد جسدها تسحبه لأعلى حتى استوت على فراشها و هى ترنو بنظرها نحو كرسيها المتحرك الملاصق للفراش .. أومأت (سلمى) و هى تشعر بها تطلب منها فى صمت أن تغادر ، فدارت لتغادر الغرفة و هى تتذكر الأيام الأولى بعد إستيقاظها من غيبوبتها و إستسلامها التام لها تعتنى بكل صغيرة و كبيرة تخصها قبل أن تصاب بإنهيارها الأول الذى تقوقعت من بعده و رفضت أن تتكل على أى شخص ليساعدها ... ترفض أن يلمسها أحدهم أو يمد لها يد العون .. راقبت أمها تغادر و تغلق الباب خلفها فتنفست بقوة و أدارت رأسها تنظر نحو كرسيها بكراهية قبل أن تغمضهما تتذكر كلمات أمها .. لقد غادر البارحة ... حسناً فعل .. هذا ما توقعته .. تمتمت و هى تشد نفسها لتقترب من كرسيها و تجاهد لترفع نفسها فتجلس عليه _"اهرب .. هذا هو المتوقع منك (عاصي) ... هذا ما كنت تجيده دوماً .. أن تهرب" حركت كرسيها متجهة نحو شرفتها و هى تتابع و تصميم جديد يولد داخلها لتبدأ صفحة جديدة مع الحياة _"لا حاجة بي لك أبدا ... لا أحتاج وجودك قربي و لا دعمك المزيف و لا شفقتك اللعينة (عاصي) ... لا أحتاجك أبداً فى حياتى .. أبداً" ******** | ||||||||
|
| |
|
10-10-16, 11:53 PM
| #140 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| زفر (هشام) بقوة و هو يقول بضيق ردا على سؤال (سلمى) _"لا أمى ... اتصلت به و أخبرنى أنه لن يستطيع القدوم اليوم .. هذا أفضل فأنا أريد الحديث أولا مع (رهف)" هتفت (سلمى) _"(هشام) .. أرجو ألا تكون تفكر بإخبارها عن حقيقة علاقتها هى و (عاصى) " هز رأسه نافيا _"لا أمى ... هذا الأمر يخص (عاصي) و مادام رافضاً إخبارها حتى الآن فلن أفعل ... أنا أثق أن أبي كان يفكر فى مصلحة (رهف) وقتها ورغم إعتراضى أنا لن أتدخل ... و أعتقد أن مصلحتها الآن لا تقتضى أن تعرف بالأمر" أومأت موافقة فتابع _"لكن الحالة التى وصلت إليها (رهف) الآن أمى بسبب أسلوبنا الخاطئ معها ... كان يجب أن نكون أكثر حزماً لنخرجها من هذه الحالة .. أعتقد أن ما حدث أمس كان للأفضل أنتِ قلتِ أنكِ لاحظتى تغيرا طفيفا بها ، لذا كما اتفقنا لن ندعها تعود لوضعها اللعين مجددا" صمت فجأة و هو ينظر خلفها فالتفتت لترى (رهف) تقترب .. ابتسمت لها كما فعل (هشام) حتى وصلتهما فقال _"صباح الخير أميرتى ... كيف حالك اليوم؟" أومأت برأسها قائلة بإقتضاب _"بخير" ابتسم راضيا بجوابها المقتضب قبل أن يلتفت لأمه قائلا _"أمى مضى وقت طويل منذ أن سافرنا فى رحلة ، ما رأيك لو ذهبنا الأسبوع المقبل لأى مكان تختارانه كتغيير جو .. هاه (رهف) ما رأيك؟!" التفتت له بإستغراب لإشراكها فى الحديث ، لتردد بعدها بإرتباك _"أنا؟!" _"نعم حبيبتى ... ألم تشتاقى لرحلاتنا السابقة معاً؟!" ابتسم داخله و هو يلمح لمعة الحنين بعينيها قبل أن تخبو لتقول _"لا أخى ... لا داعي .. أنا أفضل البقاء فى المنزل ، هذا أفضل" أومأت (سلمى) _"لا بأس (هشام) ... لكن حبيبتى (رهف) لا يجب أن ننعزل أكثر من هذا عن أصدقائنا و معارفنا ، صحيح؟" لم تحصل على جواب منها فتابعت _"لذا مادمتِ لا تفضلين السفر فلا بأس من أدعو أصدقائنا للمنزل ... فى الواقع لقد دعوت طانط (ثريا) و ابنتها لتزورانا غداً" توتر (هشام) فبدأ يتناول طعامه محاولا تجاهل تلميحات أمه فى حين شحب وجه (رهف) قليلا قبل أن تقول _"و ما شأنى أنا ماما؟! .. لن أقابل أحداً.. كما أننى لا أعرفهما" أصرت (سلمى) _"أنتِ تعرفينها حبيبتى ... (ثريا هاشمى) و ابنتها (راندا) .. التقيتما فى النادى من قبل .. هل تذكرينها ..(راندا هاشمى)؟" دوى الإسم فى رأسها يرافقه صورة (راندا) كما قابلتها قبل أكثر من عام ... شحب وجهها أكثر و هى تفكر .. تلك الفتاة المبتسمة المليئة بالحيوية .. شعلة التمرد .. ستزورهما .. عقدت حاجبيها و هى تتخيل نفسها جوارها ... تنبض بالحياة و الأمل فى حين هى تجلس شاحبة .. صورة باهتة لفتاة كانتها ذات يوم ... لا أبدا .. لن يحدث هتفت بإصرار متزايد جعل (هشام) يقطب _"لا أمى مستحيل .. لن أقابل أحداً" تأففت (سلمى) بنبرة تمثيلية و هى تقول بأسف _"أوف .. و (هشام) أيضاً لن يكون موجوداً معى .. الحمد لله أن ابنى (عاصي) هو الوحيد الذى نصفنى و سيكون معي ليرحب بضيوفي" رفعت (رهف) رأسها بحدة مع كلمات أمها و ضاقت عيناها .. فى حين لمعت عينا (سلمى) بخبث و ابتسم (هشام) و هو يلتقط الخيط من أمه _"آه .. (عاصي) الأكثر من مرحب لذلك اللقاء ... كان يجب أن أعرف أنه لن يفوت فرصة لقاءها مجددا بعد أن رآها فى الحفل" و همس بحنق داخله _"كأننى كنت سأسمح له أصلا" هز رأسه ينحى أفكاره المتملكة و هو ينظر لشقيقته الشاحبة مفكرا ..الحمقاء .. لازالت متعلقة بـ(عاصى) رغم أنها تكابر لكن من الواضح أنها .. ربما تشعر بالغيرة .. تنفست (رهف) بقوة و المشهد يمثل أمام عينيها ... (عاصي) و تلك القنبلة الموقوتة المفعمة بالحياة .. قبضت كفها بقوة و هى تشعر بنار تشتعل داخل قلبها رويدا و هى تحاول منع نفسها من ذلك الشعور الغبى الذى عاد ليحتل قلبها ... شعور لطالما اختنقت به و هى طفلة ثم مراهقة فشابة ، ترى ابن عمها الشاب محاطاً دوما بالجميلات و لا يخلو وقت دون أن تراه برفقة إحداهن .. تمر السنون عليها و هى تراقبه يمنحهن إهتمامه و حيزا من حياته .. جميعهن .. إلا هى ... أخذت نفسا عميقا .. حسنا فليحترق معهن فى الجحيم فهى ما عادت تعبأ .. أكمل (هشام) محدثا والدته عندما لاقى صمتاً من شقيقته _"آه أمى تذكرت ... أريدك أن تتصلى بـ(سيلين) أيضاً و تدعينها للغداء معنا" التفتت (سلمى) فى إستفهام بينما إزدادت (رهف) شحوباً و إختناقاً .. (سيلين) أيضاً ... ألم تكن تنقصها تلك الـ(راندا) حتى يأتى (هشام) بتلك الزهرة الجليدية ذات المظهر النارى .. تلك المغرورة آكلة الرجال ... تأففت بصوت واضح جعل (هشام) يلتفت نحوها مبتسما ليسأل _"ما الأمر (رهف) .. هل هناك إعتراض؟ّ" هزت رأسها نفياً _"لا أخى .. لماذا سأعترض؟! .. إنها ضيفتك .. أنا فقط .. لا أحبها" ضحك قائلا _"أنتِ لم تلتقيها إلا بضع مرات لا تُعد على الأصابع .. و لا أعتقد أنها قد فعلت شيئاً يجعلك لا تتقبلينها" منعت نفسها من الرد عليه ... يكفي أن تراه يهتم بها لهذه الدرجة و يكفي أن تتخيلها جوار ذلك الوغد العابث زير النساء ابن عمها ... أخرجها (هشام) من أفكارها و هو يقول -"حاولى التعرف عليها (رهف) و أنا واثق أنكِ ستحبينها" هزت رأسها دون إقتناع فالتفت نحو أمه التى كانت تتأمله ملياً ليكمل _"هاه .. أمى .. أنا أعتمد عليكِ فى هذا الأمر" رفعت حاجباً ساخراً و هى مستمرة فى تأمله بدقة قبل أن تقول مبتسمة _"ما الذى فعلته هذه المرة فأغضبها (هشام)؟" ضحك بمرح لتكمل _"أنت لن تلجأ لى إلا إن كنت قد أغضبتها لدرجة كبيرة .. هيا أخبرنى" هز رأسه قائلا _"المعتاد" تنهدت فى يأس منه _"أوه (هشام) ... هل حاولت مجددا إنتقاد تصرفاتها و ملابسها؟" و ابتسمت و هى تراه يقطب معترضا لتقول _"(هشام) حبيبى .. حاول تفهُم أنها تربت على غير عادتنا بنى .. إنها فرنسية (هشام) و حديثة عهد بنا .. كما أنك لا تملك سلطة عليها لتفرض عليها سيطرتك" قطب (هشام) معترضا و قبل أن يرد قاطعته (رهف) فى حنق حمل مشاعرها السلبية نحو (سيلين) _"أنا لا أفهم لماذا تمنحها كل هذه الأهمية أخى؟! .. ليست سوى ابنة صديق أبي" تنهد (هشام) و هو ينظر إليهما مترددا قبل أن يحسم أمره قائلا _" لأنها .. (سيلين) يا (رهف) كانت وصية أبي .. لقد أوصاني بها .. مثلك تماما" ارتجفت شفتاها بقوة بينما نظرت له (سلمى) فى دهشة حائرة ليتابع _"أعلم أنكما لم تعرفا عنها شيئاً و لم تقابلاها إلا قريبا خصوصاً بعد أن ساعدتنى أنا و (عاصي) ... لكنها فى الواقع هنا منذ ست سنوات" صمت قليلا و هو يقرر أن يلقى بكل ما فى جعبته _"منذ أتت من فرنسا .. أبي و أنا كنا نهتم بأمورها .. فى الواقع كان هذا رغماً عنها لأنها كما ترين أمى .. هى تفضل الإعتماد على نفسها .. لقد أخذت منى وقتاً طويلاً حتى تقبلت مساعدتى" همست بحيرة _"لا أفهم (هشام) ... لماذا لم تخبرانى عنها من قبل؟" زفر بقوة _"الأمر معقد أمي .. كما أن (سيلين) فى الواقع نصف فرنسية ... والدها مصرى ... لذا فهى ليست غريبة تماما" قالت بإرتباك _"آه ... لكن إسمها الكامل فرنسي .. كيف .. أعنى لقد ظننت.." قاطعها سائلاً _"هل سمعتِ إسم (أحمد سفيان) قبلاً أمى؟" شحب وجهها و هى تهمس الإسم بتوجس _"(أحمد سفيان) .. ماذا عنه؟ ... لقد كان صديق والدك المقرب ، لكنه كان مهاجراً فى فرنسا و " قطعت كلماتها و هى تنظر فى عينيه قبل أن تهز رأسها نفياً و وجهها يشحب بقوة _"لا (هشام) ... مستحيل ... أنت لا تقصد ما فهمته" نقلت (رهف) عينيها بينهما فى حيرة لتسمع أمها تقول _"لا تحاول القول أنها ابنة (أحمد سفيان) يا (هشام) ... هذا مستحيل ... لا يمكنها أن تكون ابنته .. مستحيل" _"ماذا تعرفين عن الأمر أمى؟" صمتت قليلاً تتذكر بوجع قبل أن ترد عليه قائلة بصوت مخنوق _"قبل أكثر من خمسة عشر عاما عاد والدك فجأة شاحب الوجه كأنه تلقى خبراً قاتلاً و أخبرنى أنه سيسافر لفرنسا فوراً لأن صديق عمره فى حاجة إليه ... و سافر .." تقطع صوتها فسكتت تلتقط أنفاسها قبل أن تتابع _"ليعود بعدها بأيام أكثر شحوبا و ألما ليخبرنى أن صديقه و أسرته قد فقدوا حياتهم فى حادث بشع و لم يبق منهم أحد ... جميعهم قُتلوا بوحشية قبل أن يُحرق منزلهم ... (أحمد) و زوجته الحامل و طفلتهما الصغيرة .. جميعهم ماتوا" ارتسم الألم على وجه (هشام) و (رهف) لتتابع هى بحزن _"كانت ضربة قاصمة لوالدك الذى لم يستطع إنقاذ صديقه و لا أن يلقى عليه نظرة وداع ... كان قد تماسك لتوه بعد حادث عمك و زوجته رحمهما الله لتأتيه تلك المصيبة ... والدك رأى جثثهم بعينيه حتى تلك الصغيرة ، لذا أخبرتك أن هذه الفتاة لا يمكنها أن تكون ابنة (أحمد)" أغمض عينيه بقوة قبل أن يفتحهما ليقول بأسى _"لقد نجت أمي ... نجت بمعجزة .. و أبي عرفها ... هى لم تخبرنى بتفاصيل الحادث و كيف نجت وقتها.. و لا لمن كانت تلك الجثة الصغيرة .. لكنها أخبرتنى لماذا هى هنا" نظرت له ليكمل بتنهيدة _"أخبرتنى أنها أتت لتستعيد حقها و تأخذ بثأر عائلتها ... هى تعرف قاتل أسرتها و هى هنا من أجله" _"لم تخبرك من هو؟" هز رأسه نافياً _"هى لا تتذكر سوى شكله أمي ... أردت مساعدتها و لكنها ترفض تدخلى ... تقول أن الأمر يخصها فقط" و التفت نحو (رهف) التى ارتسم الألم على وجهها ليقول بحزم _"أنا لم أخبرك سرها لتشفقى عليها و لا لأبرر لكِ لماذا أهتم بها" زفر بقوة ليتابع بحزم _"أخبرتك بهذا لتفيقى (رهف) و تتوقفى عن البكاء على الأطلال" شحب وجهها و كلماته الصارمة تخترق قلبها بقوة _"(سيلين) مرت بأشياء أبشع بكثير مما مررتِ به (رهف) ... لكن انظرى إليها ... لازالت واقفة على قدميها ... تتحدى العالم بأجمعه ... لا أحد قادر على إختراق أعماقها التى أنا واثق من أنها تدفن داخلها كل المرارة و الألم اللذين عاشتهما على مدى سنين طويلة ... لم تدفن نفسها مثلك و تترك الزمن و العالم يمر عليها متأسفا" و نهض مكملا و هو ينظر لعينيها اللتين غزتهما الدموع _"لذا (رهف) .. اثبتى أنكِ ابنة أبيكِ حقاً و شقيقة (هشام رضوان) و توقفى عن ما تفعليه بنفسك .. وبنا" قال كلماته و غادر المائدة تاركاً إياها مطرقة برأسها تضغط على شفتيها بقوة لتمنع دموعها بينما تنظر لها (سلمى) بألم و رجاء أن تجد كلمات شقيقها صدى داخلها ************ | ||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| للعضويات, المتعددة, تنبيه |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
639Likes
.png)
العرض العادي
