آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة) | |||
| رائعة |     | 117 | 62.90% |
| مشوقة |    | 76 | 40.86% |
| غامضة |    | 25 | 13.44% |
| غير مفهومة |    | 6 | 3.23% |
| مملة |    | 6 | 3.23% |
| لا أحبها |    | 4 | 2.15% |
| إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-10-16, 04:24 AM
| #261 | ||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
|  [center] الفصل الثامن عشر أبرقت السماء المعتمة بوميض خاطف وتلاه هزيم رعد قوي ثم صوت أمطار مندفقة بسيل منهمر... إنها في غرفتها وحيدة تشهق بتتابع وتبكي بحرقة... أيعقل أن تتحطم أحلامها الوردية بهذه البساطة... كانت بضع كلمات كفيلة بإحراق وجدانها وجعلها تتمنى الموت لترتاح من هذا الكابوس... إنها كلمات مسمومة بأنياب حادة انغرزت بأعماقها... وتركتها تإن في ضعف. تريد الخلاص، تريد الهروب من عالمه المقيت... لكن لا سبيل لذلك. لقد وقعت وانتهى الأمر... إنه يسير بخطوات حثيثة تحت هذا السيل المنهمر، لقد كان في الحقول أو ربما تحت شجرة البلوط، إنه مكانه المفضل الذي يقضي به أغلب وقته فمن هناك يستطيع رؤية منزل والده والتفرج عليه بصمت ، ربما ليسترجع أيام القهر الخالية أو ليجدد وعود انتقامه... وصل إلى حديقة القصر ودفع البوابة للدخول فجاء أحد رجاله ركضا وهو يحتمي بقلنسوة معطفه : "أيها الزعيم كنت بانتظار وصولك لأغلق البوابة..." أشار له ليوباردو برأسه حتى يقفلها واستمر يسير وهو يتوجه بنظره إلى تلك الغرفة المعتمة التي تسكنها عروس من حكايات الأساطير قد سلطت عليها لعنة أبدية منذ اليوم الذي التقته فيه وعشقت بروده وتعجرفه. يتذكر جيدا أن آخر عهده بها صفعة جعلتها تنهار وتندثر معها كل عواطفها في مهب الريح... ولج القصر في عجل وصعد الدرج في خفة ثم توقف للحظات أول ذلك الرواق الطويل المعتم الذي يملأ وميض البرق المنبعث عبر زجاج الشرفة آخره فيملأ أركانه. توجه نحو غرفتها بتثاقل يفكر كيف ستكون حالتها الآن... وعندما وصل إلى الباب خرجت بهية. فنظرت إليه قلقة. بهية: وأخيرًا عدت! لقد قلقت عليك كثيرًا أين كنت؟ ليوباردو: في الأرجاء... كيف هي؟ بهية: أعطيتها كوب نعناع ساخن ليريح أعصابها لكنها في غاية القلق على والدها... وهمت بغلق الباب عليها بالمفتاح. ليوباردو: مهلاً... سأدخل إليها... أعطني المفتاح. فترددت بهية وكأنها تحاول منعه لكنها لا تجرؤ على قولها بوجهه. بهية: لست أدري ماذا أقول ولكن، لم لا تؤجل هذا إلى الغد، هي ليست بخير الآن. ليوباردو: بهية! سأتحدث إليها للحظات، لا نية لي في أن أمكث هناك. الحمد لله أن لسانه لم ينطق بأسوأ من هذا... استراحت بهية للأمر وأعطته المفتاح. بهية: إن كان الأمر هكذا فلا بأس... لكن لا تغضبها أنا أرجوك. ليوباردو: لما لا تسدين إلي معروفًا وتغادرين وحسب! غادرت بهية المكان بينما بقي ليوباردو واقفًا عند الباب لفترة وكأنه متردد لا يدري هل يدخل أم عليه أن يوفر عليها عناء رؤية وجهه المشؤوم من جديد... أدار مقبض الباب ببطء حتى لا يحدث صوتا ثم دخل بهدوء. كانت الغرفة معتمة وهو يستطيع رؤية وجهها تحت ضوء المصباح القريب، إنها تنام في سكون... يبدو أنها قد استسلمت أخيرا وقررت أن تأخذ قسطا من الراحة... ومض البرق بتتابع وكأنه يعطيه فرصة أطول ليشاهد أجزاء ثوب زفافها الأبيض ممزقا يملأ أرجاء الغرفة، مازالت صورتها وهي كالأميرة تقف أعلى الدرج في صرح من البياض المتلألئ بخرز كالماس لا تغادر مخيلته. نهاد: فلتخرج من حياتي، أنا أكرهك... أمقتك. علم ليوباردو أنها ما تزال مستيقظة فاقترب من السرير بضع خطوات. ليوباردو: أحضرت لك الهاتف إن كنت تريدين الاطمئنان على والدك. نهاد: لا أريد منك شيئًا... فقط دعني أخرج من هذا البيت المقيت رد بلهجته الصارمة. ليوباردو: الخروج ممنوع، وإن لم تريدي الهاتف فهذا لا يهمني... وهم بالخروج فاستوقفته. نهاد: أعطني الهاتف. استدار ليوباردو إليها بوجه لا يظهر عليه أي ندم أو حتى شفقة ثم ألقى بالهاتف على السرير. لم تستطع هي النظر إليه لكنها التقطت الهاتف لتتصل بأخيها حتى تعرف أي أخبار عن والدها. كانت ميس تنظف أطباق العشاء فوقفت سامية عند رأسها. سامية: لما لم يدعنا أهلك إلى الزفاف؟ أم أنهم لا يعتبروننا بحجم اسم عائلتكم ! ميس: لقد حضر وجدي وهو يمثل العائلة. سامية: هذا جواب سخيف ،ففي تقاليدنا تعد الأم أكثر قيمة ونفوذًا... لكن ماذا عساي أقول فأنتم لا تقاليد لكم ولا أصول. سمع وجدي الجدال القائم بين أمه وميس فجاء. وجدي: ميس، ماذا تفعلين؟ أنت متعبة... اذهبي لترتاحي. ميس: سأنهي غسل الأطباق... وجدي: لا، ستغسلينها غدًا صباحًا... هيا الآن لترتاحي، أنت لست بخير. نظرت ميس إلى وجدي مترددة ثم غادرت معه حتى تتخلص من ثرثرة حماتها. وجدي: أمي، تصبحين على خير. سامية: تصبح على خير يا فالح... ورحلت من هناك تتمتم. سامية: يدللون نساءهم حتى يخرجن عن الطوع والطاعة ثم يقولون بأنهن ناشزات!.. تحدثت نهاد إلى أخيها وطمأنها بأن والدها قد تحسنت حاله وهو في المنزل الآن. بعثت هذه الكلمات السلام بداخلها رغم أن روحها ما تزال تحترق بنار الخديعة. ألقت بالهاتف إلى ليوباردو فالتقطه من على السرير دون أن يقول شيئا، فنظرت إليه بازدراء. نهاد: أعلم أنك تتمنى موته، لكنني سأخيب آمالك وأخبرك أنه حي يرزق... لم يكلف نفسه عناء الرد عليها ولا شرح موقفه من الموضوع واكتفى بإرسال نظرات مباشرة التقت فيها لأول مرة منذ دخوله الغرفة بعيونها الدامية التي أصبح بياضها بلون النار... نظرة يملؤها الكره والاشمئزاز... انه احتقار، وما أقساه أن يكون من انسان وهبك كل الثقة والاهتمام. نظراتها المتهمة كالسهام انغرزت بقلبه عميقا... وما أكثرها تلك السهام، لقد اعتاد الألم... نهاد: سأذهب غدًا صباحًا لرؤيته. ليوباردو: أنا من يقرر هذا. نهاد: هل ستستمر بحبسي هنا ومنعي من الخروج ! ليوباردو: لا جدوى من ذلك، سأبقي الباب مفتوحا ولن أسهر لحراسة الممر. لا أنصحك بالهروب لأنني سأعيدك رغما عنك ولربما مات والدك هذه المرة فعلا... هذه هي غرفتك وهذا منزلك فأحسني التصرف ولا تضطريني لاستخدام أسالبي الموجعة. استفزت هذه الكلمات نهاد المقهورة وبشدة فأبعدت لحافها عنها وقامت من السرير تخطو باتجاهه بثقة حتى وقفت في مواجهته لا تفصلها عنه إلا بضعة سنتيمترات. ورفعت رأسها إليه بجرأة وبرود. نهاد: هل تعتقد أنك ستخيفني بكلامك... تظن أنني سأهرب منك كأرنبة خائفة... تريد قتل والدي بجعله مقهورا على حالي... لن يكون لك ذلك. وضغطت بإبهامها على صدره تحاول إفهامه بعزم وتصميم. نهاد: تريدني أن أبقى... سيكون لك ذلك، لكنني أنا من ستعذبك... أنا من ستجعلك تدفع الثمن غاليا... ليوباردو، سألعن حياتك المحطمة أصلا وسأسحق كبرياءك... أنا نهاد رشوان. ارتسمت ابتسامة استخفاف على وجهه تعاكس تماما انقباض قلبه من كلامها وكرهه لما كانت تقول. لوى شفتيه بتهكم شديد ومن أكثر منه يحسن ذلك. ليوباردو: كيف ستفعلين ذلك؟ وقد كنت ترتجفين تحت لحافك بمجرد أن دخلت الغرفة عليك !!! نهاد: أكرهك، أكرهك ريان آل شاهين ولن تنال مني غير هذا الكره كلما حملقت بوجهي... لن أنسى أنك مخادع وسأجعل كلماتك الوضيعة في أذني كلما اقتربت مني... هل ستعتقد أنني سأتوسل إليك وأترجاك أن تبتعد عني وأبكي حتى تترك الغرفة... واستطاعت أن تسرق ضحكات استخفاف. نهاد: ستعرف من أنت وانحطاط قيمتك في عيوني إن بحثت عن ودي... أنا المرآة التي ستعكس حقارتك، أتمنى أنك تفهم ما أقوله جيدا، فلست بارعة في تعرية الألفاظ مثلك... صدمته كلماتها القاسية، إنها تتوعده بحياة بلا مشاعر وحب بلا أحاسيس... هل تريد إفهامه أنه لن يكون بحياتها سوى وحش مغتصب بلا أدنى رحمة !! حاول أن يستقرئ الكذب بنظراتها علّ عيونها تتآمر ضدها وتخبره أن حبه لا يزال يسكن وجدانها، لكن عبثا يرهق نفسه. تظاهر بالامبالاة، وربت على كتفها باستهزاء. ليوباردو: اذهبي لتنامي يا صغيرة فقد أعياك نهار اليوم. وأعطاها ظهره مغادرا يخطو بثباة على أرضية الغرفة تاركا نارا تلتهب داخلها لبروده واستفزازه.  جاء صباح اليوم التالي وقد كان الجو صحوا،. استيقظت نهاد على صوت زقزقة العصافير، قامت من سريرها بتكاسل وتوجهت إلى الشرفة فشاهدت الشمس تشرق باحتشام بين الغيوم ،والطيور قد خرجت من أوكارها للاسترزاق، نظرت إلى تلك الحديقة الكبيرة المخضرة وهي تشعر بأنه قد أصبحت لها حياة جديدة فهي لم تتعود على هذا المنظر من قبل، أحست في أعماقها بالغربة وكثير من الضعف فلا سند لها في هذا المنزل الذي هو في الأساس منزل ألد أعداء والدها. تساءلت للحظات عن مدى غبائها واستغربت كم أنها كانت عمياء لتلقي بنفسها في هذا المأزق من دون تفكير. قطع تفكيرها ذاك صوت قرع الباب ثم دفعته ناريمان. ناريمان: أوه لم أتوقع أن يتركه ليو مفتوحًا!!! على أية حال هم ينتظرونك على طاولة الطعام، عليك الإسراع بالنزول. نهاد: من على الطاولة؟ ناريمان: كل العائلة عدى ميس وزوجها فقد غادرا مساء الأمس. نهاد: سأنزل بعد أن أغتسل. ناريمان: أستغرب كيف أنك تحولت إلى فتاة مطيعة بهذه السرعة! مالذي قاله لك ليوباردو ليلة البارحة؟ لم تجبها نهاد، فتابعت كلامها. ناريمان: هناك أمر آخر، أنا لا أرغب في أن أصبح الخادمة التي توقظك كل صباح، يكفيني ما أعانيه مع جدتي، رتبي أمورك وعودي نفسك على النزول والإفطار مع العائلة. نهاد: هل ستقنعينني أنكم أصبحتم الآن عائلة! ناريمان: الأفضل أن تسألي ليوباردو. بالأسفل كان الجميع على طاولة الطعام فنزلت ناريمان. ناريمان: إنها قادمة... ثم جلست وقربت صحنها وهي ترمق ليوباردو بنظراتها من حين لآخر. ليوباردو: كلي أمامك. ناريمان: أريد أن أقرأ مشاعرك على وجهك، لكن وجهك لا ترتسم عليه أي مشاعر، مم صنعت أنت! ليوباردو: هذا لأنه في الأصل ليس لي أية مشاعر. لينا: علي الإسراع، سأتأخر على الدوام عمتم صباحًا. فواز: لحظة سأوصلك في طريقي فأنا متوجه إلى المدينة من أجل المبيدات الزراعية. لينا: سوف أكون شاكرة لك. الجدة: هل نفذت الشطائر المحلات؟ ناريمان: ستصابين بنوبة سكري جدتي، أحتار أين تضعين كل ما تأكلينه من طعام! الجدة: في بطني يا غبية !!! ناريمان: أعتقد أنه لديك اثنين بدل واحد... الجدة: أين حسين؟ بهية: من الجيد أنها لم تفهم قولك ناريمان وإلا كنت أكلت ضربة من عصاها... في هذا الوقت نزلت نهاد وهي ترتدي فستانًا جميلا فنظرت إليها ناريمان بغيض. ناريمان: هل بدأت باستعراض مفاتنها علينا منذ الصباح الباكر! أشارت لها بهية بالصمت وأومأت إلى ليوباردو محذرة إياها منه. لكن هذا الأخير تجاهل الأمر ولم يرفع نظره لرؤيتها ولم يثر كلام ناريمان لديه أي فضول. وصلت نهاد إلى الطاولة فألقت التحية وجلست لكن ليوباردو استمر في تجاهله لها، غير أن بهية أخذت تلطف الأجواء وهي تبتسم وتتحدث إلى نهاد لجعلها تشعر براحة أكثر. بهية: وجهك مشرق ماشاء الله، أنت كفلقة القمر... ناريمان: لسنا بالليل بهية، الأصح أن تقولي أنها كشمس هذا الصباح المحجوبة خلف الغيوم. وأطلقت بضع ضحكات من القلب. داست بهية على قدم ناريمان فصرخت هذه الأخيرة من الألم عندها رفع ليوباردو نظره إليها فتصنعت ابتسامة زائفة. ناريمان: أحرقتني القهوة... كانت الجدة تبحث عن نظاراتها فوق الطاولة. الجدة: من هذه الفتاة الجالسة إلينا؟ بهية: إنها العروس التي أحضرناها بالأمس، ألا تذكرينها؟ الجدة: تقصدين تلك التي جرها هدهد من شعرها! بهية: ليس من شعرها أنت تبالغين! شعرت نهاد بالغضب وارتسمت معالم الانزعاج على وجهها فأسرعت بهية باحتواء الأمر. بهية: أنهت الجدة طعامها خذيها إلى الشرفة مثل كل صباح. ناريمان: لكنني لم أنهي طعامي. بهية: ستفعلين هذا لاحقًا بنيتي... هيا أسرعي. قامت ناريمان من مكانها متثاقلة ومزمجرة وأخذت الجدة من هناك حتى لا ينهرها ليوباردو إذا ما رفضت كلام بهية وتصبح فرجة لنهاد. وراحت تسير وهي تردد بين شفاهها: "يومك أسود يا بهية، يومك أسود..." الجدة: غنيها لي يا ناريمان... ناريمان: أغني ماذا؟ وراحت الجدة تحرك يديها وكتفيها يمينا ويسارا وتغني: يومك أسود، يومك أسود... زفرت ناريمان وقد شارفت على الصراخ من شدة الغيظ. ناريمان: لا ينقصني سوى تخريفك جدتي... وكأنك تتعمدين رفع ضغطي حتى تتخلصي مني... سنرى من يتحمل جنونك بعدها ! لم يبق غير ليوباردو ونهاد على الطاولةفارتأت بهية أن تفسح لهما المجال للحديث. بهية: سأرى إن كان وديع بحاجة إلى أي شيء، إنه بالحديقة يعتني بالنباتات فقد أغرقتها مياه المطر. وانصرفت من هناك تاركة ليوباردو يتناول طعامه بهدوء وكأنه الوحيد علىتلك الطاولة من دون أن يقول أي كلمة لنهاد التي كانت تجلس غير بعيدة عنه وهي مغتاظة من تصرفه. لكنها قررت أن تكون أشجع منه وأن تفاتحه في موضوع زيارة والدها، وقبل أن تنطق بكلمة قاطعهما وديع الذي ألقى التحية وتحدث إلى ليوباردو. وديع: جاء فراس رشوان، إنه بالخارج بانتظار أن تسمح له برؤية أخته. شعرت نهاد بالفرح والغبطة وقامت من مكانها لتسرع إليه لكنها نظرت إلى ليوباردو وتوقفت. فأومأ إليها بالذهاب بيده دون أن يرفع نظره إليها، بقدر ما كان هذا التصرف مزعجًا لها، إلا أنها تناست ذلك وأسرعت لملاقاة أخيها. استيقظت ميس من النوم فوجدت وجدي جالس بقربها وهو يحمل زهرة حمراء. ميس: وجدي! ألم تذهب إلى العمل؟ وجدي: بسبب الأمطار الغزيرةليلة أمس لن نتمكن من إتمام العمل الذي بدأناه. ميس: ماهذا الذي بيدك؟ ابتسم وجدي وقدم لها الوردة. وجدي: فكرت في الكلام الذي قلته البارحة وأعتقد أن هذا اليوم هو بداية جديدة لنا... دعينا ننسى كل خلافاتنا ونبدأ من جديد، أعدك أنني سأحميك وسأكون الزوج الذي تحلمين به، فقط أعطيني فرصة وتجاوبي معي. ابتسمت ميس وأخذت منه الوردة. ميس: أنا سعيدة بهذا الكلام، لأنني أعتقد أنني بحاجة ماسة إلى بداية جديدة، ومعك ستكون هذه البداية... أنا أعرف أنها لن تكون سهلة ولكنني أريد أن أجرب هذا بالفعل. يقف فراس بحديقة قصر آل شاهين ويتفرج على المكان من حوله... لقد تغير بعض الشيء عما مضى لكنه مازال يحمل صور أشباح من الماضي... لطالما وقف الجد سعد بهذا المكان يلاعب أحفاده ويمنحهم الحلوى... أحبهم جدا وكانوا في قلبه أغلى من أولاده... لأجلهم بنى هذا القصر وشيده بكل تفاصيله، ولكنه رحل مبكرا قبل أن تندلع نيران الخصومة بين أحبته. يا ترى هل تحققت أمنيته أخيرا وأصبح هذا المكان من جديد ملاذا لأحفاده بعد أن كبروا؟.. هل هو سعيد بقبره لأنه حصل على ما تمناه أخيرا؟.. وصلت إليه نهاد تحث الخطى وما إن التفت إليها حتى ارتمت في حضنه باكية. ضمها إليه بقوة وهو يتسائل في نفسه... هل تبكي من أجل والده، أم أن ليوباردو قد أقدم على فعل ما جعلها مقهورة بهذه الطريقة؟ فراس: ما بك نهاد؟ هل أذاك ليوباردو؟ وكأنه رش الملح فوق جرحها الدامي. فراحت في البكاء وهي تردد بين دموعها وصوتها المخنوق. نهاد: لقد تزوجني لينتقم من والدي... إنه لا يحبني، سمعته يخبره أن دوري سينتهي عندما يلقنه الضربة القاضية... وراحت تشهق بينما كان فراس يفكر للحظات. فراس: لا أعتقد أنه يفكر بهذه الطريقة... استشاطت غضبا وراحت تصرخ بوجهه. نهاد: كيف تقول هذا! لقد سمعته بأذني وهو يخبر أبي أنني لا أعني له شيئًا وأنه فقط تزوجني لينتقم منه ،وأنه سيتخلص مني حالما ينال مراده ... أريد قتله، صدقني سأقتله بيدي هاتين إن حصل أي مكروه لأبي. فراس: لا تفكري هكذا عليك محاولة التأقلم معه... لن تربحي شيئًا من عنادك، لأنه يحسن السيطرة على كل شيء دائمًا. نهاد: أصبحت أتقزز منه، أعتبره خنزيرًا مقيتًا... فراس: إن كان كذلك فوالدي هو من صنعه. فصاحت نهاد بفراس غاضبة. نهاد: لا تلقي اللوم على والدي لأن هذا غير صحيح... المنحرف الوحيد هنا هو ذلك البغيض الذي يسعى إلى تدميرنا جميعًا. ونظرت من حولها فشاهدت ليوباردو يغادر المنزل متجهًا إلى المزرعة. فراس: لقد سمعك. نهاد: لا يهمني، هذا رأيي فيه بكل صراحة. فراس: كفي عن إعلاء صوتك لو سمحت... إنها البراكين تغلي بداخلها وتؤجج ذاتها المقهورة، وتتلبسها الشياطين عندما يدافع فراس عن ذلك المتوحش بكل برود. نهاد: لا أحتاج لأن أسمع منك كلمة واحدة تسيئ بها لوالدي، أنا لا أرى مذنبا غيره في كل هذا... كانت نهاد تقول هذا بعينين حادتين وصوت عال يشبه الصراخ، فضاق فراس ذرعا بها وأخرسها بكلماته العالية. فراس: والدك اغتصب أمه! سكتت نهاد مبهوتة وهي لا تكاد تصدق ما تسمعه وبقيت تتأمله بشحوب دون أن تجرؤ على النطق بكلمة. كانت بهية ترتب غرفة ليوباردو وهي تحصي عدد السجائر التي دخنها الليلة الماضية. بهية: لا أفهم لماذا يعقد هذا الولد الأمور هكذا، التدخين ليس حلا للمشاكل. كل ما كان عليه فعله هو إخبارها حقيقة مشاعره تجاهها دون أي تعقيدات... وأطلقت زفرة وهي تحرك رأسها نفيا. بهية: أولاد آخر الزمان... إنها صدمة تلك التي تلقتها نهاد للتو، هل ستصدقها أم ستكذبها... نهاد: هذا غير صحيح... أنت تمزح... فراس: كنت يومها معه بالحقل نصطاد العصافير وننصب الفخاخ، عندما سمعنا صراخًا مبحوحًا قادمًا من بعيد. في البداية لم نكترث للأمر لكن بعد مدة رابنا الموضوع فتتبعنا مصدره، ومن خلف أشجار الذرى كانت السيدة كميليا تبكي ووالدي يحذرها من أنه سيقتلها إن أخبرت أحدًا... ظلت المسكينة تبكي وهي تعض على أطرافها من الألم، مازلت أذكر هذا جيدًا... لم نحتج للتفكير فيما وقع فقد كان الأمر واضحًا... يقشعر بدني كلما تذكرت الحادثة... إذا كنت أنا نفسي لا أنساها فكيف لريان أن يمحوها من ذاكرته؟ كانت نهاد تستمع لما يقوله أخاها وهي تذرف الدموع. نهاد: لو أخبرني بهذا غيرك ما كنت صدقته... آه يا إلهي هذا مستحيل... لماذا يا أبي؟ فراس: كفي عن الانتحاب، فهذا لن يمحو الواقع. نهاد: ألهذا السبب هربت والدته من البلدة؟ فراس: لا أعلم... فبقية القصة يكملها ريان وحده... وهو لا يقول شيئًا لأحد، حتى بعد أن قتل والده لم يقل شيئًا... بل استمر في كتمان كل شيء بداخله. نهاد: هل لقضية والدته علاقة بمقتل والده؟ فراس: أغلب الظن أن الأمر كذلك فالحادثتين وقعتا في الأسبوع ذاته. وراحت نهاد تفكر في نفسها والدموع تتقاطر من عينيها: "كارثة، لو يكون أبي هو المسؤول بطريقة أو بأخرى عن مقتل والده..." ثم رفعت صوتها وقد خلصت لاستنتاج آخر. نهاد: إذن فهو أخبر أمي بما فعله والدي... لهذا السبب لحقت به... و ... فراس: على الأرجح هذا ما حصل... صمتت نهاد وهي تتألم فنظر إليها أخوها. فراس: ريان لم يتجرأ على إخبارك بالموضوع، ولا أعتقد أنه كان سيفعل. لأنه يعلم أنك لن تصدقيه، أو ربما أراد تجنيبك الكثير من الألم وحتى لا يجعلك تعيشين معه وأنت تشعرين بذنب والدك... مهمًا كان الأمر، فقد أردت إخبارك الحقيقة حتى لا يستمر أبي في استغلال الأمر لصالحه وتحريضك ضد ه... هكذا سأرحل مطمئن البال... فقط أوصيك بأن تحسني إلى زوجك لأنني أعلم أنه لن يؤذيك. نهاد: لماذا تبدو متأكدًا من هذا؟ فراس: ريان تعرض للكثير من الظلم، فلا يغرنك الوحش في ملامحه لأنه يخفي طفلا صغيرا مازال يحتاج حنان أمه في أعماقه... نهاد: سمعته يقول لأبي أنني... فحرك فراس رأسه نفيا وقاطعها. فراس: نهاد... دعك مما قاله لأبي، أنا على يقين أنه فعل ذلك ليحرق قلبه، وإن استمررت في الاستماع لما يقوله لسانه ذاك فلن تتوصلا إلى أي نتيجة، لأن ريان يخفي ألف دمعة وراء كل كلمة جارحة وألف خفقة قلب وراء كل تعبير ساخر... يحسن إخفاء مشاعره جيدًا ويبعد الجميع عنه بكلامه الفظ فلا أحد يستطيع الوصول إلى قلبه، ولا أحد يعرف فيما يفكر، ولا فيما يشعر... نصيحتي لك، متى تكلم ريان استمعي لما تقوله عيناه. وضعت نهاد كفها على رأسها وهي تحاول استيعاب الصدمة. نهاد: يا إلهي لا أستطيع النظر بوجهه بعد الآن... كلما سأنظر إليه سأتذكر ما فعله والدي... وراحت تدور في المكان بارتباك... نهاد: لماذا لم تخبرني منذ البداية؟ لماذا ىثرت السكوت؟ فراس: لم يفت شيء... بإمكانك تصليح الأمور... نهاد: أصلح الأمور !!! كيف سأبرر ما سمعني أقوله عنه قبل قليل؟ كيف سأبرر له؟ فراس: كان عليك أن تفكري جيدًا قبل أن تتفوهي بالسخافات... نهاد: ماذا سأفعل الآن؟ فراس: سأعود إلى المنزل لأخذ أغراضي. هل تريدين رؤية أبي؟ وتذكرت نهاد أن والدها مريض وأنها ترغب برؤيته. نهاد: كيف سأتمكن من النظر بعيونه من دون أن أتهمه... من دون أن أخبره أنه كان نذلا عندما أقدم على فعلته... وانفجرت باكية تشعر بالخزي والاشمئزاز من نفسها، فقذارة ما قام به والدها ستطالها لا محالة... نهاد: لا أستطيع إخفاء غضبي وسخطي عن عيونه، ولا أريد أن أزيد من مرضه...لذلك لن أذهب اليوم لزيارته... فراس: حسنٌ إذن لم لا ترافقينني في طريق عودتي ثم تزورين ليوباردو في عمله بالمزرعة. نهاد: أشعر بالخجل منه... ثم تذكر فراس شيئًا، فأخرج خاتمًا من جيبه وقدمه لها. فراس: هذا الخاتم الذي ألقيت به في وجهه البارحة، عثرت عليه فريدة بينما كانت تنظف المكان... تفضلي. ترددت نهاد ثم أخذت الخاتم من فراس. نهاد: شكرًا. | ||||
|  |
|
16-10-16, 07:21 PM
| #265 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسفة عالتاخير...واخيرا اتضح لنا في هذا الفصل الرااائع سبب كره ليو لجمال...سوف ابدا بالثنائي ميس ووجدي ...كل منهما يسعى ان يصل الى الثاني على الرغم من معرفتهما للمجهود الكبير الذي سيبذلانه ولكن كلاهما يستحقان ان يبذل الاخر هذا المجهود ...ليو ونهاد بصراحة لا اعرف مااقول لقد احزنني جدا ان يتالم ليو بسبب ماقالته نهاد ...حقا كان كلامها جارحا جدا ولكني اقدر ذلك فقد كانت هي الاخرى مجروحة جدا بسبب اعتقدها بان ماقاله ليو صحيحا ومازاد من غضبها تعامل ليو معها ببرود حتى انها بدات بالتحيز لصالح ابيها ضد ليو...ولكن جاءت الصدمة الكبرى لنهاد ولنا ايضا عندما عرفت السبب وراء كره بل وحقد ليو على جمال ...الحمد لله ان فراس جاء وتكلم اخيرا قبل ان يذهب ويسافر حتى تدرك نهاد كل شيء فقد آن الاوان لذلك ...آمل ان تتبع نهاد النصائح التي قالها فراس لان بالفعل هذا هو ليو وهذا مايحتاجه...انا متشوقة كثيرا للفصل القادم لاعرف كيف ستتجاوب نهاد مع وضعها وكيف ستتعامل مع ليو ومع والدها ايضا؟...حقا ان تعلقي وحبي للرواية يزداد كل فصل...شكرا لك حبيبتي على هذه الرواية واعتبريني من الآن فصاعدا من متابعيكي في كل الروايات ان شاء الله لاني متاكدة من انها ستكون راااائعة كهذه الرواية بل واكثر...بالتوفيق^-^ | ||||
|
| |
|
16-10-16, 08:35 PM
| #266 | |||||||||||
| مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب  
| صراحة نهاد زودتها بكلامها القاسي لليو ودفاعها عن ابوهها الحقير جمال كويس ان اخوها فراس شرح لها بان ابوهم اغتصب ام ليو كيف ستتصرف نهاد مع ليو بعد معرفتها الحقيقة ؟ هل ستطبق نصيحة فراس لها؟ الجدة بستمتع جدا لما اقرامشهدها وناريمان التى قربت تنفجر من الغيظ هههههه بانتظار الفصل القادم يا سارة تحياتى | |||||||||||
|
| |
|
16-10-16, 10:43 PM
| #267 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| ياخرااااشي و اخير عرفنا السر يحرقك سا جمال الكلب مش كلايه المرار اللي شافته علي ايد جوزها كمان الخقير يغتصبها نهاد طبعا متوقعتش ان سبب العداوة يكون كده و لو مكنش فراس اللي قال مكنتش هتصجق كلامها كرد فعل للكلام اللي سمعته ليو فعلا شاف كتير و اتظلم كتير و يارب يقدر ينتقم صح من الخيوان جمال من غير ما يورط نفسه | ||||||||
|
| |
|
17-10-16, 03:14 PM
| #268 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي 
| يسعد اوقاتك سارة انا قراءت الفصلين هلى انتهيت وبرجع لاحقا للتعليق لاني هلى رح نام وكمان مشان ما انسى حدث ههه ابدعتي فيهن | |||||||||||||
|
| |
|
17-10-16, 03:15 PM
| #269 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0) sanity, *ghaima*, Sarah S+ | |||||||||||||
|
| |
|
17-10-16, 09:28 PM
| #270 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي
| الفصل السابع عشر ررررروووعة سلمت اناملك حبيبي وميرسي ع التنزيل الحفل يلي انقلب لكلمة رفض على معركة ما بعرف شو قول لكن متل ما قالت نريمان كان ممتع وفي احداث . بعتقد ليوباردو كان يبرر لحالو اكتر من تبريرو لجمال بأنو ما بيحب اختو لفراس اقصد نهاد وكمان انو هو عمرو ما تخيل حالو زلمي متزوج ياترى هل فعلا نهاد رح تعمل بحالا شي هيدا غير انو الشرير جمال وقع مريض . نحنا كمعازيم صدمنا لما رح جمال و ريان وبعدها تبعتهم نهاد ليتحول الحفل الى ... اخذ جمال للمشفى وسحب نهاد من قبل ليوبادرو رغما عنها هيدا بعد مشهد الحب اول ما نزلت نهاد ع الدرج ياترى هادي شو رح يعمل وكيف بدو يطردهم من القصر بتمنا صفية اما للينا اتنبهم ليلي بدو يصير الفصل حلوووو كتير و منعش كالعادة اااااابدعتي يا سارة ولي عودة | |||||||||||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| بقايا ركام.نهاد.ليوباردو |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
