آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة) | |||
| رائعة |     | 117 | 62.90% |
| مشوقة |    | 76 | 40.86% |
| غامضة |    | 25 | 13.44% |
| غير مفهومة |    | 6 | 3.23% |
| مملة |    | 6 | 3.23% |
| لا أحبها |    | 4 | 2.15% |
| إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-09-16, 07:32 PM
| #41 | ||||||||||||
|  السلام عليكم كيف حالك يا جميلة، ان شاء الله بخير وصحة شكراً على دعوتك الجميلة للرواية رواية جميلة وأكشن ودراما... الشخصيات متنوعة وكثيرة وواضح ان كل واحد عنده مشاكل ورح نشوفها معاكِ ومع الحبكة الجميلة ناريمان ما حبيتها من أول ما حكى عليها أخ لينا وبعدين عرفت ليش ما ارتحت لها عشان البريء وجدي وحبيت ميس لقولها الحقيقة بس للأسف مات أبوها بسبب أختها مو بسببها بس ناريمان تريد مسح جريمتها وفضيحتها بأختها وأما لينا المسكينة واللطيفة، حبيتها هي كمان لشجاعتها بمواقفها مع بنات عمها قيس رغم العداء نهاد فعلاً حبيتها هي كمان وحبيت خطوتها الجريئة وتخطيها للعداء عشان توقف مع جيرانها - الأعداء- مخالفة لرأي أبوها وطبعاً آخر موقف لخطيبها ووقفها ضده أعجبني كثير وأتمنى تبقى قوية زي ما هي طبعاً كل الشكر للص الغامض ريان... حبيت اسم ريان أحسن من ليوباردو ورح أظل أقوله ريان ههههه متشوقة أعرف المشاكل اللي رح تجي من بعد كل هذا واللي محورها هو ريان بشكل أساسي شفنا علاقته بميس وكيف كانت ناريمان ترتعد منه وهو الوحيد اللي وقف قدامها وخلاها تتمنى الهرب أما عن لينا، فأظن ان هادي عنده مشكلة مع ريان مثل قيس تماماً فواز، ضحكني المسكين هههههههه وردود ريان عليه بتخليه يسكت المشاكل بين العائلتين هي اللي خلتني أتحير وأحتار فيها!!؟، وليش كل هالعداء أيضاً عداء أفراد أسرة آل شاهين ضد بعضهم سببه المال والممتلكات وهذا شيء فظيع جداً فكما استنتجت ان ريان كان شخص لطيف قبل ما تنقلب حياته بسبب اللي حوليه حبيت شهامته وثقته وكمان ردوده القوية عموماً فصلين ممتعين ورواية واعدة بإنتظار الباقي منها، اذا ما رديت بسرعة فإعذريني بتعرفي الدراسة للأسف - | ||||||||||||
|  |
|
30-09-16, 08:41 PM
| #42 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء 
| اقتباس:
مسرورة كثير حبيبتي من تواجدك معاي. تعليقك أكثر من رائع وتحليلك دقيق ماشاء الله أعتبر نفسي محظوظة بقارئة متميزة مثلك. الفصول الجاية راح تحمل تدريجيا الجواب عن كل تساؤلاتك وأيضا ستكتشفين أسرار أخرى بإذن الله. راح أنتظر تعليقاتك دوما... مشكورة حبيبتي | |||||
|
| |
|
30-09-16, 08:51 PM
| #43 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
يعني يا حبيبتي يا سلوى انت معندكش أي رأي أي انطباع انشالله تقولي انها ما عجبتك... يعني اعطيني رايك. | |||||
|
| |
|
30-09-16, 10:24 PM
| #45 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
صحيح ليوباردو اكتسب شخصيتو القاسية انطلاقا من ماضيه التعيس المليء بالظلم والجور. مازالت الرحلة طويلة....وفيها كثير من المفاجآت ليوباردو شخصية ساخرة أستمتع كثيرا وأنا أكتب كلامو واستفزازو للآخرين وحتى طريقتو الباردة واللامبالية. انشالله تعجبك شخصية رونتي المفضلة، "الجدة" ألي راح تدخل اللعب معنا ابتداءا من الفصل الرابع. | |||||
|
| |
|
30-09-16, 10:30 PM
| #46 | ||||
| ههههههههههه يا ربي هذه العايلة محترمة فوق اللزوم ابنة تعمل في حانة وابن خريج سجون اعمام لا يحفظون حق اليتيم ماذا ايضا. لي ليو ربما عليه غسل فمه قبل الحديث بيني وبينكم اعجبت به جدا خاصة ما فعله بناريمان. لينا ماذا ستكتشف عن حقيقة والدها نهاد البريئة االحالمة الصغيرة ستستفيق بعنف من حلمها الوردي. روعة وبداية قوية. اه انتظر باقي الحداث والتغيرات التي قمتي بها حبيبتي Sara s | ||||
|
| |
|
30-09-16, 10:40 PM
| #47 | |||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
والله يا سوسو يا حبيبتي ردودك من أكثر الردود ألي تضحكني وتكسرلي الروتين. وعجبتني ليوباردو قبل ما يهدر يغسل فمو... راح نشوف بقية الفصول ونشالله تعجبك طريقتي الجديدة أكثر وأكثر... | |||||
|
| |
|
30-09-16, 10:48 PM
| #48 | |||||
| اقتباس:
| |||||
|
| |
|
01-10-16, 02:15 AM
| #49 | ||||
| كاتبة في قصص من وحي الاعضاء
|  ***بقايا ركام*** الفصل الثالث الفصل الثالث فتحت لينا الصندوق فوجدت بداخله عدة مستندات قديمة، أخذت تقرأها واحدة تلو الأخرى والدهشة بادية على وجهها. لينا: هذه سندات ملكية مزرعة عمي رشاد وكذلك بيته و أراضيه... ما الذي أتى بها إلى هنا!!! وأخذت تفكر وسط دوامة من الحيرة. فخطرت ببالها صورة ريان وهو يشاجر أعمامه قبل أعوام. كان مراهقًا ضعيف البنية وهو يقف قرب شجرة البلوط وهم من حوله. ريان: لقد أخذتم حقي... أنتم أخذتم حقي، ممتلكات والدي تؤول إلي بعد وفاته. نطق عمه قيس: لكنك فقدت سندات الملكية... ريان: وإن فقدتها! أنتما تعلمان جيدًا أن هذه الممتلكات من حقي. هادي: أنت مخطئ، والدك لم يكن يملك شيءً هذه ممتلكات جدك ووالدك تحايل عليه وسجلها باسمه... ريان: لِمَ لم تقولوا هذا عندما كان حيًا؟ لماذا انتظرتم موته لتستبدوا بي. قيس: والدك كان سكيرًا صعب الميراس ولم نشأ أن ندخل معه في حرب ليست لها نهاية، ولكن بما أنه مات فيجب للحق أن يعود إلى أصحابه... ريان: أتركا لي المنزل، ليس لدي مكان آوي إليه. هادي لقد بيع المنزل وسيستلمه صاحبه بعد أيام قلائل. ريان: وأنا إلى أين أذهب... قيس: جدتك وحيدة وهي عاجزة و تحتاج لمن يؤنسها. ثم غادر الاثنان وتركا ريان والدموع تغرق عينيه، كان صبيًا لا حول له ولا قوة رضخ للأمر الواقع. عادت لينا إلى حاضرها وهي تطلق تنهيدة علها تخرج معها بعضا من السخط الذي انتابها. أيعقل أن ريان كان محقا في كرهه لوالدها وعمها قيس؟.. هذا ما تفسره هذه الأوراق الثمينة التي أصبحت في قبضتها اللآن. أما ليوباردو فقد كان يحمل نهاد وهو يخرج من الحانة وفواز خلفه. فواز: هل ستأخذها إلى منزل عزيزك رشوان؟ ليوباردو: أريد أن أفاجئه بزيارة غير مُتوقَعة... خذ المفتاح من علاقة المفاتيح بحزامي وأحضر السيارة من الموقف ، هيا أسرع. وضع ليوباردو نهاد التي كانت ثملة على الكرسي وجلس بقربها فأسندت رأسها عليه لأنها كانت تشعر بالدوار وهي أصلا غير واعية لما يحدث. نهاد: عمود الكهرباء يتمايل مابه؟ ليوباردو: غريب! كل شيء يتمايل!... حتى الأشجار و المنازل! أنظري... نهاد: أجل هذا صحيح... الدنيا كلها تدور من حولي... ليوباردو: أيتها السكيرة الصغيرة... سيقتلك والدك لا محالة! نهاد: ليوباردو... خذني إلى تامر، لقد اشتقت إليه. ليوباردو: أنتن الفتيات غبيات لدرجة تشعرني بالتقزز! لقد ذهب وتركك في حانة سيئة السمعة لوحدك ولم يفكر بك للحظة! نهاد: أنا أحبه... ثم صمتت للحظات نهاد:ليوباردو... ليوباردو: نعم. نهاد: اجعلني أحببك حتى أتمكن من نسيانه... ليوباردو: ليت والدك معنا ليسمع ما تقولين... لربما انفجر وعاء دموي برأسه ومات. نهاد: لا أعتقد أنني سأحبك مطلقًا أنت سيء السمعة، فظ المعاملة، خشن و سوقي... آخر رجل قد أفكر بأن أحبه... ليوباردو: لقد جرحت مشاعري المرهفة! كم هذا مؤلم... نهاد: أنت لا تكف عن الهزأ بي... كانت لينا في غرفتها جالسة على السرير وهي تحمل الأوراق وعقلها لا يريد استيعاب الأمر الواقع، مع أنها حاولت إيجاد ألف حجة وتفسير لتواجد سندات الملكية الخاصة بريان في حوزة والدها. لينا: أنا لا أصدق هذا! كان أبي من أخذ الأوراق من ريان... هل كان متفقًا مع عمي قيس على هذا؟ ثم أمسكت برأسها. لينا: لا يمكن هذا! أبي ليس هكذا... لابد وأن ريان كان محقًا طيلة الوقت... المسكين تعرض للظلم على كل الأصعدة، الآن فقط بدأت أحس به وأتفهم كرهه... رن ليوباردو على الجرس ففتحت فريدة مربية نهاد. وعندما شاهدته يحملها بين ذراعيه وهي فاقدة للوعي شعرت بالهلع وصرخت فجاء جمال مسرعًا. فريدة:مابها نهاد؟...مالذي أصابها؟ جمال: أنت أيها الوغد الحقير! مالذي فعلته بابنتي؟.. سأقتلك أيها السافل... ليوباردو: على مهلكم يا سادة، إنها بخير... كل مافي الأمر أنها أفرطت في الشرب. جمال: تشرب! ابنتي أنا تسكر! أنت من جعلها تسكر... ليوباردو: إنه خطيبها، بيني وبينك أنصحك أن تتخلص منه. جمال: أخرج من بيتي أيها الوضيع... رفع ليوباردو أحد حواجبه بخبث وهو يحاول استفزاز جمال أكثر فقد كان يستمتع برؤية علامات الرعب على وجهه. ليوباردو: أنظر ابنتك فاقدة للوعي بين يدي، إنها ضعيفة بلا قوة... أليست هذه أمثل فرصة لأنتقم منك؟ ارتعب جمال وارتعدت فرائصه. جمال:مالذي فعلته أيها الحقير؟.. ليوباردو: اسألها عندما تستفيق صباحًا... وداعًا الآن أنا أشعر بالنعاس. وضع ليوباردو نهاد على الأريكة وغادر، بينما أسرع جمال إلى درج مكتبه وأحضر مسدسه ثم لحق به إلى الخارج. جمال: مكانك، سأقتلك... هذا ما كان علي فعله قبل زمن حتى أتخلص منك إلى الأبد. رفع جمال مسدسه وصوبه باتجاه ليوباردو ، فتفاجأ بفواز خلفه وهو يضع مسدسه على رأسه. فواز: لنرى من منا طلقته أسرع... أنت أم أنا! أما لينا فقد كانت تحمل هاتفها النقال لتتصل بليوباردو. وقد تعبت من تضارب الأفكار ونقائضها برأسها. لينا: هل أعطيه السندات؟ لكن ماذا سيفعل أبي إن علم بالأمر؟.. أنا جد خائفة لا أستطيع فعل هذا... أبي سيقتلني. ثم أخذت تفكر: ريان تعرض للظلم منذ صباه لقد قسى عليه الجميع حتى أعمامه... ومن حقه الآن أن يعيش بسلام، ربما إن عادت إليه ممتلكاته سيبعد فكرة الانتقام من باله ويدع أبي وشأنه؟ ثم شهقت بعمق وهي يائسة. لكن ما كان لذلك الهواء وإن كان منعشا أن يريح أعصابها المضطربة، فأن تشاهد الخبث من نذل لا يخاف الله أمر عادي فالدنيا لا تخلو من الأشرار، لكن أن يكون هذا الشخص أقرب الناس إليك فهذا ما لا تطيقه لينا في الوقت الحاضر. انكسرت بداخلها صورة عزيزة لأب وإن كان باردا وقاسيا أحيانا إلا أنه مثالها الأعلى فمن عزمه تستمد تصميمها ومن كبريائه استلهمت عزة نفسها ومن حبها له تعلمت أن تحب أسرة آل شاهين بكل إنسها وشياطينها فناريمان رغم فضاعتها إلا أن نفس دماء العائلة تسري بأوردتها ومن واجبها أن تحبها... هذا هو منطق لينا وإن اختلفت آراء عائلتها فيه، فإن منطقها يخصها وحدها. عادت لواقعها وهي تفكر في حل لماهي فيه، لايمكنها أن تتجاهل الأمر بكل بساطة فقد أصبحت بمحض الصدفة جزءا من حكاية عمرها سنوات. فماذا عساها تفعل بالماضي الذي استفاق على ركبتيها فجأة، هل ستنعشه وتشفي جراحه ؟؟أم أنها ستخمده وتكتم أنفاسه ليموت من جديد؟ لينا: لا يمكنني فعل هذا بأبي..... لكن بتستري سأصبح شريكته... ثم تذكرت ميس. لينا: ميس كانت أشجع مني عندما قالت الحقيقة أمام الجميع ولم تخف... لقد أراحت ضميرها إلى الأبد. ثم عادت وانتكست: لكنه أبي... كان ليوباردو بالسيارة وفواز يتولى القيادة راجعين للمنزل. فواز: لقد جعلته يضطرب كثيرًا، تلاعبت بأعصابه... ليوباردو: أنا لم أفعل شيئًا، بالعكس كنت رجلاً صالحًا وأوصلت ابنته حتى المنزل... فواز: أنت تريد شيه على نار هادئة... ليوباردو: انتقامي لم يبدأ بعد. فواز: على فكرة... لقد نسيت هاتفك على الطاولة في الحانة عندما ذهبت لتجلس إلى نهاد، اتصل بك المحقق نصر أكثر من مرة ولم أشأ إزعاجك. ليوباردو:مالذي يريده مني هذا المحقق! هل اشتاق إلي لأنه مضى أكثر من شهر ولم أزر مكتبه بأي تهمة! فواز:اتصل به. ليوباردو: تأخر الوقت، سأذهب إليه غدًا صباحًا. إنها شمس يوم جديد، تلقي بخيوطها الذهبية على أرجاء تل الحجارة فتتناغم أشعتها الساطعة مع بلورات الندى على بتلات الزهور التي تملأ الحقول، إنه منظر يجعلك ترغب في الابحار بعيدا لتغوص في أعماق نفسك وتتصالح مع الوحش بداخلك فتعقد هدنة عمرها لحظات تتوه فيها عيناك في معالم المكان ولا تعرف طريق الرجعة... إنها لحظات من الراحة والهدوء النفسي التي لا يحظى بها الكثير من البشر فيا ليت أهل المنطقة يدركون نعمة الله التي أغدقها عليهم بتواجدهم في مكان كهاذا، ويكفوا عن التذمر من العزلة وصعوبة العيش هناك، بالله عليهم ألا يكفيهم أن كل صباح تنبثق فيه الحياة يكون مميزا بهذه الطريقة التي لن يفيها الوصف حقها!!! بالمدينة القريبة حيث المباني الكثيرة والمحلات البسيطة، حيث يكثر المارة ويكثر معهم الضجيج... حيث دخان السيارات والسجائر والمخابز... يتحد ليغتال عفة هواء الصباح النقي. هناك بالمستشفى حيث الجناح المخصص للأمراض النفسية كانت ميس قرب النافذة تتفرج على البواخر الراسية بالبحر، والتي تبدو صغيرة الحجم من بعيد...وهي تعود بذكرياتها إلى أمسها القريب ثم إلى ماضيها البعيد ثم تفكر هنيهة في مستقبل مجهول بمعالم يلفها السواد... هكذا أصبحت أسيرة لهواجسها وفريسة لمخاوفها. ليس هناك من حل إذا حل القضاء، وليس للعبد الضعيف إلا الصبر، يتشبث به حتى لا يلقي به تيار الحزن في متاهات أعنف وأعتم... وقف وجدي عند الباب يتأمل جسدها النحيف وشعرها المائل إلى الحمرة، كانت رشيقةإلى حد ما... كيف لا وهي لا تأكل ولا تشرب إلا ما قد يبقيها على قيد الحياة وحتى ما تأكله لا تشعر له بطعم ولا بنكهة... أليست هذه حمية فعالة؟ طرق على الباب بنعومة فقط ليلفت انتباهها. فاستدارت إليه بعلامات تساؤل وحيرة ثم عادت ملامحها ترسم اللاشعور من جديد ولاذت إلى الصمت. تاركة إياه يحمر وينفعل وهو يحاول أن يبدأ الحديث. وجدي: صباح الخير، الباب مفتوحة على مصراعيها... "الباب مفتوحة على مصراعيها" يالها من محاولة فاشلة... أهي عمياء حتى لا تلاحظ ذلك! ميس: لا عليك، تفضل بالدخول. الحمد لله أنها نطقت وانتشلته من خجله الممتزج بالاضطراب . ليكمل حديثه. وجدي: أحضرت لك بعض الحاجيات الضرورية... فقاطعته ميس: لقد تحدثنا مساء أمس... أنا لا أريد منك شيئًا، كل ما عليك فعله هو الاهتمام بأمورك وأن تدعني وشأني. ما هذا الجواب الذي يحمل بين ثناياه أنيابا وأظافر؟ نظر إلى عيناها والتشويش الذي برأسه لا يجعله متأكدا من لونهما.. حتى أن البياض تشيع بالحمرة من كثرة البكاء. وتلك الهالات السوداء التي قد أحاطت بهما فيظهر الاعياء جليا على ملامحها. ليست هذه هي الصورة الأصلية ولكنها كنسخة ضاعت في أحد الأدراج العفنة فبهتت معالمها. ورجع من تيهانه على صوتها تتابع الكلام بغصة ألم. ميس: سئمت شفقة الجميع تجاهي... أنا لا أريد شيئًا لا منك ولا من غيرك. يؤلمه أن يسمع صوتها المجهش بالبكاء، أن يستمع للقلب المعذب يتردد صداه على لسانها، كانت لتكون أفضل لو أن ذلك المحامي الأحمق لم يستدعها للشهادة، هذه الشهادة التي كلفتها خسارة كل عزيز على قلبها فوالدها توفي وأختها لن ترغب في رؤية آثار حذائها!!! لكن المحامي ليس بالأحمق فهو كان يبذل قصارى جهده ليثبت براءتك، لقد نجح وانتصر وها أنت اليوم حر... إذن فمن الجاني الحقيقي؟ هو أم......... أنت! كان الصوت برأسه يتردد أنت، أنت، أنت... إلى مالا نهاية... وقبل أن يقول أي شيء يلجم هذا الصارخ المقهور بداخلها كانت قد استرسلت في الكلام. ميس: سأترك البلدة، وسوف أؤسس حياتي من جديد... وأنا أرغب بنسيان كل ما فات... إذن، اتخذت لنفسها نهاية... وهي نهاية أكيدة، فهذا ما يدل عليه صوتها الواثق!!! مالذي عليه أن يفعله؟ لا أعتقد أن الجواب سيجده الآن وهو في ذلك الموقف الصعب... كانت نهاد بالمستشفى رفقة مربيتها ووالدها وهي في حال سيئة. نهاد: أرجوك أبي أخبرتك أنه لم يحصل شيء... ليوباردو لم يؤذني دعنا نعد إلى المنزل لا تعرضني لإهانة كهذه. رفع جمال يده على نهاد. جمال: الأفضل أن تخرسي ولا تلفضي اسمه مجددًا... أقسم أنني سأقتله بيدي هاتين إن كان قد تجرأ على لمسك... إذن فهذا هو الموضوع؟ يبدو أن جمال يفكر في أن ليوباردو الناقم قد استغل ابنته الثملة ليلة أمس حتى آخر نقطة.... ولم لا فذلك المجرم شيطان وإن لم يكن له ذيل وقرون... هو يعلم أن القلب الحاقد بداخله لن يغفر له الماضي مطلقا وأنه مستعد ليحرق الأخضر واليابس في طريق انتقامه فهل يا ترى نهاد أول الضحايا؟ جمال شبه متأكد الآن والنيران تغلي في عروقه... ان أكدت الطبيبة ذلك فماذا سيفعل، هل سيشتكي عليه من جديد لتصبح ابنته ناريمان الجديدة على ألسن أهل تلك البلدة الصغيرة؟ تمتم بشتائم لاذعة مستنكرا وقد جحظت عيونه وبرزت أوردة دمه كأنه بركان على وشك أن يثور. وهو يقسم على قتله في الحال ليتخلص منه إلى الأبد. جاءت الممرضة ونادت على نهاد للدخول. فتحركت والدموع تنحدر على وجنتيها وهي تشعر بالخدر في أطرافها من شدة الخوف، صحيح أنها رددت أنه لم يؤذها أمام والدها مرارا وتكرارا حتى لا يعرضها لمثل هذا الموقف. لكن الحقيقة أن آخر ما تتذكره هو خروجهما من الحانة وهو يحملها بين ذراعيه والدنيا تدور من حولها، إلى أن استفاقت هذا الصباح على وجع رأسها الذي كان سينفجر من الصداع. فيا ترى مالذي تحمله تلك الحلقة الضائعة من سلسلة الأمس؟ أشار لها والدها بالدخول ونيران جهنم تستعر في عينيه. وقفت من جلوسها ذاك وهي تسير بخطى مثقلة وقلبها يخفق بشدة من الخوف. صاحب مصيبتها تلك كان يجلس بمكتب المحقق نصر وهو يرتشف قهوته في هدوء وراحة بال. نصر: الحقيقة تقال، منذ أن غادرت السجن لم يصلنا أي بلاغ ضدك، كما أن الجهة الشرقية من المدينة حيث ينشط أفراد عصابتك شهدت هدوءًا نسبيًا هذه الأيام. عدا بعض أعمال السرقة باستخدام السلاح الأبيض. ليوباردو: إنهم من جماعة كوبرا، ينتشرون في كل مكان كالجراد. نصر: طلبتك لنتعاون من أجل الإحاطة بتجار المخدرات. ليوباردو: جمال رشوان و مساعدوه. نصر: ليس هو وحسب هناك العديد غيره. ليوباردو: هذا أكثر رجل أريد الإطاحة به أما الباقون فالدولة أدرى بهم... نصر: لديك حساب شخصي معه إذن! ليوباردو: هذا أمر يخصني. نصر: فهمت الآن لهذا طلبت مني يومها أن تكون مساعدي للقضاء على تجار المخدرات... ليوباردو: أخدم أنت الدولة ودعني أخدم نفسي. نصر: لك ذلك، مادمنا سنقبض على تجار الفساد في النهاية. مضى أسبوع بأيام متشابهة وجاء صباح يوم جديد. وقفت نهاد على الشرفة تسترق النظر من خلف الستار وهي تشاهد والدها يغادر إلى المزرعة مع رئيس العمال نبيه. حمدت الله في سرها وأخيرا يمكنها الخروج براحة. إنها تحجم عن الالتقاء به فهو ما يزال غاضبا على فعلتها الشنعاء تلك. ورغم أن الطبيبة قد برأت ساحتها وساحة ذلك المجرم كما يصفه والدها إلا أن نيرانه لم تنطفئ، إنها ابنته الصغيرة وهو لا يستطيع أن يتخيل مكروها يصيبها. دلفت فريدة الباب ودخلت فوجدتها على تلك الحال، ابتسمت بحب ودعتها للنزول. فريدة: عزيزتي، فطورك جاهز ألن تنزلي إلى غرفة الطعام؟ نهاد: بلى فريدة سأفعل حالا. على بساط أخضر من العشب الغض ووسط أشجار باسقة الطول ينتصب قصرآل شاهين الغني عن كل تعريف. فقد بناه والد الجد سعد، ليوسعه هذا الأخير حتى يتمكن من العيش فيه مع أولاده الخمسة وأحفاده. لكن القدر قرر غير ذلك ليتفرق أولاده ويموت هو - لحسن حظه - قبل أن يشهد الصراعات الدامية التي اندلعت بينهم. والمشهد الختامي لكل هذه المعركة أن تفرق الأحفاد وكل بقلبه بقايا من ركام الضغينة التي ما يفتأ يلتهب جمرها عند كل هبة ريح تحمل عبق الشيطان. رنت لينا على الجرس فجاء البواب وديع يسير على مهل لكبر سنه. لينا: صباح الخير عم وديع، كيف حالك؟ وديع: أهلا صغيرتي... أنت ابنة هادي، أليس كذلك؟ لينا: بلى... وديع: مضى وقت طويل منذ أن زرتنا آخر مرة... لينا: الظروف، أنت تعرف... وديع: جدتك تقضي معظم الوقت لوحدها... لا تجد من يؤنسها عدا زوجتي بهية بالطبع. لينا: صحيح أنه لديها أولاد وأحفاد كثر... لكنكم بالحقيقة أنت و الخالة بهية كل أهلها بهذا الوجود. نظر وديع باتجاه الحديقة الواسعة والفيلا الضخمة نظرة ملؤها الحسرة و الألم يستحضر صورًا من الماضي. وديع: لقد خدمنا هذا المنزل منذ سنوات طويلة... كان جدك رجلا طيبًا أحبه الجميع، لكن أولاده لا يشبهونه في شيء. لينا: معك حق... وديع: بعد رحيله ورحيل كل أولاده عن هذه الفيلا أصبحت خالية مقفرة... إنها كقلعة تسكنها الأشباح، لكل جدار فيها قصة. بعد شروذ قصير تاهت فيه لينا مع كلمات وديع عادت واستجمعت قواها. لينا: أنا أبحث عن ريان... قيل لي أنه يقضي معظم وقته هنا. وديع: أجل مع جدته... وكثيرًا ما ينام هنا. لكنه الآن غير موجود. لينا:يال الأسف... وديع: تحتاجينه لأمر ضروري؟ لينا: أجل... أخبره أن يزورني بالمشفى حيث أعمل. وديع: أتريدين إلقاء نظرة على جدتك؟ لينا: أكيد، آمل أن تتعرف علي فهي ضعيفة الذاكرة بعض الشيء. وديع: هي لا تذكر معظم الأشياء لكن ذاكرتها قوية عندما تبدأ بسرد حكايات الماضي. لينا: أجل عندما أخذها جدي في رحلة واصطادا سمكة كبيرة بحجم الفيل... ضحك وديع ولينا وهما يقطعان تلك الحديقة الواسعة حتى يصلا إلى بوابة القصر. كان ليوباردو جالسًا على صخرة صغيرة قرب شجرة البلوط وهو شارذ الذهن، إنه يفكر بماض لم يمض. ماض مازال يعشعش في ذاكرته ويحتل جزءا كبيرا من أفكاره. إنه تلك الذكريات التي تفوح منها رائحة قتيل لم يُدفن.... إنه قلبه الذي طعنوه حتى الموت فبقي طريحا بين جوانبه أو في إحدى تلك المتاهات المعتمة بداخله، حتى هو لا يعرف أين؟ كل الذي يعرفه أنه يكره الجميع على حد سواء حتى الرمق الأخير... كان أبوه رجلا وسيمًا قوي البنية يتمتع بكل الأوصاف الجميلة غير أن أخلاقه كانت سيئة... كثيرًا ما كان يعود إلى المنزل سكرانًا ويشبع زوجته ضربًا، المسكينة تتحمل شتى أنواع العذاب من أجل أن تربي ابنها في كنف عائلة، تحملت كل أنواع الاضطهاد بقلب شجاع... كانت كالجبل الشامخ الذي لا يتزعزع. مازال يرى دموعها التي كان يمسحها من عينيها ببراءة طفل صغير، مازال يسمع شهقاتها تتردد في أذنيه... لم يستطع أن يفهم حتى الآن لماذا كان والده قاسيا لتلك الدرجة... أين الحب من كل تلك السنين؟ هو لا يعرفه! وصلت نهاد بخطى رشيقة، لم ينتبه إليها وهو في شروذه. حتى سمعها تقول باستهزاء: "رب صدفة خير من ألف ميعاد." استدار ليوباردو وهو يقول في نفسه من الغبية التي تقطع عليه خلوته. وعندما رآها عقد حاجبيه ساخرا. ليوباردو: هل سأجدك أينما ذهبت؟ نهاد: أنا ألاحقك! لا تكن مغفلا ، أنا لا ألاحق أمثالك... كل ما في الأمر أنني كنت أتمشى فالتقيت بك. ثم مالذي تفعله هنا إنها أراضي والدي؟ ليوباردو: ليس لوالدك أي أرض. هذه أراضيا وسأسترجعها منه عاجلاً أو آجلا. نهاد: عمك الأكبر أجرها لنا. ونحن ندفع ما علينا رأس كل عام. ليوباردو: لن أتناقش معك في شيء، فمخك الصغير لن يستوعب أبدا. اقتربت نهاد من ليوباردو ودون أن يشعر فاجأته بصفعة على وجهه. ليوباردو: أيتها الحشرة الصغيرة كيف تجرئين على هذا! وأمسكها من كلتا ذراعيها يرجها بقوة بين يديه. كانت ثورته شديدة، وشعرت أنه سيكسر عظامها من شدة قبضته. خافت كثيرًا وهي تنظر في عيونه المليئة بالغضب وتحولت ملامحها لا إراديا من الشهامة إلى برود ووجوم. إلى أن تشجعت لترد عليه بصوت هادئ يعاكس لهجتها من قبل رغم أن قلبها كان سيتوقف لشدة اضطراب خفقاته. نهاد: هذا ليس لأجل ما قلته الآن، ولكن بسبب ماقلته لأبي عندما اصطحبتني إلى المنزل يوم سكرت... لقد سببت لي أكبر معاناة في حياتي. ليوباردو: أنت فتاة سخيفة... لو أنني تركتك هناك للسكارى كان أفضل... ثم بدأ يفهم الموضوع. فرفع حاجبه مستفزا وهو يهمس لها. ليوباردو: ماذا... هل استعرضك على طبيبة نسائية! شعرت نهاد بالحرج الشديد واحمرت وجنتاها. وهي تنظر لمعالم وجهه الوقحة. ثم أنزلت نظراتها إلى الأسفل فقرب وجهه منها وهمس في أذنها. ليوباردو: لا تقولي أنه فعل ذلك!... أحمد الله إذن أن خطيبك لم يسئ إليك بشيء من هذا القبيل وإلا سقط اللوم كله على رأسي. انتفضت نهاد غاضبة وهمت بصفعه مجددا لكنه تفادى هذه الصفعة وشد على معصمها حتى أحست بأن الدم لا يتسرب من تحت قبضته في شرايينها. واجهته بعيون لمح فيها جرأة ورغبة في تمزيقه إربا. نهاد: وغد حقير... استمتع ليوباردو بنظرات الشر تلك، يبدو أنه يكون سعيدا عندما يؤكد له غيره أنه ليس الوحيد الذي يحمل بقلبه غضب الدنيا. وأراد أن يرى تأجج تلك النيران أكثرفقرب وجهه من وجهها أكثر حتى كاد أنفه ليلامس أنفها الصغير وصارت أنفاسه تلفح بوجهها الذي بهت وأصبح كالموتى. ليوباردو: نهاد رشوان... احذري غضبي... يا إلهي مالذي أصاب هذا المجنون الآن هل سيقبلها! لعنت الساعة التي خرجت فيها إلى الحقول وتمنت لو أنها أحجمت عن ملاقاته عندما رأته من بعيد. لم تعد تشعر بشيء وكأن الدنيا من حولها قد أظلمت فجأة وصارت تدفع بنفسها إلى الخلف بقوة. يا إلهي لماذا تحدته، هل كان عليها أن تصفعه؟ أفلتها من قبضته فوقعت أرضا لشدة محاولتها لتخليص نفسها. ليوباردو: لست أنا من أسقطك... قامت نهاد تنفض ما لحقها من غبار وهي تحمد الله في سرها أن الأمر انتهى على خير. نهاد: رجل شرير... فلتمت حرقًا... قالت نهاد هذا وركضت مغادرة، بينما بقي ليوباردو ينظر إليها وهو يبتسم بخبث لا مثيل له. كان وجدي يسير قرب المشفى بالمدينة وهو يراقب البحر لقد اعتاد على تواجده هناك طوال الفترة التي قضتها ميس بالمستشفى، لكن هذه المرة ميس غير موجودة... لا يعلم أين رحلت وكيف اختفت... لكنها نفذت وعدها. بينما هو يراقب البحر بصمت وقفت قربه ناريمان تتأمله بعيون انعدمت فيها البراءة منذ زمن. ناريمان: أهلا أيها الرجل الشريف. التفت إليها بوجه لا يبشر بالخير. وجدي: لا تعكري صفو يومي. ناريمان:أمازلت تحوم حول المشفى!... أختي المتشردة سافرت منذ أسبوع ، وأنت مازلت هنا طمعًا في رؤيتها من جديد. وجدي: أختك أفضل منك ألف مرة. ناريمان: لا، هي ليست أفضل مني البتة... كل ما في الأمر أنها تجيد التمسكن و الاستجداء... تجعل الجميع من حولها يشعرون بالشفقة عليها حتى تكسبهم لصفها... هكذا أخذت مني ليوباردو في طفولتنا، ثم أخذتك مني الآن... لكنني عكسها، أعرف جيدًا ما أريد وآخذه بالرضا أو بالغصب، ولا أحب الهزيمة مطلقًا... أبعدها وجدي عن طريقه وهم بالانصراف. وجدي:أغربي عن وجهي. فاستوقفته ناريمان بكلمات أثارت الفضول داخله. ناريمان: عندي عنوان أختي... أنا أعرف أين هي الآن... استدار إليها وجدي باهتمام فارتسمت على وجهها ابتسامة ماكرة. ناريمان: لكنني لن أمنحه لك بدون مقابل. وجدي: ماذا تريدين مني بعد؟ ناريمان أنا لم آخذ منك شيئًا حتى الآن... لنرى... المال؟ أنت لا تملك الكثير... مالذي قد أطلبه منك إذن؟ ثم أخرجت من حقيبة يدها بطاقة صغيرة ووضعتها بيده. ناريمان: الليلة، الساعة العاشرة... نظر وجدي إلى البطاقة فإذا بها لفندق قريب من هناك. وجدي: ألم يخبرك أحد من قبل أنك سافلة... ناريمان: كثر فعلوا هذا... على العموم سأنتظرك، وبعد أن نمضي سهرة ممتعة معًا سأعطيك العنوان، وإن لم ترد المجيء أنت حر... وجدي: وكيف أتأكد من أنك بالفعل تمتلكين العنوان ولست تقومين بخداعي. ناريمان: أنا أقول الصدق... على العموم بإمكانك رفض عرضي، أنا لست أرغمك على شيء. ثم اقتربت منه وهمست في أذنه بشغف. ناريمان: سأنتظرك بشوق. وغادرت المكان تتبجح في مشيتها كما هي العادة. وجدي: امرأة حقيرة، أتمنى أن تدهسك سيارة... | ||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| بقايا ركام.نهاد.ليوباردو |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
العرض العادي
