آخر 10 مشاركات
أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (الكاتـب : الحكم لله - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-17, 12:16 AM   #1481

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
ياااااه حسيت بالشبع بعد فصل طوييييييل وبعد عناء الانتظار....
نقول بسم الله
الحمد لله راح احتفظ بايدي طلعت ليلى مشاركة مع منذر وسامر
ميوش خليني أفقع عين سامر الثانية الله يخليك سيبيني اخرج قهري فيه لسه ما حرم هاذ البني ادم ياريته اتفحم كله على بعضه
أكيد راح يدخل سيلينا في انتقامه ليخرب العلاقة وطبعا همسة ما راح تسلم منه الله ياخذه ويحرقه.....
هشااااام يا حب عمري المسكين الله ابتلاه بحب جعفر من بين كل البنات
حتى شهر العسل ابتدا بين الخضر .ومطاردة قتلة اااااه ياني....
طول الطريق ما سكتت البنت لسانها ما فات لحلقها شبه راديو خربان لا يقدر يغير المحطة ولا يخفض الصوت..... لو مكانها كنت صمت شهرين شكر لله .... كنت راح اتشل وهو شايلها على ظهره على الاقل اتحركت مشاعرها المصدية ماتخليها تعترف خللت بسببها الموكوسة بس للعلم انا بحبها ها.....ذبت في الغيوم الوردية
مش عارفة ليه بس دايما بحس أنه أحمد اليزيدي مش مجرم رغم اعترافه يمكن كان عم يحمي بنته بس
زياد ووتين اللهم لا حسد هههه
فصل جمييييييل شكرا ميوش
ههههههههههههه طيب الحمد لله إن الفصل شبعك و عقبال الفصل الجاي
بسم الله
الحمد لله كلامك طلع صح و هتحتفظي بايدك هههههههههه
ههههههه تفتكري يعني لو فقعتي عينه هيتهد و يبطل شر .. بصي هو جمع الجينات اللطيفة من الطرفين و أخد خلاصة الشر من البابا و الماما
ههههههههههههه هشام و جعفر .. لا تعليق
و حقيقي الله يعينه بس هو كمان مش سايب حقه .. بيخلص كله منها على طول .. مش ناوي يسيبها تاخد نفسها
يلا إن شاء الله كل ده ييجي بفايدة
أحمد اليزيدي هنعرف عنه أكتر بالجزء الثاني إن شاء الله
زياد و وتين .. ربنا يستر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 12:17 AM   #1482

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل جميل
طلعت ليلى متامرة مع سامر ومنذر
سامر ياريتك متتت وارتحنا منك يا حقير
الله يستر منه ومن انتقامه
زياد ووتينه الله يسعدكما
هشام الله يعينك على رندة الغبية
يسلموووو يا مايلو
وبانتظار القادم
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نورتيني كتير يا قمر
سعيدة إن الفصل أعجبك
ثلاثي الشر لازال بجعبتهم الكثير و سامر للأسف لن يتراجع عن إفساد حياة راندا
ههههههههه هشام ربنا يعينه .. هو كمان مش مستسلم و بيخلص حقه أول بأول
إن شاء الله الفصل الجاي يعجبك أكتر
منوراني دايماً حبيبتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 12:26 AM   #1483

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الكمبيوتر و المتصفح طلعوا عيني و عذبوني عشان أرد على كم تعليق
بإذن الله أتابع رد على باقي التعليقات الجميلة بعد فترة استراحة أكون كملت كتابة بالفصل الجديد عشان متأخرش عليكم أكتر من كده
دعواتكم


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:42 AM   #1484

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الورد عليكم جميعاً و جمعة مباركة
هبدأ حالاً أنزل الفصل الجديد و إن شاء الله الكمبيوتر يساعدني و يكمل تنزيل على خير
انتظروا لحتى أكتب إن الفصل أكتمل
الفصل طويل و إن شاء الله تعجبكم أحداثه كلها
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:54 AM   #1485

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الستون
تراجعت (راندا) لتسترخي في مقعد الشاطيء بهدوء لا تشعر بذرة منه ، و تأملت المكان من حولها .. أمواج البحر الصاخبة لم تطغى على أمواج مشاعرها الثائرة التي لم تهدأ خلال اﻷيام السابقة .. تشعر أنها ما عادت تفهم نفسها ... أخذت نفساً عميقاً و شردت بعقلها تتذكر كل ما مر منذ أوصلهما الرجل الذي عرفاه فيما بعد باسم الحاج (عثمان) إلى مدينته الصغيرة و عرض عليهما أن يحلا ضيفين في منزله ريثما تعاود الحافلات عملها صباحاً ، خصوصاً و أن بصره لا يسمح له بالقيادة ليلاً و إلا كان أوصلهما بنفسه ﻷقرب محطة يستقلان منها حافلة إلى المدينة الساحلية التي كانا متوجهان إليها ... تنهدت و هي تستعيد تلك اللحظة التي استيقظت فيها لترى كيف كانت تنام بقرب (هشام) و تتمسك به ... كانت الشمس قد غربت تماماً و الهواء قد بدأ يصبح بارداً فلم تشعر بنفسها و هي تقترب من مصدر الدفء الذي كانت تلتصق به لتدفن نفسها داخله أكثر و تشعر بذراعه تضمها إليه بينما يده الأخرى تمسح فوق عضدها تبث فيها بعض الدفء .. لم تعرف أنها ابتسمت و هي تسترخي أكثر و تستمتع بمصدر الدفء اللذيذ لتنتبه بعد لحظات على صوت خشن ينادي .. فتحت عينيها ببطء و تطلعت حولها للحظات في غرابة لتتنبه إلى يدها المتشبثة بقميص (هشام) و رأسها التي توسدت صدره بكل أريحية ... رفعت عينيها بحذر لتلتقيا بعينيه و قد بدا أنه هو الآخر قد استيقظ لتوه ... غامت عيناه و هو ينظر لها ليعاود قلبها دقاته الغريبة تلك ليستفيق الاثنان على الصوت الخشن من جديد للرجل الذي أقلهما في سيارته يخبرهما أنهم وصلوا .. التفتا إليه لتنتبه (راندا) أن السيارة توقفت بهما فعاد قلبها ينبض بخوف و قلق و نظرت نحو (هشام) بعينين أظهرتا كل مشاعرها ليبتسم و يربت على كفها المتشبث به في حنان و هز رأسه لها مطمئناً ، لتبتعد بعد لحظات بحرج ... نهض من مكانه ليمد لها يده فتمسكت بها رغم كل الحرج و الارتباك الغريبين عليها و نهضت بمساعدته .. سبقها بالنزول و عندما وضعت قدميها على الحافة تنوي اللحاق به فاجأها بكفيه اللتين أحاطتا خصرها ليحملها من مكانها و ينزلها أرضاً لا يفصلها عن جسده شيء و ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تدرك أن وجهها صار كثمرة طماطم ناضجة و عضت على شفتيها حرجاً من تصرفه أمام الجميع .. ابتعدت مطرقة بينما أسرع يخرج الحقائب بمساعدة الرجل الذي شكره (هشام) على مساعدته و الذي استنكر بشدة محاولة (هشام) عرض مبلغ من المال نظير ما فعله و أخبره أن هذا لا يصح أبداً و أنه لا يفعل المعروف بمقابل ليعرض عليهما في النهاية البقاء في منزله حتى الصباح ... راقبت (راندا) سكان المنطقة و بيوتها فيما يقودهم مضيفهم إلى البيت الذي سبقتهم إليه زوجته و ابنته و اللتين أسرعتا تعدان مكان مبيتهما بعد أن قدمتا لهما الطعام .. كانت (راندا) تلتصق به في حرج ممتزج بقلق مخاوفها بشان نواياهم الحقيقية بينما لدهشتها وجدت (هشام) و قد اندمج في حديث حميم مع الرجل كأنه يعرفه منذ سنوات ... كانت تتأمله بطريقة غريبة لتستفيق على نظراتهما و كلمات الرجل التي نبهتها أنها لا تتناول طعامها و لحظتها تمنت لو انشقت الأرض و ابتلعتها فهما بالتأكيد لاحظا شرودها فيه .. كانت تبتلع طعامها في صعوبة حين شعرت بيد (هشام) تحتضن يدها .. حاولت نزعها منه و هي تزجره بنظراتها تحذره من تصرفانه أمام الرجل لكنه أكمل طعامه بهدوء ناقض تماما العاصفة التي أثارها داخلها باحتضانه الشديد لكفها و الدفء الغريب الذي لامس قلبها عبر يده .. حاولت التحكم في أعصابها بصعوبة حتى لا تفضح نفسها أمام الرجل و بعدما انتهت جلسة التعذيب أخيراً و رافقهما إلى الطابق الثاني من منزله ليكونا على راحتهما و لعذابها لم يترك ( هشام) كفها لحظة واحدة و هما يرافقان الرجل للطابق الأعلى و حتى ودعهما تاركاً إياهما بمفردهما لتنتزع كفها منه بقوة و هي تهتف
_"ما الذي تفعله بالضبط؟ .. كـ .. كيف تتصرف بهذه الطريقة أمامهم؟"
تأملها بهدوء رافعاً أحد حاجبيه و قد بدا مستمتعاً بحمرة خديها قبل أن يقول
_"و كيف تريدين أن أتصرف حبيبتي؟ .. من المفترض أننا رجلٌ و عروسه في رحلة شهر العسل"
عضت على شفتها لتقول بعدها بصوت مرتبك و هي ترفع سبابتها
_"لقد حذرتك (هشام) .. لا تحاول استغلال الفرص .. أنت .."
شهقت قاطعة جملتها حين اقترب منها فجأة لتتراجع في حدة بينما يقول
_"أنا ماذا حبيبتي؟"
ضاعت الكلمات من على شفتيها اللتين ارتجفتا و هي تنظر في عينيه لتقول بارتباك و هي لا تعرف ماذا كانت ستقول أصلاً
_"أ .. أنت ..أنت تسخر مني مجدداً"
زفر مطولاً قبل أن يهز كتفيه قائلاً
_"حبيبتي ... توقفي عن هذه الحساسية أرجوكِ .. أخبرتكِ أننا سنتصرف طبيعياً أمام الجميع أما فيما بيننا .."
قطع كلماته بغموض لتنظر له بترقب فاقترب الخطوة التي ابتعدتها ليقف على مقربة شديدة منها تسببت في ضياع أنفاسها تماماً ليقول
_"فيما بيننا ، سيعتمد على ما تريدينه أنتِ"
همست بضياع
_"ما أريده؟!!"
اقترب من وجهها ليهمس بصوت بدا لها يتردد من أعماق سحيقة بينما عقلها بدأ يفقد اتصاله بالواقع
_"أجل حبيبتي .. ما تريدينه أنتِ .. أخبريني فقط بما تريدين و لا تترددي .. (هشام رضوان) كله ملكٌ لكِ يا أميرتي"
كادت تضيع مع همساته المغوية و أنفاسه الحارة التي داعبت وجهها و لم تستفق سوى على لمسة يده لعنقها لتنتفض متراجعة للخلف و هي تتنفس بصعوبة لتهتف و هي تندفع نحو حقيبتها و تلتقطها و تتجه لغرفة النوم التي أشار لها الرجل سابقاً و هتفت بارتباك
_"أنا سأبدل ثيابي .. تبدو متعباً و تحتاج لتنام أنت الآخر .. تصبح على خير"
تركته واقفاً بعد أن سمعته يطلق تنهيدة طويلة و أغلقت الباب لتستند عليه بظهرها و هي تتنفس بقوة و وضعت كفها على قلبها لتصعقها نبضاته القوية ... أغمضت عينيها و هي تتساءل داخلها عما يحدث لها .. لماذا أصبحت ضعيفة أمامه لهذه الدرجة؟! .. بالكاد تنقذ نفسها من الوقوع في مصيدة سحره و الضياع داخلها للأبد .. فتحت عينيها و هي تهمس لنفسها .. لا بأس .. اهدأي .. لم يحدث شيء .. أنتِ فقط كنتِ متعبة و لم تستطيعي التفكير جيداً .. هو لن يستطيع عمل شيء مجدداً .. أنتِ فقط لا تسمحي له بارباككِ من جديد ... أجل هو كل ما يفعله هو تعمده ارباكها ليفقدها حذرها و دفاعاتها ، لكنها لن تعطيه الفرصة مرة أخرى .. أخذت نفساً عميقاً و قبضت كفيها و هي تهز رأسها بتأكيد و عزم و تحركت تحمل حقيبتها لتخرج ثيابها قبل أن تتطلع للغرفة ليتهدل كتفاها .. لا حمام خاص بهذه الغرفة .. تطلعت نحو باب الغرفة بيأس .. إذن ستضطر للخروج من جديد .. رفعت رأسها تؤنب نفسها على تخاذلها بعد الوعد الذي قطعته لتوها و أسرعت تحمل ثيابها و تندفع نحو الباب لتفتحه بسرعة و تغادر لتفاجأ بالصالة الفارغة .. بحثت عنه بعينيها قبل أن تنتبه لصوت المياه القادمة من ناحية الحمام لتعرف أنه هناك .. تجمدت مكانها للحظات و هي تفكر إن كان من الأفضل أن تتراجع للغرفة .. تراجعت خطوة للخلف حين انتبهت لتوقف المياه لتتسمر مكانها من جديد و سقط قلبها بين قدميها عندما سمعت صوت الباب و هو يفتح لتهز رأسها مؤنبة و تتحرك في عزم بعد أن شعرت بخروجه لتندفع نحو الحمام و هي مطرقة رأسها تحاول ألا تلتقي عيناها به لكنها توقفت بحدة حين انتبهت لخياله الذي قاطع طريقها فجأة لتشهق بحدة و هي ترفع رأسها نحوه لتلقي بعينيه اللامعتين بعبث بينما يمسك بمنشفة يجفف شعره .. توقف قلبها للحظات في صدرها قبل أن تتسع عيناها و هي تتراجع للخلف مدركة بفزع أنها تحدق مباشرة في صدره العاري بينما وقف هو بلامبالة ببنطال بيجامته فقط .. رفعت عينيها بفزع لتلتقي بعينيه بعد أن أدركت أنها سمحت لنفسها بتأمل صدره القوي دون حياء و عيناها تحركتا فوقه بذهول بينما قلبها عاود نبضه السريع و أنفاسها احتبست داخلها لتطلقها دفعة واحدة ما أن شعرت به يتحرك نحوها لترفع عينيها من جديد بارتباك رهيب و خداها يشتعلان بصورة مرعبة لتسمعه يقول مبتسماً
_"جيد أنكِ غادرتِ الغرفة .. خشيت أن تنامي دون أن تأخذي حماماً يزيل عنكِ آثار السفر"
ارتحفت شفتاها و هي تحدق فيه ببلاهة لا تعرف بماذا يهذي بينما تقاوم بشدة رغبة عينيها لتتأمله بحرية و شعور بالرعب بدأ غزوها لهول ما تشعر به و قد بدأت تشعر أنها تتصرف بغرابة .. لقد جنت حتماً .. انتبهت لفرقعة أصابعه أمام عينيها لتدرك أنها شردت و سقط قلبها من جديد و هي تدرك أن عينيها قد خانتاها أمامه بالفعل .. رفعت عينيها تنظر إليه لترى في عينيه كل شئء .. لقد لاحظ ما فعلت و يبدو مستمتعاً لأقصى حدة .. تباً .. تباً .. كيف سمحت لنفسها بهذا؟! .. كيف .. انتبهت على صوته يناديها لتطرق برأسها و تضم ثيابها نحوها بقوة و تتجاوزه بسرعة لتدخل الحمام و تغلق الباب تنستند إليه بأنفاس متقطعة و خدين مشتعلين خجلاً و هي تهتف داخلها .. يا إلهي .. ماذا يحدث .. لقد جنت ... ماذا ستفعل .. لم تعد تثق بنفسها .. ذلك الرجل بالفعل خطر على أمانها ... ﻷول مرة تشعر بهذا الرعب من نفسها .. ﻷول مرة تكون مدركة لوجود رجل بهذه الدرجة التي أخافتها من نفسها .. لا .. لا .. و هو أيضا قد لاحظ .. رفعت كفيها تغطي وجهها .. يالله ... ماذا يحدث لها .. تعقلي (راندا) تعقلي ... ماذا قلنا .. لا تمنحيه الفرصة .. أجل .. تذكري هذا .. التفتت لتعلق ثيابها و تابعت استحمامها بشرود و عقلها كله منشغل بهذا الرجل في الخارج .. ذلك الذي يحمل اسم زوجها ... أسرعت تخرج من أسفل المياه و تجفف نفسها و تحركت بوجوم ترتدي ثيابها و لم تنتبه سوى بعد انتهائها إلى البيجامة التي ترتديها و شتمت غباءها و تسرعها و هي ترى أنها جلبت أول ما التقطته من حقيبتها ... كيف ستخرج أمامه هكذا الآن .. بيجامة ناعمة بحمالات رفيعة و بنطال ينتهي أسفل الركبة بقليل .. تباً .. كيف لم تنتبه و تخيلت أنها لازالت بمفردها في غرفتها بالقصر ... تطلعت بيأس للمنشفة الصغيرة بيدها و التي لن تجدي نفعاً و لم تجد بداً من وضعها حول كتفيها و هي تحدث نفسها أن هذا أفضل من لا شيء ... فتحت الباب بحذر و أطلت برأسها للخارج و اختلست النظر بحثاً عنه قبل أن تتنهد بارتياح و تحركت على أطراف أصابعها و هي تمني النفس أن يكون قد ذهب للنوم و تحركت باتجاه غرفتها لتتوقف فجأة بدهشة و هي تلمح خياله يقف هناك خارجاً في الشرفة و هو يتحدث بهاتفه .. كان يتحدث بتركيز شديد و لم ينتبه لخروجها و لا لإقترابها الذي لم تشعر به هي نفسها و هي تتحرك باتجاهه في فضول لتعرف مع من يتحدث .. بالتأكيد لابد أنه يتصل بأسرته يبلغهم بوصوله .. لكن لماذا كل هذه الجدية؟! .. تراجعت بخفة للخلف عندما وجدته ينهى المكالمة و توقعت عودته للداخل فتحركت تنوي الاختفاء في الغرفة لتغلق بابها دونه لولا أن سمعته يقول بعد لحظات
_"مرحبا (سيلين) .. كيف حالكِ عزيزتي؟"
تجمدت مكانها و برد شديد تسرب لقلبها فجأة لتلتفت ببطء تنظر نحوه لتجده قد بدأ مكالمة جديدة و هذه المرة عرفت مع من يتحدث .. قطبت حاجبيها و هي تستمع له بذهول يطلب من (سيلين) أن تترك شقتها و تذهب لتقضي هذه الفترة في منزل أسرته .. اتسعت عيناها و هي تراه يتوسلها لتفعل و استمعت له بقلب مختنق و هو يقول بصوت يائس
_"(سيلينا) ... مرة واحدة .. مرة واحدة فقط حاولي أن تستمعي لكلامي و تنفذيه دون جدال متعب .. أرجوكِ من أجلي ... لن أطمئن عليكِ و أنا بعيد .. أخبرتكِ أن الوضع خطر و شرحت لـ(عاصي) كل شيء و هو سيخبركِ بالتفاصيل .. فقط حتى يطمئن قلبي .. لن يرتاح بالي هكذا ... اتفقنا عزيزتي؟!"
لم تشعر بكفها فوق قلبها الذي شعرت كما لو أن خنجراً من الثلج القاسي قد اخترقه بقسوة و هي تسمعه يخاطبها بهذه الطريقة و يتوسلها بخوف و يخبرها أن قلبه لن يكون مطمئناً عليها و هو بعيد .. تنفست بصعوبة و هي تسمع ضحكته المرحة و هو يقول ضاحكاً
_"بالطبع .. سأستمتع بوقتي جيداً لا تقلقي ... حسناً بالتأكيد سأفعل .. حسناً عزيزتي"
راقبته بذهول و هو يضحك من جديد بمرح لم تره إلا في مزاحه معها هي و سمعته من بين الغيامات التي لفت عقلها يقول مبتسماً
_"و أنا أيضا سأشتاق لكِ .. أراكِ قريباً"
لم تنتظر ليكمل وداعه لها و ينهي المكالمة ، ليلتفت و يكتشف وجودها خلفه .. أطلقت ساقيها للريح و عادت للغرفة .. أغلقت الباب بالمزلاج و استندت إليه تتطلع أمامها بعينين غائمتين و هي تتنفس بسرعة ... و شتمت نفسها بقوة و هي تخبرها أنها كانت غبية و سمحت له أن يتلاعب بها ببراعة .. نسيت كل شيء عرفته و كل شكوكها و مخاوفها ... أغمضت عينيها تتذكر كلماته مع (سيلين) .. تلك الفاتنة الحمراء ... تذكرت نظراته لها في الحفل .. غيرته الواضحة من رؤيته لنظرات الرجال نحوها .. الصور التي أرسلها (سامر) سابقاً و ما أخبرها به قبلاً عن علاقته بها .. رفعت كفها لشفتيها المرتعشتين و هي تفكر بألم .. لقد نسيت كل هذا في خضم فوضى المشاعر التي سحبها إليها ... اتجهت نحو الفراش بتخاذل و سقطت فوق حافته و هي تشرد بعيداً لقد ألقت بحذرها جانباً و تركته يتلاعب بها ببساطة .. لقد كادت تسلم حصونها له بكل غباء .. بينما هي في الحقيقة لم تكن سوى لعبة في صراعه الغبي مع (سامر) .. لقد فعل كل هذا لينتصر على غريمه ... لابد أنه كان يسخر منها داخله طيلة الوقت ، صحيح؟ ... تراجعت لتسقط فوق الفراش بينما سمعت طرقاته فوق الباب تبعها صوته يسألها إن كانت قد نامت ... تجاهلت طرقاته تدعي النوم حتى ذهب .. جيد .. ماذا يريد منها الآن .. هل أتى ليكمل لعبته الغبية و يهدر كرامتها أكثر من هذا .. لن تمنحه الفرصة مجدداً ليفعل ... فلتقضي الليلة تبتلع هزيمتها الغبية و عندما تستيقظ غداً ستعود كما كانت و لن تعطيه الفرصة من جديد ليظن أنه سيحركها كما يشاء ... لن تضعف أمامه مرة أخرى فقد وعت الدرس جيداً ... لم تعرف متى غرقت بالنوم لكنها استيقظت في اليوم التالي على صوته يناديها من خارج الغرفة يخبرها أن تستيقظ .. اضطرت أن تخبره أنها استيقظت لتتخلص من وقفته أمام الباب و عادت تسترخي بالفراش لتسمعه يخبرها أن الطريق به مشاكل و متوقف لذا سيضطران للبقاء ريثما يتم فتحه و أنه سيذهب مع مضيفهما برفقة أحد الميكانيكيين ليصلح السيارة و يحضرها ليغادرا بها فور فتح الطريق .. لم تمنحه رداً سوى "حسناً" و انتظرت حتى سمعت باب الشقة يغلق لتنهض بحدة من فوق الفراش ... قضت بعد الوقت تدور حول نفسها بالشقة و هي ترمق الأريكة التي قضى الليلة السابقة فوقها و تجاهلت انزعاج قلبها و هو يخبرها أنه لابد لم يرتح في نومه عليها لتعنف نفسها على تفكيرها الأحمق و تخبر قلبها أنه يستحق .. اتصلت بعائلتها تطمئنهم عليها قبل أن تعود للغرق في أفكارها و ما عليها فعله من الآن فصاعداً لتتجنب الوقوع في فخه مرة أخرى ... أخرجها من أفكارها صوت صاحبة المنزل و هي تطرق باب الشقة و تدعوها للنزول معها لتتسلى برفقتهم بدل بقاءها بمفردها فغادرت برفقتها و تناست كل أفكارها مع الوقت الممتع الذي قضته في الحديث معها هي و ابنتيها و أطفالهما الصغار حتى عاد (هشام) بعد بضع ساعات .. تجمدت مكانها و قاومت حتى لا تتصرف بطريقة غير لائقة عندما اقترب ليجلس بجوارها بعد أن قبل رأسها بحنان و سألها عن حالها لتوميء برأسها دون رد تدعي الحرج أمام الأسرة بينما لا ترغب أصلاً في التحدث معه ... قضيا بضع ساعات أخرى مع الرجل و أسرته و كتمت دهشتها حين عرفت أن (هشام) قد عرض وظيفة في شركته لابن الحاج (عثمان) الأكبر و الذي عرف بمشكلته في العثور على وظيفة رغم مؤهلاته العليا و كل الخبرات التي سعى لإكتسابها فقط لأنه لا يملك وساطة و أخبره أن يذهب في اليوم التالي بملفه الذي راجعه بنفسه و أعجب به و طمأنه ألا يقلق و أنه يضمن له قبوله بجدارة ... رمت دهشتها جانباً و وسوس لها شيطانها ألا تنبهر من جديد بأي شيء بخصوصه و ألا تحاول البحث عن شيء جيد بشأنه ففي النهاية هي نتيجة واحدة .. هو لن يخدعها مرة أخرى ...
غادرا بعد أن تم فتح الطريق من جديد و عودة حركة المرور إليه و ابتسمت (راندا) بصفاء و هي تلوح ﻷفراد الأسرة التي لم تتخيل أبداً أن تشعر بهكذا سعادة خلال الوقت البسيط الذي قضته معهم لولا فقط اكتشافها المريع في الليلة السابقة ... ركبت السيارة بجوار (هشام) الذي انطلق بعد أن لوح مبتسماً لهم لتتراجع هي في مقعدها و تشيح بوجهها لخارج النافذة تتأمل الطريق .. اختلس النظر إليها و هو يتنهد ... كانت (راندا) مدركة لنظراته نحوها لكنها استمرت في تجاهلها له و النظر عبر نافذة السيارة حتى سألها بهدوء
_"حسناً .. ألن تخبرينني ماذا حدث؟"
استمرت في صمتها ليقبض بكفيه على المقود لتستشعر أنه يمارس ضغطاً على أعصابه .. جيد .. فليشعر قليلاً ببعض ما تحترق به
_"ماذا أصابكِ فجأة؟ ... حتى البارحة كنتِ بخير .. ماذا حدث لترتدي الوجه الخشب من جديد؟!"
التفتت تهتف باستنكار
_"الوجه الخشب؟!"
ابتسم بسخرية و قال و هو يعيد نظره للطريق بعد أن رماها بنظرة مستفزة
_"ماذا إذن؟! .. ماذا تطلقين على وجهكِ المتجهم هذا؟! .. لا أرى شبح ابتسامة واحدة حتى .. ابتسمي حبيبتي و لا تقلقي بشأن التجاعيد لا تجرؤ على الإقتراب منكِ .. لا أحد يجرؤ أصلاً على الإقتراب منكِ"
أشاحت بوجهها و تمتمت بنزق
_"مستفز"
هز رأسه مبتسماً ليعود و يسألها
_"إذن .. هل حدث شيء أغضبكِ؟ .. أذكر أنكِ كنتِ طبيعية حتى أمس"
التفتت إليه لتنفجر باستنكار
_"كنتُ طبيعية؟! .. هل تمزح معي ؟ .. أنا الآن طبيعية"
و رفعت سبابتها محذرة
_"و مهما كان ما رأيته أمس أو ما فهمته أو ما خيل إليك عقلك المغرور هذا أنك فهمته و الذي هو بالمناسبة خطأ كلياً ... كل هذا مجرد أوهام لديك لا أكثر .. هذا فقط بسبب الظروف السيئة التي مررت بها و لم يكن لدي من الطاقة ما يكفي ﻷجعلك تبتلع كلماتك و تتوقف عما تفعل"
رفع أحد حاجبيه و هو يختلس نحوها النظر ليقول بتهكم
_"أحقاً؟ .. إذن ربما علي أن أجعلكِ تُستنزفين حد الإرهاق حتى تعترفي بحبكِ كالبارحة"
هتفت بجنون
_"ماذا تقول؟ ... أنا اعترفت بحبي لك؟! .. هه .. عشم ابليس بالجنة"
قاطعتها ضحكته العالية التي أحرقت دمها بينما قال بعد أن خفتت ضحكته
_" يا إلهي!! .. لم أرى أحداً بعنادكِ و لا برأسكِ الحجري هذا .. يمكنكِ بكل بساطة و دون أي إحساس بالذنب أن تنكري نور الشمس الساطع فما بالكِ بما هو أوضح ... لكن لا بأس لازالت الأيام بيننا حبيبتي"
أشاحت بوجهها تتأفف و هي ترسم ابتسامة ساخرة تقول بأحلامك فقط ليبتسم بثقة أكبر هزت أعماقها بقلق لم تظهره على ملامحها و هي تسمعه يقول
_"لا تأملي أن طول الوقت قد يجعلني أمل حبيبتي .. بالعكس .. أنا لدي بال طويل و أستمتع بالمعارك الطويلة .. لذا لا بأس .. أنا أنتظر بشغف اللحظة التي ستتوقفين فيها عن عنادكِ و تعترفين بكل ما يختبيء داخل قلبكِ و الذي بالمناسبة ... دقاته البارحة أبلغتني بوضوح مدى كذب لسانكِ هذا"
رمقته بحنق شديد قبل أن تشيح بوجهها للنافذة و تهتف
_"فلتنتظر للأبد إذن سيد (هشام رضوان) .. نجوم السماء لك أقرب"
ضحك مجيباً و قال و هو ينظر لها و يغمز بعينه
_"ما حاجتي لنجوم السماء و لدي أميرتهم هنا .. على قربِ لمسةٍ واحدةٍ مني"
فتحت عينيها بذهول ليحمر خديها رغماً عنها فأشاحت بوجهها بعد أن زفرت بحنق تخفي خلفه تأثر قلبها الأحمق بكلماته و غزله من جديد بعد كل المحاضرات التي ألقتها عليه طيلة الساعات الماضية ... عادت لواقعها منتبهة على خروجه من البحر لتنقبض كفها بقوة كادت تمزق الكتاب الذي تقرأه و كزت على أسنانها بينما تلمح بذهول نظرات بعض المراهقات يقفن على بعد و قاومت رغبة رهيبة في أن تقوم و تشد كل واحدة منهن من شعرها بعد أن تصفعها بعنف لتتعلمن ألا تنظرن بدون حياء لرجل هكذا .. تباً و كيف تلومهن .. هو المخطيء .. كيف يجرؤ على استعراض جسده بهذه الوقاحة ... رمقته بنظرات قاتلة بينما يقترب منها بخطوات واثقة و ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تراه يمشط شعره المبتل بأصابعه يعيده للخلف لينقبض قلبها الأحمق .. بالتأكيد أحمق .. لماذا يتأثر بحركة بسيطة كهذه إن لم يكن أحمقاً .. لمحت نظرته العابثة نحوها يخبرها أنه يعرف جيداً فيما تفكر و ربما أيضاً فيما تحاول إنكاره عن نفسها حتى .. أغمضت عينيها تهمس بخفوت من بين شفتيها .. لا .. هي لم تتأثر به و لن تفعل ... ذلك المغرور المتبجح .. الوقح الذي لا يخجل من عرض جسده بهذه الطريقة أمام الفتيات ... فتحت عينيها مع شعورها به يجلس على المقعد المجاور لها و يمدد جسده ليسترخي بهدوء أثار أعصابها خصوصاً مع استمرار وقوف الفتيات على بعد منهما .. عضت على شفتيها بعنف و هي تلتفت نحوه ترمقه بقهر لتلقي الكتاب بحدة جانباً و تنهض واقفة لتشرف عليه .. رفع عينيه ينظر اليها ببراءة مفتعلة لتهتف بغضب
_"حقاً .. لقد أصبح هذا الأمر لا يطاق"
رفع حاجبيه بينما تحركت عيناه تتأملان جسدها بوقاحة أشعلت النار في جسدها و هو يتأمل ملابسها البسيطة المكونة من قميص صيفي بنصف كم و الذي عقدت طرفيه للأمام و بنطالها القصير الذي كشف عن جزء بسيط من ساقيها مظهراً خلخالاً رقيقاً التف حول كاحلها بينما تقف حافية القدمين فوق الرمال لينبض قلبه بقوة و صورتها تعيد لعقله بيت شعرٍ شهير في احدى قصائد (نزار قباني) .. ابتسامته المستمتعة و نظراته لها أحرقت أعصابها لتهتف بحدة و هي تتناول التي شيرت الذي كان قد خلعه في وقت سابق أمام عينيها الهلعتين ليبقى أمامها بشورت يصل للركبتين قبل أن يتحرك نحو البحر دون أن يمنحها الفرصة لتستوعب ما فعله لتوه ... التقطت التي شيرت و هتفت و هي تلقيه في وجهه بكل قوتها
_"ارتدي ثيابك و كف عن هذه التصرفات الوقحة"
أمسك التي شيرت يزيحه عن وجهه و نظر لها بتهكم يراقب باستمتاع احمرار وجهها ليقول بعبث
_"ماذا حبيبتي؟! .. هل تشعرين بالخجل؟"
رمقته بجنون قبل أن تهتف و هي تندفع نحو بيت الشاطيء خاصتهما
_"اذهب للجحيم أيها الوقح"
ضحكته لاحقتها لتغلق الباب في قوة و هي تواصل شتمه بينما تراجع هو للخلف ضاحكاً باستمتاع رغم أنه لا يعرف ماذا أصابها فجأة بعد أن ظن أنها قد بدأت تلين و تستسلم لمشاعرها نحوه ، لكنها ما كادت تستيقظ في اليوم التالي حتى عاودت رفع حصونها و أعلنت حربها الغير مفهومة من جديد .. هذه الفتاة ستقوده للجنون لا محالة أو ربما الوقت متأخر جداً على قوله هذا فهي قد أصابته بالجنون و انتهى الأمر ... ارتفع ركن شفتيه بابتسامة خبيثة و هو ينظر للتي شيرت بيده و كاد يضحك من جديد متذكراً اتساع عينيها المذهول و هو يخلعه أمامها و الحمرة التي أغرقت وجهها و انفجارها قبل لحظات .. تراجع من جديد ليسترخي عندما لمح الفتيات المتوقفات على بعد لينظر لما بيده و ينقل بصره بينهن و بين حبيبته التي انفجرت غضباً منذ لحظات ليضحك بقوة مدركاً سبب انفجارها بهذه الطريقة ... لمعت عيناه أكثر .. حبيبته العنيدة تغار بجنون و تكابر ... عاد يرمق الفتيات بضيق و زفر بحنق و هو يرتدي التي شيرت و عاد ليسترخي في مقعده عندما لمح اقتراب الفتيات من مكان بيتهما المنعزل نسبياً ليقطب بضيق لم يلبث أن تحول لمرح عندما اندفت (راندا) من الداخل بعاصفتها العنيفة و ألقت بنفسها فوق مقعدها في حنق و لم تنس أن ترمق الفتيات بنظرة محرقة تحذرهن الاقتراب من حدودها لتلتفت على ضحكته المرحة و تهتف بغل و هي تلتقط كتابها من جديد
_"ماذا؟ .. هل هناك ما يضحكك؟!"
هز كتفيه ببساطة و هو يعاود التمدد فوق المقعد و قال بهدوء و هو يضع نظارته الشمسية فوق عينيه
_"لا .. لا شيء"
رمقته بحنق قبل أن تحني رأسها تنظر في كتابها دون أن تنسى أن ترمي المراهقات بنظرة متوعدة جديدة أبعدتهن تماماً ليخلو شاطئهما الخاص من جديد و تتنفس بارتياح دون أن تلحظ ابتسامة (هشام) المستمتعة بينما يختلس نحوها النظرات المليئة بالحب و التي تورات خلف عتمة نظارته
**************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 11:11 AM   #1486

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لمعت عينا (وتين) بسعادة و هي تنظر حولها فيما السيارة المكشوفة تقطع الطريق بسرعة نحو وجهتهما التي لم يخبرها عنها (زياد) لكنها خمنت بعد أن تأملت الطبيعة التي بدأت تغلب على الطريق أنهما متجهان نحو إحدى مناطق الريف الفرنسي .. لامس الهواء بنسماته الرقيقة وجهها لتتسع ابتسامتها و هتفت و هي تمد يدها خارج السيارة تلامس الرياح
_"هذا رائع ... أنظر لهذه السهول الممتدة (زياد) .. يا الله يمكنني أن أتمدد هناك طيلة اليوم دون ملل"
رفع يده التي احتضنت يدها طوال الطريق و قبل راحتها بحب و هو يرى سعادتها الواضحة
_"أحلامكِ أوامر مولاتي ... انتظري فقط حتى نصل و سأبدأ بالتنفيذ فوراً"
التقتت إليه تتأمله بحب و سعادة لتتحرك مقتربة منه و مالت تستند برأسها إلى كتفه و تغمض عينيها في سعادة غامرة ليرفع كفها و يقبلها مرة أخرى لتهمس بدلال
_"ألن تخبرني بعد حبيبي؟! .. إلى أين نحن ذاهبان؟!"
ضحك و هو يرفع ذراعه يحيط كتفيها يضمها إليه و قبل راسها قبل أن يلتفت للطريق قائلاً
_"أنتِ لا تتمتعين بفضيلة الصبر مطلقاً"
زمت شفتيها و قالت بإعتراض رقيق
_"كيف هذا؟ .. لقد صبرت كثيراً حتى فزت بك و كنت على استعداد أن أنتظر عمري كله حتى أكون معك"
تأوه بمرح و هو يشدد ذراعه حولها أكثر قائلاً
_"يا الله أنتِ مؤكد ستتسببين في ارتكابي لحادث .. اصبري قليلاً حتى نصل بسلام لأعرف كيف أرد عليكِ جيداً"
هتفت بدلال و هي ترفع رأسها قليلاً تنظر له
_"هذا ليس عدلاً .. أريد أن أعرف حالاً"
ضحك مردداً
_"ماذا حدث لفضيلة الصبر حبيبتي؟"
ابتسمت و هي تعيد رأسها إلى كتفه و قالت
_"حسنا إذن .. لا تخبرني عن المفاجأة .. فقط أعطني تلميحاً عاماً عن المكان الذي تأخذني إليه ... هيا من أجلي حبيبي"
ابتسم ليقول بتنهيدة
_"حسناً أميرتي سأخبركِ ... قلبي لن يطاوعني أكثر من هذا .. حسناً إذن .. صديق قديم لـ(آدم) يملك بيتاً كبيراً من تلك البيوت القديمة في قلب الريف و قد دعانا لقضاء بضعة أيام هناك هدية منه لزفافنا"
رفعت رأسها تنظر له بحيرة و قالت
_"أحقاً؟! .. لكن .. ألن نزعجه و أسرته؟"
ضحك و هو يهز رأسه و أجابها
_"لا حبيبتي .. هو مسافر الآن و أخبرني أن نعتبر المكان بيتنا .. إلى جانب أنه ليس متزوجاً .. لذا لا داعي لقلقكِ .. و ثقي بي المكان سيعجبكِ كثيراً"
قالت بابتسامة مليئة بالحب
_"أنا متأكدة من هذا حبيبي ... أي مكان معك سيكون كالجنة"
ضحك من جديد و قال
_"أنتِ بالفعل مصرة على أن أتسبب في حادث"
ابتسمت و هي تغمض عينيها تستمع بوجودها بقربه ليغرقا بعدها في أحاديث مختلفة حتى وصلا إلى وجهتهما ليرتفع حاجباها في دهشة و هي ترى المكان الذي يتجه نحوه بالسيارة و راقبت بذهول الطريق المرصوف الذي يتوسط سهلاً أخضراً ممتداً باتساع و المؤدي للمبنى الشامخ و الأثري أمامها و تأملت المكان من حولها لتهمس بانبهار
_"هذا ليس بيتاً (زياد) .. إنه قصر أثري"
ضحك و هو يرى انبهارها بالمكان و قال
_"هذا كان انطباعي أول مرة حين أتيت مع (آدم) هنا .. انتظري لتري البقية .. سيعجبك كثيراً"
أوقف السيارة و غادر مسرعاً و راقبته مبتسمة و هو يتحرك بسرعة ليدور حول السيارة و يفتح بابها قائلاً بابتسامة و هو ينحني بطريقة تمثيلية
_"مولاتي"
ضحكت و هي تمنحه يدها ليغلق السيارة و التفتت بعدها لتنظر للقصر المطل بشموخ يتحدى الزمن .. انتبهت من تأملها على صوت مديرة المنزل الفرنسية تقترب لترحب بهما فيما بعض الخدم ينقلون حقائبهم التي لم تعرف متى حضرها (زياد) و وضعها في السيارة ... لابد أنه قد خطط لهذه الرحلة مسبقاً دون أن تنتبه ... ابتسمت برقة و هي ترد تحية السيدة العجوز التي قادتهما نحو الغرفة التي أعدت لهما ... شعرت (وتين) أنها قد انتقلت عبر الزمن فجأة .. وقعت فوراً في سحر المكان و تحركت بانبهار تتأمل ردهة القصر الواسعة و الأثاث القديم و التحف الأثرية التي تناثرت في المكان و صعدت درجات السلم المؤدي للأعلى و هي تشعر أنها تحولت لنبيلة فرنسية في العصر القديمة لتضحك بخفوت و هي تصعد بجوار (زياد) الذي التفت لها لتميل عليه هامسة
_"أشعر أننا سقطنا في فجوة زمنية ما .. فقط ثيابي لا تناسب المكان .. لماذا لم تخبرني لأحضر ثياباً تنكرية"
ضحك و هو يضغط على كفها و قال
_"هل أحببتِ المكان أميرتي؟"
ابتسمت بنعومة و هي تنظر إليه و همست
_"يكفي أنك اخترته ليعجبني حبيبي .. هذه مفاجأة رائعة بالفعل"
بادلها النظرات الحانية قبل أن ينتبه الاثنان للسيدة التي توقفت أمام احدى الغرف و فتحت بابها لتخبرهما أنها غرفتهما و غادرت بعد أن اطمئنت على استقرارهما بالمكان بينما تأملت (وتين) الغرفة التي لم تقل فخامة عن باقي القصر ليقطع (زياد) تأملاتها و هو يقف خلفها ليحيط خصرها بذراعيه و يضمها إليه بحب لتستند بظهرها إلى صدره و تغمض عينيها و تنهدت براحة بينما يهمس في أذنها بحب
_"لو تعرفين ماذا تفعل بي ابتسامتكِ هذه (وتيني)!! .. يمكنني أن أدفع عمري كله لأرسمها على شفتيكِ"
رفعت كفيها تعانقان كفيه المتشابكين فوق بطنها و همست بحب
_"و (وتينك) تقدم عمرها فداءاً لك (زياد) .. فقط حتى لا يقربك الحزن أبداً"
و دارت بين ذراعيه تنظر في عينيه بحب و هي تحتضن وجهه بكفيها هامسة بعشق
_"هل أخبرتك اليوم أنني أعشقك (زيادي)"
لمعت عيناه و ابتسم بشغف ليقول بهزة رأس بينما يرفعها بين ذراعيه هامساً بعشق مماثل
_"لا أمانع أبداً أن تخبرينني مجدداً .. مرة أخرى و أخرى و أخرى مولاتي"
و اقنرب ليهمس أمام شفتيها بشغف و هيام
_"ففي كل مرة تنطقين بها أشعر أنني أبعث من جديد يا وتين القلب و الروح"
************

تحركت (سؤدد) بخطواتها الواثقة عبر حديقة القصر الواسعة تتجه للخلف نحو المبنى المخصص لسكن بعض العاملين يالقصر و تحركت نحو الطابق السفلي منه و الذي تم ترتيبه سريعاً كما أمرت بعد حديثها مع الجد و انتقل إليه ذلك الصغير الذي أوصتها به (وتين) هو و أسرته .. تذكرت لقاءها بهم و محاولاتها الشديدة لإقناعه و والدته و أخبرته أن هذه رغبة (وتين) ... حسناً هي لم تكن لتنجح وحدها .. لولا تدخل ذلك البغيض الذي لا تريد حتى تذكره .. لولاه لما استطاعت إقناع تلك المرأة بالموافقة على طلبها .. تنهدت بقوة و هي تهز رأسها .. لا لن تعود لتعكر مزاجها بسببه .. أخذت نفساً عميقاً و اتجهت لتطرق الباب برفق و ابتسمت بخفوت و هي تسمع أصوات الصراخ الخاصة بأشقاء (حمادة) و هم يلعبون و خطواتهم الراكضة بالداخل وصلت أذنيها بينما ارتفع صوته و هو يؤنبهم فيما تقترب خطواته من الباب .. ذلك الصبي الذي يبدو أنه نضج قبل أوانه و الذي أعجبت به منذ قابلته و تحدثت معه .. وحدها تعرف كيف يُنضج الألم قلوب الصغار قبل الأوان ... رمت بأفكارها خلف ظهرها حين انفتح الباب ليطل (حمادة) الذي أشرق وجهه و هو يهتف
_"أبلة (سؤدد) .. هذه أنتِ؟ .. تفضلي"
ابتسمت قائلة
_"لا بأس حمادة .. أتيت فقط لأطمئن على حالة والدتك .. كيف أصبحت؟!"
ابتسم بامتنان و قال
_"حمداً لله بدأت تتحسن .. الدواء الذي كتبه الطبيب لها ساعد كثيراً"
و أطرق برأسه خجلاً ليقول
_"لا أعرف كيف أشكركم حقيقة .. أنا لا .."
قاطعته بحنان و هي تداعب رلأسه
_"لا تقل هذا (حمادة) ... أنت قدمت لنا الكثير"
رفع رأسه لتلمح دموعاً منعتها كبرياؤه ليخفق قلبها بحنان من أجله و تابعت بتأكيد
_"هذا أقل ما نقدمه من أجلك ... أنت أنقذت أثمن ما تملكه عائلتي يا (حمادة) .. (وتين) .. لولا ما فعلته لما عادت لنا بسلام"
احمر وجهه بقوة و هو يقول بارتباك
_"أنا لم أفعل شيئاً"
ابتسمت و هي تربت على رأسه قائلة
_"أنت صبي رائع (حمادة) و يحق لوالدتك أن تفخر بك .. (وتين) كانت محقة فيما قالته عنك ... أنت رجل يُفتخر به"
كادت تضحك لرؤيته يخجل بهذه الصورة لكنها تحكمت بنفسها لتقول بعد لحظة
_"إذن (حمادة) .. أوصل سلامي لوالدتك و إذا احتجت أي شيء فلا تخجل من طلبه مني أو من أي فرد في العائلة ، اتفقنا؟!"
أومأ بخجل لتتحرك هي مبتعدة لكنه أوقفها و هو يسأل بتردد
_"متى ستعود أبلة (وتين) من سفرها؟"
التفتت له بتساؤل و قالت
_"قريباً إن شاء الله"
و تمتمت و هي ترى تردده
_"هل تحتاجها في شيء؟!"
أطرق لحظة و هو يقطب حاجبيه ليقول بعد لحظة و هو يرفع عينيه لها
_"هناك شيء أردت أن أخبرها به .. لكن لا بأس عندما تعود .. هي ستعود إلى هنا ، صحيح؟!"
أومأت برأسها قائلة
_"بالتأكيد .. لكن إن كنت تريد أن تخبرها بأمر هام فأخبرني .. لا تتردد .. أنا و (وتين) شخصٌ واحد و هي أوصتني بك حتى عودتها .. لذا أي شيء تحتاجه أو تريد أن تخبرني به لا تتردد"
تنفس بقوة و هز رأسه كأنما يحاول حسم أمره و قبل أن ينطق بحرف ارتفع رنين هاتفها لتلتقطه و تجيب مسرعة
_"أجل هذه أنا .. نعم .. متى حدث هذا؟ .. حسناً .. جيد"
قطبت حاجييها و تحركت مبتعدة بسرعة و هي تلوح لـ(حمادة) الذي راقب ابتعادها بعينين حائرتين و هو يلوم تردده و عاد يفكر فيما إذا كان مخطئاً في عدم إخبارها بشكوكه و مخاوفه .. ترى هل يجب أن ينتظر عودة (وتين) أم يخبر (سؤدد) بما يدور برأسه ... انتبه على نداء أمه الخافت ليدخل مسرعاً ليلبي نداءها بينما كانت (سؤدد) تتحرك بخطوات سريعة نحو سيارتها و هي تهتف عبر هاتفها
_"حسناً .. لن أتأخر .. أنا قادمة في الحال"
فتحت باب سيارتها لتستقلها و قبل أن تنطلق بها كان الباب المجاور يفتح لتتراجع بحدة قطبت بعدها و هي ترى جسده يحتل السيارة و عطره المثير لأعصابها يسيطر على المكان بقوة لتهتف فيه
_"ما الذي تفعله هنا؟"
أجابها ببرود هدد بانفلات أعصابها
_"أقوم بواجبي"
و تابع بطريقة نطقه المستفزة لهذه الكلمة بالذات
_"سيدتي"
رمقته بضيق و هي تحاول ألا تتخلى عن برودها الشهير
لتقول بصرامة آمرة و هي ترفع أحد حاجبيها مشيرة برأسها نحو الخارج
_"غادر سيارتي"
تمتم و هو يفحص مسدسه ببرود مستفز يتأكد من استعداده
_"آسف سيدتي ... لا يمكنني مخالفة الأوامر"
تمتمت من بين أسنانها بصوت ثلجي قادر على تجميد محيط
_"أنت تعمل لديّ يا هذا .. لذا لا تخالف أوامري .. و أنا آمرك أن تغادر سيارتي"
هز رأسه و هو ينظر لها عبر الثقبين الأسودين اللذين يثيران أعصابها بجنون و اللذين من المفترض أنهما عينان .. يفترض أنهما كذلك .. سمعته ينطق بعملية و هدوء جعلها تتنفس بقوة
_"الأوامر لدي تقتضي أن أرافقكِ كظلكِ آنسة (سؤدد) ... واجبي هو حمايتكِ كما أمر جدكِ السيد (رفعت هاشمي)"
أغمضت عينيها تعد حتى العشرة قبل أن تكز على أسنانها و تقول
_"إذن غادر سيارتي و اتبعني بسيارة أخرى"
عاد يهز رأسه و يردد
_"آسف .. الأوامر تقتضي أن أرافقكِ بنفس السيارة و لولا أنكِ وضحت لي جيداً في المرة السابقة أنكِ تكرهين أن يقود شخصٌ غريب سيارتكِ .. إذن أنا مضطر للإكتفاء بواجبي كحارس شخصي لكِ"
اهدأي (سؤدد) .. اهدأي .. حدثت نفسها بتحذير .. لا تدعي ذلك الأحمق المستفز يخرجكِ عن شعورك .. إنه مجرد حارس شخصي منتفخ العضلات لا أكثر و يظن أنه قادر على فعل أي شيء بعضلاته فقط .. كزت على أسنانها تمنع نفسها من الالتفات نحوه و طرده من سيارتها رغماً عنه لتندفع بدلا من ذلك لتشغيل سيارتها و تنطلق بها مغادرة بأقصى سرعة غير عابئة بسلامتها الخاصة و دون أن تلحظ الابتسامة المتسلية التي ارتسمت على وجهه بينما عقلها عاد مرغماً لتتذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه غرفة المكتبة حيث كان جدها و هي تنوي أن تتحدث معه بشأن طلب (وتين) ... طرقت الباب برفق ليأتيها صوت جدها الذي كان لسنوات قادراً على بث الدفء داخل قلبها الذي قارب على التجمد .. تنهدت و هي تفتح الباب لتدخل بهدوء بينما تقول
_"جدي ... هل أجد لديك بعض الوقت؟ .. هناك ما أريد أن .."
قطعت جملتها و هي تستوعب رائحة العطر المألوفة التي غزت رئتيها لتثير داخلها دواراً غريباً و جعلت قلبها ينقبض بشعور غريب و مقلق ... قطبت حاجبيها و هي تدير عينيها بحذر لتتجمدا فوق ذلك الكيان الجالس بشموخ و سطرة تقطر من كل ذرة منه على الكرسي المقابل لجدها ... لفترة طويلة ظنت أن لا شيء عاد قادراً على إثارة أعصابها أو ذهولها بعد كل ما مرت به في حياتها ... لكنها في هذه اللحظات كانت صورة مجسدة للذهول و هي تنظر له بعينين متسعتين و أنفاس متسارعة لتهتف بعد لحظات
_"أنت؟! .. ماذا تفعل هنا؟"
و خطت بحدة نحوه ليوقفها صوت جدها قائلاً بحنانه المعتاد
_"(سؤدد) حبيبتي ... اهدأي قليلاً .. ستعرفين كل شيء حالاً"
و أشار إلى الكرسي القريب منه متابعاً
_"تعالي حبيبتي .. اجلسي بقربي"
تحركت بجمود لتجلس و عيناها لا تفارقان ذلك الذي هز رأسه بحركة ترحيب دبلوماسية بينما لمحت عينيه السوداوين تلمعان بتسلي ذكرها بسخريته منها حين أوصلها مع (هاميس) للقصر ... تنفست بقوة مع صوت جدها الذي قال بهدوء
_"السيد (مراد) .. التقيتما من قبل كما أعتقد ، صحيح؟!"
التفتت نحو جدها باستنكار ليبتسم قائلاً
_"لا تنظري إليّ هكذا صغيرتي ... دعي نظراتكِ القاتلة لشخص آخر .. تعرفين أنني منيع ضدها"
تمتمت بصوت معترض ضعيف
_"جدي"
ضحك و هو يتأملها قبل أن يلتفت نحو ضيفه و يقول مبتسماً
_"حفيدتي الغالية .. لا أعتقد أن لقاءكما الأول كان ساراً أبدا .. لكن لا بأس .. يمكنكما أن تجددا تعارفكما بصورة أفضل خلال عملكما معاً
رفعت رأسها بحدة و تمتمت بتوجس
_"عملنا معاً؟!"
ابتسم جدها بمتعة واضحة و قال مشيراً للكتلة الرجولية التي احتلت المكان و استولت على ذرات الهواء بسيطرة مخيفة
_"حسناً (سؤدد) .. دعيني أقدم لكِ حارسكِ الشخصي الذي سيرافقكِ من الآن فصـ "
_"إلى الجحيم إن فعل"
هتفت و هي تقف على قدميها ليقول جدها بصرامة
_"(سؤدد)"
التفتت إليه تعض لسانها الذي انفلت أمامه لتقول باعتراض و هي ترمق كتلة العضلات المستفزة بحقد واضح
_"جدي أخبرتك أنني لا أحتاج لحارس شخصي .. لماذا لا تستمع إلي؟!"
قال بهدوء بالغ
_"حسناً عزيزتي و أنا أخبرتكِ ما لديّ ... إذا أردتِ أن تتحركي بحريتكِ و تغادري القصر لتهتمي بأعمالكِ المعطلة ، فلا سبيل لديكِ سوى تقبل وجود حارس شخصي سيرافقكِ كظلكِ"
عادت تهتف باسمه باعتراض رقيق أثار ابتسامة خافتة على شفتيّ عدوها لتلمحها هي وتقبض على كفها بحنق بينما تابع الجد
_"لا خيار أمامكِ (سؤدد) .. اقبلي الصفقة كلها أو ارفضيها"
تنفست بضيق ليقول بحنان
_"صغيرتي .. أنتِ أغلى عندي من أن أسمح لكِ بالمخاطرة بحياتكِ هكذا بتهور ... أعرف أن لديكِ مشاكل بعملكِ .. و أعرف أن الحادث السابق كان متعمداً و أعرف بشأن زميلكِ الذي يرقد بالمشفى .. أنا لم أحب التدخل دون إرادتكِ في مسائلكِ الشخصية ... لكن إن عنى ذلك أن تتعرض حياتكِ الغالية للخطر فاعذريني حبيبتي .. لا أجد أمامي خياراً آخراً"
أطرقت بضيق حاولت إخفاءه خلف قناعها البارد الذي حاولت استعادته دون جدوى فكل ما يحدث كان أكثر مما تحتمل ... رفعت عينيها لتلتقيان بعينيه السوداوين و تذكرت بقشعريرة تلك المرة التي أنقذها فيها حين رفعت رأسها لتغرق في هذين الثقبين الأسودين .. ابتلعت لعابها لقوة و هزت رأسها تطرد أفكارها الغبية و عادت تحاول إقناع جدها بكل وسيلة ليتراجع عن قراره و إن كان لابد فليختر لها رجلاً سوى هذا .. لكن جدها أصر على قراره و تمسك أكثر بالرجل مخبراً إياها أنها مادامت لم تمنحه إعتراضاً منطقياً فلن يطرد حارساً بهذه الكفاءة أبداً .. عادت للواقع لترمقه بضيق قبل أن تشيح بعينيها عنه تظر للطريق و هي تعض على شفتيها بقوة .. تباً .. تشعر أنها مقيدة .. بوجود ذلك الرجل لن تعرف التحرك خطوة واحدة في تحقيقاتها ... لقد حاولت مسبقاً الهرب منه و غافلته و انطلقت بالسيارة ليفاجأها بقطعه الطريق أمامها بعد مسافة طويلة و هو يقود دراجة بخارية استعارها من راكبها الذي كان يتشبث خلفه بقوة خوفاً من سرعته الرهيبة .. وقته ضربت المقود بقهر هي تراه ينزل من فوق الدراجة و يعيدها لصاحبها المذهول و يتقدم نحوها ليفتح الباب أمام ذهولها و يستقر في المقعد المجاور لها قبل أن يأمرها كأنما تعمل لديه أن تنطلق عائداً للقصر و لجنونها تحركت تنفذ كلماته .. يومها لم تتوقف عن شتمه و شتم نفسها على تصرفها الأحمق .. حسناً ستكون آخر مرة يحدث فيها هذا ... عادت ترمقه بحنق و هي تدوس أكثر على دواسة الوقود بينما تتوعده داخلها أن المرة القادمة بالتأكيد ستفلت من حصاره المستفز هذا لتستطيع التحرك بحرية كما تريد

*********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 11:13 AM   #1487

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقفت (وتين) أمام المرآة تصفف شعرها و هي تبتسم لـ(زياد) عبر المرآة و الذي كان يتأملها من مكانه حيث تمدد فوق الفراش و عقد ذراعيه فوق صدره قبل أن ينهض من مكانه و يقترب من خزانة الملابس و راقبته بحيرة يقلب بين ثيابها قبل أن يخرج طاقماً مكوناً من بنطال و بلوزة طويلة تصل للركبتين و يتوسطها حزام عريض و قال مبتسماً أمام نظراتها المتسائلة
_"أجل .. هذا سيكون مناسباً"
تركت مكانها عند المرآة و اقتربت منه تقول
_"مناسباً لماذا حبيبي؟!"
التفت لها و ابتسم و هو يقترب ليقبل خدها
_"سترين بعد قليل .. هذا هو الجزء الأهم و السبب الرئيسي لحضورنا هنا .. بدلي ثيابكِ فقط ريثما أخبرهم بإعداد كل شيء"
راقبته بدهشة حتى أغلق الباب لتهز رأسها مبتسمة و أسرعت لتبدل ثيابها .. تأملت طلتها في المرآة مرة أخيرة و غادرت الغرفة لاحقة بـ(زياد) الذي كان واقفاً في انتظارها ليرفع عينيه نحوها بينما تنزل الدرج الأثري برقة حتى وصلته ليلتقط كفها و هو يقول
_"تُذهبين العقل كالعادة"
احمر خداها لتقول مبتسمة
_"حسناً .. ما نهاية كل هذا الغموض سيد (زياد هاشمي)؟!"
ضحك و هو يشد يدها و يتحرك لتجاور خطواته بينما يتجه للخارج ... تنهدت في استسلام و هي تتبعه بينما يأخذها للمنطقة الخلفية للقصر .. مشيا لدقائق قبل أن يرتفع حاجباها و هي ترى المزرعة الواسعة أمامها و السياج الخشبي المحيط بها .. التفتت له بذهول لتقابلها ابتسامته الواسعة لتهمس بخفوت
_"هل هذا .."
قطعت تساؤلها المنبهر ليهز رأسه فضحكت بسعادة و تحركت بسرعة نحو الاسطبل الكبير المليء بالخيول و هي تهتف بجذل
_"هذا رائع ... يالله .. إنهم رائعون"
اقتربت من أحد الخيول و وقفت أمامه يفصلهما الحاجز الخاص بعنبره الخشبي و مدت يدها تتحسس رقبته في انبهار و هي تهمس له بكلمات رقيقة بينما تتأمل عينيه برموشهما الطويلة و جمالهما و تتحسس نعومة شعره ليجاورها (زياد) و يمد يده يجاور كفها مداعباً الحصان بينما يتأمل سعادتها الواضحة التي انتقلت لقلبه و قال في حنان
_"هذه هي مفاجأتي الرئيسية حبيبتي ، هل أعجبتكِ؟"
التفت له بعينين تتألقان قبل أن تندفع لتتعلق بعنقه و هي تهتف
_"هل تسألني؟! .. إنها أكثر من رائعة .. يالله .. أنا سعيدة .. سعيدة جداً .. شكرا لك حبيبي"
ضمها للحظات قبل أن ينزلها أرضاً و قال و هو يشير للمكان
_"في المرة الأولى التي حضرت فيها إلى هنا .. و عندما رأيت هذا المكان الرائع لم أفكر سوى أنه ينقصني فقط وجودكِ معي"
نظرت له بعينين دامعتين من الفرح و الحب ليتابع بمرح
_"هل تتذكرين عندما كنت أدربكِ على ركوب الخيل و أنتِ صغيرة ... تتذكرين مرة عندما أخبرتكِ أنني ذات يوم سآخذكِ لمكان ساحر على ظهر حصان ... أنا و أنتِ فقط"
ابتسمت و هي توميء برأسها بينما انزلقت دمعة من عينيها ليهمس بحب و هو يمسحها بأصابعها
_"و أنا الآن سأفي بوعدي أميرتي"
كادت تندفع لأحضانه من جديد لولا اقتراب السائس منهما ليحتضن (زياد) كفها و يتحرك معها برفقة السائس الذي تجول بهما في المكان بينما يخبرهما عن تاريخه و عن الخيول الأصيلة الموجودة به و عن عشق سيده لها قبل أن يتوقف ليسرج لهما أحد الخيول كما طلب منه (زياد) .. خفق قلبها بقوة و هي تقف بقرب الحصان الأدهم و لامست عنقه بحنان بينما تطعمه بعض السكر و هي تهمس في أذنه بحنان ، قبل أن يخبرها (زياد) أن تستعد لتنطلق معه في نزهة صغيرة .. اقتربت منه ليحملها من خصرها رغم اعتراضها و يضعها فوق السرج قبل أن يعتليه بحركة رشيقة و أحاطها بين ذراعيه ممسكاً باللجام لينطلق بعدها بمهارة كما تعود .. انطلق لخارج سور المزرعة مخترقاً السهل الأخضر الواسع الذي أحاطته الأشجار العالية بينما تناثرت العديد من الزهور المختلفة الأنواع بين أعشابه و عن بعد كانت هناك بعض الحقول الواسعة للكروم و أخرى للورود المختلفة الأنواع و الألوان .. رفعت عينيها نحو (زياد) الذي نظر لها مبتسماً لتدفن رأسها في صدره هامسة بحب
_"سبحان الله على هذا الجمال ... كيف يمكنني أن أشكرك (زياد) على منحي الفرصة لأرى كل هذا الجمال و هده الطبيعة الخلابة"
همس بحنان
_"استمري في الابتسام فقط حبيبتي ... هذا يكفيني"
رفعت كفها لتلامس نبضه القوي قبل أن تميل لتطبع قبلة فوق قلبه لتبتسم و هي تستشعر تسارع نبضاته أكثر و عادت ترفع عينيها تنظر للمكان الساحر حولها و تتنفس بعمق تستوعب العطور التي تغمر الجو لتملأ بها أعماقها و قلبها بينما (زياد) يسرع بالحصان اكثر ليسابق الريح و لم يليث أن أوقفه بعد رحلة دامت لدقائق ليهبط منه و هو يقول
_"لقد وصلنا أميرتي"
و أسرع يحيط خصرها و ينزلها على قدميها لتستند إليه و هي تنظر له بعينين لازالتا تتألقان بمتعة ليبتسم و هو يرفع كفه و يقبل راحتها بحب قبل أن يشدها معه نحو شجرة كبيرة تقف بشموخ في منتصف الحقل ... ربط الحصان و تركه منشغلاً بالتهام العشب و تناول يدها من جديد و هو يجلس أرضا و شدها لتجلس أمامه و مد ذراعيه يضمها إليه لتسند رأسها إلى صدره و عيناها تنظر للسهل المنحدر أمامهما قبل أن تشعر به يرفع رأسها و يتأمل عينيها بعشق للحظات قبل أن يفك حجابها برفق و يزيحه لتهمس باعتراض ليقول بهمس
_"لاا تقلقي حبيبتي ... لا أحد بالقرب .. نحن في عزلة تامة"
ابتسمت له ليمد أصابعه يحرر خصلاتها و يفردها فوق كتفيها و عيناهما تتبادلان حديث عشق طال انتطارهما ليبوحا به بحرية .. لمعت عيناه بشغف و الرياح تداعب خصلاتها لتطير بحرية كما يعشق رؤيتها و قرب رأسها إليه ليدفن أنفه في خصلاتها بحب و اشتياق قبل أن تتحرك هي بين ذراعيه حتى تستند بظهرها إلى صدره وثنت ركبتيها فيما يحيط خصرها بأحد ذراعيه و تشابكت كفاهما فوق بطنها بينما يده الحرة استمرت في غرقها الهائم بين أمواج القمح الشقراء خاصتها ليسمعها تأخذ نفساً عميقاً قبل أن تهمس
_"ليت الزمان يتوقف بنا .. ليتنا نبقى وحدنا في هذا العالم الساحر .. محتميان بحبنا ننسج منه تعويذة تعزلنا و تمنع عن شرور الحياة و إصرارها على إزعاج المحبين"
وضحكت برقة و هي تميل برأسها قليلاً تنظر له بعينيها
_"بدأت أفكر بأمنيات غريبة"
ابتسم قبل أن يميل ليقبل عنقها و يهمس بمرح
_"كنت محقاً إذن عندما فكرت باختطافك بعيداً عن عائلتنا المصرة على ازعاجي و اختطافكِ مني"
ضحكت بخفوت مرح قبل أن تعتدل و تلتفت إليه لتقول بتذمر
_"إذن لهذا السبب لازلت تماطلني بخصوص ذهابنا للرحلة التي قدمها لنا أولاد خالي ، صحيح؟!"
عض على شفتيه و هو ينظر لها ببراءة مفتعلة لتضربه بكوعه في صدره ليتأوه بإفتعال بينما تابعت هي بلوم رقيق
_"رغم أنها هدية منهم لنا بمناسبة زواجنا .. مثل هدية صديقك هذه"
ضحك و هو يضمها إليه و هو يقول
_"و هل تريدين أن أذهب بنفسي للجحيم؟"
شهقت باستنكار و نظرت له بلوم ليقول مداعباً
_"طبعاً .. لن يكون أقل من هذا .. أذهب ﻷلقي بكِ وسط كل هؤلاء المعجبين لأحترق غيرة ... يكفيني شعوري و أنا محاصر مع (شاهين) و (كنان) ليلة زفافنا و كلاً منهما يحاولان حرق دمي بتقربهما منكِ و محاولة إظهار مدى صلتهما الوثيقة بكِ ... ماذا سيحدث إذن عندما يجتمع كل رجال عائلة والدتكِ ليتنافسوا في ابهاركِ أمامي .. الجحيم مختصراً"
ضحكت و هي تلتفت له بجانبها و قالت و هي ترفع أحد حاجبيها
_"أنت تغش حبيبي ... لا تضحك علي .. أنت تعرف أن المكان الذي سنذهب إليه بعيد عنهم حتى لو كان يقع ضمن أملاك العائلة .. لكنهم لن يزعجوننا في شهر العسل .. و لا تخف .. لن يقفزوا إلينا كل دقيقة لينغصوا عليك حياتك .. لديهم الكثير من الذوق حبيبي فلا تبدأ بالتصرف كصهر لا يطيق عائلة زوجته"
زم شفتيه بطفولية لتضحك قبل أن تقول و هي ترفع يديها تلامس شفتيه و تشد ركنيّ فمه لتدفعه للإبتسام قسراً
_"و ثانياً و هذا هو المهم حبيبي .. أنا اخترتك أنت من بين الحميع و فضلتك عليهم كلهم فلا داعي لغيرتك هذه"
اتسعت ابتسامته لتقول بعد لحظة بخبث
_"لكن لا تنكر أن أبناء خالي كل واحد منهم يتمتع بوسامة كبيرة و ملامح أجنبية إلى جانب شخصياتهم الساحرة .. انتظر لتقابلهم جميعهم و ستكتشف هذا بنفسك"
رفع أحد حاجبيه بشر لتعض على شفتيها بعبث و تقول و هي تقرص خديه بشقاوة
_"لكن مع هذا اخترتك أنت"
همس بتحذير و هو يشد إحدى خصلاتها برفق لتتأوه بدلال
_"حقاً؟"
هتفت بسرعة و هي تضحك
_"لا أعني بهذا أنك لست وسيماً"
زمجر بتحذير مفتعل لترتفع ضحكتها أكثر و ترفع نفسها قليلاً لتتعلق برقبته و تقول و هي تهيم في عينيه
_"أنت أوسم رجال العالم في نطري حبيبي ... أنت فارسي الوحيد و حبيبي .. لا يمكنني أن أرى رجلاً آخراً في هذا العالم سواك"
صمت للحظات و هو يتبادل مع عينيها حديثاً رقيقاً في صمت قطعته و هي تهمس بحب
_"و يكفيني أنك اخترتني أنا الأخرى من بين كل النساء لأكون حبيبتك وحدك"
لمع العبث في عينيه ليقول بيأس بعد أن أطلق تنهيدة مفتعلة
_"لم يكن أمامي خيار آخر للأسف"
قطبت حاجبيها و هي ترفع رأسها نحوه لترى نظراته المشاكسة بينما يتابع و هو يهز كتفه
_"للأسف كنتِ أنتِ المتاحة وقتها و هكذا وجدت نفسي ملزماً باختياركِ"
رفعت حاجبها هذه المرة لتهمس من بين اسنانها
_"أحقاً؟!"
قال بتأكيد سيع
_"طبعاً .. يعني لو كانت (راندا) ولدت قبلكِ لكان من الممكن أن تكون مكانكِ الآن"
تململت بين ذراعيه بدلال رافض و هي تقول بتذمر
_"أنت تكذب"
رد ضاحكاً
_"صدقيني .. (آدم) كان يرفض لعبي مع (ربا) رغم أنها كانت أختي أنا و لطالما تشاجرنا بسببها في طفولتنا بينما (سؤدد) كان ابن عمها المزعج ذاك يقيم حولها حصاراً مند ولدت و كلما ذهبنا لزيارتهم و تصادف وجوده هناك كان يتشاجر معي كلما حاولت الإقتراب منها .. مرة تشاجرنا بشراسة و أنا كنت في الرابعة تقريباً أو تجاوزتها بشهور و هي حتى لم تكن بلغت العامين .. ذلك الأحمق المزعج .. المهم ذهبت أبكي و أشكوه لعمتي لتسمح لي باللعب مع ابنتها و كانت تجلس مع العمة (ملاك) لحظتها"
لمعت عيناها مع ذكر أمها بينما تابع مبتسماً
_"كانت حاملاً بكِ و وقتها احتضنتني بحنان و أخبرتني أنه بعد شهور قليلة ستكون هديتها لي قد وصلت و وعدتني أنها ستحضر لي ملاكاً صغيراً لتلعب معي قالت هذا و هي تضع كفي على بطنها لتجعلني أشعر بركلاتكِ الضعيفة لها"
لمعت عيناها برقة و حنين ليتابع بهزة كتف مستسلمة
_"و هكذا جئتِ أنتِ و صرت ملزماً بك مدى العمر"
فردت ساقيها و هي تتراجع لتسترخي في جلستها بين ذراعيه و قالت ضاحكة
_"أنت تبالغ (زياد) ... لا يمكن أن تتذكر كل هذا من وقتها"
هز رأسه و قال و هو يتناول زهرة برية بجواره و وضعها بين خصلاتها قائلاً بابتسامة
_"رغم أنني لا أتذكر الكثير من هذه الفترة لكن هذه الحادثة بالذات علقت بذاكرتي و أذكر انني قضيت الشهور الباقية على ميلادك و أنا أنتظر بشغف حتى أنني أصبحت أتبع العمة (ملاك) كظلها حتى أثرت ضحك العائلة كلها و تندرهم"
ابتسمت و هي تستمع له بينما رأسها تنام فوق نبضاته بسلام
_"حتى أتت تلك اللحظة أخيراً و أتيتِ لعالمنا بعد أن انتظرتك طويلاً .. لا أذكر أنني انتظرت ليلة العيد بكل هذا الشغف و الشوق .. و يوم دخلت لغرفة العمة (ملاك) حتى دعتني ﻷجلس بجوارها على الفراش و رفعت ذراعيها لتضع تلك اللفافة الصغيرة بين ذراعيّ الصغيرين و هي تهمس لي .. هذه هي ملاكك الخاص (زياد) .. عدني أنك ستحبها و ستكون إلى جانبها دائماً و ستضعها بعينيك"
دمعت عيناها و هي تستمع له بينما يكمل بحب و هو يغمر رأسه في خصلاتها
_"و حين فتحتِ عينيكِ الحبيبتين هاتين و تطلعتِ إليّ بهما عرفت أنني سأفعل كما وعدت العمة (ملاك) .. سأحبكِ و سأحميكِ دائماً و سأضعكِ بعيني"
أدارها لتواجه عينيه عندما شعر بدموعها ليحتضن وجهها و اقترب يمسح دموعها بشفتيه ليهمس بعدها
_"في تلك اللحظة أنتِ أسرت ذلك الطفل الذي كنته (وتيني) .. أسرت قلبه الصغير ليتبعكِ في كل لحظة من حياتكِ بعدها .. أصبحتِ محور عالمه و دنياه و صارت ابتسامتكِ فقط هي بوصلته و منارته التي ترشده في كل خطوة يمشيها في حياته .. صارت ابتسامتكِ وحدها هدفاً أسعى ﻷحققه بكل ما أملك .. و مع مرور الأيا م و كلما كبر الطفل كلما كبرتِ معه و داخله و كلما تعمقت جذوركِ داخله و تشعبت ، حتى أصبحتِ له كما يعني اسمكِ تماماً .. صرتِ شريان حياته و روحه الذي لا يحيا دونه لحظة واحدة"
تشبثت يديها بيديه حول وجهها و هي تنظر إليه بعشق لم تعد تهتم لحساب عمقه و لا أين سيصل بها يوماً ، فهي أدركت أنه لا وجود للزمن و لا للحسابات و لا للأرقام عندما يتعلق الأمر بمبلغ عشقهما .. سمعته يكمل بعشق مماثل
_"صرتِ (وتيني) أنا ... لم تعودي جزءاً مني .. بل صرتِ كلي .. أصبحت أنتِ .. أنا .. بإختصار"
لم تتمالك دموعها التي سالت من جديد و هي تندفع لتتعلق برقبته تحتضنه بكل مشاعرها و هي تهتف
_"أنت أنا (زياد) ... أنا أنت و أنت أنا و لا شيء أبداً سيغير هذه المعادلة ... لا شيء أبداً سيفصلنا لاثنين .. أبداً"
ضمها إليه و هو يغمض عينيه مبتسماً بينما صخب دقات قلبيهما يطغى على صوت الطبيعة الهامسة من حولهما و لم يخرجهما من عناقهم الصامت الصاخب بالحياة إلا صهيل الحصان بجوارهما ليبتعدا ينظران لبعضهما بحب قبل أن يلتفتا إليه ليقول (زياد)
_"هل هو سعيد من أجلنا أم يشعر بالغيرة؟!"
غردت ضحكتها للحظات قبل أن تقول
_"بالطبع سعيد من أجلنا (زياد) .. هل تعرف أشعر برغبة في الهتاف بأعلى صوتي ليسمعني كل العالم و أنا أخبرهم بحبك"
و نهضت فجأة و تراجعت تخطو على العشب الأخضر بقدميها الحافيتين و هي تهمس بينما تفرد ذراعيها و شعرها يتطاير بسحر حولها ، فتنه لينهض مقترباً منها برفق
_"أريد أن تسمعني كل هذه الطيور ... هذه السماء .. هذه الأرض .. و كل العالم .. أريدهم جميعاً أن يعرفوا أنني أحبك بجنون"
و قبل أن يقترب منها أطلقت ساقيها للريح و هي تفرد ذراعيها ليتبعها هو راكضاً خلفها بينما تهتف
_"أنا أحبك .. أحبك"
وقفت عندما وصلت ﻷعلى نقطة ترتفع في السهل قبل أن يتابع انخفاضه و تمدده الشاسع بخصرته الزاهية و زهوره و أشجاره لترفع كفيها حول فمها هاتفة بأعلى صوتها
_"أنا أحبك (زياد)"
وفردت ذراعيها مجدداً بينما تواصل
_"أحبك بجنون"
وصل إليها و هو يلهث ليقف لحظات يستمع لإعترافاته قبل أن يتقدم نحوها بخطوة أخيرة واسعة و يحيط ساقيها بذراعيه يرفعها إلى أعلى هاتفاً
_"أخبريني مجدداً حبيبتي .. ماذا قلتِ؟"
فردت ذراعيها لأقصى اتساع فبدت كعصفور تعلم الطيران أخيراً و أطلق لجناجيه حرية التحليق دون حد و رفعت رأسها و خصلاتها تتطاير بجنون و هي تهتف
_"قلت أنني أحبك .. أنا أحبك (زياد هاشمي) ... أحبك"
هتفت بها و انحنت برأسها حتى غمرته خصلاتها و عيناها تنحيان فوق عينيه تأسرهما بينما احتضنت وجهه بكفيها و هي تهمس هذه المرة بكل نبضة بقلبها
_"أنا أعشقك (زياد هاشمي)"
همس أمام شفتيها اللتين اقتربتا من شفتيه و هي تنحني لتمنحه الحياة بقبلة عشق لا يموت
_"و أنا أعشقكِ (وتين هاشمي) .. و سأعشقكِ حتى فناء العالم و لما بعد الفناء"

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 11:18 AM   #1488

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم يكد (آدم) يدخل إلى القصر حتى قطب حاجبيه حين قابلته أصوات الضحك المختلطة بموسيقى ما ليرتفع حاجباه في دهشة و ضحكات صغيريه الرقراقة تصل أذنيه ليبتسم و هو يتحرك متتبعاً الأصوات حتى وصل غرفة الجلوس التي تتجمع بها العائلة أغلب الوقت و اتسعت ابتسامته و هو يرى تجمعهم و تركيزهم الغريب ليسأل ضاحكاً و هو يخطو للغرفة لينظر لما تجمعوا حوله
_"ماذا تفعلون هكذا؟"
التفتوا إليه مرحبين بينما هتفت صغيرته و هي تترك مكانها و تندفع نحوه
_"بابا حبيبي ... لقد وصلت"
رفعها بين ذراعيه يحتضنها بحب بينما تتابع بمرح
_"تعالى بسرعة لتشاهد معنا الحفلة"
اقترب ليجلس مكانها بجوار (رامي) الذي وقف ليقبل خد والده و يحتضنه بحب قبل أن يلتصق به يحيطه (آدم) بأحد ذراعيه بينما ذراعه الآخر التفت حول (رفيف) التي جلست فوق ركبته .. نظر مبتسماً في وجوه عائلته التي تابعت ما يعرض فوق الشاشة الكبيرة بتركيز و ابتسم قائلاً دون أن ينتبه
_"أي حفلِ تتابعون بهذا الشغف؟"
كان يتحدث و هو يلتفت نحو الشاشة لتتجمد عيناه على المشاهد المألوفة بوضوح في نفس اللحظة التي تمتم فيها (سيف)
_"حفل الزفاف بالطبع .. هل نسيت؟!"
كلنت عيناه متسمرتان فوق شاشة العرض التي نقلت أمام عينيه مشاهد الحفل .. هل نسى؟ .. وكيف له أن ينسى؟ .. انقبض قلبه بقوة و هو يتذكر أنه كان في انتظار هذا الشريط ليبحث فيه عنها .. عن تلك الخائنة التي عادت لتعيث فساداً بأحلامه منذ لمحها يوم الحفل .. لم يصدق حتى اللحظة أن ما رآه كان حقيقة .. حتى مع كلمات (رفيف) التي أكدت له أنه لم يكن يحلم أبداً .. لكنه حتى اللحظة لا يستطيع أن يصدق أنها باتت قريبة منه .. لا يصدق أنها على وشك الوقوع في قبضته .. فقط يحتاج ليتأكد .. يحتاج ليعرف ماذا كانت تفعل بالحفل .. إن كانت قد وجِدت بالفعل .. لماذا و كيف أتت؟ .. و بأي صفة؟! .. بل بأي اسم؟! .. أغمض عينيه بألم ... لقد كان في انتظار رؤية هذا الفيديو ليعرف من أين سيبدأ حتى يصل إليها .. نبض قلبه و الخواطر المزعجة تعاود غزو عقله ليتساءل بقلق .. هل كانت تعرف بوجوده هنا؟ .. أم يا ترى أتت دون أن تدري أنها تخطو بقدميها لعرينه .. ماذا لو أنها اختفت من جديد و انقطعت كل الخيوط التي تقوده إليها كما حدث من قبل .. ماذا لو اختفت كأنها كانت فقاعة سحرية مرت عليه ذات ليلة و لم تُبق خلفها أي أثر .. رفع يده يلامس قلبه الذي نبض بقسوة .. لا .. بل تركت أثراً لعيناً لم يشفى بعد كل هذه السنوات .. طعنتها كانت أسوأ ما تعرض له في حياته كلها و هو لن يغفر لها أبداً ما فعلت حتى و لو ركعت أمامه تتوسل المغفرة .. كان يتابع مشاهد الحفل بعينين شاردتين حتى أخرجه من أفكاره صفير (سيف) الطويل الذي أطلقه بإعجاب و هو يهتف
_"هل رأيتم هذا؟!"
التفتت إليه (هاميس) بنظرة قاتلة لتهتف فيه
_"ماذا يا سيد (سيف)؟ .. فلتخبرنا ماذا أثار إعجابك لهذه الدرجة فأنا لم أرى ما يستدعي؟!"
ابتسم بعبث و هو يشير نحو الشاشة
_"هل تمزحين؟ .. ألم تشاهدي هذه الفتنة؟!"
صرخت باسمه ليضحك قائلاً
_"ماذا حبيبتي؟ .. هل قول الصدق يزعج لهذه الدرجة .. آه .. ها هي الكاميرا ركزت عليها مجدداً"
نظر (آدم) بحدة نحو الشاشة و قلبه يخبره أنها ستصعقه مؤكداً بظهورها لتهتف صغيرته في نفس اللحظة و هي تمد ذراعها تشير نحو الشاشة بحبور
_"حورية النار"
التفت إليها الجميع في دهشة بينما احتبست أنفاس (آدم) و عيناه تتعلقان بها و قد ركزت عليها كاميرا الفيديو و هي تتجه نحو منصة العروسين ... نار رهيبة اندلعت بأحشائه و هو يتابع خطواتها بعينيه المتسعتين تستوعبان كل تفاصيلها التي احتلته قبل سنوات فلم ينسها أبداً كما تصور .. اشتدت النار لتحرق قلبه عن آخره بينما يسمع (سيف) يهمس بعد أن صفر مجدداً بإعجاب
_"حورية نار فعلاً .. كيف لم ألتقيها بالحفل؟!"
رمقته (هاميس) بنظراتها الحارقة قبل أن تثني كوعها لتضرب بطنه بقوة و هي تهتف
_"حقاً؟! ... أسمعني مجدداً فأنا لم أسمع جيداً حبيبي"
تأوه بقوة مع ضربتها قبل أن يضحك و هو يقول مشاكساً
_"تذكرت .. لقد كنت منشغلاً مع حبيبة قلبي (ميسا) فلم أرى أي فتاة أخرى"
تمتمت بشراسة
_"جيد .. اعتدل في كلامك و إلا لن يحدث لك طيب"
ضحك أفراد عائلتهما بينما يهتف (سيف)
_"هل رأيتم هذا الاستبداد؟! .. هذا و نحن لم نتزوج بعد .. لا .. أنا أعترض .. يبدو أنني سأتراجع عن هذه الخطبة .. أنا لا أضمن حياتي"
رفعت سكين الحلوى الذي كانت تحمله في يدها و هتفت
_"حاول فقط"
تراجع برعب مفتعل مثيراً ضحكاتهم من جديد بينما عادت هي تحمل طبق حلواها و تتناوله بهدوء و هي ترميه بنظرات جانبية محذرة ليغمز لها بعينه و يرمي لها بقبلة في خلسة من أنظار باقي العائلة ليحمر خداها و تبتسم برقة قبل أن تشيح بوجهها تتابع بقية الحفل مع أسرتها
كان (آدم) خلال هذه اللحظات غافلاً عن كل ما يدور حوله سوى من النار التي اشتعلت داخله بجنون و هو يسمع (سيف) يتغزل بها رغم ادراكه أنه يشاكس (هاميس) فقط ، بينما عيناه ضاقتا بغضب ناري و هو يرى كيف تعلقت أعين الرجال بها حتى مصور الفيديو لم يتركها و هو يركز عليها بينما كانت هي تتحرك برقة فراشة .. كصورة مجسدة للفتنة .. إغواءاً يمشي على قدمين كانت هي في تلك اللحظات .. ابتلع لعابه بصعوبة و هو يراها تتحرك كجنية ساحرة استيقظت من نومها الأبدي لتعود للحياة كما العنقاء و تغادر عالمها المقفر الذي دفنها فيه ... تحطم كل طبقات الجليد التي دفنها تحتها و تذيب بنارها اللعينة كل الأصفاد التي غلها بها ليقيدها هناك في ماضيه .. استيقظت كلعنة أبدية ألقاها القدر في غفلةٍ منه لتأسره مدى العمر .. مرة أسير عشقها المجنون و مرة أسير انتقامٍ أسود يشتعل داخله يأكل روحه دون رحمة .. تحركت أمام عينيه كفتنة سوداء .. كسحر أسود امتزج بالنار ليخرج امرأة لها اشتعال النار و سحرها و حر حريقها لها نعومة الأفعى و لدغتها و سمها الفتاك .. زهرة النار التي تجذب الضحايا السذج لتوقعهم في حبالها و تغلق خلفهم الفخ .. ينجذبون إليها معميين بعد أن طمس بصرهم و بصيرتهم سحرُها المغوي و براءتها المزيفة .. و هو الأحمق لم يتخير عنهم ... انجذب للنار بعماء و سقط كاﻷبله ليحترق ... لكنه لن يكون كالبقية يقسم على هذا و لن يتركها تفلت مجددا بعد أن وجدها ... بعد أن بحث عنها بجنون في كل مكان ليجدها في آخر مكان تصور أن يجدها به .. تحت سماء وطنه و في قصر عائلته ... المرأة الوحيدة التي عشقها بكل قوته و كرهها بكل ذرة عشق داخله .. المرأة التي قضى السنوات الماضية يحترق رغبة في رؤيتها مجدداً ليبر بقسمه لها حين توعدها أنها لن تفلت بما فعلت .. أنه سيجدها مهما طال الوقت أينما هربت و سيجعلها تندم غالياً ... انتفض قلبه بقوة حين اقتربت من شقيقته و زوجها و كز على أسنانه بقوة و هو يلمح ظهرها الذي انساب شعرها الأحمر فوقه بدلال مغوي لدرجة آلمت أصابعه التي عرفت ملمسه ذات يوم و مالت بعض خصلاته لتكشف عن كتفيها ليصعقه ذلك الوشم الذي يعرفه جيداً و الذي استقر فوق كتفها الأيمن ... وشم لفراشة رقيقة أخبرها ذات يوم أنها تشبهها .. لم يعرف لحظتها أنها كانت فراشة سامة ... قطب حاجبيه و هو يراقب تعابير وجهها و هي تميل لتتحدث مع (هشام) لتنفس بقوة و هو يتساءل من أين يعرفها (هشام) و كيف يتعامل معها بهذه الطريقة ... تململ بمكانه يدعو أن يتحكم بأعصابه التي تتمزق مع كل لحظة تمر لينتبه على صوت (هاميس) تهتف بنزق
_"تلك المغرورة .. انها تحاول اثارة غيرة (راندا)"
تساءلت (صفية) و هي تتابع الفتاة
_"من هي (ميسا)؟"
أجابتها بضيق
_"إنها قريبة لـ(هشام) و عائلته .. لا أعرف كيف تكون قريبته و هي فرنسية .. اسمها (سيلين فرنسوا) .. و (راندا) لا تطيقها أبداً"
رن الاسم في أذنيه بدوي ساحق و كاد يتراجع مطلقاً ضحكة عالية ساخرة مليئة بالغيظ و الألم بينما يهمس داخله .. (سيلين) ... هذا اسمها الجديد إذن .. ما لعبتها هذه المرة يا ترى؟ .. و من تحاول إيقاعه في فخها؟! ... قطب حاجبيه يفكر بضيق .. ترى أهو (هشام)؟! ... ألهذا تحاول مضايقة (راندا) .. هل هدفها الجديد هو (هشام) فعلاً؟! ...ربما تنوي تحطيم حياة شقيقته ... أغمض عينيه يتذكر ملامحها الجديدة و المختلفة كلياً عن المرة الأولى التي التقاها فيها .. هذه التي تظهر الآن كجنية مغوية فاتنة ليست هي من عرفها سابقاً قبل خيانتها .. قبل أن تظهر وجهه الحقيقي هذا .. تذكر رغماً عنه وجهاً بريئاً خالياً من المساحيق و شعر ناري يجتمع خلف ظهرها في ذيل حصان منحها مظهر مراهقة صغيرة و زمردتي عينيها اختفتا خلف نظارة كبيرة كانت ترفعها كل لحظة في ارتباك .. قبض كفيه و هو يطرد صورتها المخادعة من رأسه و تحرك لينهض برفق و يضع صغيرته مكانه بينما يجيب أنظار عائلته المتساءلة
_"أنا أشعر بالتعب ... سأذهب لأرتاح قليلاً و ربما أشاهد بقية الفيديو لاحقاً"
قالها و غادر تحت أنظارهم بينما تحركت قدماه بسرعة نحو غرفته و جسده ينتفض بقو ة ... دلف للغرفة و أغلق الباب خلفه و تنفس بقوة و هو يحاول طرد خيالاتها التي هاجمته بكل قوتها ليهتف بغضب
_"غادري رأسي عليكِ اللعنة"
أخرج هاتفه ليقوم بالخطوة التي انتظرها كثيراً و كان في حاجة فقط لبداية الخيط الذي سيوصله إليها .. استمع لصوت الرنين على الجهة المقابلة قبل أن يرد أحدهم ليقول بحزم
_"اسمعني جيداً .. سأعطيك اسم امرأة أريدك أن تعرف لي كل شيء عنها بأدق التفاصيل .. أين تسكن و مع من .. عملها .. أصغر معلومة عنها أريدها ... لا أريدها أن تأخذ نفساً دون أن أعرفه ،مفهوم؟!"
استمع لمحدثه لحظة قبل أن يقول بحزم
_"اسمها (سيلين فرنسوا) ... و يمكنك البدء من بيت (هشام رضوان) و شركته .. سأنتظر تقريرك في أسرع وقت"
أغلق الهاتف و عيناه تلمعان بقوة .. أيام معدودة و سيعرف عنها كل ما يلزم و سيضيق حولها الحصار دون أن تشعر حتى يلفه حول عنقها و يشدها إليه .. و عندها لن يرحمها أبداً .. أبداً
***************
انتهى الفصل الستون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار تعليقاتكم و آراءكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 08:35 PM   #1489

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

موفقة ان شاء الله بداية جميلة

Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:26 PM   #1490

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

لا والله هاعيط من حلاوة وتين و زياد و كل مشهد افضل مستنيه المصيية الاقي خلص على خير
بس حمادة عايز يبلغها بحاجة اية هي استر يارب
مراد و سؤود مش مرتاخة انا ابداااااا لمراد و شاكة بحاجات شاكة لكن اكيد لسه هههههه
سيلين هتتنفخي يا سوسو و ادم هيجيبك من التاتوه الحلو بتاعك و ربنا يستر عليكي
و نختم برنجا الشهيرة برندا ادعي عليكي بايه و انتي فيكي كل العبر يا جزمة قديمة برباط مقطوع
فصل جميل يا ميوش و بانتظار القادم

Dr. Aya likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.