آخر 10 مشاركات
318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة)
رائعة 117 62.90%
مشوقة 76 40.86%
غامضة 25 13.44%
غير مفهومة 6 3.23%
مملة 6 3.23%
لا أحبها 4 2.15%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-11-16, 08:42 PM   #531

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجدة طاهر مشاهدة المشاركة
الاحداث مشوقة وسلسة تسلم اناملك التى خطت الابداع موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
الله يسلمك حبيبتي، نشالله ردت رجعت نهاد وريان الأمل ليك، لينا ماراح يصيرلها شي بس حبيت خوفكم عليها وأهي من تحت راسها رونتي راح تزقني فالبير...ههههههه


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-11-16, 08:44 PM   #532

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏Sarah S, ‏هبوش 2000, ‏شيمو العاقلة


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-11-16, 09:28 PM   #533

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سعيدة لتصالح ريان ونهاد التى منحته فرصة ثانية ورفضت ان تطلقه
ناريمان انتحرت بعد كل عمايلها
وفواز يلوم نفسه
ميس هل ستسامح وجدى الذى خانها ؟
لينا اتمنى تستفيق وتشفى
يسلموووو يا سارة
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-11-16, 09:28 PM   #534

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0) ‏قمر الليالى44, ‏soo romance, ‏د/عين الحياة, ‏dalia mostafa, ‏شيمو العاقلة

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-11-16, 10:02 PM   #535

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
سعيدة لتصالح ريان ونهاد التى منحته فرصة ثانية ورفضت ان تطلقه
ناريمان انتحرت بعد كل عمايلها
وفواز يلوم نفسه
ميس هل ستسامح وجدى الذى خانها ؟
لينا اتمنى تستفيق وتشفى
يسلموووو يا سارة
وبانتظار القادم
مرحبا قمر يا منور...

شفتيني كيف عم صلح الأمور شوي شوي...
مو شريرة كبيرة، بس شوي صغيرة مو...
لينا ما استفاقت ما خلات الناس تتطمن عليها بس هي راح تصير مثل الحصان عن قريب
ناريمان، أهي ماتت ومايجوز عليها غير الرحمة...
فواز مابيعرف شي عن عملتها السودة
وجدي وقعتو سودة مع ميس...
تسلمي حبيبتي في انتظارك بالفصل الجاي...


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-11-16, 05:04 PM   #536

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0)
‏Sarah S, ‏(جومانا)


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-16, 12:15 AM   #537

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون






بعد صلاة الظهر عاد فراس إلى قاعة الانتظار ليجد الطبيب يتحدث إلى والدي لينا وأخيها ومعهم نهاد، أسرع الخطى ليقف بينهم ويستمع لآخر كلمات الدكتور: لقد استفاقت قبل دقائق... سنسمح لشخص واحد بزيارتها... واحد فقط وألا يطيل المكوث عندها.
دبت السعادة في قلبه وشعر بالأمل يولد بين جوانبه من جديد وهمس بفرح: الحمد لله.
كانت صفية سعيدة وهي تحمد الله أيضا وحسام يضمها إليه فرحا.
الدكتور: من سيدخل؟
نظر الجميع إلى بعضهم البعض... الكل يريدون رؤيتها... ثم التفت الدكتور إلى فراس ممازحا.
الدكتور: أنت زوجها... لقد أزعجتني قبل قليل بما يكفي بكثرة الأسئلة، تعال لتراها حتى ينعم آخر يومي ببعض الهدوء...
فرحت نهاد وحطت يدها على كتف أخيها سعيدة برجوع ابتسامته إلى شفاهه. لكن فراس ألقى بنظرته إلى صفية وهو يقول: أنت الأحق بزيارتها... إذا كان هذا القلق المريع الذي أعاني منه أنا زوجها فكم هو مقدار خوفك ولوعتك...
تهللت أسارير صفية التي لم تتوقع كرما كهذا من صهرها لأنها كانت مقتنعة من أنه لن يفوت فرصة كهذه بعد أن شاهدت ما يعانيه من ألم وحزن وفتور طوال الوقت. شكرته كثيرا وهي تدعو له ولابنتها وأسرعت مع الطبيب لارتداء الثياب المعقمة حتى تدخل غرفة الانعاش. بينما عاد هو وأخته ليجلسا على الكراسي القريبة وهي تمسك بيده وتردد بسعادة.
نهاد: الحمد لله... الحمد لله.. استفاقت أخيرا...
بدت ملامحه سعيدة وهو يستمع لكلماتها دون أن يعلق فقد كان مشغول البال عليها وينتظر خروج صفية من الغرفة حتى يسرع إلى هناك بشوق لرؤيتها من خلف الزجاج.
حركت نهاد عيونها بأرجاء القاعة بحثا عن ريان الذي طال غيابه، وفكرت أن تواجد عمه بالمكان هو ما يزعجه، والحقيقة أنه لم يعد يهتم لأمره مطلقا فوجوده من عدمه سواء، ربما في السابق كان يكرهه لدرجة أنه لا يطيق أن يتنشقا نفس الهواء بالقاعة نفسها لكن الآن لم يعد الأمر عنده يعدو الاشمئزاز والاحتقار... رجل مثل هادي لن يجعله ينال شرف تعكير صفو حياته مجددا، ليس بعد أن دمر حياته السابقة...

أقفلت ميس الغرفة عليها تاركة وجدي يترجاها أن تفتح له حتى يطلب منها مسامحته، بينما هي كانت تقوم بجمع أغراضها وسط تلك الدموع والأشجان. حملت أغراضها وأغراض ابنتيها ثم دفعت الباب بشدة لتجده هناك منتصبا تكسوه الخيانة من رأسه حتى أخمص قدميه وتحاوطه هالة النفاق لتملأ الفضاء من حوله.
ارتمى عليها مستجديا أن لا تتركه، متوسلا أن تستمع إليه وأن تتفهمه... ضميره يؤنبه حد الجنون... أدرك الآن الفضاعة الحقيقية لما فعله... هاقد انتحرت تلك الفتاة الضائعة ورحلت ململمة معها كل الخزي والعار الذي جنته على مر السنين وكان هو آخر من أغرقته معها... لا يريد أن يستوعب فكرة أنه دمر كل تلك السعادة والثقة التي بناها مع زوجته وجاهد ليرصفها حجرا حجر على مر الأيام... زوجته التي لطالما حرصت على أن تكون مخلصة وفية له وكان مجرد التفكير العابر بحبها القديم ريان يُعد بالنسبة لها خيانة تتطلب الغفران...
خرجت إلى الطريق وهي تحمل ابنتها الصغيرة رفيف بيد والأخرى رغد تلحق بها متمسكة بمقبض الحقيبة التي تجرها والدتها بعنف.
أسرع ريان الذي كان متوكئا بظهره على سيارته بانتظارها. أخذ منها الحقيبة وجعلها في الصندوق الخلفي للسيارة وفتح لها الباب فركبت رفقة ابنتيها بينما منعه وجدي من إغلاق الباب وهو يطلب إلى ميس النزول للحديث وإياه ...لكنها شدت على مقبض الباب وأقفلتها بشدة وهي ترمقه بنظرات احتقار دون أن تقول أي كلمة، بينما بقي هو خارجا يعتريه الذل والهوان. ليهمس له ريان من بين شفاهه: بالله مالذي حصل؟
عرف وجدي أن ميس تكتمت على الفضيحة ولم تخبر أحدا بحقيقة ما حدث... ثم مالذي ستقوله؟ هذا زوجها وتلك أختها وإن كان الاثنان أحقر من بعض فهي لن تشاركهم دناءة الأخلاق تلك، يكفيها أن يغرب هو عن وجهها حتى ترجع الطمأنينة لتسكن كيانها تدريجيا من جديد...
هزه ريان ليخرجه من دوامته تلك مرددا: مهما كانت المشكلة أتمنى أن تتدارك أمرك وتصلح الوضع... على الأقل من أجل ابنتيك...
رفع وجدي طرفه ليشاهد ابنتيه داخل السيارة وهما تبكيان بصراخ وأمهما تحاول اسكاتهما... هكذا هي الحياة دائما الأطفال هم من يدفعون ثمن أخطاء الوالدين... فمهما بلغ العذاب بوجدي وميس فهو لني كون بحجم انكسار البنتين لو أن الاثنين افترقا عن بعض...
بدى وجدي يائسا كسير الأمل وهو يهمس لريان: لقد انهار كل شيء... لن أستطيع جبر ما انكسر...
ريان: إن حاولت تستطيع...
ركب السيارة بعد أن ترك وجدي فريسة قهره وندمه وشغل المحرك وهو يتأمل ميس الجالسة بالمقعد الخلفي عبر المرآة بمقدمة السيارة، كانت عيونها متورمة من البكاء ولكنها لم تذرف الآن أي دموع، ربما لأن وجدي لا يستحق دموعها تلك... البنتان حولها وهي تضمهما إليها بشدة تستمد منهما بعض السكينة... آلمه جدا رؤيتها على تلك الحال وهو الذي اعتقد أنها وجدت السعادة أخيرا... يأمل أن تكون مشكلتهما بسيطة، لكنه يعرف أن ميس ليست بتلك التافهة التي قد تهجر بيتها وزوجها من أجل أمر تافه... في الأخير تنهد واستغفر ضاربا المقود بيده وهو يقلع بتلك السيارة تاركا المكان لوجدي يحترق بنار فعلته الشنعاء.

كان فراس عند زجاج غرفة الانعاش وهو يتفرج على لينا الممددة على سريرها في سكون وهو لا يستطيع تمييز إن كانت مغمضة العينين أو لا، لقد فرح كثيرا عندما أخبرته صفية قبل دقائق أنها سألت عنه بحروف متقطعة، لا بد وأنها تفكر فيه وتعي حجم قلقه عليها، يقتله الشوق لرؤيتها وتقبيلها وبثها ما يختلج بصدره من مشاعر حتى هو يعجز عن محاصرتها وكبحها... قاطع تفكيره صوت الدكتور وهو يضع يده على كتفه.
الدكتور: اطمئن سيد رشوان... لقد استفاقت زوجتك وهذا الأهم.
استدار إليه فراس وهو لا يريد تضييع فرصة كهذه لمعرفة كل شيء.
فراس: أخبرني مما تعاني بالضبط؟
الدكتور: لم نستطع تحديد كمّ الضرر بدماغها بالضبط فالاصابات التي تعرضت لها كانت على مستوى الرأس... جل ما كنا نخشاه هو أن تدخل السيدة لينا في غيبوبة تستمر طويلا دون أن تستفيق... ارتأينا ألا نخبركم أي شيء حتى نتأكد من الأمر، لكن الحمد لله هاهي لينا كعادتها قوية ومثابرة وتقول كلمتها دائما... لقد عادت للدنيا من جديد...
ابتسم فراس براحة: هل ستتحسن وتخرج من هنا قريبا؟
الدكتور: ما يزال الوقت مبكرا على مثل هذا الكلام، أولا سنقيس مدى تأثر ذاكرتها، ثم سنراقب الجراحة التي أجريت لها... كما أنها مصابة بعدة كسور على مستوى الساق والكتف وأصابع قدميها...
فراس: أعرف بشأن الاصابات تلك، أما فيما يخص ذاكرتها أعتقد أنها تذكرتني، قالت أمها أنها سألت عني.
الدكتور: هذا مؤشر جيد... اِحمِد الله أن الأمور سارت على هذا النحو... كان يمكن أن يحدثا الأسوأ.
ثم ألقى نظرة على ساعته وعاد ونظر إلى فراس مبتسماً، سأسمح لك برؤيتها لدقائق. ساطلب من الممرضة أن تجهزك باللباس المعقم ريثما ألقي نظرة على مريضتي المدللة...
فرح فراس وشكر الطبيب وهو ينتظر على أحر من الجمر رؤية حبيبته بعد كل ذلك الرعب الذي عاشه.


فور وصولها إلى منزل عمها رشاد اصطحبتها بهية إلى احدى الغرف التي أعدتها لها خصيصا ثم غطتها وتركتها لترتاح آخذة البنتين معها، وهي تعرف مسبقا أنها ستقضي معظم الوقت مع الدموع. عندما نزلت وجدت ريان واقفا مع ريم يتبادلان الحديث.
بهية: ريم عزيزتي... هلا ساعدتني في إطعام الطفلتين؟
ريم: أكيد... هيا حبيبتاي...
وأخذت رفيف من ذراع بهية و رغد التي كانت تختبئ من ريان "السيد الغاضب" خلفها من يدها الصغيرة ومضت وهي تعدهما بألذ طبق سيتذوقانه في حياتهما، فدخل إياد عائدا من سفره وألقى التحية وهويمازح أخته: ألذ طبق أكلته من يد ريم كان معكرونة محترقة !!! وضحك ثم نظر إلى كل تلك الوجوه الشاحبة ولم يفهم أي شيء.
إياد: هل من خطب ما؟
لقد عاد هذا الأخير كحصاة هوت من رأس جبل لتقع في قعر النهر... لا يفهم شيئا مما يدور من حوله، أخذته ريم لتشرح له بينما تنهدت بهية وهي تهمس لريان: مالذي حصل بالضبط بين ميس ووجدي؟ لماذا انتحرت ناريمان؟
ثم تذكرت لينا، فتابعت كلامها بالسؤال عليها: كيف هي لينا، هل استفاقت؟
تذمر ريان وأطلق زفرة اسى: لا أعرف شيئا بهية... كل ما أعرفه أنني وجدت ميس تبكي بشدة فأحضرتها ريم إلى هنا... وعندما وصلتُ طلبتْ مني أن أرافقها لتحضر حاجياتها من منزلها وسألتني إن كانت تستطيع المكوث هنا لفترة، استغربت أنا الأمر كثيرا لكنني لم أتجرأ على سؤالها خوفا من التدخل في شؤونها، عندما وصلت وجدت أن وجدي يطلب منها الصفح... لا بد وأن المعتوه اقترف خطيئة ما بحقها... وإلا مالذي سيجعله يترجى منها الغفران...
ثم توقف قليلا ليتذكر ما حصل مع ناريمان، وبعدها تابع: اتصل بي المحقق قبل الظهر بساعة وأخبرني أن ناريمان على الأرجح تكون قد انتحرت، سألته قبل قليل عن الجثة من أجل الدفن فقال أنها لن تُسلم لنا حتى ينتهي الطبيب الشرعي من تحرير تقريره بشأن الوفاة... بعدها سنتمكن من دفنها كما يجب...
وانفجرت بهية باكية بنحيب عالي وهي تردد: آآآه يا ابنتي... مالذي دفعك لهذا يا صغيرتي....
ليقاطعها ريان حتى تتوقف عن ذلك العواء الذي لا يطيقه: بالنسبة للينا اتصلت بي نهاد قبل قليل وقالت أنها قد استفاقت والحمد لله...
مسحت بهية دموعها وهي تحمد الله على تحسن حال لينا على الأقل هناك أمل..

شاهدها ممددة على ذلك السرير العالي في سكون، تأمل تلك الكدمات والجراح التي على وجهها البريئ والذي من هول ما حل به أصبح لا يعرفه، آلمه وبشدة ما آلت إليه حالها واقترب منها أكثر ليطبع قبلة على جبينها يبثها فيها كل أشواقه...
تحركت هي فجأة وفتحت عيونها المنتفخة وبالكاد استطاعت رؤيته لتهمس بين شفاهها باسمه، كاد هو يطير فرحا وأمسك بيدها ليخبرها أنه بقربها وتشعر به، كانت تجاهد لتفتح عيونها التي ترجع وتنغلق رغما عنها، فأدرك بأنها مازالت مرهقة وبحاجة للراحة. ومن ثم تمتمت ببعض الكلمات التي لم يفهمها، فأسرع بمنعها من الكلام كما أوصاه الطبيب قبل دخوله.
فراس: لا تتكلمي لينا، لا تقولي أي شيء حبيبتي... ارتاحي وحسب.
لاحظ أنها تلح على الكلام فقرب أذنه منها حتى يسمعها فتغلغلت تلك الكلمة العذبة الرقيقة إلى أعماق روحه وشعر بدفئها بين جوانبه، قالت له : أحبك... صارحته بهذه الكلمة العزيزة على قلبه الآن وهي تهدده بالرحيل...
تشبث بيديها محاولا انتزاع الأفكار السوداء من رأسه متذكرا كلام الدكتور المطمئن قبل قليل، ثم قبلهما بحنو وهو يقول: وأنا أحبك يا حياتي... ستشفين ان شاء الله وسنكون معا من جديد وساخبرك كم تعنين لي يا روحي...
سالت دمعة من عينها لتمر من على أذنها وتستقر على الوسادة، إنها تخشى أن يكون هذا الكلام مجرد وعود لن تتحقق...


هبط الظلام وخيمت العتمة على الأجواء. خرج ريان من منزل والده بعد أن اطمأن على حال ميس لوجودها مع اناس يحبونها مثل بهية ووديع، إنها في أيدٍ آمنة بالتأكيد... مهما فعل فهو لن يرد لهذا الثنائي ولو القليل مما منحوه من دعم ووقوف إلى جانب هذه الأسرة منذ شبابهما، إنهما بالفعل ينتميان إلى آل شاهين عن جدارة واستحقاق...
قابله وجدي الذي كان جالسا بالقرب من المنزل وكأنه ينتظر أحدا ما والذي سرعان ما أقبل نحوه ما إن لمحه.
ريان: هل تنتظر أحدًا؟
وجدي: شاهدت سيارتك فعلمت أنك هنا وأردت أن نتحدث، أنا وأنت...
استغرب ريان طلب هذا الأخير فهو لم يكن يستلطفه رغم هدوئه ولا مبالاته إلا أنه يظل حبيب زوجته الذي يصعب عليها التخلص من ذكراه، لكن لا بد وأنه سيطلب منه التوسط لديها.
ريان: لا أريد إقحام نفسي بينكما... ستهدأ بعد فترة ، يمكنكما الحديث والتوصل إلى اتفاق...
بلغ وجدي من اليأس ذروته فتهاوى على أقرب صخرة تصلح للجلوس وهو يمسد جبهته بأسى.
وجدي: سأخبرك بأفضع ما ارتكبته في حياتي يا ريان... وما كنت لأخبر أحدا غيرك، لأنني أعلم أنك لن توجه أصابع الاتهام لي ولن تتخذ حكمك علي كما قد يفعل أيٌّ كان لأنك لاقيت من تلك الأحكام ما يكفي في حياتك...
وكأن هذا الكلام أثار شيئا ما بداخل ريان، ما جعله يصمت وينتظر باهتمام بقية الحكاية.


كان منزل رشوان يتلألأ تحت الأضواء والعائلة مجتمعة حول طاولة العشاء، بعد أن طمأنه الدكتور وتأكده من أنه لا جدوى من بقائه هناك فهم لن يسمحوا له برؤيتها، رجع فراس إلى المنزل وكله أمل وشوق لرؤيتها صباح الغد وهي تبتسم تماما مثل تلك الابتسامة التي منحته إياها قبل خروجه من عندها عصر اليوم... لقد شحنته بطاقة إيجابية جعلته متفائلا جدا. وبالتأكيد نهاد تكون سعيدة جدا إذا ما شاهدت أخوها مرتاح البال قرير العين. وسيم يعبث بالطعام وفريدة تنهره متذمرة والجميع في سرور غاب عنهم طويلا في الفترة الأخيرة.

أما بمنزل هادي فقد كان الجميع في لحظات صمت ووجوم وهم يتناولون طعامهم من دون أي كلام ولا حتى نظرات... تهاوت دمعة ساخنة من خد صفية لتسقط على الطاولة وهي تفكر في حال ابنتها في هذه الأوقات. توقف هادي للحظات وهو يرمقها بنظرات لا تنم عن أي تعبير ثم عاد وتفحص أولاده الباقين الذين كانوا منشغلين بالطعام أمامهم ويأكلون بشراهة لا يعيبها أي فتور...
وضع الملعقة جانبا لتصدر قرعا على الطاولة انتبه إليه على إثره الجميع ليقول هو بعد صمت مفكر: لماذا لم يزر أي منكما لينا؟
من الواضح أن الكلام موجه لوائل وفؤاد اللذان لاذا للسكوت بعضاً من الوقت وهما يتبادلان النظرات، ماباله والدهما اليوم... هل تحركت مشاعره المرهفة أخيرا تجاه ابنته، ألم يكن يتوعدها بالموت إن وطئت أقدامها هذا البيت مجددا؟ ما الخطأ فيما ارتكباه؟ هما ينفذان أوامره وحسب... إنهما الخروفان الأكثر طاعة فلماذا يرمقهما بعيون يشوبها الانزعاج.
قرر وائل أن يجيبه بطريقة جافة لا تحمل أي مشاعر: تلك الخائنة تدفع ثمن أغلاطها...
هادي: قال الطبيب أنها لن تعيش إلا بمعجزة.
ضحك فؤاد وهو يردد: تلك المعجزة حدثت حقا فقد ذهبت بنفسك لزيارتها.
وانطلقت ضحكات وائل رغم حرصه عى التزام الهدوء تحت الأنظار المشدوهة لصفية و حسام ...
ماهذا البرود؟ ما هذه اللا مبالات؟.. يبدو أن والدهما العتيد قد نجح في زرع الشر بنفوس هاذين الولدين، وهاهو يجني أشواكهما... لطالما حرص على أن يجعل منهما نسخة عنه... فلماذا الآن يطالبهما بطيبة لم يربهما عليها مطلقًا، أصبحت أختهما الوحيدة عدوة لهما ! وأصبح الحقد متغلغلا في نفسيهما، كيف استطاعا نسيان أنها أحبتهما لسنوات، ومازال قلبها الجريح بالمشفى يحمل لهما نفس الحب لم ينتقص منه شرهما مثقال ذرة... إنها على الحافة بين الحياة والموت، فكيف يسع هذين الأبلهين الضحك... هل مات قلبيهما؟
ضرب هادي بقبضة يده على الطاولة وقد ساوره القلق حقا لما وصل إليه حال ولديه من عتمة الضغينة التي أعمت القلوب.
هادي: ستزورانها غدا للاطمئنان عليها... أهذا مفهوم !
وصر على أسنانه مع كلماته الأخيرة بنظرة متغطرسة شرسة كما هي العادة عندما يصدر أوامره لجرائه الأليفة التي وبمحض الصدفة اكتشف أنها أصبحت ذئابا شرسة وماكرة...
حرك الاثنين رأسيهما بالإيجاب، طبعا هما لن يتجرآ على رفض أوامره وهو ما يزال يتمتع بالهيبة ولديه كل النفوذ، لكنني أشك حقا في أنهما سيستمران في طاعته إذا ما خانته صحته في يوم من الأيام...
لقد وافقا على زيارة أختهما ظاهريا، لكن هل بالفعل يقلقهما أنها ستفارق الحياة ! المحبة يا هادي ليست بضعة أوامر نسديها لمن يستمع وينفذ دون نقاش... المحبة تغرس في النفوس بذرة صغيرة بلون أبيض طاهر لم يدنس بأي سواد... ونسقيها يوما بعد يوم بأحاسيس مرهفة ومشاعر فياضة وعواطف صادقة لتمتد جذورها وتتغلغل وتشتد في القلوب، ونحرص على حمايتها من كل ضغينة أو حقد أو كره قد يدمرها في أي لحظة... وبالنهاية سنجد أن زهرة الحب هذه ستتفتح أخيرا وتكون قوية بما يكفي حتى تستمر معنا العمر كله من دون أن تموت... تموت فقط إن مات صاحبها...
وهادي لا يريد أن يخسر الزهرة الوحيدة بكل ذلك المنزل لأنه من المؤكد بعدها سيعيش في القفار...

ضرب ريان رأسه بقوة وهو يريد أن يستوعب كل ما قاله وجدي... ياللحقارة والدناءة... ناريمان استطاعت في الأخير نيل حبها المحظور من هذا الأبله الذي خسر براءة نفسه في لحظة كلفته كل حياته...
نظر إليه بغضب وقهر يريد أن يلقنه درسا لن ينساه في حياته... أن يشفي غليله منه الآن بعد كل ما فعل، لكن يكفيه رؤية بريق تلك الدموع في عينيه ليدرك أنه في الدرك الأسفل من الألم الذي يزاوجه الندم... ما يشعر به الآن أكبر عقاب سيلقاه، فبمعرفته الشديدة لميس، يعلم جيدا أنها لن تسامحه على ما فعل... وسيمر زمن طويل حتى تستطيع النظر إليه...
زفر ريان محاولا السيطرة على أعصابه وتفهم الوضع الذي لا يطاق واستيعابه.
ريان: اشك في أنها ستمنحك الصفح الذي تنشده...
رفع وجدي عيناه التائهتين إلى ريان الذي أشاح بنظره عنه من فرط غيضه وتابع كلامه...
ريان: لو أن ناريمان لم تختر الهرب بهذه الطريقة، لكانت حملتها الذنب مناصفة معك، ولربما كانت قد سامحتك لأنها تعلم أنها من كانت تسعى وراءك منذ زمن... لكن الآن برحيلها بهكذا طريقة موجعة ستتحمل الذنبين معا... الخيانة ، وأنك كنت سببا في انتحار أختها...
ازداد انقهار وجدي الذي كان يحاول إيجاد خيط أمل واحد دون أن ينفلت منه...
ريان: على كل حال سأحاول التحدث إليها إن سمَحَت لي بذلك... سأفعل كل ما بوسعي حتى لا تتسببا بالتعاسة لأولادكم... لكنني لن أعدك بالكثير.


دقت الساعة العاشرة في منزل رشوان وقد خلد الجميع للنوم. بعد أن غفا وسيم قبلته نهاد وقللت من النور تاركة إياه في نوم عميق ثم توجهت إلى غرفتها. عندما فتحت الباب ولمحت ستائر الشرفة المقابلة على جنب ابتسمت بعفوية وأغلقت الباب خلفها حتى تبحث عن هذا اللص الذي لا يتوب عن أعماله. فاجأها هو وقد كان مختبئا خلفها تماما فكادت تصرخ بينما ضحك هو ولكنه كان يحمل من الأسى ما يذهب عنه الفرح سريعا. التفتت إليه ولكمته على صدره.
نهاد: لقد أفزعتني...
ثم ابتسمت: أتعرف! لقد كنت أفكر فيك أثناء العشاء... تمنيت رؤيتك... خصوصا أنك غادرت المستشفى بسرعة ولم أرك بعدها...
ريان: هل سمعت بما حدث مع ناريمان؟
حركت نهاد رأسها بأسى وهي تقول: ليرحمها الله، لابد وأنها بلغت من الأسى أشده لتفعل ما فعلته...
ريان: هذا مؤكد..
كلامه الواثق، حرك الفضول بداخلها لتنهال عليه بالأسئلة: مالذي حصل معها؟ كيف فعلت ذلك؟ ومتى؟
ألقى ريان بجسده المنهك على طرف السرير جالسا فجلست بالقرب منه مواسية له وهي تمرر يدها على كتفه بعد أن شاهدت تعبه.
نهاد: لا عليك... ليس عليك إخباري بكل شيء، المهم أن ترتاح...
مد إليها ذراعه فألقت بنفسها في حضنه وهو يربت عليها.
ريان: سأرتاح حقا لو أنكما معي، هناك بمنزلنا... أنت ووسيم...
ابتسمت نهاد بفرح لتخيلها أنها ستعود إلى ريان من جديد ليكونوا ثلاثتهم عائلة واحدة هذه المرة.
نهاد: اجتمنا من جديد في ظروف صعبة... الكل يعاني... لا أستطيع ترك أخي يعاني وحيدا بعد ما حصل مع لينا... يقول الطبيب أنها ستتعافى انشاء الله، ومؤكد أنني عندما أجد الوقت مناسبا سأفاتحه بموضوعنا...
ريان: اتصل بي المحقق نصر وقال أنهم سيسلموننا الجثة غدا ظهرا بحول الله... سندفنها بعد العصر.
نهاد: من الجيد أنهم لم يحتفظوا بها في المشرحة لوقت أطول...
حرك ريان رأسه بالإيجاب وهو يفكر: بعد غد موعد المزاد العلني لبيع قصر آل شاهين.
انتبهت نهاد ورفعت رأسها إلى ريان بعد ان ابتعدت عنه.
نهاد: بهذه السرعة!..
ريان: أتمنى أن أستطيع دفع ثمنه وألا يرتفع سعره لمبلغ خيالي... المنطقه هادئة وجميلة وستكون ملاذا للراحة من أجل أي ثري يريد الاستجمام...
نهاد: خصوصا بعد تقديمك للدعم من أجل ترقية البلدة... أتخيل أنها كلفتك مبالغ لابأس بها...
ريان: البلدة تستحق الأفضل، ترجع الأولوية لها قبل قصر الأشباح ذاك... لولا أنني أريد قهر هادي الغبي لما كنت أرغب في ولوجه مجددا... كل زاوية فيه تحمل ذكرى مريرة...
كانت نهاد تغوص في تفاصيله وهو يحدثها بنبرة انزعاج لتذَكّرِه كل ما فات... لينتبه في الأخير إليها.
ريان: ما الأمر؟
ابتسمت وهي لا تزال تنظر إليه: اشتقت إليك... لم أستطع النظر إليك عن قرب طوال كل هذه السنوات...
صمت للحظات ثم وضع كفه الدافئة على خدها بحنو وقلبه قد قتله الشوق لرؤية تلك النظرات الحالمة من جديد.
ريان: لا تتخيلين مقدار سعادتي عندما أشعر أنني لم أفقد محبتك لي... اعتقدت أنك قد رميتني حقا وراء ظهرك... لطالما بحثت عن ذاتي التائهة مني، لكنني عندما... عندما أحدق بعيونك... أجدها تسكنك... أجد ذاتي التائهة عندك، أنت الوحيدة القادرة على تجريدي من قناعي ورؤية وجهي الحقيقي بكل عيوبه...
نهاد: ليس سيئا لهذه الدرجة... ريان، أنا عشقتك رغم كل شيء لأنني أعلم أنك تحمل قلبا طاهرا بين جوانبك...
أغمض ريان عيونه مبتسما وهو يطلب منها ترديدها مجددا...
نهاد: قلت أنك تملك قلبا طيبا بين جوانبك...
ريان: الأولى...
ضحكت نهاد : لا أعتقد أنني قلت شيئا قبلها...
أخذها بين ذراعيه وقبل جبينها هامسا: يا حبيبتي... كم اشتقت أن أضمك إلي وأن أخبرك أنني من يعشقك ومن يحترق كل يوم ألف مرة في بعدك...
أعادت هذه الكلمات الروح لنهاد التي لطالما عاشت فارغة من كل الأحاسيس بعد أن أحرقها هذا العاشق المتيم قبل زمن...


جاء صباح اليوم التالي يحمل عبق أمل جديد. أبكر فراس إلى المشفى لرؤية لينا فعرف أنه تم نقلها لغرفة منفردة بعد أن تجاوزت مرحلة الخطر. سر كثيرا لسماع هذه الأنباء السارة وأسرع الخطى بحثا عن رقمها بالرواق. فتفاجأ بالمحقق نصر يخرج من إحدى الغرف وهو يقفل الباب خلفه. توقف بالقرب منه فألقى نصر التحية.
نصر: صباح الخير، كيف حالك؟
فراس: الحمد لله... هل هذه غرفة لينا؟
نصر: أجل... أخذنا أقوالها بعد أن سمح لنا الطبيب بالأمر.
بدى الفضول في عيون فراس: و... ماذا قالت...؟
نصر:سأختصر التفاصيل... إنها ماجدة .
اشتعلت نيران الغضب في عيون فراس الذي كان يتوعدها الآن بالقتل في قرارة نفسه، وكأن نصر شعر بما يدور في رأسه من أفكار.
نصر: لا تقلق... ستلقى الجزاء الذي تستحق... ليس من أجل هذه الجريمة وحسب، وإنما...
وصمت وكأنه لا يريد أن يقول المزيد وأراد التملص فأوقفه فراس.
فراس: مالذي فعلته أيضا؟...
نصر: ستخبرك لينا... أنا على عجلة من أمري.

استفاقت نهاد ونظرت من حولها لتشاهد ريان نائما بالقرب منها، المسكين ليلة البارحة بعد أن قص عليها ما أخبره به وجدي وألقى إليها ببعض من الأحمال التي كانت تثقله خر نائما من فوره ولم تشعر به إلا بعد أن انقطع عن الكلام فضحكت منه ثم غطته كطفل صغير وجد أخيرا حضنا دافئا لآلامه وقبلته بحب لتغرق هي الأخرى في النوم من شدة التعب.
نظرت إلى الساعة وأدركت أن أخوها قد سبقها للمستشفى وعندما همت بالنهوض من السرير استفاق ريان الذي بدى منهكا.
ريان: كم الساعة؟
نهاد: التاسعة والنصف...
فتح عينيه وهو يمسح وجهه ويتثاءب ثم نظر إلى نهاد وضحك: أعتقد أنني نمت كالميت من شدة التعب.
نهاد: بل نمت كطفل صغير جميل... هيا سأسبقك لأغتسل ثم نفطر معا... لابد وأن فريدة قد أعدت فطورا شهيا اليوم... ولابد وأن فراس قد غادر للمستشفى باكرا وقد اصطحب وسيم للحضانة في طريقه.

لم يكف فراس عن شكر الله وهو ينظر إليها ويشاهدها تبتسم رغم كل الندوب والآلام... لطالما كانت قوية وتبثه من العزيمة ما يحتاجه ليستمر إلى الأمام بقوة مجابها الصعاب... أجل إنها حبيبته لينا لم تنتقص نكبتها تلك من عنفوانها مثقال ذرة.
شدت بأصابع يدها الرقيقة على قبضة يده تطمئنه بعد أن شاهدت القلق الذي لا يكاد يفارق عيونه فأمسك بها وقبلها.
فراس: هل تشعرين بخير؟
ردت لينا بصوت متعب لا يخلو من الدعابة: مثل الحصان...
ابتسم وقد دنا بالقرب منها يتحسس وجهها بأنامله الدافئة.
لينا: هل أبدو بشعة؟
فراس: أنت مثل الوردة يا حبيبتي... لا توجد من النساء من هي أجمل منك...
فرحت لينا بهذه الكلمات التي أسمعها إياها زوجها والذي أصبحت الآن ترى فيه رجل حياتها وفرحتها.
قبل خدها بحب وهو يهمس لها بالقرب من أذنها: لقد اشتقت إليك بالقرب مني... لا أريد أن تبقي هنا فترة أطول، لأني سأجن حقا...
وقرب الكرسي ثم جلس بالقرب منها واضعا كفها بين يديه يلاعب أصابعها الجريحة.
فراس: إذا سمحوا لي سأبقى اليوم كله هنا دون أن أبارح مكاني...
ضحكت لينا رغم ألم جراحها وهي تشد على يده: لن يسمحوا لك بالبقاء اليوم بطوله...
ثم صمتا لبرهة وهو يتأمل ما أصابها من كدمات وجراح تلفها الضمادات.
فراس: من فعل بك كل هذا؟ إنها هي... أليس كذلك؟
نظرت إليه لينا بشفقة تحمل بين ثناياها سرا لم يعرفه حتى الآن وهي لا تريد أن تكون من تبلغه الأمر الموجع... نظراتها تلك لم تغب عنه فشد على أصابعها بقوة وهو يترجاها أن تقول كل شيء. لتتذكر هي أخيرا ذلك الصباح المشؤوم الذي عرضت فيه على ماجدة أن ترافقها في الحقول المجاورة لتدردشا وحتى تتمكن من وضعها عند حدها...

الجو مشمس وصحو... العصافير تزقزق على أغصان الشجر. إنه يوم جميل مقارنة بأيام الشتاء الباردة.
كانت لينا مع ماجدة تسيران في الحقول بعيدا عن المنزل وهما تتبادلان التلميحات والعبارات الملغمة دون إفصاح حتى طفح كيل لينا.
لينا: ماجدة... هلا كنا واضحتين... لنتحدث بصراحة أكبر... فأنا لم أعرض عليك التمشي هنا من أجل التعارف !
ماجدة: تفضلي عزيزتي قولي ما عندك.
توقفت لينا عن السير ووضعت كفها على خصرها بكل ثقة موجهة نظرة ثاقبة إلى ماجدة.
لينا: أخبرني فراس عن كل شيء... وأنصحك أن تتوقفي عن ألاعيبك وكفي عن ملاحقته... لأنني لن أسمح لك بالاقتراب منه.
كانت هذه الكلمات مستفزة لماجدة التي صرحت بكل وضوح عن مكنوناتها.
ماجدة: أخفتني حقا !!! إسمعي أيتها المتغطرسة... ذلك الرجل ملكي أنا، أنا وحدي.... أتفهمين... ولن تتمكني من أخذه مني وإن كنت زوجته، كوني واثقة...
ردت لينا بسخرية تعلمت فنونها من عشرتها الطويلة لابن عمها ريان.
لينا: لقد أخفتني !!! ألا ترين كيف أرتجف؟
ماجدة: يجب أن تخافي لينا... يجب أن تخافي مني...
تحرك الغضب ليطل من عيون لينا التي هاجمتها بكلامها الشرس.
لينا: كفي عن ملاحقته وإلا أقسم أنني لن أسكت وسأخبر حسن بكل شيء.
فضحكت ماجدة: تعتقدين أن أمره يهمني !!! عندما أحصل على فراس لن يهمني لا حسن ولا غيره... وسأتخلص منك مثلما فعلت مع زوجته الأولى...
أصاب لينا الهلع لسماع هذا الاعتراف الخطير وتراجعت خطوتين إلى الوراء لتفرح ماجدة بانتصارها، وأرادت بعث الرعب فيها أكثر عن طريق إفصاحها عما فعلته بنجلاء قبل ما يقارب الثلاث سنوات.
ماجدة: أرى أن الأمر أرعبك! ستحصلين الآن على شرف معرفة سري الصغير والذي لم يعرف به أحد قبلك. أنا من أشعل النار بالتبن في المخزن... وأنا من أوصد الأبواب على نجلاء لتموت هي وابنها الرضيع حرقا بالداخل... هذا حتى أخلص فراس منها... لأنه دائما وأبدا سيبقى ملكي أنا وحدي.
لم تستطع لينا تصديق تلك الكلمات القاسية وأصبحت أطرافها ترتجف رغما عنها ما جعل ماجدة تستمتع أكثر وتستمر في إخبارها عن جرائمها الشنيعة، لترى انتصارها المتمثل في نظرة الرعب تلك على وجه الضحية، ولينا ليست أي ضحية... بخلاصها منها تكون قد حققت أكبر تحد لها حتى الآن.
ماجدة: وأنا من قتل جمال رشوان... ذلك الحقير الذي اعتقد أنه بأمواله قد اشتراني... البائس الذي من أجله تركت حب حياتي، وحده الحقير من حرمني السعادة...
وكأنها ليست هي من سعت لإغوائه من أجل نقوده!!! تبا لها كم تحب قلب الحقائق والتفنن في لعب دور الضحية...
لتستغل في الأخير دهشة لينا وفزعها وتسدد لها ضربة على مستوى الرأس بحجر ثقيل بالكاد استطاعت حمله أفقدتها فيها وعيها، واعتقدت أنها قد قتلتها فجرتها إلى بئر بيتهم المهجور وهناك ألقت بها واستمرت في لعب دور الزوجة العفيفة والمرأة الحنون على الجميع...


بهتت ملامح فراس عندما عرف الحقيقة المرة وبشاعة ماصنعته تلك الفاجرة التي تستحق الذبح في الحال...
أجل كانت يومها بالمزرعة يوم الحادث عندما توفيت زوجته، جاءت لتخبرهم بشوقها فوقف هو في طريقها وطردها، لكن يبدو أنها لم تغادر حتى أخذت روح زوجته السابقة معها... واليوم هاهي تكرر الكرة وبزوجته الثانية لينا... ويبدو أن يد الله كانت ترعاها فنجت في آخر لحظة... أما بالنسبة لوالده فهذه فاجعة أخرى ، إذ أن هذا الأخير قد لاقى حتفه على يد المرأة التي توجها ملكة على امبراطوريته...
رغم كرهه لحقارتها ودناءتها إلا أنه لم يفكر يوما في أنها ستكون مجرمة بهذا الانحطاط... فيا لأسفه على سنين الحب الذي اعتقد فيها أنها انسانة تستحق مشاعره!

ما أيقظه من دوامة أفكار تلك صوت قرع على الباب ليدخل بعده هادي رفقة صفية وأبنائه الثلاثة.
هادي: السلام عليكم.
رد فراس ببرود وتيه: وعليكم السلام.
ثم التفت إلى لينا واقفا وأشار لها أنه بالأرجاء. ليحمل نفسه بخطوات مضطربة إلى الخارج فاسحا المجال لهادي وأسرته.









بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-16, 12:16 AM   #538

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثون يوم الاثنين بحول الله.

بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-11-16, 01:16 AM   #539

رورو 11

? العضوٌ??? » 311505
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 741
?  نُقآطِيْ » رورو 11 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رورو 11 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-16, 03:35 PM   #540

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الجمال
فصل جميل جدااا
بدات حياة ريان و نهاد تاخد شكل طبيعي زي اي زوجين و لولا ظروف فارس كانو اتلمو في بيتهم
فارس و المهوسة المجنونه ماجدة ﻻ دي خسارة فيها الاع9ام دي تتحط بسجن انفرادي مدي الحياة لحد ما تتجنن
لفت علي ابو حبيبها و اتجوزتو حاولت تغوي ابن جوزها يعني مش بس خيانة ﻻ ده مرارا طافح و زنا محارم
قتلت جوزها و بعدين قتلت مرات فارس و طفل رضيع
يعني معدومه الانسانيه و الاخلاق و الضمير و يارب تعفن في السجن
ريان عرف غلطة وجدي
مشكلته مش بس في الخيانة ﻻﻻﻻﻻ المشكلة الاكبر في الشخص اللي خان مراته معاها
صعب جدا ميس تنسي و تسامح مستحيل الضربة جامدة بطريقة صعبة
هادي هل اللي حصل لبنته هيغير في شخصيته
حتي لو هو اتغير هل يقدر يصلح البذرة اللي رماها في ولاده لحد ما بقوا نسخه منه
بانتظارك الاتنين يا سكرة


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا ركام.نهاد.ليوباردو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.