آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-18, 10:48 PM   #1691

عاشقة نبض القلب

? العضوٌ??? » 354652
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 217
?  نُقآطِيْ » عاشقة نبض القلب is on a distinguished road
افتراضي


👀
أين البارت
بدّي اعرف شو بصير مع راندا


عاشقة نبض القلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-18, 02:10 PM   #1692

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-18, 08:46 PM   #1693

راضية رزاق
 
الصورة الرمزية راضية رزاق

? العضوٌ??? » 407782
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » راضية رزاق is on a distinguished road
Elk

السلام عليكم ورحمة الله رواية رااااااائعة وانا مستغربة انها الاولى لك لانه لا طريقة سرد الاحداث ولا الوصف روووعة كانك محترفة مند زمن لكن الفصل الاخير وجع قلبي مثل مابتقولو بالمصري هههههه ياريت تكملي الفصل القادم في اسرع وقت لاني متشوقة كثيييييرا وسؤال هل ستكملين الجزء الثاني هنا ايضا ؟
ولكي مني افضل تحية من المغرب


راضية رزاق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-18, 09:17 PM   #1694

دموع كاذبه

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية دموع كاذبه

? العضوٌ??? » 260643
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 612
?  نُقآطِيْ » دموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond reputeدموع كاذبه has a reputation beyond repute
افتراضي

انتي هيك تأخرتي علينا كتير متى الفصل 😐😐

دموع كاذبه غير متواجد حالياً  
التوقيع

اقتلو محمد الحقير :7R_001:
رد مع اقتباس
قديم 26-01-18, 11:34 PM   #1695

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد عليكم جميعاً
أنا بعرف تأخرت بالفصل الأخير كتير .. لكن زي ما قلت لكم .. محبتش أتسرع بكتابته ليكون بمستوى يليق بالفصل الختامي ... أنا من أول الأسبوع و انا بكتب فيه و الحمد لله الفصل طوييييل ... و نصه اكتمل معي قبل يومين و نشرته على الفيس لكن خفت لو نشرته هنا أكسل أكمل كتابته و فضلت أنزله كامل ... الفصل طويل و إن شاء الله يكون تعويض عن التأخير و يكون بالمستوى اللي يليق بالرواية و تستمعوا به
أنا بكتب حالياً بالربع الأخير .. يعني باقي مشهد طويل و أراجعه بسرعة ... فبإذن الله هينزل الفصل الليلة
و الفصل إن شاء الله يعجبكم و هقدر إن شاء الله أقولكم بقلب جامد ... قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 04:29 AM   #1696

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن و الستون و الأخير (الجزء الأول)
تنفست (وتين) بعمق و هي تنظر لإنعكاسها في المرآة و شردت بعقلها تفكر في حوارها هي و (زياد) قبل أيام .. هي تعرف أنه لم يقصد سوءاً بحديثه و أن ما قاله لا علاقة له بنظرته لها و هي تثق في حبه لها كيفما كانت .. هو فقط يريدها أن تستعيد كل ثقتها بنفسها ... لكنها .. لازالت لا تستطيع التغلب على خوفها .. منذ شهدت رحيل أمها بعد دخولها غرفة العمليات تولّد لديها خوفٌ مرضي من المستشفيات ... لم تتحمل حتى تلك الأيام القليلة التي قضتها مرغمة بعد حادثها و لا تتخيل الآن أن تدخل بقدميها غرفة عمليات و تخضع لمشرط طبيب حتى و لو كان الثمن هو التخلص من بعض تشوهات جسدها و استعادة جزءاً من جمالها .. تنهدت بقوة و هي تلمس تشوه عنقها قبل أن تنتبه لـ(زياد) الذي وقف عند مدخل الغرفة يتطلع إليها بحنان ليبتسم بعدها و هو يغلق الباب و يتقدم نحوها ... لم تقطع تواصل بصريهما حتى توقف خلفها لتغمض عينيها عندما شعرت بذراعيه تحيطان خصرها و تجذبانها إليه .. استندت بظهرها لصدره و سمعته يهمس بحنان
_"هل لازلتِ تفكرين في حديثنا حبيبتي؟"
لم ترد و هي تميل برأسها تستند إليه ليتابع
_"أخبرتكِ حبيبتي .. إن كان الأمر يزعجكِ فلا تشغلي بالكِ به .. أنا لا أهتم إلا لراحتكِ و سأراكِ الأجمل كيفما كنتِ ... تعرفين ذلك ، صحيح؟"
أومأت برأسها فابتسم قائلاً
_"جيد إذن ... أنا مع اختياركِ حبيبتي .. إن كنتِ تخشين القيام بالأمر فلا بأس .. أنتِ هي الأهم عندي (وتيني)"
هزت رأسها و ابتسمت قائلة
_"أعرف حبيبي"
ران الصمت للحظات قبل أن يبعدها قليلاً و يديرها لتواجهه فرفعت رأسها تنظر لعينيه المترددتين بتساؤل وقالت
_"ما الأمر حبيبي؟ ... يبدو أن لديك ما تريد إخباري به"
تنفس بعمق قبل أن يمسك كفيها بين كفيه قائلاً
_"تعالي حبيبتي .. أريد ان أخبركِ بشيء"
تحركت معه فقال و هو يمسك كتفيها و يجلسها فوق حافة الفراش ثم يجاورها و يعاود احتضان كفيها
_"اسمعيني حبيبتي .. هل تذكرين وعدكِ لي مسبقاً؟"

نظرت له بتساؤل فابتسم مكملاً
_"بخصوص أنكِ ستذهبين معي لأي مكان و حتى إلى نهاية العالم؟"
هزت رأسها و هي تبتسم فتنهد و هو يبادلها ابتسامتها و شدد من احتضان كفيها و هو يقول
_"هل يمكنني الآن أن أطالبكِ بوعدكِ هذا؟"
_"(زياد) .. ما الأمر؟"
صمت لحظة فضغطت على كفيه ليتنهد قائلاً
_"تعرفين بشأن البعثة التي كنت أسعى للحصول عليها؟ .. لقد تمت الموافقة عليها أخيراً"
هتفت بسعادة و هي تحتضنه
_"حقاً حبيبي؟ ... مبارك لك .. يالله أخيراً .. أعرف كم كنت متشوقاً للحصول عليها"
و صمتت فجأة و هي تنظر لتعبير وجهه المترقب فقالت بتساؤل
_"ما الأمر؟"
هز رأسه و رفع كفيها إلى فمه يقبلهما قبل أن يقول
_"سنذهب معاً ، أليس كذلك؟"
ارتفع حاجباها كأنما انتبهت لحقيقة الأمر لتوها و همست بخفوت
_"سنسافر؟!"
أومأ قائلاً و هو يراقب تعبيرات وجهها بدقة
_"لا تريدين أن تسافري معي؟"
جفلت بحركة خافتة و رفّت عيناها و هي تنظر له قبل أن تطرق و هي تشد يديها حول كفيه و صمتت للحظات قبل أن تهز رأسها نفياً دون أن ترفع رأسها
_"ليس الأمر هكذا حبيبي .. الأمر فقط أنه .."
صمتت في حزن ليستحثها على المتابعة فهمست بخفوت و حزن و هي ترفع عينيها له
_"أنا الآن أفكر في ابتعادنا عن الجميع ... أشعر بالحزن كلما فكرت أنني سأفترق عنهم"
تنهد بحرارة لتسارع و تحيط وجهه بكفيها قائلة
_"لا أحب إليّ من أن أكون معك حبيبي في أي مكان .. الأمر فقط صعب عليّ .. أشعر من الآن أنني أشتاق لهم و قلبي يؤلمني لهذا"
ابتسم في أسف و نهض من مكانه ليجلس جوارها و هو يقول
_"إن كنتِ تريدين البقاء هنا .. لا بأس حبيبتي .. يمكننا أن .."
قاطعته و هي تضع يدها على فمه

_"لا حبيبي .. لم نكد نجتمع أخيراً .. لا أريد فراقاً جديداً"
و اقتربت تضم نفسها لصدره قائلة
_"لا أريد أن أبتعد عنك أبداً (زياد)"
احتضنها بحب قبل ان يبعدها حين شعر باهتزاز جسدها قليلاً و نظر بأسى لدموع عينيها و قال
_"لم أتصور أن يؤلمك الأمر هكذا (وتيني) .. أنا .."
هزت رأسها و مسحت دمعاتها بسرعة
_"لا تقل هذا (زياد) ... سأعتاد الأمر سريعاً ... على أي حال الوقت يمر بسرعة .. و يمكننا أن نزور العائلة كل فترة ، صحيح؟"
أومأ موافقاً و مسح خدها بحب قبل أن يضم رأسها لصدره متابعاً
_"أنا أيضاً سأشتاق للجميع حبيبتي ... لكن البعثة لن تطول و الوقت سيمر سريعاً كما قلتِ و نعود لهم"
هزت رأسها و أغمضت عينيها تاركةً دموعها تسيل بصمت ... هي لا تحتمل أن تفترق عنه .. ليس بعد أن اجتمعا أخيراً .. كما لا يمكنها أن تجعله يتخلى عن طموحه ، لكن فراق الجميع صعب للغاية .. لم تتخيل أبداً أن تضطر للابتعاد عنهم لوقت طويل .. جدها الحبيب و عائلتها كلها ... (لينا) صديقتها و ابنها الصغير و أطفال الروضة الذين تعلقوا بها و تعلقت بهم أكثر .. (حمادة) الصغير و أسرته .. ستشتاق لهم جميعاً ... تمسكت بـ(زياد) أكثر و هي تفكر ... جيد أنها اطمأنت من (سؤدد) قليلاً بشأن ذلك الرجل و علاقته بـ(آدم) ... (سؤدد) أخبرتها أنها تحدثت مع (آدم) و وضحت له كل شيء بخصوصه و هو تفهم الأمر و أخبرتها أن (آدم) الآن يساعدها في خطتها ضد (منذر) و مستعدان لكل ما يخطط له جيداً ... لم تخبرها بالتفاصيل ، لكنها واثقة فيهما خاصة بعدما عرفت أن ذلك الرائد يساعدهما ، و رغم أنها ستظل قلقة على وضعهما ، لكنّها تعرف أنهما قادران معاً على تخطي أي مشكلة ستقف في طريقهما ، كما أنها رأت بنفسها كم يهتم ذلك الحارس الشخصي بـ(سؤدد) و من الواضح أنه مستعد لحمايتها دائماً و لن يدع أي أذى يقربها مهما كان الثمن .. أخرجها (زياد) من أفكارها و هو يبعدها قليلاً و يمسح دموعها مشفقاً قبل أن يقبل خدها بحب
_"أشعر أنني شديد الأنانية معكِ حبيبتي .. أريد أن أقول لكِ ابقي هنا ، لكن سيكون هذا صعباً جداً ... لا تعرفي كم اشتقت لكِ في المرة السابقة التي سافرت فيها للدراسة .. لن أستطيع احتمال الوقت هناك و أنتِ بعيداً عني"
هزت رأسها مبتسمة
_"لا بأس حبيبي ... أنا أيضاً أنانية .. فهأنذا أترك جميع من أحب و من يحتاجون لي فقط لأكون معك .. ألا يجعلني هذا أنانية أنا أيضاً؟!"
ضمها إليه بحب و هو يتنهد بحرارة
_"أحبكِ (وتيني) .. و أعدكِ أنني لن أدعكِ تفتقدينهم كثيراً"
قبضت بكفيها على قميصه من الخلف و هي تهمس
_"أعرف حبيبي ... أعرف"
ران الصمت عليهما للحظات قبل أن يبعدها قائلاً
_"و بالمناسبة .. يمكنكِ أنتِ أيضاً متابعة عملكِ هناك .. من يدري ربما استطعتِ متابعة دراستكِ الموسيقية و تحقيق حلمكِ ... أنا واثق أنكِ ستجدين فرصة أفضل بـ(فرنسا)"
رفعت حاجبيها و هي تقول
_"لا أتذكر أنك أخبرتني أن البعثة إلى (فرنسا)"
_"أردت جعلها مفاجأة لكِ (وتيني)"
ضحكت و هي تضع يدها على فمها و قالت
_"مفاجأة جميلة و أعجبتني .. و ستتأكد أكثر عندما تعرف أن (كِنان) ابن خالي يقيم حالياً هناك"
قطب حاجبيه في غيرة و هو يستعيد صورة الشاب الأشقر المتأنق و كز على أسنانه قائلاً بحنق
_"حقاً؟ .. مفاجأة سارة جداً .. لا تتوقعي إذن أن نزوره هناك"
ضحكت و هي تهز رأسها

_"لا حبيبي .. آسفة .. على الأقل سأعوض اشتياقي لعائلتي كلها عندما أراه .. كل أسبوع مثلاً"
هتف باستنكار
_"نعم؟! .. كل أسبوع .. أنا أقول .. لأذهب حالاً و ألغي هذه البعثة .. لم أعد أريدها"
ضحكت و هي تشده من يده قائلة
_"تعال هنا .. لا تحاول حتى .. ثم لا داعي لكل هذه الغيرة حبيبي"
و اقتربت تقبل خده في حب متابعة
_"أنا لا أرى سوى رجل واحد فقط في هذا العالم .. أنت حبيبي"
لمعت عيناه بعشق قبل أن يتنحنح قائلاً بغضب مصطنع
_"حسناً .. لكن لا تقولي أن ابن خالكِ الآخر هناك .. أو أي من أبناء أخوالكِ الباقين .. كلهم نسخة واحدة و يثيرون غيرتي عليكِ بجنون .. لا أريدكِ بقرب أحدهم"
ضحكت و هي ترد
_"لا تقلق .. هو (كِنان) فقط .. كما أنه لا داعي لتغار منه فهو كما أعتقد معجبٌ بـ(رهف رضوان) فقد حدثني عنها كثيراً في اتصالاته بي .. من يدري ربما نسمع خبر خطبة قريباً"
رفع حاجبيه في دهشة و هو يقول
_"(رهف)؟! ... شقيقة (هشام)؟ .. مستحيل"
_"نعم هي .. هل تعرف شيئاً بخصوصها؟"

سألته بقلق ليقول
_"أعتقد أنه من الأفضل أن تخبريه أن يصرف نظراً عنها إن كان يفكر جدياً في الأمر"
قطبت بحيرة
_"لكن لماذا؟"
ردد و هو يفكر ملياً
_"أعتقد أنها تخص (عاصي) ابن عمها .. طريقة نظراته لها و اهتمامه بها تؤكد لي أنه يحبها و (هشام) لا يجد مشكلة في الأمر بل يبدو لي أنه ينظر لعلاقتهم كأمر محسوم منذ البداية ، رغم أن (عاصي) نفسه يذكرني بـ(راندا) .. نفس حماقتها و غباءها و عدم اعترافها بما هو واضح كالشمس لمجرد أنه لا يتماشى مع ارادتها .. هو أيضاً يبدو أنه لا يفهم مشاعره الحقيقية نحو ابنة عمه .. و (رهف) .. أعتقد أنها تحبه أيضاً رغم أن نظراتها له تحمل جرحاً خفياً"
_"يبدو أنك كنت تراقبهم جيداً"
ضحك قائلاً
_"لا طبعاً .. يكفي نظرة واحدة لهما لتدركي الأمر .. أنا عاشق قديم حبيبتي ، لذا يمكنني أن أفهم حالة (عاصي) بكل بساطة .. هما يحبان بعضهما رغم تعقد الأمر بينهما .. لذا أعتقد أن تدخل (كِنان) في علاقتهما لن يكون لصالحه أبداً"
فكرت ملياً قبل أن تهز رأسها قائلة
_"أنت محق .. ربما من الأفضل أن يعرف بهذا قبل أن تتورط مشاعره أكثر مع (رهف)"
ابتسم موافقاً
_"هذا أفضل حبيبتي"
قالت في اهتمام
_"إذن متى موعد سفرنا حبيبي"
_"في نهاية الشهر حبيبتي"
_"آه .. هذا يعني أنه لم يبق الكثير قبل السفر"
ابتسم مربتاً على خدها
_"بقى حوالي أسبوعين حبيبتي .. يمكنكِ خلالهما أن .."
قاطعهما طرقات سريعة على الباب لينظرا لبعضهما في قلق و نهض (زياد) مسرعاً عندما ارتفع صوت زوجة عمه (ثريا) تهتف بجزع
_"(زياد) .. (وتين)"
أسرع يفتح الباب ليخفق قلبه في قلق و هو يرى شحوب وجهها الغارق في الدموع و هي ترتجف بشدة ليهتف في قلق
_"خالتي (ثريا) ما الأمر؟ .. لماذا تبكين هكذا؟"
أسرعت (وتين) إليهما في قلق شديد لتشهق بقوة عندما سمعته تهتف باكية
_"أسرع (زياد) .. (هشام) .. إنه .. لقد اتصلت (سلمى) بي و أخبرتني أن .. (هشام) تعرض لحادث و هو في المشفى الآن .. عمك لا يرد على هاتفه و أنا لا أعرف ماذا أفعل .. أنا خائفة على (راندا) جداً .. لابد أنها الآن .."
أسرعت (وتين) تسندها و هي تقول بجزع من بين دموعها
_"اهدأي خالتي .. اهدأي .. (زياد) بدل ثيابك بسرعة لنذهب .. تعالي خالتي اجلسي قليلاً حتى ارتدي ثيابي و نذهب معاً"
نظر لهما (زياد) بقلق فحثته بنظراتها أن يتحرك بسرعة ، فأسرع للداخل و قلبه ينبض بقوة و خوف شديدين بينما شفتاه لا تتوقفان عن الدعاء أن يكون (هشام) بخير
*******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 04:32 AM   #1697

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"(راندا) ... (راندا) ... استيقظي (راندا)"
هزت رأسها بأنين و هي ترفض فتح عينيها ليزداد الصوت الحاحاً ، لتفتحهما أخيراً و تطلعت حولها بحيرة للحظات قبل أن تعتدل و هي تنظر لـ(هشام) أمامها يقف مبتسماً فهمست بذهول
_"(هشام)!! .. هذا أنت؟!"
و تلفتت حولها قبل أن تنظر إليه مجدداً و تقول بتساؤل
_"هل كنت أحلم؟"
اتسعت ابتسامته لتلمع عيناها و هي تهتف بارتياح
_"لقد كنت أحلم .. عرفت هذا .. أنت لم ترحل .. لم تكن لتفعلها (هشام) .. عرفت هذا .. حمداً لله"
لم يرد و لم تفارقه الابتسامة فارتفع حاجباها بتساؤل و حاولت النهوض لتقترب منه ، لكنها شعرت بجسدها ثقيل للغاية .. لماذا لا يمكنها الحركة؟ .. نظرت لجسدها .. لا شيء يقيدها .. لماذا إذن لا تستطيع الحركة؟ .. رفعت عينيها له بقلق و تساؤل ليهز رأسه و يقول بحنان
_"سأظل إلى جواركِ حبيبتي مهما حدث"
همست اسمه بخوف و هي ترى خياله يبتعد رويداً بينما يخفت صوته لتهتف باكية و الظلمة تغزو المكان من حولها
_"لا تذهب (هشام) .. لا تتركني وحدي .. لا أستطيع .. لا تذهب"
انهمرت دموعها أكثر و خياله يكاد يختفي و صوته الخافت وصل أذنيها و هو يقول
_"ستكونين بخير حبيبتي .. اعتني بنفسكِ من أجلي"
بالكاد تحررت يدها فرفعتها نحو خياله المبتعد و هي تصرخ بلوعة
_"لا يا (هشام) ... لا تتركني .. لا"
_"(راندا) ... (راندا) .. استيقظي يا (راندا) .. أنتِ تحلمين"
حركت رأسها يميناً و يساراً و هي تأن باكية لتشعر بيد تهز كتفها بينما الصوت المألوف يلح عليها لتستيقظ ، فأنّت أكثر و هي تحاول التخلص من القيود الخفية حول جسدها لتشهق بقوة و هي تفتح عينيها دفعة واحدة و هي تهمس باسم (هشام) ... حدقت للحظات في السقف الأبيض الذي قابل عينيها المليئتين بالدموع قبل أن يأتيها همسٌ رقيق باسمها فالتفت جانباً لتقابلها عينا أمها الدامعتين فهمست بضعف
_"أمي"
هتفت (ثريا) من بين دموعها و هي تنحني لتقبل رأسها باكية بحرارة
_"حبيبتي .. حمداً لله على سلامتكِ .. حمداً لله .. حمداً لله"
ارتجفت شفتاها و هي تبكي بخفوت لتنتبه لصوت والدها يقول برفق
_"هوني عليكِ صغيرتي ... أنتِ الآن بخير"
التفتت له و مدت يدها المتصلة بإبرة السائل المغذي بضعف تناديه باكية ليقترب منها بسرعة بينما ترفع جسدها بصعوبة .. ضمها بين ذراعيه لتنفجر باكية و هي تتشبث به و هتفت باختناق
_"(هشام) يا أبي .. لقد تركني .. تركني و رحل ، أليس كذلك؟"
وصلها صوته مختنقاً بالعاطفة و هو يقول برفق
_"(هشام) بخير حبيبتي .. لا تخافي .. إنه بخير الآن"
ابتعدت تنظر له من بين دموعها و هزت رأسها بقوة و هي تهتف
_"لا تكذب عليّ أبي .. لقد رأيته .. لقد كان .."
اختنق صوتها فهز رأسه مؤكداً و هو يقول
_"لا صغيرتي .. أقسم لكِ هو بخير .. أنا لا أكذب عليكِ .. لقد تمكن الأطباء من انقاذه و هو الآن بخير .. سوف يتجاوز الأمر ، صدقيني"
نظرت له ذاهلة و قد توقفت دموعها للحظات قبل أن تنفجر من جديد و هي تهتف بينما تدفن وجهها في صدره
_"حمداً لله .. حمداً لله"
بكت (ثريا) و هي تنظر إليهما بينما ضم (أمجد) ابنته أكثر و دمعت عيناه لتهتف زوجته بصوت مختنق من البكاء
_"اهدأي قليلاً صغيرتي .. هذا ليس جيداً من أجل الجنين"
تجمدت تماماً و اتسعت عيناها قبل أن تبتعد عن والدها و تضع يدها بسرعة فوق بطنها و تحسستها بتوجس للحظات رفعت بعدها عينيها لأمها برجاء في عينيها لتهز رأسها مجيبة و هي تقترب لتضمها إلى صدرها
_"إنه بخير صغيرتي .. لقد نجا ... حفظه الله لكِ هو الآخر"
ازدادت حدة دموعها و هي تتحسس بطنها بارتياح و سعادة مذهولة فتابعت أمها بشفقة
_"لكنكِ تحتاجين للراحة التامة كما قال الطبيب و إلا قد .."
هزت رأسها هاتفة و هي تحرك كفها فوق بطنها بحركة حماية
_"لا .. لن أفعل .. سيكون بخير .. لم يصب بسوء رغم كل ما حدث .. سيكون بخير .. و (هشام) أيضاً .. سيكونان بخير ، صحيح أمي؟ .. لن يتركاني وحدي"
أومأت برأسها و هي تربت على شعرها في حنان بينما تتبادل هي و زوجها نظرة مشفقة متألمة و ران الصمت على ثلاثتهما و هما يحيطانها باحتواء ، قبل أن يقاطعهما صوت الباب و هو يفتح برفق لتسمع (راندا) صوتاً حانياً يقول باهتمام
_"هل استيقظت (راندا)؟"
رفعت وجهها بعينين متسعتين و همست
_"جدي!!"
خطا إلى الغرفة بخطوات هادئة لتتحرك هي لاارادياً لولا أن أعادتها أمها للخلف لترتاح بينما جدها يقول و هو يشير لها
_"لا تتحركي صغيرتي .. لقد أمركِ الطبيب بالراحة التامة"
سالت دموعها و هي تنظر نحوه بينما يقترب منها و قالت
_"جدي أنت هنا؟ .. أنت متعب و لا يجب أن .."
اقترب من فراشها لتبتعد (ثريا) قليلاً و تسمح له بالجلوس جوار (راندا) التي أجابها بحنان
_"كيف لا أكون هنا و حفيديّ الغاليين في حاجة لي حبيبتي؟"
اقتربت لتضع رأسها على صدره و تبكي في صمت ليضمها إليه برفق و أشار بعينيه لابنه و زوجته أن يتركاهما قليلاً وحدهما فتحركا بعد أن رمقا ابنتهما بشفقة و ألم .. مضت لحظات و (راندا) تبكي بخفوت في حضن جدها الذي تنهد بخفوت و هو يضمها أكثر بحنان لتهمس بعد قليل بألم
_"هل هو بخير حقاً جدي؟!"
ربّت على ظهرها قائلاً بحنان
_"حمداً لله صغيرتي .. هو بخير و سيتحسن إن شاء الله"
همست برجاء
_"إن شاء الله"
ثم صمتت برهة قالت بعدها بألم شديد و هي تبكي
_"الله يعاقبني يا جدي ، صحيح؟"
_"لا تقولي هذا صغيرتي"
هزت رأسها قائلة بشهقات بكاء
_"أنا أستحق هذا جدي .. لقد كنت سيئة جداً .. كنت سيئة للغاية جدي و أنت تعرف ذلك ، صحيح؟ ... أنا أكره نفسي جدي .. أكره نفسي"
تنهد بحرارة و أبعدها قليلاً و مسح دموعها بكفه في حنان و هو يقول
_"لا حبيبتي .. لا تقولي هذا .. يكفي أن تدركي خطأكِ و تصححيه و تعتذري عنه .. لا تقسي على نفسكِ هكذا صغيرتي و كوني قوية .. أنتِ الآن في حاجة لكل قوتكِ من أجل زوجكِ و طفلكِ أيضاً"
رفعت عينيها الحمراوتين إليه و همست بمرارة
_"كدت أخسرهما بغبائي يا جدي .. كيف كنت بهذا الغباء و بهذه القسوة؟ .. لقد آلمته كثيراً و أسأت إليه ... لم أمنحه الفرصة أبداً ... لم أمنح نفسي الفرصة لأرى أي رجل رائع هو و أي حب صادق كان يحمله لي ... أنت عرفت هذا جدي ، صحيح؟ ... عرفت أي رجل هو و عرفت كيف سيحميني ويحبني"
ربت على رأسها بحنان و قال
_"عرفت دوماً حبيبتي ... حتى قبل أن تلتقيان .. كنت أسمع أخباره من والده رحمه الله و كنت معجباً به كثيراً و بما سمعته و ما وصلني عنه بعد وفاة والده زاد إعجابي به ..كيف استطاع إعادة الشركة للحياة بعد أن كادت تفلس و شق طريقه وسط سوق عمل لا يرحم و بدأ نجمه يلمع و عرفت أنه من النوع الذي لا تكسرهم الشدائد بل تُظهر معدنهم الحقيقي و تزيد من قوتهم ... عندما قابلته مجدداً بعد وقتٍ طويل في عزاء والده تأكدت من رأيي فيه و عرفت أنه الوحيد الجدير بكِ .. هو من يستحق تلك الجوهرة داخلكِ بعد أن يبعد كل أشواككِ القاسية و يروض عنادكِ"
سالت دموعها بندم و هي تهمس
_"أي جوهرة جدي؟ .. لقد أضعته بغبائي و بسبب عنادي الغير منطقي و تطرفي في معاملته و محاربتي له كل لحظة .. لم أمنحه لحظة سعادة واحدة جدي .. أنا سيئة جداً ... أسأت لعائلتي أولاً عندما أدخلت واحداً مثل (سامر) في حياتي و رفضت أن أعترف بكلامكم و تصورت أنني يمكن أن أثبت لكم خطأ فكرتكم عنه .. لكنكم كنتم جميعاً محقين بشأنه ... فقط أنا الوحيدة التي كنت عمياء و غبية .. لقد جرحتكم جميعاً جدي أنا آسفة .. و أنا أيضاً .. أسأت له ..لقد احتمل مني الكثير جدي .. أنت كنت محقاً بشأنه .. هو الوحيد الذي استطاع أن يتحملني رغم أنني أشك أنه فعل للنهاية .. لقد رضخ في النهاية و وافق على طلبي للطلاق .. و بسببي هو وصل لهذا الحال ... أنا السبب في كل ما أصابه ، لهذا تراجعت حالته عندما سمع صوتي ، لابد أنه لم يطق العودة إليّ"
شهقت بدموعها ليتنهد بأسى و قال
_"لا حبيبتي .. لا تقولي هذا أبداً ... (هشام) لا يكرهكِ و لا يستطيع أن يفعل.. لقد قاوم ليعود إليكِ..أنا متأكد ..كما أنه ليس بالرجل الذي يتراجع عما يريد .. لقد رأيت حبه لكِ حبيبتي .. لهذا كنت مطمئناً و أنا أدفعكِ للزواج به و تحايلت ليتم هذا الزواج بأي طريقة"
و ضحك بخفوت لترفع عينيها له بتساؤل فضحك قليلاً قبل أن يجيب تساؤل عينيها
_"في الحقيقة أنا من أقنعته بتلك اللعبة لنجبركِ على الزواج"
اتسعت عيناها الدامعتان و هي تنظر له بذهول ليكمل ضاحكاً
_"كنت أعرف أنكِ ستغضبين و تظنين أنه من خطط للأمر و كان من المفترض أن أدعي الغضب لرؤية صوركما و ذلك الخبر في المجلة و أصر على إتمام زواجكما حفاظاً على سمعة العائلة"
همست و هي تهز رأسها
_"لكن تلك الصور .. هو قال أنه لا علاقة له بنشرها و ... حسناً أنا لم أصدقه وقتها ، لكنه كان يتحدث بصدق شديد و أيضاً كان خائفاً عليك بشدة عندما مرضت"
ابتسم و هو يربت على خدها بحنان و قال
_"الصور (سؤدد) هي من نشرها و الخبر كذلك .. استعانت بمعارفها في تلك المجلة"
هتفت بحنق
_"تلك الـ ..."
وضع اصبعه فوق شفتيها و هز رأسه بلوم و قال
_"أنا من طلبت منها ذلك و هي حذرتني من عواقب انفجاركِ المجنون ... حسناً .. لقد خططنا و انتهى الأمر بتعبي المفاجيء بسبب خبر اختطاف (وتين) ، لكنني لم أترك الفرصة تضيع من يدي"
هزت رأسها و هي تهمس بلوم
_"كنت مريضاً للغاية جدي ، كيف أمكنك أن تفكر بهذه الطريقة وقتها؟"
ضحك و هو يعاود ضمها لحضنه في حنان
_"مرضي هذا كان السبب حبيبتي ... لم يكن ادعاءاً وقتها و لا كان كلامي معكما تمثيلاً .. كنت خائفاً بالفعل من ترككِ هكذا دون أن أضعكِ على الطريق الصحيح .. خشيت من أن تضيع الفرصة للأبد و كنت أعلم أنكِ يوماً ما ستدركين الحقيقة و سترين بعينيكِ ما رأيته و ما رأيناه جميعاً ... كنت سأرحل مطمئناً ﻷنني أعرف أنكِ يوماً ستكونين ممتنة لي ﻷنني أجبرتكِ على الزواج من (هشام) ﻷنكِ لولا هذا كنت ستضيعين ذلك الحب النادر من يديكِ لمجرد عنادكِ الأحمق"
هزت رأسها و دفنت وجهها في صدره و همست و دموعها تسيل على خديها بصمت
_"كنت محقاً جدي و أنا الآن رغم كل ألمي أشعر بالامتنان و السعادة لأنك أجبرتني على هذا الطريق و أعرف الآن أي رجل رائع هو زوجي ... عندما أقارن الآن بينه و بين (سامر) أدرك الآن أن ذلك الآخر كان وهماً و لا شيء أبداً مقارنةً برجل كـ(هشام) ... لا مجال أساساً لأقارن الثرى بالثريا ، صحيح؟ .. أنا نادمة ﻷنني ساويت بينهما يوماً جدي و اتهمت (هشام) أنه لا يفرق عنه شيئاً ... رباه .. كلما تذكرت كل الاتهامات و الصفات البشعة التي وجهتها إليه يا جدي ..حتى أنت ستكرهني لو عرفت بكل ما فعلت معه ..حتى و أنا واقعة في حبه بجنون كنت أنتقم منه لكبريائي عندما اعتقدت أنه كان يخدعني من البداية .. و هو ... هو احتملني و حاول تفهمي مراراً و الدفاع عن نفسه ، لكنني لم أمنحه الفرصة .. لماذا؟ ... ﻷنني لست سوى غبية و عنيدة و مدللة و مغرورة لا ترى أحداً على صواب سواها .. لقد أفسدتموني دلالاً جدي .. كان يجب أن تصفعني قديما لأستفيق مما كنت فيه"
مسح على ظهرها برفق و قال
_"أنتِ هي أنتِ حبيبتي ... و نحن نحبكِ كما أنتِ بكل عيوبكِ و مميزاتكِ .. بحماقتكِ و شيطانيتكِ و عنادكِ و قلبكِ النقي رغم كل هذا .. لا أحب أبداً العنف في توجيه الصغار ...أردتكِ أن تعيشي تجربتكِ و اختياراتكِ و تواجهي أخطاءكِ بنفسكِ .. هكذا تتعلمين و تعيشين .. بالطبع النصيحة و التوجيه بحكمة يلزمان و أنا كنت أقدمها وقت حاجتكم إليها .. أردتكم جميعاً أن تعيشوا حياتكم بخياراتكم و كنت أتدخل فقط من بعيد لأوجهكم إن لزم الأمر بحكم خبراتي و تجاربي الطويلة في الحياة .. لذا لا تلومي نفسكِ كثيراً"
وضحك من جديد و هو يتابع
_"أنتِ فقط استوليت على كل مخزون صفة العناد من كل أفراد العائلة .. خاصة جدتك (عائشة).. ورثتِ منها عنادها و لكنها كانت عنيدة بحكمة و توازن بين عقلها و قلبها .. كانت تحارب بكل عناد لتحصل على حقها و لتحمي أحباءها .. و والدتكِ أيضاً .. هل تعلمين كم عذبت والدكِ حتى اعترفت بحبها له و هو أيضاً كان عنيداً مثل (هشام) و لم يتوقف عن مطاردتها حتى جعلها تتزوجه"
ابتسمت و هي تمسح دموعها
_"نعم أعرف هذا .. لكنها لم تقاوم سحر (هاشمي) في النهاية"
ضحك و هو يقول
_"بالطبع"
ران الصمت للحظات و اكتفت (راندا) بتمسكها بجدها و هي تغمض عينيها تتشبع من احتواءه و دعمه لها قبل أن تهمس
_"ماذا أفعل الآن جدي؟ ... أنا خائفة كثيراً .. أشعر أن قلبي لن يحتمل طويلاً ... (هشام) أخبرني يوماً أنني يجب أن أتقبل القدر بصبر و رضا .. و أنا أحاول جدي .. صدقاً أحاول لأتماسك حتى لا أنهار ... أحاول لكنني أشعر بضعف شديد .. حين اعتقدت أنه قد رحل ، شعرت أنني سأموت أنا أيضاً ... لا أريد أن أخذله جدي .. أرجوك أخبرني ماذا أفعل؟"
شدد من احتضانه لها و هو يردد
_"ستكونين قوية من أجله حبيبتي ... هو ليس غاضباً منكِ و لا انهار لأنه شعر بكِ .. هو سمعكِ و سيقاوم من أجلكِ و سيعود لكِ بإذن الله ... أنتِ فقط لا تتخاذلي و كوني قوية لتصله قوتكِ ... ستكونين قوية من أجله هو و صغيركما حبيبتي ... تخيلي فقط فرح (هشام) عندما تخبرينه بحملكِ ... فكري في هذا و صلي لله و ادعي دائماً حبيبتي و الله سيساعدكِ و سيمنحكِ الصبر و القوة حتى يعود (هشام) سالماً إن شاء الله"
همست من قلبها
_"إن شاء الله"
عاد يمسح على رأسها و هو يتابع
_"أنتِ قوية حبيبتي و أنا متأكد أنكِ و (هشام) ستتجاوزان هذه المحنة بسلام و ستجتمعان عن قريب .. و أنا متأكد أنكِ ستتخذين القرار الصحيح هذه المرة بشأن حياتكما معاً"
أومأت برأسها و هي تردد
_"كنت أريد فرصة واحدة جدي ... فرصة واحدة فقط أصحح بها خطأي .. كنت مستعدة لأي شيء مقابل أن يعود لي ... و لم أهتم حتى لاعتقاداتي بشأنه وقتها ، كنت على استعداد لأقضي بقية عمري معه رغم كل شيء .. و لا أصدق حتى الآن أن القدر منّ عليّ بفرصة جديدة و أنا أنوي ألا أضيعها من يدي أبداً ... هذه المرة سأحارب من أجله و لن أتراجع حتى لو عاندني هو هذه المرة ... سأفعل أي شيء لأستعيد حبه من جديد"
ابتسم بحنان و مسح على خدها و هو يقول
_"هذه هي حفيدتي المحاربة"
ابتسمت من بين دموعها و هي تنظر له بحب و امتنان و رددت
_"شكراً لوجودك معي دائماً جدي ... شكراً لأنك وجهتني في طريقي و منحتني أجمل هدية حصلت عليها في عمري كله"
لمعت عيناه بحنان شديد و لمحت هي ترقرق الدمع فيهما لترفع نفسها قليلاً و تقبل خده هامسة برقة و حب شديدين
_"أحبك (رفعت هاشمي) ... أحبك يا أروع جد في هذا العالم كله"
مسح دمعة كادت تغادر عينه و قال بصوت تحشرج من العاطفة حاول مداراته و هو يضحك قائلاً
_"أنا لم أفعل شيء حبيبتي ... هذا كان وعدكِ قبل سنوات طويلة و أنتِ أوفيتِ به دون أن تدرين"
قطبت حاجبيها في تساؤل ليغمز بعينه و أجابها قائلاً و هو يرجع شعرها للوراء
_"أنتِ لا تتذكرين هذا ، فقد كنتِ صغيرة جداً ... ربما في الرابعة من عمركِ ... (هشام) و أسرته كانوا يسكنون بالقرب منا قبل أن ينتقلوا و كانت أسرتانا على علاقة طيبة"
_"حقاً؟! ... اعتقدت أن أمي و السيدة (سلمى) تعارفتا في النادي و أصبحتا صديقتين ... لم أعرف أن علاقتهم بنا قديمة لهذا الحد"
أومأ مجيباً
_"بالطبع حبيبتي ... لقد انتقلوا قبل سنوات طويلة .. لكننا كنا على اتصال دائم ... أنتِ لا تتذكرين هذا و لكنكِ كنتِ تحتالين لتذهبي لرؤية (هشام)"
شهقت و هي تتراجع مبتعدة و تنظر له بعينين متسعتين
_"مستحيل ... ماذا تقول جدي؟"
ضحك و هو يهز رأسه
_"كنتِ في عمر (رفيف) تقريباً أو أصغر حبيبتي و كنتِ متعلقة به كثيراً .. لنقل مفتونة به لدرجة أن تنفجري في البكاء في كل مرة كان يغادر مع أسرته بعد زيارتهم لنا و تصرخين مطالبة بالذهاب معه"
احمر وجهها و همست
_"يا إلهي ... هل تقول الصدق جدي؟ .. لا أصدق .. أنا لا أذكر شيئاً من هذا أبداً"
_"أعتقد أن (هشام) نفسه نسي الأمر ، فقد كان يكبركِ بسنوات قليلة و هو أيضاً كان لا يزال طفلاً وقتها .. عامةً لم يطل الوقت فقد اضطروا لمغادرة المكان و بدأت زيارتهم تقل لانشغالهم"
استمعت له بصمت و خفق قلبها و هي تفكر في (هشام) .. أحقاً كانا يعرفان بعضهما منذ ذلك الوقت و هي أيضاً كانت متعلقة به؟! .. لا يمكنها أن تصدق .. هزت رأسها دون تصديق قبل أن تنظر له بتساؤل قائلة
_"ماذا قصدت بالوعد إذن جدي؟"
ضحك و هو يقول
_"كان هذا في عيد ميلاد (هشام) الثامن على ما أذكر ... كنتِ تلتصقين به طيلة الحفل حتى و هو يطفيء الشموع و لم يبد أن هذا كان يزعجه أبداً ، فقد كان يبتسم في كل مرة يراكِ فيها و في كل مرة تتركين البقية و تبقين معه رغم تذمر (عاصي) و (آدم) منكِ وقتها"
لمعت عيناها بفضول و هي تسأله
_"ثم ماذا؟ .. ماذا حدث بعيد الميلاد؟"
قرص خدها و هو يكمل بضحك
_"ثم إنكِ بكل ديكتاتورية أطفأتِ الشموع معه و هو يبدو أنه لم يستطع مقاومة نظراتكِ المفتونة له فأطعمك أول قطعة من كعكة عيد ميلاده"
أخفت وجهها المحمر بين كفيها و هي تهمس
_"يا إلهي!! .. لا يمكنني التصديق .. هل كنت مجنونة هكذا منذ صغري؟"
ضحك أكثر و هو يجيبها
_"بل أكثر حبيبتي .. هذا ليس شيئاً مقابل ما فعلتِه في اللحظة التالية"
لامست خديها المشتعلين بكفيها و قالت
_"لا تقل لي أنني فعلت أسوأ من هذا"
هز رأسه و ابتسم على تعبيراتها و هو يقول
_"لقد طلبتِ منه أن ينحني لكِ قليلاً و عندما فعل ، قبلتِ خده حتى تسببتِ في احمراره أمام الجميع و قلتِ له أنكِ تحبينه و ستتزوجينه عندما تكبرين"
اشتعل خديها أكثر و هي تهز رأسها قائلة
_"رباه ... لا أصدق هذا .. لابد أنني أثرت ضحك الجميع ليلتها"
أومأ برأسه و هو يضحك و عيناه تشردان بحنين لتلك الأيام السعيدة بينما تابعت
_"من الجيد أنه لا يتذكر شيئاً من هذا و إلا ما كان ترك لحظة إلا و ضايقني به"
لامس شعرها بحنان و هو يقول
_"ربما لم ينسكِ تماماً حبيبتي و قد يكون هذا سبب انجذابه الفوري نحوكِ عندما رآكِ من جديد و وقوعه في حبكِ بهذه الطريقة الغريبة و من نظرة واحدة .. ربما كان يتذكركِ و يتذكر حبكِ و وعدكِ الطفولي بطريقة ما"
عضت شفتيها و هي تقول
_"يا إلهي .. رجاءاً لا تذكره بالأمر جدي و إلا لن يتوقف عن استخدامه ضدي"
غمز بعينه قائلاً
_"من يدري؟ ... ربما يتذكر من نفسه"
غامت عيناها و هي تردد
_"ليعد لي فقط جدي و أنا سأرضى بأي شيء .. فليضايقني حتى يكتفي و ليغضب مني إلى أن يقتص لنفسه .. أنا راضية بأي شيء منه"
احتضنها بحنان
_"سيعود حبيبتي من أجلكِ و سترين بنفسكِ .. هو لن يستطيع أن يقاوم حبكِ و لن يغضب منكِ طويلاً ... أنتِ فقط اهتمي بنفسكِ و بحفيدي الصغير .. أتمنى من الله أن يمنحني من العمر ما يكفي لرؤيته و لأحمله في حضني"
قالها و هو يضع يده فوق بطنها في حنان لتحتضن كفه و هي تهمس
_"أدامك الله لنا حبيبي .. ستراه بإذن الله و ستحمله بين يديك و ستمنحه اسمه و سيعرف كم هو محظوظ مثل أمه تماماً لأن لهما أفضل جد في هذا العالم"
نظر لها بحنان شديد و سمح لدمعتيه أن تلامس خديه قبل أن يمسحهما عندما ارتفعت دقات رقيقة على سطح الباب تلاها صوت رقيق يسأل الدخول لينادي الجد على الطارق الذي لم يكن سوى (وتين) التي أطلت برأسها إلى الداخل قائلة بقلق
_"هل (راندا) مستيقظة جدي؟ .. آه ها هي .. تعال (زياد)"
دلفت للداخل مسرعة و (راندا) تعتدل و تمسح وجهها من أثر الدموع و ابتعد الجد قليلاً سامحاً لحفيدته الأخرى بالاقتراب لتحتضن ابنة عمها بحب ، بينما يتطلع نحو الباب حيث أطل (زياد) بوجه لا يقل قلقاً عن زوجته ، ليميل مقبلاً رأس (راندا) و هو يقول
_"سأذهب أنا لأطمئن على حال البقية حبيبتي ... (ملاك) لا تدعيها ترهق نفسها كثيراً .. الطبيب أمرها بالراحة"
وقفت (وتين) لتحتضنه بدورها و هي تهمس له بقلق
_"حسناً جدي .. و اذهب أنت لترتاح .. أعرف أنك متعب أنت الآخر .. أرجوك لا تجهد نفسك كثيراً حبيبي"
أومأ برأسه و هو يقبلها مبتسماً و تحرك مستنداً على عكازه ليسارع (زياد) نحوه و أمسك بذراعه قائلاً باهتمام
_"أنت بخير جدي؟ .. لا أعرف لماذا صممت على الخروج و أنت متعب .. هل اطمأن قلبك الآن على حفيدتك الغالية؟ .. ها هي تبدو كالقردة تماماً"
ضحك جده و هو يلتفت نحو (راندا) قائلاً
_"أرأيتِ؟ .. لستِ وحدكِ المستبدة و العنيدة بين أحفادي"
ابتسمت بخفوت ليقول (زياد) مبتسماً
_"حمداً لله على سلامتكِ (راندا)"
_"شكراً لك (زياد)"
قال بسرعة و هو يتحرك ليلحق بجده
_"سأترككِ مع (وتين) قليلاً ريثما اطمئن على جدي و سأراكِ لاحقاً عزيزتي"
أومأت موافقة ليتابع محدثاً (وتين) بقلق و هو يرى كيف ازداد وجهها شحوباً
_"ستكونين بخير حبيبتي؟!"
هزت رأسها ليقول بينما (راندا) تنقل بصرها بينهما بقلق
_"حسناً اهتمي بنفسكِ و بـ(راندا)"
تابعتاه بناظريهما حتى غادر الغرفة لتلتفت (وتين) نحوها بقلق و سمحت لدموعها بالنزول و هي تقترب لتحتضنها بحب
_"حمداً لله على سلامتكِ حبيبتي ... يا الله .. لا تعرفين كم أثرتِ رعبنا (راندا) .. الحمد لله أنكِ بخير"
ابتعدت عنها قليلاً و قالت بابتسامة باهتة
_"أنا بخير الآن حبيبتي لا تقلقي ... فقط أريد الاطمئنان على (هشام) .. أتمنى لو استطعت رؤيته ، لكنني أعرف أنهم لن يسمحوا لي و أنا لا أريد أن تسوء حالته مجدداً"
ربتت على خدها قائلة بحنان
_"إنه بخير .. لقد طمأننا الأطباء و حالته مستقرة حمداً لله .. قال الطبيب أن غيابه عن الوعي لن يطول إن شاء الله"
_"إن شاء الله"
عادت تربت على خدها و هي تنظر لها بعينين دامعتين لتبتسم لها (راندا) و تقول بامتنان
_"جئتِ رغم خوفكِ من المستشفيات (وتين)؟!"
نظرت لها بلوم من بين دموعها و قالت
_"هل أنتِ حمقاء؟ .. كيف أترككِ في هذه الحالة؟ .. و لا تقلقي مثل (زياد) ... أنا خوفي ليس مرضياً لهذه الدرجة .. أنا فقط أخشى غرف العمليات أكثر"
قالتها و هي تبتسم في ارتباك ، فربتت على كفها و هي تنظر لها بحب و همست لها
_"شكراً لوجودكِ معي حبيبتي .. بوجودكم جميعاً قربي أعرف أنني لست وحدي أبداً و بأن كل شيء سيكون بخير"
اقتربت لتضمها لها بحب و هي تقول بتأكيد
_"بالطبع حبيبتي و سترين بنفسكِ قريباً ... كل شيء سيكون بخير .. و نحن سنكون معكِ دائماً .. أنتِ فقط تمسكي بالأمل"
أومأت برأسها موافقة لتربت على ظهرها في حنان شديد و هي تبتسم بينما تراقبها تغمض عينيها بتعب لتهمس داخلها داعية الله أن يتحسن (هشام) سريعاً و يعود لـ(راندا) و أن تكتمل سعادتهما معاً أخيراً كما اكتملت سعادتها هي و (زياد)
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 04:35 AM   #1698

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أوقف (عاصي) سيارته و تطلع أمامه بشرود قبل أن يزفر بحرارة و مال يسند جبهته لمقود السيارة في تعب و أغمض عينيه تاركاً المجال لدمعة خائنة لتسقط على وجنته و القبضة التي تعتصر قلبه منذ رأى (هشام) غارقاً بدمائه ازدادت اعتصاراً له فعاد يتنهد بعمق و هو يضرب المقود بقهر ... كم يشعر بالعجز و القهر .. لكم يرغب أن يندفع بحثاً عن ذلك الوغد حتى يجده و يجعله يجثو على ركبتيه طلباً للرحمة دون أن يمنحها إياه ، لكنه مكبل ... يقيده وضعه و حاجة عائلته له .. لأول مرة ينزع إلى حكمة (هشام) في التعامل مع الأمور .. لطالما نصحه (هشام) بعدم التسرع و ألا يسمح لغضبه أن يتحكم فيه فيفسد كل شيء ... يعلم كيف كان (هشام) سيتصرف لو كان في موضعه .. لذا أخبر (راندا) ألا تخبر أحداً بأمر (سامر) و نصحها بالتريث حتى يستيقظ (هشام) و يقرر ماذا سيفعل ... يعرف أن (هشام) بالتأكيد سيفكر في أمرٍ آخر ... ضرب المقود مجدداً بقوة أكبر قبل أن يرفع كفه يتحسس قلبه بألم .. (هشام) .. أخوه و صديق عمره .. كاد يضيع منهم .. لا يريد أن يتخيل ما كان سيحدث لو لم يصله في الوقت المناسب ... و تلك اللحظة التي اندفع فيها لغرفة العناية إثر صراخ (راندا) المرتعب ليقابله ذلك المشهد الذي لا يظن نفسه ينساه يوماً .. لقد اعتقد أنهم قد خسروا (هشام) للأبد .. كان عاجزاً عن إجابة (راندا) التي تتوسله أن يعيد لها زوجها .. قلبه تمزق إرباً عندما عرف بأمر الطفل الذي كادت تفقده .. لم يعرف هذا الشعور سوى في تلك اللحظات التي كان يسارع فيها نحو المشفى حين تلقى خبر حادث (رهف) .. حين كان يقف أمام بابها يشعر أنه يحارب مثلها شبح الموت الذي كاد يأخذها منه ... كان لحظتها عاجزاً كما كان اليوم و هو يرى (راندا) تتهاوى بين ذراعيّ والدها بينما خلف الباب المغلق (هشام) يصارع بين الحياة و الموت و لا يعرف من سينتصر منهما ... (سلمى) المنهارة و (رهف) التي تجمدت ملامحها تماماً كأنما تحولت لتمثال من ثلج ... كان عاجزاً و هو يحاول التماسك ليدعم الجميع بينما من داخله كان يتهاوى ... اعتدل ينظر أمامه بعينين غشيتهما الدموع قبل أن يمسح وجهه بقوة و يتنفس بعمق و هو يتطلع للفيلا الشبه مظلمة .. يجب أن يتماسك .. من أجلهم .. تُرى هل استطاعتا النوم؟ .. بصعوبة أقنع (سلمى) أن تعود للبيت لترتاح هي و (رهف) .. كان وضع (هشام) قد استقر أخيراً ، و تم منع الزيارات عنه حتى يتحسن ... (راندا) كانت في حاجة للرعاية الطبية ، ريثما يسمح لها الطبيب بالحركة و والدتها كانت تعتني بها ... زفر بحرارة و هو يفتح باب السيارة ليغادر .. ما يقلقه الآن أكثر من أي شيء هو (رهف) ... تلك الفتاة لم تذرف دمعة منذ وقع الحادث ... منذ اصابتها و هي تعلمت كيف تتقوقع على نفسها ، لكن هذا ليس جيداً ... لابد أنها تموت من الداخل في كل لحظة و يخشى أن يؤدي ذلك الضغط المتراكم داخلها لانهيارها من جديد و بصورة أخطر هذه المرة .. عندما اختفت فجأة في المشفى ظن أنه سيجدها منهارة تبكي في معزل عن الجميع ، لكنه وجدها في احدى شرفات المشفى تنظر للخارج بملامح متجمدة و عينان لا تريان أمامها ... كانت في عالم آخر ... هذا ما رآه و هو يقف أمامها بينما تنظر في عينيه بخواء واضح و لم يكد ينطق باسمها حتى لمح رفرفة رقيقة لجفنيها كأنما تعود للواقع ، قبل أن تشيح بوجهها و تتحرك بكرسيها تتجاوزه عائدة للداخل ... حتى وقت انهيار (راندا) كان يعرف أنها تتمزق رغم جمود ملامحها ... يجب أن يجعلها تخرج من حالتها تلك قبل أن يسوء وضعها من جديد ... تحرك بخطوات مجهدة نحو الداخل عندما لمح حركة خافتة جانباً فالتفت بقلق ليجد شبحاً يتحرك في الشرفة الجانبية متجهاً إلى الحديقة الخلفية ... قطب بتوجس و تحرك مسرعاً في نفس الاتجاه و هو يحاول تكذيب عينيه اللتين حاولتا اختراق الأنوار الشاحبة أكثر ... أكانت (رهف)؟ ... ماذا تفعل خارجاً في هذا الوقت المتأخر؟ .. لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بكثير .. تسارعت خطواته و هو يدور حول الركن ليتوقف فجأة عندما وقع بصره عليها و هي تتحرك بكرسيها مقتربة من الحافة لتتوقف .. تنفس بصعوبة و هو يراها تتراجع بظهرها لتسترخي في كرسيها و ترفع رأسها تنظر للقمر المطل من خلف بعض الغيوم و لمح شفتيها تتحركان .. رؤيتها بهذه الصورة جعلت قلبه يُعتصر في صدره أكثر و ود لو يسرع نحوها ليأخذها بين ذراعيه ، لكنه عوضاً عن ذلك وجد نفسه يتحرك نحوها ببطء حتى وقف خلفها و صمت للحظات و هو يتأملها قبل أن يتنهد و يسألها
_"ماذا تفعلين هنا؟"
لم يجاوبه سوى الصمت و الهواء الذي تحرك باعثاً بعض الحياة في تمثالها المتجمد و هو يحرك خصلاتها لتلامس وجهها الجامد ليسأل من جديد
_"ماذا تفعلين خارجاً في هذا الوقت يا (رهف)؟"
قاوم بصعوبة رغبته في أن يقطع الخطوة الفاصلة بينهما فيضمها إليه بينما يقاوم شيطان غضبه الذي يتحرك داخله و هو يتخيل ماذا لو تجرأ أحد الحراس بالتعرض لها في هذا الوقت المتأخر .. (هشام) يثق بهم و اختارهم جيداً ليأتمنهم على عائلته ، لكنه هو لا يثق بمطلق رجل بقربها .. تباً .. فيما يفكر الآن ... قبض على كفه بقوة و عض على شفتيه و هو يهز رأسه يطرد تلك الفكرة من عقله و فتح فمه ليعيد سؤاله ليأتيه همسها بصوتٍ بدا كما لو أنه لأخرى
_"لماذا يحدث لنا كل هذا في اعتقادك؟"
فاجأه سؤالها ، فعقد حاجبيه لتتابع هي كأنما لا تنتظر إجابته
_"هل نُعاقب على ذنبٍ ارتكبناه ، ربما؟ .. أم كما تقول أمي .. ابتلاء و علينا الحمد و الصبر؟"
ازدادت تقطيبته و هو ينظر لها فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تلتفت نحوه و تواجهه ... تبادلا النظر للحظات و لم تطرف عيناها أبداً و هي تنظر في عينيه و سمعها تقول بعد لحظات و هي تعود لتنظر للسماء

_"أيهما تختار؟"
قال بجمود
_"و ماذا سيفرق معكِ؟ .. ظننت أن رأيي لا يشكل فارقاً عندكِ"
خُيل إليه أنه لمح ركن شفتيها يرتفع بابتسامة شبه ساخرة و هزت كتفيها قائلة
_"لا أدري ... فقط كنت أتساءل"
و شردت لبرهة تابعت بعدها
_"أخبرني يومها أن لا ألومه ... أن أبي السبب فيما يحدث لي .. أن كل هذا ذنب أبي و لسوء حظي يجب أن أُعاقب عليه"
قطب حاجبيه في تساؤل و توجس و قلبه تحرك بعدم ارتياح لتتابع
_"لا .. لم يكن أبي السبب و ما كان ذنبه ... كان الذنب ذنبي .. أنا منحته الفرصة ليقترب و ليخدعني و أنا وثقت بمن لا تستحق حتى استدرجتني لأقع في فخه ... لم يكن خطأ أبي"
قبض كفه بقوة و كز على أسنانه و صمت يسمعها تكمل بشرود
_"أبي الذي أعرفه لن يؤذي أحدهم بهذه الطريقة التي تدفعه لمثل ما حاول (سامر) فعله معي"
قلقه ازداد و هو يرى كيف تتحدث بجمود .. صوتها حتى لم يهتز و هي تنطق باسم ذلك الحقير الذي كانت ترتجف كلما تذكرته أو سمعت اسمه
_"كان مجنوناً و أنا لم أر هذا أبداً ... لم ألحظ .. كان ناقماً بجنون على أبي و أخبرني أن ما سيفعله بي سيقتله ببطء قبل أن يجهز هو عليه و بعدها على أخي و علـ .."
قطعت جملتها فجأة ، فأدرك أنه المعني ببقية الجملة ، فتنفس بحدة و ازداد قبضاً على كفه ... لأول مرة تتحدث معه عن تلك الليلة .. هذا جيد .. ربما بهذه الطريقة تتخلص من كل ما يضغط على روحها
_"أمي تقول أن ما حدث لي ابتلاء و يجب عليّ أن أتجاوزه برضا و إيمان ، لكنني أعرف أنه في نفس الوقت كان بسبب ما اقترفته من أخطاء كثيرة ... أنا مشيت هذا الطريق و عليّ مواجهة النتائج ... لكن (هشام) ... ماذا أذنب؟ .. أخي لم يؤذ أحداً في حياته"
همس بخفوت
_"إنه قدره يا (رهف) ... ليس شرطاً أن يكون عقاباً أو ذنباً"
مالت برأسها و تابعت كأنما لم تسمعه
_"كان أخاً رائعاً و حنوناً و كان مراعياً للجميع .. لم يؤذ أحداً و لم يتعرض لأي فتاة بسوء أو يلعب بقلب احداهن .. و حين وقع بالحب ، فعل المستحيل ليتزوج من يحب و يكمل معها حياته بالطريقة الصحيحة ... أنت بالمقابل فعلت الكثير ... أذنبت كثيراً و تجاوزت الكثير من الحدود .. أنت مغرور و قاسي .. لا تهتم إن انكسر قلب أحدهم بسببك .. أنت تجيد اللعب بالقلوب دون تفكير بالعواقب ... هل فكرت أنه ربما تعاقب يوماً على كل ذنوبك؟"
اتسعت عيناه و هو يسمع كيف تصفه و غامت عيناه بشدة و هو ينظر لها بينما تلتفت نحوه ترمقه ببرودها القاسي ، فتنفس بحدة و تحرك قاطعاً الخطوة الفاصلة بينهما و وقف قبالتها تماماً ينظر لها بجمود للحظات مال بعدها و أمسك بمقبضيّ كرسيها و همس بجمود
_"هل تتساءلين الآن لماذا (هشام) هو الذي يرقد في المشفى و ليس أنا؟"
لمحها تجفل بحركة خافتة و لأول مرة يحصل على رد فعل بشري منها حين اتسعت عيناها و هي تنظر إليه و لمح داخلهما فزعاً خفف قليلاً من ألمه لمجرد تفكيره أنها ربما قد تمنت فعلاً أن يكون مكان شقيقها ... انخفضت عيناه إلى شفتيها اللتين ارتجفتا و ضاقتا و هو يكمل
_"ربما تتمنين فعلاً لو أنني كنت مكانه .. هل تتمنين موتي (رهف رضوان)؟"
ازداد ارتجاف شفتيها ليبتسم بسخرية مريرة و مال نحوها أكثر حتى لفحت أنفاسه وجهها و همس بحرقة
_"لا شك .. ثم من قال لكِ أنني لم أُعاقب بعد على أخطائي يا (رهف)؟"
نظرت في عينيه بجمود لمح خلفه تساؤلاً قلقاً فأكمل بألم
_"لقد دفعت ثمنها و أنا أفشل في انقاذكِ تلك الليلة ... دفعت ثمنها و الرعب يقتلني و أنتِ تقاتلين من أجل حياتكِ و أنا أقف عاجزاً يفصل بيننا باب غرفة عمليات .. دفعت الثمن في كل مرة تألمتِ فيها و كل مرة رأيت في عينيكِ هاتين اتهاماً .. في كل مرة حملتِني ذنب ما أصابكِ دون أن تنطقي بها .. عوقبت و أنتِ تنهارين بين ذراعيّ و صرخاتكِ لا تتوقف عن تمزيق قلبي ... عوقبت و أنا أحملكِ إلى المشفى غائبة عن الوعي بعد انهياركِ الأخير .. و كل لحظة قضيتها في غيبوبتكِ الاختيارية الأخيرة كنت أدفع فيها ثمن ذنوبي ... دفعته في كل لحظة يا (رهف) ... دفعته مضاعفاً لو أنكِ تدركين"
ضاقت عيناه و هو يرى لمعاناً في عينيها ليدرك أن ضعفها يوشك أن يُسقط حصون مقاومتها و لمح قبضتيها تضغطان بقوة فوق كرسيها ، فرفع عينيه إلى عينيها و حرك كفيه ليمسكا كفيها الباردين لتتسع عيناها عن آخرهما و حاولت أن تسحب يديها ، لكنه شدد قبضتيه عليهما لتهمس بارتجاف
_"ابـ .. ابتعد يا (عاصي)"
لم يتحرك إنشاً للخلف فتابعت بنبرة آمرة و هي تقاوم ضغط كفيه
_"ابتعد .. أريد العودة لغرفتي"
همس بجمود
_"لماذا؟ ... لتهربي مجدداً؟! ... ألا تريدين أن تكملي مناقشة الأمر للنهاية؟"
أشاحت بوجهها و قالت
_"لا أريد الحديث معك في أي شيء .. أنا متعبة و أريد النوم"
تمتم ببرود
_"نعم ... ربما استطعتِ تحقيق أمنيتكِ في أحلامكِ بشأن رؤيتي ميتاً ... هل تريدين تفاصيلاً أكثر .. عن كيف كان حال (هشام) وقت أن وصلت إليه .. قد يساعدكِ هذا كثيراً .. ربما تسعدكِ رؤيتي و أنا أنزف على جانب الطريق دون أن أجد من يسعفني حتى ألفظ أنفاسي"
اتسعت عيناها أكثر و لمح الرعب يزداد داخلهما لتهتف و هي تنتزع كفيها و تغطي بهما أذنيها
_"توقف .. لا أريد أن أسمع أي شيء"
هتف بها
_"لماذا؟ ... أليس هذا ما تريدين؟ .. ربما تشعرين بالراحة أخيراً لاختفائي من هذا العالم للأبد ... ربما وقتها تبدأين في الحياة من جديد ، صحيح؟"
دفعته بقوة في صدره تبعده بكل قوتها بينما تهتف
_"قلت لك توقف .. توقف .. ألا تفهم؟"
ابتعد قليلاً و هو يقول بسخرية مريرة
_"للأسف .. لم يحالفكِ الحظ هذه المرة آنسة (رهف) .. من يدري ربما في المرة القادمة تجدينني أنا مكان شقيقكِ"
صرخت فيه بحدة
_"اخرس .. لا أريد أن أسمعك"
قالتها و هي تدفعه بكل قوتها قبل أن تتراجع بكرسيها للخلف بحركة حادة دون أن تنتبه لدرجات السُلم خلفها ، لتتسع عيناها برعب و هي تشعر بكرسيها يميل بها فأدركت أنها تسقط ... لم يدر (عاصي) كيف تحرك بسرعة ما أن لمحها تميل للخلف و كيف وصل إليها بخطوة واحدة ليلتقط كفها و يجذبها نحوه متراجعاً للخلف و سقط أرضاً و هو يضمها إليه بقوة و تسارعت أنفاسه بينما تجمدت هي للحظات و هي تتمسك به في خوف بينما يرتجف جسدها بقوة فهمس برقة و هو يربت على ظهرها
_"أنتِ بخير؟"
كلماته أعادتها لرشدها فتململت بين ذراعيه و دفعته في صدره قائلة بضيق
_"دعني .. ابتعد عني"
نور القمر الخافت المتسلل للشرفة كان يطل عليهما سامحاً له برؤية ملامح وجهها التي غادرها الجمود أخيراً و حل محلها ارتباك و خوف لوجودها بقربه هكذا .. حدق في عينيها اللامعتين للحظات ليهمس بعدها و هو يشدد من التفاف ذراعيه حولها
_"لا أستطيع .. لقد استهلكت كل طاقتي لانقاذكِ من الوقوع أرضاً"
همست بشراسة
_"هل تمزح معي؟ .. دعني (عاصي) و إلا أقسم لن يحدث لك طيب"
ابتسم متهكماً و هو يردد
_"ابعديني إن استطعتِ"
_"أيها الوغد .. ابتعد عني و إلا صرخت و سببت لك فضيحة"
مال نحوها قائلاً بتحدي
_"اصرخي حبيبتي و لنرى لمن ستكون الفضيحة"
لم ينتبه للكلمة التي غادرت شفتيه ببساطة شديدة لتجعلها تتجمد و هي تحدق فيه ، ليقطب حاجبيه في حيرة و لم يكد يفتح فمه لينطق حتى بدأت ضرب صدره بقبضتيها و هي تهتف
_"أيها الوغد .. منعدم الأخلاق .. يا زير النساء .. أنا أكرهك .. لماذا لا تبتعد عني؟"
أمسك قبضتيها بكفيه و نظر في عينيها قائلاً
_"لماذا لا تقولينها بصراحة (رهف)؟ ... قولي أنكِ تتمنين موتي و اختفائي من حياتكِ للأبد"
توقفت عن ضربه و هي تنظر له بعينين متسعتين و شفتين مرتجفتين ليتابع بصوتٍ مختنق و هو يقربها نحوه أكثر
_"قوليها .. قولي أنكِ ستكونين سعيدة بموتي .. قولي أنكِ ستتحررين وقتها"
لمح الدموع تترقرق في عينيها بينما جسدها يرتجف و أصابعها انقبضت فوق قميصه و هي تطرق برأسها ... همس اسمها بخفوت و هو ينظر لها بحزن و ألم لتتسع عيناه عندما شعر بقطرات دمعها تسقط فوق صدره بينما قبضتيها المتشبثتين بقميصه ترتجفان ليأتيه صوتها مختنقاً و هي تهمس
_"أكرهك ... أنا أكرهك (عاصي رضوان) .. أنا أكرهك"
و حلت احدى قبضتيها لتضرب فوق قلبه مراراً بين كلماتها
_"أنا أكرهك .. أكره قلبك القاسي هذا .. أكرهك .. أيها المغرور .. أنا أكرهك .. أكرهك"
أغمض عينيه في ألم و كلماتها تخترق قلبه دون رحمة و تراجع بظهره يستند للحائط تاركاً إياها تستمر في ضربه بقبضتيها و هي لا تتوقف عن ترديد كلمتها التي ضمت داخلها آلاف الكلمات التي عجزت عن نطقها .. تنهد و هو يفتح عينيه و ينظر لها .. وجهها الباكي المنحني فوقه يختبيء خلف خصلاتها .. مد يده يحيط خدها بكفه ليشعر بها تتجمد .. لامس دموعها بأصابعه قبل أن يحرك يده يزيح خصلاتها جانباً و يكشف عن وجهها الذي ارتفع نحوه قليلاً لتقابله عيناها الباكيتان فهمس بحرقة و هو يقربها منه بيده الأخرى
_"اكرهيني (رهف) ... اكرهيني بكل ما تملكين إن كان هذا سيحرركِ من ألمكِ ... إن كان هذا يعني أن تعودي للحياة من جديد .. اكرهيني .. اصرخي بملأ صوتكِ و تمني موتي لو أردتِ .. اصرخي و اضربيني و اكرهيني كما شئتِ .. فقط تحرري من تلك القيود .. ابكي ... ابكي .. حتى لو عنى ذلك أن تقتلني دموعكِ .. ابكي"
شعر بها ترتجف أكثر قبل أن تفتح شفتيها المرتعشتين و تهتف و هي تضربه بقوة أكبر
_"أنا أكرهك (عاصي) .. أكرهك"
قالتها و هي تنفجر باكية بحرقة شديدة ، ليتنهد بقوة و دمعت عيناه و هو يرفع ذراعيه نحوها ليشدها و يدفن صراخها و بكاءها المرير في صدره و همس لها بوجع و قلبه يرتجف لانهيارها الشديد
_"لا بأس صغيرتي .. لا بأس .. ابكي .. ابكي و اكرهيني كما تريدين .. لكن لا تطلبي مني أن أبتعد عنكِ ، فلم يعد باستطاعتي هذا .. لا يمكنني (رهف) .. لم أعد أملك أن أبقى بعيداً حبيبتي .. سامحيني"
كان يعلم أنها الآن ليست بوعيها و ربما حين تتجاوز انهيارها ، لن تسامحه .. و ربما عادت لموقفها البارد منه .. لكن الآن يكفيه هذا .. يكفيه أن يحتويها هكذا و يسمح لها بالبكاء كما تشاء حتى و دموعها تمزق قلبه بلا رحمة ... يكفيه أن يشعر بها بقربه هكذا .. بخير .. حية تتنفس و تبكي .. و بقربه .. بقرب قلبه الذي يشعر به حياً كما لم يشعر من قبل ، رغم كل الألم الذي يعتصره .. كيف لم يفهم؟ .. كيف لم يدرك حقيقة الأمر قبل الآن؟ .. كيف؟ .. أغمض عينيه و ترك دمعتين تسيلان في صمت و همس و هو يحتويها أكثر
_"سامحيني حبيبتي .. ليتني أدركت باكراً ... سامحي غباءي و .. دعيني أبقى بقربكِ هكذا للأبد حتى لو كرهتِني ... سامحيني"
************************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 04:37 AM   #1699

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جلست (هاميس) فوق الأرجوحة المعلقة بالحديقة و حركتها برتابة و هي تتطلع أمامها بشرود و تنهدت بعد لحظات و هي ترفع عينيها للسماء .. متى ينتهي كل هذا؟ ... لماذا لا يكادون يتجاوزون مشكلة حتى تحدث أخرى؟ .. ماذا يحدث معهم بالضبط؟ .. لماذا انقلبت أحوالهم فجأة و أصبحت السعادة تستنكف البقاء في بيتهم طويلاً ... عادت تتنهد بحرارة .. حسناً .. هناك الكثير من الأشياء السعيدة حدثت مؤخراً ، لكنها للغرابة امتزجت بالحزن و الألم و هذا يؤلمها كثيراً .. لكن حتى لو فكرت في الأيام الخوالي .. ألم تكن هي الأخرى مزيجاً من السعادة و الحزن؟ .. هذا حال الدنيا ، أليس كذلك؟ ... "هذا الوقت سيمر" .. حركت قدميها تدفع الأرجوحة أماماً و خلفاً و هي تنتقل بتفكيرها لـ(راندا) ... كم تتألم لأجلها .. يمكنها أن تتخيل كيف تشعر الآن و (هشام) لازال غائباً عن الوعي لأيام .. هي نفسها مرت بنفس الألم عندما كان (سيف) بالمشفى ، لكنّ وضع (راندا) أصعب و هي في حاجتهم جميعاً خصوصاً مع وضع حملها الدقيق ... "كل هذا سيمر" .. سيتجاوزوه معاً كما يفعلون دائماً ، صحيح؟ .. عليهم فقط أن يتمسكوا بقوتهم و بدعمهم لبعضهم كما علمهم جدهم دائماً .. أغمضت عينيها و هي تتنهد قبل أن تفتحهما حين شعرت بأحدهم يدفع الأرجوحة من الخلف ليأتيها صوت (سيف) يقول بحب
_"حبيبتي ماذا تفعل وحدها هنا؟"
ابتسمت و هي تلتفت له و قابلتها عيناه الحانيتان لتتنهد قائلة و هي تهز كتفيها
_"أفكر في كل ما يحدث معنا"
تابع تحريك الأرجوحة و هو يقول بهدوء
_"خيراً إن شاء الله .. (سؤدد) كلمتني من المشفى و أخبرتني أن وضع (هشام) تحسن كثيراً و الطبيب يتوقع أن يستيقظ قريباً جداً"
تنهدت بحرارة ليتوقف عن هز الأرجوحة و ينظر لها بحنان قبل أن يتحرك ليجلس جوارها و قال و هو يتناول كفها بين يديه
_"لا داعي لكل هذا البؤس حبيبتي ... مررنا قبلاً بالكثير و تجاوزناه و إن شاء الله هذه الأزمة ستمر على خير .. ثم انظري إلى الجانب المشرق من الأمر ... (راندا) العنيدة اعترفت أخيراً بحبها لـ(هشام) .. من يدري ربما كان الرجل قد عاش طيلة عمره بائساً ينتظر منها كلمة حب يتيمة"
نظرت له بلوم بينما تحاول كتم ابتسامتها ليبتسم هو بينما يحرك الأرجوحة بهما
_"ابتسمي أميرتي .. هكذا نتغلب على الأوقات الصعبة"
تنهدت من جديد و هي تشرد أمامها و قالت
_"أعرف يا (سيف) ... كنت فقط أفكر أن هذه الأوقات الصعبة لا تريد أن تنتهي .. نتخلص من مشكلة لنقع في أخرى .. كأن السعادة تبخل علينا بالبقاء في بيتنا طويلاً"
هز رأسه و ربت على كفها قائلاً
_"لا حبيبتي ... ليس الأمرهكذا ... هذا حال الدنيا .. متقلب .. لا حزن يدوم و لا سعادة ... في الوقت الذي كنا نحن سعداء فيه كان هناك غيرنا يبكي .. الأيام تمر بحلوها و مرها على الجميع .. فقط علينا أن نقدر الوقت السعيد و نعيشه كما يجب لنتذكره دائماً ... و نواجه الوقت الحزين بقوتنا و صبرنا و نحن على يقين من أنه سيمر و الألم لن يطول ، صحيح؟"
أومأت موافقة ليبتسم لها في حنان و ران الصمت عليهما لدقائق اكتفيا فيها بتأمل الأفق بينما يمدان بعضهما بالدعم الصامت قبل أن يهتف (سيف) و هو يلتفت لها فجأة لتقابلها ابتسامته الخبيثة فضيقت عينيها ترقباً لتسمعه يقول بمرح
_"لدي فكرة رائعة لنعيد السعادة إلى العائلة"
ضاقت عيناه أكثر و هي تقول بسخرية
_"حقاً؟ .. لماذا أشعر بالقلق نحو أفكارك اللامعة في هذه اللحظة (سيف)؟"
ضحك قائلاً بحماس
_"لا حبيبتي .. أنا سليم النية صدقيني .. اسمعي فكرتي .. الوقت الذي نمر به صعب علينا جميعاً و لهذا لابد من خبر سعيد ليبث بعض السعادة في نفوس الجميع"
رفعت احد حاجبيها و قالت بابتسامة
_"ظننت أن خبر حمل (راندا) كان سعيداً كفاية لنا جميعاً"
لوح بكفه قائلاً
_"لكنه لن يكون أكثر سعادة من زواجنا ، صحيح؟"
شهقت بخفوت و هي تنظر له ذاهلة قبل أن تهتف

_"حسناً أنت الآن فقدت عقلك"
_"لماذا؟! .. لأنني أريد أن نتزوج؟!"
هتفت بنزق
_"طبعاً ... من سيتزوج في مثل هذا الوضع؟ .. (هشام) لازال في غيبوبته و أنت .."
_"و هل قلت أننا سنتزوج حالاً يا حمقاء؟ ... عندما يستيقظ طبعاً .. فقط سنخبر العائلة بالأمر .. رغم أنني أفضل أن نعقد القران و نؤجل الزفاف لبعد خروج (هشام) من المشفى"
هزت رأسها و هي تنظر له بعينين متسعتين
_"حسناً .. أنت الآن تمزح ، صحيح؟"
رفع حاجباً شريراً و مال نحوها
_"لا أمزح طبعاً .. لماذا أمزح في أمرٍ جدي كهذا حبيبتي؟ ... ثم من قال لكِ أنني أريد الانتظار كل هذا الوقت الذي تريدين؟"
زمت شفتيها و قالت و هي تنزع يدها من كفه
_"(سيف) .. لقد اتفقنا"
_"أنا لم أوافق ... لقد صمت فقط ارضاءاً لكِ و أملت أن أجعلكِ تبدلين رأيكِ فيما بعد"
هتفت و هي تُكتف ذراعيها
_"هذا غش"
هز كتفيه قائلاً ببساطة
_"اعتبريه ما شئتِ حبيبتي .. أنا فقط أريدكِ معي في أقرب وقت"
قطبت حاجبيها و هي تنظر له في صمت للحظات قبل أن تقف و تقول بهدوء
_"(سيف) .. لا أريدك أن تخطأ فهمي حبيبي .. أنا أيضاً أريد أن نكون معاً ... لكن لازال أمامنا الكثير لنفعله ، هذا إن تغاضينا عن الظروف الحالية ... لازلت تحتاج للتركيز في دراستك و عملك الجديد في الشركة و أيضاً أنا سأنشغل الفترة القادمة في عملي"
وقف بدوره و اقترب منها و قال
_"عملكِ؟! ... لم تخبرينني أنكِ قد قررتِ الخروج للعمل (هاميس)"
التفتت له و قطبت حاجبيها بشك قائلة

_"هل أسمع نبرة اعتراض الآن؟"
هز رأسه و ابتسم بقلة حيلة و أمسك كتفيها قائلاً بحب
_"لا حبيبتي .. ليس الأمر هكذا ..لقد فاجأني الأمر فقط .. ما يهمني هو راحتكِ (ميسا)"
تنهدت و هي تردد
_"خروجي للعمل سيخفف كثيراً من الضغط الذي أعانيه بسبب ما نمر به و أنا اشتقت لأمارس ما درسته"
__"حسناً حبيبتي .. إن كان هذا سيريحكِ ... لكن أنا لا زلت لا أرى مانعاً يحول بين زواجنا الآن"
هزت رأسها قائلة بنزق
_"لا فائدة من الحديث معك (سيف) ... اسمعني حبيبي .. العجلة ليست جيدة أبداً"
خفض كفيه عن كتفيه و نظر لها لبرهة بتعبير يائس
_"ظننت أنكِ تشتاقين لتكونين معي أنتِ الأخرى (هاميس) .. لكن من الواضح أنني كنت مخطئاً"
أوجعها قلبها لتعبيره الحزين فهتفت بسرعة و هي تمسك كفه
_"حبيبي لا تقل هذا ... تعرف أنني أحبك و أريد أن أكون معك في أقرب وقت .. لكن أنا أخاف من التعجل في هذه الأمور ... يجب أن يستقر كلانا أولاً قبل أن نبدأ حياتنا الزوجية"
صمت مطرقاً بحاجبين معقودين فابتسمت و هي تقترب منه و ارتفعت على أطراف أصابعها و مسحت عقدة حاجبيه قائلة
_"لا تعبس هكذا حبيبي ... لا يليق بك .. تعرف أنني أحبك (سيف) .. فقط أريدك أن تنتظر قليلاً و تثق بي"
قال معترضاً
_"يؤلمني أنكِ أنتِ لا تثقين في حتى الآن (هاميس)"
_"أنا؟!"
_"أجل (هاميس) ... أنتِ لا تثقين في قدرتي على الاهتمام بكِ كزوجة .. لازلتِ تخافين من مستقبل علاقتنا .. هل هو فارق السن بيننا ما يجعلكِ تستقلين بي"
تراجعت للخلف بذهول و نظرت له بعينين متسعتين
_"لا (سيف) .. هذا ليس صحيحاً .. تعرف أنني لا أراك هكذا أبداً .. و رجاءاً توقف عن الحديث عن هذا الأمر .. أنا لا أستقل بك و لا أرى مشكلة أبداً في فارق السن بيننا .. هذا بالطبع إن كنت أنت تراه مشكلة و ربما تفضل واحدة تصغرك سناً"
هتفت بغيرة و هي تبتعد و تعطيه ظهرها ليجذبها من كفها إليه حتى اصطدمت بصدره فشهقت بقوة بينما قال و هو يرفع أحد حاجبيه
_"حقاً؟! ... لكنني لا أرى واحدة سواكِ حبيبتي .. و لو كنتِ أكبر بعشرين عاماً لأحببتكِ أيضاً و تزوجتكِ دون أهتم لرأي أحد"
احمر وجهها و هي تنظر إليه و قالت و هي تدفع صدره
_"حسناً .. أنا أصدقك .. هل يمكن أن تبتعد قليلاً؟ .. هذا لا يصح"
شبك كفيه خلف ظهرها و جذبها نحوه أكثر ليتخبط قلبها في صدرها بجنون بينما مال ليهمس في أذنها
_"و خطأ من هذا حبيبتي؟ ... لهذا أخبرتكِ أن نعقد قراننا في أسرع وقت .. أنتِ لا تريدنني أن أتسبب في فضيحة بسبب اشتياقي لكِ ، صحيح؟!"
تمتمت باعتراض واهن و هي تحاول دفعه
_"(سيف) .. أرجوك ابتعد .. أنت .. لن تقنعني بهذه الطريقة أيها المخادع"
شعرت بأنفاسه تتحرك قرب خدها و هو يهمس
_"إذن لماذا لا نجرب طريقة أخرى حبيبتي؟"
نظرت له بفزع و هي تراه يميل نحو شفتيها لتشهق بقوة و تدفعه بعنف في صدره ليتراجع للخلف ضاحكاً لتهتف بغضب
_"أيها المخادع .. أنت لن تتوقف أبداً عن تلاعبك بي"
كتف ذراعيه و هو يجيبها
_"لن أتوقف حتى تستسلمي حبيبتي و صدقيني سأستخدم كل الطرق المتاحة"
هتفت و هي تلوح باصبعها في وجهه
_"حسناً و هذه الطرق التي تستخدمها غير "مُباحة" بالمناسبة"
هز كتفيه و هو يلوي شفتيه لترمقه بنزق قبل أن تتحرك بعنف في اتجاه القصر
_"ذلك العابث لن يتغير أبداً"
هتف و هو يندفع خلفها
_"حبيبتي انتظري ... أنا لم أحصل على موافقتكِ بعد"
التفتت نحوه هاتفة
_"و لن تحصل عليها بعد ما فعلت أيها الأحمق"
تسارعت خطواته خلفها حتى تحولت للجري بينما يهتف
_"ماذا قلتِ؟ .. انتظري عندكِ .. أنا سأعلمكِ كيف تتحدثين مع زوجكِ بتهذيب"
اتسعت عيناها و هي تراه يجري خلفها و صرخت بفزع و هي تجري هاربة بينما تهتف و هي تصعد سلالم القصر مندفعة للداخل
_"أنت لست زوجي أيها الأحمق .. و أنا لن أتزوجك بعد ما فعلت"
تابعها و هو يهتف
_"ماذا تقولين؟ ... (هاميس هاشمي) .. توقفي عندكِ ... أقسم ما أن تقع يديّ عليكِ حتى .."
قاطعه صوتٌ يقول بخشونة
_"حتى ماذا يا سيد (سيف)؟"
توقف فجأة و عيناه تقعان على (زياد) الذي وقف أمامه عاقداً ذراعيه أمام صدره و نقل بصره بينه و بين (هاميس) التي وقفت خلف شقيقها تتطلع إليه بوجه محمر و عينين تلمعان بخبث بينما وقفت (وتين) بالقرب تنظر إليه ضاحكة ليزفر بحنق و هو يرمي (هاميس) بنظرة نارية و قال مواجهاً (زياد) بتحدي
_"و مساء الخير لك أيضاً (زياد) .. اشتقت لك أنا أيضاً كثيراً"
ضحكت (وتين) بينما ضيق (زياد) عينيه و هو يوجه له نظرات محذرة و قال ببرود
_"حسناً .. يقتلني الفضول كثيراً لأعرف ماذا كنت تنوي أن تفعل عندما "تقع يداك على شقيقتي" يا سيد (سيف)"
كتف ذراعيه هو الآخر و هو يتمتم
_"أمر خاص بين و بين خطيبتي سيد (زياد هاشمي) ، هل لديك اعتراض؟"
تبادلت (وتين) و (هاميس) نظرات ضاحكة ليقول (زياد) و هو يشد شقيقته إليه و يضع ذراعه حول خصرها و يجذبها جانبه تحت أنظار (سيف) التي اشتعلت بالغيرة
_"لسوء حظك .. يتصادف أن خطيبتك تكون شقيقتي أنا"
هتف بحنق مضحك
_"تباً (زياد) ... هل فرغت من كل مشاكلك و لم يبق أمامك سواي؟ .. بالله عليك يا رجل أنت أصبحت لا تطاق مؤخراً ... تظهر لي كعفريت العلبة كلما اقتربت من خطيبتي ... هل أخبرك أحدهم مسبقاً أنك تصبح ثقيل الظل عندما ترغب في هذا؟"
ضحكت (وتين) ليهتف من جديد و هو يشير إليها
_"أنت فقط كنت محظوظاً لأنك لم تجد أخاً مزعجاً لزوجتك لا يتوقف عن الوقوف بينكما كوتد مزعج"
قالت (وتين) ضاحكة
_"أوه .. كان هذا قاسياً"
بينما قال (زياد) بنزق
_"لا تكن واثقاً هكذا عزيزي ... على الأقل أنت تواجه أخاً واحداً .. بينما أنا عليّ أنا أواجه يومياً والداً غيوراً كالجحيم .. هذا إلى جانب مجموعة محترمة من أبناء الخال الذين يحلوا لهم جميعاً لعب دور الأخ الأكبر لزوجتي"
وضع (سيف) يديه على خصره و قال بتململ
_"ألا يفترض بك أن تكون مراعياً إذن و تعرف أن تصرفاتك معي لا تُحتمل؟ ... يا رجل .. نحن في نفس المركب .. كن متعاوناً"
ازدادت ضحكات (وتين) بينما عضت (هاميس) شفتيها تمنع ابتسامتها أمام شقيقها الذي قال ببرود
_"لا شأن لي ... شقيقتي .. أنت لن تقترب منها أبداً قبل زواجكما .. أنا لا آمن لتصرفاتك في فترة الخطوبة"
رفع حاجباً متحدياً
_"أوووه .. يبدو أن أحدهم يتحدث عن تجربة إذن"
اتسعت عينا (هاميس) و احمر وجهها و هي تنقل بصرها بين شقيقها و (وتين) التي احمر وجهها هي الأخرى بينما اتجه (زياد) نحو (سيف) و أحاط رقبته بذراعه و خنقه مدعياً الغضب
_"و يبدو أن أحدهم يريد الموت على يدي اليوم"
سعل باختناق قبل أن يهتف و هو يحاول ازاحة ذراع (زياد) بعيداً عن عنقه
_"تباً (زياد) .. كنت أمزح يا رجل .. ابتعد هيا .. (وتين) ابعدي زوجك المتوحش عني"
دفعه (زياد) جانباً ما أن اقتربت (وتين) منه و قال و هو يقربها منه
_"لا تتحدث مع زوجتي يا هذا ... أنا أغار"
فغر فاهه محدقاً فيهما قبل أن يكز على أسنانه و هو يرى (زياد) يتجه نحو شقيقته فيضمها إليه هي الأخرى قائلاً
_"تعالي معي حبيبتي .. أنا لا آمن عليكِ مع هذا الشقي"
هتف من خلفه
_"تباً (زياد) هذا ليس عدلاً ... أنا أغار أيضاً لو كنت تشعر يا عديم الإحساس"
التفت إليه و رفع سبابته و قال بتحذير مصطنع
_"انتبه لكلامك معي (سيف) و إلا لن يكون هناك زواج أبداً .. و بالمناسبة .. (ميسا) ستسافر معنا"
حدق فيه بذهول قبل أن يهتف
_"ماذا تقول؟ ... أنت تمزح معي ... من التي ستسافر معك؟"
تبادلت (وتين) و (هاميس) النظرات الحائرة بينما هتف (سيف) متابعاً
_"حسناً .. لنرى رأي جدي في هذا الأمر .. و بالمناسبة .. و الكلام لكِ أيضاً (هاميس) ... زواجنا سيتم قريباً جداً"
فتح (زياد) فمه ليتكلم فوضعت (وتين) كفها على ذراعه قائلة بلوم و هي تبتسم
_"يكفي (زياد) .. لقد تلاعبت بأعصابه كثيراً حبيبي .. توقف عن مزاحك .. هذا ليس لطيفاً حبيبي"
لوى شفتيه معترضاً كالأطفال لتضحك و هي تهز رأسها قبل أن تلتفت لـ(سيف) قائلة
_"عذراً (سيف) .. (زياد) كان يمزح معك قليلاً"
هتف بنزق
_"يمزح معي؟ .. تباً ... لقد كاد قلبي يتوقف بسببك أيها الأحمق"
لوح (زياد) بسبابته قائلاً
_"هذا لا يعني أن تحذيري لك بشأن تصرفاتك مع شقيقتي لم يكن جدياً"
هزت (وتين) رأسها بقلة حيلة بينما أشفقت (هاميس) على (سيف) فقالت برفق
_"لا تقلق أخي ... (سيف) يهتم بي كثيراً و لن يؤذيني بكلمة أو تصرف"
و التفت ترمقه بنظرة محذرة و هي تكمل
_"صحيح (سيف)؟"
زم شفتيه هو الآخر قبل أن يقول بصوت مكتوم
_"صحيح"
مالت (وتين) تكتم ضحكتها في كتف زوجها الذي ابتسم مرغماً و رمق (سيف) بتشفي قبل أن يميل ليقبل وجنة شقيقته بينما ينظر بعبث لوجه (سيف) الذي اشتعل بالغيرة
_"جيد صغيرتي"
تمتم (سيف) من بين أسنانه و هو يرمقه بنقمة
_"أتمنى أن يأتي خالي حالاً و يكدر دمك كما فعلت معي (زياد)"
لم يكد يتم جملته حتى كان خاله يندفع للداخل و هو ينادي على (وتين) ، فضحك (سيف) و هو يرمق نظرة (زياد) اليائسة بينما تركته (وتين) و اندفعت نحو والدها الذي احتضنها بحب و هو يقول
_"صغيرتي .. اشتقت إليك كثيراً"
_"و أنا أيضاً أبي .. حمداً لله على سلامتك حبيبي"
تقدم (زياد) نحوهما و هو يرمق (سيف) الذي ابتسم بتشفي و لم ينس أن يقترب منه ليضرب رأسه بقبضته و هو يتمتم هامساً
_"ما شاء الله .. لم أعرف أنك مستجاب الدعوة لهذه الدرجة .. كان من المفترض أن يعود عمي غداً"
هز كتفيه مبتسماً ، قبل أن تتحول ابتسامته الشامتة لأخرى شريرة و هو يتحرك مقترباً من (هاميس) التي تراجعت للخلف في حذر ليقف أمامها سريعاً قاطعاً طريق هروبها و هو يقول
_"ها .. كنتِ تحتمين بشقيقكِ العزيز مني حبيبتي؟!"
ابتسمت بارتباك و هي تختلس النظر لشقيقها الذي كان يرحب بعمها (مصطفى) و قالت
_"إياك أن تتهور (سيف) .. صدقني (زياد) لن يمزح معك هذه المرة"
رفع سبابته في وجهها هامساً
_"صدقيني .. ما أن نتزوج لن أدعه يقترب منكِ إنشاً واحداً و سآخذ انتقامي منه حتى أشفي غليلي"
أتاه صوت (زياد) من الخلف قائلاً بسخرية
_"حقاً؟ ... أنا متشوق من هذه اللحظة لأرى كيف ستبعدها عني يا (سيف)"
لوى شفتيه و هو يلتفت نحوه بينما سارعت (هاميس) لترحب بعمها بينما قال (سيف) مبتسماً بشماتة و هو ينظر في اتجاه خاله الذي استأثر بابنته
_"ياااااه .. لا تعرف كم هو رائع عندما تجد من يستخلص لك حقك من أحدهم دون تدخل منك"
اقترب ليخنقه بذراعه كما كان يفعل هو مع (هاميس) قديماً و هو يقول
_"يبدو أن زواجكما سيتأجل لأجل غير مسمى يا خطيب شقيقتي المحترم"
هتف و هو يحاول التخلص من قبضته
_"تباً (زياد) .. أنت فعلاً أصبحت لا تطاق .. بحق الله .. لست أول رجل ستتزوج شقيقته"
رفع أحد حاجبيه و هو يميل عليه هامساً
_"حقاً؟! .. و ماذا بشأنك أنت؟ .. فقط تخيل أن أحد الرجال الأوغاد ظهر فجأة ليأخذ شقيقتك منك .. ماذا ستفعل؟"
قطب حاجبيه في شك و تمتم بضيق
_"(سؤدد) لن تدع رجلاً يقترب منها"
ضحك بسخرية و هو يقول
_"الأمر أزعجك ، صحيح؟ .. لا تنكر .. أنا أقول فقط تخيل .. لماذا نذهب بعيداً؟ .. حارسها الشخصي على سبيل المثال .. (وتين) أخبرتني أنه يرافقها كظلها و يهتم بها للغاية ... تُرى ما هي فرص احتمالية وقوعها في حبه؟ .. تخيل فقط"
كتم (زياد) ابتسامته بصعوبة بينما يرى (سيف) يقطب حاجبيه و يشرد مفكراً في كلماته ، لينتفض بخفوت على صوت (وتين) و هي تهتف
_"(زياد) .. ألن تتوقف عما تفعل؟ ... توقف عن مضايقة (سيف) حبيبي و إلا سيفقد عقله كما كدت تفعل يوماً و يختطف شقيقتك الحبيبة و يذهب بعيداً"
التفت لها (سيف) مبتسماً و غمز بعينه و هو يقول
_"نصيحة جيدة (وتين) .. أخبريه أنني أكثر جنوناً منه و يمكنني فعلها ببساطة"
رفع (زياد) قبضته مهدداً و فتح فمه لينطق لولا أن قاطعه رنين هاتف (سيف) ، فالتقطه ليقول
_"انها (سؤدد) .. خيراً إن شاء الله"
ترقب الجميع في قلق بينما هو يجيب على شقيقته و نظرات الجميع منصبة عليه بينما يقول باهتمام
_"حقاً؟ .. هذا رائع .. حسناً حبيبتي .. سأبلغهم .. اهتمي بنفسكِ"
أغلق الهاتف و التفت إليهم مبتسماً لتهتف (هاميس) بترقب
_"ماذا أخبرتك؟ .. هل حدث جديد؟"
اتسعت ابتسامته و هو يقول بسعادة
_"حمداً لله .. لقد أخبرتني أن (هشام) قد استعاد وعيه أخيراً و تم نقله لغرفة عادية"
_"حقاً؟ .. حمداً لله .. حمداً لله"
مسحت (وتين) دموع سعادتها و هي تهمس
_"حمداً لله .. أخيراً .. (راندا) .. لابد أنها تطير من السعادة الآن .. لا أكاد أطيق صبراً لأراها"
قالتها و هي تبكي بسعادة ليضمها (زياد) بحنان و هو يقول
_"سنذهب لنراهما فور أن يسمح الطبيب بزيارته حبيبتي"
أومأت برأسها بينما تبادل (سيف) و (هاميس) النظرات المبتسمة ليحرك شفتيه بصمت قائلاً بكلمات غير مسموعة
_"أخبرتكِ .. كل شيء سيكون بخير"
ابتسمت بسعادة و نقلت بصرها لشقيقها و (وتين) التي استندت إليه و هي تبكي بسعادة و دمعت عيناها و هي تهمس بفرح
_"حمداً لله .. الوقت الصعب سيمر و كل شيء سيكون بخير إن شاء الله .. كل شيء سيكون بخير .. حمداً لله"
*****************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-01-18, 04:41 AM   #1700

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تلفت (هشام) حوله بحيرة وسط الظلام المحدق به .. ما الذي يفعله هنا؟ .. شعر بسائلٍ ينساب من رأسه فرفع يده يتحسسه .. عرف ما هو رغم الظلام .. هذه دماء .. لماذا ينزف؟ .. ماذا أصابه؟ .. أين هو؟ .. ضيق عينيه محاولاً اختراق الظلمة قبل أن يتحرك للأمام بخطوات بطيئة .. لا يعرف أين هو و لا أين يذهب الآن .. لكنه يعرف أن عليه التقدم للأمام .. توقف فجأة مع الصوت الهامس الذي وصل لأذنيه خافتاً يحمل اسمه .. تلفت حوله باحثاً عن مصدره و هو يهمس بتساؤل
_"(راندا)؟"
أتاه صوتها من جديد أكثر ارتفاعاً فحاول تحديد مصدره دون جدوى .. كان يتردد حوله من كل مكان .. واصل طريقه من جديد و هو يناديها .. أين هي؟ .. بل أين هو؟ .. لا يستطيع التذكر .. لمح ضوءاً من بعيد ، فتوقف للحظة قبل أن يواصل طريقه بخطوات أسرع نحو الضوء ، ليأتيه صوتها من جديد هاتفاً بتوسل
_"لا تذهب (هشام)"
تباطأت خطواته و هو يتلفت حوله بحثاً عنها بينما صوتها الباكي يؤلم قلبه بشدة .. لماذا تبكي؟ .. أين هي؟ .. أليست هناك في آخر هذا الطريق؟ .. عند ذلك النور؟! ... لماذا لا تريده أن يذهب هناك إذن؟ ... هتف يناديها من جديد
_"أين أنتِ؟ ... لماذا لا أراكِ؟ ... (راندا)؟!"
عادت تتوسله ألا يذهب و أن يعود لها ... و هو أيضاً يريد أن يعود لها .. لقد اشتاقها كثيراً و يشعر كما لو أنه قد غاب عنها قروناً ... واصل مسيره نحو الضوء و قلبه يخبره أنه سيجدها هناك .. في آخر الطريق .. لكنه يشعر أنه لا يقترب منه رغم كل الخطوات التي سارها ... كأنما يطارد سراباً .. لماذا لا يصل؟ .. شعر بصدره يضيق بشدة و يأس غريب تملك قلبه ... لا يجب أن يستسلم هكذا .. ليس هو من يفعل .. سيعود إليها .. قلبه يخبره أنها ليست بخير ... يجب أن يعود إليها .. مع كل خطوة كان الطريق يشتد و أنفاسه تضيق ، لكن صوتها الباكي كان يدفعه ليقاوم .. سيعود .. لا يمكنه أن يتركها وحدها .. ضاقت أنفاسه أكثر و تعثر فجأة ليسقط على ركبتيه .. ضرب الأرض بقبضتيه بقوة قبل أن يرفع رأسه ناظراً للضوء الذي يبتعد أكثر .. يجب أن يعود .. من أجلها .. من أجلهم جميعاً .. لمح أطيافهم من بعيد .. عائلته .. لمحهم يشيرون إليه و الدموع تملأ أعينهم ... لمحها وسطهم .. مدت يدها نحوه و رأى شفتيها تتحركان دون صوت ، لكنّ قلبه سمعها و هي تناديه ليقترب ... تنفس بقوة و هو ينهض من جديد على قدميه .. سيعود إليهم .. سيفعلها مهما كان الثمن .. مسح الدماء النازفة عن وجهه و تحرك بعزم نحو الأمام و هذه المرة شعر كما لو أن الطريق يُطوى بسرعة و الضوء يقترب منه أكثر حتى كاد يعميه ... رفع ذراعه يحمي عينيه من البريق الذي سطع أكثر و اقترب حتى كاد يبتلعه .. سمع صوتها يناديه ليكشف عن عينيه مستجيباً لنداها .. قابله وجهها المبتسم و عيناها الدامعتان و هي تمد له يدها ليمسك بها فمد يده مسرعاً ليقبض على كفها لتتسع ابتسامتها و هي تهمس بحب
_"حبيبي"
شدها إليه يعانقها بقوة و اشتياق ليسمعها تهمس من جديد و هي تلامس خده بيدها
_"أنا أنتظرك حبيبي .. لا تتأخر"
شعر بالخواء فجأة بين ذراعيه ففتح عينيه ليجدها اختفت من بينهما فهتف باسمها بجزع ليأتيه صوتها من بعيد و هي تكرر
_"لا تتأخر حبيبي"
_"(راندا) ... (راندا)"

نادى اسمها و هو يفتح عينيه فجأة و رفع كفه بضعف كأنما يوقفها عندما سمع صوتاً غريباً يقول ببشاشة
_"آه .. أخيراً اتسقظت سيد (هشام) ... مرحباً بعودتك"
أغمض عينيه بتعب قبل أن يفتحهما من جديد ببطء ملتفتاً بضعف نحو الصوت الغريب و قطب حاجبيه عندما وقع بصره على أحدهم يرتدي معطف طبيب و الذي اقترب منه ليقول (هشام) بخفوت
_"أين أنا؟ .. ماذا حدث؟"
ردد الطبيب مبتسماً و هو يقترب منه ليفحص علاماته الحيوية
_"أنت الآن في مشفى (...) ... حمداً لله على سلامتك .. دعنا نطمئن على وضعك أولاً"
أغمض عينيه مفكراً .. في المشفى .. ماذا أصابه؟ .. لماذا ذاكرته مشوشة هكذا؟ التفت للطبيب الذي انهمك في فحص معدلاته الحيوية و قال
_"ماذا حدث؟ .. أنا لا أستطيع التذكر .. أشعر أن عقلي مشوش"
هز رأسه مجيباً
_"لا تقلق .. تشوش ذاكرتك بسبب الحادث الذي تعرضت له و الوقت الذي قضيته في الغيبوبة"
رفع يده يتحسس الضماد فوق رأسه و قطب حاجبيه في ألم .. حادث؟!! .. غيبوبة؟! .. ما الذي يحدث بالضبط؟ .. لا يستطيع أن يتذكر .. أغمض عينيه محاولاً التذكر .. آخر ما يذكره هو أنه كان يتحدث مع (عاصي) على الشاطيء و .. ماذا حدث بعدها؟ ... تنهد بضعف بينما سمع الطبيب يقول
_"لا تجهد نفسك ... ستتذكر تلقائياً ما أن ترتاح .. جيد .. معدلاتك الحيوية ممتازة .. حمداً لله على سلامتك مرة أخرى"
أغمض عينيه و هو يهز رأسه بضعف قبل أن يغرق في النوم من جديد ليبتسم الطبيب و يلتفت للممرضة التي ترافقه و قال
_"سأترك مريضنا في رعايتك ريثما أطمأن أفراد العائلة عن حالته"
ابتسمت و هي توميء برأسها و راقبته حتى غادر قبل أن تلتفت نحو (هشام) و تبتسم و هي تقول
_"لديك عائلة تحبك كثيراً سيد (هشام) .. أنت محظوظ بهم .. حمداً لله أنه أعادك إليهم بسلام"
و شردت بأسى و هي تتابع
_"لاسيما زوجتك المسكينة .. كان الله رحيماً بها"
تابعت عملها قبل أن تغادر تاركة (هشام) الذي لم يشعر بشيءٍ مما حوله حتى أيقظه صوتٌ خافت إلى جانبه ففتح عينيه ملتفتاً نحوه و لمعت عيناه بحنان و هو يرى والدته و قد جلست بجوار فراشه تقرأ القرآن ، همس يناديها بخفوت فرفعت رأسها بسرعة و نظرت له بعينين متسعتين امتلأتا بالدموع فور أن وقعت عيناها على عينيه تنظران إليها .. هتفت باكية و هي تضع يدها على فمها
_"(هشام) .. بني .. أخيراً"
ابتسم بضعف لتبكي أكثر و نهضت من مكانها لتضع المصحف على الطاولة القريبة من الفراش و أسرعت إليه و هي تهتف
_"حمداً لله .. حمداً لله على سلامتك يا قلبي .. حمداً لله"
مالت تقبل رأسه بحنان شديد و احتضنت كفه بين يديها و مالت تقبله حتى أغرقته بدموعها ليشد هو يده ساحباً يدها نحو فمه و يقبلها بحب مماثل لتقول
_"أنت بخير حبيبي؟ .. هل تشعر بأي ألم؟"
ابتسم بضعف مجيباً
_"أنا بخير أمي .. حمداً لله"
هتفت بقلق
_"سأنادي الطبيب ليطمأن عليك و .."
تمسك بكفها و هو يقول
_"أنا بخير حبيبتي .. لا تقلقي"
عادت تبتسم من بين دموعها و هي تهمس من جديد
_"حمداً لله .. الحمد و الشكر لك يا رب"
و مالت تمسح على شعره بحنان و هي تقول
_"لو تعرف كيف كان حالنا من دونك يا (هشام) .. آه يا بني .. حمداً لله الذي ردك إلينا يا ولدي .. حمداً لله"
ضغط على كفها محاولاً الابتسام قبل أن يتلفت حوله قائلاً بتساؤل
_"أين الجميع؟"
مسحت دموعها و ابتسمت و هي تجيبه
_"(عاصي) كان هنا و غادر قبل قليل إلى الشركة و (رهف) في البيت و ستأتي بعد قليل .. و (راندا) في .."
قطعت جملتها فجأة ليقطب في قلق و يسألها
_"أين؟ .. هل (راندا) بخير أمي؟"
هتفت مسرعة
_"انها بخير بني .. لا تقلق هكذا .. قصدت أنهما ستأتيان معاً .. تعرف .. كنا ملزمين بمواعيد الزيارات و لم يكن هناك جدوى من جلوسهم طيلة الوقت بالمشفى"
رمقها بشك قبل أن يسألها
_"كم مر من الوقت على وجودي هنا أمي؟"
قالت بأسى
_"حوالي أسبوعان بني"
أغمض عينيه متنهداً لتقول و هي تربت على كفه
_"لقد مر هذا الكابوس أخيراً بني .. لا تتعب نفسك"
رفع يده يتحسس الضمادة فوق رأسه قبل أن يلامس ضمادة صدره و هو يقول
_"لا أستطيع تذكر ما حدث جيداً"
_"لا تتعب نفسك بني ... قال الطبيب أنك ستتذكر بسرعة .. المهم الآن أنك عدت إلينا سالماً"
أومأ متنهداً و هو يضم يدها و صمت للحظات قبل أن يقول
_"تبدين متعبة أمي .. لماذا لا تذهبين لترتاحي لبعض الوقت و "
قاطعته بسرعة
_"لا بني .. أنا بخير ... يكفيني رؤيتك سالماً أمام عينيّ ليذهب كل التعب .. أنت فقط لا تتعب نفسك أكثر"
ابتسم لها بخفوت و قال
_"هل ستتأخران؟ .. (راندا) و (رهف)؟"
لمح ارتباكاً في عينيه ليعاوده القلق و قبل أن يسألها من جديد
_"لا .. سأذهب لأتصل بـ(عاصي) ليحضرهما .. لا تتصور فرحتنا جميعاً عندما أخبرنا الطبيب أنك قد استيقظت أخيراً .. انهما متشوقتان لرؤيتك كثيراً"
قطب حاجبيه و هو يحاول رمي القلق جانباً ... سيراها قريباً و يطمأن عليها بنفسه .. تلك الحمقاء التي تدعي القوة .. هو أكثر من يعرف كيف تكون حالتها عندما يتعرض من تحبهم للخطر .. رغم أن تلك العنيدة ترفض أن تعترف بحبه حتى الآن ، لكن .. هل يمكنه أن يأمل أن حادثه قد حطم عنادها أخيراً و أنها ربما شعرت بالخوف من فقدانه .. استعاد عقله ذلك الحلم الغريب .. هل كانت تناديه حقاً أم هي مخيلته و قلبه المتلهف لحبها؟ ... لمعت بعقله نقطة مضيئة فجأة ليتذكر ... (سيلين) اتصلت به و أخبرته أن (راندا) عرفت كل شيء و أنها اعترفت لها بحبها لـ(هشام) حتى قبل أن تعرف بعلاقتهما الحقيقية .. نبض قلبه بقوة و تسارعت الذكريات بعقله ... أجل .. هذا ما حدث .. لقد اتصلت به عندما كان يجلس مع (عاصي) و لم يطق صبراً لرؤيتها ، فانطلق مغادراً بعد أن ترك (عاصي) يهتم بباقي العمل الذي سافرا لأجله .. بعدها ماذا حدث؟ .. أغمض بارهاق .. آه .. كان ينطلق بسرعة على الطريق حين ظهرت تلك السيارة فجأة أمامه ... حاول تفاديها ، لكنها اتجهت نحوه مباشرة و اكتشف لحظتها أن مكابح سيارته معطلة .. كل شيء حدث في لحظات و وجد سيارته تنقلب به على الطريق قبل أن تستقر على جانبه و احتُجز هو داخلها و هو يشعر بدوار شديد و سائل دافيء انساب مغرقاً وجهه .. حاول بصعوبة فك حزام الأمان و الدوار يزداد حتى شعر بالظلام يتكاثف من حوله .. فكر بألم و هو يدرك أنه ربما يفوت الأوان قبل أن يمر أحدهم و يعثر عليه ... فكرة واحدة سيطرت على عقله و هو يفقد وعيه .. يجب أن يعود .. لن يموت هنا .. لازال أمامه الكثير ليفعله ... عائلته تحتاجه .. لازال لم يف بوعده لوالده .. لم يُعِد (سديم) إلى عائلتها ... لم يخبرها بعد عن حب والدهما لها و لا عن معاناته بعد خسارته لها و بسبب كراهيتها له .. لم يمحو جراحها بعد و يجعلها تتقبل انتماءها إليهم و لم يحصل على مغفرتها لوالدهما .. و (همسة) .. مازال يجب أن يعثر عليها .. لم يخبر (عاصي) بعد عن وجودها .. لازال يجب أن يعيدها هي الأخرى لعائلتها الحقيقية .. لازالت (رهف) تحتاجه ليساعدها في الحياة من جديد .. لازال يريد أن يراها واقفة على قدميها .. لا يمكنه أن يترك عائلته الآن .. ليس و هم معرضون للخطر .. لازال لم يقم بواجبه .. أغمض عينيه و صورة (راندا) تحتل عقله الذي ابتلعته دوامة اللاوعي التي لا يدري إن كان سيغادرها حياً أم سيفتح عينيه ليدرك أنه انتقل للعالم الآخر ... همس اسمها في ألم ... لازال لم يحصل على حبها كما تمنى .. لازال لم يسمع اعترافها بحبه كما كان يحلم ... إن كان سيموت الآن .. فقط يريد أن يراها لمرة اخيرة .. يضمها إليه و يشم رائحتها التي اشتاق إليها و يخبرها بعشقه لآخر مرة و لا بأس بعد ذلك إن رحل و هو بين ذراعيها ... تنهد بحرارة ليخرجه صوت أمه الجزع من أفكاره و هي تهتف بخوف
_"هل يؤلمك شيءٌ ما حبيبي؟ ... هل استدعي الطبيب؟"
فتح عينيه ينظر إليها و أجابها
_"لا أمي .. أنا بخير .. إنه أثر الأدوية تقريباً"
صمت قليلاً ثم سألها
_"ماذا عن (سيلين) أمي؟ .. هل رأيتها مؤخراً؟"
نظرت له بحيرة و قالت

_"(سيلين)؟! ... لا بني .. ألم تكن مسافرة؟ .. بالتأكيد لم تعرف"
قطب حاجبيه في قلق ... لم تتواصل مع العائلة خلال الفترة الماضية و لم تعرف ماذا أصابه أيضاً؟ .. هل هي بخير؟ .. ربما تواصلت مع (عاصي) و ربما تكون قد أتت لزيارته في وقتٍ لم ترها أمه فيه .. سينتظر حتى يأتي (عاصي) و يعرف منه ... عاد يتنهد و هو يلتفت نحو (سلمى) التي نهضت و هي تقول
_"سأذهب لأخبر (عاصي) أنك استيقظت بني و هو سيحضر (رهف) في طريقه"
غادرت قبل أن يسألها عن (راندا) ، فقطب مجدداً و هو يفكر في قلق .. تُرى كيف تلقت الخبر؟ ... يعرف تأثير تلك الصدمات عليها و يخشى كثيراً ألا تكون بخير و أمه تخفي عنه شيئاً ... لن يهدأ قلبه حتى يطمأن عليها و يراها بعينيه .. أغمض عينيه و هو يواصل تفكيره ... يعرف أن (سديم) أخبرته بلقاءها مع (راندا) و كان متشوقاً ليعود و يلقاها و يسمع من فمها أنها لا تريد الطلاق ... أنها تحبه و تريد قضاء باقي عمرها معه .. رغم أنه متشوق كثيراً ليراها ، لكنه يخشى كثيراً رد فعلها .. تلك المجنونة لم يعد يأمن لردود أفعالها .. لكن لا بأس .. سيكون مستعداً لها جيداً ... ابتسم مفكراً .. حسناً .. لينتظر قليلاً حتى يراها و عندها .. لكل حادثٍ حديث ..
******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.