آخر 10 مشاركات
تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          رهان على قلبه(131) للكاتبة:Dani Collins (الجزء الأول من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          309- حب في عرض البحر - ليندا هوجز - مــ.د...(عدد جديد)** (الكاتـب : Dalyia - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          2002-شيء في القلب-أماندا برونينغ-درا الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          المواجهة الدامية - شهادة للتاريخ عن انهيار الاتحاد السوفيتي - رسلان حسبولاتوف (الكاتـب : علاء سيف الدين - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree639Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-17, 12:13 AM   #641

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وقع (سالم) آخر الأوراق قبل أن يعيدها لسكرتيرته التي مدت يدها لتلتقطها لكنها توقفت فجأة و هي تنظر له بدهشة عندما أبعد الأوراق عن متناول يدها و تأملها للحظات طويلة بطريقة أثارت توترها بقوة .. منذ أيام و هو يراقبها بطريقة غريبة تثير قلقها .. تمالكت نفسها لتقول بارتباك
_"هل هناك خطب ما سيد (سالم)؟"
استمر في تأملها للحظات أخرى و بطريقة جففت الدم في عروقها خاصة عندما أنهى تأمله قائلاً بنبرة جليدية
_"أرجو أن يكون الراتب الذي يقدمه لكِ جدي مقابل خدماتك "الخاصة" مجزياً آنسة (نهى)"
ابتلعت لعابها بصعوبة قبل أن تقول بارتباك أكبر
_"آآ .. عفواً .. أ ... أنا لا أعرف عما تتحدث سيدي"
ألقى الأوراق فوق سطح مكتبه قبل أن ينهض من فوق مقعده و يدور حوله و يقف أمام قامتها الضئيلة ينظر لها من علو قبل أن يمد كفه و يمسك ذقنها بقسوة ليرفع رأسها المنخفض نحوه و يقول بتهكم بينما يرفع أحد حاجبيه
_"لا تعرفين عما أتحدث ؟! .. حقاً ؟! ... هل تعتقدينني أحمقاً يا آنسة؟! ... هل تصورتِ أنني لن أكشف أمرك أبداً أيتها الجاسوسة الصغيرة؟! ... كنت أعرف أن جدي العزيز سيفعل شيئاً كهذا"
و تأمل الدموع التي ترقرقت في عينيها و هو يتابع دون رحمة بينما يدفع ذقنها ليميل وجهها جانباً
_"لكن علىّ الاعتراف ... جدي العزيز يُحسن الاختيار حقاً ... بمظهرك البريء و الرقيق هذا لا أحد سيشك في أمركِ أبداً"
أغمضت عينيها لتسيل دموعها على خدها في صمت و ارتجفت شفتاها فضغط على كفه بقوة و أغمض عينيه محاولاً التحكم في غضبه قبل أن يفتحهما من جديد و ينظر لها قائلاً بصرامة شديدة
_"على العموم أتمنى أن يكون المبلغ الذي تقاضيته مقابل تجسسك علىّ كان كافياً آنسة (نهى) ريثما تعثرين على وظيفة جديدة فهذا المكان ما عاد يصلح لأمثالك"
فتحت عينيها تنظر له بفزع قبل أن تهمس بخوف
_"ماذا تقصد سيد (سالم)؟"
ردد ببرود قاسٍ
_"ما فهمتِه يا آنسة ... أنتِ مطرودة ... أنا لا أحب العمل مع الجواسيس و المخادعين"
هتفت برعب و هي تقترب منه بسرعة
_"لا سيدي .. أرجوك لا تقل هذا ... أرجوك .. أنا أحتاج هذه الوظيفة بشدة"
و شدت على كفه بتوسل و هي تبكي
_"أرجوك لا تفعل ذلك سيدي .. أُقبل يديك سيدي .. أرجوك لن أعيدها أقسم لك .. عائلتي في أشد الحاجة لكل قرش .. أرجوك لا تفعل هذا بي سيد (سالم) .. "
انتزع كفه منها هاتفاً بقسوة
_"كان عليكِ التفكير في هذا قبل أن تخوني رب عملك يا آنسة .. و الآن غادري مكتبي و خلال ثوانٍ أريد استقالتك أمامي"
اقتربت منه مجدداً و هي تبكي بحرارة و تكاد تنحني لتقبل يديه
_"لا تقل هذا سيد (سالم) أرجوك ... أتوسل إليك .. أُقبل يديك لا تطردني"
كز على أسنانه بقوة و أغمض عينيه يلعن ذلك الضعف الجديد داخله و الذي جعله مؤخراً أكثر تردداً أمام دموع النساء .. لو كان (سالم) الآخر - الذي كانه قبل تعرفه على (وتين) - هو من يقف الآن ، لكان رد فعله أسوأ بكثير ... فتح عينيه عندما شعر باقترابها منه و سمع صوتها الباكي يردد في توسل و حرقة
_"أرجوك سيد (سالم) .. أنا .. أنا لم يكن لدي خيار آخر ... لقد هددني جدك ... هددني بطردي من الوظيفة و أنني لن أتمكن من إيجاد أي عمل آخر ، إن لم أنقل له كل خطواتك و كل ما يحدث في مكتبك ... لقد هددني حتى بإيذاء كل أفراد عائلتي و طردنا من المدينة سيدي ... أتوسل لك صدقني ... لم يكن أمامي أي خيار سيدي .. صدقني"
ازدادت كفه انقباضاً في غضب مكبوت ... تباً .. جده لن يتغير أبداً .. لازال يستخدم نفس الوسائل القديمة ... عاد يتأمل سكرتيرته المنهارة في حرقة صادقة ... يعرف أنها تقول الحقيقة و يعرف كيف يمكن لجده أن يذهب في تهديداته لآخر مدى حتى يحقق ما يريد ... ألم يفعلها من قبل و بكل دمٍ بارد؟! .. لماذا لا يصدق الآن؟! .. و هذه الفتاة مجرد بيدق مسكين في يد جده لا تملك سوى التحرك بأمره .. حتى لو طردها ، جده سيجد غيرها ... حسناً لا خيار أمامه .. تلك الفتاة لا ذنب لها في حربه مع جده و هي - إن تغاضى عن ذلتها - تقوم بوظيفتها على أكمل وجه ، كما أنه يمكن أن يستغل وجودها لصالحه في النهاية ... انتبه لتهدل كتفيها بعد أن يأست من توسله و استدارت لتغادر مكتبه .. لابد أنها فكرته شخصاً عديم القلب كجده تماماً .. تباً .. فليكن ملعوناً إن أصبح مثله يوماً من الأيام ...
_"توقفي عندك"
استوقفها أمره الصارم ، فالتفتت له بتساؤل و دموعها تغرق وجهها فتابع قائلاً بصرامة
_"أين تذهبين؟"
همست بألم من بين دموعها
_"سأكتب استقالتي كما أمرت سيد (سالم)"
تأملها للحظة قبل أن يتنهد بقوة و يتحرك نحو مقعده و هو يكمل بلهجة لامبالية
_"لا داعي لهذا"
نظرت له في حيرة ليتابع
_"سأمنحك فرصة أخيرة آنسة (نهى)... أرجو ألا تهدريها"
استمرت تنظر نحوه في حيرة و دون تصديق بينما يجلس خلف مكتبه بهدوء و يتناول بعض الملفات أمامه قبل أن يرفع نظره نحوها بعد لحظة قائلاً
_"لازلتِ تقفين عندكِ يا آنسة؟!! ... هيا اذهبي و باشري عملك فوراً"
همست بوجل و رجاء
_"هل .. هل تعني أنني .. أنكِ قد .."
حرك كفه ببرود مصطنع
_"هيا اذهبي و لا تضيعي المزيد من الوقت .. هيا و إلا سأغير قراري"
ابتسمت من بين دموعها و رفعت يدها تمسح دموعها عن خديها و هي تهتف بامتنان
_"شكراً لك سيدي ... شكراً لك .. لن أنسى لك موقفك هذا أبداً .. شكراً لك"
قاطعها
_"لقد منحتك فرصة أخرى آنسة (نهى) ... لا تجعلينني أندم عليها ، هل فهمتِ؟"
هزت رأسها نفياً قبل أن تقول بوعد من بين دموعها
_"لن تفعل أبداً سيد (سالم) ... لن تندم أبداً سيدي أعدك"
_"أرجو هذا"
تمتمت باعتذار و استدارت لتغادر الغرفة ليستوقفها مجدداً
_"آنسة (نهى)"
التفتت له مجيبة بسرعة
_"نعم سيدي"
تأملها لحظة قبل أن يقول بجدية
_"جدي لن يعرف أبداً عن محادثتنا هذه ، اتفقنا؟"
نظرت له بحيرة قبل أن تسأل بخوف
_"كما تريد سيدي .. لكن ماذا سأفعل إن طلب معلومات جديدة و "
قاطعها قائلاً بهدوء
_"لا تقلقي ... عندها ستخبرينه فقط ما أريده أنا ، هل فهمتِ؟"
هزت رأسها موافقة ليقول
_"حسناً كما تأمر سيدي"
و استأذنت لتغادر نحو مكتبها و أغلقت الباب خلفها برفق ، ليتراجع هو للخلف و يسترخي في جلسته مغمضاً عينيه و عقله يشرد لما حدث قبل أيام مع (رويدا) و قبلها مواجهته مع جده و تنهد بقوة ... كل شيء تعقد مؤخراً و لازال سيتعقد أكثر عندما يعرف جده بفسخ خطبته لـ(وتين) .... ارتفعت نغمة الرسائل تنبهه لوصول رسالة على هاتفه فالتقطه بهدوء ... لمعت عيناه و هو يقرأ الكلمات المكتوبة قبل أن يتنهد براحة و يقول بإمتنان و ابتسامة هادئة ترتسم على شفتيه
_"شكراً لك يا صديقي ... شكراً لك"
وضع الهاتف جانباً و نهض من خلف مكتبه ليقف أمام نافذته الواسعة يطل منها بشرود للحظات قبل أن يتنهد مرة أخرى و يقول بخفوت
_"آسف يا (رويدا) ... آسف حقاً عزيزتي ، لكن كان يجب أن أفعل ذلك"
أغمض عينيه متذكراً تهديد جده الواضح و مستعيداً لقاءه الأخير مع (رويدا) ليتنهد من جديد و يفتح عينيه يتأمل الأفق الممتد أمامه قبل أن يكمل بشرود
_"كان يجب أن تغادري (رويدا) ... لمصلحتك عزيزتي .. كان يجب أن أُبعدك عن هنا قبل أن تتأذي ... من يدري؟! .. ربما ابتعادك سيجعلك ترين الأمور بنظرة أخرى عزيزتي .. و ربما أنا أيضاً سأفعل ... ربما الأيام القادمة ستحمل الأفضل لنا جميعاً .. من يدري؟!!"
ردد كلمته الأخيرة برجاء صادق تردد داخله بقوة و عيناه تشردان في الأفق البعيد ...
*****************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-17, 12:18 AM   #642

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كانت (هاميس) تستعد لتخلد لفراشها بعد أن ارتدت ثياب نومها ... توجهت للفراش و هي تتثاءب بنعاس قبل أن تتوقف لتنظر نحو الدمية المستقرة فوقه بدلال فالتقطتها لتضمها لها بحب و هي تقول
_"هل أخبرتك أنني سعيدة جدا بامتلاكك يا جميلة؟! ... أنتِ أجمل هدية عيد ميلاد أتتني هذا العام ... ممم .. حسناً .. صحيح لم أستقبل هدايا بقية العائلة بعد .. لكن .. تعرفين بالطبع أن هدية (سيف) ستبقى دوماً الأقرب لقلبي ، صحيح؟"
و قبلتها برقة قبل أن تضعها فوق الفراش قائلة
_"تصبحين على خير يا جميلة"
أزاحت الغطاء الرقيق استعداداً للاسترخاء في فراشها و هي تُمني نفسها بنومٍ طويل و أحلام جميلة قبل أن توقفها طرقات رقيقة فوق باب غرفتها لتعقد حاجبيها بقلق و هي تنظر للساعة ... توجهت بسرعة نحو الباب و فتحته ليرتفع حاجباها بدهشة و هي ترى (ريناد) التي وقفت أمام غرفتها بتردد ... (ريناد) تأتي لغرفتها .. و الآن؟! .. ما الذي تريده يا ترى؟! .. تمالكت دهشتها و تساؤلتها و هي تقول بينما تراها تفرك كفيها في ارتباك
_"(ريناد) ... هل أردتِ شيئاً مني؟! ... هل كل شيء على ما يرام؟"
رفعت (ريناد) عينيها لها قائلة بتردد
_"أرجو ألا أكون قد أيقظتك من النوم (هاميس)"
هزت رأسها و قالت و هي تتراجع مشيرة لها بالدخول
_"لا لم تفعلي .. لم أكن قد نمت بعد على أية حال ... تفضلي .. ادخلي (ريناد)"
ابتسمت ابنة خالتها و هي تخطو للغرفة ... أغلقت (هاميس) الباب و التفتت لتراها تقف صامتة بينما عيناها تتأملان الغرفة من حولها .. اقتربت (هاميس) لتجلس فوق حافة فراشها قائلة
_"اجلسي (ريناد) تبدين متعبة قليلاً"
ابتسمت لها بامتنان قبل أن تقترب لتجلس على حافة الفراش قربها و هي تقول باعتذار
_"آسفة على إزعاجك (ميسا) ... أعرف أنكِ تشعرين بالدهشة لمجيئ في هذا الوقت ، لكنني أجد صعوبة في النوم من كثرة التفكير"
هزت كتفيها
_"اعذريني (رينا) ... لكن لأكن صريحة أنا أشعر بالدهشة و القلق ... أرجو أن يكون كل شيء على ما يرام .. أخبريني ما الذي يجعلك قلقة هكذا؟"
أخذت (ريناد) نفساً عميقاً قبل أن تقول
_"أعرف أننا .. ممم .. لم نعد على علاقة وثيقة كما كنا قديماً (ميسا) ... ربما أكون قد ابتعدت قليلاً .. آآآ .. كثيراً في الواقع ، لكن هذا لا يعني أنني لا أحبك .. تعرفين هذا ... نحن كنا أصدقاء في صغرنا ، صحيح؟! .. كنا أقرب من أختين .. أعرف أنكِ لابد غاضبة مني بالتأكيد بعد كل شيء .. و أعرف أنني منذ أتيت لهنا لم أحاول أن أعيد علاقتنا القديمة و لم نقض حتى بعض الوقت برفقة بعضنا "
نظرت لها بلوم بينما تتساءل داخلها ما سبب هذه الاعترافات الليلية الغريبة .. أزاحت أفكارها جانباً لتقول بهدوء
_"حسناً .. أنتِ ... كنتِ مشغولة بخطط أخرى أكثر .. مممم ... لنقل أكثر أهمية لديكِ من تسكعنا معاً كالأيام الخوالي (رينا)"
نظرت لها (ريناد) للحظات و هي تدرك أنها تتحدث عن محاولاتها الواضحة للتقرب من (زياد) ، قبل أن تخفض وجهها لتقول
_"ربما أكون قد سأمت كل ما يدور حولي (ميسا) ... ربما لم أعد أريد تلك الخطط التي تقولين أنها أكثر أهمية بعد الآن ... ربما أنا أريد أن نعود كما كنا قبل سنوات"
تأملتها (هاميس) بتدقيق و هي تحاول النفاذ داخل أعماقها بحثاً عن الحقيقة ... هزت رأسها .. لا .. بل بحثاً عنها ... عن (ريناد) الصغيرة .. أين ذهبت صديقتها القديمة يا تُرى؟! ... تأملت شعرها الأحمر المصبوغ و عينيها اللتين أحاطهما الكحل مانحاً إياها مظهراً أكثر تمرداً كملابسها الغربية المتحررة ... أين اختفت صديقتها فجأة؟! أين أضاعتها في زحمة الحياة ؟! .. أين هي أسفل كل هذه الملامح الغريبة و متى فقدتها؟! ... متى ابتعدتا فجأة بهذه الطريقة؟! ... (ريناد) التي تصغرها بعامٍ واحد تبدو لمن يراهما معاً أكبر سناً منها بسنوات .. حتى هي لا تكاد تعرفها .. لا تكاد تذكر ملامحها البريئة القديمة أسفل ذلك القناع ... تنهدت (هاميس) و هي تفكر ... داخلها احساس أن حالة (ريناد) تلك سببها علاقة والديها المتوترة إلى جانب حياتها في الغرب بالطبع ... تمردها الواضح ذاك يبدو الآن لـ(هاميس) كصرخة طفلة صغيرة تحاول جذب الانتباه للتمزق الذي يعتمل في أعماقها بقسوة ... خفق قلب (هاميس) بقوة و هي تستوعب شيئاً آخراً آلم قلبها بشدة ... أين كانت هي؟! ... كيف سمحت لها بالابتعاد عنها لهذه الدرجة؟! ... كيف تقبلت بكل بساطة تغير (ريناد) و ابتعادها و تحول صداقتهما لعلاقة قرابة رسمية لا روح فيها و لا حياة؟! ... هزت رأسها بقوة رفضاً لكل أفكارها و يأسها ... إن أخطأت في الماضي لا يعني أن تستمر في نفس الخطأ ... هناك فرصة لتعيد صديقتها القديمة و ابنة خالتها من جديد ... (ريناد) بنفسها أتتها الآن و منحتها تلك الفرصة ... لديها فرصة لتصحح مسار الأمور و تعيد صديقتها لجادة الصواب .. هناك أمل ، صحيح ؟!! ... ابتسمت في تفاؤل و مدت كفها تضغط على كف (ريناد) التي رفعت رأسها لها في دهشة لتقابلها ابتسامة (هاميس) الواثقة و هي تقول بحنان
_"و لم لا (رينا)؟! ... أنا أيضاً أريد أن نعود كما كنا من قبل"
_"حقاً (هاميس)؟! ... هل سامحتني على كل ما حدث مني قديماً؟!"
اقتربت لتحتنضها بقوة و هي تقول
_"(رينا) .. أنتِ قلتِها ... كنا صديقتين و كنا أقرب من أختين ، صحيح؟! .. هل بين الاخوة و الأصدقاء عتاب يا حمقاء؟"
بادلتها عناقها و هي تقول
_"شكراً لكِ (ميسا) ... لا تعرفي كم أرحتني بكلامك"
و ابتعدت قليلاً لتمسك كفيها و تشد عليهما قائلة
_"أعرف أننا سنحتاج بعض الوقت لنعود كما كنا و ربما ستتعبين معي"
شدت (هاميس) على كفيها هي الأخرى
_"لا حاجة للوقت (رينا) ... أنتِ كنتِ صديقتي و لازلتِ كذلك .. فلنعتبر ما حدث قبل ذلك مجرد سحابة صيف و انتهت ، اتفقنا؟"
هزت (ريناد) رأسها بتأكيد و هي تبادلها ابتسامته قبل أن تقول
_"إذن صديقتي القديمة الجديدة آسفة أنني أزعجتك و أخرتك عن النوم ... سأذهب أنا الأخرى لأنام قليلاً فأنا متعبة جداً"
و وقفت لتغادر فأمسكت (هاميس) كفها تستوقفها لتقول بينما (ريناد) تنظر لها بتساؤل
_"مرحباً بعودتك صديقتي القديمة الجديدة"
ابتسمت لها (ريناد) قبل أن تقول
_"تصبحين على خير (ميسا) ... أتمنى لكِ أحلاماً سعيدة"
_"أحلاماً سعيدة لكِ أيضاً (رينا)"
منحتها ابتسامة أخيرة و هي تتراجع لتفتح الباب و تغادر بعد أن ودعتها مرة أخرى و أغلقت الباب خلفها تاركةً (هاميس) تراقب الباب المغلق بهدوء قبل أن تتراجع لتسترخي في فراشها مفكرة قبل أن تقول برجاء
_"مهما كان ما دفعكِ لتأتي الليلة (رينا) و تعرضي صداقتك من جديد ، أنا لن أترك الفرصة تفلت من يدي و سأستعيدكِ من جديد (ريناد) ... مهما حدث يجب أن أخرجكِ من تلك الدوامة و أعيدك كما كنتِ ... لن تكرري الخطأ مرة أخرى (هاميس) ، هل فهمتِ؟"
رددت كلماتها بتأكيد داخلها و يقين تولد داخلها أن الأيام القادمة ستغير الكثير جداً في حياتهم جميعاً ... و لم تعرف لأي درجة كم كانت محقة في ذلك .. و ليتها عرفت ...
***************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-17, 12:23 AM   #643

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفعت (رواء) ناظريها عن حاسوبها لتتطلع بدهشة نحو الظل الذي أطل فوق مكتبها قبل أن تعقد حاجبيها و هي تقول بهدوء
_"هل تريد شيئاً سيد (عاصي)؟"
مال إلى مكتبها بتكاسل و هو يقول بابتسامة كسولة عابثة
_"مساء الخير (روا) .. كيف حالك اليوم؟"
كتمت بصعوبة ضحكة مستمتعة من الانطلاق بقوة من شفتيها و هي ترى الذهول المرتسم على وجهه عندما ردت عليه لأول مرة بابتسامة رقيقة قائلة بصوت بعيد تماماً عن البرود المألوف الذي اعتادت مواجهته به
_"مرحباً سيد (عاصي) ... أنا بخير شكراً لسؤالك"
تنحنحت تمنع ابتسامتها الخبيثة من الظهور و هي تراه يرفع حاجباً واحداً و هو يتأملها بشك قبل أن يقول بخفوت
_"لا تبدين لي بخير حقيقةً ... هل أصبتِ رأسكِ اليوم ؟! .. متأكدة أنكِ لم تصدمي رأسك صباحاً؟!"
_"لماذا سيد (عاصي)؟! ... أؤكد لك أنا بخير تماماَ"
تنهد بقوة قبل أن يقول
_"لابد إذن أن الخطأ بي أنا ... فكما يبدو أنا أتوهم الكثير من الأشياء اليوم"
و مال نحوها من جديد مكملاً
_"أنا أتوهم فعلاً ... لن تصدقي مدي تلك الأوهام التي أراها الآن .. سكرتيرة السيد (هشام) المتخصصة في معاملتي بكل برود وصرامة أراها تبتسم لي و تتحدث معي بكل ألفة و رقة ... أهناك أغرب من هذا؟"
ابتسمت برقة من جديد و هي تنظر له
_"عش و سترى الكثير سيد (عاصي) ... صدقني هناك الأغرب"
ازداد انعقاد حاجبيه و هو يتأملها باستغراب و كأنما عجز عن حل أحجيتها فهز كتفيه بلامبالة قبل أن يقول و هو يشير نحو مكتب (هشام)
_"هل هو بمفرده؟"
هزت رأسها نفياً و هي تجيب
_"أجل ... لقد انتهى الإجتماع مع وفد الشركة الأجنبية قبل قليل"
_"حسناً سأدخل لأراه"
هزت رأسها و عادت تنظر في حاسوبها لترفع ناظريها عندما عاد بعد لحظة واحدة ليميل على مكتبها قائلاً
_"بالمناسبة (روا)"
نظرت له بتساؤل ليتابع بغمزة
_"تصبحين أكثر جمالاً عندما تبتسمين"
اتسعت عيناها و هي ترمقه بغباء حتى اختفى داخل مكتب رئيسها ، قبل أن تبتسم بيأس و هي تهز رأسها مرددة
_"لا فائدة .. لن يتغير أبداً"
و شردت إلى حيث اختفى (عاصي) و هي تفكر ... من الغريب كيف تغيرت نظرتها له بين ليلة و ضحاها ... عادت ذاكرتها إلى ذلك اليوم الذي اكتشفت فيه أن (عاصي رضوان) ربما ليس أبداً كما يبدو ... ليس ذلك العابث زير النساء الذي تصورته ... ذلك اليوم الذي صادف ذهابها للمشفى عندما عرفت بوجود شقيقة رئيسها هناك لتفاجئ بوجوده ... كان هناك في غرفة (رهف) الصغيرة ... رأته من مكان وقوفها دون أن يلمحها هو في غمرة غرقه بكل مشاعره مع الصغيرة الغارقة بعيداُ عنه في عالم لاوعيها .. رأت كيف كان يحتضن كفها بين يديه و هو يهمس لها بحنان كلمات لم تبلغ أذنيها لكن مشاعره الواضحة وصلتها ، و بين الحين و الآخر يمسح على شعرها بكفه أو يرفع كفها نحو فمه مقبلاُ ... رأت نظرة عينيه لها ... رأت ذلك الحب العميق الذي لم تعرف يوماً و لم تتصور في أقصى خيالاتها أن قلب ذلك (العاصي) يمكن أن يحتويه ... ذلك الحب الذي ربما هو نفسه لا يدرك وجوده ... لا .. لم يكن حباً أخوياً ذلك الذي أطل من عينيه و لم تكن نظرته أخوية أبداً ... لم تشعر لحظتها بالدموع التي سالت من عينيها على خدها في صمت حتى انتبهت فأسرعت تمسحهما و تغادر مكانها قبل أن ينتبه لها ... غادرت و هي تدرك أخيراً سبب شروده مؤخراً عندما لا ينتبه للآخرين حوله ... سبب تلك الهالات السوداء أسفل عينيه و ذبول ملامحه الذي كان يزداد يوماً بعد آخر رغم اجادته رسم العبث و الابتسام في كل وقت ... غادرت و هي تحمل داخلها ادراكاً جديداً ... (عاصي رضوان) لم يكن عابثاً حقيقياً .. لا .. ليس كما تصورت ... (عاصي رضوان) كان عاشقاً يائساً ... عاشقاً ممزقاً إلى تلك الدرجة التي تجعله يخفي تمزقه خلف مزاحه العابث بينما معشوقته تتأرجح هناك بين الحياة و الموت و معها – كما يمكنها أن تقسم بكل يقين – كان يتأرجح قلبه المثقل بالألم و .. الحب ....
***************
ما أن خطا (عاصي) إلى داخل مكتب (هشام) حتى اختفت ابتسامته العابثة كأنما لم تكن و اقترب من ابن عمه الذي كان يتحدث مع أحدهم على الهاتف ... عقد حاجبيه و هو يستمع له يقول بصرامة
_"حسناً ... أريدك أن تلحقها لأي مكان تذهب إليه ... أريدك أن ترافقها كظلها ، هل فهمت؟! ... لن أكرر مرة أخرى .. لا تجعلها تشعر بوجودك أبداً ... أريد كل خطواتها عندي ، هل تفهم؟"
أغلق الهاتف و ألقاه فوق مكتبه و هو يهتف يغضب شديد
_"تلك الحمقاء ... هذا ما كان ينقصني"
ضحك (عاصي) بخفوت و هو يقول
_"لا تقل أنها (راندا هاشمي) من جديد"
رمقه بضيق قبل أن يزفر قائلاً
_يبدو أن حياتي لا تخلو من الحمقاوات ... لا ليست (راندا) هذه المرة .. إنها حمقاء أخرى و هي أيضاً سأكسر رأسها قريباً لتعرف كيف تتهور مرة أخرى"
نظر له بتدقيق قبل أن يقول بتقرير أكثر منه تساؤلاً
_"(سيلين)؟!!"
أغمض (هشام) عينيه بقوة ليتابع (عاصي) و هو يتراجع بإجهاد في مقعده
_"ماذا فعلت هي الأخرى؟!"
ضغط (هشام) بين عينيه قبل أن يقول بغضب مكبوت
_"تلك الحمقاء تعتقد أنها تُسدي لي خدمة ... تلقي نفسها بكل تهور في النار و تعتقد أنها لن تحترق ... تلك الغبية ... تظن نفسها تملك كل قواعد اللعبة في يدها ... و الآن بحماقتها قد كبلتني و وضعت حملاً جديداً فوق كتفيّ"
تأمله (عاصي) للحظات محاولاً فهم ما يخفى وراء كلماته التي يعرف أنه لن يبوح بأكثر منها ، ليهز كتفيه و يقول
_"لازلت لا أفهم لماذا تتعب نفسك معها (هشام)؟! .. هي حرة في حياتها ... مهما كانت القرارات التي تتخذها هي امرأة ناضجة و تتحمل نتيجة قرارتها"
رمقه بحدة قبل أن يقول بتجهم
_"بل هي فتاة حمقاء لم تنضج أبداً و يبدو أنها لن تفعل ... حسناً (سيلين) .. سنرى حتى متى سيستمر عنادك هذا؟!"
مط (عاصي) شفتيه قبل أن يتنهد بتعب ليسأله (هشام) بقلق
_"كل شيء بخير (عاصي)؟! ... كنت عند (رهف) ، أليس كذلك؟"
أجابه بسرعة
_"لا تقلق (هشام) هي بخير .. تحدثت مع الطبيب قبل أن آتي مباشرة"
_"إذن؟!!"
تنهد بحرارة
_"لقد وافق على أن نصحبها للبيت بعد أن تم اعداد كل شيء هناك لتحصل على الرعاية التامة"
تنفس (هشام) بعمق
_"هذا جيد ... ربما وجودها في البيت و محيط العائلة المألوف سيُعجل بشفائها كما أرجو"
_"أرجو هذا فعلاً و الطبيب أيضاً يعتقد هذا .. مؤشراتها الحيوية مستقرة تماماً و لا شيء أبداً يمنعها من العودة ... ربما وجودها في البيت أفضل فعلاً ... و أفضل لنا جميعاً أيضاً .. خصوصاً لأمي التي تعبت من زياراتها اليومية ... انها تذبل مع مرور الأيام ، ربما وجود (رهف) جوارها سيجعلها أكثر استقراراً"
تمتم (هشام) برجاء
_"بإذن الله ... إذن متى قرر الطبيب مغادرتها المشفى؟"
ابتسم (عاصي) مجيباً
_"في الغد إن شاء الله ... هل ستأتي معي أم ستكون مشغولاً؟"
هز رأسه
_"و هل هناك ما يستحق؟! ... سأطلب من (رواء) تأجيل مواعيد الغد و نذهب معاً"
_"اتفقنا إذن"
_"حسناً"
نهض (عاصي) قائلاً بتعب
_"حسناً (هشام) ... اعذرني لا أستطيع أن أقف على قدميّ و يجب أن أعود للمنزل و إلا سأسقط نائماً في أي لحظة"
نهض (هشام) مقترباً منه و ربت على كتفه برفق قبل أن يقول مازحاً
_"اذهب (عاصي) لا عليك .. ارتح جيداً يا رجل و بعدها سأستغلك أبشع استغلال"
ضحك (عاصي)
_"حسناً يا زعيم ... أراك لاحقاً"
قالها و غادر بخطوات ثقيلة مجهدة لم تمنعه من المرور على مكتب (رواء) المشغولة مع الحاسوب و الأوراق ليقول مازحاً
_"إلى اللقاء أيتها الجميلة"
رفعت وجهها له قائلة بابتسامة رقيقة
_"إلى اللقاء سيد (عاصي) ... أتمنى لك يوماً سعيداً"
سمعته يتمتم و هو يهز رأسه بينما يبتعد مغادراً
_"تحتاج للراحة بشدة يا (عاصي) فقد أصبحت تتوهم أشياءاً غريبة فعلاً"
ابتسمت و هي تعاود النظر لحاسوبها قبل أن تهمس في رجاء
_"أتمنى أن تجد راحتك قريباً أيها العاشق ... قريباً جداً كما أرجو .. و كما أعرف أنك تستحق"
*******************
وقفت (راندا) أمام المرآة و تأملت مظهرها بعينين ناقدتين قبل أن تتنهد بشرود ... لم تستطع أن تحظى بنومٍ مريحٍ ... و كله بسبب ذلك المغرور الذي يبدو أنه أقسم أن يفسد عليها نهارها و ليلها و أحلامها أيضاً ... آآآه ... يبدو أنها لن تتخلص منه أبداً .... انتبهت من شرودها على صوت طرقات رقيقة على بابها
_"تفضل"
_"صباح الخير (رورو) ... هل يمكن أن أطلب منكِ خدمة صغيرة؟"
التفتت بدهشة نحو (وتين) التي وقفت عند باب غرفتها لتسرع نحوها هاتفة
_"(تينا) ... لماذا نهضتِ من فراشك يا حمقاء؟! ... كنت آتية لكِ يا متهورة ما كان يجب أن تتحركي كل هذه المسافة على قدمك"
اقتربت (وتين) بخطوات حذرة
_"أوف (راندا) ... لقد سأمت من البقاء في الفراش ... توقفوا عن معاملتي كمريضة .. أنا بخير تماماً .. كان مجرد التواء و أصبحت بخير الحمد لله"
انتبهت (راندا) لتوها أنها ترتدي ثياب الخروج فهتفت بدهشة
_"لماذا ترتدين ثيابك؟! ... هل تنوين الخروج؟! .. أوه (تينا) ... هل هناك حدود لتهورك؟"
_"(راندا) ... لا تصنعي مشكلة من لاشيء ... أنا ذاهبة للمشفى لأطمئن على قدمي فقط ... هل تأتين معي؟!"
_"بالطبع حبيبتي .. هل هذا سؤال؟! ... انتظريني فقط لحظات .. سأبدل ثيابي و نذهب معاً"
قاطعتهما طرقات جديدة على باب الغرفة قبل أن تدلف احدى الخادمات و هي تبتسم بينما تحمل باقة ورود ذكرتها بتلك التي لازالت تستقر فوق مكتبها ... انعقد حاجباها مع ابتسامة الخادمة التي قالت بحبور
_"هذه لكِ آنسة (راندا) ... لقد وصلت للتو"
هتفت (وتين) و هي تشكر الخادمة و تتناول منها الباقة بعد أن رأت جمود (راندا) و تجهمها
_"واو ... كم هي رائعة .. من أرسلها؟"
انصرفت الخادمة بينما همست (راندا) بحنق
_"ذلك المغرور"
نظرت لها (وتين) بدهشة قبل أن تلمع عيناها بمشاغبة و هي تلمح البطاقة المختفية بين الورود و هتفت بظفر
_"آه .. هناك بطاقة .. دعينا نعرف من هو ذلك المعجب المجهول"
قالتها و هي تتناول البطاقة تحت أنظار (راندا) المتوترة التي ما أن رأتها تنوي فتح البطاقة و قراءتها حقاً حتى اندفعت تنتشلها من بين أصابعها و هي تهتف
_"إنه لا أحد"
رفعت (وتين) أحد حاجبيها بخبث و هي تقول
_"ممم .. لا أحد؟! ... يمكنني أن أرى هذا"
احمر وجه (راندا) بقوة و هي تقول بارتباك
_"مجرد أحمق يعتقد أنه سيثير إعجابي ببعض الورود"
ضحكت (وتين) و هي تتأمل احمرار وجه ابنة عمها
_"أحمق محظوظ كما يبدو"
زمجرت فيها بحنق
_"(وتين)"
هزت كتفيها بلامبالة و هي تتمتم
_"لكنني أعتقد أن (هشام رضوان) آخر شخص يمكنك أن تصفيه بالأحمق"
زفرت بحنق و هي تهتف دون وعي
_"بل هو أحمق مغرور شديد الغرور و لم أقابل منه أكثر منه وقا .."
توقفت الكلمات في حلقه و عضت على شفتيها بقوة و هي تشتم نفسها في داخلها بينما ضحكت (وتين) للحظات حتى هتفت فيها بحنق
_"(وتين هاشمي) ... يبدو أنكِ اشتقتِ فعلاً للراحة في الفراش .. لن يكون لطيفاً أن أكسر ساقك هذه المرة لترتاحي"
رفعت كفها قائلة بسرعة
_"حسناً حسناً .. أعتذر آنسة (راندا) .. هيا إذن لتغيري ثيابك .. لكن أخبريني أولاً أين أضع هذه الورود الجميلة؟"
هزت كتفيها و هي تعطيها ظهرها
_"في سلة القمامة ماذا غيرها؟!"
شهقت (وتين) برقة
_"ماذا تقولين؟! .. كيف تهون عليكِ هذه الورود الجميلة؟! .. هذا بدل أن .."
توقفت كلماتها للحظات بينما لمعت عيناها لتقول بعدها بخبث
_"أوه ... يبدو أن الورود السابقة قد حظيت بمعاملة أرق بكثير"
زفرت (راندا) بحنق و هي تندفع نحو دولاب ملابسها
_"(وتين) افعلي بها ما تشاءين و ارحميني من سخريتك ... أرجوكِ لا تتسلي على حسابي"
أتتها ضحكة (وتين) من جديد
_"حسناً آنسة (راندا) .. لكن في المقابل تعلمي ألا تتسلي على حسابي أنا و (زياد) مرة أخرى"
لم تجبها (راندا) التي تظاهرت بالبحث في دولابها عن الثياب التي ستخرج بها بينما كانت أصابعها تتحرك بلهفة لتفتح البطاقة لتجري عيناها على الخط الأنيق
_"صباحٌ بلون الورد و الحب مولاتي ... هل أبلغتكِ ورودي رسالتي إليكِ اليوم؟! ... استمعي لهن جيداً حبيبتي فكل واحدة منهن ستبلغك كيف هو حبي لكِ ... بالمناسبة حوريتي ... هل حلمتِ بي الليلة؟! ... أعلم أنكِ قد فعلتِ ، فأنتِ أيضاً لم تغادري أحلامي طيلة الليل .. أراكِ قريباً أميرتي ... قريباً جداً .. و حتى ذلك الحين .. أحبكِ ..
(هشام) ....
*****************
انتهى الفصل الخامس و الثلاثون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-17, 12:30 AM   #644

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل يوم الخميس بس معرفتش أنزله بسبب صيانة المنتدى
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-17, 10:40 PM   #645

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جميل يا مايلو
حبيت العلاقة المميزة بين همسة وفهد سليمان
يا ترى ماذا ستكون خطوة همسة القادمة؟
سالم واكتشافة لخيانة سكرتيرته التى تعمل لصالح جده
وابعاد روايدا للخارج كانت فكرته
ريناد قدرت تقنع همسة بالذهاب معها للحفلة
الله يستر من امير وشره
رندا ما زالت تكابر رغم تلقيها الورود من هشام
هشام وعاصي وحوارهما بخصوص سيلين التى تلعب بالنار
يسلمووو يا مايلو
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 28-02-17, 03:40 PM   #646

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل جميل يا مايلو
حبيت العلاقة المميزة بين همسة وفهد سليمان
يا ترى ماذا ستكون خطوة همسة القادمة؟
سالم واكتشافة لخيانة سكرتيرته التى تعمل لصالح جده
وابعاد روايدا للخارج كانت فكرته
ريناد قدرت تقنع همسة بالذهاب معها للحفلة
الله يستر من امير وشره
رندا ما زالت تكابر رغم تلقيها الورود من هشام
هشام وعاصي وحوارهما بخصوص سيلين التى تلعب بالنار
يسلمووو يا مايلو
وبانتظار القادم
مساء النور يا قمر
علاقة همسة و فهد هتتضح أكتر مع الأحداث ... و هل همسة هتقدر تنفذ مهمتها
ممكن خطوة سالم تكون لصالحه هو و رويدا
ريناد بدأت أولى خطواتها مع ميسا عشان تقدر تقنعها بالذهاب للحفلة
هل أمير هيقدر يوصل لهدفه من دعوة ريناد و هاميس للحفلة ؟؟
راندا تكره إحساسها بالخضوع و الضعف اللي بيسببه وجود هشام في حياتها
هل سيلين فعلاً أصبحت نقطة ضعف لهشام ؟؟
نورتيني كتير يا قمر و إن شاء الله تعجبك الأحداث الجاية
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-02-17, 03:43 PM   #647

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

في انتظار الفصل يوم الخميس
الاحداث مشووووووقة و منتظرة تصرف همسو علي نار
لو هاميس حصلها حاجة يا مي هاسلط عليكي هشام و اديني حذرتك اهووو


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 28-02-17, 03:57 PM   #648

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
في انتظار الفصل يوم الخميس
الاحداث مشووووووقة و منتظرة تصرف همسو علي نار
لو هاميس حصلها حاجة يا مي هاسلط عليكي هشام و اديني حذرتك اهووو
مساء الورد يا رونتي
أنا بكتب في الفصل الجديد دلوقتي و إن شاء الله أنزله بالليل .. دعواتك
و إن شاء الله فصل يوم الخميس ينزل في ميعاده
هههههههه طيب ربنا يستر بقى ... إن شاء الله خير
تنوريني دايماً يا جميلة


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-17, 10:59 PM   #649

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس و الثلاثون
فتحت (همسة) عينيها بتعب مع صوت منبه الوقت و مدت يدها لتغلقه و عادت تغلق عينيها و هي تتنهد ... لم تحظى بنوم جيد الليلة الماضية و كيف كان يمكنها أن تفعل بعد ما فعله (فهد) .. تباً .. كان يجب أن تعرف أنه سيقف في طريقها بطريقة ما ... لن تسامحه أبداً على فعلته و بالتأكيد لن تسمح له بافساد مخططها ... تباً .. تباً ... نهضت بقوة معتدلة فوق الفراش و تتطلعت للغرفة التي تسللت لها أشعة الشمس و عادت بذاكرتها ليومها الأول بها ... كانت سعيدة و متحمسة جداً و هي تستقل سيارته في طريقهما لبيته ... أخبرها أنه لن يسمح لها أن تستأجر مكاناً بمفردها و بالتأكيد لن تقيم في فندق و بالطبع مع استحالة أن تقيم مع (سامر) فهذا لا يترك لهما سوى خياراً واحداً ... ضربت الفراش بقبضتها ... ذلك الرجل سيقتلها قهراً لامحالة ... عندما مازحته قائلة أنه لا يصح أن تقيم معه بمفردهما و سألته بمشاغبة ألا يخشى على نفسه من الفتنة .. المستفز .. عضت على شفتيها حنقاً و هي تتذكر كيف نظر لها و كأنها قد فرت لتوها من مشفى المجانين قبل أن يبتسم و يضرب مؤخرة رأسها قائلاً و هو يضحك كأنما أخبرته بنكتة
_"أنتِ أختي يا حمقاء"
ضربت الفراش مرة أخرى بقهر ... أخته .. بحق الله!! ... لقد منعت نفسها بقوة من أن تمد كفيها و تحيط بهما رقبته لتخنقه خنقاً لربما استراحت ... و هو لم يكتف بهذا بل زاد الطين بلة و هو يهز رأسه بتهكم
_"ثم أي فتنة هذه التي يجب أن أخشى منها .. هل نظرتِ لنفسك في المرآة يا صغيرة؟!"
ربااه ... لماذا لم تقتله لحظتها؟! .. هاه ؟! .. ما الذي كان سيحصل إن فعلت؟! .. لم يكن ليحدث أي شيء .. لم تكن ستعاقب أصلاً .. هذه لا تُحتسب جريمة .. بالتأكيد .. قتل الأغبياء و عديمي النظر و المستفزين أمثاله لا يجب أن يكون جريمة يُعاقب عليها القانون ... بالعكس كانت ستستحق مكافأة إن فعلت .. هي تقدم خدمة للبشرية ... و ألم تكن لتستريح من ردوده المستفزة تلك؟! ... رفست الغطاء الرقيق من على جسدها بحنق ... بالطبع كانت ستفعل ، لكن ها هي الآن تحترق غيظاً و قهراً بعد كل ما فعله و بعد قراره الجائر بالأمس .. لا يحق له أبداً .. ذلك الخائن المخادع ... فلينتظر فقط و يرى ... لن تكون (همسة اليزيدي) إن لم تجعله يندم .... تنهدت بقوة و عادت ترتمي للخلف و تغلق عينيها لتعود ذاكرتها لليوم السابق حين وصلا إلى الحي الراقي حيث شقته ... لم تكن المرة الأولى التي تدخلها ، فقد قضت فيها تلك الليلة المشؤومة حين اتصلت تستغيث به أن يساعدها ... تتذكر كيف كانت تصرخ باكية بانهيار و هي تخبره أنها قتلت أخاها ... كيف صرخ بها أن تهدأ ليفهم منها ما تقوله قبل أن يهرع إليها ... تتذكر كيف احتواها في انهيارها تلك الليلة و أخبرها بثقة أن كل شيء سيكون على ما يرام و أن (سامر) لازال حياً .. هي لم تقتله ... لا تذكر بعد ذلك سوى استيقاظها هنا في شقته ... لابد أنها فقدت الوعي فور أن نطق بكلماته كأنما لم يحتمل عقلها و جسدها كل تلك الاثارة و الرعب اللذين مرت بهما في ليلة واحدة ... تلفتت حولها تتأمل الشقة التي لم يتغير بها أي شيء خلال الشهور الماضية بينما كان (فهد) ينادي على أحدهم لتأتي فتاة ذات ملامح آسيوية جميلة جعلت (همسة) تقطب حاجبيها بضيق و غيرة و سمعته يأمر الفتاة بادخال حقائبها للغرفة التي ستقيم بها و عاد يلتفت لها متعجباً لرؤية ملامحها المتجهمة ليتجاوز تعجبه و يطلب منها أن ترافق الفتاة إلى غرفتها لترتاح قليلاً من عناء السفر ... تجاهلت أمره و لم تستطع التحكم في غيرتها لتقول بصوت حاولت جعله عابثاً مرحاً
_"ما هذا؟! .. هل كانت فتاة تلك التي رأيتها للتو؟! .. أوه صحيح .. (فهد سليمان) لا يُخشى عليه من الفتنة لذا لا مانع من وجود أي فتاة في شقته"
رمقها بنظرة باردة اخترقت عظامها لتضحك بافتعال و تردد
_"حسناً ... من الواضح أنها الخادمة ، أليس كذلك؟"
أخيراً منّ عليها بعد لحظات من النظرات المحرقة بردٍ بارد
_"أجل هي الخادمة .. و لا تقلقي هي لا تقيم هنا.. عادةً تأتي لتنظيف البيت فقط ، لكنها ستبقى هنا حتى سفركِ .. لذا فليطمأن حسك الأخلاقي آنسة (همسة) فلا يوجد ما يهدده"
هزت كتفيها محاولة جعل نبرتها لامبالية
_"أنا لم أحاسبك على وجودها (فهد) ... أنت حر في حياتك .. كما أنني أعرف أخلاقك جيداً ... أعرف أنك لست من هذا النوع"
كتف ذراعيه و هو يقول
_"حقا؟! ... أسلوب كلامك يقول غير هذا ... عامةً هي ستبقى هنا لتهتم بكِ حتى تنتهي مهمتك هنا و تسافري بسلام"
زمت شفتيها ليتابع رافعاً أحد حاجبيه باستفزاز بينما يتحرك ليغادر الشقة قائلاً
_"و بالمناسبة (همسة) ... ربما أنتِ مخطئة و لا تعرفين أي شيء عن أخلاقي .. ربما أكون فعلاً من (هذا النوع)؟!"
قطبت حاجبيها و هتفت خلفه بنزق
_"و ماذا يعني هذا ، هه؟! ... هييه مهلاً .. إلى أين تذهب و تتركني؟"
لم يلتفت لها و هو يتجه نحو الباب و يفتحه مجيباً
_"لازال أمامي بعض الأعمال التي أجلتها لأُقلك من المطار ... سأنتهي منها ريثما تحصلين على بعض الراحة و سنتحدث لاحقاً"
أنهى جملته و غادر مغلقاً الباب خلفه تاركاً إياها تحدق في الباب المغلق بقهر لتنتبه على صوت الفتاة التي حدثتها بعربية متكسرة تسألها إن كانت تريد أن تتناول الطعام لتعده لها فشكرتها قائلة أنها ليست جائعة و اتجهت لغرفتها ... لم تشعر كم كانت مرهقة إلا عندما ألقت جسدها فوق الفراش أخيراً لتغرق في لحظات في نومٍ عميق استيقظت منه على صوت طرقات أخرجتها بصعوبة من نومها لتقول بصوت ناعس متذمر عندما ارتفع صوت الطرقات مجدداً و أصبح أقوى
_"أوف (جيني) .. دعيني أنام قليلاً .. لم أنم جيداً البارحة"
ارتفع صوته الساخر يقول
_"أنا لست (جيني) أيتها الكسولة .. استيقظي هيا .. ما كل هذا النوم؟"
_"(فهد)!!"
هتفت باسمه و هي تنتفض في الفراش بعينين متسعتين و عقلها يستعيد كل أحداث اليوم لتنهض بسرعة من الفراش و تندفع دون تفكير لتفتح الباب و تنظر لـ(فهد) الذي كان يبدو أنه قد عاد لتوه من الخارج .. كان يوشك على طرق الباب مجدداً حين فتحته فجأة .. أنزل يده و ابتسم قائلاً
_"أخيراً استيقظتي ... اعتقدت أنكِ قد دخلتِ في غيبوبة ما .. هل تعرفين كم مرة حاولت (إيشا) إيقاظك؟"
رفعت كفها لفمها لتتثاءب و نظرت له بعينين لازالتا ناعستين و قالت
_"يبدو أنني اعتقدتها صديقتي (جانيت) هي الأخرى .. لابد أنني كنت مرهقة جداً و لم أشعر بنفسي .. كم صارت الساعة؟"
ابتسم لها في حنان و هو يقول
_"التاسعة مساءا"
شهقت بعينين متسعتين
_" يا إلهي!! .. هل نمت كل هذا الوقت؟! .. كيف لم .."
ماتت الكلمات على شفتيها و نبض قلبها بجنون دفع بالدماء حارة إلى خديها و أطار النعاس تماماً من عقلها عندما انتبهت لشروده و هو يتطلع فيها بعينين فيهما شيءٌ من الحيرة ... لم تنتبه لوقفتها أمامه ببيجامة نومها الرقيقة ذات الرسوم الكرتونية و التي تهدل أحد كتفيها ليكشف بشرتها الرقيقة و لم تعرف كيف كانت تبدو هشة و صغيرة و خصلاتها العسلية مبعثرة بجنون حول وجهها الذي منحته الدماء فتنة وردية جعلته متعة للنظر و غابات الزيتون في عينيها كانت تلمع كأنما اغتسلت لتوها بالأمطار الناعمة بينما تتطلعان إليه باتساع و شفتاها ارتجفتا برقة و هي تهمس
_"ما الأمر (فهد)؟ .. لماذا تنظر لي هكذا؟!"
انتظرت اجابته بقلب وجل متلهف ازدادت خفقاته مع ابتسامته التي ترافقت مع انخفاض بصره إلى قدميها الحافيتين ليقول بعد لحظة بعبث
_"رغم أننا لم نصل منتصف الليل بعد ، لكنّ مفعول السحر انتهى سريعاً و عُدتِ لطولك الحقيقي من جديد قصيرتي"
حدقت فيه للحظة بغباء قبل أن تضيق عيناها بتنمر و كراهية و كزت على أسنانها و هي ترى ابتسامته الخبيثة ... تراجعت خطوة للخلف و قبل أن يستوعب الأمر كانت تغلق الباب في وجهه بعنف و هي تتنفس بقوة ... ذلك الوغد ... لقد اكتفت منه حقاً ... قبضت على كفها بقوة و هي تدور حول نفسها في الغرفة بحنق شديد ... لماذا لم تجلس كفتاة مهذبة في بيتها حتى تعود مجدداً لدراستها و صديقاتها؟! .. ألم يكن هذا أرحم لها؟! ... سيقتلها قريباً ذلك الأحمق من الجيد أنها ... مهلاً لحظة ... ما الذي فعلته للتو؟! ... اتسعت عيناها و رفعت كفيها إلى وجهها تكتم شهقتها و هي تستعيد المشهد من جديد .. هل .. هل أغلقت الباب في وجهه حقاً؟ .. أغلقت الباب في وجه (فهد سليمان) و .... تحركت بسرعة نحو الباب و فتحته ... ابتلعت لعابها بتوتر و هي تتطلع إليه واقفاً في مكانه بعينين ضيقتين متنمرتين و ذراعاه مكتفتان أمام صدره فعضت على شفتيها و هي تنظر له بعينين مذنبتين ، بينما داخلها تحرك شعور مستمتع خبيث دفع بابتسامة لشفتيها لم تستطع مقاومتها فظهرت على شفتيها بحياء قبل أن تتحول لضحكة صغيرة حاولت كتمها و هي تقول
_"آسفة (فهد) .. لم أقصد أن .."
توقفت كلماتها و هي تراه يتحرك نحوها ببطء مرعب لتتراجع خطواتها بوجل للخلف و هي تقول بكلمات مرتبكة
_"احم .. (فهد) .. لقد اعتذرت .. لم أقصد أن أصفق الباب في وجهك .. ثم إنك أنت السبب .. أنت من سخرت مني .. لذا .. أنا"
رفع حاجباً مهدداً و هو يواصل اقترابه منها
_"حقاً؟! أنا السبب آنسة (همس)؟! ... إذن ربما تنتظرين مني اعتذاراً"
همست بتوسل عذب
_"خلاص (فهودي) أنا لم .."
كتمت فمها بكفها و هي تستوعب الخطأ الجديد الذي ارتكبته لتهتف بسرعة مع رؤيتها لنظرات الشر في عينيه
_"آسفة ... لقد خرجت رغماً عني .. أقسم لك"
_"(فهودي)؟!!"
كررها ببرود قاتل لتهتف بضحكة متوترة
_"آسفة .. آخر مرة .. لن أكررها"
استمرت بتراجعها الذي انتهى باصطدامها بالحائط لترفع له عينين مضطربتين حين توقف أمامها مباشرةً و قامته الطويلة أشعرتها بمدى ضآلتها بينما سمعته يقول بصرامة
_"آنسة (همسة) ... آخر مرة تحدثتِ معي على الهاتف قبل أيام لتطلبي مساعدتي و ناديتني بـ(فهودي) هذه .. هل تذكرين ما قلته لكِ ساعتها؟!"
عضت على شفتيها و هي تجيب
_"احم .. قلت أنك .. أنك لست ابن الجيران الصغير الذي يلعب معي في الشارع لأناديك هكذا"
وضع أحد كفيه إلى الحائط بجانب وجهها و هو يتابع
_"و ماذا قلت أيضاً؟"
دارت عيناها في كل مكان في الغرفة ما عداه و هي تردد
_"قلت أن .. أن المرة القادمة التي ستسمعني أناديك بها سوف .."
_"هه ؟! .. سوف ماذا؟! .. أكملي"
زمت شفتيها و تمتمت بنزق
_"سوف تعلقني من ياقتي على مشجب الملابس كما كنت تفعل و أنا طفلة"
نظر في عينيها للحظات قبل أن يبتسم متذكراً تلك الأيام حين كانت تقتحم غرفته و هي طفلة صغيرة و لا تتوقف عن إزعاجه حتى يترك دراسته و يشاركها لعبها غير عابئة بفرق العمر بينهما ... أخرج نفسه من ذكرياته و تحرك مبتعداً عنها لتتنهد براحة بينما قال
_"لا تستفزيني مجدداً (ويسبر) فقد أفعلها حقاً .. لا تعرفين كم اشتقت لتلك الأيام"
كانت تضع كفها فوق قلبها تهديء من نبضاته السريعة .. احمر وجهها في حنق لتهتف و هي تتطلع في وجهه بتحدي و قد فاض بها الكيل
_"ألا ترى عملياً أن هذا صار مستحيلاً سيد (فهد) ... لقد كبرت إن لم تكن تدرك"
ضحك يجيبها بتهكم
_"صدقيني لن أجد صعوبة أبداً في فعلها .. فحجمك لم يتغير كثيراً عن وقتها كما هو واضح"
أغمضت عينيها و هي تكز على أسنانها قهراً محاولةً التحكم في نفسها و عندما فتحتهما قابلتها نظرات المكر في عينيه فرسمت ابتسامة ناعمة مستفزة و هي تقول
_"حسناً لا تقلق .. لن أخاطر باستفزازك مجدداً سيد (فهد)"
ضغطت على حروف اسمه قبل أن تتابع بلطف مصطنع
_"إذن هل يمكنني أن أذهب لأنتعش و أستعد للعشاء فأنا أكاد أموت جوعاً ، أم أن لمعاليكم أي أوامر أخرى؟!"
هز كتفيه بتعجرف و قال و هو يتحرك مغادراً غرفتها
_"حسناً .. لا تتأخري"
و أغلق الباب خلفه لتهتف و هي تلوح بقبضتها
_"أيها الـ "
و أخذت نفساً قوياً تحاول الاسترخاء
_"اهدأي (همسة) و لا تسمحي له باستفزازك أكثر ... يالله .. ما الذي أصابه فجأة؟! ... يبدو أنه أصبح يجد متعته في اصابتي بالجنون"
هزت رأسها و هي تفكر .. لا يجب أن تسمح له بتشتيتها أبداً .... يجب أن تركز كل تفكيرها و وقتها الآن لما أتت من أجله و بعدها تتفرغ لذلك الأحمق الذي يبدو أنه سيظل يحبسها داخل اطار الطفولة و الأخوية حتى تموت .. خلال دقائق كانت قد بدلت ملابس نومها لأخرى بيتية مريحة و اكتفت بجمع شعرها في ذيل حصان و غادرت غرفتها لتلحق به إلى غرفة المعيشة حيث كان ينتظرها بعد أن بدل ملابسه ... كان يجلس باسترخاء تام على الأريكة يقلب قنوات التلفاز حين شعر بوجودها فالتفتت لها مبتسماً
_"اقتربي (ويسبر) ... لحظات و تنتهي (إيشا) من اعداد العشاء"
و ربت على الأريكة بجواره متابعاً
_"اجلسي صغيرتي .. هل تريدين مشاهدة شيء معين؟"
و قلب في القنوات بينما جلست هي بقربه و هي تهز رأسها
_"أي شيء"
_"آه ما رأيك في فيلم الرسوم المتحركة هذا؟! .. أعتقد أنه أكثر ما يناسبك"
هتفت في حماس شديد و هي ترفع ساقيها لتربعهما فوق الأريكة
_"واو .. أنا أعشق هذا الفيلم و .."
عضت على شفتيها بقهر حين انتبهت لجملته الأخيرة و لابتسامته الخبيثة فتراجعت للخلف و هي تسبه داخلها بينما مدت يدها تنزع منه جهاز التحكم قائلة ببرود
_"الرسوم المتحركة ليست للأطفال فقط بالمناسبة سيد (فهد) .. يمكنك أن تشاهدها أنت أيضاً ربما تتوقف عن نظرتك السطحية للأمور"
ابتسم و هز كتفيه دون رد و عاد يلتفت للشاشة يتابع معها الفيلم الذي تابعته بتركيز شديد فلم تنتبه للنظرات المبتسمة التي كان يختلسها إليها كل برهة ... مضت لحظات قليلة من الصمت الذي قطعه دخول (إيشا) تخبرهما أن العشاء جاهز ... تناولا الطعام في هدوء لم يخلو من بعض الأحاديث الهادئة بينهما ... كانت تتلهف للانتهاء من وجبتها لتتحدث معه بشأن ما طلبته منه .. تريد أن تنهي الأمر بأسرع وقت لتعود لبيتها ... لازال الذنب يقتلها لأنها كذبت على (عماد) ... كان من حظها أن ذلك الأمر الذي ذهب من أجله لفرنسا قد استدعى وجوده هناك لأيام أخرى .. عضت على شفتيها بأسف .. لا تحب أن تكذب على أخيها ، لكنها كانت مضطرة فهو لم يكن ليوافق أبداً ... لقد أجبرت (جانيت) حتى على أن تشاركها كذبتها و أدعت أنهما ستذهبان معاً إلى رحلة التخييم التي كانت قد أخبرته عنها من قبل ... حسناً هي بالفعل كانت تنوي الذهاب و لكن الآن خططها تغيرت تماماً ... انتبه (فهد) لشرودها فسألها
_"ما الأمر (همسة)؟! ... لماذا لا تأكلين؟!"
وضعت ملعقتها جانباً و هي تقول
_"الحمد لله .. لقد شبعت"
_"تبدين منزعجة صغيرتي .. أخبريني ما الأمر؟"
تنهدت و هي تنظر إليه للحظات قبل أن تجيبه
_"أفكر فيما جئت من أجله فقط يا (فهد) ... أخشى كثيراً من أن أفشل و أريد أن أعرف كل شيء لأعرف أين أضع قدميّ بالضبط"
لمعت عيناه باعجاب و هز رأسه مجيباً
_"لديكِ مزيج غريب من العقلانية و التهور صغيرتي ... حسناً .. لقد انتهيت أنا الآخر .. الحمد لله ... دعينا نذهب لغرفة المكتب ريثما تعد لنا (إيشا) شيئاً نشربه"
هزت رأسها و قامت لترافقه إلى الغرفة ... كانت تتفحص المكتبة الملحقة بالغرفة باهتمام بينما كان هو يتحدث إلى الخادمة
_"من فضلك (إيشا) أعدي لي فنجاناً من القهوة و كوب من الحليب الدافيء لـ(همسة)"
التفتت نحوه بعينين ناريتين و هتفت توقف الفتاة قبل أن تغادر
_"انتظري (إيشا) ... لقد كبرت على شرب الحليب مساءاً كما ترين .. أعدي لي كوباً من الكاكاو .. أعصابي بحاجة لتسترخي بشدة"
نظرت الفتاة إليهما في حيرة قبل أن تغادر لتعد المشروبات ، بينما التفتت إليه بغضب
_"كف عن هذا (فهد)"
_"ماذا؟"
_"توقف عن السخرية مني"
تحرك نحو مكتبه ليلتقط أحد الملفات و جلس على مقعده و هو يقول
_"متى سخرت منكِ (همس)؟"
اقتربت منه و ضربت سطح المكتب بكفيها هاتفة
_"توقف عن معاملتي كطفلة صغيرة (فهد) فأنا غادرت مهد طفولتي منذ سنوات و صدق أو لا تصدق .... أنا في العشرين من عمري (فهد) و خلال بضع سنوات سأصبح طبيبة ... ألا يجعلك هذا تفهم أنني ما عدت طفلتك؟"
نظر في عينيها للحظات قبل أن يقول
_"يفصل بيننا من السنوات ما يقارب الثلاث عشرة (ويسبر) ، لهذا أعذريني إن كنت لا أستطيع أن أغير نظرتي لكِ"
ابتلعت لعابها بصعوبة و هي تنظر في عينيه ... لماذا تشعر أنه يحاول أن يوصل لها رسالة ما بين كلماته ... منعها صوته من الغرق في التفكير اليائس حين سمعته يتابع
_"إذن دعينا من كل هذا و تعالي هنا ... هذا الملف به جميع المعلومات التي طلبتِ معرفتها"
تبخرت كل الأفكار الأخرى من عقلها و اتجهت لتجلس مقابله و التقطت الملف تلتهم المعلومات بعينيها اللتين توقفتا فجأة على صورة قديمة لـ(رهف) و انقبض قلبها بألم و هي تتذكرها ... شتان ما بين الصورة و بين تلك الفتاة التي رأتها تلك الليلة .. هزت رأسها تمنع تدافع الذكريات و قلبت باقي الملف لتتوقف على صورة (راندا) المبتسمة بشقاوة ... تلك الفتاة ... تبدو شعلة نابضة من الحياة ... من المؤسف أن يحاول أحدهم طمس تلك الشعلة و من المخزي أن يكون هذا الشخص من دمها ... انتهت من قراءة الملف لترفع عينيها له و تقول
_"جيد .. لكن هذه المعلومات لا تكفي .. آخر ما أخبرتني به قبل أشهر أن (رهف) استفاقت من غيبوبتها و أنها قد فقدت ذاكرتها .. كيف هي الآن؟"
بدا التردد واضحاً على وجه (فهد) فقالت
_"ما الأمر (فهد)؟ .. كيف حالها؟"
بداً واضحاً أنه مُتخوف من معرفتها فقالت برجاء ممزوج ببعض الخوف
_"هل استعادت ذاكرتها؟"
زفر بحدة
_"لا ليس بعد .. في الواقع لقد أصيبت بانهيار عصبي فجأة دخلت بعده في غيبوبة و "
قاطعته شهقتها الباكية و هي تهتف
_"يا للمسكينة .. كيف حدث هذا؟"
هز كتفيه بمعنى لا أعرف و تابع
_"هي على هذا الوضع منذ فترة و يبدو أنه لا أمل في عودتها"
هتفت باعتراض
_"لا تقل هذا"
هز كتفيه من جديد
_"من الواضح أن الصدمة التي تعرضت لها كانت شديدة و لم يحتملها عقلها و هي الآن ترفض العودة للواقع ... هذا ما عرفته من مصادري بالمشفى"
صمتت لحظة مفكرة قبل أن تسأل في خشية
_"هل تعتقد أنها تذكرت ما حدث لها؟"
_"ربما ... المهم أن عائلتها قررت عودتها للمنزل ليعتنوا بها هناك على أمل أن تستعيد وعيها ذات يوم"
_"حقا؟!"
أومأ مجيباً
_"أجل ... عرفت من مصادري هناك أن الطبيب قرر مغادرتها غداً"
هتفت و هي تهض من مقعدها
_"جيد جداً ... هذا يعني أن أمامي فرصة لرؤيتها قبل أن تخرج"
قطب حاجبيه و هو ينهض من مقعده فجأة
_"مهلاً لحظة .. فرصة لماذا؟! .. من سيرى من؟!"
_"أنا .. سأذهب لأراها (فهد)"
_"آه حقا؟!"
نظرت له بتعجب و هي تقول
_"ما الأمر (فهد)؟! ... يجب أن أذهب لرؤيتها .. لقد جئت هنا خصيصاً من أجلها"
تنفس بقوة و بدا على وجهه الاعتراض واضحا فتابعت
_"منذ فترة و لم تتوقف الكوابيس عن مطاردتي (فهد) ... كنت أحلم بها تستغيث بي و كان يجب أن أعرف ... كان يجب أن آتي ربما كان يمكنني مساعدتها بطريقة ما ... كنت أعرف أن أحلامي تلك حقيقية و كان عليّ اتباع حدسي ... بعدها سمعت بالمصادفة ذلك الحوار بين عمتك و أخي و أصبح لديّ هدف آخر زادني تصميماً على المجيء ربما استطعت انقاذ تلك الفتاة الأخرى من المصير الأسود الذي يخطط له (سامر) ... هل كنت تريدني أن أقف و أنا يمكنني مساعدتهما (فهد)؟ ... ربما لا تريدني أن أساعدهما لأنك صنفتهما في خانة الأعداء، صحيح؟! .. ربما ما يحدث في صالح انتقام العائلة المقدس الذي تريده عمتك"
زفر في حدة
_"تعرفين أن الأمر ليس هكذا (همس) ... و أنتِ لا تعرفين أي شيء عما يحدث و لا أسبابه و من الأفضل لكِ فعلاً الابتعاد عن هذه المتاهة ... ما يهم أن تعرفيه الآن أن خططي أنا و (عماد) لا و لن تشمل أبداً إيذاء فتيات بريئات مهما كانت علاقتهن بأعدائنا ، هل فهمتِ؟"
رددت في رجاء
_"ما الخطأ إذن فيما قلته ، هه؟! ... أنت قلت للتو أنها ستعود لمنزلها غداً و عندها سيصبح مستحيلاً أن أتمكن من رؤيتها"
_"يكفي (همس) ... و لمعلوماتك أنتِ لن تتمكني من رؤيتها حتى و إن ذهبتِ الآن ... شقيقها وضع حراسة مشددة على غرفتها و لا يُسمح لأي شخص بالدخول إليها إلا أسرتها و الطاقم الطبي المشرف على حالتها"
عقدت حاجبيها و هي تستوعب الوضع الجديد و تبحث في عقلها عن سبب تلك الحراسة و كيف يمكنها أن تتجاوزها و قالت بعد لحظات لم تنتبه فيها لتأمل (فهد) لها بقلق
_"لا بأس يمكنني أن أجد طريقة ما .. لا تقلق"
ضرب سطح المكتب بقبضته و هو يهتف
_"كنت أعرف أن هذا سيكون ردك ... اسمعيني (همس) .. لقد وافقت على مجيئك لهنا لأنني عرفت أنكِ قد تتهورين بطريقة ما و كان يجب أن تكوني تحت نظري لأعرف كيف أحميكِ .. أنتِ لا تعرفين مدى خطورة وجودكِ هنا في هذه الظروف (همس)"
هتفت فيه بعدم تصديق
_"إذن أنت كنت تخدعني (فهد) ... لم تكن تنوي مساعدتي من الأساس"
_"أوف (همسة) ... متى قلت أنني لن أساعدكِ؟! .. حتى و لو لم أكن أرغب في مساعدتك ، فأنا مجبر على ذلك لأحميكِ من جنونك هذا .. لذلك اسمعيني جيداً من الآن فصاعداً الأمور ستجري كما أقول و أنتِ ستنفذين ... أنتِ ستحققين الهدف من مجيئكِ لهنا كما تريدين ، لكن كل ما في الأمر أن الخطط أنا من سيضعها"
غضب مجنون اشتعل داخلها و هي تراه يأخذ بزمام الأمور و مهما ادعى هو بكل بساطة ينحيها جانباً
_"آسفة (فهد) ... أنا لم آتي هنا لأقف في الظل في انتظار أوامرك ... لا تجعلني أندم أنني لم أفعل كالمرة السابقة و آتي دون علمك .. لقد اتصلت بك فقط لأنني وعدتك قبل أن أغادر في المرة الأولى أنني لن أكررها و لن أفعل أي خطوة مماثلة قبل أن أرجع لك ... لذا أنت اسمعني الآن ... أنا يجب أن أذهب لرؤية (رهف رضوان) و بأي طريقة سأفعل فلا تحاول منعي"
_"تباً (همسة) ... حاولي طاعة الأوامر مرة دون الاستماع لصوت الجنون خاصتك"
_"حاول أن تفهمني (فهد) ... من الضروري أن أراها .. هي فرصة وحيدة لدي و لا أريد خسارتها"
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بحسم
_"يكفي (همسة) ... هي كلمة واحدة قلتها و لن أكررها ... من المستحيل أن أسمح لكِ بالذهاب هناك ، هل فهمتِ؟"
حدقت فيه بذهول و قبل أن تنطق بكلمة معترضة كان قد اندفع مغادراً الغرفة و تركها متجمدة مكانها قبل أن تنتفض على صوت الباب الخارجي يغلق بعنف ... هل يمزح معها؟! ... ما الذي أصابه فجأة؟! .. غضبه غير مبرر بالمرة .. ثم بأي حق يمنعها ... كيف له أن يقرر عنها أصلاً؟! ... ضربت الأرض بقدمها و أسرعت تغادر الغرفة لتجد (إيشا) تقف في الردهة بوجه حائر مرتعب ... أسرعت نحو الباب لتفتحه قبل أن تشهق بقوة ... لقد أغلق الباب من الخارج .. لابد أنه قد جُن ... ركلت الباب في غضب تحت أنظار الخادمة المذهولة و التي غادرت بعد أن هزت كتفيها مكتفية بما رأته من جنون تاركة (همسة) تكاد تنفجر من شدة الغضب ....
فتحت (همسة) عينيها و هي تعود إلى الواقع و زفرت بحدة و هي تعتدل على الفراش ... لقد انتظرته طيلة الليل لتتحدث معه ربما أقنعته ... بعد طول تفكير توصل عقلها للسبب الوحيد الذي يرفض (عماد) وجودها هنا من أجله و (فهد) أيضاً كما هو واضح ... ربما يخافان أن يعرف الآخرون بوجودها فيحاولون إيذاءها كما فعل (سامر) ... هذا هو السبب الوحيد الذي خطر ببالها ... أن يكونوا قد اكتشفوا ما فعل أخوها و ربما يعرفون أيضاً أن عائلتها وراء كل الأذى الذي لحق بهم و (عماد) يعرف هذا بالتأكيد أو يشك في الأمر و لذا لا يريد أن يخاطر بها ... حسناً يمكنها أن تتفهم خوف (فهد) عليها و تخوفه من ظهورها أمام عائلة (رضوان) ، لكن ليس من حقه أبداً تخريب مخططاتها ... لن تسمح له ... رددت داخلها بحسم و هي تنهض بسرعة من فراشها ... يجب أن تستعد إذن .. هي ستتسلل من هنا بأي طريقة و ستذهب للمشفى و سترى (رهف) و لترى كيف سيمنعها من فعل ما تريد ...
**********************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-03-17, 11:02 PM   #650

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"هل تبحثين عن أحدهم (رينا)؟"
التفتت (ريناد) نحو (هاميس) التي وجهت لها السؤال عندما وجدتها تتلفت حولها كل لحظة ... ابتسمت لها و قالت و هي تتراجع في مقعدها و تعيد النظر حولها
_"المكان هنا جميل و هاديء .. جئت هنا سابقاً لكنني لم أشعر بهذا الاستمتاع و الراحة"
ابتسمت (هاميس) قائلة
_"أنا أيضاً أحب أن آتي لهنا كثيراً"
و لمعت عيناها بحب و هي تتابع
_"منذ سنوات حين كنت أرافق (سيف) إلى تدريبات التنس خاصته و من يومها أصبح هذا النادي من الأماكن المفضلة لدي"
توترت ملامح (ريناد) و حاولت السيطرة على ضيقها مع ذكر (سيف) ، فبعد كل شيء هي لا تستطيع تقبل علاقة (هاميس) به خاصة مع كراهية خالتها الشديدة له ... عضت على شفتيها و هي تتذكر غضب خالتها الشديد عندما أخبرها أنه طلب يد (هاميس) من جده و هو وافق و أنهما أصبحا في حكم المخطوبين ... نظرت لـ(هاميس) التي كانت عيناها تلمعان بسعادة لمجرد التفكير فيه ... ماذا ستفعل لو عرفت أنها وعدت خالتها أن تساعدها في ابعاد (سيف) عن طريقها ... لقد فكرت في خطة ستجعل (ميسا) تكرهه و تطرده خارج قلبها تماماً و لكنها ستحتاج مساعدة احدى فتيات مجموعتها و بعدها ...
_"ما الأمر (رينا)؟! ... لستِ معي أبداً .. أين شردتِ؟"
أخرجتها عبارة (هاميس) من شرود أفكارها فضحكت بتوتر قبل أن تقول
_"لا شيء (ميسا) .. أنا فقط سعيدة أننا أخيراً نقضي بعض الوقت كأصدقاء"
احتضنت (هاميس) كفها و هي تقول بابتسامة
_"و أنا أيضاً حبيبتي فقد اشتقت للأوقات التي كنا نقضيها في السابق سواء هنا أو حين كنا نزوركم في الخارج"
بادلتها الابتسامة و هي تضغط على أصابعها قبل أن تتسع عيناها و تلمعان عندما وقعتا على ما كانت تبحث عنه و هتفت قائلة
_"آه ما هذه الصدفة؟! .. رفاقي أيضاً هنا"
و نهضت من مقعدها و هي تشد (هاميس) من يدها
_"تعالي (ميسا) لأعرفكِ عليهم .. ستحبينهم كثيراً"
قامت (هاميس) مرغمة مع جذب (ريناد) لها و هي تقول
_"على مهلك (رينا) ستوقعينني ... لن يطيروا يا فتاة"
_"هيا هيا ... أنتِ بطيئة جداً (ميسا)"
ضحكت (هاميس) و هي تتبعها قبل أن تبهت ضحكتها و عيناها تقعان على الرفاق الذين قصدتهم (ريناد) و الذين كانوا قد وصلوا لتوهم و اتجهوا نحو أحد الطاولات البعيدة نسبياً عن مكان جلوسها هي و (ريناد) ... قطبت حاجبيها و هي ترى المجموعة المختلطة من الفتيان و الفتيات الذين أشارت نحوهم (ريناد) و الذين كانوا يتحركون في اتجاه احدى الطاولات المنزوية بعيداً نسبياً عن مكان جلوسها هي و (ريناد) ... توترت بشدة و هي تدقق النظر إليهم ... هؤلاء هم ؟!! .. لقد رأتهم من قبل أكثر من مرة هنا و هي لا تحب أبداً الطريقة التي يمارسون بها حياتهم ... رمقت بنظرة قلقة ابنة خالتها التي اشتعلت ملامحها حماسةً و هي تتحرك نحوهم .. هل (ريناد) تصاحب هذه الشلة؟! ... كانت تعرف أن (ريناد) متهورة و متحررة كثيراً و لاحظت أنها كانت تقضي الكثير من الوقت خارجاً ، لكنها لم تتخيل أنها كانت ترافق هؤلاء .. تنفست بقوة و هي تفكر .. لقد ازداد اصرارها الآن على انقاذ (ريناد) من نفسها قبل فوات الأوان ... انتبهت أنها كانت قد توقفت مكانها فتحركت لتلحق بابنة خالتها التي سبقتها و اندفعت بحماس نحو المكان الذي يجلس فيه رفاقها و هي تبتسم بشدة ... لقد اتفقت على لقائهم هنا لتعرف (هاميس) بهم كخطوة أولى قبل أن تطلب منها مرافقتها للحفلة بعد بضعة أيام ... لم تنتبه لطريقها مع خطواتها المندفعة التي توقفت فجأة مع اصطدامها بأحدهم و شهقت بقوة مع السائل البارد الذي اندفع ليغرق ثيابها لتصرخ في جنون
_"اللعنة .. ما الذي .."
_"أنا آسف بشدة .. لم .."
قطعا الاثنان عبارتيهما عندما انتبه كل منهما للصوت المألوف ليرفع كلٌ منهما عينيه للآخر بنظرة مصعوقة قبل أن يهتفا باستنكار
_"تباً هذا أنت أيها الأحمق"
_"هذه أنتِ أيتها المعتوهة "
توقفا عن الكلام معاً ليرمق كلٌ منهما الآخر بحقد قبل أن تصرخ فيه و هي تستوعب البلل الذي أصاب ثيابها
_"أيها الأحمق .. انظر ماذا فعلت؟! .. ألا ترى أمامك أبداً أيها الوغد؟"
هتف (طارق) بغل و هو يلوح بزجاجة المياه التي كان قد فتحها لتوه و لم يهنأ بشرب قطرة منها
_"أيتها المدللة البغيضة .. أنتِ هي من يجب أن تنظر أمامها بينما تندفع كالقاطرة البشرية .. رباه أنتِ خطر على الجميع ... يا ربي ما هذا اليوم؟! .. ما السوء الذي ارتكبته هذا الصباح لتعاقبني برؤيتها؟ .. ما هذا الحظ السيء؟!"
اندفعت نحوه و لم تمنع نفسها هذه المرة من لكمه في صدره
_"أيها الحقير ... أنا هي سيئة الحظ لرؤيتي وجهك البغيض .. أيها الوقح هذه المرة لن يمنعني أحد عنك .. أقسم لن أفلتك"
ارتفع ضغط دمه و هو يمسك بمعصمها و يقبض عليه بقوة آلمتها و زادتها جنوناً على جنونها
_"حقاً؟! ... أريني ماذا ستفعلين يا عديمة التهذيب .. انظري لنفسك قبل أن تتكلمي"
_"دع يدي أيها الحقير ... لا تلمسني"
أمسك معصمها الآخر عندما بدأت تلكمه به ، فتحركت ساقها لتقوم بالمهمة حين ارتفع صوت (هاميس) و هي تهتف فيهما
_"يا إلهي ... (ريناد) ما الذي تفـ ..؟"
قطعت جملتها و هي تتعرف على الشخص الآخر
_"(طارق) هذا أنت!!"
ارتخت قبضتيه على معصميّ (ريناد) التي انتزعتهما بعنف لتهتف و هي تنظر نحو (هاميس)
_"أنتِ تعرفين هذا الوغد؟"
_"(ريناد)"
هتفتها (هاميس) باستنكار فيما رفع (طارق) قبضته مهدداً و هو يهتف بحاجبين معقودين
_"هييه .. احفظي لسانك يا عديمة الأدب و إلا "
_"و إلا ماذا؟! .. هه ؟! .. هل ستضربني؟! .. أخبرني ماذا ستفعل"
قالتها و هي تتحرك خطوة باتجاهه تنوي ضربه من جديد عندما أمسكتها (هاميس) و هتفت
_"(ريناد) .. توقفي .. ماذا أصابك؟! ... (طارق) هو صديق (سيف) و أنا أعرفه جيداً ... هو لم يقصد أن .."
_"لم يقصد ماذا؟! .. إغراقي بالماء أم شتمي ، هه؟! ... هل ستقفين في صفه؟! ... ذلك الوغد"
زمجر (طارق) و هو يحاول التحكم في غضبه حتى لا يخنقها بيديه ، فيما قالت (هاميس)
_"(ريناد) لا داعي لكل هذا .. أنتِ أيضاً شتمته و أخذتِ حقك و زيادة"
و التفتت نحو (طارق) متابعة
_"أعتذر منك (طارق) .. (ريناد) لم .."
قاطعتها الأخرى و هي تصرخ بجنون
_"و تعتذرين منه أيضاً ... طبعاً فهو في النهاية صديق حبيب القلب"
احمر وجه (هاميس) و هي تهمس بلوم
_"(ريناد)"
هتفت و هي ترميه بنظرات نارية
_"اشبعي به ... أنا ذاهبة لأصدقائي إن أردتِ اللحاق بي"
_"(رينا) انتظري"
هتفت بها قبل أن تلتفت نحو (طارق) الذي تابع خطوات (ريناد) بغضب مكتوم لتهمس باعتذار
_"أنا آسفة بشدة لما حدث يا (طارق)"
زفر محاولاً استعادة هدوء أعصابه قبل أن يقول
_"لا عليكِ (هاميس) .. لا ذنب لكِ فيما حدث "
أومأت بابتسامة ممتنة و تمتمت باعتذار هامس و هي تتحرك تنوي اللحاق بابنة خالتها ، لكنه استوقفها قائلاً
_"لحظة (هاميس) ... أريد الحديث معكِ في أمرٍ هام"
نظرت له بتساؤل ليتابع بينما تختلس عيناه نظرة نحو المجموعة التي انضمت إليها (ريناد)
_"من الجيد أنني رأيتك اليوم فقد كنت أنوي أن أتحدث معكِ بالأمر عندما وجدت من الصعوبة اخبار (سيف) .. الأمر في الواقع يخص قريبتك هذه"
_"ماذا هناك يا (طارق)؟"
زفر بقوة مجيباً
_"أعرف أنه ليس من شاني التدخل في أمورها الخاصة .. لكن .. صداقتي لـ(سيف) تفرض عليّ أن أهتم لأمر عائلته و أي فرد ينتمي لها بأي صلة"
_"هذا لطفٌ منك (طارق) .. لكن ما علاقة (ريناد) بكلامك؟! .. لقد بدأت أقلق"
قال بصوت جاد
_"يبدو أن قريبتك على علاقة وثيقة بشلة (أمير)"
حادت عينا (هاميس) بقلق نحو (ريناد) التي جلست وسطهم و تنهدت بضيق ، لتسمع (طارق) يتابع
_"ذلك الشاب (أمير) .. أنا أعرفه منذ سنوات .. يسكن في نفس الحي الذي أسكنه و أؤكد لكِ سمعته ليست طيبة أبداً بالمرة ... هو يعيش وحده بعد سفر عائلته للخارج منذ سنوات و شقته التي يقيم فيها يتردد عليها أشخاص مشبهون ... كما أنه معروف بعلاقته النسائية الكثيرة و هوايته المفضلة هي صيد الفتيات و إضافتهن لقائمة غزواته الطويلة .. علاقات و سهرات مشبوهة و مخدرات هذا ملخص حياته هو رفاقه .. باختصار (أمير) و شلته آخر أُناس قد يرغب شخصٌ ما بمعرفتهم أو التورط معهم و أخشى أن تكون قريبتك قد تورطت كثيراً بعلاقتها بهم و من ملاحظتي لطريقة تعامل (أمير) معها يمكنني أن أجزم أنها هدفه القادم و صدقيني يمكنه أن يفعل أي شيء ليصل لما يريد"
ابتلعت (هاميس) لعابها بصعوبة و انقبض قلبها برعب شديد .. تتذكر ذلك الشاب حين حاول التودد إليها ذات مرة و لكمه (سيف) لمجرد أنه نطق اسمها .. و رفاقه هؤلاء لا تنكر أنها كانت تكره تحررهم الزائد و طريقة حياتهم في المرات التي كانت عيناها تقعان عليهم مصادفةً ، لكن كل تلك التفاصيل التي يخبرها (طارق) بها أثارت رعبها بشدة ... كيف تعرفت إليهم (ريناد) و ما مدى تورطها معهم؟! ... هل فات أوان إنقاذها فعلاً أم ماذا؟! .. رحماك يا الله .. ماذا فعلتِ بنفسكِ يا (ريناد)؟! ... عاد صوت (طارق) يتردد في أذنها
_"كنت أنوي التحدث مع (سيف) في الأمر ، لكنه لم يكن في حال يسمح بذلك فأجلت الحديث"
انتفض قلبها و رفعت وجهها إليه منتبهة و هي تهتف بقلق
_"ما به (سيف)؟! ... كان بخير حتى البارحة .. ماذا حدث؟"
تردد (طارق) قبل أن يقول
_"لا تقلقي .. كل ما هنالك أن الطبيب أخبره أنه لن يستطيع العودة للملعب قريباً كما كان يعتقد ... سيحتاج بضعة أشهر أخرى قبل أن يُسمح له بالعودة ... و بالتأكيد تعلمين أنه كان يستعد للمشاركة في البطولة القادمة"
لمعت عيناها بالألم و هي تهمس بحزن
_"يا إلهي!! .. (سيف) ... لابد أن الأمر آلمه بشدة .. لكن لماذا لم يخبرني؟!"
_"لابد أنه لم يُرد أن يزعجك ... لقد ادعى أن الأمر لا يهمه و هز كتفيه بلامبالة عندما تكلمت معه ... لكنني أعرف أنه مُستاء جداً لما حدث حتى و إن ادعى أمامنا العكس"
تنهدت بألم
_"أنت محق ... أعرف كم يحب (سيف) التنس و كم رغب بالمشاركة في البطولة فعلاً ... سأحاول التحدث معه في الأمر"
تنحنح لحظة في تردد قبل أن يقول
_"هناك أمر آخر أنا واثق أن (سيف) لم يخبر أحداً به"
نظرت له بقلق من جديد فأكمل
_"اصابة (سيف) كانت بسبب ذلك الوغد (أمير)"
شهقت بخفوت
_"ماذا تقول؟! .. كيف؟"
_"(سيف) لم يخبر أحداً ... لكنني كنت هناك أنا و الشباب حين هاجمه أولئك الأوغاد و .."
قاطعته بفزع
_"مهلاً لحظة .. ماذا قلت؟! .. من هاجم من؟! .. ألم تكن حادثة سيارة كما قال (سيف)؟ .. أ .. أنا لا أفهم"
_"لا (هاميس) ... (سيف) لم يرد أن يسبب لكم القلق و أعتقد أنه ربما يفكر في شيء آخر .. ربما يخطط لينتقم لنفسه ... هو حتى لم يخبرني بشيء ، أنا لمحت (أمير) هناك و عرفت أنه من استأجر أولئك الرجال لضرب (سيف)"
هتفت به
_"لكن لماذا يفعل هذا؟ .. ما الـ ... يا إلهي"
وضعت كفها على فمها و هي تتذكر اللكمة التي وجهها (سيف) لوجهه ذلك اليوم في النادي ... هل كان ينتقم منه لهذا؟ .. أي جنون هذا؟ ... نظرت حيث جلست (ريناد) قرب (أمير) لتكز على أسنانها و هي تلحظ نظراته لها و كيف يكاد يلتصق بها و هتفت و هي تقبض كفها بقوة
_"ذلك الحقير"
أوقفتها يد (طارق) قبل أن تندفع نحوهم
_"مهلاً (هاميس) ... لا تندفعي هكذا دون تفكير .. لم أخبرك بهذا لتتهوري .. و لهذا السبب تحديداً لم أخبر (سيف) .. لا أستبعد رد فعله العنيف خصوصاً بعد ما أخبره به الطبيب و الذي حدث بسبب ذلك الحقير"
نظرت له بعينين مليئتين بالقهر و الغضب ليتابع
_"لهذا أخبرتكِ أنتِ (هاميس) ربما عالجتِ الأمور بعقلانية و هدوء قبل أن تتعقد أكثر ... حاولي ابعاد قريبتك تماماً عن طريقه ... أنتما فتيات و قريبتان من بعضكما كما أرى ، تحدثي معها... أخبريها بما تعرفيه و انصحيها بالابتعاد عنه هو و شلته و إن عاندت كما أتوقع ، فاعتقد أنه من الواجب عليكِ اخبار الكبار في العائلة ليتدخلوا"
أومات برأسها بتأكيد
_"سأفعل حتماً (طارق) .. بالتأكيد سأفعل"
و نظرت له بامتنان متابعةً
_"شكراً لك (طارق) .. شكراً كثيراً"
_"هذا واجبي ... أنتِ كأختي (هاميس) و عائلة (سيف) كلهم بمثابة عائلتي و لا يمكنني أن أقف متفرجاً حين يكون هناك ما يهدد أي فرد بها"
أومأت بابتسامة ممتنة قبل أن تقول
_"حسناً (طارق) ... لا تقلق .. أنا أيضاً سأقوم بواجبي كما يجب"
و تابعت بضحكة صغيرة
_"عليّ الذهاب الآن ، فلديّ ابنة خالة عنيدة تحتاج للانقاذ"
بادلها ضحكتها
_"حسناً و أنا في الخدمة إن احتجتني"
_"شكراً لك مرة أخرى (طارق) ... إلى اللقاء"
_"إلى اللقاء (هاميس)"
قالها لتتحرك هي بقلب واجف نحو (ريناد) و مع كل خطوة كان خوفها يتبخر و الغضب بداخلها يتصاعد و قرارها بانقاذ (ريناد) كان يزداد ترسخاً داخلها ... أخرجت هاتفها و رفعته لأذنها مُدعيةً الحديث فيه حتى اقتربت من مكانهم لتقول بصوت واضح
_"حسناً أمي لا تقلقي ، لن نتأخر .. حسناً إلى اللقاء"
و وضعت الهاتف في حقيبتها و هي تقترب أكثر لتسمع صوت (ريناد) تهتف بحماس
_"تعالي (ميسا) لتتعرفي على الجميع"
قطبت حاجبيها في ضيق لأن (ريناد) نادتها بلقب تدليلها أمامهم و حاولت رسم ابتسامة دبلوماسية و هي تقول
_"مرحباً"
نهض (أمير) من مقعده و هو يبتسم
_"مرحباً آنسة (هاميس) ... ما هذه الصدفة السعيدة؟ .. لقد كانت (رينا) تتحدث عنكِ للتو و حمستنا للغاية لنقابلك ، لكنني لم أعرف أنها كانت تتحدث عنكِ أنتِ .. لقد التقينا قبل فترة قريبة هنا في النادي"
رمقته بنظرة حاولت ألا تحمل نفورها منه قبل أن تقول بابتسامة باردة
_"آسفة ... لا يمكنني أن أتذكر"
و تجاهلته تماماً و هي توجه حديثها لـ(ريناد) قائلة
_"(ريناد) ... أمي اتصلت و أخبرتني أن نعود للمنزل حالاً"
هتفت باعتراض
_"ماذا؟! ... نحن لم نكد نصل"
زمت حاجبيها قائلة بجدية
_"(ريناد) ... يمكننا أن نأتي في يومٍ آخر ... أمي أكدت أن نعود فوراً"
تراجعت في مقعدها بحاجبين معقودين
_"حسناً اذهبي و سأعود لاحقاً"
_"(ريناد) ... أنا لن أغادر وحدي .. هيا"
نظرت لها (ريناد) في ضيق و عضت على شفتيها ... (هاميس) تبدو منزعجة و غاضبة فعلاً و ربما تسوء الأمور بينهما إن أصرت على موقفها ... حسناً عليها أن تنحني قليلاً حتى تمر العاصفة و بعدها سيكون ما تريد ... تنهدت بقلة حيلة و حزن مفتعل و هي تنهض قائلة بيأس
_"حسناً (ميسا) ... سآتي معكِ .. إلى اللقاء يا رفاق"
اكتفت (هاميس) بنظرة باردة نحوهم قبل أن تتحرك مبتعدة تتبعها (ريناد) التي همس لها (أمير) بسخرية شديدة
_" من الواضح فعلاً أنكِ ستتمكنين من احضارها"
قطبت حاجبيها بغضب و قالت بتحدي
_"هل تراهن؟! ... انتظر حتى الحفلة و سترى بنفسك"
هز كتفيه
_"حسناً سنرى"
رمقته بضيق قبل أن تلحق بـ(هاميس) التي كانت قد توقفت لتناديها مرة أخرى بنفاذ صبر ، بينما عاد هو نحو مقعده بابتسامة متسلية اتسعت و هو يسمع الفتاة التي بقربه تهتف بغل من بين أسنانها
_"مغرورة .. و ابنة خالتها تلك لا تقل عنها غروراً"
ابتسم بتسلي و هو يتراجع في مقعده مستعيداً نظرات (هاميس) المليئة بالنفور و الضيق ... حسناً من الواضح أنها تكرهه و تنفر منه بشدة ... و هذا ... أخذ نفساً منتشياً ... هذا يجعل الأمور أكثر تشويقاً ... و الآن ... بات الصيد أكثر متعة .. أكثر بكثير ...
******************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للعضويات, المتعددة, تنبيه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.