آخر 10 مشاركات
يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لذة العذاب (67) للكاتبة رعشة هدب *مميزة* ×كـــــاملهــ×تم تجديد الروابط (الكاتـب : جيجي22 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك للرواية؟ ( بالإمكان اختيار أكثر من إجابة واحدة)
رائعة 117 62.90%
مشوقة 76 40.86%
غامضة 25 13.44%
غير مفهومة 6 3.23%
مملة 6 3.23%
لا أحبها 4 2.15%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 186. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-16, 10:50 AM   #591

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير

قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 12:25 PM   #592

sanity

نجم روايتي وكاتبة وقاصة ومصممة مساعدة في منتدى قلوب أحلام وعضو في فريق الترجمة ومتابع مميز في القسم الطبي والنفسي

alkap ~
 
الصورة الرمزية sanity

? العضوٌ??? » 326029
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 5,962
?  مُ?إني » vancouver
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond reputesanity has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك carton
?? ??? ~
in my own fairytale, only you playStay more here, my passion hiddenand even to Hell I would follow youHold me just yetfire in the bodyand dizziness in my mind
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أهلين سوسو
بعرف اني مقصر عم اقرأ واهرب نوعا ما
ههههههه لكن بطبيعتي ما بحب علق ع الفصول مرة وحدة
لهيك بوعدك ارجع علق ع كل فصل الحالو لانون بيستحقو
أبدعتي يا جميلة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 2 والزوار 4)
‏sanity, ‏سهام هاني


sanity غير متواجد حالياً  
التوقيع
saray

قد أكُون سيئاً ، لكني لا أخون قلباً هرّب مُرتجفاً من صُدور الناس لِـ صدري ...
رد مع اقتباس
قديم 01-12-16, 12:33 PM   #593

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير يا سوسو وحشتيني انا مقصرة معك بس لك تعليق كامل اخلص ال فاتني

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:30 AM   #594

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

آسفة جدا على التأخير يا حبايبي الغاليين، نشالله ما كون طولت عليكم. الفصل ال 35 والأخير بعديه الخاتمة ثم راح رد على التعليقات.

بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:38 AM   #595

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والثلاثون والأخير




مضت بضعة أسابيع ومر ما يقارب الشهر، الأيام المتتالية تعمل على إذابة الأسى وشفاء الجروح... لكنها غير قادرة على محو الذكريات التعيسة...
ذلك الأسى الذي يسكن قلب ميس لم يزل على حاله... إنها هناك في ذلك المنزل الذي يأوي بهية وديع ريم وإياد، تلك العائلة الصغيرة المتآلفة . على الرغم من أن الجميع يحاولون الرفع من معنوياتها إلا أنها تجد نفسها دائما في الحضيض... كانت تجلس في الحديقة وحيدة تتفرج على رغد وهي تركض خلف البط فجائت ريم بكوبين من الشاي وضعت واحدا بالقرب منها والآخر احتفظت به لنفسها.
ريم: الآن ستخبرينني فيما تفكرين...
نظرت ميس إليها باستسلام.
ميس: آه يا ريم... سيكون من الأسهل لو قلت فيما لا تفكرين.. أنا أفكر بكل شيء... وأكثر ما يوجعني هو حرماني لبنتاي من والدهما...
ريم: لا تقولي هذا... تذكري أنه يستطيع زيارتهما في أي وقت يشاء وبإمكانه منحهما الحب والحنان الذان يحتاجانه ...
صمتت ميس والحزن لا يفارق عينيها... ذلك الحزن الذي أقسم ألا يبارحها ، فمنذ البداية وجدت نفسها في صراع أزلي معه... وربما تعودت عليه، من يدري؟
وضعت ريم كفها على يدها مواسية: الوحدة... الفراغ الداخلي... إنها الآفات التي تصنع التجهم الذي أنت فيه...
ميس: أنا بينكم على أية حال، لست أعاني من الوحدة.
ريم: الوحدة التي تعانين منها تنبع من داخلك ولا علاقة لها بالذين يحيطون بك... عليك إيجاد أمر مسلي تشغلين به نفسك قبل أن يقتلك الفراغ...
ميس: فكرت في أن أعمل... لكن من سيقبل بتوظيف امرأة حامل شارفت على الولادة؟ كما أن البلدة لا تحتوي الكثير من المرافق، أظن أنه علي انتظار افتتاح المدرسة العام المقبل حتى أحصل على وظيفة مُدرِّسة...
ريم: يمكنك أن تشغلي وقتك بأبسط الأمور وليس من الضروري إنهاك نفسك...
صمتت ميس لبعض الوقت ثم تحدثت: سمعت قبل فترة من أن المالك الجديد لقصر جدي يبحث عن مدبرة منزل، امرأة تكون المسؤولة على الخدم وتحرص على سير الأمور في غيابه.
ريم: هل يفكر في العيش هنا ؟ اعتقدت أن إقامته ستقتصر على بعض الزيارات في العطل !
ميس: يبدو أنه سيبقى بالمكان فترة لابأس بها... على الأقل هذا ما يدل عليه بحثه عمن يتكفل بشؤون المكان، وإلا كان أقفله وانتهى الأمر.
ريم: لا أرجح فكرة هذا العمل، خصوصا في وضعك الراهن، كما أنني أتوقع ردة فعل سيئة من ابن عمك ان عرف بالأمر.
ميس: أرجو ألا تبلغيه بشيء... ريان لا يحق له التدخل بحياتي ولا أريد الدخول في شجار معه... أعلم أنه لا يقصر معي في شيء لكنني لا أريد أن أعتمد إلا على نفسي... على الأقل أريد أن أشعر بأهميتي وأكون على قدر المسؤولية...
صمتت ريم متذكرة ريان ومغصة من الألم لا تبارحها، لترتشف في الأخير من فنجانها زافرة بأسى. رمقتها ميس بنظرة استفهام لكن ريم لا تريد الخوض في هذا الموضوع مع أحد... صحيح أن ريان طار من يدها وهو يعيش كالعاشق المتيم مع زوجته وابنه وهذا واضح للجميع، وإن تبقى لها شيء فهو الاحتفاظ بكرامتها وأن تجتهد حتى لا يكتشف أحد ما تخبئه بقلبها... لكم هو صعب ومر الحب المبتور الجناحين... ذلك الحب الذي لن يحلق إلى أي مكان، وسيظل طريحا مكانه يتوجع ويوجع صاحبه ليسقيه المرارة في كل حين... إنه الحب من طرف واحد، منذ البداية لم يغب عليها اهتمامه الشديد بزوجته لكنها غالبت نفسها واعتقدت لوهلة أنه سينساها، لتجد أنها كانت طوال الوقت تحاول أن تخدع نفسها بكذبة كبيرة... إن لم تظفر به كحبيب فعلى الأقل ستحتفظ به كصديق وفي يحمل لها بقلبه كثيرا من الود والاحترام، لأنها الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبه وفتح أمامه أبواب الأمل بعد أن أوصدها جميعها في وجهه بافتراقه عن نهاد اعتقادا منه أنها النهاية، وبذكائها أوضحت له أنها ليست سوى بداية... بداية جديدة... بداية إصلاح الذات...

اتجهت لينا إلى الباب تستند على عكازيها وتحاول السير بساقها السليمة رافعة الملفوفة في الجبس عن الأرض وقبل أن تخرج إلى الحديقة كانت فريدة قد أقبلت مسرعة وهي تنادي عليها مذعورة.
فريدة: هل جننت؟ تريدين أن أسمع ما لا يسرني من فراس!
لينا: لا عليك... أريد الجلوس تحت أشعة الشمس الدافئة بعضا من الوقت واستنشاق الهواء العليل... سئمت من عتمة الغرفة.
فريدة: كنتِ طلبتِ إليَّ أن أساعدك أو على الأقل استعملت كرسيك المتحرك!
ضحكت لينا وهي تتابع السير خارجا: إذا جلست عليه أشعر أن الجدة شمس قد عادت للحياة...
وتمتمت بين شفاهها بأسى: ليرحمها الله.
أوقف فراس السيارة وأقبل مسرعا باتجاه لينا الي كانت قد خرجت إلى الحديقة لتوها فحركت فريدة رأسها متوعدة: لقد ضبطك بالجرم المشهود...
كانت لينا تعلم أنه سينهال عليها باللوم والعتاب لمغادرتها سريرها وخروجها إلى الحديقة بهذا الشكل، فبدأت بتجهيز أجوبتها قبل أن يطلق هجومه لكنها تفاجأت من ابتسامة حانية ارتسمت على شفاهه فتعلقت عيونها به ولم تدر ماذا تقول، بينما حيته بهية وغادرت إلى المطبخ لتثرثر مع ورد مفسحة لهما الجو للحديث بحرية.
لينا: أشعر بالملل من الغرفة... أريد أن أتفرج على الربيع...
اقترب هو منها هامسا: ليس عليك قول شيء، أعلم أنك تعانين من الوحدة خصوصا بسبب انشغالي في الفترة الأخيرة... تعلمين، بسبب تراكم الأعمال...
وقبل وجنتها ثم رفعها بين ذراعيه تاركا العكازين يسقطان أرضا.
فراس: رباه أصبحت ثقيلة...
ضحكت لينا وهي مندهشة من تفهمه: إنه بسبب الجبس...
وضعها بالمقعد الأمامي بالسيارة وعاد لإحضار عكازيها وهي تتأمله بحب، ثم جلس بمقعده إلى جوارها وشغل المحرك مانحا إياها نظرة دافئة...
فراس: من أين تريدين أن نبدأ؟...
حركت لينا رأسها بنظرة متسائلة. فأجابها : اليوم كله لك... لقد تفرغت من أجلك.
فرحت لسماع كلامه وشدت على قبضة يده التي كانت على محول السرعة.
لينا: شكرا لك حبيبي... يسرني أنني سأمضي معك بقية اليوم، لقد اشتقت إلى الجلوس وإياك هذا الأسبوع.
تحرك فراس بالسيارة : اعتقدت أنك مللت مني طوال الفترة الماضية التي قضيتها معك...
لينا: لا تقل مثل هذا الكلام.
فراس: أنا أمزح وحسب... سنبدأ من منزل ابن عمك المجنون، لقد دعتنا نهاد للغداء...
ضحكت لينا وهي تنظر إلى الطريق من حولها وتتفرج على الحقول المزهرة التي ترتدي أبهى حللها في هذا الوقت من السنة.
لينا: سيقتلك إن سمع ما تقول...

دخل ريان المنزل حاملا بعض الأغراض وتوجه إلى المطبخ أين كانت تنبعث روائح زكية. وضع الأكياس على الطاولة وقبل جبين زوجته التي كانت في الانتظار.
نهاد: كيف كان صباحك حبيبي؟
ريان: ككل يوم، اصطحبت وسيم إلى الحضانة واشتريت بعض الأشياء... وأنت؟
نهاد: لقد دعوت أخي فراس وزوجته لينا على الغداء...
صمت للحظات مفكرا فرابها الأمر.
نهاد: ما لذي يدعوك للقلق؟
ريان: دعوت فواز قبل قليل... وجدته منتكسا بالمزرعة فدعوته ليخرج من قوقعته...
نهاد: لا يهم، فواز ليس غريبا... سنتغدى جميعنا مع بعض.
يبدو أن نهاد لا تعرف بأمر فواز ولينا وحبهما الذي دفنه هادي قبل سنوات! لم يقل ريان أي شيء واكتفى بصنع ابتسامة سعيدة فرؤيته لنهاد بمئزر الطبخ تجتهد لأن تكون ربة بيت ناجحة أمر يدخل السرور لقلبه، وكذلك يحمله على الضحك فهو لم يكن ير فيها قبل زمن غير فتاة صغيرة متهورة انجرفت وراء مشاعرها التي اجتاحتها تجاهه دون أدنى تفكير... ما أجمل هذه الزهرة التي تزين حياته، إنها إحدى أغلى نعم الله على قلبه... يحبها بل يعشقها ولا يريد حتى أن يتخيل كيف كانت لتكون حياته من دونها...
بقيت هي تحدق في شروذه ذاك وهو يسافر بعقله في الماضي البعيد متأملا تفاصيل وجهها ويشكر الله على حاضره الجميل الذي يعيشه بكل أحاسيسه. بدت مذعورة وهي تنتظر الأسوأ من وراء سكوته لتنطق في الأخير بقلق: ريان... مالذي تفكر فيه؟
باغتها هو بقبلة حنونة دافئة وضمها إليه بقوة فأدركت سريعا أنه كعادته يتحسر على سنين مضت لم تكن هي فيها معه.


كانت صفية تعد طاولة الطعام بالحديقة وهي تحرص مع الخادمة على ألا ينقص شيء. فجاء فؤاد وأخذ يتذوق من الأطباق وهو يرمق أمه بنظرات فضول.
فؤاد: على شرف من هذا كله؟
صفية: اتصلت أختك صباح اليوم وقالت أنها ستزورنا اليوم فوعدتها بغداء من الذي تحبه...
عقد فؤاد حاجبيه ساخطا: دلال ثم دلال ثم دلال... تستمران أنت وأبي في تدليلها حتى يُخَيَلُ لها أنها صاحبة الأمر والنهي فتخرج عن الطوع والطاعة...
صفية: أغلق فمك ! هذه شقيقتك وواجب عليك احترامها...
ضحك فؤاد بسخرية فهو لم يتعود من أمه هذه الكلمات الصارمة وسماعها منها على حين غرة تثير بنفسه الدعابة بدل المهابة.
فؤاد: سيدة صفية... لا يليق بك دور السيدة الصارمة، أكثر ما يناسبك هو دور الزوجة الخانعة والخاضعة التي تلقى التوبيخ دائما وتحني رأسها من دون أن تلقى أي اعتبار...
وقح من الدرجة الأولى لم يكمل كلمته الأخيرة حتى دوى وجهه بصفعة قوية تردد صداها بأذنيه طويلا... إنه ذلك الأشيب الذي يسيطر على زمام الأمور في تلك العائلة. عندما يقول هادي كلمته فعلى الجميع السكوت والتركيز عليه بانتباه... هكذا هو حال الوجوه التي كانت أفواهها فاغرة حتى نطق هو بلهجته الصارمة: عليك تتعلم الأدب مع أمك أيها الولد لعاق...
صمت فؤاد كالحجر فهو لن يجازف أبدا بإعلان العصيان على المتغطرس أمامه، لأنه يعلم جيدا بأنه قادر على جعله بين لحظة وأخرى معدما لا ينتمي لأي عالم ويحرمه من الميراث ومن أي شيء قد يفكر فيه... يفعلها هذا الشرس من دون أن يرق له أي جفن... رحل في الأخير من المكان دافعا بالكراسي من أمامه بغضب فتناثرت في الأرجاء، بينما بلعت صفية ريقها وهي تتأمل زوجها باستغراب شديد، لطالما كانت أكثر شخص مُهان في العائلة كلها... هو بذاته لم يكن يعيرها أية أهمية، وكلامها لا يمثل بالنسبة إليه شيئا... هو من علم أولاده الذكور ازدراءها وزرع في نفوسهم تلك النزعة الى التغطرس وفرض الذات عن طريق إذلال الآخرين... مالذي يفكر فيه الآن هذا الأشيب بحق السماء؟
لم تكن تدري حقيقة شعورها في تلك اللحظة بالذات وهي تحدق بتلك العيون الصارمة التي رقت منها نظرة لم تفهم مغزاها حتى الآن... أهو الحب الذي افتقدته دهرا حتى لم تعد تعرف له شكلا ولا طعما... ما كانت متأكدة منه هو أن هادي قد أعاد لها الاعتبار، ذلك الاعتبار الذي سلبه منها منذ زمن وتنازلت هي عنه بخنوعها ذاك... ذلك الخنوع الذي جعلها محط سخرية ابنها للتو.
لست أدري إن رفرفت طيور الحب فوقها طويلا وهي تشعر بالفرحة العارمة لعلو شأنها في عيون زوجها من جديد، ولست أدري إن كانت هذه اللفتة قد أحيت القفار بقلبها، لكنني أعلم جيدا، أنه عندما نفتقد إلى أدنى الحقوق... عندما نُحرم من أبسط الأمور ويحاصرنا الجفاف العاطفي تصبح لحظة الواجب هذه مقدسة...
انتفظت أخيرا وارتعدت على وقع كلماته المجلجلة والتي تعمد إيصالها لكل من في البيت.
هادي: إن تعرض أي منكم للينا بالأذى فسيكون حسابه معي عسيرا... أتسمعون.
زفر وائل الذي كان يراقب الوضع من خلف زجاج النافذة بغرفته بينما ابتسم حسام الذي كان يدرس بالطاولة القريبة ابتهاجا لما آلت إليه أمور والده، صحيح أنه لا يملأ حياتهم حبا، وحتى طريقة تصحيحه للأمور خاطئة تعكس فلسفته الفاشلة أصلا ، لكن يكفيه أنه يشعر بأنه يسير أخيرا على الدرب الصحيح...


بينما اجتمع المدعوون على طاولة الطعام في منزل ريان يتبادلون الحديث ونهاد تسكب لهم، كان هو مهتما بقراءة المشاعر على وجهي فواز ولينا. صحيح أن لينا قد تفاجأت عندما رأت فواز هناك وتفهمت سبب حضوره بعد أن قصت عليهما نهاد أنها دعتهما وأن ريان قد دعا صديقه دون أن يخططا للأمر مسبقا، لكنها هدأت لاحقا وتصرفت بعفوية. المشكلة في فواز الذي بدى مهموما أكثر... وكأن ريان عندما أراد إخماد لهيبه صب البنزين فوقه...
فراس كان عفويا ويتحدث بمزاح كعادته حتى مع فواز رغم انعدام الصلة الوثيقة بينهما، لكنه وريان كانا يصنعان جوا استثنائيا ما يجعل لينا تغرق في الضحك بينما لا تكف نهاد من الدوس على قدم زوجها غريب الأطوار لأنها تعلم جيدا ان لسانه متبرئ منه، إلا أن فراس متعود عليه منذ زمن...
فواز يحرك ثغره مبتسما بتصنع شديد وهو يجاهد القهر بداخله جهادا لا مفر منه. حتى وإن حاول إقناع نفسه مسبقا بأنه قد رمى لينا خلف ظهره إلا أنه يجد صعوبة شديدة في تقبل الواقع المحتم أمامه وهو يشعر بيقين أن قلبها لم يعد ملكه... يعرفها جيدا، ويعرف صدق نظراتها... وتلك التحديقة المميزة التي تتابع بها زوجها وهو يتحدث تقتله... أجل حتى وإن حاول إخفاء هذا الشعور بألف عذر فإنها تقتله...
عندما انتهوا جميعهم من تناول الغداء جلسوا بالصالة يحتسون الشاي، عندما وصلت الخادمة منار التي كانت قد اعتذرت عن القدوم مبكرا بسبب مرض ابنها. واستلمت شؤون المطبخ.
كانت لينا تنظر إلى ساعة الحائط بعد أن تذكرت وعدها لأمها هذا الصباح واستحت من أن تقطع الزيارة فقررت ألا تقول شيئا، لكن فراس لاحظ اضطرابها...
فراس: ما بك حبيبتي.... هل هناك ما يزعجك؟ أمازال يؤلمك قدمك؟
حركت لينا رأسها نفيا وهي تحاول إخفاء قلقها: لا عليك حبيبي... لا شيء مهم.
اقترب منها فراس وقد قلق حقا لمعرفته أنها تخفي عليه شيئا ما، وهمس بحب: أخبريني...
نظرت لينا للعيون التي تحدق بهما فنهاد كانت تبتسم سعيدة للحب الذي يعيشانه مع بعضهما الآن والذي ينعكس جليا في تصرفاتهما بينما كان فواز يحاول أن يبدو بالمظهر العادي وهو لا يستطيع إخفاء قلقه عليها واتقاد غيرته، وفي الأخير ريان الذي كان يرفع حاجبيه باستخفاف من عصافير الحب والذي تمنت خنقه الآن حالا بسبب تلك التعابير المستفزة التي يرسمها على وجهه.
نطقت في الأخير محرجة تخفي خجلها بضحكة: لا، كل ما في الأمر أنني وعدت أمي بزيارتها على الغداء وقد نسيت الأمر حتى أنني لم أتصل بها للاعتذار...
هدأ فراس لعلمه أن الأمر بهذه البساطة لكن راحته تلك لم تكن مكتملة... هو لا يريد أن يدخل ذلك المنزل مجددا بعد تلك الاهانة الثقيلة من هادي، وفي نفس الوقت لا يريد أن يحرمها من رؤية أهلها. بدى مضطربا بعض الشيء ففهم ريان الأمر...
ريان: مارأيك لو أوصلتك بينما يبقى فراس هنا ليثرثر مع أخته...
غلب نهاد الضحك فتحشرجت قطرات الشاي بحلقها ما جعلها تسعل بشدة وهذا لمجرد تخيل ريان يزور عمه هادي... بينما تفاجأ فراس من موقف ريان والذي كان كريما وأسدى له معروفا كبيرا كهذا... في الواقع ريان أكثر من يجيد التصرف مع رجل مثل هادي...
وقف فواز مستعدا للمغادرة: شكرا لكم جميعا على الاستضافة اللطيفة...
نهاد: شكرا لك أنت على تلبية الدعوة... أسعدنا وجودك.
حرك فواز رأسه مبتسما فقال له فراس: هون عليك... لا بد للحزن أن ينتهي في يوم من الأيام...
فواز: أشكر لك كلماتك المواسية...


عادت ميس من القصر سعيدة فوجدت بهية تطعم طفلتيها اللتان هرعتا إليها بفرح بمجرد دخولها المنزل.
بهية: لقد اشتاقتا إليك...
ميس: أنا أيضا... حبيبتاي...
وراحت تضمهما إليها بحب.
بهية: أراك سعيدة ! هل من أخبار سارة؟
ميس: لقد قبلوني بالقصر بهية... سأكون مدبرة منزل...
تفاجأت بهية فهي لم تعرف شيئا عن الموضوع.
بهية: تعملين؟... لكن لا ينقصك شيء هنا معنا حبيبتي ! كما أن ريان لا يقصر في أي شيء يخصك وبناتك... أنت مقبلة على الولادة... فكيف قبلوا بتشغيلك؟
ميس: كوني مقبلة على الولادة ليس عذرا لمنعي من العمل، كما أنني أعتقد أنه السبب الذي جعل ذلك المدير يقبل بتوضيفي اعتقادا منه أنني معدمة فقد لمح لي بضرورة العمل من أجل الاعتناء بالطفل... ثانيا أنا لا أقبل بأن يعيلني ريان... أنا بحاجة لإثبات ذاتي ولن أركن للاستسلام... في كل زاوية معتمة تختفي بداية جديدة، ومن هنا ستكون البداية...
صمتت بهية وهي تلمح العزم والاصرار في عيون ميس... قررت أن لا تقحم نفسها في عالمها عنوة.. إنها سعيدة... وأخيرا هي سعيدة بعد كل تلك الأيام التعيسة... وإن كان الأمر كذلك فإنه الدرب الصحيح...
ابتسمت بوجهها وهي تدعو لها بالخير وأن يسدد الله خطاها وراحت تضمها بحب سعيدة أن ميس ليست مثل أختها تركن للاستسلام من أول سقطة... ميس تقف على ساقيها من جديد وتنفظ عنها غبار الذل مهما تعددت سقطاتها، وأجمل ما فيها أنها تنظر إلى الأمام دائما في انتظار غد أفضل...

خرجت لينا تستند على عكازيها فوجدت فواز يقف إلى ريان بالحديقة وهما يتحدثان. وعندما انتبها إليها طلب منها ريان أن تنتظر مكانها حتى يحضر سيارته بينما ودعها فواز مغادرا فاستوقفته. بقي واقفا ينتظر ما ستقوله بينما ابتعد ريان عن المكان.
تأملت هي ما هو فيه من حزن وأسى ولم يكن يخفى عليها تعلقه بها... حتى زوجته الراحلة لم تخلصه من أغلال عشقه لها... لم يكن وافر الحظ مثلها ليجد الحب الجارف الذي وجدته هي في زوجها والذي جردها من كل أحاسيسها القديمة تجاهه، فأضحت عاشقة له دون أن تشعر بمزيد من الأسى على حبيبها القديم الذي مازال يكتوي بلهيب حبه... أكثر ما تحس به الآن هو إشفاقها الشديد على حاله، وربما أيضا يسوؤها أنه مازال على العهد القديم، وتكره منه هذا الوفاء لعشق انتهى وأغلقت صفحات كتابه.
نظرت إليه بتفهم شديد ولم ترد أن تطيل المشهد أكثر: فواز... جد لك بداية جديدة.
قتلته هذه الكلمات التي أصابت قلبه في الصميم، لكنه ابتسم رغم الألم مسايرا لها وحرك رأسه بالإيجاب.
فواز: الزمن كفيل بمداواة الجراح.
قال هذا وأعطاها ظهره للانصراف: الوداع...
أجل إنه الوداع الأخير، عليك الآن أن تنسى كل الماضي وأن تفتح صفحات كتاب جديد، كتاب ربما لا يكون غلافه جميلا مثل الأول وقد تكون أسطره باهتة... لكنك قد تجد بداخله كل ما تحتاجه نفسك للعيش بسلام... كل الدفء، وكل الحب...

عندما ابتعد بضع خطوات خرج فراس وبدأ بمعاتبتهاعلى مغافلتها له وخروجها دون مساعدته لها على السير.
لينا: فراس... ستجعل مني معاقة ان عملت بما تمليه علي من أوامر !
فراس: ولكني أقلق عليك كثيرا..
وضعت لينا كفها على خده بحب: لا تقلق يا روحي... سأكون بخير.

كانت ماجدة تجلس في زاوية من زوايا سجن النساء ونظراتها الشيطانية تجول في الأرجاء تتفرج على السجينات، ما زالت تخطط وتفكر في الخلاص من ورطتها تلك، ومن بعدها القضاء على كل من وقف في طريقها وتسبب بمعاناتها. قال المحامي هذا الصباح أنه يتوقع إدانتها لفترة طويلة وهذا ما لا تريد استيعابه. إنها الآن مستعدة للتحالف مع إبليس في سبيل اشباع نيران انتقامها، تلك النيران التي تتقد بين جوانبها منذ عرفت أن لينا قد نجت من الموت وأنها ستعيش مع فراس اياما سعيدة...
وقفت عند رأسها امرأة فارعة الطول والبدانة لا تمت إلى بنات حواء بصلة. رفعت ماجدة رأسها بنظرة شرسة مستنكرة ولا يبدو أنها قد تمكنت من إرعابها بها.
ماجدة: مالذي تريدينه؟
اقتربت بعض النسوة ويبدو أنهن تابعات للأولى بينما ضحكت الضخمة بسفالة وهي تقول: هادي آل شاهين يبلغك تحياته...
تجمدت ملامحها لسماعها هذا الاسم ونظرت من حولها تحاول الخلاص، لكن البقية أحطن بها وأشبعنها ضربا حتى سالت دماؤها بالمكان كله.


توقف ريان بالقرب من المقبرة بعد إصرار شديد من لينا، وساعدها على النزول ثم اعتمدت على نفسها في السير إلى الداخل.
ريان: لا تتوقعي مني أن أحملك مثلما يفعل كزنوفا خاصتك... هاهي المقبرة من تريدين مقابلته من الأموات؟
لم تعلق لينا على استخفافه باعتناء فراس الدائم بها وإنما ردت بنفس بروده: لا تقلق يا سيد اللباقة أستطيع السير بمفردي... أريد أن أتفقد قبور كل أحبابي... بدءًا بجدتي شموسة.
ريان: إذن أسرع أيها القبطان ذي الساق الخشبية...
لينا: لا سمع الله منك، بعد أيام سأتخلص من الجبس وأعود إلى سابق عهدي أيها البليد...
في الواقع كان ريان مستمتعا بإغاظة لينا والسخرية منها، أصلا هو لا يفلح إلا في هكذا أمور.

سارا لبعض الوقت حتى أشرفا على المنطقة التي يدفن بها أفراد العائلة وقد كانوا مرصوفين بالقرب من بعضهم البعض. تأملت لينا قبر جدها سعد وراحت تدعو له ولكل موتى أسرتها وموتى المسلمين، وكذلك فعل ريان غير أنه لم يُطنب في دعائه مثلما تفعل هي وبعد انتهائه راقبها وهي تدعو برحمة ودموعها تسيل على خديها فترة من الزمن.
ريان: اختصري... من في انار في النار ومن في النعيم هو في النعيم، لن يغير دعاؤك من أقدارهم التي صنعوها بأيديهم...
انتظرت لينا حتى تنتهي من دعائها لتجيب تفلسفه: ريان، هم أحوج ما يكونون إلى الدعاء... ربما يتمنون العودة لتصحيح كل أخطائهم، وليس إلى ذلك من سبيل...
والتفتت إلى الجهة المقابلة حيث يرقد عدوه القديم جمال رشوان.
لينا: مهما كان ما فعله بك، فمتأكدة من أنه يتمنى أن ينال منك الغفران.
لم يعلق على كلامها ولم يرفع رأسه باتجاه قبره ففي الناية يكون والد زوجته... كما أنه لا يريد فتح الجراح القديمة.
وسارت تتأمل قبر جدتها المجاور لقبر جدها والذي يليه قبر ناريمان. تأملت اجتماعهما من جديد معًا... تتمنى من أعماقها أن ينعما بالراحة الأبدية... وأسفل بقليل قبر عميها قيس ورشاد الذي ما إن رآه ريان حتى أبعد ناظريه عنه... وكأنه لا يريد أن يتذكر أنه سكن ذلك المكان بسببه... يتألم في أعماقه ألما شديد بسبب ما حصل، وحتى إن بدى للجميع غير مبال فإنه ينهك نفسه باللوم والعتاب.
التفتت إليه لينا وشعرت ببعض ما يختلج صدره.
لينا: سامحه ليرتاح قلبك... في النهاية هو والدك...
التفت إليها متسائلا، فبادرته بالقول من جديد: هل جلست يوما مع نفسك وفكرت بصدق مع ذاتك... أعلم أن معظمهم أذوك بما يكفي، خصوصا جمال رشوان... لكن هل فكرت يوما بأن تصفح عنهم؟
عقد ريان حاجبيه وقد سخط حقا لما تقوله: تطالبينني بالصفح؟
وأعطاها ظهره: تأملي جيدا... هل ترين أجنحة؟
لينا: أجنحة !
ريان: جيد. يبدو أنك لا ترينها، معناه أنني لست ملاكا فلا تبدئي بفلسفتك الراقية لأنني حقا أمقت الاستماع إليها...
كانت تعلم مسبقا نه لن يسكت ويستمع بإنصات...
لينا: ريان، هلا حاولت أن تفتح ذهنك للحظات دون أن تلفه في دثار حماقاتك واستهبالك...
ريان: استمعي جيدا لما تقولين...
لينا: الصفح يولد صفاءًا في القلب وراحة للإنسان... التسامح من صفات البشر العظماء... يقول لقمان الحكيم لابنه، قد أخطأ من ظن أن الشر بالشر يُطفَأ، وإن كان الأمر كذلك فليشعل نارين ولينظر هل تُطفئ إحداهما الأخرى، إنما يُطفَأ الشر بالخير كما يُطفئ الماء النار...
ولى ريان مبتعدا باتجاه سيارته وهو يردد: اسكبي ماءك بعيدا عني...
زمرت لينا بغضب وعادت تتأمل قبور أحبتها من جديد، وهي حقا تتمنى أن يفكر ريان في الموضوع بجد لأن تصرفه كان متوقعا بالنسبة لها، لكنه غالبا ما يراجع ذاته في خلواته ويصل إلى القرار الصواب بالنهاية... ولو لم يكن الأمر كذلك لما تغيرت حياته إلى الأفضل بهذه الطريقة... صحيح أنه ساخر ولا مبال ويعمد إلى الاستخفاف بنصائح الآخرين لكنه في قرارته يعمل بها إذا اقتنع من فحواها...


عندما أنهت لينا زيارتها للمقبرة أوصلها ريان إلى منزل والدها لكنه لم يدخل، وأخبرها أن تتصل به لأنه سيكون بالجوار، ثم قصد منزل والده للالتقاء بميس والتحدث إليها. وقد وجدها بالحديقة تمشط شعر صغيرتها ولم تنتبه له إلا عندما تمتمت رغد: جاء السيد الغاضب...
ريان: صغيرتي، أخبرتك لألف مرة أنني لست كذلك، أنا سعيد وهذه ابتسامتي.
وكشر في وجهها بابتسامته فهربت إلى المنزل، بينما غلب ميس الضحك فاستنكر ريان الأمر: هل أنا مخيف لهذه الدرجة؟
وضعت ميس يدها على فمها حتى تتمالك نفسها وردت بحزم: لم تخطئ الفتاة في شيء... أنت مخيف على الدوام...
هز رأسه بلا مبالات وهو يتأمل المكان: تبدين في مزاج أحسن.
ميس: و... تستمر الحياة...
صمت لبعض الوقت ثم نظر إليها بجد: أحيانا أحسدك على هذه القوة التي تمتلكينها بداخلك... أنت أكثر من تعرض للأسى ومع ذلك... تجابهين الحياة بشجاعة.
ميس: يسعدني سماع هذا... كلامك يزيد من رفع معنوياتي... لكن الأمر ببساطة هو أنني دائما أتذكر أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء وأعزي نفسي بأني سألقى كل أحبتي بالدار الثانية... ثم أمني نفسي بصباح مشرق في غد جميل...
هز رأسه مبتسمًا وسعيدا بالكلام الذي يسمعه من فتاة واعية مثلها، وأخرج من جيبه بطاقة ائتمان قدمها لها فنظرت إليها من دون أن تمسك بها.
ميس: ما هذه؟
ريان: إنه حساب بنكي باسمك...
ميس: أشكر لك لطفك يا ريان لكنني لن أقبلها...
وأنهت كلماتها بابتسامة رضى. بينما استفزته هو هذه الكلمات.
ريان: ميس، عليك أن تبعدي تلك الأفكار الغبية التي تدور في رأسك الآن... أنت من أسرتي، ومن واجبي أن أوفر لك كل ما تحتاجين إليه... أنت لست أيًا كان... أنت ميس...
اغرورقت عيونها بالدموع لكلماته التي استشعرت فيها صدقه وأكثر ما حرك مشاعرها... أنها ميس التي ستبقى لها مكانة غالية بقلبه حتى وإن اختلف مفهومها... صحيح أنهما افترقا منذ زمن، والحب الذي كان بينهما قد انقطع منه الأمل، لكن لها بقلبه مكانة لن يشاركها فيها أحد من البشر... تلك المعزة التي لن يمحوها الزمن من قلبه أبدا...
شعرت بالاطمئنان يتغلغل في أعماقها وأحست بالحماية والأمان، لكنها قررت وانتهى... ستخطو وحيدة تعتد بالعزم والاصرار، وستكون فخورة برسم مستقبل مشرق لها ولابنتيها ومولودها الذي سيولد عن قريب...
ميس: يمكنك أن تطمئن... إن احتجت إليك فلن أتردد في طلب المعونة منك... لكن حاليا سأبدأ بمفردي...

عندما أنهت لينا زيارتها اتصلت بفراس ليقلها فتفاجأ هو من الأمر وتوقع أن ريان وهادي قد تشاجرا حتى أبرقت السماء وأرعدت ثم أمطرت بالحجارة... وهرول مسرعا ليتأكد من صحة الأمر.
عندما وصل ريان إلى بوابة منزل عمه هاتف لينا التي طلبت منه الدخول وقبل أن يفعل وصل فراس فترجل من سيارته وانهال عليه بالأسئلة فأنكر هذا الأخير أنه قد التقى بعمه مطلقًا... تفاجأ الاثنان من السر الذي يكمن وراء طلبها للاثنان دفعة واحدة وهي تعرف خلفياتهما مع والدها.
ريان: الاحتمال الوحيد، أنه قد لقي مصرعه...
نظر فراس إليه باندهاش فأصر ريان على فكرته: لينا ليست غبية لتطلبنا معا حتى نلتقي بوالدها وهو حي يرزق ويتلفظ بالشر من بين أسنانه... على الأقل لن تعرضك أنت زوجها لإهانة أخرى !
دخل الاثنان ليتأكدا من موت هادي وهما يسيران في الحديقة فتفاجآ به يجلس مع صفية وابنته على الطاولة يحتسون الشاي وما إن لمحتهما لينا حتى أسرعت إليما وجرتهما جرا إلى حيث كانوا يجلسون.
ريان: أرى أنك بخير !
فراس: وبصحة جيدة !
لينا: أبي، جاء ابن أخيك...
رفع ريان حاجبيه في سخرية، لا يعلم حقا من هو أسوء من الثاني هادي أم أخوه رشاد...
لينا: وزوجي...
والتفتت إلى فراس الذي تجهمت ملامحه مشيرة له بالصبر. فلم يكن ليستطيع تحقيق مطلبها هذا وانصرف مرددا: سأنتظرك بالسيارة.
تأسفت لينا لأن خطتها لا تسير كما تريد لكنها تعلم جيدا أن والدها قد أهان زوجها بما يكفي. وأنه لا يريد أن يهدر عزة نفسه المتبقية...
ريان أدرك سريعا أن لينا ستستخدم دبلوماسيتها المعتادة لمحاولة إصلاح ذات البين، ينوي أن يطلب منها عدم انهاك نفسها في أمور لا جدوى منها فالأشيب الجالس هناك لا يبدو عليه الاستمتاع بالمسرحية التي تلعبها حتى الآن... لكنه مجنون لدرجة تجعله لا يفوت الاستمتاع بهذه اللحظات التهكمية التي تشعره التسلية بها ما دامت تضيق على عمه.
ريان: ماذا بجعبتك لينا... هل عمي العزيز مريض بداء خطير كالسرطان ويريد طلب الصفح قبل رحيله؟
عقد هادي حاجبيه وردد بغضب: لا سمع الله منك ! جعل الله يومك قبل يومي...
ريان: جعل الله يومي الذي أدخل فيه الجنة قبل يومك الذي تدخل فيه جهنم الحمراء وهي تستعر...
ضربت لينا جبهتها بيدها بغيظ فهذا الأحمق يعقد الأمور بإشعال فتائل الحرب... فهي منذ وصولها لمحت هدوءًا وتغيرا واضحا في شخصية والدها وفي تعامله وحتى في نظرته للحياة، أدركت سريعا أنه قد راجع ذاته واختار لنفسه طريقا أصلح... خطرت ببالها فكرة مصالحته مع زوجها وابن عمها تحت شعار "دُق الحديد وهو ساخن"... كانت تعلم من البداية أن هادي لن يطلب الصفح من أي منهما ولو على جثته، رغم اقتناعه بأخطائه فكبرياؤه سيقف حاجزا لمنع ذلك. لذلك ارتأت جلب الاثنين ومواجهة الثلاثة مع بعض لتوضيح الأمور، لكن يبدو أن خطتها في مهب الريح !!!
ريان: هاه... ماذا بعد يا هادي؟
هادي: أخرج من منزلي قبل أن أجعلك تغادره وأنت مكسور الأطراف.
أطلق ريان ضحكة من القلب وهو حقا يجد ما يسليه في هذا الكلام عكس لينا التي ندمت على خطتها الغبية وهي تلعن نفسها في قرارتها آلاف المرات. لتقول بصوت متألم في الأخير: لنخرج من هنا أنا أرجوك....
نظر إليها ريان بطرف عينه: لا أعتقد أننا أكملنا أنا ووالدك حوارنا الراقي.
ثم التفت إليه بجد: أتعتقد يا هادي أنك حقا تستطيع أن تقف ندا للند معي؟ أنت تعرف الجواب حق المعرفة... وأنا أعلم على يقين أنني لو أردت أن أنتقم منك لكل الشر الذي فعلته... لكنتَ في خبر كان، لكنني قتلتُ مرة واحدة... واحدة في حياتي رغم أنني لم أنو ذلك... تلك اللحظة جعلتني أكره ذاتي... كما كرهت كل من أساء إلي واستضعفني... وأنت بالذات لم تقصر في ذلك...
واستدار مغادرا بينما لينا تنظر إليه مبهوتة كيف انقلب من السخرية إلى الجد في لحظة واحدة وكل ذلك الحزن الذي ارتسم في عيونه يؤكد كل كلمة يقولها... للماضي أنياب ومازالت تنغرز به عميقا كلما لاح طيف الذكرى، ومن المؤكد أنه لن ينسى... فهل هو قادر على الغفران في يوم من الأيام؟

حط هادي عيونه بالأرض متذكرا شيئا من ذلك الماضي البئيس ثم رفع رأسه لابن أخيه قائلا بصوت حزين: هو لم يكن ينوي قتلها...
توقف ريان للحظات يحاول أن يفهم بالضبط عما يتحدث هادي، ثم التفت إليه بنظرة تساؤل، ومن نظرات والدها إليها أدركت لينا أنه عليها الانصراف، فاعتذرت وراحت تسير على عكازيها باتجاه سيارة زوجها وأمها صفية تساعدها في انتظار انتهاء هذه المحادثة التي أخذت تدخل منحى آخر...
اقترب ريان بنظرات شك وهو يهمس بنبرة صارمة: عمن تتحدث بالضبط؟
هادي: عن والدتك رحمها الله...
لم يكن يعتقد ريان أن غيره يعرف بالقصة لأنه ساعة رحيلها لم يكن بالمكان غيره ووالده... فكيف عرف بالحكاية هادي؟
بعد صمت قصير أكمل هادي حديثه: أخبرني ذلك في اليوم نفسه، بعد أن اقترف فعلته الشنعاء... من الواضح أنه لم يكن في كامل وعيه ليفعل بها ما فعل... ندم أشد الندم على ما اقترفته يداه، لكن الأوان كان قد فات على تصحيح الأخطاء... بكى طويلا وهو يتذكر ما حدث... ولم أجد أنا الكلمات المواسية...
ريان: الندم لا يصلح أي شيء انكسر... ومع رحيلها اندثر كل جميل في حياتي... وسواء كان بوعيه أم لم يكن فهذا لن يصحح التاريخ...
هادي: بل يصحح، على الأقل لن تضطر لكرهه أكثر...
صمت ريان دون أن يقول أي شيء فرفع هادي راسه إليه وعيونه تصدق كل كلمة يقولها.
هادي: أتمنى أن تعاملني كعم لك ذات يوم...
هل هذا يعبر عن رغبة هادي في إصلاح الأمور مع ابن أخيه بعد كل هذه السنوات؟... هو لم يعتذر، لكن كلامه يدل على رغبة في تجاوز أحقاد الماضي فهل سيفتح ريان معه صفحة بيضاء؟
ريان: ربما، إن تصرفت كعم.
لم يتصافح الاثنان ولم يبديا مشاعر الحب، لكن لسان الحال يقول أن الضباب سينقشع ذات يوم... ومن يدري قد تصطلح الأحوال في يوم من الأيام... هذا هادي وقد أصبح آدميا ويمتلك قلبًا بداخله... لكن وللأسف قبل أن يفيق من غفوته، كان قد ترك خليفة له على عرش الظلم والاستبداد... إنهما الأخوان اللذان كانا يراقبانهما من الشرفة والفضول يقتلهما لمعرفة ما يدور بين الاثنين الذين لا يجتمعان وقد اجتمعا أخيرا.
كانت صفية تربت على ظهر لينا وهي تضمها إليها: لا تخافي يا حبيبتي، سأعمل على إصلاح الأمور بين هادي وفراس... سأقنعه بدعوته على عشاء صلح وتفاهم، متأكدة من أن والدك سيقتنع بالفكرة في الأخير...
لينا: أتمنى ذلك أمي...


**********

في صباح اليوم التالي استعدت ميس للذهاب إلى القصر الذي أصبح الآن في حوزة رجل جديد... رجل لا تعرف عنه غير اسمه "عادل فرناس". لكنها ستقابله اليوم، وهي قلقة جدا من أن يرفض تشغيلها فالمدير أوضح لها جيدا أن السيد عادل هو الذي سيقرر في الأخير بقاءها للعمل من عدمه.
ارتدت زيها الرسمي وتوجهت إلى المطبخ لتتعرف على الخادمات اللواتي ستشرف عليهن واثنان منهما كانتا تعملان بمنزله في العاصمة وقد سمعتهما تثرثران عن زوجته بكلام سيء. لم تتدخل بالبداية في نقاشهما لكنهما تجرأتا مجددا على تلقيبها بالساقطة في حضرتها ما جعلها تستنكر الأمر.
ميس: جميعنا هنا نعمل لدى السيد عادل فرناس ومن واجبنا احترامه... وإساءتكما لزوجته بهذه الطريقة أمر بشع للغاية...
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض ثم ضحكتا، بينما قررت واحدة منهما توضيح الأمور لها: سيدتي... زوجته رندة امرأة منحطة بكل المقاييس... لقد تطلقا قبل أشهر بعد أن اكتشف أنها خائنة من الدرجة الأولى...
عقدت ميس حاجبيها متعجبة وهي تستاء لكثرة الخيانة بهذه الحياة. بينما تابعت الثانية الرواية: أنجبت طفلا ربياه معًا لسنتين وكان سيكون الوريث لكل إمبراطورية آل فرناس... لكن للأسف انكشفت خدعة الزوجة المخادعة بعد أن مرض السيد وسافر للعلاج بالخارج وبعد عدة تحاليل تبين أنه غير قادر على الانجاب...
أخذت الأولى زمام المبادرة لإتمام بقية القصة فللغيبة حلاوة في اللسان واندفاع في السرد: هذا ما جعله يتأكد من صحة انتساب ذلك الولد إليه... وياللفضاعة اكتشف أنه ليس من صلبه... تطلق الاثنان وقد تزوجت مؤخرا من عشيقها السري والذي اتضحت هويته الآن وتبين أنه والد الطفل، وتصوري من يكون؟
ازداد فضول ميس التي حاولت أن ترسم الجدية على وجهها فهي الرئيسة، بينما نطقت الاثنتان في وقت واحد: إنه "باسم" صديقه المقرب.
ثم تابعت واحدة منهما: لقد خططا معا لأخذ كل ممتلكات السيد المسكين الذي تأثر كثيرا لهذه الخيانة والخديعة المزدوجة والتي تعرض لها من أعز شخصين على قلبه.
هذه الكلمة ذكرتها بأختها وزوجها لكنها تجرعت المرارة بألم وهي تستمع للبقية التي كانت الفتاة تحرص على ألا تنسى تفاصيلها: أكثر ما يؤلمه الآن هو فقدانه لبنه الصغير... صحيح أنه سحب منه شهرته ولم يعد في نظر القانون ابنه، لكن قلبه يشتاق إليه فقد أحبه كثيرا... أثناء مرضه وقبل أن يعرف الحقيقة كان لا يفكر إلا به ويخشى عليه اليُتم من بعده، لقد أحبه لدرجة الجنون... لكن...
قاطعتها الثانية: من المؤسف أن يكون غير قادر على الانجاب... إنه يحب الأولاد كثيرا...
ودخل البستاني مفزوعا وهو يردد برعب: جاء السيد... السيارة تدخل الحديقة.

أسرع الخدم للاصطفاف قرب الباب وكن ثلاث خادمات والبستاني مع ميس والمدير الذي يبدو أنه على معرفة قديمة ووثيقة مع السيد عادل.
بعد بضع لحظات دخل السيد بهيئة مهيبة وأنيقة وهو يمشي بخطوات واثقة ونظرته الصارمة تتفقد المكان. وقف المدير بقربه وعرفه على الخادمة الجديدة لأن الأخريين كانتا تعملان لديه منذ زمن، ثم قدم ميس والتي رمقها بنظرة غريبة وفي نفس الوقت متسائلة وكانت متأكدة من أن حملها هو السبب وتخشى الآن أن يرفضها... دون أن يقول أي كلام دخل مكتبه الذي حرص المدير على توضيبه كما يريده سيده.

إنه صباح جميل وقد جلس ريان ونهاد في الشرفة يتبادلان الحديث ويشربان القهوة.
نهاد: أتمنى أن تسير أمورك مع عمك إلى الأحسن...
ريان: يتوقف الأمر عليه، هو الذي يحشر أنفه في أموري عنوة...
عقدت نهاد حاجبيها وذراعيها وهي ترمقه بنظرة متحاذقة: تريد أن تقنعني أنك القط الوديع !
ضحك ريان وهو يرتشف من كوبه: أصبحت كذلك بعد أن عرفتك...
نهاد: متملق...
ريان: أقسم أنني أنسى أحقادي عندما أنظر في عينيك...
نهاد: إذن انظر إليهما على الدوام لأنك كثيرا ما تتسبب بالمتاعب..
وأمسك بيدها ثم شد عليه بوة وهو يهمس بحب: حبيبتي أنت...

طلب السيد عادل من ميس أن تدخل مكتبه فأيقنت أن ساعاتها هناك باتت معدودة، حاولت الاستفسار من المدير عن سبب رغبة السيد بمقابلتها شخصيا فلم يقدم لها أي جواب شافي... دخلت في الأخير ذلك المكتب و اقتربت عندما طلب منها السيد ذلك، وبقيت تنتظر أن يرفع بصره إليها فقد كان منكبا على بعض الأوراق.
عندما وضع القلم وخلع نظاراته شدتها مغصة ألم، وعندما رفع رأسه إليها شعرت بقوة شخصيته وشيء ما لم تفهمه، وكأن كيانه قد اجتاحها فجأة ما جعلها تتراجع خطوة إلى الوراء.
استغرب عادل تصرفها وابتسم : هل أنا غول آكل البشر؟
لم تدر ميس بم تجيبه... هي نفسها لم تكن تعي ما يحصل بالضبط بينما لم يبعد هو عيناه اللتان كانتا تتأملان تفاصيل وجهها الرقيقة والتي تنعكس عليها براءة قلبها. ونسي نفسه للأسف، لينتبه في الأخير.
عادل: لماذا لا تجلسين...
جلست ميس ففعلا أصبحت قدماها لا تطيقان حملها من شدة الخوف الذي كان يعصرها عصرا. ليقول عادل بصوت هادئ: ماهو عمل زوجك؟
مهمهت وكانت ستخبره عن عمل وجدي لكنها تذكرت أخيرا أنهما سيتطلقان.
ميس: سأتطلق بعد بضعة أسابيع...
السيد عادل ليس من النوع الذي يحب الخوض في خصوصيات الآخرين: توقعت أنك أرملة أو مطلقة أو أن زوجك قاصر فمن غير العدل أن تعمل سيدة حامل في مثل حالك ولها زوج يعيلها.
هل تراه بدأ يلمح لوضعها حتى تتفهم طرده لها؟
حركت هي رأسها بالإيجاب دن أن تقول شيئا فتابع هو: هل لديك أولاد؟
ميس: بنتان...
عادل: أتفهم حاجتك للعمل... سأمنحك عطلة مدفوعة الأجر عندما يقترب موعد الولادة...
ميس: هل... هل أفهم أنك لن تطردني...
عادل: أطردك؟
ميس: بسبب وضعي...
عادل: مادمت لا تقصرين في عملك، فستحتفظين بالوظيفة...
فرحت ميس وارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيها وليس يدري لماذا بادلها تلك الابتسامة رغم أنه رجل جدي ولا يتساهل مع موظفيه.

كانت ماجدة ترقد بالمستشفى بعد أن تعرضت للضرب الشديد من طرف العصابة التي حرضها هادي، كل جزء من جسدها يتوجع وهي تشعر بالنقمة الشديدة من كل الذين تجرؤوا عليها. ترغب حقا في أن تنتقم لكنها ستظل حبيسة تلك الرغبة المقيتة التي ستلازمها وتحرقها كل يوم أكثر... مادامت أسيرة خلف القضبان فلن تنجح في تحقيق أي من أمانيها الخبيثة وسينهش الحقد أوصالها كل يوم أكثر حتى يفقدها صوابها... وكثير هم من فقدوا اتزانهم النفسي ودخلوا عالم الجنون من بابه الواسع بسبب نيران الضغينة التي تتأجج وتستعر والجروح الدامية التي لا تندمل...

عندما حل المساء جلست ميس تقص على ريم وبهية أخبار السيد عادل بحماس... وهما تستمعان إليها بانتباه متفاجئتين من الروح الجديدة التي تتحلى بها بعيدا عن الفتاة التي يتلبسها النكد.
ميس: ألم أخبركم أن له حضورا مهيبا ونظرة مخيفة؟
بهية: بلى فعلت بنيتي..
وعدتها ريم على أصابعها: خمس مرات حتى الآن.
ميس: مغصة الألم لا تفارقني... كلما تذكرته اقشعر بدني...
فغمزت ريم بهية وضحكتا عندها استاءت ميس: لما الضحك؟
بهية: كنت أشعر بنفس شعورك عندما ألقى وديع ونحن مخطوبان...
وضحكت متذكرة أيامها الماضية بينما أردفت ريم: تتحدثين عنه بلهفة وحيوية غريبة...
بهية: وكأنك عاشقة مراهقة !
ميس: ما هذا الكلام؟ كيف تفسران ما أخبركم عنه عن رجل لا أعرف عنه غيراسمه وما ثرثرت به بعض الخادمات على أنه عشق وهيام !!!!
ريم: نحن لم نقل عشقا ولا هياما... دعينا نسميه انبهارا... أنت في أول الطريق حبيبتي...
ميس: كفاكما ثرثرة وإلا أقسمت ألا أقول أي شيء لكما...
بهية: لا تغضبي حبيبتي... متأكدة أنا من أنك لم تعرفي هذا الشعور من قبل، فزواجك من وجدي كان هروبا أكثر منه حبا، أما اليوم فالأمر جلي بالنسبة لنا... لقد أبهرك السيد عادل ذاك، حتى وإن كذبت فهناك شيء ما يشدك إليه...
ريم: كوني حذرة من مشاعرك ميس... قبل أن تغرقي فيه تأكدي من أنه يبادلك نفس المشاعر...
بهية: حبيبتي جميلة ورائعة، ومن المؤكد أنه سيقع في غرامها... هذا إن لم يكن قد فعل وانتهى الأمر...
وضحكت الاثنتان بينما قامت ميس: تصبحان على خير، سأتفقد الطفلتان وأنام...
استراحت ريم بظهرها على الأريكة وهي تفكر بصوت مرتفع.
ريم: بقيت أنا بلا حبيب ولا عاشق متيم... أعتقد أنني سأجده بالعاصمة عندما أسافر نهاية الأسبوع القادم...
توقفت ميس والتفتت إليها.
ميس: هل ستسافرين؟
ريم: تلقيت عرض عمل مغري ولن أضيعه...
بهية: من المؤسف أنك ستتركيننا حبيبتي... لقد تعودت عليك كثيرا...
ريم: لا تقلقي بهية، سأزوركم دائما، لن أقضي العطلة إلا في مكان جميل كهذا... ثم إن أخي سيبقى في عمله وسأزوره للاطمئنان عليه غالبا...


كان الليل حالكا وريان يقف عند الشرفة يتفرج على النجوم والقمر. يشغل باله ما قالته لينا البارحة... هل حقا في وسعه أن يصفح عمن ظلمه؟ هل في وسعه أن يمنح صك تحرير رقاب أولئك الأنذال من العقاب العادل لهم بالدار الثانية... هو ليس قديسا وليس ملاكا... مازال بقلبه شيء من بقايا ركام تلك الضغينة، ولن يتخلص منه حتى يرقد بقبره... مازال يرتد إليه طرفه بعد الذكرى يقطر دماءًا لا دموعا... مازال الألم يحفر بداخله عميقًا... هو ليس قادر على الصفح... ولن يكلف نفسه ما لا يطيقه...
لكنك إن فكرت جيدا يا ريان ستدرك أنه متى سكنت الضغينة القلوب فلن تقف إلا على القفار... عليك بمحاربة الشيطان الأسود الذي يسكنهك والمتمثل في الحقد والكراهية... ألا يكفيك انه منذ أن بدأت في مبارزته انقشعت عنك عتمة الحزن والضياع... لا تسامحهم رأفة بهم ولكن سامحهم رأفة بحالك... أنفق العفو وانتظر ثمار الخير، طهر قلبك أنت، ولا يهمك إلى أي مدى سيصل غيهم... عاملهم بأخلاقك لا بأخلاقهم... ولا تنس قوله تعالى: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
من منا لا يحب أن يغفر الله له؟.. ومن منا يستغني عن رحمة الله؟ وهاهو تعالى يطلب منا العفو عن عباده ويعدنا بالمغفرة من عنده... وعد ووعده الحق، فمن أنت لترفض سخاء عرض كهذا أيها الغبي ! أمن أجل أنانية نفسك الحقيرة تلك التي لا تشبع وكبريائك الذي لا ينتهي سترفض مغفرة من الله وترضى بأن تستمتع برؤية من جعلك تتعذب يُقَلّبُ في النار !
برأيي كن رفيعا وانتظر من الله عز وجل أن يرفع شأنك...


خرجت إليه نهاد ولم ينتبه إليها حتى احتضنت ظهره ووضعت رأسها عليه بحب.
نهاد: في ماذا تفكر؟
ريان: في أحوال الدنيا... أجدني غير قادر على اتخاذ القرار الصحيح...
نهاد: أعلم أنك ستفعل يا حبيبي... ستختار الطريق الأصوب من بين كل الدروب... أثق بك وأعلم أنك قاسيت من الصعاب ما يجعلك راجح العقل وتميل إلى الاتزان... رغم أنك في بعض الأحيان لا تطاق.
سحبها من خلفه وأخذها بين ذراعية وهو يقول: لا أطاق ! إذن مالذي يبقيك معي...
نهاد: لأنني غبية عاشقة، لا تستخدم عقلها ولا تفكر...
ضحك ريان وقد وجد أخيرا رأس خيط للبدأ باستفزازها.
ريان: يسرني أنك تعترفين بغبائك، غيرك لا يمتلكون ذرة عقل ويتشدقون بالحكمة...
أرادت ضربه لكنه شدد من إحاطتها بذراعيه فلم تجد غير عضه حتى تفرغ من غيظها الذي يتملكها كلما بدأ بالتحاذق والتهكم... بينما استغرق هو في الضحك مستمتعا بأحب اللحظات على قلبه على الاطلاق...

تمت بحمد الله
انتهى







بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:45 AM   #596

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمة



وهكذا أحبتي نصل إلى خلاصة روايتنا التي أحببت رفقتكم فيها أكثر من كل شيء.
لقد اجتمعنا معا بأبطال أحببناهم وعشنا معهم أطرف وأجمل اللحظات.

ريان، الرجل المتهكم الساخر، الذي لبس قناع الشر ليغطي ضعف أيامه السابقة والذي سلك طريق الاجرام ليعيد الاعتبار لذاته... مضى طويلا في طريق مظلم بلا نهاية يملؤه الحقد وتسكنه الضغينة... ليدرك في الأخير أنه قد ضل في دروب الحياة. واجتهد ليعود على الخط الصحيح ويعرف أن له خالقا يرعاه وأنه سيمحو ذنوبه ويطهر قلبه إذا ما كان صادقا في توبته، وأخيرا أصبح انسانا من جديد... وهاهو يعيش حياته بسعادة وراحة.
بصراحة هو من أجمل الشخصيات التي كتبتها بحياتي حتى الآن، عندما أجلس للكتابة أبدأ بالضحك حتى ألفت انتباه من حولي فلا أسمع إلا: بسم الله الرحمان الرحيم... مع أي جني تضحكين؟... جننت؟... ما بك؟


ميس، الفتاة التي عانت من الحياة طويلا فمن حزن إلى ألم ومن سيئ لأسوأ، لكنها مثال للفتاة القوية التي تكابد الحياة وتجاهد من أجل غد أفضل، ومن أجمل كلامها " دائما أتذكر أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء وأعزي نفسي بأني سألقى كل أحبتي بالدار الثانية... ثم أمني نفسي بصباح مشرق في غد جميل..." هكذا هو المتفائل في الحياة مهما تعددت سقطاته إلا أنه يقف على قدميه من جديد وبعزيمة تفوق سابقتها، هي مثال المرأة الصابرة والقوية...
الحقيقة أنني ظلمت الفتاة كثيرا لو وُجِدَت في الحياة لشتمتني طويلا... لم أترك مصيبة إلا وأنزلتها بها ! لكن إذا رجعنا للواقع المر فهناك أناس يتعذبون أكثر منها بكثير...


نهاد، الفتاة المتهورة -إن صح التعبير-، التي نظرت إلى قلب من تحب نظرة اخترقت بها كل الحواجز وتمكنت من التعرف إلى الضعيف المنكسر بداخه. وفي الأخير سامحته لطيبتها ولحبها الشديد له.
شخصية نهاد بالفصول الأولى وأنا أكتب عن اقتحامها لعالم ريان كانت أحب تجربة على قلبي... استمتعت كثيرا بتسطير أحداثهما المختلفة، لقد أحببت العيش في رومانسيتها الحالمة... دوختني هي ونزار قباني...


ناريمان، انسانة أنانية ومسيطرة، عاشت حياة الفساد حتى غرقت فيه فأصبح خروجها منه مستحيلا، خصوصا نظرة المجتمع الذي لا يرحم، والتي تقذفها إلى نقطة الصفر كلما حاولت التسلق للقمة... قدمت لها الحياة أكثر من فرصة، لكنها كانت تركن إلى الاستسلام و
تحميل خيباتها على كاهل الآخرين. ابتعدت عن درب النجاة فوقعت من هوة المنحدر وكانت نهايتها سيئة للغاية، وهذه قد تكون نهاية أي انسان ينغمس في المعصية التي تبدو فاتنة بلذة لا تظاهى ليجد نفسه في الأخير أسفل السافلين، حتى إذا ما حاول تخليص نفسه وإراحتها وبدل أن يوجهها لبارئها وضع لها حدا بطريقته الخاطئة فأضحى يتدحرج إلى أسفل الدركات...
أحببت أن تكون ناريمان مثال أحذر به الناس من الغفلة من الضياع، أحببت أن ألفت النظر لظاهرة الانتحار التي باتت متفشية في كل المجتمعات... الانتحار لم يكن يوما الحل للمشاكل، الانتحار هو الطامة العظمى في حد ذاته...


وجدي، الانسان الشهم الذي بدأ الرواية من بابها الواسع، وخرج من بابها الضيق... أحببت التنبيه إلى لحظات الضعف، تلك اللحظات التي لا تدوم طويلا لكنها تحرق الأخضر واليابس وتجعلنا ندفع الثمن لزمن طويل.

فراس، الشاب الخلوق الذي كره حقارة والده ونذالته وخط لحياته نهجا بعيدا عنه وعن إغواءات ماجدة... فراس شخصية محببة إلي.

ماجدة، مثال للمرأة الحقيرة التي تحب أن تنال كل شيء، أنانية بالدرجة الأولى ولا تقيم أي اعتبار للأخلاق، قادها هوسها للقتل مرة اثنان وثلاث. لكنها أخيرا بالسجن وستقترب من الجنون خطوة بخطوة لأن هادي لن يرحمها...
الحقيقة أني فكرت في العقاب العادل لهذه الشريرة فلم أجد أجد أسوأ من السجن لسنوات طويلة مع تعريضها للقهر والاخضاع.


جمال، كان رجلا شريرا وظالما لم يترك من المعاصي ما لم يرتكبه، عاقبه الله في حياته بزوجة سيئة وسيعاقبه في حياته الثانية كما يستحق... فعل المستحيل، لكنه رحل ولم يأخذ معه من هذه الدنيا لا ماله الذي جمعه ولا كل ما كان يستلذ به في حياته، رحل حاملا معه صحفا مليئة بالنجس والخطايا... فأي نهاية هذه !

هادي، الرجل المتغطرس الذي كره الجميع وبالتحديد ريان، ارتكب الكثير من الأخطاء وحاول اخراج ابنته من حياته، لكنه في الأخير مر بظروف علمته أن الحياة قد تنتهي فجأة وأننا قد نفارق من نحب دون وداع أخير... راجع حساباته ويبدو أنه يبحث عن طريق أصلح من سابقه... لكنه الآن وبعد فوات الأوان ورث شره لابنيه الحاقدين، وأعتقد أنه سيجني من شرهما في القريب العاجل.

لينا، الفتاة المثقفة والطيبة، الفتاة التي تتمتع بقوة الشخصية وبالذكاء الذي يجعلها مميزة، قدمت الكثير من النصائح لابن عمها ووقفت إلى جانبه في أوقات شدته بعدما تبين لها أنه مظلوم، اتبعت طريق الحق ولم تخش غير الله، هذا ما جعل منها محبوبة في نظر الجميع...

الجدة، أحلى شخصية بالقصة... الجدة حبيبة الكل. أحيانا لما أضع رأسي على الوسادة لأنام تزورني الأفكار الطريفة التي قد تنفع كي أكتبها في لقطات الجدة فأقفز من السرير لأدونها على كراستي ثم أرجع لأكمل غفوتي...

أروى، المرأة التي هربت من عالم عائلتها المُدَمِّر واتخذت لنفسها بداية جديدة... حرمت من نفسها حنان أمها لترحل بعيدا عنها... نهاية قاسية لكليهما. لكن حياتهما في حد ذاتها كانت قاسية...

في الأخير أريد أن أنبه أنني لا أكتب من أجل الكتابة وحسب وإنما أكتب حاملة رسالة... رسالة تسامح، رسالة أمل، ورسالة إقبال على الله لتزدان القلوب بنور الإيمان.
لطالما قلت أنه ليس هناك زمن معين لتصحيح الخطأ، نصحح الخطأ مهما بالغنا في ارتكابه ومهما استحوذ علينا وانغمسنا فيه بكل نهم وشوق... يتصلح الخطأ بأي حال ومهما كان ماضينا سيئا فإننا بنفس الأيادي سنرسم مستقبلا مشرق...
إذا كان الله يغفر فمن أنت لتسخط ! من أنت لتتكبر وتنصب نفسك قاضيا على بني البشر ! من أنت لتقول فلان سيدخل النار و فلان سيدخل الجنة... لا أذكر أن الله نصب أحدا من بني آدم على أبوابهما...
والحمد لله أنه هو من يحاسبنا... هو الكريم الذي يغفر لمن يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب... هو الذي يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار.
مادمت حيا سامح واتركها على الله... سامح وانسى أحقادك، فإن القلب الصافي هو الخالي من الكره والعداوة... في بعض الأقوال "إن كنت تحبني فقد أحبك وقد لا أعبأ بك ، لكن إن كنت تكرهني فتأكد من أن الكراهية لن تحرق سوى قلب صاحبها..."
وتذكر أن: الراحمون يرحمهم الرحمان...


أجمل تحية للمعلقين الذين تابعوني طوال فترة تنزيلي للفصول وكانوا يتفاعلون معي بانتظام، العسولة رونتي، العزيزة سانيتي، القمرة قمر الليالي، الحبوبة غيمة، المميزة مودي بلو، حبيبة قلبي حاج ريماس، والجميلة نرجس علي وأكيد الغالية بيلا سناو.
وكل من كتب لي كلمة دعم وتشجيع، مش راح أقدر أحصي الكل لكنني أكيد ممتنة لدعمكم وتشجيعاتكم.

لكل من يهمه التواصل معي حول الرواية أو في أي موضوع سيسعدني استقبال الرسائل الخاصة ومن المؤكد أنني سأتواصل مع الجميع.
فيه مشروع رواية أعمل عليه، سأكون سعيدة بمتابعتكم معاي في المرة القادمة بحول الله.

وفي الأخير أستغفر الله العظيم الحليم لي ولكم من كل ذنب ، فاستغفروه إنه كان غفارا، أحبتي لا تلهكم الروايات عن الذكر والصلاة فإن طاعة الله هي الباقية فلا تنشغلوا بالفانية، أرجو من الله أن يجعلها حجة لي لا علي. ونلتقي في رواية قادمة إذا أراد الله.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، وأتمنى أن ألقاكم في منبر آخر أحلى وأجمل. دمتم أصدقاء أوفياء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


قبل ما أنصرف حبيت أتشارك معاكم شيء مهم، بيئة الرواية مستمدة أساسا من البيئة السائدة في وطني الحبيب، فمن أعالي جبال بجاية وزرقة بحرها إلى ثلوج الهضاب العليا بسطيف، من جسور قسنطينة إلى زحمة العاصمة الجزائر أحببت أن أنقل لكم هذه الصور.
بدأت الرواية كفكرة صغيرة أثناء زيارتي لبجاية واستمتاعي بمناظر الضباب أسفل مني وأنا بأعالي جبل مأهول بالسكان و المباني، هناك ولدت بقايا ركام...
















قسنطينة



العاصمة


[url=https://up.top4top.net/]


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:47 AM   #597

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهوري الحلوة مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
مرحبا حبيبتي نورتي


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:52 AM   #598

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قول يا رب مشاهدة المشاركة
صباح الخير

يا أحلى صباح يا حبيبتي، حلوة الرقصة والله.


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:54 AM   #599

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sanity مشاهدة المشاركة

أهلين سوسو
بعرف اني مقصر عم اقرأ واهرب نوعا ما
ههههههه لكن بطبيعتي ما بحب علق ع الفصول مرة وحدة
لهيك بوعدك ارجع علق ع كل فصل الحالو لانون بيستحقو
أبدعتي يا جميلة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 2 والزوار 4)
‏sanity, ‏سهام هاني
مرحبا حبيبتي، ولا يهمك يا روحي انتي تشرفي إيمتا ما بدك. تحياتي إلك وراح استنى تعليقاتك الحلوة دايما يا سور...


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-12-16, 02:57 AM   #600

بريق أمل

كاتبة في قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية بريق أمل

? العضوٌ??? » 381251
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 515
?  نُقآطِيْ » بريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond reputeبريق أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
صباح الخير يا سوسو وحشتيني انا مقصرة معك بس لك تعليق كامل اخلص ال فاتني
مرحبا يا روحي، ولا يهمك حبيبتي، خدي راحتك واقري بتروي، راح استنى رأيك حول الرواية وأفضل متابعة لتعليقاتكم الحلوة.


بريق أمل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بقايا ركام.نهاد.ليوباردو

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.