آخر 10 مشاركات
114 - رجل بلا احساس - روايات الحان (الكاتـب : samahss - )           »          113_ لعبة الحظ_منتديات روايتي الثقافية**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          112 _لعبةالقط والفار_منتديات روايتي الثقافية**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          111- مطاردة بحرية- روايات ألحـــان (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          110_ملاك الرحمة_منتديات روايتي الثقافية **روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          109 -لن نفترق ابداً -**روايات ألحــــــان** (الكاتـب : اسفة - )           »          108 - المليونير المزيف - روايات ألحان** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          107 - باب النعيـم - روايات ألحان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          105- جزيرة الألغـــــــاز - روايات ألحـــــان (الكاتـب : Just Faith - )           »          103 - مرآة الحقيقة -روايات ألحان -منتدى روايتي (الكاتـب : Sarah*Swan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-18, 01:37 AM   #1721

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راضية رزاق مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله رواية رااااااائعة وانا مستغربة انها الاولى لك لانه لا طريقة سرد الاحداث ولا الوصف روووعة كانك محترفة مند زمن لكن الفصل الاخير وجع قلبي مثل مابتقولو بالمصري هههههه ياريت تكملي الفصل القادم في اسرع وقت لاني متشوقة كثيييييرا وسؤال هل ستكملين الجزء الثاني هنا ايضا ؟
ولكي مني افضل تحية من المغرب
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
سعيدة جداً إن الرواية و أسلوب كتابتي نال إعجابك .. و هي بالفعل روايتي الأولى لكن كتبت قبلها قصة قصيرة أعدت تعديلها بعد ما بدأت كتابة الرواية و أدركت تحسن أسلوبي و كتبت أثناء الرواية نوفيلتين صغيرتين بإذن الله أنشرهما قريباً على المنتدى
بعتذر عن الوجع بالأحداث الأخيرة و إن شاء الله تستمتعي بنهاية الرواية
أرق تحياتي لكِ عزيزتي و لكل أهلنا بالمغرب الحبيب


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 01:52 AM   #1722

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الخاتمة
استمع (سامر) إلى محدثه عبر الهاتف بحاجبين معقودين قبل أن يغلقه فجأة و أغمض عينيه للحظات قبل أن يرمي الهاتف بكل قوته و هو يصرخ بقهر
_"اللعنة ... اللعنة عليهم جميعاً"
لقد فشل مرة أخرى .. لماذا لا يستطيع التخلص منه؟ ... لماذا تفشل خططه كل مرة؟ .. كما لو أن ذلك اللعين لديه ملاكاً حارساً .. نجا من الحادث و الآن أفاق من غيبوبته .. و بسبب ذلك الوغد (عاصي) لم يستطع التخلص منه أثناء وجوده بالمشفى .. فقد وضع حراسة على غرفته و اختار الفريق الطبي بعناية مشددة بل وصله أنه هدد الجميع أنه لن يسمح أن يصاب (هشام) بأي مكروه .. اللعنة عليه هو الآخر .. كان عليه أن يتخلص منه أولاً .. لكن لا بأس .. دوره قادم .. لن يرحمهم أبداً .. و (راندا) بالذات .. لن يسامحها أبداً .. كيف فعلت به هذا؟ .. لقد منحت حقه لآخر .. سمحت له أن يلمسها و يأخذ منها ما كان حقه وحده ... و الآن تحمل طفله .. يعتقدان أنهما سيعيشان بسعادة بعد كل هذا .. واهمان .. لن يرحمهما أبداً .. سيمحوهما عن وجه الأرض و لو انتهى ذلك بموته هو شخصياً ... رنين هاتفه تصاعد قاطعاً كل أفكاره فالتقطه ليقطب حاجبيه في ضيق و هو يرى الاسم الظاهر أمامه و رد بنزق
_"أجل أمي .. خيراً؟!"
أتاه صوتها تقول بصرامة
_"(سامر) ... أريدك عندي في أسرع وقت"
تمتم ببرود
_"عندك أين؟"
هتفت
_"(سامر) .. لا وقت عندي لمزاحك .. أريدك أن تعود حالاً"
ردد بلامبالة

_"آسف ... لن يمكنني"
_"اللعنة يا (سامر) ... لقد أخطأت عندما طاوعتك .. لقد أفسدت الكثير حتى الآن بتصرفاتك الفردية و تهورك .. أريدك أن تعود فوراً و إلا لن يحدث طيب"
زفر في حدة و قال
_"قلت لا يمكن أمي .. لازال هناك الكثير لا .."
قاطعته في غضب
_"(سامر يزيدي) هي كلمة واحدة و لن أكررها .. أنت ستعود حالاً و ستترك كل ما تفكر فيه حالياً .. أنا غير مستعدة لأستقبل خبر موتك الحقيقي هذه المرة"
_"لن يحدث شيء لا تقلقي ... أولئك الأوغاد لن يجرؤوا على .."
عادت تقاطعه في جمود
_"لا شأن لهم بهذا الأمر .. قصدت ذلك الوغد ابن (صفوان)"
ضاقت عيناه و هو يسألها في حذر
_"ماذا به (منذر)؟ ... لقد تركت مكانه اللعين بعد أن تشاجر معي بسبب حادثة (هشام رضوان) .. اللعين مصر على التدخل في كل ما أفعله"
تمتمت في حدة
_"و هو الآن لديه أوامر بتصفيتك إن لزم الأمر"
_"ماذا؟ .. اللعنة .. ما الـ .."
قالت و هي تكز على أسنانها
_"أخبرتك أن تأخذ حذرك منه .. قلت لك أنه يُطلع والده على كل شيء .. و ما وصلني عن طريق بعض عيوني لديه أنه أخبره أن يتخلص منك إن تسببت في أي مشكلة جديدة"
_"اللعنة عليهم جميعاً"
هتفت في صرامة
_"لهذا أريدك أن تترك كل ما بيدك و تعود .. في الوقت المناسب ستحصل على انتقامك الخاص و بطريقتك لا تقلق .. الآن فقط تجنب الاحتكاك بـ(منذر) تماماً ... صدقني سيفعل أي شيء ليحصل على رضا والده و لو كان الثمن هو روحك .. لا تعطه هذه الفرصة، فهمت؟"
صمت للحظات يهضم كلماتها في ضيق قبل أن يقول
_"حسناً أمي ... لا بأس .. سأعود"
تنهدت في ارتياح
_"جيد ... كما أنني أريدك معي لأمرٍ آخر ... (فهد) عاد مؤخراً و لست مرتاحة لتصرفاته منذ قابل والده على انفراد .. و بما أنني أعرف أنه لن يفعل أي شيء دون الرجوع لـ(عماد) فأنا أشك أن الاثنان يخططان لشيء ما و ربما لن يكون من مصلحتنا أبداً كما أتوقع"
فكر قليلاً في شك و قال
_"حسناً .. لا تقلقي .. سآتي و أرى ما يلزم عمله .. لن أسمح لهما بإفساد ما انتظرناه طويلاً بأي شكل من الأشكال"
قالت بهدوء
_"حسناً إذن بني ... لا تتأخر"
_"حسناً أمي .. إلى لقاءٍ قريب"
ودعته ليغلق الهاتف و شرد قليلاً و هو يفكر .. (عماد) و (فهد) .. لطالما أغضبه هذان الاثنان .. لا يفهم كيف يفكران .. و تصرفاتهما تزعجه دوماً .. بدءاً من اهتمامهما بتلك اللعينة (همسة) انتهاءاً بضميرهما اللعين الذي يشك كأمه تماماً أنه سيفسد عليهم كل ما خططوا له لسنواتٍ طوال .. لكنه لن يسمح بهذا أبداً .. عاد يفتح هاتفه و ينظر لصور (راندا) للحظاتٍ طوال .. و بالنسبة لها هي و (هشام رضوان) فلا بأس أن ينتظر حسابهما قليلاً .. كما تعلم من أمه تماماً .. كلما طال الوقت كلما صار الانتقام أشد متعة
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 01:54 AM   #1723

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أغلقت (وتين) الحقيبة الأخيرة و أطرقت للحظات و شردت بحزن و هي تجلس على حافة الفراش ، ليتنهد (زياد) و هو يعدل من ثيابه أمام المرآة قبل أن يتجه إليها .. جلس أرضاً أمامها و التقط كفيها في حب لترفع عينيها إليه .. قابلتها ابتسامته الحانية فابتسمت بأسى فهمس بحنان
_"آسف حبيبتي ... الأمر صعب عليّ أنا أيضاً"
دمعت عيناها و هي تقول
_"سأشتاق لهم كثيراً (زياد) .. قلبي يؤلمني من الآن"
نهض ليجلس جوارها و فتح ذراعيه يضمها بينهما و قبّل رأسها قائلاً
_"لقد وعدتكِ حبيبتي .. لن أجلعكِ تفتقدينهم كثيراً"
مسحت دمعتها و هي تهز رأسها و ضمت نفسها إليه و ران الصمت عليهما للحظات قبل أن تبتعد و تقول و هي تمسح دموعها جيداً و ابتسمت بشحوب و هي تقول
_"هل نذهب؟"
ربت على خدها و هو ينظر لها بحب شديد قبل أن ينهض و يتناول يديها لتنهض بدورها و قال
_"كل الحقائب وضعت في السيارة .. بقي فقط هذه الحقيبة"
أومأت برأسها فحمل الحقيبة و هو يقول
_"سأنزلها ريثما تنتهين من لمساتكِ الأخيرة حبيبتي"
ضحكت مع غمزة عينه و راقبته و هو يغادر الغرفة لتتجه نحو المرآة و تتأكد من طلتها لآخر مرة قبل أن تلحق به للأسفل حيث سيودعان بقية العائلة قبل أن ينطلقا في رحلة سفرهما .. غامت عيناها بحزن و هي تتأمل غرفتهما لمرة أخيرة و هي تغلقها خلفها و هي تتنهد .. لا بأس .. ستعود إليها قريباً ... الوقت يمر سريعاً و سيعودان بسرعة لوطنهما و لعائلتهما الحبيبة ... ابتسمت في أسى .. لقد ودعت (راندا) و (هشام) حين زراتهما هي و (زياد) أمس ... لقد أجلا سفرهما حتى أطمأنا على وضع (هشام) .. حمداً لله أنه بخير و يتحسن سريعاً و إلا لا تعرف كيف كان سيكون حال المسكينة (راندا) .. ابتسمت في حنان و هي تتذكر كيف أصبحت تتعامل مع زوجها و لا تخجل من اظهار حبها الشديد له و اهتمامها الغامر به أمام الجميع ... نزلت السلالم بخطوات بطيئة و قلبها يخفق بشدة مع كل خطوة تقربها من وقت رحيلها و لمعت عيناها بالدموع من جديد عندما قابلت أعينهم التي ارتفعت نحوها و اندفعت (هاميس) نحوها و احتضنتها بقوة وهي تهتف باكية
_"هل حان الوقت (تينا)؟ .. هل ستسافران حقاً؟"
تبادلت نظرة مع (زياد) الذي ابتسم بأسى و اقترب يحتضنهما معاً و هو يقول مشاكساً

_"قلت لكِ دعكِ من ذلك الأحمق (سيف) و تعالي معنا"
ابتسمت من بين دموعها فيما زمجر (سيف) مدعياً الغضب و هو يقول
_"عندها كنت سألحق بكم و كنت سأطبق على أنفاسك حتى تتركها تغادر معي"
ضحك البقية بينما رفع (زياد) ذراعيه مدعياً الذعر
_"لا .. إلا هذا .. لم أكن لأحتمل .. حسناً (ميسا) تعرفين كم أحبكِ لكنني مضطر"
ضحكت و هي تحتضنه بقوة
_"أعرف حبيبي"
ربتت (وتين) على شعرها في حب و هي تقول
_"أعدكِ حبيبتي سأظل ألح على (زياد) حتى نراكم كل فترة"
و غمزت لها قائلة و هي تضحك
_"ربما إن وافقتِ على كلام ذلك المسكين (سيف) و تزوجتما في القريب العاجل ، نعود لنحضر حفل زفافكما"
هتف (سيف) متحمساً
_"بالطبع ... أخبريها يا (وتين)"
ضحكت أمه و هي تقترب لتحتضن ابنيّ أخويها في حب و قالت
_"ابني المسكين لن يتوقف عن البحث عن وسطاء ليقنعوا خطيبته العنيدة .. أخشى أن يفقد عقله و يختطفها يوماً و يتزوجها دون موافقتنا و دون موافقتها هي شخصياً"
اقترب (سيف) من جده و احتضنه
_"أنا معي موافقة كبير الهاشمية شخصياً .. لا أحد سيفتح فمه عندها"
ضربه (رفعت هاشمي) فوق رأسه ليتأوه مازحاً بينما جده يقول
_"لا تدعني أسحب موافقتي و أجعلك تنتظر موافقتها طويلاً"
هتف بفزع مصطنع
_"ماذا تقول جدي؟ .. ألا تريد أن ترى أبنائي في أسرع وقت؟"
احمر وجه (هاميس) بشدة و هي تشهق بخفوت بينما هز البقية رؤوسهم و هم يبتسمون لتتسع ابتسامة (وتين) و هي تتأملهم جميعاً في حب .. تحاول اشباع عينيها من رؤيتهم حتى تستكفي ... قابلت عيناها عينيّ جدها الحانيتين لتندفع نحوه ما أن فتح لها ذراعيه و هتفت و هي ترتمي بين ذراعيه
_"سأشتاق لك كثيراً حبيبي ... كثيراً جداً جداً"
ضمها إليه بكل ما يحمله من حب و قال بصوتٍ متحشرج من العاطفة
_"و أنا سأشتاق لكِ أكثر مما تتخيلين حبيبتي .. ليت الله يمنحني من العمر ما يكفي لأراكما من جديد"
توجع قلبها و هي تهتف بخوف و تشدد من عناقها له
_"أعطاك الله طيلة العمر جدي و حفظك لنا .. لن أجعلك تفتقدني كثيراً حبيبي"
أبعدها قليلاً يتأمل ملامحها في حب و ربت على وجهها في حنان و هو يقول موجهاً حديثه لـ(زياد) الذي اقترب ليقف بقربهما
_"اعتني بملاكنا جيداً (زياد) .. اهتما ببعضكما حبيبيّ"
اقترب يحتضنه بحب
_"تعلم أنها في عينيّ جدي .. لا تقلق"
ربت على ظهره و دمعت عيناه و هو يشم رائحته مودعاً
_"سأشتاق لكما بني"
_"و أنا أيضاً جدي .. سأشتاق لك كثيراً"
أبعده ليمسح دمعة من عينه و هو يتأملهما في عاطفة شديدة و ران على الجميع صمتٌ محملٌ بالمشاعر و ابتعد كلاهما يعانقان و يودعان بقية أفراد عائلتهما و احتضنت (وتين) الصغيرين في حب شديد و لم تعرف كيف تجعل (رفيف) تتوقف عن بكاءها و هي تعدها أنها ستعود بسرعة و أنها ستجلب لها الكثير و الكثير من الهدايا و نظرت لـ(رامي) الذي كان يكتم دموعه بصعوبة و احتضنته و هي تخبره أن يهتم جيداً بشقيقته و ألا يجعلها تبكي أبداً فهز رأسه محاولاً الابتسام و هو يعدها فربتت على رأسه بحنان و نهضت بعد أن احتضنتها مرة أخيرة و ابتسمت و عيناها تقابلان (آدم) الذي وقف خلف طفليه مبتسماً لها و هو يقول
_"اهتمي بنفسكِ و بـ(زياد) يا (وتين) و حاولا ألا تغيبا عنا طويلاً"
أومأت برأسها و هي تبتسم و تاملته بغموض للحظات قبل أن تقول
_"و أنت أيضاً (آدم) ... اهتم بنفسك و بالجميع و .. بحوريتك أيضاً"
قطب حاجبيه و بهت وجهه مع كلماتها و هو ينظر لها بشك فحادت عيناها نحو (رفيف) ليتنهد براحة واضحة و هو يعتقد أنها قصدت ابنته بكلمتها ، لكنّ ابتسامتها اتسعت و هي تهمس بغموض
_"(رفيف) تسميها حورية النار ، صحيح؟"
اتسعت عيناه في قلق واضح و شحب وجهه و هو يفكر .. (وتين) تعرف بشأن (سيلين) .. كيف؟ .. و متى؟ .. هل رأتهما معاً عندما .. قاطعت أفكاره و هي تقول
_"لا تقلق .. لم أخبر أحداً .. هذه حياتك الخاصة (آدم) و لا يحق لأحدنا انتقادك .. لا أحد سيلومك إن أردت أن تكمل حياتك من جديد مع امرأة تهتم بك و بصغيريك و تجد معها فرصة جديدة للحياة و الحب"
ابتلع لعابه في صعوبة و هو يهمس
_"(وتين) ليس الأمر كما .."
قاطعته في تفهم
_"لا بأس (آدم) ... أنا أتفهم .. ربما أنت قلق بشأن رأي العائلة بخصوص زواجك مجدداً .. أو ربما بشأن اختلافها التام عن (رُبا) .. حسناً لقد فاجأتني أنا شخصياً فهي تبدو النقيض التام منها ... أو ربما هناك أمر آخر لم أفهمه بشأن علاقتكما .. لكن لا تقسو عليها و على نفسك .. امنح نفسك فرصة جديدة لتحيا (آدم) و لا تدع الماضي يغلق عليك نوافذ الأمل في المستقبل ، هل تفهمني؟"
تبادلا النظر للحظات قبل أن يوميء برأسه فابتسمت بارتياح بينما اقترب (زياد) ليحيط كتفيها بذراعه و هو يقول باهتمام
_"ما الأمر حبيبتي؟ .. فيما تتهامسان هكذا؟"
همست و هي تميل إليه قليلاً
_"أوه حبيبي .. هل ستغار من (آدم) أيضاً؟"
ابتسم هو و (آدم) بينما يقول الأخير
_"إنه يغار من أي كلمة تحمل صفة مذكر يا عزيزتي"
ابتسمت و هي تهز رأسها
_"هل ستخبرني؟"
رفع (زياد) حاجباً شريراً و هو يقول
_"ما الأمر؟ .. هل ستتفقان عليّ؟"
ثم نظر في ساعته و قال
_"حسناً .. إذا لم ننتهي من كل هذه السلامات فالبتأكيد ستفوتنا الطائرة"
زمت شفتيها في أسى من جديد قبل أن تختفي ابتسامتها و هي ترى (رجاء) تتجه نحوهما و هي تفرك كفيها في توتر ... احتضنها (زياد) من جديد لتبادله عناقه بينما عيناها معلقتان بـ(وتين) التي ابتسمت لها في ارتباك ، لتبتعد (رجاء) عن ابنها بعد أن همست تودعه مرة أخرى و توصيه أن يهتم بنفسه و بزوجته و تحركت لتقف أمام (وتين) التي نظرت لها بارتباك و فتحت فمها لتنطق لولا أن قاطعتها و هي تقول
_"اهتمي بنفسك و بـ(زياد) .. و لا تنسي وعدكِ لي"
أومأت برأسها و مضت لحظات و هما تتبادلان النظر قبل أن تتنهد (رجاء) و هي تقترب منها أكثر و فاجأتها و هي تضمها لها في عناق خفيف و ابتعدت بسرعة في توتر لتحدق فيها (وتين) بعينين دامعتين و لم تتمالك نفسها فاقتربت هي هذه المرة لتحتضنها بقوة و هي تهتف
_"شكراً لكِ خالتي (رجاء) ..شكراً لكِ كثيراً .. أعدكِ أنني سأهتم بـ(زياد) و سأسعده دوماً .. لن أخيب ظنكِ فيّ"
رفعت (رجاء) كفها بارتباك و علقتها في الهواء لثوان قبل أن تربت بها على ظهر (وتين) التي قالت بدفء
_"اعتني بنفسكِ و بعمي (شاكر)"
شعرت بتوتر جسدها فابتعدت تنظر لها في رفق و قالت بينما عيناها تختلسان النظر إلى عمها الذي كان ينظر لهما في تمعن
_"قلت لكِ أن عمي لازال يحبكِ و لازال يهتم لأمركِ ... أرجوكِ لا تتركي الفرصة تضيع من يديكِ .. أنا واثقة أنكِ لو مددتِ له يدكِ الآن فلن يردها أبداً"
نظرت لها في امتنان و أومأت برأسها قبل أن تهمس
_"إن شاء الله .. يفعل الله ما به الخير .. المهم .. اهتما بنفسيكما"
قالت و هي تنظر إلى (زياد) الذي كان يتأملهما براحة امتزجت بالحنان
_"إن شاء الله سنفعل"
تحركت بعدها نحو (سؤدد) التي وقفت صامتة منذ البداية مكتفية بالنظر إليهما .. وقفت قبالتها و نظرت إليها للحظات تتبادلان الرسائل الصامتة لتهمس و هي تقترب لتحتضنها
_"اعتني بنفسكِ (سؤدد) و توخي الحذر حبيبتي أنتِ و (آدم)"
احتضنتها بحب و ربتت على ظهرها
_"لا تشغلي بالكِ أنتِ (تينا) ... كل شيء سيكون على ما يرام .. فقط اهتمي بنفسكِ و بعاشقكِ المجنون"
ضحكت و هي تبتعد لتنظر نحو (زياد) الذي اقترب ليودع (سؤدد) التي قالت لهما
_"كنت أود أن أرافقكما للمطار و لكنني لا أحب وداع المطارات"
و مالت لتهمس في أذن (وتين)
_"كما أن ذلك الحارس الذي يلتصق بي كالغراء سيصمم على مرافقتي .. لا أريد أن أبدو عاطفية أمامه .. هذا سيفسد صورتي تماماً"

ضحكت (وتين) أكثر و همست لها
_"صدقيني .. كان الله في عونه .. لابد أنه مصنوعٌ من الصلب ليحتملكِ كل هذا الوقت"
لوت شفتيها لتبتسم (وتين) و تحتضنها مرة أخيرة و هي تقول
_"ترفقي بالرجل قليلاً يا قاسية"
صوت (زياد) قاطعهما لتقبل خدها بسرعة و هي تضغط على كفها
_"سأتصل بكِ دوماً لأطمئن على سير الأمور ، حسناً؟"
أومأت برأسها لتمنحها ابتسامة أخيرة تحركت بعدها لتلحق بـ(زياد) الذي كان يقف بجوار السيارة ، فتحركت نحوه ليوقفها صوت (حمادة) و هو يناديها لتلتفت إليه و ارتفع حاجباها و هي تراه يركض نحوها بسرعة و هو يحمل شيئاً في يده و قد بدا أنه وصل لتوه من الخارج .. توقف أمامها و هو يلهث بقوة فقالت
_"على مهلك (حمادة) .. أين كنت عزيزي؟ .. لقد سألت عنك و عرفت أنك في الخارج .. اعتقدت أنني سأسافر قبل دون أن أودعك"
كان ينظر لها بعينين دامعتين و أنفاسه تضطرب في صدره ليقول بصوت متقطع من اللهاث و هو يمد يده بالكيس الذي يحمله
_"هذه لكِ أبلة (وتين) ... لقد صنعتها لكِ بنفسي .. خشيت أن ترحلي قبل أن أعطيها لكِ"
أخذت الكيس لتجد داخله ما بدا لها برواز خشبي و مغلف بورق هداية و انتبهت لحظتها لملابسه و يديه الملطخة بالألوان و رقت عيناها و هي تنظر له بحنان
_"هل رسمت لوحة من أجلي؟"
احمر وجهه في خجل و هو يقول

_"ربما لا تعجبك"
هتفت بسرعة
_"لا طبعاً .. ستعجبني أنا متأكدة .. ألم أقل لك أنك موهوب و رسوماتك جميلة جداً .. أنا سعيدة جداً أنك رسمت واحدة لي خصيصاً"
ازداد احمرار وجهه و لمعت عيناه بسعادة لتبتسم هي بحنان و اقتربت تحتضنه قائلة
_"اهتم بنفسك و بأسرتك (حمادة)"
انتفضت على صوت (زياد) و هو يتنحنح بقربها فابتعدت تنظر له و لمحت النظرة الحانقة في عينيه فابتسمت و عادت تلتفت نحو الصغير الذي كان وجهه قد ازداد احمرارً جعلها تبتسم و هي تتابع
_"اهتم بدراستك .. سأتصل دائماً لأتابعك و أريد نتائجاً مبهرة ، اتفقنا؟"
هز رأسه بقوة واعداً إياها فتابعت غامزة بعينها

_"و لا تغضب (رفيف) أنت و (رامي) .. دعها تلعب معكما و لا تجعلها تبكي ، حسناً؟"
عاد يهز رأسه و هو يضحك

_"لن أفعل أعدكِ"
مدت يدها تربت على رأسه في حنان و رفعت رأسها إلى حيث وقفت والدته و بقية الصغار و لوحت لها لتبتسم السيدة في امتنان و هي تودعها .. التفتت نحو (زياد) الذي فتح باب السيارة و هو يهمس لها

_"ما كان الداعي لاحتضانه سيدة (وتين)؟"
قالت ضاحكة على تعبير وجهه
_"(زياد) إنه مجرد طفل .. هل ستغار منه؟"
زم شفتيه قائلاً
_"تصحيح .. هو ليس طفلاً حبيبتي .. لقد دخل لتوه في مرحلة المراهقة ، هل أنتظر ليقع في حبكِ مثلاً؟"
نظرت له بذهول قبل أن تهز رأسها ضاحكة بينما تركب السيارة ليزفر بحنق و هو يركب إلى جوارها لينطلق بهما السائق نحو المطار و (وتين) تلقي نظرة أخيرة نحو أفراد عائلتهما الذين كانوا يلوحون لهما و تنهدت ما أن غابوا عن ناظريها و أسندت رأسها إلى صدر (زياد) و أغمضت عينيها سامحة لدمعتين أخيرتين أن تنزلا ليهمس (زياد) و هو يربت على رأسها
_"سنعود من جديد حبيبتي .. سنعود بإذن الله قريباً"
هزت رأسها و هي تتمسك به و قلبها يدعو أن يخفف الله عنهما ألم الغربة و الاشتياق لأحبابهما و يعيدهما إليهم في سلام
********************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 01:58 AM   #1724

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (رواء) ابتسامة صغيرة و هي تنظر نحو (راندا) التي كانت تُعدل من وضع الوسادة خلف (هشام) باهتمام بالغ و هي لا تتوقف عن الثرثرة عن كيف أنه لا يطيع الأوامر أبداً كالأطفال الصغار .. لم تتخيل أن ترى (راندا) يوماً بهذه الصورة .. اختلست النظر نحو (هشام) الذي زم شفتيه بتذمر رغم نظرات الحنان و الحب التي تلمع في عينيه و هو ينظر لها و رقت عيناها من أجلهما .. سعيدة أن (هشام) حصل على حبه أخيراً و أن (راندا) أيضاً عرفت طريقها الصحيح و استمعت لقلبها .. فكرت بأسى و هي تشرد قليلاً .. منذ متى أصبحتِ عاطفية هكذا (رواء)؟ .. ألم تكتفي من تُرهات القلب التي لا نفع منها؟ .. هي سعيدة من أجلهما و لا دخل لهذا برأيها الخاص في الحب .. سعيدة لأجل (هشام) الذي مثّل لها دوماً أخاً أكبر لم تحصل عليه و احتاجته في حياتها ... و هو لطالما كان موجوداً كلما احتاجته ، لذا كيف لا تشعر بالسعادة لأجله الآن .. يمكنها أن ترى كم حبهما صادق .. حسناً .. لن يضرها أن تعترف أن هناك حبٌ نادر و حقيقي .. إنه موجود .. فقط للمحظوظين .. الذين قُدر في قسمتهم أن يحصلوا عليه .. عدا ذلك ... يبقى الباقي مجرد كلمات عابرة يمحوها الزمن مع أول اختبار حقيقي .. انتبهت على سؤال (راندا) و نظرت لها بتساؤل و ابستمت في حرج لتعيد (راندا) سؤالها و قد تأكدت أنها لم تكن منتبهة
_"سألتكِ إن كان (عاصي) يثقل عليكِ في العمل هذه الفترة خصوصاً مع حالته النزقة هذه الأيام .. لقد عدتِ للشركة في الوقت الذي كنتِ تحتاجين فيه للإهتمام بظروف أسرتكِ أكثر خصوصاً مع حالة (سمراء)"
هز (هشام) رأسه موافقاً و هو يكمل عنها
_"أجل يا (رواء) .. لقد أخبرتكِ أن تعودي عندما تنتهي ظروفكِ العائلية .. ما كان ينبغي أن .."
ابتسمت بخفوت و هي تقاطعه
_"لا بأس .. نحن الآن بخير .. و (سمراء) بخير كُلياً و تتفهم حاجتكما لي .. ثم لم يكن بيدي ألا أقلق و أترك الشركة و أنت في هذه الحالة سيدي .. أنت و السيد (عاصي) تحتاجان كل مساعدتي في هذه الفترة"
تبادل هو و (راندا) نظرة و ابتسامة لتقول الأخيرة و هي تضحك و تغمز بعينها في مرح
_"قديمة الطراز كثيراً (رواء) ، أليس كذلك؟"
أومأ برأسه و هو يضحك بينما نظرت لهما (رواء) بتساؤل لتقول (راندا)
_"هل أعد لكِ كم مرة نطقتِ بكلمة سيدي هذه منذ أتيتِ لزيارتنا يا آنسة (رواء)؟ .. ما الداعي لكل هذه الرسمية؟ .. أنتِ تعتبرين (هشام) أخاكِ الأكبر ، صحيح؟"
احمر وجهها و هي تنظر نحوه ليبتسم في تفهم بينما تتابع (راندا)
_"ثم إننا نعتبركِ من العائلة .. أنتِ و (سمراء) و أسرتكِ كلها ، صحيح (هشام)؟"
أومأ موافقاً و هو يبتسم لتلمع عينا (رواء) في امتنان و هي تنظر إليه ، فمالت (راندا) نحوها هامسة بتذمر مصطنع

_"أوه .. لا تنظري لزوجي هكذا رجاءاً .. أنا أغار يا فتاة .. راعي مشاعري"
ضحكت (رواء) رغماً عنها ليرفع (هشام) جسده قليلاً و يمد يده ليمسك كف (راندا) و يشدها للخلف بقوة لتجلس بجواره و هو يقول مبتسماً في اعتذار
_"آسف (رواء) .. كان يجب أن أحذركِ من شراستها و تقلباتها المفاجئة"
هزت رأسها ضاحكة و هي تنظر لهما و ترى كيف زمت (راندا) شفتيها و هي تنظر له في لوم مضحك
_"لا بأس .. أنا أعرفها جيداً"
هتفت بحنق
_"آه .. ستتفقان عليّ كما يبدو"
ضحك و هو يحتضن كفها بينما ابتسمت (رواء) و هي تسمعه يقول
_"و هل أستطيع أن أفعل؟ .. صحتي لا تحتمل مواجهة غضبك الناري يا مستبدة"
ضربت كتفه بقبضتها و هي تقول بتذمر
_"لا تقل مستبدة"
قال و هو يتنهد باستسلام
_"حسناً حسناً .. لكن هذا لن يغير من الحقيقة حبيبتي"
لوت شفتيها لتبتسم (رواء) و قالت و هي تنهض
_"حسناً يا مستبدة .. أقصد يا (راندا) .. ربما عليّ أن أنصرف قبل أن تتهوري و تقتلينني بسبب أي سوء فهم .. اهتما بنفسيكما جيداً و .. حمداً لله على سلامتك مرة أخرى سيدي"
نظر لها بلوم لتخفض وجهها المحمر في خجل و قالت
_"آسفة .. حكم العادة"
ربتت (راندا) على كف (هشام) و تركتها لتنهض و تسلم على (رواء) و هي تقول مبتسمة
_"لا بأس (رواء) .. تدربي كثيراً و ستتعودين بسرعة"
هزت رأسها و هي تبتسم و همت بالحديث لولا أن ارتفعت دقاتٍ فوق باب الغرفة و ارتفع صوت (راندا) تطلب من الطارق الدخول ... تجمدت (رواء) و شحب وجهها بشدة عندما طرق أذنيها صوتٌ مألوف يقول ببشاشة
_"هل أدخل؟"
تمتمت (راندا) بنزق و هي تزم شفتيها
_"لقد دخلت بالفعل"
ضحك (هشام) قائلاً
_"تفضل يا (سالم) مرحباً بك"
رقت ابتسامة (سالم) ما أن وقعت عيناه على (رواء) و قال
_"كيف حالك (هشام)؟"
_"بخير حمداً لله"
رمق (رواء) و هو يتقدم و بهتت ابتسامته و هو يرى جمود وجهها كالعادة ، لكنه أخفى ألمه و هو يقول بمرح
_"حقاً (هشام) .. لقد ضربت الرقم القياسي في تعرضك للمشاكل .. لا تكاد تخرج من المشفى حتى تعود إليها"
ضحك (هشام) بخفوت

_"حمداً لله على كل حال .. إن شاء الله تكون هذه هي الأخيرة .. بالتأكيد لست مغرماً بالمستشفيات"
ضغطت (راندا) كفه و أطرقت و قلبها يخفق بألم و حزن ليبتسم لها بحنان و هو يربت على كفها بينما انشغل (سالم) باختلاسه النظر نحو (رواء) التي تنفست بصعوبة و قد شعرت بصدرها يكاد ينطبق و ازداد اختناقها فهمست بخفوت
_"سأضطر للذهاب .. حمداً لله على سلامتك مجدداً سيد (هشام) و أنتِ (راندا) .. اعتني بنفسكِ جيداً"
وقفت (راندا) مسرعة لترافقها و غادرت خلفها مارةً بـ(سالم) الذي قطب حاجبيه في ضيق و هو يراها تهرب منه مرة أخرى .. زفر بحدة ليبتسم (هشام) و أخرجه من أفكاره و هو يقول
_"وضعك أصعب بكثير من وضعي يا صديقي"
رفع رأسه إليه و حدق فيه بتساؤل قبل أن يتنهد و هو يهز رأسه قائلاً
_"أعرف هذا .. لكن .. لو كنت مكاني ، أكنت استسلمت؟!"
ابتسم و هو يهز رأسه نافياً ليبتسم (سالم) و يقول
_"أعرف أن طريقي معها طويل ، لكنني لن أتراجع أبداً"
_"بالتأكيد .. (رواء) فتاة رائعة و تستحق أن تحارب من أجلها .. لا أعرف ماذا حدث بينكما قديماً لكن .."
صمت قليلاً قبل أن ينظر إليه قائلاً بحزم
_"لكنني أرى بوضوح كم تحبها .. لا تتخلى عنها أبداً مرة أخرى مهما كان السبب يا (سالم) .. (رواء) مثل شقيقتي و لن أسامح أي شخص يؤذيها حتى لو كان أنت ، حسناً؟"
بادله نظرة واثقة و هو يهز رأسه بوعد حازم ليقاطعهما دخول (راندا) التي انتهت من وداع (رواء) و دخلت و هي تزم شفتيها بينما ترمق (سالم) بنظرات نارية ثاقبة فتنهد بقوة و قال
_"اعذرني (هشام) .. عليّ الذهاب حالاً .. سأعود مرة أخرى لأطمئن عليك"
هتفت (راندا) و هي تراه يندفع مغادراً و كادت تندفع خلفه بعد أن توقعت ماذا سيفعل لولا أن أوقفها صوت (هشام) يمنعها من اللحاق به فوقفت على مضض بينما تسب جبل الجليد الأحمق الذي تسبب بكل هذا الألم الذي رأته في عينيّ (رواء) .. كانت تعرف أنها لن تحب هذا الرجل أبداً .. تباً له .. ليته لا يلحق بها فالبتأكيد سيجعلها تتألم أكثر ... قاطع أفكارها صوت (هشام) يقول بتفهم
_"لا تقلقي على (رواء) .. هي تعرف كيف تعتني بنفسها جيداً .. كما أنه لن يؤذيها"
هتفت بحدة
_"من الواضح أنه سبق و فعل"
ابتسم قائلاً
_"كلنا نخطيء بطريقة أو بأخرى (راندا) و من حقنا فرصة أخرى لنصلح أخطاءنا .. هو يحبها و من حقه أن يحصل على فرصته لتعويضها عن كل شيء"
خفضت وجهها مفكرة في كلماته .. حتى هي كانت تتوسل من أجل هذه الفرصة .. هل من حقها أن تلوم غيرها الآن على تمسكه بفرصته؟ .. هي لا تعرف بالتحديد ماذا فعل قديماً رغم أن كلمات (سمراء) بشأن حب (رواء) القديم الذي بدلّها تماماً و جعل (سمراء) نفسها ترفض فكرة أن تقع في الحب يجعلها تدرك أن جرحه لها كان بشعاً ، لكنه يحاول الآن أن يعوض (رواء) عن الماضي و من حق (رواء) وحدها أن تقرر هل تسامحه أم لا .. ليس من حقها إذن أن تلومه .. لا تملك سوى أن تدعو لها كي تجد السعادة من جديد و تفتح قلبها للحياة .. و لو كان (سالم) هو من سيفعل هذا .. لا بأس إذن
**************
ركض (سالم) في ممرات المشفى في طريقه للخارج ليلحق بـ(رواء) التي كانت على وشك أن تغادر فهتف باسمها ما أن صار على مقربة منها .. لمحها تتسمر في مكانها لثوان متفاجئة قبل أن تتحرك من جديد فزاد سرعته ليقترب منها و وقف أمامها قاطعاً عليها الطريق فوقفت مضطرة .. كان يلهث بقوة و قلبه كان ينتفض بجنون .. لمعت عيناه و هما تتحركان فوق ملامحها بلهفة رغم جمودها و اطراقها برأسها .. تمنى لو ترفع عينيها إليه حتى و هو يعرف أنه سيرى فيهما نفس النظرة الجليدية التي ترمقه بها كلما رأته ... لازال مصراً على مطاردتها رغم كل محاولات هربها و رغم كل تعنتها معه و تشددها في معاملته و طلبها الصارم في كل مرة أن يكف عن الظهور أمامها .. همس اسمها بخفوت فرفعت عينيها إليه كما تمنى .. و كما توقع قابله ذلك الجليد القاسي داخلهما و هي تهمس ببرود
_"نعم؟! .. هل من خدمة سيد (سالم)؟"
ضغطت على حروف كلماتها تؤكد له للمرة الألف أن لا علاقة لها به و انهما صار غريبين تماماً .. تنهد بحرارة و هو يقول

_"كيف حالكِ؟"
رفعت حاجبيها بسخرية واضحة و ارتفع ركن فمها بحركة خافتة قبل أن تقول
_"لا أعتقد أن هذا من شأنك"
و تحركت ليقاطعها من جديد لتهتف
_"ماذا تريد الآن؟"
_"أريدكِ أنتِ"
اتسعت عيناها و هي تنظر له ليتابع بحرارة
_"أريد أن نتحدث (رواء) في ما حدث قـ .."
قاطعته ببرود
_"لا يوجد ما نتحدث بشأنه سيد (سالم) .. لا علاقة تجمعني بك فرجاءاً توقف عن ملاحقتي .. أنت تسيء لسمعتي هكذا"
_"أنا يا (رواء)؟!"
أخذت نفساً عميقاً بينما تسمعه يقول

_"أنا فقط أريد أن أعوضك عن ما .."
عادت تقاطعه بنبرة ثلجية و هي تلتفت إليه و تنظر إليه بعينين أشد برودة
_"هل أصبح احياء الموتى من قدراتك الخاصة هذه الأيام سيد (سالم المنصوري)؟"
نظر لها بحيرة فتابعت
_"لا ، صحيح؟ .. لا فائدة من الكلام معك إذن ... (رواء) التي تظنها انتظرتك لسنواتٍ عشر لم تعد موجودة لسوء حظك .. لقد ماتت .. أنت قتلتها قبل عشر سنوات .. و الموتى لا يعودون للحياة كما تعرف .. و للأسف أنت لا تستطيع اعادتها للحياة من جديد .. لذا هذا ينهي أي حديث قد يبدأ بيننا"
قطب حاجبيه و هو ينظر لها و همس اسمها بخفوت لتهز رأسها بتحية باردة و تتمتم
_"وداعاً إذن"
قالتها و تحركت تاركة إياه واقفاً يحدق في إثرها بشرود قبل أن يهمس بتصميم
_"أنتِ واهمة (روايا) .. واهمة لو ظننتِ أنكِ ستبعديني عنكِ بهذه الطريقة بعد أن أعادكِ القدر لي .. أنتِ واهمة"
الموتى لا يعودون للحياة .. هكذا كان يعتقد من قبل حين كان غارقاً في ظلمات حياته من دونها .. لكن ليس الآن .. ليس بعد أن عادت روحه إليه بعودتها و عاد قلبه للحياة .. سيعيد الحياة لقلبها من جديد مهما تطلب الأمر و مهما طال الوقت ..
*********************
وقف ساكناً مطرقاً برأسه في هدوء حتى انفتح الباب و أشار له الحارس بالخروج ، فتنفس بعمق و هو يخطو في اتجاه الخارج و تسارعت نبضات قلبه و هو يقف تفصل بينه و بين العالم الخارجي خطوة واحدة .. لكم يخشى أن يخطوها .. يعرف أن حياته بعدها ستتغير تماماً .. تنفس من جديد و حسم أمره و عبر الخطوة الفاصلة إلى الشارع الاسمنتي و شعر بقلبه يسكن تماماً و هو يرفع عينيه ينظر للشارع و أحس كما لو أن كل الموجودات من حوله قد سكنت فجأة و أغمض عينيه يصغي لكل الأصوات التي تناهت لأذنيه متداخلة فيما بدا له سيمفونية رغم كل صخبها .. رفع رأسه الأشيب و تطلع في السماء بعينين غامتا فجأة بالدموع و عاد قلبه يخفق بكل قوته ... لقد خرج للعالم الخارجي أخيراً ... بعد كل هذه السنوات .. هل مرت حقاً خمسة عشر سنة؟ .. هل مر عليه كل هذا الوقت حقاً بعيداً عن كل من يحب؟ .. هل كان الأمر يستحق حقاً كل هذا الألم؟ .. كل هذا الاشتياق؟ .. شعر بدموعه تسيل على خديه فرفع كفه يمسحها بسرعة و عاد يخفض رأسه و هو يقول بعد تنهيدة حارة
_"ها قد خرجت للدنيا من جديد يا (أحمد اليزيدي) .. ماذا ستفعل بحياتك بعد الآن و من أين ستبدأ؟"
لقد خسر الكثير .. خسر كل من أحبهم في حياته .. كل من حارب لأجلهم .. خفق قلبه و صورة أحب ثلاثة إلى قلبه ترتسم أمام عينيه .. صورتهم التي لم تفارقه طيلة سنوات سجنه الطويلة مضيئةً عتمة زنزانته ... لقد خسرهم للأبد .. خفق قلبه و صورة (سؤدد) .. لؤلؤته الصغيرة .. تنظر له بعينيها المجروحتين المنكسرتين .. لابد أنها أصبحت شابة رائعة الآن .. (سيف) الصغير الذي لم يكن يدرك كل ما يحدث حوله .. و (صفية) .. (صفية) حبيبته .. خسرهم جميعاً .. عادت عيناه تدمعان .. هل كان يتوقع أن ينتظره أحدهم أو جميعهم خارج أبواب السجن ليلقي بنفسه بين أحضانهم و يبكي وسطهم اشتياقاً و ألماً .. تنهد بوجع شديد و هز رأسه مفكراً ... ليس هذا وقت البكاء على الأطلال يا ابن (اليزيدي) .. أمامك طريق طويل و حساب يجب عليك تصفيته .. دع الضعف جانباً و فكر في القادم .. عدل وضع حقيبته على كتفه و تحرك في الشارع متابعاً طريقه في تصميم ترافقه صورة أسرته الصغيرة تشد من أزره في طريقه الطويل لاستعادة حقه و حقهم .. لاستعادة كل ما خسره قديماً
********************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 02:01 AM   #1725

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استند (هشام) إلى كتف (عاصي) و هو يتحرك بخطوات بطيئة نحو فراشه بينما أسرعت (راندا) تضع الوسادة خلف ظهره ما أن استلقى فوقه و لامست كتفه بحنان فابتسم لها .. جلست إلى جواره بينما قال (عاصي) ضاحكاً و هو ينقل بصره بينهما
_"سبحان مغير الأحوال ... أتذكر أوقاتاً كنتِ تهددين بقتل (هشام) إن ظهر أمامك .. من يراكِ الآن لن يصدق أنكِ نفس الفتاة"
رمقته بنظرة قاتلة و هي تزم شفتيها بينما ضحك (هشام) و هو يضغط على كفها
_"فلتخف على حياتك يا رجل ... لا أريدك أن تموت على يد زوجتي ... ماذا سأفعل أنا عندما تدخل السجن بسببك؟"
ضربت كتفه بحنق
_"ظريف جداً"
و التفتت نحو (عاصي) قائلة
_"و أنت .. توقف عن مزاحك السخيف و إلا لن يحدث لك طيب ، مفهوم؟!"
رفع كفيه باستسلام مضحك فابتسمت مرغمة قبل أن تلتفت نحو زوجها قائلة برقة

_"سأذهب لأرى إن كانت ماما (سلمى) تحتاج مساعدتي في إعداد الغداء"
و التفتت نحو (عاصي) قائلة بتهديد
_"و أنت .. إياك أن تزعجه"
ضغط على فمه يمنع نفسه من الضحك بصعوبة و هو يهز رأسه موافقاً و لم تكد تغادر الغرفة حتى أطلق العنان لضحكته و هو يلتفت نحو (هشام) قائلاً
_"زوجتك صارت مخيفة أكثر من الأول .. هل تعتقد أنك ستكون بخير معها (هشام)؟"
ابتسم و هو يرتاح بفراشه و قال بهيام
_"انها رائعة في كل الأحوال"
ابتسم بسخرية
_"ماذا كنت أتوقع منك بالضبط؟ .. بالطبع ستراها خلابة و لو كانت تبدو كساحرة شمطاء و تطير بمكنسة خشبية .. حالتك ميؤوس منها يا رجل"
ضحك بخفوت و هو يغمض عينيه في ارهاق
_"أعرف هذا"
صمت لحظات قبل أن يفتح عينيه و ينظر له سائلاً
_"هل من جديد؟"
هز رأسه مجيباً
_"لقد عرفت أنه سافر للخارج .. أشعر بقهر شديد لأنني تركته يفلت من يديّ مرغماً"
تنهد قائلاً بهدوء
_"لا تقلق .. أنا متأكد أنه سيعود من جديد"
و ابتسم متابعاً
_"و أنا سعيد لأنك لم تتهور و تصرفت بحكمة أثناء غيبوبتي .. لو كنت مكانك لتصرفت بنفس الطريقة .. أنا أيضاً غاضب لأنه أفلت بفعلته ، لكن لا بأس .. لازالت اللعبة بيننا مستمرة"
نظر إليه للحظات يحاول أن يقرأ أفكاره و قال
_"أشعر أنك تخفي الكثير (هشام) .. هل تنوي أن تطلعني على كل شيء لأكون في الصورة؟"
مط شفتيه
_"بالتأكيد (عاصي) ... لا تقلق .. سأخبرك كل شيء في الوقت المناسب .. لدينا الوقت لترتيب أوراقنا .. لقد صرت متأكداً أن (عماد اليزيدي) لا يشكل خطراً علينا بطريقة ما بعكس شقيقه ، لكن سفر ذلك الوغد هذه الأيام لصالحنا .. كنت أخشى أن يحاول الانتقام بطريقة أخرى و أنا في هذه الحالة من الضعف"
هتف بضيق
_"و أين ذهبت أنا يا (هشام)؟ .. ألا تثق فيّ؟"
ابتسم قائلاً
_"بالطبع أثق بك (عاصي) .. و تصرفك بحكمة أكد لي أن ثقتي بك في محلها تماماً"
و شردت عيناه بحزن
_"كما كانت ثقة أبي بك من قبل"
أطرق (عاصي) بحزن ليتابع (هشام) مبتسماً بأسف
_"لقد عارضت قرار أبي وقتها من أجل (رهف) نفسها و ليس لأنني لم أكن أثق بك .. عندما وجدت نفسي في مكانه و أوشكت على الموت أدركت وقتها لماذا أخذ هذا القرار .. ليس كأنه لم يكن يثق بي لأعتني بشقيقتي الصغيرة و لكن لأنه أدرك أنها ستحتاج إليك أكثر في الفترة القادمة من حياتها ... أشعر أن أبي بطريقة أو أخرى كان يتمنى أن تتزوج من (رهف) و كانت فرصته الأخيرة ليتأكد من تحقيق أمنيته فطلب منك أن تتزوجها و كان يعرف أنك لن تستطيع أن ترفض له طلبه الأخير"
رفع (عاصي) عينيه المليئتين بالحزن و التساؤل ليتابع (هشام)
_"تلك اللحظة التي أغمضت فيها عينيّ معتقداً أنني لن أنجو أبداً كنت مطمئناً أنك ستكون معها ... و ستكون دوماً .. و أعرف أنك كنت ستقوم بواجبك في كل الأحوال نحو أمي و نحوها حتى و لو لم تكن زوجتك ، لكنّني كنت ممتناً حقاً لقرار أبي"
صمت (عاصي) محاولاً التحكم في مشاعره ليقول بعد لحظات في حنق بخفي خلفه تأثره
_"حقاً؟! .. و لهذا كنت تحاول إقناعي بطلاقها في آخر مرة تحدثنا فيها؟"
هز رأسه مجيباً
_"كان هذا لأجعلك تتوقف عن الدوران في تلك المتاهة الغبية التي حبست نفسك بها و تحسم قرارك المتردد بشأن علاقتكما .. في النهاية هذه حياة شقيقتي الصغيرة و يجب أن أتأكد من سعادتها"
هتف و قد اشتعلت غيرته مجدداً
_"آه بالتأكيد .. لماذا لا تقول أيضاً أنك فكرت في طلاقها لتزوجها من ذلك الأحمق المتملق الذي يحاول سرقتها مني"
قطب قائلاَ
_"أحمق متملق؟"
هتف به في حنق و غيرة
_"لا تدعي الجهل (هشام) .. ذلك الأجنبي اللزج الذي يعتقد نفسه جذاباً .. ابن خال (وتين هاشمي)"
هتف بدهشة
_"آه .. تقصد (كِنان)؟"
_"هه .. أرأيت؟ .. أنت تعرفه .. لقد كنت محقاً"
تنهد بيأس
_"بالله عليك (عاصي) .. لا أفهم ماذا تريد .. ما علاقة (كِنان) بزواجك أنت و (رهف)؟"
هتف بحدة
_"لا تنكر أنه تقدم لخطبتها (هشام) .. لقد أخبرتني زوجتك بهذا و قالت أنك تبدو متحمساً للأمر"
ارتفع حاجباه و هو يقول
_"(راندا) قالت هذا؟"
عاد يهتف بعصبية
_"بالطبع .. قالت هذا و أكدت لي أن .."
توقف فجأة عن الكلام و هو يرى النظرة المتسلية بعينيّ (هشام) فضيق عينيه للحظات مفكراً ليقول بعدها
_"لحظة واحدة .. هل كانت تخدعني؟"
ضحك (هشام) ليكز (عاصي) على أسنانه و يهتف
_"تلك الـ .."
رمقه (هشام) بتحذير ليقطع كلمته و يقول
_"عفواً .. زوجتك المحترمة تلك .. كانت تتسلى على حسابي .. انتظر فقط حتى أراها و .."
أتاه صوتها يقول ببرود
_"ماذا ستفعل عندما تراها سيد (عاصي)؟"
التفت لها بحدة و رماها بنظرة نارية قابلتها رافعة أحد حاجبيها في تحدي بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة مستفزة جعلته يهتف
_"صدقيني لن تحبي أبداً أن تعرفي"
هزت كتفيها و تحركت للداخل و هي تحمل صينية الطعام و تقترب من (هشام) بينما يهتف (عاصي)
_"ماذا كان هذا الذي قلتِه بشأن زواج (رهف) من ذلك الأجنبي الوقح؟"
وضعت الصينية بالقرب من الفراش و التفتت له مبتسمة باستفزاز و قالت
_"كان على أحدهم أن يحرك الماء الراكد عزيزي و يجلعك تستفيق من حالة الغباء التي كنت غارقاً فيها"
هتف باستفزاز مماثل
_"أنتِ آخر من يحق له الحديث عن غباء الآخرين صراحةً"
هزت كتفيها و لم يبد أنه نجح في استفزازها بينما تقول بهدوء
_"أعرف هذا .. لكن كما أرى فأعتقد أن خطتي نجحت تماماً"
و التفتت لـ(هشام) الذي كان ينقل بصره بينهما و هو يبتسم في صمت و سألته
_"هل تحدثتما في هذا مع (رهف)؟ ... ألهذا كانت غاضبة عندما رأيتها للتو؟"
شحب وجهاهما و قال (هشام) بخفوت
_"(رهف)؟"
أومأت و هي تكمل
_"لقد كانت في طريقها إليك .. أخبرتني أنها تريد أن تجلس معك قليلاً و لقد رأيتها تغادر للتو و أنا في طريقي لهنا ... ناديت عليها لكن يبدو أنها لم تسمعني فقد كانت شاردة و ملامحها كانت متغيرة بطريقة غريبة و اتجهت لغرفتها مباشرة"
تبادلا نظرة قلقة لتقول و هي تنقل بصرها بينهما بقلق
_"هل حدث شيءٌ ما؟"
لم ينتظر (عاصي) لحظة واحدة و هو يندفع مغادراً الغرفة ليرتفع حاجباها في دهشة و التفتت نحو (هشام) الذي تنهد بضيق فقالت
_"ما الأمر (هشام)؟ ... هل كل شيء بخير؟"
هز رأسه متنهداً من جديد و أجابها
_"لا تقلقي حبيبتي ... إنه أمر بينهما و أعتقد أنه حان الوقت ليحسماه"
تأملته للحظات في تدقيق قبل أن تتنهد و تقول
_"عليك أن تتوقف عن عادتك هذه"
نظر لها بتساؤل لتقول و هي تزم شفتيها
_"توقف عن الاحتفاظ بكل شيء لنفسك ... أحياناً لا يكون هذا شيئاً جيداً .. و أعتقد أن ما مررنا به بسبب سوء الفهم الناتج عن اخفاء الحقائق يؤكد هذا"
ابتسم و هو ينظر لها و حاول الاعتدال في فراشه لتسرع نحوه و ساعدته و قالت و هي تعدل من وضع الوسادة خلف ظهره
_"هكذا أفضل؟! .. أنت مرتاح؟"
أومأ برأسه و هو ينظر لها بحب ، فاحمر وجهها و قالت بارتباك و هي تنهض من مكانها بجانبه
_"انظر ماذا طهوت لك .. أ .. أعني بمساعدة ماما (سلمى) بالطبع .. أنا متأكدة من أنك قد سأمت طعام المشفى ، فهو صراحةً يزيد المرض"
ابتسم بحب و هو يتأملها و قال مقاطعاً و هو يمسك بيدها و يشدها لتعود مكانها
_"لا تهربي مجدداً حبيبتي .. ألم تملي من هربك طيلة الأيام السابقة؟!"
خفضت ناظريها بارتباك و هي تتحاشى ملاقاة عينيه و تمتمت
_"أنا لم أهرب .. أنا فقط أردت أن .."
_"أنتِ ماذا؟ .. أردتِ أن تتهربي من الحديث معي .. لازال هناك حديثٌ طويل بيننا لم نستكمله ذلك اليوم"
ابتلعت لعابها بصعوبة و احمر وجهها بشدة و شعرت بقلبها يتسارع بجنون بينما تتذكر تلك اللحظات التي اعترفت له بكل مشاعرها دون أن تدري أنه كان يستمع لها و دوامة المشاعر التي غمرتهما معاً و كادت تنسيهما العالم كله قبل أن يقاطعهما دخول (رهف) المفاجيء لتستفيق هي من حالتها ، ابتسم و هو يبسط كفها و يحرك سبابته فوق راحتها و قال باهتمام
_"منذ ذلك اليوم و أنتِ تتهربين من إكمال حديثنا .. لم أتوقع أن تجبني بعد ان وصلنا لهذه النقطة"
قالت بخفوت
_"أنا لا أجبن و .. أنا لست أتهرب .. أنا فقط .."
صمتت في حيرة فقال يستحثها و هو لازال يحرك اصبعه فوق راحتها قبل أن يلامس بأصابعه نبضها المتسارع
_"ماذا؟ .. خائفة؟"
هزت رأسها و رفعت عينيها تنظر في عينيه و همست و عيناها تدمعان
_"أنا خجلة .. لا أستطيع أن استجمع شجاعتي .. لازلتِ أشعر بالخجل منك (هشام) بسبب كل ما فعلته معك .. لقد كنت سيئة و لا أعتقد أن مجرد اعتذار سيعوضك عن كل اساءاتي لك .. لازلت لا أصدق أنك سامحتني بعد كل هذا "
ضم كفها بقوة و هو يقول برفق
_"حسناً سأكذب لو قلت أنني لم أغضب منكِ كثيراً خصوصاً بعد شجارنا الأخير و الكلام الذي قلتِه .. و سأكذب لو قلت أنني لم أكن أنوي أن أعاقبكِ قليلاً ، لكنني فشلت للأسف"
زمت شفتيها و هي تضرب كتفه بحنق
_"لقد أوقفت قلبي بفعلتك أيها المُدعي ... هل تعرف كيف شعرت عندما اعتقدت أنك قد نسيتني فعلاً؟"
رفع كفها إلى شفتيه و قبلها بحب و هو يقول
_"أعرف حبيبتي .. أنتِ روحي (راندا) .. كيف لا أشعر بكِ و أنتِ جزءٌ مني؟ .. أنا أحبكِ (راندا) و أكدت لكِ هذا بكل الطرق"
أطرقت بخجل فقال و هو يقربها إليه قليلاً مستمتعاً بارتباكها
_"ماذا؟ ..هل قلتِ شيئاً و لم أسمعه؟! .. ألا يوجد أي رد؟ .. و لا كلمة؟ .. هناك الكثير و الكثير الذي انتظرت لأسمعه منكِ و لازلتِ تبخلين عليّ حبيبتي؟"
رفعت عينيها إليه و قالت باعتراض

_"(هشام) .. أنا .. أنت .. ألم تقل أنك سمعت ما أخبرتك به؟"
شدها نحو صدره و نظر في عمق عينيها و قال

_"هذه المرة لا تحتسب .. من حقي أن أسمعها منكِ مباشرة و إلا فسأعتبر أنني كنت محقاً بشأنكِ و أنكِ جبانة بالفعل"
هتفت بحنق

_"ماذا قلت؟"
قال بتحدي

_"أجل .. جبانة .. و لازلتِ تخشين الاعتراف و كنتِ تكذبين عندما قلتِ أنكِ ورثتِ عناد جدتكِ"
ضربت كتفه بحنق و هي تقول
_"أنا لست جبانة"
تأوه بتمثيل لتعتذر بسرعة و هي تتحسس كتفه بخوف فابتسم متابعاً بمشاكسة
_"أذكر واحدة أخبرتني قبلاً أنها وعدت جدتها أنها عندما تجد الرجل الذي تحبه فإنها ستحارب لأجله حتى النهاية و لو حاربته هو شخصياً"
احمر وجهها أكثر ليتنهد بأسف مصطنع
_"يبدو أنها كانت تبالغ فحتى كلمة أحبك لا تستطيع أن تنطق بها و لا أن .."
قاطعته و هي تمد كفيها فجأة و قبضت على ياقة قميصه و شدته نحوها بقوة قاطعةً جملته و هي تطبع على شفتيه قبلة حملّتها كل ما بقلبها من مشاعر له وحده ، لتبتعد بعدها بلحظات و تنظر في عينيه هامسة بتهدج
_"أحبك"
لمعت عيناه و هو ينظر لها بقلبٍ يخفق بجنون و لم يستطع النطق للحظات ضحك بعدها بخفوت و هو يهمس بحشرجة عاطفية
_"مجنونة"
ابتسمت و قد لمعت عيناها بالدموع و اقتربت منه أكثر لتهمس من جديد
_"أحبك (هشام) ... أحبك كما لم أفعل في حياتي"
رفع كفيه يحتضن وجهها لتتابع بصوتٍ أكثر همساً و تهدجاً
_"بل أنا لا أذكر أنني قد أحببت في حياتي قبلك .. لقد تمكن حبك من قلبي حتى لم يترك مكاناً لأي ذكرى مشاعر قد توهمتها يوماً .. أنا أبداً .. أبداً لم أشعر بهذا الذي أشعره و أعيشه معك (هشام) .. أنا .."
تقطع صوتها فلم تستطع المتابعة و سالت دمعتان على خديها ، فمال ليمسحهما بشفتيه قبل أن يضمها إليه بقوة غير آبهٍ لألم صدره المصاب ، فلم يكن يساوي شيئاً أمام السعادة التي تغلغلت إلى قلبه رغم أنه قد سمع اعترافها من قبل و كان على ثقة بمشاعرها منذ البداية ، لكنّ سماعها من شفتيها و بهذه الطريقة يجعله لا يكاد يتمالك نفسه من السعادة سمعها تشهق باكية و هي تتمسك به هاتفة
_"أنا أحبك (هشام) ... أحبك .. سامحني أرجوك حبيبي .. سامحني لأنني كنت سيئة معك"
أبعدها برفق و نظر لوجهها الباكي في حب شديد و احتضنه بكفيه قائلاً
_"يكفيني هذه الكلمات حبيبتي لأنسى كل ما سبق .. يكفيني أخيراً أنكِ هنا و أتيتِ إليّ بارداتكِ و استمعتِ لقلبكِ حبيبتي ... يكفيني هذا لأكون أسعد رجل في هذا العالم .. لا تعرفين كم اشتقت لسماع هذه الكلمات من بين شفتيكِ"
سالت دموعها أكثر و هي تنظر له و كل مشاعرها تجسدت بعينيها لتندفع بعدها و تحتضنه قائلة
_"أنا أحبك .. أحبك .. أحبك و سأظل أقولها حتى آخر العمر .. أحبك و لا توجد امرأة أسعد مني الآن .. أنا سعيدة لأنك حاربت من أجلي (هشام) .. حاربت غباءي و عنادي و تطرفي في معاملتك و لأنك تمسكت بي رغم كل ما فعلت حتى جعلتني أستيقظ مما أنا فيه و أدرك كم أنا محظوظة لأنني قابلتك .. محظوظة لأنك أحببتني و لأنك معي الآن .. كنت أريد معجزة وحيدة حبيبي .. معجزة وحيدة تعيدك إليّ فحصلت على اثنين"
ابتعدت لتنظر له بحب من بين دموعها و تناولت كفه و وضعتها على بطنها هامسة بعاطفة
_"معجزتي الأولى .. طفلنا .. ثمرة الحب التي منحتني إياها .. الخيط الذي كان سيربط بيننا للأبد حتى و لو اخترت الابتعاد عني"
لمعت عيناه بمشاعره و لامس بطنها في حنان شديد بينما تابعت و هي تمسح على خده بنعومة و تنظر له نفس النظرة التي كان يضبطها تنظرها إليه منذ أفاق من غيبوبته .. نظرة تخبره أنها لا تكاد تصدق أنه عاد إليها حقاً
_"و المعجزة الثانية كانت عودتك إليّ بخير .. لم أشعر أنني عدت للحياة إلا عندما فتحت عينيك .. عدت لأتنفس من جديد .. و لو أنك اخترت فراقي كان سيكفيني وقتها أنني أعرف أنك معي في هذه الدنيا و تتنفس"
لم ينطق بحرف للحظات و استمر يرتوي من نظراتها الغامرة بمشاعرها ليضمها بعد ذلك إلى صدره و يتراجع ليستلقي فوق فراشه و هو يهمس متنهداً بحرارة
_"لو تعرفين كم أحبكِ (راندا) و كم اشتقت و حلمت بسماعي لكلماتكِ هذه .. كأنني الآن في حلم"
همست برقة
_"ليس حلماً (هشام) ... آسفة لأنك انتظرت طويلاً"
و رفعت رأسها تنظر له بعينين لامعتين و ابتسمت
_"هذا خطأك أنت لأنك أحببت حمقاء مجنونة مثلي"
ضحك و هو يضمها إليه
_"و ما ذنبي إن كانت هذه المجنونة تمتلك عينين ساحرتين أوقعتاني في غرامها فوراً"
ابتسمت و عيناها تلمعان في حنين
_"الذنب ذنبك أنت بالمناسبة .. من قال لك أنني المذنبة هنا؟ .. أحدهم سرق راحتي و قلب عالمي كله في لحظة و يلومني الآن .. ما كان ذنبي في كل هذا؟"
ضحك لتتسع ابتسامتها و رفعت رأسها قليلاً تتطلع إليه بهيام و كفاها الملامستان لصدره كانتا تستشعران نبضات قلبه السريعة .. ران الصمت عليهما للحظات كانت عيناهما تتبادل رسائل الحب الصامتة لتقول هي بعد قليل
_"كنت مجنوناً بالمناسبة .. ما رد الفعل الذي كنت تتوقعه مني لحظتها و أنت تقتحم عالمي فجأة و تجبرني على الرقص معك و تهددني أنني سأكون لك بينما لم تمر دقائق على رؤيتك لي .. بحق الله .. هل كنت تتوقع أن ارتمي بين ذراعيك وقتها و أخبرك أنني أحبك و سأكون لك كما تريد؟"
و زفرت بتذمر طفولي
_"أووف يا رجل .. لقد جعلت الدم يحترق في عروقي كما لم يحدث من قبل .. حتى إنك أوشكت ليلتها أن .. "
عضت على شفتيها و احمر وجهها و هي تتذكر كيف كاد يقبلها و هي كانت ضائعة تماماً في سحر اللحظة أو في سحره هو ربما ، لولا أن قاطعهما (عاصي) .. يا إلهي .. هي أيضاً كانت مجنونة و تصرفت على غير طبيعتها .. ضحك و هو ينظر لتعابيرها و شرد قليلاً ليقول
_"كنت مجنوناً أعترف بهذا .. لا أعرف .. كانت أول مرة في حياتي أتصرف بهذه الطريقة ... لم أقترب من فتاة قبلاً أو أتصرف مع احداهن بالجنون الذي تصرفت به معكِ .. لا أعرف ماذا دهاني لحظتها .. قبل أن أراكِ كانت كل النساء في عينيّ سواء .. لم أحب من قبل .. لكن لحظة التقت عينانا عرفت أنني وجدت نصفي الضائع .. لم أتخيل أن أترككِ تضيعين مني بعد أن وجدتكِ .. و رؤيتكِ مع (زياد) كسرت حاجز تحكمي في نفسي و وجدتني أتصرف بتلك الطريقة .. لقد خالفت حتى كل الحدود التي تربيت عليها و التي وضعتها لنفسي .. و في كل مرة كنا نلتقي كنتِ تستفزين ذلك المجنون داخلي ليشعل جنونكِ أكثر"
و تنهد بأسف
_"أعتقد أن بدايتنا كانت خاطئة و الذنب ذنبي كما قلتِ"
مطت شفتيها و هي تنظر له بخجل
_"حبيبي لم أقصد ما .."
هز رأسه مقاطعاً بتفهم

_"لا حبيبتي .. كلانا أخطأ بصورة أو أخرى .. قد يكون خطأي بالكُلية .. ربما لو كنت تصرفت بطريقة مختلفة و لم أستفز جانبكِ المجنون و العنيد و لم أتحداكِ ربما كان طريقنا صار باتجاه أفضل"
مالت نحوه هامسة بحب و شغف
_"من قال لك أنني كنت سأفضل ذلك الاتجاه الآخر سيد (هشام رضوان) .. أنا أحببت ذلك المغرور الوقح الذي يظن نفسه الرجل الوحيد على هذه الأرض .. ذلك المستفز الذي كان يشعل الدم في عروقي و بنظرة واحدة كان يزلزل أعماقي ... ذلك المجنون الذي أوقعني في حبه و حارب حتى كسر عنادي و حصل على قلبي خالصاً"
و لمعت عيناها و هي تبتسم
_"بالطبع أحب ذلك الجانب الآخر منك .. ذلك الجاد المتزن العقلاني .. بالأحرى أنا أعشق كل جوانبك (هشام) .. غرورك و ثقتك .. جديتك و اتزانك .. حنانك و احتواءك و اهتمامك بعائلتك و أصدقاءك و حتى مع الغريبين عنك .. آه .. و ذلك الجانب المخيف منك .. شديد الصرامة .. عندما تغضب .. لكنني أحبه أيضاً ، رغم أنه كان يخيفني قليلاً"
قالت آخر جملتها و هي تحرك جسدها بقشعريرة تمثيلية جعلته يضحك و قال و هو يمسح فوق ظهرها
_"هل أكون مخيفاً لهذه الدرجة؟"
أومأت دون أن ترفع رأسها ليبتسم قائلاً بخبث
_"من الجيد أنني لم أكن أخيفكِ في صغركِ؟"
رفعت رأسها تنظر له بعينين متسعتين لتجده يبتسم و عيناه تلمعان بعبث فهمست بذهول
_"هل كنت تعرف؟ .. هل أخبرك جدي؟"
قال ببساطة
_"ماذا؟ ... أننا كنا نعرف بعضنا قديماً؟ .. بالتأكيد .. لكن لا .. جدكِ لم يخبرني .. ربما لم أتذكر لبعض الوقت .. لقد مرت سنوات كثيرة جداً و كنت صغيراً .. بعد مرور وقت كبير على انتقالنا أصبح ذلك من ذكريات طفولتي .. كنت أملك في ذكرياتي شبحاً لطفلة صغيرة لجيراننا القُدامى كانت دوماً تتعلق بي .. لم أستطع تذكرها جيداً مع الوقت ، لكن طيفها كان في ذاكرتي"
و نظر لها بحب مكملاً
_"كانت ذكراها تسعدني رغم أنني لم أكن أستطيع تذكرها جيداً"
لمعت عيناها بحب ليمسح فوق شعرها متابعاً
_"ربما لهذا السبب قلبي عرفكِ ما أن رأيتكِ من جديد .. شعرت لحظتها فعلاً أننا التقينا من قبل و أنني أعرفكِ منذ وقتٍ طويل جداً .. كان شعوري غريباً وقتها فلم أكن أؤمن أبداً بالحب من أول نظرة ... لكنني أدركت سببه بعد ذلك عندما تذكرت .. كما أن رؤيتي لـ(رفيف) أثار حيرتي أكثر و حرك ذكرياتي مجدداً .. هل تعرفين أنها تشبهكِ كثيراً؟"
ابتسمت و هي تستمع إليه
_"تأكدت من حديث أمي أن جيراننا القدامى كانت عائلتكِ بالفعل و أن تلك الصغيرة كانت أنتِ؟"
احمر وجهها و تمتمت بارتباك
_"إذن هل تتذكر أي شيء من طفولتنا؟"
نظر لها بعبث قبل أن يضحك قائلاً

_"أتعنين اعترافكِ بحبي و أنكِ ستتزوجينني عندما تكبرين ، أو شيئاً من هذا القبيل؟ .. نعم تذكرت"
هتفت و هي تخفي وجهها في صدره
_"يا إلهي .. لماذا تذكرت هذا الشيء المحرج؟ .. لقد كدت أموت حرجاً عندما أخبرني جدي بما فعلته؟"
ضحك من جديد و هو يضمها برقة
_"لقد تذكرت عندما رأيت صور عيد ميلادي ذاك .. كانت أمي تحتفظ بها و وجدتها بالصدفة"
رفعت رأسها تنظر له بتوجس ليغمز بعينه
_"أحببت صوركِ كثيراً .. خصوصاً تلك التي كنت تقبلينني فيها"
_"توقف .. هذا محرج .. لقد كنت طفلة"
ضحك و هو يقول
_"أجل .. كنتِ طفلة .. لماذا تخجلين من هذا إذن؟ ... لكنكِ كنتِ طفلة لذيذة جداً حبيبتي"
نظرت له بخجل ليقترب طابعاً قبلة فوق خدها
_"من الواضح أنكِ سرقتِ قلبي منذ طفولتكِ أيتها الساحرة .. و تلومينني أن وقعت في حبكِ من جديد عندما التقينا .. لقيانا كان قدراً حبيبتي و لم يكن لأحدنا مهربٌ منه"
أحاطت عنقه بذراعيه هامسة بحب
_"أجمل قدر"
داعب خصلة من شعرها و هو يمازحها
_"أحقاً؟ ... ألا تريدين أن تراجعي نفسكِ قبل أن تتورطي أكثر؟"
هزت رأسها و هي تهمس بدلال بينما تقترب منه أكثر
_"لا .. لقد تورطت و انتهى الأمر حبيبي .. هل تريد أنت أن تراجع نفسك؟"
هز رأسه نفياً لتلمع عيناها بمشاكسة و هي تهمس
_"كأنني كنت سأسمح لك"
_"ما هذا الاستبداد؟"
ضحكت قائلة
_"هكذا ... لقد تورطت معي للأسف و لا مهرب لك مني حبيبي"
تنهد باستسلام زائف
_"ما باليد حيلة إذن"
منحته أجمل ابتساماتها و هي توميء برأسها ليبتسم في حب
_"أنتِ أجمل ورطة حبيبتي"
اقتربت منه هامسة
_"و أنت أجمل أقداري حبيبي"
أسند جبينه لجبينها متنفساً بعمق و ابتسمت و هي تهمس
_"أحبك (هشام) .. أحبك"
_"و أنا أحبكِ مولاتي و سأظل أحبكِ لآخر العمر"
همست برجاء لمرة أخيرة
_"هل سامحتني حقاً؟"
فتح عينيه ينظر لها مبتسماً

_"سامحتكِ حبيبتي"
عادت تهمس
_"من قلبك حبيبي؟ .. أليس بقلبك ذرة واحدة من .."
تذمر بافتعال و هو يحتضن وجهها بكفيه و يشدها نحوه مقاطعاً
_"أوف .. لماذا تتحدثين كثيراً؟"
ذكرها بكلماتها له في تلك الليلة التي أتمما فيها زواجهما فضحكت و هي تقول
_"(هشام) .. أنت .."
قاطعها و هو يهمس أمام شفتيها بحب
_"اصمتي قليلاً و أحبيني"
و كان عليها أن تصمت لحظتها و تترك المجال لسحر مشاعرهما أن يأخذهما بعيداً عن هذا العالم .. إلى حيث الحياة و الحب .. حيث سيكونان معاً و للأبد ..
*****************
تمت بحمد الله

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 02:20 AM   #1726

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد على الجميع
يا رب إن شاء الله تكونوا بألف خير و سلام
معلش مسلمتش عليكم قبل ما أنزل الخاتمة .. خفت النت يفصل قبل ما أنزلها و أجلت الردود الباقية لحد ما أطمئن إنها نزلت بسلام
أخيييراً بعد ما عذبتكم كتير معايا نزلت خاتمة الرواية ... يا رب تعجبكم و تستمتعوا بها
و زي ما انتوا شايفين الخاتمة طويييلة .. يمكن تعتبر فصل لوحدها
رغم إني حزينة إني خلاص ختمتها ، لكن في نفس الوقت سعيدة إنها تمت بسلام ... عارفة إني كنت رخمة كتير و تعبتكم معايا كتير و كنت بتأخر و مواعيدي رغم كل محاولاتي كانت بتتلخبط فمعلش لو كنت زعلت أي حد منكم بسبب لخبطة المواعيد و تاخري في تنزيل الفصول
شكراً لكم حقيقي على دعمكم المستمر رغم كل شيء .. لولاكم مكنتش قدرت أكملها للنهاية و لا أكتبها بالصورة دي
شكراً لكم كتييير و يا رب ربنا يقدرني و أقدم لكم الأفضل دايماً و تستمتعوا معي بالجزء القادم
أرق تحياتي

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 03:48 AM   #1727

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,016
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

اشكر ككثيرا على هذه الرواية الاكثر من رائعة
الخاتمة جميلة رغم حزني لنهاية الرواية
اتمنى لكي التوفيق في الجزء الثاني منها وكوني متأكدة بأني
سأنتظره على احر من الجمر بإذن لها
ودمت دائما مبدعة يا حبيبتي💖💖💖💖💖💖💖


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 08:06 AM   #1728

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبرووك انتهاء الرواية على خير ورغم اني زعلانة على انتهاءها الا اني متشوقة للجزء الثاني..

حبيت صراحة راندا وهاشم ولقاء سالم ورواء.. وبكيت على وداع وتين وزياد... لكن بصراحة كنت حابة يكون هناك مشهد لعاصي ورهف... يكون غضبها وجرحها واضح وتكون النهاية بطلبها للطلاق...

شكرا كثير على الرواية اللي استمتعت بيها كثير، واكيد ما رح أنسى ابدا فرحتي لما لقيتها صدفة بالمنتدى بعد ما فكرت اني ما رح ألقى باقي الفصول بالاخص بعد ما تركت الفيس.. شكرا كثير مرة ثانية ومستنية الجزء الثاني.


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 09:42 AM   #1729

hanaa85

? العضوٌ??? » 55639
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,649
?  نُقآطِيْ » hanaa85 is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hanaa85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 09:43 AM   #1730

دلال الدلال

? العضوٌ??? » 199871
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,028
?  نُقآطِيْ » دلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

دلال الدلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.