آخر 10 مشاركات
الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-17, 12:24 AM   #1551

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏سمية سيمو, ‏rontii, ‏Roro adam, ‏لمعة فكر

تسجيل حضور ومتشوقة للفصل
اتذكرت وين راح الفصل الجديد؟؟؟؟؟؟


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 12:34 AM   #1552

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏سمية سيمو, ‏rontii, ‏Roro adam, ‏لمعة فكر

تسجيل حضور ومتشوقة للفصل
اتذكرت وين راح الفصل الجديد؟؟؟؟؟؟


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 01:27 AM   #1553

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

حضور حضور تسجيل حضوووووووور

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 11:01 AM   #1554

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة لك ولكل العاملين في المنتدى الفصل اكثر من رائع تسلمين حبيبتي للفصل الجميل

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 04:36 PM   #1555

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة على الجميع تسجيل حضور

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 06:19 PM   #1556

Ellaaf
 
الصورة الرمزية Ellaaf

? العضوٌ??? » 353264
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 404
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Oman
?  نُقآطِيْ » Ellaaf is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،،، تسجيل حظور 🌹🌹🌹🌹

Ellaaf غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،،،،ولنا في الحياة فسحة من الأمل .....نتنفس منها.
رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 10:13 PM   #1557

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعاً حبيباتي .. كيفكم .. جمعة مباركة عليكم جميعاً
المفروض إن ده كان الجزء الثالث من الفصل الثالث و الستين لكني وجدت أحداثه طولت كتير فاضطريت أخليه فصل كامل .. عشان كده ميعادنا حالا مع الفصل الرابع و الستين
عامة الأحداث الباقية مش كتير على ختام الرواية .. فصل اليوم حاسم و منحنى خطير في الأحداث فاعذروني لأني تأخرت .. أحداثه أخدت وقت كبير معي .. إن شاء الله تستمعوا به .. و لكل اللي سأل عن موعد نهاية الرواية .. فقريباً جداً زي ما قلت .. تقريباً باقي فصلين أو 3 بالكتير و الخاتمة
الفصل القادم بإذن الله هينزل الجمعة لأني بقيت مشغولة طول الأسبوع و يوم الخميس بقى صعب إني أنتهي من الكتابة فيه .. فإن شاء الله موعدنا هيكون الجمعة زي دلوقتي
قراءة ممتعة للفصل

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 10:23 PM   #1558

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع و الستون
أوقف (سالم) سيارته و اشتدت قبضتاه على مقودها و هو يرفع عينيه الغائمتين يتطلع نحو البيت الكبير الواقف بشموخ كأنما يتحداه هو شخصياً و انقبض قلبه بقوة ليغمض عينيه و ألم رهيب يعتصر قلبه ... فتح عينيه بعد لحظات و غادر السيارة ليقف بحاجبين معقودين و عقله يسترجع ذكرياته السعيدة و الأليمة في هذا المكان .. منذ عاد من غربته و هو نادراً ما يأتي هنا .. لازال قلبه يختنق كلما دخل بقدميه لبيت عائلته الكبير .. لازال لا يستطيع النسيان و ما حدث اليوم حطم كل السدود التي أقامها أمام ذكرياته لتنهمر سيولاً تغرق روحه و قلبه دون رحمة .. و رغم هذا .. ها هو يجد نفسه يأتي على قدميه لآخر مكان ينبغي أن يفر منه بعد مواجهته مع (رواء) ... تنفس بقوة .. يعرف لماذا هو هنا .. لأنه يحتاجها الآن أكثر من أي وقتٍ مضى .. هي وحدها ستمسح ذلك الألم الذي يقتله دون رحمة و ستتفهم وجعه .. هي وحدها ستمنحه القوة ليحتمل الأيام المقبلة و العذاب الذي سينزله القدر له على يد مليكة قلبه الوحيدة ... تحرك بخطوات مجهدة نحو السلم الكبير و قلبه يزداد تثاقلاً مع كل خطوة و أنفاسه تزداد اختناقاً .. توقف في منتصف السلم مع الصوت الرقيق الساخر الذي هتف
_"انظروا من أتى أخيراً ... الذئب الشارد لآل (المنصوري) .. لا أصدق عينيّ"
رفع عينيه لأعلى لتقابله عينيها المتنمرتين بعداء لم تخفيه و تأملها بحنان ليقول بعد لحظات
_"(نيروز)"
رفعت حاجبيها بسخرية و ضحكت لتقول بعدها بتهكم مرير
_"جيد أنك لازلت تتذكر اسمي"
تنهد بقوة و عاد يتحرك صاعداً الدرجات التي تفصلهما ليقول بلوم رقيق
_"و كيف أنسى اسماً اخترته أنا لكِ صغيرتي؟!"
تراجعت بحدة و هي تنظر له بغضب طفولي و هتفت
_"لا تقل صغيرتي هذه رجاءاً .. لا تقل ما لا تعنيه أبداً"
تنهد و هو يغمض عينيه بتعب ليقول
_"حسناً إذن (نيروزي) .. هل لنا أن نؤجل العتاب و الشجار لبعض الوقت؟ .. أعدكِ أنني سأجعلكِ تتشاجرين معي حتى ترتاحي"
لمحت تعبه الواضح لكنها ضغطت على قلبها بقوة فهي لم تسامحه بعد و لن تسامحه بسهولة بعد قسوته كل هذه السنوات و رحيله عنهم في أكثر وقت احتاجت إليه فيه و حتى بعد عودته استمر في عزلته عنهم كأنما لم يعد فرداً منهم ... كزت على أسنانها لتقول بغضب
_"و لماذا نؤجل؟ .. لا داعي حتى للحديث لاحقاً .. أستغرب فقط وجودك هنا الآن .. هل لي بمعرفة السبب الجليل الذي دفعك لتشريفنا بزيارتك النادرة هذه؟"
ارتفع صوتٌ حازم خلفها يقول بلوم
_"(نيروز) .. توقفي عن إزعاج أخيكِ الكبير .. كيف تتحدثين معه بهذه الطريقة؟"
رفع (سالم) عينيه باشتياق نحوها و همس بابتسامة متعبة
_"أمي"
اندفعت السيدة (سمية) نحوه و هي تهتف بحنان
_"بني ... أخيراً أتيت .. يا إلهي .. اشتقت إليك كثيراً"
راقبت (نيروز) أمها بتجهم و هي تندفع نحوه باكية لتحتضنه بكل قوتها و ازدادت نقمتها عليه لتهتف بغضب
_"كأنه يهتم لاشتياقكِ له أمي .. لا تتأملي كثيراً .. أنا متأكدة أنه سيغادر من جديد دون أن ينظر خلفه"
_"(نيروز)"
هتفت أمها بغضب و هي تبتعد عنه قليلاً ليقول برفق
_"دعيها أمي .. أعرف أنها غاضبة .. لكنني سأصالحها"
رمته بنظرة نارية لتهتف
_"لن أصالحك أبداً"
ابتسم بأسى لتزفر بحدة و تندفع للداخل و قدماها تضربان الأرض بحنق لتقول (سمية) برفق
_"لا تغضب منها بني .. تعرف أنها تحبك و هذا ما يجعلها غاضبة منك حتى الآن"
أومأ برأسه
_"أعلم أمي .. لست غاضباً منها .. أنا أخطأت في حقها و حق (أسامة) و (يوسف)"
و نظر في عينيها بألم ليتابع
_"و أنتِ قبلهم يا غالية .. سامحيني"
تلوى قلبها بين ضلوعها و رفعت كفها لوجهه بحب
_"لست غاضبة منك يا ولدي .. لن أفعل أبداً"
رقت عيناه لتدمع عيناها و هي تنظر إليه و قالت و هي ترى كيف يبدو شاحباً و متعباً
_"تعال حبيبي .. تعال لغرفتك .. لم أغلقها أبداً .. كنت أعرف أنك ستعود إليها في النهاية"
ابتسم بشحوب و استسلم لكفها الذي احتضن يده بحب أمومي اشتاق للشعور به من جديد بعد كل هذه السنوات .. لقد أضاع الكثير .. الكثير جداً .. (رواء) .. أسرته .. سنوات طويلة من عمره في الغربة و الضياع .. تنهد بتعب بينما قالت أمه و هي تفتح باب غرفته و تسحبه إليها ليغمض عينيه بقوة للحظات و يفتحهما لينظر حوله و قلبه يرتجف لتبتسم أمه بحنان و تشده من يده نحو سريره و وضعت يديها على كتفيه تدفعه ليجلس و وقفت أمامه تنظر إليه بحب لتقول من بين دموعها
_"اجلس هنا حبيبي .. دعني انظر إليك و أتأكد أنك أمامي .. أنك عدت إلي بيتك أخيراً"
غصة توقفت في حلقه ليقول بألم و هو يمسك كفها و يقبله بحب
_"سامحيني أمي"
هزت رأسها و مسحت دموعها بكفها الحر لتقول بعدها بحزم
_"ارتح قليلاً و سنتحدث بعدها و "
قاطعها و هو ينهض ليمسك كتفيها و أجلسها مكانه و انحنى بعدها ليجلس أرضاً و أحاط خصرها بذراعيه و وضع رأسه على ساقيها كما كان يفعل في صغره ليخفق قلبها بلوعة و هي تهمس باسمه ، ليحرك رأسه يدفنه في ثيابها يخفي عنها عينيه لتضع كفها على شعره تمسحه بحنان و هي تقول بألم
_"ما بك يا ولدي؟ .. أخبرني حبيبي"
لم تحصل على رد للحظات قبل أن يأتيها صوته مختنقاً و هو يشد ذراعيه حولها
_"أنا متعبٌ أمي .. متعبٌ جداً .. أكاد أموت"
هتفت بجزع
_"بعد الشر عنك يا حبيبي .. ماذا أصابك؟ .. أخبرني"
سمعته يتنهد بقوة ليهمس بعدها بصوت متحشرج مغمور بالألم
_"لقد وجدتها أمي .. لقد عادت"
شهقت بخفوت و هي تتطلع لرأسه المدفون في حجرها .. لم تكن في حاجة لسؤاله عمن يتحدث و اكتفت بلمساتها المربتة فوق رأسه ليتابع باختناق
_"لقد عادت لحياتي أمي .. أعادها القدر لي بعد كل هذه السنوات .. هل تصدقين هذا؟"
همست بصوت مرتجف
_"عادت؟!"
هز رأسه و قال بحرقة
_"(رواء) .. جرح قلبي الذي يأبى الاندمال .. جرحي الذي عاد ينزف اليوم كيوم افترقنا أمي .. كأنما لم يمر عليه سنوات"
أغمضت عينيها بقوة و تنهدت بألم شديد .. كيف ظنت أن ابنها قد شفي من حب تلك الفتاة؟ .. كيف احتملت وجوده بعيداً كل هذه السنوات و هي تظن أن هذا لصالحه؟ .. أنه لابد سينساها .. لم تعمل حساب أن يعود القدر ليضعها في طريقه مجدداً .. لم تتوقع رؤيته منهاراً هكذا .. تخيلت بعد رؤيته من جديد أن السنون قد قست قلبه و جعلته أقوى .. لا يعترف بضعف الحب و لا يؤمن به ... أملت أن تتمكن (وتين) من جعله يحب من جديد و تعيد قلبه للحياة ، لكنّه افترق عنها بعد ما علقته عليها من آمال و أخبرها أنه اكتشفا أنهما لا يصلحان لبعضهما و لن ينجحان معاً ، لتكتشف السبب الحقيقي بعدها مع زواج (وتين) من ابن عمها بعد فترة بسيطة من انفصالهما ... لولا أن (سالم) بدا مرتاحاً لذلك الانفصال لغضبت من (وتين) و كرهتها و لظنت أنها تسببت في جرح إضافي لابنها ، لكنها الآن تدرك أن قلب ابنها كان ينتظر حبيبته الأولى فقط .. لولا هذا لوقع في حب فتاة رائعة كـ(وتين هاشمي) .. انتزعها من أفكارها المريرة صوته و هو يقول بألم
_"ماذا أفعل يا أمي؟ .. أنا متعبٌ جداً و لا أستطيع التفكير"
همست بخفوت و توجس
_"هل تحدثتما معاً؟"
ضحك بمرارة ليقول بعد لحظات
_"لقد فقدت وعيها ما أن رأتني .. انهارت أمي .. لم تحتمل رؤيتي .. تخيلي"
ربتت على وجهه ليتابع بمرارة أشد
_"هي تكرهني أمي .. كانت صادقة معي قبل سنوات .. أخبرتني أنها ستكرهني حتى آخر عمرها و ستظل تلعنني حتى النهاية و قد فعلت"
ارتجف جسدها لتهتف بلوعة
_"و لماذا ستفعل بني؟ .. لم يكن بيدك ما حدث .. جدك هو من .."
قطعت كلماتها مع تجهم وجهه ليقول بعد لحظة بشرود حزين
_"أنا تخليت عنها أمي .. لم أف بوعودي لها .. لم أستطع حمايتها من جدي ... بل كنت أسوأ منه و أجهزت عليها بطعنتي الأخيرة .. رباه أمي .. لقد آذيتها بشدة .. جعلتها تفضل الموت على رؤيتي أمامها"
همست بخشية
_"ماذا فعلت بني؟"
أغمض عينيه بقوة للحظات و ارتجفت شفتاه ليقول مطرقاً بخجل
_"ليلة زفافها .. كنت كالذبيح أمي .. كنت أتمزق و صرت كالمجنون .. لم أدرك ماذا أفعل .. لقد ذهبت إليها ليلتها"
شهقت بحدة ليتابع بمرارة
_"لم أحتمل رؤيتها معه أمي في حفل زفافها الصغير .. كنت مجنوناً و شعرت أنني سأرتكب جريمة قتل لامحالة .. هل تتخيلين حالتي وقتها .. رباه .. ذهبت لبيتها و أنا لأرى أمامي من القهر و الألم .. ذهبت بعد أن دبرت خطة لأبعد زوجها ... ذبحتني مجدداً رؤيتها و قد تزينت من أجله .. من أجل رجل آخر أمي .. كانت ملكي ، لكنها بعقد زواج لعين كانت تمنح نفسها لآخر .. لقد عاملتها بقسوة و جنون .. لقد دفعتها لتحاول قتل نفسها و هي تهددني لأبتعد عن حياتها .. لم تتوقف عن الصراخ فيّ أنها تكرهني و ستظل تلعنني حتى آخر عمرها ... غرست السكين في عنقها و لم أملك خياراً آخراً و أنا أراها تنزف أمامي .. قلبي أنا كان ينزف دون رحمة .. لقد ذبحتني معها أمي .. ذبحتني ليلتها و كل ليلة بعدها .. و أنا ذبحتها قبلاً .. و لا ألومها الآن على كراهيتها لي .. لا ألومها .. كنت أعرف أن القدر سيعاقبني لا محال .. لكنني لم أعرف أنه سيعاقبني بها هي .. المرأة التي أحبها و أتنفس عشقها .. تكرهني بكل ذرة عشقتني بها سابقاً .. هل تتخيلين عذابي الآن"
تساقطت دموعها فوق شعره وهي تقول بحزن
_"انساها بني .. هي لم تعد لك"
رفع رأسه إليه ليتمزق قلبها لرؤية الألم الهائل في عينيه بينما قال و هو يهز رأسه
_"لا أمي .. لطالما كانت لي .. ذلك الرجل كان هو الدخيل بيننا .. هي الآن حرة .. حرة لأعشقها دون حدود و دون شعور بالذنب"
قطبت حاجبيها لتهتف بتوجس
_"ماذا تعني؟ .. أليست .."
_"لم تعد متزوجة أمي .. لم تعد كذلك"
نظرت له بذهول لتتنهد و هي تغمض عينيها بيأس و همست
_"أنت متأكد؟"
أومأ برأسه لتقول بخفوت
_"إذن فقد طُلِقت .. هذا لا يحل الأمور بني .. جدك لن .."
هتف بشراسة
_"لا ... لن يتدخل .. لن ينتزعها مني مرة أخرى .. لن أسمح له"
_"آه يا بني .. ماذا تقول؟ .. أنت لن تدخلها هذه الدوامة مرة أخرى .. لن تعذبها و تقلب حياتها من جديد و تعرضها و أسرتها لآذاه .. تعرف ما هو قادر على فعله .. لا تعتقد أن جدك قد كبر و ضعف .. لازال هو نفسه .. لقد فعلها سابقاً و سيفعلها مجدداً"
هز رأسه بقوة
_"لا أمي .. هذه المرة لا .. لن يقف أحد في طريقي أبداً و لا حتى هي نفسها"
نظرت إليه بجزع و همست
_"و جدك بني؟!"
كز على أسنانه بقوة و مال ليدفن رأسه في حجرها قائلاً بحزم و يقين
_"لن يمنعني عنها مجدداً و لو عني هذا أن أقلب عائلة (المنصوري) رأساً على عقب و أدمر ما بناه طيلة حياته .. (رواء) عادت لي و ستكون لي مهما طال الوقت .. حتى و لو أعادها القدر ليعاقبني على ذنوبي .. أنا سأتقبل عذابي بكل صبر حتى أدفع ثمن أخطائي كلها .. و عندها .. عندها لن أضيع فرصتي الجديدة أبداً .. سأعيدها لي كما كان يجب أن تكون .. ملكي أنا"
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 10:32 PM   #1559

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفع (هشام) عينيه نحو أمه التي كانت تنزل درجات السلم و ملامح الأسف تعلو محياها و قطع حديثه الهامس مع (عاصي) و اعتذر منه و نهض متجهاً نحوها ليقابلها في منتصف الطريق و همس بقلق
_"لم تأكل بعد؟!"
هزت رأسها بأسى و قالت بحزن
_"رفضت أن تستيقظ حتى .. حالتها مؤسفة يا (هشام) .. تبدو فاقدة الحياة بصورة تمزق القلب"
تنهد بحرقة قبل أن يقول و هو يربت على كتفها
_"ستكون بخير يا أمي .. هي قوية و ستتجاوز هذه المحنة سريعاً"
هزت رأسها و همست بأمل
_"إن شاء الله"
و مدت يدها تمسك بكفه متابعة
_"إنها تحتاجك بشدة (هشام) .. لا تتركها وحدها .. لم تتوقف عن منادتك أثناء نومها"
رقت عيناه بحنان شديد و قال بتأكيد
_"بالتأكيد أمي .. سأذهب لأوقظها"
ربتت على كفه و قالت
_"حاول أن تجعلها تنناول الطعام بني .. لم تضع شيئاً في فمها منذ الصباح .. و بالكاد تناولت شيئاً منذ عادت من المشفى"
هر رأسه مؤكداً قبل أن يسرع بقفز درجات السلم متجهاً نحو شقتهما تتبعه عينا أمه المليئتان بالحزن الممتزج بالأمل لتتنهد ما أن اختفى عن ناظريها و التفتت لتكمل طريقها للأسفل لتقابلها نظرات (عاصي) المتسائلة فهزت رأسها نفياً و هي تمط شفتيها بحزن فتنهد و قال برفق
_"لم أتوقع رؤيتها بهذا الضعف .. من كان يظن أن خلف قوتها و عنادها و لسانها السليط تكمن شخصية مختلفة تماماً"
رفعت عينيها حيث اختفى (هشام) و قالت بأمل
_"ستكون بخير ... هي قوية كما قال (هشام) رغم ما تمر به و وجوده بجانبها سيجعلها تتجاوز محنتها سريعاً"
و رفعت عينيها إليه و تأملته في حنان و قالت
_"كلنا هكذا عندما يتعرض من نحب للخطر ، صحيح؟"
بادلها النظرات متسائلاً بقلق عما تقصده من نظرتها تلك و كلماتها لكن تفكيره في الأمر لم يلبث أن تتطاير و عيناه تتسمران على بقعة خلفها لتلتفت للخلف و قد توقعت من لمعة عينيه الغريبة لمن ينظر قبل أن يأتيها صوت عجلات كرسي (رهف) المتحرك .. ابتسمت في حنان و هي تتجه نحو ابنتها و قالت
_"جيد أنكِ نزلتِ من غرفتكِ حبيبتي .. الغداء سيكون جاهزاً خلال دقائق"
و التفتت نحو (عاصي) متابعة
_"حاولا تضييع الوقت المتبقي برفقة بعضكما حتى يوضع الطعام و سأناديكما"
قطبت (رهف) حاجبيها في ضيق و هي ترمق أمها باستنكار جعل (عاصي) يقبض كفيه بحنق ازداد عندما سمعها تقول ببرود و هي تحرك مقعدها
_"سأذهب لأطمئن على (راندا)"
رمقتهما (سلمى) بأسف و ضيق أتبعته بنظرة لوم نحو (عاصي) الذي نظر لها في حيرة متسائلاً إن كان فهم ما توحيه نظراتها بالفعل أم أخطأ .. هل تلومه الآن على تهرب (رهف) و معاملتها الجافة له و التي بالتأكيد لاحظ الجميع تطرفها عن قبل .. هل تريده أن يأخذ خطوة جادة ليجعلها تسامحه و تتوقف عن عنادها معه و برودها .. سمعها تقول بهدوء
_"هشام ذهب إليها يا (رهف) ... هي تحتاجه هو وحده الآن أكثر من أي شخص آخر"
أطرقت (رهف) لتقول بعد لحظات
_"هل لازالت على حالتها؟!"
تنهدت (سلمى) بحرارة و ردت
_"للأسف .. ساءت حالتها أكثر .. إن شاء الله يساعدها (هشام) على تجاوز الأمر بسرعة"
_"إن شاء الله"
رددتها بألم و هي تتذكر حالة (راندا) عندما أحضرها (هشام) للمنزل قبل يومين في حالة مذرية و شحوب تام .. قلبها توجع في صدرها و هي ترى شقيقها يحمل زوجته الغارقة في النوم ليخبرهم بعد ذلك بما حدث معها هي و صديقتها و انهيارها في المشفى و الذي ساء ما أن عرفت بوضع صديقتها .. و بعد أن أفاقت و منعها (هشام) تماماً من مغادرة البيت حتى تتحسن و لغرابة الأمر أطاعته باستسلام غريب .. بدت مغيبة عن الواقع .. ذاهلة النظرات تتحرك كالإنسان الآلي لا يدعمها سوى ذراعا (هشام) اللتان كانتا تحيطانها بدعم في كل خطوة تريد أن تتحركها ... تنهدت بأسى ... لم تتصور أن تراها يوما بهذه الحالة .. شديدة الضعف .. منكسرة لهذه الدرجة .. تساءلت بجزع .. ماذا لو كانت صديقتها قد رحلت عن الدنيا كيف كان سيكون حالها إذن؟ .. أطرقت برأسها مغمضة العينين تتذكر (راندا) قبل أيام و هي تمزح معها و عيناها تلمعان بشقاوة و عبث في كل مرة تتحدثان فيها و كيف جذبتها ببساطة لاتفاقهما الذي تحول مع الأيام إلى ألفة و بداية لصداقة قوية و قد بدأت تشعر معها أنها أخيراً حصلت على الأخت التي كانت تتمناها .. و عندما فاجأتها يوماً و هي تتحدث مع (كنان) على الانترنت و لم تتوقف عن مزاحها معها بشأن ما اكتشفت بطريقة أثارت أعصابها بشدة و هي تخبرها دون جدوى أن لا شيء مما تتخيل يجمعها به و أنه صديق فقط لتتجاهلها تماماً وسط ضحكات (كنان) التي ازدادت و هي تخبره بجدية مصطنعة و تهديد مضحك أن عليه أن يأتي على الفور ليخطبها من شقيقها قبل أن يكتشف بنفسه ما يحدث و يسافر إليه ليقتله .. كادت تخنقها يومها لكنها لم تلبث أن استسلمت لمزاحها هي و (كنان) بشأن الأمر ... صوت تنحنح خشن قاطع أفكارها لترفع راسها نحو (عاصي) الذي كان يتطلع إليها بنظرات غريبة جعلت قلبها يتحرك بضيق داخل صدرها ليهمس بعدها بخشونة
_"هل أنت بخير؟!"
ارتفعا حاجبها قليلاً و كادت تبتسم في حزن و هي تتذكر (راندا) و هي تعدها بأن تساعدها في انتقامها من (عاصي) عندما أدركت بعينيها اللماحتين ما يجري بينهما و تعاملها الجاف معه لتجد (رهف) نفسها تخبرها عن كل شيء .. حسناً ليس كل شيء بالضبط .. لم تخبرها بحقيقة حادثها .. فقط أخبرتها عن حبها الأحمق لذلك الأبله و معاملته القاسية لها لسنوات و عبثه و الفتيات اللاتي عذبها برؤيته معهن مرة وراء أخرى و اهتمامه الغبي بعد حادثها و النابع فقط من احساسه بالذنب و بالتأكيد بالشفقة .. مع تردد الكلمة الأخيرة في عقلها رفعت رأسها و قالت بجمود
_"و لماذا لا أكون بخير؟ .. في الحقيقة .. أنا لم أكن يوماً بأفضل حال"
قالتها و حركت كرسيها تنوي الابتعاد بعد أن اكتشفت مغادرة أمها منذ وقت طويل لتتركهما معاً .. تحرك بسرعة قاطعاً طريقها فاتسعت عيناها و هي تنظر إليه بينما وقف مكانه متطلعاً إليه بتوتر غريب عليه ليقول بعد لحظات بصوت متجهم
_"هل مازلتِ تحدثين ذلك الشاب؟"
رفعت حاجبيها بسخرية باردة جعلته يتمتم بشتمة خافتة بينما تراجعت هي في كرسيها تتطلع إليه من مكانها كأنما تتطلع من علياء لتقول ببرود بعد لحظات و هي تميل رأسها جانباً
_"أظنني أخبرتك من قبل أن هذا ليس من شأنك"
كز على أسنانه بغضب واضح أشعل في عروقها شعوراً لذيذاً بالتشفي ليقول هو في حدة
_"و أظنني أخبرتكِ أن كل ما يخصكِ هو من شأني"
ابتسمت ببرود قاس و قالت و هي تتراجع بكرسيها للخلف
_"حسناً .. و شأنك اللعين لا يهمني أبداً"
عاد يقاطع تحركها و هو يهتف
_"(رهف رضوان)"
زفرت بنفاذ صبر و التفتت نحوه قائلة
_"يا صبر أيوب"
ارتفع حاجباه عالياً ليقول بسخرية بعد لحظات
_"أحقاً؟! .. إن كان يحق لأحدهم أن يسأل الصبر في هذه الأيام فهو أنا آنسة (رهف رضوان)"
ارتفع ركن شفتيها بابتسامة مستفزة
_"جيد إذن .. اذهب و ابحث في مكان آخر .. لأن ما لدي يكفيني"
ضرب بقبضتيه مسنديّ كرسيها ، لكنها لم تهتز و عيناها تحدقان فيه بثبات بينما يهتف بحنق
_"أوقفي سخريتكِ اللعينة هذه و إلا جعلتكِ تبتلعينها في الحال"
استمرت نظراتها الباردة المستفزة إليه حتى شعر بدمه يغلي في عروقه و راودته رغبة في محو تلك النظرات المستفزة و جعلها تندم على طريقتها الجديدة في التعامل معه .. تنفس بقوة محاولاً التمسك بآخر ما يملك من صبر ليقول بعدها
_"اسمعيني جيداً يا (رهف) ... أعلم أنكِ غاضبة .. لكن هذا لا يعني أن تسمحي لتهوركِ و عنادكِ بجعلكِ ترتكبين ما لا يُغتفر في حق نفسكِ و عائلتكِ لمجرد ازعاجي"
رفعت أحد حاجبيها لتقول بسخرية
_"لازعاجك؟! .. حقاً؟ .. ألا ترى أنك تبالغ في منح نفسك أهمية شديدة (عاصي رضوان)؟"
و رفعت أصابعها تعيد خصلاتها العسلية خلف أذنها لتتعلق عيناه بحركتها الرقيقة و تتوقف هناك للحظات بينما تابعت هي
_"أنت .. تفكيرك و غرورك اللعين .. ما يزعجك .. ما يهمك"
انتزع عينيه بصعوبة عن خصلاتها التي عادت تتهدل مع حركة رأسها و ابتلع لعابه بقوة و هو يقاوم رغبة محرقة في أن يمد أصابعه و يلامسها قبل أن يعيدها خلف أذنها ، لكنها سبقته و هي تعيدها بنفسها و تتابع باستفزاز
_"باختصار .. أنت و كل ما يخصك لا يهمني بذرة واحدة"
كز على أسنانه بينما تكمل ببرود
_"لذا انزل من عليائك عزيزي إلى أرض الواقع و توقف عن اعتقادك الخاطيء أنك لازلت تمتلك نفس التأثير الأحمق عليّ"
قطب حاجبيه و هو ينظر لها بتمعن للحظات قبل أن ينحني ليجلس على احدى ركبتيه أمامها و قال بصوتٍ غريب
_"إذن أنا ما عدت أملك تأثيراً عليكِ عسليتي؟!"
ضاقت عيناها بتوتر و هي تنظر لعينيه لتهتف مع آخر كلماته
_"قلت لك لا تناديني بهذا الاسم الأحمق مجدداً"
و مالت برأسها مكملة بتحدٍ
_"و بالنسبة لسؤالك ... أجل ... أنت ما عدت تملك تأثيراً عليّ .. (رهف) الغبية تلك قد رحلت للأبد"
اقترب بوجهه منها حتى لفحتها أنفاسه الحارة لتقاوم بشدة خوفها و توترها لتواجهه بقناعها البارد الذي زاده رغبة في تحطيمه و جعلها تبتلع كلماتها المتحدية و يشعل الجمر في ثلج عينيها
_"إذن لماذا لا نختبر هذه النظرية في الحال؟"
قالها و يدها تمتد لتحيط برأسها من الخلف و تنغرس في خصلاتها لتتسع عيناها بتوتر و هي تقول
_"ماذا تفعل؟"
نظر في عينيها مباشرة و هو يقترب ليهمس أمام شفتيها
_"أجعلكِ تبتلعين كلماتكِ اللعينة"
تخبط قلبها بذعر للحظة واحدة قبل أن يتوقف و هي تستعيد ذكرى قديمة لم تتوقف عن تعذيب نفسها بها لتمنعها من الانزلاق لحماقتها القديمة نحوه من جديد .. كان على وشك ملامسة شفتيها عندما همست ببرود و قسوة
_"ربما عليك أولاً أن تتذكر كلماتك التي سترميها في وجهي بعد أن تأخذ قبلتك اللعينة .. هل تتذكرها أم عليّ أن أعيدها على مسامعك؟"
تجمدت أصابعه خلف رأسها بينما تراجع قليلاً ينظر في عينيها اللتين ازداد جليدهما ليهمس اسمها بخفوت فقالت و هي تنتزع نفسها من قبضته و تتراجع للخلف
_"يبدو أنك تذكرت وحدك .. جيد .. وفرت عليّ و على نفسك المعاناة من جديد .. لن تجد نفسك مضطراً لرميّ باتهاماتك اللعينة و لن أضطر للتعرض لذلك الشعور الذي جعلتني أختبره مسبقاً و أنت تعاملني كفتاة رخيصة دون أخلاق"
_"(رهف) .. أنا لم أقصد وقتها أن .."
رفعت رأسها باعتداد و قالت بحزم
_"لا داعي .. لقد تعلمت الدرس وقتها جيداً فلا داعي لتكراره"
قبض كفه و هو ينظر لها بمرارة و ذكرى قبلتهما الأولى ليلة عيد ميلادها قبل عامين تعود لرأسه ... لقد جرحها بقسوة معتقداً أنه يعلمها درساً لن تنساه .. لكنه دفع ثمن الدرس غالياً .. نجح في ابعادها عن طريقه و أوقف محاولات تقربها منه بعد أن ابتعدت عنه تماماً و صارت تتجنبه ، لكنه كسر قلبها الصغير و براءتها بعد أن عاملها كفتاة رخيصة كما قالت لتوها .. لم تطرف عيناها و هي تنظر لعينيه المعتذرتين قبل أن تشيح بوجهها و تحرك كرسيها تتجاوزه قائلة
_"لم يتسنى لي أن أشكرك على درسك الثمين .. كانت نتائجه مبهرة أكثر مما تتصور .. صدقني أنا ممتنة لك كثيراً"
قالتها و تركته واقفاً مكانه مغمض العينين يقبض على كفه حتى آلمته قبل أن يفتحهما ليتطلع حيث اختفت بنظرات غائمة و قلب مثقل
*************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-12-17, 10:37 PM   #1560

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلق (هشام) باب شقتهما برفق و تحرك نحو غرفة نومهما بخطوات سريعة و توقف على بابها و هو يسمع نهنهات بكاء خافتة فتنهد بألم و تحرك مسرعاً نحو (راندا) و جلس فوق حافة الفراش لينظر على ضوء المصباح الجانبي لوجهها الشاحب و الدموع التي تلمع فوق خديها .. مد أصابعه ليمسح دموعها بحنان و ناداها برفق لكنها لم تفتح عينيها .. حرك يده فوق وجهها بحب يمسح دموعها و رفعها نحو شعرها يرجع خصلاته للخلف و يربت عليها و هو يهمس بحنان
_"(راندا) .. حبيبتي ..استيقظي"
كانت شفتاها ترتجفان بهمسات خافتة حاول التقاطها فانحنى نحوها متابعاً همسه الحاني
_"حبيبتي .. افتحي عينيكِ .. هيا"
سمع همستها هذه المرة بوضوح
_"(هشام) ... لا تذهب أرجوك"
زفر بحرارة و انحنى عليها يربت على رأسها بحنان
_"أنا هنا (راندا) .. أنا لن أذهب ﻷي مكان ... افتحي عينيكِ حبيبتي ... أعدكِ كل شيء سيكون بخير"
قطبت حاجبيها بانزعاج زاد قلقه و هو يراها تحرك وجهها بضيق و ألم و همسها باسمه صار أكثر توسلاً و هي تترجاه أن يعود فهتف و هو يهزها برفق
_"استيقظي (راندا) و توقفي عن هربكِ هذا .. هيا .. لا تكوني ضعيفة هكذا"
انتفضت فجأة صارخة بفزع أثار خوفه فهتف و هو يحيطها بذراعيه و يرفعها ليضمها لصدره هاتفاً بقلق
_"لا بأس عليكِ .. أنا هنا .. اهدأي حبيبتي"
ارتجف جسدها و هي تبكي بقوة و أصابعها تتمسك به و هي تردد دون توقف
_"لا تذهب .. لا"
قلبه نبض بقلق و هو يقطب حاجبيه .. ليست أول مرة تستيقظ بفزع و هي تكرر نفس كلماتها و تظل تتمسك به حتى تنام من جديد و في وقت استيقاظها لا تتوقف عن النظر نحوه بطريقة غريبة تجعل قلبه يكاد يتوقف من شدة قلقه عليها ... يرى نظراتها تتبعه بخوف يكاد يكون مرضياً و تظل نظراتها مطمئنة طيلة وجوده جانبها أو أمام عينيها حتى إذا ما تحرك ذاهباً لأي مكان لمح رعباً غريباً يتسلل إلى عينيها ..ضمها بقوة متنهداً ليقول بحرارة
_"ماذا أصابكِ حبيبتي؟ ... لا ترعبيني هكذا .. أنا هنا و لن أذهب لأي مكان"
هزت رأسها و هي تكتم شهقاتها في صدره ليرفع وجهها إليه و هاله الألم المرتسم في عينيها اللتين فتحتهما لتتطلع في عينيه بذهول و رجاء كأنما تخشى أن يكون سراباً .. تابع و هو يمسح وجهها بحب
_"ما بكِ حبيبتي؟ .. أخبريني ماذا يخيفكِ هكذا .. أنا هنا معكِ و لا شيء سيؤذيكِ في وجودي"
شهقت بالدموع و همست و هي تضع رأسها على صدره
_"عدني أن تبقى بجانبي (هشام)"
ارتفع حاجباه و هو ينظر إليها و خفق قلبه و هو يضمها إليه أكثر قائلاً
_"أنا إلى جانبكِ حبيبتي .. حتى لو حاولت طردي لن أذهب إلى أي مكان .. ثقي بي"
شعر بأصابعها تنقبض متشبثة بقميصه فوق نبضات قلبه تماماً و هي تهز رأسها ليتنحنح بعد لحظات و يقول بصوت متحشرج و هو يبعدها قليلاً
_"هيا حبيبتي لتتناولي بعض الطعام .. أنتِ لم تتناولي شيئاً منذ الصباح"
لمح بشفقة انقباض ملامحها و هي تهز رأسها بشحوب و تقول بضعف
_"لا أستطيع (هشام) .. معدتي لا تقبل أي طعام"
ربت على خدها قائلا بعتاب
_"حبيبتي .. إذا لم تحصلي على طعام سينهار جسدكِ بالتأكيد .. كيف ستقفين مع (سمراء) وقتها؟"
سالت دموعها و هي تهمس بوجع شديد
_"(سمراء)؟! .. و أين هي (سمراء)؟"
تنهد و هو يضم رأسها إليه
_"ستكون بخير حبيبتي .. الطبيب أكد لنا أن غيبوبتها لن تطول .. ألا تحبين أن تكوني معها عندما تفيق؟!"
هزت رأسها ليقول بحنان
_"إذن يجب أن تكوني قوية لتدعميها ... هي ستحتاج لكل أحبابها بجانبها لتتحسن سريعاً و يجب أن تمنحيها من قوتكِ لتفعل ذلك"
صمتت للحظات قبل أن ترفع رأسها عن صدره و نظرت إليه برهة قبل أن تهز رأسها و هي تمسح دموعها بقوة ليبتسم في حنان ويقول و هو يتناول صينية الطعام التي تركتها والدته جانباً و التفتت إليها قائلاً بابتسامة و هو يرفع ملعقة محملة بحساء خضروات رائحته شهية
_"هيا أميرتي .. افتحي فمكِ"
نظرت له بعينين متسعتين ، لتهمس باعتراض ضعيف
_"لا داعي .. سأتناوله بنفسي (هشام)"
ضحك بخفوت وقال و هو يقرب الملعقة من فمها
_"لا أريد أن أسمع أي اعتراض ... هيا افتحي فمكِ ..دعيني أدللكِ قليلاً الليلة"
احمر وجهها و هي تنظر لوجهه المبتسم ونظرته التي اختلط فيها الحنان بالعبث ليهتز قلبها في ضلوعها و اقتربت لاارادياً و هي تفتح فمها لتتسع ابتسامته و هو يطعمها بحنان ... دمعت عيناها و حاولت ألا تنظر إليه حتى لا يرى دموعها بينما يغمرها باهتمامه الحنون بينما قال هو و هو يقطع قطعة صغيرة من الدجاج ويضعه في فمها
_"طعام أمي لا يقاوم ، صحيح؟ ... لا أحد يستطيع أن يبقى حزيناً أبداً بعد أن يتناوله"
أومأت برأسها دون أن ترفع رأسها و هي تشعر بغصة بكاء في حلقها لمعاملته الرقيقة ، بينما تابع هو إطعامه لها حتى أوقفت يده قائلة بخفوت
_"يكفي (هشام) ..لقد شبعت"
نظر لكفها الممسك بيده و قال
_"يجب أن تنهي طعامكِ حبيبتي ..ماذا قلنا قبل قليل؟!"
هزت رأسها هامسة و هي تشد أصابعها على يده
_"صدقني لن أستطيع تناول لقمة أخرى ... معدتي لن تحتمل المزيد"
ابتسم بتفهم لترفع يدها تاركةً شعوراً بالبرد مكان أصابعها الدافئة ، ليقول بحنان و هو يعيد الملعقة للطبق و تناول كوب الماء ليقربه من شفتيها لترتشف القليل
_"لا بأس حبيبتي ... غداً تأكلين طعامك كاملاً"
تناول منديلاً مبلالاً و تابع و هو يمسح شفتيها برفق
_"ستأكلين طعامك جيداً و يمكننا بعدها الذهاب لزيارة (سمراء) إن أردتِ"
لمعت عيناها و هي تهمس
_"حقاً؟!"
مال يقبل جبينها بحب قائلاً
_"حقاً جميلتي"
تنهدت بارتياح و هي تغمض عينيها ليهمس برفق
_"لماذا لا ننزل لنقضي بعض الوقت مع الجميع حتى يحين وقت النوم؟"
هزت رأسها بخفوت و همست
_"أشعر بالتعب ... أريد أن أنام قليلاً"
فتح فمه ليعترض لكنها نظرت له برجاء ليتنهد مربتاً على كتفها و هو يقول
_"حسناً حبيبتي .. ارتاحي قليلاً"
أرجع رأسها للخلف حتى استقرت فوق الوسادة و قال و هو يمسد شعرها بحنان
_"غداً لن أسمح باعتراض واحد .. ستعودين لممارسة حياتكِ بطبيعية"
أغمضت عينيها مع لمساته الحانية و لم تعترض على كلماته فابتسم و أكمل و هو يقبل رأسها بحب
_"سأترككِ لتـ .."
لم يكمل جملته عندما فتحت عينيها هاتفة برفض
_"لا"
ضاقت عيناه بقلق بينما هتفت و هي تنهض من رقدتها لتتمسك به معيدة إياه مكانه
_"لا تذهب"
لمح ارتجاف قبضتيها فوق قميصه فتنهد و ربت فوقهما قائلاً
_"(راندا) لن أذهب بعيداً .. أنا سأكون في غرفة الـ .."
_"لا ... ابق معي أرجوك .. على الأقل حتى أذهب إلى النوم"
تنهد بحرارة و هو يهز رأسه
_"حسناً حبيبتي"
تنهدت بارتياح و لم تمنحه فرصة ليبتعد بل اقتربت لتضع رأسها فوق صدره لتتسع عيناه في ذهول و هو يراها تغمض عينيها و ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها ليهتز قلبه بقوة و يغمض عينيه متنهداً بحرارة .. ماذا تفعل به تلك الفتاة؟ .. هل تنوي إصابته بالجنون؟ .. ألا يكفيه ضعفها الذي يذيب قلبه من أجلها؟ .. تأتي الآن لتزيد عذابه بقربها المهلك .. لا تشعر أبداً بقسوة ما يعانيه بسببها .. شعر بكفها يتوقف فوق قلبه فابتلع لعابه بصعوبة و هو يدعو الله أن يمنحه القوة ليحتمل ما تفعله به دون أن تدري .. فتح عينيه و تنهد بقوة و قال بخفوت و هو يحاول تركيز أفكاره
_"لا تسمحي للخوف بأن يسيطر على قلبكِ (راندا) .. في اللحظة التي تتركين الخوف يتملكك و تفقدين ايمانكِ و أملكِ تكونين قد خسرتِ نفسكِ و سمحتِ للضياع بتملككِ .. أنتِ أقوى من أن تستسلمي للضعف بهذه الطريقة حبيبتي"
شعر بحرارة تلامس صدره فأدرك أنها تبكي في صمت فضمها بقوة و تابع برفق
_"هل تعرفين أن انهياركِ بهذه الطريقة يعد ضعف ايمانٍ منكِ؟ .. ألا تعرفين أنه علينا الإيمان بالقدر خيره و شره حبيبتي؟"
هزت رأسها بعد لحظات ليربت على شعرها و يقول
_"كلنا معرضون للابتلاء (راندا) و الصبر و الرضا هما ما يمنحاننا القدرة على تجاوز المصائب و الأحزان ... لا يجب أن تضعفي هكذا .. كوني قوية لتنجحي في اختباركِ حبيبتي"
ران الصمت عليهما للحظات حتى ظنها نامت ليأتيه صوتها المتألم قائلة بخفوت
_"كنت في الحادية عشر تقريباً عندما اختطفت (سؤدد)"
صمتت لحظة بينما قطب حاجبيه ينصت بترقب لتتابع
_"كنا صغاراً لم نفهم تماماً ما يحدث ، لكن سلام العائلة انقلب تماماً ... لم تتوقف عمتي عن البكاء حتى ظننتها ستموت من كثرة بكاءها .. و بدأت أعتقد أن (سؤدد) لن تعود .. و كان تفكيري في هذا يرعبني .. حتى .. حتى عادت ذات يوم و ظننت أن الكابوس انتهى لكنني كنت مخطأة ... (سؤدد) عادت شخصاً آخراً .. كانت تصرخ كل ليلة و كنت أموت رعباً على حالها ... لم أكن أفهم شيئاً .. و هي ما عادت تتحدث مع أحدنا"
استمع لها و غصة ألم تتوقف في حلقه و هو يتذكر ما أخبرته به أمه عن والده و انقاذه للفتاة الصغيرة .. تذكر (رهف) و هي تمر بحالة مشابهة لانهيار (سؤدد) و تنهد و هو يسمعها تتابع بعد لحظات
_"ذات يوم ذهبنا جميعاً لرحلة لأحد المدن الساحلية .. أظنها كانت محاولة للتسرية عن (سؤدد) ... و في ليلة لمحت (سؤدد) تتسلل للخارج و خلفها (وتين) تتبعها بحذر شديد .. تبعتهما و خوف مبهم ملأ قلبي لأجد .. "
تحشرجت الكلمات في حلقها ليهمس بخفوت يشجعها على المتابعة فأكملت بوجع
_"(سؤدد) رمت بنفسها في البحر و تركت نفسها للأمواج .. رأيت (وتين) تندفع خلفها لتصارع الاثنان الأمواج و اختفتا للحظات تحت الماء .. كل هذا و أنا متجمدة مكاني من الرعب ... أتذكر أنني كنت أبكي و أنا أنظر للبحر بذهول و رعب و أنا أناديهما بصوت لم يغادر حلقي .. حتى خرجتا أخيراً .. و أيضاً لم أستطع التحرك من مكاني ... راقبت (وتين) و هي تصفعها بقوة و هي تصرخ فيها قبل أن تحتضنها و تنفجران في البكاء .. و انفجرت أنا أيضاً في البكاء وحدي .. لم أستطع الذهاب إليهما ... لم أخبرهما حتى اليوم بما رأيته ليلتها .. لم أخبر أحداً أبداً"
اشتدت ذراعاه حولها بقوة و أغمض عينيه بألم يتخيل حالتها و كل الألم الذي مرت به وحدها و كتمته داخلها
_"بعدها بفترة قصيرة رحلت زوجة عمي .. (ملاك) .. والدة (وتين) ... كانت اسماً على مسمى .. ملاكاُ بحق .. كانت امرأة نادرة رائعة .. هل رأيت (وتين)؟ .. هي بكل طيبتها و مثاليتها لا تعدو جزءاً صغيراً من روعة العمة (ملاك) .. كان عمي مغرماً بها و كان محقاً .. في الواقع جميعاً كنا كذلك .. أي كلمة أصفها بها ستبخسها حقها و تظلمها حقاً .. عندما رحلت شعرت أن بيتنا أظلم .. حرفياً .. كانت أول مرة أختبر ذلك الشعور القاسي .. كانت أماً ثانية لصغار العائلة .. جميعنا شعرنا باليتم فجأة .. كان شعوراً مؤلماً .. مرعباً .. و كأنني أدركت معنى الموت فجأة .. كنت أستيقظ كل صباح فأعدو إلى غرفتها باحثة عنها لأركض بعدها لكل مكان كانت تتواجد به لأكتشف في النهاية أنها لن تعود حقاً"
دفنت رأسها أكثر في صدر (هشام) الذي همس
_"رحمها الله"
أخذت نفساً عميقاً لتهمس بارتجاف
_"ظننت مع الوقت أنني تأقلمت مع فكرة الموت و الفقد لكنني لم ألبث أن اكتشفت خطأي عندما رحلت جدتي بعدها بسنوات قليلة .. كنت كبيرة وقتها لكنني انهرت كطفلة صغيرة مجدداً ... أنت لم تر جدتي ، صحيح؟ .. ذكرني أن أريك صورتها .. أنا واثقة أنك ستقع في حبها فوراً"
تنهد مفكراً داخله بحسرة .. إن كانت ستشبهكِ كما أخبرني جدكِ فهذا مؤكد فقد سبق و وقعت في حب حفيدتها العنيدة دون ذرة تعقل .. سمعها تقول بحنين
_"لقد كانت مثلي الأعلى .. كانت جميلة .. قوية و عنيدة و ذات كبرياء و محاربة .. لا تتخلى أبداً عن حقها .. لقد حاربت من أجل حبها لجدي و تحدت كل الظروف التي وقفت بينهما و انتظرته لسنوات و رفضت من أجله رجالاً أصحاب ثراء و نفوذ و احتملت الكثير من العذاب حتى عاد من أجلها و أخذها من بين الجميع و تزوجا .. كنت اسمع قصتهما بانبهار في كل مرة و أخبرها أنني سأفعل مثلها و عندما أجد الرجل الذي أحبه .. سأحارب حتى النهاية لأجله حتى لو حاربته هو شخصياً"
ابتلع لعابه بصعوبة و قلبه خفق بشدة و هو يسمع كلماتها ليضحك بعد لحظات في خفوت و قال مشاكساً يتخلص من أثر كلماتها الحمقاء عليه
_"يبدو أنكِ لم ترثي قوتها تلك و محاربتها في سبيل حقها"
صمتت للحظات قبل أن ترفع عينيها نحوه تنظر في عينيه بطريقة دفعت قلبه للخفقان بسرعة لتهمس بعدها
_"إذن أنت لم تعرفني جيداً بعد"
خشى أن يفسر كلماتها بما يهواه قلبه فتنحنح ليقول بصوت متحشرج
_"أخبرني جدكِ عنها .. كان حبه لها واضحاً في كل كلمة نطق بها"
أعادت رأسها فوق قلبه لتزيد نبضاته تعثراً فأغمض عينيه متوسلاً الصبر و حاول التركيز معها بينما تكمل بخفوت
_"لا أعتقد أن أحداً أحب امرأة كما أحب (رفعت هاشمي) (عائشته)"
كاد يهتف فيها أن تفتح عينيها و تنظر نحوه جيداً .. هو لا يحبها .. هو يعشقها .. و يعرف أنه لن يقع في عشق امرأة أخرى بعدها .. لو شقت عن قلبه لعرفت أن لا رجلا أحب امرأة مثلما يحبها هو .. لو أنها تعرف .. سمعها تتابع بعد لحظات من الصمت
_"لا أعرف ماذا أصابني .. من المفترض أن تعرضك لضربة تلو أخرى يقويك .. لكن أنا .. كل مرة كانت تضعفني أكثر .. بعد رحيل جدتي .. صرت أخشى الاستيقاظ على فقدان آخر .. صرت أخاف .. هل تعلم .. صرت أتمنى أن يقبض الله روحي قبل أن يفجعني فيمن أحبهم"
_"لا تقولي هذا يا غبية"
هتف بحنق و خوف بينما يضمها إليه بقوة أكبر لتضحك بخفوت مرير و تقول
_"لا تقلق .. لم يستجب الله لي .. لقد اختار (رُبا) الجميلة ذات القلب النقي لتكون إلى جواره .. كانت هادئة و رقيقة و مؤمنة .. لقد تقبلت مرضها بيقين و ثبات و تحملت رحلة علاجها المليئة بالأوجاع بصبر و رضا تمنيت لو امتلكت بعضهما ... ظننت أنني تعلمت منها و أنني لن أنهار حين تحين لحظة الفارق لكنني لم أستطع .. كل يوم كان يقربها من النهاية كان يزيدني رعباً و ألماً حتى رحلت و زاد من انهياري رؤيتي لحالة (آدم) بعد رحيلها .. لقد استغرق الأمر بضع شهور حتى بدأت استعيد نفسي .. (رامي) و (رفيف) كانا السبب لأستعيد قوتي من أجلهما .. كانا في حاجتي بعد سفر (آدم) لأعوضهما غياب والديهما المفاجيء"
كان يمسح على شعرها في حنان و شعوران متناقضان يمتزجان بقلبه .. شعور بالألم لكل ما مرت به و لم يكن هو جانبها في كل لحظة تألمت فيها و شعور بالسعادة و الأمل لأنها فتحت قلبها له و أخبرته بكل هذا .. هو واثق من أنها لم تخبر أحداً غيره بهذا .. حبيبته العنيدة التي تدعي القوة بينما داخلها رقيق يحتاج لمن يحتويها و يجعلها تضع قناع قوتها و أسلحتها جانباً لتستند بضعفها إلى قوته .. همس بحب و أصابعه تمشط شعرها
_"أنتِ قوية حبيبتي .. قوية بقلبكِ الكبير هذا .. فقط ينقصكِ ايمانكِ بالقدر و التحلي بالصبر عند الشدائد لتتجاوزيها بقوتكِ"
هزت رأسها ليقول بتنهيدة حارة و عيناه تشردان للأمام
_"تعرفين بالطبع عن حادث (رهف)"
أومأت برأسها فقال بألم و هو يشرد بعيداً
_"كانت بين الحياة و الموت .. كان وضعها خطراً .. و في نفس الوقت تعرضت شركة أبي لكارثة كبيرة أودت بها للإفلاس .. أبي لم يتحمل الصدمتين معاً .. قلبه المريض لم يحتمل .. رحل .. قبل حتى أن تراه (رهف) مرة أخيرة و تودعه و هذا جعل حالتها أصعب بعد أن استيقظت و عرفت الحقيقة"
شهقت بألم و كفها لامس قلبه بمواساة بينما دمعت عيناها و هي تسمعه يكمل
_"كنا في وضع لا نحسد عليه .. رحيل أبي و غيبوبة (رهف) التي امتدت لشهور و الشركة التي كان عليّ أنا و (عاصي) انقاذها بأي معجزة .. وضع (رهف) الجديد و انهيارها .. كانت أياماً صعبة للغاية .. لكنها مرت الحمد لله .. لقد صبرنا و قاومنا انهيارنا لنتجاوز المحنة بسلام .. رغم أن الآلام لازالت لم تغادر قلوبنا كلياً ، لكننا و الحمد لله بدأنا نفتح للسعادة أبواب حياتنا من جديد"
رفعت عينيها له فابتسم بحنان و قال و هو يداعب شعرها
_"لهذا حبيبتي .. مهما حدث لا تتخلي عن قوتكِ و صبركِ .. استقبلي ابتلاءت القدر بنفس صابرة و قوية"
تطلعت في عينيه للحظات بقلق قبل أن تهز رأسها و دون كلمة أخرى عادت لتضع رأسها فوق صدره و تمتمت بخفوت
_"كن معي فقط و أنا سأفعل"
ارتجفت أصابعه فوق شعرها و أغمض عينيه و قلبه يرتجف بين ضلوعه لتهمس برجاء و هي تغمض عينيها
_"ابق قريباً (هشام) ... لا أريد أن أستيقظ وحدي"
تنهد من جديد و ربت على رأسها يخبرها أنه سيبقى معها لتبتسم بخفوت بينما لمح دمعة وحيدة تتسلل من بين جفنيها بضعف فضمها و هو يميل بظهره ليرتاح فوق الفراش و هو يضمها مستشعراً أنفاسها تسترخي ليدرك بعد لحظات أنها قد غرقت في النوم فهمس داخله متوسلاً الصبر على هذا العذاب ، قبل أن يغمض عينيه و لم تكد تمر لحظات حتى كان قد غرق في النوم هو الآخر بعد أن غلبه التعب
**************
فتح (فهد) عينيه مستيقظاً فجأة و شعور مقبض غمر قلبه .. تطلع لسقف غرفته و تنفس بقوة و هو يتحسس صدره قبل أن ينهض بسرعة من فراشه و تحرك ليغادر غرفته نحو غرفة (همسة) التي كانت قد بدأت تعود للواقع رغم أنها ظلت ترفض الحديث معه واستمرت في صمتها رغم كل محاولاته معها ... لعن (سامر) للمرة الألف و هو يتوعده من جديد .. سيحاسبه فيما بعد ، لكن الآن عليه أن يقنعها بسفرهما بعيداً .. سيخبر (عماد) فور عودته و هو لن يمانع .. سيقنعه بأي طريقة أن هذا الأفضل لها .. لن تتحسن سوى بابتعادها و هو سيعتني بها كما فعل دائماً .. لن يسمح لـ(عماد) بالاعتراض .. لم يعد من حقه .. لم يعد من حق أي أحد .. (همسة) صارت تنتمي له وحده الآن .. لا (عماد) و لا أسرتها المجهولة لو ظهرت ستنتزعها منه .. فتح باب غرفتها ليقابله الظلام وانقبض قلبه أكثر ليسارع بفتح النور ... اتسعت عيناه بقوة و هو يتراجع للخلف ليصطدم بالحائط و هو يرى فراشها الخالي ليهتف بقوة
_"(همسة) .. (همس) أين أنتِ؟"
اندفع يبحث عنها في بقية الشقة و قلبه يخفق بجنون و هو يناديها ليعود لغرفتها مجدداً .. اندفع للغرفة و فتح الدولاب بعنف ليكتشف غياب حقيبتها و بعض ثيابها .. تراجع للخلف بذهول و هو يهز رأسه .. لا .. هي لم تغادر .. لا يمكنها أن تكون قد فعلت ... كيف .. اندفع ليفتح النافذة بعنف ليتطلع للقضبان الحديدية التي وضعها سابقاً ... سقط على فراشها بقوة ... هي لم تغادر .. لابد أنها شعرت ببعض الاختناق فقط و أرادت الخروج و لم ترد ايقاظه بعد أن سقط في النوم من شدة تعبه ... لماذا إذن أخذت ثيابها؟ .. و كيف غادرت الشقة أصلاً؟ .. تباً .. لماذا لم يقيدها في السرير؟ ..لماذا لم يقيدها معه بقيد حديدي واحد في معصميهما؟ ..تباً ... ضرب بيده الفرش لينتبه فجأة للورقة الموضوعة فوق وسادتها .. التقطها بقلب واجف و اتسعت عيناه و هو يقرأ كلماتها و هو يهز رأسه في رفض و ذهول و عيناه تجريان على الكلمات مراراً و تكراراً ... كيف فعلتها؟ ... كيف استطاعت أن تكون بهذه القسوة معه؟ ... كيف تغادر هكذا و تتركه؟ .. ألم تفكر في حاله هو و (عماد) عندما تختفي؟ .. ألم تفكر كم سيتعذب و هو يفكرفي مصيرها وحدها؟ .. نظر للرسالة مجدداً و اهتزت كلماتها أمام عينيه و خيل إليه أنه يسمع صوتها يتردد في أذنيه حاملاً كلمات رسالتها الحمقاء
"إليك (فهد)
أنا آسفة ... لم يكن أمامي حل آخر ... أعرف أنك ستغضب مني ...ربما لن تسامحني ..لكنك بالتأكيد ستتفهمني عندما تهدأ .. و ستعذرني .. سامحني (فهد) .. لم أحتمل .. كان يجب أن أغادر .. لم يعد لي حق في وجودي معكم .. لم يكن حقي منذ البداية .. لا تبحث عني أرجوك .. أنا سأكون بخير .. تعرف أنني لست ضعيفة و يمكنني أن أعتني بنفسي .. لا يمكنني أن أنتزعك من أسرتك لتهرب بي بعيداً ... لا شيء سيغير حقيقتي .. كنت محقاً عندما قلت أن بيننا حواجز كثيرة .. كنت محقاً .. و لقد زادت حاجزاً جديداً لن يمكنني تجاوزه أبداً .. مهما حاولت .. أرجوك لا تكرهني .. و لا تحاول البحث عني أنت و (عماد) .. أخبره أنني بخير .. سأكون كذلك دائماً .. أخبره أنني أحببته و أنه كان دوماً أفضل أخ قد تحصل عليه فتاة .. كنت محظوظة به .. بكما .. قل له ألا يكرهني .. و أنت أيضاً لا تفعل .. أنا أغادر و أترك قلبي معك .. كان ملكك دائماً و سيبقى كذلك .. لم أستطع أن أخبرك بهذا ، لكنك كنت تعرف بالتأكيد ... تذكر دائماً أنني أحبك .. أينما كنت في هذا العالم سأبقى أحبك .. و سأبقى ملكك .. حتى آخر يوم في عمري حبيبي
وداعاً يا (فهدي) الحبيب
وداعاً"
ارتخت يده لتسقط رسالتها أرضاً و هز رأسه ليهتف بحرقة
_"كيف فعلتها (همس)؟ .. كيف استطعتِ؟ .. كيف؟"
رفع رأسه صارخاً بقهر و جنون قبل أن ينهض من مكانه و يندفع ليلتقط سترته و يرتديها ليغادر الشقة .. توقف متسمراً و عيناه سقطت على الآلة المعدنية بجوار الباب ليرفع عينيه نحو الباب بذهول .. هل فتحت قفل الباب بهذه الطريقة؟ .. اللعنة .. كان يجب أن يقيدها للفراش فعلاً .. لكن لا بأس .. سيفعل بمجرد أن تقع في يديه .. سيجدها بأي طريقة .. هي لن تبتعد كثيراً .. جواز سفرها معه .. لن تستطيع السفر خارجاً .. سيقلب عليها المدينة بل و البلاد كلها رأساً على عقب حتى يجدها و عندها سيجعلها تندم على حماقتها .. فقط ليجدها سالمة و ليرحمها الله مما سيفعله بها .. بعدها سجلعها تبتلع كلماتها اللعينة بخصوص حقها فيه و بخصوص تركه للأبد .. الغبية تخبره أنها تحبه و أنها ملكه للأبد ثم تطلب منه ألا يبحث عنها .. سيجدها حتماً .. سيجعلها تعرف جيداً أن مكانها معه وحده و أنها تنتمي إليه هو فقط .. فقط ليجدها قبل أن تضيع للأبد و يضيع هو من بعدها ..
************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.