آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة)
رائعة 117 62.90%
مشوقة 76 40.86%
غامضة 25 13.44%
غير مفهومة 6 3.23%
مملة 6 3.23%
لا أحبها 4 2.15%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-11-16, 09:26 PM   #491

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
تمام والله الله ينور
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yasmina1 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
مرحبا يا حبايبي
متابعة شيقة


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-16, 09:28 PM   #492

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0)
‏Sarah S, ‏esra-soso+, ‏المرهفه, ‏bobosty2005, ‏دودي الخليفي


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-11-16, 08:55 PM   #493

سامراء النيل

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية سامراء النيل

? العضوٌ??? » 313048
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 931
?  نُقآطِيْ » سامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond reputeسامراء النيل has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد ساره
لما تميزت الروايه دخلت عشان ابارك لك عليها
لكن لقيت اسم الروايه شدنى ونصحتنى صديقه انى اقرا الروايه لان اسلوب والقصه جميله
وصراحه اكتشفت انك بارعه فى السرد بشكل قوى واسلوبك رائع وحساس ويلمس القلب
وشخصيه نهاد شدتنى هى وشخصيه ريان
حبيبتى ساره سلمت اناملك على اسلوبك الاكثر من رائع


سامراء النيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-11-16, 09:28 PM   #494

المرهفه

? العضوٌ??? » 246088
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » المرهفه is on a distinguished road
افتراضي

روايه رائعه جداً

المرهفه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 02:18 AM   #495

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامراء النيل مشاهدة المشاركة
مساء الورد ساره
لما تميزت الروايه دخلت عشان ابارك لك عليها
لكن لقيت اسم الروايه شدنى ونصحتنى صديقه انى اقرا الروايه لان اسلوب والقصه جميله
وصراحه اكتشفت انك بارعه فى السرد بشكل قوى واسلوبك رائع وحساس ويلمس القلب
وشخصيه نهاد شدتنى هى وشخصيه ريان
حبيبتى ساره سلمت اناملك على اسلوبك الاكثر من رائع
مرحبا حبيبتي سمراء
متذكرتك أكيد واسمك لساتو في بالي...
بتشكرك كثير على كلماتك الحلوة والله وفرحتني كثير
ليا الشرف إنك تابعيني وتقريلي وأكيد هالشي بيسعدني جدا...
فرحانة بانضمام متميزة مثلك إلى عالم روايتي بقايا ركام.

بالنسبة للسرد أنا مؤخرا بس لاكتشفت هاي الموهبة عندي هههههههههههه
قبل اللخبطة بالمنتدى كنت عم نزل الفصول وكانت الطريقة أشبه ما يكون بكتابة سيناريو، مافيه روح الرواية ألي تخليك تعيشي اللحظة...
بعدين فكرت وقلت أهي جات مصيبة نستفيد منها... طلبت رأي رونتي بالموضوع وهي شجعتني على الفكرة وأخيرا عدلت على كل الفصول وطلعت النتيجة أنو الحمد لله الأسلوب لجديد عجب القراء... وحسيت أنو أبلغ في توصيل الرواية للقلوب
سمراء بتمنى أنك تستمري فالمتابعة و أنا هون راح جاوب على أي تعليق أي انتقاد أي كلمة توجهيها لإلي.
شكرا كثير على مرورك ألي نورنا وتسلمي على كل كلمة قلتيها...


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 02:20 AM   #496

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المرهفه مشاهدة المشاركة
روايه رائعه جداً
وجودك الأروع حبيبتي


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 07:34 PM   #497

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثلاثون





حل الليل وقد كانت النار الملتهبة تتوسط المكان، وفراس مع العم وديع وإياد يهتمون بالشواء في زاوية الحديقة، بينما بهية وناريمان تحضران الأطباق. ريم كانت جالسة بالقرب من ريان وهما يتهامسان وميس رفقة وجدي حسن وماجدة يتبادلون الحديث. وفواز وحده يضيف الأخشاب إلى النار حينا وينظر إلى الآخرين من حوله حينا آخر. يستطيع أن يدرك أن لينا لم تعد ترمقه بنظرات الحب تلك، ليس يدري إن كانت تجتهد في تمثيل دورها أم أنها أسدلت الستار على حبه أخيرا وقررت أن تتخذ لها بداية جديدة مع زوجها فراس...
لن يكذب على نفسه... فراس ليس بسيئ وسينافسه حتما على قلبها... ولن يستبعد أن تقع بغرامه قريبا فهو شخص يستحق التقدير وقد أثبت هذا منذ زمن بمواقفه الثابتة...
ينظر إلى ناريمان وليس يدري حقيقة المشاعر التي تراوده... هل يكرهها لكذبها وتلاعبها به؟ أم أنه سيفتش لها عن أعذار كما هي العادة؟ وهل سيستمر معها وهو دائما يفتش لها عن أعذار! عليه أن يضع حدا لحياة الكذب هذه...

خرجت نهاد بعد أن وضعت وسيم لينام فالتفتت إليها ميس.
ميس: هل استفاقت الطفلتان؟
نهاد: لا تقلقي إنهما في نوم عميق.
ونظرت إلى ريان وريم فانتابتها موجة من الغضب. لكنها تمالكت أعصابها عندما اقتربت منها لينا.
لينا: سوف أطلب من بهية الجلوس لأنها متعبة وأقوم بالعمل بدلا عنها.
نهاد: سأساعدك.
لينا: لا... راقبي التالي.
ونادت على ريم بلطف طالبة منها المساعدة ثم أشارت لنهاد بخبث أن تجلس إلى ريان.
نهاد: جننت !! لولا إصرارك أنت وفراس على البقاء ما كنت مكثت هنا دقيقة واحدة والآن تريدين مني الجلوس إليه !
لينا: عليكما أن تتحدثا... أسرعي قبل أن أقذف بك في النار.
ابتعدت نهاد عن لينا حتى لا تسمع مزيدا من كلامها ثم نظرت إلى ريان الذي كانت قد قامت ريم لتوها من جلوسها معه وارتبكت وراحت تحك يديها في توتر فلمحته يفسح لها مجالا بقربه في إشارة منه لتجلس هناك.
نهاد: الوقح !!! من يظن نفسه.


نفذ صبر لينا التي كانت تضع أعواد الشواء في الصحن فحملته إلى نهاد ثم أمسكت بيدها وأجلستها بالقرب من ريان ولم تفسح لها حتى المجال للرفض أو الكلام.
لينا: لاتتناولي طعامك وقوفا... يستحسن أن تجلسي.
وأشارت بعينيها إلى ريان أن أحسن التصرف، ثم غادرت لتفسح لهما المجال للحديث.
دام الصمت بضع لحظات ثم تحدث ريان: " أنت بخير؟"
والتفت إليها: هل شفيت من جراحك؟
نهاد: الحمد لله... وأنت؟ هل تحسنت حالك؟
ريان: أنا بخير...
وعادا لصمتهما من جديد.
نهاد: من الجيد أنك وجدت وسيم قبل أن يتوه أكثر بين الحقول... الخنازير مازالت منتشرة و... قلقت عليه كثيرا.
ابتسم ريان بعفوية وهو يتذكر وسيم ولقاءه معه ظهر اليوم.
ريان: جاء لرؤية الخيول...
نهاد: آمل أنه لم يزعجك.
يؤلمه أن يسمع هذا كثيرا فهي مازالت تعده غريبا عنها وعن عالمها.

كانت ريم تنظر إليهما وهي تساعد لينا.
ريم: خطتك ناجحة !!!
لينا: هي كذلك كبداية، فحرفة التخطيط لناريمان.
كانت ناريمان تقطع الطماطم والفلفل.
ناريمان: اذكري اسمي إن أردت أن أشويك بدل هذه...
فجحظت لينا بعينيها ولوحت بيدها مشيرة إلى خوفها منها فضحكت ريم.
ريم: عائلة غريبة الأطوار، كطبيبة نفسانية أعلن فشلي التام في فهم طريقة تفكيركم.
ناريمان: مالذي يبقيك بيننا إذن ! هل هو عشقك له؟
وأشارت إلى ريان فتظاهرت ريم بعدم فهمها وابتعدت من هناك حتى لا تدخل معها في ذات النقاش، بينما رفعت لينا أحد حواجبها متسائلة فهي لن تستهين بتلميحات ناريمان مطلقا لأنها حادة الملاحظة دائما.


أما ريان فقد كان ينظر بوجه نهاد وهي مطرقة تفكر حتى رفعت نظرها إليه.
نهاد: هل بدأت بمعاملات الطلاق؟
شعر بالأسف ولم يكن يرغب في إجابتها. لتستمر هي في الكلام: لقد وعدتني أنك ستتكفل بالموضوع وقلت أن الأوراق ستكون جاهزة نهاية هذا الأسبوع... إن تأخرت يوما واحدا سأكلف محامي العائلة برفع قضية خلع...
ريان: ألم أقل لك أنه ما من داع لرفع أي قضية ! الأوراق ستكون جاهزة انشاء الله وسأتصل بك لإعلامك وقتها...
نهاد: جيد، لأن وضعنا الراهن لا يروقني..
ريان: هل تنوين الزواج من جديد؟ أقصد ما سر اصرارك على الطلاق هكذا فجأة !
نهاد: ما أفعله بحياتي أمر يخصني وحدي...
تنهد ريان بمغصة ألم كانت تخنقه ثم أشاح بنظره عنها.
ريان: ستسمحين لي برؤية الطفل؟
نهاد: لا تمثل علي دور الأب الحنون بعد كل هذه السنوات.
توقع منها أن تبدأ بفتح الدفاتر القديمة وأن تلومه آلاف المرات وتخبره أنه لا يستحق أن يكون أبا لأحد، توقع أن تنهال عليه بالشتائم والكلام الجارح، وهو يستحق ما سيناله منها لكنه تفاجأ بصمتها التام مع تلألؤ عيونها بالدموع... ربما كانت تلك الذكريات المريرة تجوب مخيلتها وامتنعت عن الكلام لأنها ستجرح نفسها قبل أن تجرحه، فليس من السهل عليها استحضار كل تلك الآلام دون أن تعاني من تبعاتها.
حركت أخيرا شفاهها الوردية المرتعشة بكلام يشبه الهمس: لا يحق لي أن أرفض مع أنني أرغب حقا في إبقائك بعيدا عن حياته... المهم أن تأخذ الأمور على مهل، لا أريدك أن تعقد الطفل ولا تخبره أنك والده إلا إذا كنت واثقا من أنك ستكون حقا والده.
حمد الله ريان في قرارة نفسه أن نهاد لم تقصه من حياة ابنها أيضا مثلما ستقصيه من حياتها.

كانت ماجدة تتحدث إلى ميس بتصنع ومسايرة وعينيها تتبعان فراس في تنقله بين طاولة الطعام وفرن الشواء بشوق ولهفة كبيرين. يبدو أنها مازالت تعاني من عشقها القديم أو لنقل مرضها القديم. شعر هو بتلك النظرات غير البريئة تحيط به حتى ضاقت نفسه فأخذ لينا وابتعد رفقتها يتمشيان بعيدا عن أين الجميع.
لينا: مابك فراس، هل هناك ما يزعجك؟ لماذا قطعت سهرتنا فجأة؟
فراس: طفح كيلي... أكره تلك النظرات البغيضة إنها تذكرني بكل قذارات الماضي... أكان يجب أن تعود رفقة قريبك ذاك!!!
شعرت لينا بالقلق وأمسكت بيديه مقتربة منه ورافعة بصرها لتنظر في عيونه علها تفهم أكثر.
لينا: من تقصد؟ ماجدة!!! هل كان بينكما شيء بالماضي؟
وارتسم القلق على تفاصيل وجهها، فأحاط خصرها بذراعه وضمها إليه يستمد من دفئها بعض الهدوء والسكينة ووضع ذقنه على رأسها فقد كان أطول منها.
وضعت هي رأسها على صدره تستمع لدقات قلبه وكلها آذان صاغية تنتظر منه أن ينطق ويكذب الخبر فدقات قلبها تخفق بجنون مخافة أن تسمع غير ذلك حتى أنها شعرت بموجة من الارتجاف تعصف بساقيها ويديها الملتفتان حول ظهره.
هو حتى الآن مازال يضع الفواصل بينهما تاركا لها الساحة خالية لتفكر على مهل ويبدو أن هذا قد ألهب أحاسيسها تجاهه، خصوصا بعد ذلك الحادث في منزل والدها الذي جعلها تغير نظرتها إليه جذريا... إنه يعاملها بكل ود وطيبة لكنه يرفض اي اتصال جسدي بينهما لا يريد أن يستغل امتنانها وشفقتها فنفورها السابق منه جعله يضع النقاط على الحروف. فراس رجل مستقيم سئم من تلاعبات والده وماجدة في حياته الماضية وأصبح ينبذ هذه التصرفات، وإن كانت لينا تريده فعلا عليها أن تكون واضحة وإلا فالأفضل لها أن تخرج نهائيا من عالمه... عالمه الذي يريده أن يكون صادقا ويستشعر فيه بساطة وبراءة المشاعر...
فراس: لا أصدق كيف أحببتها قبل زمن... ولم أدرك مكرها إلا بعد أن تزوجت بوالدي... وبقيت تحاول استمالتي إليها بكل الطرق... طردتها من كل حياتي بعد وفاة المرحوم غفر الله له، لكنها لا تفهم الدرس... عادت بعد سنتين وكنت وقتها متزوجا من نجلاء رحمها الله...
ثم زفر بألم لتذكره لها، فشعرت لينا لأول مرة بلسعة غيرة استحوذت عليها. لكنها سيطرت على أعصابها ليتابع هو.
فراس: أخبرتني أنها اشتاقت إلينا أنا ونهاد وأنها جاءت لزيارتنا لكنني أفهمتها أنني لا أرغب في رؤية وجهها على الاطلاق وقد خشيت أن تسبب لي المشاكل في زواجي.
شددت لينا من احتضانها له وهي تحاول اقناع نفسها أنه لن تأخذه منها أي امرأة.
لينا: لا تفكر بها... عديمة حياء مثلها لابد أن تقع في شر أعمالها ذات يوم.

كان ريان جالسا إلى نهاد وكل منهما يراقب النجوم في صمت إلى أن تحدث حسن إليهما.
حسن: ليلة صافية وجميلة، أليس كذلك؟
نظر إليه الاثنان وإلى وجدي وميس وماجدة الذين كانوا يحدقون بهما.
ريان: هل تقضي أوقاتا ممتعة؟
حسن: أنا أتعرف على العائلة... سأقصد غدا انشاء الله عمك هادي... أريد رؤيته وإخباره بأمر شقيقته...
ريان: ما أسعدك بهذا، لا تنس دعوتي لأتفرج عليك وهو يقذف بك بعيدا عن منزله !!!
ضحكت ميس ووجدي وهما يحاولان جاهدا السيطرة على ضحكاتهما حتى لا يبدو الأمر سخرية من حسن، بينما استغربت ماجدة الأمر.
ماجدة: هل هو شرس لهذه الدرجة !!
ريان: لتقريب الصورة إليك هو بمثل شراسة زوجك المرحوم...
انتفضت نهاد من ذكر ريان لوالدها بهذه الطريقة وغادرت الجلسة.
وجدي: كانت زلة لسان ثقيلة...
ريان: أعتقد ذلك...
ميس: إن كنت تريد الظفر بها من جديد عليك أن تسلك سبيل إرضائها، لا أن تستفزها أغلب الوقت...
ريان: ومن قال لك أنني أنوي الظفر بها ! نحن سنتطلق قريبا...
ياله من مكابر رغم احتراق قلبه شوقا إليها واتقاد نيران حبها بين ضلوعه بمجرد رؤيتها إلا أنه يستمر في استفزازاته الغبية... فعلا لو أن الجدة حية لاستحق ضرباتها الموجعة مرارا وتكرارا حتى يرجع لجادة الصواب... ليس هناك من يستطيع تأديبه غيرها... من أكثر منها يعرف كيف يجعل لسانه الوقح يتوب عن أقواله المستهترة.

بعد انتهاء السهرة رجع فراس مع لينا ونهاد التي تركت السيارة وهمت بحمل وسيم فحمله فراس عنها.
فراس: عنك... وكأنك تستطيعين إيصاله حتى غرفته!.. هذا المشاكس يكبر يوما بعد يوم...
أومأت برأسها أن نعم محاولة بجهد صنع الابتسامة على شفتيها ثم سبقتهما إلى المنزل وكأنها لا تريد أي احتكاك بأحد.
تمسكت لينا بذراع فراس وهما يسيران خلفها على مهل ويشاهدان خطواتها المتسارعة حتى ولجت المنزل.
لينا: لا أعتقد أن الأمور بينهما سارت بشكل جيد...
فراس: ذلك الغبي يستمر بإفساد حياته بنفسه... لا يفهم أنه إن أرادها فعليه بذل مجهود أكبر في التعبير عن مشاعره.
لينا: هذه أكبر مشاكله... لا يحسن قول كلمة واحدة تشعرك بالرضى والحب... لكنه إن أطلق لسانه ذاك في السخرية والتهكم واستفزاز الأخرين فإنه سينجح في ذلك بجدارة واستحقاق.
فراس: لم يكن هكذا من قبل... يبدو أن معاناته أكسبته هذا الوجه البارد من أوجه المعاملة.
وضحكت لينا عندما تذكرت الماضي.
لينا: أتعرف بأي كلمة ودعني عندما كنا على طاولة العشاء وأخبرتهم بأنني قررت العودة إلى منزل والدي؟... رفع رأسه عن صحنه وقال لي "أتمنى ألا يهشم رأسك مثل المرة الماضية"...
ضحك فراس وهو يدخل المنزل فاستقبلته فريدة.
فريدة: أدام الله هذه الضحكة يا رب... صعدت نهاد لغرفتها وطلبت مني أن أهتم بوسيم...
فراس: سأضعه بفراشه...
بعد أن وضع وسيم بفراشه قبل جبينه وترك فريدة معه تغطيه وخرج مبتسما إلى لينا التي كانت عند الباب تراقبه والابتسامة لا تفارق شفتيها.
فراس: كان يوما طويلا...
لينا: هل تريد السهر معي؟
أخذها فراس تحت ذراعه وسار معها إلى غرفتها وهو يقول: إن كنت ستخبرينني بعضا من قصص جدتك المضحكة رحمها الله.
ارتسمت ابتسامة هادئة على شفاهها أعقبتها موجة من الألم لتذكرها ثم رددت بخفوت: رحمها الله.
جلسا كعادتهما بالشرفة الواسعة تحت ضوء القمر يتبادلان الأحاديث فقد أصبحت هذه عادتهما في الفترة الأخيرة ما أجمل الحوار وتبادل وجهات النظر مع بعض التسلية والمزاح للتعرف على الآخر بعمق... وما أروعها من طريقة تجعلك تغوص في الطرف الثاني أكثر فأكثر.
انتابت لينا موجة من الضحك وهي تستمع لفراس وهو يخبرها كيف قام بالامساك بماجدة من رقبتها وهم بإلقائها من هذه الشرفة، وكأنها كانت تستمتع بذلك الجزاء الذي لاقته، هذا بالضبط ما أرادت سماعه ليشفى غليلها منها. ثم قامت إلى الحاجز تطل إلى الأسفل وتردد بتهكم: لو سقطت من هنا لكانت ستكون تلك نهايتها...
وأشارت إلى سياج من القضبان الحديدية يحيط بالزهور. متابعة كلامها: كانت ستخترق جسدها في الحال...
والتفتت إليه فتفاجأت به يقف خلفها تماما حتى ارتطمت به مبهوتة. ثم ضربت بكفها على صدره وهي تردد بسخط: أخفتني يا فراس... تركتك على الكرسي!
كان هو يراقبها بعيون لم تفهم مغزاها أو أن التشويش الذي صنعه قربه منها بتلك الطريقة قد فعل فعلته وقلب كيانها. تسارعت دقات قلبها وهي تشعر بأنفاسه الحارة تلفح وجهها، وضع يمناه على خصرها وشدها إليه على مهل فوجدت نفسها كالورقة بين ذراعيه، أغمضت عيونها وهي تستشعر دفءه وتتمنى ألا يفرقها عنه أحد. جاءت لمساته الحانية على خدها لتجعلها تذوب فيه أكثر وهي تغوص في عالمه وتغرق، مع أنه كان زوجها لفترة لابأس بها إلا أن هذه أول مرة تشعر بهذه الأحاسيس التي تجتاحها تجاهه. إنها ترغب فيه أيضا... ولن تكذب على نفسها...
رفعت رأسها إليه ونظرت بعيونه... إنها فرصتها ليستشعر صدق تلك النظرات... عليه أن يعرف صدقها بعد أن تمكن من اكتشاف كذبها من قبل...


*********

جاء صباح اليوم التالي وقد كانت لينا تمشط شعرها المبلول وهي تنظر إلى فراس النائم في سكون بالمرآة. وعقلها يسترجع ما حدثها به ليلة الأمس عن ماجدة وحبهما فيما مضى. يبدو أنه صارحها بالحكاية وتفاصيلها. وأكثر ما يزعجها بالأمر هو انصياعه لها في وقت من الأوقات حتى أنه كاد يقع في شراكها وهي على ذمة والده... ليست تدري حتى الآن إن كان غضبها ذاك ناجما عن رفضها لتدني أخلاق هذه الأخيرة أو لخوفها من إلقاء حبالها عليه مرة أخرى أو ربما هي تخشى أن يكون بقلبه بقايا شوق لذلك الحب المحرم فالشيطان يزين كل رذيلة بالماس !!!
انتفضت من تفكيرها المتشائم ذاك وتحركت بهدوء نحوه حيث كان في نومه يغرق. نزلت إلى مستواه واستندت على ركبتيها وبقيت تتأمله لفترة... لا تفهم لماذا كانت الغيرة تتآكل قلبها في تلك اللحظة رغم أنه أثبت لها ليلة البارحة أيضا كم هو مغرم بها وحجم العشق الذي يكنه لها قولا وفعلا و بصراحة ودون أي تستر...
هي لن تحتمل حصول أي شيء بينه وبين تلك الحقيرة... وإن ضمنته لتأكيداته لها أنه لا يحبها وأنه يكره حقارة نفسها فهي لن تضمن أبدا ألاعيبها ودناءة أخلاقها.

اقتربت منه بهدوء وطبعت قبلتها على شفاهه فاستفاق مرعوبا حتى أرعبها هي الأخرى وفقدت توازنها لتدرك الأرض بيدها قبل أن تقع. وعندما فتح عينيه وفهم ما يحصل من حوله ابتسم وهو يمسح عيونه ويتثاءب.
فراس: آسف لأنني أخفتك، لكنك أرعبتني...
عبست لينا بوجهها ولم تقل شيئا فأراد تلطيف الجو.
فراس: هذا أجمل صباح... أن تفيق على قبلة الغالية لينا يشابه تلك القصة ماسمها...؟ ساندريلا !
لينا: الحسناء في الغابة النائمة؟ أو ربما تقصد الجميلة والوحش !
فراس: أيا تكن... المهم أنني في مزاج رائع للغاية...
لينا: مع أنك استيقظت وكأن الكلاب تطاردك !!!

كان ريان يحمل بعض الأوراق بيده وهو يقرأها ويتذكر حديث نهاد ليلة البارحة... يبدو أنها مصممة ولن تتراجع عن الطلاق، لقد كان يحتفظ بتلك الأوراق اعتقادا منه أنها ستغير رأيها وتنسى الموضوع... لكن معها حق. إلى متى سيستمر الوضع على ما هو عليه... لربما كانت هذه إشارة منها أن حدد موقفك... وكما قالها فراس للينا من قبل. إما أن نكون أو لا نكون...
هذه فرصتك الأخيرة ريان آل شاهين... اخرج من قوقعتك المعتمة... اكسر حاجز الصمت... واجه الشمس الساطعة وإن كانت ستحرقك.. تحمل نتائج قراراتك... اعترف بأخطائك فليس العيب أن نخطأ، العيب أن نستمر على الخطأ ونحن نعلم ذلك... أخبرها... قل لها تلك الكلمة التي تمنت أن تسمعها منك ولم تعانق حتى الآن أحاسيسها... صح بها أنك تحبها... لحظتها، في تلك اللحظة بالذات ستخضر الأرض الجرداء بقلبها... ستزهر الأغصان اليابسة بأشجارها... ستغرد الطيور من جديد على أكتافها... حتى وإن أحرقتك وإن ألهبتك بنيران الجحيم احترق معها فما معنى الحب إن لم يخلف الرماد... هيا ليوباردو... أيها الفهد الجامح... المستقبل بانتظارك فلا تقفل أبوابه في وجهك...
شعت عيون ريان وهو يفكر كيف سيبدأ حديثه معها ونظر إلى ساعته فهي لن تتأخر في الوصول.

رن الجرس فاهتز قلبه وبلع ريقه. وضع الأوراق على الطاولة وتوجه نحو الباب وبعد بضع لحظات عاد معها وطلب منها الجلوس. كانت علامات التوتر مرتسمة على وجهها رغم محاولاتها العديدة في العبوس واصطناع الجد. نظرت إليه بثقة فابتسم ولم تحرك ابتسامته تلك شيئا بداخلها.
نهاد: عجيب أمرك ريان آل شاهين !!! البارحة قلت أن الأوراق لم تجهز واليوم تتصل بي في الصباح الباكر لتقول أنها جاهزة وتنتظر توقيعي !!! هل بات محاميك يجهزها ؟ وأي محكمة تفتح أبوابها ليلا !!!
ريان: كانت الأوراق في حوزتي منذ أول أمس... ولكن مع شوقك لتوقيعها تأخرت في الحضور !
نهاد: أوصلت وسيم للحضانة... ولدي موعد مع شركة مهمة للأزياء بعد قليل... فلا تأخرني.
وضع ريان كوب القهوة قرب نهاد وارتشف من قهوته القليل. وهو يقلب شفتيه متسائلا.
ريان: أصبحت ثياب المهرجين خاصتك تلقى رواجا كبيرا ! حتى أنها تنافس أكبر الماركات !
لم تجبه نهاد فاستمر في حديثه رغم أن صوته كان هادئا جدا هذه المرة وهو يشرد بتفكيره.
ريان: مهما بلغته من رقي سظلين في نظري تلك الفتاة الطائشة المتهورة التي حملتها بين ذراعاي ذات يوم من الحانة حتى لا تؤذي نفسها.
عادت بها الذكريات لسنوات خلت... وحاولت منعه من الحديث حتى لا يفتح الجراح.
نهاد: هلا توقفت عن استفزازك وأحضرت الأوراق؟ منذ أول يوم التقيتك فيه وأنت تستعمل قواك الشريرة لإخراجي عن طوعي !!!
ريان: ألم تفكري يوما لماذا أحب استفزازك؟
وابتسم بخبث.
ريان: أحب رؤية النيران المتأججة بعينيك... أعشق تلك النظرة الغاضبة التي تفور منها البراكين... عندما تشدين أصابعك بقوة وأتخيل لحظتها أنك تفكرين في لكمي... أحب ثورة غضبك ولحظالت طيشك...
شعرت نهاد أن ريان بدأ بالعزف على وترها الحساس فانتفضت غاضبة وأخذت الأوراق من على الطاولة وأخرجت القلم من حقيبتها لتوقع فأوقفتها يد ريان التي وضعها على الأوراق حتى لا تفعل. فرفعت نظرها إليه ببطء وتساؤل.
ريان: لديك كل الوقت لتفعلي ذلك... لكن قبلها أريد أن أخبرك عن قصة الطفلة التي أدمت ركبتيها وراحتي يديها...

نزلت لينا إلى غرفة الاستقبال متوجهة إلى المطبخ فوجدت بهية ترحب بماجدة عندها توقفت وبدى الانزعاج على وجهها.
ماجدة: صباح الخير عزيزتي لينا. كيف أصبحت؟
مهمهت لينا لفرط دهشتها وخوفها من رؤيتها هناك ثم عادت لرشدها وألقت التحية.
لينا: صباح الخير. أنا بأحسن حال.
نزل فراس الدرج سعيدا ليلحق بلينا فتبدلت ملامحه خلال ثوان عندما لمح وجه ماجدة.
ماجدة: توجه زوجي إلى منزل هادي آل شاهين وأحببت أنا زيارتكم... لقد اشتقت إليكم.
مع هذه الكلمات الأخيرة نظرت إلى فراس فأصاب لينا الذعر والتفتت إليه.
فريدة: مرحبا بك عزيزتي... تعالي لتناول الافطر مع فراس ولينا...
قاطعها فراس: "لدي عمل كثير سأتوجه إلى المزرعة، عمتم صباحا..."
فاقتربت منه لينا هامسة: أنت لم تفطر !
فراس: انسدت شهيتي...
وغادر مسرعا وماجدة تلاحقه بنظراتها. على مرأى من لينا التي كانت تثور وتفورن لكنها قررت التحلي برزانة الطبيبة المرموقة والمثقفة وألا تنساق وراء مشاعرها.
لينا: تفضلي من هنا سيدة ماجدة... غرفة الطعام بهذا الاتجاه.
ابتسمت ماجدة بتصنع في وجه لينا التي لم تستطع رغم محاولاتها كبح موجة الغضب التي انتابتها.


ماجدة: و... أين هي نهاد؟
فريدة: لديها بعض الأعمال ستنهيها وتعود...
توقفت نهاد ونظرت إلى ريان متسائلة فغاص بفكره يتذكر الماضي البعيد مبتسما...
ريان: كانت صغيرة بشعر يميل إلى اللون الأشقر تشده بشرائط ملونة تحب اللعب في الحقول وتتبع أخاها أينما ذهب وتبكي إن رفض اصطحابها في نزهة... كانت جميلة إلى حد ما ولطالما اعتبرتها شقية مزعجة فهي دائما تتسبب في تعطيل شؤوننا ببكائها المستمر ودلالها الدائم... ذات يوم طلبت مني أن أدفع بها الأرجوحة ولشدة غيضي منها كانت دفعتي قوية فأسقطتها وأدمت راحتي يديها وركبتيها... شعرت أنا بالذنب لحظتها ولمت نفسي لبكائها... ومنذ تلك اللحظة وأنا أحاول التكفير عن ذنبي تجاهها فكنت أشتري لها الحلوى حتى ترضى...
كانت نهاد تحدق بعيون ريان بذهول وقد توقف لحظات ليتأملها وهوشارذا بعينيها وهو يبتسم.
ريان: أعلم أنك لا تذكرين شيئا فقد كنت في مثل سن وسيم الآن... لكنني أتذكرها وكأنها بالأمس القريب. تلك الفتاة المزعجة كانت أنت... ولم أكد أصدق نفسي عندما رأيتك بمحطة الوقود يومها... كنت تجلسين بالمقعد الخلفي لسيارة الأجرى والسائق يملؤها بالوقود... مررت بقربك للمرة الأولى ولم تنتبهي لي وبعد بضع خطوات عرفت ملامحك فعدت وطلبت منك تبليغ سلامي لوالدك.
اعتصر الألم بقلب نهاد لتذكرها لقاءهما الأول.
نهاد: ليتك تابعت طريقك ولم تلتفت إلي...
ريان: نحن لا نختار أقدارنا يا نهاد... نحن فقط نحدد مصائرنا...
نهاد: وياله من مصير جميل ختمنا به حياتنا !!!
ريان: أتعلمين لماذا أخرجتك من الحانة تلك الليلة؟ مع أنه كان من الممكن أن أغادر وأتركك للسكارى هناك نكاية في والدك ! تلك الطفلة المشاكسة كانت تسكن ذكرياتي... وما كنت لأوذيها من جديد، اشتغلت رغبتي في حمايتها تلقائيا ولم تمنحني حتى الفرصة للتفكير...لطالما أردت إبعادك عن طريقي لألا تأكلك نيران انتقامي... كنت أعلم منذ البداية أنني رجل لا يأتي منه أي خير... وأخبرتك بهذا.
وتوقف عن الحديث وهو يشير إليها بإبهامه. والدموع تملأ عينيها.
نهاد: كنت غبية جدا وقد أحببتك !!! صحيح أن الحب أعمى...
ريان: يوم رأيتك تركضين حافية إلى المخزن بعد انفجاره لتفتحي الباب وأنت تهتفين باسمي. كرهت نفسي... لم أكن أستحق أن تلقي بنفسك إلى الهلاك بسببي... ومنذ تلك اللحظة ألقيت علي تعويذتك...
نهاد: أصبحت ساحرة الآن !!!
ونظرت إلى عيون ريان التي كانت تضحك بخبث فعلمت أنه يتعمد استفزازها. فصمتت وهدأت حتى لا تجعله يستمتع باللحظة.
ريان: حتى الآن لست أدري مالذي يحصل معي عندما أراك... أنا ليوباردو الذي يهابه الجميع، أجد نفسي كالمغفل التافه أمامك... أفقد شخصيتي، تتلاشى كل قواي الشريرة حينما أنظر إلى عينيك. أليست هذه تعويذة من النوع الثقيل...
نهاد: لكنك لم تمنع نفسك من ذبحي بدم بارد من الوريد إلى الوريد...
أغمض عيونه وهو يسمع كلماتها ورد بصوت هادئ أقرب ما يكون إلى الهمس.
ريان: ذبحت نفسي... يوم تخليت عنك انتهت كل حياتي... أو لنقل ما تبقى من حياتي.
نظرت إليه نهاد بعينان تفيضان بالدموع.
نهاد: لا أستطيع أن أغفر لك ذلك يا ريان... مهما بررت... لقد قسوت علي لدرجة مميتة. بلا ذنب، بلا جريرة... أنا فقط أحببتك... أنا فقط شعرت بآلامك وفهمت عيونك قبل أن تشتكي... أنا التي راهنت على طهارة روحك وحدي دون الجميع... كنت أنا أول من دست عليها... أحرقت كل جميل بداخلي... أفقدتني حتى ثقتي بنفسي... تخلصت مني كما تتخلص من أي شيء وضيع لا يعني لك شيئا... هذه أنا ريان، هذه هي الحقيقة... هذا ما نلته منك...
كانت نهاد تقول هذا بصراخ ودموع تتطاير بالمكان مع حرقة قلب دامي. أخذها ريان في حضنه وهي لا تزال تبكي وضمها إليه بقوة وهي تردد بين شفاهها: "هذه هي الحقيقة... هذه هي الحقيقة..."
أغمض ريان عيونه وبلع ريقه بألم وهو يضمها إليه وهي تصرخ به وتخبره أنها لا تحبه وأنها قد ألقت به خارج حياتها وأنها لن تسامحه وأن... وأن... وأن...
وهو لا يقول شيئا غير الاستماع لها وحضنها أكثر. كان يعلم أنها محقة وأنه قد آذاها بما يكفي... فهل ستتمكن في يوم من الأيام من مسامحته !!


مر وجدي بالقرب من منزل قيس فوجد ناريمان تنشر الغسيل عندها توقف للحظات.
وجدي: كيف أصبحت ناريمان؟
ابتسمت ناريمان بوجهه.
ناريمان: الحال، هو الحال... وأنت، كيف تسير أمورك؟ كيف هي أختي؟
وجدي: بخير... ميس قلقة عليك بعض الشيء...
صمتت ناريمان لبعض الوقت ثم قررت أن تكون لبقة.
ناريمان: حضرت القهوة لتوي، تفضل لتشرب.
أراد وجدي الاعتذار لكنه وجدها فرصة للدردشة وإياها وفهم حقيقة ما يحصل معها، على الأقل إن عرف الموضوع سيتمكن من مساعدتها في إصلاح زواجها من جديد.

هدأت نهاد وتوقفت عن البكاء وهي لا تزال في حضن ريان الذي أحرق بكاؤها ذاك قلبه.
ريان: نهاد...
وعلى صوت همسه باسمها ابتعدت عنه بقدر يسمح لها بالنظر في عيونه التي كانت تلمع فيها بعض الدموع. وتمكن هو من ملامسة خدها بكفه.
ريان: أنا أحبك....
أغمضت عيونها بغصة...
يااااااااااااااه كم انتظرت سماع هذه الكلمة منه.
فلماذا يقولها الآن بعد أن دمر كل أحلامها، كل عشقها... ولم يبقى غير الركام !!!
ريان: أعلم أنني آذيتك كثيرا لكنني تأذيت بالقدر نفسه... ارحمي قلبا أعياه تصنع السعادة ... تعبت، لم أعد أقوى على النكران... لا تعلمين كم هو صعب لبس قناع القوي الساخر الذي لا يهزم...
صمتت نهاد مفكرة هل حقا هذا ليوباردو الذي تعرفه أم أنه آخر يسكن هذا الجسد... هل تغير لدرجة تسمح له بالاعتراف بأخطائه وهو الذي كان لا يقبل بأن يناقشه أحد في قراراته. تراءت أمامها تلك العيون القاسية التي كانت ترمقها بشدة قبل سنوات عندما قرر جعلها تجهض جنينها بالقوة. هما العينان ذاتها اللتان تتلألآن باستجداء الآن...
أغمضت عيونها وهي تريد طرد هيمنته عليها... لأنها تعلم أن قلبها العاصي لعقلها والذي لم يتوقف عن حبه حتى الآن سيتمرد وسيخضع لجلاده من جديد... قاومت تلك الرغبة الجامحة في إخباره أنها تحبه... أن شعورها تجاهه وإن تلبسه الكره والغضب فإنه مازال هو نفسه طاهر كما عرفه أول مرة... وهذا الحب مستعد لأن يصفح رغم كل شيء.
وقبل أن تحرك شفاهها رن الجرس ووضع حدا لهذا المشهد الدرامي.

كانت ناريمان تقص على وجدي ما حصل معها حتى الآن والدموع تغرق خديها.
ناريمان: لقد تعبت... أرهقتني هذه الحياة طويلا... أعلم أنني أخطأت... أليس لأخطائي غفران؟ لماذا لا يمكنني العيش ككل البشر دون أن أجد أحدا يحكم علي بالفساد والفجور... كلما حاولت الخروج من مستنقعي العفن أجد عيون الاتهام في كل مكان... تلك العيون التي تنبذ وجودي وتطاردني لأعود إلى مستنقعي من جديد... كشخص غير مرغوب فيه يعيش على الهامش ولا يحق له حتى بالهواء الذي يتنفسه... عندما تزوجت من فواز كان كل همي أن أؤسس عائلة وأبدأ من الصفر... أن تنتهي كوابيسي وأربي أولادا ينادونني أمي... مثل كل البشر... لكن يبدو أن رحمة الله لن تطالني. وأنه سيعاقبني على كل أخطائي، أنا عقيم يا وجدي... لا يحق لي إنجاب أي ولد.
وراحت تشهق وتبكي فاقترب منها وجدي وهو لا يعلم ما يقول حتى يجعلها تهدأ.
وجدي: ناريمان... أنا أفهمك... لا تقسي على نفسك... فأنا لا أجدك بكل هذا السوء...
رفعت ناريمان عيونها إليه مع بقايا دموع تتلألأ على أهدابها وارتمت في حضنه. كانت تحتاج لمن يخبرها أنها تستحق العناء. وأن تسمعها من وجدي حبها القديم جعلها لا تفكر بشيء غير أن تعيش اللحظة. هو لم يكن يفهم بالتحديد ما يحصل... لكنه أراد إيقاف شلال دموعها ذاك. وفي هذه اللحظات كانت أنفاس الشيطان الخبيثة تعبق في المكان...

عاد ريان مع ريم وهي تتحدث إليه بعتاب.
ريم: ألم تقل أنك سترافقني إلى المدينة؟ لقد وعدتني... هيا جهز نفسك عل الفور.
ثم وقعت عيونها على نهاد فصمتت بذعر.
ريم: آسفة... لم أكن أعلم أنك مشغول !!!
بدأت العفاريت تتراقص من حول نهاد التي شدت على حقيبتها بشدة وقامت من مجلسها.
نهاد: ليس مشغولا فقد انتهى الاجتماع...
وعضت على شفتيها بغيض ثم أخذت الأوراق وبدأت بتوقيعها واحدة تلو الأخرى على مهل تحت أنظار ريان الذي كاد يفقد صوابه.
ريان: نهاد...
وقبل أن يكمل كلامه كانت قد دفعت إليه بالأوراق والقلم.
نهاد: القلم هدية مني للذكرى.
شد على تلك الأوراق بشدة حتى كادت تتلفها أصابعه. لكنه لم يكن قادرا على إرغامها على أي أمر هي لا تريده وإن كانت قد اختارت الابتعاد عنه فلا يحق لا له ولا لغيره إجبارها على العكس. قد تكون مخطئة... قد تندم على قرارها لاحقا لكنها من ستتحمل عواقب قرارها ذاك. كما يتحمل الآن هو عواقب إجرامه بحقها قبل سنوات.








بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 07:37 PM   #498

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الواحد والثلاثون يوم الخميس بحول الله على الساعة
gmt+1===15:00


متابعة شيقة للجميع


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 08:34 PM   #499

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0)
‏قمر الليالى44, ‏نادية ورود, ‏شيري العالم, ‏Sarah S, ‏dody abo elwafa


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 09:02 PM   #500

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا سورى على التاخير الاضطرارى
وثانيا قريت الفصول الثلاثة مع بعض
نهاد وليو
نهاد مصرة على الطلاق من ليو الذى وافق على طلاقها
وهى لن تحرمه من رؤية ابنهما وسيم الذى راه ليو واحبه جدا
ناريمان وقعت فى المحظور مع وجدى زوج ميس
فهى خانت فواز ووجدى خان ميس
ففواز طردها بعد ان اكتشف كذبها بخصوص حملها واجهاضها سابقا ومرتين
حسن تزوج من ماجدة الزفتة التى لاتحق بعيونها فراس
فراس وليان وغيرتها عليه من ماجدة
سلمت يداكى يا سارة
وبانتظار القادم
وتقبلى مرورى المتاخر


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا ركام.نهاد.ليوباردو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.