آخر 10 مشاركات
234 - ستيفاني - ديبي ماكومبر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          واقعة تحت سحره (126) للكاتبة: Lynne Graham (الجزء 3 من سلسلة العرائس الحوامل) *كاملة* (الكاتـب : princess star - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          من خلف الأقنعة (100) للكاتبة: Annie West *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-17, 09:18 PM   #1601

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


عماد وسوؤد مختفيين والاثنين مسافرين واكيد سوؤد ما سافرت لحالها، يعني معها الحارس الشخصي وهذا بيدعم فكرتي انه هو نفسه عماد، ما بعرف كيف صار هيك وكيف ما ميزته، الا اذا غير لون عيونه ولبس عدسات...

سمارا صحيت وسالم وأخوه راحوا يطمئنوا، هلا صار الفار يلعب بصدري هو اخوه ليه دور واللا ابطال الخوات هم اولاد العم، آسفة كمان مرة نسيت الأسماء..

فهد اكتشف جانب جديد من الحقيقة وانا متاكدة انه رح يخبر عماد ورح يفهموا انه الحقيقة غير عن اللي يعرفوه واكيد رح يروح عماد لأبو سوؤد حتى يفهم الحقيقة الكاملة..

منذر وسامر رح يجي يوم اشمت فيكم اما راندا دمر بلحظة كل اللي بينها وبين هاشم..

آدم وسيلين من فترة مو مبينين، أتمنى نعرف اخبارهم في الفصل الجاي..


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 10:51 PM   #1602

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة may lu مشاهدة المشاركة
فجر الخير يا جميل .. نورتيني
سعيدة كتير إن الرواية أعجبتكِ و استمتعتي بقراءتها و أحببتِ الشخصيات و خصوصاً راندا المجنونة ... منوراني دايماً بوجودكِ
عندكِ حق يا قمر و أنا عارفة إني مقصرة كتير من الناحية دي خصوصاً إن ظروفي ملخبطة دايماً بحاجات كتير ... و كل مرة بقول مش هحدد الوقت و بعدها ببقى واثقة إني هخلص قبل الوقت المحدد و عشان كده بحدد الميعاد و للأسف مش بعرف أنزل في وقتها .. المفروض أكون اتعلمت بس للأسف واضح إني مش بتعلم أبداً ... من الناحية دي أنا محقوقة ليكم كتير
بعد كده مش هدخل أقولكم على ميعاد غير لما أكون مخلصة الفصل تماماً ... حلو كده؟؟
سعدت بمروركِ عزيزتي
والله يا قلبي انت في الأول والاخر بشر وعندك مسؤوليات طويلة عريييييضة واكيد مش برغبتك ولا تخطيطك المواعيد لي مش ثابتة... نحنا مقدرين الظروف


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 11:25 PM   #1603

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

والحب أزهر روفي عيونها زايغة ماتخليها تتهد دي لسة صغننة بس يمكن تلاقيلها مكان في جزء أخير
مافي زياد وين اختفى.... وتين لازم تخلق قلق من ولا شيء ... المخلوقة دي ماتقدرش تتهنى بلحظة بس ميسا عندها حق محتاجين نونو بسرعة
وادم اكيد صايع ورا انتقامه
سامر محتاج تعذيب بالابر ما يحرم هذا البشر أبدا
هشام امتى راح يعرف انه يتعامل مع فهد المسكين اكيد ندم لانه ما هرب مع همسة من قبل
عماد وسؤدد ما بينوا شو عم يدبروا
راندا لازم تعد للمليون قبل لا تفتح فمها... بس الغيرة وجرح الخيانة يخلي المرأة محتاجة تجرح لي قدامها عشان كرامتها بس كان لازم تنطق عشان سوء الفهم دا. وكمان خوفتني القفلة مش ناقصيييييين والله.. بس حابة أعرف مصير الخادمة لما يكتشفوا عمايلها راح تتنتف
ميوش تسلمي يا روحي ع تعبك


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-17, 09:10 PM   #1604

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وتين وخشيتها الغير مبرر من المستقبل وخشيتها من عدم انجابها
رندا وغباءها المنقطع النظير ولسانها الطويل المحتاج لقص الغبية بلحظة واحدة دمرت ما بينها وبين هشام
فهد وصدمته من معرفة حقيقة همسة واصلها
هل هى النهاية بالنسبة لفهد وهمسته؟؟؟؟؟؟
سامر ياحقير امتى نموت وتريحنا منك
منذر سيتلقى عقابه لانه ساعد سامر
سلمت ياكى يا مايلو
وبانتظار القادم



قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 12:31 AM   #1605

هوجو12
alkap ~
? العضوٌ??? » 298089
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 207
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond reputeهوجو12 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هوجو12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-17, 08:22 AM   #1606

نور الشفق

? العضوٌ??? » 410809
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 284
?  نُقآطِيْ » نور الشفق is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لااجد كلمات تصف اعجابى الشديد بما تكتبين فادعو الله ان يوفقك دائماتقبلى تحياتي من نور الشفق

نور الشفق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-12-17, 01:02 AM   #1607

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعاً
إن شاء الله تكونوا دايماً بخير و سلام
لحظات و أبدأ تنزيل الفصل الجديد .. الفصل طويل و حاسم و إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-12-17, 01:09 AM   #1608

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس و الستون
صوت فرامل قوية ارتفع في الشارع الهاديء قبل أن تتوقف السيارة أمام احدى عماراته العالية و خلال ثوان كان (عماد) يغادرها مغلقاً الباب بقوة و اندفع بعدها نحو العمارة متجهاً نحو شقة (فهد) بحاجبين معقودين و خلال لحظات كان يفتح باب الشقة و يندفع داخلها منادياً (فهد) .. انعقد حاجباه أكثر في قلق و هو يتجه نحو غرف النوم بحثاً عنه حين توقف أمام باب غرفة (همسة) المفتوح و ضاقت عيناه و هو يلمح (فهد) الجالس على حافة الفراش مطرقاً رأسه و يده تعتصر ورقة ما .. اقترب هامساً اسمه بقلق و خُيل إليه أنه لم يسمعه أو ينتبه إليه ليأتيه صوته بعد لحظات قليلة يقول بسخرية مريرة
_"أتيت أخيراً؟!"
تقدم نحوه بخطوات هادئة ليلتفت نحوه متابعاً بتهكم
_"حمداً لله على سلامتك .. هل كانت رحلتك ممتعة؟"
قطب (عماد) حاجبيه و توقف أمامه و تأمل وجهه المكدوم بضيق ليقول بعد لحظات
_"(هشام رضوان) من فعل هذا؟!"
ارتفع ركن شفتيه بابتسامة ساخرة و هو يجيبه
_"أوووه .. رائع ... وصلتك الأخبار سريعاً .. لكن يا تُرى هل وصلتك كل الأخبار؟"
زفر بحدة قبل أن يقول و هو يقترب ليمسك ذقنه و يرفع وجهه نحوه يتأمل كدماته مقطباً حاجبيه
_"هل أتى بشأن حريق مخزن شركته؟"
اتسعت عينا (فهد) و هو ينظر إليه لينهض على قدميه فجأة و هو يهتف
_"هل أنت وراء ما حدث؟"
زفر قائلاً بحنق
_"بالطبع لا ... لقد عرفت بالأمر و أنا في طريقي لهنا .. كما عرفت أنه كان هنا لتوه ... من الواضح أنه يعتقد أننا السبب فيما حدث"
صفق (فهد) بكفيه و قال ساخراً
_"رائع ... لا شيء يخفى عليك (عماد) .. إذن أتمنى أن يفاجأك هذا الخبر"
قالها و هو يلقي في وجهه رسالة (همسة) فالتقطها (عماد) بتوجس و فتحها ليقرأها بحاجبين معقودين قبل أن يطبقها و يضعها جانباً و هو يتنهد بعمق ليتأمل (فهد) ملامحه بتمعن دقيق قبل أن يقول بشك
_"غريب لا تبدو قلقاً و لا متفاجئاً بالأمر"
بادله (عماد) النظر بهدوء ليندفع إليه (فهد) و يمسك ياقة قميصه يشده بعنف و هو يهتف بغضب اشتعلت به كل عروقه
_"كنت تعرف , صحيح؟ ... أنت تعرف أنها هربت .. تعرف أين هي؟ .. أخبرني"
ران الصمت للحظات و هما يتبادلان النظر قبل أن يدفعه (فهد) للخلف بقوة و يتراجع ليسقط فوق الفراش و هو يهتف
_"اللعنة"
أشاح (عماد) بنظره عنه نحو صورة (همسة) و تأملها للحظات بأسى قبل أن يقول بهدوء
_"لا تقلق ... منذ اللحظة التي غادرت فيها البيت و هي لم تغب عن أنظاري ... هناك من يتبعها عن كثب و يطمئنني على أخبارها و مكلفٌ بحمايتها إن تطلب الأمر"
رفع وجهه إليه ليقول بغضب مكبوت
_"لماذا لم تخبرني؟ .. تباً لك (عماد) .. هل تعرف كيف كانت حالتي و أنا أبحث عنها كالمجنون؟ .. لماذا أخفيت عني الأمر؟"
تنهد بقوة و هو يجيب
_"هذا كان الأفضل لها (فهد) ... لو أنني أخبرتك و أنا في الخارج لأسرعت إليها و ما كنت لأخاطر بأن يعرف (سامر) مكانها عن طريقك .. كنت ستعيدها إلى هنا و ربما عرف كيف يصل إليها مرة أخرى"
انتفض من مكانه هاتفاً
_"كنت سأحميها منه"
نظر إليه قائلاً ببطء
_"كما فعلت في المرة السابقة؟!"
اتسعت عيناه بقوة قبل أن يقول
_"هل تتهمني الآن بالتقصير في حمايتها؟ .. أنا يا (عماد)؟"
تنهد بعمق و ربت على كتفه معتذراً
_"لم أتهمك يا (فهد) .. أعرف أنك تفديها بحياتك إن لزم الأمر .. ما قصدته أن (سامر) وصل إليها رغم حمايتنا المتواصلة لها"
_"كنت تعرف إذن أنه اختطفها؟"
هز رأسه و أجاب
_"أحد رجالي الذين كلفتهم بمراقبة تحركاته أبلغني .. حاولت الاتصال بك مراراً ، لكنك لم تجب"
_"لقد سرق هاتفي ذلك الوغد ليختطفها .. رغم هذا .. لم تتصل مجدداً بأي طريقة .. ربما كنت مشغولاً في شيءٍ أكثر أهمية"
لوى شفتيه مع نبرة الاتهام في كلمات (فهد) و قال
_"عرفت أنك أنقذتها يا (فهد) و أطمئننت أنك ستهتم بها جيداً هذه المرة و لن تغيب عن ناظريك و مع هذا كلفت حراسة خاصة لمراقبتها جيداً و لحسن الحظ استطاعوا التعرف عليها عندما حاولت الهرب و تتبعوها .. كل خطوة تتنقلها الآن تحت ناظريّ .. في الوقت المناسب سأعيدها إلى هنا .. إن وعدتني أنك لن تتهور و تذهب إليها ربما أخبرك أين هي"
نظر له مطولاً و ارتسم الأسى عميقاً في عينيه قبل أن يرتفع ركن شفتيه بابتسامة ساخرة مريرة تحولت لضحكة أشد مرارة و هو يجلس ببطء على حافة الفراش و قال بتهكم ممتزج بالألم جعل (عماد) يقطب بقلق
_"ربما لو أخبرتني قبل ساعات فقط لطرت من السعادة و لألقيت بكلماتك عرض الحائط و أجبرتك على أن تخبرني بمكانها و لذهبت إليها في الحال و أخذتها بعيداً عن هنا و سافرت .. أما الآن ما عاد يجدي نفعاً"
هتف فيه بدهشة
_"ما الذي تهذي به؟ .. تأخذ من بعيداً يا (فهد)؟ .. (همسة)؟ .. هل جننت؟"
ضحك بمرارة و هو يرفع رأسه لأعلى مغمضاً عينيه لتتسع عينا (عماد) و هو يرى الألم الشديد يرتسم على ملامحه بينما يقول بصوت مجروح و هو يضرب على صدره بحرقة
_"ليتني استسلمت لجنوني منذ وقتٍ طويل ... ليتني لم أقاوم .. ربما كانت معي الآن و ما كان أي شيء ليفرقني عنها .. أبداً .. ليتني جننت .. ليتني استسلمت لمشاعري و أحاربها كل هذا الوقت ... ليتني أخذتها و هربت قبل فوات الأوان .. يا ليتني"
اندفع ليمسك بخناقه هاتفاً بحدة
_"(فهد) .. ماذا أصابك؟ .. أنت جننت حقاً؟ .. هل تتحدث عن (همسة)؟ .. أختي الصغيرة التي أمنتك عليها و .."
رفع عينيه المريرتين نحوه و ابتسم قائلاً
_"أختك الصغيرة؟!! ... معلوماتك متأخرة كثيراً يا (عماد اليزيدي)"
ضاقت عيناه في توجس ليقول (فهد)
_"هل قرأت رسالتها جيداً؟ ... هل تعرف ما الحقيقة التي كانت تتحدث عنها؟ .. هل فهمت ماذا عنت بكلماتها؟ .. هل تعرف لماذا هربت في المقام الأول؟"
ارتجفت يدا (عماد) قليلاً قبل أن يحرر (فهد) من قبضته و يتراجع للخلف متطلعاً إليه في حذر و قلق شديد بدأ يغزو أعماقه بينما يتابع (فهد) بألم شديد
_"هل تعرف أن شقيقك الحقير تسبب لها في صدمة عندما اختطفها و حاول أن يقتلها؟ ... هل تعرف ما الذي أخبرها به قبل أن يحاول خنقها بيديه القذرتين؟"
اتسعت عينا (عماد) بارتياع ليقول (فهد) ببطء شديد و هو ينظر في عينيه
_"أخبرها أنها ليست ابنة (عزت اليزيدي)"
تراجع (عماد) للخلف في حدة و هو يحدق فيه باستنكار قبل أن يهتف

_"ماذا تقول؟ ... لابد أنك جننت"
_"هذا ما قاله شقيقك المجنون و الله أعلم بماذا أخبرها أيضاً لتنهار بهذه الطريقة .. ربما أخبرها أن .."
قطع جملته بهلع و هو يفكر .. هل أخبرها بما قاله (هشام رضوان)؟ .. عن والديها الحقيقيين و قاتلهما ... لا .. هل يعرف (سامر) بهذا الأمر؟ .. لكن لو أنه يعرف أنها تنتمي لأسرة (رضوان) , لكان انتقم منها منذ البداية كما حاول مع (رهف) .. قاطع أفكاره صوت (عماد) و هو يهتف فيه

_"ماذا أخبرها؟ ... تكلم يا (فهد)"
نظر له بعينين زائغتين قبل أن يقول بخفوت
_"أنها ابنة (رؤوف رضوان)"
اتسعت عينا (عماد) أكثر ليهتف بجنون و هو يمسك بياقته يهزه بقوة
_"ماذا تقول؟ .. لابد أنكما جننتما ... (سامر) .. ذلك المعتوه الكاذب .. هو لم يعترف بها يوماً كأخته و لطالما حارب وجودها ، لكن أن يصل به الأمر أن يدعي أنها ليست ابنة (عزت اليزيدي) فلابد أنه قد فقد عقله أخيراً .. (همسة) ليست ابنة (رؤوف رضوان) .. ليست ابنته ، هل تفهم؟!"
و دفعه بحنق و هو يهتف
_"تباً لكما .. تباً ... أنا لا أصدق هذا الهراء أبداً .. (همسة) أختي أنا .. أخت (عماد اليزيدي) , أتفهم؟!"
هز (فهد) رأسه قائلاً
_"ليت كل هذا يكون كذباً (عماد) .. يؤسفني أن أخبرك .. أن (هشام رضوان) لم يأت اليوم فقط ليهددك معتقداً أنك خلف ما حدث ، لكنه أتى من أجلها هي أيضاً"
هز (عماد) رأسه رافضاً التصديق بينما تابع (فهد) بمرارة
_"أخبرني أنها ابنة عمه الضائعة و أنه سيستعيدها في أقرب وقت و سيحاسبنا على حرمانها من عائلتها كل هذه السنوات"
هز رأسه بقوة أكبر و هو يهتف
_"مستحيل .. مستحيل .. هذا كذب .. كذب"
ابتسم (فهد) بمرارة أكبر قائلاً
_"هل تريد أن تسمع كذبة أخرى؟ .. ربما عليك الجلوس أولاً فقد تسقط أرضاً عندما تعرف ماذا قال أيضاً"
نظر إليه بتساؤل قلق ليقبض (فهد) على كفيه بقوة و النيران تأكل قلبه و هو يكمل
_"قال أن والدك و أبي العزيز قتلا والديّ (همسة) و اختطفاها و هي بعد رضيعة و نسباها إلى عائلة (اليزيدي)"
حدق فيه بذهول مستنكر و شعر أن ساقيه ما عادتا قادرتين على حمله فتنفس بصعوبة و هو يتحرك ببطء ليجاوره و هو يتطلع أمامه بذهول ليهمس بصعوبة
_"هذا مستحيل يا (فهد) .. مستحيل"
أغمض (فهد) عينيه ليرتفع صوت (عماد) رويداً و هو يقول
_"لا يمكن أن تكون صدقت أكاذيبه بهذه البساطة يا (فهد) .. مستحيل"
التفت له ينظر إليه ملياً قبل أن يقول بمرارة
_"منذ غادر و أنا أفكر في كلماته و في كل ما حدث معنا حتى الآن .. أفكر في ما أخبرتنا به عمتي و حالة أبي ... ما قالته (همسة) مراراً و لم نهتم لها .. و وجدتني أفكر"
أخذ نفساً عميقاً بينما التفت له (عماد) ليتابع
_"ماذا لو كانت (همسة) محقة؟! .. ماذا لو كنا جميعنا لعبة في يد عمتي؟ .. ماذا لو أنها كانت .."
توترت ملامح (عماد) مع كلماته و هب واقفاً و هو يهتف مقاطعاً إياه
_"مستحيل ... ليس أنت أيضاً (فهد)"
نظر له بتمعن و قال
_"أنت أيضاً بدأت الشكوك تنتابك (عماد) ... منذ عرفت أن لعبة أخرى تُدار من خلف ظهورنا و أنت بدأت تشك ... أعرف هذا .. و أعرف أنك تخطط لشيءٍ ما و ربما عرفت شيئاً لا تريدني أن أعرفه أو ربما تريد أن تتأكد أولاً ، صحيح؟"
أشاح (عماد) بوجهه ليكمل (فهد)
_"تصرفاتك الحذرة و غيابك الغريب الأيام الماضية يؤكد لي شكوكي (عماد) ... لن أشكك في نواياك و لن أقول أنك لا تثق بي لتخبرني لما تعرف .. أنا أعرف أنك تثق بي و لولا أنك تملك سبباً وجيهاً لأخبرتني بكل ما تعرف"
أطرق (عماد) برأسه في صمت ليبتسم (فهد) بعد لحظات قائلاً
_"لا بأس ... و أنا لا أريد أن أعرف أي شيء بعد الآن"
نظر له بتساؤل قلق فقال بهدوء
_"كنت انتظرك لأخبرك بقراري (عماد) ... لقد سأمت لعبة الانتقام الغبية هذه و ما عادت تعنيني بشيء ... كنت أنوي أن أذهب بعيداً أنا و (همسة) .. بعيداً جداً عن كل هذا العبث"
لاحظ انقباض كف (عماد) و حركة فكه العصبية فابتسم و هو يهز رأسه
_"لم يعد هناك داعي لغيرة الأخ الأكبر هذه ... هي اتخذت القرار عن كلينا .. كانت محقة عندما قالت أن حاجزاً كبيراً يقف بيننا ... اعتقدت أنني يمكنني أن أتخطى كل هذه الحواجز اللعينة ، لكن ..."
صمت لحظة مفكراً بألم ليكمل بمرارة شديدة
_"لكنني لم أعرف أن حاجز الدم هو ما سيقف بيننا في النهاية ... لقد خسرتها للأبد .. لم أعد أملك الحق في أن أطالب بها و دم والديها سيقف بيننا للأبد .."
انتفض يقاطعه بغضب
_"مجدداً سيقول دم والديها .. (فهد) بحق الله هل تريد إصابتي بالجنون؟ .. (همسة) لم و لن تكون ابنة (رؤوف رضوان) ... هي أختي و لن أسمح بكلمة أخرى في هذا الشأن"
قطب حاجبيه و هو يرد
_"(عماد) ... مهما حاولت أن تنكر ، فلدينا الآن واقع يقول أن هناك احتمال أن (همسة) ربما لا تنتمي لعائلة (اليزيدي) .. لا تنكر أنها دائماً كانت مختلفة عنكما (عماد) .. ربما اعتقدنا أنها فقط تشبه والدتها التي لم نعرف عنها شيئاً .. لكن لا تنكر أن (رهف رضوان) كانت تذكرك بها دوماً و دون أن تدري السبب .. و أنا .. لطالما شعرت بخوفٍ عليها من تلك العائلة .. لم أدرك سوى الآن أن عقلي اللاواعي قد أدرك الرابط بينها و بينهما .. كنت محقاً في خوفي من أنهم سيأخذونها بعيداً"
هتف بحدة و استنكار
_"كأنني سأسمح ... اسمع يكفي حتى هنا .. لن أسمع المزيد (فهد)"
هز رأسه بيأس و هو يقول
_"لم يعد بامكاننا دفن رؤوسنا في الرمال يا (عماد) و ادعاء أن شيئاً لم يحدث ... حتى و لو كان احتمالٌ ضئيل ، لا يمكنك تجاهله بهذه البساطة .. عامةً لن يكون صعباً أبداً أن نتخلص من هذه الشكوك و نتأكد من الحقيقة"
التفت له في حدة ليكمل بحزم
_"اختبار بسيط سيثبت انتماءها لك أو لهم ... يمكنك أن .."
_"مستحيل .. أنا لن أفعل أي شيء .. لا أحتاج لاثبات و لا لاختبارات لعينة لأثبت أنها أختي .. لا شيء أبداً سيغير هذه الحقيقة ، مفهوم؟"
كتف ذراعيه قائلاً

_"و لو ثبت أنها تنتمي لعائلة (رضوان)؟!"
كز على أسنانه و هو يرمقه بنظرات قاتلة ، لكنه تجاهلها و هو يقول بحزم

_"ألا تدري أن معرفة هذه الحقيقة تغير كل شيء؟ .. ألا تدرك أن مجرد انتماءها لتلك العائلة سيقلب كل موازيننا؟ .. سيعني أنه ربما كل ما حاربنا لأجله كل هذه السنوات كان وهماً؟"
هتف بغضب
_"لا يعني شيئاً ... لأنه بكل بساطة هذه الكذبة تنسفها حقيقةٌ واحدة و هي أن (همسة) ولدت بعد موت (رؤوف رضوان) و زوجته و يمكنك التأكد من هذه المعلومة بكل بساطة"
قطب (فهد) و أطرق مفكراً للحظات قبل أن يرفع رأسه إليه و يقول بحزم
_"أنا سأتأكد بنفسي .. أعرف أين سأجد اجابتي عن كل هذا"
_"ماذا ستفعل؟"
شد قامته بحزم و قست عيناه و هو يقول

_"سأسافر إلى أبي .. سأعرف منه الحقيقة كلها"
_"(فهد) .. يكفي إلى هنا .. أنا لن .."
قاطعه بحزم و هو يقبض على كفه

_"لن أرتاح حتى أعرف الحقيقة (عماد) و أعرف أنني سأجدها عنده ... نظرة واحدة لعينيه و سأعرف الحقيقة بنفسي (عماد) ... و ليرحمني الله لو صح ما قاله (هشام رضوان) .. ليرحمنا الله جميعاً"
أمسك (عماد) بكتفيه يوقفه عن الابتعاد و هو يهتف بحدة
_"توقف (فهد) .. أنت لا تتصرف بعقلانية"
تنهد بعمق و ربت على كتفيه مبتسماً بحزن
_"هذا هو التصرف العقلاني الوحيد الآن .. و لو تجاوزت عاطفتك و حكمت عقلك كما تفعل دوماً لفعلت مثلي ... أعلم أنك تخشى أن تخسر (همسة) و لهذا تتصرف هكذا.. لكنني أنا أيضاً سأخسرها ... رغم هذا فعلينا أن نتأكد ، فلو صح ما قاله (هشام رضوان) عن مقتل عمه و زوجته فهذا يعني أننا علقنا في حلقة انتقام عمياء لا أعرف من بدأها من الطرفين و أخشى ما أخشاه أن نكون نحن"
تراخت ذراعا (عماد) إلى جانبيه و هو يحدق فيه بقلق و كأنما انتقلت إليه عدوى مخاوفه و شكوكه بينما يكمل (فهد) و هو يتطلع إليه بعزم
_"يجب أن تعرف الحقيقة كاملةً لتقرر يا (عماد) .. من ناحيتي أنا فقد أخذت قراري مسبقاً و لن يغيره شيء ... و الآن هو قرارك ... إما أن تستمر عالقاً في تلك الدائرة الغبية من الانتقام الأعمى .. أو تملك القوة لتكسرها و تتحرر من قيدها للأبد و تترك الأمر للعدالة الحقة لتحاسب من أخطأ و لو كان الثمن هو رقابنا نحن"
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-12-17, 01:11 AM   #1609

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تطلعت (راندا) لصورتها الشاحبة في المرآة و تنهدت بحرارة و هي تنظر للهالات السوداء تحت عينيها و رفعت يدها تمسح فوق قلبها بألم قبل أن تتحرك مبتعدة لتجلس فوق الفراش و أطرقت بصمت للحظات قبل أن تمد يداً مرتعشة و تحسست وسادته بعينين دامعتين .. رباه كم تشتاق إليه .. تشعر بقلبها يختنق ألماً و اشتياقاً له .. رغم ذلك هي لا تستطيع أن تتقدم خطوة نحوه و لا تسمح له أن يخطو في اتجاهها .. ماذا سيقول بعد؟ ، ما عاد للكلام أي فائدة .. تعرف أن طريقهما معاً قد وصل لتقاطع طرق لا تدري بعد أيهما سيدفعها إليه القدر .. أغمضت عينيها و غيرة مؤلمة تمزق قلبها و هي تتذكر شبح المرأة التي تقف بينهما .. هي رغم هذا لا تكرهه .. لم تستطع .. و تعترف الآن أنها قد وقعت في حبه منذ البداية .. فقط كانت من العند و الحماقة بحيث تنكر ما كان جلياً للجميع سواها .. أجل هي تحبه و لا تستطيع أن تكرهه رغم جرحها الكبير منه .. عندما عرفت بخيانة (سامر) لم يتمزق قلبها بهذه الطريقة .. غرورها و كبرياءها فقط هو ما تأذى و عندما بكت لم تكن تبكي سوى نفسها و حماقتها و ثقتها التي منحتها لشخصٍ مثله ، لكن الآن .. لا .. الأمر الآن مختلف تماماً ... تشعر أنها تكاد تموت .. الغيرة و الألم يمزقان روحها و قلبها و يقتلانها ببطء .. هي لا تقبل أن تشاركها أخرى فيه .. لا تحتمل .. مسحت دموعها و نهضت من مكانها و وقفت أمام الشرفة .. الأيام الماضية كانت صعبة للغاية .. لكنها لم تكن أصعب من تلك الساعات التي قضتها في انتظار عودته و قلبها يخفق في رعب بينما تدعو الله ألا يستجيب لكلماتها الحمقاء التي أطلقتها بلحظة غضب .. لم تشعر بكل هذا الرعب في حياتها و لم يركن قلبها للراحة إلا و هي تراه عائداً بسلام .. لحظتها أغمضت عينيها بارتياح و استسلمت للنوم بعمق بعد كل الساعات التي قضتها بين البكاء و الأفكار المخيفة .. أحاطت نفسها بذارعيها و هي تفكر إذا ما كانت تحلم وقت فتحت عينيها و هي تشعر بدفءٍ لطيفٍ يغمرها لتجد نفسها بين ذراعيه بينما ينام هو بعمق فاقتربت منه أكثر لتضم نفسها إليه فربت عليها بحنان دون أن يستيقظ لتغرق هي بعدها في النوم من جديد و حين استيقظت في اليوم التالي لم تجده .. ربما كانت تحلم فعلاً فقد أغضبته و جرحته بشدة بكلماتها المسمومة التي رمتها دون تفكير ... غادرت غرفتهما لتجده نائماً في غرفة مكتبه و أوراقٌ كثيرة متناثرة فوق المكتب و بجوار الأريكة حيث كان ينام ... لابد أنه غرق في النوم و هو يراجع ملفاته .. التقطت الأوراق من جواره و وضعتها فوق المكتب و مدت يدها لاارادياً لتوقظه و قد أشفقت عليه من نومته غير المريحة و قد أقلقتها أنفاسه السريعة و ملامح الألم على وجهه ... ما أن لامست وجهه حتى شهقت و هي تبعدها في هلع و قد لفحتها حرارته المرتفعة .. حدقت فيه بارتياع قبل أن تمسك بكتفه تهزه بقلق و هي تهتف
_"(هشام) .. استيقظ يا (هشام)"
أنين خافت غادر شفتيه ليخفق قلبها بألم من أجله و هي ترى كيف امتعض وجهه متألماً فعضت شفتيها و هي تهزه برفق
_"(هشام) .. يالله .. ماذا أصابك؟ .. استيقظ أرجوك (هشام)"
فتح عينيه يتطلع إليها بعينين مشوشتين فمالت نحوه و هي تقول
_"انهض (هشام) .. تعال إلى غرفتنا .. استند إليّ"
قالتها و هي تميل لتضع ذراعه حول كتفها و تربت عليه و هي تنظر له بعينين دامعتين تتوسله أن يساعدها فنهض معها ببطء شديد و كادت تنهار تحت ثقل جسده ، لكنها تماسكت و أحاطت خصره بذراعها الآخر و يدها الأخرى تتعلق بكفه قرب عنقها و همست بخوف
_"يا إلهي أنت محموم يا (هشام) .. ماذا أصابك فجأة؟"
مال رأسه و هو يتحرك معها مغمض العينين و أنفاسه الحارة المتسارعة كانت تلفح عنقها حيث مال برأسه مستنداً إليها .. وصلت بصعوبة إلى غرفتهما و لم تكد تصل به إلى الفراش حتى ارتمى بجسده فوقه لتسقط هي بجواره و بصعوبة تحررت منه لتنهض مسرعة و تعدل وضع جسده و سارعت بعدها تحضر الكمادات لتحاول خفض حرارته و قلبها يكاد يتوقف خوفاً عليه ... تحسست جبينه قبل أن تلتقط قرصاً من خافض الحرارة و اقتربت لتجلس جواره ... مالت تسنده ليعتدل قليلاً و وضعت القرص بين شفتيه و هي تهمس له
_"(هشام) .. افتح فمك .. ابتلع القرص أرجوك .. حرارتك مرتفعة جداً .. حبيبي هيا"
فتح فمه و هو ينظر لها بعينين غائمتين و همس باسمها لتسيل دموعها و هي تهتف
_"ما الذي يؤلمك (هشام)؟ .. يا الله ماذا أفعل؟ .. ساعدني"
_"برد .. برد شديد .. أشعر بالبرد"
أغمض عينيه بتعب شديد و جسده يرتجف بشدة أرعبتها .. لاحظت هي يده التي تلامس بطنه فمدت يدها بسرعة و أزاحت كفه و لامست بطنه و هي تقول بخوف
_"هل بطنك تؤلمك؟ .. أين الـ .."
شهقت مبعدة كفها عندما تأوه بألم مع لمستها لتنظر إليه بخوف و بسرعة طردت خوفها جانباً و مدت يدها ترفع قميصه لتشهق بقوة و هي ترى الضمادة التي اصطبغت ببعض الدماء و هتفت
_"(هشام) .. (هشام) ... كيف أصبت بهذا ال .."
ماتت الكلمات على شفتيها و هي تتذكر صبيحة زفافهما عندما ضربت نفس المكان بالخطأ و تألم بشدة لحظتها .. لكن كيف .. هل كان مصاباً وقتها؟ .. لكن مضى وقتٌ طويل .. لماذا لم يشفى جرحه إذن؟ .. نظرت بهلع للدماء من جديد .. إن كان جرحاً قديماً فما الذي جعله ينزف من جديد؟ .. ما الذي أصابه به في المقام الأول؟ .. هزت رأسها بقوة تطرد كل الأفكار من رأسها .. الأولوية الآن أن تهتم بجرحه .. يبدو أنه التهب و تسبب له بالحمى .. تحركت خطوة مبتعدة حين أوقفتها كفه التي تمسكت بكفها و هو يهمس اسمها بصوت متقطع ، فالتفت نحوه بسرعة لتجده مغمض العينين يتنفس بصعوبة و يرتجف و وجهه محمر من حرارته المرتفعة .. تحسست جبينه و بدلت الكمادة بأخرى باردة قبل أن تهمس له
_"سأذهب لأتصل بالطبيب"
انقبضت أصابعه على يدها الحرة بضعف أذاب قلبها و هي تراه بهذه الحالة من الضعف لأول مرة بينما همس من بين هذيان الحمى
_"سامحيني (راندا)"
اتسعت عيناها و هي تنظر له من بين دموعها و قاومت مشاعرها بصعوبة و هي تحرر كفها منه و تنهض مسرعة تغادر شقتها و أسرعت تنزل السلالم الداخلية للفيلا و هي تهتف منادية (عاصي) ... أتاها صوته من ناحية غرفة الطعام فاتجهت لتجده هو و (سلمى) يتناولان طعامهما .. التفتا نحوها بقلق شديد ما أن خطت للداخل و نهض (عاصي) مسرعاً نحوها و هتفت (سلمى) بخوف و هي ترى هيئتها و دموعها
_"ما الأمر (راندا)؟"
هتفت باكية
_"(هشام) مريض للغاية .. لا أعرف ماذا أصابه .. حرارته عالية جداً و حاولت بشدة أن أخفضها دون جدوى ... لا أعرف ماذا أفعل .. أنا خائفة"
أسرع (عاصي) نحو الهاتف و هو يقول
_"سأتصل بالطبيب .. ابقي جانبه (راندا) .. لا تقلقي سيكون بخير"
هزت رأسها و هي تبكي لتحتضنها (سلمى) و قلبها ينبض بخوف و تحركت معها نحو شقتهما و هي تربت على ظهرها برفق ... و خلال لحظات كانتا إلى جانبه فبكت (سلمى) و هي تتحسس جبينه المحموم و قالت بجزع
_"سلامتك حبيبي .. ماذا أصابك بني؟"
سالت دموع (راندا) و هي تجلس جواره و أمسكت يده تحتضنها بيد مرتجفة لتقول (سلمى) بإشفاق بعد لحظات
_"سأذهب لأستعجل (عاصي) و أطمئن على (رهف) .. بدلي الكمادات حبيبتي"
أومأت برأسها و أسرعت تزيل الكمادة عن رأسه و تبدلها بأخرى و ركعت أرضاً جوار الفراش و هي تهمس بألم و هي تمسك بكفه تقبلها باكية
_"أرجوك .. أرجوك تحسن (هشام) .. لا أستطيع رؤيتك بهذه الحالة .. أرجوك"
أطرقت برأسها تستند بها إلى كفه و هي تبكي بصمت حتى سمعته يهمس بضعف
_"أبي .. أنا آسف .. أبي"
رفعت وجهها تنظر له بعينين متسعتين و ارتجف قلبه و هي تراه يهذي من الحمى .. إنه يحلم بوالده .. عما يعتذر .. و لماذا يبدو متألماً لهذه الدرجة .. سالت دموعها و قلبها يأن لأجله و قبلت كفه هامسة بألم
_"اهدأ حبيبي .. ستكون بخير"
عاد يهمس و هو يحرك وجهه و ألم شديد ارتسم على ملامحه و حرك كفه الحر كأنما يحاول التمسك بأحدهم
_"لا تذهب أبي .. أبي .. لا .. عمي (رؤوف) .. توقفا .. أنا آسف .. لم أستطع"
تمسكت بكفه و هي تبكي و مالت تحتضن رأسه إلى صدرها
_"أفق يا (هشام) .. أنت تحلم .. حبيبي .. أنا هنا معك .. لا تخف"
_"أبي .. سـ .. (سديم) ضاعت ... لقد فقدتها أبي .. (سديم) ضاعت مرة أخرى"
رفعت رأسها تنظر له بذهول و خنجر حاد انغرس بقلبها حتى أعماقه .. هل قال (سديم) أم (سيلين)؟! .. لا .. هي متأكدة أنه قال (سديم) .. ها هو ينطق باسمها مجدداً .. من (سديم) هذه؟! .. و لماذا يؤلمه فقدها لهذه الدرجة؟ .. ما الذي يجعله يهذي بها؟ .. من تكون؟ .. ابتعدت عنه و تركت يده تسقط من يدها حين سمعته يكمل بحزن أشد
_"(همسة) ... (سديم) .. (همسة) لا تبتعدي"
هزت رأسها بقوة .. ماذا يحدث؟ .. من (همسة) هذه أيضاً؟ .. ماذا يخفي عنها (هشام)؟ .. ما الذي يعذبه بهذه الطريقة؟ .. قلبها تلوى داخل صدرها و اختنقت و هي تتحسسه بألم .. لقد كانت تموت غيرة من امرأة واحدة و الآن .. هناك شبحان لأخريين .. امرأتان أخريان.. تهمان زوجها لهذه الدرجة التي تجعله يهذي باسميهما و يتألم لفقدهما هكذا .. نظرت له من بين دموعها بينما يهمس بعذاب و جسده بدأ يرتجف بشدة
_"سرقوها ... سأعيدها يا أبي .. سأعيدهما ... (راندا)"
انفجرت بالبكاء مع نطقه لاسمها و هتفت باختناق
_"لماذا تفعل بي هذا؟ ... لماذا تعذبني هكذا؟ .. ماذا تريد مني بعد كل هذا؟"
شعرت بيده تتحرك نحوها و هو يهمس اسمها من جديد باحثاً عنها فمدتها إليه و لم تكد تلامس كفه حتى أحاطها بأصابعه في لهفة و تمسك بها لتبكي أكثر بينما يقول بتوسل
_"لا يا (راندا) .. اذهبي من هنا .. ابتعدي .. اذهبي"
ارتجفت شفتاها و هي تنظر لوجهه بألم .. هذه هي رغبته الحقيقية ، صحيح؟! .. هو لا يريدها معه .. نظرت لكفه و حاولت نزع كفها منه ، لكنه تمسك بها أكثر رغم ضعفه الواضح فهتفت بلوعة و هي تسمعه يتوسلها أن تبتعد بينما يتمسك بها و يمنعها الابتعاد من ناحية أخرى
_"دعني أذهب إذن .. لماذا تتمسك بي؟ .. ماذا تريد مني بالضبط؟ .. تريدني أن أرحل للأبد أم تريدني هنا .. حيرتني معك .. ارحمني أرجوك .. ارحمني .. ما عدت أحتمل .. ارحمني"
قالتها و هي تنفجر باكية و تدفن وجهها بقرب رأسه بينما لا تتوقف عن همسه له أن يرحمها لتنتبه على صوت (سلمى) تهتف بجزع و هي تجلس جوارها
_"(راندا) .. ماذا حدث حبيبتي؟"
رفعت لها عينين باكيتين و ألقت بنفسها بين ذراعيها تبكي بحرقة و هي تهتف

_"لقد تعبت .. لم أعد أحتمل"
ربتت على ظهرها و هي تهمس لها بحنان
_"سيكون بخير لا تخافي .. الطبيب سيأتي خلال دقائق"
استمرت في البكاء بينما نقلت (سلمى) عينيها نحو ابنها بحزن ازداد و هي تسمعه يهذي منادياً والده و يعتذر منه فخفق قلبها بقوة و سالت دموعها هي الأخرى و همست بصعوبة و هي تمسح دموعها بقوة و أبعدت (راندا) قائلة بحزم
_"اذهبي و اغسلي وجهكِ حبيبتي و بدلي ثيابكِ و أنا سأبقى جواره حتى يأتي الطبيب"
هزت رأسها و نهضت من مكانها بتثاقل تاركة (سلمى) تأخذ مكانها و تعتني بـ(هشام)
لم تمض أقل من ساعة حتى كانت تقف أمام غرفة (هشام) بالمشفى الذي أمر الطبيب بنقله إليه لحاجته للمزيد من الفحوصات ليطمأن على أن الضربة التي تلقاها فوق جرحه لم تتسبب بنزيف داخلي أو أي مضاعفات بالأعضاء الداخلية حتى طمأنهم أن الضربة لم تسبب سوى تفزر الجرح من جديد و الذي التهب مسبباً له حمى شديدة ، بعد أن اكتفى (هشام) بتقطيبه من جديد و اهمل علاجه مع انشغاله الشديد مع (عاصي) وقتها في أمرٍ يخص الشركة .. استمعت له بعقل ذاهل و هو يعطيها التعليمات اللازمة للعناية الطبية به بعد خروجه من المشفى و لحسن حظها (سلمى) كانت أكثر انتباهاً منها و هي تستمع إليه بينما عقلها هي كان مشغولاً بعاصفة هوجاء من الأفكار .. إذن فهو جرح أصيب به قريباً .. ربما قبل زواجهما مباشرةً .. لقد قال الطبيب أنه تعرض لضربة شديدة أدت لتفزر الجرح الذي بالكاد كان قد تماثل للشفاء .. كيف و متى و من سيفعل به هذا؟ .. حانت منها نظرة نحو (عاصي) الذي وقف جانباً و وجهه مسودٌ بشدة و رغبة واضحة بقتل أحدهم ارتسمت في عينيه بوضوح و كفه منقبضة بقوة لتفكر بارتياع .. (عاصي) يعرف .. هو يعرف من فعل هذا بـ(هشام) .. تحركت نحوه تنوي سؤاله عن الأمر ، لكن كأنه أدرك رغبتها فتحرك هو نحو (سلمى) و انحنى يقبل رأسها قائلاً
_"سيكون بخير حبيبتي .. (رهف) وحدها في البيت و لابد أنها خائفة وحدها و قلقة على (هشام) ... اذهبي إليها أنتِ و (راندا) و أنا سأبقى مع (هشام) حتى يأذن الطبيب بخروجه"
هتفت (راندا) بحدة
_"أنا سأبقى"
_"(راندا) .. ليس وقت عنادكِ"
كزت على أسنانها وهتفت بحاجبين معقودين
_"قلت أنا سأبقى مع زوجي .. لا أحد يحق له منعي و لن أذهب من هنا سوى معه"
تنهد بقلة حيلة قبل أن يهز رأسه و قال برفق
_"حسناً .. إذن أمي .. اذهبي أنتِ مع السائق .. لقد تحدثت مع الحراس و سيرافقونكِ حتى البيت"
_"لكن بني"
قال بحزم رقيق
_"أمي .. لا يجب أن نترك (رهف) وحدها في هذه الظروف .. أنا قلق عليها .. لولا خوفي من ترك (راندا) وحدها لرافقتكِ"
تنهدت بقوة و تحركت معه للخارج بعد أن أوصت (راندا) بالاهتمام بـ(هشام) جيداً و غادرا تتبعهما عينا (راندا) بحزن لتديرهما بعدها نحو غرفة (هشام) و تحركت بعدها تنوي الذهاب إليه حين أوقفها صوتٌ يناديها فالتفتت بتساؤل لتنظر بدهشة للفتاة التي أقبلت ترتدي زي التمريض المميز .. قالت بتساؤل
_"هل ناديتني؟"
هزت رأسها قائلة برسمية
_"الطبيب يريد التحدث معكِ بخصوص حالة زوجكِ؟"
هتفت بخوف
_"هل هناك خطر؟"
ابتسمت بعملية و قالت
_"لا أعرف سيدتي .. هو فقط طلب مني استدعاءك .. تفضلي معي"
قالتها و هي تشير لها لترافقها و الخوف يسيطر على قلبها .. تُرى هل حالته سيئة و الطبيب فضل إخبارها وحدها لأنها زوجته .. همست داخلها برجاء أن تخيب ظنونها .. انتبهت بعد لحظات إلى تخلف الممرضة عنها فالتفتت للخلف بتساؤل لتتسع عيناها بحيرة و هي تجدها قد اختفت .. همست بدهشة
_"غريبة .. أين ذهبت تلك الفتاة؟"
هزت كتفيها بحيرة و تحركت للأمام تتابع طريقها حين شعرت بيد قوية تحيط بفمها لتتسع عيناها برعب ازداد عندما شعرت بجسدها يرتفع عن الأرض و ذراع قوية تلتف حول خصرها ترفعها و ظهرها التصق بصدر أحدهم فتلوت بعنف و هي تحاول التخلص من قبضته و دمعت عيناها و هي تشعر بأنفاسها تختنق تحت كفه الذي كمم أنفها و فمها بينما يسحبها نحو احدى الغرف الجانبية و اتسعت عيناها أكثر و هي تراه يغلق الباب و يسندها إليه يحاصرها بين جسده و الباب و يده لازالت تغطي فمها تمنعها من الصراخ و خفق قلبها بقوة قبل أن يتوقف و هي تسمع صوتاً مألوفاً يهمس بقرب أذنها
_"مرحباً حبيبتي"
تجمدت مكانها للحظات في ذهول .. مستحيل ... ليس هو .. أنفاسه التي لامست وجهها و لفحت بشرتها جعلتها تشهق منتفضة و هي تخرج من جمودها و هي تدفعه في صدره بكفيه بكل قوة تملكها داخلها هاتفة بذهول و غضب
_"(سامر)؟!"
ضحكة قصيرة أثارت قشعريرة في جسدها بينما تشعر به يقترب مجدداً منها لتلتصق بالباب بينما يهمس بفحيح ناعم

_"أجل يا حبيبتي .. (سامر) .. ماذا؟! .. هل نسيتِني بهذه السرعة؟"
ابتلعت لعابها بصعوبة و عيناها تحاولان اختراق الظلمة التي تكاد تسيطر على الغرفة التي تسلل إليها نور خافت و بالكاد استطاعت تحديد ملامحه و هتفت بتوجس و هي تمد يدها تنوي فتح الباب
_"ماذا تفعل هنا؟ و ماذا تريد؟"
اقترب منها بسرعة و أمسك يدها التي تمسك بمقبض الباب و شدها إليه لتشهق بقوة و سمعته يقول بتهكم
_"إلى أين بهذه السرعة حبيبتي؟ .. ألم تشتاقي إليّ؟"
قاومته بشدة و هي تهتف بغضب
_"ابتعد يا (سامر) و توقف عن هذا الجنون"
هزها بقوة قائلاً
_"جنون؟! .. و من سبب هذا الجنون برأيكِ (راندا)؟ .. انظري إلى ما فعلتِ بي؟"
_"أنا لم أفعل بك شيئاً فتوقف أرجوك ... لا يصح ما تفعله (سامر) .. دعني أذهب"

دفعها لتصطدم بالباب فتأوهت بألم بينما حاصرها بجسده هاتفاً
_"تريدين الذهاب إليه؟! .. تريدين أن تذهبي لذلك الحقير الذي فرق بيننا"
هتفت بجنون و هي تركل ساقه بقوة و تدفعه في صدره
_"اخرس .. لا تشتمه .. هو لم يفعل شيئاً .. أنت من تسببت بكل هذا .. أنت من بدأت الخيانة .. أنت خدعتني أيها الوغد"
تنفس بقوة و غضب و قبض على كفيه يحاول التحكم في غضبه حتى لا يقتلها في لحظة غضب .. لا .. لقد أقسم أن ينتقم منها بهدوء و يستمتع بكل لحظة من انتقامه .. همس بفحيح

_"تدافعين عنه رغم كل ما فعل؟ .. هل خدعكِ و استطاع إيقاعكِ بحبه؟"
صمتها المتوتر و اشاحتها بوجهها بعيداً عنه منحه الاجابة على سؤاله فاشتعل غضبه أكثر و أكثر و اندفع نحوها يمسك بكتفيها هاتفاً بجنون

_"لقد وقعتِ في حبه ، صحيح؟ .. لقد ركلتِني ككلبٍ أجرب و خنتِني مع ذلك الحقير .. أنتِ خنتِني (راندا)"
_"ابتعد أيها المجنون .. هل فقدت عقلك؟"
هزها بقوة و هو يصرخ

_"أجل جننت .. اللعنة عليكِ و عليه .. أخبريني .. هل سلمتِه نفسك؟ .. هل حصل عليكِ؟ .. خنتِني معه؟!"
شهقت بارتياع قبل أن تلمع عيناها بجنون و غضب مماثل و هي تصرخ فيه

_"اخرس أيها الحقير .. ما الذي تقوله؟ .. لابد أنك جننت فعلاً .. ابتعد عني و إلا أقسم أن أصرخ"
أحاط عنقها بكفيه و ضغط عليه بقوة و هو يميل عليها قائلاً من بين أسنانه بشراسة
_"أنتِ لم تري جنوناً بعد حبيبتي .. أنتِ فضلتِ ذلك الوغد عليّ و خنتِني (راندا) .. ماذا يفرق عني ، هه؟ .. انطقي .. ذلك الحقير خانكِ هو الآخر و لازال يخونكِ .. لديه عشيقة فرنسية و من يدري ربما تزوجها ، فأنا أعرف أنه كان عندها قبل يومين فقط"
حدقت فيه بذهول وكلماته تطعن قلبها بقسوة معيدة إليه كل شكوكها و ألمها و غيرتها فتابع هو بعد أن أدرك أنه لا مس طعنتها
_"على الأقل أنا تقربت منها لمصلحة عائلتي فقط بينما هو .. يخونكِ معها و أنتِ غافلة .. لماذا لم تكرهيه مثلي؟ لماذا لا تتركيه كما فعلتِ معي؟ .. أنا لم أخنكِ مثله .. لماذا؟"
وضعت كفيها على أذنيها و هي تهتف
_"توقف .. توقف"
_"لماذا (راندا)؟ .. لم أتصور أنكِ غبية لهذه الدرجة .. لقد أوقع بكِ بكل بساطة و حقق انتقامه .. أنتِ منحته الفرصة .. لقد قلتِها يا (راندا) .. قلتِ أنكِ ستنتقمي مني بزواجكِ منه .. لقد فعلتِها و انتقمتِ مني حقاً ، لكنكِ بغباء سلمتِ نفسكِ له و انتقمتِ من نفسكِ أيضاً و ها أنتِ الآن تدفعين الثمن .. لابد أنهما كانا يضحكان معاً على غبائكِ"
ضربت صدره بكل قهرها و هي تصرخ
_"يكفي .. توقف .. ابتعد عني .. لا أريد أن أسمع شيئاً .. توقف"
_"لماذا هل تؤلم الحقيقة لهذه الدرجة؟ .. تذكري أنني حذرتكِ منه مراراً ، لكنكِ بكل غباء رفضتِ الاستماع لي ... لقد توسلتكِ لتمنحيني فرصة لأثبت لكِ حبي ، و ذهبتِ لتتزوجي منه و ها أنتِ تدافعين عنه بعد كل ما فعل .. تحبينه و ترفضين تركه مهما فعل بكِ .. غبية"
أجل هي غبية .. غبية و تأكدت من هذا الآن .. رغم كل ما عرفت لا تستطيع كراهيته و لا تستطيع الابتعاد عنه .. يكفي أن ترى حالتها و هي خائفة عليه لتدرك أنها ستموت لو أصابه مكروه .. انتفضت من تفكيرها على صوت ضربة قوية وجهها نحو الباب بينما يهتف
_"اذهبي إليه إذن و لا تعودي باكية عندما يلقي بكِ ذلك الحقير من أجل عشيقته"
_"اخرس"
صرخت به ليقترب منها قائلاً بشراسة
_"ماذا؟ .. هل أصبت وتراً حساساً؟ .. صدقيني في أقرب وقت سيفعلها و عندها لن ينفعكِ الندم حبيبتي"
_"لآخر مرة سأقولها لك (سامر) .. ابتعد عن حياتي تماماً و إلا لن يحدث لك طيب أبداً ... لا شأن لك بي و لا بزوجي ، فهمت؟"
قالتها و هي تدفعه بكل قوتها و تحركت لتفتح الباب ليهتف من خلفها
_"إن كان هو لم يستطع ابعادي عنك بمحاولته قتلي ، فكيف ستبعدينني عنكِ أنتِ حبيبتي؟!"
توقفت يدها فوق مقبض الباب و التفتت نحوه بعينين متسعتين لتهمس بعدها بخفوت

_"ماذا قلت؟"
مال برأسه قليلاً و ضحك بخفوت مجيباً
_"بالتأكيد لم يخبركِ زوجكِ الحبيب أنه حاول التخلص مني قبل زواجكما بأيام قليلة فقط"
_"أنت كاذب"

ضحك بقوة و ردد
_"يمكنكِ سؤاله إن أحببتِ .. بالطبع بعد أن يفيق من مرضه .. آه و بالمناسبة .. ذلك الجرح أنا من سببته له"
_"ماذا؟"
هز كتفيه قائلاً ببرود لتتسع عيناها في ارتياع مع كلماته

_"كانت حالة دفاع عن النفس حبيبتي .. لقد كان يحاول قتلي فطعنته دفاعاً عن نفسي قبل أن أحاول الهرب و طاردني هو حتى أسقط سيارتي من فوق مرتفع صخري متسبباً في انفجارها و نجوت أنا بأعجوبة .. هو الآن يعتقد أنني مت و تخلص مني للأبد"
هزت رأسها بذهول
_"أنت تكذب .. أنت تكذب .. (هشام) لا يمكنه أن يفعل شيئاً كهذا .. (هشام) لن يقتل"
هتف بها بجنون و هو يبتعد قليلاً ليشعل الأنوار فأغمضت عينيها مع الضوء المفاجيء قبل أن تفتحهما من جديد مع هتافه
_"لا تصدقين .. انظري إذن لما أصابني بسببه"
نظرت لوجهه بجزع لتجد جانباً منه قد تشوه بينما اختفت احدى عينيه خلف عصابة سوداء جعلته أشبه بقرصان متوحش .. عادت تهز رأسها رفضاً ليقترب منها قائلاً
_"هو لا يعرف بعد أنني نجوت ، لكنني سأحرص أن يعرف قريباً جداً .. هذه التشوهات يمكن ازالتها بعملية تجميلية ، لكنني حرصت على تركها هكذا حتى أتذكر في كل لحظة الألم الذي سببه لي و الذي سأرده له أضعافاً مضاعفة"
_"لا .. أنت تكذب .. أنا لا أصدقك .. (هشام) لا يفعل هذا أبداً .. أنا واثقة .. أنا أعرف"
ضحك بقوة وارى خلفها النيران التي التهمت قلبه و هو يرى كيف تدافع عنه بشراسة و قال بكراهية

_"بل أنتِ لا تعرفين شيئاً عن الرجل الذي تزوجتِه .. لا تعرفين أي شيء .. لقد حاول قتلي و هددني مراراً من قبل و تأكدي أنه قادر على فعلها دون أن تطرف عينه .. هو مثل أبيه في النهاية .. قاتل .. أبوه قتل أبي قديماً و الآن هو حاول قتلي"
_"اخرس .. لا تنطق بكلمة أخرى .. أنا لا أصدقك"
هتفت بشراسة ليقبض على كفه بقوة و هو يقول

_"قريباً ستتأكدي من كلامي بنفسي ، كما تأكدتِ من علاقته بتلك المرأة و عندها ستعرفين أي حمقاء كنتِ"
رمقته بكراهية و غضب لتقول بعدها في صرامة
_"ابتعد عني و عن زوجي يا (سامر) .. إياك أن تقترب منا مجدداً ، هل فهمت؟"
قالتها و هي تفتح الباب لتغادر فتمتم بسخرية
_"لا أعدكِ حبيبتي .. سأعود دائماً .. و لن أتوقف حتى تعودي لي و تتركي ذلك الوغد"
توقفت مكانها للحظة قبل أن تلتفت بعدها نحوه و ترمقه بحدة و هي تقول

_"إذن ستنتظر للأبد (سامر) .. أنا لن أترك (هشام) أبداً ، هل تسمع؟! .. و أجل .. أنا أحبه و لن أتركه لامرأة أخرى .. مهما قلت عنه و مهما كانت حقيقته سيظل زوجي و الرجل الوحيد الذي أحبه .. هو ملكي أنا و لن أتركه لأي امرأة أخرى"
بادلته نظراته القاسية بتحدي و تحركت مبتعدة عنه ، لكن ليس قبل أن تسمعه يهمس بتوعد
_"لقد اخترتِ إذن يا (راندا) .. تحملي نتيجة اختياركِ إذن حبيبتي"
كلماته أثارت خوفاً شديداً داخلها و خفق قلبها بقوة و شعور سيء يجتاح أعماقها إزاء كلماته و ما قصده بها .. هزت رأسها تطرد مخاوفها جانباً و أسرعت عائدة نحو غرفة (هشام) ليقابلها (عاصي) الواقف أمام الغرفة بقلق و الذي بادرها بالسؤال بغضب عن أين كانت كل هذا الوقت .. كان يبدو قلقاً و كأنه توقع أن يكون قد أصابها مكروه فأسرعت تخبره أنها ذهبت لدورة المياه و أسرعت تدخل الغرفة و هي تشيح بناظريها بعيداً عنه حتى لا يقرأ ما تخفيه .. تنفست و هي تتجه لتجلس بجوار (هشام) النائم بعمق و تأملت وجهه الشاحب بألم قبل أن تمسك كفه و تهمس
_"أرجوك (هشام) .. لا تجبرني على الهروب بعيداً عنك .. لا أريد أن أتركك أبداً .. لكن لا تجبرني على هذا أرجوك .. أرجوك حبيبي"
رنين الهاتف أخرج (راندا) من ذكرياتها فرفعت عينيها إليه و لم تكد تلمح الرقم الظاهر على الشاشة حتى قطبت بضيق و أغلقت الهاتف تماماً و رفعت عينيها تنظر للساعة المعلقة لتنهض مسرعة .. لقد تأخرت على زيارة (سمراء) و يجب أن تسرع .. فلتدعو الله ألا تحاول (سمراء) الضغط عليها لتبوح لها بكل ما تخفيه عنها منذ أيام ... جرحها ينتظر لمسة واحدة فقط و سينزف حتى الموت و (سمراء) يكفيها ما تمر به .. لن تزيد عليها ببؤسها الخاص .. فلتحتمل قليلاً حتى تعود من زيارتها و بعدها ستكافيء نفسها بالبكاء حتى تنتهي دموعها و ترتاح
*********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-12-17, 01:12 AM   #1610

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جلست (وتين) أمام المرآة و تنهدت و هي تلتقط فرشاة شعرها و تبدأ في تصفيفه بحركات رقيقة بينما شردت بتفكيرها في حديثها الأخير مع حماتها .. لم تتوقع حين قاطعت حديثها مع (هاميس) و طلبت من تلك الأخيرة أن تتركهما بمفردهما أن تجري معها حديثاً كهذا .. حتى (هاميس) تتطلعت نحوهما بقلق قبل أن تتركهما عندما كررت أمها طلبها و غادرت و هي ترمي نحو (وتين) بنظرة اعتذار ممزوج بالقلق ، لتلتفت هي بعد نحو حماتها في ترقب و قلق تضاعف عندما سألتها عن ما يحدث بينها و بين (زياد) .. ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تسمعها تقول
_"هل كل شيءٍ بينكما على ما يرام؟! .. لماذا يبدو (زياد) مستاءاً هذه الفترة؟"
عضت على شفتيها و هي تلومه داخلها أنه ورطها في هذا .. من الواضح أن الجميع لاحظ تغير معاملته لها .. ذلك الأحمق .. لقد أخبرته أن الجميع سيلاحظ أن بينهما مشكلة ما و ها هي حماتها التي يبدو أنها ما صدقت أن (زياد) تغير معها و ستحملها بالتأكيد المسؤولية و ربما ستخبرها الآن أنها لم تبر بوعدها أن تجعله سعيداً دائماً و أنها كانت محقة عندما قالت أنهما لا يصلحان لبعضهما ، لكنها رفعت رأسها في دهشة عندما قالت (رجاء) و هي تتأملها
_"أتمنى ألا تكون الأمور سيئة بينكما و أن يكون مجرد شجار محبين مؤقت"
اتسعت عينا (وتين) قليلاً و هي تنظر لها قبل أن تبتسم في خفوت و تهز رأسها و قالت
_"مشكلة صغيرة و تفاهمنا بشأنها .. لا تقلقي"
ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيّ (رجاء) جعلت قلب (وتين) يخفق و هي تحدق فيها بذهول بينما تتابع

_"لست قلقة ... أنتِ وعدتِ أن سعادة (زياد) ستكون مسؤوليتكِ و أعرف أنكِ ستفعلين المستحيل لأجل سعادته"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تنظر إليها لا تصدق أنها هي من تقول هذا ، لكنها تجاوزت دهشتها بسرعة و هي تهز رأسها مؤكدة لتقول (رجاء)
_"لن أسألكِ ماذا حدث و أغضبه منكِ بهذا الشكل .. و لن أتصرف كالحماوات الأخريات و أدس أنفي في مشاكلكما الزوجية .. لا تقلقي"
هل (رجاء) هي من تتحدث معها الآن؟ .. هل هي تمزح أيضاً؟ .. أوشكت أن تخبرها أن تقرصها لتتأكد أنها لا تحلم .. هزت رأسها لتضحك بخفوت و قالت
_"لست قلقة"
ابتسمت (رجاء) ابتسامة خفيفة و قالت
_"إن كان هناك ما يمكنني أن أقدمه لكِ فهو نصيحة"
و صمتت لحظة شردت فيها بعيداً قبل أن تهز رأسها و تلتفت تنظر إليها قائلة
_"ربما هي نصيحة خانني عقلي و لم أعمل بها .. ربما كان كل شيءٍ في حياتي تغير وقتها"
أطرقت في أسى و هي تسمعها تكمل بخفوت
_"لا أفضل من الثقة و الصراحة ليكونا أساس حياتكما معاً ... ربما لو كنت أنا فعلت هذا لما وصل بي الحال إلى هنا أنا و عمكِ (شاكر)"
لمست المرارة في صوتها و انقبض قلبها بحزن بينما تسمعها تتابع
_"لو أنني صارحته بشكوكي و همومي ما كانت ساءت حالي إلى هذا الحد الذي حولني لأداة دمارٍ ذاتية و لما خسرت حبه بهذه الطريقة"
مدت يدها و ربتت على كفها بحنان جعل (رجاء) تجفل بخفوت و كأنما لم تتعود بعد على تلك الأريحية بينهما و التفاهم البسيط الذي بدأ ينشأ .. هي تعرف أنها تتابع علاجها و تحسنت بشكلٍ كبير فهي لم تتوقع هذا التقدم في علاقتها بها خلال تلك الفترة البسيطة .. همست و هي تبتسم لها برقة
_"لم يفت الوقت بعد يا زوجة عمي"
زمت (رجاء) شفتيها بأسف لتقول هي بسرعة
_"أجل .. زوجة عمي .. مهما كان ما حدث بينكما ستظلين بالنسبة لي زوجة عمي و أم زوجي و حبيبي"
و ضحكت بخفوت و هي تغمز بمرح
_"هذا بالطبع إلى أن توافقي أن أناديكِ بخالتي"
لمعت عيناها بأسى قبل أن ترتسم ابتسامة حزينة على شفتيها و هي تطرق برأسها فربتت على كفها من جديد و قالت

_"صدقيني .. لم يفت الوقت لتصلحي الأمور بينكما ... عمي لازال يحبكِ"
جفلت و هي ترفع رأسها إليها و أمل غريب لمع في عينيها جعل (ويتن) تتمنى لو تحتضنها و تطمئنها أن كل شيء سيكون بخير .. همست مبتسمة
_"أجل هو لازال يحبكِ رغم كل شيء ... أنتِ ربما لم تلاحظي الأمر بسبب غرقكِ في حزنكِ .. لكن أؤكد لكِ أن الجميع قد لاحظ ما لاحظته أنا .. عمي يحبكِ و هو حزين بسبب ما حدث و قلبه ممزق بسبب طلاقكما .. ربما كبرياؤه سيمنعه من الاعتراف و سيمنعه من أن يحارب من جديد في قضية يعتبرها خاسرة .. لكن الأمر بيدكِ أنتِ هذه المرة ... حاربي لاستعادة حبكِ .. أعني إن كنتِ لازلتِ تحبينه و تريدين العودة إليه و إصلاح ما فسد بينكما .. بيدكِ وحدكِ أن تثبتي له حبكِ و أنكِ تغيرتِ و ستفعلين المستحيل لتستعيدي ثقته بكِ و حبه لكِ .. أرجوكِ خالتي .. لا تتخلي عنه .. أنتما تحتاجان بعضكما الآن أكثر من أي وقتٍ مضى .. أرجوكِ حاربي لأجلكما .. أنتما تستحقان السعادة و أنا سأدعو لكما من كل قلبي لتحصلا عليها"
تأملتها بعينين دامعتين قبل أن تهمس بشفتين مرتجفتين
_"بعد كل شيء .. أعتقد أنني ربما فعلت شيئاً طيباً سابقاً في حياتي لأستحق كنة طيبة مثلكِ في النهاية"
ارتجفت شفتاها و هي تنظر لها بعينين ذاهلتين أدمعتا فجأة و لم تلبث أن شددت من كفها حول يد (رجاء) التي رفعت يداً مرتجفة و مسحت دمعة سالت من عينها و همست بارتباك
_"شكراً لكِ (وتين) .. شكراً لأنكِ لم تستسلمي بعد كل ما فعلته و لم تكرهيني أيضاًر.. أنتِ مثل أمكِ تماماً"
رقت عيناها مع ذكر أمها بينما أطلقت (رجاء) تنهيدة عميقة لتهمس بعد لحظات و هي تنظر لها
_"هل تعتقدين أنها قد تسامحني على كل ما فعلت معها؟"
شدت على كفها و قالت و هي تهز رأسها
_"صدقيني .. ما أخبرتكِ به سابقاً كان صدقاً .. لقد سامحتكِ مسبقاً .. هي أوصتني بكِ و قالت أنها ليست غاضبة منكِ و أنكِ حتى اللحظة الأخيرة كنتِ صديقتها و أمنيتها الأخيرة كانت أن تكوني سعيدة دائماً و كانت واثقة أنه لازال هناك خيرٌ في داخلكِ و كانت متأكدة أنه سيتغلب على كل شيءٍ آخر"
و رفعت يدها تمسح دموعاً غالبتها و هي تهمس
_"لذا .. لا تفكري كثيراً فيما مضى و حاربي لتحصلي على السعادة و أنا واثقة أن أمي ستكون سعيدة من أجلكِ"
تأملتها (رجاء) للحظات قبل أن تأخذ نفساً عميقاً محاولة التحكم في مشاعرها .. لقد صارت عاطفية أكثر من اللازم .. همست بعد قليل و هي تربت فوق كفها قائلة بامتنان
_"شكراً لكِ (وتين)"
ابتسمت لها برقة قبل أن يقاطعهما صوت (رفيف) و هي تندفع نحوهما و احتضنت جدتها بقوة و هي تقول
_"جدتي حبيبتي .. تعالي لتخبري (رامي) و (حمادة) أن يسمحا لي باللعب .. (رامي) يضايقني و يقول أنني فتاة و لن ألعب معهم بالكرة ... تعالي معي و أخبريهم أن يشركوني في اللعب و إلا أخذتِ منهم الكرة"
ضحكت (وتين) و (رجاء) لتقول الأخيرة
_"من الواضح أن (راندا) حولت حفيدتي لنسخة صغيرة منها قبل أن تغادر"
ضحكت (وتين) و هي تهز رأسها موافقة و تأملتهما بحنان و هما تنصرفان معاً و (رفيف) متعلقة بكف جدتها تهزها للأمام و الخلف بينما لا تتوقف عن القفز بطفولية و هي تواصل هذرها الطفولي دون توقف .. ابتسمت بحنان و هي ترفع عينيها للسماء قبل أن تغمضهما و هي تهمس بحنين

_"كنتِ محقة أمي .. كنتِ محقة حبيبتي"
صوت باب الغرفة و هو يفتح تتلوه صوت خطوات مألوفة جعلتها تفتح عينيها و تعود من ذكرياتها .. رفعت عينيها تنظر في المرآة إلى انعكاس (زياد) الذي دخل الغرفة و أغلق الباب برفق دون أن يرفع عينيه إليها مكتفياً بتحية خافتة فضاقت عيناها بتوعد عابث و نظرت لعينيها في المرآة .. حسناً .. لترى حبيبها الغاضب إلى متى سيقاوم .. ذلك العنيد .. يبدو أن جانب العناد في هذه العائلة لم ترثه (راندا) وحدها ، فها هو حبيبها رغم أن غضبه أصبح أخف ، لازال يعاند و مصمم على عقابها بطريقته .. العنيد القاسي .. لنرى حتى متى سيستمر في غضبه و مقاومته لها .. ابتسمت بنعومة و هي تراقبه من طرفٍ خفي و هو يرتدي ثياب نومه ليتجه بعدها نحو فراشهما و يستلقي فوقه يدعي انشغاله عنها بقراءة منهمكة في أحد كتبه .. حسناً (زياد) .. حسناً .. عادت تنظر لعينيها بالمرآة و هي تميل برأسها قليلاً قبل أن تترك فرشاتها و أعادت شعرها للخلف لينسدل فوق ظهرها برقة كاشفاً عن عنقها و صدرها و تأملت ثوب نومها الرقيق و الروب الحريري فوقه لتتسع ابتسامتها و التقطت زجاجة عطرها لترش القليل منه قبل أن تأخذ نفساً عميقاً و تسلل العطر عميقاً في أنفاسها ليمنحها شعوراً رائعاً بالراحة و الثقة فيما كان (زياد) يختلس النظر نحوها و هو يكتم ابتسامته بصعوبة .. حبيبته العنيدة .. يعترف أنه بالغ كثيراً في خصامها ، لكنه كان يستمتع بمحاولاتها المستمرة في اثبات حبها له و محاولاتها التأثير عليه بكل الطرق .. حسناً ربما تمادى كثيراً و هو يفعل هذا ، لكن لا يعني هذا أنه لم يتعذب معها بالمقابل و هو يدعي اللامبالة بينما هو يحترق شوقاً إليها .. الحمقاء الساحرة .. تنهيدة حارة كادت تفضحه ، لكنه سارع بالنظر في الكتاب الذي يدعي قراءته و قد بدأ يجد صعوبة حقيقية في التركيز مع الكلمات .. لحظات قليلة و كانت ساحرته تقترب ببطء و حفيف ثياب نومها جعل كل عصب فيه منتبهاً بشدة و قاوم بصعوبة أن يرفع عينيه إليها .. ابتلع لعابه بصعوبة و هو يشعر بها تجلس على جهتها من الفراش دون أن تنطق بحرف و مضت بضع دقائق خُيل إليه أنها قررت أن تعذبه بطريقة جديدة هذه المرة .. لولا شعوره بأنفاسها المضطربة لظن أنها غرقت في النوم .. كاد يلتفت نحوها ليتأكد حين شعر بحركتها قربه و قاوم بصعوبة أن يلتفت نحوها بينما مالت هي نحوه بجسدها حتى اختلط عطرها المثير بأنفاسه فأغمض عينيه بقوة بينما همست هي بنعومة
_"يبدو كتاباً مشوقاً .. لماذا لا تخبرني عما يحكي ربما ناقشناه معاً؟"
يناقشان الكتاب معاً .. هه .. آخر ما كان يريده هو أن يناقشها في محتوى الكتاب الذي صار من المستحيل الآن تذكر ما به بينما ساحرته المغوية تتعمد الالتصاق به و تميل لتنظر داخل الكتاب بينما خصلاتها الحبيبة تشاركها تعذيبه و هي تنساب لتلامس ذراعه بنعومة مهلكة .. أخذ نفساً عميقاً محملاً بعطرها لتزداد نبضاته صخباً داخله ، ليقول بعد لحظات بصوت حاول بقدر الإمكان ألا يفضح تأثره

_"لا أعتقد أن كتاباً في الاقتصاد قد يثير اهتمامك للدرجة"
لمعت عيناها و هي ترفعهما إليه و قد وضعت بهما كل عاطفتها و همست برقة تُذهب العقل
_"كل ما يهم حبيبي يهمني أكثر مما تتخيل"
ازدادت نبضاتها سرعة و اضطربت أنفاسها و هي تنظر فيه عينيه و خفق قلبها بسعادة و هي تقرأ داخلهما كل مشاعره التي فضحته .. هنأت نفسها و شجعتها أن تستمر فهي على الطريق الصحيح و لن تمنحه فرصة هذه المرة لينجح في تهربه منها كل مرة .. هذه الليلة لن ينجح في مقاومتها طويلاً .. أخذت نفساً عميقاً لتتنهد بعدها برقة و هي تميل إليه بينما كفها امتدت نحو الكتاب لتلمسه و تميله نحوها قليلاً بينما تتعمد أن تتوقف أصابعها فوق يده و هي تقول ببراءة مفتعلة و ابتسامة ساحرة
_"لماذا لا نقرأه معاً و لنرى إن كان الاقتصاد مثيراً لهذه الدرجة التي تجعلك منهمكاً في القراءة هكذا"
اللعنة على الاقتصاد و على كل نظرياته .. هو لا يذكر منها شيئاً بينما كل ما يدور في عقله أن يشدها إليه و يثبت لها أنه لا يجد ما هو مثيرٌ سواها هي .. تباً .. ركز (زياد) .. ركز .. كادت تفلت منها زفرة يائسة حين وجدته يبتعد قليلاً بجسده و يشد الكتاب و هو يقطب حاجبيه قائلاً دون أن يرفع عينيه عن السطور
_"ربما يكون خلودكِ للنوم أفضل من أن يصيبكِ صداع بسبب قراءة كتاب ثقيل كهذا"
زمت شفتيها و هي ترمقه بنظرة حانقة التقطها رغم نظره في الكتاب بينما هي كادت تلتقط وسادتها و تضربه دون رحمة .. الأحمق المستفز .. حسناً .. تراجعت تسند ظهرها للفراش بعنف و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها بينما تختلس النظرات له كل لحظة بطريقة جعلته يكاد يفقد سيطرته على ضحكاته .. لحظات قليلة و شعر بأصابع قدمها تلامس ساقه بنعومة لينتفض جسده بوضوح .. التفت نحوها بعينين متسعتين لتقابله ابتسامتها و نظرة البراءة في عينيها بينما تقول برقة
_"ما الأمر حبيبي؟ .. هل تحتاج شيئاً؟"
ضيق عينيه و هو ينقل ناظريه بين وجهها و قدمها التي كانت لحظتها بعيدة عن ساقه و قال
_"ماذا فعلتِ؟"
_"ماذا فعلت حبيبي؟"
قالتها ببراءة شديدة لتضيق عيناه أكثر لتمنحه هي أرق ابتسامتها و أشدها سحراً و تدعي النظر إلى أظافرها باهتمام ليتمتم من بين شفتيه بخفوت
_"حسناً تريدين اللعب (وتيني) .. استمري حبيبتي"
تجاهلها من جديد لتتمتم بهمس خافت

_"عنيد .. مزعج .. لنرى آخر مقاومتك هذه"
مدت قدمها من جديد ببطء شديد حتى كادت تلامس ساقه لتنتفض بخفوت مع صوت غلق الكتاب بقوة و في الثانية التالية التفتت لتجد (زياد) يلقيه جانباً ، لكنها ما كادت تفتح فمها لتنطق حتى شهقت و هي تجد نفسها ملتصقة بصدره و مقيدة إليه و ذراعاه القويتان تحيطانها بإحكام شديد بينما يهمس في أذنها
_"إذن أنتِ لم تفعلي شيئاً ساحرتي"
تسارعت أنفاسها و هي ترفع رأسها لتنظر في عينيه اللتين عصفت داخلهما مشاعره بطريقة اهتز لها قلبها لتهمس مبتسمة ببراءة
_"لم أفعل شيئاً .. لابد أنك تتوهم حبيبي"
_"حقاً؟"
أومأت برأسها و اتسعت ابتسامتها ليرتفع حاجبه بشر فضحكت و هي ترفع يدها تلامس حاجبه و قالت
_"حقاً"
شهقت و هي تبعد أصابعها عن أسنانه التي عضتها و نظرت له بعينين متسعتين قبل أن تقول بتذمر و دلال و هي تزم شفتيها
_"لقد أوجعتني"
_"حقاً؟! .. أريني"

قالها و هو يمسك كفها ليقبل أصابعها برقة شديدة جعلتها تبتسم ، لتصرخ بعد ثانية و احدة باعتراض عندما عض أصابعها مرة أخرى و هتفت و هي تضرب كتفه هاتفة
_"مخادع ... متوحش"
ضحك مقلداً صوتها و هو يضمها إليه أكثر
_"مخادع .. متوحش .. حبيبتي .. ألم يحذركِ أحدهم من إيقاذ الوحوش النائمة؟ .. خاصةً الغاضبة منها؟"
توقفت عن مقاومتها و نظرت إليه بحب و لامست وجهه بأصابعها هامسة
_"ماذا أفعل إن كنت أحب هذا الوحش الغاضب كثيراً و اشتقت له كثيراً جداً جداً؟"
و زمت شفتيها و هي تنظر له بتذمر كالأطفال و تقول و هي تهز كتفيها
_"لكن يبدو أنه لم يشتق لي ذرة واحدة"
_"ممم لم يشتق لكِ حقاً؟! .. لابد أنه أحمق إذن"
_"لا تشتم حبيبي لو سمحت"
_"هكذا إذن ... يبدو أنكِ تحبينه كثيراً"
رفعت ذراعيها و لفتهما حول عنقه هامسة برقة

_"كثيراً جداً .. أكثر مما قد تحب أي امرأة رجلاً في هذا العالم"
رقت عيناه و يده تتحرك فوق شعرها بنعومة و قال بعد لحظات

_"إذن تحبينه كثيراً ، لكنكِ مؤكد ستغضبينه مجدداً"
هزت رأسها بقوة و قالت ببراءة

_"أبداً ... ممم .. حسناً .. أعتقد أنني سأفعل"
نظر لها رافعاً حاجبه لتضحك برقة و ترفع نفسها قليلاً لتقبله بحب و ابتعدت لتكمل بهيام
_"لكنني لن أخسر ثقته بي مجدداُ و سأثق به دائماً .. سنتبادل الثقة و الصراحة والحب .. و أيضاً .. سنغضب و نتشاجر و ربما تخاصمنا كما يفعل جميع الأزواج و سنشعر بعدها بروعة الصلح بعد الخصام"
ابتسم و هو يزيح خصلاتها للخلف بينما تكمل و هي تغمز بعينها
_"صراحة أعجبني الأمر و اكتشفت أنني خلال هذه الأيام وقعت بحبك أكثر و اشتقت إليك أكثر و أكثر"
أبعدها قليلاً و قال ببرود مصطنع

_"إذن ربما تفضلين أن تبقي بعيدة لمزيد من الوقت"
هتفت باعتراض و هي تشده إليها

_"مستحيل .. ولا ثانية أخرى"
ضحك قائلاً
_"ماذا حدث؟ .. قلتِ أن الأمر أعجبكِ"
_"لا تتغابى حبيبي"
حركت كفها فوق وجهه باشتياق و قالت بحب
_"لا تبعدني عنك مرة أخرى حبيبي ... لا تعلم كم اشتقت لك .. اشتقت إليك كثيراً جداً .. جداً"
أحاط وجهها بكفيه و مال يقبلها بحب قبل أن يبتعد و يسند جبينه لجبينها هامساً بحرارة
_"و أنا اشتقت إليك كثيراً جداً .. أكثر مما تتخيلي (وتيني)"
ابتسمت بعشق و همست اسمه بعشق ليهمس بعشق مماثل
_"قلب (زياد)"
رفعت إليه عينيها الغامرتين بالحب و همست من جديد قبل أن تستسلم لدوامة عشقهما
_"أحبك دائماً و أبداً"
********
أغمضت (وتين) عينيها و تنهدت و هي تبتسم بسعادة بينما تحتضن بكفها كف (زياد) الذي أحاط خصرها بأحد ذراعيه و يده الأخرى كانت تلامس خصلات شعرها بحب بينما يميل بين الحين و الآخر ليطبع قبلات عاشقة فوق كتفها لتتسع ابتسامتها و هي تتخلل بأصابعها أصابع يده و تهمس بحب
_"أنت سعيد حبيبي؟"
ابتسم بسعادة خالصة و هو يقبل كتفها مرة أخرى و همس بحب
_"مجرد وجودكِ بقربي هكذا (وتيني) يجعل كلمة السعادة قليلة جداً على ما أشعره معكِ ... شكراً لأنكِ حبيبتي و سيدة قلبي"
لمعت عيناها بدموع السعادة و رفعت كفه من فوق بطنها لتقبلها بحب شديد و هي تهمس
_"شكراً لك أنت يا حب عمري و قلبي و حياة روحي .. لا تبعدني عنك مجدداً (زيادي)"
همس بحرارة و هو يدفن رأسه في خصلاتها
_"أبداً .. أبداً (وتيني) .. و أنتِ ستكونين معي دائماً ، في كل خطوة؟ .. صحيح؟"
هزت رأسها مؤكدة
_"في كل خطوة و أينما ذهبت في هذا العالم سألحق بك حبيبي"
ضحك بخفوت و هو يضمها إلى صدره أكثر
_"جيد ... سألزمكِ بوعدكِ هذا قريباً .. لا تنسي"
فتحت عينيها و صمتت للحظة قبل أن تلتفت بجسدها حتى أصبحت في مواجهته و قالت بتساؤل
_"ماذا تعني؟ .. هل هناك ما تخفيه عني؟"
نظر في عينيها مبتسماً قبل أن يميل ليقبلها بحب و يجيبها
_"ستعرفين في الوقت المناسب حبي"
زمت شفتيها باعتراض ليقبلها ضاحكاً من جديد لتقول بتذمر
_"ليس عدلاً ... لقد تصالحنا للتو و اتفقنا ألا نخفي شيئاً عن بعضنا .. نسيت وعدك سريعاً"
ضحك قائلاً
_"لا حبيبتي .. لا أريد أن أستبق الأحداث فقط .. يجب أن أتأكد أولاً"
_"مما؟"
مال عليها هامساً بعبث
_"سر"
هزت كتفيها تدعي الغضب و تحركت قليلاً تعطيه ظهرها ، ليمنع حركتها و ثبتها مكانها و هو يميل عليها قائلاً بعبث
_"هل ستخاصميني سريعاً هكذا؟ .. هذا ليس جيداً .. لقد وعدت (رفيف) .. و خصامنا من جديد لن يجعلني أفي بوعدي لها حبيبتي"
ارتفع حاجباها بتساؤل
_"وعدتها بماذا؟ .. لماذا يراودني شعورٌ سيء بخصوص هذا الأمر؟"
ضحك و هو يغمز بعينه
_"يبدو أنها تريد "نونو" صغير في أقرب وقت ... لقد أخبرتني أنها قالت لكِ و طلبت مني بل و أكدت عليّ بشدة أن أذكركِ"
شهقت واحمر وجهها بقوة و هي تدفنه في صدره ليضحك بقوة بينما همست هي بتذمر
_"يا إلهي ... (هاميس) الحمقاء ... شقيقتك الحمقاء هي السبب .. لقد وضعت الفكرة في رأسها ..حتى انها تسألني يومياً عن الأمر .. لقد صارت مهووسة بفكرة الحصول على شقيقة صغيرة"
ارتفعت ضحكاته أكثر لتضربه بحنق هاتفة
_"لا تضحك ... حتى الحماة العادية لا تسأل كنتها و تلح عليها بهذه الطريقة كما تفعل معي تلك العفريتة الصغيرة"
استمر في الضحك لتبتسم في النهاية باستسلام قبل أن ترفع وجهها تسأله بتوتر
_"هل تريد أطفالاً (زياد)؟ .. أعني في أقرب وقت؟"
نظر لعينيها و قد التقط نبرة القلق في صوتها و فهم مخاوفها فاحتضنها بحب و هو يلامس بطنها قائلاً
_"أشتاق لطفل صغير منكِ حبيبتي .. يسكن هنا .. أراقبه ينمو يوماً بعد يوم حتى أحمله بين ذراعيّ .. نسخة صغيرة منكِ يا روح (زياد) .. ثمرة حبي لكِ ... لكنني لست متعجلاً طبعاً .. لا أريد أن يسرقكِ أحد مني باكراً هكذا حتى و لو كان طفلي .. لم أشبع منكِ بعد"
لامست خصلات شعره و هي تنظر له بحب و همست
_"ماذا لو؟"
قاطعها و هو يضع اصبعه فوق شفتيها
_"ششش ... لا تقولي لو حبيبتي .. أنتِ الأولى عندي (وتيني) .. إن كان يقلقكِ ما حدث مع والدتكِ قبلاً ، فتأكدي أنني لو خُيرت بينكِ و بين حلمي بطفل منكِ ، فلا مجال لاختار غيركِ حبيبتي ... لن أخاطر بكِ مهما كان .. الوقت مبكر جداً لمخاوفكِ هذه يا قمري و صدقيني لا معنى لها .. أنتِ هي طفلتي و حبيبتي و لا أريدكِ أن تفكري بغير هذا الآن ، اتفقنا؟"
هزت رأسها ليقبل جبينها بحنان و هو يقول بينما يعتدل على ظهره و هو يضمها إليه لتضع رأسها فوق صدره ليطبع قبلة رقيقة على شعرها و يقول بينما يربت هو على ظهرها بحب
_"نامي الآن أميرتي و لا تفكري سوى بحبي لكِ و سعادتنا معاً"
هزت رأسها و هي تغمض عينيها مبتسمة و هي تشدد ذراعها حول خصره و تركت نفسها تنام بعمق مستسلمة لهدهدة نبضات قلبه الحبيبة

*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.