آخر 10 مشاركات
الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          363 - رجل غاضب - روبين دونالد (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          بعد النهاية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة)
رائعة 117 62.90%
مشوقة 76 40.86%
غامضة 25 13.44%
غير مفهومة 6 3.23%
مملة 6 3.23%
لا أحبها 4 2.15%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-16, 03:09 PM   #441

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
انا جييييت
مرحبا رورو

مفيش فايدة في العيلة الزباله جي
لسه هاجي علي شره و طلع ولادة العن منه
طالعين نسخة عنو وحاملين من جينات الشر الي فيه

لينا برغم كل شئ لكن بتحاول تنصحهم بس مفيش منهم امل
ولا راح يكون منهم أمل... طالعين ألعن منو مليح أنها طلعت أحسن منهم بكثير

فراس راحل محترم جداااا برغم ان علاقتهم سيئة لكن دافع عنها و اتحمل اللي مفيش راجل يتحملة من اهانه
لازم تشوف الجانب المشرق فيه وتوقف حسرة على فواز... ألي راح خلص راح... أهو عوضه الله بأحسن منو

لكن موقفة صح يا يكملو و يبدؤا من الاول يا كل واحد يروح لطريقة لكن كده صعب جدا
فراس بدو استقرار عاطفي خلص تعب من تقلبات حياتو... هو ما صدق خلص من ماجدة وتزوج بنجلاء وجاب ابن لحتى راحو تنيناتهم من بين إيديه في لحظة
من حقو أنو يبحث عن صفاء العيش دون أن تعكرلو لينا مزاجو من تقلباتها ونفورها... ليه هو ميت عليها! يا تتعدل يا تروح لعند أبوها...

ريان لسه عصبي و دماغة حزمة قديمة لولا لينا كانت الدنيا خربت
لساتو محافظ على العصبي الي يسكن دماغو... الحمد لله جات لينا في آخر لحظة وحلت المشكلة.

نهاد كده هتقابل ريان من تاني ياتري هتتصرف ازاي
كلنا نستنى فهديك اللحظة. لا تكون بصلتك محروقة يا رونتي...

جوزي نصر لريم البنت كويسة و هو راحل محترم
و شوفي حد كويس لاياد
خايفة يبورويا حياتي... ههههههه
أنا عم بكتب الفصول الأخيرة في الوقت راح شوف شو راح يطلع معي بالأخير
بتصدقي إذا قلتلك يا رونتي أني لما ابتدي أكتب، الأفكار تتسطر لوحدها ولما كمل ألاقي اني سرت في اتجاه معين...؟؟؟؟

طيب ناريمان واضح عندها مشكلة بالحمل و الخلفة و ده مضايقكها اكيد
مش يمكن يكون له علاج
دي مخباية على فواز انها مبتخلفش ومخلياتو يستنى فالبيبي الصغير كل شهر...

و فواز و الحلم المرعب اللي شافو ياتري معناه ايه
اللهه يستر بس.

منتظرين سر نجلاء و ابنها و ربنا يستر
راح تعرفي قريبا نشالله
شكرا كثير رونتي تسلمي حبيبتي
بانتظار الفصل الجاي


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 12:03 AM   #442

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0) ‏قمر الليالى44, ‏Sarah S, ‏نزف جروحي

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 12:09 AM   #443

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تعليقى للفصل 26
مرت خمس سنوات
ناريمان متزوجة من فواز
ولينا متزوجة من فراس
وريان نادم جدا
ونهاد انجبيت ابنها وسيم الذى كبر خمس سنوات
وميس سعيدة مع وجدى وطفلتيها
جرى للفصل اللى وراه


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 12:12 AM   #444

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ناريمان متشوقة للانجاب من فواز
وعندها مشكلة لانها تاخرت لكن ما راى فواز ؟
فراس احببت جدا دفاعه عن لينا رغم توتر علاقتهما
ريان بيغار على نهاد
وشكلهم ستكون هناك لقاءات قادمة
فكيف ستكون ؟
بانتظار القادم يا سارة



قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 09:33 PM   #445

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
تعليقى للفصل 26
مرحبا بحبيبتي الغالية قمر

مرت خمس سنوات
ناريمان متزوجة من فواز
ولينا متزوجة من فراس
يعني كان قرار حكيم مو.... هههههه
لينا الطيوبة ما يلبقلها غير فراس الأمير.
وفواز انسان عادي و ما عليه شي خليه يربي ناريمان شوي


وريان نادم جدا
الندم بعد فوات الأوان خليه يضرب راسو الي ما كان يفهم عالحيط
راح نشوف شو بدو يعمل بعد ما خسر المرأة الي تحبو وهو كمان بيحبها...
يعني ممكن يغير من طباعو ولا شو...

ونهاد انجبيت ابنها وسيم الذى كبر خمس سنوات
وسيم عندو أربع سنين وبضع أشهر... نسيتي تحسبي شهور الحمل.

وميس سعيدة مع وجدى وطفلتيها
تستاهل تفرح ميس المسكينة بعد سنين النكد.

جرى للفصل اللى وراه

وأنا وراكي يا قمورة يا حلوة


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 09:37 PM   #446

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
ناريمان متشوقة للانجاب من فواز
وعندها مشكلة لانها تاخرت لكن ما راى فواز ؟
فواز لسا ما عارف أنو ناريمان مستحيل تخلف.
هي مخباية عليه هالشي، ولما يعرف أكيد يا ويلها ويا سواد ليلها...

فراس احببت جدا دفاعه عن لينا رغم توتر علاقتهما
شهم مو...
فراس انسان رائع ولينا أكيد راح تنسحر بشخصيتو وتفتحلو قلبها بالأخير.


ريان بيغار على نهاد
وشكلهم ستكون هناك لقاءات قادمة
فكيف ستكون ؟
فيكي تتخيلي.
فراق خمس سنين... أنا بطني وجعني أكثر من نهاد هههههه



بانتظار القادم يا سارة

  1. وأنا بانتظارك حبيبتي
    يالله راح نزل الفصل التالي.


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 10:36 PM   #447

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون





حل المساء وبدأت العصافير تحلق في السماء لتختبئ بأوكارها. كانت أسراب الزرازير ترسم أمواجا متحولة تغير من شكلها وهي تقطع المسافات بسرعة فائقة... لكم هو ممتع أن تراقبها وهي تطير بتناغم كبير وسط أعدادها الهائلة، وتكتسح السماء بغيمة سوداء هائلة...
كان المهندس إياد جالس مع أخته ريم في حديقة منزل رشاد) والد ريان(وهما يتحدثان وريم تضحك بشدة.
ريم: تابع أعجبتني هذه الطريقة الجديدة لري النباتات !
إياد: تصوري حتى أنهم لا يفرقون بين القوانين والأعمال الخيرية !
ريم: يعجبني هؤلاء الرجال... كلما ذهبت عند ريان من أجل الجلسات العلاجية لا أكف عن الضحك من تصرفاتهم الغريبة...
إياد: الحقيقة تقال هم يعملون بجد... يطيعون أوامر ريان بحذافيرها. ويحبونه كذلك...
ريم: إنهم أصدقاؤه...
إياد: لا يعتبرهم كذلك... فهو الزعيم وهم أدنى مستوى... هكذا هي العصابات، أقصد عندما كانوا خارجين عن القانون...
ريم: هم أصدقاؤه إياد... الأمر ظاهريا يبدو كما تقول، لكن من الجانب النفسي هؤلاء الفضاض الغلاظ كما تقول هم سنده في الحياة قبل كل شيء... يصعب شرح الأمر ولكن بالتجربة فإن ريان غير مستعد للتخلي عن أي فرد من هؤلاء مقابل أي إغراء وتحت وطأة أي ظروف...
فتنهد إياد: أنت الطبيبة النفسانية وليس أنا.

كانت نهاد تجلس إلى لينا في الشرفة وهما متوجهتين بنظرهما إلى الحديقة وكل منهما بمصيبتها تفكر والصمت سيد الموقف
نهاد تفكر جديا فيما قالته لها ميس. أما لينا فقد كانت تسترجع تلك اللحظات القاسية التي كشفت لها عن صفات من النبل لم تكن لتتخيله في نفس واحد من البشر، خصوصا وأنها كانت تعيش مع الذئاب فوالدها وإخوتها أبعد ما يكونون عن الانسانية.
كانت تتذكر كيف تحدى والدها ولم يسمح له بلمسها، وكيف رضخ لمطلبها رغم أنه كان في حالة هيجان مستعر، مع ذلك هو لم يكسر بخاطرها... لقد أولاها الأهمية فهو لم ينتقم لنفسه بل تركه اكراما لها...
هي حتى لا تعامله بود ورأفة... ربما ما كانت تستحق منه كل هذا الاهتمام، ويا ليته لم يفعل هذا فقد جعلها تنظر لنفسها باستصغار واحتقار، هذا يشابه تماما معنى أن يرد الانسان الاساءة بالاحسان...
دخلت فريدة وتأملت الاثنتين الأولى تضع خدها على قبضة يدها وتنظر إلى الطيور بعمود الكهرباء ولا يبدو من شكلها أنها تعدهم فلو كان الأمر كذلك لكانت قد انتهت مند زمن، والأخرى تطرق بأصابعها على الطاولة بتتابع في حركة روتينية كما هي عادتها وهي تراقب باب المزرعة بانتظار عودة فراس.
بعد أن تأملتهما لفترة ودون أن يشعرا بها قررت أن تنهي هذا الوجوم الطويل.
فريدة: من القتيل؟
فاستفاقت الاثنتان على صوتها والتفتتا إليها بذعر.
نهاد: من هو فريدة؟
لينا: متى حصل هذا؟
فتعجبت فريدة حقا منهما.
فريدة: القتيل الذي تقيمان دقائق الصمت ترحما عليه !!! يبدو أنكما بعالم آخر ! حتى أن قهوتكما بردت دون أن تشرباها... مالذي يحصل معكما الآن...
فاستراحت الاثنتان وضحكتا رغم أن ضحكهما ذاك كان مسايرة لها وحسب. ثم قامت لينا ترتب هندامها.
لينا: سأزور فراس بعمله عن إذنكما.
تعجبت نهاد من هذا الاهتمام المفاجئ لكنها لم تقل شيئا بينما أشارت لها بهية أنهما تشاجرا وقالت بخفوت حتى لا تسمعها لينا التي كانت تسير نحو الدرج.
فريدة: جاء بسيارته يسابق الريح، كان غاضبا كموجة تسونامي هائلة...
وقبل أن تكمل قاطعتها نهاد: فريدة كل الأزواج يتشاجرون... دعك من الغيبة.
فريدة: حسنا يا صغيرتي، لن أخبرك شيئا حتى وإن ترجيتني... ولن أجلس إليك.
نهاد: فريدة لا تغضبي...
فريدة: سأنزل إلى المطبخ لأرى أين وصل إعداد العشاء.
وخرجت من هناك متظاهرة بالانزعاج. بينما بقيت نهاد تفكر لبرهة فيما قالته لها ثم غلبها الضحك.
نهاد: فريدة والتسونامي....


ناريمان بالمطبخ تقوم بأعمالها الروتينية و فواز يقرأ الجريدة بالحديقة. بقيت للحظات تفكر ثم أطلت عليه وهي تبتسم.
ناريمان: فواز... ما رأيك في أن نخرج للتجوال بالمدينة، ثم نتعشى خارجا...
فواز: أنا متعب بعض الشيء... لنتركها للمرة القادمة.
تبدلت ملامح ناريمان فهي كانت على يقين من أن فواز لا يطيق نظرة المارة لهما خصوصا وأن ناريمان ذائعة الصيت هناك بسبب سنوات وقاحتها بالحانة.
كان عليها أن تبرر له وتجد الحجج وإلا فإنها ستنفجر. معاملته لها لم تكن مليئة بالعاطفة والحب، كانت أقرب ما يكون إلى الشفقة والقيام بالواجب كزوجين على كل منهما الاهتمام بالآخر. كانت تشعر بخواء قلبه تجاهها فهو غير قادر على محو صورة ملكة الاغراء التي ترقص بالحانة وسط عيون ولمسات الرجال... لربما كانت هذه الصورة تجعله ينفر منها بشكل كبير... لكن تعود صور انهيارا وتحطمها لتجعله يشعر بالشفقة تجاهها ويحاول إقناع نفسه أنها أخطأت ولابد من التماس الصفح لها بالنهاية خصوصا بعد عدولها عن ذلك الطريق.


وصلت لينا إلى زريبة المواشي حيث أخبرها العمال أن فراس هناك وقبل أن تدخل أبلغها أحد العمال أنه أصيب بعد أن ضرب بقبضته على زجاج البوابة الذي لم ينفتح معه ونزف كثيرا فأصابها الهلع وعلمت أن هذا من صنع الغضب وأسرعت بالبحث عنه حتى التقت به وهو مع أحد العمال يتحدثان عن الأغنام، فبقيت واقفة غير بعيد حتى لا تقاطعهما تراقب قبضة يده الملفوفة في الشاش، وعندما غادر العامل أقبلت نحوه تمشي بخجل.
لينا: كيف أنت؟
فراس: بخير.
قال هذا وعيناه شاخصتان يعد الخراف التي ستتوجه للبيع في الصباح الباكر.
لينا: هلا سمحت لي برؤية يدك.
ومدت يدها إليه فأشار لها بالتوقف.
وبقيت تنتظر انتهاءه من العد ليحدثها.
لينا: لقد قلقت عليك، فأنت لم تعد للغداء ولم أرك مطلقا...
ماذا قالت لينا؟... قالت أنها قلقة عليه ! الآن تقلق عليه ! إنه شعورها بالذنب ليس إلا فلا يمكن للانسان أن يغير من قناعاته بين ليلة وضحاها. كان فراس يتمنى أن يسمع منها هذا في السابق أما الآن فهذا يزيد من حنقه
تبا لقد أفسد تفكيره القصير هذا عده بعد أن شارف على الانتهاء. فصاح بها بانزعاج.
فراس: اللعنة !عودي إلى المنزل حالا...
انتفضت لينا بهلع من صوته الحاد وامتلأت عيونها بالدموع ثم أسرعت الخطى لتغادر قبل أن تنفجر بالبكاء كطفلة صغيرة.
مسح فراس على رأسه منزعجا من نفسه بعد رؤيته للدموع في عيونها ثم زفر بغم وراح يعد خرافه من جديد.


كان ريان في غرفة الاستقبال بمنزله الجديد وهو يراقب القمر من الزجاج ويحمل بيده كوب شاي ساخن. كان يحمل هم ملاقاة نهاد من جديد، هل ستبصق بوجهه إن ابتسم لها؟ حتى وإن فعلت فهو يستحق أكثر... والأدهى من كل هذا هو يعلم ذلك...
لقد اشتاق إليها، بل اشتاقت إليها كل ذرة فيه... نهاد بابتسامتها الحانية وروحها البريئة... تلك الفتاة التي تحدت الكل من أجله، ليلقي بها هو كسيرة تحت أقدام الكل... من حقها ألا تسامحه... من حقها أن تلعنه وتلعن اليوم الذي طرق فيه على زجاج مقعدها الخلفي بالسيارة...
تنهد بألم اعتصر قلبه وهو يعلم أنه لا سبيل له في الرجوع... كل اللعجلات إلا عجلة الزمن فهي لن ترجع إلى الوراء... فما أجمل أن نعيش اللحظة ونفكر بها مليا قبل اقتراف أي خطأ نقضي ما تبقى من عمرنا ونحن نتحسر عليه.
" تبا لك يا جمال، قهرتني حيا وميتا..."

بعد العشاء خلد الجميع للنوم إلا فراس الذي وصل متأخرا وبعد أن تذوق القليل من طعامه صعد إلى غرفته وفتح الباب بهدوء فشاهدها تجلس على السرير وهي تربع يديها فوق ركبتيها الملتصقتان بصدرها وخدها فوقهما.
آلمه أن يراها كئيبة بهذا الشكل، هي لا ذنب لها... أو أن ذنبها كان في منعه من الثأر لكرامته المجروحة. نظرت إليه فلم يدر أي مشاعر يبديها، فاكتفى بالدخول لتعتدل هي في جلوسها.
فراس: مرحبا...
لينا: مرحبا، هل تعشيت؟
أشار فراس برأسه أن نعم و توجه إلى الخزانة لأخذ بعض أغراضه ثم دخل ليستحم وبقيت هي تفكر كيف ستواجهه، مالذي ستقوله وكيف ستبرر له...
وهي وسط تلك الدوامة التي ليس منها مخرج سمعت خطواته في المغسل تعلن عن قدومه فسوت الوسائد خلف ظهرها وجلست بعد أن مددت قدميها وألقت فوقهما الغطاء ثم حملت كتابا كان بقربها لتشغل به نفسها وتتجنب الاصطدام وإياه. بعد برهة ولج الغرفة من جديد مرتديا بجامته وهو ينشف شعره قرب المرآة ومن يدري ربما هو أيضا تتضارب الأفكار برأسه وهو يفكر فيما سيقوله.

بعد أن فرغ من تنشيف شعره ألقى بالمنشفة على الأريكة واقترب من السرير ببطء وكان قلبها قد وقع من محله وانتهى الأمر.
بدت شاحبة اللون تحت الضوء الخافت للمصباح بقربها ولم تتجرأ للحظة أن ترفع بصرها إليه فجلس هو بالقرب منها على حافة السرير، تأمل الكتاب للحظات ثم ابتسم وأخذه منها ليقلبه ويعيده إليها.
ياااه... المجنونة لفرط ارتباكها كانت تحمل الكتاب بالمقلوب !!!!
يمكنك أن تنتحري الآن لينا في رعاية الله....
نظر إلى وجهها الذي أصبح أحمرا من غليان المّ به وحاول كتم ضحكه بينما بقيت هي تحتمي بذلك الكتاب حتى لا ترى نظراته.
فراس: آسف على إزعاج قراءتك المتأنية، ولكن هلا أبعدت كتابك القيم ذاك لأتمكن من رؤية وجهك.
وبعد مماطلة شاهد ذلك الكتاب ينزاح ببطء وتراءت له عيناها التي كانت تفيض بالدموع في صمت... إنه شعورها بالألم، بالذنب، باحتقار الذات، وأضف إليه ما شئت... مغصة الألم بمعدتها لم تفارقها صنعها الخوف من القادم... لكن رؤيتها لتعابير وجهه المسترخية زرعت في نفسها شيئا من الطمأنينة الآن. أما هو فرؤيته لدموعها امتصت كل غضبه وأطاحت بكبريائه. فمد يده بحنو وراح يمسحها... وهذا زاد من شهيقها.
فراس: لينا... كفى أرجوك، لا تزيدي من شعوري بالذنب...
توقف عقلها للحظات، هل ما سمعته صحيح؟ كل هذا وهو من يشعر بالذنب!
لينا: آسفة أنا آسفة... لم أكن...
وقبل أن تتم كلامها كان قد أشار لها بالسكوت وهو يضع اصبعيه على شفاهها حتى لا تقول أي كلمة.
فراس: لم يكن خطأك... أن دافعتُ عنك لم يكن خطأك، ما كنت لأكون رجلا لو أنه مد يده عليك بحضرتي... بالأساس منذ أن أخبرتني بما حصل مع ريان تخيلت بقية المشاهد وعلمت أن دخولك لمنزل والديك لن يمر على خير...
لينا: لهذا كنت هناك؟
فراس: الحمد لله أنني وصلت بالوقت المناسب...
تنهدت لينا والحمل يزداد على كاهلها، أخبرها لتوه أن تواجده لم يكن من صنع الصدفة وأنه خاف عليها من أهلها...
فراس: ولا تفكري كثيرا فيما قاله والدك، فذلك لا يليق إلا بأمثاله... لست مجنونا لأحملك قذارته...
وتلمس آثارالندبة التي كانت على جبينها بأنامله الدافئة.
فراس: لا أريد أن يصيبك أي مكروه وأنت بجانبي...
ثم ابتسم وقام من مكانه وفتح الخزانة وأخرج منها بعض الثياب ثم حمل مفاتيحه وهاتفه وهي تنظر إليه بتساؤل. فاقترب منها وطبع قبلته على جبينها وطلب منها أن تنام وتوجه إلى الباب.
لينا: إلى أين؟
فراس: سأنام بالغرفة المجاورة... لن أنسى ماتفقنا عليه هذا الصباح.
لينا: ولكن لماذا تترك الغرفة؟
فراس: لأكون أنا، لأفكر بعقلي... كلانا يحتاج بعض الوقت... ليجلس لوحده، ليتأمل ويفكر... أنا أفعل هذا من أجلك وليس غضبا منك... لينا، لا أريد شفقتك و لا أريد امتنانك... ولا داعي لتمثلي فأنا ماهر في اكتشاف المواهب...
ثم ابتسم.
فراس: تصبحين على خير...
وأقفل الباب خلفه تاركا إياها في قنوط. ليست تدري لماذا ترفض فكرة أن تنام بمفردها بشدة، تراها تعودت عليه؟.. أم أن تصرفه كان مهينا رغم أنه شرح أسبابه؟




استيقظ ريان من نومه وفتح جفونه بتعب، ثم كتم صوت المنبه الذي كان يرن عند رأسه بصخب. بقي في فراشه وهو يحاول ألا يطبق جفونه حتى لا يعود للنوم من جديد. لكن وكأن من بداخل رأسه يعزف له لحن الراحة والنعاس الطويل فأغمض عيونه وراح يستسلم لنومه من جديد. ولم تمض سوى دقائق حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ففتحهما من جديد وتثائب. ثم ألقى بالغطاء بعيدا عنه وقفز من سريره قبل أن يعود لنومه من جديد. وتوضأ وصلى ثم أعد قهوته وجلس بالشرفة ينتظر طلوع الشمس.
لماذا الحيرة على وجوهكم؟
هذا هو ريان اليوم... بل هكذا بدأ السلام يعرف طريقه إلى قلبه هكذا بدأت نفسه تتذوق الطمأنينة، منذ أول لحظة عرف فيها ربه والتجأ إليه هربا من صقيع أيامه الماضية.
هكذا وجد نفسه التائهة منه من جديد، وجد ذلك القلب الطيب يرتجف في عتمة الضغينة وروحه الطاهرة مصلوبة على أعمدة الحقد المسمومة متأججة بنيران الانتقام.
استنشق ذلك الهواء الصافي الذي انسكب في رئتيه بنعومة لم يعرف لها مثيل في زمانه الأول. فقد كانت تنخره الابر المسمومة كلما حاول أن يشهق شهقة واحدة تذكره أنه ولد لتعيس الأيام.
ارتشف من فنجانه وهو يستمع لزقزقة العصافير وأغمض عيونه مستحضرا صورة نهاد أمامه وهو يصافحها لأول مرة ويشعر بيدها الرقيقة وأصابعها الناعمة تتغلغل في يده. ثم استفاق بسرعة من تيهانه لا يريد أن يكمل بقية الحلم فهو لا يدري هل سيتلقى صفعة أو ركلة أو حتى شتيمة نكراء...
على كل حال هذا ما سيعرفه بعد قليل وليس عليه أن يتعجل الأمور.

راح فواز يخرج ثيابه من الخزانة وهو يتثاءب ويمسح وجهه ويحك عيونه فأسقط ثوب ناريمان المعلق أرضا.
فواز: ستقتلني...
وأعاد تعليقه من جديد فوقعت منه ورقة كانت تخبئها بين ثناياه، حملها متسائلا وهم بوضعها بمكانها لكنه تساءل في نفسه ما قد تكون هذه الورقة لتخبئها ناريمان بهذا الشكل.
فتحها والفضول يملأه ثم بدأ يقرأها فلم يفهم منها شيئا فقد كانت نتائج لتحاليل. أقبلت ناريمان نحوه لتدعوه لتناول فطوره هم بأن يسألها عنها لكنه تراجع وأسرع بجعلها في جيبه لأن اخفاءها بهذا الشكل داخل ثنايا ثوب معلق يدعو إلى الريبة.

دخلت لينا المستشفى كما هي عادتها تقطع صمت الرواق بوقع خطواتها المتسارعة وما كادت تصل إلى مكتبها حتى تفاجأت بالدكتور حسن رؤوف بانتظارها في الرواق. تفاجأت كثيرا لرؤيته وقبل أن تقول أي كلام بادرها بالابتسام ثم ألقى التحية بلطف.
لينا: لم أتوقع رؤيتك بعد كل هذا الوقت؟ كيف حالك، وكيف هي والدتك؟
حسن: والدتي رحمها الله... توفيت إثر سكتة قلبية...
اهتزت لينا للخبر ولم تدر كيف تواسي حسن.
لينا: لا حول ولا قوة إلا بالله... أقدم تعازيا لك...
حسن: حدث هذا قبل بضعة أشهر... هذه مشيئة الله.
لينا: أجل، هي مشيئة الله.. تفضل إلى مكتبي، سنتحدث براحة...
حسن: لا، لن آخذ من وقتك... سأنتظرك بكفتيريا المشفى وقت الاستراحة.
لينا: جيد، سأكون هناك.

جلست نهاد بكرسيها على تلك الطاولة المستديرة مع نصر والمهندس المعماري ياسر الذي استلم المشاريع وبقيت تنتظر دخول رئيس البلدية نافع الذي شاهدته لتوها يتحدث مع ريان في الأسفل بآخر الرواق ففرت قبل أن يرياها وعجلت بالصعود حتى لا تبادر هي في الالتقاء به، وشغلت نفسها هناك حتى شاهدتهما يدخلان الباب وعيون ريان مركزة عليها. شعرت بمغصة ألم تعتصر معدتها وبخدر في كامل أطرفها، لكنها لم تمنع نفسها من الوقوف كسائر زملائها ومصافحة رئيس البلدية الذي بادرها بابتسامة عريضة وهو يقدم لها ريان آل شهين ويعرفهما وكأنها لا تعرفه، فذلك الأحمق لا علم له بخلفياتهما.
بدت نهاد شاحبة كالمومياء وهي تحاول التمسك بيد ريان التي مدها إليها دون أن تقوى على رفع بصرها إليه. ثم صافحته على عجل والتفتت إلى نافع الذي لم يتوقف عن التعريف بريان.
امتعض ريان من تصرفها ذاك ولم يشعر إلا وهو يجعل رئيس البلدية يسكت.
ريان: أنت تعرفني بزوجتي، سيادة العمدة.
نظر نافع بتعجب إلى ريان ليرى إن كانت هذه مزحة بينما طأطأ نصر رأسه وحك جبهته بإبهامه منتظرا بقية المشاهد، بالنسبة لياسر المهندس المعماري كان الأمر يدعو للفضول والمتابعة.
وفي الأخير نهاد التي كانت تريد رفسه في هذه اللحظة تمالكت نفسها واستجمعت قواها ونظرت إليه مستفزة.
نهاد: كانت... كانت ما تقول.
تجاهلها ريان كما تتجاهله ونظر إلى العمدة مبتسما على عكس البركان الذي بدأ بالغليان داخله.
ريان: نحن لم نتطلق حتى الآن...
تجهمت ملامح نهاد لتذكرها أن ريان لم يطلقها حتى الآن وأن افتراقهما ذاك لم يتم على الورق أو بمعنى أصح... هي ما تزال زوجته.
والحقيقة الواضحة للعيان مهما حاول الاثنان نكرانها أن أي منهما لم يبادر إلى هذه الخطوة حفاظا على هذا الخيط الرقيق الهش الذي مازال يجمعهما وإن كان مجرد كلام على ورق...
تمالكت نفسها حتى لا تلكمه وتظاهرت باللامبالات ثم سحبت كرسيها وجلست متجاهلة له وحتى لا تجعل الحضور يتفرجون على مشاكلها العائلية.
هدأ ريان بعض الشيء وسحب الكرسي الذي يقابلها ثم جلس عليه مسندا ظهره براحة وهي تتجنب النظر إليه.

وصل فواز إلى المستشفى أخيرا بعد طريق طويل قطعه وسط الشكوك والأفكار المتضاربة. إنه يغض طرفه حتى الآن عن كل تصرفاتها ويحاول جاهدا بل ويرغم نفسه على احتمالها والعيش معها فهو لم يحبها يوما لأن الوحيدة التي فازت بقلبه كانت لينا الطيبة التي تمتلك قلبا دافئا وروحا متفهمة...
رباه، حتى النظرة من عيونها كالبلسم يشفي جراحه... لن يكذب أنه تفاجأ جدا عندما بادلته تلك المشاعر فقد اعتقد أنها متعالية ولن تنظر لأمثاله... ولكن قبل أن يزهر هذا الحب قام هادي ببتر أوصاله فأرسل له من يلقنه درسا في آداب احترام ابنته بعد أن علم أنهما يلتقيان مرارا بعد انتهاء دوامها، ورغم أن ابنته واعية وتعرف حدودها وليست من ذلك النوع الوقح المتمادي إلا أنه ظهر بالصورة ليقفل ذلك الملف نهائيا.
لم يشأ فواز بأن يصل خبر ضربه من طرف رجال هادي إلى ريان حتى لا يتأزم الوضع بينهما أكثر وقرر أن يسلك الطريق الصحيح وهو طلبها بصفة رسمية منه... رفض ريان مرافقته ونصحه بألا يخطو مثل هذه الخطوة التي سيجعل منها هادي مهينة لكرامته، لكنه لم يكن مستعدا للتفريط في لينا لأنها تغلغلت لأعماقه وأصبحت تعني له الكثير...
في الأخير يبدو أن ريان تمرغ ضحكا عندما عرف بما حل بصديقه بعد أن ألقاه عمه خارج أسوار بيته وقذفه بباقة زهره وحلواه التي لطخت وجهه وثيابه!!! رغم أن الوضع كان مهينا جدا لفواز إلا أن ريان طلب منه أن يغض طرفه عن لينا نهائيا لأن عمه لن يزوجهما حتى يصبح للقمر أذنان وربما لسانا وعينان!
هذا ما جعله يركن للواقع ويتناسى حبه مفسحا لها المجال لتبحث عن بداية جديدة... وفي الأخير تزوج من ناريمان حتى يستطيع إخراجها من عقله.
بعد برهة أذن له الدكتور بالدخول وجلسا بالمكتب.
الدكتور: مرحبا بك سيد فواز. كيف هي زوجتك؟
فواز: بخير... شكرا.
الدكتور: هذا جيد... إذن فما هي المشكلة؟
فواز: دكتور... أريد أن تشرح لي هذه التحاليل... أخبرني بالضبط ما تعانيه زوجتي...
أخذ الدكتور التحاليل من فواز وقرأها ثم حمل ملف ناريمان الذي أحضرته الممرضة مع دخول فواز وألقى عليه نظرة.
الدكتور: سيد فواز، زوجتك تعاني من مشكلة كبيرة على مستوى الرحم... وحملها أمر ميؤوس منه...
اندهش فواز وتيبس مكانه.
فواز: ماذا؟
الدكتور: ألم تخبرك بالموضوع؟
فواز: اشرح لي... اشرح لي بهدوء قبل أن أفقد صوابي...
الدكتور: كن هادئا سيد فواز، وتقبل مشيئة الله بصدر رحب... تعرضت زوجتك لإجهاضين متكررين متعمدين وقد تسببت لها هاتين العمليتين بخلل... خلل كبير على مستوى الرحم، وهذا ما قلص نسبة حملها إلى الصفر.
ضرب هذا الصفر فواز بقوة على رأسه حتى أصابه الدوار فحمل نفسه بتيه وغادر المكتب من دون كلام.
الدكتور: سيد فواز، نسيت التحاليل...
كان فواز قد ابتعد وراح يسابق الريح راجعا إلى المنزل.

كان النقاش على أشده في غرفة الاجتماعات بالبلدية وريان يسترق النظرات إلى نهاد التي أبت أن ترمقه ولو بنظرة واحدة. ما جعله يشعر بالغيض والألم... لا بد وأنها انتهت منه، وطهرت حياتها من دنسه.
نافع:وصلنا إلى آخر نقطة... الاسم، سنختار اسما للمدرسة.
ياسر: هذا الأمر راجع إليكم...
نصر: لماذا لا نترك الأمر للسيدة نهاد...
ونظر الجميع إليها فابتسمت محرجة بعد التفكير.
نهاد: أنا أقوم بهذه الأعمال الخيرية من أجل والدي هي صدقة جارية على روحه... وحتى يغفر الله له من ذنوبه... فما رأيكم أن نسمي إحداها باسمه حتى يترحم الجميع عليه عسى أن تتغمده الرحمة بقبره.
كان ريان على وشك الضحك.
ريان: أعترض بصفتي ممولا له الحق بالتدخل... وإن كنت تريدين المغفرة لذنوب والدك... عليك بتشجير صحرائنا الكبرى.
في هته اللحظة تمنت نهاد أن يمنحها الله القوة الكبرى لتقلب تلك الطاولة على جسده ثم تشبعه ركلا. لكنها صمتت مفحمة بينما بقي نافع ينظر إلى كليهما محاولا فهم ما يحدث.
قام نصر من مكانه وهو ينظر إلى ساعته ويجمع بعض حاجياته.
نصر: لنترك هذا الأمر لوقت لاحق... علي أن أكون بمكتبي حالا..
نافع: لا بأس، سنؤجل هذا ليوم لاحق... إنتهى الاجتماع وشكرا لكم على الحضور.
أخذت نهاد حقيبة يدها بغضب واختطفت أوراقها من على المكتب وأسرعت باتجاه الباب حتى تترك المكان برمته.

وسيم الصغير بالحضانة رفقة رغد ابنة ميس وهما يرسمان.
رغد: ماذا ترسم يا وسيم؟
وسيم: أرسم حصانا...
رغد: لديك واحد؟
وسيم: كلا، ليس لدينا غير الأغنام والأبقار والماعز والدجاج.... خالي يقول أنني مازلت صغيرا على ركوبها وأنه سيشتري لي واحدا عندما أكبر..
رغد: إذن اشرب حليبك باستمرار فأمي تقول لي أن من يتناول فطوره دائما يكبر بسرعة...
وسيم: أنا أفعل هذا دائما ومع ذلك لا أكبر !!!
رغد: وسيم... أعرف مكانا فيه الكثير من الأحصنة ، أنظر هكذا...
ورفعت يديها مشيرة له بأصابعها العشرة فلمعت عيون وسيم.
وسيم: حقا !!! أين؟
رغد: في مزرعة أخوالي... يمتلكها السيد الغاضب. لديهم الكثير من الحيوانات والعم فواز يصحبني دائما لرؤيتها ، لكن أمي تغضب مني وتقول دعي العم فواز وشأنه لديه أشغال كثيرة...
وسيم: لا أعتقد أنني أستطيع رؤيتها فأمي لا تسمح لي بمغادرة المنزل...

كانت نهاد تسرع الخطى باتجاه سيارتها وهي تفتش عن المفاتيح بحقيبتها والغضب العارم يتملكها.
نهاد : علي بتشجير الصحراء !! آه كم أتمنى خنقك حتى الموت يا فصيح اللسان...
كان ريان على بُعد بضع خطوات وهو يحاول اللحاق بها فأبصر سائق دراجة نارية يقود بسرعة على الطريق وهي متوجهة إليه دون وعي. صاح بها لكنها لم تعره اهتماما فأسرع إليها ركضا ودفعها بعيدا في آخر لحظة فسقطا معا على الأرض بقوة.
تألمت نهاد كثيرا وهي تحاول الوقوف. بينما نظر إليها ريان متسائلا.
ريان: أنت بخير؟
كانت نهاد في غاية التوتر وهي تنفض ما لحقها من غبار وتنظر إلى خدوشها الدامية. بينما توقف صاحب الدراجة النارية ورجع أدراجه ليتفقد الأمر وأسرع نصر وياسر اللذان شاهدا ما حدث. والتم من كانوا في الأرجاء لتفقد الأمر بفضول.
ريان: نهاد هل أصبت؟
استشاطت فيه نهاد غضبا: دعني وشأني... أخرج من حياتي، كنت سعيدة في غيابك... ارحل أيها الشرير...
وغلبتها دموعها فراحت في البكاء.
كانت هذه الكلمات كالسهام في قلب ريان... كم هو مؤلم وقاس أن يتحول القلب الحنون الذي احتضنك في وقت من الأوقات إلى سوط يدميك. رنت كلماتها في أذنه بقوة لتجرحه ولتثبت له للمرة الألف أنه بنظرها نذل ليس إلا... لكن ما كان أشد إيلاما له هو رؤية بكائها ذاك وانهيارها بتلك الصورة المفاجئة على مرأى الجميع إنه متأكد تماما أنها احتملت الكثير حتى الآن وما عادت تقوى على احتمال المزيد...
أراد احتضانها بقوة وإخبارها أنه آسف... وأنه غبي وألف غبي... كان سيفعل أي شيء ليجعلها تتوقف عن البكاء.
لكن نصر كان أسرع إذ أبعدها من وسط تلك الحشود عائدا بها إلى مقر البلدية وأشار إلى ريان ليلحقه.








بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 10:40 PM   #448

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 29 يوم الجمعة على الساعة
gmt+1====15:00


قربنا نخلص يا أحباب ما بقاش كثير...


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 11:05 PM   #449

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0)
‏Sarah S, ‏آسآمي, ‏ام محمد آمين, ‏نزف جروحي, ‏*ghaima*+


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-16, 01:47 AM   #450

زينب 97

? العضوٌ??? » 351895
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » زينب 97 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

زينب 97 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا ركام.نهاد.ليوباردو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.