19-12-16, 03:24 PM
| #481 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
|  خلينا نبص للجابن المضئ للموضوع ان بكرة زياد ووتين يتجوزو و تيجي تعد جمبنا و تقشر بصل و توم هههههههههههههه عندي سؤال لولبي يا مي هل احنا كده وصلنا بالاحداث لنص الرواية و ﻻ ربعها و ﻻ اي حزء منها بالظبط ؟؟؟؟ | ||||||||
|  |
|
21-12-16, 08:52 AM
| #484 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء 
| اقتباس:
 هههههههههههه يعني ده المصير الحتمي بعد الزواج .. لازم هتوصل لتقشير البصل و التوم  طمنتيني أكتر ما أنا مطمنة الصراحة  مممم سؤال لولبي فعلاً  و محتاج إجابة لولبية ... هو ممكن نقول إننا في النص أو قربنا منه و ربنا يسهل منوراني دايماً يا جميل | |||||||||
|
| |
|
21-12-16, 08:55 AM
| #486 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
 | |||||||||
|
| |
|
21-12-16, 08:22 PM
| #487 | |||||||||||
| مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب  
| | |||||||||||
|
| |
|
23-12-16, 12:54 AM
| #488 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| الفصل السابع و العشرون دارت (ريناد) بعينيها في المكان بحنق و هي تتمتم _"تباً .. أين سيكونان قد اختفيا؟ .. تباً لكِ (وتين هاشمي) تباً .. حتى متى ستقفين في طريقي؟!" كانت تسير بخطواتها الحانقة و هي مستمرة في توعدها لـ(وتين) ... لن تدعها أبداً تنجح في مسعاها ... لن تمنحها الفرصة أبداً .. قاطع أفكارها (راندا) التي قطعت عليها الطريق فجأة قائلة _"هل تبحثين عن شيء ما عزيزتي (ريناد)؟ ... أخبريني ربما ساعدتك في العثور عليه بسرعة" تطلعت فيها بغضب قبل أن تهتف _"ما الأمر (راندا هاشمي)؟ هل تلاحقينني أم ماذا؟! .. يبدو أن مراقبتي أصبحت شغلك الشاغل هذه الأيام" اقتربت منها (راندا) بخطوات هادئة لتتوقف أمامها و تقول _"لا داعي للمبالغة عزيزتي .. لستِ من الأهمية لأضيع وقتي الغالي عليكِ" هتفت بها بغضب _"إذن توقفي عن الظهور أمامي في كل مكان كالقضاء المستعجل" رفعت كفها إلى صدرها بدهشة مفتعلة _"يا الله !! و هل فعلت حقاً؟ .. أتذكر إن لم أكن مخطئة أنني أسكن هنا و من الطبيعي أن أقابلك في أي لحظة و في أي مكان .. و الصدفة قد تلعب دوراً هاماً في هذه الأمور كما تعرفين" رمتها بنظرات نارية قبل أن تعطيها ظهرها لترجع من حيث أتت لتوقفها (راندا) و هي تناديها _"لحظة واحدة (ريناد)" التفتت لها بتجهم لتتابع (راندا) بتحذير واضح _"نصيحة أخيرة لمصلحتك عزيزتي ... المعركة التي تحاولين خوضها خاسرة منذ البداية ، فنصيحة مني تراجعي قبل فوات الأوان ... أنتِ لن تستفيدي شيئاً و لن تنالي سوى هزيمة موجعة" و صمتت لحظة تبادلها نظرات متحدية قبل أن تتابع بتشفي _"خصمك في هذه المعركة تحمل دماء آل (هاشمي) و صدقيني .. نحن لا نخسر معاركنا أبداً مهما بلغت قوة خصومنا و لا نتخلى مُطلقاً عن ما هو حق لنا ، هل فهمتِ؟ .. أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلتك؟!" بادلتها (ريناد) النظر بملامح اسودت غضباً قبل أن تستدير و تضرب لأرض بخطواتها و هي تقسم بداخلها أن تجعل (راندا) تندم على كلماتها قريباً ... قريباً جداً (راندا هاشمي) ستدركين كم استهنتِ بي و كم أنتِ مخطئة بشأني ... ************ حاول (زياد) بكل قوته أن يقاوم .. يقسم أنه قد فعل .. لكن اعترافها بحبه و انهيارها الباكي و هي تهتف له أنها تحبه جعل قلبه المسكين يرتجف بين ضلوعه بقوة و هو ينهل بعطش من اكسير الحياة الذي نطقت به شفتيها ، قضى تماماً على كل مقاومة لديه ... عيناه العاشقتان كانتا تجريان بلهفة على ملامحها الحبيبة و هي مستمرة في هتافها الباكي الذي كاد يصبح همساً _"أحبك .. أحبـ " كلماتها انقطعت بشهقة مكتومة دفنها مع بقية اعترافها في صدره حين شدها إليه يخفيها بين ذراعيه و يحيطها بهما لتنهار باكية فوق صدره .. نهره عقله بشدة على ما فعل ، لكن قلبه سارع يبرر .. يقسم أنه لم يكن بيده .. ذراعاه اشتدتا حولها ترفضان تحريرها نزولاً على أمر عقله اللائم بينما قلبه يخبره بقلة حيلة أن الأمر ليس بيده ، فالخيار الآخر المُتاح و الأكثر جنوناً كان أن يغمر بقبلاته المجنونة وجهها و شفتيها اللتين منحتاه للتو صك حريته و بكلمة منهما أعادتا الحياة لقلبه المسكين و روحه التي ماتت في بعدها .. شعر بقبضتيها تتشبثان بقميصه فضمها إليه أكثر ... مضت لحظات لا يقوى أحدهما على الإبتعاد حتى همست باكية بينما نبضات قلبه المجنونة تدوي في أذنها _"سامحني (زياد) ... سامحني أرجوك .. سامحني" أغمض عينيه يقاوم غصة في حلقه ازدادت مع بكائها ليهمس و هو يربت عليها _"شششش ... اهدأي حبيبتي ... (زيادك) يكفيه أنكِ عدتِ إليه أخيراً" عادت تهتف بأنين موجع و هي ترفع رأسها تنظر إليه بعينيها الغارقتين بالدموع _"لا (زياد) يجب أن تسمعني .. يجب أن تعرف الحقيقة .. أنني لم أخنك أبداً" و هزت رأسها بقوة و هي تبتعد عن حصار ذراعيه _"لم أفعل أبداً (زياد) و لم أكن لأخونك في يومٍ من الأيام" قاطعها _"حبيبتي .. اهدأي الآن و سنتكلم لاحقاً عن الأمر .. صدقيني ما يهمني الآن أنكِ معي أخيراً" و رفع يده يمسح دموعها بحنان فأمسكت كفه و هي تهز رأسها _"لا (زياد) .. لن أرتاح حتى أزيح ذلك الهم عن قلبي .. يجب أن تعرف حقيقة ارتباطي بـ(سالم) و سببه" انعقد حاجباه و تجهم وجهه بشدة ليهتف بغضب جعلها تنتفض _"لا تنطقي باسمه (وتين) .. لا تفعلي أبداً" انتبه لخوفها فاقترب ليمسك بكتفيها و هو يهمس بألم _"هل تعرفين كم كنت أحترق من الغيرة (وتيني)؟ .. كيف كنت أحترق في كل مرة أراه معكِ؟ .. كيف كنت أموت و أنا أراه قريباً منكِ؟ .. كم مرة كدت أقتله و أنا أراه يلمسكِ .. حين يقترب من حقي فيكِ ... حين أفكر أنه قد يصل إلى قلبكِ يوماً" رفع كفيه يحيط وجهها و يتابع بحرقة و أنفاسه الحارة تلفح وجهها ليرتجف قلبها أكثر و يذوب من أجل ألمه _"هل تتخيلين مدى ألمي و حرقتي (وتيني)؟ .. هل تعرفين كيف كانت تقتلني خيالاتي بكما معاً؟ كيف كانت تذبحني في صحوي و نومي .. آآآآه يا (وتيني) .. لقد ذُبحت آلاف المرات .. آلاف المرات حبيبتي بلا رحمة" سالت دموعها مع كلماته لتهمس بإصرار و هي تحتضن كفيه بيديها _"و أنا بالمثل (زياد) .. كنت أموت كل ليلة ألف مرة و أنا أفكر في أيامي القادمة من دونك ... لهذا يجب أن تعرف الحقيقة (زياد) .. لهذا يجب أن تسمعني .. أنا أبداً لم أحب غيرك .. لم أنظر لرجل غيرك و لم أكن لأفعل أبداً (زياد) .. لا رجل في هذا العالم يستحق أن أفكر فيه بعد أن عرفت حبك ... كل ما كان بيني أنا و (سالم) كان مجرد اتفاق" صمتت للحظة تبتلع ريقها أمام نظراته الحائرة قبل أن تتابع بسرعة _"زواجنا كان سيكون زواجاً صورياً (زياد) .. لا أكثر من ذلك .. كان اتفاقاً متبادلاً لمصلحة كلينا .. و ما يجمعني به الآن هو الصداقة فقط ... (سالم) ساعدني لأقف على قدميّ من جديد و أواجه مخاوفي .. أخبرني أن لا شيء أبداً يستحق أن أبتعد عنك بسببه ..أخبرني أن أحارب لأستعيدك (زياد) و ألا أخسر الفرصة التي يمنحها لي القدر .. هذا كل ما في الأمر (زياد) .. لذا لا داعي لغيرتك منه .. هو صديق فقط" أخذت نفساً عميقاً لتتطلع بقلق في وجهه الجامد تبحث عن ردة فعل ، لكنه صمت للحظات و هو يتطلع فيها ، قبل أن يزفر بشدة و يهتف بحاجبين معقودين _"لا داعي لغيرتي (وتين) .. بالله عليكِ إن أردتِ أن أتوقف عن غيرتي فلا تمتدحي ذلك الـ .. ذلك الرجل أمامي .. ثم لا تقولي صديقي هذه حتى لا أرتكب جريمة" ارتفع حاجباها و هي تنظر له بعينين متسعتين قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة سعيدة اتسعت لتصبح ضحكة رنانة غردت لها روحه فابتسم لها و عيناه تغمرانها بحبه ليقول بعد أن توقفت عن الضحك _"إذن آنسة (وتين هاشمي) ... أوقفي الضحك فلا تنسي أنكِ ستعاقبين بشدة على ما ارتكبتي في حق قلبي المسكين" و اقترب من وجهها الذي ارتسم التوجس على ملامحه ليهمس بشر مصطنع و بحاجب مرفوع _"صدقيني حبيبتي ... سأكون مسروراً و أنا أقتص منكِ لكل لحظة ابتعدتِ فيها عني" تراجعت للخلف و هي تضحك هامسةً باسمه حتى استندت للحائط بينما اقترب منها ليرفع ذراعاه يسندهما على الحائط و يحاصرها قائلاً _"لكن لنؤجل العقاب قليلاً حتى نسمع دفاعك آنسة (وتين)" تطلعت له بتوجس ليتابع بجدية _"هيا أخبريني ... ما الذي جعلك تتخلين عن حبنا و توافقين على زواج صوري فقط لتبتعدي عني؟ .. ما الأمر القاهر الذي دفعكِ لهكذا خطوة؟ .. و لا تقولي بسبب أمي فعندها سأضربك فوق رأسك الأحمق هذا لأعيد بعض التعقل إليه" ابتلعت لعابها و عاد الخوف و التردد يحتلان قلبها و هي تفكر .. كيف ستخبره بالأمر الآن و ماذا ستقول .. يا إلهي!! .. الأمر أصعب بكثير مما تصورت .. فتحت فمها لتنطق فتوقفت الكلمات في حلقها بقسوة .. تنفست بقوة و هي تحاول لملمة بقايا شجاعتها التي تخلت عنها في اللحظة الحاسمة لتقول بصوت مرتبك _"الأمر هو ... في الواقع .. أنا .." قال بتشجيع _"أجل ... أنتِ .. هيا أكملي .." ارتجفت أكثر و فتحت فمها لتنطق _"(زياد) ... أنا في الحقيقة أردت أن أخبرك أن .." قاطع جملتها صوت (راندا) النزق _"آسفة على المقاطعة عصفوري الحب .. لقد بدأ الجميع يتساءلون أين ذهبتما؟" التفت الاثنان بذهول نحو (راندا) التي وقفت على بعد مُكتفةً ذراعيها أمام صدرها تتطلع إليهما بعينين متسليتين .. احمر وجه (وتين) بشدة و هي تحاول الخروج من حصار ذراعيّ (زياد) لها ، بينما هو عقد حاجبيه بغيظ شديد و هو يهتف من بين أسنانه _"(راندا هاشمي) ... هل أخبرتك من قبل أنكِ تختارين أوقات سيئة للظهور؟" ضحكت (راندا) و هي تقترب قائلة في خبث _"لا أعتقد أنك فعلت عزيزي .. عامةً أنا هنا لأنقذ ابنة عمي المسكينة من أنياب الذئب المفترس .. أتمنى ألا أكون قد تأخرت كثيراً" هتفت بها (وتين) بلوم و حرج _"(راندا)" بينما لمعت عينا (زياد) بشر و هو يرفع قبضته لتغمز له (راندا) و هي تشد (وتين) من يدها _"معذرة أيها العاشق ... أحتاج حبيبتك في أمر هام و أنت عليك العودة فجدي يريدك لأمر ضروري جداً" هتف من تحت أسنانه _"(راندا هاشمي)" لوحت له و هي تتحرك و تسحب (وتين) خلفها _"بالمناسبة .. أبلغ تحياتي لصديقك الجديد (هشام رضوان) يا (زياد)" تطلع لها بذهول و هي تشد (وتين) التي ضحكت و هي تنظر له قبل أن تلوح له و تتابع سيرها مع (راندا) ... ركل الحائط بقدمه في حنق _"الحمقاء ... دوماً تختار التوقيت الأسوأ لتنتقم مني .. تباً" زفر بقوة ... حسناً .. لينظر للجانب المشرق من الأمر .. الليلة سيمكنه النوم أخيراً دون خيالات مزعجة .. قلبه اليوم مُتخم بالسعادة ... (وتينه) عادت أخيراً و لا شيء آخر يهم .. ************ | ||||||||
|
| |
|
23-12-16, 01:11 AM
| #489 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| دخل (هشام) إلى مكتبه بخطوات غاضبة و هو يكاد يتميز غيظاً .. ملامحه المتجهمة جعلت (عاصي) و (سيلين) يتطلعان إليه بدهشة قبل أن ينظرا لبعضهما البعض فهز (عاصي) كتفيه و هو يبتسم قبل أن ينظر من جديد نحو (هشام) ليقول مُشاكساً _"أخيراً عدت (هشام) كنت قد أوشكت أن أفقد الأمل في ان أغادر اليوم ... إذن أخي العزيز .. هل كانت رحلتك موفقة؟ .. أتمنى أن تكون قد قضيت وقتاً سعيداً هناك" نظر نحوه بحاجبين معقودين كأنما انتبه فجأة لوجودهما ليقول بحدة بعد لحظة ما أن استوعب كلمات (عاصي) الساخرة _"من الواضح أن أحدهم قد تمنى لي حظاً موفقاً قبل أن أذهب لهناك" نقلت (سيلين) نظراتها بينهما قبل أن تهز كتفيها بلا مبالة و تعود لتصفح الأوراق أمامها حتى انتبهت لـ(هشام) يقول بنفاذ صبر _"هل من جديد فيما طلبته منك (عاصي)؟ ... هل عرفت شيئاً جديداً من ذلك المحقق؟" زفر (عاصي) قائلاً _"ليس بعد ... ثم ماذا حدث لك بالضبط (هشام)؟ .. كنت تتحدث عن التخطيط الجيد و المُتأني .. ما الذي يجعلك منفعلاً و متعجلاً بهذه الطريقة؟ .. أشعر أن شيئاً جديداً قد جد و أنك تحاول استباقهم بخطوة ، صحيح؟" تنهد بقوة و هو يلقي بجسده فوق مقعده بينما عقله يسترجع حواره الأخير مع السيد (رفعت هاشمي) و الأخير يخبره على انفراد ما لم يستطع قوله أمام ابنه (أمجد) _"(هشام) بُني .. كما أخبرتك اليوم .. أنت أصبحت بالفعل فرداً من العائلة و أنا أثق بك ، كما وثقت بأبيك رحمه الله من قبل .. لذا دعني أخبرك بشيء لم أستطع قوله أمام (أمجد) فهو لم يعرف به أبداً و لا أريده أن يعرف فمازال ضميره مثقلاً بما فعله قبل سنوات حين رضخ لأمري و ابتعد عن (ليلى) دون أن يكون لها ذنب في الأمر" صمت للحظة قبل أن يتنهد متابعاً _"ما لم يعرفه (أمجد) هو أن (ليلى) بعد انفصاله عنها لم تتقبل الأمر أبداً .. هي لم تتقبل أبداً أنه تركها و وقع في حب أخرى .. في ليلة زفافه على (ثريا) عرفت أنها حاولت الإنتحار ... قطعت شرايين يديها و نزفت حتى كادت تموت و عرفت بعدها أن شقيقها بعد إنقاذها بمعجزة أرسلها للخارج ... وضعها هناك في مصحة بعد أن حاولت معاودة الإنتحار مرة أخرى" أخذ نفساً عميقاً و ارتسم الحزن قوياً على ملامحه _"لم أخبر (أمجد) بما عرفته فهو كان قد بدأ حياته لتوه مع من أحبها بحق ... كنت أعرف أن ضميره مازال يجلده بالذنب تجاهها و ربما خبر كهذا كان سيقلب حياته ... ذكرت أنني أحسست بوجود خطأ ما حين قابلتها أول مرة .. حين عرفت بمحاولة انتحارها أدركت ماهية ذلك الخطأ .. ما استشعرته وراء هشاشتها البالغة ذلك اليوم ... كنت محقاً في مخاوفي ... هشاشتها و ضعفها الشديدين كانا واجهة لشخصيتها المضطربة .. ربما كان سبب ذلك نشأتها و تربية شقيقها لها ... ربما .. لكنني واثق أن اضطرابها ذاك من الممكن أن يتحول لجنون بكل بساطة و لا أعتقد أبداً أنها كما أخبرت (أمجد) بعد زواجها من (عزت) أنها قد تجاوزت الأمر ... لديّ بعض الشكوك حتى في أنها حاولت أكثر من مرة إيذاء أفراد عائلتي لتؤذي (أمجد) من خلالهم" عقد (هشام) حاجبيه قائلاً _"إذن كنت مُحقاً في مخاوفي من أن (سامر) لابد يخطط لإيذاء (راندا)" هز (رفعت) رأسه قائلاً _"لا أعرف .. ربما تكون (ليلى) قد ملأت رأسه بترهات ما لتجعله ينفذ انتقامها من (أمجد) في ابنته .. ربما .. و ربما أكون مخطئاً في مخاوفي و شكوكي .. من يدري؟!" هز (هشام) رأسه نفياً و هو يقول _"لا سيدي .. آ .. جدي .. أخبرتك ما أعرفه عن (سامر) .. ذلك الشخص أنا متأكد أنه لا يحمل نوايا طيبة أبداً .. هو لم يقترب من (راندا) إلا بهدف واحد .. أن يؤذيها" لمع القلق في عينيّ (رفعت) ليقول و هو يقبض على يد (هشام) _"و أنا أثق في كلامك بني و لهذا أريدك أن تعدني .. عدني أن تحميها دوماً يا ولدي و ألا تدعه يصل إليها بأي أذى .. أتعدني بني؟" ربت (هشام) على كفه و هو يقول بتأكيد و وعد _"أعدك جدي .. لا تقلق على (راندا) فأنا سأحميها بروحي" لمعت عينا الجد بامتنان و هو يهمس _"أعرف أنك ستفعل يا ولدي .. أعرف ذلك .. و أعرف أنك الوحيد الذي سيعيد حفيدتي العنيدة إلى عقلها ... أنا أعتمد عليك (هشام)" هتف (هشام) من بين أسنانه _"تلك الحمقاء العنيدة" انتبه أنه نطق جملته بصوت مرتفع لفت انتباه رفيقيه في الغرفة لينظرا نحوه بدهشة قبل أن يطلق (عاصي) ضحكة عالية مستمتعة جعلت تجهم (هشام) يزداد قبل أن يقول بتهكم _"عرفت أن حالتك هذه لن يكون سببها سوى أميرة الهاشمية" هتف من تحت أسنانه _"(عاصي)" ضحك و هو يربت على كتفه قائلاً _"حسناً (هشام) ... ما الأمر؟ .. ما الذي فعلته بك هذه المرة؟" رمقه بحدة و هو يزفر ليلتفت نحو (سيلين) التي تحدق فيهما و يقول _"لا تخافي عزيزتي .. سيكون بخير بعد قليل .. إذن (هشام) .. يبدو أن الآنسة (راندا) كالعادة قد أثارت غضبك و جنونك" همست (سيلين) بتساؤل _"(راندا) من؟" ضرب (عاصي) على رأسه ليقول _"أوه .. نسيت أنكِ لم تعرفي بآخر الأخبار بعد" و أشار نحو (هشام) الذي بدأ الدم يغلي في رأسه و هو يقول بخبث _"عزيزنا (هشام) وقع أخيراً في الحب و صدقيني حالته ميؤوس منها بشدة" نظرت نحو (هشام) المتجهم بدهشة حقيقة قبل أن تهمس بذهول _"(هشام) .. مستحيل" ضيق عينيه و هو ينظر نحوها ليهتف دون تفكير _"و لماذا أنتِ مصدومة هكذا؟ .. قلتِ قبل ساعات قليلة أنكِ لا تحبين (هشام) و لا تفكرين فيه بهذه الطريقة" نظرت نحو (هشام) بارتباك قبل أن تهتف بحنق _"أنت أحمق" ضربه (هشام) على رأسه ليهتف _"ماذا؟ ... كنت أمزح معها ... أنا أعذرها لأنها مصدومة فلو لم أكن معك يومها لما صدقت ما رأيته بأم عينيّ" زفر (هشام) بيأس و هو يقول _"لا فائدة" و نظر لـ(سيلين) التي كانت تحاول اختراق ملامحه كعادتها محاولة الوصول لما يخفي في أعماقه ليقول بتنهيدة _"حسناً ... دعونا من كل هذا و لنركز على مهمتنا .. (عاصي) .. سأنتظر المعلومات الإضافية ربما تساعدنا .. آه .. و معي رقم هاتف يستخدمه ذلك الوغد ربما يفيدنا بأي شيء ... (سامر) هذا أريد أن أبعده في أسرع وقت عن الطريق قبل أن أجعله يدفع ثمن ما فعله غالياً" عقد (عاصي) حاجبيه بشدة مفكراً لبرهة قبل أن يقول _"لماذا أشعر أن لـ(راندا هاشمي) علاقة بالأمر (هشام)؟" تنفس (هشام) بقوة قبل أن يقرر أن يلقي بالأمر عن كاهله و يشركهما فيه بحثاً عن حل _"حسناً ... لسنا وحدنا المستهدفين في قائمة عائلة اليزيدي .. فآل (هاشمي) في القائمة أيضاً ... و (راندا) هي .. هدف إنتقامهم التالي" هتف (عاصي) _"هل تقصد؟!" أومأ و هو يقبض على كفيه بغضب مكبوت بينما النيران اشتعلت من جديد بقلب (عاصي) و هو يتذكر فشله في حماية (رهف) سابقاً ليقول بحدة _"إذن ما خطتك (هشام)؟ .. ماذا تنتظر؟! أخبرها بالأمر و أطلب منها الإبتعاد عنه" لوى شفتيه بتهكم _"كأنني لم أفعل ... بحق الله (عاصي) لقد رأيتها .. هل تتوقع أن تستمع لكلامي ... تلك العنيدة مصممة على علاقتها به لمجرد أن تعاندني .. تلك الحمقاء" صمت بتجهم لتقول (سيلين) بعد برهة _"إذن هل لديك فكرة ما لتبعدها عن طريقه؟ .. لا بد أن هناك طريقة .. نقطة ضعف تستغلها ضده أو طريقة تكشفه بها أمامها" تنهد بحرارة ليقول (عاصي) بحنق _"ذلك الوغد و شقيقه حريصان جداً ... لا نعلم عنهما إلا أقل القليل ... حتى الشائعات عن علاقته النسائية العديدة لا يمكننا أن نمسك عليها أي دليل .. تبقى مجرد شائعات" لمعت عيناها بشدة التقطتها عينا (هشام) و فهم ما يختفي وراءها ليهتف بغضب و تحذير _"لا (سيلين) .. إياكِ" التفت نحوه (عاصي) دون فهم بينما تابع هو _"إياكِ أن تفكري في هذا لحظة واحدة" بادلته نظراته ببرود قبل أن تهز كتفيها بلا مبالة _"لا أعرف عما تتحدث (هشام)" ضرب سطح المكتب بقبضته بغضب و هو يهتف _"(سيلين) .. أنا لا أمزح .. إياكِ أن تفعلي ما يدور ببالك و تعرفين جيداً ما أقصد" نقل (عاصي) نظره بينهما ليقول بحاجبين معقودين _"ما الذي يجري هنا؟ .. هلا أفهمني أحدكما ما يدور من حولي فيبدو أنني فقدت الإتصال معكما في نقطة ما" لم يزحزح أيهما عينيه عن الآخر فزفر بقوة _"حسناً ... يؤسفني أنني لن أتابع معركتكما اللطيفة لآخرها فأنا مضطر للإنصراف في الحال" و ألقى نظرة في ساعة يده ليقول _"موعد زيارتي لـ(رهف) قد اقترب و عليّ الذهاب في التو .. يمكنكما أن تأخذا راحتكما و تقتلا بعضكما بعد إنصرافي" و هز رأسه عندما لم يرد أحدهما ليقول بيأس _"حسناً .. إلى اللقاء لكما أنتما أيضاً .. خذا راحتيكما" و غادر و هويلوي شفتيه بتهكم تاركاً الاثنان يتبادلان النظرات التي قطعتها (سيلين) و هي تتراجع في مقعدها قائلة _"لا داعي لقلقك (هشام) ... كانت مجرد فكرة" هتف بحنق _"فكرة حمقاء (سيلين) و لا داعي لها أبداً ... أنا سأعرف كيف أزيح ذلك الوغد عن الطريق .. و إياكِ أن أعرف أنكِ نفذتِ ما برأسكِ" هزت رأسها لينظر لها بشك لكنها خفضت وجهها تنظر في الأوراق أمامها تمنعه رؤية عينيها اللتين كانتا تلمعان بقوة و تصميم ... ************** راقب (أمجد) بإبتسامة واسعة (ثريا) و هي تقف أمام المرآة تخلع قرطيها و هي تتمتم بحنق كلمات خافتة لم يلتقطها ... يعرف السبب وراء حنقها فليس هناك غيره .. اقترب منها و هي تكمل خلع زينتها بينما تقطب حاجبيها و تستمر في تأففها و همسها المتذمر ، لم يستطع مقاومة ضحكة صغيرة خرجت من فمه و هو يقترب ليقف خلفها ينظر لإنعكاسهما في المرآة لتتنهد هي و كتفاها يتهدلان بيأس همس لها و هو يمد يده ليحرر خصلات شعرها و يتخللها بأصابعه في حنان _"ما بها ملكتي ، من أغضبها؟.. لماذا تتمتمين بحنق هكذا مولاتي؟" زفرت و هي تنظر له في المرآة بحاجبيها المعقودين مجيبة بلوم _"ألا تعرف حقاً يا (أمجد)؟" ضحك و هو يحيط خصرها بذراعيه لتتابع في حنق _"ابنتك المدللة ستقتلني كمداً عن قريب .. هل رأيت تصرفاتها؟!" همس و هو يضمها إليه _"بعُد الشر عنكِ (ثُريتي) .. ثم ماذا فعلت (راندا) لتغضبي هكذا؟" اتسعت عيناها قبل أن تلف بين ذراعيه لتواجهه هاتفة بإنفعال جلعها أشبه بابنتها _"تقول ماذا فعلت؟! .. هل تمزح معي (أمجد)؟ .. ألم تر تصرفاتها الحمقاء طيلة اليوم؟ .. هل رأيت كيف كانت تتعامل مع (هشام)؟ .. يا الله!! .. كان الله في عون الفتى المسكين ، ابنتك ستصيبه بالجنون" و ضربت صدره بقبضتها مع ضحكته العالية و هي تهتف _"ما الذي يضحكك فيما أقول؟ ... آه .. لك الحق في أن تفعل فأنت السبب .. أنت من دللها حتى أفسدتها تماماً" ازدادت ضحكته قبل أن يجيب و هو يغمز بإحدى عينيه _"غريب .. أتذكر قبل سنوات قطة شرسة حولت وجهي و ثيابي للوحة زيتية مجنونة عندما حاولت مغازلتها في مرسمها" احمر وجهها بشدة و عضت على شفتيها تمنع ابتسامة من التسلل إليهما ليتابع _"إن كنتِ نسيتي حبيبتي فأنا لم أفعل ... مازلت أتذكر كل يوم منذ قابلتك أول مرة و أتذكر كل كلمة وكل شجار و كل شتمة لطيفة وجهتها لي هاتان الشفتان اللطيفتان و كل مرة هدتتني بالقتل إن ظهرت أمام ناظريك مرة أخرى ، هل تذكرين؟" لم تقاوم ابتسامتها هذه المرة و الحنين يرتسم في نظراتها إليه لتهمس بدلال _"كنت تستحق ذلك" ضحك و هو يشبك كفيه خلف ظهرها و يقربها إليه قائلاً بحاجب مرفوع _"إذن (هشام) مسكين ، أما أنا فأستحق .. ممم .. ما العقاب الذي تستحقينه على هذه الكلمات سيدة (ثريا)؟" رفعت ذراعيها تشبكهما حول رقبته قائلة بتحدي _"و هل أخطأت في كلمة؟ .. هل تنكر أنك كنت تستحق بأفعالك تلك سيد (أمجد هاشمي)؟" رفع رأسه مصطنعاً التفكير للحظة قبل أن يقول ضاحكاً و هو ينظر لها _"لا .. لا يمكنني أن أنكر" و نظر لعينيها للحظات و عقله يعيده لسنوات مضت قبل أن يلقاها و ما عرفه من (هشام) اليوم .. هل تُرى ما فعله في الماضي لم يمر مرور الكرام بالفعل كما أخبرته (ليلى) .. هل كذبت عندما قالت أنها نسيت كل شيء و أنها سعيدة في حياتها؟ ، تنهد فنظرت له بقلق و هي تهمس _"ما بك (أمجد)؟ .. أهناك ما يقلقلك؟" أخذ نفساً عميقاً قبل أن ينحي حيرته و قلقه جانباً و يبتسم لها قائلاً بحب _"لا شيء حبيبتي .. كنت أفكر كم كان القدر كريماً معي حين جعلني ألقاك" نظرت له بشك ليهمس و هو يداعب خصلاتها _"سأظل أحمد الله على أن جعلكِ نصيبي و قدري .. حبيبة عمري و أم أولادي" ابتسمت له في حب مماثل ليتابع بمزاح _"و ذلك المسكين (هشام رضوان) كما تقولين عنه .. ليس مسكيناً أبداً ... سترين قريباً جداً أنه سيجعلك ابنتك العنيدة تعود إلى صوابها و سيجعلها تقع في حبه رأساً على عقب" و رفع أحد حاجبيه بغطرسة متابعاً _"كما فعلت أنا مع قطة شرسة عنيدة لم تكن تعرف شيئاً سوى خرمشتي بأظافرها كلما التقينا حتى انتهى بها الأمر كقطة وديعة لا تجد أمانها إلا فوق صدري" ضيقت عينيها بتنمر و ضربت صدره و هي تقول بشراسة مهددة _"(أمجد هاشمي) ... بالمناسبة قطتك الشرسة مازالت موجودة فلا تجعلني أعيدها من جديد لحياتك ، هل فهمت؟" هتف بتراجع و اعتذار مصطنع _"يا إلهي! .. آسف فعلاً .. لا داعي لتظهريها من جديد حبيبتي" ضحكت ليقترب منها هامساً و هو _"إذن دعينا من (راندا) الشقية و (هشام) المسكين و قصة حبهما المجنونة هذه و تعالي هنا و أخبريني .. " تطلعت لعينيه بحب ليهمس و هو يميل نحوها مُداعباً أنفها بأنفه _"هل أخبرتك اليوم كم أنتِ جميلة و كم أحبكِ؟" همست و هي تهز رأسها نفياً _"لا لم تفعل" ضحك مجيباً بأسف مصطنع _"لم أفعل حقاً؟! .. يا إلهي!! .. لا .. هذا تقصير شديد مني .. إذن دعيني أصحح هذا الخطأ الجسيم في التو و الحال يا مولاتي .. دعيني أخبرك كم أحبكِ و كم سأفعل دوماً" *********** | ||||||||
|
| |
|
23-12-16, 01:30 AM
| #490 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| قلبت (همسة) في طبق طعامها بشرود قبل أن ترفع ملعقتها لفمها تتناول طعامها و هي غارقة في التفكير ... لقد سافر (عماد) و ها هي هنا محاصرة بين جدران أربع و مع من .. مع أكثر من يكرهها في هذا العالم ... تنهدت بحرارة ... حسناً لا يمكنها أن تلومها .. تعرف أنها لن تحبها أبداً و أنها تمثل لها جُرحاً عميقاً و طعنة بشعة من زوجها .. لكن ماذا بيدها هي لتفعله .. زفرت بحرارة .. و ماذا تفعل بمفردها هنا ؟ .. تكاد تموت كمداً .. حسناً يجب أن تجد طريقة لتتسلل من هنا حتى يعود (عماد) .. انتبهت حواسها مع الخطوات التي تعالت تقترب من غرفة الطعام لتطل صاحبتها .. ابتلعت لعابها و هي تشعر بتوقفها و بنظراتها النارية تنصب فوق ظهرها قبل أن تقترب من جديد و هي تهتف بغضب _"ألم آمرك ألا ترينني وجهك القبيح هذا طيلة فترة بقائك هنا؟ ... هيا اذهبي لغرفتك حالاً" نظرت لها بعينين دامعتين من خلف نظارتها لتهتف فيها _"ماذا تنتظرين؟ .. اذهبي هيا .. و اعملي حسابك ستتناولين وجباتك كلها في غرفتك ... لا أريد رؤيتك أبداً حتى تغادرين" هزت رأسها و هي تنهض لتغادر المائدة و تتجه بخطوات سريعة و جسد مرتجف نحو غرفتها تتبعها عينا (ليلى) الحانقتين ... تابعت (همسة) طريقها أمام أنظار الخدم المُشفقة عليها حتى وصلت إلى غرفتها ... فتحت الباب و دخلت بسرعة لتستند بظهرها إلى الباب المُغلق و صدرها يرتفع و ينخفض بقوة بينما أطرقت برأسها للحظات قبل أن ترفعه بحزم و تمسح بقوة دمعتين يتيمتين سالتا على خديها ... أخذت نفساً قوياً و هي تتحرك لتقف أمام مرآتها تتأمل صورتها الباهتة للحظات قبل أن تخلع نظارتها و تتطلع لعينيها الزيتونيتين اللتين لمعتا بقوة و تصميم و هي تمد يدها لتخلع رباط شعرها الذي تربطه به بطريقة متزمتة تأسره و تخفي جماله تماماً ... تركت خصلاته العسلية تنسدل بحرية لتمنحها مظهراً غجرياً ساحراً اعتادت أن تخفيه عن أنظار الجميع كما تخفي شخصيتها الحقيقية عنهم جميعاً خصوصاً منذ التحقت قبل سنوات بتلك المدرسة الداخلية التي أرسلتها إليها زوجة أبيها لتبعدها عنها تماماً ... حسناً لولا (عماد) لأرسلتها (ليلى) إلى دار أيتام و استراحت من رؤيتها للأبد ... (عماد) أخيها الأكبر و أكثر من يهتم بها في هذا البيت .. الوحيد الذي تقبلها دون مشاكل .. حسناً ليس الوحيد في الحقيقة .. (فهد) ابن خال أخويها أيضاً تقبلها رغم أن عمته رفضتها منذ البداية و وجهت كل كراهيتها نحوها و التي التقطها (سامر) بالتبعية ، لكن (فهد) لم يفعل .. بالعكس كلما غمرتها (ليلى) بكراهيتها كان يغمرها هو بإهتمامه و رعايته منذ صغرها ... ابتسمت لصورتها في المرآة قبل أن تتركها و تتجه لفراشها تلقي نفسها فوقه و هي تزفر بقوة ... (عماد) .. لماذا سافر بهذه السرعة لباريس .. ما وجه الضرورة؟ .. تذكرت حين لحق بها بعد أن شهد تعنيف أمه لها .. توسلت له ألا يتركها و يذهب ، لكنه أخبرها أن الأمر عاجل و سيعود سريعاً ... عاد صوته الحازم يتردد في عقلها و هو يقول _"صغيرتي ... لن أتأخر صدقيني .. لو لم يكن الأمر هاماً لم أكن لأتركك" همست بتوسل _"أخي ... أرجوك ... تعرف أن أمـ .. السيدة (ليلى) لا تحتمل رؤيتي أمامها .. خذني معك أرجوك" ربت على خدها في حنان _"حبيبتي .. ماذا أخبرتك؟ ... سأعود سريعاً" ابتلعت لعابها بتوتر لتقول بخفوت _"إذن هل يمكنني أن أسافر لـ(فهد)؟!" قطب حاجبيه بشدة ليقول بحزم _"(همس) صغيرتي ... أخبرتك أن (فهد) و (سامر) مشغولان هناك جداً ... عندما ينتهيان من مهمتهما هناك و يصبح كل شيء على ما يرام سنعود جميعاً ... أنتِ و أمي بأمان هنا .. لن أخاطر أن يصيبكما أي شيء هناك" نظرت له من خلف نظارتها لتقول _"ما ذلك الأمر الجلل الذي يستدعي كل هذا الحرص أخي؟ .. أنا لا أجد ضرراً من ذهابي هناك ... كما أنني سأكون في حماية (فهد) .. هل تعتقد أنه قد يقصر في رعايته لي؟!" زفر بحدة و نفاذ صبر _"(همس) لا تجادلي كثيراً .. قلت لن أخاطر أبداً بوجودك هناك في هذا الوقت بالذات .. عندما تبدأ الأمور في الاستقرار .. أعدك أن تذهبي و (سامر) سيهتم بكِ هناك" لاحظ انعقاد حاجبيها و ملامحها التي توترت بقوة مع ذكر أخيهما ليسألها بحاجبين معقودين _"ما الأمر (همسة)؟" تطلعت له بحيرة و قلق ليتابع _"هل حدث شيئ بينك و بين (سامر)؟ .. منذ فترة و أنا ألاحظ تغيرك عندما يُذكر اسمه أمامك .. ما الأمر صغيرتي؟" رسمت ابتسامة مفتعلة على شفتيها و هي تقول بتذمر طفولي مصطنع _"لا شيء أخي ... تعرف أنا و (سامر) نادراً ما اتفقنا" نظر لها بشك قبل أن يقول بشبه ابتسامة _"إذن هذا أدعى لأن تبقي هنا و لا تسافري و تكوني برفقته" نظرت له بتذمر طفولي فربت على شعرها بحنان قبل أن يقول و هو ينظر في عينيها يحاول إختراق أعماقها _"(همسة) .. هل هناك أي شيء تريدين إخباري عنه؟ .. أنتِ لا تخفين عني أي أمر ، صحيح؟!" توترت تحت أنظاره .. هل يشك في شيء ما؟ .. هل يعرف بأمر سفرها للوطن قبل شهور دون علمهم .. لا لقد كانت حريصة ألا يعرف .. هل أخبره (فهد) بسرها؟ .. لا بالتأكيد لا .. هي تثق بوعده لها .. ربما هي مجرد شكوك في رأس أخيها .. رسمت بصعوبة ابتسامة مرحة و هي تهتف _"أي أمر أخي؟! .. كل شيء على ما يرام .. حسناً .. لقد اقتنعت بكلامك و سأنتظر حتى تستقر الأمور و نعود جميعاً لهناك" نظر لها للحظات قبل أن يربت على رأسها بحنان و ينحني ليقبل رأسها و هو يقول _"إذن صغيرتي ستهتمين بنفسك حتى أعود؟!" أومأت له بابتسامة كبيرة و هي تقترب لتحيط خصره بذراعيه و تضم نفسها إليه ليحتضنها في حب و هو يقول _"اهتمي بنفسك صغيرتي و أعدك لن أتأخر عليكِ" أومأت برأسها مرة أخرى قبل أن تبتعد و ترفع كفها إلى رأسها بتحية عسكرية مازحة و هي تهتف بمرح _"تمام أفندم" هز رأسها ضاحكاً و ربت على شعرها مرة أخرى قبل أن يغادر غرفتها و يغلق الباب خلفه لتُمحى ابتسامتها المرحة و يحل محلها القلق الشديد ... عادت للواقع و تنهدت بقوة و هي تفكر ... لابد أن سفر (عماد) لباريس يتعلق بذلك الإنتقام البغيض الذي يأسر العائلة كلها بهوس و جنون ... زفرت بحرارة .. بالصدفة .. عرفت بالأمر بالصدفة .. و معرفة الحقيقة لم تجلب لها الراحة أبداً و هي تدرك ببصيرتها الثمن الرهيب الذي سيدفعه أخواها في سبيل تحقيق ذلك الإنتقام الأجوف ... لقد نجت هي من مقصلة الكراهية التي استأصلت بها (ليلى) قلوب البقية لتأسرهم في دوامة عنيفة من الإنتقام من أجل الماضي ... تدرك أن ما حدث في الماضي لم يكن شيئاً بسيطاً .. الدماء التي سالت و سنوات غربتهم تستحق ، لكن من قال أنهم سيحصلون على الراحة إن فعلوا ... وضعت راحتها فوق قلبها .. تحمد الله فعلاً أنها نجت من ألاعيب (ليلى) الذهنية التي غسلت بها أدمغتهم لتقنعهم أن الإنتقام وحده سيعيد حقهم الضائع فاختلطت الحسابات و ضاعت القيم و تخبط الجميع في قيود الماضي و الثمن الذي سيدفعه الجميع سيكون من أرواحهم ... لكنها لن تقف هكذا مكتوفة اليدين تشاهد أخويها و هما يتجردان من آخر ذرة من انسانيتهما .. لن تسامح نفسها إن تركتهما يغرقان في وحل الإنتقام الذي سيحولهما لوحشين لا يتحركان إلا بشهوته متعطشان له فلا يميزان بين بريء و مجرم ... نهضت فجأة في فراشها لتغطي أذنيها بكفيها بألم و صرخات مستغيثة تتردد في ذاكرتها .. دمعت عيناها بقوة و هي تهتف بحرقة _"يكفي .. أريد أن أنسى .. أريد أن أنسى .. أرجوك" ليهتف عقلها التي تزايدت الصرخات داخله دون رحمة .. كيف تنسين بالله عليكِ .. كيف ستفعلين و أنتِ تدركين جيداً أن الأوان قد فات .. أن أخاكِ قد تجرد بالفعل من آخر ذرة انسانية يحملها في أعماقه و تحول إلى ذلك الوحش الذي كنتِ تخشين أن يصبحه .. كيف تنسين أنه دنس روحاً بريئة مقابل انتقامه الملعون ... كيف ستنسين تلك الفتاة التي لا تتوقف صرخاتها عن مطاردتك (همسة) .. كيف ستفعلين بالله عليكِ؟ ... كيف؟! ... مرت لحظات و هي تبكي حتى خفتت الصرخات أخيراً لتفتح عينيها و ترفع كفيها عن أذنيها لتهمس بوعد و هي تهز رأسها _"لم يفت الأوان بعد ... إن كان الأوان قد فات لأنقذ (سامر) من نفسه .. فأنا لن أدع (عماد) يتحول هو الآخر لذلك الوحش البشع .. لن أتركه يفقد ما تبقى من روحه و انسانيته هو الآخر بسبب ذلك الإنتقام اللعين ... سأمنعه بأي طريقة أقسم بهذا" نطقت قسمها بحزم و هي تضم قبضتها إلى قلبها بقوة و عيناها تلمعان بقوة و تصميم أكبر ************ انتهى الفصل السابع و العشرون أرجو أن ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم قراءة ممتعة للجميع أرق تحياتي | ||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| للعضويات, المتعددة, تنبيه |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
639Likes
.png)
.png)
العرض العادي
