آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          304 - عندما يخطيء القلب - ريبيكا ونترز (الكاتـب : عنووود - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          أحــــ ولن أنطقها ــــــبِك "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : *my faith* - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لماذا الجفاء - آن ميثر ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حواجز الصداقة -بيني جوردان(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-18, 11:46 PM   #1641

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره القلوب مشاهدة المشاركة
جميله جدا شكرا ❣❣❣❣❣❣❣❣❣
تسلمي يا قمر .. نورتيني كتير


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-18, 11:48 PM   #1642

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
ميوش أنا قلت قريبا ما قلتش اليوم لا تخلي متابعاتك يفرموني فرم
الله يعينك حبيبتي اطمني انا لاصقة هنا لحد بكرا ههههه
هههههههههههه صحيح تصدقي قلتي قريباً ... إزاي قرأتها "اليوم" مش عارفة .. معلش تأثير المرض
حبيبتي تنوريني يا قلبي و إن شاء الله الفصل يعجبك


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-01-18, 11:55 PM   #1643

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
نفسي أقتلهم ممتعه وأختها سعيده ايلي إنتوا كلكم خارقين دمنا بيهم في نهايه كل فصل
تعملوا المصائب في الابطال وتقول سعيده والا ممتعه
علي فكره بقي أنا شايفه إن عاصي هوه ايلي موكوس بعد ايلي عمله مع رهف هوه فاكر إنه بيفهمها مخاطرش في باله إنه كده بيضرها أكتر ما بيحاول يفهمها خطوره إنها تعمل كده مع حد تاني
طيب ما هيه ممكن تجرب وتشوف تأثيرها كأنثي علي واحد تاني
باله خلينا نشوف ايه آخره المواكيس وعمايلهم
ههههههههههههههههههه ممتعة ماتت هي و سعيدة
هههههههه فعلاً حاجة غريبة .. و مع أرق تحياتي كمان
الحمد لله يعني كده رهف مبقتش موكوسة و عاصي اللي أخد الراية .. ليها حق تبهدله بقى و تمرمطه معاها لحد ما تسامحه ، مش كده؟
ههههههههههههههه تمام خلينا مع المواكيس لما نشوف آخرها
منوراني دايماً يا جميل


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-01-18, 12:00 AM   #1644

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترنيمۃ * مشاهدة المشاركة
تسلمي ع الفصل ميمي 💛
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترنيمۃ * مشاهدة المشاركة
هههههههههههههه أيوة حلو ، كثفي من مشاهد راندا لإنو غباءها سكككرة الرواية 😂
العفو يا جميل ... نورتيني

ههههههههههههههه غباء راندا سكرة الرواية .. دي طلعت عينيكم و عين هشام .. و لسه ربنا يستر من اللي ناوية عليه
إن شاء الله تعجبك الأحداث الجاية يا قمر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-01-18, 12:01 PM   #1645

دموع كاذبه

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية دموع كاذبه

? العضوٌ??? » 260643
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 612
?  نُقآطِيْ » دموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond repute
افتراضي

متا الفصل القادم متشوقييين كتير للي هتعمله رنده المجنونه

دموع كاذبه غير متواجد حالياً  
التوقيع

اقتلو محمد الحقير :7R_001:
رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 07:50 AM   #1646

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع و الستون (الجزء الأول)
استمرت (راندا) في التقلب فوق فراشها بتململ و هي تشعر بالاختناق الشديد و تنهدت بحرارة و هي تعتدل لتستقر فوق ظهرها و تتطلع للسقف بشرود .. رفعت ذراعها بعد وهلة لتغطي عينيها كأنما ستمنع دموعها التي لم تفارقها منذ غادر (هشام) بعد شجارهما الأخير .. لا تصدق كيف احتملت هذه الأيام التي غابها دون أن تُصاب بالجنون .. أين كان عقلها؟ .. إن كانت تشعر أنها تكاد تموت لمجرد ابتعاده عنها لأيام ، فكيف فكرت و طالبت أن تبتعد عنه للأبد .. حسناً .. و هل بقى لديها عقل بعد ما رأته ذلك اليوم؟ .. تحسست قلبها بألم .. لازال الوجع الذي مزق قلبها حياً كأنه قد حدث لتوه ... كل مرة تغمض عينيها و تستعيد ذلك المشهد يعود قلبها ليتمزق إرباً دون رحمة ... لا تعرف كيف تحركت يومها من أمام الباب دون أن تحدث صوتاً يقاطع الاثنين الغارقين في عالمهما و غادرت و صوت (هشام) يتردد في أذنها واعداً الأخرى أنه لن يتركها أبداً .. عاد صوت (سامر) ليدوي في عقلها المتعب المصعوق و هو يخبرها ألا تعود باكية عندما يتركها (هشام) من أجل عشيقته ... تأوهت بوجع و هي تتقلب مرة أخرى ... و قد صدق .. لقد اختار (هشام) ... و قد تركها .. لا .. هي من طالبته بتركها .. أطلقت أنيناً متذمراً و هي تعتدل لتجلس فوق الفراش .. ماذا كان أمامها لتفعل سوى هذا؟ .. هل كانت تنتظره أن يخبرها آسفاً أنه لن يستطيع أن يكمل معها لأنه يحب أخرى؟ .. كانت ستموت لو فعل .. لذلك أخذت قرارها .. لتتعذب و إن طال الوقت حتى تنسى أفضل بكثير من أن تموت .. دفنت وجهها بين كفيها و سمحت لدموعها أن تسيل من جديد .. و هي هكذا لم تمت؟ .. حالتها أسوأ بكثير و ذكريات شجارهما و نظرة (هشام) الأخيرة لها قبل أن يغادر لا تريد أن تترك عقلها .. تعذبها طوال الوقت .. همست اسمه باكية و هي تتذكر كيف غادرت الشركة و هي لا ترى أمامها لتصطدم بعدها بشقيقها (آدم) الذي كان في طريقه للداخل و لم يكد يرى حالتها المذرية حتى أخذها معه بعد أن أخبر السائق أنه سيعيدها للبيت بنفسه و بالطبع لم يتركها حراسها الذين لفتوا انتباه (آدم) فشرحت له الأمر سريعاً ... حاول معها (آدم) كثيراً لتخبره بما يضايقها ، لكنها بصعوبة ادعت أنها فقط متعبة و تعرف أنها لم تخدعه و نظرة الشك في عينيه أخبرتها أنها بالتأكيد لم تفعل .. و رغم هذا لم يضغط عليها و أخبرها مازحاً أنه سيقوم بدوره كأخ أكبر و وعدها أنه لن يعيدها للمنزل قبل أن تضحك و هي تناست ألمها بمعجزة و و قضت معه يومها و قد شعرت أنها عادت من جديد طفلة صغيرة و في نهاية يومهما معاً احتضنها بحب و هو يخبرها أنه سيكون معها دائماً و أنه مهما كان ما يؤلمها فإنه سيكون موجود لأجلها و لن يسمح لأحدهم بمسها بسوء أبداً مهما كان .. كلماته أعادت الدموع لعينيها و هي تتذكر أنها كانت نفس الكلمات التي رددها (هشام) على مسامع (سيلين) و عاد الألم لينغرس عميقاً عميقاً داخلها و هدد بخسرانها لتماسكها أمام شقيقها فمنعت دموعها بحزم و ابتعدت عن حضنه و هي تخبره ضاحكة أنه لا أحد يجرؤ على إغضابها من الأساس لأن لديها أفضل شقيق على وجه الأرض ليضمها من جديد بحنان و ليعيدها بعدها لبيتها و يغادر بعدها و قد نسيت ان تسأله لماذا كان ذاهباً للشركة من الأساس ... عادت لشقتها دون أن تمر على (سلمى) و (رهف) فحالتها لم تكن تسمح لها بالحديث مع أحد و قد عاودتها الأحزان ما أن غادرها (آدم) ... توقعت أن يكون (هشام) قد عاد و ربما كان غاضباً لتأخرها في العودة ، لكنها لم تجده ... تأملت الشقة الخالية بقلبٍ مثقل قبل أن تنفجر في البكاء لوقتٍ لم تعرف مداه .. لم يوقف بكاءها سوى صوت هاتفها الذي شق رنينه السكون من حولها فالتقطته دون أن تنظر للمتصل ليخترق صوته الشامت أذنها و هو يقول
_"أخيراً رددتِ حبيبتي .. لقد اتصلت كثيراً بكِ ، لكنكِ كنتِ مشغولة مع شقيقكِ الحبيب"
هتفت بصوت خرج متحشرجاً رغماً عنها
_"هل تراقبني (سامر)؟"
صمت لحظة قبل أن يضحك بخفوت
_"أوووه .. أنتِ تبكين؟! .. كانت مفاجئة قاسية بالتأكيد"
قشعريرة باردة سرت بجسدها و هي تفكر .. هل يعرف؟ .. كيف؟ .. و كأنه سمع حديثها مع نفسها فأجابها قائلاً
_"أنا أعرف أكثر مما تظنين حبيبتي .. و أجل .. أنا أراقبكِ .. و هؤلاء الحراس التافهون الذين وضعهم (هشام رضوان) لحمايتكِ لن يمنعونني حين أقرر الإقتراب منكِ و انتزاعكِ من يده .. عامةً سأنتظر حتى تأتين إليّ بنفسكِ حبيبتي"
هتفت بغضب
_"(سامر) حذرتك مسبقاً .. ابتعد عن حياتي تماماً و إلا لن يحدث لك طيب"
_"حاولي منعي جميلتي .. حتى أنتِ لن تستطيعين ابعادي عنكِ .. أنتِ مصيركِ تعودين لي و (هشام) .. ذلك الحقير الذي فرقنا لن يجد القوة لمنعي من استعادتكِ"
هتفت بجنون و قد عادت دموعها تتساقط
_"اللعنة عليك (سامر اليزيدي) .. اللعنة عليك و على اليوم الذي عرفتك به .. لم أندم على شيءٍ فعلته قدر ندمي على معرفتك .. لن أكررها (سامر) .. ابتعد عني و إياك و محاولة إزعاجي مجدداً و إلا ستعرف وقتها من (راندا هاشمي) حقاً"
ضحك بخشونة
_"بل أعرفكِ حقاً (راندا) .. أعرفكِ أكثر مما تظنين حبيبتي و لأنني أعرفكِ فلا أريدكِ أن تندمي على خياركِ لاحقاً حبيبتي ... فكري جيداً .. (هشام) و تأكدتِ بنفسكِ من خيانته .. هل بقى أمامكِ أي خيارٍ آخر؟ .. آه .. أنتِ تنتظرين حتى يأتي هو و يخبركِ بنفسه أنه لا يريد البقاء معكِ .. صدقيني آجلاً أم عاجلاً سيختارها هي .. وفري على نفسكِ الألم حبيبتي .. أنا سأنتظركِ"
صرخت فيه
_"اذهب للجحيم (سامر يزيدي) .. أنا لن أختارك أبداً حتى و لو تركت (هشام) .. هل تسمعني؟ .. لن أختارك أبداً"
صمت للحظة قبل أن يقول بصوت غامض أثار شعوراً بالخوف داخلها
_"لا أحب التفكير في نتيجة اختيارك هذا حبيبتي .. دعيني أخبركِ لمرة أخيرة .. أنتِ .. لا تملكين خياراً جميلتي .. إما أنا أو .. الموت"
ارتجف جسدها بقوة و اتسعت عيناها بذهول مع كلمته الأخيرة التي قالها ببرود قاسٍ قبل أن يغلق الهاتف تاركاً إياها تحدق أمامها و قلبها يخفق بخوف شديد .. لقد فقد عقله .. بالتأكيد فقد عقله ذلك الأحمق .. هل هددها بالموت لتوه؟ .. لقد جُن .. ألقت الهاتف من يدها و تنفست بقوة .. تباً له .. لن تسمح له باخافتها .. هو لا يملك سوى التهديد .. عاد عقلها يخبرها أنه لم يكن يهدد فقط .. هو واثق من قدرته على فعل ذلك .. عادت تتذكر طعنته لـ(هشام) و ارتجف قلبها بخوف .. هي لم تعرف (سامر) حقاً .. و الآن تشك حقيقةً في قدرته على تنفيذ تهديده ... بدلت ثيابها بشرود و خلال دقائق كانت في فراشها .. نظرت للساعة بعينين غشيتهما الدموع .. لقد تأخر .. لابد أنه معها الآن .. لهذا لم يعد حتى الآن .. حتى لم يتصل بها .. حتى مع التوتر الشديد بينهما في الفترة الأخيرة كان يتصل إن كان سيتأخر مع (عاصي) في العمل .. تلوت في فراشها ألماً و هي تتخيلهما معاً .. و مع كل صورة لهما كان قلبها يتمزق غيرةً و حزناً .. لن تحتمل .. يا الله .. لن تحتمل كل هذا الألم .. لم تتوقف عن البكاء حتى غرقت في النوم و لم تشعر به حين عاد في وقتٍ متأخر و حين استيقظت ليلاً وجدت نفسها تنام بين ذراعيه اللتين التفتا حولها بإحكام .. كادت تدفعه بعيداً و تصرخ فيه لماذا يفعل هذا بها .. لماذا يعاملها بهذه الازدواجية؟ .. لماذا يضمها إليه بهذه الطريقة إن كان يريد امرأة أخرى؟ .. رفعت وجهها تنظر لوجه النائم بسلام رغم الارهاق الواضح عليه و خفق قلبها مشفقاً عليه و تأملته في حنان لترفع بعدها يدها و تتحسس وجهه في حب و غامت عيناها بالدموع و هي تنظر إليه كأنما تريد أن تحفظ ملامحه داخل روحها استعداداً لسنين طويلة قادمة دونه .. شهقت بالبكاء لتكتم فمها ، لكنه تململ و كأنما شعر ببكاءها و رغم أنه لم يستيقظ من نومه ، لكنه ضمها إليه أكثر و هو يهمس في حنان بصوت ناعس
_"نامي حبيبتي .. أنا هنا .. لا تبكي"
كتمت دموعها بصعوبة و هي تلتصق به و تدفن نفسها بين ذراعيه و هي تحاول عبثاً تجاهل وسوسات عقلها الذي عذبها و هي تتخيله يحدث (سيلين) .. هل يحلم بها الآن؟ .. دفنت وجهها في صدره و هي تهمس داخلها بألم رهيب .. لماذا (هشام)؟ .. لماذا دخلت حياتي؟ .. لماذا كان يجب أن تعذبني معك؟ .. أنا أحبك (هشام) .. لا تعذبني أكثر من هذا .. لماذا تجبرني على الرحيل؟ .. أغمضت عينيها و هي تحاول العودة للنوم و لا تعرف متى سحبها النوم إلى دوامته من جديد ، لكنها حين استيقظت في اليوم لم تجده جوارها .. صوت المياه الجارية الآتي من ناحية الحمام أخبرها أنه هناك ... اعتدلت فوق الفراش و تنهدت و هي تخلل يديها في شعرها و تطلعت أمامها بعينين حزينتين قبل أن تنهض و تتجه نحو المرآة و تأملت عينيها المتورمتين بضيق قبل أن تخفي وجهها بين كفيها متنهدة بحرارة .. صوت الباب يُفتح جعلها تتمالك نفسها و تتحرك مبتعدة و لم تحاول رفع عينيها نحوه لأنها تعرف أنها ستضعف أمامه الآن .. أسرعت تتحرك متجهة نحو الحمام ليوقفها قائلاً
_"صباح الخير"
همست بخفوت دون أن تنظر نحوه
_"صباح الخير"
حاول الوقوف أمامها لكنها تجاوزته بسرعة و دخلت و أغلقت الباب خلفها و استندت إليه و حدقت أمامها بألم .. لا تستطيع مواجهته بعد كل شيء .. تخشى لو نطقت بحرف واحد أن تنفجر في البكاء أمامه و تفضح نفسها .. يكفي اهراقها لكرامتها إلى هذا الحد ... غادرت بعد دقائق لتجد الغرفة خالية منه .. لابد أنه غادر .. لم يحاول حتى أن يتحدث معها مجدداً .. زفرت بحنق .. لقد بدأت تهذي و ما عادت تعرف ماذا تريد بالضبط .. صوت رنين الهاتف أخرجها من أفكارها لتلتفت بدهشة .. هاتفه هنا ... هل نسيه أو .. قطعت تساؤلها و هي تلتقط الهاتف بفضول و تنظر للمتصل و لم تكد تلمح الاسم حتى كان الهاتف قد انتُزع منها فالتفتت نحو (هشام) الذي ابتسم لها معتذراً و غادر الغرفة .. وقفت للحظات و قلبها ينبض بسرعة .. لقد انتزع منها الهاتف و قد شعرت أنه بدا منزعجاً من فكرة أنها قد تعرف من المتحدث ... لكن للأسف لم يأخذه منها في الوقت المناسب فهي قد لمحت اسم المتصل ... (سديم) ... كانت تلك التي هذى باسمها أثناء مرضه .. إذن هي موجودة ... من تكون؟ .. و ما علاقتها به؟ .. ماذا عن (سيلين)؟ .. تباً .. هي ما عادت تفهم شيئاً .. لماذا هو غامضٌ لهذه الدرجة؟ .. تحركت بخطوات صامتة لتلحق به و كتمت أنفاسها و هي تتحرك بخفة لتقترب من غرفة مكتبه حيث كان يتحدث بصوت هاديء و سمعته يقول باهتمام
_"اهتمي بنفسكِ إذن حتى أراكِ .. لا .. لا تقلقي .. لقد وعدتكِ حبيبتي ستكونين بخير"
رفعت يدها إلى فمها تكتم شهقة ألم كادت تفضحها و استمعت له يتابع في حنان
_"حسناً لا تقلقي .. سأهتم بالأمر"
و صمت للحظات يستمع لها باهتمام قبل أن يقول بتنهيدة يائسة
_"(راندا)؟! .. لا أعرف ماذا أفعل معها حقاً؟ .. لا تمنحني فرصة .. لقد تعبت معها .. آه بالطبع سأخبرها لا تقلقي ... سأشرح لها كل شيء و أرجو أن تتفهم الأمر .. حسناً حبيبتي اعتني بنفسكِ .. أراكِ لاحقاً"
تراجعت (راندا) بخفة نحو غرفتهما و قاومت دموعها بصعوبة شديدة و عقلها بدأ يحلل الأمر على هواه و كلمات (سامر) اللعينة دوت في رأسها بصخب مزعج ممتزجة بكلمات (هشام) قبل لحظات .. سيخبرها و يشرح لها الأمر و يرجو أن تتفهم .. ماذا يمكن أن يعني هذا إلا أنه قد حسم أمره؟ .. لكن لصالح من؟ .. بالأمس كان مع (سيلين) و اليوم يتحدث مع تلك الأخرى .. و هناك أيضاً (همسة) تلك .. تباً .. هي ما عادت تفهم شيئاً و ما عادت واثقة أنها تعرف (هشام) أساساً .. كانت تتحرك دون تفكير و هي تتحدث مع نفسها و وجدت نفسها تخرج ثيابها و تلقيها فوق الفراش بحنق .. هي لن تنتظر و لن تفكر كثيراً .. لن تنتظر حتى يخبرها أنه ما عاد يريدها و أنه يحب أخرى .. أياً كانت ، فلابد أن هناك الكثيرات في الانتظار .. عقلها لم يكن يعمل لحظتها فالغيرة كانت تقتلها و شعور مجنون بالرغبة في القتل اشتعلت داخل عروقها .. أخرجت حقيبة سفرها و بدأت تلقي ثيابها فيها بعشوائية و لم تنتبه لدخول (هشام) الغرفة و هو يقول
_"(راندا) .. هناك ما أريد أن أخبرك به و لا ..هيه .. (راندا) ماذا تفعلين بالضبط؟"
لم تهتم بالالتفات نحوه و قالت من تحت أسنانها
_"كما ترى"
اقترب منها مسرعاً و أوقف حركتها و هو يشدها من ذراعها لتلتفت نحوه و قال بحاجبين معقودين
_"لماذا تضعين ثيابكِ في الحقيبة؟"
قالت بسخرية و هي تنتزع ذراعها منه و تعود لتكمل ما تفعله
_"لدي رحلة إلى المريخ و أكاد أتأخر عليها"
عاد يشدها نحوه و أمسك الثياب من يدها ليلقيها أرضاً و هو يهتف بغضب
_"توقفي عن السخرية .. ماذا حدث بالضبط؟ .. لماذا تجمعين ثيابك؟"
نظرت له ببرود و كتفت ذراعيها و قالت
_"لا داعي لكل هذا الغضب (هشام) .. أنا أفعل ما كان يجب أن أفعله منذ البداية ... أنا سأغادر لبيت عائلتي و"
_"تباً .. هل تمزحين معي؟"
قالها و هو يشدها نحو لتصطدم بصدره فكزت على أسنانها بقوة و حاولت التحكم برغبتها في الارتماء بين ذراعيه و الانفجار بالبكاء ، لكنّ شيطانها تولى الدفة في لحظات لتهتف بغضب و هي تدفعه في صدره
_"أنا لا أمزح .. تعرف أن هذا كان قراري من قبل و لم أنتظر كل هذا الوقت إلا لأنك كنت مريضاً و واجبي كان يحتم أن أبقى حتى تُشفى"
_"حقاً؟! ... بك الخير و الله .. آسف لأن مرضي أرغمكِ على البقاء .. هل كان واجباً ثقيلاً عليكِ؟"
ضغطت على فكها و هي تنظر له بحدة قبل أن تهتف
_"دعنا من كل هذا الآن .. لا فائدة منه .. لقد أخبرتك من قبل (هشام) فرجاءاً حاول احترام رغبتي .. نحن ... لن نستطيع أن نكمل حياتنا معاً .. لقد كان قراراً خاطئاً منذ البداية .. حاول أن تتفهم هذا"
تهدج صوتها رغماً عنها مع نهاية حديثها بينما هتف في حدة و هو يهزها بغضب
_"أتفهم ماذا؟ .. هل جُننتِ؟ .. ما الذي حدث لكل هذا؟"
تطلعت في عينيه للحظات قبل أن تقول و هي تتحرك مبتعدة
_"ما حدث أنني تعبت .. تعبت و سأمت .. لم أعد أحتمل كل هذا"
حدق فيها بعينين متسعتين لتتابع و هي تشيح بعينيها عنه
_"كان زواجنا خطأً منذ البداية (هشام) و تعرف أنك من أرغمتني على السير في هذا الطريق .. نحن ما كان يجب أن نكون معاً في المقام الأول .. لا تنسى أننا اتفقنا أصلاً أن يكون زواجنا مؤقتاً ... كان من المفترض أن يكون زواجاً صورياً كما اتفقنا و .. ما حدث بيننا كان خطأً و أنا أتحمل جزءاً من المسؤولية .. أعترف بهذا .. لكن ما حدث لن يغير شيئاً .. انفصالنا سيتم كما اتفقنا و كما وعدتني"
تجهمت نظراته و هو يقول بحدة
_"أنا لم أعدكِ بشيء"
التفتت هاتفة بغضب
_"أنت اتفقت معي (هشام) فلا تتلاعب بي .. يكفي إلى هنا .. لقد سأمت من ألاعيبك و ما عاد لدي من الأعصاب ما يحتمل أكثر .. أنا أشعر بالاختناق في هذا الزواج و أريد أن أتحرر من قيده ... هذا أفضل لكلينا"
اقترب منها و جذبها إليه في حدة هاتفاً
_"كيف لكِ أن تقرري عن كلينا؟ ... كيف تفكرين في هذا الأمر من الأساس؟"
تطلعت إليه بعينين غائمتين و قالت بنبرة حاولت ألا تصطبغ بالوجع داخلها
_"آجلاً أو عاجلاً كنا سنصل لهذه النقطة (هشام) ... دعنا لا نعذب بعضنا
أكثر .. لا تنكر أنك أنت أيضاً تريد هذا .. أنا متأكدة .. فقط أنا استبقت الأحداث و وفرت على كلينا الكثير من الألم"
_"تباً (راندا) .. هل تسمعين لكلماتكِ؟ .. من أخبركِ أنني .."
قاطعته و هي ترفع كفها لتزيح قبضته عن ذراعها و تبتعد قائلة بهدوء
_"أنا كنت مرحلة في حياتك و انتهت (هشام) ... هدفاً أردته و سعيت خلفه بكل قوتك و أياً كانت أسباب سعيك .. فقد خططت و وضعت حساباتك و فزت بجولاتك كلها و حققت هدفك من هذا الزواج و الآن ما عاد لك أي حجة لتستمر فيه .. بالعكس أنا أوفر عليك عناء الشرح لي ... لنتوقف هنا (هشام) و لا داعي لمزيد من الألم و الاحراج لكلينا"
_"بحق الله .. لقد جُننتِ"
_"بالعكس .. إن استمر الوضع بيننا على هذا الحال كثيراً (هشام) فسأفقد فعلاً ما تبقى من عقلي .. رجاءاً حاول لمرة أن تحترم رغبتي .. منذ التقينا و أنت تسعى وراء رغبتك و تحقق ما تريد .. لمرة واحدة احترم خياراتي"
نظر إليها للحظات مرت عليها كالدهر قبل أن يقول بصوت مكتوم

_"أنا لا أفهم ماذا أصابكِ فجأة (راندا) .. منذ أتممنا زواجنا و أنتِ لا تبدين بخير و لا أعرف ماذا يدور برأسكِ ... اعتذرت لكِ رغم أن ما حدث لم يكن خطأي وحدي .. رغم أنه لم يكن خطأً في المقام الأول .. و لست نادماً عليه .. و سامحتكِ على انفعالكِ المجنون بعدها و تفهمت غضبكِ الذي جعلكِ لا تفكرين جيداً في كلماتكِ قبل أن تنطقيها و لو فكرتِ جيداً لعلمتِ إلى اي حد دفعكِ الغضب المجنون كعادتكِ .. الآن أريدكِ أن تهدأي قليلاً و تخبرينني ما الذي يجري هنا و ماذا أصابكِ حقاً؟ .. ظننت أنني بدأت أصل إليكِ فعلاً و أن قلبكِ قد لان أخيراً و ستدركين حقيقة مشاعركِ و تمنحين زواجنا فرصة لننجح معاً"
نظرت إليه بذهول .. هذا الرجل سيصيبها بالجنون حقاً .. من يراه يتحدث الآن سيظن أنها تظلمه .. لو لم تره بعينيها و تسمعه بأذنيها لصدقت كلامه .. ماذا يريد منها بالضبط؟ .. لم تعد تفهم و عقلها لا يسعفها حقاً للتفكير بصفاء .. كل ما تراه أمامها هو صورته هو و (سيلين) .. و صورة أخرى لامرأة غامضة لو سمحت لعقلها أن يشطح قليلاً لظنت أنهما نفس المرأة .. هزت رأسها بقوة و انتبهت على صوته يناديها
_"انطقي (راندا) ... ماذا حدث لتغضبي هكذا؟"
تمتمت بخفوت
_"أحقاً لا تعرف ماذا حدث (هشام)؟ .. أنا أمنحك الفرصة التي تحتاجها .. أنت لم تعد بحاجة إلي و أنا أيضاً ما عدت أحتاجك .. صدقني لو استمرينا معاً سنكره بعضنا أكثر"
_"(راندا)"
_"دعني أكمل لو سمحت (هشام) .. أنت لم تحبني يوماً .. أنا كنت مجرد .. لنقل .. هدفاً أردته بشدة و أنت تعودت دائماً أن تحصل على ما تريد .. أنت لم تتعود الخسارة (هشام) و أنا أخطأت عندما تعاملت معك بحدة و تحديتك .. هذا جعلك أكثر رغبةً في هزيمتي و اثبات قدرتك على كسر كبريائي و غروري .. أنت لم تحبني .. فقط لم تتعود أن تخسر أي تحدي و من ناحية أخرى .. للصدفة البحتة أو ربما بمعرفة سابقة .. لم أعد أدري صراحة .. اكتشفت علاقتي بعدوك اللدود (سامر اليزيدي) و هكذا صار الأمر أكثر تحدياً لك"
حدق فيها بذهول قبل أن تلمحه يكز على فكه بغضب مكبوت مع ذكرها لـ(سامر) لتتابع هي بسرعة دون ان تمنحه فرصة للإنفجار فيها

_"أخبرتني مراراً أن بينكما حسابٌ قديم .. و أنا أوقعني سوء حظي في حربكما الغامضة تلك و صرت جزءاً من غنائم الحرب .. كل منكما أراد الفوز بي للإنتقام من الآخر .. أنت أوقعت بيننا لتحصل عليّ و هو .. هو أيضاً اتضح أنه كان يفكر بنفس الطريقة ... كنت هدفاً لكليكما و لعبة تتنافسان عليها و الخاسر الوحيد كان أنا .. أنت فعلت كل شيء .. و استخدمت كل الوسائل نزيهة أو غير لتنتصر على خصمك .. و هنيئاً لك .. لقد فعلت"
هز رأسه متمتماً بحدة
_"لقد فقدتِ عقلكِ فعلاً ... ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟ .. لا تفسري الأمور على هواكِ .. أنتِ لم تكوني يوماً نزوة و لا هدفاً و لا جزءاً من انتقامي من ذلك الحقير ، فتوقفي عن ترديد هذه الحماقات رجاءاً"
_"هذه ليست حماقات .. هذه هي الحقيقة .. لا تنكر أكثر ... لماذا لا تعترف أنك حاولت بكل طريقة أن تبعد (سامر) عن طريقي بل و هددتني مراراً أن أبتعد عنه .. هل تنكر أنك أوقعتني في فخ الزواج بك و استغللت حالة جدي و خوفي عليه لتدفعه للموافقة على زواجك مني و لولا هذا لما تم هذا الزواج أبداً"
_"بحق الله (راند) .. و كأن شيئاً كان قادراً على جعلكِ تفعلين شيئاً لا ترغبين فيه .. أنا أعرفكِ جيداً (راندا) .. لا أحد أبداً كان قادراً على جعلكِ تمضين قُدماً في هذا الزواج لو أنكِ لم ترغبين في المقام الأول"
اتسعت عيناها و هي تنظر إليه و قد هالها أن تكون مكشوفة أمامه لهذه الدرجة بينما هي لم تكتشف تلك الحقيقة سوى مؤخراً .. لم تدرك أنها كانت واقعة في حبه طوال الوقت و أنها لهذا السبب تحديداً وافقت على زواجها منه .. لا .. لن تسمح له بأن يعرف أنه كان محقاً .. لا مزيد من اهدار الكرامة و اراقة ماء وجهها أمامه أكثر من هذا .. هي الحمقاء الغبية التي منحته الفرصة بيدها لينتصر عليها و تخلت بكل بساطة عن وعدها لنفسها أنها لن تمنحه قلبها و لا نفسها أبداً .. عضت على شفتيها قبل أن تهتف
_"لا تدعي أنك تعرفني (هشام) .. لو انك تعرفني حقاً ، لعرفت أنني أكره الكذب و أكره الكاذبين و لما حاولت أن تكذب عليّ"
_"هل تتهمينني الآن بالكذب (راندا)؟"
_"نعم .. أنت كذبت (هشام) و لازلت تكذب .. لقد عرفت الحقيقة فلا داعي لتنكرها أكثر .. أنت لم تحبني أبداً و أنا لا أحبك فدعنا نختصر الطريق و نحرر نفسينا من هذا القيد الذي يمنع كلينا من تحقيق ما يريد"
قطب حاجبيه و تمتم بغضب مكبوت

_"ما يريده كلينا!! .. و الذي هو ..؟"
نظرت له للحظات و تمتمت بعدها

_"أنت تعرف ما تريده (هشام) أما أنا .. أريد حريتي"
_"حريتكِ"
_"نعم .. أريدك أن تحررني من هذا الزواج فأنا لن أحتمل أكثر من هذا"
حدق فيها بجمود قبل أن يقول بصوت بارد
_"سأقولها مرة أخيرة (راندا) فاحفظيها جيداً .. لا حل لكِ لتتحرري من هذا الزواج سوى أن تقتلينني"
سرت قشعريرة شديدة في جسدها و هي تحدق فيه بعينين متسعتين بينما تابع

_"أخبرتكِ قبلاً أنتِ لن تغادري بيتنا إلا على جثتي .. كل هذا الهراء الذي تنطقين به أعلم أن وراءه سبباً أحمقاً مثلكِ و لا تريدين إخباري به ، لكنني لن أستجيب لغبائكِ و تهوركِ المعتاد (راندا)"
_"غبائي و تهوري؟! .. اللعنة (هشام) .. لا تعاملني كمجنونة .. أنا أعرف جيداً ما أريده .. و ما أريده الآن هو شيء واحد و لن أقبل بغيره"
و صمتت لحظة و هي تنظر في عينيه بحزم قبل أن تقول

_"أريد الطلاق"
لم تكد تنطق الكلمة حتى أحاطت كفه بفمها و هو يحدق في عينيها بغضب أسود بينما شدتها ذراعه لتلصقها به فتخبط قلبها بين ضلوعها بقوة بينما همس هو بفحيح غاضب

_"إياكِ .. إياكِ أن أسمعكِ تنطقين هذه الكلمة مرة أخرى ، فهمتِ؟"
حدقت في عينيه المشتعلتين من هذا القرب و ارتجفت خلايا جسدها كما في كل مرة تجد نفسها في مواجهة الوجه الآخر له حين تختفي كل رقته المعتادة و لطفه في معاملتها ليظهر شخص آخر .. تخشى كثيراً مواجهته .. ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تنظر له بعينيها المتسعتين ليهزها بقوة و يهتف
_"مفهوم؟!"
هزت رأسها محاولة تحرير فمها ليبعد هو كفه بعد لحظات لتنتفض غضباً و هي تدفع صدره بكفيها و تهتف بحنق
_"لا ليس مفهوماً (هشام) ... أنا أريد الطلاق و لن أنتظرك حتى تركلني من حياتك في أي لحظة من أجل تلك اللعينة التي تحبها"
كان دوره ليحدق فيها بدهشة ليتمتم
_"ما الـ ... تباً .. ما الذي تهذين به الآن؟ ... ليست أول مرة تلمحين بهذا الأمر .. تحدثي بوضوح (راندا) و أخرجي كل ما بجعبتك .. ربما عرفت أخيراً ما يدور برأسكِ الأحمق هذا و الذي أنا واثقٌ من أنه لن يرتاح حتى يخرب حياتنا تماماً"
كزت على أسنانها قهراً و هي تهفت
_"لا تدعي الحماقة (هشام) و لا تحاول إلقاء اللوم عليّ .. قلت لك أنني أعرف أنك تحب امرأة أخرى .. ربما تزوجتها .. فآخر مرة رأيتكما معاً كانت توحي بأنكما فعلاً قد .."
تقطع صوتها مع الألم الذي تسلل إليه فصمتت ليهتف هو في ذهول
_"أنتِ واعية لما تنطقين؟! .. بالتأكيد تمزحين .. أي امرأة هذه التي تتحدثين عنها؟ .. هل تتهمينني الآن بخيانتكِ؟"
_"تباً (هشام) .. أجل أتهمك بهذا .. لقد رأيتكما معاً بعينيّ هاتين فلا تنكر .. كنت تحتضنها أيها الخائن .. لقد قبلتها و ناديتها حبيبتك .. لقد رأيتكما و سمعتكما"
قطب في حيرة قبل أن تلمع عيناه و تتسعان عن آخرهما و هو يهتف

_"أنتِ لا تعنين (سيلين) ، صحيح؟"
اندفعت تضرب صدره بقبضتيها صارخة بغيرة و غضب
_"لا تذكرها أمامي أيها الخائن .. لماذا لم تتزوجها هي من البداية مادمت تحبها؟"
أمسك قبضتيها و زفر بحنق قائلاً
_"(راندا) .. أنتِ مخطئة صدقيني .. (سيلين) تكون .."
_"اصمت أيها الخائن .. اصمت .. لا تبرر .. أنا لن أصدق أي شيء بعد الآن تنطق به .. أنا أكرهك .. اللعنة عليكما معاً .. لقد دمرتما حياتي .. لابد أنكما ضحكتما عليّ كثيراً ، صحيح؟"
_"تباً (راندا) .. اخرسي و اسمعيني .."
تلوت بين ذراعيه و هي تصرخ بجنون و دموعها خانتها و بدأت تتساقط على خديها
_"لن أسمع شيئاً .. اذهب إليها .. ألم تعدها أنك لن تتركها؟ .. هيا اذهب .. لقد كان محقاً في كل شيء"
قطب حاجبيه و تراخت قبضتيه عنها لتدفعه بعيداً و هي تواصل انفجارها المجنون
_"(سامر) كان محقاً في كل ما قاله عنك .. كنتما تخدعانني و أنا لم أصدقه"
_"(سامر) .. مرة أخرى .. أخبرتكِ ألا تذكري اسم ذلك الحقير على لسانكِ (راندا)"
رمقته بحدة و هي تهتف
_"لم أعد أدري من منكما تفوق على الآخر في هذا المجال للأسف"
لوى قبضته بعنف و هو يغمض عينيه بينما واصلت كلماتها المسمومة دون توقف
_"على الأقل هو كان صادقاً معي .. و في النهاية تأكدت من أن كل كلماته صحيحة و من يدري ربما كان محقاً في أنك حاولت قتله"
فتح عينيه يحدق فيه بدهشة قبل أن يهتف و هو يمسك بذراعها بقسوة
_"ماذا قلتِ؟"
_"ماذا؟! .. ألم تسمع؟! .. لقد أخبرني أنك حاولت قتله و أنه طعنك دفاعاً عن النفس"
لم تفهم سبب النظرة الغريبة في عينيه ، لكنّ يده اشتدت على ذراعها بقوة آلمتها و هو يهزها قائلاً
_"متى أخبركِ بهذا الكلام؟ .. أخبريني متى؟"
قطبت حاجبيها باستغراب لتقول في ضيق و هي تحاول فك قبضته المؤلمة
_"عندما كنت في المسشفى .. ظهر فجأة و أخبرني بالأمر .. لم أصدق طبعاً رغم أنني استغربت معرفته بطعنتك ، و تصورت وقتها أن الممرضة التي ساعدته هناك هي من سربت له الأمر ، لكن من الواضح من تعبيرات وجهك أنه كان صادقاً في هذا أيضاً"
همس و هو يبعد يده عنها
_"مستحيل"
_"من الواضح أنك كنت متأكداً من كونه ميتاً كما قال"
و هزت كتفيها و هي تكمل بسخرية مريرة
_"لسوء حظك (هشام) ... عدوك لازال على قيد الحياة و من الواضح أن لعبتكما لازالت مستمرة .. لكن .. اعذرني .. أنا لن أكون طرفاً في صراعكما اللطيف هذا"
استغربت صمته و هو يقطب حاجبيه كأنما غرق في تفكيرٍ عميق و الغضب الأسود الذي تخلل عينيه جعلها تتأكد من كل شكوكها و رغم هذا قلبها تمنى لو ينكر الحقيقة .. لو يخبرها أن (سامر) كاذب و أنه أبداً لم يفعلها .. أنه لم يحاول قتل أحدهم حتى و لو كان عدوه اللدود .. اقشعر جسدها و هي تتذكر تهديد (سامر) و وجدت نفسها تفكر أنها تصدق الآن أن (سامر) يمكنه فعلها دون أن يطرف له جفن ، لكنها لا تستطيع مجرد تخيل أن يتورط (هشام) في دم أحدهم ... لكن .. ما الذي تعرفه عن (هشام) حقاً؟ .. هي لم تسمح لنفسها أن تتعرف عليه كما يجب .. منذ عرفته و هي تدور في دائرة لا تنتهي من العناد و الحرب الغير منطقية بينهما و الآن تجد كل هذا الغموض المحيط به .. انتقام و أعداء و حراس شخصيين و نساء لا تعرفهن و لا تعرف ما دورهن في حياته .. هي لم تعرفه حقاً .. لكنها تعرف شيئاً واحداً .. هي تحبه .. و هذا يقتلها .. يستنزفها ببطء .. تحبه و مضطرة لترحل عنه فما عادت تملك خياراً آخراً .. سمعته يتمتم بغضب مكتوم
_"إذن فذلك الحقير لازال حياً .. لابد أنه هو سبب كل المصائب التي حدثت معنا مؤخراً .. حسناً (سامر اليزيدي) لازال في عمرك بقية و أقسم أن أجعلك تتمنى لو أنك مت في المرة السابقة لأنني لن أرحمك أبداً في الأيام الباقية من عمرك"
حدقت فيه بارتياع و هي تراه يلتقط سترته و هاتفه و يتصل بأحدهم ليقول بعد لحظات
_"مرحباً (عاصي) .. هل وصلت؟ .. جيد .. لقد جد أمرٌ مهم أريد أن أطلعك عليه .. حسناً .. لن أتأخر"
أغلق الهاتف و وضعه في سترته و تحرك ليلتقط مفاتيح سيارته و يغادر لتندفع خلفه هاتفة بخوف
_"أين تذهب؟"
وقف للحظات صامتاً قبل أن يلتفت إليها و يقول بهدوء
_"يجب أن أغادر الآن .. سنتحدث لاحقاً عندما أعود ربما تكونين قد هدأتِ قليلاً لتسمعينني و تفهمي كل شيء"
قالها و هو يتحرك ليغادر أمام أنظارها الذاهلة لتهتف خلفه بحنق
_"لن تجدني هنا عندما تعود (هشام رضوان) .. أنا لن أنتظرك .. سأعود لبيت أهلي و سأنتظر ورقة طلاقي"
رمقها للحظات بنظرات غريبة قبل أن يهمس

_"أنتِ ستغادري هذا البيت في حالة واحدة فقط (راندا)"
صمت للحظات دون أن يقطع تواصل عينيهما ليكمل بعدها جملته بحزم
_"موتي"
اتسعت عيناها بارتياع و هي تتراجع للخلف في حدة مع كلمته التي اخترقت قلبها بقسوة بينما غادر هو الغرفة و الشقة بأكملها تاركاً إياها تحدق في إثره بقلب يخفق بجنون و كل خلية منها ترتجف بشدة قبل أن تتراخى ساقيها و تسقط أرضاً تحدق أمامها بعينين تفجرتا بدموع الخوف و الألم .
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 07:59 AM   #1647

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أفاقت من ذكرياتها على صوت رنين هاتفها فالتقطته بسرعة و نظرت للاسم بلهفة بهتت سريعاً و هي تتنهد بأسى و تتطلع لاسم (رهف) فوق الشاشة ...لن يتصل .. تعرف هذا .. لقد أغضبته كثيراً .. شجارهما الأخير في اليوم التالي كان أشد و هي لم تترك له خياراً آخراً و هي تجرحه بأسوأ طريقة .. لازالت كلماته الأخيرة ترن في أذنيها و نظرته التي رمقها بها قبل أن يرحل بينما يخبرها أنها انتصرت فلتتمتع بانتصارها الذي تمنته طويلاً .. شيءٌ يخبرها أنه لن يمنحها تلك الفرصة الأخيرة التي تحدث عنها .. رغم أنه أخبرها أنها انتصرت و سيكون لها ما أرادت إلا أنه أخبرها أنه سيعطيها وقتاً لتفكر جيداً مع نفسها لأن ظروف العائلة لا تحتمل طلاقهما الآن ، و عندما يعود من سفره هو و (عاصي) سيمنحها ما تريد .. قلبها يخبرها أنه سيعود و لن يمنحها تلك الفرصة .. لن يتركها تخبره أنها لا تريد أن ترحل و أنها ستحتمل البقاء معه رغم كل ما عرفت ... زفرت بحرارة قبل أن تجيب على (رهف) التي أتى صوتها و هي تهتف
_"مرحباً أيتها الكسولة .. هل استيقظتِ أخيراً؟"
ابتسمت بأسى و هي تتخيل ابتسامة (رهف) التي بدأت تغادر قوقعتها رويداً رويداً و تعلمت الابتسام من جديد رغم انها لازالت ابتسامة حيية تتعلم الحبو في بداية الطريق .. تشعر أن (رهف) تخفي جرحاً أعمق بكثير من جرح اصابتها بسبب الحادث و أعمق من جرحها بسبب (عاصي) الذي تفوق عليها هي نفسها في الحماقة .. ستمنحها الوقت كله حتى تثق بها لتخبرها بنفسها بكل ما يؤلمها ... فكرت بحزن .. (هشام) كان محقاً .. هي أصبحت جزءاً من هذا البيت بأفراحه و أحزانه .. أصبحت صديقة لـ(رهف) و بدأت تساعدها في أن تغادر قوقعة أحزانها و وعدت نفسها بأن تساعدها حتى تعود لتلك الفتاة المشرقة التي التقتها سابقاً .. و (سلمى) أيضاً .. (سلمى) التي احتوتها و منحتها حبها بصدق و عاملتها كابنتها تماماً و أخبرتها مراراً أنها كانت تعرف أن السعادة ستدخل بيتهم من جديد على يدها و وثقت بها أنها ستأخذ بيد (رهف) و ستسعد (هشام) .. كيف فكرت أن تتخلى عنهم بكل أنانية لمجرد غضبها من (هشام) و غيرتها التي أعمت بصيرتها و وجعها الذي جعلها تتخلى حتى عن فكرة التمسك به و عدما التنازل عنه لامرأة أخرى ... هزت رأسها بقوة .. لا .. هي لن تفعل .. لن تتخلى عنه .. الأيام السابقة و رحيله بهذه الطريقة كان صفعة قاسية على وجه غرورها و عنادها .. عذابها في بعده جعلها تفكر جيداً .. بعد كل شيء .. لن تحتمل انفصالهما .. تخشى فقط أن يعود و قد اقتنع بكلامها و أنه سيطلقها دون أن يسألها إن كانت قد تراجعت عن طلبها للطلاق أم لا .. تباً .. ماذا فعلت بنفسها؟ .. هي في حاجة لمعجزة .. معجزة واحدة لتنقذ زواجهما .. لو أنها فقط تملك القدرة لتعيد الساعة للوراء و تعيد اصلاح كل شيء .. لو أنها فقط تستطيع سحب كل تلك الكلمات اللعينة التي جرحته بها لفعلت .. لو أنه يأتي الآن لأخبرته كم تحبه و كم هي آسفة و أنها لا تريد أن تتركه .. ماذا لو كان هناك أخرى تحاول سرقته منها؟ .. هي ستنتزعه منها و تحصل عليه خالصاً لها وحدها .. ماذا لو كان يخفي عنها ماضٍ غامض و يمكنه قتل أعدائه ببرود و قد ينتقم دون رحمة .. هي ستمنعه من الخطأ .. أليست هذه مسؤوليتها كزوجة؟ .. أجل .. ستحبه بكل عيوبه و حسناته كما فعل معها .. أغمضت عينيها بقوة .. نعم .. هي متأكدة الآن أنه يحبها و متمسكٌ بها و إلا ما كان تحمل شخصيتها أبداً و منحها الفرصة تلو الأخرى و تمسك بها بعد كل ما فعلته .. آه يا (راندا) .. هل كان يجب أن يحصل كل هذا ليستوعب عقلكِ الأحمق كل هذا؟ .. أفاقت على صوت (رهف) يقول بمرح

_"آلو .. آلو .. من الأرض إلى (راندا) .. هل تسمعني؟! .. أين ذهبتِ يا فتاة؟ .. يبدو أنني أتحدث مع نفسي منذ دقائق"
ابتسمت بأسى و قالت
_"أنا معكِ (رهف) .. آسفة شردت قليلاً"
ضحكت بخفوت و قالت
_"أووه .. أحدهم يشتاق لشقيقي الحبيب .. لا تقلقي سيعود بسرعة لقد أخبرني اليوم"
هتفت بلهفة
_"هل اتصل بكِ؟"
قالت بحيرة
_"أجل .. ألم يتصل بكِ؟"
سارعت تقول
_"آه .. تقريباً كنت نائمة و لم أسمع الهاتف"
_"أنتِ تنامين كثيراً هذه الأيام"
تنهدت بتعب لتقول (رهف)
_"ألا تشعرين بالملل عندكِ؟ .. ألا تريدين أن تأتي لنجلس سوياً بعض الوقت؟ .. لماذا لا تتصرفين كزوجة طبيعية و تستغلي غياب زوجكِ لتحصلي على بعض المرح؟"
ضحكت قائلة
_"من أين تأخذين معلوماتكِ عن الحياة الزوجية بالضبط (رهف)؟"
بادلتها الضحك و هي تقول
_"من هنا و هناك .. صدقيني الزوجة الطبيعية تفعل هذا .. خصوصاً عندما تمتلك شقيقة زوج مثلي"
ضحكت (راندا) من جديد
_"أنتِ حقاً يا (رهف)!"
هتفت قائلة
_"تعالي تعالي .. أريدكِ أن تضعي معي خطة محكمة كما وعدتِني .. يجب أن تكون الخطة جاهزة قبل أن يعود الخصم من سفره"
ابتسمت و هي تتخيل (عاصي) الذي لا يعرف ما يُعد له وراء ظهره قبل أن تتنهد بتعب و عادت بظهرها لتستند للوسادة و قالت بتعب بعد أن تثاءبت
_"هل يمكن أن نختار وقتاً آخراً حبيبتي .. صدقيني أشعر بالكثير من التعب و أريد النوم كثيراً"
صمتت (رهف) للحظة لتقول بعدها
_"صدقاً (راندا) .. لديكِ مشكلة مع النوم .. تنامين كثيراً هذه الأيام و مرهقة دائماً .. ما الأمر حبيبتي؟"
أطرقت بحزن .. ماذا ستخبرها؟ .. أنها تسهر طيلة الليل تفكر في (هشام) و تبكي و لا تعرف كيف تقاوم جبنها و تتصل به لتعتذر و تتوسله أن يسامحها و يعود .. فتحت فمها لتقاطعها (رهف) و هي تهتف

_"ربما يكون .. (راندا) .. هل أنتِ حامل؟"
انتفضت مكانها و اتسعت عيناها .. حامل؟! .. هي؟! .. ما الذي .. همست بارتباك
_"أنا .. لا .. (رهف) ماذا تقولين؟ .. أنا لست"
قاطعتها بحماس
_"لقد قرأت أن الحامل أحياناً تعاني من كثرة النوم و الارهاق خصوصاً بالشهور الأولى .. و حالتكِ هذه الأيام ذكرتني بهذا الأمر"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تفكر بخشية و هي تحرك كفها لتضعه على بطنها .. هل يمكن أن .. هل تأمل حقاً في أن تكون كذلك .. هزت رأسها بقوة قبل أن تضحك بمرح مصطنع و تقول
_"يا إلهي (رهف) .. أنتِ حقاً .. سألتكِ من أين تأتين بمعلوماتكِ هذه .. الأمر فقط أنني لا أنام جيداً بالليل و أعاني من الأرق و هذا يجعلني مرهقة طيلة النهار"
وصلتها همهمة آسفة قبل أن يأتيها صوت (رهف) قائلاً
_"إذن لستِ حاملاً؟! .. يا للأسف .. يبدو أن لقب العمة سيتأخر قليلاً"
ضحكت (راندا) تواري ارتباك نبضاتها مع ضحكتها بينما قالت (رهف)
_"لا بأس .. أنا متأكدة أنني سأحصل عليه قريباً جداً .. المهم .. اعتني بنفسكِ جيداً و لا ترهقي نفسكِ بالتفكير و السهر .. حبيبكِ سيعود سريعاً .. أنا واثقة أنه يشتاق إليكِ أكثر مما تفعلين .. سأترككِ لترتاحي قليلاً ريثما تأتي أمي و تساعدني و سنأتي لنطمئن عليكِ"
تمتمت بخفوت و امتنان

_"حسناً حبيبتي ... شكراً لكِ"
أغلقت معها الهاتف و هتفت بذهول
_"يا إلهي!!"
حركت يدها فوق بطنها بعينين لامعتين .. هل يمكنها أن تحلم؟ .. أسرعت تفتح هاتفها من جديد و تبحث بين تطبيقاته قبل أن تضغط أحدها و الذي كانت معتادة أن تستخدمه في متابعة دورتها الشهرية ، لكنها في غمرة دوامة الأحداث و التوتر بينها و بين (هشام) تناست تماماً و لم تنتبه إلى أن دورتها تأخرت عن موعدها .. فتحت التطبيق لتحدق في تاريخ آخر دورة لها و تحركت عيناها بسرعة لتنظر في التاريخ المتوقع للدورة التالية لتتسع عيناها و يخفق قلبها بكل قوته .. قفزت من فوق الفراش و كل خلية داخلها ترتجف بقوة و هي تهمس دون توقف
_"يا إلهي!! .. يا إلهي!! .. ليته لا يكون حلماً .. أرجوك يا الله .. ليكن حقيقة .. أرجوك"
عادت تجلس على حافة الفراش دون أن تتوقف رجفتها و تحسست بطنها بيد مرتجفة و عينين بدأت الدموع تغزوهما .. هل تجرؤ على الحلم؟ .. هل من حقها أن تأمل بوجود معجزة صغيرة هنا؟ .. مسحت دموعها بسرعة و التقطت هاتفها تتصل بأقرب صيدلية إليهم و لديها خدمة التوصيل للمنازل .. لن تنتظر لتذهب للمشفى و تتأكد باختبار دم .. اختبار الحمل المنزلي سيكون كافياً بعد كل هذا الوقت بالتأكيد .. أغلقت الهاتف بعد أن أخبرتهم بطلبها و أسرعت تبدل ثياب نومها و انتظرت الدقائق التي تفصلها عن استلام الطرد من الصيدلية دون أن تتوقف عن قطع شقتها ذهاباً و إياباً في توتر ..
*******************
خفق قلبها بعنف و ارتجفت يداها و عيناها تحدقان فى الخطين البارزين أمامها بوضوح يخبراها أنها ليست فى حلم ... أغمضت عينيها بقوة و فتحتهما كأنهما سيختفيان إن فعلت , كأنها ستخرج من ذلك الحلم .. ارتجف صوتها فى همسة وجلة تخشى التصديق
_"يا الله"
انها حقيقة .. هذه هي المرة الرابعة التي تعيد فيها التحليل ليخبرها بنتيجة واحدة لا تتغير ... نتيجة تخبرها أنها بالفعل تحمل طفلهُ .. رباه .. هي تحمل طفل (هشام) .. انفجرت الدموع من عينيها بقوة و ركعت أرضاً تضع كفيها فوق بطنها و هي تبكي ... لقد حصلت على معجزتها .. هي تحمل طفلاً من (هشام) .. من حبيبها .. يا الله .. انها لا تحلم .. لا .. هي لا تحلم .. هذه معجزتها ... فرصتها الأخيرة ... بذرة حبه التي نمت داخلها رغم كل أشواك كراهيتها و حربها له ... واصلت تحسس بطنها في حنان ... تلتمس القوة من معجزتها الصغيرة تعدها بأنها ستفعل المستحيل لتعيده إليهما ... تقسم أنها ستستعيد حبه لها و تعوضه كل لحظة من حياته حباً بحب تقسم أن تفعل ... فقط فليعد إليها .. همست برجاء و ألم
_"عد إلىّ (هشام) ...أنا أحتاجك"
سيعود .. بالتأكيد سيعود .. هي ستعيده إليهما بأي طريقة .. ستفعل .. نهضت من مكانها و مسحت دموعها بأحد كفيها بينما الأخرى واصلت احتضانها لجنينها بحب ..
تنهدت بحرارة و هى تلقى بهاتفها جانباً بعد أن جبنت مجدداً من الاتصال به و توسله أن يعود .. حسناً .. بعد كل شيء ... مازالت لا تستطيع إتخاذ هذه الخطوة ... ربما من الأفضل أن تتعذب حتى يعود من نفسه ... على الأقل هذا ما تستحقه ...أغمضت عينيها و هى تهمس "جبانة" ..
تمددت فوق الأريكة مغمضة العينين تلمس بطنها فى حنان و هى تخاطب جنينها همساً ... تخبره كيف التقت والده أول مرة و كيف خطف راحة بالها منذ تلك اللحظة و عادت تغرق بذاكرتها و هي تقص عليه ضاحكة كل ما حدث بينهما و قد وجدت نفسها تتذكر كل موقف التقيا فيه و كل كلمة قالاها و كل نظرة و تحدي و ضحكت و هي تتذكر لقاءهما الأول .. رقصتهما الأولى .. وقاحته و جنونه و غزوه الغير منطقي لمشاعرها و محاربته لكل محاولة منها للهرب و التحصن بعيداً عن تأثيره الغريب و الغير قابل للمقاومة .. و ضحكت برقة و هي تهمس لجنينها في حنان
_"هل ترى صغيري ... والدك كان رجلاً مجنوناً منذ أول يومٍ التقينا فيه ... في الواقع هو مازال مجنوناً ... لم يتغير أبداً .. ممم .. ربما علىّ أن أقول أنه ربما أصبح أكثر جنوناً ... هل تعرف؟! ... لقد جعلنى أكرهه بشدة ، لم يترك وسيلة تجعلني أتمنى قتله يوميا إلا اتخذها ... لم يترك لي مهربا في أي مكان ... كنت أشتعل غضباً و كراهية لأكتشف أنني فقط كنت أغرق فيه عشقاً دون أن أدري"
مسحة من الحزن لمعت في عينيها و هي تتمتم
_"لقد أغضبته جداً حبيبي ... هل تعتقد أنه سيسامحني؟!.. لكن لا تقلق .. (ماما) هنا و هي ستعيده إلينا بأي طريقة .. لكنني لن أخبره عنك الآن ، اتفقنا؟! ... سامحني صغيري ... أعرف أنه سيحبك جداً و سيُجن فرحاً عندما يعلم بوجودك ... لكن لوقت قصير فقط ..دعنا نجعل هذا سرنا أنا و أنت ، حسناً؟"
تنهدت في سعادة و هي تتمدد لترتاح أكثر على الأريكة و تقول بحب
_"أنا سعيدة جداً جداً ... أعرف أنك تشعر بي ، أليس كذلك ؟! ... لا أعرف إن كنت صبياً أم فتاة حبيبي ... لكنني أتمنى صبياً يشبه (هشام) في كل شيء ... عناده ... جنونه .. غروره ... تسلطه و حنانه و قلبه الكبير ... كل شيء"
صوت رنين جرس الباب انتزعها من أفكارها ، فانتفضت و سارعت نحو الباب ... قبل أن تتوقف لاعنة غباءها ... لو كان هو لكان فتح الباب بمفتاحه الخاص ... عادت تتجاهل الرنين ... لا تريد أن ترى أحداً .. ليست (رهف) و لا (سلمى) بالتأكيد فهما لن يأتيا من الباب الرئيسي للشقة .. هما تستخدمان الباب المتصل بالفيلا ... فليذهب أياً من كان يقف خارجاً ... هي تريد البقاء وحدها ... الرنين لا يتوقف .. ما بالهم ... ألا يشعرون أنها تريد الهرب بعيداً عن كل شيء ... و الطارق لا يبدو أنه يهتم لذلك يستمر في الرنين دون يأس ... تنهدت في ضيق و هي تنهض.. تتجه نحو الباب في بطء علّ الطارق يمل و يرحل ... مدت يدها لتفتح لذلك الزائر المصر على قطع خلوتها ... تصلبت بمكانها و عيناها تتوقفان بإتساع على آخر شخص تتمنى أن تراه ... عيناها تحركتا تتأملان تلك الواقفة أمامها بشموخ ... نزلتا عليها من قمة رأسها بخصلاتها النارية الناعمة مصففة باناقة كعادتها ، شفتيها الكرزيتين المصبوغتين بأحمر شفاه قرمزي ، إلى فستانها الضيق الذي رسم منحنياتها بإغراء لينتهي تحت ركبتيها بقليل كاشفاً عن ساقيين مرمريتين تنتهيان بحذاء أنيق ذو ماركة عالمية ، بدت كأنها قد خرجت لتوها من مجلة أزياء عالمية ، لتصعد عيناها مرة اخرى لتتوقفا أمام عينيها الزمردتين اللتين بادلتاها النظر دون أن تطرفا ... احتدت عينا (راندا) و شع الغضب داخل سوادهما و هى تستشعر كل الكراهية و الغضب و غيرة مجنونة تشتعل فى أعماقها و نيرانها طغت لتلمع في عينيها و هما تضيقان بغضب لترتسم إبتسامة صغيرة على شفتىّ (سيلين) و التمع زمرد عينيها بنظرة واثقة لرؤيتها تلك النيران ...تتسلى؟!! ..تتسلى على حسابها .. تلك الحمراء اللعينة ... ما الذى أتت لتفعله هنا؟ .. جاءت لتصب المزيد من الملح على جراحها .... لتسخر منها.. كيف واتتها الجرأة لتظهر أمامها ثانية بعد كل ما فعلته؟ .. اشتعلت غيرتها أكثر و هي تتذكر مشهد عناقها هي و (هشام) في مكتبه و علمت أن اليوم لن يمر على خير أبداً و أن (سيلين) لم تأت بخير .. بالتأكيد لم تفعل ..
**********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 08:16 AM   #1648

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لم تدر (راندا) لكم من الوقت بقيت واقفة أمام الباب تتأمل تلك الواقفة أمامها بكل الثقة و الغرور اللذين يشكلانها ...هل يحق لها أن تكون وقحة فتصفق الباب في وجهها ... لا تستحق سوى هذا ...تلك المغرورة الوقحة التي جرؤت على زيارتها بعد كل ما ارتكبته في حقها ... و ها هي ذي تقف أمامها دون أن يطرف لها رمش ... تنظر في عينيها كأنها تتحداها أن تنفذ ما تفكر به ... تخبرها أنها لا تهتم لكل ما يدور في بالها ... لماذا هي هنا الآن؟!! ... لماذا بعد أن تسببت في خسارتها لكل شيء ... لا (راندا) ... (سيلين) ليست السبب ... إنها أنتِ ... أنتِ من تحديتِ قدرك ... أنتِ من أغلقت الأبواب في وجه قلبه ... أنتِ من حاربت و أنتِ من هُزِمتِ ... فلا تلومينها و لا تلومي القدر ...
_"إذن هل ستتركينني على الباب كثيراً أم تنوين أن تصفقيه في وجهي؟!"
صوتها الناعم المغرق بالسخرية يتحداها بوقاحة ، مخرجاً إياها من صراع أفكارها ... لوهلة كادت تفعلها ... تلقي بأصول اللباقة عرض الحائط و ترميها خارجاً ... هذا أفضل بكثير من أن تقتلها ، صحيح؟!!
_"لا أنوي الوقوف مكاني طويلاً (راندا) ... و لا أنوي المغادرة ... لذا هل تسمحين؟!"
قالتها و هى تتقدم بخطوات رشيقة لتزيح بكفها (راندا) التي لم تستوعب الأمر لوهلة ، لتدخل المنزل أمام عينيها الذاهلتين اللتين اشتعلتا بالنار مجدداً ... رأتها تخطو للداخل بكل أريحية كأن لها الحق في أن تفعل ... تباً لها ... و تباً له (هشام) ... لولاه ما جرؤت ... تلك اللعينة ...
_"(راندا) حبيبتى ... هل تنوين البقاء عندكِ طويلا؟!! ...أفضل لو تتخلين عن وقفتكِ هناك لأن بيننا حوار طويل من الأفضل لو إختصرنا الوقت و بدأناه"
صفقت (راندا) الباب بكل قوتها لتلتفت و الغضب يتملكها كليةً و تقطع الخطوات الفاضلة بينهما هاتفة
_"ما الذي تفعلينه هنا (سيلين)؟!! ... كيف بلغت بكِ الجرأة لتأتي لمنزلي؟! ... ألا تتمتعين بذرة خجل؟!"
ابتسمت (سيلين) و هي تتابع تحركها بحذاءها ذي الكعب العالي و قامتها الرشيقة تقطع المكان بخطوات أنثوية زادت من غضب (راندا) أكثر و هي تراها تجلس أخيراً لتضع ساقاً فوق أخرى بأناقةلم ترها (راندا) فيامرأةأخرى ... قبضت على كفی?ا بقوة و لاتتوقف عن توجيه أس?م نظراتها الناریة نحوها ،فارتفع ركن شفتی?ا بإبتسامة وترد نظرات?ا الكار?ة
_"?ل تنوین البقاء عندكِ طویلاً؟ .. بیننا حدیثٌ طویلٌ جداً عزیزتى فلا داعي لمزید من الوقت الضائع"
الت?مت(راندا) المسافة بین?ما بخطوات غاضبة مشتعلة لتقف قبالت?ا بإنفعال ?اتفة
"لاتختبري صبري (سيلين) ... ما الذي؟"
قاطعت?ا بنبرة ناعمة ?ادئة أمعنت فى إستفزاز?ا
"أوه شكرًا لحسن ضیافتك ِعزیزتي ... كوبٌ من العصیر المنعش سیكون لطیفاً"
رفعت (راندا) حاجبی?ا ساخرة و هي تقلد نبرت?ا الناعمة
"أوه ... و نفذ العصیر فىم نزلكِ أخیراً (سیلین) فأتیتِ من أجله .. أم أنكِ استیقظتِ فجأة الیوم لاتدرین ماذا تفعلین فىی ومكِ السعید فحدثتكِ نفسكِ أن ?یا لنزور (راندا) و نجعل یوم?ا أسوداً برؤیتنا"
أطلقت (سیلین) ضحكة عالیة و تتراجع في مقعد?ا .. ضحكت?ا الصافیة جعلت (راندا) تتأمل?ا بد?شة و حیرة و ?ي ترا?ا لأول مرة دون إبتسامت?ا الباردة المفتعلة ..توقفت (سیلین) أخیراً عن الضحك و تمسح دمعات?ا الضاحكة ?اتفة بصوت مرح
_"یاإل?ي .. (راندا) ..لم أعرف أنكِ تتمتعین بخفة ظل ?كذا ... منذ زمن طويل لم أضحك ب?ذه الطریقة "
لم ترد (راندا) و نظرات?ا تزداد حیرة .. كانت تعرف أن?ا محقة ... طوال الفترة التي عرفت?اب ?ا و فى كل مرة تقابلتا ?ذه كانت المرة الأولى التي ترى تلك الضحكة الصافیة على وجه (سيلين) الفاتن.. (سيلين) الجليدية رغم كل ناريتها الظاهرية .. دوماً تتصرف كأنها تمتلك كل هذا العالم .. تذكرت وصف (رهف) لها .. آكلة الرجال .. يبدو وصفاً مضحكاً ، لكنه يصفها تماماً .. تذكرها بتلك الزهور الجذابة آكلة الحشرات .. تخدع فريستها بجمالها و رائحتها حتى تسقط في فخها فتفترسها دون رحمة ... تنهدت و هي تنظر لجمالها الذي تألق مع ضحكتها و تساءلت بحنق .. إن كانت تدير رؤوس الرجال ببرودها القاسي ذاك ، فكيف لو رأوها الآن .. .. هي ليست متحاملة عليها و بالتأكيد لا تفكر هكذا بسبب غيرتها .. نعم هي تغار منها بجنون و تتماسك حتى لا تقتلها في أي لحظة .. كانت تقبض كفها بقوة و هي تفكر بجنون .. هل عرف (هشام) ذلك الجانب منها .. تلك الفتنة المشتعلة البعيدة عن جليدها المعتاد .. بالتأكيد عرف .. هي قريبة منه للدرجة التي جعلتها تبكي بين ذراعيه و هي التي تجزم أنها لم تبكِ أمام أحدٍ من قبل .. لو أنها رأتها بعينيها لما تخيلت أن تلك المرأة تملك قلباً أو حتى دموعاً ... زفرت بحرارة و احتدت نظراتها لتبتسم (سيلين) و قالت بمرح و هي تعيد خصلاتها للخلف برقة
_"إذن .. كم صورة التقطتِ لي حتى الآن؟"
قطبت حاجبيها و هتفت بحنق
_"أنتِ متأكدة أنكِ فرنسية؟"
غامت عيناها قليلاً لتقول بعد لحظات بابتسامة ساخرة
_"أنا نصف فرنسية عزيزتي ... جيناتي الشرقية تحكمني أحياناً"
رفعت حاجبيها في دهشة لتتابع (سيلين) و هي تعود بظهرها للخلف
_"إذن .. و اختصاراً للوقت الذي لا أملك منه الكثير للأسف .. دعيني أدخل صلب الموضوع فوراً"
زفرت مجدداً لتبتسم (سيلين) و تشير قائلة
_"اجلسي (راندا) ... صدقيني لن تندمي أبداً لو استمعتِ لي في هدوء"
ضربت الأرض بقدميها و هي تتحرك لتجلس بعنف فوق المقعد و هي تهتف
_"لا اعتقد أن بيننا أي حديث (سيلين) هانم .. و لا أعرف صراحةً كيف واتتكِ الجرأة لتأتي بقدميكِ إلى هنا؟"
تنهدت و هي تهز رأسها بيأس و قالت
_"لا فائدة منكِ .. دائماً لسانكِ يسبق عقلكِ .. هذه هي مشكلتكِ عزيزتي .. كان الله في عون (هشام)"
خفق قلبها بقوة و هي تسمع اسمه من بين شفتيها و هتفت بغضب شديد
_"لا تأتي بذكر (هشام) على لسانكِ لو سمحتِ"
ضحكت و هي تنظر لها و قالت بخبث
_"أووه .. هناك من يشعر بالغيرة"
رمتها بنظرات نارية لتهز رأسها قائلة بهدوء
_"غريب ... إذا كنتِ تهتمين لأمره و تغارين عليه لهذه الدرجة ، فكيف طاوعكِ قلبكِ لتفعلي به ما فعلتِ؟ .. كنت محقة عندما قلقت عليه بعد وقوعه في حبكِ"
هتفت بجنون و هي تفكر أنه لابد قد أخبرها بكل ما حدث بينهما
_"هل تريدين إصابتي بالجنون يا هذه؟ .. لا أفهم الجرأة التي تملكين لتتحدثي معي في هذا الأمر بعد كل ما فعلتِه .. أنتِ السبب في كل ما حصل معي"
رفعت حاجبيها في برود و قالت بسخرية
_"أنا السبب؟! ... حقاً؟ .. لا أصدق أنكِ تحملينني نتيجة تصرفاتكِ الحمقاء يا (راندا) .. تعرفين جيداً أنكِ تتحملين الجزء الأكبر من المسؤولية ..في النهاية أنتِ من أبعدتِ (هشام) عنكِ و أنتِ من خسرتِ"
_"اسمعي يا هذه .."
_"اسمعيني أنتِ (راندا) .. لا أنوي أن أضيع الوقت في الاستماع لاتهاماتكِ .. أعترف أنني أتحمل جزءاً من الخطأ و أنني تسببت في سوء فهم كبير بينك و بين (هشام) و لهذا أنا هنا الآن ... لتصحيح هذا الخطأ .. هل يمكن الآن أن تهدأي و تستمعي لي جيداً؟!"
قطبت حاجبيها و هي تنظر إليها و حاولت التحكم في أعصابها فابتسمت لها ممتنة و قالت
_"جيد .. شكراً لكِ"
صمتت للحظة كأنما تفكر من أين تبدأ لتقول بعدها
_"في البداية أنا لن أعتذر عن تدخلي بينكِ و بين (سامر اليزيدي) .. لا أريدكِ أن تعتقدي أن (هشام) كان له يد في الأمر .. أنا تصرفت من نفسي و خططت لكل شيء .. أنا من أرسلت لكِ تلك الصور .. (هشام) لا علاقة له بكل هذا و لم يعلم بما خططت له .. لقد غضب مني كثيراً عندما عرف بالأمر"
كزت على أسنانها و قلبها يصرخ بجنون .. لقد غار عليها .. بالتأكيد .. غضب لأنه يغار عليها .. قاطعت (سيلين) أفكارها المجنونة و هي تكمل
_"لقد تصرفت بما رأيته مناسباً وقتها ... (هشام) كان خائفاً عليكِ من (سامر) و لم يعرف كيف يبعدكِ عنه قبل أن يؤذيكِ"
لم تقاوم نفسها و هي تقول بسخرية
_"من الواضح أنكِ تعودتِ على تقديم المساعدة لـ(هشام) كلما احتاج إليها .. سمعت أنكِ ساعدتِه أيضاً في انقاذ الشركة ...يبدو أنكِ تتمتعين بحسٍ عالٍ و إحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين (سيلين) .. أم أن هذا الأمر خاص بـ(هشام) فقط؟!"
رمقتها بنظرة باردة و قالت كأنها لم تسمعها
_"ربما لم تعرفي بعد كيف يمكن أن يكون ذلك الحقير مؤذياً ... أنا أردت أن أساعد (هشام) في التخلص من العقبة التي تقلقه .. و صدقي أو لا .. أردت مساعدتكِ أنتِ أيضاً .. رغم أنني لم أحبكِ صراحةً .. لكن لا أحب رؤية أحدهم يتأذى و في استطاعتي منع ذلك الأذى عنه .. خصوصاً كان هذا الشخص عزيزاً على (هشام)"
تأملتها بتدقيق كأنما تحاول تصديقها لتطرق (سيلين) في صمت للحظات قبل أن تتنهد و تقول بأسف
_"أنتِ لا تعرفين هذا .. لكن .. (سامر) هذا ليس كما يبدو لكِ .. هو لم يكن يستحق أصلاً و أنا أنقذتكِ من المصير الأسود الذي كان يعده لكِ .. (سامر) .. أنا لم أستطع أن أمنعه سابقاً من إيذاء أختي الصغيرة"
قطبت حاجبيها في حيرة .. (سيلين) لها أخت صغيرة؟! .. من؟! ... و أين هي أصلاً؟ .. و (سامر) آذاها؟! .. ماذا يعني هذا؟! .. لم تعلم أنها نطقت بسؤالها الأخير إلا عندما سمعت (سيلين) تتنهد بألم و تقول
_"لقد اعتدى عليها .. لأكون أوضح .. حاول اغتصابها"
شهقت بقوة و هي تحدق فيها بذهول لتتابع و هي تهز رأسها بأسى
_"حتى الآن لازالت لم تتعافى من الأمر .. و أنا لم أكن موجودة لأنقذها و لم أستطع منع الأذى عنها و لا حتى مساعدتها لتجاوز الأمر ... لذا .. أنا تدخلت لأبعدكِ عنه .. خشيت أن يفعل معكِ المثل .. فكرت في أن مساعدتي لكِ تكفر قليلاً عن فشلي في مساعدتها و فكرت في (هشام) ... كان سيتألم لو أصابكِ مكروه"
هزت رأسها قائلة بذهول
_"لا أصدق .. أنا لا أصدق أن (سامر) يمكنه أن ينحدر لذلك المستوى الحقير"
ضحكت بسخرية و قالت
_"لا بل صدقي .. أنتِ في الحقيقة لم تري سوى الصورة البراقة التي وضعها لخداعكِ .. أما هو في الحقيقة .. يملك من السواد داخله ما يكفي لإغراق البشرية كلها"
أطرقت برأسها تفكر .. تعرف أنها محقة .. ألم تكتشف بنفسها أنه ليس كما كانت تعتقد؟ .. ألم يهددها قبل أيام و لازال يفعل .. يتصل بها ليهددها و يحاول اللعب بعقلها دون توقف؟ .. الجميع كانوا محقين بشأنه .. جميعهم رأوا ما تعامت هي عنه .. رفعت رأسها تنظر لـ(سيلين) لتقول بعدها
_"أعرف أنني كنت مخطئة في ظني بشأنه .. لكن هذا لا يعني أنني أخطأت بشأنكِ أنتِ ... أعرف أن بينكِ و بين (هشام) علاقة ما .. لقد رأيتكما بعينيّ هاتين .. لا تنكري"
قطبت حاجبيها و هي تنظر إليها لتكمل في حدة
_"لقد شككت في علاقتكما مراراً .. أنتما قريبان لدرجة مستفزة و أي واحدة مكاني ستشك .. صدقيني لن أستغرب لو كان الجميع يظن أنكما متحابان"
رفعت (سيلين) حاجبيها و هي تنظر لها و ابتسمت بخفوت لتهتف فيها
_"لا تسخري مني .. أنا لن أكذب عينيّ .. الأمر واضح للأعمى .. أنتِ و (هشام) بينكما علاقة ما .. لا تنكري أنكِ قبل أيام كنتِ في مكتبه و كنتِ تبكين في حضنه"
قبضت على كفها و حاولت منع دموع عينيها و هي تتذكر ما رأته بينما قطبت (سيلين) في ضيق واضح .. لا تدري ألأنها شهدت على لحظة ضعفها أم لأنها اكتشفت حقيقة ما بينها و بين (هشام) .. سمعتها تقول بعد لحظات
_"ما رأيتِه ... ليس كما تظنين .. أنا .. أنا و (هشام) بيننا علاقة أعترف .. و لكنها ليست كما تعتقدين ... الأمر معقد و أعترف أنني السبب في سوء الفهم الذي حدث بينكما بإصراري على اخفاء الحقيقة كل هذا الوقت"
لوحت بكفها و قد أحنقتها كلماتها التي لم تفعل شيئاً سوى تأكيد شكوكها فهتفت بحنق
_"أياً كان ما يجمعكِ بـ(هشام) فهو أمرٌ مرفوض .. حتى لو كان يعتبركِ كأخته فلا يحق لكِ معاملته بتلك الحميمية و أنا أرفض تماماً أن يتعامل معكِ هكذا .. أنا لن أخجل من الاعتراف بحبي له و نعم .. أنا أغار عليه بجنون و أرفض كُلياً كونكما قريبين لهذه الدرجة .. لذا رجاءاً إن كان (هشام) عزيزاً عليكِ حقاً فابتعدي عن طريقنا و تمني له السعادة .. هو لن يكون لكِ أصلاً و صدقيني لن أسمح بهذا و لو كان يملك نحوكِ ذرة مشاعر أو إعجاب فأنا سأتخلص منها في أقرب وقت"
زفرت (سيلين) في حنق و هي تتطلع إليها و هتفت
_"أنتِ حقاً؟! .. لماذا لا تصمتي عقلكِ المندفع هذا ليفكر لثوان قبل أن يندفع لسانكِ كالثعبان دون تفاهم؟ .. هل سمعتِ شيئاً مما قلت و فكرتِ جيداً قبل أن تهاجميني بهذه الطريقة؟"
لوت شفتيها و قالت ببرود
_"ليس هناك ما نتحدث به عزيزتي .. لقد أوضحت لكِ رأي بعلاقتكما و يؤسفني أنكِ غير مرحب بكِ بيننا إطلاقاً"
كادت تخبرها عن حملها إمعاناً في الانتقام منها ، لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة .. هذا شيءٌ يخصها هي و (هشام) فقط ، بينما هزت (سيلين) رأسها و هي تهمس داخلها
_"حمقاء .. لا أعرف كيف يحتملها .. حمقاء و عنيدة كشقيقها تماماً .. ذلك الوغد الآخر .. الاثنان سيقتلانني حتماً"
ودت لو تصفعها انتقاماً منها و من شقيقها ، لكنها تمالكت نفسها و قالت في تحدٍ لم تقاومه و هي تتراجع ناظرة لها بسخرية
_"يؤسفني حبيبتي أنه لا شيء أبداً قادر على ابعادي عن (هشام) و مهما فعلتِ فالرباط بيننا وثيق و قديم بعمر كلينا .. أقدم بكثير من معرفته القريبة بكِ"
اشتعلت عيناها بغضب جنوني و هبت واقفة
_"ماذا تقولين؟"
أمالت رأسها قائلة بعبث
_"ما سمعته حبيبتي .. أنا و (هشام) علاقتنا وثيقة و لا أحد قادر على فصمها أبداً مهما حاول"
_"اللعنة عليكِ .. كيف تجرؤين أيتها الوقحة؟"
_"أخبركِ الحقيقة حبيبتي .. و صدقيني أنتِ الأولى و الوحيدة التي أخبرها بهذا .. اعتبري اليوم يوم حظكِ"
عضت على شفتيها بقهر تمنع نفسها من خنقها و التخلص منها للأبد ، بينما لمعت عينا (سيلين) بعبث .. لا بأس .. ستتلاعب بها قليلاً انتقاماً منها و من شقيقها المستبد على كل ما فعله معها .. استمعت لها تهتف بغضب مجنون
_"أنتِ واهمة إذن لو ظننتِ أنكِ الوحيدة التي يعرفها (هشام) .. هناك أخرى .. لا .. بل أخريات"
قطبت حاجبيها في شك و نظرت لها كأنما تنظر لمجنونة لتتابع (راندا) باندفاع و قد فقدت كل قدرة لها على التحكم بتفكيرها
_"هناك (سديم) و .. (همسة) .. و الله وحده يعلم من هناك أيضاً"
حدقت فيها بذهول متساءلة إن كانت تلك الفتاة حمقاء حقاً أم ماذا .. هل تتهم (هشام) بخيانتها الآن و مع أكثر من امرأة .. لابد أنها مجنونة .. تنهدت داخلها و هي تدعو له مشفقة .. كيف يحتملها؟ .. غامت عيناها و هي تفكر متنهدة .. كما تحتمل هي شقيقها الأحمق .. لوت شفتيها و أشارت لها
_"اهدأي قليلاً (راندا) و أجلسي .. أخشى أن ينفجر لديكِ شريان أو تُصابين بجلطة"
اتسعت عيناها بشدة و كزت على أسنانها
_"أ .. أنتِ .. أنتِ .."
قاطعتها قائلة ببرود و عيناها تلمعان
_"أنا (سديم)"
_"أ .. أيتها الـ .. ماذا قلتِ؟ .. أنتِ (سديم)؟"
هزت رأسها و ضغطت كفها خُفية تحاول التحكم في ارتجافها الداخلي حتى لا تلمحه (راندا) و هي تشعر أنها الآن على وشك أن تقفز من فوق منحدرٍ صخري شاهق الارتفاع كالذي سقطت فيه قديماً و أوشكت على الغرق في المياه التي احتوت جسدها الصغير .. هزت رأسها بقوة .. هي الآن توشك أن تعري نفسها و تكشف حقيقتها لـ(راندا) .. تكشف سرها الذي رفضت لسنواتٍ طوال الاعتراف به حتى لنفسها .. حتى بعدد المرات التي كان يمزقها فيه و يقتلها احتياجها إلى الاعتراف به .. انتبهت على تساؤل (راندا) من جديد فرفعت لها عينان غائمتان زال منهما كل أثر للعبث و السخرية و هي تقول بتجهم
_"نعم .. أنا هي"
تراجعت للخلف بانتفاضة خفيفة حين هبت (راندا) منفجرة فيها
_"اللعنة عليكِ .. كنت متأكدة أنها أنتِ .. هذا يؤكد شكي بكِ و بعلاقتكِ أنتِ و (هشام)"
تنهدت و هي تدفن وجهها بين كفيها بيأس و كأنما غباء (راندا) بدأ يفقدها كل برودها الشهير و رفعت وجهها إليها من جديد مع سؤال (راندا) الحاد و هي تكتف ذراعيها
_"هل تزوجتما حقاً في فرنسا؟"
ضحكة عالية أفلتت منها لتشعل جنون (راندا) أكثر و تهتف فيها

_"تباً لا تسخري مني و أخبريني الحقيقة"
واصلت ضحكها و هي تقول
_"آسفة (راندا) .. لكن مجرد تخيلي للأمر دفعني للضحك"
_"ما المضحك في الأمر؟ .. تباً"
مسحت دموع ضحكها و قالت معتذرة
_"الأمر فقط أنني تأكدت من أن (هشام) كان محقاً .. هو خطأي أنا لأنني لم أسمح له باخباركِ الحقيقة و حين شعرت أنني تسببت في سوء الفهم بينكما و وافقت على أن يخبركِ أنتِ وحدكِ بالأمر ، لم تمنحيه الفرصة ليفعل .. كنتِ وفرتِ على نفسكِ و علينا الكثير من العناء"
همست و هي تنظر لها بتقطيب
_"أي حقيقة؟ .. ألم تقولي أن بينكما علاقة؟"
هزت كتفيها و قالت

_"علاقة لا تسمح لنا بالزواج أبداً"
قطبت في شك و هي تتراجع للخلف و تجلس في مقعدها بينما تابعت (سيلين) و هي تقطب حاجبيها و تقول بتردد واضح كأنما يؤلمها أن تعترف بما تخفيه
_"كما عرفتِ اسمي الحقيقي هو (سديم) ، لكن ما لم تعرفيه بعد هو اسمي الكامل"
ابتلعت لعابها بصعوبة و أخذت نفساً عميقاً و هي تكمل بصوت متحشرج
_"أنا .. (سديم فاروق رضوان)"
حدقت فيها بغباء بينما تتابع هي بجمود
_"كما ترين هذه هي العلاقة التي تجمعني بـ(هشام) .. يمكنكِ أن تطمأني الآن فكما ترين أنا لا يمكن أن أتزوج من (هشام) أبداً"
حدقت فيها للحظات بعينين ذاهلتين قبل أن تهمس بغباء منقطع النظير
_"لماذا لا يمكنكِ الزواج منه؟"
كان دور (سيلين) لتحدق فيها بذهول كأنما تنظر لكائن خرافي قبل أن تهتف بحدة
_"اللعنة على غبائك .. ألم تسمعي ما قلت؟ .. (هشام) أخي .. كيف أتزوج أخي؟"
هتفت بحيرة
_"(هشام) .. أخوكِ؟"
_"نعم ... (هشام) هو أخي"

هفتت فيها و هي تقف على قدميها
_"هاه .. كلكن تقلن هذا .. (هشام) أخي و .. مهلاً لحظة .."
بدا أنها أخيراً بدأت تستوعب ما يدور حولها فالتفت لها تحدق فيها بشك و ذهول شديدين
_"ماذا قلتِ اسمكِ؟"
زفرت و قد ملت من غباءها و تمتمت بنزق و نفاذ صبر
_"(سديم فاروق رضوان)"
شهقت و هي تتراجع لتسقط فوق مقعدها و حدقت فيها للحظات بارتياع قبل أن تهمس
_"هذا يعني أنكِ ..؟"
قطعت جملتها بجزع لتكمل (سيلين) بسخرية مريرة
_"أجل .. يعني أنني ابنة (فاروق رضوان) و الأخت الثانية لزوجكِ .. (هشام فاروق رضوان)"
همست بذهول
_"مستحيل"
ارتفع ركن فمها بابتسامة ساخرة و هي تكمل بتهكم أشد مرارة
_"صدقي أو لا عزيزتي .. أنا كذلك .. أنا النقطة السوداء في حياة (فاروق رضوان) العظيم .. دعيني أكون أكثر دقة .. أنا ابنته المنبوذة .. الغير شرعية"
*********************
انتهى الجزء الأول من الفصل السابع و الستون
إن شاء الله ينال اعجابكم و في انتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 01:29 PM   #1649

دانه الحربي

? العضوٌ??? » 397616
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 37
?  نُقآطِيْ » دانه الحربي is on a distinguished road
افتراضي

ارتفع ركن فمها بابتسامة ساخرة و هي تكمل بتهكم أشد مرارة
_"صدقي أو لا عزيزتي .. أنا كذلك .. أنا النقطة السوداء في حياة (فاروق رضوان) العظيم .. دعيني أكون أكثر دقة .. أنا ابنته المنبوذة .. الغير شرعية"
☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹☹
ياالهي ماعرف كيف اقدر أصبر لمده أسبوع عشان اشوف الجزءالثاني من البارت"نبغى بارت هديه"🤗🤗😊😅


دانه الحربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-18, 04:45 PM   #1650

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 😱😱😱😱 أخته .سيلين اخت هشام ..انا دماغي لفت وبطلت استوعب الرواية كلها غموض تنفك حبة وترجع تتعقد تاني ..يعني ابو هشام عمل علاقة غير شرعيه مع ام سيلين الفرنسية وخلف سيلين طيب سلمى عارفة الموضوع ده ولا هي بتعتبر سيلين بنت صديق جوزها ..ندى بصراحة صعبت عليا يعني وحده تشوف جوزها حاضن وحدة تانيه حيبقى فيها مخ ولاعقل تفكر هو الي غلط كان من الاول لازم يفهمها ..وهمسة راحت فين وياترى عارفة هي بنت مين وحيكون ايه مصيرها مع فهد ياعيني بيحبها الله يلعنها ليلى وجوزها واخوها هم سبب دائرة الانتقام دي عماد وهشام وعاصي وهمية وفهد كلهم مالهمش ذنب أما سامر فمجنون زي الي خلفته ..ياترى حتخلصي الجزء ده من غير ماتخليها تفك شوي ولا حتخلينا على اعصابنا لسة حنستنى الجزء التاني نعرف ايه الي حصل 😖 ..روايتك شيقة وممتعة واسلوبك بجد روووعة بارك الله فيكي ودمتي سالمة

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.