آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة) | |||
| رائعة |     | 117 | 62.90% |
| مشوقة |    | 76 | 40.86% |
| غامضة |    | 25 | 13.44% |
| غير مفهومة |    | 6 | 3.23% |
| مملة |    | 6 | 3.23% |
| لا أحبها |    | 4 | 2.15% |
| إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-10-16, 10:49 PM
| #281 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
|  اقتباس:
الله يسلمك حبيبتي، بتمنالك متابعة شيقة مع بقية الفصول. | |||||
|  |
|
19-10-16, 12:49 PM
| #282 | ||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
|  إغضب! فأنت رائعٌ حقاً متى تثور إغضب! فلولا الموج ما تكونت بحور.. كن عاصفاً.. كن ممطراً.. فإن قلبي دائماً غفور إغضب! فلن أجيب بالتحدي فأنت طفلٌ عابثٌ.. يملؤه الغرور.. وكيف من صغارها.. تنتقم الطيور؟ نزار قباني  | ||||
|
| |
|
20-10-16, 03:48 PM
| #284 | ||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| الفصل العشرون  غادر ليوباردو متوجها إلى الحقول وهو يفكر بينه وبين نفسه: "مالذي تفعله ليوباردو... كل هذا لم يكن ضمن حساباتك... بدأت بتدمير جمال رشوان ولم يتبقى أمامك الكثير... لكن ماذا عساك ستفعل بابنته. وهل ستكون هي العقبة التي ستحول دون تحقيق أهدافك؟" ثم ضرب على جبهته بغيض ": أيها المعتوه، لماذا أدخلتها حياتك... أنت تحب ميس، ولن تحب امرأة على وجه الأرض غيرها... فلماذا تقحم فتاة أخرى حياتك، هل لتثبت لنفسك أنك تخلصت من تلك الذكرى المؤلمة للأبد وأنك تستطيع المضي قدما... هل لأنك تريد محو كل ماضيك بالغت في تقدير اختياراتك." ثم تذكر براءة وجه نهاد وكيف أنه يصبح أبلها من دون عقل عندما تكون بقربه... لن ينكر أنه يحمل لها بقلبه مشاعر يعجز عن فهمها أو بالأحرى يرفض الاعتراف بها... وزفر بغيظ وهو يردد: "ماهذه الورطة يا إلهي..." عند الظهر توجهت نهاد إلى منزل والدها لزيارته وهناك رحبت بها فريدة التي كانت في غاية القلق عليها خصوصا بعد ما حدث يوم زفافها، طمأنتها نهاد وأخبرتها أنها على أحسن ما يرام ما جعلها تهدأ... ومباشرة توجهت إلى غرفة والدها لتطمئن على حاله، وقفت طويلا عند الباب... كيف ستواجهه وماذا ستقول؟ أخبرتها فريدة أنه يلازم الفراش وأنه ليس بخير، لكنها حقا لا تدري إلى أي مدى هو متضرر. همست لها فريدة: ألن تدخلي؟ هذا ما جعلها تحرك مقبض الباب وتدفعه ببطء شديد نحو الداخل، وتراءى أمامها والدها وهو يرقد على فراشه بسكون. اقتربت منه على مهل حتى لا يستيقظ وعندما لمحت وجهه انتابها الرعب من شكله. فالتفتت بسرعة لفريدة. نهاد: مابه؟ لماذا فمه مائل بهذا الشكل؟ فريدة: اهدئي... يبدو أن فراس لم يخبرك بأن والدك قد تعرض لارتفاع ضغط شديد ما أدى إلى حدوث شلل نصفي... جانبه الأيمن كله مشلول... هو لا يستطيع تحريك أي طرف لا يده ولا قدمه... نحن من نطعمه، أنا وماجدة نتساعد في الاعتناء به. يا إلهي، أيعقل هذا... والدها القوي المرعب يرقد طريح الفراش وبين عشية وضحاها يتحول من أسد يزأر إلى فريسة منهكة خائرة القوى... هل تستهين بقدرة الجبار أم أنك تعجب من لعبة الأقدار، لكل طاغ مهلة... مهلة له فيها أن يراجع حساباته أو أن يسترسل في طغيانه... لكن إذا جاء موعده... فلن يؤخر عنه ساعة واحدة... ولقد علمت بأن قصري حفرة غبراء يحملني إليها شرجع إن الحوادث يخترمن وانما عمر الفتى في عمره مستودع يسعى ويجمع جاهدا مستهترا جدا وليس بآكل ما يجمع حتى إذا وافى الحمام لوقته ولكل جنب لا محالة مصرع نبذو إليه بالسلام فلم يجب أحدا وصم عن الدعاء الأسمع وضعت نهاد يدها على فمها تريد البكاء وعيونها تمتلئ بالدموع. لكم هو مؤلم وقاس أن نشاهد من نحب يتعذب أمام أعيننا ونحن نقف مكتوفي الأيدي نتفرج عليه وحسب... رغم كل شيء يظل والدها الذي لم تعرف أبا غيره... وحتى إن كان قد دمر حياة أناس أبرياء فإنها مازالت تحتفظ له في ذكرياتها بصورة أب حنون يدللها ويعتني بها. قامت فريدة بأخذهافي حضنها وهي تمسح على ظهرها بحنو. فريدة: لا تقلقي، قال الطبيب أنها مسألة وقت... سيرجع إلى سابق عهده انشاء الله... نهاد: حقا قال هذا أم أنك تقومين بخداعي... فريدة: لا، أنا أتحدث بجد... قال أن شفاءه سيأخذ وقتا كما أنه بحاجة لعلاج فيزيائي... لكنه أكد أنه سيعود لصحته انشاء الله وقال أن كثيرون من حدث معهم نفس الأمر وقد تعافوا نهائيا... نهاد: انشاء الله... أرجو من الله أن يشفيه.  حل المساء بمعالم شاحبة، من دون أمطار، فقط بعض الغيوم في السماء. جهزت لينا نفسها للمغادرة إلى المشفى وقد كان فواز بانتظارها داخل السيارة. ثم جاءت تسرع الخطى وركبت قربه. لينا: آسفة على التأخر. فواز: النساء دائمًا هكذا يقظين أغلب الوقت أمام المرآة دون كلل أو ملل. لينا: مازلت متعبة، أعلم أنني لن أستطيع السهر هذه الليلة. فواز: وماذا قررت بشأن الصورة؟ هل ستخبرين الدكتور حسن عن الموضوع؟ لينا: أنا في حيرة من أمري يا فواز... علي جمع بعض المعلومات أولا... فواز: لماذا لا تكلفين متحريًا يتحرى لك عن الموضوع... سيكون هذا مجديًا. لينا: ليست فكرة سيئة، لكنني أفضل التريث والتحرك على مهل. كانت نهادواقفة قرب إحدى الأشجار وهي تتفرج على ليوباردو الجالس تحت شجرة البلوط في سكون، كانت تراقبه لفترة من الزمن ثم قررت التوجه نحوه والجلوس بقربه وعندما رآها رفع رأسه إليها. ليوباردو: أمضيت وقتًا طويلا وأنت واقفة هناك! نهاد: يبدو أنك لاحظت وجودي! ليوباردو: لماذا جئت إلى هنا فالجو بارد؟ نهاد: منذ أن غادرت هذا الصباح لم تعد وقد قلقت عليك، أنت غريب الأطوار فأحيانًا أجدك هادئًا وحنونًا مثل الليلة الماضية، وأحيانًا أخرى تبتعد عني وتهملني ولا تكترث لأمري من دون سبب! لهذا قررت المجيء إليك لأقطع عليك خلوتك... أريد أن أعرف فيما تفكر... لماذا لا تشركني همومك؟ سكت ليوباردو قليلا وهو يفكر ثم نظر إليها. ليوباردو: ألا تجدين أنك أكثر تناقضًا مني! فالبارحة صباحًا كنت ذلك المنحرف الذي دمر حياتك، ثم بعد بعض الوقت أجدك تضعين خاتم الزواج الذي ألقيته بوجهي في لحظة أردت فيها هدم كل شيء بيننا... وفجأة أجد فيضًا من الحنان يتدفق منك تجاهي!!! شعرت نهاد بالحرج ولم تتجرأ على قول كلمة. ليوباردو: أتعتقدين أنني لم ألاحظ أنك لم تزوري والدك البارحة للاطمئنان عليه! أنا أقرأ كل مشاعرك على وجهك من دون أن تتكلمي وأستطيع أن أعرف بما تشعرين دون أن تشتكي... أعلم جيدًا أن فراس ثرثر أكثر مما ينبغي. بدأت نهاد بترديد بعض العبارات المبهمة في محاولة يائسة لصرفه عن الموضوع. ليوباردو: ماذا قال؟ نهاد: لاشيء مهم. ليوباردو: تحدث عن صيد العصافير ونصب الفخاخ أليس كذلك؟! اعتصرت نهاد الألم بقلبها ولم تشأ إبداءه لليوباردو. الذي صمت قليلا وهو يتذكر ما حصل ليوباردو: كانت أيامًا مميزة، ففي كل ربيع ننصب الفخاخ ونصطاد العصافير... مضى زمن طويل... نظرت نهاد في صمت إلى ليوباردو والدموع تتقاطر من عيونها. نهاد: لماذا لم تبحث عن أمك بعد رحيلها؟ ليوباردو: هذا لأنها ذهبت من دون رجعة. نهاد: لم يفت الأوان بعد... لنبحث عنها... ليوباردو: قلت أنها ذهبت من دون رجعة... نهاد: مالذي تقصده؟ ليوباردو: دارت أمي ما حصل معها لأيام لكنها لم تستطع الاحتمال وأخبرت أبي الذي أراد غسل هذا العار فرافقها إلى هذه الشجرة وهناك على ذلك الغصن علق مشنقتها ثم أجبرها على صعود الكرسي ووضع المشنقة حول عنقها، أذكر أنها طلبت منه التمهل للحظة حتى تبحث عني وتتمكن من النظر بوجهي للمرة الأخيرة لكنه رفض وأبعد الكرسي الذي كانت تقف عليه فرأيتها تتدلى وهي تلفض آخر أنفاسها، بعدها بقليل حفر قبرها هنا وألقى بها ثم غطاها بالتراب ووضع تلك الصخرة فوقها حتى لا تنبش الكلاب و الذئاب قبرها... وأخبر الجميع أنها تركت المنزل و هربت. كانت نهاد تنظر إليه في دهشة كبيرة وبدنها يقشعر من هول ما تسمعه وهي لا تقوى على قول شيء. ليوباردو: إنه وغد بكل المقاييس... بدل أن يغسل عاره من عدوه اختار الضحية الأسهل... مثل لعبة الشطرنج التي كان يحترفها... عندما تضطر للتضحية فإنك تختار البيدق الأضعف... كلام الناس وسمعته بينهم أهم من روح بريئة في جسد أنهكته السنين. كانت شفاه نهاد ترتعش وهي تستمع للحقيقة المروعة من لسان ريان الذي كان يقص تلك الأحداث بجمود وبرود لا ينم عن أدنى شعور... هذا ما يحدث عندما تصاحبك تلك الصور المريرة لسنوات حتى تعتاد الألم فلا توجعك بعدها... نهاد: لهذا قتلته... ليوباردو: لا، أنا لم أحاول قتله... كتمت أحزاني بقلبي وحاولت أن أقتل والدك أكثر من مرة لأنه هو السبب في كل ما حصل. وشك هو بالموضوع فقرر الاختباء والهرب. أصبحت أكره المنزل ولا أحب رؤية وجه أبي... وذات يوم وبسبب تأخري ليلاً قام بضربي وتأنيبي، فأخبرته أنني أعرف كل شيء وأنني سأقول الحقيقة للجميع، أخرج المسدس وحاول قتلي، ولأنه كان مترنحًا بسبب إفراطه في الشرب تمكنت من أخذ المسدس منه، ولغبائي وقلة خبرتي لم أكن أعلم أن المسدس إذا هُيئ يكون الزناد حساسًا للغاية. ابتسم ليوباردو ساخرًا من نفسه وتابع حديثه. ليوباردو: صوبت المسدس تجاهه وهددته وبمجرد أن وضعت إصبعي على الزناد انطلقت الرصاصة وأصابته برأسه فخر ميتًا من فوره... كان هو من هيأ الرصاصة فأنا لم أكن أجيد استخدام المسدس... كل ما فعلته أنني أردت تخويفه. كانت نهاد تنظر إلى ليوباردو والدموع تنحدر من عيونها وهي تعلم أن وراء تلك الابتسامة الساخرة تختفي آهات بحجم العالم بأسره... إنه يتألم لموت والده بتلك الطريقة الشنيعة على يده، وإن كان نذلا يستحق الموت... لازالت تلك الصور أشباحا تُبعث من جحيم الماضي لتسكن ذاكرته... إنه ينظر بعيونه وكأن تلك الصور تمر تباعا أمامه، يكاد يجزم أنه لو لمسها لوجد أنها حقيقة لا خيال من نسج الوهم... جففت نهاد دموعها واقتربت منه وبالكاد وجدت الشجاعة للامساك بيديه لتجعله على الأقل يشعر بدفء يديها ويعلم أنها بقربه ولن تتخلى عنه. نهاد: لماذا لم تقل كل الحقيقة للشرطة؟ لما كنت سجنت كل هذه الفترة... ليوباردو: لا أحد كان سيصدقني... لقد أردت أن أحتفظ بكل شيء لنفسي. وأن أغسل عاري بيدي... في تلك الليلة بعد موت والدي خبـأت المسدس بين ثيابي وحملت سكينا وتوجهت إلى منزل والدك... الوغد هرب ولم أستطع إيجاده... أخبرت أمك بما حصل وقررت أن تلحق به لتتأكد من الحقيقة، لكن يبدو أنها توفيت في الطريق... نهاد: لقد رحلت أمي وبداخلها حرقة ونار تستعر... ثم نظرت إلى تلك الصخرة تحت الشجرة وعادت والتفتت إلى ليوباردو. نهاد: ذلك هو قبر أمك؟ حرك ليوباردو رأسه بالإيجاب من دون أن يقول شيئًا. نهاد: أتكرهني بسبب ما فعله والدي... أخبرني الحقيقة أرجوك، أعدك أنني سأتفهم شعورك ولن أغضب... ليس من السهل أن تنظر إلي من دون أن تتذكر الماضي. عادت عيونها لتغوص بالدموع من جديد، فأخذها ليوباردو بين ذراعيه. ليوباردو: أنت لا ذنب لك... كنت في الخامسة من عمرك عندما حصل ما حصل. نهاد: لا تكذب ليوباردو، قل حقيقة أن ما حصل في الماضي سيضل حاجزًا بيننا إلى الأبد. ليوباردو: ليس هنالك من حواجز تقف في وجهي مطلقًا. تمنت نهاد أن يكون كلامه حقيقة وألا يعود ذلك الماضي البئيس من مرقده ليقف في طريقهما من جديد، استسلمت بين أحضانه وتركت العنان لدموعها علها تخمد حرقة قلبها. إذا كان هذا حالها وهي ابنة الجاني فكيف سيكون يا ترى حال المجني عليه... يبدو أن تلك النار المستعرة قد أحرقت قلبه حتى صار رمادا... و عواصف غضبه قد أتت عليه حتى نثرت منه آخر ذرة... ولم يبق إلا الفراغ... ذلك الفراغ الرهيب الذي يتردد فيه صدى صوت انتقامه القادم، وهو لا يدري أن الله من فوق سبع سماواته قد بدأ ينتقم له من عدوه اللود، ويجنبه أن يغرق في وساخته فيصبح متوحشا مثله. حل الليل فتعشى الجميع ثم جلسوا بغرفة الاستقبال حول الموقد يتسامرون فيما غادر ليوباردو وفواز إلى المزرعة للإشراف على نقل العلف إلى المخزن الثاني بسبب تضرره، وبعد قليل شعرت نهاد بالتعب فصعدت إلى غرفتها وبقيت ناريمان مع بهية والجدة. ناريمان: ألا تشعرين بالتعب جدتي؟ الجدة: لا أشعر بالنعاس. ناريمان: يبدو أنني سأسهر معك حتى الفجر! بهية: يبدو أن وديع يغط في نوم عميق، سأخلد للنوم أنا أيضًا... وفي هذه اللحظة دخل ليوباردو ومعه فواز. بهية: هل انتهيتما من نقل الأعلاف بني. ليوباردو: أجل لحسن الحظ أننا وصلنا في الوقت المناسب... كادت المياه تغمر المكان. فواز: لقد تم إصلاح المخزن قبل أيام قليلة وقد عاينته بنفسي، أنا أشعر أن لأحدهم يدًا بالموضوع. ليوباردو: لن أستغرب أن يكون لهادي يد بالأمر. بهية: هل أحضر لكما شايًا ساخنًا لتشعرا بالدفء؟ فواز: أجل بهية، إن لم يكن في هذا إزعاج لك. ليوباردو: أما أنا فسأخلد للراحة. بهية: انتظر حتى أقدم لك بطانية جديدة فقد بدلت شراشف غرفتك صباح اليوم من أجل الغسيل. ليوباردو: ليس من داع، لن أنام بتلك الغرفة. قال ليوباردو هذا وصعد الدرج بينما بقيت ناريمان وفواز ينظران إلى بعضهما البعض. فواز: لقد فزت! ناريمان: لا تكن متأكدًا لهذه الدرجة. فواز: أعتقد أنك سمعت ما قاله... الأمر واضح لقد فزت وربحت الرهان. بهية: عما تتحدثان؟ فواز: ناريمان ستجمع روث الأبقار غدا يا بهية... وغادر مقهقها بينما كاد الغيظ يأكل قلب ناريمان. ناريمان: فلتذهب إلى الجحيم. دخل ليوباردو الغرفة بحذر فأشعلت نهاد المصباح الذي بقربها. ليوباردو: اعتقدت أنك نائمة! نهاد: كنت بانتظارك لقد قلقت عليك، هل سار الأمر بشكل جيد؟ ليوباردو: أجل... الحمد لله. ثم دخل إلى الحمام ليغسل أطرافه. ليوباردو: لقد اتسخت بالطين. نهاد: لم يحن الشتاء بعد وها قد بدأت معاناتك. ليوباردو: سأتغلب على كل العواقب ان شاء الله. نهاد: ما رأيك لو ساعدتك بالعمل؟ فضحك ليوباردو ورد ساخرًا. ليوباردو: ما أحلاك وأنت ترتدين ثيابًا رثة وتعلفين المواشي. نهاد: ألن تكف عن السخرية مني في يوم من الأيام! ثم عاد وهو يرتدي بيجامته ويحمل علبة دواء بيده ثم دخل فراشه وقدم العلبة لنهاد التي أخذت تتفحصها. نهاد: ما هذا؟ والتفتت إليه مستنكرة. نهاد: ألا تريد أولادًا؟ ليوباردو: لا، كنت واضحًا معك منذ البداية... نهاد: اعتقدت أنك ستغير رأيك! ليوباردو: رأيي لن يتغير، إلا الأولاد... لا أريد أن أنجب أي طفل، هل هذا واضح؟ كانت لهجته حادة لا تقبل النقاش. لم يكن أمامها إلا الرضوخ في الوقت الراهن وهي متأكدة أنه سيغير من رأيه بعد بعض الوقت... ليوباردو: أخبرتني الصيدلانية أنه عليك استهلاكه حسب توقيت مضبوط... أنا أوصيك، إياك ونسيانه أهذا مفهوم؟ نهاد: أعلم، أعلم... ليس عليك تشديد ما تقول. ليوباردو: لا تغضبي، ولكن هذا هو شرطي إن أردت أن نعيش أنا وأنت بسلام. أما فواز فقد كان بالمطبخ يرتشف الشاي الساخن فدخلت ناريمان لتسخين زيت الزيتون حتى تدلك به أطراف جدتها. ناريمان: ستجلطني هته العجوز الخرفة، ماذا لو أنها نامت وأراحتني منها... كم أكره رائحة زيت الزيتون! فواز: رائحة الروث أسوأ منه... ألا تعتقدين! ناريمان: أسكت أنت وأرحني من سماع صوتك... هذا ما كان ينقصني... فواز: ليوباردو تزوج وهو يعيش حياة سعيدة وميس أيضًا تعيش رفقة زوجها، لينا ستتزوج ذلك الدكتور فأنا ألاحظ انجذابًا كبيرًا بينهما و بهية ستنعم بحياة هنية رفقة زوجها أما الجدة فلن تعيش إلى الأبد... مع من ستبقين أنت؟ ألم تفكري بالموضوع؟ ناريمان: هل الأمر يهمك كثيرًا؟ فواز: الوحدة أمر صعب... من السيء أن تكون فتاة جميلة مثلك وحيدة! ناريمان: أرى أنك بدأت بمغازلتي... أنا أعرف مثل هذه الحركات جيدًا لذا وفر عنك العناء وهات من الآخر... هل تقترح علي شيئًا؟ فواز: أقترح عليك أن تدعي عنك الغيرة وملاحقة الآخرين ممن استطاعوا الفوز بمن أرادوا وأخذوا منك من أحببت وأقصد بهذا نهاد وميس، وأن تفكري مليًا في العيش من أجل نفسك وإسعادها بعيدًا عن أذية الآخرين. ناريمان: فهمت، تقصد أن أجد الرجل الذي سيسعدني... فواز: ليس بالضرورة أن تجدي السعادة في أحضان الغير، السعادة تكمن بقلبك وعقلك وإن أحسنت توفيرها يمكنك إسعاد نفسك... الحياة لا تبدأ ولا تنتهي عند أعتاب رجل واحد... فالسعادة الحقيقية هي أن نفيق ونغفوا ونحن مرتاحوا الضمير، ألم تجربي يومًا أن تستيقظي وتتمني حضن العالم؟ ناريمان: عندما أستيقظ لا أفكر إلا كيف أقضي اليوم وأنا أعتني بالجدة التي تفقدني صوابي كل يوم أكثر. فواز: ماذا لو تخيلت أن الجدة طفل صغير تعتنين به أو عصفور جريح تهتمين بأمره... إن أخذت الأمر على أنها وحيدة وأنك من يؤنسها في هذا الوجود فلا أحد يجالسها بقدر ما تفعلين أنت... إن نظرت للأمور من منظار آخر سيتغير شعورك بالتأكيد... سيضمحل شعورك الدائم بالنكد ويحل محله أمر آخر، يومها فقط يستطيع الآخرون رؤية الجانب المشرق فيك... ناريمان: لقد غلى الزيت، علي تبريده الآن... أترى لكثرة ثرثرتك أنسيتني أمره، ماذا لو أحرقت الجدة به!!! مع أنها تستحق ذلك... فواز: فكري بكلامي جيدا، تخيلي... تخيلي أمورا أحسن... ناريمان: أتعرف عزيزي فواز... سأتخيلك كرة لأركل مؤخرتك بعيدا عني... ابتعد من طريقي قبل أن أصب هذا الزيت على رأسك...  التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 21-10-16 الساعة 10:23 AM | ||||
|
| |
|
20-10-16, 04:44 PM
| #286 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تسلمي حبيبتي والله يخليكي  | |||||
|
| |
|
20-10-16, 04:51 PM
| #288 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| رهيبة ناريمان مهما حصل هتفضل بلسانها اللي عايز قطعه ريان فعلا عاش اكتر من ماساه كلهم انيل من بعض اغتصاب امه قتلها قتل ايوة و لسه عايش بمخ سليم اي حج مكانه كان دماغه لسعت والله لينا ياتري هتعمل ايه في حوار سماح هتقجر تنصل لحاجة جمال اتشل بس ممكن يرجع تاني ازفت من الاول هادي بدا يخرب شغل ليو و ﻻ حد غيره | ||||||||
|
| |
|
20-10-16, 06:07 PM
| #289 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
قربنا نعرف مين هي سماح... جهزي حالك يا رونتي. تسلمي يا عسل وشكرا لمرورك الرائع. | |||||
|
| |
|
20-10-16, 06:16 PM
| #290 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
هادي ما راح يشفى من شرو وانشالله بالنهاية ينقلب السحر على الساحر. شكرا كثير رونتي. | |||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| بقايا ركام.نهاد.ليوباردو |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
