آخر 10 مشاركات
300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          309 - نهر الذكريات - مارى ويبرلى - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-18, 01:28 AM   #1661

yasser20
alkap ~
 
الصورة الرمزية yasser20

? العضوٌ??? » 192610
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,405
?  نُقآطِيْ » yasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond reputeyasser20 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

yasser20 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-18, 04:58 PM   #1662

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ازاي الموسع تسمع كلام زفت الطين سامر بعد ما تعامله مع نداله وحقارته ازاي تصدقه إلا لو كانت مهزوزه وشخصيته ضعيفه مش قويه زي ما بتدعيم ديه بالعكس خايفه ومتوتره من رفض هشام لحبها العاميه ديه
وسامر ده مش هيموت ويغور في داهيه بقي
ربنا يستر من ايلي هيحصل
الأحداث عماله تزيد تشويق ولسه ايلي جاي شكله احلي استر يارب


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-18, 08:03 PM   #1663

دموع كاذبه

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية دموع كاذبه

? العضوٌ??? » 260643
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 612
?  نُقآطِيْ » دموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond repute
افتراضي

هينا بنستني الفصل متا هينزل

دموع كاذبه غير متواجد حالياً  
التوقيع

اقتلو محمد الحقير :7R_001:
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 12:06 AM   #1664

أسـتـر

? العضوٌ??? » 293375
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 278
?  نُقآطِيْ » أسـتـر is on a distinguished road
افتراضي

جاري الانتظار 😊😊

أسـتـر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 02:47 AM   #1665

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد على الجميع ... إن شاء الله تكونوا دايماً بخير
هبدأ حالاً أنزل الجزء الجديد ... عاوزة أقولكم إن الفصل ده فعلياً من أصعب الأجزاء اللي كتبتها و استنزفني كتير و تأخرت نتيجة ارهاقي النفسي بسببه .. كنت محتاجة أشحن نفسية كل شوية
المهم .. معلش لو لقيتوا الفصل صعب شوية و بلاش تزعلوا مني أو تدعوا عليّ ماشي ... خلاص رحلتنا وصلت لآخرها و الفصل الجاي هيكون الفصل الأخير .. لكن أكيد مش نهاية حكايات أبطالنا ... مكملين بقية صراعهم في الجزء الثاني قريب جداً إن شاء الله
أسيبكم دلوقتي مع الجزء الثاني من الفصل قبل الأخير
أرق تحياتي لكم

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 02:49 AM   #1666

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع و الستون (الجزء الثاني)
تأمل (هشام) مياه البحر أمامه بشرود و هو يستعيد كل ما مر به مع (راندا) منذ التقاها أول مرة و حتى غادر بعد شجارهما الأخير .. صحيح أنها اعتقدت بالتأكيد أنه سافر بعيداً ، لكنه كان قربها و قرب أسرته .. يقيم بشقة (عاصي) و قد اطمئن على وجوده مكانه بالبيت و لم يسافرا إلى هنا إلا صباح اليوم و لضرورة الأمر و إلا ما استطاع ترك أسرته رغم كل الحراسة التي ضاعفها حولهم .. حسناً .. من الجيد أنه اختلى بنفسه بعض الوقت ليفكر بصفاء و قد قرر أنه قد حان الوقت ليحسم كل شيء .. لن يسمح لها بافساد كل ما وصلا إليه .. سيخبرها الحقيقة فور عودته .. رغم أنه غادر غاضباً و مجروحاً منها .. إلا أنه كان قد قرر تركها لتهدأ مع نفسها لبعض الوقت .. لتدرك ما تريده حقاً .. قلبه أخبره أنها ستشتاق إليه كما يشتاق إليها هو ... صحيح أنه أخبرها أنها انتصرت و أن لها ما أرادت ، لكنه وضعها بطريقته على مفترق الطرق و تركها تدرك مرارة اختيارها .. ليس كأنه سيسمح لها بالابتعاد عنه .. لا .. لقد قرر و انتهي الأمر .. سيعود ليحسم كل شيء و يعيد الأمور لتوازنها الأصلي .. التفت نحو (عاصي) الشارد في أفكاره هو الآخر و ابتسم في خفوت ... قريباً سيعرف كيف يجعله يحسم أمره هو الآخر بشأن (رهف) ... لن يبقى سلبياً هكذا طويلاً .. يعرف جيداً كيف سيحرك أبا الهول الجالس بجواره هذا و يجعله يعترف بما يريده حقاً من (رهف) و بما يوجد داخل قلبه حقاً .. تنهد و هو يلتفت للبحر من جديد .. و لازال هناك (سديم) ... تلك العنيدة وافقت أخيراً على أن تخبر هويتها الحقيقية لـ(راندا) .. و قريباً جداً سيفي بوعده لوالده و يعيدها لعائلتها و يجعلها تتقبل هويتها الحقيقية و رغم أنه يدرك صعوبة الأمر ، لكنه سيمحو الغضب و الألم من قلبها ليجعلها تغفر في النهاية .. ليته ينتهي من مشكلة أولاد (اليزيدي) التي لا تنتهي و بعدها سيتفرغ لها هي و (عاصي) .. أما زوجته العنيدة الحمقاء فأمرها سهل و يعرف أنه سيكسب رضاها بسهولة .. يعرف أنها تحبه و تغار عليه و إلا لما اشتعلت بجنون بسبب قرب (سديم) منه .. عندما تعرف الحقيقة ، سيعلمها كيف تثق به و يدرك أنها لامحالة ستتخلى عن عنادها معه و ستفتح قلبها له من جديد .. واثق من أنها ستفعل .. التفت نحو (عاصي) و تساءل بقلق .. لا يعرف حتى الآن و لا يأمن كيف سيكون رد فعله عندما يعرف بأمر (همسة) و لا كيف سيعثرا عليه في هذه البلد الكبيرة .. تنهد بتعب .. أحمال ثقيلة على كتفك يا (هشام) ، لكنك قدرها إن شاء الله و لن تضعف ... عائلتك كلها تعتمد عليك ، فلا تتخاذل أبداً ... الآن حقق هو و (عاصي) نجاحاً جديداً بفوزهما بهذه الصفقة و نجاحهما سيحمل الشركة لمرحلة أكبر .. هو الآن على الطريق و سيحقق وعوده لأبيه واحداً بعد الآخر بكل ما يلزم .. رنين هاتفه ارتفع في تلك اللحظة ليلتقطه بسرعة و عيناه لمعتا بأمل اختفى سريعاً و ابتسم بسخرية ... أحمق يا (هشام) .. انها (راندا) ألا تعرفها جيداً .. لابد أنها تحارب نفسها حتى لا تتصل بي .. أنا متأكد من هذا .. سمع (عاصي) يقول بسخرية
_"هل ستتطلع للهاتف طويلاً بابتسامتك المخيفة هذه (هشام)؟"
هز كتفيه و نهض من مكانه ليبتعد قليلاً و أجاب على الهاتف بابتسامة حانية
_"مرحباً (لينا) كيف حالكِ حبيبتي؟"
راقبه (عاصي) بشك من مكانه بينما يراه يبتسم بسعادة ... لم يسمع من مكانه ماذا كان يقول ، فنهض متجهاً نحوه بخفة بينما كان (هشام) يهتف مبتسماً
_"أنتِ تمزحين .. حقاً؟ .. إذن فقد تفهمت الأمر .. ماذا تقولين؟"
توقف (عاصي) على بعد خطوة منه و سمعه يقول
_"هل قالت هذا حقاً؟! .. لا أصدق .. بالطبع أنا سعيد حبيبتي .. بالتأكيد .. لا لن أتأخر .. حسناً .. أراكِ قريباً .. اهتمي بنفسكِ .. أنا أحبكِ أكثر جميلتي"
انهى المكالمة و التفت لتقابله عينا (عاصي) المليئتين بالشكوك و الأسئلة ليهتف بمرح و هو يضرب على كتفه برفق
_"الآن حان الوقت .. يجب أن أعود"
هتف بحدة
_"ماذا دهاك فجأة؟ .. مع من كنت تتحدث (هشام)؟"
غمز بعينه و هو يربت على كتفه من جديد
_"فيما بعد .. فيما بعد .. الآن عليّ أن أعود لبيتي في أسرع وقت فأنا مشتاق لحمقائي بجنون"
هز رأسه و هو يحدق فيه بغباء
_"لقد جُننت أخيراً (هشام) .. بالتأكيد .. من عاشر القوم"
ضحك (هشام) و هو يتحرك مبتعداً ليهتف من خلفه
_"ماذا عن موعد الليلة (هشام)؟"
لوح بيده دون أن يلتفت
_"أنا أعتمد عليك (عاصي) .. انهي كل شيء و عد في الغد كما كان مقرراً .. أنا عليّ أن أعود على الفور"
راقبه بحاجبين معقودين قبل أن يركل الرمال بحنق و يهتف
_"ماذا كان يجب أن أنتظر من شخص وقع في حب مجنونة كـ(راندا هاشمي) بالتأكيد كان يجب أن أتوقع أن يصبح مثلها يوماً ما .. ذلك العاشق الأحمق"
ركل الرمال مرة أخرى و هو يتحرك بسرعة محاولاً اللحاق به بينما يضحك بخفوت ... الحب جنون حقاً ..
******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 02:53 AM   #1667

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنفست (راندا) بصعوبة و تخاذلت ساقاها ، فجلست على أقرب مقعد لها و هي لازالت تحدق في (سيلين) في ذهول و قد بدا لها أنها الآن تحلم ... بالتأكيد هي تحلم .. أو أنها قد بدأت تهذي ... هل قالت لتوها أنها أخت (هشام)؟ .. أنها ابنة غير شرعية لـ(فاروق رضوان)؟! .. كيف؟ ... مستحيل .. ما عرفته عن والد (هشام) يجعلها لا تستطيع تصديق ما تقوله .. همست بذهول
_"مستحيل .. ما تقولينه مستحيل"
أغمضت (سيلين) عينيها و قالت
_"صدقيني أنا أكره الإعتراف بهذا أكثر من سماعك لها ، لكنها الحقيقة .. أنا لا أخشاكِ لأكذب .. لو كانت بيني و بين (هشام) علاقة من نوعٍ آخر ، لما خشيت الاعتراف بها و أنتِ تعرفين جيداً أن لدي الوقاحة الكافية لأخبركِ بهذا في وجهكِ"
أجل .. تعرف هذا .. تعرف أنها لم تكن لتتورع عن الاعتراف بكل وقاحة لو أن بينها و بين (هشام) علاقة حب ... هي لا تكذب .. قطبت (راندا) حاجبيها وعقلها يستعيد اللقطات من جديد بنظرة أخرى ... تذكرت صور (سيلين) و (هشام) التي أرسلها لها (سامر) سابقاً ... نظرة الحنان و الاحتواء في عينيه كانت تشبه نظرة شقيقها (آدم) لها هي .. نظرة الفخر و الثقة في عينيّ (سيلين) و هي تنظر نحو (هشام) و وقوفها إلى جواره كأنه مصدر ثقتها و اعتمادها .. كلماته و وعوده لها .. ألم تشبه تلك التي قالها لها (آدم)؟ ... كانت تحمل نبرة الأخ الأكبر الذي يمكنكِ أن تلقين بكل همومكِ فوق كتفيه و أنتِ واثقة أنه سيحملها عنكِ و سيحميكِ؟ .. الآن و هي تستعيد كل هذا تدرك الوجه الآخر الذي غاب عنها .. غيرتها و اندفاعها اللاعقلاني أعمى عقلها و لم تفكر .. حتى لم تمنح (هشام) الفرصة حين أراد أن يوضح لها كل شيء .. كلاهما أخطأ .. هو لم يكن واضحاً معها من البداية و هي لم تكن صريحة لتواجهه بشكوكها و حين فعلت لم تمنحه الفرصة ليقدم دفاعاته .. أحمقان .. كم كانا أحمقين .. (سمراء) كانت محقة .. ما كان يبدو معقداً كم بدا الآن بعد أن أدركت الحقيقة أكثر بساطة .. همست و هي تنظر لـ(سيلين)
_"لكن كيف؟ ... لا أفهم .. لا يمكنني أن أصدق"
هزت كتفيها و قالت بتهكم مرير و هي تبتسم بسخرية
_"القصة المعتادة ... الفتاة الغربية التي يأسرها سحر الشاب القادم من الشرق بغموضه و سحره .. و كالعادة .. تقع في حبه و تمنحه قلبها و نفسها ثم تكتشف كم كانت حمقاء و ساذجة و أن حبيبها الشرقي كعادة قومه متزوجٌ في وطنه من قريبةٍ له ... واحدة من عالمه .. تناسبه ... ثم يرحل و يعود لعامله و أسرته و يتركها لمصيرها"
و شردت عيناها قليلاً للبعيد قبل أن تبتسم بسخرية و تقول
_"قصة معتادة و مكررة بدرجة لا يمكنكِ تخيلها .. تكرارها مثيرة للشفقة"
همست بوجل
_"و ماذا حدث بعد ذلك؟"
هزت كتفيها و هي ترفع رأسها
_"كالعادة تجد المسكينة نفسها حاملاً بالطبع و وحيدة بعد أن تخلت عنها أسرتها .. ثم تموت و هي تضع طفلتها"
لمعت عيناها بشفقة و ألم همست
_"و كيف وصلتِ هنا؟ .. سمعت أنكِ ابنة صديق العم (فاروق) .. إذن كيف؟"
صمتت لحظة و قد بدت مترددة قبل أن تحسم أمرها و تقول بخفوت امتزج بمرارة ألمها
_"كان هناك عندما رحلت .. أخذ الطفلة و أعطاها لصديقه و زوجته التي لا تنجب .. ثم رحل مجدداً .. نبذها و رحل للأبد"
هتفت بجزع
_"مستحيل .. مستحيل أن يفعل عمي (فاروق) هذا .. هو لن .."
نهضت من مقعدها و هي تهتف
_"و كيف لكِ أن تعرفي؟ .. هل عرفتِه من قبل لتقولي هذا؟ .. أنتِ لم تعرفيه سوى من حكايات زوجته و من عرفوه سطحياً ... لكنني أنا .. أنا الدليل الحي على حقيقته"
هزت رأسها و قد بدأت عيناها تدمعان و همست
_"بالتأكيد هناك خطأ .. ربما كانت له أسبابه"
ضحكت بخفوت و هي تقول ساخرة
_"بالتأكيد كانت له أسبابه .. كانت زوجته مريضة للغاية وقتها و لم يكن ليستطيع أن يحطم قلبها و يخاطر بحياتها و هو يخبرها أنه قد خانها أثناء سفره و أن لديه طفلة من أخرى .. كانت حياتها مقابل حياة الصغيرة التي لم تعرفه و لا بأس إذا لم تعرفه يوماً و هكذا .. و كان يحب زوجته ليختار بكل سهولة .. و هكذا رماها لصديقه و رحل بعيداً"
همست بألم
_"أنتِ تكرهينه!!"
خُيل إليها أن جسدها انتفض بخفوت لتطرق بعدها للحظات همست بعدها و هي ترفع إليها عينيها و تحدق فيها بخواء
_"ماذا تعتقدين؟"
خفق قلب (راندا) بألم و هي تبادلها النظر و ران الصمت عليهما لبرهة قبل أن تتسع عينا (راندا) فجأة كأنما تذكرت شيئاً
_"إذن فأختكِ الصغيرة التي تحدثتِ عنها هي .."
قطعت جملتها بجزع لتوميء (سيلين) برأسها فشهقت بقوة و هي تتراجع في مقعدها
_"يا إلهي .. هل (سامر) ..؟"
هزت (سيلين) رأسها و أجابت سؤالها المبتور و هي تضغط على أسنانها و هي تتمتم بكراهية

_"هو السبب في ما أصابها .. ذلك الحقير اختطفها و حاول اغتصابها ، لكنها نجت بمعجزة ، لكن للأسف أثناء هربها صدمتها سيارة مسرعة .. حالتها كانت خطيرة و كادت تفقد حياتها ... بقيت في غيبوبة بضعة أشهر و استيقظت و قد فقدت قدرتها على المشي و رغبتها في الحياة"
كانت (راندا) تهز رأسها في ذهول .. تشعر أنها في كابوس .. (سامر) .. (سامر) فعل كل هذا؟! .. و (رهف) المسكينة .. هذا كان الجرح الذي تخفيه داخلها .. هذا هو ما حولها لتلك النسخة الباهتة الميتة؟ .. هو السبب؟ .. (سامر)!! .. كيف خُدعت فيه لهذه الدرجة؟ .. كيف كانت عمياء؟ .. هزت رأسها بعنف توقف أفكارها .. ليس هذا وقت الحسرة .. رفعت عينيها نحو (سيلين) التي كانت تتأملها ملياً بينما تقول
_"هذا جزءٌ بسيط مما فعله (سامر) و عائلته بنا .. ربما يخبركِ (هشام) حين يعود بكل التفاصيل"
همست بمرارة
_"(هشام)؟ .. و أين هو (هشام)؟ .. لقد رحل و تركني"
رددت (سيلين) بحنق
_"هل أنتِ غبية؟ .. اتصلي به و تحدثي معه .. اعتذري له و أخبريه أنكِ تحبينه و أنكِ كنتِ غبية و .."
هتفت بغضب
_"و من أين كان لي أن أعرف بما قلتِه؟ .. هو لم يخبرني شيئاً و أنتِ أيضاً .. أنتِ لم تتركي فرصة تمر إلا و أكدتِ شكوكي .. من أين لي أن أعرف أنكِ أخته؟! .. دائماً تتعاملين معه بحميمية أمامي .. كان واضحاً للأعمى أنكِ تحبينه .. كنتِ تغارين عليه"
هتفت فيها بحدة
_"بالتأكيد أحبه .. و نعم .. كنت أغار عليه منكِ .. إنه أخي الوحيد .. سندي .. و الوحيد الذي يمكنني أن أستند إليه و أغمض عينيّ و أنا أعرف أنه سيحميني ... هو كل عائلتي الآن"
اتسعت عينا (راندا) و هي تسمعها و لمعت في عقلها صورة (رهف) و هي تستقبلها بعد عودتها هي و (هشام) من شهر عسلهما .. كانت تغار هي الأخرى .. أجل .. مثل أختها تماماً .. سمعتها تكمل بضيق
_"بالتأكيد أغار منكِ و .. بحق الله .. أنا لم أكن أطيقكِ .. كان يجب أن أكرهكِ و أنا أرى (هشام) واقعاً في حب حمقاء مجنونة مثلكِ"
_"هيه مهلاً .. لا داعي للإهانات"
كتفت ذراعيها و قالت ببرود
_"عزيزتي أنا لا أهينكِ .. أنا أخبركِ بحقيقتكِ لا أكثر .. لقد كنتِ مستفزة و عنيدة و يمكنكِ أن ترمي بنفسكِ في الخطر فقط لمجرد العناد .. و (هشام) كان واقعاً في حبكِ بجنون و لم يكن يتورع عن المخاطرة بحياته من أجلكِ"
صمتت لحظة و أخذت نفساً عميقاً لتكمل
_"هل تعرفين سبب تلك الطعنة التي في جسده؟"
رفعت رأسها في حدة لتتابع (سيلين)
_"أنا أعرف أن (هشام) لم يخبركِ بالحقيقة .. قال أن آخر شيء يريده هو امتنانكِ"
نظرت لها في حيرة و همست
_"لقد قال (سامر) أنه طعنه دفاعاً عن نفسه و أن (هشام) حاول قتله و ..."
_"الكاذب الحقير"
هتفتها بحدة قبل أن تقول بكراهية
_"ذلك الوغد اختطفكِ و (هشام) وصل إليكِ قبل أن يؤذيكِ و أنقذكِ منه"
حدقت فيها بارتياع و هتفت
_"ماذا تقولين؟"
زفرت بضيق و هي تجيبها
_"(سامر) طعنه و هو يحاول انقاذكِ منه و كاد يقتله لولا وصول (عاصي) و (زياد) ابن عمكِ ... (زياد) أعادكما أنتِ و (هشام) .. و أخذكِ بعد أن وعد (هشام) ألا يخبركِ بشيء لأنه لا يريد امتنانكِ .. بينما (عاصي) واصلا مطاردته لذلك الحقير و وقع الحادث و ظننا أنه قد مات ، لكن اتضح أن الوغد كالقطط بسبع أرواح"
دمعت عينا (راندا) و هي تعود بذاكرتها لذلك اليوم الذي واجهت فيه (سامر) و اعتقدت أن (زياد) لحقها قبل أن يفعل شيئاً لها كما أكد لها (زياد) و تذكرت بارتياع ما قاله وقتها .. ظنت أن (سامر) قد توقف عن ملاحقتها مجدداً بسبب تهديد (زياد) له و خوفاً من عائلتها ، لكنها لم تتوقع أبداً أن يكون (هشام) وراء ذلك و أنه خاطر بحياته لأجلها .. أغمضت عينيها و هي تتذكر ما اعتقدته حلماً وقتها .. كان بجانبها و أخبرها ألا تقلق لأنه سيكون بجانبها دائماً و هي اعتقدت أنها كانت تتخيل فقط .. لكنه كان هناك حقاً .. انتبهت على صوت (سيلين) تقول
_"و هكذا تعرفين السبب الذي جعل (هشام) يحاول ابعاده عنكِ طيلة الوقت .. كان قلقاً عليكِ و عرف أنه يخطط لإيذائكِ كما فعل بـ(رهف)"
همست بوجع
_"لماذا؟ .. لماذا يفعل هذا؟ .. أنا لم أؤذه .. لقد وثقت به دائماً .. لقد دافعت عنه أمام عائلتي و أخبرتهم أنه ليس سيئاً كما يعتقدون .. لماذا حاول إيذائي؟"
رددت و هي تنهض
_"لم يخبرني (هشام) بكل شيء ، لكن كل ما يفعله (سامر) و شقيقه هو محاولة للإنتقام من عائلة (رضوان) و .."
صمتت لحظة و هي تلتفت لتنظر إلى عينيها

_"و عائلة (هاشمي) أيضاً"
و قاطعتها قبل أن تنطق بحرف
_"لماذا لا تبدأي بإصلاح علاقتكِ أنتِ و (هشام) أولاً و بعدها اسأليه عن كل شيء .. ربما تعلم من خطأه هذه المرة و توقف عن الاحتفاظ بالأسرار لنفسه كما يفعل دائماً"
بادلتها النظرات في صمت لتقترب منها و تربت على كتفيها برفق و قالت
_"(هشام) يحبكِ .. صحيح هو ترك البيت غاضباً ، لكن لو اتصلتِ و أخبرتِه أنكِ تحبينه و تحتاجينه فسيعود فوراً"
أومأت برأسها فابتسمت لها برقة و تحركت مبتعدة لتغادر و هي تقول
_"حسناً (راندا) .. أراكِ لاحقاً .. اهتمي بنفسكِ حتى ذلك الحين"
لم تنتظر حتى ترافقها (راندا) حتى باب شقتها و كأنها علمت أنها لا تستطيع أن تنهض من مكانها بعد كل هذه الصدمات .. سمعت (راندا) صوت الباب يغلق لتنتفض من شرودها بخفوت و تنفست بقوة و هي تنظر للمقعد الخالي الذي كانت (سيلين) تحتله قبل لحظات و عقلها يعيد ما سمعته مراراً حتى شعرت برأسها تكاد تنفجر ... نهضت من مكانها ببطء و توجهت لغرفتهما بخطوات بطيئة و الدموع التي لم تشعر بها تتسل لعينيها شوشت الرؤية أمامها و قلبها بدأ ينبض بألم و هي تتحرر من ذهولها لتستعيد الحقيقة التي عرفتها .. استندت للباب المغلق و هي تحدق أمامها و ببطء كانت تنزلق عليه لتجلس أرضاً في انهيار و هي تبكي بحرقة ... كم كانت عمياء .. كم كانت غبية .. (هشام) دائماً كان يحميها .. دائماً كان معها .. خاطر بحياته لأجلها .. و هي الغبية لم ترى كل هذا .. بل و اتهمته أنه اعتبرها نزوة و استخدمها في انتقامه من (سامر) بينما العكس هو ما كان يحدث ... (هشام) الذي أحبها رغم كل ما فعلته و حارب ليصل لقلبها و هي ماذا فعلت .. لقد أساءت إليه مرة بعد أخرى .. لقد كرهته و ألقت بحبه في وجهه و اتهمته أسوأ اتهامات و جرحته مراراً و طردته بعيداً عن حياتها و رغم هذا أعطاها فرصة أخيرة لتراجع نفسها قبل أن تدمر كل شيء بيديها .. أطرقت رأسها و قد ازدادت دموعها ، بينما وضعت احدى كفيها فوق بطنها .. لن تتراجع .. يجب أن تستعيد حبه من جديد .. ستخبره أنها تحبه و لطالما فعلت .. يجب أن تعتذر له .. يجب أن تستعيده من أجلها و من أجل طفلهما القادم .. يجب .. رفعت رأسها بحزم و لمعت عيناها بتصميم .. لم يعد هناك وقت للعناد و لا للجبن .. ستتصل به .. ستتوسله لو تطلب الأمر .. لن تنتظر حتى يعود من نفسه .. مسحت دموعها بقوة و نهضت من مكانها و قد عزمت أمرها على أن تحدثه في الحال .. فتحت باب غرفتها و اتجهت لغرفة المعيشة حيث كانت قد تركت هاتفها و لم تكد تقترب منه حتى ارتفع رنينه فأسرعت تلتقطه و تجيب بلهفة
_"(هشام)؟!"
ران الصمت للحظات على الجهة الأخرى و لم تلتقط أذناها سوى صوت أنفاسٍ خشنة فهمست بتردد و هي تبعد الهاتف لترى اسم المتصل
_"(هشام) .. هل هذا .."
قطعت جملتها و هي تلمح الرقم المألوف على الشاشة و قطبت في غضب و كراهية و هي تعيد الهاتف لأذنها و تمتمت بجمود
_"(سامر)"
سمعته يأخذ نفساً طويلاً قبل أن يجيبها بعبث
_"ممم .. لو تعرفين كم أحب سماع اسمي من بين شفتيكِ حبيبتي"
اقشعر جسدها بتقزز و قالت بحدة
_"ماذا تريد؟ .. ألم أخبرك أن تبتعد عني للأبد؟"
تمتم ببرود
_"حبيبتي .. و أنا أخبرتكِ أنني لن أفعل و لا أحد أبداً حتى أنتِ قادرٌ على ابعادي عنكِ"
قطبت حاجبيها و هي تفكر في (هشام) .. هو أيضاً أخبرها بهذا .. لكن شتان بين الاثنين .. لم تكره أبداً (هشام) حتى رغم كل ما أظهرته من ضيق و تحدي لكلماته ، أبداً لم يشعرها بالخوف و لا بالكراهية و النفور كما تشعر الآن و هي تسمع (سامر) .. شتان بينهما .. رددت بكراهية
_"لا فائدة من كل ما تفعل (سامر) .. أنا الآن أعرف حقيقتك و أعرف كل ما ارتكبته ... أنت أسوأ شخص قابلته في حياتي و لو تعرف كم أكرهك و كم أتمنى الآن لو أنني لم أرك بحياتي أبداً"
سمعت أنفاسه الغاضبة و قد سيطر الصمت بينهما للحظات قبل أن يأتيها صوته بفحيحٍ بارد

_"إذن أنتِ تعرفين حقيقتي؟! .. أتظنين ذلك؟ .. لا بأس .. أنا لا أهتم لهذا .. و لا أهتم لرأيكِ فيّ .. لن يغير شيئاً على كل حال .. أخبرتكِ ما أريد (راندا) و منحتكِ الوقت لتختاري و الآن .. أريد اجابتكِ"
هتفت في غضب
_"ماذا تقول؟ .. أي اجابة تريد أيها الوغد؟ .. هل جُننت؟"
_"ليس بعد .. لكن لا تختبري صبري حبيبتي ... أخبرتكِ أنني سأنتظر اختياركِ و هو وحده سيحدد خطوتي القادمة"
هتفت بغل
_"اذهب للجحيم أيها الحقير"
صمت للحظات و خفق قلبها بترقب ممتزج بالقلق ليأتيها صوته قائلاً بصوتٍ كالجليد
_"أخبرتكِ أنه لا خيار أمامكِ (راندا) .. إما أنا أو الموت"
انتفض جسدها بقوة و اتسعت عيناها بينما يتابع
_"أخبرتكِ أنكِ يجب أن تأتيني بطواعيتكِ ... (هشام رضوان) لن يملك حمايتكِ مني طويلاً"
تنفست بسرعة و الكراهية تزداد في قلبها نحوه فهتفت بحقد
_"لا تذكر اسم زوجي على لسانك القذر و ابتعد عن حياتنا و إلا قتلتك أنا بيديّ هذه المرة"
همس بجمود
_"إذن أنتِ تختارينه (راندا)"
هتفت بتحدي
_"نعم أختاره .. أنا اخترته منذ البداية و سأختاره دائماً .. و أنا أحبه .. أنا لم أحبك أبداً (سامر) .. لو أحببتك لقاتلت من أجلك حتى النهاية و لما استطاع (هشام) أن ينسيني إياك أبداً .. أنا أحب (هشام رضوان) هل تسمعني؟ .. أحبه و سأكون معه حتى النهاية و إياك .. إياك أن تقترب منا أبداً"
اشتدت قبضتها على الهاتف حين وصلتها ضحكته .. غريبة .. غير متزنة ... كأنه .. كأنه قد فقد عقله تماماً ... و ارتجف قلبها في قلق و صوته يتردد في أذنها أشد حدةً و برودةً من الثلج
_"مؤسف .. هذا مؤسفٌ جداً .. لماذا (راندا)؟ .. لماذا تجبرينني على اتخاذ هذا القرار؟"
و تنهد بأسف مصطنع
_"لكن ماذا أفعل؟ .. ما باليد حيلة حبيبتي .. هذا كان اختيارك فلا تبكين لاحقاً ، حسناً جميلتي؟!"
كان جسدها قد بدأ يرتجف دون توقف و همست بتوجس
_"ما الذي تهذي به يا هذا؟"
زفر بقلة حيلة و هو يقول
_"ماذا نفعل الآن؟ .. لم يعد هناك مفر .. آه .. هل تعرفين أين زوجكِ الحبيب الآن؟"
سقط قلبها بين قدميها في رعب و اختنق صوتها و هو يتابع
_"إنه يقود سيارته مسرعاً على الطريق الصحراوي .. في طريقه إلى هنا .. ممم .. هل يعرف أنكِ تنتظرينه جميلتي و لهذا هو يقود بهذه السرعة؟"
_"مـ .. ماذا تقول؟"

_"أوووف .. شيء مؤسف إذن أنه لن يصل إليكِ سالماً"
تخاذلت ساقاها لتسقط فوق ركبيتها بينما يقول
_"تعرفين حبيبتي .. حوادث الطرق كثيرة هذه الأيام و إن لم يحترس المرء فربما .."
قاطعته صرختها و هي تهفت
_"لا .. إياك .. أنت لن تفعل .. إياك أن تؤذيه"
_"تؤ تؤ .. ألم نتفق حبيبتي و قد خيرتكِ أنه إما أنا أو الموت؟ .. أوه .. آسف .. يبدو أنني أخطأت و لم أحدد موت من كنت أقصد"
اتسعت عيناها بارتياع و هي تهز رأسها برفض بينما خرج صوتها مبحوحاً
_"لا .. أنت لن تفعلها .. لن تؤذيه .. لن أسمح لك"
وصلها صوته بارداً و هو يقول
_"حاولي انقاذه إن استطعتِ"
صرخت بجنون من بين دموعها
_"سأقتلك ... سأقتلك بيديّ إن لمسته بأذى يا (سامر) ، هل تسمعني؟ .. سأقتلك"
_"وداعاً (راندا)"
وصلها صوت الرنين المتقطع لتصرخ بجزع
_"لا .. لا تفعل .. لا .. (هشام)"
حاولي انقاذه إن استطعتِ .. أجل .. ستفعل .. يجب أن تفعل .. يجب أن تحذره ... بسرعة .. يجب .. أسرعت تتصل على هاتفه و دموعها تنهمر بغزارة و هي تهمس بتوسل
_"أجب يا (هشام) .. أجب أرجوك"
صوت الرسالة المسجلة أخبرها أن الهاتف غير متاح فصرخت في قهر و هي تعيد الاتصال من جديد .. لا .. لن يصيبه مكروه .. هو بخير .. سيكون بخير .. سارعت تتصل على (عاصي) .. يجب أن يكون معه .. يجب أن تحذرهما .. هتفت ما أن فُتح الخط
_"(عاصي)"
قاطعها صوته و هو يقول مازحاً
_"ما الأمر؟ .. هل اتصلتِ لتطمأني إن كان مجنونكِ في طريقه إليك أم لا؟ .. اطمئني .. بالطريقة التي انطلق فيها فأنا متأكد أنه سيصل إليك في أي لحظة"
اتسعت عيناها و هي تهمس برعب
_"لا .. لا .. (هشام)"
هتف في قلق
_"(راندا) .. ما الأمر؟ .. لماذا تبدين مرتعبة هكذا؟"
_"(عاصي) .. أنت لست مع (هشام)؟!"
_"لا عزيزتي .. (هشام) غادر قبل قليل و أنا بقيت هنا لبعض العمل و .."
انهارت بالبكاء مصيبةً إياه بالرعب بينما تهتف بانهيار
_"الحق به (عاصي) .. (هشام) في خطر .. أرجوك .. يجب أن تلحق به .. هاتفه مغلق و أنا لا أستطيع أن .. "
_"اهدأي (راندا) أنا لا أفهم شيئاً .. ماذا حـ .."

صرخت بانهيار أكبر
_"الحق به .. (سامر) .. (سامر) سيقتله .. أرجوك الحق به"
هتف بسرعة
_"حسناً .. اهدأي .. أنا سأذهب في الحال .. أنتِ اهدأي .. سيكون بخير .. أرجوكِ اهدأي و لا تخبري أمي أو (رهف) بشيء .. لا تقلقيهما .. سيكون بخير"
كان يلهث بشدة فأدركت أنه يجري .. أومأت برأسها و هي تحاول كتم بكاءها فافلتت منها شهقة قوية قبل أن تقول بتوسل
_"أعده إليّ سالماً (عاصي) .. أرجوك"
هتف بحزم قبل أن يودعها
_"سأفعل"
أغلق الهاتف لتتراخى ذراعها جانبها و هي تحدق أمامها بينما دموعها لا تتوقف عن السقوط و جسدها يرتجف بعنف .. سيكون بخير .. اهدأي .. سيكون بخير .. لن يترككِ .. لقد وعدكِ .. لن يترككِ أبداً .. وضعت يدها فوق قلبها و هي تستعيد برعب ذلك الكابوس .. (هشام) داخل السيارة المحترقة .. ينزف بشدة .. بكت أكثر و هي تهز رأسها بقوة .. لا .. هو بخير .. رفعت رأسها تبكي بحرقة و هي تهتف
_"يا رب .. احمه و أعده إليّ سالماً يا الله .. أرجوك .. لا تعاقبني فيه يا رب .. أرجوك .. لن أحتمل .. لن أحتمل"
انتفضت بقوة مع صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة على أحد تطبيقات التواصل خاصتها فأسرعت تفتحها بخوف انقلب رعباً و هي ترى رسالة فيديو .. أصابعها أسرعت تضغط عليه لتفتحه بينما عقلها و قلبها يصرخان فيها ألا تفعل .. راقبت بعينين متسعتين ما يحدث فوق شاشة الفيديو و قد انفصل عقلها عن هذا العالم .. هي الآن في كابوس .. أجل .. هذا كابوس و ستستيقظ منه حتماً .. انهمرت دموعها و هي ترى السيارة التي تعرفها جيداً تنطلق بسرعة بينما تعترض طريقها سيارة نقل ضخمة .. لم تستوعب الأمر .. لم تفهم كيف انقلب كل شيءٍ في لحظات و السيارة الملاكي تطير لتتدحرج مراراً حتى استقرت فوق الطريق مقلوبة .. تماماً كما في كابوسها .. هي لم تستيقظ بعد .. يجب أن تستيقظ في أي لحظة .. أجل .. هي دائماً ما تستيقظ عندما يحاول الرحيل مبتعداً بينما هي تظل تصرخ فيه ألا يفعل .. يوقظها هو و هو يخبرها أنه هنا و لن يرحل ... لكنها الآن بعيدة .. بعيدة جداً عنه .. لن يسمعها و هي تتوسله ألا يتركها .. لن يسمعها .. لن يوقظها من كابوسها .. لأنه .. لأنه ليس هنا .. لا .. لا .. ليس حقيقياً .. هذا ليس حقيقياً .. لا .. صرخاتها كانت تتردد داخلها دون أن تغادر حلقها ، لكنها تحررت ما أن فتحت الرسالة الجديدة لتقابل عينيها صورة (هشام) داخل السيارة المقلوبة و رأسه تنزف بغزارة فصرخت و قد تحرر صوتها
_"لا .. (هشام) .. لا .. لا يا (هشام) .. لا"
جسدها كان مكبلاً فوق الأرض بينما صوتها لا يتوقف عن الصراخ بانهيار و هي تردد اسمه دون توقف .. لم تستمع للطرقات العنيفة فوق الباب و لا لصوت (سلمى) المفزوع .. كل العالم اختفى من أمام عينيها و لم تعد ترى سوى صورته ... كابوسها الذي غادر لاوعيها إلى أرض الواقع .. لم يتوقف صراخها إلا و هي تستسلم للسواد الذي أحاط بها من كل جهة و ابتلعها بعيداً عن الألم الرهيب الذي يمزقها دون رحمة و همسة أخيرة ترددت من بين شفتيها و جسدها يرتخي على الأرض
_"(هشام)"
*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 03:02 AM   #1668

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فتحت (راندا) عينيها و هي تأن بألم و سمعت (سلمى) تناديها بجزع تتوسلها أن تفتح عينيها .. فتحتهما و تطلعت حولها بحيرة و تخيلت أنها غادرت كابوسها أخيراً، قبل أن تتوقف عيناها على وجه (سلمى) الباكي فانتفضت من مكانها و هي تهتف بجزع

_"(هشام)"

أمسكت (سلمى) بكتفيها و قالت من بين دموعها

_"اهدأي حبيبتي"

هزت رأسها برفض و هي تهتف باكية

_"لا .. (هشام) ليس بخير .. أين (هشام)؟ .. أرجوكِ أخبريني أنه بخير .. هل عاد؟ .. أرجوكِ قولي أنه هنا"

مسحت (سلمى) دموعها و هي تقول بخفوت

_"سيكون بخير حبيبتي .. (عاصي) معه الآن .. و نحن سنذهب إليه"

تراجعت للخلف في حدة و حدقت فيها بذهول و رفض قبل أن تهز رأسها في استنكار

_"نذهب إليه؟! .. أين؟ .. (هشام) سيعود .. لقد وعدني .. (عاصي) أخبرني أنه في طريقه إلى هنا .. سيعود"

حدقت فيها (سلمى) بقلق قبل أن تهتف و قد رأت كيف ضمت ركبتيها إلى جسدها المرتجف و أطرقت رأسها تدفنها و هي تهمس دون توقف أنه سيعود و هي ستنتظره

_"(راندا) .. توقفي .. تماسكي بنيتي .. (عاصي) اتصل بنا"

رفعت (راندا) كفيها تغطي أذنيها و دموعها تتساقط بغزارة بينما تابعت (سلمى) من بين دموعها

_"إنه في المشفى الآن حبيبتي و يجب أن نذهب إليه .. إنه يحتاجنا (راندا) ... لا تخافي سيكون بخير .. هيا قومي و بدلي ثيابكِ لنذهب"

رفعت رأسها و نظرت إليها بعينين متسعتين و هي تردد بخفوت ذاهل

_"(هشام) في المشفى .. (هشام) في خطر .. لا .. (هشام) سيعود"

أمسكت بكتفيها تهزها بقوة

_"(راندا) تماسكي .. قلت أنه سيكون بخير"

و أمسكت بكفها لتجعلها تنهض

_"هيا أسرعي و بدلي ثيابك لنغادر بسرعة"

انتزعت كفها من يدها بقوة و تراجعت للخلف باكية و هي تهز رأسها رفضاً

_"لا .. لن أغادر .. لا أريد .. (هشام) .. (هشام) قال لي ألا أغادر"

_"ماذا تقولين (راندا)؟ ... حبيبتي .. تماسكي قليلاً .. (هشام) يحتاجنا جميعاً معه"

صرخت باكية بانهيار

_"لا ... (هشام) سيموت لو تركت البيت .. هو قال لي هذا .. قال أنني لن أغادر هذا البيت إلا بموته .. سيموت إن فعلت .. لا .. سأبقى هنا حتى يعود .. لن أذهب .. لن أذهب"

أدركت (سلمى) أنها تتصرف بصدمة فاقتربت تمسك كتفيها و تهزها بعنف و هي تهتف فيها بحزم

_"أفيقي (راندا) .. هذا ليس وقت انهياركِ .. (هشام) يحتاجكِ إلى جواره .. يحتاج لقوتكِ لينجو ... هل ستجلسين هنا و تتركينه للموت؟"

صرخت بجملتها الأخيرة لتنتفض (راندا) بقوة و تحدق فيها بعينين متسعتين فتابعت (سلمى) باكية

_"يجب أن تتماسكي ... يجب أن نتماسك كلنا .. يجب أن نكون حوله حبيبتي .. (عاصي) هناك و أخبرني أن الأطباء معه و يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذه ... يجب أن نكون هناك حين يفتح عينيه و يرانا .. إن شاء الله سيكون بخير"

ظلت (راندا) على حالتها للحظات قبل أن تهز رأسها و هي تنفجر باكية و ألقت بنفسها بين ذراعيها و هي تهتف

_"لن أحتمل لو أصابه مكروه .. لن أحتمل أبداً"

ربتت عليها و هي تهمس محاولة السيطرة على ارتجاف صوتها و الألم الذي يذبح قلبها بقسوة

_"سيكون بخير .. سيكون كذلك بإذن الله"

و ابعدتها و ربتت على وجهها قائلة

_"هيا أسرعي و ارتدي ثيابكِ .. يجب أن نكون هناك بأسرع وقت"

أسرعت تنفذ الأمر بينما تابعتها عينا (سلمى) بألم حتى اختفت و شهقت باكية و هي ترفع كفها لفمها قبل أن تهمس

_"أرجوك يا الله .. أرجوك لا تختبرني فيه .. أعده لنا سالماً يا رب .. أرجوك"

******************

لم تنتظر (راندا) لحظة حين توقفت السيارة أمام المشفى ، و تركت (سلمى) تساعد (رهف) لتنزل من السيارة و اندفعت هي للداخل بكل ما تملك من قوة .. لا ترى أمامها .. صورة واحدة تحتل عقلها .. يجب أن يكون بخير .. لن يتركها و يرحل بهذه البساطة ... لا .. أسرعت نحو مكتب الاستعلامات لتعرف مكانه لتندفع بعدها إلى حيث أخبرتها موظفة الاستقبال .. كانت تصعد السُلم بسرعة بينما لا يتوقف لسانها و قلبها عن الدعاء بتوسل حتى وصلت للطابق الذي أخبرتها الفتاة به ... توقفت و هي تلهث بعنف و قد شعرت أن قلبها على وشك التوقف في أي لحظة .. وقعت عيناها على (عاصي) فتنفست بقوة و هي ترى كيف جلس على مقعد الانتظار مطرقاً يدفن رأسه بين كفيه .. اقتربت منه بخطواتٍ مرتجفة حتى توقفت أمامه و قلبها نبض بعنف و هي تهمس بخوف

_"عـ .. (عاصي)"

رفع إليها عينيه ليرتجف قلبها أكثر و هي ترى عينيه المحمرتين اللتين لمعتا بدموعٍ يحاربها بكل قوته و رددت في فزع

_"(هشام) بخير؟! .. أرجوك قل أنه بخير"

نهض مسرعاً ليمسك بكتفيها حين وجدها تترنح أمامه و قال بسرعة و هو يُجلسها على المقعد

_"اهدأي (راندا) .. إنه بخير .. الحمد لله أنني لحقت به فور اتصالكِ و إلا لما .."

توقفت الكلمات في حلقه بألم و هو يتخيل وصوله متأخراً أو لو أن (راندا) لم تتصل به .. ربما ظل (هشام) وحده على الطريق ينزف حتى الموت .. حمداً لله ... لم يتوقف عن ترديدها حتى أحضره لأقرب مشفى و هو يحارب الوقت ليسعفه قبل فوات الأوان .. التفت نحو (راندا) التي دفنت وجهها بين كفيها و بدأت في البكاء و قال برفق

_"سيكون بخير يا (راندا) .. أخبرني الأطباء قبل قليل أنهم سيطروا على النزيف .. تماسكي قليلاً .. سيغادر غرفة العمليات خلال وقت قصير .. أنتِ فقط تماسكي و لا تتوقفي عن الدعاء لأجله"

هزت رأسها بينما دموعها تزداد أكثر و جسدها لا يتوقف عن الارتجاف بينما التفت (عاصي) نحو (سلمى) التي هتفت اسمه بجزع تتبعها (رهف) التي كانت الدموع تلمع في عينيها و شفتاها ترتجفان .. كانت تسيطر على نفسها بصعوبة حتى لا تنهار .. رقت عيناه و هو ينظر لهما و فتح ذراعيه يضم (سلمى) الباكية بين ذراعيه و هو يهمس برفق

_"إنه بخير أمي .. لا تبكي أرجوكِ"

رددت بإختناق

_"يا رب ... يا رب"

شهقة بكاء خافت غادرت شفتيّ (رهف) و لمحها تضغط قبضتيها بقوة حول مسنديّ مقعدها المتحرك و توجع قلبه من أجلها و كاد لولا بقية من عقل أن يذهب إليه ليحتضنها و يسمح لها بالانهيار باكية بين ذراعيه و تتخلص من كل ذلك الألم المرتسم على وجهها و في عينيها .. عاد يربت على رأس (سلمى) التي استمرت في البكاء بينما (راندا) جلست متجمدة فوق المقعد و عقلها شرد بعيداً بينما تهمس داخلها دون توقف

_"أنا السبب .. أنا السبب في كل هذا .. أنا أبعدته عني .. أنا طردته بعيداً .. و الآن .. أنا السبب في هذا .. (سامر) آذاه بسببي .. أنا السبب .. ما كان يجب أن أدخل حياته .. ما كان يجب أن يقترب مني .. أنا آذيته .. آذيته كثيراً .. أنا السبب .. (هشام) سيموت بسببي .. سيموت بسببي"

انتفض الثلاثة على صرختها لتبتعد (سلمى) عن (عاصي) و تندفع نحوها

_"(راندا) .. بنيتي"

نظرت لها من بين دموعها و هتفت بانهيار

_"أنا السبب .. كان يجب أن يبتعد عني .. أنا قتلته"

أمسكت وجهها بين كفيها و همست باكية

_"لا حبيبتي .. لا تقولي هذا .. (هشام) سيكون بخير .. هذا ليس ذنبكِ .. تماسكي"

ارتمت بين ذراعيها هاتفة بتوسل

_"أرجوكِ أخبريه ألا يتركني ... فليعاقبني بأي طريقة .. إلا هذه .. أخبريه ألا يتركني .. لن أحتمل"

ربتت على ظهرها بحنان و هي تهمس لها مطمئنة بينما قلبها هي لا يتوقف عن الارتجاف خوفاً فيما وقف (عاصي) و (رهف) ينظران إليهما بألم مماثل .. دقائق قليلة و كان الفريق الطبي يغادر غرفة العمليات ليندفع (عاصي) نحوهما و وقفت (سلمى) في قلق بينما أمسكت (راندا) بكفها و هي ترفض رفع رأسها .. تخشى أن تنظر لوجههم أو تسمعهم يخبرونها بما تخشاه ... صوت (سلمى) الذي تردد بجوارها و هي تحمد الله جعلها ترفع رأسها و تنظر نحو (عاصي) الذي كان يتحدث لأحد الأطباء الذي كان يخبره أن (هشام) حالته مستقرة الآن ، لكنه سيخضع للعناية المركزة حتى يفيق و يتجاوز الخطر تماماً ... تركت كف (سلمى) و بدأ جسدها يستكين قليلاً و تراجعت تسند ظهرها للمقعد و هي تتنهد بحرارة و انسابت دموعها في شكر .. سيكون بخير .. نهضت فور أن لمحت الطبيب يهم بالمغادرة و اندفعت نحوه قائلة

_"هل يمكنني أن أراه؟"

التفت لها و قال معتذراً

_"آسف سيدتي .. غير مسموح حالياً .. حتى يستقر وضعه"

هتفت بتوسل

_"أرجوك .. أنا زوجته .. أريد فقط دقيقة واحدة .. أرجوك .. لن أزعجه .. سأطمئن عليه .. أرجوك"

نظر نحو (عاصي) فأومأ الأخير متفهماً و قال و هو يمسك ذراعها يبعدها قليلاً للخلف

_"تعالي (راندا) ... يجب أن ترتاحي قليلاً"

_"لا .. أرجوك (عاصي) .. أريد أن أراه .. لن أرتاح حتى أطمئن عليه أرجوك"

_"(راندا) .. هذا خطر على حياته .. أرجوكِ تفهمي الوضع .. اصبري قليلاً و ستطمأنين عليه بعد أن يتجاوز الخطر .. هيا عزيزتي"

بكت و هي تنظر له بتوسل

_"أرجوك .. فقط أريد أن أراه بعينيّ .. أريد أن أتأكد أنه بخير .. أرجوك يا (عاصي)"

عض على شفتيه و هو ينظر نحو (سلمى) التي جلست في مقعدها تبكي ، و لم يعرف كيف يقنع (راندا) بالأمر بينما قلبه يتمزق خوفاً و رغبةً في الاطمئنان بنفسه على (هشام) .. صوتٌ مألوف تردد بقربهم لتلتفت (راندا) بسرعة و هي تهتف

_"أبي"

اندفعت نحو والدها الذي اقترب مسرعاً و القلق يرتسم على وجهه تتبعه والدتها التي نظرت نحوها بحنان ممتزج بالحزن .. احتضنها (أمجد) بقوة لتنهار باكية

_"أبي ... (هشام) .. لا يريدون أن يسمحوا لي برؤيته .. أرجوك .. قل لهم أنني أريد أن أراه .. يجب أن .."

ضمها إليه بحنان بينما ربتت (ثريا) على رأسها و هي تبكي و زوجها يهمس لابنته بألم

_"اهدأي حبيبتي .. اهدأي .. نحن هنا معكِ .. و (هشام) سيكون بخير .. لا تخافي"

تمسكت به و دفنت وجهها في صدره بينما اتجهت (ثريا) لتجلس بجوار (سلمى) و احتضنتها في مواساة .. نقل (عاصي) عينيه بين الجميع و غضب شديد يمتزج بألمه و يحرقه .. ذلك الحقير .. سيقتله ما أن يضع يده عليه .. لا .. سيجعله يتمنى الموت فلا يجده .. تباً له .. تباً .. كيف يجرؤ؟ .. كيف؟ ... قطب حاجبيه عندما وقعت عيناه على مكان (رهف) الخالي .. أين ذهبت تلك الفتاة؟ .. تحرك بسرعة معتذراً من الجميع .. لابد أنها انهارت وحدها في مكانٍ ما .. يجب أن يطمأن عليها .. لن يسمح لها بالاعتزال بألمها مجدداً بعيداً عنه ..

*******************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 03:05 AM   #1669

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

دلفت (راندا) بخطواتٍ مرتجفة و قلبها لا يتوقف عن الارتجاف خلف احدى الممرضات للغرفة التي انتقل إليها (هشام).. بالكاد سمحوا لها أخيراً برؤيته لبضع دقائق فقط .. ستطمأن عليه و تغادر .. يجب أن تراه لتطمأن أنه بخير .. تنفست بصعوبة و عيناها تقعان عليه و نظرت بجزع لكل الأسلاك الملتصقة بصدره و الضماد فوق رأسه و حول صدره و الأجهزة المحيطة به ترصد كل علاماته الحيوية بينما قناع تنفس يحيط بفمه .. جابت عيناها فوق جسدها بألم شديد و هي ترى مبلغ اصابته .. قال الطبيب أنه نجا بمعجزة .. ارتجفت ساقاها و هي تقترب منه و نظرت لعينيه المغمضتين في رجاء .. تريده أن يفتحهما و يخبرها أنه بخير و لن يتركها حقاً .. سيفي بوعده لها و سيعود .. لقد منحها فرصة و لن يعاقبها الآن .. ليس بهذه الطريقة .. انهمرت دموعها و كتمت فمها تحاول منعها بصعوبة و هي تقف أمامه بقلب يتمزق لرؤيته ممدداُ على هذه الحال .. ضعيفاً كما لم تتخيل أن تراه يوماً .. هي السبب في وجوده هنا .. لو لم يقابلها .. لو لم يحبها .. لو لم يصر على الاقتراب منها .. هي السبب .. اقتربت لتقف أمامه و قد سمحت لدموعها أن تسيل بحرية فوق خديها بينما تهمس و هي تمد يداً مرتجفة لتحتضن كفه
_"(هشام) ... حبيبي .. أنا هنا"
انتظرت بأمل كأنما سيرد عليها في أي لحظة قبل أن تتنهد بألم و تميل لتجلس على ركبتيها بقربه و تتابع
_"ليتني مكانك حبيبي .. ليت ما أصابك أصابني أنا .. أنا السبب ، صحيح؟ ... لابد أنك تلومني الآن .. أنت نادم أنك اقتربت مني .. أنا آسفة .. كان يجب أن تبتعد منذ البداية .. كان يجب أن تعلم أنني سأتسبب في آذاك في النهاية .. ألم تتعلم من كل ما مررت به معي؟ .. و بسببي؟! .. آه يا (هشام) آه .. افتح عينيك حبيبي .. افتح عينيك و أخبرني أنك تسامحني .. أنك ستعود كما وعدتني .. أرجوك حبيبي .. لم أخبرك بعد أنني أحبك .. استيقظ أرجوك"
اقتربت الممرضة منها و ربتت على كتفها قائلة بخفوت

_"سيدتي .. دعيه يرتاح الآن .. هيا"
التفتت لها و نظرت من بين دموعها قائلة بتوسل
_"أرجوكِ قليلاً .. دعيني معه قليلاً"
_"سيدتي .. ستسببين المشاكل لي .. يجب أن تتركي المريض يرتاح و إلا لن .."
_"لا .. لا تقوليها أرجوكِ"
و عادت تلتفت نحو (هشام) قائلة

_"سيكون بخير .. لقد وعدني"
و وقفت على قدميها و مالت لتقبله رأسه بحب و همست في أذنه
_"أنا أنتظرك .. عد إليّ سريعاً .. عد لأجلي أنا و صغيرنا أرجوك حبيبي .. لا تتركنا وحدنا"
ابتعدت تنظر لعينيه المغمضتين بيأس قبل أن تحتضن كفه إلى صدرها ثم ترفعها لتقبل راحته بحب و تغرقه بدموعها هامسة
_"سننتظرك معاً حبيبي"
لم تنتبه لنظرات الممرضة القلقة و هي تراقب شاشة المتابعة بقلق و وضعت يد (هشام) برفق إلى جانبه و تحركت لتغادر ، لكنها توقفت فجأة وقلبها انتفض بقوة و هي تشعر بأصابعه تتحرك بضعف لتتمسك بكفها تمنعها من الرحيل ، فالتفتت نحوه بسرعة و هي تهتف اسمه بأمل ليمتزج صوتها بصوتٍ تصاعد من الجهاز بطريقة أرعبتها بينما هتفت الممرضة بقلق

_"هذا ليس جيداً"
و أسرعت تضغط أحد الأزرار بينما (راندا) حفق قلبها بخوف و هي تنظر ليد (هشام) التي تراخت من يدها بعد لحظات قليلة و ارتجفت شفتاها و هي ترفع عينيها للممرضة التي كانت في تلك اللحظة تتفحص علاماته الحيوية و لم تمض لحظات حتى كان الفريق الطبي يندفع للغرفة و أبعدوها عنه بسرعة ليتابعوا عملهم و هتف كبيرهم للممرضة
_"أخرجيها من الغرفة فوراً"
انتفضت (راندا) من ذهولها مع لمسة الممرضة لكتفها و هي تقودها للخارج و هتفت بلوعة
_"لا"
_"أرجوكِ سيدتي .. لا يصح وجودكِ هنا .. دعي الأطباء يقومون بعملهم .. أرجوكِ"
بكت بتوسل
_"أرجوكِ .. سأقف بعيداً .. لكن أرجوكِ لا تبعديني .. لن أحتمل .. يجب أن أكون معه .. يجب"
فتحت الممرضة فمها لتنطق حين سمعت اسمها فاندفعت لتقوم بعملها بينما وقفت (راندا) في ركن الغرفة متسعة العينين تكتم أنفاسها و هي تراقبهم يحاولون اسعافه و شعرت بقلبها يكاد يتوقف .. لم تحتملها ساقاها فجلست أرضاً و هي تهمس بتوسل
_"يا رب .. يا رب .. أرجوك .. لا تحرمني منه .. أنا مذنبة أعترف .. لقد أغضبته كثيراً و جرحته كثيراً .. لم أكن أستحق زوجاً مثله .. لكن .. أرجوك لا تحرمني منه .. لا تحرم طفلي منه .. أرجوك .. لا تعاقبني فيه يا رب .. أرجوك .. أعده إليّ و أنا سأكون كما يريد .. سأكون زوجة صالحة .. سأحبه و أسعده حتى آخر العمر .. أعده إليّ .. أعده إليّ و سأكون الزوجة التي تمناها و لن أغضبه مجدداً .. أرجوك"
لم تتوقف عن البكاء و الدعاء بتوسل بينما تراقب الأطباء برجاء و أمل ، لكنّ صوتاً مألوفاً اخترق أذنيها فرفعت وجهها بفزع قبل أن تنهض واقفة .. لم تفهم ماذا يجري بينما الطبيب لازال يضغط على صدر (هشام) محاولاً انعاش قلبه .. لم تفهم .. أو ربما فهمت لكنها رفضت تصديق ما يحدث .. (هشام) سيعود .. رددت لنفسها بخفوت و هي تتحرك نحوهم ببطء لتقع عيناها في تلك اللحظة على الخط المستقيم المرتسم فوق الشاشة .. خط معروف .. تفهم جيداً ماذا يعني .. عادت بعينيها للطبيب الذي لم يتوقف عن الضغط دون توقف بينما العرق يغمر وجهه و هزت رأسها برفض .. لا .. (هشام) لم يرحل .. لن يتركها .. ليس قاسياً لهذه الدرجة .. لن يفعل هذا بها ... رأت الطبيب يبتعد بعد أن كلت ذراعاه ليترك المهمة لزميله و انفجرت في البكاء و هي تهمس بلوعة
_"لن يتركني .. (هشام) لن يتركني .. لقد وعدني .. لا تفعل هذا بي (هشام) ... لا تعاقبني بهذه القسوة أرجوك .. لا تفعل هذا"
هتف الطبيب في احدى الممرضات أن تخرجها من الغرفة لتصرخ هي بلوعة و هي تبعد يدها عنها
_"لا .. دعيني .. يجب أن أبقى معه .. (هشام) .. لا تتركني (هشام) .. لقد وعدتني .. لقد منحتني فرصة أخيرة يا (هشام) .. لقد وعدتني .. لا تتركني .. لا تتركني أنا و طفلنا (هشام)"
اندفع (عاصي) للغرفة مع صرختها بينما كانت الممرضة تدفعها للخارج .. اتسعت عيناه و هو يرى المشهد بالداخل و سقط قلبه بين قدميه و هو يسمع (راندا) تصرخ بانهيار تتوسل (هشام) أن يعود ... أسرع إليها لتقول الممرضة بسرعة و هي تسلمها له
_"أرجوك سيدي .. خذها للخارج .. الأطباء يبذلون أقصى ما لديهم لاسعافه"
هز رأسه بجمود بينما يحيط كتف (راندا) و يقودها للخارج حيث كان أفراد عائلتيهما يقفون بقلق و خوف شديدين لتنهار هي فور مغادرتهما للغرفة و تمسكت بقميص (عاصي) صارخة بحرقة
_"لقد تركني ... (هشام) تركني .. لقد قلت أنك ستعيده إليّ سالماً .. أعده يا (عاصي) .. أعده .. لا تجعله يرحل بعيداً عني"
اقترب والدها ليبعدها عن (عاصي) الذي وقف مغمضاً عينيه بألم و قد سالت دموعه على خديه بينما استسلم لضربات قبضتيها على صدره .. ضمها (أمجد) إليه بقوة يحتوي صرخاتها
_"أعيدوه لي ... أعده يا أبي .. (هشام) تركني و رحل يا أبي .. تركني أنا و طفـ .."
توقفت صرخاتها و عيناها تتسعان في ألم بينما تلمس بطنها بفزع و قد بدأت تشعر بتقلصات مؤلمة لترفع عينيها لوالدها و ارتجفت شفتاها و هي تهمس بخوف
_"أ .. أبي .. طـ .. طفلي"
نظر لها بفزع لتخرج صرخة مختنقة من شفتيها و هي تردد بألم
_"لا ... ليس هو أيضاً"
شعرت بالسواد يحيط بها بينما تحيط بطنها بحماية و هي تشعر بالتقلصات تزداد و قد بدأت تستوعب ما يحدث معها ... لا .. هي لن تفقدهما .. لن يرحل (هشام) و طفله أيضاً .. لن يحرمها القدر منهما هكذا مرة واحدة .. لن يتركاها .. هتف (أمجد) اسمها في رعب بينما يراها تنهار كورقة جافة بين يديه و هي تردد بتوسلو عيناها تغمضان بضعف

_"(هشام) .. طفلي .. لا تأخذوه مني هو أيضاً .. لا تحرموني منهما .. لا"
و خفت صوتها تماماً و هي تغرق بعيداً عن الواقع دون أن تدرك شيئاً مما يدور حولها
_"لقد وعدتني (هشام) .. لا تتركني .. لا ترحلا و تتركاني .. لاتفعلا"
*****************
انتهى الفصل السابع و الستون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-01-18, 03:19 AM   #1670

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قلبي مطاوعنيش المرة دي صراحةً أقولكم قراءة ممتعة
بس يا رب يكون الفصل عجبكم رغم كل الألم اللي فيه ...
كان المفروض أنزل الفصل و أهرب على طول
مش كده؟!


Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.