آخر 10 مشاركات
جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-17, 11:10 PM   #1491

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


على فكرة عندي احساس ان وتين وزياد اجو لعند الذيب بنفسيهم وان الصديق هو ما غيره منذر الزفت..

اما مراد اول مرة صادم بميس وسؤود قلت يا ريت يكون هو عماد, بس بعد الحفلة بلشت اشك, يعني هي ميزت فهد من عيونه اللي يشبهوا عماد, يعني ازاي ما رح تكتشف اذا عماد هو مراد, بس حراام عليكي يا مي لا تخليها تعشق مراد, اصل عماد دا غلبان اوي..

قد ايه كنت مستنية لقاء عماد وسيلين, واخيرا قرب اليوم دا


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 02:00 AM   #1492

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

امتى بقى may lu يا حبيبتي تريحي سؤود وطمني بالها وتفرحي قلبها دي غلبانة قوي

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 11:22 AM   #1493

مفااهيم الخيال

? العضوٌ??? » 302615
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 985
?  نُقآطِيْ » مفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond reputeمفااهيم الخيال has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مفااهيم الخيال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-17, 08:10 PM   #1494

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل طويل جميل
زياد ووتينه غارقين فى عالمهم الخاص الرومانسي
رندا الغبية الغيرة ملح الحب فمتى ستعترفى بانك تحبين زياد؟؟؟؟
ادم شكله سيجد سيلين فكيف سيتصرف اذا وجدها ؟؟؟؟
سؤدد وحارسهاالشخصي مراد
سلمت يداكى
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 01-11-17, 12:39 PM   #1495

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

روعة الرواية من جميع النواحي الحبكة الشخصيات الاسلوب اللغة
شكرا لك عزيزتي أمتعتينا جدا


راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 01:15 AM   #1496

نور الشفق

? العضوٌ??? » 410809
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 284
?  نُقآطِيْ » نور الشفق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل رااااااااااااااائع سلمت يداك

نور الشفق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 01:55 AM   #1497

فخر آل شريف

? العضوٌ??? » 352303
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 196
?  نُقآطِيْ » فخر آل شريف is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

فخر آل شريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 04:12 PM   #1498

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد على الجميع ... كيفكم
للأسف حاولت أنزل الفصل أمس لكن فضلت أنزله كامل .. هو طويل و فيه أحداث كتير .. إن شاء الله يعوضكم عن تأخيري .. بإذن الله بعد الفصل ده بيتبقى حوالي 4 فصول و تنتهي رحلتنا مع الجزء الأول من حكاياتا لحب و القدر .. الفصول الباقية هتكون أطول و بتفاصيل أكتر إن شاء الله و يا رب تعجبكم
الفصل القادم بإذن الله هينزل الثلاثاء مساءاً
و بالنسبة لكل ردودكم الجميلة اللي مقدرتش أرد عليها إن شاء الله أرد عليها كلها اليوم .. بعتذر منكم لكن ظروفي كانت صعبة جداً الأيام اللي فاتت
أسيبكم مع الفصل و قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 04:14 PM   #1499

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي و الستون
قشعريرة باردة مرت في جسد (سيلين) فرفعت ذراعيها تحيط جسدها و أغمضت عينيها تحاول التحكم في رجفته التي فاقتها رجفة قلبها ... زفرت بقوة و هي تفتح عينيها تتطلع أمامها بشرود غافلة عما حولها و عقلها لا يتوقف عن استعادة ليلة الحفل .. ملامح الصغيرين البريئة اختلطت بجنون في عقلها مع ملامحه هو ... هو الذي كانت تشعر أنه صار قريباً منها .. بل أصبحت تشعر به أقرب .. تشعر بخيوط فخه تنسج حولها في غفلة منها و توشك أن تسقط فيها لتهلك .. منذ تلك الليلة و كوابيسها صارت أشد وطأة .. تكاد تكون ملموسة .. رفعت كفها تتحسس عنقها و هي تبتلع لعابها بصعوبة .. كل صباح تستيقظ من نومها و هي تشعر بأنفاسه على وجهها و بكفيه حول عنقها .. يعتصرانه بلا رحمة .. عادت تغمض عينيها و هي تحاول التنفس بانتظام لتطرد ذلك الشعور .. لا .. ليست هي من تخاف ... ليس بعد كل ما مرت به ... ليس بعد أن جاهدت لتصنع من نفسها ما هي عليه الآن ... قسوة السنوات الماضية و مرارتها جعلت قلبها كتلة من الجليد ... صار الخوف مزية لا ترقى إليها ... لا هي ليست خائفة .. هي كانت تعرف أن القدر لابد جامعهما يوماً ما .. وجودها على أرضه و تحت سماءه جعلها تعرف هذا يقيناً .. ألهذا بقيت هنا؟ .. ليعثر عليها؟ .. أبقيت ﻷنها ظنت أنه لن يبحث عنها هنا .. لن يفكر أبداً أنها ستأتي عرينه بقدميها أم أنها في أعماقها و دون أن تدري كانت تدعو ليعثر عليها ... هزت رأسها بقوة .. لم تعد تفهم نفسها .. زفرت بعمق و هي تتطلع للحديقة التي كانت تجلس فيها و رغم سحرها لم تستطع انتزاعها من عذاب أفكارها ... التفتت بعينيها نحو (سلمى) التي كانت مشغولة بالعناية ببعض شجيرات الورد بحديقتها و قطبت حاجبيها ... ها هو ذا جزءٌ آخر من أفكارها التي لا ترحمها ... ما الذي أتى بها هنا؟ .. لماذا يجبرها القدر على أن تسير خطوات أقسمت ألا تخطوها ... تنهدت بقوة .. لولا رجاء (هشام) و قلقه الواضح عليها و بعد ما عرفت ما تعرض له هو و (راندا) وجدت نفسها مضطرة أن تستسلم لطلبه منها أن تقيم هنا .. مضطرة لمواجهة (سلمى) و حنانها و نظراتها و عنايتها التي تصر على محاصرتها بها و التي تزيدها اختناقاً و تهدد جليد قلبها .. تذكرها بأحضان أمٍ أحضرتها لهذه الدنيا و حرمها القدر من رؤيتها و أمٍ أخرى كانت لها كل العالم .. أم ضمتها بين ذراعيها ﻵخر مرة محاولةً حمايتها ، قبل أن ينتزعوها من بينهما ليذبحوها أمام عينيها بعد أن سبقها والدها ... مع الذكرى أغمضت عينيها تطرد الصورة من عقلها .. لا هي لن تضعف .. ليس الآن .. هي تحتاج كل قوتها لمواجهة القادم .. تحتاجه للحظة التي ستحرق فيها من كان سبباً في .. انقطعت أفكارها و هي تفتح عينيها بجزع و تتطلع أمامها .. ممن .. ممن ستنتقم الآن .. ممن .. لقد عاشت أكثر من نصف عمرها لتجد من قتلوا والديها و أختها التي كانت تنتظرها بشغف .. انتظرت لتذبحهم بيديها ثم تشعل النار فيهم كما فعلوا بهما .. كما أحرقوا عالمها كله ... لم تشعر بدموعها التي سالت ... بعد كل هذه السنوات تبحث عنهم لتجدهم قد رحلوا عن هذا العالم .. صاروا بعيداً عن يديها .. حتى (سامر) الذي ظنت أنها ستنتقم منهما فيه .. و ستنتقم لما فعله بـ(رهف) .. حتى هو رحل .. مرة أخرى ينتزع القدر انتقامها من بين يديها ... أتراها لا تستحق شفقة القدر بها بعد كل ما فعلت؟! .. بعد أن حادت عن الطريق الذي ربتها عليه أمها ... بعد أن تخلت عن هويتها و صارت كياناً آخراً ... رفعت رأسها للسماء و هي تسأل همساً داخلها .. أتراهما غاضبان منها؟ .. و هو؟ .. ماذا عنه؟ .. ذلك الذي تخلى عنها قديماً بإرادته و تخلى عنها حديثاً رغماً عنه هذه المرة .. قبل أن تجد الفرصة لتهزم شياطين انتقامها و مرارة غربتها و ماضيها لتغفر له .. عاودت النظر للسماء ... أتراه لم يحبها يوما ليقسو عليها هكذا و يحرمها منه مراراً .. أم تراه فعلاً كما توسلها مراراً أن تصدقه و رفضت أن تسمع له أمام صخب ماضيها و ظلمه لها .. كان يحبها كما أحب أمها من قبل كما قال؟! .. أنه كان مجبورا؟! .. أنه كان سيظل ينتطر قلبها حتى يصفو و يغفر؟! و حتى ترضى بعودتها لأحضانه!! ... هزت رأسها بقوة ... لا .. هي لن تفكر فيه .. لن تضعف و لن تسمح له بعد أن رحل أن يجعلها تضعف .. هي لن تفعل و لن تغفر .. لا تستطيع ... المغفرة تعني الضعف و هي لا يجب أن تضعف أبداً ...تحتاج كل ذرة من قوتها لتنتقم ... أجل لازال هناك من يحمل ذلك الدم القذر و يحمل إثم ذنبه الكبير ... لم يمت كل أعدائها بعد ... و هي لم تمت و لن تموت قبل أن تحصل على انتقامها .. الدم بالدم .. و لا مقابل آخر سيكفيها .. اشتدت قبضتا يديها في عزم .. هي باقية هنا حتى تحاسب كل من بقى منهم .. لن تهرب من هنا حتى و لو عنى هذا أن يجدها (آدم) ... عاد قلبها ينتفض رغماً عنها مع ذكره لتغمض عينيها قبل أن تنتفض بخفوت مع اللمسة الرقيقة فوق كتفها تلاها صوت (سلمى) الحنون
_"ما الأمر بنيتي؟! ... أنتِ بخير؟"
مضت ثوان و هي مغمضة العينين تحاول استعادة نظراتها الباردة لتمنع (سلمى) من قراءة ما تحاول أن تخفيه عن الجميع دون أن تدري أن (سلمى) كانت قد لمحت صراعها مع نفسها بكل وضوح و لم تقاوم قلبها الأمومي الذي دفعها لتقترب منها علّها تمسح عنها ذلك الألم الرهيب الذي لمحته في عينيها و فوق ملامحها .. تنهدت و هي تتحرك لتجلس بقربها لتواجهها عينا (سيلين) اللتين فتحتهما أخيراً و قد استعادت قناعها البارد الذي أدركت (سلمى) زيفه بعد الأيام التي قضتها أمام عينيها ... لم تصدق عندما أخبرها (عاصي) أنها ستأتي لتقيم معهما حتى عودة (هشام) .. (هشام) الذي اتصل ليوصيها بها و كأنها كانت تحتاج وصية لتفعل .. عادت تهمس بحنان جعل (سيلين) تقطب حاجبيها
_"هل هناك ما يزعجكِ حبيبتي؟"
هزت رأسها نفياً قبل أن تقول بهدوء
_"أنا بخير"
ربتت على كفها لتضغط (سيلين) على أسنانها تمنع نفسها من أن تسحب كفها بقوة بينما قالت (سلمى) برفق
_"إن كان هناك ما يزعجكِ أخبريني (سيلين) ... أنتِ مثل (رهف) تماماً"
أغمضت عينيها بقوة قبل أن تفتحهما لتقول بهدوء
_"شكراً سيدتي ... أنا ممتنة كثيراً لما فعلتِه معي .. آسف أنني أثقلت عليكم هذه الأيام .. لكنني أنتظر فقط عودة (هشام) حتى .."
أوقفتها (سلمى) بنظراتها اللائمة و هي تقول
_"ماذا تقولين يا ابنتي؟! .. لم أصدق عندما أخبرني (عاصي) أنكِ وافقتِ أخيراً ... لا تعرفين كم توسلت (هشام) أن يحضركِ لتبقي تحت عينيّ ... أخبرتكِ مراراً أنني أعتبركِ جزءاً من هذه العائلة .. هذا بيتكِ و .."
التفتت إليها لتقول
_"شكراً لشعوركِ سيدة (سلمى) .. أنا ممتنة كثيراً لكِ .. لكن تعرفين أنني لا أستطيع أن أبقى هنا"
تأملتها (سلمى) للحظات بطريقة أثارت شعوراً غريباً داخلها بينما تتساءل .. تُرى كم تعرف (سلمى) عنها و كم أخبرها (هشام) عن ماضيها .. لقد لمحت لها مراراً أنها تعرف شيئاً ما .. لكن ما مبلغ علمها يا تُرى .. هل .. قاطعت (سلمى) أفكارها و هي تقول
_"ماذا تقصدين بهنا بالضبط يا (سيلين)؟ ... هذا البيت .. أم هذه العائلة .. أم هذا الوطن كله؟ ... مما تهربين بالضبط؟"
قبضت يدها و هي تنظر في عينيّ (سلمى) المليئتين بالألغاز .. و أشياء أخرى لا تجرؤ على التفكير فيها .. ابتلعت لعابها بصعوبة تحت أنظار (سلمى) المحققة قبل أن تهمس بخفوت و هي تشيح بعينيها تتطلع للأمام
_"لا أهرب من أي شيء .. أنا أنتظر فقط لأحقق هدفاً أتيت من أجله هنا و سأغادر بعدها للوطن الوحيد الذي عرفته ... لبيتي و عائلتي التي تركتها هناك"
فتحت (سلمى) فمها بتردد لتقاطعها (سيلين) و هي تنهض
_"أنا ممتنة فعلاً لمحاولاتكِ لتجعلينني أشعر أنني في بيتي ، لكن لا شيء سيغير من الحقيقة سيدة (سلمى) ... أنا غريبة عنكم و هذا .."
صمتت لحظة قبل أن تلتفت تتطلع في عينيها لتردد بعدها بهدوء
_"ليس بيتي"
ضغطت على قبضتها و هي تلمح الحزن الذي تسرب لعينيّ (سلمى) و انقبض قلبها رغماً عنها يلومها ... هتفت داخلها .. لا تضعفي .. هذا ما يجب أن يكون عليه الوضع ... أنتِ كنتِ وحيدة و ستبقين وحيدة ما بقي لكِ من العمر .. بيتكِ احترق و عائلتكِ رحلت منذ سنين ... لا تبحثي عن بديل لهما ... يوماً ما ستغادرين دون رجعة ... رفعت رأسها في حزم لتقابل عينيّ (سلمى) التي ابتسمت في خفوت حزين قبل أن تنهض و تتحرك نحوها و قبل أن تفهم (سيلين) ما يحدث وجدت نفسها فجأة بين ذراعيّ (سلمى) التي ضمتها إليها بحنان شديد جعل عينيها تتسعان بشدة و جسدها ارتجف بقوة بينما تشعر بكف (سلمى) يمسح على ظهرها برفق و هي تهمس
_"يوماً ما ستفتحين قلبكِ و تخبرينني بكل شيء و أنا .. سأنتظر"
رفعت كفيها تنوي دفعها بقوة و تصرخ فيها أنها لا تريد حنانها هذا .. لا تريد عطفها و لا شفقتها .. لا تحتاجها .. لا قلب لديها لتفتحه لها و لا لغيرها .. أرادت أن تفعلها ، لكنها تجمدت مكانها و عقلها يصرخ فيها بجنون ... تجمدت و داخلها يرتجف بقوة لتضغط على شفتيها و تتحرك ببطء لترخي (سلمى) ذراعيها عنها و تبتعد برفق و هي تتطلع لها بحنان حزين لتقول (سيلين) و هي تتراجع للخلف بوجه شاحب و هي تشيح بنظراتها
_"أنا .. ليس هناك ما أخبر أحداً به .. أنا"
قطعت كلماتها لتقول بعد لحظة بحزم
_"أنا يجب أن أذهب"
لم تمنحها فرصة لتنطق و هي تندفع للداخل و جسدها كله ينتفض انفعالاً .. لا يجب أن تبقى .. راقبتها عينا (سلمى) بحزن شديد قبل أن ترفع عينيها للسماء و تضع يدها على قلبها بألم و تهمس بخفوت
_"ساعدني يا ربي .. لا أعرف ماذا أفعل؟ .. لا أعرف كيف أحل هذه المعضلة ... لم أعد متأكدة من أي شيء"
سقطت فوق مقعدها لتسيل دموعها بخفوت لتخفي وجهها بين كفيها ... لا تعرف ماذا تفعل ... لم تعد متأكدة من أي شيء ... حتى تلك الصغيرة التي لم تعثر على أي أثرٍ لها بعد ... لم تعد متأكدة بشأنها .. هل كانت تتوهم فعلاً و بالغت في ظنونها؟! .. تخشى أن تخبر (عاصي) بشأنها .. هو لا يعرف حقيقة ما حدث لأبويه و تخشى من صدمة معرفته ... تخشى أن تمنحه أملاً بوجود شقيقةٍ له في مكانٍ ما ... أملاً في حياة أمه التي لم تعد تعرف حقاً ألازالت في هذه الدنيا أم رحلت؟ ... لم يعد أمامها سوى أن تنتظر (هشام) لتخبره ... ربما تمكن هو من البحث عنها .. ربما أخطأت لأنها لم تخبره بشكوكها منذ اليوم الأول ... لكن لم يفت الأوان ... إن كانت تلك الفتاة هي ابنتهم حقاً فيجب أن تعود إلى عائلتها بأي ثمن ... لن ترتاح حتى تعثر عليها أو حتى تتأكد من كذب شكوكها ... تنهدت بحرقة و هي تتراجع في كرسيها و تغمض عينيها ... كل شيء سيكون بخير ... كل هذه الأحزان ستمر و ستعود السعادة لتغمر بيتهم .. هي ستساعد صغارها حتى تطيب جروحهم ... لن تستسلم لحزنها و ضعفها لتمنحهم قوتهم و تجمعهم معاً .. جميعهم بلا استثناء ... رفعت عينيها للسماء و همست
_"سأجمع شمل عائلتنا كلها من جديد يا (فاروق) ... لا تقلق"
******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-17, 04:15 PM   #1500

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تربعت (همسة) فوق فراشها و هي تنظر إلى حاسوبها الشخصي حيث صورة صديقتها المقربة التي كانت تقول
_"إذن متى ستعودين حبيبتي؟ .. أنا و الفتيات اشتقنا لكِ كثيراً"
زفرت بحدة قبل أن تقول بضيق
_"لا أعرف (جيني) .. أنا معاقبة في الوقت الحالي ... كما أخبرتكِ الأمور معقدة كثيراً هنا .. (عماد) غاضب مني كثيراً و لم يعد يتحدث معي كالسابق .. لقد رفض حتى سفري"
و تراجعت تستند لظهر فراشها و هي تكمل
_"يخشى أن أفعل شيئاً متهوراً مرة أخرى"
ابتسمت صديقتها في حنان و هي تقول
_"إنه محقٌ (ويسبر) ... أنا نفسي نصحتكِ كثيراً أن تكفي عن تهوركِ هذا .. تلقين بنفسكِ للمخاطر دون تفكير"
تنهدت (همسة) بقوة و هي تقطب حاجبيها قبل أن تقول
_"صدقيني ... لقد تعلمت الدرس هذه المرة بالطريقة القاسية ... لا أظن أخي قد يسامحني قريباً"
_"لا تقولي هذا حبيبتي ... غضبه هذا دليل حبه لكِ .. أخوكِ يحبكِ كثيراً (ويسبر) و سيسامحكِ بسرعة لا تقلقي"
و تنهدت بحالمية
_"آه .. حتى في غضبه أنا متأكدة أنه يكون جذاباً لا يقاوم .. كم أحسدكِ عليه"
لم تقاوم (همسة) ضحكتها و هي تقول بتحذير مفتعل
_"توقفي عن مغازلة أخي يا حمقاء .. صرت أعتقد أنكِ تحتفظين بصداقتي فقط من أجله"
ضحكت (جانيت) قبل أن تغمز لها
_"ماذا عن الوسيم اﻵخر؟ ... أيخاصمكِ هو أيضاً؟"
زمت شفتيها بضيق و هي تقول
_"لا ... كان غاضباً هو الآخر .. لكنه يحاول أن يصالحني منذ فترة و يبدو مستاءاً جداً .. لكنني لا أريد أن أتحدث مع أحد ... ألم يقولا أنني معاقبة؟ .. فليدعاني و شأني إذن"
لمعت عينا صديقتها بحماس و هي تهتف
_"هل اعترف لكِ بحبه أم ليس بعد؟!"
شهقت بحدة قبل أن تهتف
_"اعترف بحبه؟ .. من؟ .. السيد (فهد) العظيم .. مستحيل .. لو انطبقت السماء على الأرض فلن ينطق .. ذلك الرجل يكاد يقتلني قهراً (جيني) .. إنه لا يراني من الأساس .. لا يريد أن يتوقف عن رؤيتي كطفلة صغيرة"
زمت شفتيها و هي تقول
_"إذن لماذا لم تجبريه على رؤيتكِ كامراة؟"
أطرقت بضيق
_"و كأنني لم أفعل؟! ... ذلك الأحمق العنيد .. ذلك الأعمى لم يهتم ... لقد سخر مني فحسب و يصر على معاملتي كالأطفال صدقيني"
و شدت خصلات شعرها و هي تهتف من بين أسنانها
_"آه .. كدت أموت من القهر بسبب معاملته لي .. ذلك الأحمق أعمى القلب .. لن أسامحه على ما يفعله بي"
اتسعت ابتسامة صديقتها و هي تقول
_"ربما يكابر فقط (ويسبر) ... ربما يبادلكِ شعورك لكنه يرفض الاعتراف به ﻷسباب معقدة .. فرق السن الكبير بينكما مثلاً"
و تأملت وجه صديقتها مقطبة الحاجبين قبل أن تقول بحماس
_"هيا .. دعي عنكِ هذا الحزن .. ماذا أصابكِ؟ .. ألم تقسمي على ألا تستسلمي حتى تجبرينه على رؤيتكِ و الاعتراف بكِ و بحبكِ؟ ... تتذكرين يوم أخبرتِني بمعنى اسمه بلغتكم ... يوم أخبرتِني أنكِ واقعة في حب "فهد" عنيد .. إذن حبيبتي .. هل تنوين الاستسلام في معركتكِ مع فهدكِ العنيد؟ .. هل ستتراجعين بسهولة دون أن تروضيه؟"
زمت فمها للحظات قبل أن تقول
_"بالطبع لا ... أنا أقسمت أنني سأجعله يستفيق من أوهامه الغبية هذه مهما طال الوقت .. سأنتظر فقط الوقت المناسب فأمامي معركة أخرى لو خسرتها فسأخسر فرصتي في مستقبلنا معاً"
و شردت عيناها بأسى لتهمس صديقتها
_"ماذا تنوين (ويسبر)؟ .. أرجوكِ لا داعي للتهور مرة أخرى ... أنا لا أعرف ماذا يحدث عندكِ و لا أرغب في معرفة شيء خاص أنتِ لا تريدين البوح به ... لكن أرجوكِ ... لا تتهوري كعادتكِ"
ابتسمت بخفوت و قالت
_"لا تخافي (جين) ... أعرف ... سأنظر جيداً قبل أن أخطو خطوتي القادمة ... لن أتهور مرة أخرى أعدكِ"
تنهدت (جانيت) قبل أن تقول
_"جيد ... إذن سأنتظر عودتكِ قريباً صديقتي و سنعوض المخيم الجميل الذي تخلفتِ عنه برحلة أكثر جمالاً ، اتفقنا؟!"
ابتسمت و هي توميء برأسها قبل أن تتبادل معها حديثاً قصيراً لتودعها مع وعد قريب باللقاء ... أغلقت الحاسب و أزاحته جانباً و تنهدت بعمق و عاد الحزن ليحتل عينيها و هي تشرد ببصرها للأمام تفكر في كل ما حدث مؤخراً ... لقد قسى (عماد) عليها كثيراً و هي لا تلومه ... صحيح أنه حملها ذنب ما حصل لـ(سامر) و هي لم تناقشه في ذلك ... لا يمكنها أن تنكر أن لها يد فيما أصابه ... تدخلها تسبب في هذا ... هزت رأسها رفضاً و عقلها يؤنبها من جديد .. لا ... هو قدره .. و هو أيضاً السبب فيما حدث ... لو أنه لم يجرؤ على اختطاف تلك الفتاة و لما يعتدي قبلها على شرف عائلة (رضوان) ، لما حدث كل هذا ... زفرت بقوة و هي تستلقي على الفراش ... قلبها يؤلمها بطريقة قاسية ... لا يتوقف عن جلدها رغم كل تبريرات عقلها الذي يُحمل (سامر) الذنب ... و رغم سوء علاقته بها و معاملته السيئة لها في الماضي و عدم اعترافه بها كأخت .. رغم كل هذا هي حزينة لموته .. قلبها يؤلمها عليه .. كانت تتمنى لو أنقذته من ذلك المصير الأسود .. لو أنه حظي بفرصة ليتطهر من ذنوبه .. ليبدأ طريقاً جديداً بعيداً عن وحش الانتقام الذي نهشه دون رحمة و الذي خسرت أمامه فرصتها في إنقاذه كما تخشى أن تخسر فرصتها لإنقاذ (عماد) و (فهد) .. تنهدت بحرقة و هي تفكر .. (عماد) الذي رفض الاستماع لها مجدداً و الذي بدا غامضاً مؤخراً .. لا تعرف فيما يفكر .. كما يحيرها أنه لم يفعل شيئاً حتى اللحظة ... أتُراه تراجع بهذه البساطة و أدرك صحة كلامها؟ .. أم تُراه يخطط بتروي لضربة ساحقة يقضي بها على الجميع؟! .. و هذا أخشى ما تخشاه ... لابد أن (ليلى) لن تتركه يتخلى عن الثأر الجديد الذي أضيف لحسابات الماضي الثقيلة ... تنهدت و هي تتذكر ذلك اليوم الذي تفاجأت فيه بـ(فهد) يدخل غرفتها و يغلق الباب خلفه و قبل أن تتشاجر معه مجدداً اندفع يكتم فمها بكفه و هو يحذرها من إصدار أي صوت أو الخروج من الغرفة قبل أن يخبرها بقلق أن (ليلى) هنا و لا يجب أن تعرف بوجودها .. و هي كانت تعرف هذا ... لو عرفت بوجودها لن يكون رد فعلها جيداً أبداً ... رفعت كفيها تحيط بهما رأسها و هي تتنهد من جديد ... ماذا تفعل؟ .. جلوسها هكذا لن يغير شيئاً ... (عماد) غائب منذ فترة و يخطط لشيء بالتأكيد و (فهد) أخبرها أنه اضطر للسفر .. (فهد) أيضاً صار أكثر غموضاً هذه الأيام و صار حصاره لها أسوأ رغم كل محاولاته لاخراجها من عزلتها التي فرضتها على نفسها بسبب قرارهما المجحف ألا تغادر البيت أبداً أو حتى تسافر حتى تنتهي الأمور تماماً ... و هاهي تجلس مستسلمة بغباء يقيدها إحساس بالذنب و وعد قطعته لأخيها ... انتبهت على صوت طرقات على باب غرفتها فقطبت حاجبيها دون رد ليأتيها صوته الحازم
_"افتحي يا (همسة) ... أعرف أنكِ مستيقظة"
زفرت بحنق و نهضت لتفتح الباب بحركة حادة لتقف هناك مكتفة ذراعيها مقطبة الحاجبين تقف أمامه دون أن تنظر إليه ليزفر بحدة و يقول و هو يتحرك ليزيحها بكفه للداخل فنظرت له باستنكار بينما دخل الغرفة و أغلق بابها و اتجه ليضع صينية الطعام فوق المنضدة الصغيرة و التفت يتأملها لبرهة و آلمه شحوبها و الإجهاد الواضح على ملامحها ، ليتنهد بضيق و يقول
_"إلى متى ستبقين على هذه الحال؟ .. ألم تملي بعد من هذه الحماقة؟"
خطت نحوه بخطوات حادة لتتوقف أمامه لحظات تنظر إلى عينيه بحدة قبل أن تجلس فوق فراشها و تربع ساقيها لتقول
_"أنا مرتاحة هكذا .. لم يجبرك أحد على أن تبقى معي و تهتم بي .. اذهب و ألحق بأخي لتحققا انتقامكما العظيم .. هيا دعك مني"
تنهد بحرارة قبل أن يتحرك ليجلس جوارها و تأملها بحنان للحظات قبل أن يتناول كفها الصغير يضمه بين كفيه بحركة أسقطت قلبها بين قدميها لتلتفت إليه بعينين متسعتين و قلب مرتجف
_"اسمعيني صغيرتي"
زفرت بحنق و هي تشيح بوجهها .. ها هو ذا بدأ .. لن يتغير ذلك الرجل أبداً ... حاولت شد كفها لكنه تمسك به أكثر و ربت عليه متابعاً
_"تعرفين جيداً أن ما فعله (عماد) كان خوفاً عليكِ في المقام الأول (همس) ... هل تتصوري كيف كان رعبنا و نحن نتخيل ما قد يفعله بكِ (هشام رضوان)"
انتزعت كفها بحدة و هي تقول
_"(هشام رضوان) كان رجلاً محترماً أكثر مما تتصور"
قطب حاجبيه بشدة مع كلماتها و ضغط على فكه بقوة لكنها لم تنتبه له و هي تكمل بشرود
_"و لو أنه فعل .. ما كنت لمته أبداً"
و عادت تلتفت إليه لتقول بسخرية مريرة
_"في النهاية ... كل شيءٍ مباح في الحرب ، صحيح؟ ... لماذا سألومه بعد ما فعله أخي المحترم بشقيقته المسكينة؟ .. بعد ما فعلتوه أنتم و ما تنون فعله بأشخاص لا ناقة لهم و لا جمل في حربكم اللعينة هذه؟"
أخذ نفساً عميقاً ليقول بعد لحظات
_"أنتِ لا تعرفين أي شيء (همسة)"
هتفت بحدة
_"توقفا عن ترديد هذه الكلمات الغبية أنت و (عماد) ... لا يهمني أن أعرف ما حدث بالماضي و لا أسباب ما تقومون به .. أنا لدي عينان و عقل .. لست طفلة فتوقف بالله عليك عن معاملتي كواحدة ... يمكنني أن أميز بين الصحيح و الخطأ ... فتح دفاتر الماضي لن يجلب سوى المزيد من الدمار و الأسى ... الإنتقام لعبة غبية و لعينة و تدمر صاحبها قبل أي شخص آخر .. ينغمس فيها مع كل لحظة تمر حتى يصبح صورة أبشع من عدوه .. الماضي ولى ، لكنكم تعيشون فيه و تدمرون أنفسكم بسببه .. هناك ربٌ عادل سيحاسب الجميع بعدالة يوم نقف بين يديه ... من أجرم سيُعاقب و من ظُلِم سيُرد إليه حقه .. عدالة الله منصفة .. لكن عدالتكم أنتم عرجاء ... مشوهة .. عمياء .. لا تفرق بين مذنب و بريء .. ملطخة بالحقد الأعمى الذي سيجعلكم لا تفرقون شيئاً عن عدوكم ... ستتساون بالنهاية"
كان يتطلع إليها بجمود لتقول بأسف
_"انظر إلى ماذا تحول (سامر)؟ ... شيطان ... أصبح شيطاناً لا يرحم و روحه قايدها بانتقامٍ أعمى أهلكه قبل غيره .. هو لم يجد غضاضة في انتهاك شرف فتاة بريئة و الله أعلم ماذا فعل أكثر .. أخبرني (فهد) ... هل لك أن تلوم (هشام رضوان) لو كان رد طعنة (سامر) فيّ أنا؟ .. ماذا كنت ستفعل لو أنه كان وغداً كأخي الراحل و اعتدى عـ "
كفه كمم فمها بقوة بينما ينظر لها بعينين مشتعلتين ليقول بقسوة
_"اخرسي"
رفعت كفها تزيح يده بقوة و هي تهتف بكل حرقتها
_"ماذا؟ .. هل آلمتك كلماتي؟ .. ماذا كنت ستفعل إذن لو كانت الحقيقة .. ماذا لو كنت عثرت عليّ في ذلك اليوم جثة ذبيحة منتهكة الشرف و .."
شدها من ياقتها نحوه و هو يهتف من بين أسنانه و أنفاسه تسارعت بقوة
_"قلت اخرسي"
تسارعت أنفاسها و هي تجد نفسها بقربه تحدق في عينيه المشتعلتين بقلب خافق و هي تشعر بأنفاسه تحرق وجهها .. مضت لحظات بطيئة و هما يحدقان في عينيّ بعضهما ، لترفع كفيها بعد برهة تضعهما فوق كفيه و تقول برفق
_"أرأيت؟ .. كم يذبح مجرد تخيل الأمر؟ ... و صدقني ما لم يكسر أحد دائرة الإنتقام هذه فهذا قد يكون أقل ثمن تدفعونه .. جميعنا سيدفع الثمن قاسياً في أغلى ما يملك"
أغمض عينيه يتنفس بعمق قبل أن يحررها من قبضتيه و يتراجع للخلف و هو ينظر في عينيها لينهض بعدها و يقول ببرود أخفى وراءه انقباض قلبه الذي كاد يُجن لمجرد تخيل الأمر .. ألا يكفيه رعبه الغير مفهوم من أن تلك العائلة ستحرمهم منها للأبد
_"لهذا السبب ستبقين هنا تحت عينيّ حتى ينتهي الخطر"
نهضت بحدة لتهتف
_"ما كل هذا العناد (فهد)؟ .. حتى متى ستغمضون أعينكم و آذانكم فلا ترون و لا تستمعون سوى لشيطانكم اللعين .. ألم تفهم أي شيء من كلامي؟"
لم يهتم بالرد و هو يتحرك للخلف مغادراً الغرفة و هو يقول
_"لم يعد للكلام أي معنى بعد كل ما حدث (همسة) ... يمكنكِ الإستمرار بعزلتكِ هذه كما تحبين لن أزعجكِ مرة أخرى"
اتسعت عيناها و هي تراه يغادر لتهتف بلوعة و هي تندفع خلفه تنادي باسمه لتوقفه عند باب الغرفة و تسمرت يده فوق مقبض الباب و تجمد مكانه و هو يشعر بذراعيها يحيطان خصره بينما استقر رأسها فوق ظهره و هي تهتف باكية
_"أرجوك يا (فهد) ... أرجوك .. استمع إلي .. لا أريد أن أخسرك أنت أيضاً ... لا تعرف ماذا سيحدث لي لو أصابك أي مكروه .. سأموت يا (فهد) ... لم أعد أشعر بالراحة أبداً و أنا أتخيل ما قد يصيبكما أنت و (عماد) .. أرجوك لأجلي .. ارحمني .. لم أعد أحتمل كل هذا"
أغمض عينيه بقوة بينما يشعر بانتفاض جسدها الصغير ليلتفت نحوها و هاله رؤية وجهها الغارق بالدموع و الذي جعل قلبه يأن بألم لأجلها .. صغيرته الحمقاء .. التفت بجسده كُلياً لتصبح بين ذراعيه و ربت على رأسها المستقر فوق قلبه و قال برفق
_"اهدأي صغيرتي ... لن يحدث أي شيء .. أعدكِ .. سنكون جميعاً بخير"
رفعت وجهها تنظر إليه بعينيها الغارقة بالدموع و هي تهز رأسها
_"لا يا (فهد) .. صدقني .. قلبي يخبرني أن شيئاً سيئاً سيحدث ... أرجوك .. اسمعني .. دعنا نرحل من هنا ... يكفي كل ما حدث .. لن أحتمل أن أخسركما .. ليس لي أحد غيركما في هذه الحياة .. أرجوك ... أرجوك"
انهارت بالبكاء أكثر و هي تدفن رأسها في صدره تخرج كل ما حبسته داخلها طيلة الأيام الماضية و هي تدعي القوة .. كل مخاوفها و كوابيس لياليها .. ضمها إليه و قلبه ينتفض مع زفرات بكاءها الحارة و انتفاضات جسدها ... لم يرها بهذه الحالة من قبل ... يبدو أن الأيام الماضية كانت ضغطاً كبيراً عليها ... تنهد بقوة و هو يمسح على رأسها قبل أن يهمس بحنان
_"اهدأي دميتي الصغيرة"
ناداها كما كان يناديها و هي طفلة لتنهمر دموعها أكثر و هي تتمنى لو تفتح عينيها فتجد أنها كانت بكابوس و استيقظت لتعود طفلة من جديد .. دميته الصغيرة التي لا تعرف كل هذا الألم و الخوف .. طفلة لا تفهم شيئاً مما يحصل حولها .. تابع همسه برفق و هو يعدها أنه لن يتركها أبداً .. أن كل شيء سيكون بخير ... شعر بجسدها يسكن بين ذراعيه فأبعدها بقلق لينظر لوجهها الشاحب الغارق بالدموع ... لقد ضغطوا عليها كثيراً حتى لم تحتمل .. صغيرته المسكينة ... تنهد بأسى و انحنى ليحملها بين ذراعيه و يتجه نحو فراشها ليضعها فيه برفق و جلس جوارها لبرهة يتأملها و قد غرقت في نومٍ بدا أنها قد حُرمت منه لأيام .. عاد يتنهد و هو يمد يده يمسح على جبينها برفق و يعيد خصلاتها العسلية للخلف قبل أن ينحني ليقبل جبينها في حب و هو يهمس
_"ارتاحي دميتي ... أعدكِ أن كل شيء سيكون على ما يرام قريباً"
قالها و هو ينهض من جوارها و تأملها للحظات أخرى غادر بعدها و هو يغلق الباب بهدوء لتفتح عينيها بعد لحظات تنظر للباب المغلق لتزداد دموعها انهماراً لتكتمها في وسادتها و هي تهمس بألم و خوف
_"لن يكون أي شيء على ما يرام يا (فهد) .. لن يكون"
*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.