آخر 10 مشاركات
عدد ممتاز - شبابى والقدر - جين سومرز - روابات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          30-المريضة العنيدة -مارغو أمالفي -سوفنير (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحب الذي لا يموت - باربارا كارتلاند -روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سجن العصفورة-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة)
رائعة 117 62.90%
مشوقة 76 40.86%
غامضة 25 13.44%
غير مفهومة 6 3.23%
مملة 6 3.23%
لا أحبها 4 2.15%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-10-16, 01:17 AM   #361

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sihbel مشاهدة المشاركة
9السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سو سو سوسان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

متابعة شيقة


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 03:24 AM   #362

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 3 والزوار 2)
‏sanity, ‏toma_koki, ‏eng semsema


sanity غير متواجد حالياً  
التوقيع
saray

قد أكُون سيئاً ، لكني لا أخون قلباً هرّب مُرتجفاً من صُدور الناس لِـ صدري ...
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 04:24 AM   #363

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون







بعد أن سمعت بذلك الخبر القاسي الذي زلزل كيانها أطلقت لينا خطاها التائهة بذلك الرواق الطويل وهي تراقب وجه ليوباردو من بعيد وهو يتجهم وتعلوه غمامة حزن عميق بعد أن أخبره الدكتور حسن بالواقع المرير.
أطلقت آهة ألم تحاول التشبث بخيوط الصبر ولو كانت واهنة، فشموسة الخرفة ليست فقط جدتها... انها ابتسامة ذلك القصر وروحه... ومع رحيلها ستنطفئ آخر شمعة تضيئ عتمته...
شدت على رأسها بقوة تحاول أن تتحلى بالشجاعة، وما إن لمحها على تلك الحال حتى أقبل باتجاهها. وعندما أصبح بقربها رمقها بنظرة أسى.
فواز: عليك التحلي بالصبر.
هزت رأسها بألم... فماذا عساها تفعل إن لم تصبر؟ ثم التفتت إليه كمن لدغته أفعى وقد تذكرت أمرا مهما.
لينا: أنا أفكر في إبلاغ والدة الدكتور حسن بالوضع... إن كانت هي أروى فعليها إدراك والدتها قبل أن تغادر الدنيا، وأنا أفعل كل هذا من أجل جدتي فهي تستحق أن تتحقق أمنية من أمانيها قبل أن.... تموت.
واستغرقت في البكاء بعد أن حملت إليها هذه الكلمات المتشائمة لهيبا من نارالفراق. يؤلمه حقا أن يراها على تلك الحال فما يصيبها هذه الأيام كثير عليها دفعة واحدة...
إنه يراها النقية والشجاعة الوحيدة بين الكل، فصحيح أن ميس لا تقل طيبة عنها إلا أن كل ما مر بها جعلها تفقد الكثير من شجاعتها وقوتها، أما لينا فقد أبهرته أول مرة عندما أعادت السندات لريان دون خوف من والدها المتغطرس، ثم هاهي الآن تدافع عن زوجته وتقف بوجهه دون خوف مع أنه هو نفسه يوجل منه لمعرفته بما هو قادر عليه. والآن تريد السعي وراء حقيقة سماح إلى النهاية دون كلل أو ملل...
إنها حقا امرأة من فولاذ جمعت قوة هذه الأسرة وشدتها مع طيبة ورقة متأصلة فيها.
تابعت لينا ببحة واختناق من شدة تأثرها.

لينا: لو كانت أروى تلك ابنة صالحة ما كانت لتتوانى عن الارتماء في حضن والدتها يوم رأتها أول مرة، لكنها لم تهتم لذلك مطلقًا...
عاد فواز لرشده مع كلماتها الأخيرة وأجابها بأول فكرة خطرت على باله.
فواز: اتصلي بها، لن تخسري شيئًا...
حركت لينا رأسها بالايجاب وسارت بضع خطوات وهي تفتش عن هاتفها بجيوببها فقرر أن يخلي لها الجو لتتحدث براحة، فتابع طريقه إلى الخارج.

جلست ميس على أحد الكراسي وبقربها جلست بهية وهي تبكي بشدة حتى أن صوت نواحها ملأ الأرجاء. فأخذتها ميس في حضنها وهي تذرف دموعها في صمت. هل ستواسيها أم تواسي نفسها؟ كلهم أحفادها أجل، لكن لبهية حكاية أخرى... وعلاقتها بالجدة لها طعم آخر ونكهة متفردة... إنها جليستها وصديقتها وابنتها وكل شيء... إنها من قضت كل عمرها في خدمتها وتكن لها محبة عظيمة بقلبها. وليس من السهل أن تعرف الآن أنه قد حان وقت الفراق...

كان فواز قد خرج من المستشفى وبعد بضع خطوات شاهد ناريمان منعزلة وهي تجلس بأحد الكراسي بساحة المشفى غير مبالية بذلك الجو البارد. اقترب منها وهو يضع يديه بجيوبه فرفعت رأسها إليه متسائلة عن هوية زائرها.
فواز: ماذا تفعلين هنا البرد شديد؟
لم تجبه بكلمة وعادت لتطرق بألم محاولة رسم اللا شعور على وجهها، لكنها لم تكن بارعة بما يكفي، أو أنه متعود على اكتشاف الخبايا من عشرته الطويلة لليوباردو.
أبعد بعض الثلوج عن الكرسي وجلس بالقرب منها. يفهم شعورها بالألم وحزنها العميق على الجدة، إنها تحبها رغم كل الشر الذي يسيطر عليها أحيانا... ومن لا يحب الجدة غريبة الأطوار... ابتسم لا إرايا وهو يتذكر روح الدعابة لديها وضرباتها الموجعة.
بقي يراقب المارة من بعيد لفترة ثم قرر أن يكسر حاجز الصمت بينه وبين هذه الفتاة التي ربما تكون تائهة وبحاجة إلى دليل.
فواز: ناريمان... ليس عيبا أن تبدي شعورك بالحزن وتعبري عن ألمك...
لم تكن ناريمان ترغب في الحديث إليه. يكفيها كَمُّ القهر بقلبها... تجزم أنها إن فتحت فمها بحرف ستنفجر...
بقي هو ينتظر ردة فعلها... إنه أكثر من يعرفها ويعرف وساختها في سابق عهدها فقد كان يتتبعها ويقتفي أثرها لليوباردو الذي كان يطلب منه اقتصاص أخبار عائلته عند خروجه من السجن، لكنه لن ينصب نفسه قاضيا ليحكم على تصرفات البشر... هي أخطت، وهو أيضا أخطأ بيوم من الأيام ودخل السجن عقابا له وهناك التقى بريان، أو الزعيم ليوباردو مثلما اصبح الآن.
الجميع يحتاج انطلاقة جديدة وبداية دون أحكام مسبقة... إنها فرصة أخرى لإثبات الذات، لإلقاء الماء على الخطأ من أجل محوه وتطهير النفس من نتانته...
يشفق عليها من ذلك الشعور الرهيب بالذل والمهنة الذي يختلج بصدرها وإن بدت صلبة لا تهزم للجميع، إنه أكثر من يعرف بأن احتقار الذات يرافقها دوما وأينما حلت... ربما هذا هو السبب من كرهها لكل من يحيط بها، أن تشعر بهذا الاحتقار في عيونهم وهم يرمقونها بنظرات ازدراء...
لقد جرب كل هذا مدة من الزمن... قبل أن يجد لنفسه انطلاقة جديدة.
رتعشت شفاهها للحظات وكأنها وجدت أخيرا شخصا يفهمها وحاولت أن تبثه بعضا من همومها.
ناريمان: سأكون وحيدة، لن أجد من يملأ علي وقتي بالأعمال الشاقة ويسرد علي التفاهات... لن يكون هناك من يضربني بالعصى ويعلمني الأدب... لن أستيقظ في منتصف الليل لأفرك ظهرها، ماذا أفعل بزيت الزيتون الذي في المنزل. وكيف أستطيع دخول البيت الذي في كل ركن منه هناك عبقها... كيف سأعيش من دون أن أتذكرها...
ثم صمتت تكابد سيل دموعها فهي لم تتعود الظهور بالوجه الضعيف أمام أحد وإن كان هذا الوجه يلازمها أغلب الوقت. وأخيرا ارتمت في حضنه خائرة القوى مستسلمة لدموعها. ارتجف للحظة متعجبا فلم يكن يعتقد أن كلماته البسيطة سيكون لها كل هذا التأثير عليها ! فغالبا ما كانت تسمعه بعض الاهانات والشتائم إذا ما حاول تحديثها عن أي موضوع... لربما صادف أن أصابها اليوم وهي في حالة ضعف وانهيار... هذا الذي جعلها تخر بهذه الطريقة.
ابتسم منتصرا أنه استطاع أخيرا أن يصل لقعر البئر المعتم ومسح على ظهرها بحنو مطمئنا لها.
فواز: اهدئي... أنت لن تكوني وحيدة فأهلك معك، وكذلك أختك وعما قريب ستصبحين خالة... أنسيت!
في هذه الأثناء مر أحد الشباب من هناك ونظر إلى ناريمان ذائعة الصيت.
الشاب: أنت هنا يا فتاة الملاهي، لم أرك منذ زمن! الدور بعده سيكون لي... والدفع سيكون سلفًا لكنني لن أكتفي بمعانقتك.
أثار هذا الكلام سخط فواز فلم يشعر بنفسه إلا وهو ينهال عليه ضربًا ولم يستطع من هناك فك النزاع حتى حطم أضلاعه.


بعد أن هدأت الاثنتان ميس وبهية، توجهتا لغرفة نهاد، تلك المسكينة التي تعاني في صمت فما قام به ليوباردو جعلها تفقد طعم الحياة ولونها... إنها لا تصدق أنه استطاع أن يكون باردا متغطرسا ومتحجر المشاعر لهذه الدرجة... تحاول طرد كوابيسها وإقناع نفسها أنها ليست الحقيقة... تحاول جاهدا أن تجد له أعذارا ومسوغات حتى تمنع قلبها المكلوم من الحقد عليه...
دلفت الاثنتان إلى الداخل ووجهيهما مصفران بعيون محمرة... عرفت نهاد سريعا أن خطبا ما قد حدث فجلست بعد أن كانت مستلقية وهي تحدق إليهما بهلع.
نهاد: مالذي حصل! هل ليوباردو بخير؟
يبدو أنها لا تفكر إلا به... هل تعتقد أنه قد انتحر بعد تصرفه ليلة البارحة؟ تكون غبية إن فكرت أنه يمكن أن يكون ضعيفا لهذه الدرجة... مازالت المسكينة لم تر الوجه المعتم لشخصيته الآسرة.
ردت ميس بصوت متألم: ليوباردو بخير... لكن الجدة هنا بالمستشفى، وحالتها سيئة...
وضعت نهاد يدها على فمها بعد أن شهقت، ثم أرادت أن تستفهم أكثر.
نهاد: إلى أي درجة؟
ميس: طلب منا الدكتور أن ننقلها إلى المنزل ونعتني بها حتى تموت وسط أسرتها...
كان واضح من هذه الكلمات أن حالتها ميؤوس منها. فزفرت بقلة حيلة محركة رأسها نفيا.
نهاد: لا أصدق هذا... آه يا إلهي!


كان ليوباردو بالرواق يجلس على أحد الكراسي مطرقا. لقد صارع ألمه على ما أصاب جدته طويلا وهو الآن يفكر بالأخرى التي ترقد هناك. هل سيزورها أم أنه سيوفر عليها عناء رؤية وجهه الكريه.
قد لا يكون مرحبا به عندها بعد كل ما قام به، والحق معها... ما حصل لا يُغتفر.
زفر بسخط وهو يرج قدمه للأعلى والأسفل في حركة تعكس الاضطراب داخله، وتفاجأ بصوت ناريمان التي تركض نحوه وسط لهاثها فقام متأهبا يخشى الأسوأ.
ناريمان: فواز... لقد تشاجر مع أحدهم وأخذته الشرطة!
فضرب على الجدار بقبضة يده.
ليوباردو: تبًا! ألا يكفيني ما أنا فيه من مشاكل!





حل المساء واقترب موعد انتهاء دوامها. كانت جالسة خلف مكتبها ترفع قدما فوق أخرى وهي تطرق بأصابعها على سطحه مفكرة في كل ما يحدث من مصائب. ألن تنتهي الأمور عند هذا الحد؟ ماذا تخفي الأيام القادمة يا ترى؟
نظرت إلى الساعة فعلمت أنها حرة. فتحت ازرار مئزرها الأبيض وعلقته ثم رتبت هندامها ونظرت لصورتها بالمرآة بضع ثوان وبعدها أخذت حقيبة يدها وخرجت. يجب أن تلقي نظرة على نهاد قبل أن تغادر...
وصلت إلى غرفتها وأطلت عليها بهدوء. كانت تنظر إلى زجاج النافذة تراقب تساقط الثلوج ولا بد وأّنّ أفكارها تعصف بها بشدة. تنحنحت ثم دخلت.
لينا: آسفة لأنني قطعت عليك خلوتك.
التفتت نهاد إليها وابتسمت فجلست لينا على طرف السرير بالقرب منها.
لينا: إنها أمسية مثلجة...
نهاد: أجل، أنا أراقب تساقط الثلوج...
لينا: هل تحسنت معنوياتك؟
نهاد: كان ليوباردو هنا ولم يأت لرؤيتي... هذا أكثر ما يقتلني...
لينا: إنه بمركز الشرطة، لقد اعتدى فواز على أحدهم بالضرب وسلمه أمن المستشفى إلى الشرطة وقد ذهب ليوباردو إلى هناك للاستفسار عن الأمر وكما تعلمين فمثل هذه الأمور معقدة وتستغرق وقتًا... عليه التوصل إلى اتفاق مع المعتدى عليه وربما دفع له مقابل الأضرار التي لحقت به... لكنني متأكدة من أن ذلك الشاب لن يراوغ كثيرًا فلليوباردو سمعة سيئة والجميع يهابه.
تفاجأت نهاد من الأمر.
نهاد: كيف حصل هذا؟.. يبدو لي فواز رجلا متزنًا...
رسمت لينا على وجهها علامات السخرية.
لينا: أراد أن يلعب دور البطل... يبدو أن أحدهم شتم ناريمان والسيد المحترم أزعجه الأمر...
استغربت نهاد لهجة لينا الحانقة فهي لم تتعود منها ازدراء الآخرين، فمالذي يزعجها يا ترى؟ لكن ليس هذا بالأمر المهم... المهم عندها كان أن تعود للبيت وتقابل ليوباردو لينهيا هذه المشكلة، فأن تبقى معلقة دون نهاية معينة هو الموت البطيئ بعينه.
نهاد: متى سأخرج من هنا؟
لينا: الدكتورة التي تشرف على حالتك تقول أنك بخير فالحمد لله الممرضات لم يلحقن بك أي ضرر... أعتقد أنها ستسمح لك بالخروج غدًا انشاء الله.
نهاد: كيف تعتقدين أنه سيكون موقف ليوباردو مني؟
لينا: لا تفكري بالأمر، فقط ارتاحي الآن... ولكل حادث حديث.

كان ليوباردو يقود السيارة في صمت وفواز بالقرب منه وهما متجهين إلى البلدة.
فواز: ألن تزور نهاد؟
صمت ليوباردو دون أن يجيبه فهو لا يريد أن يتحدث إلى أحد.
زفر الآخر بضيق فقد نسي هذه الطباع العنيدة منه فترة لا بأس بها من الزمن وبالخصوص كانت تلك الفترة منذ أن عرف نهاد وتسللت لأعماقه... لقد تغير حقا خلالها وأصبح أكثر مرحا... لكن الآن عاد ليوباردو السيء من جديد...
عاد وكلمه ، لا بأس بالمحاولة من جديد.
فواز: إنه وقت انتهاء دوام لينا... سنحضرها في طريقنا.
عندها صاح به ليوباردو بغضب: بربك هلا صمتّ !!!!

خرجت لينا من المستشفى باتجاه محطة سيارات الأجرة للعودة إلى المنزل وفجأة التقت بأخيها الصغير حسام ففزعت وارتعبت.
لينا: حسام! مالذي تفعله هنا؟
حسام: أمي في حال سيئة وهي تريد رؤيتك.
تألمت لينا في أعماقها لكنها تجاوزت الأمر.
لينا: أبي يتوعد بقتلي، أليس كذلك؟
حسام: هذا صحيح، إنه ناقم عليك لأبعد الحدود، حتى أنه لا يسمح بذكر اسمك في المنزل... لكننا اشتقنا إليك، على الأقل أنا وأمي... نريد أن نكون عائلة من جديد مضى على غيابك ما يقارب أربعة أشهر.
هنا لم تستطع لينا كبح دموعها فأمسكت بأخيها وضمته إليها بشوق فرغم كل شيء هي تحترق بنار بعدهم عنها.
لينا: أنا أيضًا اشتقت إليكم حتى أبي اشتقت إليه، رغم أنني آخر شخص قد يرغب برؤيتي بعد كل ما فعلت.
حسام: لكنك فعلت الصواب... ليوباردو لا يستحق كل هذا الاجحاف من الجميع...
نظرت لينا إليه نظرة ملؤها التساؤل فهي لم تعهد هذا من حسام، ربما غير رأيه بليوباردو أو أن هذا كان انطباعه عنه منذ البداية إلا أنه كان آخر شخص يسمح له بإبداء رأيه لأنه أصغرهم...
حسام: لن أنسى أنه رغم كل ما فعله به أبي أنقذني من مجموعة شباب أرادو إيذائي...
لينا: ماذا تقصد!
حسام: كنت قرب الجامعة وحيدًا فاغتنم بعض الشباب الذين لا أتفق معهم الفرصة لضربي وشتمي وفي ذلك الوقت كان ليوباردو مارًا من هناك بالسيارة فأوقفها ونزل إليهم.... كان كالغول كاد يهشم أضلاعهم ففروا هاربين... لم أتوقع منه هذا خصوصًا بعد كل الأذى الذي ألحقه به والدي... ولم ينتظر أن أشكره بل غادر مباشرة دون أن يلتفت إلي.
لينا: متى حصل هذا؟
حسام: ما يقارب الشهر...
لينا: كن حذرًا حسام أنا أرجوك لقد أثرت مخاوفي عليك.
حسام: لا تقلقي لينا، فبعد ذلك اليوم لم يقترب مني أحد لأنهم يهابون ذلك المتوحش...
لينا: عد الآن إلى المنزل واهتم بدروسك... أما أنا فدع لي مزيدًا من الوقت. ربما سأجد طريقة لرؤية أمي عن قريب...







إنه اليوم التالي صباحه الغائم وثلوجه المنهمرة تدل على أنه كباقي أيام الشتاء هناك في تل الحجارة، لكن ما تحمله طياته سيغير مجرى التاريخ...
في وقت مبكر من هذا اليوم تم نقل نهاد والجدة إلى المنزل وبقي كل أفراد الأسرة من حولهما يهتمون بهما عدا ليوباردو الذي كان غائبًا لأنه فضل الاهتمام بشؤون المزرعة أو لربما لأنه أراد أن يوفر على نفسه لقاءه بنهاد مجددًا بعد كل ما حدث، ربما لأنه شعر ببعض تأنيب الضمير أو لأنه لم يكن يريد رؤيتها على تلك الحال... لكن في مطلق الأحوال لابد له من الشعور بالذنب لأن كل ما حصل هو نتيجة عناده.

كانت ماجدة في غرفتها، وجمال ممدد على السرير على حالته السابقة وهي تنظر إليه بكل حقد.
ماجدة: كم أتمنى أن أتخلص منك قريبًا... لقد سئمت الحياة معك... فلتمت أيها العجوز المعاق... وليكن ذلك سريعًا لأنني أريد أن أتمتع بمالك مع شاب فتي وسيم يجعل لحياتي معنًا... كم أتوق إلى هذا اليوم...
نظر هو إليها نظرة ملؤها الغيض والشراسة لكنه كان عاجزًا عن الكلام والحراك فشعر بالضعف والمهانة لعدم قدرته على الانتقام لعزة نفسه التي أخذت ماجدة في الدوس عليها يومًا بعد يوم متعمدة رفع ضغطه من جديد لتتخلص منه نهائيًا.
ماجدة: أريدك أن تموت سريعًا... لكنني لن أقترف أي فعل أحمق يجعل الآخرين يشكون بي، سأتخلص منك بطريقتي الخاصة... المسكين رجل كبير بالسن تعرض لمضاعفة قلبية فانفجر وعاء دموي برأسه فمات، أو ربما تعرض لأزمة قلبية ولم نتمكن من التعجيل بنقله إلى المستشفى فلقي حتفه...
وأخذت في الضحك بشر.
ماجدة: مسكين أنت يا سيد زمانك... من كان يعتقد أنك ستصل إلى مثل هذه الحال!! أتصور أنها ذنوب جنيتها على مر السنين... لا بد وأن زوج ابنتك الوسيم مسرور لما آلت إليه حالك... ترى هل أدعوه ذات يوم للتفرج عليك وأنت تموت... ولربما نجحت بإغوائه إنه فرصة لا تعوض...
ساءت حال جمال لكثرة غضبه واحمر وجهه وأخذ في التعرق وهو يتألم، فنظرت إليه ماجدة مسرورة من حاله وانصرفت تاركة إياه على تلك الحال.

أما لينا فقد كانت رفقة فواز بالحديقة وهو يجمع الثلوج ويكومها بينما هي تسرد له ما حدث.
لينا: عندما رفعت السماعة ألقيت التحية بأدب مع أن الغيض كان يتآكلني ثم قلت لها بلطف: (سيدتي أنا لينا آل شاهين أتصل من المستشفى لأن والدتك على فراش الموت وهي تريد رؤيتك...)
فواز: ماذا!!! هكذا دون سابق إنذار ولا مقدمات.؟
لينا: لو بدأت بالشرح والتفصيل كنت سأقضي يومي كله على الهاتف وأنا كنت مداومة ساعتها وكان سيحضر ابنها المغرور ذاك ويسمعني ما لا يرضيني.
فواز: بماذا أجابتك؟
لينا: كما هو متوقع أخذت في المراوغة وكأنها لا تعرف شيئا، لكنني أجزم لك أنها هي أروى نفسها... لم تكن طريقة إجابتها عادية كأحد بعيد تماما عن الموضوع. لاحظت أنها كانت تسعى جاهدة حتى لا يفتضح أمرها وفي الأخير سألتني إن كنت قد أخبرت حسن بالموضوع.
رد عليها فواز وهو يكوم الثلج: إذن هي لا تريد أن يفتضح أمرها.
لينا: على العموم ستصل بعد قليل، أتدري ماذا قالت لي !
وأخذت تقلدها فرققت من صوتها : (آنسة لينا لست أدري من أين جئت بهذه القصة، لكنني على العموم سأقوم بالواجب وآتي لزيارة جدتك فقد دخلت قلبي منذ أن رأيتها أول مرة...)
فواز: هذا بديهي كان عليها أن تجد عذرا مقبول لرؤيتها دون أن يكتشف أمرها.
لينا: لقد أثارت غيضي وسخطي وغضبي، كيف لها أن تكون باردة المشاعر هكذا ؟ إنها أمها التي اكتوت واحترقت بنار فراقها لسنوات... حتى أنها لم تنسها رغم كبر سنها وخرفها !!!
ثم نظرت إليه وهو في غاية الانهماك يضرب ذلك الثلج بيديه ليصنع شيئا.
لينا: منذ ساعة وأنا أحدثك وأنت تجمع هذه الثلوج مالذي تصنعه !!!
فواز: أنحت رجل ثلج... لطالما أردت فعل هذا عندما كنت صغيرا...
لينا: ولماذا لم تقم بهذا عندما كنت صغيرا؟...
فواز: في المدينة التي كنت أعيش بها لا يتماسك الثلج ويعلو بهذه الكثافة. كنت أشاهده فقط على التلفاز.
فابتسمت لينا وهي تنظر إلى ما استطاع صنعه حتى الآن.
لينا: يا لك من طفل لم يكبر... سأساعدك.
فواز: هذا جيد... هيا تعالي.
فبدأت لينا تجمع مع فواز الثلوج وهو يصنع رجل الثلج.
لينا: أنا لا أعرف عنك شيئا غير أنك محل ثقة ليوباردو... أين التقيتما وكيف استطاع أن يثق بك رغم أنه لا يثق بأحد؟
فواز: أنا حكاية أخرى من حكايات هذا العالم التي لا تنتهي... ربما سأخبرك بها ذات يوم.


تمكنت نهاد من نزول ذلك الدرج بصعوبة وعندما وصلت إلى نهايته أقبلت ميس باتجاهها.
ميس: هل جننت؟ يجب ألا تغادري فراشك...
نهاد: أشعر بالألم والاحباط... علي أن أتحدث إلى ليوباردو... لن أرتاح قبل أن أجد جوابا شافيا منه. لماذا يستمر في التهرب مني؟
ميس: هو ليس هنا الآن، لم يعد بعد...
نهاد: سأنتظره هنا بغرفة الاستقبال لأنني أعلم أنه لن يصعد إلى الغرفة.
ميس: تعالي سأساعدك... هيا لترتاحي على الأريكة.
ثم جاءت بهية وهي تحمل وشاحا من الصوف وقدمته لنهاد.
بهية: أحضرته لينا قبل قليل، لقد نسيته بغرفتك بالمستشفى.
نهاد: إنه لليوباردو.
بهية: ربما دفأتك به عندما حملناك وأنت فاقدة للوعي...
نهاد: ربما... شكرا لك، سأضعه بين أغراضه.
كانت ميس تفكر مليا ثم تكلمت.
ميس: عندما تحدثت إلى ليوباردو أمس ليلا بالشرفة كان يلفه حول عنقه.
بهية: إذن كيف وصل إلى غرفة نهاد بالمستشفى؟
ميس: الغرفة كانت دافئة... لا بد وأنه شعر بالحر ونزعه، ربما وضعه على الكرسي قربه ثم سقط على الأرض فخرج ونسيه.
فتفاجأت نهاد.
نهاد: تقصدين أنه كان معي بالغرفة !
ميس: على أي حال هو لم يقض ليلته هنا... ولم أره مطلقا حتى التقينا بالمستشفى عندما جاء لرؤية جدتي.
نهاد: إذن أنا لم أكن أحلم ليلتها. كان معي فعلا...
ثم تنهدت بفرح.
نهاد: ما زال هناك أمل... لا بد وأن ريان يحبني فعلا.
تألمت ميس لسماع هذا لكنها ابتسمت رغم ذلك ووقفت لتغادر المكان.
ميس: أرجو من الله أن تحمل الأيام القادمة فرحا وبهجة للجميع.
وانصرفت من هناك لتصعد الدرج متوجهة الى غرفتها فوجدت ناريمان واقفة عند باب غرفة الجدة وقد كانت تستمع الى حديثهم.
مسحت ميس بعض الدموع وتظاهرت أنها بخير وتابعت طريقها.
ناريمان: وفري على نفسك الظهور بمظهر الفتاة البريئة التي تحب الخير للجميع. نهاد هي عدوتك، ورؤيتها تتعذب أمر يثير في نفسك شيئا من الراحة والاطمئنان على أنها لم تأخذ مكانك بقلب ريان... وسبب دموعك هذه هو شكوكك التي تخبرك أنه يحبها أكثر منك. أعلم أنك لا تتمنين لها نهاية سعيدة فلا تراوغي.
لم تقل ميس أي كلمة حتى لا تدخل مع ناريمان في جدال عقيم وتابعت طريقها.

في هذه اللحظة دخلت سماح إلى المنزل فرحبت بها بهية ونهاد ثم جلست معهما للحظات تسأل عن حال الجدة. وبعد بعض الوقت دخلت الغرفة لرؤيتها.
في هذه الأثناء كانت لينا مع فواز يحاولان اختلاس النظر من خلال النافذة ليشاهدا ردة فعل سماح أو بالأحرى أروى عند مشاهدتها لأمها على تلك الحال.
لينا: أنا لا أرى شيئا وأنت هل لمحتها...
فواز: الستائر تحجب كل شيء لا أستطيع الرؤية بوضوح...
لينا: تبا لتلك الغبية ناريمان لا بد وأنها هي من أسدلت الستائر فقد رفعتها قبل قليل استعدادا لهذه اللحظة.
وقفت ناريمان عند رأسيهما وهي تربع يديها.
ناريمان: لو انفجرت قنبلة بالقطب المتجمد ستكون ناريمان المسؤولة عنها...
قفز الاثنان من الهلع.
فواز: بسم الله الرحمن الرحيم.
ناريمان: ناريمان هي المسؤولة عن كل شيء سيء يحصل بهذا المنزل... فليصلح كل منكم فساد نفسه وكفوا عن جعلي شماعة تعلقون عليها كل خيباتكم... أنتم لا تختلفون عني كثيرا، كل واحد منكم يخفي شريرا داخل ثيابه يملؤه الغرور والأنانية وتتظاهرون بأنكم أتقياء الله وأولياؤه الصالحين !!!!
لينا: لماذا جئت؟
ناريمان: لأخبركما أنكما مثل المهرجين على شاشة عرض نافذة الجدة، فنحن نتفرج عليكما من الداخل منذ فترة... بالله عليكما، ماذا تصنعان هنا ومالذي تحاولان رؤيته؟
لينا: لا شأن لك...
قالت لينا هذا وانصرفت من هناك فلحق بها فواز.
فواز: الضوء شديد بالخارج والستائر شفافة. نسينا هذا تماما...
لينا:أشعر بإحراج لا يوصف... لا بد وأننا كنا مثل المهرجين كما قالت ناريمان.

في هذه الأثناء خرجت نهاد من الفيلا وهي تحاول السير على مهل وعندما لمحتهما نادت على فواز فأقبل الاثنين عليها.
لينا: نهاد لا تثيري غضبي، لماذا غادرت غرفتك؟.. الأجدر بك الخلود للراحة... هيا معي، هيا ..
نهاد: آسفة لينا لكنني سأخرج لبعض الوقت... لا تتعبي نفسك في محاولة إقناعي بالعدول عن هذا لأنني سأخرج مهما كان رأيك.
فواز: إلى أين؟
نهاد: أحضر السيارة وسأخبرك على الطريق.


كانت سماح جالسة وحدها بالغرفة تراقب وجه الجدة الشاحب وهي فاقدة لوعيها ففي الآونة الأخيرة لم تعد تعي ما يدور حولها. تهاوت دموعها من شدة التأثر فقد عادت كل ذكرياتها السابقة لتغزوها مرة واحدة. لقد كبرت والدتها... أجل ملأت التجاعيد وجهها وتبدلت ملامحه... لقد كابدت في المرة الماضية ألمها الممتزج بفرحتها لرؤيتها بعد كل هذا الفراق طويلا وجاهدت نفسها حتى لا تظهر منها أية مشاعر تفضح أمرها، لكن هذه الفتاة ابنة هادي كانت أشطر منها واستطاعت كشف أمرها بسهولة.
قبلت جبين والدتها بشفاه ترتعش وهي تردد همسًا: سامحيني أمي... سامحيني...
ثم اختنق صوتها من القهر وراحت تشهق بحرقة.
فات الأوان على هذه الدموع يا أروى... كانت أمك بحاجة لحبك وحنانك عندما كانت تعي ما يدور من حولها، أما الآن وهي تلملم آخر أنفاسها استعدادا للرحيل لن تنفعها دموعك... كم مر من الزمن ونار الفرقة تأكل قلبها، كم من يوم مر عليها وهي نارا تتقد. أما الآن فقد آن الأوان للخلاص من كل ذلك للتحررمن كل الأحزان والآهات. فاحتفظي بدموعك لنفسك، ليست الجدة اليوم في حاجة إليها.
لماذا لا نسعد أحبابنا عندما يكونون على قيد الحياة، لماذا ننتظر دوما حتى اللحظة الأخيرة لندرك قيمة من مر بحياتنا في صمت ودون أدنى اعتبار... مضت سنوات لم تحدث نفسها يوما برؤيتها وكانت تعد نفسها محظوظة أنها خلصت من طين تلك الأسرة السيئة، صحيح أنها كانت تشتاق إليها كثيرا لكن الشوق لن يغفر هذا الجفاء مطلقا...

عندما انتهت سماح من رؤية الجدة خرجت إلى الحديقة متوجهة إلى سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها عند البوابة الرئيسية وفي طريقها التقت بلينا وهي تلبس رجل الثلج قبعة صوفية.
لينا: لا يبدو عليك الحزن... وكأنها ليست أمك التي أنجبتك !!!
سماح: أنت أيتها الفتاة... لماذا تحشرين أنفك بأمور لا تعنيك؟
لينا: عمتي العزيزة، ماهو شعورك بعد أن سقط عنك قناعك المزيف...
سماح: عميت عيناك، أنت ماكرة مثل والدك الشيطان... كم أكرهكم جميعا.
لينا: كنت متأكدة أن هاته الغطرسة وهذا اللؤم لن يكون إلا لواحدة من أسرتنا السعيدة حفظها الله.
سماح: أبق فمك مطبق الشفاه فلا أحد سيصدقك لأنك ترمين بكلامك دون إثبات... أنت فقط اتبعت حدسك للوصول إلي.
وتابعت سيرها تحت الثلوج التي بدأت بالتساقط.
ثم توقفت للحظة والتفتت إليها باشمئزاز.
سماح: تركت بيت والدك وجئت للعيش هنا كلقيطة... وتركت أمك تكتوي بنار الفرقة أيضا... هل تعتقدين أنك أفضل مني؟
أخرست هذه الكلمات لينا وجعلتها تدرك أنها ستكون نفسها أروى في يوم من الأيام إذا استمرت في الهرب والاختباء. لربما اتهمتها طويلا بالبرود والجفاء ونسيت أنها هي نفسها هربت لنفس الأسباب التي جعلت عمتها تفر من ذلك العالم الفضيع... وربما مرور السنين سيشكل أمامها نفس الحاجز الذي منع عمتها من العودة إلى عالمها من جديد.
كم هو سهل أن نحاسب الآخرين ونصدر الأحكام... لكن عندما نصل إلى محاسبة النفس نصبح متخاذلين...

كانت نهاد تسير بحذر باتجاه ليوباردو الذي كان جالسا تحت شجرة البلوط قرب قبر أمه. وما إن شعر بها تقترب حتى شعر بالضيق والانزعاج. وبينما هي تسير تعثرت ووقعت أرضا فأسرع إليها وساعدها على الوقوف.
ليوباردو: أنت بخير؟
فحركت نهاد رأسها بالايجاب ولم تتجرأ على رفع نظرها إليه على الرغم من أنه كان قريبا جدا منها حتى أنها كانت تشعر بأنفاسه.
ليوباردو: مالذي جاء بك إلى هنا؟
ردت نهاد بصوت فيه الكثير من الخجل.
نهاد: لم أرك منذ االبارحة ...
صمت ليوباردو ربما لأنه لم يدر كيف يرد عليها، و ماذا عساه يقول... فبقيت تنتظر ردة فعله التي لم يبدها
ليوباردو: عودي إلى المنزل في الحال...
نهاد : وأنت؟ هل ستبقى هنا في هذا البرد الشديد؟
أخذ ليوباردو ينظر في الأرجاء ليعرف مع من جاءت، فقطعت عليه تسلؤله.
نهاد: أوصلني فواز وغادر مثلما طلبت منه.

ثم حملت وشاحه ولفته حول عنقه بكلتا يديها في حنو وهو ينظر إلى عينيها المتعبتين من البكاء. كان الصمت سيد الموقف إلى أن قرر ليوباردو أن يقول كل ما لديه.
ليوباردو: جئت إلي رغم أنني آذيتك!
نهاد: أعلم أنك ندمت وقضيت كل الليل إلى جواري، كنت أشعر بأنفاسك بالقرب مني وحنوك علي... عندما استيقظت ولم أجدك اعتقدت أنه حلم لكن هذا كشف الحقيقة.
وأشارت إلى الوشاح فتظاهر باللامبالاة لكنه لم يُكذب الأمر. وبقيا على صمتهما ذاك للحظات وكل منهما ينتظر كلمة من الآخر.
ليوباردو: أنا آسف...
نهاد: لا يهم ما فات... ما يهمني أكثر هو ما سيكون.
شاهدها ليوباردو تبتسم، لم يكن يريد أن يفسد هذه الاشراقة ولكنه كان مصمما على إنهاء هذه المسرحية وإن كانت النهاية قاسية.
ليوباردو: أنا آسف لأنني أدخلتك بهذه اللعبة القذرة.
نظرت نهاد إليه بفرح لكنها لم ترقها تلك النظرة التي كانت تحملها عيناه. فبقيت تحدق به وشفتاها ترتعش.
ليوباردو: نهاد، لا جدوى... أنا انتهيت منذ زمن. ريان الباسم… ريان الطيب انتهى، أصبح الحقد يسري بعروق دمي... تغذيني الرغبة في الانتقام كل يوم لأمضي قدما دون توقف... أنظري إلى حالي وحش بلا رحمة، مستعد لأذية الجميع دون أن يرق لي جفن لأجل نفسي...
نهاد: يكفي أنني أشعر أنك تبادلني الحب... أنت لست شريرا ليوباردو.
ليوباردو: لا تطلبي المستحيل نهاد. هذا الحب الذي تتحدثين عنه لم أعرفه في حياتي لا من أبي عندما شنق أمي، لا من والدك الذي انتهك كل حياتي، لا من أعمامي الذين احتقروا ضعفي وقلة حيلتي... ولا حتى من نظرة الناس بالطرقات.
نهاد: ميس... لقد منحتك الحب ريان..
ليوباردو: ذاك صندوق أقفلته إلى الأبد. لو لم أحررها من أغلالها تلك، لكانت تذرف الدمع حتى اليوم... ثم مالذي جنته هي من حبها لي، وهل قابلتها أنا بنفس تلك الأحاسيس... كان عليك أخذ العبرة منها وأن تفري إلى أقاصي العالم يوم جاءك قلبك بذلك الشعور الغريب.
نهاد: لست نادمة على شيء.
ليوباردو: نهاد... عليك أن تخرجي من حياتي... لن أسمح لنفسي بتدميرك أكثر.
تجهم وجه نهاد فهذا جل ما كانت تخشاه من نظراته تلك.
نهاد: سأدعك حتى تهدأ... لنؤجل هذا الحديث...
ليوباردو: كلا نهاد، أنا أعني ما أقول... بحلول هذا االمساء لا أريدك بالمنزل. اجمعي كل أشياءك واتركي حياتي.


أصاب نهاد الذعر ولم تعد تدري ما تقول لعلمها أن كلام ليوباردو جدي وحازم.
نهاد: مستحيل، يستحيل أن أعيش من دونك... ليوباردو لا تفعل هذا بي... اسمع أعلم في قرارة نفسي أن كل ما مر بك في حياتك ترك بك آثارا بليغة على صحتك النفسية لكننا نستطيع علاجها. أستطيع أن أكون بجانبك وأن أساعدك على استرجاع كل ما فاتك...
ليوباردو: كفي عن هذا... أنا لست مريضا، أنا ميت بعبارة أدق... ولا تحاولي المراوغة لأنني قررت وانتهى.
صمتت نهاد وهي مصعوقة بما تسمعه، تلك النبرة في صوته، تلك النظرة الحادة... نفس العزم نفس الاصرار. تراءت أمامها صور ميس الباكية قبل أشهروشعرت بألم قاتل كاد يفقدها صوابها لمعرفتها أنها ستكون نفس النهاية.
نهاد: نفس النهاية... أنا وهي نفس النهاية...
ليوباردو: إن كنت تقصدين ميس فأنت أفضل حالا منها... لم يدم على معرفتك بي وقتا طويلا بينما قضت هي كل سنوات حياتها بانتظار أمل مفقود...
زاد هذا الكلام من ألمها، كيف له أن يقلل من أهمية ما بينهما بهذه الطريقة... كم هو سهل بالنسبة له أن يدوس على قلوب البشر... هو حقا مريض. لم يكن بيد نهاد حيلة، لكنها تمسكت بيده ثم وضعتها على بطنها وهي تذرف الدموع.
نهاد: هل هذا أيضا لا شيء...
سحب ليوباردو يده بسرعة وكأنها لامست ما أحرقها.
ليوباردو: أبعديه عني... بما أنك تريدينه، خذيه وارحلي... أنت تعرفين مسبقا أنني لا أريده... سأمنحه كل حقوقه. إنه ابني ومن صلبي، أجل لن أنكر هذا فهو سيحمل اسمي... ذلك الاسم المشؤوم... وسيكون له كل ما أملك.
نهاد: لن يكون في حاجة إلا لوجودك بقربه كأب عطوف يحنو عليه.
ليوباردو: كيف يحنو الأب على ولده؟
صمتت نهاد وهي تتذكر مرارة ما عاشه ليوباردو في طفولته شأنه شأن أمه. وتأكدت أن آثار ذالك الماضي البئيس هو ما يحول دونه ودون ابنه. يمكن لأي إنسان عاقل أن يرق قلبه ويرجع لجادة الصواب لكن ليوباردو لا. فتراكم كل تلك الذكريات المريرة والعذاب والأحقاد الدفينة تأججها نيران الانتقام يمنعه حتى عن التفكير في المستقبل.
نفذ صبر نهاد التي صار وجهها أحمر كالنار وراحت تشهق وهي تبكي.
نهاد: لماذا... لماذا ليوباردو... لماذا... لماذا...
وأخذت نبرة صوتها تتخافت لضعفها وإنهاكها، ثم علت من جديد.
نهاد: أنا لن أسامحك على ما فعلته بي... كيف أمكنك قتلي بهذه الطريقة... كيف أمكنك قول هذا بكل بساطة...
كان ليوباردو واقفا كالوتد لا يحرك ساكنا وهو يشاهد نحيبها ذاك الذي أحرق المكان في عز الشتاء. وكأنه متعود على الأمر أو ربما جمد كل أحاسيسه كعادته ليغلق صندوقا آخر من صناديق حياته المعتمة المقفرة، بالنسبة إليه كان هذا هو الحل الأمثل ليوفر عليها كثيرا من الألم و المرارة... "مازالت يافعة والحياة أمامها طويلة. ستنساني وتنسى كل ما مرت به" هذا ما كان يتردد في داخله ليعطي مسوغا مقبولا لتصرفاته القاسية.









بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 04:28 AM   #364

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

حبايبي المفروض أن الفصل 24 ينزل غدوا نشالله لكن إذا تعذر علي إتمام التعديلات عليه فسأخبركم بتأخر التنزيل

بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 08:02 AM   #365

toma_koki

? العضوٌ??? » 315557
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » toma_koki is on a distinguished road
افتراضي

ﻻ اله الله عليه توكلت و هو رب العرش

toma_koki غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 09:10 AM   #366

bentla
 
الصورة الرمزية bentla

? العضوٌ??? » 195496
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » bentla is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

bentla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 12:39 PM   #367

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toma_koki مشاهدة المشاركة
ﻻ اله الله عليه توكلت و هو رب العرش
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bentla مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


متابعة شيقة

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 01:44 PM   #368

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الورد
اخيرا سماح اعترفت بانها اروي حتي لو مش للكل لكن علي القل ليه حد يعرف
لينا ب د ات تغير علي فواز يا سلاك سلم
كبام سماح للينا صح هي بتعمل زيها و بتقول عليها جاحدة
ايوة لينا ابوها و اخوتها عاملوها نفس معاملة اروي زمان
الفرق ان لينا لقت اولاد اعمامها و بيت جدها بعكس اروي
ليو في متاهة بين الندم علي نهاد و بين الغرق في الماضي و الانتقام
ليو مفروض يساعد نفسه و يحاول يتعايش مع الماضي لامه مش هيتغير بس يعيش المساقبل و يفرح بيه
ناريمان ملهاش حل الصراحة جبارة
ااجدة هتموتيها يا سارة يا شريرة ليه عملتلك ايه يا خالتي حرام عليكي
بانتظار الفصل الجديد ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 03:23 PM   #369

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد
مساء الفل والياسمين رانو


اخيرا سماح اعترفت بانها اروي حتي لو مش للكل لكن علي القل ليه حد يعرف
وأخيرا تأكدنا أنها أروى وربحت رونتي ألي هي أول من شكت بالحكاية ههههههه
كيف بدك الجائزة تكون؟


لينا ب د ات تغير علي فواز يا سلاك سلم
يعني لينا سايبة الدكتور الكبير على سن ورمح وجاية تحب لصديق ليو الي مانو أحسن منو والله غريبة ها الحياة شوي...

كبام سماح للينا صح هي بتعمل زيها و بتقول عليها جاحدة
ايوة لينا ابوها و اخوتها عاملوها نفس معاملة اروي زمان
الفرق ان لينا لقت اولاد اعمامها و بيت جدها بعكس اروي
كلامك صح، لينا ما لازم تكرر نفس العملة... وضعها صعب لكن لازم تلاقي لنفسها حل.

ليو في متاهة بين الندم علي نهاد و بين الغرق في الماضي و الانتقام
ليو مفروض يساعد نفسه و يحاول يتعايش مع الماضي لامه مش هيتغير بس يعيش المساقبل و يفرح بيه
فهميه هالكلام، هو وكأنو الماضي عملو حاجز بينو وبين الواقع وخلاه ما يفكر مليح
لازمو علاج نفسي عاجل لأنو الوضع راح يسير للأسوأ إذا استمر هيك...

ناريمان ملهاش حل الصراحة جبارة
مهي قعدت عاقلة فهالفصل وما عملت شي...

ااجدة هتموتيها يا سارة يا شريرة ليه عملتلك ايه يا خالتي حرام عليكي
ههههههه والله كل ما كنت أقرا تعليقاتك الحلوة على الجدة كنت خاف أوصل لهاد الفصول...
ما هيا كبرت وخرفت وعاشت عمر طويل... استكثرتي عليها تستريح بقى...


بانتظار الفصل الجديد ان شاء الله
انشاء الله رونتي
مع سلامي وتحياتي.


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-10-16, 06:40 PM   #370

الفجر الخجول

? العضوٌ??? » 48058
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 584
?  نُقآطِيْ » الفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond reputeالفجر الخجول has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الفجر الخجول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا ركام.نهاد.ليوباردو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.