آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-16, 11:03 PM   #331

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع عشر

تابعت (راندا) زوجة عمها بحنق و تنفست بقوة و هى تقسم ألا تجعلها تهنأ هى و ابنة أختها أبداً ، قبل أن تنظر إلى (وتين) التى وقفت ساهمة بعد كلمات (رجاء) فاقتربت منها بسرعة لتحتضنها بقوة من الخلف و هى تضحك قائلة
_"أنا سعيدة .. سعيدة جدا (تينا)"
التفتت لها بدهشة و هى تهتف ضاحكة
_"ماذا حدث يا مجنونة؟"
أكملت و هى تشدد من ضغط ذراعيها حولها هاتفة
_"هل تسألين ماذا حدث؟ ... أخيراً خرجتِ من القمقم و وقفتِ أمام تلك المشعوذة ... كنتِ مذهلة"
و ابتعدت لتقف أمامها قائلة فى حماس
_"رغم أنني غاضبة منكِ لأنكِ مُصِرة على ألا تخبرينني أى شئ ، لكن أنا سعيدة جدا جدا بهذا التغيير ... هل رأيتي كيف كانت مصدومة تلك الحرباء؟!"
هزت (وتين) رأسها يأسا و هى تقول
_"لا فائدة في لسانك الطويل هذا (راندا) ... مستحيل أن يتغير"
ضحكت مجيبة
_"أنا لا أشتمها حبيبتي ، أنا أصفها بحقيقتها ... أنتِ فقط مثالية زيادة عن اللزوم (تينا)"
و اقتربت لتضع ذراعها حول كتفيها قائلة بحماس
_"هاه ، أخبريني قبل أن يستدعينا جدى ساخطاً لأننا تأخرنا عن موعد الفطور .... ما هى خططك لليوم؟"
و ألقت نظرة على ثيابها متابعة بغمزة من عينها
_"خصوصا و أنا أراكِ متأنقة كثيرا هذا الصباح"
اغتمت عيناها و هي تتذكر إستعدادها للقاء (زياد) و الذى ذهب أدراج الرياح بفضل أمه و ابنة أختها لتهز رأسها تنفض اليأس عنها و تجيب (راندا) بإبتسامة
_"تحدثت مع (لينا) و أخبرتها أنني سأعود للعمل اليوم"
حدقت فيها بعينين متسعتين قبل أن تقفز مصفقة فى حماس
_"حقا؟"
و احتضنتها بقوة و هى مازالت تقفز هاتفة
_"أخيراً (تينا) .. أخيراً"
ضحكت (وتين) على جنونها و ربتت على ظهرها قائلة
_"توقفى أيتها المجنونة ... لو عرفت أنكِ ستصابين بالجنون لما أخبرتك بالأمر"
توقفت عن قفزها و ابتعدت هاتفة
_"هذا أجمل خبر تلقيته هذا الصباح ... هذا طبعا بعد أن رأيتكِ تفحمين (رجاء) هانم"
و ابتسمت بسعادة مكملة
_"أنا سعيدة أنكِ اتخذتي القرار أخيرا (تينا) ... لابد أن أطفال الروضة قد اشتاقوا كثيراً لأنغامك العذبة"
ضحكت (وتين) قائلة
_"هذا ما كانت (لينا) تقوله فى كل مرة تكلمني لتطلب مني العودة"
ثم صمتت لحظة لتقول بهدوء حزين
_"يبدو أنني كنت مغرقة فى همي الخاص و تناسيت بأنانية كل من يحبونني و يحتاجون لي"
ابتسمت (راندا) بحب و هزت رأسها و هى تقول
_"لا تقولي هذا حبيبتي ... أنتِ دائماً كنتِ موجودة من أجلنا جميعا ، لا داعي لهذا اليأس ... أنتِ أخيرا ستعودين لعملك الذي تحبين و إلى ملائكتك الصغار كما كنتِ تدعينهم"
عادت لتحيط كتفها و هى توجهها لتخطوا معا لتلحقا بالعائلة المجتمعة لتناول الفطور و هى تكمل
_"لكن أنا سيكون لي السبق طبعاً فى سماع أنغامك من جديد و قبل أي شخص آخر ، اتفقنا؟"
ضحكت (وتين) و هى تقول
_"عليك أن تحذري إذن فقد مرت فترة طويلة لم أعزف فيها و لا أريد أن تكوني أول ضحاياي"
بادلتها ضحكها قائلة
_"لا تقلقي ... أنا مستعدة للتضحية ... أليس هذا أفضل من أن تؤذي ملائكتك الصغار بعزفك الأول .. ثم إننـ "
توقفت كلماتها عندما ارتفعت نغمة الرسائل فى هاتفها تعلن عن وصول رسالة فالتقطته قبل أن تتوقف خطواتها عندما وقع ناظريها على إسم المرسل ... نظرت (وتين) لها بدهشة و هى ترى حاجبيها ينعقدان ، بينما (راندا) فتحت الرسالة التي أرسلها (سامر) أخيرا بعد أيام من سفره للخارج ... رسالة مختصرة .. فقط أربع كلمات لا أكثر
"سأعود غداً ... اشتقت لكِ"
رسالته أعادتها لدوامة الحيرة التى أغرقتها الأيام السابقة ... نظرت للكلمات أمامها ... ما هذا الخواء الغريب الذى تشعر به ؟ ... أهذا لأنها أقنعت نفسها أن قصتهما وصلت خاتمتها بعد إعتراض عائلتها أم ... أم لأنها ما عادت هى نفسها؟ ... لماذا لا تشعر بذات اللهفة القديمة للقائه؟ ... ألأن البعيد عن العين بعيد عن القلب كما يقولون؟ ... هزت رأسها بقوة ... هذا ليس صحيحا ...ربما فقط لأنها مُتخوفة من لقائه و إخباره أن عليهما أن يُنهيا كل ما بينهما ... لا تعرف ... تنهدت بحيرة أثارت قلق (وتين) لتقول بتساؤل
_"ما الأمر (راندا)؟"
انتزعها سؤالها من أفكارها لتلتفت نحوها بعينين حملتا حيرتها لتقول (وتين) بحذر
_"ممن كانت الرسالة؟"
قالت بهمس
_"(سامر) ... يقول أنه سيعود غداً من سفره"
تأملتها فى صمت للحظات قبل أن تقول
_"و ماذا تنوين أن تفعلي؟"
تنفست بعمق قبل أن تقول بصوت حائر
_"لا أعرف (وتين) ... أنا حائرة جدا و لا أعرف ماذا أصابني هذه الأيام"
سألتها بتوجس
_"(راندا) لا تقولي أنكِ مازلتي تفكرين في أن تستمري فى علاقتكِ به"
هزت رأسها بقوة
_"لا (وتين) ... يبدو أن الأمر مستحيل و ليس كما كنت أتخيل ... أنا فقط أفكر كيف سأخبره أن علاقتنا لا يمكن أن تستمر ... لا أعرف ماذا سيكون رد فعله؟"
ربتت على كتفها قائلة
_"قرار جيد حبيبتي ... الأمر الآن سيكون في يده هو ... إن كان صادقاً بالفعل فى مشاعره نحوك فسيحارب ليثبت صدقه و سيحاول إقناع العائلة به ، رغم أنني أشك أن الماضي سيظل دوماً عائقاً كبيراً بين العائلتين ... هذا إن كان سبب العداء شيئاً يسهل التسامح فيه كما تظنين ... دعيها للأيام و سنرى"
تنفست بقوة و هى تهز رأسها و فى أعماقها كان هناك شئ يخبرها أن الأيام القادمة ستحمل لها ما لا يسرها أبدا ...

************
أدارت (رجاء) عينيها فى وجوه الجالسين على المائدة بحنق ... تنفست بقوة تحاول التحكم فى الغضب المشتعل داخلها و توقفت نظراتها النارية على زوجها الذى جلس قبالتها يتناول إفطاره بهدوء ... اللعنة لقد تركها البارحة تحترق فى نارها و رفض أن يشفى غليلها و لكنها لن تتركه اليوم ... أدرات عينيها لتقابلا عينيّ الجد الذى بدا أنه يتأملها بتدقيق أثار رجفة داخلها ... تبا ... ذلك الرجل دوما ما أشعرها أنه يستطيع قراءة أفكارها و لهذا كان دائما قادرا على إفساد كل خططها ... لكنها لن تستسلم أبداً و ما تريده فى هذا القصر هو ما سيكون ... تقسم على هذا ... انتزعها من أفكارها صوته الذى لازال رغم سنه المتقدمة حازماً قوياً يستطيع أن يثير خوفها و قلقها منه
_"ما الأمر (رجاء)؟ ... لماذا لا تأكلين؟ أهناك ما يشغلك؟"
سيطرت بقوة على مشاعرها لتقول بصوت هادئ لا ينم عن حنقها
_"لا عمي ... ما الذى سيشغلني؟"
و صمتت لحظة قبل أن تقول
_"هل هناك ما يجب أن يشغل تفكيري بالمناسبة؟"
ارتفع ركن فمه بإبتسامة ليقول بهزة رأس
_"أنتِ أعلم بنيتي"
ابتسمت له ببرود قبل أن تقول بعد لحظات صمت
_"بالمناسبة عمي ... (زياد) ذهب ليحضر ابنة شقيقتي لتقضي معنا بضعة أيام"
ضاقت عيناه و هو ينظر لها ليقول بهدوء
_"و أنتِ الآن تبلغينني بالأمر أم تأخذين موافقتي (رجاء)؟"
هزت رأسها لتقول بإستهجان و بطريقة أثارت حنق الجميع منها
_"لا عمي ... أنا أخبرك فقط ... أما عن موافقتك .."
كتمت جملتها بخبث قبل أن تقول بلهجة رسمت بها البراءة
_"لا أعتقد أنك سترفض أن تقضي حفيدة صديقك المقرب بضع أيام قليلة فى قصرك ، صحيح؟"
قطب حاجبيه بقوة و هو يبادلها النظر ... و هل يقيده عن إيقافها عند حدها إلا صداقته و وفاؤه لصديقه الراحل ... تنهد بقوة و هو يقول
_"لا بأس (رجاء) ... لكن من الأفضل لكِ فى المرة القادمة قبل أن تقرري شيئا فى هذا القصر أن ترجعي لي أولاً ، مفهوم؟!"
بادلته النظر و رسالته المبطنة تصلها كاملة دون نقصان فمطت شفتيها و هزت كتفيها دون رد لتميل (راندا) على (وتين) هامسة بحنق
_"أرأيتِ؟! ... كنت محقة فى كل ما قلته عنها ... هل رأيتِ كيف تتحدث مع جدي بوقاحة؟ ... آآآآه أتمنى لو أُطبق على رقبتها و أخلص العائلة منها"
أشارت لها (وتين) بالصمت بينما اليأس يعود ليحاول التغلغل داخلها و هى تتخيل وجود تلك الفتاة بجوار (زياد) ... تنفست بقوة ... لا لن تسمح لهما بالوقوف أمامها ... ليس الآن ... ليس بعد أن تخلصت من قيود الخوف التي تكبلها ... ليس و هي في طريقها لإستعادة حبها و حياتها القديمة .... انتبهت لنظرات جدها الحانية التي تتأملها كأنما التقط أفكارها و أدرك ببصيرته أنها قد وضعت قدميها على أول الطريق الصحيح فابتسم لها بحب ... إبتسامته جعلت دفقة خالصة من الثقة تنبع داخلها فابتسمت له بحب مماثل تخبره بإبتسامتها أنها لن تخذله ....
*******
أنهى (شاكر) طعامه و نهض عن المائدة و هو يقول محدثاً والده
_"سأستأذن أنا يا أبي لأذهب للشركة ... هناك إجتماع مهم اليوم"
و التفت محدثاً شقيقيه
_"لا تتأخرا فأنا لن أتولى كل شئ بمفردي"
ابتسما له و هما يهزان رأسيهما موافقين فبادلهما الإبتسامة التي اختفت سريعا مع نداء زوجته
_"(شاكر) ... انتظر ... أريدك فى أمر هام"
نظر لها ببرود قبل أن يقول و هو يخطو مبتعدا
_"ليس الآن (رجاء) ... سأتأخر"
ألقت بشوكتها و هى تشعر بالغضب لحديثه البارد معها أمام البقية لتنهض قائلة و هى تغادر المائدة لتلحقه
_"و أنا لن أنتظر حتى تعود و تتحجج بأنك متعب"
لم يرد عليها و هو يسرع بخطواته لتهتف فيه
_"(شاكر) ... انتظر ... لم أنتهي من كلامي بعد"
تابعتهما أعين البقية و هم يهزون رؤوسهم بأسف يودعون أيام السلام التي يبدو أنها ذهبت بلا عودة

*************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-16, 11:10 PM   #332

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استرخى (هشام) فى مقعده خلف مكتبه فى الشركة ... تنفس بقوة و هو يتراجع بظهره بينما يتحرك بكرسيه الدوار يمينا ثم يسارا ، و أغمض عينيه ليغرق فى أفكاره ، يتذكر حديثه بالأمس مع (عاصي) و المعلومات التي أخبره بها و التي حصل عليها من المحقق الخاص ... توقف عن حركته ليفتح عينيه يتأمل الملف القابع أمامه ، تأمله للحظات قبل أن يمد يده ليلتقطه و يعيد قراءته للمرة التى لم يعد يعرف عددها و هو يفكر فى تلك المعلومات الجديدة .. قلب صفحات الملف ليقع ناظريه على الصور المرفقة بها ... التقط إحدى الصور يتأملها بتدقيق ... تأمل الرجل فى الصورة بوجهه الأسمر قوي الملامح و عينيه الخضراوين اللتين يُطل منهما التحدي ... نظرات ثاقبة جلعته يشعر أنها موجهة إليه شخصياً و أنه يتحداه ... يتحداه أن يخترق عقله فيعرف سبب ذلك العداء الخفى الذى يجعله يتقصد إيذاء عائلته بهذه الطريقة ... هز الصورة فى يده و هو يتمتم
_"(عماد اليزيدى) ... من أنت حقاً؟ و ماذا تريد من عائلتي؟ .. ما الذي بينك و بين أبي ليجعلك تتسبب في خسارته و موته؟ ... هذا كله ليس مجرد منافسة عمل"
قست عيناه بشدة و هو يقول بعد لحظة
_"أتمنى ألا يكون لك يد فيما أصاب (رهف) ... صدقني ستتمنى لو أنك لم تولد أبداً"
ألقى الصورة فى الملف ليلتقط الأخرى و يتأمل الآخر الذى لا يجمعه بشقيقه سوى لون عينيه بينما تختلف ملامحه ... كما أن نظرات هذا الشخص لا تجعله يشعر بالراحة أبدا ... صحيح أنه يتمتع بذات الغرور و الثقة التى تظهر بوضوح فى وجه شقيقه لكن هناك شئ ما غريب فيه ... شئ يدفعك للحذر بقوة كأنه ... كأنه ثعبانٌ مستعد للدغك على حين غرة .. فقط دع حذرك جانباً و عندها سيباغتك بلدغة مميتة ... تنهد بقوة و هو يرفع الصورة أمام عينيه مرددا
_"(سامر اليزيدى) ... لا أشعر بالراحة أبدا ناحيتك ... لماذا أشعر أنك أكثر خطرا من شقيقك؟! ... ما الذي تخفيانه أنتما الاثنان؟"
رفع عينيه يتأمل صورة والده على المكتب قائلا بحيرة
_"ماذا يجمعك بتلك العائلة أبي؟ ... ما الذي دفع بهما ليعودا بعد كل هذه السنوات فى الخارج ليسببا لنا كل هذا الأذى؟"
لا سبب آخر يمكنه التفكير فيه لعودتهما كما يقول الملف بعد أن قضيا ما يقرب من خمسة عشر عاما فى الخارج ... لا سبب آخر سوى ما فعلاه بعد عودتهما من محاولات للنيل من والده حتى تمكنا من ذلك ... توقفت أفكاره فجأة و هو يعود ليلتقط إحدى الصور الأخرى فى الملف ... صورة قديمة لرجل يبدو فى الأربعينيات و يتذكر ما أخبره به (عاصي) و ما قرأه بنفسه فى الملف ... (عزت اليزيدي) ... والد (عماد) و (سامر) الذي قضى نحبه قبل خمسة عشر عاما و في ظروف غامضة ، رحلت بعدها عائلته للخارج بعد أن قامت والدتهما بمساعدة شريك والدهما بتصفية كل أعمال زوجها الراحل و مغادرة البلاد برفقة أبناءها .... تنهد من جديد و هو يتذكر المفاجأة التى تلقاها البارحة و (عاصي) يخبره أن (عزت) هذا يكون شقيق (أحمد اليزيدي) والد (سؤدد) ابنة عمة (راندا) التي طُلِقت منه إثر حادثة غامضة زلزلت عائلة (هاشمي) و (اليزيدي) ... لا يعرف أحد ماذا حدث بالضبط ... لكنّ المعلومات أمامه تقول أن والد (سؤدد) كان متورطاً في أعمالٍ خارجة عن القانون و أنه الآن يقضي فترة محكوميته و أن لا أحد من أبنائه قام بزيارته مرة واحدة بعدما سُجن ... المعلومات تقول أن هذا أيضا حدث قبل حوالي خمسة عشر عاما ... عاد عقله يحاول ربط المعلومات ببعضها ... والدته أيضا أخبرته أن حادثة صديق والده كانت في نفس الفترة تقريباً ... حادثة (سيلين) ... نفس الزمن!! ... عاد ينظر لصورة الرجل و هو يربط الأمور ببعضها ... هل هناك علاقة تجمع كل هؤلاء معاً؟ ... لا يمكنها أن تكون محض صدفة ... أهناك ما يربط ماضي والده مع ماضي عائلة (اليزيدي) ... شرد للحظة مفكرا .... يحتاج إلى شخص ما يعرف بماضي العائلتين ... ربما والدته تعرف شيئا و تخفيه عنهم جميعاً ... ربما عائلة (هاشمي) يعرفون بعض الحقائق التي ستجعله يحصل على الصورة الكاملة .. و عندما تجتمع قطع اللغز أمام عينيه سيعرف الحقيقة كاملة ... قاطعته طرقات رقيقة على الباب أذن لصاحبها بالدخول لتطل (سيلين) بطلتها المعتادة لتقول بمزاح خفيف لم يقلل من واجهتها الباردة شيئاً
_"صباح الخير سيد (هشام) .. هل يمكنني الدخول؟"
ضحك و هو يضع الصورة داخل الملف و يلقيه من يده بإهمال على المكتب و هو يشير إليها
_"تفضلي عزيزتي ... كيف حالك اليوم؟ .. أتمنى أن تكوني نلتِ نوماً كافياً بعد سهرتك الطويلة مع أمي؟"
ابتسمت إبتسامتها الرسمية تلك و التي تكاد تدفعه للجنون من برودها و هى تقترب لتجلس
_"كانت سهرة لطيفة (هشام) ... اشكرها من جديد نيابة عني"
قاطعها و هو يقول بلوم
_"توقفي عن كلماتك الحمقاء تلك (سيلين) ... تعرفين أن لكِ الحـ "
قطع جملته و هو يلمح نظراتها التى ضاقت بطريقة لفتت نظره و هي تنظر للملف الملقى على المكتب فقال
_"ما الأمر (سيلينا)؟ ... فيما شردتِ؟"
ارتفعا حاجبه دهشة و هو يرى نظراتها تزداد حدة و حاجباها ينعقدان بينما تمد هى يداً استطاع التقاط إرتعاشها الخفيف .. تابع يدها لتقع عيناه على الصورة التي ظهر جزء منها من الملف يظهر منها العينان فقط ... رفع ناظريه لها فى حيرة و هى تلتقط الصورة بحركة بطيئة جعلته يشعر أنه يتابع فيلم يُعرض بالحركة البطيئة ... رفعت (سيلين) الصورة أمام عينيها ليقطب (هشام) حاجبيه و هو يرى نظراتها المتسعة و شفتيها اللتين ارتجفتا قليلا بينما تتأمل الصورة قبل أن تديرها ناحيته قائلة بتردد متسائل
_"هذا الشخص؟"
نظر للصورة فى يدها بتوجس بينما يتأمل تعابيرها بدقة
_"(سامر اليزيدى) ... هل تعرفينه؟"
لم يعن الاسم لها شيئا و هى غارقة فى تأمل الصورة بينما تهز رأسها نفياً ... قالت بعد لحظات بدت له كالدهر
_"من هو؟"
إذدادت مخاوفه و أفكاره السابقة تعاوده من جديد ليقول بهدوء يخفي إنفعاله
_" تعرفين أنني استأجرت أنا و (عاصي) خدمات محقق خاص .. عرفنا من تحقيقاته أن (سامر) هذا هو و شقيق له يُدعى (عماد) هما السبب في الخسارة التي مُنيت بها الشركة مما يعني أن لهما يد بطريقة مباشرة فى موت أبي .. هذا الملف فيه بعض المعلومات التي وصل لها المحقق"
من تعابيرها بدا أن اسم (عماد) أيضا لم يشكل لها أى معنى ... لكن كلماته جعلت نظرة أليمة ترتسم فى عينيها رغم جليدهما .. راقبها جيدا فى صمتها الغريب قبل أن يراها تلتقط الملف كله بلهفة لم تخفى عليه و تقلب فيه بسرعة كأنما تبحث عن شئ محدد قبل أن تتسع عيناها بشدة و هى تلتقط الصورة القديمة و تتسمر نظراتها عليها بجمود ... بدا له أنها قد تجمدت تماما فى مقعدها ليقول و هو يرى تنفسها يتسارع بينما ترتجف يدها التى تحمل صورة (عزت اليزيدى) بقوة ... قام من مقعده بسرعة ليقترب منها و يربت على كتفها ينتزعها من حالة الجمود التى انتابتها و التى أثارت قلقه عليها بشدة
_"(سيلين) هل أنتِ بخير؟ ... ماذا أصابك؟"
أطلقت شهقة خافتة جعلت قلقه يصبح أضعاف أضعافه و بدا له أنها تستيقظ بقوة من كابوس بشع ليسمع صوتها المرتجف يقول بينما ترفع الصورة أمامه
_"هذا الرجل ... من هو؟"
نظر لصورة (عزت) مفكرا ... إنها تعرفه ... إذن هذا هو الذى جعلها تحدق فى صورة (سامر) هكذا ... فهو يشبه والده إلى حدٍ كبير ... سيطر بقوة على أفكاره ليقول
_"إنه (عزت اليزيدي) ... والدهما ... هل تعرفينه؟"
خُيل إليه أن كراهية شديدة تخللت جليد عينيها الذى ازداد بقوة و هي ترفع له عينين ميتتين و تقول بخواء
_"لا ... يبدو أنني كنت مخطئة ... إنه يشبه فقط شخصاً أعرفه"
تأملها بعدم تصديق و هو يتساءل ... من الواضح أنها تعرفه جيداً فلماذا تكذب .... تنهد و هو يجلس فى المقعد المقابل لها قائلا بهدوء ضاغطا على كل كلمة ، بينما عيناه تدققان فى كل لمحة تصدر عنها
_"لابد أنكِ كذلك ... فلا أعتقد أنكِ قد التقيته شخصياً ... فهو قد مات قبل خمسة عشر عاما تقريباً"
ابتسم داخله بظفر و هو يلتقط إرتجاف مقلتيها و هى ترفع عينيها له قائلة بخفوت
_"مات؟"
هز رأسه مجيباً
_"أجل ... هذا ما كُتب فى الملف الذي أمامك"
تأملت الملف الذى أمامها كأنما تتأمل أفعى سامة قبل أن تهز رأسها قائلة بهمس لا يكاد يلتقطه و وجهها يزداد شحوباً
_"مات .. إنه ميت"
قال بتوتر و هو يراها تشحب بقوة و هى تقف أمامه لتلقى الصورة على المكتب
_"(سيلين) أنتِ بخير؟"
أومأت برأسها و هى ترفعه بقوة قائلة بصوت لم يحمل أى رجفة هذه المرة
_"أنا بخير (هشام) ...فقط .. تذكرت موعداً هاماً و يجب أن أغادر حالاً"
و دون أن تمنحه فرصة للرد كانت قد غادرت مكتبه و هو يتابعاها بعينين قلقتين و حاجبين إزدادا انعقادا ... يبدو أن مخاوفه و أفكاره كانت صحيحة و الخيوط فى ذهنه تكاد تقترب لتجتمع سوياً ... التقط صورة (عزت) ليقول من بين أسنانه
_"لقد كذبت عندما قالت أنها لا تعرفك .... يبدو أن كل شئ يجتمع لينتهى عندك يا سيد (عزت) ... ما الذى يجمعك بأبي و بـ(سيلين)؟ ... يبدو أنك السبب فى حادثة باريس القديمة و لكن لماذا؟ ... ما الذى بينك و بين أبي و صديقه؟ و لماذا عاد ولداك بعد كل هذه السنين ليعيدا فتح الملفات القديمة التي لا أعرف عنها شيئاً؟"
ضاقت عيناه بتصميم ... يجب أن يعرف ما الذي حدث فى الماضي ... سيحتاج لجلسة مع والدته و ربما أيضاً لزيارة لعائلة (هاشمي) عله يصل لبعض الخيوط التي ستقوده فى طريقه للحقيقة أو ربما يكون أكثر حظاً فيعرف الحقيقة كلها
************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-16, 11:21 PM   #333

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قاد (سالم) سيارته بسرعة و هو يضرب مقودها بغضب و هو يهتف
_"تباً .. تباً ... لماذا تتعقد الأمور بهذه الطريقة؟ .. تباً لكِ (رويدا) .. ما الذي تخططين له؟ ... كان يجب أن أعرف أنكِ لن تتنازلي بهذه البساطة"
تنفس بقوة و هو يعاود ضرب مقود السيارة بينما يحاول بصعوبة التحكم فى غضبه ... عاد يتذكر العرض الذى قامت به صباحاً أمام سكرتيرته ليلكم بقبضته المقود من جديد ... و هو يتذكر ما حدث بعد مغادرة سكرتيرته للمكتب ... تباً لها .. لقد جرؤت على تهديده أيضاً ... أخذ نفساً عميقاً و هو يغرق فى تفكيره يتذكر همستها قرب أذنه بصوتها المغوي المبحوح
_"يبدو أنك لم تشتق لي حبيبي ... تؤ .. و أنا الذي تصورت أنك تحترق شوقا لي كما أفعل أنا يا زوجي الحبيب"
تنفس بقوة و عطرها يتسلل إلى صدره .. أغمض عينيه يحاول التحكم في غضبه و إستعادة برود أعصابه ليمنع نفسه من خنقها لما تقوم به ... أزاح يدها التي كانت تلامس صدره بلمسات مغوية ناعمة و أمسك كفيها بين قبضتيه بقوة و هو يفتح عينيه ليواجهها قائلا من بين أسنانه
_"إن لم تخُني الذاكرة عزيزتي فعلاقتنا قد انتهت قبل أشهر"
و ألقى بكفيها من يديه مبتعدا قليلاً لينعقد حاجباها بشدة قبل أن ترفع رأسها بإبتسامة واسعة متهكمة و هى تقترب منه قائلة بسخرية
_"يبدو أن الأمور قد اختلطت عليك فعلا حبيبي ... فأنا لا أذكر أبداً أنك قد طلقتني"
نظر لها بحذر و هو يرى نظراتها العابثة ، يعرف هذه النظرة جيداً ... ما الذى تخطط له الآن ... قال ببرود
_"(رويدا) ... تعرفين جيداً أن كل شئ بيننا قد انتهى قبل أن تذهبي إلى عرض أزيائك الأخير و أنا أرسلت لكِ أوراق الطلاق مع المحامي"
أطلقت ضحكة رنانة و هى تجلس على المقعد المقابل لمكتبه و تضع ساقاً فوق أخرى بأناقة لتنحسر تنورتها القصيرة لترتفع فوق ركبتيها بينما تزيح بيدها بعض خصلاتها إلى الخلف قائلة برقة بينما تنظر له بعبث
_"أوه عزيزي ... يبدو أنه قد حصل بعض اللبس فى الأمر و محاميك أو محاميّ أنا لم يخبرك بالأمر"
تراجعت فى مقعدها بثقة قائلة بإبتسامة كبيرة
_"أنا لم أوقع أوراق الطلاق بعد حبيبي"
و تابعت بتأسف مفتعل و هى تهز رأسها بينما ترى نظرات الغضب التى اشتعلت بعينيه
_"تؤ تؤ تؤ ... يبدو أن (سالم المنصوري) العظيم قد وقع فى خطأ كبير هذه المرة ... كان يجب أن تتأكد من الأمر حبيبي قبل أن تنشغل بأمورك العالقة هنا ... لا بأس فكما تعلم ... لكل جواد كبوة كما يقولون ... كما ترى حبيبي نحن مازلنا زوجين"
اقترب منها بسرعة و مد يده ينتزعها من مقعدها بقوة جعلتها تلتصق بصدره ، ملامحها لم تتغير بل إذداد بريق التحدي في عينيها و هي تسمعه يقول
_"ماذا قلتِ؟"
نظرت له فى يحدي أكبر وهى تقول
_"ما سمعته حبيبي ... يبدو أن محاميك لم يخبرك فعلا .. هذه هي نتيجة إختيار أشخاص غير موثق بكفاءتهم حبيبي"
أمسكها من كتفيها يهزها بقوة و هو يقول من تحت أسنانه
_"توقفي عن سخريتك (رويدا) .. تعرفين جيداً أنني طلقتك قبل أن أغادر البلاد"
أزاحت كفيه بقوة عنها و هى تبتعد بجسدها قليلا و تبتسم بنعومة و هى تداعب خده قائلة بتمثيل
_"لن ينفع الحديث هنا حبيبي ... مكتبك ليس المكان المناسب أبدا .. أخشى أن تتسلل كلمة هنا أو هناك فتصل إلى جدك الحبيب"
انعقد حاجباه بقوة و هو يسمعها تتابع بينما تفتح حقيبتها و تخرج ورقة صغيرة لتقترب منه و تضعها بجيب قميصه و تربت على موضعها قرب قلبه قائلة
_"هذا عنوان شقتي الجديدة هنا ... سأنتظر زيارتك بعد أن تنهي عملك هنا فلا تتأخر"
أمسك ذراعها بقوة و هو يقول
_"توقفي (رويدا) ... لن تغادري حتى ننهى الأمر ... أنا لن أزورك فى أى مكان"
مطت شفتيها بأسف تمثيلى قبل أن تزيح يده عن ذراعها و تقترب لتطبع قبلة رقيقة على شفتيه قائلة
_"سأنتظرك حبيبي فلا تتأخر فربما .."
قطعت جملتها لحظة قبل أن تميل لتهمس فى أذنه بتحذير
_"ربما أُشرف أنا جدك العزيز بزيارة قريبة جدا لن تسرك أبداً"
قالتها و طبعت على إصبعيها السبابة و الوسطى قبلة جديدة ملوحة بهما قبل أن تعطيه ظهرها و تغادر المكان تاركة إياه يحترق من الغضب بشدة ...
عاد من ذكرياته لينتبه للطريق أمامه ... تبا لها ... لقد جرؤت حقاً على تهديده ... هز رأسه بقوة ... حسنا (رويدا) لنرى أقصى ما لديكِ ... ستندمين كثيرا أنكِ وقفتي أمامي ... ليس (سالم المنصوري) من تهددينه (رويدا) ... ليس هو أبداً... ضغط على مكابح السيارة بقوة عندما وصل أخيراً إلى العنوان الذى أعطته إياه ... غادر السيارة و صفق بابها بعنف و هو يرفع ناظريه يتأمل المبنى حيث تسكن ... رفع رأسه بإعتداد ليتجه نحو المدخل و يستقل المصعد حيث شقتها ... كان يعد الثواني و هو يضغط بقوة على قبضتيه حتى توقف المصعد أخيرا فغادره ليتجه بخطوات هادئة لم تحمل أيا من البركان الذى كان يشتعل ببطء داخله مهددا بالإنفجار فى أى لحظة إن لم يسيطر عليه ... أخذ نفسا عميقا و مد يده ليضغط على جرس الباب ... لحظات قليلة و كان الباب قد انفتح لتطل من خلفه (رويدا) و هى تبتسم بعذوبة قائلة بترحيب
_"كنت أعرف أنك ستأتي حبيبي ... تفضل هيا ... أنت لست غريبا"
دخل بحاجبين معقودين لتغلق الباب خلفه و تستند عليه بإبتسامة مستمتعة فالتفت نحوها يتأملها بضيق إذداد و هو يرى ما ترتديه ... ثوبا قصيراً بحمالات رفيعة كشف عن الكثير من بشرتها البيضاء الناعمة ارتدت فوقه روبا شفافا تركته مفتوحا ليمنحها مظهرا أكثر إثارة و شعرها الكستنائي الطويل الذى تحافظ على لونه و طوله بهوس يعرفه جيدا ، تركته حرا كما كان يحب رؤيته و هما متزوجان .. اكتفت بالقليل من الزينة لكنها وضعت طلاء شفتين يلفت النظر لهما بشدة و يجعلهما متعة للنظر قادرتين على إغواء قديس ، و كأنهما ليستا كافيتين فتعمدت وضع عطره المفضل أيضاً ... تنفس بقوة و هو يدرك أنها تسلحت جيداً لمواجهته .... ضاقت عيناه أكثر و هو ينظر فى عينيها العسليتين اللامعتين بشدة ، فبادلته النظر متحدية... انتشت بقوة داخلها و هى ترى تأثير مظهرها فى عينيه ، لقد أخذت وقتا طويلا لتستعد للقائه ... تأنقت على مهل و كما يحب تماما ... يجب أن يدرك أنها لن تتنازل عنه بسهولة أبدا ... رفعت رأسها قاطعة حديث عينيهما و هى تقترب منه بخطوات متمهلة رقيقة زادتها أنوثة لتقول بينما تلامس ذراعه برقة
_"كنت أعرف أنك ستأتي حبيبي"
و اقتربت أكثر لتهمس بينما تتسلل ذراعاها لتحيطا عنقه
_"جيد أنك لم تتأخر كثيرا .. كما تعرف أنا .."
تنهدت لتلامس أنفاسها الحارة خده فأغمض عينيه بينما تتابع بلمسات رقيقة لصدره تستشعر نبضات قلبه
_"أنا أكره كثيرا أن تتأخر عليّ"
ضغط على عينيه بقوة قبل أن يأخذ نفساً عميقاً يحاول أن يمحو تأثيرها عليه و فتح عينيه ينظر لها بينما يرفع كفيه ليزيح يديها و يبتعد عنها راسماً البرود من جديد على وجهه و هو يواجهها قائلاً
_"لا وقت لدي لألاعيبك (رويدا) ... دعينا ننهى الأمر لأغادر"
عصفت نيران الغضب داخلها بشدة و هى ترى كيف استعاد جموده أمامها بكل سهولة كأنها ما عادت تملك أى تأثير عليه ، تنفست بقوة و ضغطت على أسنانها و هى تهمس لنفسها .. صبراً (رويدا) ... لا تيأسي ... عندما كنتِ فى الطريق إلى هنا كنتِ تعلمين أنه سيكون صعباً ، فأنتِ تواجهين (سالم المنصوري) نفسه و ليس أى شخص ... لكنكِ لم تتعودى على الإستسلام أبداً عزيزتي و ما تريديه دائماً تحصلين عليه ... رفعت رأسها بثقة و هى تؤكد على قرارها ... عادت لترسم أكثر إبتسامتها إغواءاً لتقول و هى تشير له
_"تفضل حبيبي ... لن نقف لنتحدث فى الردهة"
و دون أن تنتظر رده كانت تلتقط كفه و تشده لتدخله إلى غرفة الجلوس و هى تقول
_"انتظر هنا ريثما أعد لك مشروبك المفضل"
قبض على كفها قبل أن تفلتها من كفه ليوقفها قائلا
_"أنا لست هنا لتضيفينني (رويدا) ... أخبرتك أنني هنا لأنهى الأمر تماماً"
اختفت إبتسامتها لتقول بنظرة باردة
_"أى أمر حبيبي ... أخبرتك أننا مازلنا زوجين و انتهى الأمر ... ماذا بقى لنناقشه؟"
و نظرت له بتحدى متابعة
_"إن كنت أنت هنا لتنهى الأمر ، فأنا هنا لأتابعه من حيث أردت أنت التوقف"
إزدادت قبضته ضغطاً على يدها حتى تألمت لكنها لم تظهر ألمها أبدا و هى تقول
_"لا داعي للعنف حبيبي فهو لن يغير من الحقيقة شيئاً"
شدها قريباً منه ليقول من تحت أسنانه بتحذير
_"حذار (رويدا) أن تحاولي اللعب معي ، فأنتِ أكثر من يعرف ما أنا قادر عليه"
اقتربت هى أكثر حتى التصقت به و رفعت كفيها تشده من ياقته و هى تهمس أمام شفتيه بوحشية تألقت فى عينيها قبل كلماتها
_"و أنت أكثر من يعرفني (سالم) ... أنا أختلف تماماً عن كل النساء اللاتي عرفتهن قبلي و إن كن لم يعرفن كيف يحتفظن بك فأنا غيرهن جميعاً ... أنا لا أتنازل أبداً عما هو ملكي"
تنفس بقوة و عيناه تشتعلان بقوة لتحديها ليقبض هو بدوره على عنقها و يضغط عليه بشدة تكاد تخنقها و هو يقول بغضب ناري بينما أنفاسه الحارة تلفح بشرتها
_"ماذا قلتي؟ ... أنتِ لا تتنازلين عما هو ملكك؟! ... لا أذكر أنني وقعت لكِ صك إمتلاك عزيزتي"
تهدجت أنفاسها و هى تقول بقوة جعلته يحدق في عينيها اللتين تلمعان بجنون دون أن تبالي بكفيه حول عنقها
_"لقد فعلت (سالم) ... عندما تزوجتني أنت فعلت ... عندما كنت وحدك دون عائلتك أنا كنت كل شئ لك .. و الآن بعودتك لهم من جديد تعتقد أنني سأتركك ترحل عني بكل بساطة؟! ، أنت واهم عزيزى ... أنت مِلكي ... ملكي أنا و لا امرأة أبداً ستأخذك مني"
خفف من ضغطه على عنقها ليدفعها بقوة بعيداً عنه ليقول
_"إذن هذا سبب عودتك بعد كل هذه الأشهر"
دلكت عنقها و هى تتنفس بقوة لتقول بعد لحظات
_"هل تصورت أنني سأتنازل بهذه السهولة ... ما أخرني فقط هو رغبتي فى إنهاء أعمالي العالقة هناك قبل أن أتبعك إلى هنا ... المحامي لم يستطع الوصول لي لأني كنت مشغولة بسفرى لأكثر من دولة من أجل العروض و هذا كان من حسن حظي ... و يبدو أيضا أنك انشغلت كثيرا بعلاقتك الجديدة فلم تتأكد جيدا إن كانت علاقتك القديمة قد انتهت تماما"
نظر لها و هو يفكر جيداً فى كلماتها ، كان يجب أن يعرف أنها قد عرفت بخطبته لـ(وتين) ... ما دامت هنا فلابد أنها قد عرفت بالأمر قبل أن تواجهه ... كتف ذراعيه أمام صدره قائلا بهدوء
_"لا شأن لكِ بحياتي الجديدة فكل شئ بيننا قد انتهى و تعرفين هذا جيدا"
ابتسمت بتشفي و هى تقترب لتكتف ذراعيها مثله و تنظران له بعينين متسعتين بطريقة تمثيلية و هى تقول بسخرية
_"ماذا أصابك (سالم)؟ ... يبدو أن الهواء هنا قد أصاب عقلك الذكى ببعض الجمود .. لا بأس حبيبي دعني أذكرك إذن أن زواجنا كان مدنياً"
قال بسخرية باردة
_"يبدو أن ذاكرتك هى ما أصيبت بالعطب عزيزتي فأنتِ تتناسين الآن أننا قبلها تزوجنا فى المسجد زواجاً شرعياً و في وجود عمك رحمه الله ... و تبعاً لهذا فأنا طلقتك فعلياً عزيزتي"
انعقد حاجباها و هى ترفع رأسها ترد بلامبالة
_"ربما أنت محق فى هذا و قد يكون طلاقنا قد تم شرعياً ، لكنك تنسى شيئاً هاماً عزيزي"
و اقتربت لتهمس في أذنه قائلة بتحدي
_"أنا لا أهتم لهذا كله"
و ابتعدت قليلا تنظر فى عينيه متابعة
_"تذكر أنك من أصر على الزواج الشرعي و قلت وقتها شيئا ما عن كون الزواج المدنى وحده باطلاً ... تتذكر؟ .. آه و هناك أمر هام غاب عن ذهنك كما يبدو ... في (بريطانيا) ، الطلاق الشرعي لا يتم قانونيا ما لم يتم عن طريق المحاكم البريطانية عزيزى و هذا ما غفلت أنت عن التأكد منه لحسن حظى ... لذلك كما ترى نحن مازلنا زوجاً و زوجة"
عقد حاجبيه فى ضيق و هو يعرف أنها محقة تماما ... تبا كيف انشغل فى خطته لحربه القادمة و غفل عن التأكد من الأمر ، كيف لم يتأكد و كيف لم يبلغه ذلك المحامي الأحمق بأن الأوراق لم توثق بعد ... نظر لها بحدة مفكرا أنه لابد أنها هى من وراء ذلك و هو بإندفاعه الأحمق و لهفته لإتمام ما عاد من أجله منحها الفرصة لتعود من جديد و الآن هى تكاد تفسد كل خططه ... لم تحاول الإشاحة بعينيها عن عينيه ليقول بهدوء
_"لا يهم عزيزتي ... كل ما تقولين لا يهم ... لأنه شرعاً نحن ما عدنا زوجين ... و الإنفصال القانوني أنا سأتكفل به ... لذا انزعي من رأسك أى وهم يخبرك أنه سيكون بيننا علاقة من جديد"
صمتت للحظة قبل أن ترتسم إبتسامة اتسعت رويدا حتى تحولت لضحكة عالية جعلته يضغط بقوة على أسنانه لتقول بعدها
_"و هل ظننت أنني أهتم (سالم) ... سواء تم الطلاق شرعياً أو قانونياً ... فى كلتا الحالتين أنا لا أهتم"
و هزت رأسها نفيا بينما تعاود الإقتراب منه بكل فتنتها قائلة بتملك جنوني حملته كل كلماتها
_"أنت لي (سالم) ... بزواج أو بغيره أنت ملكي وحدي ... ملكي أنا فقط"
و همست له بتحذير بارد
_"لا داعي لتقحم أى امرأة بيننا حبيبي فأنا لن أرحمها أبدا صدقني"
************
انتهى الفصل التاسع عشر
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-11-16, 11:24 PM   #334

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرين هينزل الليلة إن شاء الله لكن هيتأخر شوية
قراءة ممتعة للفصل التاسع عشر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 01:17 AM   #335

ساءر في ربى الزمن
 
الصورة الرمزية ساءر في ربى الزمن

? العضوٌ??? » 354980
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 546
?  نُقآطِيْ » ساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظارك بارت جميل بس ياريت تربي مرات شاكر وبنت اخوها

ساءر في ربى الزمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 02:45 AM   #336

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العشرون

طرقت (راندا) باب المكتبة و انتظرت حتى أتاها صوت والدها يأذن لها بالدخول ففتحت الباب و دخلت بهدوء لا يوحي بالفضول الذى اشتعل داخلها بعد أن أخبرها بعد عودته من الشركة أنه يريدها فى أمر هام بعد أن ينتهيا من تناول الغداء ، تنفست بقوة و هى تحاول التفكير فى السبب الذى من أجله استدعاها والدها ... هناك الكثير من الأمور التى حدثت مؤخرا ، ربما سيحدثها عن ما قررته بشأن خطبتها لـ(زياد) و التي يعرف جيدا أنها مجرد خدعة من جدها ليدفع (زياد) و (وتين) ليعودا لبعضهما ... ربما الأمر يخص علاقتها بـ(سامر) ... تنهدت فى حزن و هى تلوم نفسها مجددا لكل الألم الذى سببته لعائلتها بأنانيتها و إندفاعها فى قرارتها المتهورة ... خطت للداخل و التقت عيناها بعينيّ والدها الذى جلس على الأريكة يقرأ كتاباً ما رفع ناظريه عنه ليتأملها هي ... خاطر مرعب مر بذهنها فجأة جعل جسدها يرتجف بقوة و هي تحاول إزاحته عن عقلها .. لا تدري ما الذى جعل (هشام رضوان) يخطر ببالها ... يا إلهي أرجوك ... لا تجعل سبب استدعاء والدها لها هو هذا الرجل ... أرجوك لا تدعه يكون هو ... أتاه صوت والدها الهادئ قائلا بإبتسامة
_"تعالي صغيرتي ... لماذا تقفين مكانك هكذا؟ .. ليس من عادتك أبدا"
و ضحك متسائلا
_"أين ذهبت شيطانتي المجنونة؟"
ضحكت بتوتر تحاول دفع الأفكار الغبية التى تصمم على ملاحقتها لتقول و هى تقترب لتجلس جواره و تلتصق به بمشاغبة
_"شيطانتك هنا أبي .. لن تذهب لأى مكان"
ضمها فى حنان و هو يقول
_"يبدو أنها ستذهب قريبا صغيرتي"
ابتعدت عنه فى قلق قبل أن تقول بمزاح تخفي خلفه قلقها
_"أبي ... تعرف جيداً أنني و (زياد) لن نتزوج فعلاً و أن كل ما قاله جدي خدعة ليجمع الأحمقين (زياد) و (تينا) معا"
شعرت بتردد والدها كأنما لا يعرف كيف يفاتحها فى الأمر فازداد قلقها لتسمعه يقول بعد تردد
_"الأمر لا يخص (زياد) حبيبتي"
أخذ نفساً عميقاً و هو يتأمل ملامحها التي تجهمت بقوة ليتابع
_"لقد طلب يدك مني شخص آخر و إن كنتِ لا توافقين على (زياد) بالفعل فالعائلة أكثر من مُرحبة به"
ابتلعت لعابها بصعوبة و الفكرة المجنونة تعاود إحتلال عقلها بقوة و هى تقول بتردد و ملامح متجهمة
_"من هو؟"
قال (أمجد) و هو يتوقع إنفجارها التالي لكلماته
_"أنتِ تعرفينه صغيرتي ... إنه (هشام رضوان)"
لم ينتظر إنفجارها حتى يكتمل الاسم لتهب واقفة و هى تهتف بعنف
_"لا ... ليس هو"
زفر بقوة ... ها هي انفجرت رفضاً كما توقع تماما ... مط شفتيه بيأس ليقول مشيراً لها
_"اهدأى حبيبتي و اجلسي لنتحدث بتعقل"
نظر له بعينين متسعتين لتقول بذهول
_"نتحدث بتعقل ... عن ماذا أبي؟ ... لا شئ أبدا لنتحدث عنه"
و هزت رأسها هاتفة بحنق
_"أخبره أن طلبه مرفوض رفضاً تاماً ... من يظن نفسه ذلك الوقح؟"
هز رأسه ليقول
_"(راندا) ... لا داعي لكل هذه الدراما ... الشاب لم يخطئ أبدا"
هتفت بحنق
_"لم يخطئ أبداً ... أبي لقد طلب يدي"
ضحك على كلماتها ليقول بينما يراها تمط شفتيها غضباً على ضحكه
_"صحيح .. لقد طلب يدك ، فهل يأثم المرء إن فعل هذا (راندا)؟"
قطبت حاجبيها لتشيح بوجهها فى ضيق بينما تابع هو
_"لقد فعل ما قد يفعله أي شاب محترم و طرق باب عائلة الفتاة التي أعجبته ، ما الخطأ فيما فعله؟"
قالت من بين أسنانها
_"محترم جداً ... أنت لا تعرف ما فعله أصلا"
ضاقت عيناه بتوجس قبل أن يسألها
_"ما الذى فعله (راندا)؟ ... هل تصرف معكِ تصرفاً غير لائق؟ .. أخبريني"
تجمدت مكانها و عضت شفتيها بقوة و هى تفكر ماذا ستخبره .. تنفست بصعوبة و عاد قلبها يخفق بجنون و هى تتذكر كل مرة اقترب فيها منها ... احمر وجهها و هزت رأسها تنفض خيالاته عنها .. ما الذى ستخبر والدها به ... كيف راقصها ليلة الحفل .. كيف لامسها و كيف اقترب منها كأنما هي ملكية خاصة له وحدها ، عاد صوت والدها يناديها بقلق فالتفتت له بملامح متجهمة لتهتف بتوتر
_"إنه رجل مغرور أبي و واثق بنفسه لدرجة مغيظة ... أنا لا أطيقه"
تنهد بقوة ليقول مربتاً على الأريكة جواره
_"تعالي هنا صغيرتي و لا داعي لكل هذه العصبية ... تعرفين أنني لن أتخذ قرارا أبدا دون موافقتك"
زفرت بحدة قبل أن تخطو لتلقي بجسدها على الأريكة بقوة ليقول بينما يضمها له
_"فكري فى الأمر بتروي حبيبتي ... (هشام) شاب ممتاز و لا غبار عليه ... أنا عرفت والده رحمه الله جيدا و أعرف أن عائلته يتشرف المرء كثيرا بمصاهرتهم"
همست بإعتراض
_"أرجوك أبي"
ربت على كتفها بحنان
_"خذى وقتك فى التفكير صغيرتي و رغبتك هى ما ستكون فى النهاية"
وضعت رأسها على صدره هامسة بدلال
_"أنا لا أشعر بالراحة فى وجوده أبي ... لا أستطيع التفكير فى الإرتباط به أبداً ... أرجوك لا تضغط عليّ ... لا داعي للمماطلة فأنا لن أستطيع تغيير رأيي و لن أضغط على نفسي لتقبل شخص لا أشعر بالراحة معه ... أرجوك أبي أخبره برفضي لعرضه"
رفعت رأسها لترى ملامحه التى غمرها الضيق لتقول برجاء
_"حبيبي .. لا تغضب مني أرجوك ... فى النهاية أنت تريد سعادتي ، صحيح؟ ... أنا لست سعيدة بالأمر صدقني"
تنهد بقوة و هو يضمها له مفكرا ... يبدو أن الأمر سيكون فى يدك الآن (هشام) ... عليك وحدك أن تجعلها تغير رأيها و تقتنع بزواجها منك ... و شدد على كتفي ابنته يضمها إليه و هو يهمس لها
_"حسنا حبيبتي سأخبره بردك"
احتضنته بقوة و هى تهتف
_"شكرا أبي ... شكرا حبيبي"
و عادت تدفن رأسها فى صدره بينما تهمس داخلها و عيناها تلمعان بشدة
_"حسنا (هشام رضوان) ... فلتتزوق الرفض مرة فى حياتك علّ غرورك الكريه ذلك ينقص قليلا"
لم تعلم أنها بقرارها هذا قد ألقت بالكرة فى ملعبه و أنه سيستخدم كل وسيلة فى يده ليجعلها ملكه فى النهاية
**********
ترجلت (سؤدد) من السيارة تتبعها (هاميس) التي وقفت مكانها تطل بمرح لـ(سيف) الذى قطب حاجبيه فى حنق بعد أن كان يرغب في أن يغادر السيارة بمفرده لكن (سؤدد) بأوامرها المعتادة جعلته يبتلع رغبته هذه و هي تأمره أن ينتظر بينما كانت هى تخرج الكرسي المتحرك من حقيبة السيارة الخلفية و تفرده و تدفعه مقتربة من (هاميس) التي كانت تقول بمزاح
_"يبدو أنني سآخد دروساً خاصة لدى (سؤدد) لأعرف كيف أتحكم بك يا (سيف)"
رمقها بغضب مفتعل و لوح بقبضته السليمة فى وجهها قائلا
_"انتظرى فقط حتى أُشفى تماماً (ميسا) و سأجعلك تدفعين ثمن كل شقاوتك معي"
أخرجت له لسانها بتحدى ليضحك بقوة جعلت أنفاسها تحتبس فى صدرها و وجهها يحمر لتبتعد فى حرج مع كلمات (سؤدد) المتهكمة
_"اسمحا لي بالمقاطعة يا عصفوري الحب فلن نقضي اليوم كله في ساحة القصر الخارجية"
تنفست (هاميس) بصعوبة و وجهها يزداد إحمرارا ، فابتسمت (سؤدد) إبتسامتها المعتادة و هى تقرب الكرسي من باب السيارة قائلة بهدوء
_"هيا (سيف) ... أعرف أنك لا تريد إستخدام الكرسي و لكن ذلك أفضل من أجلك ساقك ... إن كنت تريد أن تتحسن بسرعة"
و أشارت لـ(هاميس) التي شهقت بقوة مع كلماتها التالية و هى تتابع
_"لتعاقب تلك الشقية كما كنت تقول"
ضحك (سيف) و هو يلتقط شهقة (هاميس) ليتحرك بصعوبة ليغادر السيارة بمساعدة (سؤدد) التي دعمته ليجلس فى الكرسي و دفعته برفق لتقول و هي تتخيل ردود أفعال العائلة
_" و الآن ... استعدا للدراما العائلية بعد قليل عزيزايّ"
حملت (هاميس) حقيبة (سيف) و رافقتهما نحو مدخل القصر دون أن تنتبه لوالدتها التي كانت تقف فى الشرفة ترمق ما يحدث أمامها بحاجبين معقودين بشدة
***********

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 02:50 AM   #337

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وقع (هشام) على الأوراق التي وضعتها أمامه (رواء) التي وقفت بعمليتها المعتادة و ملامحها الهادئة رغم أنه شعر أنها اليوم على غير عادتها ... ختم توقيع الأوراق و مد يده بها لـ(رواء) و هو يقول
_"هل كل شئ بخير فى المنزل (رواء)؟ .. كل العائلة بخير؟"
انتبهت من شرودها اللحظى لتنظر له بإمتنان
_"جميعهم بخير سيد (هشام) شكرا لسؤالك"
أدار القلم بين أصابعه متابعا
_"تبدين شاردة الذهن قليلا اليوم فتصورت أن هناك ما يقلقك"
ارتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها و قالت و هى تهز رأسها
_"فقط بعض الأمور التافهة سيدي ... لا شئ خطير"
أومأ لها قائلاً بتأكيد
_"حسنا (رواء) ... تعرفين أنني موجود دائماً إن احتجتي للمساعدة"
هزت رأسها و نظرة الإمتنان تزداد فى عينيها قبل أن تستأذنه للعودة لمكتبها فأومأ لها لتتحرك بخطوات هادئة نحو الباب الذي فُتح بغتةً ليجعلها تتسمر مكانها و تتسع عيناها فى حنق و هي ترى من أطل من خلفه هاتفاً بمرح
_"لقد عدت أخيراً"
توقف عن الكلام و هو يراها أمامه تحدق فيه بنظراتها الحانقة تلك و ببرودها المستفز ذاك ... ليقول بإستفزاز بينما يدخل للغرفة و تعمد الإقتراب منها في طريقه نحو (هشام)
_"مساء الخير (روا) .. كيف حالك اليوم؟"
ضغطت على أسنانها بقوة لترد
_"اسمي (رواء) سيد (عاصي) ... (رواء) و ليس روا أو أى شئ آخر ... و نعم أنا بخير شكرا لك"
و رفعت رأسها لتغادر بينما تسبه بقوة فى أعماقها و هى تفكر لماذا لا يشبه أبداً ابن عمه المهذب ... ذلك الوغد الوقح
*********
راقب (عاصي) الباب الذي صفعته خلفها بقوة بإبتسامة مستمتعة ليقول ضاحكا بينما يهز رأسه
_"سكرتيرتك هذه رهيبة حقا (هشام)"
رمقه بحدة ليقول بينما يقذفه بالقلم
_"(عاصي) ... أخبرتك أكثر من مرة .. ابتعد عن (رواء) فهي ليست من نوع الفتيات التافه اللاتي يستسغن مزحاتك التافهة و غزلك الأحمق"
تفادى القلم و هو يضحك مجددا قبل أن يقترب ليجلس مقابل (هشام) ليقول
_"ماذا أفعل (هشام) فهى تستفزني بهالتها الباردة تلك؟"
رمقه ببرود ليقول
_"يبدو أنك لن تتغير أبدا (عاصي) ... بالمناسبة حسابك ثقل كثيرا جدا و قريبا سأجد لك العقاب المناسب"
مط شفتيه بأسف متصنع و هو يرد
_"هذا و أنا من أتيت لأقدم لك يد العون فى حربك القادمة مع أميرة آل (هاشمي)"
هتف من بين أسنانه محذرا
_"(عاصي)"
ضحك بإعتذار
_"حسنا حسنا لن أتمادى ... أردت أن أخبرك أن الرجل سيبحث عن المعلومات التي طلبتها"
أومأ برأسه دون رد ليتابع (عاصي) متسائلاً
_"ألم يرد والدها على طلبك بعد؟"
هز رأسه نفيا قبل أن يقول بلامبالة
_"رفضت"
رفع حاجبا و هو ينظر له بتعجب
_"هل أخبرك أنها رفضت؟"
تراجع فى مقعده قائلا بهدوء كأن الأمر لا يعنيه
_"لا ليس بعد و لكن جوابها سيكون بالرفض أعرف هذا"
سأله بحيرة
_"و لماذا طلبت يدها إن كنت تعرف أنها سترفض حتماً؟"
ابتسم بإستمتاع و هو يجيبه
_"كان يجب أن أحصل على موافقة عائلتها أولا قبل أي خطوة أخرى ... و هذه الموافقة أعرف أنني ضمنتها مسبقاً"
هز (عاصي) رأسه ضاحكا ليقول
_"تعجبني هذه الثقة (هشام) ... يعجبني الأمر جدا .. حسناً ماذا ستكون خطوتك التالية؟"
قاطع حديثهما رنين هاتف (هشام) ليبتسم بثقة مشيراً له قبل أن يرد قائلا
_"مرحباً سيدي ... كيف حالك؟"
تابع (عاصي) حديثه الهادئ مع (أمجد هاشمي) ، بينما كانت إبتسامة كبيرة ترتسم على شفتيه و عيناه تلمعان بشدة جعلت (عاصي) يبتسم و هو يدرك فحوى الحديث ... يبدو أن الأمر كما توقع بالضبط ... (هشام) الخبيث ... لست سهلاً أبداً أخي ... عاد يركز مع (هشام) الذي كان يقول بإمتنان
_"شكرا لك سيدي ... موافقة السيد (رفعت) و موافقتك شرف كبير لي ... و لا تقلقا بهذا الشأن ... قريباً جدا ستخبرك بموافقتها بنفسها"
ابتسم (عاصي) و هو يهز رأسه و عيناه تتابعان (هشام) و هو يختم حديثه مودعاً والد (راندا) بعد أن وعده أنه سيأخذ رأيه فى كل خطوة قبل أن يخطوها نحو ابنته حتى يطمئن قلبه .... أنهى (هشام) المكالمة لينظر لـ(عاصي) الذى كان يكتم ضحكته بقوة حتى أغلق (هشام) الهاتف فحرر ضحكته لتصدح بقوة فى فضاء الغرفة ليقول بعدها
_"لست سهلاً أبداً (هشام) ... أرفع لك القبعة من جديد"
و سأله بفضول بعد لحظة
_"و الآن ماذا؟"
تألقت عينا (هشام) ليرفع هاتفه و يتأمل صورته و (راندا) فى خلفية هاتفه قائلا بإبتسامة مستمتعة
_"الآن سيبدأ اللعب الحقيقي (عاصي)"
و نظر لـ(راندا) التي كانت تحدق في عينيه بتحدي ظهر جلياً فى الصورة ليهمس لها بثقة و تحدي
_"استعدي حبيبتي فالأيام القادمة ستكون أكثر متعة مما تتخيلين .. أنتِ تحديتني فلنر إذن من منا سيربح"

*************
كانت (هاميس) تضحك على مزحة ألقاها (سيف) بينما تدفعه (سؤدد) نحو ردهة القصر ... انقطعت ضحكتها فجأة عندما وقع ناظريها على والدتها التي وقفت فى طريقهم عاقدة ذراعيها أمام صدرها و هى ترمقهم بحاجبين معقودين .. تغلبت (هاميس) على دهشتها بسرعة لترتسم إبتسامة واسعة على شفتيها و تندفع نحوها بسرعة لتحتضنها و هى تهتف بمرح
_"أمي لقد عدتِ أخيراً"
ربتت على شعرها برفق بينما عيناها لم تتخليا عن ضيقها و هي تنظر لـ(سؤدد) و شقيقها اللذين كانا ينظران نحوها بنفس الضيق ، بينما ابتعدت (هاميس) متابعة بسعادة
_"متى عدتِ أمي؟ و لماذا لم تخبريننا لنستقبلك فى المطار؟"
ابتسمت قائلة بلوم
_"لقد عدت أمس و كنتِ أنتِ قد خلدتِ للنوم و عندما أتيت لغرفتك صباحاً كنتِ قد غادرتِ لأمر آخر كما يبدو"
احمر وجهها و هى تقول
_"لم أعرف أمي ... آسفة"
و التفتت نحو (سؤدد) و (سيف) قائلة ببراءة دون أن تنتبه لتجهم أمها
_"لقد أصيب (سيف) البارحة و قضى الليلة السابقة فى المشفى و اليوم ذهبت مع (سؤدد) لنرافقه للمنزل"
ربتت على خدها قائلة بإبتسامة أخفت مشاعرها الحقيقية و هى تقول
_"حسنا عزيزتي ... اذهبي لغرفتك الآن و تفحصي الهدايا التي جلبتها لكِ من رحلتي"
قبلتها (هاميس) قائلة بإبتسامة معترضة
_"يكفيني وجودك أمي"
قلب (سيف) عينيه و زفر بيأس مع كلمات (هاميس) التي رغم برود أمها و إهمالها التام لها طوال السنوات السابقة لكنها أبدا لم تنتقص من مشاعرها نحوها ... رفع عينيه ينظر نحو شقيقته التي بادلته النظر كأنما تخبره ...قلت لك طريقك لن يكون سهلاً أبداً ... عادا يلتفتا نحو (هاميس) التي كانت تقول بمرح
_"لكن لا بأس برؤية الهدايا .. (سؤدد) .. (سيف) هل ستقفان عندكما كثيرا؟ هيا ادخلا .. سأسبقكما أنا لأهيئ الأمر للبقية"
ضغطت (رجاء) على شفتيها بقوة و هى تراهما يقتربان و (سؤدد) تدفع كرسي شقيقها بهدوء بينما تبادلها النظرات متحدية حتى توقفت أمامها لتقول بإبتسامتها الباردة
_"مرحبا بعودتك زوجة خالي"
ردت دون إبتسامة
_"شكرا (سؤدد)"
و التفتت ببرود تتأمل (سيف) لتقول بأسف مصطنع
_"آسفة جدا لما أصابك (سيف) ... أرجو ألا تكون إصابتك خطيرة"
أجابها بضيق دون أن ينظر نحوها
_"أنا بخير شكرا لكِ و مرحباً بعودتك مجدداً"
رمقته بنظرات كارهة قبل أن تقول بإبتسامة مصطنعة
_"تفضلا ... لستما غريبين"
رفعت (سؤدد) ركن شفتيها بإبتسامة صغيرة و قالت بينما تتحرك دافعة كرسي (سيف) للأمام
_"أعرف جيداً أننا لسنا غريبين زوجة خالي العزيزة"
و نظرت لها ببرود و تحدي لتكمل
_"تعرفين أننا أصحاب البيت أيضاً"
ألقت بجملتها لتكمل طريقها تاركة (رجاء) تتابعها بنظرات محرقة و هى تقول بتوعد
_"حسناً (سؤدد يزيدي) ... تعتقدين أنكِ من أصحاب البيت حقاً؟! ... صدقيني لن أكون (رجاء زيادي) إن لم أطردك أنتِ و أمك و شقيقك خارج هذا القصر قريباً"
**********


noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 03:00 AM   #338

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في مكان آخر
أغلق (سامر) حقيبته بعد أن أكمل وضع ثيابه و متعلقاته الشخصية فيها قبل أن يلقيها جانباً و يعود ليلقى جسده بقوة على الفراش متنفساً بقوة ... سيعود غداً ليكمل ما بدأه هو و شقيقه و ما خططا له لسنوات طويلة ... قطب حاجبيه بشدة و التقط علبة سجائره يلتقط إحداها و يشعلها ... أخذ نفساً عميقاً قبل أن يزفره منفساً معه عن كل النيران التي تشتعل بجنون داخله ... التقط هاتفه و فتحه ليتأمل الصورة التي ظهرت أمامه و كلمات شقيقه تعود لتغزو عقله و هو يحذره بقوة من أن يرتكب أى خطأ جديد من شأنه أن يفسد كل خططهما ... عادت كلمات شقيقته تتردد فى أذنيه
_"ستعود (سامر) ... ستعود لتقطع علاقتك بـ(راندا هاشمي) تماماً كما أمرتك ... أخبرتك أن أحد معارف (رفعت هاشمي) كان يبحث خلفك ... عليك أن تقطع علاقتك بها و تتوقف تماما عن مقابلتها ... أنا لن أسمح لك أبداً بإفساد كل ما خططت له بتهورك من جديد ... يكفي أن خطأك الأول دفع (هشام رضوان) بالنبش خلفنا"
تنفس بقوة و ضغط بكفه على هاتفه و هو ينظر لصورة (راندا) التي التقطها فى غفلة منها ... رفع سيجارته نحو فمه من جديد ليأخذ نفساً جديداً منها .. لتعود كلمات (عماد) من جديد تهزه بقوة
_"لا تخبرني أنك وقعت في حبها حقاً (سامر)"
استعاد مشهده و هو يهز رأسه نفياً بشدة
_"مستحيل أخي ... لا شئ من هذا القبيل أبداً ... توقف أنت عن معاملتي طفل متهور سيفسد لعبتك المفضلة"
و رفع اصبعه فى وجهه محذراً
_"لست وحدك في هذا الجحيم (عماد) ... أنا أيضاً أحمل روحي على كفي و أخاطر بحياتي فى لعبة الإنتقام اللعينة هذه"
رمقه شقيقه بحنق قائلا بتحذير مماثل
_"لذلك أنا أخبرك أن تلتزم بالخطة اللعينة تبا لك ... لقد كدت تفسد الأمور بتهورك سابقاً"
عاد للواقع ليهز رأسه ضاحكاً بقوة
_"حسناً أخي العزيز ... سألتزم بخطتك اللعينة و لنرى أين ستصل بنا"
أطفأ سيجارته بغضب قبل أن يسترخي فى فراشه بقوة بينما يعاود رفع هاتفه لينظر لـ(راندا) المبتسمة ببراءة ليتنفس بقوة و يغمض عينيه يستعيد صورتها الحية فى ذاكرته قبل أن يهز رأسه رفضاً.. لا ... (عماد) مخطئ حتماً ... لا شئ أبدا يجمعه بـ(راندا هاشمي) سوى الإنتقام ... سوى الماضي اللعين ... هو لم يقع فى حبها و لن يفعل ... عاد يفتح عينيه ينظر لها بحزم ... غدا سيعود و سيراها للمرة الأخيرة قبل أن يطوي الصفحة كما أمر شقيقه ... ألقى بالهاتف جانباً و أغمض عينيه بقوة ليغرق فى النوم و دون أن يدري كانت صورتها الباسمة قد رافقته إلى أحلامه
**************
في غرفة أخرى بنفس المنزل كان (عماد اليزيدي) يتحرك ذهابا و إياباً فى حنق قبل أن يتوقف أمام مكتبه ليضرب بقبضته فوقه بقوة و هو يتمتم بغضب
_"اللعنة (سامر) ... أعرف أنك ستفسد الأمر بتهورك هذا قريباً"
زفر بقوة و هو يمرر أصابعه فى شعره ... لن يسمح له أبداً بإفساد خطته التي قضى ما يقرب من عقد ونصف يخطط لها ... لن يسمح له أبداً ... قريباً ... قريباً جداً سيجعلهم يركعون أمامه طالبين المغفرة و لن يمنحهم إياها أبداً ... جميعهم سيدفع الثمن غالياً .. جميعهم ... عليه أن ينهي الأمور العالقة هنا قبل أن يترك عائلته هنا و يغادر من جديد ... و لن يعود لهم إلا ليأخذهم ليشهدوا إنتصاره على كل من تسبب فى إيذائهم ... لن يعود قبل أن يأخذ بثأرهم ... رفع عينيه ليتأمل الصور التي عُلقت على جدران غرفته الخاصة و التي لا يسمح لأى شخص بدخولها أبداً ، حتى (سامر) ... اقترب بخطوات بطيئة كنمر مفترس يقترب بكل حرص من فريسته ... ليتوقف أمام أول صورة ليقول بأسف
_"لم أرغب بموتك سريعاً (فاروق رضوان) ... كانت خطتي تقتضي إنتقاماً بطيئاً يجعلك تتوسل الرحمة ... لم أعرف أن قلبك الضعيف سيحرمني من الإنتقام الذى خططت له ... لكن لا بأس مازالت عائلتك موجودة"
و مد يده يربت على الصورة بسخرية
_"صدقني ... لا أعتقد أنك ستكون مرتاحاً في قبرك و أنت تراني أنتقم منهم بكل روية"
هز رأسه بأسف مفتعل قبل أن يترك الصورة ليتأمل صورة (هشام) قائلاً
_"و أنت سيد (هشام) ابحث خلفي كما شئت فلن تصل أبداً إلا للخيوط التي ألقيها أنا بإرادتي ... يؤسفني أنك لا تعرف لماذا أنتقم منك و ما ذنبك أنت و عائلتك؟
صمت لحظة قبل أن يقول بعينين غارقتين بالقهر
_"عندما أصل لإنتقامي الكامل لن أبخل عليك أبداً بمعرفة السبب ... لكن دعني أخبرك ... الأبناء دوما يدفعون ثمن خطايا آبائهم"
تأمل صور (عاصي) و (سلمى) قبل أن يتوقف أمام صورة (رهف) المبتسمة ببراءة ليفكر ... خطأ شقيقه الأكبر كان أن اقترب من هذه الفتاة ... هو لم يرد أبدا أن ينتقم منها بهذه الطريقة التي خطط لها (سامر) دون أن يرجع له ... تنفس بقوة ليقول
_"اعذريني يا صغيرة ... رغم رغبتي فى الإنتقام من عائلتك فأنا لسبب ما أتذكر شقيقتي الصغيرة عندما أراكِ"
التقط صورتها ليمزقها إلى قطع هامسا لنفسه
_"لن أستطيع إعادة الزمن للوراء و لا يمكنني أن أصحح الخطأ الجسيم الذى تعرضتِ له ، لكن يكفيكِ ما أصابك حتى الآن"
ألقى بالقطع الممزقة في سلة القمامة و تأملها قليلا بعينين خاويتين قبل أن يعود ليرفع عينيه للصور الباقية ... ليتأملها بخواء مماثل قبل أن يقترب ليقف أمام صورتين محددتين .... تأمل (سيلين) بوجهها الفاتن و شعرها الناري .. وضع يده تحت ذقنه مفكرا بينما عيناه تحدقان فى الزمرد الجليدي في عينيها ... زهرة الصقيع كما يطلقون عليها ... (سيلين) ... ما الذي تخفينه خلف هذه الواجهة الباردة (سيلين) ... من أنتِ حقا؟ و ما علاقتك بعائلة (رضوان)؟ ... ما الذي يجعلك تمدين لهم يد العون فتنقذينهم من الغرق الذي أردته لهم ... عاد ليفكر فى المعلومات البسيطة التى جمعها رجاله عنها ... هناك حلقات كثيرة مفقودة ... ماضيها الغامض و سبب تركها فرنسا لتستقر هناك ... ظهورها في حياة (هشام رضوان) و من قبله والده و علاقتها القوية جداً بـ(هشام) ... لولا أنه جمع معلومات كثيرة عنه و عن أخلاقه لظن أن بينهما علاقة خاصة ... عاد ليهمس لها
_"ما الماضي الذي يختبئ خلف قناعك (سيلين)؟ ... لا أريد أن أورطك في إنتقامي ، لكنكِ رغم إرادتي تصممين على إقحام نفسك بالأمر بعلاقتك بعائلة (رضوان) تلك"
قبض على كفه بقوة ... يبدو أن الحل كله يكمن هناك ... في ماضيها ... هناك فى فرنسا .. من حيث أتت ... لمع التصميم في عينيه و هو يردد بإبتسامة واثقة
_"حسناً ربما علينا البدء من هناك ... لدي حدس قوي أنني سأعثر هناك على الكثير جدا من الأسرار التي تناديني بقوة لأكشف النقاب عنها"
اختفت إبتسامته و هو يرفع عينيه لتقابلا العينين المتحديتين فى الصورة الأخيرة و التي طالما توقف أمامها لوقت طويل ... صورة لشابة سمراء جميلة تنظر للكاميرا دون إبتسامة بينما يمتزج الثلج و النار بطريقة غريبة فى عمق عينيها ... ارتعشت أعماقه بقوة و هو يتوقف كالعادة ليغرق فى عينيها يرى بوضوح تلك الأعماق السحيقة التي تخفي داخلها ناراً أسيرة تحت الكثير من الجليد الذى يدفعه بشدة ليغامر متحرقاً للكشف عن النار النقية أسفله ... تنفس بقوة و هو يمد يده يلامس خدها بشغف و عيناه تتألقان بينما تستعيد ذاكرته صورة باهتة لطفلة صغيرة كانت آخر ما حملته ذاكرته لها و هو يغادر بلاده مهاجرا لسنوات طويلة ... همس اسمها بصوت مرتجف
_"(سؤدد) ... كم تغيرتِ أيتها الصغيرة ... تغيرتِ كثيرا يا ابنة عمي"
اقترب من صورتها كثيرا ليهمس لها
_"هل يعرف عمي العزيز أنني أعد له هو شخصياً إنتقاما خاصاً عزيزتي ... لا تقلقي ... أعرف جيداً أنكِ ترفضين الإعتراف به فى عالمك الجديد ... أعرف أيضاً أنكِ ترفضين حتى الصلة التي تربط بيننا"
و رفع كفه أمامه يتأمل عروق رسغه التي يجرى بها الدم ليكمل بثقة
_"مهما حاولتي الإنكار (سؤدد) و مهما وضعتي من أسماء خلف اسمك ... سيظل هذا الدم يجمعنا للأبد ... دم (اليزيدي) ... لكنه مع الأسف لن يمنع إنتقامي من أبيكِ عزيزتي أما أنتِ"
صمت لحظة ليعاود الغرق بشغف فى الثلج و النار المثيرين داخلها
_"أما أنتِ عزيزتي ... فتلك المرأة التي تحولتي إليها تجذبني بشدة .. بجنون ... أرى امرأة هي مزيج مغوي من الثلج و النار و هذا المزيج يغريني بقوة عزيزتي"
لامس صورتها من جديد مبتسما بتحدي
_"انتظري عودتي قريباً (سؤدد) و لنرى ذلك الجليد في عينيكِ كم سيصمد قبل أن يذوب عن النار المشتعلة أسفله ... سنرى قريباً من سيغلب الآخر ... ثلجُك (سؤددي) أم ... ناري"
************
انتهى الفصل العشرون
أتمنى ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 03:02 AM   #339

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساءر في ربى الزمن مشاهدة المشاركة
في انتظارك بارت جميل بس ياريت تربي مرات شاكر وبنت اخوها
هههههههههه تمام من عيوني ... نورتيني كتير و أتمنى الفصل الجديد يعجبك أكتر
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-11-16, 10:30 PM   #340

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصلين رووعة يا مايلو
رويدا دى استفزتنى جدااااااا
سالم وهى متزوجان
فكيف سيتصل منها بعد تهديداتها
ووتين ماذا ستكون ردة فعلها ؟
رندا رفضت عرض الزواج من هشام
والان هشام ناوى ان يجعلها توافق بعد ان كسب موافقة والدها وجدها
عماد اليزيدى وسامر اخوه وهما عادا للانتقام وخصوصا عماد
فسؤدد ابنة عمه
يا ترى اشو صار فى الماضي ؟
يسلمووووا يا مايلو
وبانتظار القادم
وتقبلي مرورى المتاخر


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.