آخر 10 مشاركات
💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          أنفاس أحمد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية البوليس السري - سيلينا دولارو (الكاتـب : ahmad2006771 - )           »          الرواية الثانية بقلمي..أسألك الرحيلا.. *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : sweettara - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-16, 07:11 PM   #51

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 07:19 PM   #52

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرواية جميلة ومن الفصول القادمة سيتضح بعض الغموض متابعة معك ان شاء الله فقلمك جميل وحساس ولغتك جميلة ومحببة اتمني لك التوفيق موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 07:35 PM   #53

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرجس علي مشاهدة المشاركة
انا اود اعتذر على عدم حضوري وتعليقي هناx
وانت تعلمين كم احب روايتك لكن اعادة التنزيل اخذت وقتي من افتح لذلك من يوم الثلاثاء بالليل تجدينني هنا ولي تعليق لكل فصل فاتني لكن الان التمسي لي العذر ... بالتوفيق

هههههه شوفي الكيبورد اللعين شو عمل يمزج كل الكلام مع بعض تبآ
و لا يهمك حبيبتى ... عارفة إنشغالك فى تنزيل الفصول ربنا يعينك ... فى إنتظار ردودك العطرة
هههههههه الكيبورد أكيد يوسف هو اللى أثر عليه

خالص تحياتى و حبى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 07:39 PM   #54

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الرواية جميلة ومن الفصول القادمة سيتضح بعض الغموض متابعة معك ان شاء الله فقلمك جميل وحساس ولغتك جميلة ومحببة اتمني لك التوفيق موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
نورتينى بوجودك العطر عزيزتى و سعيدة جدا برأيك فى قلمى و متابعتك و أتمنى الأحداث القادمة تنال إعجابك
أرق تحياتى


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 10:54 PM   #55

نرجس علي
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 343731
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » نرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond reputeنرجس علي has a reputation beyond repute
افتراضي

مايلو هلو
اليوم حقرأ فصل او اكثر لأن من اجلك نزلت فصلي الان حتى بالليل اخلص تنزيل بسرعه واجي هنا انتظريني وحظري معاكِ قهوه


نرجس علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 11:00 PM   #56

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

صمت ران على الغرفة للحظات ... لم ينطق أحدهم بكلمة واحدة ... مازالت ذراع (زياد) تحيط بخصر (راندا) التى تسمرت عيناها على وجه (وتين) الشاحب ، تحدق فيهما بصمت .. عيناها ارتسم الألم رهيبا داخلهما و شفتاها كانتا ترتجفان ... لحظات مرت قبل أن تستوعب (راندا) ما يحدث ، انتزعت نفسها من يدىّ (زياد) وابتعدت و هى تهمس بإسم (وتين) ... نقلت (وتين) عينيها منها إلى (زياد) الذى وقف باردا متباعدا و كأنه لم يفعل أى شئ ... لم يبعد عينيه عن عينيها الناظرتين إليه بألم و تساؤل جريح ، اكتفى بأن رفع حاجبا متحديا و كتف ذراعيه أمام صدره قبل أن يسألها ببرود
_"ما الأمر (وتين) ؟! ... كنتِ تريدين شيئا؟!"
اتسعت عيناها بألم و ازداد ارتجاف شفتيها قبل أن تبتسم بصعوبة و هى تنظر نحو (راندا) التى قطبت حاجبيها فى ضيق و ألم قبل أن تقول
_"معذرة ... لقد أتيت على صرخة (راندا) و ... تصورت أن أمرا قد حدث و"
قاطعها بلهجة أشد برودا و هو يقترب مجددا من (راندا)
_"كما رأيت ِ... لم يحدث أى شئ ... سئ ... لاشئ يستدعى قلقك ... شكرا لكِ .. يمكنك الذهاب بأمان"
لم تقطع التواصل المرير بين عينيهما و حديثهما بالأمس و وعده القاسى لها عاد ليتردد فى ذهنها بوضوح ... اتسعت إبتسامتها رغم الألم الظاهر بوضوح فى عينيها لرده البارد و هى تقول
_"إذن أعتذر مجددا على المقاطعة ... يمكنكما الإستمرار من حيث توقفتما ... اعذرانى"
قالتها و رفعت رأسها و استدارت مشيحة بظهرها لتغادر الغرفة بكل هدوء تتبعها عينا (زياد) اللتان غادرهما البرود و القسوة و حل محلهما ألم مماثل لألمها ... تنفس بقوة و هو يلتفت نحو (راندا) التى وقفت بصمت و حاجباها معقودان تنظر إلى الباب حيث كانت تقف (وتين).. تنهد و هو يقترب منها قليلا ليقول بتردد
_"(راندا) .. أنا .."
التفتت نحوه بحدة و هتفت و الدموع تلمع فى عينيها اللتين اشتعلتا بنيران غضب
_"اصمت (زياد) ... لا أريد أن أسمع كلمة منك"
_"(رندا) ... أرجوكِ ... دعينى أشرح لـ "
رفعت كفها فى وجهه و صرخت تقاطعه
_"يكفى (زياد) ... يكفى ما فعلته حتى الآن ... يكفى ... أنا أكرهك (زياد) ... أكرهك"
_(راندا) ... أرجوكِ .. لا تـ.."
التفتت نحوه بجسدها كليا و هى تهز رأسها فيما صوتها يختنق و هى تقول
_"لماذا (زياد) ؟! ... أنا لا أصدق ... لم أعد أعرفك .. أنا لا أعرف هذا القاسى الذى يقف أمامى ... منذ متى يا (زياد) و أنت بهذه القسوة ، متى تعلمت أن تكره و تقسو هكذا؟"
تنهد بقوة و هو يمرر أصابعه فى شعره بعنف قبل أن يهتف بها
_"متى ؟! ... تسأليننى متى و لماذا (راندا)؟ّ! ... أنتِ بالذات لا يجب أن تطرحى سؤالا كهذا ...ماذا كنتى تتوقعين منى (راندا)؟! .. بحق الله أنتِ تعرفين كل شئ .. كنتِ شاهدة على كل ما بيننا ، الآن تستنكرين ما أفعل "
تنفست بألم و هى تستوعب كم المرارة و الألم فى صوته
_"أعذر ما تمر به (زياد) .. لكن ... لا يمكننى أن أغفر لك أبدا ما فعلته لتوك ... كنت تعرف أن (وتين) تقف على الباب ، صحيح؟ .. أنا متأكدة من هذا ... ما كنت ستفعل شيئا كهذا إلا و أنت تعرف .. اسمع (زياد) كل ما سبق كان مجرد مزاح و مقالب سخيفة بيننا منذ الصغر و قد اعتدنا هذا أنا و أنت ... لكن ... أن تستخدمنى لتجرح (وتين) بهذه الطريقة ، فهذا ما لا أستطيع تقبله أبدا"
عضت شفتيها بقوة قبل أن تهتف بقوة و هى تلوح بكفيها
_"لقد سأمت من غبائكما أنتما الاثنان ... سأمت من عنادكما و لعبتكما السخيفة هذه ... تريدان قتل بعضكما افعلا إذن ... لكن لا تشركانى فى هذه اللعبة الغبية التى تجرى بينكما ... لا تفعلا ، هل تفهم؟! ... أحمقان"
صرخت كلمتها الأخيرة فى وجهه بعنف قبل أن تندفع نحو الباب لتغادر قبل أن تتوقف هناك للحظة و تلتفت نحو (زياد) الذى وقف بحاجبين معقودين مطرقا بوجهه المتجهم للأرض .. تأملته لحظة بغضب و هى تكز على أسنانها قبل أن تتنهد بقوة ... رفع عينيه إليها فهزت رأسها و هى تقول
_لن أشعر بالراحة إن غادرت هكذا ... أقسم أننى سأموت غيظا إن لم أفعل هذا .. اعذرنى"
ضيق عينيه بتساؤل و هو يراها تقترب بسرعة و قبل أن يفتح فمه بحرف كانت قبضتها قد ارتفعت لتهوى على فكه بلكمة قاسية بدا واضحا لها أنه لم يحاول تفاديها أبدا كأنه يعاقب ذاته ... لكمته بكل قوتها و هى تهتف
_"إياك أن تكررها (زياد) .. إياك أن تستخدمنى مرة أخرى للإنتقام من (وتين)... إياك"
قالتها و غادرت الغرفة و هى تصفق الباب خلفها بكل عنف ... تركته واقفا يتأمل الباب المغلق بعينين معتمتين قبل أن يتراجع للخلف ببطء فيسقط جالسا على حافة فراشه و يرفع يده يتحسس فكه الموجوع و إبتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه و هو يهمس
_"تبا (راندا) ... أصبحتِ تلكمين بقسوة"
إبتسامته الساخرة تحولت لضحكة مريرة و هو يتراجع بظهره ليتمدد على فراشه بالعرض و قدماه مازالتا تلامسان أرض الغرفة .. وضع ذراعه على عينيه لحظات و هو مازال يضحك بمرارة قبل أن يهمس إسمها بألم ... رفع ذراعه ليتأمل السقف بعينين مشوشتين قبل أن يلمس قلبه و هو يكرر همسه
_"(وتين) ... (وتين) ... (وتين)"
كرر إسمها و صوته يزداد ألما و حرقة مع كل مرة فيما يضرب صدره بقبضته بعنف أكبر مرارا ... لكم صدره بقوة و هو يهتف
_"توقف ... توقف أيها الأحمق و كُف عن الإرتجاف هكذا مع إسمها ... لقد تركتنا ... لقد تخلت عنا فكُف عن تعذيبى هكذا ... كُف عن هذا بالله عليك"
أغمض عينيه و هو يعاود همسه المحترق
_"كُفى عن تعذيبى (وتين) ... (وتينى)"
وتينه هى ... شريانه المذبوح بلا رحمة... شريانه الذى لا يتوقف عن النزيف داخله ... نياط قلبه الذى قطعته هى بنفسها و وقفت تراقب نزفه حتى الموت بلا شفقة ... وتينه المذبوح غدرا ... رفع كفيه أمام عينيه و ارتجف جسده و هو يتذكر ليلة البارحة .. يتذكر ما فعله و ما قاله ... يا الله !! ... لقد اقترب منها كما لم يقترب من قبل ... لامسها كما لم يفعل من قبل ... رباه لقد تجاوز كل الحدود التى فرضها على نفسه منذ أن أدرك أنه وقع فى حبها ... منذ أدرك أن السحر الذى كان يلفه منذ الصغر كلما رآها كان عشقا لا حدود له ولد بميلادها ... منذ أن أدرك أنها ولدت فقط لتكون ملكه ... له وحده .. فرض على نفسه قيودا و حدودا لا يتجاوزها فى علاقتهما ... كان يحميها من نفسه ... من قوة مشاعره نحوها ... لكن البارحة .. البارحة كسر بنفسه تلك الحدود ... شيطانه أخبره أنها تستحق ... أجل كانت تستحق ... من أجل كل هذا العذاب .. من أجل تلك النيران التى أشعلتها داخله و تركته يحترق فيها وحده ... كان يجب أن يحرقها معه ... كان يجب أن يجعلها تتذوق ذلك الألم و ذلك الإحتراق الذى لا يتوقف عن قتله من الداخل ، لا يتوقف عن نهش روحه دون رحمة ... جزء فى داخله يعرف و يدرك أنها تتألم ، لكنه لا يريد أن يعترف بهذا... لا يريد أن يمنحها عذرا لذلك الغدر ...لن يمنحها صك غفران لا تستحقه .. فلا مبرر ... همس بوحشية من بين أسنانه
_"لا مبرر ... لا عذر لكِ أبدا (وتين) ... لا عذر أبدا"
الغضب الوحشى كان يحرق أعماقه و هو يتذكر كيف كانت تتألق بالأمس و هى تخطو لقاعة الحفل ... سب نفسه بقوة لأنه لبى دعوة صديقه للحفل الذى أقامته عائلته ، عاد من السفر و لم يرغب أن يعود للقصر ... خشى أن يقابلها ... كان جبانا و يعترف ... كان مشتاقا لها حد الموت رغم فعلتها ... لقد هرب حرفيا ... عاد كما أخبره (آدم) ... عاد برغبة محرقة أن يأخذ بثأره ثم يسترجع ما يؤمن أنه حقه ، لكن ما أن لامست قدماه أرض الوطن حتى وجد نفسه يقرر الهرب بعيدا ... وجد نفسه يؤجل تلك الخطوة حتى يتمالك أعماقه المبعثرة ... جبان ... ألم تكفيه تلك الأشهر التى غابها ... ألم يتصور أنه قد تمالك نفسه بما يكفى و تجاوز طعنتها ، لماذا تجدد الجرح بهذه البشاعة إذن ما أن ظلته نفس السماء التى تظلها ...
لم يعرف أنها ستكون هناك ... لم يعرف أنها ستلاحقه فلا تترك له وقتا لإلتقاط أنفاسه و الإستعداد للطعنة القادمة ... لم يتخيل أن تأتى طعنتها بهذه السرعة ... رؤيتها بهذه الطلة ذبحته ذبحا ... كان غارقا فى حديث مع أحد أصدقائه حين ظهرت برقتها الملائكية و طلتها الجديدة ... ثوب محتشم من الحرير زادها رقة ذو أكمام طويلة و ينسدل برقة محتضنا جسدها و خصلاتها القمحية التى كان يعشق رؤيتها حرة ، كانت مصففة بطريقة كشفت رقة وجهها و أظهرت عينيها الفيروزيتين اللتين لمعتا فى الأضواء ... عيناها حبيبتاه .. عيناها اللتان كانت كل مشاعرها نحوه ترتسم بوضوح فتفضح كل ما يدور داخلها ، كانتا الآن غائمتين .. قلقتين و هما تدوران حولها فى قلق ... هل كانت تبحث عنه ؟! ... عاد يلتهم وجودها كله بشوق ... هاله ذلك الجوع المخيف لها الذى شعر به و روحه ترتجف بشدة ... اشتعل الغضب داخله و قبض على كفه بعنف و هو يرى ذراعها التى تأبطت ذراع خطيبها و ذراعه التى استقرت حول خصرها بكل أريحية كأن له كل الحق ... اللعنة ... لا حق له أبدا ... لا حق ... لعن نفسه بشدة لأنه تمالك نفسه ... كان يجب أن يذهب إليهما .. كان يجب أن يلكمه بكل الكراهية التى يحملها داخله و يجذبها من بين يديه ... يطلق العنان لذلك البركان العنيف داخله و يثبت لها و للجميع و أولهم ذلك الوغد أنها ملكه وحده ... وتينه هو فقط ... لكنه لم يفعل ... لم يتحرك من مكانه ... اكتفى بنظراته المحرقة التى قابلتها عيناها أخيرا ليرى رجفتها بوضوح ... لمعت عيناها بشئ ... كان شوقا أم خوفا أم خزيا ... غضبه الشديد شوش عقله فما عاد يدرك .. تعامى عن رؤية ذلك الحب و الشوق الذى لم تستطع عيناها أن تخفيه ... كز على أسنانه و هو يرى (سالم المنصورى) ينحنى ليحدثها و هى هزت رأسها له بإبتسامة صغيرة اشعلت النيران داخله ... شعر بالحسد نحو (هشام) الذى لم يخشى شيئا و هو يسمح لغضبه و مشاعره بالظهور بوضوح ... كان جريئا فى إنتزاع ما يراه حقا له ... لم يخشى شيئا و هو يترك (راندا) معه فهو يعرف عنه الكثير بحكم تعامل والده معه ... كان جديرا بثقته ... لكنه لم يستطع أن يمنع شعور بالمرارة و الحسد داخله من أن يتملكه نحو (هشام) الذى استطاع أن يفعل ما هو عاجز عن فعله فى هذه اللحظة و هو يرى الفتاة التى يؤمن أنها خُلقت له مع آخر ... تتأنق من أجله ... تبتسم له ... تتركه يلمسها كما لم يفعل هو أبدا ... يريد أن يذهب إليه ليقتله و ينتزعها منه ... لكن بأى حق ؟! .. بالحق الذى فرطت فيه صاحبة الشأن نفسها؟! ... لكن لن يكون (زياد هاشمى) إن مرر الأمر بهذه البساطة ... إن سمح لهذه الليلة أن تنتهى دون أن يجعلها تحترق مثله تماما ... أقسم بشدة داخله و بر بقسمه لنفسه و لكن ضميره لم يتوقف بعدها عن حرقه بشدة و شيطانه لا يتوقف عن إخباره أنها كانت تستحق ... عاد يهمس بحرقة و هو يضرب قلبه بقوة
_"حتى متى (وتينى)؟! .. حتى متى ... متى ستتوقفين عن ذبحى؟! ... كم مرة تنوين قتلى حتى تكتفين حبيبتى؟ّ .. كم مرة؟!"

*****************

ظل (عاصى) واقفا مكانه يرمق الشرفة حيث كانت (رهف) التى رمته بإحدى نظرات كراهيتها التى اختصته بها نيابة عن العالم كله ... قطب حاجبيه و هو يركل العشب تحت قدميه بقوة و هو يهتف من بين أسنانه بغضب لا يسمح له أبدا بالسيطرة عليه و لا يظهره أمام أحد
_"حسنا آنسة (رهف) ... سنرى حتى متى سيستمر عنادك هذا .. لن أكون (عاصى رضوان) إن لم أجعل هذه النظرة تغادر عينيك للأبد"
لم ينتبه لحظتها لـ(هشام) الذى راقبه من خلف فُرجة صغيرة من وراء الستار الذى يغطى نافذة مكتب والده الذى تعلوه غرفة (رهف) ... راقب بإستمتاع ملامح الحنق التى ارتسمت على وجه (عاصى) و هو يركل الأرض بغضب ... لم تفوته النظرات التى كان يوجهها للشرفة قبل قليل بأمل قبل أن تلمع عيناه بطريقة أنبأته أن (رهف) قد غادرت غرفتها للشرفة ... قبل أن يختفى الألق منهما و هو يتطلع للشرفة بنظرات جعلته أشبه بطفل هجرته أمه ... أعاد الستار و هو يهز رأسه مبتسما و هو يهمس بيأس
_"أحمق عنيد"
جلس على مقعده خلف مكتب والده الذى أصبح يعمل منه كما كان يفعل والده ... ابتسم فى حنين و هو يتذكر تلك الأيام و والده يجلس مكانه و (رهف) تتفنن فى إزعاجه كل حين خصوصا حين تريد طلبا و يعاندها هو و (عاصى) ... التقط الصورة الموضوعة فى إطار طفولى لطيف من إختيار (رهف) لم يتغير مكانها منذ وضعته بنفسها على مكتب والده قبل سبع سنوات و هى تخبره أن صورتهم يجب أن تكون أمامه دائما و هو يعمل حتى لا ينشغل عنهم للأبد ... ابتسم و هو يلمس الصورة التى جمعتهم مع أمهم فى عيد ميلاد (رهف) الخامس عشر ... هو و (عاصى) يحتضنان (سلمى) التى تبتسم للصورة بحب و هى تتطلع لوالده الذى التقط الصورة بنفسه ... فيما (رهف) الشقية تميل جانبا لتستند بظهرها إلى جنب (عاصى) مكتفة ذراعيها و هى تلتفت نحوه بوجهها تبادله نظرة مشاغبة شقية و شفتيها مزمومة بشقاوة و هو ينظر لها و أحد حاجبيه مرفوع بحركة شريرة متوعدة بعد أن شغلته عن النظر للكاميرا ... تأمل وجهه المبتسم بإتساع و تحركت أصابعه تلامس إبتسامة أمه التى ولِدت مجددا اليوم بعد طول غياب ... ليلامس بعدها وجه (عاصى) المتوعد و ملامح (رهف) الشقية التى لا تكف عن مضايقته فى روتين لم يتوقف إلا قبل سنتين ... شئ ما حدث بينها و بين (عاصى) لم يعرف أبدا ما هو ... تغيرت بعده (رهف) و توقفت عن مقالبها و ملاحقتها المستمرة لـ(عاصى) و ركنت إلى الهدوء حتى ظن أنها أخيرا قد تعقلت و أدركت أنها يجب أن تنضج كما يجب أن تكون فتاة فى العشرين من عمرها ، لكن يبدو أنه كان مخطئا فهو كان قادرا على رؤية التوتر الذى يسيطر بقوة على المكان حين يتواجدا سويا ... تنهد بقوة و هو يعيد الصورة مكانها ... كل شئ تغير فى منزلهم ... بدا كما لو كانت السعادة قد غادرته للأبد ... و لكنه سيعيدها بأى طريقة ... قلبه يخبره أيضا أن (راندا) بروحها الشغوفة المقاتلة التى لامسها بقوة البارحة ستحمل معها جزءا من السعادة و الحياة إلى منزله الذى يشتاق إليهما بشدة ... هذه الحياة التى استشعرها تعود داخله و هو يقترب منها و يشاكسها مثيرا غضبها ... ابتسم و هو يسترخى ليستند بظهره للمقعد ... (راندا) ستعيد تلك الحياة لعائلته مجددا ... يثق فى هذا ... رنين هاتفه أوقف أفكاره فالتقطه ليضحك بخفة و هو يرى إسم المتصل ... كتم ضحكته و هو يجيب بصوت هادئ لم يحمل أثر ضحكه
_"مرحبا (رواء) ... كيف حالك ؟!"
أتاه صوتها الهادئ مجيبا بعملية
_"بخير سيدى شكرا لسؤالك... أعتذر أن كنت أتصل بوقت غير مناسب "
_"لا عليكِ عزيزتى ... ما الأمر؟!"
_" أردت إخبارك سيدى أن .. مندوب الشركة الفرنسية هنا أكد على موعد الإجتماع غدا ، كما أكد على أن تتواجد السيدة (سيلين) فى اللقاء"
قطب حاجبيه فى تساؤل
_"(سيلين)؟!"
_"أجل سيدى ... أخبرنى أن وجودها مهم جدا و أن رئيس الشركة بنفسه مهتم بهذا الأمر"
صمت لحظة مفكرا قبل أن يقول
_"حسنا (رواء) ... شكرا لكِ ... أنا سأتحدث مع (سيلين) فى هذا الأمر"
_"حسنا سيدى .. آآآ .. سيد (هشام)!!"
لمس التردد فى صوتها فسأل
_"ما الأمر (رواء)؟! ... تحتاجين شيئا؟! .. لا تترددى هكذا و أخبرينى"
همست بعد لحظة تردد و هى تقول بإعتذار
_"أنا آسفة سيدى و لكن ... شقيقتى اتصلت من المنزل و أخبرتنى أننى يجب أن أعود لأمرٍ هام و"
قاطعها قائلا بإهتمام
_"اذهبى (رواء) لابد أنهم يحتاجون إليكِ ... عودى للمنزل و لا تقلقى عزيزتى ... أنا سأغادر للشركة بعد قليل"
قالت بإمتنان شديد
_"شكرا لك سيدى .. شكرا كثيرا"
قال بمرح
_"اعتبريها تعويض صغير عن معاناتك مع (عاصى) اليوم"
صمتت للحظة و خُيل إليه أنها قد قطبت حاجبيها فى غضب قبل أن تتنحنح و يأتيه صوتها بهدوء لمس خلفه حنقا مستترا ببراعة
_"أى تعويض سيدى؟! ... أنا أقوم بعملى ... و السيد (عاصى) .."
قطعت جملتها ليبتسم و هو يتخيلها تضغط على أسنانها بقوة مكملة
_"السيد (عاصى) كان أكثر من متعاون معى ... لا تقلق سيدى"
ضحك بتفهم و هو يومئ برأسه
_"حسنا (رواء) ... أنا أصدقك عزيزتى ... هيا غادرى لتطمأنى على أسرتك و أبلغيهم سلامى"
همست مجددا بإمتنان
_"حسنا سيدى سأبلغهم ... شكرا لك"
أغلق الهاتف و هو يهز رأسه بإبتسامة واسعة مرددا
_" (عاصى) كان أكثر من متعاون !! ... للأسف ... أنتِ كاذبة فاشلة يا (رواء)"
عاد يقلب فى هاتفه قبل أن يتوقف لبرهة عند إسم معين قبل أن يضغط طلب الإتصال و هو يهمس بتوتر قلق
_"ماذا فعلتى هذه المرة (سيلين)؟! .. فى أى مصيبة أوقعتِ نفسك هذه المرة؟!"
انقطع الرنين ليأتيه صوتها الرقيق بلكنتها الفرنسية المميزة و هى تجيب
_"مرحبا (هشام) .. كيف حالك؟!"
ابتسم مجيبا بصوت لم يحمل قلقه
_"مرحبا عزيزتى ... أنا بخير ... كيف حالك أنتِ"
_"أنا بخير (هشام) ...ما الأمر؟! .. لماذا يبدو صوتك قلقا؟!"
تنهد مفكرا .. لم يخدعها صوته كعادتها ، دوما تستطيع أن تستشف ما يخفيه الآخرون بسهولة ... أجابها قائلا
_"هل يمكنكِ أن تقابليننى فى الشركة بعد قليل عزيزتى ... الأمر ضرورى"
صمتت لحظة قبل أن تجيبه
_"حسنا (هشام) ... لن أتأخر"
ودعها و أغلق الهاتف و هو يفكر لبرهة قبل أن ينهض ليبدل ثيابه و يعتذر من أمه و (عاصى) بضرورة ذهابه لأمر هام و ألا ينتظرا عودته على الغداء ... أخبره (عاصى) أن ينتظره ليذهبا سويا لكنه أخبره أنه أمر يخص أحد أصدقائه و لا يستدعى القلق و غادر بسرعة تاركا إياهما يتبادلان النظرات المستفهمة...
******************


Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 11:01 PM   #57

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادرت (وتين) غرفة (زياد) و هى ترتجف بشدة رغم محاولتها السيطرة على نفسها أمامه و خروجها بثقة مفتعلة لا تحمل ذرة منها ... أغرقت الدموع عينيها و شوشت الرؤية أمامها و هى تسرع من خطواتها مندفعة نحو غرفتها ... فتحت الباب و دموعها تحطم حاجز سيطرتها و تنهمر على خديها ، اندفعت نحو فراشها و ارتمت عليه و كل سيطرتها على مشاعرها منذ البارحة تتحطم و هى تنفجر فى بكاء عنيف ... دفنت وجهها فى وسادتها دون أن تستطيع أن تتوقف عن البكاء ... مضت لحظات قبل أن ترفع رأسها و تعتدل على فراشها و تمسح دموعها بقوة و هى تهتف فى نفسها بعنف
_"توقفى ... توقفى (وتين) ... لماذا تبكين الآن ؟! .. لا يحق لكِ أبدا .. لا حق"
رفعت يدها تلمس القلادة الماسية التى تخفى داخل قلبها صورته و دبلتها الماسية المعلقة بجانب القلب ... ضمتهما إليها و هى تهمس بإسمه فى ألم ... لقد ارتكبت جُرما كبيرا فى حقه و لا يحق لها أن تطلب السماح منه ... هى تعذره لكل محاولاته لجرحها منذ البارحة ... تلتمس له العذر فهى السبب فى الحالة التى وصل إليه ...كانت تدرك أنه سيعود ببركان ستكون أول من يحترق فيه و به ... كانت تعلم أن طعنتها له كانت قاتلة و دنيئة جدا ... سافر و هو مطمئن لحبها له و واثق بقوة مشاعرها ... سافر و هو يعرف أنها ملكه و هى ... هى خانته ... ذبحته بدم بارد ... فلا حق لها الآن أن تبكى ... البكاء مزية لا تستحق أن ترقى إليها ... لا تستحق الراحة التى يمنحها البكاء ... هى اختارت و عليها الآن أن تتقبل كل نتائج قرارها ... دموعها عاندتها و عادت تسيل فى صمت و هى تتذكر رؤيتها له بالأمس بعد غياب شهور ... كانت تشبع شوقها له برؤية صوره لكن الحقيقة تختلف بكثير ... عندما وقع بصرها عليه لم تستطع أن تتحكم فى رجفة جسدها و شعور غامر بالشوق و الحنين تفجر داخلها ... قلبها غادر صدرها و اندفع نحوه يغمره بكل حبها و إشتياقها المجنون له ... شوقها منعها للحظات عن إدراك لجة الغضب الأسود فى عينيه اللتين كانتا تحرقانها بغضب شديد و هما تريان (سالم) يحيطها بذراعه .. أشاحت عينيها عنه بصعوبة و هى تجبر نفسها على الإبتسام لـ(سالم) الذى شعر برجفتها و سألها إن كانت تشعر بالبرد فتحججت بالتعب الذى حاولت استخدامه كعذر عندما عرفت من (راندا) بوجوده فى الحفل ، لكن (سالم) لم يهتم كالعادة ، أخبرها فقط أن عليها تحتمل قليلا و سيعيدها بعد ذلك ... ذكرها بإتفاقهما و وعدها له أن تؤدى ما طلبه منها ... فى النهاية ستكون كنة آل (المنصورى) القادمة و عليها أن تتصرف كما تملى عليها مكانتها ... المتوقع تماما من (سالم) كما أصبحت تعرفه ... و هى استسلمت كالعادة و دخلت بتوتر تتمنى أن يكون (زياد) قد غادر رغم ذلك الجزء داخلها الذى يتمنى رؤيته فى الحال ... ذلك الجزء الذى انتفض مغرقا إياها فى طوفان من المشاعر التى أحرقتها بالكامل كما فعلت نظراته التى لاحقتها طيلة وقوفها بجانب (سالم) حتى كادت تسقط أرضا لولا ذراعه التى كانت تدعمها طوال الوقت ... لم تحتمل كل ذلك التوتر و الإختناق الذى تشعره ... اعتذرت من (سالم) بهمس أنها تحتاج لبعض الهواء النقى و هو بنظرة واحدة لوجهها الشاحب أدرك كم تحتاج لذلك ... تركها تعتذر من الباقين و تغادر بجسد مرتجف ... اتجهت نحو أحد الأروقة المؤدية نحو إستراحة السيدات ... تحتاج لتنفرد بنفسها ... تحاشت النظر حيث كان يقف (زياد) فلم تنتبه لإختفائه من المكان ... تنفست بقوة ما أن خطت خارج القاعة و سارت فى الرواق الطويل الخالى من أى شخص و هى تحاول السيطرة على دموعها ... فقط حتى تختلى بنفسها و ستطلق لها العنان .. رفعت كفها تكتم شهقة باكية كادت تختنق بها و هى تسرع من خطواتها ... شهقت بقوة و يد تقبض على كفها بشدة و قوة كبيرة جذبتها بعنف و سرعة فلم تستوعب ما حدث ... وجدت نفسها فجأة داخل غرفة مظلمة و جسدها يرتطم بالباب الذى انغلق بقوة لتستند هى بظهرها إليه ... كادت تفتح فمها لتصرخ برعب لكن صرختها انقطعت و كفه ترتفع لتغطى فمها ... شلل رهيب غزا جسدها و اتسعت عيناها كأنما تحاول إختراق الظلمة لتراه ... شعرت به يميل بجسده نحوها حتى أحرقت أنفاسه وجهها ... ارتجف جسدها و هى تتعرف إليه و انحدرت دموعها بصمت لتلامس كفه ... سمعته يطلق سبة و هو يتنفس بقوة فيما تشعر بجسده يلامسها ... ارتجفت بقوة و هى تستوعب أنها المرة الأولى التى يقترب منها و يلامسها بهذه الطريقة ، لم يفعلها من قبل ... سالت دموعها أكثر و هى تستشعر بركان غضبه الذى سيصب جامه عليها دون رحمة ... أزال كفه ببطء شديد ملامسا شفتيها اللتين ارتجفتا بإسمه حاملا كل خوفها و شوقها إليه ... شتم بقوة مجددا و شعرت به يلكم الجدار بقبضته جوار وجهها فانتفضت قبل أن تشعر به يبتعد للحظة .. أغلقت عينيها بألم حين غمر النور الغرفة قبل أن تفتحهما ببطء حين شعرت بحصاره لها مجددا ... فتحت عينيها لتشهق و هى ترى الغضب الشديد داخل عينيه و صدره يرتفع و ينخفض بكل قوة و شعره مشعث كأنما مرر أصابعه فيه مرارا ... لم تره من قبل بهذه الصورة و هذا الغضب ... رباه ماذا فعلتِ به (وتين)؟! ماذا فعلتى؟! ... عادت تهمس بإسمه بخوف و صوتها المرتجف يتوسله أن يهدأ ... (زياد) كان قد فقد التحكم بنفسه و غضبه ...كان غاضبا بجنون ... اقترب منها و هو يهتف بقوة
_"اصمتى (وتين) ... اصمتى ... لمصلحتك لا أريد أن أسمع حرفا واحدا ... فقط اصمتى"
قالها و يده تمتد لتلامس خصلاتها التى تبعثر بعضها ملامسا وجهها ... أغمضت عينيها بقوة و دموعها تسيل بصمت ... ساقاها تحولتا إلى عجين و هى تشعر بكفه تترك خصلاتها لتلامس خدها و هو يقترب ليستند بجبينه إلى جبينها و هو يتنفس بحرقة خالطت أنفاسها و هى تهمس
_"(زياد) أرجوك ..تـ"
_"شششش ... قلت و لا كلمة (وتين) ... اصمتى تماما"
أطلقت شهقة باكية و جسدها لا يتوقف عن الرجفة و هى تعاود توسلها له
_"ابتعد (زياد) أرجوك"
قبض على خصرها بشدة آلمتها و شهقت بقوة و هو يشدها إليه و ذراعه تحيطها بإحكام حتى شعرت بأنفاسها تضيع تماما و هو يهتف بقسوة
_"ابتعد؟! ... أنا أبتعد (وتين) ؟! ... لم تحاولى أبدا إبعاد يده التى لامستك بوقاحة طول الوقت ... تبا ... لقد لمسكِ (وتين) ... لمسكِ و أقترب منك دون حق ... لقد منحتيه حقى أنا ... حقى أنا (وتين)"
بكت و هى تستشعر لمساته الغاضبة لها و هو يدفعها بقسوة لتستند مجددا للباب و يعود ليحاصره بكيانه و هو يحاوط عنقها بكفيه و يهمس أمام شفتيها بحرقة و غضب
_"بأى حق (وتين) ؟! .. بأى حق؟!"
أشاحت بوجهها عنه و هى تتنفس بصعوبة و دموعها أغرقت وجهها فصرخ فيها و كفاه يضغطان على عنقها
_"بأى حق؟! ... أجيبى ... اللعنة"
التفتت إليه تنظر إلى عينيه بعينيها المغرقتين بدموعها و همست بصوتها المختنق من ضغطه على عنقها كأنما يريد أن يخنق أنفاسها التى ترددت بصعوبة تعانق أنفاسه
_"توقف (زياد) ... أنت تخنقنى ... أرجوك"
خفف ضغطه على عنقها قليلا دون أن يبتعد و هو يعود ليستند بجبينه إلى جبينها و هو يقول بمرارة
_"أنا أخنقك (وتين)؟! ... ماذا عنكِ ؟! ألا تشعرين بأى ذنب ؟! ... من منحكِ الحق (وتين) لتتسلى بتعذيبى؟! .. من أذن لكِ أن تمنحى حقى لآخر؟! ... اللعنة (وتين) ... أنتِ خنتينى بدمٍ بارد و تقولين الآن أننى أخنقكِ ... إن قتلتكِ الآن (وتين) فلن أطلب سماحا أو غفرانا ... لن أشعر بالذنب أبدا فأنتِ قتلتنى قبلا (وتينى)"
انفجرت دموعها أكثر ليهتف و هو يرفع كفه ليمسحها ، قبل أن يشدها إليه مجددا بقسوة و كفه الأخرى تمسك بذقنها و ترفع وجهها إليه ليلتهم ملامحها الباكية التى لم تخفف من بركان غضبه بل زادته إشتعالا و هو يهتف بجنون من بين أسنانه
_"احمدى ربكِ أننى تمالكت نفسى و لم أسبب فضيحة و أنا أنتزعك من ذلك المُدعى الذى كان يتبجح بقربه منك ... كان يجب أن أقتله حتى لا يلمس مجددا ما لا يحق له .. لحظة .. آه نسيت أنكِ قد منحتيه هذا الحق بكل أريحية ... فهو خطيبك المبجل بالنهاية ، صحيح؟! .. من أكون أنا لأتدخل؟! ... ابن العم الذى عاد من السفر أخيرا بعد أن حالت الظروف فلم يحضر خطبة ابنة عمه المصون على ابن (المنصورى) ، صحيح ؟ .. مجرد ابن عم يا (وتين) ... هكذا ستقدميننى إليه؟! "
_"(زياد) ... اهدأ أرجوك ... لا تفعل هذا أرجوك"
لم يبال لتوسلها الباكى و كفه يتحرك على ظهرها برقة يضمها إليه أكثر و هو يهمس جانب أذنها فيما كفه الأخرى تداعب عنقها بجرأة
_"لن تخبريه عنا حبيبتى ، صحيح؟! ... لن تملكى الجرأة لتفعلى (وتينى) ، أليس كذلك؟!"
رفعت كفيها إلى صدره تدفعه بعيدا عنها بكل قوتها و هى تحاول التملص منه و هى تهتف بصوت مرتفع
_"قلت لك ابتعد (زياد) ... لا يصح أن تقترب منى هكذا"
نجحت فى دفعه ليبتعد قليلا ليهتف ساخرا بمرارة
_"لا يصح؟! ... اعذرينى آنسة (وتين هاشمى) إن كان ما يصح و ما لا يصح قد اختلطا علىّ ... فالمرء ... لا يستقبل كل يوم ... خبر خطبة الفتاة التى يحب ... هذا أمر لا يتكرر كثيرا فى حياة الفرد كما تعرفين"
أغمضت عينيها بألم و هى تشيح بوجهها فيما اقترب قليلا و هو يبتسم بسخرية
_"آه صحيح ... نسيت أننى لم أبارك لكِ بعد ... لكن تعرفين .. خبر كهذا لا أفضل أن أبارك عليه بمكالمة هاتفية ... خبر كهذا كان يستحق أن أعود لأهنئك هكذا ... وجها لوجه"
رفع كفه ليمسك كفها و يشد عليها و هو يردد بسخرية مريرة
_"خطبة مباركة (وتين) و العقبى لى بعدك حبيبتى ... من يدرى ربما أشعر بالغيرة من خطيبك المحظوظ فأسارع للزواج أنا الآخر .. قريبا ... آه و أعذرينى ... لم أحضر أى هدية معى ... لكن أعتقد أن ابن (المنصورى) لن يبخل عليكِ بهدايا أفضل بكثير مما قد أحضر لكِ ... أثق أنه سيغمرك من رأسك حتى قدميك بالذهب و الماس و كل الأحجار الكريمة كما تستحقين .. فى النهاية ..."
التفتت نحوه بعينين جريحتين فيما هو أكمل كلماته الجارحة قائلا
_"فى النهاية هذا كان ما تتزوجين من أجله ... المال ، صحيح؟!"
صرخت فيه بحدة و الدموع تتجمد فى عينيها بقسوة
_"(زياد)"
رفع حاجبا ساخرا و هو يكتف ذراعيه أمام صدره ليقول بدهشة مفتعلة
_"ماذا؟! ... هل قلت شيئا خاطئا؟! ... أم أن الحقيقة مُرة كما يقولون ؟! ... لكن .. صححى لى معلوماتى رجاءا.. لم يكن المال هو السبب ؟!"
قطبت حاجبيها بقوة و شفتيها ترتجفان تحاول السيطرة على الغضب الذى أشعلته كلماته المهينة فيما علا صوته الغاضب
_" ما أعرفه أنكِ قد بعتى حبى و بعتى نفسك من أجل صفقة رخيصة بين عائلتين؟! ... هل تعرفين ماذا يطلق الناس على امرأة تبيع نفسها من أجل المال (وتين)؟! ... هل أخبرك أنا ماذا تدعى هذه المر ..."
_"(زياد)"
صرخت بإسمه تقطع سيل إهاناته فيما ارتفعت كفها لتهوى بكل قوتها على خده فى صفعة تردد صداها فى الغرفة الفارغة ... تنفست بقوة و اتسعت عيناها حين استوعبت فعلتها و هى تحدق فى وجهه الذى تجمد و عينيه اللتين تسمرتا على عينيها كأنه لا يستوعب ما حدث هو الآخر أو أن صفعتها أيقظته من الجنون الذى أصابه .. رفع كفه ببطء يلمس خده و حاجباه ينعقدان بغضب أسود رأته يتجدد فى عينيه ... ارتجفت بقوة داخلها و قلبها الأحمق ارتعش ألما له و غادر صدرها مجددا ليحتضنه بكل حنانها و ألمها من أجله ... قست نفسها و هى تغمض عينيها تحاول السيطرة على نفسها ... تمنع نفسها من إحتضانه هى الأخرى و التوسل له ليسامحها على كل ما فعلت .. لا ... لن تضعف ... و لن تسمح له أن ينحدر لهذا المستوى الذى يسمح لنفسه فيه أن يطعن امرأة فى شرفها ... لن تسمح له و لن تكون هى السبب فى أن يصل لهذا ... فتحت عينيها تنظر فى عينيه بقوة و هى ترفع رأسها لتهتف بقسوة
_"لا أسمح لك (زياد) أن تحدثنى أو تعاملنى بهذا الأسلوب ... لا أسمح لك أبدا .. هل تفهم؟!"
كلماتها سمرته فى مكانه و تألقت عيناه لوهلة و ارتجفت روحه و هو ينظر لتلك النار التى اشتعلت فى عينيها لأول مرة ... إنها تتمرد .. ملاكه تتمرد .. عاد يضيق عينيه و هو يبادلها نظرة متحدية ... وقفت مكانها تنتظر أن يرد لها صفعتها أو يخنقها لكن عينيها اتسعتا و هو ينفجر فى ضحكة عالية قبل أن يصفق بكفيه بقوة و هو يهتف ساخرا أمام ناظريها
_"رائع!! ... هذا أكثر من رائع!! ... يا إلهى!! انظروا لهذا ... ملاك آل (هاشمى) الرقيق الذى لم يعرف سوى الطاعة فى حياته ، قد تمرد أخيرا ... تمرد أخيرا و أول ما تمرد .."
قطع جملته ليلكم الحائط جوار وجهها بقوة جعلت جسدها ينتفض رعبا و هو يصرخ مكملا
_"تمرد علىّ أنا ... أنا (وتين) ... تمردتى علىّ أنا؟!"
همست اسمه باكية تتوسله أن يهدأ ...أغمض عينيه و تنفس بقوة قبل أن يهز رأسه بقوة قائلا بمرارة
_"يا إلهى!! ... ماذا فعلتى بى (وتين)؟! ... كيف دفعتنى لهذا المستوى ؟! ... لن أسامحك (وتين) ... لن أسامحك "
فتح عينيه و ابتسم لها فى مرارة و هو يرفع كفه و ينتزع دبلة يده التى تحمل إسميهما و التى اشترياها سويا مع دبلة مماثلة لها هى ... رفعت كفها تتحسس دبلتها المعلقة بسلسلة تخفيها دوما تحت ثيابها ... منعت نفسها بصعوبة من أن تنفجر باكية و هى تراه يخلع دبلته و يقترب منها ليمسك كفها و يضع الدبلة فيه و يغلقه عليها و هو يهمس
_"لقد انتهينا (وتين) ... أنا و أنتِ انتهينا ... و أنا سأنسى (وتين)... أنا سأنساكِ ... و بكل سهولة ... أعدك بهذا"
قالها و اندفع مغادرا الغرفة مغلقا الباب خلفه بقوة تاركا إياها تقف مكانها متجمدة تقبض بكل قوتها على دبلته حتى كادت أن تجرح كفها ... كأنها تتمسك به هو .. لا تريد أن تفلته و روحها تصرخ بها أن تلحق به و تمنعه الرحيل ... تتوسل إليه ألا يتركها .. أن يسامحها ... رفعت رأسها و هى تنفجر بالبكاء تهتف بإسمه مرارا و جسدها ينزلق لتسقط على الأرض فى بكاء مرير و هى تحتضن دبلته إلى قلبها الذى ينتفض ألما و هو يردد كلماته ... لقد انتهينا ... انتهينا ...
طرقات على باب غرفتها أخرجتها من ذكرياتها بقوة فانتبهت لدموعها التى تسيل على خديها ... مسحتها بقوة ... لا يجب أن يراها أحد هكذا .. أبدا ... بصوت ضعيف مختنق طلبت من الطارق الدخول و هى تعتدل لتجلس على حافة الفراش بهدوء ... انفتح الباب ليطل وجه مبتسم بشوش قبل أن يدخل للغرفة بكل جسده هاتفا بمرح
_"(وتين) صغيرتى ... لقد عدت"
ارتفع حاجباها و اتسعت عيناها فى إشتياق و هى تقف هاتفة
_"أبى !!"
ابتسم بحب و هو يقول بينما يفتح ذراعيه لها
_"لقد عدت صغيرتى ... يا إلهى كم اشتقت لكِ"
اندفعت نحوه و ارتمت فى أحضانه و هى تهتف باكية
_"أبى ... عدت أخيرا ... أنا أيضا اشتقت إليك كثيرا"
أبعدها فى جزع ينظر لوجهها الباكى و هتف و هو يستوعب أن عينيها محمرتان من البكاء مسبقا
_"صغيرتى !! ما الأمر ؟! .. يا إلهى ... كنتِ تبكين حبيبتى؟!"
عادت تخفى وجهها فى صدره و ذراعاه يتشبثان به كطفلة صغيرة و هى تنفجر بكل قوتها فى بكاء مرير أثار فزعه ليضمها بكل قوة و هى تهتف بإنهيار
_"أبى ... أبى ... أنا أحتاجك جدا ... أشعر أننى أموت يا أبى .. أنا أموت ... هذا الألم لا يريد أن يتوقف أبى ... اجعله يتوقف أرجوك .. اجعله يتوقف"
جلس على فراشها و أجلسها فى حجره يهدهدها فى حنان و قلبه ينتفض ألما لألمها ... رأسها مغمور فى صدره تستشعر الأمان داخله و كفه تمسح على شعرها بحنان و هو يهمس لها
_"ششش ... اهدأى صغيرتى ... والدك هنا الآن و لن يسمح لأى ألم أو حزن بالإقتراب منكِ أميرتى ... أنا معكِ ... لا تقلقى ... أنتِ تثقين بوالدكِ ،صحيح؟!"
حركت رأسها موافقة و دموعها تتحول لنهنهات ضعيفة فيما رأسها يزداد ثقلا و أنفاسها تصبح أكثر انتظاما ... نظر لها بعد قليل ليجدها غرقت فى النوم و وجهها مغرق بالدموع ... تنهد بقوة و هو يرفعها ليضعها فى فراشها و يعود ليجلس جوارها يتأملها فى حزن ... مسح على شعرها بحنان و انحنى يقبل رأسها بحب و اعتدل ينظر إليها مفكرا قبل أن يلتفت ليلتقط إطار الصور الموضوع على الكومودينو جوار سريرها ... لامس وجه زوجته الراحلة فى حب و هو يفكر ... لقد وعدها أن يهتم بصغيرتهما دوما .. أن يكون لها أبا و أما ... ألا يجعلها تفتقد حنانها أبدا ...عاد صوتها ليتردد فى ذهنه و هى توصيه ... "(مصطفى) ... أنت ستعتنى بصغيرتنا حبيبى ... لا تضعف أرجوك ... من أجلى ... امنحها حبنا نيابة عنى حبيبى و لا تترك الحزن يقترب منها أبدا" ... قبَّل صورتها بحب لم يرحل برحيلها و مسح دمعة خانته و سقطت على خده ... تنهد بقوة و هو يعيد الإطار إلى مكانه و يعود لينظر إلى صغيرته التى نامت من التعب ... لقد سافر و انشغل عنها مؤخرا بالعمل ... سافر و قد طمأنته عليها و ودعته بإبتسامة و كل مكالمتها معه كانت تضحك و تخبره أنها بخير و تؤكد عليه ألا يتأخر لأنها تشتاق إليه .. و هو لم ينتبه أنها كانت تخفى كل هذا الحزن داخلها ... طفلته ليست بخير أبدا و هو متأكد أن أمر خطبتها هو السبب فى هذا الحزن الذى يقتلها بهذه الطريقة ... لا يستطيع التفكير فى سبب غيره ... قبل رأسها مرة أخرى قبل أن ينهض واقفا و هو يقول
_"يجب أن أتحدث مع أبى فى الأمر ... لن أترك ابنتى لتعانى بهذا الشكل ... لاشئ أبدا يستحق أن أبادله بسعادتها ... لاشئ"
****************
انتهى الفصل السابع
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 11:02 PM   #58

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
أغلق (رفعت هاشمى) مصحفه بعد أن أنهى ورده و اعتدل ليسترخى فى فراشه و أغمض عينيه مفكرا لبعض الوقت قبل أن يفتحهما مجددا و يمد يده ليلتقط الصورة الموضوعة فى إطار بجانب فراشه ... تأمل عائلته الكبيرة التى تجمعت فى الصورة التى التقطت لهم قبل عشر سنوات فى آخر عيد جمعهم بحبيبته (عائشة) ... لمس وجهها فى حب و هو يهمس
_"اشتقت لكِ كثيرا (عائشتى) ... كثيرا جدا ... قليلا بعد حبيبتى ... انتظرينى قليلا بعد و سأكون معكِ"
عاد يتأمل الصورة فى حنين ... (عائشة) منحته عائلته الكبيرة هذه و عوضته عن كل شئ آخر ... ثلاثة أبناء من الذكور و فتاة جميلة كانت مدللته و عائلته كبرت لتضم أحفاده الأحباء ... تأملهم واحدا واحدا و هو يبتسم ... جميعهم يحملون دم (هاشمى) لكن لكلٍ منهما إختلافه الكلى عن الآخر ... تأمل (آدم) المبتسم فى الصورة .. حفيده الغائب الحانق لا يدرى على قدره أم على شئ آخر أخفاه داخله لسنوات ... أول أحفاده و أقربهم شبها به .. كان فى الثانية و العشرين وقتها شابا مقبلا على الحياة بكل شغف قبل أن تخفت شعلتها فى عينيه رويدا رويدا حتى إنطفأت تماما برحيل (رُبا) زوجته ... انتقلت عيناه من (آدم) إليها ... حفيدته الرقيقة التى رحلت قبل عام بعد أن أنهى الموت صراعها المرير مع المرض رحلت لتترك لهم ملاكين صغيرين و (آدم) الذى بدا وقت رحيلها كطفل فقد أمه لتوه .. تائها ضائعا رافضا أى وجود لهم حوله قبل أن يفاجئ الجميع برحيله إلى الخارج ... تنهد بأسى يدعو الله أن يلملم حفيده تمزقات روحه ليعود لعائلته و طفليه كما كان من قبل ... انتقل بنظره لـ(راندا) التى التصقت بشقيقها و هى تبتسم للكاميرا بشقاوة .. شيطانة العائلة المتمردة دوما عكس (وتين) التى تكبرها ببضعة أشهر ملاك العائلة الهادئة و المطيعة دوما .. كانتا فى السادسة عشر وقتها ... كانت (وتين) تبتسم بهدوء بينما (زياد) يقف قريبا منها كما كان دوما كظلها منذ الصغر ... تنهد و هو يفكر في حفيديه الأحمقين و المعضلة التى أوقعا نفسيهما فيها ... لا يريد أن يتدخل الآن ، عليهما أن يخوضا معركتهما بنفسيهما ، لكنه سيتدخل إن لزم الأمر ... يتمنى فقط لو أن (زياد) يملك الشجاعة ليدافع عن حقه ... لامس وجه حفيدته الأخرى (سؤدد) فى نسختها الصغيرة .. لم تختلف كثيرا عنها الآن ، فقد توقفت عن الإبتسام بصدق قبل سنوات كانت تجاور أمها (صفية) و تنظر للكاميرا بتعبير جامد .. فقط إبتسامة مصطنعة لا تكاد تُرى على شفتيها و عيناها تحملان تحديا و نارا مدفونة بإتقان داخل روحها الصغيرة ... روحها التى تمزقت هى الأخرى بعد ما مرت به قبل سنوات و ظروف إنفصال والديها المرير ... عاد يتنهد بحزن يعرف أنها تعانى كل هذا الوقت و يعلم كم تخفى من ألم خلف مظهرها الجامد و صرامتها و يعلم أيضا كم هى قوية و أنها ستتغلب على آلامها مهما طال الوقت يثق فى أعماقه أنها ستفعل ذلك قريبا ... جراحها ستشفى فى النهاية ... تطلع إلى أصغر أحفاده (هاميس) ذات الرابعة عشر ربيعا و (سيف) الذى يصغرها بعامين يجاورها و ذراعه تحيط رقبتها بمشاغبة كأنه يخنقها ، يجلسان على الأرض أمام الجميع و يبتسمان بسعادة و هما يشيران للكاميرا ... ابتسم و هو يحادث (عائشته) كعادته منذ رحلت بينما تمر عيناه على وجوه حفيداته المبتسمات
_"ليتكِ تريهن الآن كيف أصبحن يا (عائشة) ... صرن جميلات جدا و رائعات كما تخيلتيهن تماما ... كل واحدة منهن أخذت نصيبها منكِ حبيبتى ... (راندا) الشقية تشبهك كثيرا فى صغرك متمردة و قوية فى طلب ما تراه حقها مثلك تماما عندما كنتِ فى ذات العمر .. تمردها يرهق والديها خصوصا و هى ترفض عروض الزواج و لا أخفيكِ سرا أنا أؤيدها فى ذلك .. لا أحد ممن تقدم يستحقها و لا واحد منهم قادر على إحتواء ذلك التمرد أو إخضاع روحها الثائرة له ، لكننى سأعرفه حالما أراه"
صمت لحظة مفكرا قبل أن يقول
_" فى الواقع هناك واحد فقط عندما قابلته أدركت أنه الوحيد ربما الذى سيكون قادرا على ذلك .. تتذكرين (فاروق رضوان) .. إنه ابنه .. قابلته فى عزاء والده "رحمه الله" قبل أشهر ... إنه شاب رائع جدا و رجل يعتمد عليه بحق .. أعتقد أنه الوحيد الذى سيكون جديرا بها"
انتقل بنظره إلى (وتين) و (زياد) المجاور لها و هو يتابع
-" و (وتين) ورثت قلبك الطيب و عطفك الكبير كما ورثتهما عن أمها ، لكن يبدو أنكما لم تورثاها قوتكما فى الدفاع عن حبها كما فعلت كل منكما ، لقد اتخذت أكثر قرارتها حماقة و لم تستمع لأى نصيحة و تنازلت عن حبها مقابل لاشئ .. لا تخافى لن أتركها هى و (زياد) الأحمق الآخر يرتكبان هذا الخطأ الفادح ... و انظرى لـ(سؤدد) ورثت ملامحك الرقيقة و ورثت إتزانك و عقلك و جديتك ... ربما كان ما حدث قبل سنوات ساعد فى أن تصبح هكذا لكن الجزء الأكبر كان بسبب ما ورثته عنكِ .. لقد أصبحت شابة رائعة كنتِ لتفخرين بها جدا (عائشتى) ، لكننى أخشى عليها كثيرا تبدو قلقة فى الآونة الأخيرة .. أشعر أنها تخفى شيئا خطيرا ربما يتعلق بعملها .. هى لا تبوح بشئ أبدا و ترفض طلب المساعدة من أى شخص لكننى سأعرف بطرقى الخاصة و أتدخل دون علمها لا تقلقى ... و (هاميس) الشقية لاتزال شقية كما هى .. مازالت تتصرف كالأطفال و لا تكف عن الشجار مع (رفيف) و (رامى) ، أحيانا أعتقد أنها تفوقت عليهما ، لكنها وقت الجد تصبح أكثر صرامة من (سؤدد) نفسها .. صدقينى تبدو مخيفة كثيرا عندها"
لامس وجه (رُبا) المبتسم ... (رُبا) أكبر حفيداته و وجعه الكبير ، تنهد و هو يتابع
_"جميعهن ورثن بعضا منكِ (عائشتى) لكن أكثرهن شبها بكِ كانت هى ... رحيلها كسر ظهرى (عائشة).. شعرت يومها أنكِ قد رحلتِ مرة أخرى ... تعذبت كثيرا صغيرتى المسكينة .. الموت رغم ألم فراقها كان رحمة كبيرة بها ... ليتكِ ترين طفليها الشقيين حبيبتى رغم أنهما يشبهان (آدم) كثيرا لكننى أراها بهما دوما"
ضم الصورة إلى قلبه و هو يتنهد
_"اشتقت إليكما كثيرا (عائشتى) ... و مازلت أنتظر اللقاء حبيبتى .. مازلت أنتظر"
صوت طرقات على باب جناحه أخرجه من أفكاره ... مسح دمعة خائنة و هو يعيد الصورة مكانها و يعتدل حين سمع صوت ابنه الأكبر يستأذن للدخول فرفع صوته مناديا
_"ادخل يا (أمجد) .. أنا مستيقظ ... تعال بنى "
دفع (أمجد) الباب ليدخل و اقترب من فراش والده بإبتسامة هادئة و هو يلقى عليه التحية ... طبع قبلة على كفه و هو يقول بحب
_"كيف حالك اليوم أبى ؟"
_"بخير بنى ... الحمد لله"
_"الحمد لله"
ابتسم (رفعت) و هو يراقب وجه ابنه الذى بدا مترددا ليفاتحه فى أمر ما فسأل و هو يربت على كفه
_"ما الأمر بنى؟ ... تريد أن تحدثنى فى شئ .. هل كل شئ على ما يرام فى العمل؟"
أومأ (أمجد) برأسه و هو يجيب
_"كل شئ على ما يرام أبى ... لا تقلق .. كنت أود فقط أن أحدثك فى أمر مهم ... إنه يخص (راندا)"
انتبه الجد و هو يعتدل سائلا فى إهتمام قلق
_"ما بها (راندا) ؟"
قبل أن يفتح (أمجد) فمه قاطعته طرقات على الباب يرافقها صوت شقيقه الأصغر (مصطفى) و هو يقول
_"أبى .. هل أنت مستيقظ؟!"
دعاه (رفعت) للدخول هو الآخر فدخل مسرعا و هو يقول دون ان ينتبه لوجود شقيقه
_"أبى ... كيف حالك؟! .. آه (أمجد) أنت هنا أيضا؟!"
نظر (رفعت) لابنه المتجهم الوجه قلقا و سأله بإهتمام
_"ما الأمر (مصطفى) ؟ ... تبدو قلقا أنت الآخر ... هل عدت لتوك من السفر ؟!"
تنهد (مصطفى) و هو يقترب ليقبل كف والده و رأسه و هو يقول
_"آسف يا أبى ... لم أسلم عليك .. لقد عدت قبل قليل و لكننى لم أستطع أن آتى إليك .. انشغلت بـ(وتين)"
قلقه انتقل لشقيقه و والده الذى تساءل قلقا
_"ما بها (وتين) ؟! .. لقد تركتنى قبل قليل و كانت بخير .. ما الذى حدث؟"
اقترب (مصطفى) ليجلس على الفراش و يطرق برأسه حزنا و هو يقول
_"إنها ليست بخير أبدا أبى ... كانت تمثل على الجميع طوال الفترة الماضية أنها بخير و سعيدة فى خطبتها لكنها ليست كذلك أبى ... ابنتى تتمزق ألما و أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا لها"
ربت (أمجد) على كتفه برفق و هو يقول
_"اهدأ يا (مصطفى) .. كل شئ سيكون على ما يرام"
تنهد (مصطفى) بقوة و هو يقول بألم
_"كيف يا (أمجد)؟! .. ابنتى تتألم و أنا السبب .. ما كان يجب أن أوافق (شاكر) حين اقترح علينا هذه الصفقة مع آل (المنصورى) ... نحن لدينا وزننا فى السوق و ما كنا فى حاجة لتحالف معهم من أجل المزيد من القوة ... لا أدرى كيف وضعت ابنتى فى هذا المأزق من أجل شئ لا يستحق"
_"(مصطفى) لا تلوم نفسك ... (وتين) لم يضغط عليها أىُ منا ... هى وافقت بمحض إرادتها و لم يضربها أحد على يديها .. تعلم أنى حذرتها و حاولت إثناءها عن ذلك القرار لكنها صممت .. ابنتك كانت مصرة بشدة كأنها تريد الهرب من شئ ما بموافقتها على تلك الخطبة ، لا أدرى ما هو لكنها فعلا بدت لى كذلك"
هتف (مصطفى) بحنق
_"يكفى أن تخبروها أن مصلحة عائلتها تقتضى الأمر و هى ستوافق فورا على أى طلب مهما كانت صعوبته بالنسبة لها"
_"ابنتك ليست صغيرة (مصطفى) و تمتلك عقلا و صدقنى لو أنها رأت أن قرارها خاطئ ما كانت اتخذته حتى لو كان من أجل العائلة ... لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لموافقتها"
احتد (مصطفى) وهو يقول
_"حسنا هى أخطأت ، ما الحل إذن فى رأيك؟! ... أنا لن أترك ابنتى تتعذب هكذا دون أن أتدخل"
ارتفع صوت والدهما يقاطع نقاشهما
_"اصمتا قليلا أنتما الإثنان ... بعض الهدوء لو سمحتما .. (وتين) أنا أعرف ما مشكلتها يا (مصطفى) و لدى الحل لا تقلق عليها ستكون بخير .. و أنت يا (أمجد) أخبرنى بالأمر الذى يخص (راندا) .. و لا داعى لقلقكما هذا .. سأتولى الأمر و كل شئ سيكون على ما يرام"
صمت الإثنان فى إحترام و تبادلا النظر فابتسم والدهما و هو يتابع
_"حسنا (أمجد) ... أخبرنى ما بها شيطانة العائلة؟!"
***************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 11:05 PM   #59

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كانت (ثريا هاشمى) فى طريقها لمرسمها الصغير فى الملحق الموجود بحديقة القصر حين اوقفتها صرخة (راندا) فتنهدت بحنق .. تلك الفتاة لن تكبر أبدا ... عادت أدراجها لتدخل القصر و هى تقطب حاجبيها .. (راندا) لن تتعقل أبدا كما يبدو و طالما جدها و والدها يدعمان تمردها بهذه الطريقة فهى لن تكبر أبدا على ما تفعله .. كيف تصرخ بهذه الطريقة .. لقد تعبت حقا و هى تحاول إدخال بعض التعقل و الهدوء فى عقلها و محاولة جعلها تتصرف كأنثى و سيدة مجتمعة مهذبة ... همست داخلها بيأس ... رباه ساعدنى .. ووصلت لغرفة ابنتها و لكنها لم تجدها هناك .. تنهدت و هى تتوقع أين ستكون بالضبط ... (زياد) الأحمق هو الآخر يبدو أنه لن يتعقل ... خطوات قليلة قطعتها قبل أن تشهق بقوة و هى ترى (راندا) التى تندفع بهيئتها المذرية و وجهها المشتعل بالغضب لتهتف بصدمة
_"(راندا) ... يا الله !! .. ما هذا؟! ... كيف غادرتى غرفتك بهذا المنظر المذرى ... ألم تنظرى لنفسك فى المرآة ... يا ربى .. متى ستتعقلين يا فتاة ؟! .. هل هذه تصرفات شابة محترمة فى السادسة و العشرين؟!"
هتفت (راندا) بحنق و هى تقول
_" و هل أنا من فعل هذا بنفسى؟! البركة فى حفيديكِ الشيطانين و خالهما الأحمق ... تبا له .. لن يمر الأمر بهذه البساطة أقسم .. اعذرينى أمى ... أحتاج حمام طويل لأتخلص من هذا القرف"
قالتها و اندفعت لغرفتها تاركة (ثريا) خلفها تقف بعينين متسعتين قبل أن ترفع عينيها للسماء و هى تضغط بين عينيها بقوة
_"رحمتك يا ربى ... ماذا أفعل مع هذه المجنونة؟! .. لا فائدة أبدا"
تنهدت بقوة قبل أن تشير لإحدى الخادمات و هى تقول
_"أعدى لى فنجانا من القهوة و أحضريه إلى المرسم"
أومأت الفتاة و أستأذنت منها فيما نظرت (ثريا) فى الإتجاه الذى اختفت فيه ابنتها مجددا و عادت تتنهد فى يأس قبل أن تتجه لمرسمها علها تفرغ القليل من غضبها فى لوحاتها ...
************

رفعت (ثريا) شعرها بمشبك شعر و هى تجلس أمام لوحتها الأخيرة التى لم تكتمل بعد ... الرسم كان حياتها قبل أن يدخلها (أمجد هاشمى) و يجذبها إلى عالمه .. عالما كان بعيدا كليا عن تصوراتها لحياتها المستقبلية ، لكنها أحبت (أمجد) و تقبلت حياتها الجديدة لتتأقلم سريعا و تتقن ممارسة دور سيدة المجتمع و كما يجب أن تكون زوجة (أمجد هاشمى) ، لكنها لم تستطع التخلى عن الفنانة داخلها ، لازالت تمارس شغفها و تفرغ فيه كثيرا من إنفعالاتها و ضغوط حياتها الإجتماعية المرهقة ... عادت تتذكر ما حدث قبل قليل ، أغمضت عينيها تحاول السيطرة على غضبها و ضغطت على أسنانها و هى تقول
_"حسنا (راندا) .. سيكون لدى حديث طويل جدا مع والدك .. و سأرى حتى متى ستستمرين فى تصرفاتك هذه"
قفزت صورة (هشام) و هو يراقص ابنتها فى الحفل فجأة إلى ذهنها فابتسمت و هى تلتقط فرشاتها و تكمل اللوحة و فكرة جديدة تتكون فى رأسها ... كان إعجاب (هشام) بـ(راندا) مرتسما بوضوح على وجهه و فى طريقة رقصه معها ... و هى ستكون غبية إن لم تستغل هذا الإعجاب .. (هشام رضوان) سيكون أكثر من قادر على كسر تمرد ابنتها .. عليها أن تفكر فى طريقة لجمعهما معا مجددا و وضعها فى طريقه هذا إن لم يتخذ هو الخطوة أولا فما رأته فى عينيه البارحة يقول أنه أكثر من معجب ... حركت الفرشاة بحماس أكبر و هى تفكر لن تنتظر هى ، ستتصل بـ(سلمى) و تبدأ هى خطتها ... قاطع أفكارها طرقات على باب المرسم لتأذن للطارق بالدخول ... دخلت الخادمة و هى تحمل القهوة التى طلبتها (ثريا) و فى يدها الأخرى تحمل هاتف المنزل اللاسلكى و هى تقول
_"معذرة سيدتى ... هناك مكالمة لكِ .. تقول أنها السيدة (سلمى رضوان)"
تألقت عينا (ثريا) وهى تلتفت بسرعة .. (سلمى رضوان) تتصل بها و بعد كل هذا الوقت و الإنقطاع .. يبدو أنها لم تكن لتنتظر طويلا فإتصال (سلمى) الآن لا يعنى إلا شئ واحد .. وضعت الفرشاة و الألوان جانبا و هى تشير للخادمة أن تقترب لتضع القهوة جانبا و تناولها الهاتف و تشير لها بالإنصراف قبل أن ترفع الهاتف مجيبة بترحيب
_"مرحبا (سلمى) كيف حالك عزيزتى؟ .. ما هذه المفاجأة الجميلة؟!"
أتاها صوت (سلمى) و هى تقول
_"مرحبا (ثريا) .. أنا بخير حمدا لله .. كيف حالك أنتِ و حال الجميع؟"
_"بخير الحمد لله .. شكرا لسؤالك"
_"اعتذر لإنشغالى الفترة الماضية عن السؤال .. تعرفين الظروف التى مررنا بها"
قاطعتها (ثريا) بأسف
_"لا عليكِ (سلمى) ... أنا من عليها أن تعتذر لإنشغالى عنكِ .. أعرف الظروف التى تمرين بها سامحينى ... كيف حالها (رهف)؟!"
تنهدت (سلمى) بحزن و هى تجيب
_"مازالت كما هى ... ترفض الخروج من حزنها و ترفض الإستجابة للعلاج ... هناك أمل كبير للشفاء لكنها ترفضه تماما"
_"شفاها الله و عافاها عزيزتى ... إن شاء الله تكون بخير عليكِ أن تحاولى معها أكثر ... تحتاج منكِ لحزم أكبر"
_"إن شاء الله ... أنا و (هشام) مازلنا نحاول معها لكنها عنيدة جدا"
_"إن شاء الله خير ... لقد قابلت (هشام) البارحة ... ما شاء الله .. سمعت (أمجد) يمتدحه كثيرا و يشيد بعمله ... ليحميه الله لكِ و يطمئنك على شقيقته قريبا جدا"
إبتسامة سعادة و فخر ارتسمت على شفتىّ (سلمى) و هى تقول
_"آمين يا رب ... (هشام) تولى كل شئ بعد رحيل والده و لولاه هو و (عاصى) كان الحال قد انتهى بنا ... لقد تمكن بمعجزة من إنقاذ الشركة و الرجوع بها أقوى مما كانت ... الحمد لله لقد استقر الوضع و بقيت فقط مشكلة (رهف) ... أرجو أن نتمكن من جعلها تخضع للعلاج سريعا"
تمتمت (ثريا) بدعاء قبل أن تقول
_"إن شاء الله تتحسن سريعا لا تيأسى .. رحمة الله واسعة"
و صمتت لحظة قبل أن تتابع
_" تعرفين كنت أفكر لتوى فى الإتصال بكِ .. رؤيتى لـ(هشام) البارحة جعلتنى أدرك كم أنا مقصرة فى حقك"
أطلقت (سلمى) ضحكة قصيرة و هى تقول
_"حقا؟! ... القلوب عند بعضها إذن ... فى الواقع اتصلت بكِ لأمر هام أردت مناقشتك به لكن الهاتف لن يكون مناسبا و أردت أن نتواصل من جديد لنعيد الأيام الخوالى ... فما رأيك لو شرفتينى بزيارة و تناولنا الغداء سويا .. أنتِ و (راندا) الشقية فقد اشتقت لها و مر وقت طويل منذ رأيتها آخر مرة ... هل يناسبك بعد غد؟!"
ابتسمت (ثريا) بإتساع و هى تلتقط ما بين كلمات (سلمى)
_"طبعا سأحب هذا و (راندا) أيضا .. رغم أنها عنيدة و ترفض مرافقتى لأى مناسبة لكنها تحبك كثيرا و لن تفوت الفرصة لرؤيتك"
تنهدت (سلمى) بإرتياح و هى تقول
_"رائع إذن .. سأنتظركما أنا و (رهف) ربما تتمكن (راندا) من إخراجها من جمودها قليلا"
_"إن شاء الله ... أنتِ لا تعرفين كيف تكون (راندا) عندما تصمم على شئ"
ضحكت (سلمى) و هى تقول
_"يمكننى أن أتخيل ذلك ... حسنا (ثريا) .. اتفقنا إذن نلتقى بعد غد"
_اتفقنا عزيزتى"
تبادلا بعض كلمات مودعة قبل أن تغلق (ثريا) الهاتف و هى تبتسم قائلة
_"حسنا (راندا) استعدى عزيزتى فالأيام القادمة ستحمل لكِ مفاجأة مثيرة"
من ردود أفعال (راندا) البارحة يمكنها أن تدرك أن (هشام) يؤثر فيها جدا ... كانت متوترة و متحفزة كقطة فوق صفيح ساخنة و هذا مؤشر جيد للغاية ... عادت تلتقط فرشاتها و هى تبتسم بسعادة بالغة و هى تتنهد فى راحة ... أخيرا طفلتها العنيدة وجدت ندا لها
****************
غادرت (هاميس) من أمام غرفة (زياد) بعد برهة تردد وقفتها أمام الباب تريد أن تدخل لتطمئن على أخيها .. كانت قد لحقت بـ(راندا) و تورات جانبا عندما لمحت (وتين) تقف أمام الباب و على وجهها ألم شديد ... اختفت بسرعة عندما وجدت (وتين) تغادر بسرعة و وجهها يزداد شحوبا و بدا من هيئتها أنها ستنفجر فى البكاء ... كادت تتبعها و لكنها توقفت و هى تستمع لصوت (راندا) المرتفع و هى تعنف (زياد) ... شعرت بالألم الشديد من أجل أخيها ... تستطيع أن تعرف كم هو متألم الآن ... حتى اللحظة هى لا تعرف لماذا فعلت (وتين) ما فعلت ... و لازالت متألمة من فعلتها رغم أنها ترى أنها تتألم هى الأخرى ... غادرت (راندا) بعد قليل صافقة الباب بعنف خلفها و انتظرت (هاميس) للحظات أمام الباب مترددة .. تعرف أنه حزين و تريد أن تطمأن عليه لكنها فضلت أن تتركه قليلا وحده ليتمالك نفسه ... تعرف أنه يكره أن يرى أحدهم لحظات ضعفه ... حسنا ستذهب لتتخلص من آثار جريمة توأم شقيقتها المجرمين ريثما يحصل (زياد) على بعض الوقت مع نفسه ... (زياد) قوى و سيكون بخير كما عهدته دوما ... سارت فى طريقها لغرفتها مرورا بالرواق المطل على إحدى شرفات القصر و هى شاردة قبل أن يقطع شرودها صوت مواء غريب جعلها تتوقف ... يبدو الصوت مألوفا .. عادت تسير قبل أن يوقفها الصوت مجددا و شئ صغير يرتطم بكتفها فالتفتت بحنق لتجدها حصاة صغيرة .. قطبت حاجبيها .. من أين أتت هذه!! قاطعها صوت صفير طويل لحقه صوت تعرفه جيدا
_"نحن هنا ... مرحبا يا جميلة ... تبدين رائعة بالنيولوك الجديد"
التفتت نحو الصوت القادم من الشرفة و ارتفع حاجباها و هى تراه و هو يجلس بتهور فوق سور الشرفة الرفيع و يحمل كتابا فى يده .. احدى ساقيه تمتد فوق السور و الأخرى خارجه يحركها فى الهواء بحركة منتظمة فشهقت قائلة
_"(سيف) أيها الأحمق .. ماذا تفعل عندك؟! ... ألا ترى المسافة بينك و بين الأرض؟ .. انزل قبل أن تقع فى الأسفل .. لا تنقصنا المصائب لتتسبب بواحدة"
أطلق ضحكة عالية زادت من سخطها و خفق قلبها فى رعب و هى تراه يعتدل بتهور أكبر ليقف بتوازن فوق السور و لم تلتقط أنفاسها إلا حين قفز برشاقة ليدخل الشرفة و يتجه نحوها ... ضرب رأسها بالكتاب برفق و هو يقول مغيظا
_"جبانة"
أبعدت يده بعنف و هى تهتف
_"أنت هو الأحمق ... عندما تقع على جذور رقبتك لا تأتى لتشتكى لى ... لا أعتقد أصلا أنك ستفعل لأنك ستكون قد صعدت للسماء و استرحت منك نهائيا"
ضحك بقوة و هو يمد ذراعه و يحيط رقبتها كأنه يخنقها فى حركة اعتاد أن يغيظها بها منذ الصغر و هو يقول
_"لن تستريحى منى (ميسا) ، فحتى لو صعدت للسماء كما تقولين ... سأتحول إلى شبح و أحوم حولك للأبد سنكون رائعين معا خصوصا بهيئة الساحرات خاصتك هذه"
اقشعر جسدها مع كلماته التى أخرجها بصوت مبحوح مخيف كأنه يمثل فى فيلم رعب ... تأوه حين ضربته بكوعها فى صدره بقوة و هى تقول
_"(سيف) ... توقف عن مزاحك الثقيل هذا ... أنا روحى فى أنفى الآن و لن يحدث لك خير إن استمريت فى إستفزازى"
اقترب قليلا يتأملها بحاجبين معقودين فنظرت نحوه بإستفهام حانق و هى تسمعه يقول
_"لا أراها"
سألته بحيرة و هى تراه يدقق فى وجهها
_"ما هى هذه التى لا تراها ؟!"
رفع حاجبا ساخرا و هو ينظر نحو أنفها خصيصا و هو يتابع
_"روحك ... لا يمكننى أن أراها فى أنفك .. أين هى؟!"
رفعت قبضتها بغضب فى وجهه لكنه قفز مبتعدا و هو مستمر فى ضحكاته التى جعلت غضبها يزداد لتهتف فيه
_"أيها الأحمق توقف عن الضحك ... أنا غاضبة فعلا (سيف)"
ربت على رأسها كأنما يحدث طفلة صغيرة
_"حسنا أنا آسف يا صغيرتى .. سأتوقف .. كم (ميسا) عندى"
أبعدت يده فى حنق و هى تهتف
_"لست صغيرتك أيها الأحمق ... كونك الأطول بيننا لا يعنى أنك الأكبر .. هل فهمت؟"
و رفعت أنفها بشموخ تمثيلى جعله يضحك أكثر و هى تتابع
_"رجاءا بعض الإحترام لسنى و مكانتى يا هذا"
عاد يخنق رقبتها بذراعه و هو يضحك قائلا
_"بعض الإحترام يا قصيرة ؟! .. منذ متى هاه ؟! .. فرق السنتين الذى بيننا لا يعنى أنكِ تستحقين الإحترام الذى تطلبين ... أنتِ أصغر عقلا من (رامى) و (رفيف) نفسيهما"
دفعته بغضب و هى تهتف
_"تركت لك العقل أيها العاقل .. دعنى أذهب الآن و تابع ما كنت تفعله ... أتمنى أن تراك (سؤدد) و هى فى إحدى لحظاتها السوداوية و تحيل حياتك جحيما"
ضحك و هو يهز رأسه
_"شقيقتى العزيزة مشغولة كثيرا هذه الآونة و لا وقت لديها لتمارس سيطرتها الجحيمية على أى شخص ... و إن وجدت الوقت فلن تمارسها علىّ أنا شقيقها الوحيد قصيرتى .. ربما على مثيرى الشغب أمثالك"
ضربت الأرض بقدمها بغضب أكثر و هى تهتف
_"حسنا أيها المغرور ... سأذهب أنا مادمت لا تنوى أن تتركنى و شأنى دون أن تستفز أعصابى أكثر"
جذب إحدى خصلاتها الملونة و هو يقول
_"حسنا ... اذهبى قصيرتى لن أغضبك أكثر ، كنت مغادرا بعد قليل فلدى مبارة تنس فى النادى اليوم ، كنت أتمنى لو أتيتِ لتشجيعى لكن يبدو أنكِ مشغولة و غاضبة أيضا .. لا بأس سأكتفى بفاتنات النادى اللاتى يشجعننى بإستمرار ... بالمناسبة تبدين رائعة جدا بمظهرك الجديد ... أحببته كثيرا"
قالها و أطلق ضحكة عالية و هو يبتعد ملوحا لها بكفه بينما تابعته بحنق و هو يرسل لها قبلة فى الهواء قبل أن يختفى عن ناظريها فهتفت بحنق و هى تتذكر كلماته عن تافهات النادى الغبيات
_"عابث أحمق"
و تحركت تتابع طريقها نحو غرفتها لتحصل على حمام طويل ربما تتخلص من المصيبة التى ارتكبها الشيطانين الصغيرين
***************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-16, 11:06 PM   #60

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقفت (راندا) تجفف شعرها بعد معاناة فى إزالة الأصباغ عن شعرها و وجهها ... لا تتوقف عن التمتمة بغضب و هى مازالت تتوعد (زياد) ... لقد تمادى هذه المرة حقا ... ربما نفثت عن بعض غضبها بلكمه لكنها مازالت تغلى و لن تتركه يفلت بفعلته هذه المرة دون أن تردها له أضعافا مضاعفة ... أخذت نفسا عميقا تحاول الهدوء و التفكير بتروى .. هى ستعاقبه و بعدها سيكون لها حديث جدى مع (وتين) ... يجب أن تعرف ما الذى يجبرها أن تؤذى نفسها و (زياد) هكذا ... ليست الصفقة و لا مصلحة العائلة هى السبب فيما تفعله ... هى أكيدة أنها وافقت فقط لتبتعد عن (زياد) رغم أن موتها فى بعدها عنه ... ما السر الذى تخفينه (وتين)؟! ... انتهت من تصفيف شعرها بعد أن بدلت ثيابها .. التقطت هاتفها لتتصل بصديقتها الوحيدة لتتفق معها على موعد يخرجان فيه ... انتظرت قليلا و هى تستمع لرنين الهاتف قبل أن يأتيها صوتها الهادئ مخللا ببعض الحزن
_"مرحبا (راندا) .. كيف حالك حبيبتى؟!"
قطبت حاجبيها و هى تلتقط نبرة الحزن فى صوت صديقتها لتقول بقلق و اهتمام
_"مرحبا (سمارا) كيف حالك أنتِ؟ ما الأمر ؟ .. يبدو صوتك قلقا ؟ هل كل شئ على ما يرام عندك؟"
وصلتها تنهيدة حارة أتبعها صوت صديقتها مختنقا بالبكاء
_"الحمد لله على كل شئ (راندا) ... أبى تعب قليلا و ذهبنا للمشفى ... إن شاء الله سيكون بخير"
تمتمت (راندا) بحزن
_"حبيبتى ... هل هو بخير الآن؟"
_"الحمد لله .. لقد استقرت حالته قليلا و سيأذن الطبيب بعودته للمنزل غدا إن شاء الله"
تنهدت (راندا) و هى تقول مواسية
_"إن شاء الله سيكون بخير حبيبتى ... جيد أننى اتصلت الآن فأنا أعرف أنكِ لم تكونى لتخبرينى بأى شئ ... سأخبر أبى و آتى لزيارته فورا و الإطمئنان عليكم جميعا"
قاطعتها (سمارا) بسرعة
_"لا داعي (راندا) حقا ... نحن بخير و أبى سيكون بخير .. (رواء) و أنا نرافقه الآن ... يمكنك إن أردتِ أن تأتى غدا لمنزلنا عندما نعود "
تنهدت (راندا) بقوة قبل أن تقول
_"حسنا أيتها العنيدة سأتصل بكِ غدا و أقلكم بنفسى من المشفى و أعود معكِ للمنزل ... اعملى حسابك سأقضى اليوم كله عندك"
_"حسنا (راندا) .. أمى و شقيقتىّ سيسعدن جدا برؤيتك و أبى أيضا .. جميعهم يشتاقون لكِ"
_"و أنا أيضا اشتقت لهم كثيرا ... أوصلى سلامى لهم جميعا حتى نلتقى غدا"
_"حسنا حبيبتى ... نلتقى غدا .. أستودعك الله"
_"حسنا (سمرائى) إلى اللقاء ... فى أمان الله"
أغلقت الهاتف و قلبها ينقبض حزنا على والد صديقتها المريض ... منذ تعرفت على صديقتها (سمراء) أو (سمارا) كما يحلو لها أن تناديها و أصبحتا أقرب من شقيقتين و هى وقعت فى حب أسرتها كلها والدها الطيب و أمها الحنونة و شقيقتيها الإثنتين و بيتهم الصغير الدافئ الممتلئ بالرضا رغم مرض الوالد و كل ظروفهم الصعبة ... دعت الله أن يتحسن والدها بأسرع وقت و أن يتم شفاؤه بخير.
************
أغلقت (سلمى) الهاتف لتلتفت نحو (عاصى) الذى جلس قريبا و على شفتيه إبتسامة مستمتعة ... بادلته إبتسامته و هى تشير بإصبعيها السبابة و الوسطى قبل أن تقول و هى تقترب لتجلس جواره
_"تمت المهمة بنجاح"
ضحك و هو يقول
_"أمى ... أنتِ سريعة جدا ... عرفت الآن ممن ورث (هشام) سرعته التى رأيتها بالأمس"
ضحكت (سلمى) قبل أن تجيب
_"أنت السبب (عاصى) ... أنت من أخبرنى بالأمر .. أخبرتك كم تمنيت أن يحدث هذا من قبل و الآن الفرصة أتت حتى متناول يدىّ ، فلماذا التأخير؟! ... خيرُ البر عاجله كما يقولون"
هز (عاصى) رأسه و هو يقول
_"حسنا ... لا أعتقد أن (هشام) سيكون مسرورا إن علم بتدخلنا ... تعرفين أنه يحب أن يأخذ قراراته بنفسه دون تدخل من أحد"
_"لا تقلق ... دعنا نطرق الحديد و هو ساخن و نقوم بإستفزازه ليأخذ خطوة سريعة ... دعنا من هذا الآن و قم لنتناول الغداء ... يبدو أن (هشام) ينوى فعلا ألا يعود للغداء"
قام برفقتها و هو يبتسم ... تناول الغداء فى هدوء لا يعبر عن عواصف الغضب التى اشتعلت داخله و هو يرى (رهف) ترفض أن تشاركهم الغداء ككل مرة يكون متواجدا فيها ... تنهد بقوة و هو يسترخى على الأريكة بالشرفة بعد أن غادر المائدة ... التفت على تربيتة (سلمى) على كتفه و هى تقف بجواره
_"ما الأمر حبيبى؟! ... تبدو قلقا"
تناول يدها مقبلا قبل أن يشدها لتجلس على الأريكة بقربه قبل أن يعتدل ليتمدد و يضع رأسه فوق ساقيها كما اعتاد فى صغره و هو يهمس
_"أنا بخير أمى ... دعينى أرتاح هنا قليلا و سأكون بخير تماما"
تنهدت و هى ترفع كفها تمسح على شعره بحنان و هى تهمس
_"ارتاح حبيبى ... عندما تشعر برغبة فى البوح بما يعتمل فى صدرك تعرف أننى موجودة دائما من أجلك"
قبل كفها مرة أخرى و هو يومئ برأسه
_"أعرف حبيبتى"
تابعت مسح شعره بيدها فى حب قبل أن تقول
_"(عاصى) بنى .. أريد أن أطلب منك شيئا و أرجوك لا ترفض من أجلى"
فتح عينيه ينظر نحوها فى إهتمام
_"اطلبى عينىَّ حبيبتى"
ابتسمت فى حنان و هى تقول
_"سلمت عيناك بنى ... أريدك أن تعود للمنزل (عاصى) ... لا داعي لوجودك بمفردك فى شقتك تلك ... أنا أقلق عليك حبيبى"
تنهد و هو يعتدل و يحتضن كفيها
_"لا داعي للقلق حبيبتى ... لم أعد صغيرا .. كما أنكِ تعرفين أن وجودى يزيد من غضب (رهف) و توترها ... لا أريدها أن تعانى أكثر"
احتضنت وجهه بكفيها و هى ترجوه بعينيها
_"أرجوك بنى ... غرفتك مازالت كما هى و لا تقلق لـ(رهف) ... ربما كان وجودك أفضل .. غضبها و توترها يعنيان أنها تشعر بالحياة و تتأثر و هذا جيد جدا ، صحيح؟!"
تنهد و هو يقول
_"حسنا أمى ... ربما أنتِ محقة ... سأبيت هنا اليوم من أجلك"
هتفت بعناد
_"و كل يوم"
ضحك مجيبا بإستسلام
_"و كل يوم حبيبتى"
و عاد يتمدد ليعيد رأسه على ساقيها و يغمض عينيه مستمتعا بلمساتها الحانية على رأسه و يغرق فى أفكار كلها تدور حول عسليته الغاضبة دوما ... قاطع إسترخاءه صوت (هشام) الساخر و هو يقول
_"يبدو أن وصلة الحب مازالت مستمرة"
فتح عينيه متطلعا نحوه دون أن يعتدل و هو يقول
_"توقف عن الشعور بالغيرة (هشام) ... لقد حسمنا الأمر بيننا من قبل ... يجب أن تتقبل أن هذه الجميلة تحبنى أكثر"
اقترب (هشام) ليقبل رأس (سلمى) فى حنان قبل أن يقول و هو يضربه على رأسه
_"توقف أنت عن التصرف كالأطفال الصغار ... لقد كبرت على النوم فى أحضان أمى"
ضحكت (سلمى) و بادلها (عاصى) ضحكاتها قبل أن يعتدل و هو يقول
_"غيور"
هز (هشام) رأسه بيأس قبل أن يقول
_"سأذهب لأتناول الطعام أفضل من الإستماع لهذرك هذا"
تحرك ليغادر لكن (سلمى) نادته ليتوقف و يلتفت لها بينما تتابع
_"هل أنت متفرغ بعد غد (هشام) ... لدينا ضيوف على الغداء و أريدك أن تكون متواجدا"
هز رأسه و هو يجيب
_"أمى تعرفين أكيد أننى لا وقت لدى ... ثم ماذا سأفعل أنا بوجودى مع صديقاتك؟!"
تبادلت هى و (عاصى) إبتسامة خبيثة أثارت قلقه و هى تتابع
_"هى صديقة وحيدة و ابنتها بنى .. و وجودك مهم جدا"
ضيق عينيه مفكرا فى السبب الوحيد الذى قد تطلب منه أمه مقابلة "صديقة و ابنتها" ... لا سبب غيره ... تنهد بقوة و هو يقول
_"رحبى بضيوفك أمى و لا تشغلى نفسك بى سأكون مشغولا جدا"
قالها و أدار ظهره منهيا الحديث ... فغمز لها (عاصى) و هو يهتف بخبث
_"لا تقلقى أمى ... إن كان (هشام) مشغولا فأنا موجود ... سأهتم بنفسى بضيوفك"
هز (هشام) كتفه بلامبالة و تابع خطواته قبل أن يتوقف مجددا و صوت (عاصى) المتلاعب يتردد خلفه
_"و سأهتم بالآنسة (راندا هاشمى) بوجه خاص ... أعدك أنها ستشعر كأنها فى البيت تماما"
تجمد (هشام) مكانه و هو يستوعب كلمات (عاصى) المتلاعبة قبل أن يلتفت نحوهما ببطء لتقابله إبتساماتهم الخبيثة ... رمق (عاصى) بنظرة متوعدة قبل أن يقول
_"كما أخبرتك أمى ... رحبى بضيوفك كما يجب و تابعى خططك مع (عاصى) فهو أكثر من كفء أما أنا فسأكون مشغولا كما أخبرتك "
عقدت (سلمى) حاجبيها فى ضيق بينما تابع و هو ينظر نحو (عاصى) بتجهم
_"(عاصى) ... أريدك فى أمر هام و ضرورى جدا"
و استدار ليدخل بينما مال (عاصى) على (سلمى) التى قطبت حاجبيها فى ضيق و هى تزم شفتيها غضبا
_"لا تقلقى حبيبتى ... إنه يكابر ... لن يستطيع مقاومة الأمر صدقينى"
أتاه صوت (هشام) الحانق يناديه بزمجرة
_"(عاصى)"
فضحك و هو يغمز لها بإستمتاع لتبادله ضحكته فقبل خدها و هو يستدير ليتبع (هشام) الغاضب تتبعه عينا (سلمى) الضاحكتين و هى تفكر كم سيكون الأمر ممتعا عندما يلتقى الإثنان معا
***************
انتهى الفصل الثامن
أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.