آخر 10 مشاركات
6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-16, 10:53 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت التاسع

قراءة ممتعه^^

كل عام وانتم بالف خير ...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة...اللهم اني بلغت اللهم فاشهد...



ــــــــــــــــــــــــ




جلست امام المرآة بتأفف هل انا مضطرة حقا مضطره للخروج اليهما رغم انني لن اقبل ابدا!..
نظرت الى قلم الكحل الذي امامي فابتسمت بخبث ثم اخذته ورسمت خط خفيف تحت عيني وفركته باصبعي فصار كأنني متعبة جدا او مريضه...ثم وضعت مفتح البشره لابدو اكثر شحوبا....
ارتديت بنطال جينز من النوع الممزق مع سترة ذات قبعة باللون الاسود ... انزلت خصلتين من شعري الى الامام ثم وضعت القبعة على رأسي...
االآن لم يبقى امامي سوى الجلوس امام الضوء وهكذا ستصبح عيناي حادتين اشبه شيء قادم من عالم آخر خخخ!
شردت قليلا وانا افكر...ماذا لو كان لؤي هو الذي سيتقدم لي؟!..
لماذا افكر هكذا؟!...ما بك يا مايا ... ألست تريدين نسيانه!...انسيه وانسي هذا الشيء المسمى "حب" انا نسيته اجل ...حسنا...هل كان قصد اسيل ان ارغم نفسي على عدم حبه؟!...لقد قالت انه حب مراهقه!...فلماذا انا ما زلت اشعر بشيء غريب داخلي كلما تكلم معي!...ربما انا اتخيل!...
لا اعرف كيف تحركت وفتحت الصندوق ... ثن بحثت عن كتاب "لؤي" الذي مر وقت طويل جدا عن اخر مره تفقدته فيها....كان اسفل كل الكتب...
فتحت صفحة عشوائية وقرأت ما فيها...ابتسمت بسذاجة على كتابتي القديمه...لقد كان عمري 15 سنه اما الان بعد اشهر سأدخل السن القانوني 18 سنه...
...
دخلت جدتي فجأة وقالت:
"هيا مايا تعالي والقي السلام"
ثم خرجت...
لا اظنها انتبهت الى شكلي...تنهدت واهدت الكتاب مكانه ثم خرجت اليهن...قبل ان ادخل جعلت ملامحي باردة وغير مبالية ووضعت يدي في جيبيّ البنطلون ثم دخلت عن طريق دفع الباب....قلت ببرود:
"مساء الخير"
لكم ان تتخيلوا صدمة جدتي بشكلي...حتى الام وابنتها نظرتا الي باستهجان وبعد دقيقة من استيعابهن لشكلي ... قالت الام التي كنيتها ام عبدالله على ما اظن:
"مساء الخير...مايا صحيح؟"
"اجل مايا .. من ظننتي؟!"
قلت هذه الجملة وجلست امام الضوء...
كانت جدتي تنظر الي بتمعن وكأنها تريد التأكد انني انا هي ابنة اسماء!....قالت الابنه:
"كم عمرك يا مايا؟"
حركت عيناي نحوها ببطئ ثم قلت بعدم اهتمام:
"عمري سبعة عشر سنه"
هزت رأسها ثم نظرت الى جدتي بعدم فهم ... قالت جدتي موجهة كلامها لي:
"عزيزتي...هل انتِ متعبه؟"
ادركت ان ما افعله سيكون نقطة سوداء على جدتي!...فقلت:
"اجل...اشعر بالاعياء"
"سلامتك"
أومأت شاكرة ثم نظرت نحو الام وابنتها ... كانا تتهامسان واظن عني!...
"هل شركة ابوكِ ما زالت قائمه؟"
انقبض قلبي وشعرت ان هناك سر خلف سؤالها...اشتغلت صفارات الانذار في اذني واضاءت الاشارات الحمراء في عيني ... قلت ببرود:
"لا اعرف عنها شيء"
وقبل ان تقول أي شيء قمت بسرعة واردفت:
"الآن اسمحوا لي هناك بعض الاعمال علي انجازها"
وخرجت بخطوات واسعه...لم ارتح لها ابدا...
وبعد خمس دقائق بالضبط سمعت صوت التوديعات وعرفت من هذا انهم لغوا موضوع الخطبة هذا...الحمدلله...
فتحت "اللاب توب" وجلست اقلب بين الصور الفوتوغرافيه التي احبها...ثم وصلني اتصال skype فعرفت انها اسيل
"مساء الخير عزيزتي"
"مساء الخير اسيل...كيف حالك؟...وحال الجنين؟"
"متعب قليلا لكنني أتوق الى رؤيته"
"الله يكون معك"
"شكرا...مايا؟!...لماذا انتِ شاحبة هكذا؟!"
صمتت قليلا ثم ضحكت وقلت:
"قبل قليل جاءت امرأة تريدني لإبنها فوضعت المساحيق لأبدو هكذا"
"هههههههه مجنونه...ولماذا لا تريدينه؟"
فكرت قليلا لأجد الجواب المناسب لكنها سبقتني قائله:
"هل مازلت تفكرين بـ لؤي؟؟!!!!"
"اسيل...لقد اغلقنا هذا الموضوع من زمن!...لا تتكلمي فيه...تصبحين على خير"
وانهيت الاتصال بغضب...
انا حقا ما زلت افكر بلؤي لكن لا اريد ان يعرف احد...وكلما تكلمت معي اسيل عنه اكره ذكريات حبي له اكثر واكثر واصر على اقناع نفسي بالعكس اكثر لأثبت لها انني لا احبه من تصرفاتي الجافه!...
لكن ليت احد يرى او يفهم مشاعري المختلطه هذه والتي انا نفسي لا اجد لها ترتيب!..
غسلت وجهي ثم نمت....غريب ان جدتي لن تراجعني بالامر!..



***





كنت اجلس على الكنبه و اجفف شعري المبلول بالمنشفه...اليوم هو الجمعه ونخطط انا وجهاد ومثنى وخالد ان نخرج مع بعضنا..
انتبهت الى حديث امي ومنار الذي فتت كل قطعة من قلبي:
"هل سمعتِ آخر الاخبار يا منار؟"
قالت منار دون اهتمام وهي تلعب بالهاتف:
"لا...ماذا؟"
"لقد ذهبت ام عبدالله يوم امس الى بيت جدك لرؤية مايا لإبنها!"
تأهبت منار وتركت الهاتف قائله:
"ماذا؟؟!!....لكنها اصغر مني!!"
"لا اعرف...لكنها كانت تلمح للموضوع منذ مده!...قالت ان مايا تعجبها"
احمر وجه منار من الغيظ وصارت تهز قدمها
"اكرهها .. اكرهها هذه ال"مايا" وهل وافقت ست الحسن؟؟؟"
" لم يرها العريس بعد...فقط ام عبد الله وابنتها كانت تريد رؤيتها قم بعدها يصبح الموضوع رسمي"
زاد غضب منار اكثر ولم تعقب..
اما انا فكنت اشتعل مع كل كلمه وربما الماء الذي في شعري صار يغلي!...
عريس وخطبه؟؟!!!..
آخر شيء فكرت فيه هو ان يتقدم احد لمايا قبلي!...لا يمكن ان احتمل رؤيتها مع رجل غيري ابدا!!..
قمت وانا اتخبط يمينا وشمالا وامي تناظر باستغراب فورة غضبي المفاجئه...
قلت لأبي انني سأذهب قبله الى المسجد وخرجت من المنزل...
***
بعد الصلاة ذهبت مباشره مع جهاد ومثنى وخالد الى اقرب حديقه...
لم اتكلم معهم طوال الطريق وجلست على مقعد بعيد عن الناس وكانت تصرفاتي الغاضبه واضحه...
جلسوا حوالي وقال مثنى:
"ما بك يا لؤي...منذ الصباح وانت غاضب!...ماذا هناك؟"
لم اجبه ولم انظر اليه حتى...
"يا رجل...ماذا حدث لتغضب هكذا؟"
قالها خالد وهو يلوح امام عينيّ..
رفعت رأسي وقلت :
"موضوع خاص ولا يجب ان تعرفوه"
صمتوا قليلا وهم يبتسمون ابتسامات غريبه ثم قال خالد:
"لماذا سمعت كلمة " فتاة" في كلامك؟؟!!...ام ان اذناي فيهما خلل؟؟!!"
رد عليه جهاد:
"بل هذا احساسك يا اخي فكلنا سمعنا اسم فتاة في الموضوع!"
نظرت اليهم من زاوية عيني ببرود وتجاهلتهم...
قال مثنى بنفاذ صبر:
"اسمع...اذا كانت بومتك ستظل مرافقة لك طوال النزهة فانا سأعود الى المنزل"
تنهدت وقلت:
"حسنا...اسمجوا لي بخمس دقائق وسأعود الكم دون أي هموم"
وقمت مبتعدا عنهم...
اتصلت بعمر وقلت له عن خطبة مايا فرد علي:
"أتعلم انك اغبى انسان....لماذا انت غاضب.؟؟.. فيما لو حدثت خطبة حقيقه اغضب..اما الان فليس هناك شيء حتى العريس لم يرها!...وعندي شعور انها لن تقبل"
وبعد محاولات استطاع اقناعي وازال غضبي باسلوبه المرح وعدت الى الباقين بابتسامة مشرقه...
قال جهاد:
"انقلب حاله ومزاجه بسرعه!"
اكمل مثنى:
"ربما كلم (الفتاة) فاعتدل مزاجه!!"
قلت بنفاذ صبر:
"هيه انت وهو...احترما وجودي واصمتا"
هز جهاد رأسه وقال:
"اكثر شخص محظوظ بيننا هو خالد....لديه زوجته تدللـه"
"ههههههه خالد!!!...سمعت ما يقول اخوك"
قال خالد بوثوق:
"معه حق ... "
ضحكنا جميعنا واخذنا الكلام....



***





استيقظت بخوف وهلع على صوت نسرين عندما دخلت غرفتي تقول:
"ماايا ... مايا هيا استيظي لقد بدأ المؤتمر...استيقظي"
صرت اتنفس بشكل سريع من مداهمتها لغرفتي وقلت:
"أي...اي؟؟...اي مؤتمر هذاا؟؟؟!!!"
"قومي...وزير التربيه والتعليم يتكلم في المؤتمر وسيعلن عن بدء طرح النتائج في الانترنت هياااا"
تذكرت الموضوع وقمت نثل المجنونه اركض الى الصاله حيث شاشة التلفاز...
لكن نسرين امسكتني بسرعه وقالت:
"تعااالي...رائد وريان ولؤي وابي كلهم هنا .... "
استدرت بسرعة وعدت الى غرفتي....اردتيت ملابس الصلاة بشكل عشوائي واخذي اللاب توب معي وذهبنا انا وهي الى الصاله...
لقد انهيت امتحانات الثانويه منذ فترة وجيزه...واليوم هو يوم النتائج...قلبي يخفق بعنف...اليوم سيتحدد مصير دراستي!!...
اليوم ستأتي اسيل وحسن ... منعتني من شراء أي ملابس لحفلة نجاحي المتوقعه لا اعرف لماذا....
المهم...
دخلت الصالة دون ان القي السلام او انظر الى احد...توتري كان كفيل بعمي عيناي...
اخذت جهاز التحكم ورفعت الصوت لأعلى حد ... وجلست على الارض امامه استمع .... فتحت اللاب توب على موقع النتائج وانتظر امر الوزير بطرحها....
ونسرين جلست بجانب ريان الذي احضر جهازه .. فنسرين ايضا تنتظر نتيجتها...
"وبما ان الطلاب ينتظرون نتائجهم...الآن افتحوا موقع العلامات وادخلوا رقم الجلوس واسمكم...بالتوفيق"
صارت يداي ترتجفان وحملت اللاب توب وقمت من مكاني والدموع تتجمع في عينيّ....لم اتمكن من كتابة شيء ولا اريد رؤية العلامه....نظر الجميع الي وكنت اتمنى ان اكون مكان نسرين...كل عائلتها معها....
"مماذا هناك يا مايا...هل اخرجتِ نتيجتك؟؟"
قالتها جدتي باستغراب...قلت والخوف يسيطر على كلامي:
"لا ... انا...خائفه"
ويداي تزدادان ارتجافا....كان من الغريب رؤية نسرين بارده دون أي ردة فعل ....
وفجأة جاء احدهم انقذني من ثقل اللاب توب بين يدي ... شعرت ان وزنه طن....نظرت اليه كان لؤي!!...ابتسم في وجهي وقال:
"دعيني اساعدك في الحصول على النتيجه"
ما كان مني الا ان اترك اللاب توب من رجفة يداي واتبعه الى الكنبه....جلست مبتعدة عنه لكنني استطيع رؤية الشاشه..
كانت دموعي عالقة على اهدابي وكل شيء في جسمي صار ضعيف...
بدأ لؤي يدخل المعلومات ثم بدا التحميل...وهذا الجزء سيطووول لان الموقع الان سيكون عليه ضغط كبير من الطلاب....
وبعد دقائق من الانتظار صرخت نسرين بفرح وهي تقول:
"الحمدلله ... نااااجح بمعدل 97 الحمدلله"
واخذت تبكي وتحتضن امها واخوتها....اما انا صرت ابكي وابكي بخوف شديد...عندي شعور انني سأرسب!!!...
صرت العب باصابع يدي مع ارتجافهما...
نظرت الى لؤي وكأنني انتظر شيء يهدئني منه!!!...
نظر هو الي بهدوء وتأمل عيني الباكيتين قليلا ثم ابتسم واعاد نظره الى الشاشه...لم افهم قصده من هول الموقف...وما هي الا ثواني حتى قال لؤي بصوت عالي:
"ها هي النتيييجه"
ارتخت اعصابي كلها وزادت دموعي...
"ناجح بمعدل 88,3 توقف كل شيء لوهلة وانا استوعب الامر....ثم ابتسمت ابتسامة عريضه من بين دموعي وقلت بفرح:
"حقاااااااااا؟؟؟!!!!!!"
ثم قمت واحتضنت جدتي بقوة وانا اقول:
"الحمدلله .. الحمدلله"
وجدتي تبارك لي ولنسرين....انا اغبط نسرين على ذكائها وهدوئها...وفقها الله...
احتضنت نسرين وانا وهي نذرف الدموع ونضحك....
ثم سمعنا رنة جرس المنزل...
ذهب لؤي يفتح الباب...ومنار تبعته وكانها لا تريد البقاء بيننا ولم تبارك لنا اصلا!...
وصار الجميع يباركون لي ولنسرين ... ثم عاد لؤي ومنار خلفهما جدي واسيل وحسن....شعرت انني اتنفس من جديد عندما رأيت اسيل وهرعت اليها...احتضنتها بقوه وبكيت على كتفها .... وهي الاخرى كانت تعتصرني بقوه...مرت شهور طويله عن لمستها هذه...انها امي الاخرى لكنها بعيدة ايضا...
ابعدتني عنها وقالت بابتسامة حانيه:
"هل ظهرت النتيجه؟"
"اجل ... نجحت بمعدل 88"
ضحكت وسالت دمعة من عينها وهي تقول:
"مبارك يا عزيزتي مبارك...."
ثم زادت دموعها لا اعرف لماذا...مشت ببطئ وجلست على اقرب كنبه ... نظرت اليها بحزن وعلمت انها تذكرت امي وابي...اجل هذا اكيد...انا اعرف اختي....
وعندما تذكرت امي تحشرجت انفاسي انا الاخرى...ليتها هنا لتشاركني فرحتي....ليت ابي هنا ليسعدني بكلامه وليكون سندا لي في حياتي الصعبة القادمه...
كنت ابكي لا شعوريا وانظر اليها وكأنه ليس هناك احد في الغرفه الا انا وهي...
لكنها استعادت قوتها مره اخرى ومسحت دموعها...رسمت ابتسامة كاذبة على وجهها وقامت تسلم على جدتي وخالتي ومنار وتبارك لنسرين
انتبهت الى جدي الذي وضع يده على رأسي وقال:
"مبارك حبيبتي"
استدرت اليه واحتضنته بقوة كبيره وانا اتكلم بكلام الاشتياق والشكر...
ثم القيت التحية على حسن الذي يحمل بين يديه عدة اكياس...
اخذتها منه وقلت:
"ارتاح انت"
ابتسم وسلم على الباقين ثو جلس...
نادتني اسيل لأجلس بجانبها وطلبت مني احضار الاكياس....
فعلت ما ارادت فاخذت هي بعض علب الهدايا من الاكياس واعطني واحدا كبيرا وقالت:
"هذا لانكِ اجمل الفتيات"
وناولتني اخرى صغيرة وقالت:
"وهذا بمناسة نجاحك"
شكرا بحب كبير وفتحت العلب....العلبة الكبيرة كانت تحتوي فستان رائع جدا بدرجة مبهره...لونه النيلي زاد جماله ... وتصميمه رائع....واما العلبة الصغيره فكانت تحتوي عقد ذهبي رقيق من النوع الذي احبه...
وبنما انا اتأمل الهدايا اعطت اسيل هدية لنسرين عرفت فيما بعد انها سوار من الذهب...
وبعد قليل خرج لؤي ورائد وريان...
لا اعرف لماذا شعرت بالحزن لان لؤي لم يبارك لي....هل هو مهم حقا هكذا؟!...
....
وبعد عدة ساعات....تم تحضير كل شيء للحفلة المشتركة بيني وبين نسرين....كل شيء كان جميل ... فرحتي لا يمكن تصورها....ربما علامتي ليست مرتفعه مثل نسرين لكنني كنت اتوقع الاسوأ...
ارتديت الفستان الطويل الذي احضرته اسيل...لن تتخيلوا روعته...فيه فتحة لنصف الظهر ويفصل جسمي تفصيلا....ومنسدل من الاسفل...
لم احب تسريح شعري بشكل مبالغ فرتبته بتسريحة عصريه خفيفة لطيفة وسهله بطريقة يكون فيها منسدل على ظهري....زينت عيناي بالقليل من المكياج ووضعت العقد الذهبي ...
كنت اتأكد من نفسي على المرآة عندما دخلت نسرين وقالت:
"هيا عزيزتي لقد جاء الضيوف"
ثم تأملتني قليلا وقالت:
"ما شاء الله....تبدين بديعة الجمال...اريد ان اخطبك لريان!"
ضحكت بهدوء وقلت:
"ريان؟؟!!...لكي يتركني في المنزل ويخرج الى عمله طوال حياتنا "
ضحكت نسرين بصوت عالي جدا وانا ضحكت ضحكتي المعهوده....
كانت نسرين ترتدي فستان لنصف الساق باللون الابيض مزين ببعض النقوش الورديه...كان يناسبها جدا...
نفضت شعري وخرجت معها لإستقبال البنات...
صحيح لم اخبركم...تبارك نجحت بمعدل 85 وبراء 94 يبدو ان مستوانا الدراسي يختلف عن بعضه...



***





احضرت بعض الحاجيات التي طلبتها جدتي من اجل الضيوف وعندما عدت طلبت مني ان ادخل من الباب الخلفي .. أي باب المطبخ المطل على الحديقة الخلفيه...
استدرت حول المنزل وانا احمل الاكياس بين يديّ..لكن استوقفتني ضحكة احداهن...
نظرت ناحية مصدر الصوت فرأيت مايا في غرفتها ونسرين امامها...لقد اسرتني مايا حقا....جمالها كان مذهلا بذلك الفستان!!!...هل تتخيلون موقفي الآن؟؟!!...شاب احب فتاة من طفولته وامتنع عن رؤية جمالها فجأة...ثم يراها بأروع حالاتها!!....خفق قلبي بسرعه...
تأملتها مطولا وطبعت صورتها في ذهني....شعرها الخروبي وعينيها الصفراوتين...اه قطتي .. متى صرتي بهذه الجاذبيه!!..
اعلم ان ما افعله حرام...وحرام جدا....لكن الشيطان استغل حبي!!...كنت اريد ابعاد نظري عنها لكن لم استطع!!..
وسمعت ضحكتها اللطيفه الخفيفه...اااه يا قلبي الضعيف....
لكن فجأة اختفت مايا من مكانها!!!...ابن ذهبت!!...
نفضت رأسي واستغفرت الله كثيرا...يا رب سامحني يا الله...
نظرت حولي لأتأكد ان احد لا يراني ثمدخلت الى المطبخ....وضعت الحاجيات على الارض وخرجت...
كنت ابتسم بين الفينة والاخرى كلما تذكرتها ...
يا رب اغفر لي....لكنها ... لكنها !!!...اففففت....
تنهدت بحب فانتبه عمر الي وقال:
"لا اله الا الله....ما بك؟؟!!..."
نظرت حولي لكي لا يسمعنا احد وقلت:
"لقد رايتها يا عمر رأيتها!!...جمالها خلّاااااااب!"
"حقا؟...اوصفها لي"
حدجته وقلت:
"عمر!!!...انها حبيبتي انا وليس انت"
رفع حاجبه ببرود وقال:
"لا اهتم...المهم...هل ما زالت تتصرف بعدوانية معك؟"
رفعت رأسي لفوق وقلت:
"تقريبا...انا لا اراها لأحكم عليها....منذ ان انتهت امتحاناتها رأيتها مرتين بالصدفة عندنا فقط"
"هكذا اذا....لماذا لا تطلبها للزواج الان بما انها اكملت الثانويه؟"
فكرت قليلا ثم قلت:
"لا يمكنني يا عمر...تخرجنا بعد اسبوع ... واحتاج الى وظيفة لأفكر مجرد تفكير بالزواج"
"معك حق"
قاطعنا مجيء حسن يقول:
"لماذا انتما منعزلين يا شباب؟"
عدلت وقفتي وقلت:
"نتحدث عن التخرج...صحيح هل ستبقا انت واسيل لحضور تخرجنا؟"
ابتسم وقال:
"بالطبع...كانت اسيل مصرة جدا على ان اقيم لك حفل تخرج كبير كما وعدك عمي المرحوم حسام"
تذكرت وعده هذا وابتسمت بحزن...
قال حسن:
"هيا تعاليا...انهم يوزعون الحلويات"
مشينا خلفه بصمت...
لكن تذكرت انني اشتريت هدية لمايا ونسرين ولا اعرف كيف اعطيهما اياها!!..وتذكرت انني ايضا لم ابارك لمايا بسبب خروجي مع اولاد خالتي!!...
يا لي من احمق...
اعتذرت منهم وذهبت بسرعة نحو الباب الداخلي...لاننا كنا في الحديقة والنساء في الداخل...
طرقت الباب ففتحت لي اسيل لحسن الحظ...
ابتسمت لها بغباء وقلت:
"احم...انا...هناك شيء اريد منكِ ان تفعليه اذا سمحتِ"
"تفضل"
اخرجت الهديتين وكانتا متشابهتين...وبما انني لا افهم بامور البنات اشتريت ميداليتين جميلتين نوعا ما...احداهما باللون البنفسجي والآخر وردي...
اذكر ان اللون المفضل لمايا كان البنفسجي!...
ناولتها العلبتين وقلت:
"هاتان الهديتان لمايا ونسرين...البنفسجية لمايا حسنا...وقولي لها انني اهنئها بنجاحها فلقد نسيت قول هذا لها بنفسي"
كانت تنظر الي بصمت مخيف...لا اعرف ما سر نظراتها لكنها اربكتني كثيرا..وكاني اسلمها شحنة مخدرات!!!..
استدرت بسرعة وعدت الى حيث عمر وجلال....
هل يمكن ان تكون اسيل تعلم بحبي لمايا؟؟!!!...لا مستحيل كيف...



***





انتهت الحفلة اخيرا وعاد الجميع الى بيوتهم....
بدلت ملابسي وجلست على الكنبة التي سأنام عليها لان اسيل ستنام على سريري...لا يمكن ان اسمح لها بالنوم على كنبه وهي حامل ...
وبينما انا اقرأ تبريكات صديقاتي على (facebook) جائت اسيل ومدت يدها الي...
نظرت الى الشيء الذي تحمله وقلت:
"ما هذا؟"
قالت ببرود قاتل:
"هدية من لؤي"
انصدمت حقا وازدردت لعابي بارتباك...اخذت العلبة منها ببطئ وقلت:
"أأ..أها...حسنا"
"ويهنئك بنجاحك!"
"حسنا"
انتابني توتر شديد من اسلوبها بالكلام لكنني حاولت اخفاء توتري بصعوبه....
جلست بجانبي وقالت بحده:
"هل انتي على علاقة معه؟؟!!"
التفتت اليها بصدمة وقلت:
"انااا؟؟!!!...اسيل هل انا هكذا؟؟!!...مستحيل"
كانت نبرتي صادقة جدا بحجم الصدمة التي في وجهي....
شعرت بالحزن لانها تشك بي بهذه الطريقه فقلت بخيبة امل:
"لم اعرف انكِ ترينني هكذا!...انتِ لا تصدقين انني لم اعد احبه منذ زمن...وانني ايقنت انها كانت مراهقة لا اكثر..لكنك انتِ تصرين على الموضوع...حقا شكرا لثقتك الكبيره"
وقمت بغضب الى المطبخ لأشرب شيء يهدء غصتي...
انتم تعرفون كيف هو شعوري الآن....انا احاول جاهدة ان ابعد عنها الشكوك وهي تزيد على قلبي الهم...الا يكفي تشتتي العاطفي!!...
فتحت العلبة ورأيت ميدالية جميله باللون الذي احبه...ابتسمت بهدوء....حقا شكرا لك يا لؤي...شكرا لك...
قطع علي دخول صوت اسيل الهادئ تقول:
"انا آسـ"
لم اسمح لها بإنهاء جملتها وبغمرة غضب ولأثبت لها انني لا احبه...رميت العلبة بما فيها بالقمامة وذهبت الى غرفتي...قلبي آلمني على هديته كثيرا...
لكن في موقف كهذا ماذا يمكن ان افعل...!!


ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

انتهى البارت...

ارجو ان يكون قد نال اعجابكم....

ردودكم تسعدني...












آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 11:07 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت العاشر...


قراءة ممتعه^^....

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات....اللهم اني بلغت اللهم فاشهد


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ



ولانني كنت غاضبة جدا ولا اريد رؤية اسيل.....لم اخرج من غرفتي وجعلتها تنام على الكنب ...ورغم انني شعرت بتأنيب الضمير لكنها تستحق هذا...
في اليوم التالي استيقظت عند صلاة الفجر ... لم انم جيدا اصلا....
فتحت باب غرفتي بهدوء لانني لا اريد ان الفت انتباه احد...
توضأت وصليت ثم اذ بجدي يعود من المسجد....جلست معه في الصالة نتحدث لانني يوم امس لم اتكلم معه كثيرا وقد اشتقت اليه....سألني عن التخصص الذي اريد خوضه فعددت له بعض الخيارات....
وبعد قليل جاءت اسيل مع جدتي وحسن...كنت البس ملابس اللصلاة احتياطا بما ان حسن في المنزل....حدجت اسيل ثم قمت نحو غرفتي بسرعه فأنا لا اريد التحدث معها ابدا لتلعم ان كلامها اثر فيني بقوه وانني لن اسامحها بسهولة مما سيجعلها تقتنع انني بريئة من كلامها...
وكدت اقفل الباب لكن شيء دفعه ودخل...
كانت اسيل....نظرت اليها بتكبر ولم اتكلم...نطقت هي بندم:
"مايا...انا آسفه حقا .. صدقيني لم اكن اقصد...انا فقط اريد مصلحتك"
اشحت وجهي عنها وتكتفت....تنهدت وقالت:
"بعد التفكير...ان تصرف لؤي كان عادي...فهو احضر هدية لنسرين ايضا"
لم انبس...
حركت يدها من خلف ظهرها ومدت الي العلبة التي رميتها في القمامه ليلة امس وقالت:
"انها لك...ليس من الادب ان تلقيها في القمامه"
رفعت حاجبي باستنكار كان الامر لم يعجبني بينما قلبي يمد اذرعه لالتقاط العلبه!...
قلت بدون نفس:
"لو سمحت ... اليوم سنلتقي انا وصديقتاي واريد النوم جيدا...هل لا خرجتي"
انزلت يدها بقلة حيلة ثم توجهت نحو المرآة .. وضعت العلبة على طاولتها ثم خرجت واقفلت الباب خلفها....
هرعت انا الى العلبه واخرجت منها الميدالية بسرعة ... بدا شكلي كالام التي اضاعت طفلها ثم وجدته فجأه!...تأملتها طويلا....الحمدلله انني لم افقدها....يا اللهي....
لا اعرف لم اجدها اغلى من كل الهدايا الاخرى!,,,
لكن لحظه!!...ستظن اسيل الان انني اريدها!!..
لا ... يجب ان اكون عند موقفي!...لكن!...هل سيسمح لي قلبي برميها مجددا!!..
تنهدت بأسف ثم خطرت ببالي فكرة رائعه...
اخذت الميداليه بسرعة ثم اخذت شريط لاصق من احد الادراج ثم فتحت صندوق الكتب خاصتي وتناولت منه كتاب(لؤي) والصقت الميداليه عليه ثم اعدته مكانه...
تنفست الصعداء واخذت العلبة متوجهة الى المطبخ... والحمدلله كانت اسيل هناك....مشيت نحو سلة القمامه بوثوق وقلت:
"معك حق...انت تريدين مصلحتي"
ثم بطريقة ساخره:
"هه....هدية من ابن خالي ستؤذيني وتحول حياتي الى جحيم!"
عدت الى الجديه واكملت:
"صدقيني...لا احد يريد مصلحتي بقدر ما اريدها انا!...وانا لن اسمح ابدا بأن تدور الشكوك في رأسك"
وتركت العلبة الفارغة تسقط بين تلك الاوساخ!....كانت اسيل تريد ان تتكلم لكنني لم اسمح لها عندما اشحت وجهي وربطت الكيس قائله:
"ولا يجب ان ترجثمي يديك بأخذها من بين الاوساخ"
قرأت علامات الحزن في وجهها لكنني تجاهلت وعدت الى غرفتي...
ابتسمت بسعادة لانني احتفظت بالمداليه...
لكن....
لماذا يا مايا؟؟!!
ارغم نفسي على الابتعاد كل تلك السنين والان اضعف امام شيء تافه؟!
يا قلبي المسكين كم ستتحمل؟!....هل اصر على عدم حبه؟....اشعر انني احتاج للبكاء...البكاء المطول....بكاء ثلاث سنين من تشتت المشاعر.....
عندما اواجه لؤي بجفاء...اندم!....لكنني ادوس على قلبي واكمل عملي لاقناع نفسي بعدم حبه!...
في الحقيقة انا لا افعل هذا من اجل اسيل بل لأجلي!...انا حقا اخاف ان يتزوج لؤي بعد تخرجه...وانا اتعذب بحبه بعيدة منفية من قلبه!...لهذا اريد ان ابتعد...وطبعا هناك دور لأسيل في اكمالي لهذا!...
لكن هل انا حقا مجبره؟!...كلها اشهر قليلة وانتقل الى الجامعه...لي مكانتي في المجتمع!..وما زلت الى الآن لا اعرف هل انا احبه ام لا!!....
لكن كلام عقلي وشجاره مع قلبي ماذا يسمى؟!....
في بعض الاحيان افكر في الذهاب لطبيب نفسي...فالذي اصابني هو انفصام هه....
تأففت بضجر وتجمعت الدموع في عيني لكنني لم اسمح لها بالسقوط...
صحيح لم اخبركم....قررت انا وتبارك وبراء ان نلتقي في احد المطاعم لمدة قصيره لاننا اشتقنا لبعضنا....
تمددت على سريري في محاولة فاشله للنوم...
بقيت اتقلب لساعة ... ثم بعد ان ظهرت الشمس تماما من خلف الافق...قررت ان اكتب القليل من روايتي الجديده...والتي اخترتها بوليسيه...
بدأت بكتابة هذه الاسطر:


"وعندما قالت كلماتي تلك...سحب مسدسه موجهه نحو صدري مباشرة وهو يصرخ:
ايها الخائن....بعد ان وثقنا بك...تخبر عنا؟!

ضحكت باستهزاء ثم امسكت ذراع تلك الضعيفة الجالسه على الارض وساعدتها على النهوض قائلا:
وفي المقابل ان اختطفتها وعذبتها!

رد:
لكنك ستسجن ايضا

ادرت ظهري له وقلت:
هذا افضل لي...."


وسرعان ما انسجمت في احداث الروايه ونسيت الوقت....وبعد مدة ليست قصيره...انهيت هذه الروايه بالكامل...فهي كانت في اواخرها على اية حال...
نسختها الى حافطة usb لاطبعها في احدى المكتبات...ارجعت ظهري للخلف ومددت اطرافي بتعب....نظرت الى ساعة الحائط كانت تشير الى التاسعة والربع...
يجب ان اخرج في العاشرة...
تجهزت ووضبت احتياجاتي في حقيبة اليد ثم ذهبت الى الصاله لإنتظار وقت الخروج...
تبادلت الكلام مع الجميع الا اسيل مع انها كانت تحاول التكلم معي...
انا لن اظل غاضبة منها...لكن اريدها ان تشعر بان شكوكها كلها وهم .. عندما اعود اليوم سأتعامل معها بطبيعتي...
***
سلمت حافظةusb لاحدى المكتبات وطلبت منهم طبعها على هيئة كتاب ثم ذهبت الى المطعم المتفق عليه ...
سلمت على تبارك وبراء بحميمية وسألنا بعضنا عن الاحوال ...
كل واحدة شرحت حفلة نجاحها بالتفصيل...وطلبنا فطور خفيف....قالت تبارك:
"لقد طلب مني ابن عمي الزواج امام الجميع!!...صدقاني كانت صدمه"
قالت براء بحماس:
"وافـقـتـــــــــي؟"
حركت تبارك يدها وكأن الامر لا يعجبها ثم اردفت:
"لا اظن انني سأوافق....قلت له احتاج الى وقت للتفكير...لكنني سأرفض بالتأكيد..هو بالكاد يقابل اخواته في المنزل!...دائما يخرج...هذا كيف ستكون حياتي معه بالله عليكما؟؟!!"
استطردت انا:
"معك حق...لا تعلمين اين يذهب!"
هزت رأسها وشربت القليل من العصير..ثم شهقت وقالت:
"صحيـــــــــــح مايا....اخبرينا .. هل من تطورات مع لؤي؟"
اجل .. لقد اخبرتهما بكل شيء...كنت بحاجة للفضفضه!..
تنهدت وقلت بيأس:
"اااااه....لا اعرف...لا اعرف"
امسكت براء بيدي وقالت:
"مايا...لماذا تعذبين نفسك هكذا؟...اذا كان قلبك يطلبه...فلماذا تجبريه على العكس؟"
نظرت لايه بضياع ... اردفت تبارك:
"تقولين انه دائما ما يتعامل معك بلطف...ربما هو يحبك ايضا!"
"هل هذا معقول؟"
"اجل معقول جدا!...صدقيني..اذا نظرتي في عينيه مباشرة ستشعرين!..."
واخذتني الافكار...
هل يمكن هذا؟؟...ماذا لو صدمت بخطبته يوما؟؟..لكن...انا لماذا اتعب نفسي بالتفكير في المستقبل...معهما حق...ربما علي الانصياع لصوت قلبي !...
شربت بعض العصير وقلت:
"سنرى...."
***
وبعد ساعة تقريبا...عادت كل منا الى منزلها لكنني توجهت الى المكتبه اولا...اخذت منها الكتاب وعدت الى المنزل...
وفي طريقي رأيت فتاة بنفس عمري ربما .. تقود سياره...فصممت على تعلم القياده!...
...
وصلت الى المنزل وكنت سأتوجه مباشره الى غرفة جدي لأتحدث في امر تعلم القياده...لكن استوقفتني اصوات ضحك رجال قادمة من غرفة الضيوف...
اقتربت من باب الغرفة لعلي استطيع تمييز الاصوات..لكن انفتح الباب فجأة ودلف منه جدي!...
عندما رآني ابتسم وقال:
"ها قد اتيتي"
استغربت منه لكنه لم يسمح لي بالسؤال قائلا:
"تعالي والقي التحيه"
وسحبني الى الداخل...وجدت العم ابو رامز وابناءه الثلاثه مع حسن ينظرون الي...ابتسمت وقلت:
"السلام عليكم"
ردوا جميعهم:
"وعليكم السلام"
ثم استطرد العم:
"جئنا لنهنئك بالنجاح بما اننا لم نتمكن من الحضور يوم امس"
قلت بسرعه:
"ما كان لهذا داع...مكالمة هاتفيه تكفي"
"لا يا ابنتي ... هذا واجبنا"
اومأت رأسي بالموافقه ثم خرجت الى الصاله..الى حيث عمتي ومها...
لقد خطبت مها الشهر الفائت...لكن لم تقم حفلة خطوبه بسبب موت احد اقارب العريس...
تعانقت مع عمتي ومع مها وهما تتفوهان بجمل التهنئه....ثم اعطتني كل منهما هديه...
جلسنا نتكلم في امور عده...وكنت اتكلم مع اسيل وكأن شيء لم يحدث...وهي لم تفتح معي الموضوع فيما بعد...
لن اتكلم كثيرا عن زيارتهم ... ولن اتعمق معكم في محادثتي مع ساره ونجوى في الهاتف رغم انهما كانتا معي البارحه..ولا يهم اتصال تبارك لتقنعني بكلامها...
لكن الاهم من كل هذا!!...
هو انني في الساعة الحادية عشر مساءا...قمت بحركة تهور بسبب التفكير بكلام تبارك وهي انني ازلت الحظر عن لؤي في حسابي على facebook وتفاجئت ... بل انصدمت عندما بعث لي برسالة بعد ربع ساعة فقط!!...ومع الرسالة طلب صداقة ايضا!...
لا اعرف لماذا تسارعت انفاسي بل توقفت...وقلبي صار يصدر اصوات الطبول الافريقيه!!....وبيد مرتجفه فتحت الرساله:
"مرحبا...هل حقا ازلتي الحظر ام كان بالخطأ؟"
اخذت نفسا عميقا لتهدأ نفسي وكتبت:
"انتبهت انك ضمن قائمة المحظورين عندي...لا اذكر لماذا حظرتك لكن الان كبرنا ولا يهم"
شاهد الرساله لكنه تأخر بالرد!..
ولو كنتم معي في الغرفة لرأيتم قوة الاحمرار الذي اعتلى وجنتيّ ... ان الجو حار جدا....جدا جدا ... انه حارق!..
كيف عرف انني ازلت الحظر لو انه لم يفتح حسابي؟!...هل كان يراقب حسابي رغم ان هذا دون جدوى ترجا؟؟ .. هل تبارك وبراء على حق؟!...
ايقظني من شرودي صوت وصول رساله:
"آسف للإزعاج اذا...تصبحين على خير"
تألمت قليلا...فأنا اريد ان اتحدث معه في أي امر واي موضوع...حتى لو كان عن الحرب العالمية الاولى!..
لكن لا يمكنني حثه على الكلام!...بعثت:
"حسنا...وانت من اهل الخير"
حذفت المحادثة بسرعة خوفا ان تراه اسيل بالصدفه...ثم ارتميت على الكنبه وانا اتنفس الصعداء...
اااااااااه....ان هذه هي المرة الاولى التي اتكلم فيها مع لؤي بشكل مخصوص منذ سنة على الاقل!!...
كنت دائما ما اتجاهله...واتجنب الحديث معه...ولو اضطررت للكلام اتكلم بصيغة الجمع وعن امور رسمية جدا جدا...
اوه يا قلبي ... لم كل هذا النبض...هل هذا خوف ام شيء اخر؟!...
اغمضت عيناي مع ابتسامة خفيفه وانا افكر...
ليس خوف...بل هو الحب...اجل الحب... انا احبه...وسأستسلم للأمر...مهما حدث...فلا اظن ان حبه سيمحى من قلبي....
يكفي تشتت...على الاقل الان اعترفت بمشاعري لنفسي ويكفي كلام داخلي واحداث فجوة في قلبي فارغه!...
يكفيني ان اعرف ان في قلبه يهتم بي ولو بمقدار 1% .....




***





خلعت القميص وارتميت على سريري....
صرت اتصفح في facebook ورأيت منشورات تتكلم عن الحب...
وصار قلبي يركض ... يركض شوقا لمايا...لماذا هي تحرمني منها!؟...الا يكفي تجنبها لي في الواقع...وحظرتني هنا ايضا!..
وبدون شعور...كتبت اصابعي اسمها في قائمة البحث...رغم انني متأكد من عدم ظهورها....لكن شيء ما دفعني لهذا...
وانصدمت!...عندما رأيت صفحتها متمثلة امامي...دلختها بسرعة وطلبت الصداقه بدون وعي وكتبت لها رساله...
دقيقه واذا بها تجيب الرساله...ااااه كم خفق قلبي لها...اذا هي غير حاقدة علي!..
انا ايضا لا اذكر سبب حظرها لي قبل 3 سنوات!..
لكن!...منذ متى ازالته؟!...انا لم ابحث عنها منذ فتهر طويله...ااه لو انني علمت من البدايه...
قرأت رسالتها مرارا وتكرارا...
كنت اريد ان اطيل التحدث معها...ان اروي شوقي لها...لكنني تذكرت...عندما رأيتها بالفستان...الا يكفي اثم بسبب هذا؟!...
لن اجمع المزيد من الاثم....استغفر الله....
تأسفت لازعاجها وفقط!...
وضعت الهاتف جانبا ونمت على ظهري واضعا يديّ خلف رأسي...
5 ايام..وسأتخرج...سأبدأ العمل...وسأجمع النقود...وسأتزوجها...اااه ارجوا ان توافق!...
***
مرت الايام القادمه بسرعة لم اتصورها...
استأجر حسن صالة كبيره للحفله...رغم رفضي...لكنه لم يستمع لي...
كانت التجهيزات كبيره وكثيره...
ودعوت اصدقائي الذين لم يتخرجوا مع هذه الدفعه...واصدقائي من التخصصات الاخرى وغيرهم...
اه صحيح....عمر اقام حفلته مع حفلتي ... يقول هكذا سنفرح اكثر هههه...
حسن كان هو المنظم الرئيسي...كل شيء منه وعليه..ورفض أي شيء مني او ابي...
وقفت امام المرآة الكبيره اعدل كم قميصي ... واتفقد الدبوس الرائع الذي اهدتني اياه اختي منار...
كنت في اكثر حالاتي اناقه...
مع بذلة سوداء من افضل التصاميم...وقميص ابيض جميل...مزين بالـ(بابيون) ذو اللون الخمري...منديل خمري مرتب بطريقة انيقة في جيب (الجاكت)..
ابتسمت برضى عن نفسي ثم دخلت صالة الرجال بعد ان سبقني عمر اليها...
وانهالت علي التهنئات والتبريكات والاحضان من كل مكان...كنت ابتسم بفرح واضحك من قلبي...اه صحيح..تخرجت ولم اخبركم عن تخصصي هههه...تخصصي هو ادارة الاعمال...لان حلمي هو ان اصبح مثل العم حسام رحمه الله...
دخلت فرقة راقصة مؤلفة من سبعة شباب...يغنون الاغاني الوطنيه ويرقصون رقصاتها والمحليه والتراثيه...
وبعدها اصدقائي حملونا انا وعمر على اكتافهم واخذوا يهتفون لنا بطريقة شبابيه بحته...والضحكات كانت تغرد بالاجواء..
وبعد مدة قصيرة احضر عمال الصالة الحلويات والعصائر للمتواجدين ...
اخذت حصتي وخرجت الى الشرفة الارضيه الكبيره حيث يتواجد عدد من الشباب..
لقد كانت الشرفة ترتفع عن مستوى الشارع بمقدار مترين ويربطها به السلالم الجانبيه...
اقتربت من (الدرابزين) الجيري وسمحت للهواء ان يتخلل قسمات وجهي ... اننا مقبلون على الشتاء...هذا الفصل الذي اعشقه بكل تفاصيله...
تأملت القمر والنجوم..وتخيلت مايا تنظر الي من خلالها!..يا لسذاجتي!...
انزلت رأسي فوقعت عينيّ على ذلك الشيء المتحرك في الشارع!...خرج من بوابة النساء...
هذا الوجه ليس غريبا عني...بل أراه في احلامي دائما!...
انها مايا بالتأكيد!...تمشي باستعجال وخطوات واسعه نحو موقف السيارات وفستان نيلي تظهر اطرافه من تحت العباءة السوداء..
ركضت الى الدرج ونزلته بسرعة وتوجهت اليها....استوقفتها قائلا:
"مايا؟!..هل تحتاجين شيئا؟"
توقفت لحظة ثم استدارت الي....عندما رأتني تحولت نظرتها الى الاعجاب_كما اظن واتمنى!_تأملتني قليلا ثم تنحنحت وقالت:
"اوه لؤي!..مممـ...مبارك تخرجك...انا...كنت ذاهبة الى الموقف"
ابتسمت بحب وقلت:
"عسى ان احضر تخرجك...لماذا الى الموقف؟"
لمحت في عينيها الغيظ!...اااه عينيها...ما اجملهما مع الكحل والخط المرسوم الى طرف العين!...وتحتهما اللون النيلي الذي صار مثيرا مع ذهبية عينيها تحت نور القمر!..
وكيف اصف لكم شفاهها مع الحمرة الورديه!...قطتي العزيزه لو تعرفين كم احبك...
انتبهت الى نفسي كيف أتمعن بها واشحت وجهي بسرعة وانا استغفر الله في نفسي...
"حسن ينتظر عند السياره ... سنعود انا وهو واسيل."
استغربت منها لكنها لم تسمح لي بالسؤال عندما اخرجت علبة هدايا من حقيبتها وقالت:
"لا اعرف متى اعطيك هذه لذا...احم....خذها الآن"
كانت متوترة جدا وتنظر نحو البوابة كل ثانيه...شعرت ان بالامر ما يثير الريبه لكن ربما هي على عجلة من امرها فقط!..
وقبل ان اشكرها اختفت من امامي!...
ابتسمت وتأملت العلبة قليلا ... ثم مشيت متجها الى الداخل...لكن قابلت اسيل ... وعندما رأتني هي ابتسمت وقالت:
"مبارك , لؤي"
"شكرا"
كانت متعجله هي الاخرى وذهبت بسرعة بخطوات واسعة .. استغربت منها ومن مايا واكتشفت الموضوع فيما بعد..




***





كنت سعيدة جدا كم اجل لؤي..وكأنني انا التي تخرجت!..
اشتريت له هديه بسيطه...عطر...لم اعرف ماذا يمكن ان احضر لشاب...لكنها ستفي بالغرض...
قررت ان ارتدي نفس الفستان الذي هو هدية من اسيل...احبه كثيرا واراه الاجمل في العالم..
وضعت القليل القليل من المكياج وقررت ان ادع شعري ينتثر على ظهري واكتافي بحريه..
لن افصل لكم ما حدث في الحفل فهو عادي وروتيني في أي حفل...
لكن لا يمكن ان اتغاضى عن ذلك الحدث الكبير!...الشرارة التي احرقت آخر خيوط المحبة بيني وبين منار!...
بعد ان وزع الحلو على الحضور...شعرت بدوار بسيط...وقررت الابتعاد عن الجموع...
جلست على طاولة بعيدة ومنزويه قريبة من النوافذ...
اكلت قليلا من (القاتو) ثم امسكت كأس العصير ووقفت امام النافذة اتأمل انوار المدينة ... فسمعت صوت ضحك قريب..
التفتت الى المصدر فالتقت عيناي مع عينيّ منار...كانت تمشي هي وصديقتها نحوي بمياعه !.. ناهيكم عن فستانها القصير مفتوح الظهر!..
علمت انها قادمه للمرآة التي تبعد عن يساري مقدار 4 امتار..
تجاهلتهما وعدت انظر للمدينه...
رفعت الكأس الى شفتيّ لأشرب..فتفاجئت به ينسكب على صدري وفستاني الغالي العزيز!...انسكب بسبب منار!...تظاهرت انها تعثرت واصطدمت بظهري بقوه!..لكنني متأكده انها تعمدت هذا!!...اشتعل قلبي غيظا منها!!..
لا تظنون انني بطلة الروايات الرقيقه الملاك...المتسامحة مع الجميع!!...لااااا...انا مايا حسام..التي ترد الصاع صاعين!..
شهقت من برود العصير ومن الصدمة والحقد!...قالت منار باسلوب مستفز:
"اوه!..مايا؟!...لم اقصد!..اعذريني"
ثم لوحت باصابعها امامي بمعنى(باي) وابتسمت بحقارة ثم توجهت نحو المرآة مع صديقتها وهما تضحكان بصوت عالي!!!...
تجمر وجهي من الغضب...وصارت انفاسي مثل الدخان..تعلو وتهبط...بقيت واقفة في مكاني لدقيقة حتى استسيغ الامر..ثم توجهت اليها بخطوات كادت الارض ان تصرخ من شدتها!..
امسكت كتف منار وادرتها الي بقوة مما جعلها تدور دون وعي فيصبح وجهها امامي...لم اتردد ثانية واحدة وصفعتها بكل قوتي على وجهها..ربما تركت آثار اصابعي محفورة على خدها!...صرخت هي من الألم والمفاجئه...
لم اتراجع انا وقلت بوثوق بينما سبابتي تلوح امام عينيها:
"اسمعي ايتها الغيوره...انا اعرف بالضبط كيف تفكرين...حاولت تجاهلك لأنك مريضة نفسيه!...لكن تخطيتِ حدود المرض...هذا هدية من اختي وهو اغلى منك!...هل تفهمين!"
وآخر كلمة قلتها بصراخ!...هي ظلت تبحلق بي بصدمة ويدها على خدها...لم تتكلم..اظن ان صفعتي كانت كفيلة بلجم لسانها الطويل!..
نظرت الى صديقتها باشمئزاز..لم تكن هي الاخرى اقل صدمه...استدرت بنية اخبار جدتي بأن نعود الى المنزل فرأيت عشرون فتاة على الاقل يحدقن بي!..
رفعت رأسي بغرور ومشيت نحو جدتي واسيل ... قلت:
"سأعود الى المنزل"
كانت جدتي واسيل قد شهدتا على الموقف...قالت جدتي بعتاب وغضب:
"كيف تفعلين هذا؟!"
"جدتي ارجوك...انا لن احتمل منار اكثر...لا يهمني الأمر"
كانت جدتي تريد قول شيء الا ان اسيل سبقتها بالقول:
"جدتي ان اعلم انه لا يجب لمايا ان تفعل هذا لكن ايضا انت رأيتِ كيف تعمدت منار الاصطدام بها...سأتصل بحسن ليأخذنا الى المنزل .. اما انت ظلي هنا.هذا من الواجب!"
لم تتمكن جدتي من قول شيء وانا ارتديت عباءتي وشالي بسرعة...وما ان انهت اسيل مكالمتها جاءت زوجة خالي,سعاد ومن وجهها واضح انها استعدت لشن هجوم حربي هه..
"يا قليلة الادب والحياء !...كيف تفعلين هذا بمنار"
رفعت حاجبي ببرود ونظرت الى منار التي تبكي بشكل غريب خلف امها...وكأنها فقدت انها في هذه الحرب!...عينيها حمراء بل متجمرتين ومزرية المنظر...هذا غير علامات اصابعي على وجهها!...قلت بعدم اهتمام:
"أعيدي تربية ابنتك قبل قول هذا"
نهرتني جدتي فقالت اسيل:
"مايا اذهبي الى السياره"
استدرت بعد ان رمقت منار بنظرات استعلاء ثم اخذت حقيبتي وخرجت...
لا اخفيكم ارتجاف يدي من التوتر ودقات قلبي السريعة ونسبة الادرينالين العاليه!..
خفت من الذي سيحدث بعد هذا!...انا اعرف منار حق المعرفه...بالتأكيد اضافت بهاراتها الخاصه على هذا الخبر الحصري!..مع تأكيدات صديقتها الكاذبه!...
حاولت اخفاء توتري بالمشي السريع...
لكن استوقفني ذلك الصوت الرائع...الذي كان يتردد في ذهني طوال الاسبوع الماضي
"مايا؟!...هل تحتاجين شيئا؟"
توقفت لحظة وقلبي يرقص فرحا لانني سأقابله!..لم اكن اعرف كيف سأعطيه الهديه ولم اكن لأعطيها لمنار ابدا ولا حتى لأمها...ربما كنت سأعطيها لساره!
استدرت وتفاجئت من جماله الرهيب...انيق جدا لدرجة لا توصف..او ربما حبي له جعله في نظري هكذا!!...تأملته قليلا .. وحاولت ان احفظه جيدا!...ثم انتبهت لسكوني فقلت بتوتر:
"اوه لؤي!...مممـ...مبارك تخرجك..انا .. كنت ذاهبة الى الموقف"
"عسى ان احضر تخرجك .. لماذا الموقف؟"
ذبت...وتهت..وغرقت بابتسامته تلك...كانت ابتسامة ملئها المشاعر!..او هذا ما رأيته انا من منظوري...ذلك الشعر البني اللامع.. وهذه العينين الخضراوتين!...تذكرت منار وشعرت بالغيظ يتولد داخلي...
رأيته يحرك راسه فعدت الى عالم الواقع وتكلمت:
"حسن ينتظر عند السياره...سنعود انا وهو واسيل"
ثم تذكرت ان اسيل قد تأتي وتراني معه في أي لحظه!...لم اصدق متى حذفت الشكوك من رأسها!...اعطيته الهدية بسرعة وقلت ما قلت ثم اسرعت الى موقف السيارات..
كان حسن ينتظرنا فيها...ركبت من الخلف دون ان اتكلم.
مرت دقيقة صمت...ثم قال حسن:
"ما سر طلبكما انتي واسيل؟!"
فكرت في الاجابة قليلا ثم قلت:
"ستعرف من اسيل كل شيء"
وهنا رأيت اسيل تمشي بسرعة نحونا...خفت ان تكون قد قابلت لؤي فقررت ان اخلص نفسي من الشكوك قبل ان تبدأ...جلست اسيل في الامام فبادرت انا بالقول:
"لقد قابلني لؤي يسأل عن سبب خروجنا الآن فتنمصت من الموضوع...هل رأيته؟"
"اجل رأيته"
وصمتنا...
حرك حسن السياره عائدين الى المنزل...كنا في حالة سكون مطقع .. الى ان كسره جسن بنفاذ صبر:
"اخبراني ماذا حدث...هناك شيء ما بالتأكيد"
مرت دقيقة صمت اخرى..ثم تفاجئت بضحكه!...صدرت من اسيل!..كيف لها ان تضحك في موقف كهذا؟!
"ههههه لا اعرف يا حسن...اختي تحمل يد قوية جدا!"
واكملت ضحكها..فهمت قصدها .. وتذكرت شكل منار فضحكت بخفة بصوت لم يخرج من حدود سمعي انا...
ثم اردفت اسيل:
"مايا تحب الفستان الي جلبته لها...ومنار تغار منه...تسببت منار بسكب العصير عليه!..ومايا صفعتها واعطتها بعض الكلمات القاتله!...احسنتِ اختي العزيزه!"
قال حسن:
"كل هذا حدث؟!..وتقولين "احسنتِ"؟؟؟"
"اجل ... لو ترى كم ان هذه المنار غيورة وحقوده... تستحق هذا...هذه ليست اول مره تفعل شيء مشابه!...قولي لي يا مايا بالله عليكِ من جاءتك هذه الجرأه!..وماذا قلتِ لمنار ؟..لأنني لم اصدق بهارات سعاد"
ضحكت وقلت:
"قوتي جاءت من قهري على الفستان...قلت لها شيء بمعني انها مريضة نفسيه وان الفستان اغلى منها بالنسبة لي"
نظر الي حسن عبر المرآة رافعا حاجبه باستنكار ثم قال:
"لا يمكنني القول انها مظلومه...لكن ايضا لا يمكنني القول انكِ صائبه بما فعلتِ"
تنهدت وسلمت ثقل جسمي كاملا للمقعد...ثم اغمضت عينيّ اتخيل عواقب ما فعلت...
بالتأكيد ستصل صورة لخالي بأني انا الشريرة والحقيرة وهي الملاك البريء المظلوم!...وسآكل من التوبيخ حصة جيده!..
لكن الاهم...الصورة التي سيأخذها لؤي عني!..




***




انتهى وقت الحفلة المحدد واختفى الجموع الذين كانوا قبل دقائق...
عادت امي واختي مع ابي قبلي وانا عدت مع اصدقائي بعد ان اكملنا الليلة ضحك ولهو...
عندما دخلت المنزل ضربت مسامعي موجة شحنات هائجة ولدتها صرخة منار:
"كيف اهدأ"
ركضت الى الصالة فوجدت منار تبكي بقهر .. او ربما دموع التمساح...او دموع غيرتها!..
وامي تهز قدما بغضب بينما اابي يتكلم:
"الآن كل الحق على مايا تماما وانتِ مظلومه؟!"
"اجل مظلومة وهي حقيره!"
عندما سمعت اسم منار فز قلبي ..ولن اصمت عن اهانتها وسأدافع عن حبيبتي
"منار؟!...ما هذا الكلام!...عيب عليك...ماذا هناك يا ابي؟"
وقفت منار وهي تضع يديها على خصرها وتصرخ بقهر:
"هذه الحقيره صفعتني على وجهي امام كل المدعوات!..ما موقفي انا ؟.. ما موقفنا كلنا؟...اكرههاااااا!!!"
صمتت قليلا وانا استوعب كلامها ... مايا صفعتها!!..بالتأكيد هي فعلت شيء مستفز...نظرت الى منار بتفحص وقلت:
"وماذا قبل هذا؟..وبعده؟؟"
قالت امي بحقد:
"اختها الاخرى تدافع عنها بكل وقاحة وتشتمني ايضا!!...انا بمثابة امها تشتمني؟؟...هاتان الفتاتين تحتاجان لاعادة تربيه"
لم اصدق شيء وقلت بانفعال:
"اسيل؟؟!!!...تشتم؟؟!!...في حياتي لم اسمعها تسيء لاحد مهما كان!!"
القت امي سهام عينيها عي وقالت منار باكيه:
"تدافع عنهما!!..ألا يكفي ان مايا تشتمني ايضا فوق صفعتها!!"
ثم ركضت الى غرفتها...قال ابي:
"حسبي الله ونعم الوكيل...الهمني الصبر يا الله....يجب ان افهم الموضوع جيدا من مايا واسيل غدا"
تكلمت اني من بين اسنانها:
"لا تصدقنا ايضا؟!!"
ثم قامت الى غرفتها هي الاخرى...نظرت الى ابي فهز رأسه بقلة حيلة وذهب.




ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


انتهى البارت

آرائكم وتوقعاتكم؟؟

ماذا سيحدث لمايا واسيل؟؟
هل ستكتشف اسيل مشاعر مايا الجديده؟؟
وماذا ينتظر مايا في الحياة الجامعيه؟؟

انتظروني يوم السبت ان شاء الله















آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 11:12 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\
البارت الحادي عشر...

قراءة ممتعه^^...

ـــــــــــــــــــ






استيقظت في اليوم التالي مصابة بالمرض بسبب انسكاب العصير البارد على صدري ثم خروجي في الهواء البارد..
الليلة الماضيه اعطتني جدتي محاضرة طويلة وحصة توبيخ جيده شاركها جدي فيها لهدف التوعيه!...
وعاقباني بتأجيل دروس تعليم القياده لمدة اسبوع رغم انني اقنعت جدي بها بصعوبه...
اشعر بالقهر لكن بصراحه معهما حق.ما فعلته خطأ امام الناس...لكنني غير نادمة ابدا على صفع منار...
نهضت من فراشي وانا اشعر ان عيني تشعان كالجمر من الحراره وصداع يغزو رأسي..
مشيت ببطئ الى المطبخ فوجدتهم يتناولون وجبة الافطار...لم اكن بوعيي الكامل لأدرك انني لا ارتدي حجاب!....سعلت قليلا ثم قلت:
"صباح الخير"
وقفت اسيل بسرعة فور رؤيتها لي وجاءت امامي واقفه وهي تضع لي شال على رأسي وتقول:
"عزيزتي لم انت شاحبة هكذا؟!"
ثم وضعت يدها على جبيني وشهقت قائله:
"وحرارتك مرتفعة ايضا!"
لحسن الحظ ان حسن كان يجلس معطيا ظهره لي...
مشيت مع اسيل الى الطاوله فقالت جدتي:
"هذا بسبب العصير البارد .. سأصنع لك الآن عسل بالليمون ليخف قليلا"
هززت رأسي ثم غسلت يدي وبدأت آكل...
رن جرس المنزل .. فقام حسن لفتح الباب...وسمعت صوت خالي عندد دخوله...
تنهدت وانا انظر الى جدي...الآن سنبدأ...ماذا اخبرته يا منار؟!....قال جدي:
"العاده..لن يتركوها"
ابتسمت بسخريه ثم وضبت الطعام مع اسيل وذهبنا مع جدي وجدتي الى الصاله..
لم تكن تعابير خالي غاضبه او ينوي على شيء...بل لم يكن في وجهه أي انفعال اصلا!..
سلمنا عليه ثم جلسنا..وبعد بضع دقائق من الكلام العادي .. قال خالي:
"حسنا..ممـ...لا اعرف كيف ابدأ لكن...قالت لي منار ان مايا صفعتها امام الجميع فهل هذا صحيح ام....؟!"
ابتسمت جدتي ابتسامة لم افهمها ثم قالـت:
"قل لي يا بني كل ما سمعت من ابنتك ومن سعاد"
تنحنح وقال:
"ان مايا صفعت منار لانها ظنت ان منار ضحكت عليها ثم شتمتها وعندما جاءت سعاد للتحدث مع اسيل دافعت عن مايا وشتمت سعاد ايضا!!"
نظرت الى اسيل بصدمة كبيره وهي بادلتني نفس النظره...اعدت النظر الى خالي وانا افكر بكلامه...قلت لكم ان بهارات منار وسعاد من الدرجة الاولى ... قالت جدتي:
"اسمع يا ابو لؤي...انا رأيت الموقف كله...منار تغار من كل شيء كما هو معروف...فتعمدت صدم مايا لينسكب العصير على فستانها ومايا مثل اختك اسماء رحمها الله..لا تسكت عن حقها فصفعت منار وقالت لها "مرضة نفسيه"...وعندما جاءت سعاد كلمتها اسيل بكامل الادب كعادتها الا عن بعض الكلمات الحاده دفاعا عن مايا .. ولا انسى ان منار نعتت مايا بالحقيره اكثر من مرة امامنا...صدقني انا غير راضيه عن تصرف مايا ولا منار...كلتاهما مخطئه وتحتاجان للتأديب...اما عن نفسي فقد وبخت مايا واجلت دروس تعليم القيادة عنها... وانت تدبر امر منار"
ليتكم تجلسون معنا لتروا ملامح وجه خالي..
كان منصدم مما يسمع ومحرج ايضا!...بالطبع.فان الصورة التي نقلت اليه مختلفة تماما عن الحقيقه...
اما انا فقمت لأرتاح في غرفتي وتركتهم يكملون النقاش دون اهتمام...



***




تركت امي ومنار تتناقشان بحقد على مايا واسيل وجلست اشاهد برنامج للتسليه...
بصراحة في قلبي اضحك على هذا...
لم اتوقع ان مايا هكذا في حياتي...لكن بيني وبينكم ان منار تستحق هذا عندما تسكب ثقلها على الناس...
كما انني لم اصدق شيء منهما وانتظر الروايه الاصلية من ابي...
ومرت الدقائق...وانا انتظر...
في النهاية قررت ان اشكر مايا على العطر الذي احضرته لي...رائحته مذهله...سأدوم عليه باقي حياتي!!..
اخذت هاتفي وبعثت لها برساله:
"شكرا على العطر حقا..."
انتظرت وانتظرت...لم ترد...فبعثت:
"اه صحيح...هل اعجبتكِ الميداليه؟"
هي ليست متصلة بالانترنت حتى...
تركت الهاتف عندما سمعت صوت الباب يفتح...ويدخل ابي هائجا بغضبه...صاح قائلا:
"منـــــــــــــار....سعـــ� �ــــــــاد"
جاءت امي مسرعة وهي تقول بخوف:
"ماذا هناك يا ابو لؤي..."
وعندما لم تأتي منار .. زمجر ابي ثانية:
"منــــــــار"
قمت انا بسرعة وامسكت ذراعه قائلا:
"اهدئ قليلا يا ابي واخبرني ما الامر"
جلس ابي وانا الى جانبه ثم قال وهو يشد على اسنانه:
"امك واختك...قالتا كلاما عن مايا واسيل كله كذب واتهامات...فالبادئ هي اختك المصون...تعـــــالي يا منــــــار"
جاءت منار تمشي بخطوات متردده ثم وقفت امام ابي بينما يديها ترتجفان خوفا...كنت مطبقا القبض على ابي خوفا من ان يضربها..
قال ابي:
"مايا شتمتني...اسيل شتمت امي...لم نفعل شيء!!"
ثم اردف قائلا وهو يقف ويمسك شعرها:
"الغيرة هذه التي لا تستطيعين السيطرة عليها...اكبحيها داخلك حسنا...وحركاتك الخبيثه اتركيها...ومايا لا تقربيها...الا يكفي انها يتيمة الابوين!!..صدقيني يا منار...اذا سمعت انك تصادمت مع مايا بحركة مقصودة حتى لو بالكلام...سأحرمك من الجامعه .. فهمتي!!...والآن....ممنوع عليكي زيارة أي صديقة ابدا الى ان يبدأ الفصل الجديد"
وترك شعرها بينها هي تبكي بخوف ثم ركضت الى غرفتها...
عدل ابي وقفته وقال موجها حديثه الى امي:
"وانت يا سعاد!!...منذ متى تتبلين الناس...اسيل لم ولن تسيء لاحد...لكن ماذا اقول...قليلة عقل...اذهبي من امامي هيا"
دخلت امي خلف منار وهي لا تعرف ماذا تقول...جلس ابي وهو يسترد انفاسه...فقلت:
"ابي...قل لي ما جرى؟"
تنهد ثم شرح لي الموضوع من بداية الى نهايته...لهذا كانت مايا واسيل على عجلة من امرهما....
قلت لأبي مهدئا:
"حسنا..الان انت اهدئ..والامر انتهى"
نادى ابي منار وكأنه لا يسمعني...وبعد قليل جاءت منار تمسح دموعها .. اف من هذه البنت..حساسيتها الزائده وبكائها الكثير يقهرني!
قال ابي:
"اسمعي...لا تظني انني ضدك او ما شابه...كلاكما مخطئ...ومايا تعاقبت ايضا بتأجيل دروس تعليم القيادة خاصتها"
وهنا استنفرت منار ووضعت يديها على خصرها
"ماذا؟؟!...تتدرب للقياده؟!...انا اكبر ممنها واستحق هذا اكثر منها لـ..."
"مناااااار"
صرخ عليها ابي فاشاحت وجهها وذهبت بخطوات غاضبه الى غرفتها...با لها من مدللة ..تريد كل شيء !!
لكن...مايا ستتعلم القياده؟...اجل..هذا يليق بها!..
ابتسمت بحالميه فقال ابي:
"وانت الاخر لماذا توزع ابتسامات"
قلت بغباء:
"اتخيل مستقبلي مع شريكة عمري ولا اتمنى وجود ابنة عندي مثل منار"
حدجني ابي فضحكت بقوة وخرجت تتبعني ضحكاته...
ذهبت امشي في شوارع المدينة لتضييع بعض الوقت...ثم سمعت صوت هاتفي يعلن عن وصول رسالة جديده .. فتحتها بسرعة لانها من قطتي الجميله:
"اهلا لؤي...يسرني ان العطر اعجبك...واجل....شكرا على الميداليه"
ابتسمت بحب وانا اقرأ كلماتها الجميله وكأنني اسمعها بصوتها...كتبت:
"طمئنيني عنكِ"
"الحمدلله...اعاني من مرض صغير لكن لا مشكله"
مباشرة ذهبت افكاري الى قصة العصير تلك وعقدت حاجبيّ غضبا من منار ثم كتبت:
"سمعت انك ستتدربين لقيادة السيارات؟"
"بما انك سمعت هذا فقد سمعت شيء اخر!"
"هههههه...حسنا انسي الموضوع"
"جيد..الى اللقاء"
"الى اللقاء"
وضعت الهاتف بجيبي وانا ارسم صورة لها ببالي...لا اعرف لماذا منذ ان بدأ شريط الذكريات في عقلي وانا احبها!...اعتبرها شيء مميز حدث لي...وانني محظوظ بوجودها في حياتي!...
اتمنى لو انها تبادلني الشعور...
***
في اليوم التالي ذهبت الى منزل جدي بطلب من حسن لانه يريد ان يحادثني في موضوع مهم....
...
"..وبعد كل هذا الكلام...هل تريد ان تعمل في شركة عمي حسام؟..سيكون لك منصب مهم فيها"
قلت مباشره:
"لقد فكرت في هذا الموضوع مسبقا...لا اظن انني مستعد للإبتعاد عن عائلتي الآن...سأبحث عن وظيفة هنا"
هز رأسه بتفهم وقال:
"لا تتعب نفسك بالبحث...ابي سيتكفل بتوظيفك انت وعمر في شركتنا هنا...ستكون مرتاح..لكنك مثل غيرك ستبدأ في عمل صغير"
ابتسمت بسعادة كبيره ثم قلت:
"ولا اريد اكثر من هذا...حقا شكرا لك "
"لا شكر على واجب"
وهنا قال جدي:
"طائرتنا بعد ساعتين...بالكاد نصل الى المطار..هيا بنا"
وقف حسن واخذ الحقائب الى السياره...ثم ودعناهم ... وحصلت على فرصة رؤية مايا وهي تودع اسيل بكل حب وشوق ودموع...كان موقف مؤثر حقا...فقدت عائلتها وهي مضطرة للإبتعاد عن اختها!...
وقعت عيني في عين مايا وهي تحتضن اسيل فرأيت لمعة الدموع التي تضعفني دائما وتحولني الى طفل ضعيف!...
وبعد ان ذهب جدي وحسن واسيل...
دعتني جدتي للجلوس معها...
تكلمنا في امور مختلفه...عن وظيفتي وعن مستقبلي وفتحت موضوع مايا!
"انا خائفة عليها حقا..انا لن ادوم لها...وورثتها كبيرة .. اخشى ان يأتي شخص لا ضمير له ولا دين...يتزوجها من اجل النقود ثم يسرقها ويرميها مكسوره"
ثم تنهدت واستطردت:
"حقا احتاج للإطئنان عليها قبل ان اغيب عن هذه الدنيا!"
وكانت ترمقني بنظرات عميقة جدا جدا...فهمت جزء وظل الآخر غامضا...قلت بسرعه:
"لا تقولي هذا يا جدتي...اطال الله في عمرك..بإذن الله سترين ابناءها"
والحمدلله لم يزلق لساني واقول(ابناءنا!)...حولت نظرها الي بنفس الغموض وقالت:
"وانت ؟؟...متى ارى ابناءك؟"
بصراحة توترت من هذه النظرات لكن الحمدلله انقذتني قطتي عندما دخلت تحمل معها فناجين شيء ما!
"السلام عليكم...كيف حالك لؤي"
كان صوتها مبحوح قليلا ويظهر عليها بعض التعب...قلت بهدوء:
"وعليكم السلام...الحمدلله بخير...وانتِ؟"
"الحمدلله"
ثم قدمت لي ولجدتي الفناجين والتي تحتوي مشروب الزنجبيل الساخن...قالت جدتي ممازحه:
"مريضة وتجبرينا على شرب هذا من اجلك؟"
ردت مايا بضحكه:
"انه لذيذ"
تذوقته وقلت:
"اجل انه لذيذ جدا"
نظرت الي مايا نظرة سريعة ثم اخفضت رأسها بخجل!!..قلت:
"اذا...متى ستبدأ دروس القياده؟"
ردت جدتي:
"جدك الحنون لم يطاوعه قلبه بأن يتركها مريضة ومعاقبة ايضا..فقرر ان يجعل دروسها غدا!"
كانت تتكلم وكأن الموضوع لا يعجبها..ابتسمت مايا وقالت:
"الحمدلله ان هناك من يرأف بي...وجدت من هو كأبي رحمه الله اخيرا"
شعرت بغصة عندما اكملت جملتها..يا اللهي..هل تفقد الحنين هكذا؟..اااه..لا انسى كيف انهارت في ذلك الوقت!!..
اكملنا كلامنا في امور متعدده ومنها تخصصات مايا فهي قررت خوض تخصص (اللغة العربية وآدابها)...
كانت مايا اليوم هادئة جدا جدا ... عكس مايا الصغيره المراهقه..
هل غيرتها السنين هكذا؟؟!!
ااااه متى اخذ ذلك التصريح الرباني...بلمسك...وحضنك...وال� �كلم معك في كل ما اريد...وتكوني لي وحدي انا!!..
وبعد مرور ساعة والقليل من الدقائق...
عدت الى المنزل...حيث استقبلتني منار بوجهها الحانق...وهي تريد ان تعرف تفاصيل كل ما حدث...
تجاهلتها وذهبت الى غرفتي وبدأت اتكلم مع عمر عن العمل...



***




بعد ان خرج لؤي جاءت نسرين مع ريان وأخذاني الى منزلهم...سأقضي عندهم اليوم كله...
احتاج الى تفريغ شحنات النشاط المخبأة كلها...
...
بعد ان انتهينا من تناول وجبة الفطور ... نظفنا المنزل انا ونسرين كجزء من التسليه!!...
سأقول لكم امرا...
عند خالتي...كل قيودي تتكسر ...وآخذ حريتي المطلقه..ريان ورائد دائما خارجان...وابو ريان ايضا في عمله...والمنزل فقط لي ولنسرين..بحيث لا نسمح لخالتي بالتحرك وانا هناك...
احبهم كثيرا...
فخالتي هي امي المعنويه...وجدتي هي القلب الذي اعيش بسببه فلولاها لما كنت تحملت ثلاث سنين وبضع شهور بعيدة عن امي وابي في اصعب مراحل حياتي وهي المراهقه...
عند جدتي هناك حدود لكل شيء...حتى وانا في غرفتي تمنعني من اخذ راحتي المطلقه..فهي تهتم للآداب والاسلوب كثيرا في ادق تفاصيل الحياة..فلا يمكنني ان افتح فمي للتثاؤب حتى وانا في فراشي...يجب ان اضع يدي على فمي واستعيذ من الشيطان...
عندما افكر في الامر...فربما لموت امي وابي حكمة...فهكذا تمكنت من العيش مع جدتي...وكسب كل تلك الاشياء الجميله عنها وعن خبرتها في الحياة...
ارتديت احدى بيجامات نسرين ونمنا انا وهي على سريرها...استيقظنا باكرا جدا ونحتاج الى قسط من النوم...
كان وجهي مقابل وجهها مباشره...هي تضع كفها تحت رأسها ... وانا العب بخصلة من شعري...
"....ولم تسمح جدتي بأن يقول خالي عنك أي شيء؟"
قالتها منار وهي تنهال علي بكومة من الاسئلة للإستفسار عن تفاصيل ما حدث بعد صفع منار..اجبت:
"اجل...رغم انها وبختني خير توبيخ قبل ليلة الا انها كانت تقف الى جانبي قلبا وقالبا امامهم"
"جيد جدا...لكن حقا كانت فعلتك رائعه...ليتني فعلتها انا"
ضحكت وقلت:
"ههه تخيلي..سيحرمك والدك من الذهاب الى أي حفلة مدى الحياة"
ضحكت وقالت:
"اجل ... لهذا انا اتجنب المشاكل دائما"
تنهدت ثم اردفت:
"انه شديد جدا"
حاولت تغيير الموضوع قائلة:
"نسريــــن...هل سيقبل ابوك ان نذهب الى ساره ونجوى اليوم؟..اشتقت لهما كثيرا"
"حسنا...ممممـ...اولا علينا اقناع امي...ثم اقناع احد اخوتي لتوصيلنا..ثم بعد كل هذا..قد يقبل ابي"
ابتسمت وقلت:
"سأتكفل بكل هذا...فقط سأرسل رسالة لهما اني قادمه"


ــــــــــــــــــــــ


انتهى البارت

اعذروني...بعرف قصير...

بس كتبته رغم الظروف...

صعب اني اكتب بمدة 3 ايام

رح تصير البارتات كل يوم خميس فقط...

شكرا لمتابعتكم

آرائكم؟











آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 11:34 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\
البارت الثاني عشر...

قراءة ممتعه^^..

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات...




ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ



استطعت اقناع رائد بايصالنا الى بيت ابو جلال بعد ان وافقت خالتي وزوجها..
كان عمر هناك فأرغم رائد على البقاء...
سلمت على الخاله ابتهاج ثم اسرعنا نحن الاربعه (انا ونسرين ونجوى و ساره) بالذهاب الى غرفتهما..
قالت ساره بحماس:
"وووووه...واخيرا أتيتي الينا.. سنمضي وقتا رائعا!"
ضحكت انا ونجوى ثم قلت لنجوى:
"اف منكِ...كل يوم انتظر خبر خطبتك لكنك مرابطة هنا!"
قالت:
"هههه اصمتي يا مايا بالله عليكي...يوم امس جاء شاب وتقدم لي...لكنه ليس بالمواصفات المطلوبه"
رمقتها باشمئزاز مصطنع ثم قلت:
"غبيه...ظلي هنا ظلي"
رفعت رأسها بغرور وقال:
"هذا افضل لي...مدللة عند اهلي"
قالت ساره:
"ههههههههههه مدللة...واضح جدا...لا تنسي الاطباق المكومه في المطبخ وعليكي تنظيفها!"
جلست على سرير ساره فلاحظت سكوت نسرين...قلت:
"نسرين؟؟...لماذا انت هادئة"
ابتسمت وقالت:
"لست معتادة عليكم هكذا!"
قفزت ساره على كتفيها بشكل مزعج وقالت بعد قربت فمها من اذن نسرين:
"نســـــــــرين...استيقظي...� �حن لسنا هنا للرسميات...افعلي كل الجنون الذي تريدينه"
ضحكت نسرين وهي تمسح على اذنها التي تفجرت من صوت ساره وقالت:
"اذا كان الامر هكذا..."
صمتت قليلا ونحن نترقب ماذا ستقول:
"...انا ليس لي في الجنون!"
حدجناها كلنا ثم قلت:
"هكذا كانت نجوى...قمة في الهدوء والعقلانيه...لكن عندما اجتمعنا انا وساره عليها صارت مثلنا!"
..
حسنا...لا تريدون الانزعاج من كلامنا الفارغ...ودعوني امشي في الوقت بسرعه...
بعد ان مرت ساعة من الكلام المزعج .... اه صحيح لقد تكلمنا ابضا عن صفعة منار وكانتا معي تماما فيما فعلته فهما منزعجتان ايضا من غيرة منار.... ذهبنا نحن الاربعه نعد شيء لذيذ في المطبخ...وفي النهاية كانت مجموعة كؤوس صغيره من حلى ال(سنكرز)...
حملنا الكؤوس وذهبنا للنتفاخر بها امام عمر وجلال ورائد...فعمر قبل فترة قال اننا لا ننفع لشيء...
دخلنا اليهم بشكل جنوني...وصدقوني...كل الهدوء الذي يكتسيني في منزل جدتي يتلاشى في الهواء هنا واصبح بلا عقل واتكلم دون تفكير..واخرج كل طاقاتي...
كنت احمل انا صينية الكؤوس وساره فتحت الباب...دخلت بعنف وانا اقول بصوت عالي:
"وها قد فزنا بالتحدي يا سيد (عمر)"
نظروا الينا باستغراب وكان رائد اكثرهم استغرابا..صحيح نسيت ان اخبركم...لكم صرت احب هذه العائله...من الخالة ابتهاج الى ساره...عمر وجلال لهما مكانة خاصه في قلبي...فكان عمر اكثر من الاخ بالنسبة لي..ولطال ما مدحني امام اختيه ليغيظهما!...
وضعت الصينية على الطاولة الكبيره امامهم وقلت بتكبر:
"تذوقوا وتوهوا في لذّته الطاغيه التي هي من صنع ايادينا نحن الاربعه"
ثم اردفت ساره:
"وهذا ليقفل عمر فمه مرة اخرى ويعلم اننا ربّات بيوت ناجحات تماما"
انخرط جلال في نوبة ضحك وعمر مثله الا رائد الذي كان نصف غاضب ونصف مستغرب!..بعد انتهى عمر من ضحكه قال:
"هههه يا اللهي...مايا لن تكبري ابدا..."
قبل ان يكمل قاطعته:
"عندما تكبر انت يا ايها "الخريج" تعال وق لي اكبري"
زاد ضحكه ثم قال:
"حسنا حسنا..سأتذوق ... واذا متّ سأكتب في وصيتي انكن السبب"
ثم اخذ كأس وبدأ يأكل...تناول جلال كأسين له ولرائد ثم بدأوا بالاكل...لكم ان تتخيلوا ملامحهم المعجبه بالطعم...قال عمر:
"احم...حسنا..لا بأس به"
رفعت نجوى حاجبها باستنكار وقالت:
"فقط؟"
قال جلال:
"يااااه...لذيـــذ جدا...لم اذق مثل لذته..شكرا"
ابتسمنا له بامتنان فهو دائما ما يكون لطيف معنا...لم يبدِ رائد رأيه واستنتجت انه غاضب من تصرفنا... يا اللهي...اشعر انه سيسبب مشكلة لي ولنسرين الآن!...
استدرت بسرعة لأخرج..وانتبهت ان نسرين لم تكن موجوده..هل دخلت معنا منذ البدايه لم تفعل!؟...خرجت بسرعة فوجدت نسرين في غرفة ساره ونجوى يبدو عليها الخوف واضحا ومرتبكة جدا..قلت:
"لا تقلقي"
"كيف لا اقلق....هل رأيتِ نظراته؟؟!!...صدقيني لن أراكِ ثانية!"
"اهدأي انا سأهتم بالامر..."
رغم انني كنت قلقه اكثر منها..
جاءت نجوى فحاولنا اخفاء توترنا..وما هي الا خمس دقائق حتى جاءت ساره تزف طلب رائد بذهابنا الى السياره معلناً انتهاء الزياره...
وعندما سارت السياره من امام المنزل قال رائد بهدوء تام .. هه..هدوء ما قبل العاصفه!..
"هل لي ان افهم ما حدث هناك؟!"
صرت العب باصابع بتوتر ثم قلت:
"سمع رائد...ان الامر كله منـ..."
قاطعني بصرامه:
"لو سمحتِ .. انا اكلم اختي...اما انتِ فانا غير مسؤول عنكِ"
بدأت نسرين بالتئتئه فقلت بسرعه:
"بل لو سمحت انت..فالموضوع حدث بشكل جماعي..والحق كله علي انا...لكن ارجوك يا رائد..انت تعرف طباع والدك!.."
تنهد وقال:
"ما كنت سأخبره..لانه هكذا سيحرمنا جميعا من الاجتماع بكِ في مكان...لكن يجب عليكما معرفة خطأكما..هل هذا تصرف صحيح امام هاذين الشابين؟"
قلنا بصوت واحد:
"لا"
اردف:
"لكن من جهتي انا..لن اسمح لأختي بأن تأخذ طباعك هذه...لن يعلم احد بالموضوع..لكن ممنوع على نسرين مرافقتك الى أي مكان...وتحرم من زيارتك الا مع امي...واذا رفضتي هذا امام احد يا نسرين فسوف يعلم ابي!"
تنهدت نسرين وهزت رأسها بالموافقه...
وانا نظرت من النافذه وعم الهدوء المكان..لو تشعرون بندمي الآن...حقا؟!..كيف نفعل شيء كهذا؟!..انه ليس شيء مقبول ابدا!...اففففت...وهل ينفع الندم الآن بعد ان صارت هذه الخطوط الحمراء مرسومة بيني وبين نسرين!...
***
وصلنا الى المنزل وطول الطريق لم يتكلم احد..قبل ان ننزل قال رائد:
"تظاهرا ان شيء لم يحدث حسننا"
اجبنا ب نعم ثم نزلنا...
عندما دخلنا المنزل وجدنا خالتي منهمكة في المطبخ:
"ماذا تفعلين؟"
"اخي نبيل سيأتي الى العشاء"
تبدلت معالم وجهي من التوتر الى الكره وقلت:
"وحده ام....؟"
"لا...كل عائلته معه"
تأففت بضجر فانا لا اريد رؤية منار ابدا...قلت بتململ:
"افت...لكنني لا اريد رؤية منار!"
"اسمعي مايا...تظاهري ان شيء لم يكن..هكذا ستقهريها رغم كل شيء..والكل سيعرف انكِ افضل منها"
أومأت موافقه ثم بدأنا نساعدها...



***





قال لي ابي انني انا من سيقود بنا هذه المره..
شغلت السياره بانتظار ان يأتوا...كنت افكر في العمل والمقابله غدا..ااااه كم انا متوتر...يجب ان احضر نفسي جيدا..
..
ركب الجميع وانتقلنا الى منزل عمتي ام ريان...
وبعد ان سلمنا على الجميع ومن بينهم مايا التي صدمت بوجودها .. جلست انا ورائد نتحدث في امور مختلفه وزوج خالتي مع ابي..اما ريان فكالعاده..لا يأتي!..
بدأ رائد يحدثني عن عمله وما يواجهه من صعوبات..
ولم يمر الا قليل من الوقت حتى استدعونا للعشاء...
جلس ابو ريان على طرف الطاوله الى يمينه ابي ويساره رائد..ثم تليني امي وبعدها اختي وعمتي وبالجهة المقابله لامي تجلس نسرين تليها مايا مقابل منار!..وكرسي ريان فارغ...
كنت اراقب مايا خلسة...وكانت هي الاخره ترفع عينيها وتنظر الى منار بين الفينة والاخرى...كانت نظراتها حاده جدا..ولا اعلم ان كانت منار تنظر اليها ام لا!...
وفجأة رن هاتف زوج عمتي..اجاب الاتصل .. ثم وقف بهلع وقال:
"انا قادم حالا"
ثم قال موجها كلامه لنا:
"وقع حادث رهيب ويطلبونني في قسم الطوارئ..اعذروني فهذه مسألة حياة او موت!..
انتفضت مايا وكانها هي كانت موجوده في هذا الحادث!,,
لمحت بريق دموع في عينيها ثم قالت بصوت خافت:
"اذهب وساعدهم ارجوك!."
خرج هذا الجراح الماهر مسرعا ... ظل المكان ساكنا لبعض الوقت الا عن صوت الملاعق!..
"مايا...لم لا تأكلي؟"
قالتها خالتي فرفعت رأسي ونظرت الى مايا تلقائيا...كانت تخفض رأسها..بل تدفنها تحت يديها..والتي انا متأكد مئة بالمئة انها تلعب باصابعها توترا هناك!..
ثم تلك اللؤلؤه سقطت من عينيها امام عينيّ!..تقوس فم مايا وخرجت راكضة من المكان تلحقها نسرين..ربما تذكرت والديها..وربما ايضا هناك شيء آخر يزعجها!..
تنهدت عمتي وقالت:
"اللهم ارحمهما في قبريهما"
وكانت تقصد بكلامها .. عمتي اسماء وزوجها حسام...
وهنا رن هاتف رائد:
"وعليكم السلام"
...
"ضروري؟"
...
"حسنا انا قادم"
نظر الينا وقال:
"ريان يحتاج الى شيء مهم..سأذهب اليه.."
ثم خرج...
قامت عمتي تنقل الاطبقاء بمساعدة منار...وبعدها جلسنا في الصالة المفتوحه دون وجود نسرين ومنار...
كنت اشعر بملل شديد بين النسوة...
هذه تتكلم عن تلك وتذكر اصول عائلتها الاوليه!...اخرجت هاتفي وبدأت اقلب فيه لتمضية الوقت..
ثم قامت منار وقالت:
"سأخرج الى الحديقه"
وذهبت...مابهم اليوم؟!...اشعر ان لا احد يريد البقاء معي!..
وما هي الا ثواني حتى جائت نسرين تحمل معها كؤوس عصير..قدمته لنا وعادت الى الداخل...لم يكن في نفسي شرب العصير فتركت كأسي كما هي واكملت التقليب بين الصور...
هنا عندما تم قبول جلال في سلاح الجو..
وهنا عندما تشاجرنا انا ومثنى
وهذه التقطها عمر مع احد افراد الشرطه....
...
انتبهت الى عمتي تتحرك..كانت تجمع الكؤوس لأخذها الى المطبخ...
لا اعلم من اين جاءت شهامتي الآن.ربما من الملل!..
"ضعي عنكِ يا عمتي..انا سآخذها الى المطبخ"
حاولت ان تفرض لكنني اصريت عليها...حملت الكؤوس وتوجهت للمطبخ...طرقت الباب وقلت:
"انا لؤي..هل ادخل؟"
لم اسمع جواب لدقيقة ثم انفتح الباب وطلت منه مايا تقول:
"تفضل؟"
ارتبكت قليلا ثم قلت:
"مممـ..ان...هذه...ككـ..خـ."
لم تخرج مني كلمة واحدة وانا ارى بقايا تلك الدموع في عينيها..وانتم تعرفون كم هذا يضعفني!..
اختصرت على نفسي الكلام ودخلت بشكل مفاجئ الى المطبخ..وضعت الكؤوس على اقرب رف رأيته واستدرت بسرعة مما تسبب بسقوط احدى الكؤوس على الارض وتناثر زجاجها في كل مكان مع صوت التكسر العالي!..
كانت نسرين بعيدة عني جدا كعادتها...اما مايا فشهقت وانحنت بسرعة لجمع الزجاج...لم يهن علي ان اتركها تنظف وحدها!..فانحنيت معها وبدأت اجمع الزجاج معها...
كانت على لساني تتجمع كلمات كثيره .. ترددت في نطقها...هل اقول..ام اصمت؟!!..
فجأة انتبهت الى قطعة زجاج صغيره...امتدت يدي لالتقاطها وتصادفت اصابعي مع اصابع مايا!..
لكن سرعان ما ابعدت مايا يدها قبل ان تلامس اصابعي!..
وهنا...تكون مقدار كافي من الشجاعة لأرفع رأسي واقول ما اريد...لكن الجمتني نظرتها!..وجدتها تنظر الي !..بل هي شاردة في تفاصيل وجهي!..وربما جسمي كاملا..
تعانقت نظراتنا...شعرت ان كل شيء اختفى من هذا العالم..ولم اعد ارى شيء غير دائرتيّ العسل المتمركزتين في عيني قطتي!..
ولكنها كسرت هذه اللحظه التي كانت من اجمل اللحظات اللتي عشتها قائله:
"لؤي..اخرج انت وانا سأهتم بالامر"
بلعت ريقي ... وما كان مني الا ان انفذ كلامها..وضعت يدي على الارض لأستند عليها بالقيام...وبسبب غمرة المشاعر التي اعمت وعيي لم انتبه الى قطعة الزجاج التي ما زالت مكانها!..
وما ان صار حمل جسدي على يدي حتى شعرت بهذه الزجاجه تخترق جلدي وتسبب وخز مخلوط ببعض الالم..
شهقت لا اراديا ورفعت يدي بسرعه...اما الشهقة الاكبر كانت من حبيبتي!..
قالت بسرعه:
"لؤي هل تأذيت؟!"
وقفت وقلت :
"لا ... انسي"
لكن لن تصدقوا لو قلت لكم انها باغتتني بسحب يدي!..امسكتها بين اصابعها الناعمه الرقيقه!...يا قلبي!!!...
انا متأكد انها فعلت هذا دون وعي .. لانكم لو رأيتم معالم وجهها المتألمه لأقسمتم انها هي المصابه وليس انا!..
قالت نسرين بعد ان اقتربت لترى الجرح:
"اوه يا اللهي...سأحضر الملقط"
انزلت نظري عن وجه مايا ونظرت الى يدي فوجدت قطعة الزجاج قد اخترق طرفها جزء صغير من جلدي..وهو لن يسبب لي الم كثير بسبب بنيتي...لكن الفتاتين تبالغان وتتألمان بدلا مني!!..هل كل الفتيات هكذا ام ان هذه فقط حبيبتي؟؟!..
اعذرنني يا فتيات...لكن لا اظن ان هناك اروع من قطتي مايا حتى لو كانت نسخة عنها...فمايا واحدة فقط!...
احضرت نسرين الملقط فصارت مايا تحاول ان تخرج الزجاجة به..
انا لم اكن اشعر بألم فعلي...انما كنت استمتع بلمسات اصابعها دون مقاومه...وعندما اخرجت مايا تلك القطعة انتفضت يدي بحركة عفوية من للألم المفاجئ لكنه ذهب بعد قليل...
لكن لو رأيتم كيف كانت ردة فعل مايا!..ابعدت يديها والملقط الذي يحتوي القطعة بسرعة وانعقد حاجبيها بطريقة مضحكه..قلت لكم انها تتألم بدلا مني!..
ااااااه...هي تشعر بألمي..لكن يا ترى .. هل تشعر بحبي!؟؟..
كانت تلف الضمادات عندما تشجعت وقلت:
"مايا...هل انتِ بخير؟؟..اقصد على العشاء..."
لم اكمل جملتي...لكن مايا توقفت فجأة عن لف الضماد وعبست ملامحها...انتظرت قليلا علّها تتكلم.....
"فقط...ان الامر...تذكرت امي وابي..و..ان اسيل ذهبت ...و.."
لم تكمل جملتها لان دموعها بدأت تبلل يدي!...اكملت لف الضماد بسرعة وعشوائية ثم تركتني واستدارت معطية ظهرها لي!...
كان في نفسي اسئلة كثيره...لكن احترمت رغبتها بعدم رؤيتي لها تبكي وخرجت...
وبينما انا امشي...تلمست بقعة دمعتها على الضماد..وتذكرت لمستها الناعمه العفويه..يا للطافتها ورقتها!..مرهفة الحس..ورائعه...
كم من دقة دق قلبي لها من بداية عمري ؟!...لا اذكر يوما كنت لا احبها فيه!...
..
وصلت الى الصالة فسألت امي مباشره:
"اين كنت؟..لم تأخرت؟"
رفعت يدي بعفوية وقلت:
"انكسرت كأس ودخلت قطعة منها في يدي فضمدتها"
حدجتني بطريقة غريبة واشاحت وجهها عني!..
قالت عمتي:
"حمدا لله على سلامتك"
شكرتها ثم خرجت الى الحديقة بعدم اهتمام...



***




خرج لؤي وانخرطت انا في بكاء مرير...
احتضنتني نسرين التي تحاول تهدئتي منذ وقت العشاء وقالت:
"مايا..لماذا كل هذا الآن؟"
اسمعوا اخبركم شيئا...انا فيني عادة سيئة...اذا حدث معي شيء سيء او حزين..اتذكر كل احزان حياتي وابكيها كلها!..
فمنذ ان قال رائد ما قال...وانا اتذكر حظي العاثر..حقد منار علي , موت امي وابي , بعد اسيل عني وحياتي التي اجهل مستقبلها...كل شيء..
اكره نفسي..لماذا يحدث معي هذا؟!...
"صدقيني يا نسرين لا اعرف"
قالت لتغيير الموضوع:
"أيا ماكره..تبكين لتخفي ما فعلتِ؟!..كيف امسكتِ يد لؤي هكذا؟!"
صمتت قليلا وتوقفت دموعي,,قلت باستنكار:
"انا؟؟!!"
اطلقت ضحكتها العاليه واردفت:
"لا الجيران...لقد ازلتي قطعة الزجاج وعقمتي وضمدتي الجرح بنفسكِ.."
صمت وانا اتذكر..حقا...انا كنت امسك يد لؤي!!!!!...الآن قلبي صار تحت قدميّ!!..رفعت يدي امام عينيّ , في هذه اليد كانت يد لؤي!!..يا اللهي..
"استغفر الله"
قلتها ثم ابتسمت!...هناك شيء في داخلي يرقص الآن!!



***




اليوم يوم المقابله...
جهزت نفسي باكرا ... واتصلت بـ عمر لنلتقي في مكان قريب من الشركه..
انا متوتر جدا...يجب ان احصل على هذه الوظيفه...سبق واخذ منا حسن سيرتينا الذاتيتين ... لكن الامر هو انه يجب ان اسرع بالعمل لاتمكن من بناء نفسي وتزوج مايا...
لا تريدون التفاصيل الطويله والممله..انما انا الآن اجلس على الكرسي امام هذا الرجل قاطب الحاجبين!...
"اذا يا سيد لؤي..من سيرتك الذاتيه..انت كنت تحصل على درجات ممتاز في الثانويه!..اذا لماذا دخلت تخصص ادارة الاعمال رغم انك كنت قادر على دخول تخصص الطب!"
تنحنحت وقلت:
"حسنا..مهنة الطب لا تناسبني ابدا..ففكرة ان يتصلوا بي لحالة طارئه واهرع اليهم اينما كنت!..لا ارتاح هكذا..اما عمل المكاتب يناسبني..فهو في مدة زمنية معينه وبشكل منظم"
هز رأسه برضى ثم قرأ في سيرتي.....
"لم تكن ضمن أي مشكله في الجامعه!"
"اجل..كنت اتجنب المشاكل"
عدل نظارته الطبيه ثم قال:
"هل لديك مؤهلات غير المؤهلات الاكادميه؟"
فكرت قليلا ثم اجبت:
"اجل بالطبع..يمكنني القول انني متمرس في استخدام اجهزة الحاسوب واعرف فيها ادق التفاصيل...استطيع(تهكير) اشياء بسيطه في الانترنت كما ان لي خبرة في برامج التصميم والتعديل"
رفع حاجبيه باستغراب ثم قال:
"حسنا سيد لؤي..انت قريب السيد حسن كما نعلم...لكن صدقني في هذه الشركه نحن ملتزمون جدا...حتى لو كنت قريب المالك نفسه لن نتساهل معك...اما الآن...فيمكنك الخروج...واذا جدّ جديد سنتصل بك"
صافحته ثم خرجت والتوتر عمل عمله في اعضائي!..
وبعدي مباشرة كان دور عمر...
خرجت انتظره في السياره...
كنت افكر فيما لو قبلوني ... ان هذه الشركة رائعه ويسعدني العمل بها...
اخرجت هاتفي وتنقلت بين الرسئل التي وصلتني...وانتبهت الى رسالة من مايا وصلت من دقيقه!..فتحتها بسرعة البرق بينما قلبي يهتف باسمها ويقرأ معي حروفها!..
"آسفه على الازعاج...لكن اين انت؟"
بعثت بسرعه:
"الآن انتهيت من المقابله"
"اوه...حسنا اذا"
"لا .. اخبريني..هل تحتاجين شيئا؟"
"هل يمكنني الاتصال بك؟"
لم ارد برساله انما اتصلت بها مباشره....
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام"
ما اجمل صوتها يا ناس!!...قلت:
"ماذا تحتاجين؟"
"انا في مركز التدريب..والمواصلات شبه معدومة هنا..لذا.هل يمكنك ان تأتي اذا لم يكن في الامر ازعاج لك؟؟"
خفق قلبي بسرعه...صوتها...واسلوبها الخجول...كل شيء فيها...تنحنحت وقلت:
"هل يمكنك الانتظار؟"
لم تجب مباشره...لكنها قالت:
"مممـ..هناك كافيتيريا قريبه...يمكنني الانتظار فيها"
"جيد جدا..احتاج نصف ساعة حتى آتيكِ"
"شكرا لك"
"لا شكر على واجب"
وانتهت المكالمه.......




ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

انتهى البارت...

آرائكم؟

ممممـ...البارتات الجايه رح تكون اطول واطول ان شاء الله ^^

توقعاتكم؟؟










آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 11:47 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثالث عشر...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات...


ـــــــــــــــــــــــ



"هل يمكنني الاتصال بك؟"
لم أرد برسالة إنما اتصلت بها مباشره....
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام"
ما أجمل صوتها يا ناس!!...قلت:
"ماذا تحتاجين؟"
"أنا في مركز التدريب..والمواصلات شبه معدومة هنا..لذا.هل يمكنك أن تأتي إذا لم يكن في الأمر إزعاج لك؟؟"
خفق قلبي بسرعة...صوتها...وأسلوبها الخجول...كل شيء فيها...تنحنحت وقلت:
"هل يمكنك الانتظار؟"
لم تجب مباشره...لكنها قالت:
"مممـ..هناك كافيتيريا قريبه...يمكنني الانتظار فيها"
"جيد جدا..احتاج نصف ساعة حتى آتيكِ"
"شكرا لك"
"لا شكر على واجب"
وانتهت المكالمة.......
وضعت الهاتف جانبا وانتظرت عمر...
بعد ربع ساعة تقريبا خرج من الشركة وفي وجهه خليط من الانفعالات...
فتح الباب وجلس بعنف ... عمر لم يحضر سيارته لأنني قلت له لا تحضرها...التفتت إليه وقلت:
"على ما يبدو إنهم طردوك قبل أن تبدأ بالعمل!"
جال بعينيه المكان ثم قال:
"لا...سيتصلون بي..لكنني متأكد إنهم لن يفعلوا ففففففف"
"لماذا؟؟"
"انسي...هيا خذنا إلى المنزل إنني أتضور جوعا"
شغلت السياره وقلت:
"لا .. سنذهب الى مركز تدريب قيادة السيارات اولا"
تكتف وقال:
"لماذا؟؟"
"سنحضر مايا من هناك"
ابتسم فجأة وقال:
"ااه حسنا"
استغربت قليلا لكنني تجاهلت وانطلقت نحوها...
"هل ما زلت تحبها؟ .. حقا؟!"
قالها عمر بهدوء يخالف اسلوبه المعتاد...اجبت:
"لا احبها...بل اعشقها وقلبي متيم بها!"
رفع حاجبه وقال:
"وهي؟"
صمتت وانا افكر...تذكرت موقف يوم امس...فتحت يدي ونظرت الى الجرح .. هذا اجمل جرح حصل لي!..هل خوفها علي بديهي ؟...ام ان هناك شيء اخر؟
"هلووووو...انا اتكلم معك!"
نفضت رأسي من هذه الافكار وقلت:
"اجل..مممـ لا اعرف!..حسنا..هي..تتكلم معي بشكل طبيعي..و..لا اعرف..لكن اذا طلبتها للزواج وقتها نحكم من اجابتها!"
تنهد عمر وقال:
"لؤي...انت تحتاج الى 3 سنين على الاقل لتبني نفسك...وانت لا تريد ان تخسرها!...عليك ان تفعل شيء!"
"شيء مثل ماذا؟"
فكر قليلا ثم اجاب:
"اخبرها بحبك!"
قلت بانفعال غاضب:
"عمر هل جننت؟؟!!...مستحيل.."
"لماذا؟؟"
"عمر !!...ركز قليلا...اذا كانت هي لا تحبني ما موقفي؟..وانا لا اريد ان يشعر احد بشيء من اجلها!"
صمت قليلا ثم هتف:
"لكن ماذا لو تزوجت!"
"من سيتزوجها؟"
"انا!"
انصعقت!..ظلت كلمته تتردد في السياره...او ربما فقط في ذهني!...ذهبت افكاري الى منعطف بعيد جدا..ولم يوقظني الا صوت بوق سيارة كدت اصطدم بها من السرعة المفرطه!...انعطفت الى جانب الشارع وتوقفت...
مسحت على وجهي بيدي واعدت النظر الى عمر الذي يقطب حاجبيه بتمعن وينظر بي!...
قلت بهدوء:
"انت؟!!؟"
هز عمر رأسه وقال:
"أرأيت؟!...هذا ما كنت اتكلم عنه...ان الامر لم يحدث..وانت دخلت في متاهات وصابك اكتئاب!..صدقني يا لؤي انا لا اريدك ان تعيش دور المتعذب اذا تزوجت مايا من شخص غيرك..لهذا عليك ان تأخذها لك وحدك...خذ قلبها !"
هدأت روحي عندما سمعت كلامه..اذا هو لا يتكلم بجديه..هو فقط...اااه..يا رب..لوهلة ضاقت بي الدنيا..اذا كان عمر يحبها فقد اعيش كل عمري بضياع...
لكن هذا جيد..
ابتسمت له ثم اكملت طريقي دون ان انطق بحرف
عندما وصلنا...بحثت بعيني عن أي كافيتيريا قريبه ووجدتها الى جانب المركز تماما...اتصلت بمايا ....



***




كان تدريب اليوم هادئ ولطيف وصغير...
وعندما وقفت لانتظار حافلات المواصلات لم اجد..وكنت متعبة ولا يمكنني الانتظار كثيرا تحت الشمس...كما انني..احم...اريد رؤية لؤي..فاتصلت به..وهو بدوره لم يرفض طلبي..
وعندما ذهبت الى الكافيتيريا طلبت عصير بارد ثم اتصلت بنجوى
"مرااااحب"
"اهلا مايا..اشتقتي لي بهذه السرعه!"
"ههههه لا...انما اريد ان اخبرك شيء"
وكانت نبرتي غريبه...فقالت بسرعه:
"لؤي؟"
تنحنحت بخجل وقلت:
"اجل لؤي"
حسنا..لقد اخبرت نجوى...لكن لم اخبر ساره..لان ساره ستقول لعمر..وعمر بدوره سيقول للؤي!...
"ما به؟"
"لا اعلم..انا التي بي....هل تظنين انه يحبني؟"
"افففت مايا...كم مرة تكلمنا في هذا الامر؟!..قلت لكِ اظن انه يحبك اجل"
صمتت ولم اتكلم..قالت هي بعد دقيقة صمت:
"لقد اتصلت عفاف_(وعفاف هي اخت مثنى وجهاد اذا نسيتم)_اتصلت تخبرني ان ضياء وافقت على الزواج من ذلك المدعو اياد"
"اوه مبارك...صحيييييح ذكرتيني...زوجة رامز انجبت طفلتها الثانيه يوم امس !"
"ماذا؟؟!!..مبارك..يا اللهي..اريد رؤيتها !"
"سبحان الله......لكنني لم اكلم عمتي!!! "
"ستوبخك اكيد هههههه"
"ما اثقلك..حسنا الى اللقاء"
"الى اللقاء"
وضعت الهاتف في حقيبتي وبدأت ارتشف العصير..وافكر في عدة امور..
اسيل وطفلها
عفاف ومنار اللتان تتشابهان بالتصرفات
ضياء وعريسها
جدي وجدتي
امي وابي رحمهما الله..
انا..ولؤي!..
كل تلك الامور بدأت تتداخل في رأسي...مكونة فيه صور من ذكريات كثيره...مؤلمه...
عندما انعزل في التفكير..يدور ذهني في كل منعطفات حياتي..وكأنني اتأكد ان ذكرياتي ما زالت في مكانها..هل هي على حالها لم تتغير؟؟
لكن...يوجد امور كثيره مبهمه..يتوقف عليها مستقبلي..
ورثتي!..
لم اخبركم من قبل اننا تقاسمنا كل شيء انا واسيل...لقد بعنا كل شيء..كل الاراضي والاملاك...الا ارض كبيره اشتراها ابي لنية بناء فرع اخر من الشركه في الوطن...
لكن ما يخيفني هو مستقبلي مع هذه النقود...ربما يسرقها احد...او ان تسبب لي المشكلات!..
"انسي الآلام...انظري للأمام..."
كانت هذه كلمات نغمة هاتفي التي ايقظتني من شرودي...اجبت دون النظر للأسم:
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام...هيا انا امام الكافيتيريا"
"حسنا شكرا"
كان هذا لؤي...
دفعت الحساب بسرعة وخرجت اليه...تفاجئت ان عمر موجود..لكنني ابتسمت وركبت من الخلف وانا اقول:
"مرحبا"
ردّا:
"اهلا"
ثم سار لؤي بالسياره...
بقيت صامتة واحدق بطالريق...الى ان قال عمر:
"مايا...كيف كان التدريب اليوم؟"
لاحظت نظرات لؤي الغريبة نحوه...قلت بهدوء:
"سهل"
ولم اضف أي كلمه...نظر الي عمر من المرآة باستنكار!!.لم افهم قصده..
نظرت الى لؤي الذي كان يركز في الطريق...كم احب شعره البني اللامع هذا!!!...
صارت دقات قلبي كأنها صرخات!!..وشعرت بالدم يتدفق الى وجهي!!..وضعت يدي على صدري وانا احاول تنظيم انفاسي..
اوووووه مايا...ما هذا؟!!..
اعدت نظري الى الخارج وحاولت ان اخفي كل ما اشعر به...
وبعد وقت..لا اعرف كم ...
توقفت السياره امام منزلنا...شكرت لؤي بلطف ثم ودعتهما ودخلت...اما صدمتي كانت....!!!



***




عندما دخلت مايا الى المنزل قال عمر باستغراب كبيـــر:
"هل هذه مايا؟؟؟!!!"
عقدت حاجباي وقلت:
"الا تعرف مايا؟؟!"
"بلا..لكن..انـ..انها..هذه...هاد ئة جدا!!"
"ماذا تقصد؟"
ثنى فمه وقال:
"مايا التي اعرفها مجنونه؟؟!!..اما هذه هادئة جدا!!"
رفعت حاجبي الايمن ثم نظرت الى باب المنزل بتلقائية ثم اعدت نظري اليه وقلت:
"مايا مجنونه؟؟!!...اخر مرة رأيتها تضحك _غير الابتسام_ كانت منذ سنتين او اكثر بالصدفه!"
تأهب بعدم تصديق وقال:
"لااااا...مستحيـــــل!!"
"هل لا فهمتني الموضوع؟!"
"حسنا اسمع..مايا تكون شخصا مختلف تماما مع اختيّ عن مايا هذه!!..لكن لماذا هي هادئه؟..هل هناك من ضايقه؟؟"
"لا .. انها هكذا دائما امامي!"
فكرت قليلا ثم شهقت وقلت:
"امامي!!...اذا هي لا تحب ان تضحك بوجودي .. كاني شؤم!!"
تحولت نظرات عمر للبرود ثم قال:
"يا رجل!!..لم لا تفكر بايجابيه؟!...ربما هي تحبك وتخجل !!"
مسحته بنظري ثم قلت لنفسي,هل يقول هذا ليخفي نيته بالزواج منها؟!..ربما لا...وربما علي ان افوز بمايا حقا!, شغلت السياره وانطلقنا...
لكن سرعان ما عدت الى منزل جدي كالمجنون!!..بعد اتصال مايا المخيف!!



***




دخلت الى المنزل وانا ابتسم .. قلت:
"جدتي...لقد عدت"
لكن لم يجبني احد..في العادة تكون جدتي بانتظاري!..
مشيت ببطئ بينما اعصابي ترتجف خوفا!...
ثم وصلت الى مسامعي تمتمات قادمة من المطبخ:
"مايا..مايا.."
كان صوتا ضعيف , مرتجف , خافت ... ركضت الى هناك ورأيت جدتي تجلس على الارض والتعب واضح عليها!!...
جثوت امامها بخوف وانا اتلمس وجهها واقول بفزع:
"جدتي!!..جدتي...ماذا حدث!!.."
اشارت بعينيها الى الفرن الذي فيه شيء ما يطبخ..ثم اعادت نظرها الي وقالت:
"اطفئي الفرن..اخاف ان يحترق..انا متعبه!"
لم تكن اعصابي تتحمل شيء..وبدأت ارتجف...جدتي هي كل ما بقي لي..لا اريد ان افقدها..قمت بسرعة اطفأت الفرن ثم احضرت كأس ماء لها...وعندما صار الكأس في يدها...اوقعته!!..وقالت:
"اشعر بدوار"
بدأت الدموع تتجمع في عينيّ!..ودون شعور هببت الى حقيبتي واتصلت بلؤي مباشره:
"لؤي..لؤي ارجوك تعال..اهئ..جدتي متعبه...اااه يا اللهي..تعال بسرعه..بسرعه"
كان صوتي مرتجف وخائف جدا..
عدت الى جدتي وامسكت يدها وانا ادعو الله ان يحفظها لي...
وبعد دقيقتين فقظ..سمعت صوت مكابح السياره امام المنزل...
***
اخذنا جدتي الى طوارئ اقرب مشفى...وطوال الوقت وانا ارتجف وشبه ابكي!...
اخذوها للفحوصات وليعرفوا ما بها...وانا لم يسمحوا لي بالدخول معها لان حالتي العصبيه مستنفره....كنت أجوب الممر ذهابا وايابا وادعو الله وارتجف...الخوف الذي كساني ساعتئذٍ كان قاتلا...شعرت للحظة انني سأفقد الوعي بالكامل!!...
كانا لؤي وعمر يراقبانني بسكون...الى ان وقف لؤي امامي وقال لتهدئتي:
"مايا...سيكون كل شيء بخير...اهدأي....الله معها"
نظرت اليه وبدون وعي صرت احرك يديّ بدون هدف وهما ترتجفان واتكلم مشيرة بهما الى مقصد كلامي:
"انها كل من بقي لي...لؤي انها .. انها امي..لا اريد ان افقدها لا اريد لا اريد!!"
ونبرة البكاء صارت تظهر بين حروفي .. وفاجئني هو عندما امسك معصميّ ليثبتهما ثم قال بانفعال:
"من قال انكِ ستفقدينها ؟!!...مايا اجعلي ثقتكِ بالله اكبر!"
علقت بصري في عينيه لثواني ثم سحبت يديّ منه ببطئ ورحت استند الى الجدار وانتظر بتوتر...
وبعد دقائق...
نادتناا الطبيبه...دخلنا بسرعة وكانت جدتي ممدة الى سرير...قالت الطبيبه:
"يبدو انها اجهدت نفسها دون ان تتناول وجبة جيده...فصابها هبوط في ضغط الدم وانخفاض السكر...ستكون بخير ان شاء الله...لكن يجب ان تظل عندنا للغد حتى نطمئن عليها...."
قلت بسرعه:
"هل هذه حالة عاديه ام مزمنه؟"
"لا لا ... انها حالة عاديه..لكن ممنوع عليها ان تجهد نفسها مع امراضها المزمنه _الضغط والسكري"
هززت رأسي ثم التفتت الى جدي واعصابي ما زالت مشدودة من الخوف...
قال لؤي:
"شكرا لكِ "
ثم التفت الي وقال:
"سأذهب لإخبار عمتي نهى لتأتي...وانتِ ظلي هنا الى ان اعود"
حركت رأسي بالنفي وقلت بانفعال:
"لالالا...انا التي ستبقى معها"
تنهد ثم نظر الى عمر وهنا بدأ الممرضون بإجراءات ادخال جدتي...
***
اجلس على الكرسي واثبت نظري الى جدتي النائمة بسكون بينما اصابع يدي ربما تكسرت من كثر ما لعبت بها وربطتها ببعضها بقوه!...
الشيء الذي كان يسيطر على حواسي..هو فكرة ان تموت جدتي!!...
هل تعرفون معنى ان تموت جدتي؟؟؟!!
يعني ان يموت قلبي..واموت انا .. سأكون جسدا بلا روح...لا يمكنني تصور هذا حتى!..
..
خرج لؤي وعمر .. بعد ان امرتهم جدتي بأن لا يخبران احد!..لا تريد ان يقلق عليها احد!..
كم ان قلبك كبير يا جدتي...تتذكرين الكل..ولا تريدين ان يتذكرك احد!..
سمعت صوت أذان العصر..تذكرت انني لم اصلي الظهر!!..
"استغفر الله العظيم"
همست بها ثم قمت لأتوضأ واقضي ما فاتني...



***




طلبت من عمر ان يبيت عندي...
ذهبنا بعد العشاء الى غرفتي...تكلمنا في حالة جدتي التي لم يعرف بها احد واقنعني انها ستكون بخير..لكن ما كان يقلقني هو قطتي التي لن تتحمل أي صدمه!..
خلعت القميص وارتميت على سريري...صرخ عمر:
"هااااي انت!!...هل ستنام على السرير وانا على الارض؟؟"
ابتسمت بخبث وقلت:
"يوجد كنبة هناك."
وانا اشير باصابع قدمي الى حيث الكنبه"
قفز عمر الى السرير وقال:
"سريرك كبير ومزدوج...يمكننا النوم عليه معا!"
استنفرت وجلست بسرعة اقول:
"مستحيـــــل...لا اريد ان استيقظ على ركبتك في عيني!!..تنام كالثور!"
"ههههههه...لا يهم..انا سأنام هنا يعني هنا"
تأففت وقمت الى الكنبه...امسكت جهاز التحكم وشغلت شاشة البلازما لأشاهد فيلم ما..
لكن رن هاتفي قبل هذا..
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام"
"سيد لؤي...لقد تم قبولك في الشركه...يمكنك ان تبدأ من الغد!"
صرخت فرحا:
"حقـــــــأ!!!"
"مبارك سيدي"
وانقطع الخط...
كنت ساصرخ باعلى صوتي لكن اخرسني صوت هاتف عمر..
وبعد ان انتهى من اتصاله نظر الي وعلى وجهه اكبر ابتسامة وهو يقول:
"نبدأ من الغــــــــــــد!!!!"
صرخ هاتفي معلننا عن وصول رساله...وكانت من رقم دولي...حسن!
"هل اتصلت بك الشركه؟"
كانت فرحتي عاارمة .. اتصلت به وكلمته بكل فرح....
***
من حماسي لا اريد ان اتأخر عن وصف اول يوم لي بالعمل...
استيقظنا من الفجر...جهزنا نفسينا وعند السابعة انطلقنا الى الشركه...
وعندما دخلنا كانت موظفة الاستقبال في انتظارنا...اسمعوا...لا تقولوا عني خبيث!..او تافه...او كاذب في مشاعري!..
لكن هذه الموظفه والتي اسمها (سدين) جميلة جدا!!...جميلة لحد كبير جدا...بشعرها الاسود المنسدل على ظهرها...وخصرها المرسوم بتنورتها !!..
انا رجل...ويفتنني جمال أي انثى!..لكن لا يعني انني احبها!...فحبيبتي الاولى و الاخيرة هي مايا...
لكن ماذا بيدي ان افعل لو كانت هذه الفاتنه امامي!!...
"هذا مكتبك سيد لؤي...هنا ستقوم بالاعمال التي ستوكل اليك...لكن اليوم لن يكون عليك الكثير من الاشغال"
كانت المكاتب على شكل خلية نحل تقريبا!...منفتحة على بعضها من حيث السقف...يوجد حاسوب مع رف ملفات صغير...وامور تفصيلية اخرى...
جلست على الكرسي ونظرت الى سدين الباهره...كانت تبتسم بانوثة مفرطه!...قلت:
"احم...ومتى يمكننا البدء بالعمل بشكل فعلي؟"
"هذا ينطبق على رئيس القسم...اعذرني الان لأدل السيد عمر الى مكتبه"
نظرت الى عمر فوجدته يشير الى سدين ويحرك فمه بكلمات صامته ربما فهمتها وربما لا...كانت:
"كم هي جميـــله!"
ابتسمت بسخريه ثم اشحت نظري عنها...
يجب ان اغض بصري...
فتحت الحاسوب وتنقلت فيه...كان شبه خالي الا من ايقونات النظام الاصليه..
فتحت لعبة الورق وصرت العب بملل..
مرت ساعه...
ولم اتوقع ان يكون اليوم الاول بهذا الملل حقا!!...ما هذا افففت...ظننت انني سأعمل حقا...
فجأة داهم مكتبي عمر بازعاجه الدائم:
"لــــــــؤي"
"اعوذ بالله من الشيطان...ماذا تريد"
"اشعر بالملــــــــل"
"وانا"
"تعال لنأخذ جولة في القسم!"
فكرت قليلا ثم وقفت وقلت:
"حسنا فكرة جيده"
مشينا مع بعضنا حول القسم...الجميع مشغولون...الا انا وهو!...
رأينا شرفة كبيرة جدا تخص كل الموظفين هنا...ذهبنا اليها وصرنا نتأمل مدينتي الجميله...الى ان جاء صوت رجولي جدا من الخلف يقول:
"هل انتما جديدين؟"
التفتنا نحو الصوت فرأينا رجل في الاربعين من عمره تقريبا ... بشوش الوجه...مبتسم الفاه...ابتسمنا بتلقائيه ثم قلت:
"اجل يا عم"
تقدم نحونا ووقف بيننا بينما يضع يده على حافة الدرابزين ويقول:
"سمعت ان احدكما يقرب للمرحوم حسام آل معطي؟"
قلت بسرعه:
"اجل انا...انه زوج عمتي"
تنهد وقال:
"لقد كان رجل طيب جدا..رغم انه قد مرت 3 سنين عن موته الا ان اعماله ما زالت تدر بخيرها على البلد"
اردفت بهدوء:
"بسبب ادارة جدي للشركة من بعده مع زوج ابنته"
ابتهج وجهه وقال:
"حقا؟؟!...ابنته تزوجت؟"
قال عمر:
"اجل تزوجت الكبيره...اما الاخرى تعيش عند جدتها"
"الله يحميها"
ساد الصمت لدقيقة ثم نطق الرجل:
"صحيح...لم اعرفكم عني...انا علي..ابو نزار"
"تشرفنا...انا لؤي"
"وانا عمر"
عدل الرجل وقفته وقال:
"انا مضطر للذهاب الان...اذا احتجتما الى أي شيء...فانا موجود"
هززت رأسي بامتنان وراقبنا ظهره العريض وهو يعود الى الداخل...
قال عمر:
"يبدو طيب القلب"
اتسعت ابتسامتي وقلت:
"اجل...جدا"
مدد عمر اطرافه بكسل ثم قال:
"اسمع...سأذهب لأحضر قهوة لي واتصل بمثنى لإغاظته اننا وجدنا عمل بسرعه"
ضحكت وقلت:
"لا تنسى ان تتشاجر مع احدهم وانت ذاهب"
رفع حاجبه وقال:
"لا توصي حريص"
عطيته له ظهري وعدت اتأمل المدينه بهوائها العذب..
امسكت هاتفي واتصلت بمايا دون تفكير...فجاء صوتها الناعم:
"مرحبا"
"اهلا مايا...كيف حالك؟"
"بخير الحمدلله"
"وجدتي اليوم كيف؟"
"لقد خرجنا من المشفى قبل ساعة...وها هي نائمة"
"هل عندك اليوم دروس تدريب؟"
"اجل للأسف..بعد ربع ساعة..وسأضطر لترك جدتي وحدها"
لم اتكلم..لانني لم اعرف ماذا اقول...
"اعذرني الآن .. يجب ان احضر نفسي"
ابتسمت بحب ثم اردفت:
"مع السلامه"
وانتهت المكالمه...
اخذت نفسا عميق جدا ثم نظرت الى غيوم السماء...سنة..سنتين...ربما اربعة او سته!..هل ستظلين يا مايا دون زواج؟؟...هل ستنتظرينني؟؟...ام سينكسر قلبي عندما اقرأ كرت الدعوة لحفل زفافك؟؟..هل سيتحقق كلام عمر؟؟
استدرت الى صوته هذا الاخير وهو يقول:
"تفضل"
اخذت منه فنجان القوة دون ان اتكلم...كنت ارمقه بنظرات ناريه خرجت دون وعي مني!...هل تحبها يا عمر؟؟؟
ولم اتوقع ان يقرأ عمر افكاري !!...لكنه قال:
"تفكر بكلامي يوم امس صحيح؟...اجل...سأحبها اذا لم يكن لديك مانع!"
شعرت ان في نبرة صوته بعض الاستهزاء فقلت بغضب وجديه:
"عمــــــر!!...عمر...حتى لو كنت تمززح...ارجوك لا تكرر الموضوع امامي!"
قال بغباء:
"ومن قال انني امزح؟؟"
ثم هرب الى الداخل ضاحكا!....
شددت قبضة يدي لتهدئة نفسي...عمر هو صديق حياتي واخي الذي لم تلده امي..لن ادع امر كهذا يؤثر في علاقتنا...لندع الامر للمستقبل...
ابتسمت رغما عني ثم ارتشفت قليل من القهوة وعدت الى مكتبي...






ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

انتهى البارت..

اتمنى انه نال اعجابكم...

قبل ان انتقل الى التوقعات..

ارجوا من المتابعين الجدد الذين شرفوا بمرورهم الاخير بالقول...

هل تحتاجون لرسائل دعوة الى البارت؟؟

....

هل عمر يمزح؟
ماذا ينتظرهما في العمل؟
توقعاتكم؟














آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-16, 08:42 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\
البارت الرابع عشر...

قراءة ممتعة^^...


لا تلهيكم رايتي عن الصلاة..**اللهم اني بلغت..اللهم فاشهد**



ـــــــــــــــــــــــــ ــــ





"جدي ارجووووك....اريد ان اشتري سيارة خاصة بي قبل بدء دوام الجامعه!"
سحبني جدي الى حضنه وهو يقول:
"يا لحوحه...قلت لكِ..خذي سيارتي...فانا لا احتاجها وحسن معي!"
ابتعدت عنه بسرعة وانا اثني شفتي بدلع مصطنع ثم قلت:
"سيارتك قديمه...اريد ان اشتري BMW لي وحدي..وتكون من احدث طراز..ذات لون اسود انيق!"
"لكن ثمنها مرتفع!"
وقفت وقلت:
"ورثتي تنتظر في حسابي من سنين...وهي كثيره...سأشتري منها"
عقد جدي حاجبيه وقال:
"كم مرة قلت لكِ..ما دمت على قيد الحياة..فلن تصرفي قرش واحد من ورثتك الا اذا تزوجتي"
"لكن يا جدي انا لا امانع!"
"ليس السبب ممانعتك...انما يجب عليكِ الإبقاء عليها الى يوم تحتاجينها حقا...اما بالنسبة للسياره...فحسنا...لكِ مني BMW التي تعجبك..اتفقنا؟"
انقضضت على عنقه واحتضنته بقوه وانا اهتف:
"شكرا لك يا اعظم جد"
ثم ابتعدت عنه وقلت:
"سأعد لك عصير الموز بالفراولة الذي تحبه"
وانطلقت الى المطبخ...لكن التقطت اذناي كلمات جدتي:
"اللهم عقّل هذه البنت!"
ضحكت بقوة وبدأت اعد العصير...
لم يبقى عن بدء السنة الجامعية الاولى الا اسبوع..حصلت على رخصة القياده..وباقي لي السيارة فقط...
هذه المرة عاد جدي وحده دون اسيل وحسن...لان اسيل متعبة من الحمل...
اظنكم تعرفون التخصص الذي اخترته...
اشعر بحماس زائد جدا لبدء الدوام...
هل تذكرون يوم دخلت جدتي المشفى؟...
وعندما اتصل بي لؤي...
في هذا الوقت..حبي للؤي سيطر علي بشكل كبير!..حتى انني عدت لكتابة مشاعري في كتاب (لؤي)..
واذكر ان آخر شيء كتبته كان..
"اتلهف لرؤيتك بجانبي وانا ارتدي الابيض!"
كل شيء بدا جميلا في مستقبلي...نسيت همومي وأوجاعي_ربما_وصرت انظر الى ما وراء الافق..
اشعر انني كبرت حقا....لكن!!!...
انصدمت فيما بعد!!...اخبركم؟؟...لا لن اخبركم...فلندع الاحداث تسير مع النهر بسلاسه!..
.....
بعد المغرب...
خرجت الى الحديقة اسير تحت شعاع القمر الخافت..بينما أكلم اسيل في الهاتف:
"هل انتِ بخير؟"
سألت اسيل فقالت:
"اجل عزيزتي بخير...لكن هناك غثيان شديد واشعر بدوار اذا تحركت كثيرا!"
"حبيبتي!!..أتعلمين...اتحرق شوقا لرؤية طفلك وان اسمع كلمة (خالتي) منه!"
"ههههههههههه من الآن خالتي؟؟!!..الى ان يصبح عمره سنتين على الاقل .. وقتها فكري بالامر!"
"ليس لكِ علاقه...انا وابن اختي متفقان"
"ههههه حسنا...اذا اخبريني...كيف تجهيزاتك للجامعه؟"
"انا متشوقة جــــــدا!!...سيشتري لي جدي الـ BMW !!"
وهنا سمعت صوت شاب عند الباب الخارجي!!..اظن انني اعرف هذا الصوت..
وما هي الا ثواني حتى أطلّ جدي من الباب الداخلي.. قلت بسرعه:
"انا سأفتح الباب يا جدي"
لانني كنت متأكدة ان الذي عند الباب هو لؤي!...
هز جدي رأسه وعاد للداخل...
كنت انا ارتدي غطاء للرأس وشالا للأكتاف للتدفئه..ذهبت الى الباب وفتحته بطريقة لا يظهر فيها شكلي للشارع...ثم قلت بصوت مسموع:
"تفضل"
انتظر قليلا ثم دخل لؤي يتبعه عمر...
التفت لؤي لي وقال:
"مساء الخير يا قـ...يا مايا!"
استغربت لعثمته لكن اجبت:
"مساء الخير.."
"هل جدي هنا؟"
"اجل تفضل"
ثم هتف عمر بمرح:
"كيف انتِ يا سنفوره؟؟؟"
عقدت حاجبيّ وتكلمت ببطئ نتيجة استغرابي:
"بــ..ــخــ..ــيــ..ــر"
نظرت الى لؤي وتفاجئت من نظراته تجاهي!..كان في عينيه بريق غريب!..وتعلوا شفتيه ابتسامة لطيفة بالكاد تظهر!....وكأنه ليس موجود في هذا العالم!!...انما افكاره قادته لأحلام!!
احمرت وجدنتي ودلفت الى الداخل بسرعة قبلهما وتركت جدي يتولى الباقي...
هرعت الى المطبخ اضع دلّه القهوة على النار واشغل نفسي لأتناسى نبضات قلبي وتوتري!!..
دخلت جدتي من بعدي وهي تقول:
"اتركي القهوة انا سأكملها"
قلت بسرعة:
"لا لا...انتِ ارتـ.."
"قلت كلمة واحده...اذهبي "
انصعت الى أمرها وذهبت الى غرفتي...
جعلت الباب مفتوح جلست على سريري...فتحت اللابتوب ومن ثم الفيسبوك لأتحدث مع تبارك وبراء..
اه صحيح...
تبارك اختارت نفس تخصصي وفي نفس الجامعه...التي كانت جامعة لؤي من قبل...بالنسبة لمنار فهي تدرس في جامعة مختلفه...
وبراء...اختارت علم النفس..في جامعة العاصمه..انها تستحق فهي مثابرة متميزة ومجتهده...
بدأت برسالة على المجموعة وانتظرت رد احداهما...
انتظرت....وانتظرت....الى ان اخترقت مسامعي صوت ضحكة لؤي الرجوليه الجميله...التي يعشقها قلبي !!
رفعت رأسي ببطئ ونظرت الى الباب...وانا بودي لو اذهب لهم حالا وأراه!!...
اااااه مني ومن الحب!!..
استيقظت على الصوت الذي خرج ليقول لي ان رسالة وصلتني...
"مساء النور...كيف حالك؟"
كانت هذه تبارك...اجبت:
"جيده...اوووووووه تبارك ... جدي سيشتري لي السياره!!"
"حقـــــــــا!!!!"
اكملنا حديثنا بعيدا عن الجامعة...وبعيدا عن العائلات...وانضمت لنا براء..
لا اعرف كم من الوقت مضى حتى ودعتهما واقفلت اللاب...
مشيت نحو المرآة ونظرت الى نفسي مطولا...لماذا لا تكون امي معي في هذه اللحظات؟؟...لماذا لا اجد ابي بجانبي؟؟؟
انحدرت دمعة الى محجري تروي ألما أظهرت للناس انّي نسيته..لكن هذا مستحيل!...يستحيل ان انساهما..في كل يوم يأتي طيفهما في الثلاجات يلاحق فرحي ويحوله الى عذاب داخلي!!...
اجل اقول انني سعيده....
لكن من يمكنه رؤية ما في قلبي؟؟؟
"....لا...."
همست بها ثم مسحت الدمعة بعنف بباطن يدي ثم ابتسمت...
اجل...ان هذه الاوجاع سأدفنها...هل اقدر؟؟...اتمنى..لكن طالما ان جدي وجدتي معي ...واعرف ان اسيل على خير ما يرام...فلا يهمني شيء آخر...
وامي وابي...هما ذكرى جميله...
اتسعت ابتسامتي ثم قلت بوثوق وانا احدث انعكاس صورتي:
"you are special"
ثم خرجت الى المطبخ..لآكل الشوكولا التي اعشقها...



***




البارحه..الحّ عمر علي بأن نذهب الى بيت جدي ؛ يقول انه اشتاق اليه...
آخر ما توقعته ان تفتح لي غاليتي الباب!!..
لكن ان اتأملها...كان شعور جميل جدا ... احب شكلها...قامتها الشبه قصيرة بالنسبة لي...حدّة عينيها..كل شيء بها !!...
لكن للأسف لم تجلس معنا ولم اتمكن من إشباع لهفتي اليها...
....
في اليوم التالي ذهبت الى العمل بالشكل الروتيني الذي اعتدته..
وعندما وصلت الى مكتبي رأيت (سِدِين) تقف عنده بجسمها الانسجامي وشعرها الطويل!..
بدأت اكره وجودها حقا..الا يكفي آثام من تأمل مايا؟؟!!
اشحت وجهي عنها مع انني شعرت بنظراتها الغريبة إلي...انعطفت للذهاب الى عمر وتجنبها ..لكنها قالت
"لؤي...هناك بعض الاوراق بانتظار اتمام العمل عليها!"
استدرت اليها وجعلت ملامح وجهي باردة لأقصى حد...كانت الاوراق بين يديها...قلت:
"يمكنك وضعها في مكتبي"
لكنها اقتربت مني بمشيتها الانثوية البحته ومدت الاوراق باتجاهي وهي تقول:
"لم لا تضعها انت؟"
اغمضت عينيّ بقلة حيلة ثم فتحتهما ومددت ذراعيّ لأخذ الورق..ولم اتوقع حركة جريئة منها كالتي صدرت!!..
جعلت يدها تلامس يدي عمدا متعمدا!!...
وما ان شعرت بنعومتها حتى تركت الاوراق بشكل لا ارادي فوقعت وانتثرت على الارض!..
انحنيت بسرعة ألملمها عن الارض...وما برحت حتى جلست سدين امامي تلملمها معي ايضا....
غضبت كثيرا من تصرفاتها معي....اشعر بها تلاحقني كثيرا....الى متى....لا اريد ان اراها ابدا!!!وني ولا تبرح جانبي؟!!
قلت من بين اسناني بينما احاول تخفيف غضبي قدر المستطاع:
"سدين....سأجمعها وحدي....اذهبي"
قالت دون ان ترفع راسها:
"لا..انا اوقعتها انا يجب ان اجمعها"
فاض الدم الى رأسي ... وقفت بعنف وقلت بحنق:
"اذا اجمعيها وحدك وضعيها على النتضدة في مكتبي مفهوم"
ثم استدرت ذاهبنا الى مكتب عمر...
لن اتحمل هذا اكثر....انا شاب لا احب التقييد...لكنها تقيدني بملاحقتها لي!...لم لا تفهم وتبتعد؟؟!...
تأففت وانا اجلس على الطاوله امام عمر...قال باستنكار:
"ماذا هناك؟؟"
"سدين لا تبتعد عني!!"
ابتسم وقال بسذاجه:
"تغضب من وجود سدين!!!ليتها تأتي عندي هههه"
ظلت ملامح وجهي جامده فأردف بشكل اكثر جديه:
"حسنا اذا..فهمتك....اخطبها وانا اخطب مايا!"
جحظت عيني وانلجم لساني!!...ماذا يقول هذا!!....
وقف عمر وقال وهو متجه نحو الباب:
"فكر بالموضوع بجديه!"
ثم خرج!!
اي مصيبة هذه...هل انت جاد يا عمر؟؟!!
ارجوك قل لي ان هذه احدى مزحاتك!!
بقيت شارد الذهن للحظات...حتى ايقظني صوت زميلي فهد:
"لؤي...ابو نزار يريدك"
هززت رأسي ببلادة ثم حاولت تصفية ذهني وذهبت الى الزميل الصديق ابو نزار..
دخلت والقيت السلام فرد علي بالمثل ثم قال:
"لؤي...هل لك ان تساعدني في هذه البيانات قليلا"
اقتربت منه ونظرت الى الحاسوب معه ثم عقدت حاجبيّ بتركيز وعدلت بعض الامور لتصبح اكثر سلاسه...قال بعد ان انتهيت:
"شكرا لك حقا...وآسف لازعاجك"
"ولو يا ابا نزار...ليس بيننا هذا الكلام.."
سكتت قليلا ثم استطردت:
"إذن اريدك اليوم ان تزورني انت وعائلتك الكريمه الى العشاء"
قال بسرعة :
"لا لا .. شكرا لك .. لكن لا"
"لم يا عم؟!..هذه دعوة رسميه!"
قال بعد تفكير:
"ممممـ...حسنا..قد آتي انا وزوجتي فقط...لكن لا اعرف اين منزلك!"
ابتسمت وقلت:
"لا مشكله...الهاتف بيننا "
وخرجت لأعود الى مكتبي وابدأ عملي..
وجدت الاوراق على المنضدة حقا!..
صاح هاتفي عن رسالة جديده... فاخذته من جيبي وقرأتها :
"لقد اشتريت السيااره!"
كانت من مايا!...اظن انها ابتاعت السياره التي كانت تخطط عليها!..بعثت لها:
"اوه حقا!..مبارك..المهم ان لا تفتعلي حادث بفتخدش السياره!!هههه"
"ههه ما اثقلك...حسنا وداعا"
ابتسمت واطلقت نفسا مليء بالاشتياق...الاشتياق الى المستقبل الذي يجمعني معها..ااااه هل هو بعيد ام قريب؟؟!!
تذكرت دعوة ابا نزار وزوجته فاتصلت بامي بسرعة واخبرتها..
***
عدت الى المنزل بعد العمل وقد اتفقت مع ابا نزار ان يأتي بعد ساعتين...
استحممت وانعشت جسدي المتعب قليلا .. ثم اضطجعت على السرير وانا امدد اطرافي التي كانت مكبلة على كرسي المكتب!..
الى ان فاحت رائحة الطعام وملأت غرفتي..قمت مباشرة نحو المطبخ وانا اقول:
"ما اشهى الرائــــــــــحه"
"صبر حتى يأتي الضيوف"
قالتها امي وهي تقطع الخيار..ثم اردفت منار:
"لؤي؟...من هم هؤلاء؟ هل نعرفهم؟"
جلست على احد المقاعد ثم قلت:
"نه زميلي وصديقي في العمل..غير هذا_حسب ما فهمت منه_انه كان على علاقة جيده بالعم حسام رحمة الله عليه"
استدارت الي بسرعة وقالت:
"يعني يعرف مايا واسيل؟؟"
"اظن "
ضيقت عينيها ثم عادت لتكمل عملها..قالت امي:
"اذهب وانظر اذا كانت غرفة الضيوف متكاملة ام لا"
قمت بتململ .. وتفقدتها بالفعل..
على كل حال..جاء الضيفين..وبعد حصة من الكلام الخفيف..تناولنا العشاء..
ثم جلست النساء في غرفة الضيوف ونحن الرجال على الشرفه...
"هل السيد ابا نبيل موجود في البلد الآن ام لا؟"
قال جملته موجها السؤال الى ابي...فقال الأخير:
"نعم ان ابي موجود هنا الان"
"هذا رائع..يجب علي زيارته في اقرب فرصه"
ابتسم ابي وقال:
"سيكون سعيدا بهذا"
ثم التفت الي وقال:
"هاه يا بني...كيف العمل مع ابا نزار؟"
رفعت حاجباي باعجاب وقلت:
"ربما ما كنت سأظل على رأس عملي لولا وجوده هههههه"
قال ابو نزار:
"ان ابنك رائع....ليت جميع الموظفين مثله"
قلت بسرعه:
"لاااا انت تبالغ الآن"
"ربما"
ضحكنا جميعنا واكملنا الليلة بسرور...
نعم....فيما بعد...صار ابو نزار صديق العائله...وتقرب من جدي وكثرت زياراته اليه...
يا له من رجل لطيف...




***





شغلت محرك السيارة ثم انطلقت نحو الجامعه....
هذا اول يوم لي..واشعر بتوتر جميل..سأكون الآن في مرحلة مختلفه...سأعيش تجربة متميزه...هذا الجزء من حياتي....اظن انه سيكون الاجمل!!...
لقد تم التسجيل ووضع جددول الفصل الكترونيا .. وكل شيء حاهز الآن...
متشوقة جدا لألتقي بطلاب جدد...وان اتعامل مع دكاتره وجها لوجه!...
...
ركنت السياره في الجزء الخاص بالطلاب ثم ذهبت الى الساحة الكبيره...والتي تحتضن بوسطها النافورة الكبيره...
تأملت المكان قليلا..ولم يوقظني الا صوت تبارك المزعج:
"واخيرا وصلتي يا ست الحسن والجمال!"
استدرت اليها وقلت بغرور:
"حسن وجمال رغما عنك.."
رفت طرف شفتها بمعنى ان كلامي لم يعجبها ثم قالت:
"ولانك تاخرتي....لم يبقى عن المحاضرة الا عشر دقائق...هيا امشي امامي بسرعة"
قلت بتوجم:
"وهل هناك محاضرات في اليوم الاول؟!"
"ليست محاضرات حقا...افففت وما ادراني انا....امشي هيا"
مشينا انا وهي حتى وصلنا الى القاعة ... وان شاء الله لا نكون قد جئنا الى القاعة الخطأ!....
كانت القاعة تعج باصوات الطلاب...منهم من يصعد المدرج(مقاعد على شكل مدرج) ومنهم من يهبط منه...راينا بعض المقاعد الشاغرة فهرعنا اليها ... الشباب والبنات هنا اشكال الوان!!...
دقيقتين فإذا بالدكتور (حمزه) يدخل القاعه...وما ان دخل حتى بدات الاصوات تقل شيئا فشيئا حتى حل الصمت التام!...
قال:
"صباح الخير لكم جميعا"
"صباح الخير"
وضع الاوراق على الطاولة ثم قال:
"كيف كانت العطله؟"
قال احد الشباب:
"يعني حسب...اذا سألتنا عن الوقت الذي يكون فيه معنا نقود...فسنقول ان العطله رائعه...اما العكس!!..الباقي عندك يا دكتور"
تهافتت بعض الضحكات من هنا ومن هناك مع ضحكة تبارك العاليه..اما الدكتور فاكتفى بابتسامة لطيفه واستطرد:
"اذا يا خالد...هذه السنه الثالثه التي تعيد بها هذه الماده عندي!!...الى متى؟"
ضحك هذا الخالد ثم قال:
"احبك يا كتور..لا يمكنني الابتعاد عنك..لهذا لا انجح "
ضحكت انا وضحك الجميع ثم قال الدكتور:
"اهدأوا الآن.....
سنبدأ بشرح مبدأي عن...."
واكمل شرح مبسط عن الماده التي سنأخذها...
شعرت اني مثل البلهاء...انظر حولي باستغراب!!
ربع ساعة مرت..عندما سمعت صوت تأفف تبارك العالي...التفتت اليها وقلت:
"ما بك؟؟"
"اففففت..لم اتوقع شرح من اول محاضره!!....ملللللللل"
ثم اشاحت وجهها عني..وبالصدفة كانت تجلس بجانبها فتاة هادئة الملامح...وكانت تنظر الينا...مدت تبارك يدها من دون تفكير وقالت بمرح:
"مرحبا...انا تبارك .. هذه اول سنة لي هنا"
ابتسمت الفتاة وصافحتها قائلة:
"اهلا...انا شيماء..مهندسة مباني..هذه سنتي الثالثه"
قلت بغباء:
"مهندسه؟!!...وماذا تفعلين هنا...لم هذه الماده؟؟"
قالت:
"هناك مواد حره..او مشتركه..بين كل التخصصات"
انتبهت انني لم اعرف عن نفسي فقلت:
"اه صحيح...انا مايا"
وما كدت اقول حتى صرخ الدكتور:
"وماذا بعد؟؟؟؟"
التفتنا اليه فقال:
"ارجوا الصموت من كل من يتكلم"
انزلت رأسي بحرج وعم هدوء كبير في المكان..
***
وبعد المحاضره...
خرجنا نحن الثلاثه(تبارك وانا وشيماء) مع بعضنا الى الكافيتيريا ...
"الجامعة جميلة جدا"
قلتها وانا اتأمل المكان من النوافذ...ردت شيماء:
"اجل انها كذلك"
قالت تبارك بصخب:
"شيمااء..هل لكِ صديقات هنا؟؟"
"اجل بالطبع...واحدة تخرجت..واخرى تزوجت ومنعها زجها من اكمال دراستها!"
قلت انا بهدوء:
"غيرهم؟؟"
"لا ... "
صفقت تبارك بيديها ثم قالت:
"اذن نحن صديقاتك من الآن فصاعدا"
ابتسمت شيماء بارتباك ولم ترد...
لا عليكم مما حصل بعد هذا...فكأي حياة جماعيه...محاضرات وكلام...خصوصا اننا جدد!..
لكن !!!
عندما حان وقت عودتي الى المنزل...تفاجئت بتصال من لؤي..وكان كالتالي:
"السلام عليكم"
"وعليكم السلام..كيف حالكِ مايا؟"
"بخير الحمدلله .. وانت؟"
"انا بخير جدا...اليوم هو اول يوم لكِ في الجامعة صحيح؟"
"بلا"
"مايا حسام...تدرس في الجامعة التي كان يدرس فيها لؤي نبيل!"
"ههه وماذا في الامر؟"
"لا..لا شيء...انما في نفسي شيء..مممـ...لا لن اقول..كل شيء في وقته"
"ماذا؟؟..لؤي ارجوك اخبرني..فضولي سيقتلني!"
"لا لا لا..قلت لكِ .. كل شيء في وقته!"
"وهل للكلام وقت محدد؟"
"لهذا النوع من الكلام...اجل"
"لــــؤي ارجوووك....سأغضب منك اذا لم تقل!"
"كل شيء الا غضبك...لكن...لايمكنني"
"اذا وداعا لن اتكلم معك"
"لالا انتظري...حسنا...انظري خلفكِ"
استدرت فوجدته!!...بهامته ... بعيونه الخضراء...يراقبني...خفق قلبي بعنف حتى تسبب لي بالالم!...
لكنه كان الم جميل جدا!!...
انزلت الهاتف عن اذني وانا مازلت تحت تأثير المفاجئه..
اقترب هو مني والابتسامة لا تفارق شفتيه...حتى صار امامي مباشره..لكنه كان اطول مني...واضطررت لرفع رأسي قليلا والنظر في عينيه وتأمل وجهه الرجولي ذا اللحية الخفيفه..
"انه وقت فراغي...ومعي ساعة كامله..الشركه قريبة من هنا جدا...فقط خمس دقائق بالسياره..لهذا قلت لنفسي ان آتي واعرفكِ على جامعتي بنفسي"
ابتلعت ريقي..والتوتر الذي يمنعني من التنفس بدأ يقتلني!...
بدأت العب باصابعي كالعاده!..
نظر هو الى يدي وقال:
"لم التوتر؟؟...اطمئني... لن اتأخر عن عملي"
انصدمت!!...هو يعلم انني العب باصابعي عندما اكون متوتره!!...قلت بارتباك:
"ممـ حسنا لكن..جدتي ستقلق علي!"
"لا تقلقي..هي تحسب حساب انكِ لن تعودي حتى الثانيه على الاقل!"
وزعت نظري في المكان ثم اعدت نظري اليه ثم الى يديّ وقلت:
"حسنا لا مشكله.."




ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

انتهى البارت...

آرائكم..وتوقعاتكم؟؟

آسفه يا رغوده ما بقدر انزل بارتين بالاسبوع...

لانه كل يوم بعد يوم عندي اختبار!..

شكرا الكم^^....












آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-16, 10:34 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\

البارت الخامس عشر...

قراءة ممتعه^^...

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات...


ــــــــــــــــــــــــ


"حسنا..لا مشكله"
سُعدت كثيرا انها ستأتي معي...كنت اريد ان امسك يدها ونسير معا..لكن لا يمكنني هذا..مررت يدي في شعري ثم قلت:
"ممممـ ..من اين نبدأ"
نظرت حولها كانها تبحث عن مكان...لكنني تذكرت المكان الذي كنا نحب الذهاب اليه انا واصدقائي فقلت بحماس:
"وجدتها"
التفتت الي وقالت:
"حقا..الى اين؟"
"تعالي معي"
ثم مشينا مع بعضنا الى المكان الذي افكر فيه...هي لم تنبس ببنت شفه...وخديها متوردين وتشتت نظرها في كل مكان بعيدا عني!..لوهلة شعرت انها تحبني!..وان توترها بسبب الحب!!..غمرتني سعادة لا متناهية لمجرد التفكير في الامر!
استرقت نظرة اليها فانطلق قلبي اليها ليقبل وجنتها الحمراء هذه..لكن للأسف قلبي هو الوحيد الذي فعل...اما انا فبقيت مبتسما اسير كأنني نسر ارفرف عاليا من فرحتي بها بجانبي!..
أتوق الى ذلك اليوم عندما تضع اصابعها الرقيقة في قبضة يدي ونسير مع بعضنا نحو منزلنا!!..
واخيرا...وصلنا الى حديقة الورود_كما نسميها_هذه الحديقة فيها انواع كثيرة من الورود الرائعة... يحبها الجميع لانها تضيف رونق خاص لجامعتنا...فيها مقاعد خشبية بين الشجيرات الهادئة...ولكن يفضل البعض الجلوس على العشب الاخضر الندي...
نظرت الى مايا لأقرأ معالمها .. فكانت سعيدة جدا...تفتح فمها باعجاب وابتسامة خفيفة مع عينين لامعتين..
خرجت زفرة مني باحت بكل ما اخفيت من الحب!..
نزلت الدرجتين اللتين تفصلاننا عن العشب ثم استدرت اليها وقلت:
"هيا تعالي"
اتسعت ابتسامتها ونزلت الدرجتين بل قفزتهما قفزا وهي تقول:
"ما احلى هذا المكااان!...حقا .. لا استطيع الوصف!"
"هههه...هيا انطلقي"
ضحكت ضحكتها الخفيفة ثم صارت تدور بين الورود...تشتم هذه تتأمل تلك...
مشيت انا الى ظل شجرة ثم جلست على الارض اتأملها من بعيد...
جاءت بعد مدة وجلست بعيد مني ثم قالت:
"يبدو ان الجامعة رائعة جدا"
اجبت بغرور مصطنع:
"بالطبع ستكون رائعه...لم لا تكون وانا كنت فيها!"
ابتسمت ولم ترد..كأنها تؤكد كلامي!..
حلت دقيقتين صمت...وكل واحد منا يبدد انظاره بعيدا عن الاخر...
لكنني كسرت حاجز الصمت هذا عندما قلت:
"اه صحيح مايا..بما انكِ تحبين اللون البنفسجي..فإنه يوجد زهرة السوسنة السوداء هنا!"
وقفت مباشرة وقالت:
"حقا!! اين هي"
ضحكت بيني وبين نفسي ثم قمت ومشيت نحو مكان السوسنة وهي تلحقني...
وعندما رأتها , انطلقت من هذا العالم الى عالم اخر تماما ..
بدت شاردة الذهن...مع شبح ابتسامة .. عينيها مثبتتين تماما على هذه الازهار الساحره..
تخيلت وفكرت...ان لون السوسنة السوداء بديع جدا مع لون عينيها!..
رفعت رأسها ونظرت لي قائلة:
"الى اين سنذهب الآن؟"
فكرت قليلا .. ابحث في ذكرياتي عن مكان مميز هنا!.. همهمت باسماء بعض الاماكن هنا ثم قلت بصوت عالي:
"اهاا...هناك مكان فيه بط!"
"بط؟؟!"
"هههه اجل بط...اشكالها لطيفة جدا"
ابتسمت وقالت:
"هيا بنا اذا"
ثم ذهبنا الى حيث بركة البط...عندما رأتهم مايا .. هتفت بدون وعي:
"مااا اروعهم!!"
قلت بسرعه:
"اخفضي صوتك"
لم تهتم لجملتي..او ربما لم تسمعها من فرحتها ... واخذت تتأمل بطة معينه...وتمشي معها يمينا وشمالا....
الى ان استدارت الي وقالت بحماس:
"اريد رؤية شيء آخر"
ثم اقتربت مني اكثر وهي تقول:
"ليتك لم تتخرج بعد!"
اظن انني فهمت قصدها...وشعرت بقلبي يرقص على انغام حروفها هذه .. وانبثقت في وجهي ابتسامة لا يمكنني وصفها...لكنني كتمت كل هذا وقلت:
"هل تريدين ان ارسب!!"
جحظت عينيها وقالت:
"ماذا..لااا!!..انا..فقط.."
قاطعتها:
"افهمك افهمك..حسنا .. مممـ...تعالي نذهب الى المكتبه...انها كبيره وجميله"
"المكتبه!!..معي 4 سنين سأشبع من المكتبه"
ضحكت وقلت:
"اين تريدين الذهب اذا؟"
"وما ادراني...انت قرر"
مررت يدي في شعري ثم قلت :
"لنمشي!...ونحن نمشي ستري اشياء كثيره"
صمتت قليلا وهي تفكر ثم أومأت موافقه ومشت قبلي...صرنا نتجول في الجامعه لكن بصمت..لا اعرف بماذا اتكلم...فربما لو فتحت فمي...ستخرج منه احرف"احبك" دون ان اسيطر عليها!..
وهي بجميع الاحوال لا تبدأ الكلام!...
التفتت اليها عندما خطرت ببالي فكرة ان نشتري عصير مثلا...وما ان نظرت الى وجهها حتى نظرت الي هي...وتوقف الزمن!!....اشعة الشمس قادمة من خلفي تحط في عينيها مباشرة...تلك الصفرة ... كأنها قطة حادة الطبع والنظرات!..
انتبهت الى شرودي فقلت بسرعة وتلعثم:
"مأأ...ما رأيكِ..ان..ان اشتري لكِ العصير..او أي شيء اخر؟!"
ابتسمت برقة وقالت:
"حسنا"
اشحت نظري عنها بسرعة وذهبت الى الكافيتيريا التي كانت قريبة منا...



***




راقبته وهو يبتعد...وقلبي يمشي خلفه...يريد ان يحتكره له وحده!!...
تنهدت الصعداء...ثم توجهت الى احد المقاعد للجلوس...
وبينما انا انتظر... التقطت اذناي كلمات بعض الفتيات:
"اه اجل...انه لؤي ذاته!"
"لكن ماذا يفعل هنا..الم يتخرج؟"
"بلا...لكن انظرن .. هناك فتاة..ربما خطيبته!"
"خطيبته؟؟!..لم اتوقع في حياتي انه قد يتزوج هو والاشقر عمر!"
"هههههه هل سيظلون على طريق العزوبيه مثلا؟!"
وابتعدت الاصوات..ابتسمت على فكرة انني خطيبته...هل يعقل ان اكون في يوم ما؟!...
خرج لؤي مبتسما وقال بعد ان قدم لي العصير:
"هل انتِ بخير؟"
"اجل..شكرا لك.."
ارتشف قليلا ثم قال:
"ما رأيك ان نذهب الى المدرج؟؟..هناك مدرج في الساحة الكبيره يمكننا الجلوس عليه"
"حسنا اذا...لم لا"
وذهبنا الى ذلك المدرج...جلست انا وهو على نفس المستوى..لكن بعيدين عن بعضنا بعض الشيء...
كلٌّ منا مشغول بشرب العصير...وكأغلب الوقت الذي مر...لم نتكلم...
وكالعاده...هو الذي يبدأ:
"هنا...كانت ستقام حفلة تخرجي!"
توجهت افكاري مباشرة نحو حسن..لكن قبل ان افكر في أي شيء اردف لؤي:
"وعدني العم حسام...ان يجعل حفلتي هنا...تكون كبيرة ... وجميلة... وممتعه"
سكت قليلا وهو يستعيد ذكرياته...انا ابلع غصتي!...
"قال انه سيجعلني رئيس احد الاقسام في الشركة بعد ان اكتسب بعض الخبره...لكن...قدّر الله وما شاء فعل"
كل ألمي عاد الي الآن...شعرت باختناق و ألم في قلبي!...
بدأت الدموع تتكون في عيني بصمت...لكنني منعتها من السقوط...بينما تخترق شفتيّ ابتسامة حزينه....وأبحلق في كأس العصير...
لا اريد ان ابكي...لا اريد ان اتذكر....
اخذت نفسا عميقا جدا ثم كتمته في صدري....ثم وقفت وانا اقول لتجاهل الموضوع:
"يجب عليك ان تعود الآن الى عملك...وانا سأعود الى المنزل...."
وقف هو الآخر ونظر في عيني مباشره..وكأنه يريد ان يتأكد اذا كنت أدمعت ام لا!...
تجاهلت عينيه ونزلت عن المدرج بسرعة..
القيت كأس العصير الشبه فارغ في اقرب سلة مهملات...دون ان انظر اليه خلفي او حتى التفت ...
لا اريده ان يراني حزينه..رغم انني مستغربة..لماذا فتح هذا الموضوع الآن...
وصلت الى موقف السيارات الخاص بالطلبة وماا زلت لم التفت الى الخلف..لا اعرف اذا كان لا يزال خلفي صلا او لا!...
توقفت فجأة واستدرت بكامل جسدي....فرأيته قد توقف خلفي تماما ... وملامحه بلا أي انفال!...
قلت:
"حسنا .. الى اللقاء"
"قطه...الى اللقاء..."
لا اظن انني سمعته جيدا!!....قلت بسرعه:
"حسنا"
واستدرت ذاهبة نحو سيارتي...نظرت نظرة اخيرة اليه قبل ان افتح الباب...وما زال واقفا مكانه...
ركبت السيارة وانطلقت....

***
بمجرد ان وصلت المنزل...حتى تلقيت اتصال من نسرين
"اوووووه حبيبتي نسرين...كيف حالك...كيف الجامعه...وتخصص الطب؟؟"
"مايا...اشتقت اليكِ كثيرا... الجامعة جميله...وعلى ما يبدو سأعاني مع هذا الطب"
"لا..لا تقلقي..انتي ذكية وبإذن الله ستكونين على خير ما يرام..كيف هي احوالك؟"
"اااه...بخير...صحيييح...هل سمعتي؟؟!!..ريان معجب بفتاة ويريد خطبتها!!"
"حقااا!!"
وهنا دخلت الى الصالة فوجدت جدتي تجلس بهدوء...قلت بسرعه:
"مرحبا جدتي"
وجاء صوت نسرين في نفس الوقت:
"اجل ... جميعنا استغربنا...لكن جيد...فليستقر في حياته!"
"الحمدلله....جدتيي...ريان يريد ان يخطب!!"
قالت جدتي:
"حقا!!...مبارك...متى؟"
جاء صوت نسرين بانفعال:
"لا لا لا...ليس بعد...لم نذهب لرؤية البنت حتى...انما تكلم لامي عنها فقط!"
"اهااا...هكذا اذن"
"مايا وداعا وداعا...ها هو رائد جاء"
وانقطع الاتصال...
نظرت الى جدتي وقلت مع تنهيده:
"لم يخطب بعد..تكلم لخالتي عن الامر فقط"
ابتسمت جدتي وقالت:
"كيف حالك انتِ عزيزتي...كيف الجامعه"
اقتربت منها وقبلت جبينها ثم قلت:
"بخير الحمدلله...والجامعه جدا جدا جدا جميله...كل شيء فيها"
"هل تعرفين انها كانت جامعة لؤي!"
تذكرت كلام لؤي ان الجامعة جميلة لانه كان فيها وبالكاد كتمت ضحكتي ثم قلت:
"اه اجل..."
وقفت وقلت:
"حسنا...سأغير ملابسي"
استدرت لأذهب..لكن اوقفتني جدتي قائلة:
"ارتدي ملابس جميله...ام نزار قادمة لزيارتنا"
ام نزار...انها امرأة طيبة جدا...رقيقه ولطيفه...واحبها في الله...قلت:
"بالطبع حسنا"
ثم ذهبت الى غرفتي...
قذفت حقيبتي على السرير واستدرت الى الخزانه...فتحت ابوابها على مصراعيها...وجلست اختار...هذا...ام هذا!....
بالنهاية اخترت تنورة سكرية اللون...عليها رسوم راقية باسفلها باللون الكحلي...مع قميص كحلي...
جلست امام المرآة امشط شعري...وبينما انا منهمكة بهذا...انتبهت الى صورة صندوق كتبي المعكوسة..
استدرت بكامل جسدي ونظرت اليه مطولا....
منذ متى لم اكتب رواية او قصه......كنت منهمكة بـ(لؤي) هذا الكتاب الذي اعتبره تحت الخط الاحمر....
قمت ومشيت بخطوات بطيئة جدا نحوه...جلست امامه وفتحته بروية...ثم انتشلت (لؤي) رأيت الميدالية الملصقة عليه...ثم فتحت اخر صفحة كنت عندها مباشرة...وتناولت القلم ذا اللون (الزهري) من الصندوق وكتبت:
"احبــــك...وكفـــى!"
شعرت بالدم يتدفق الى وجهي...الحرارة تحرقني!...."قطه"....هل تخيلت هذه الكلمه..ام قالها!!..
وفجأة سمعت صوت ام نزار قد جاءت..
اغقلت الكتاب بسرعة...لكن قبل ان اضعه في الصندوق_بفكرة هي غبية ربما_اخذت الميدالية واعدت كل شيء الى مكانه...
ومباشرة فتحت حقيبتي...اخذت منها مفتاح السيارة...علقته بالميدالية ثم خرجت الى غرفة الضيوف...
"يا اهلا وسهلا بالغالية مايا"
ابتسمت بحب ثم قلت:
"اهلا بكِ...انرتي المنزل"
ثم التفتت الى ابنتها التي تأتي الينا لاول مره...رحبت بها قائلة:
"اهلا وسهلا....شرفتونا"
"شكرا"
ثم جلست بجانب جدتي التي قالت:
"كيف حالكِ يا ام نزار؟!"
"الحمدلله...الحياة واشغالها...ثم لماذا لا تزوريننا انتي ؟!"
"شكرا لكِ..لكن لا يمكنني"
قاطعتهما ...









آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-10-16, 10:37 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\

قاطعتهما عندما وقفت وقلت:
"سأعد القهوه"
درستني ام نزار بعينيها من رأسي الى اخمص قدميّ وهي مبتسمة ثم قالت بهمس:
"حفظكِ الله"
تظاهرت انني لم اسمعها ثم ذهبت الى المطبخ...
اعددت القهوة وسكبتها في فناجين...ثم اضفت مع كل فنجان قطعة شوكولا بالمكان المخصص لها في الفنجان....
سمعت صوت هاتفي ينادي بإتصال جديد...
تركت كل شيء من يدي...وذهبت الى الهاتف...
"مرحباااا"
"اهلااا برااء عزيزتي"
"كيف حالك"
"بخير الحمدلله..كيف جامعتك؟؟"
"ماذا تظنين...جامعة العاصمه بالتأكيد ستكون الافصل"
"يا مغروره...المهم...يجب ان اذهب الان...عندنا ضيوف...سأعاود الاتصال بكِ"
"حسنا وداعا"
وضعت الهاتف ثم عدت الى المطبخ...اخذت الصينية وذهبت اليهن...
"تفضلي يا خاله"
تناولت ام نزار الفنجان وهي تقول:
"بارككِ الله...شكرا لك"
وقدمت لإبنتها التي لا اعرف اسمها ... قالت:
"شكرا لكِ"
ابتسمت لها ثم جلست بجانب جدتي بعد ان قدمت لها فنجانها..
قالت ام نزار:
"أرى ان الورد تفتح يا ام نبيل!"
صمتت جدتي قليلا ثم قالت بنبرة غريبه:
"لن تجدي مثل هذا الورد...الله يحفظها"
فهمت انهما تتكلمان عني...لكن لم اعرف لم تتكلمان بهذا الغموض!...همست لجدتي:
"انا سأدخل الآن"
هزت رأسها ايجابا فقمت وذهبت الى غرفتي...
اتصلت ببراء واكملنا حديثنا
"ماذا حدث معكِ ؟"
"لا شيء مهم...وانتِ؟"
"اااااه يا براء ...حصل ما كان قلبي يتمنى!"
"اووووه ماااذا؟؟"
"جاء لؤي..واخذني في جولة في الجامعه!!"
"ااااه ياا قلبــي...حسنا...وماذا فعلتِ؟"
"الصموت!...او ربما هو سكوت من التوتر..لا اعرف..."
"خرقاء...هل تعرف تبارك؟"
"لاااااا...ولا اريدها ان تعرف!!...ستلاحقني في الامر لشهر!"
"هههههههه كل هذا؟!"
"اجل واكثر"
واكملنا حديثنا في اشياء كثيره.




***




عدت الى الشركة...وكالعادة , وجدت سدين ترمقني بنظراتها من بعيد...ماذا تريد مني هذه!!؟؟...
تجاهلتها مثل كل مرة...وتوجهت الى مكتبي لأكمل عملي...
لكن رأيت عمر بالمصادفة عند آلة القهوه...اتذكرون اخر كلام دار بيننا؟؟..منذ ذلك الوقت...لم اتكلم مع عمر.
ليس لانني حقدت عليه...فرغم كل شيء..هو اخي وصديقي ورفيق دربي..لن اسمح لشيء مثل هذا ان يفرق بيننا..
لكنني ايضا اغار على مايا .. بل اغار عليها كثيرا منذ ان قال عمر ما قال.
ولا اريد ان اسمع أي شيء منه عنها حتى لو كان مزاحاً...لهذا اتجنبه..لكن الآن..تقدم عمر مني وهو يحمل كوبين من القهوة..
قدم لي واحدا وقال:
"كيف حالك يا لؤي؟"
اخذت منه كوب مع ابتسامة حب عميق تغلل في قلبي منذ سنين تساوي عمري وقلت:
"الحمدلله بخير...وانت يا عمر؟"
"جيد...عمل...عمل...وعمل ايضا..اريد ان اعود الى الجامعه!"
"ههههههه اصمت..لولا حسن لكنا الى الآن نبحث عن عمل!"
"الحمدلله...اسمع... اليوم , انت وعائلتك مدعوين عندنا"
"مممـ سأخبر امي"
"لا تقلق...ستخبرها امي...اه صحيح تقول امي انه يجب عليكم اصطحاب مايا والجدة معكم!"
تجاهلت كل ما تولد داخلي من افكار وقلت مع ابتسامة:
"ان شاء الله...اسمع...يجب ان اعود للعمل"
"وانا ايضا"
استدرنا بنفس الثانية وكل واحد ذهب الى مكتبه....
لكن انا وجدت هذه العثره (سدين) تقف بقرب مكتبي كالعادة...تأففت بضجر وتجاهلت انها هنا اصلا....
مشيت نحو مكتبي بخطوات واثقه..لكنها قالت بصوت عالي:
"انتظر"
توقفت وانا اشد على قبضة يدي بقوة من فرط الغضب...جاءت امامي وقال:
"لماذا تتجاهلني؟"
هنا ارتخت اعصابي كلها..وراودتني رغبة عارمة بالضحك!!..قلت مع ابتسامة سخرية وانا اكتف يدي:
"وهل تتوقعين مني ان القي عليكِ التحية كلما رأيتك؟"
"انت لا تلقي علي التحية اصلا"
اغمضت عينيّ بمحاولة لتصبير نفسي ثم نطقت من بين اسناني المصطكة :
"سدين...عندي عمل مهم علي انجازه"
رأيت ملامحها تتحول الى شيء غريب!..كانت بشعة جدا!...بشعة الى اكبر حد!...رغم بياض بشرتها الملفت...ورغم عدسات عينيها الخضراء...ورغم شعرها الاسود الطويل..شفتيها الحمراوتين .. وخديها المتوردين..وانفها الصغير...وكل صفات الجمال هذه!!...
كانت قبيحه وبشعه!
ربما رأيت وجهها الاخر .. ربما استطعت رؤية سدين الحقيقة وليست المختبئة خلف الجمال الفاتن...
ظلت واقفه تنظر الي بغرابة وانا امحلق فيها ببرود...الى ان تحركت بضع خطوات من امامي ونا ذهبت الى مكتبي مباشرة دون ان التفت اليها...
وما كادت قدمي تطأه حتى جاء في بالي سؤال !!...التفتت بسرعة وذهبت شبه راكضا الى مكتب عمر..دخلت كأنني في مداهمة عسكرية فسألت:
"هل احببت من قبل؟!"
التفت عمر لي وعلى وجهه الف علامة وعلامة استغراب!..رفع حاجبه وقال:
"عزيزي يا لؤي..هل ارتفعت حرارتك؟!"
هززت رأسي واقتربت منه اكثر وانا اكرر سؤالي:
"هل احببت انثى من قبل؟!"
استرخى في جلسته ثم قال:
"قبل مايا...لا!"
كانت نبرته قريبة للسخرية من الجد...قلت مباشره:
"متأكد؟"
وقف عمر وقال كأنه يعاتبني:
"لؤي...اظنك تنوي على شيء ما!"
"انا انوي على شيء ما؟!..لا صدقني...انا فقط اسأل!"
"لؤي...انا اعرفك جيدا؟"
قلت بغموض:
"اذا اجبني .. هل احببت أي انسانة من قبل؟"
صمت قليلا ثم قال:
"حسنا... تذكر نذير صديقنا في الصف العاشر؟؟..كنت معجبا بأخته!"
ابتسمت لا اراديا..بل كدت ان اضحك وخرجت دون ان اضيف أي كلمه...




***




استيقظت فجرا..
صليت .. ثم قرأت صفحة من القرآن .. وبعدها بدأت احضر نفسي للجامعة..
لم تستيقظ جدتي..اظنها متعبة من مشوار الامس الى منزل ابي جلال..انا لم اذهب..لانني لا اريد رؤية لؤي...تكفيني رؤيته في الجامعه..لا اريد ان اعتاد على رؤيته كثيرا!..فإني سأدمن عليه لا محاله!!..
وطبعا تعرضت لتوبيخ نجوى وساره على الهاتف..لكنني شرحت لنجوى موقفي...
شغلت سيارتي وانطلقت الى الجامعه...
التقيت بتبارك عند النافورة...وكنت اريد ان اذهب مباشرة الى المحاضره لنحجز مكانا في المقاعد الاماميه..لكن تبارك هتفت معارضه:
"لا...شيماء ستأتي بعد قليل...ثم نذهب مع بعضنا الى المحاضره"
هززت رأسي وما كدت انطق بكلمة حتى رأيت شيماء تقترب...سلمنا عليها ثم مشينا مع بعضنا الى المحاضره...
كانت المقاعد شبه ممتلئه...بحثنا بينها...فجلست تبارك الى جانبها شيماء..اما انا فاكملت بحثي...حتى وجدت مقعد بجانب شاب!...
لم افكر كثيرا وجلست...
جاء الدكتور..وبدأ الشرح..وكان الشاب الذي الى جانبي نشيط جدا..ويبدو ذكي جدا ايضا!..
بعد المحاضره...سمعت احد اصدقائه يهتف:
"يزن..هيا تعال بسرعه..ليس هناك وقت كبير عن بدء محاضرة التشريح"
اذا هو من طلبة الطب!!..
ذهبنا الى الكافيتيريا .. واول جملة نطقتها تبارك كانت:
"اوووه ماياا..لقد جلستي بجانب شااب ولا أي شاب!!"
نظرت اليها بوجوم ثم قلت:
"يا لتفكيرك المنحرف!!...هل تريدين ان اذكرك بلؤي؟!"
صمتت قليلا ثم قالت:
"صحيح مايا...لم تتحدثي عن لؤي منذ مده!"
إوردّت وجنتي واشحت نظري عنها...فقالت شيماء:
"لؤي؟!...من لؤي؟!"
ما كنت سأقول شيء..لكن تبارك هذه (الساكونة) قالت:
"انه حبيب طفولتها وابن خالها!!"
غضبت كثيرا وحدجت تبارك بحقد...قالت شيماء:
"حبيب؟؟...اوه يا اللهي...اخبريني؟؟!!"
تنهدت بضيق ثم همست:
"لا تهتمي..هذه الاسمها تبارك تحب الكلام كثيرا..انه .. انه...مهما كان فانا لي حدودي !!"
هزت شيماء رأسها بتفهم ثم قالت:
"اعذرنني .. علي الذهاب الآن..لان محاضرتي ستبدأ"
اومأت لها موافقه..وتبارك قالت لها ان نلتقي...
***
بعد الدوام..
اتصل عمر بي..وطلب مني ان احضر امام الشركه..ليرى سيارتي!..
فذهبت الى هناك...فمنه اسلم على عمر..وأرى لؤي!..
توقفت امام باب الشركه..واتصلت بعمر لينزل...لكن من خرج من الباب..لم يكن عمر!!..بل كانت صدمتي!!..
رأيت لؤي يخرج من الشركه..والى جانبه فتاة فاتنه بكل معنى الكلمه...كان يمشي بسرعة..وهي خلفه...لكنها توقفت فجأه..وقالت شيء ما...جعل لؤي يستدير لها...وينظر في عينيها..ثم ابتسم ابتسامة لم اعرف لها تفسيرا...ربما لم تكن ابتسامة حتى!..
وبعدها استدار مرة اخرى واكمل طريقه...
اما تلك الفتاة فاستدارت نحو الشركه بطريقة جعلت شعرها الطويل يلتف معها بحيويه ثم دخلتها!..
ومع دخولها خرج عمر... نظر اليها نظرة سريعة مع ابتسامة ثم قطع الشارع نحوي..بدا لي الامر وكأنهما يعرفان هذه الفتاة منذ فتره...فتاة مثل هذه...لا تعرف من الاحتشام شيء..لماذا يمشي لؤي معها!!..
اكيد ان هناك علاقه له معها!!..وتلك الكلمه التي قالتها...واكاد اقسم من حركة شفتيها انها "احبك"!!...حقا اشعر بالضيق..اريد ان ابكي الآن حالا!!.
قطع تفكيري نقر عمر على زجاج النافذه..ارغمت نفسي على الابتسام وفتحت النافذه فقال عمر:
"كنتِ صادقه!!..bmw !!..وانا سيارتي kia !!"
قلت :
"وما بها الkia جيده!!"
رفع حاجبه وقال:
"اهم شيء الاخلاق!"
ضحكت وقلت:
"حسنا .. عد الى عملك...ها قد رأيت السياره ورأيتني ايضا!"
وهنا..توقفت سيارة خلف عمرالى جانب سيارتي...فابتعد عمر قليلا ليظهر لؤي من سيارته..ينظر الينا بغموض!!..
لم يتكلم عمر...وانا لم اتكلم بل ملامحي تحولت للحزن المختلط مع بعض الكره!..ولؤي يكتفي بتوزيع نظره بيني وبين عمر!..
ثم انطلق بسرعة كبيرة لتصدر اطارات سيارته صوتا عاليا!!..
رأيت شبح ابتسامة صدرت من عمر...فقلت بسرعه:
"الى اللقاء"
واقفلت زجاج السيارة ثم انطلقت !!..
لم ابتسم عمر...ولماذا تلك النظرة من لؤي!...ومن تلك الفتاة مع لؤي!!..
حاولت ان اقنع نفسي انها زميلته في العمل..وانها كانت تخبره شيء عن البيانات!!..
اجل...ان لؤي ليس من النوع الذي يصادق البنات...خصوصا البنات شبيهات تلك!..
وصلت الى المنزل..وبالكاد استطعت ان اسلم على جدتي..ثم حبست نفسي في غرفتني وامتنعت عن تناول الغداء بحجة الدراسه!!..
لكن كل تفكيري كان عند تلك الكلمة التي قالتها !!..مستحيل ان يصادق لؤي بنات كهذه...مستحيل!!..
تمددت في سريري دون ان ابدل ملابسي!...
انسي يا مايا...كفاكِ دراما!..ليس من المعقول ان كل فتاة يلتقي بها تكون حبيبة مثلا!!...كما انني ليس من المعقول ان اكون احب كل زملائي مثلا!!..اجل...لو وضعناهما في ميزان لتعادلت الكفتين!!... ابتسمت بتلقائية وانا اهمس:
"لقد أثّرت بكِ رواياتكِ كثيرا يا مايا!!..قال تحبه ويحبها قال!"
لكن..نظرته تلك في السياره!!...هل كان غاضبا لانني جئت لأرى عمر وحده دون ان اخبره!..
لكن...!!...حسنا لا يهم..لا يهم..انسي يا مايا..انه شيء ومضى..
سأترك مجرى النهر على راحته!!




***




اكملت عملي على أتم وجه...وانتهى وقت دوامي المحدد...فوضبت اوراقي وعدلت مكتبي ثم خرجت لأعود الى المنزل...
لكن لاقتني سدين كالعاده..
"لؤي اريد ان اخبرك شيء ما"
لم انصت لها..ولا اريد ان اسمعها...فتظاهرت بانها غير موجوده واكملت طريقي ... وظلت تلاحقني!!.
ألا تملّ هذه البنت!!..أليس عندها ذرّة كرامه؟؟!!..
صرت اسرع في مشيتي لكي اسبقها...وما ان خرجت من الباب حتى نطقت سدين تلك الكلمه!!
"لؤي انا احبك!"
توقفت..واستدرت اليها..نظرت في عينيها ذات العدسات مباشرة..
هل تعرفون ماذا رأيت...رأيت النقود!!...
اجل...وكأن انعكاسي في عينيها هو نقود فقط!!..هي تلاحقني مثل أولائك الفتيات اللواتي يصادقن الشبان من اجل النقود والهدايا ثم يتركنهم!!..وتظن ان كلمتها هذه ستؤثر في مشاعري او تزحزح برودي قليلا...
رفعت طرف فمي بسخرية كأنني اقول لها:
"وما علاقتي انا؟!"
ثم استدرت واكملت طريقي الى سيارتي...
وضعت اللابتوب الخاص بي في المقعد الخلفي..ثم شغلتها وانطلقت..لكنني استغربت عندما رأيت عمر يقف بجانب سيارة ما...ويتكلم مع صاحبها!.
وما ان اقتربت...حتى عرفت انها سياره مايا!!..
توقفت..لعلي اسمع ما يقولانه..او ارى ملامحهما..وعندما ابتعد عمر قليلا...رأيت نظراتها نحوي!!..وكأنها تعاتبني لانني قطعت لقاءها معه!!
وعمر صامت لا يتكلم!..كأنه يعرف خطأه...نظرت اليهما وكانت افكاري تقول:
"هل حب طفولتي ومراهقتي ذهب الى ابن خالتي؟!!..هل تتخلين عني مايا حتى لو لم يكن بيننا شيء؟!...ومهما يكن...كيف تلتقيان هنا؟!..وانتما تعرفان انكما عرضة لان اراكما؟!"
لم احتمل اكثر وانطلقت بكل سرعتي...
كدت اصطدم بعدة سيارات...لكن الله هو الحامي..لو بقيت هناك ثانية اخرى لربما اوسعت عمر ضربا!!..
هو يعرف مقدار مشاعري نحوها..لكنه يفعل هذا امام عينيّ..وكأنني لم اقل له يوما ما .. انها الهواء الذي اتنفسه!!
دخلت المنزل كاعصار يريد تدمير أي شيء!.
اقفلت باب غرفتي بقوة مما جعل الجدار يهتز!!..
وخلعت ملابسي العلويه..فانا اشعر انني بركان ثائر...اريد ان ابرد عن نفسي!!..
جاء صوت امي من خلف الباب:
"ما بك يا بني؟!"
قلت بصوت حاولت ان اجعله طبيعيا:
"لا شيء...تشاجرت مع احدهم"
وهنا رن هاتفي..وعندما نظرت الى الاسم وجدته عمر!..
اجبت وكلي غضب:
"ولك عين للاتصال بي؟!"
اجابني بكل هدوء:
"اظن انها رأتك مع سدين!"
صمتت...ولم اعرف ماذا اقول..هل كانت نظراتها هكذا لانها رأتني مع سدين!..هل احلامي حقيقة بأن تكون تحبني!!..وتغار علي من سدين؟!...لكن لماذا تلتقي بعمر..ولماذا عمر يقول لي هذا؟؟...اجبت:
"وان يكن؟!"
سكت قليلا وكأنه يلملم حروفه ثم نطق:
"اسمع يا لؤي...انا اتصلت بها وطلبت منها ان تأتي لانني اريد رؤية سيارتها..اقول لك هذا لكي لا تشكك فيها ابدا...لا اريدك ان تأخذ فكرة خاطئة عنها!"
لم اعرف ماذا اقول!..جلست على طرف السرير .. وهمست كأنني احادث نفسي:
"لكن انت اردت رؤيتها هي؟!"
قال مباشره:
"هذا غير مهم...فـ نيّتي هي لي وانت غير معنيّ بمعرفتها.."
"لكن لماذا تخبرني بهذا؟"
كان سؤالي اقرب للعتاب منه للإمتنان...رد:
"لانك اخي...صحيح انني اقول ما اقول...لكن يا لؤي يستحيل ان نكون انا ومايا على علاقة حب لانها ليست هكذا!..ولكن لا يمكنني ان اقول لك انني لن اطلبها للزواج..بل انني سأحاول ان اسبقك اليها عندما احضر نفسي!"
تنهدت الصعداء..وكأنه سكب فوقي ماء بارد اطفأ غضبي!...
ثم قال بصوته المرح المزعج:
"صحييييح...ما سر سؤالك ذاك عن اذا كنت احب احداهن؟!"
صمتت قليلا لأستوعب سؤاله ثم ضحكت وقلت:
"اخت نذير..ههههههه .. كنت اريد ان انظم لقاء مع نذير..فربما تتذكر حبك القديم وتبتعد عن مايا!"
ضحك وقال :
"هههههههه لؤي...لا تشاهد افلام هندية حسنا!!..لانها بدأت تؤثر على تفكيرك!"
اغمضت عيني وعصرتهما لاخفي قهري ثم قلت:
"الى اللقاء الان...اريد ان استحم"
"حسنا الى اللقاء"
وضعت الهاتف على المنضده وانا افكر , اجل انا احب مايا...وكلما نطق اسمها اشعر بغيظ شديد...لكن سبق وقلت...لن ادع شيء مثل الحب .. يفرق بيني وبين رفيق دربي!





ــــــــــــــــــــــــ



انتهى البارت...

آرائكم..وتوقعاتكم؟

_ هل سينقضي هذا الموقف بهذه البساطه حقا؟
_هل سيكون للجامعة تأثير في علاقة مايا ولؤي؟
_ما الحدث القادم الذي سيغير مسار الاحداث لو حدث اصلا؟!













آنْا إمْبرَآطُورَةُ ذآتِي~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-16, 07:28 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

~










البارت السادس عشر

قراءة ممتعه^^

لا تلهيكم روايتي عن الصلاة والعبادات..



ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ


مر الوقت...
في الايام الاخيره...
اصيبت جدتي بالتعب...فاضطررت للتغيب عن الجامعة للإعتناء بها مدة يومين..
واليوم...اجبرتني هي على ان اذهب للجامعه...
انا لم التقي بلؤي منذ اخر موقف _لعلمكم_ ومنه ايضا ظل بالي مشدوه!..وافكر في هوالس كثيره!...
اوه يا اللهي...تأخرت عن محاضرتي!!..
طرقت الباب ثم فتحته ودخلت قائله:
"اسفه يا دكتور حمزه .. هل تسمح بي بالدخول؟"
التفتت القاعة كلها نحوي...قال الدكتور:
"مايا!..لماذا تغيبتي عن المحاضرتين الفائتتين؟"
قلت بتردد:
"انها..لأسباب طارئه"
ابتسم وقال:
"حسنا...لكنهما كانتا مهمتين!"
تنهدت وانا افكر...اعلم ان تبارك لن تكتب المحاضرات بشكل يفيدني!!..وشيماء لا اعلم...اف اف...
عقّب الدكتور:
"حسنا...يمكنك استعارة دفتر يزن اذا لم يمانع طبعا...فهو مشتهد جدا وسيفيدك ما كتب"
قالها وهو يشير الى زميلي يزن...
نظرت نحوه...فابتسم لي كانه بهذا يؤكد موافقته!
بحثت بعيني عن مكان تبارك وشيماء ثم جلست بينهما...همست شيماء:
"طمئنيني عن جدتك"
همست ايضا:
"انها بخير الان والحمدلله"
قالت تبارك:
"الحمدلله"
....
انتهت المحاضره..وبدأ الطلاب يخرجون..
كنت خجله من الذهاب الى يزن وان آخذ منه الدفتر هكذا!..
قلت لنفسي..حسنٌ .. سآخذ دفتر شيماء على أي حال ..
ثم مشيت معهما الى الباب..
وما ان خطأت قدمي اول خطوة خارج الباب حتى توقفت عندما سمعت صوت:
"آنسه مايا..."
التفتت حيث الصوت..فوجدت يزن يبتسم بلطف ثم مد لي دفتره وقال:
"اظنكِ نسيتي اخذ هذا"
ابتسمت بامتنان شديد ثم اخذته وقلت:
"شكرا لك"
قال صديقه بسرعه:
"هيا يا يزن...المحاضره"
قال هو بدوره:
"حسنا..آنستي...لا تتعجلي بإعادته لي...على راحتك"
ثم خرج مسرعا...
نظرت انا الى الفتاتين وقلت:
"هيا نذهب"
وذهبنا الى حديقة الورد...
جلسنا على الارض ... قالت تبارك:
"ههوووهوو...جاء هو واعطاكِ الدفتر!!"
بينما ترمقني بخبث...ثنيت فمي بسخريه ثم قلت:
"انه شاب جيد...اخرجي من افكارك هذه!!"
قالت شيماء:
"اذا..هل ذهبت جدتكِ الى المشفى؟"
اخفضت رأسي وقلت:
"اجل...ان ضغط دمها يرتفع كثيرا في الآونة الاخيره!"
ربتت على كتفي وقالت:
"ستتحسن بإذن الله"
قلنا انا وتبارك بصوت واحد:
"آميـــن"
ثم همست تبارك لي:
"هل سمعتي كلام البنات هنا؟!..يقولون انهم رأوكِ مع لؤي؟!"
فتحت عيني بصدمه...بالتأكيد انهن أولائك الفتيات..قلت بسرعه:
"انا؟؟!!"
قالت شيماء:
"ماذا هناك؟"
قالت تبارك:
"هل تذكرين حبيب الطفوله؟!..هههه يبدو انها التقت به هنا!"
ابتسمت شيماء بصدمه وقال:
"معقول؟؟"
يا اللهي...لقد مر عن هذا اكثر من شهر!!..ربما لان تبارك بدأت تتعرف على بنات اكثر...انتقل اليها الخبر بشكل عابر..لكنها لا تنسى!!..
قالت بتلعثم:
"أأ..أنا؟..ربما فتاة تشبهني!"
قالت تبارك باستنكار:
"وهل يصادق لؤي البنات؟!!"
قلت بتعديل:
"مااذا؟؟..لا لا...قصدت ربما اخته!!..اجل اخته لم لا!"
رفعت تبارك حاجبها وقالت:
"أيا كاذبه!!..هيا تكلمي ماذا حدث معكما؟!!"
احمرت وجنتي ثم قلت:
"حسنا حسنا سأقول...لقد جاء وعرّفني على الجامعه ليس أكثر!"
قالت شيماء:
"اخبرنني اكثر..لا افهم شيء!"
قلت:
"اسمعي يا شيماء...كل ما في الامر..هو ان لؤي كان لي اكثر من أخ..و..وهو عرفني على جامعته!"
هزت رأسها وصمتت..
وقفت بسرعة وهلع وانا اقول:
"امشي يا شيماء...ستتأخرين عن محاضرتك!"
وقفت هي بخوف وقالت:
"صحيــــح!!..الى اللقاء"
ثم ذهبت تمشي بسرعه...جلست ملتصقة بتبارك وقلت:
"يا غبيه...لم تتكلمين امام شيماء؟!"
"لم لا اتكلم امام شيماء؟"
تنهدت بضجر واردفت:
"تبارك...ان هذا موضوعي الخاص...لا احب ان يعلم به احد غريب!"
فتحت حقيبتها واخذت منها قطعة بسكويت وقالت:
"لا يهم"
ثم بدأت تأكل...
سأقتلها يوما ما!!!!!
***
بعد الدوام...

ركنت سيارتي في المرأب وقد لاحظت وجود سيارة غريبة امام المنزل!...
دخلت ببطئ وانا اتلفت حولي...ثم سمعت صوت نساء قادم من الصاله!..
ذهبت الى هناك...فوجدت ام نزار وابنتها مع جدتي!
ابتسمت ببشاشة ثم قلت:
"اهلا وسهلا...شرفتونا!"
قالت ام نزار:
"اهلا بالغاليه...تعالي الي"
اقتربت منها فسلمت علي ثم سلمت انا على ابنتها وقلت:
"ما سر هذه الزياره الجميله؟"
"قلنا ان نأتي ونحمد الله على سلامة ام نبيل!"
"اهلا وسهلا ... البيت بيتكم متى شئتم"
ثم قبلت يد ورأس جدتي وقلت:
"سأعد العصير"
قالت ام نزار بسرعه:
"لا لا يا بنيّتي...انا اليوم..قادمة لاتكلم معكما بخصوص امر مهم...انتظرنا ان يعود ابو نبيل من سفره..لكنه تأخر..لكننا لم نشأ التأخر في الموضوع!"
قالت جدتي بصوتها المتعب:
"قولي يا ام نزار"
جلست وجعلت اذنيّ منتبهتين جيدا....فألقت ام نزار القنبلة علي:
"نحن نطلب كريمتكم .. الجميله مايا .. لتكون زوجة لأبني نزار"
!!!!!!!!



***




عمل .. عمل .. عمل
هذا هو الشيء الوحيد الذي كان يشغلني طوال الاسابيع الماضيه...
عمر..علاقتي به عادت كما كانت...قلل هو كلامه عن مايا...وانا اتجاهل أي كلمة تخرج منه..اما الآنسه البشعه سدين...فهي لا تكل ولا تمل من متابعتها لي!!..
لكن اليوم.... طفح كيلي !!
كنت سأخرج في الاستراحة للذهاب الى جدتي والاطمئنان عليها...احم..وعلى قطتي التي لم أرها منذ مده...
لكن سدين عارضت طريقي عندما أوقعت الاوراق امامي عمدا!!..
كنت _اقسم لكم_ انني سأدور حول المكان واخرج بسلام!...الا ان سدين قالت بتضايق مصطنع:
"ساعدني على جمعها يا لؤي!...أوقعتها ولا تريد جمعها معي!!"
كان يوجد عدة موظفين في المكان...اردت قصر الشر فنزلت الى الارض اجمع معها....
وبعد ان انهينا...قالت:
"هذه اوراق عمل كانت مبعوثة لك لتكمل فيها بعض الامور...لكنني رأيت انك منشغل..لهذا قمت انا بانهائها...والان اذهب وسلمها للمدير"
فتحت عيني بصدمة وقلت:
"اذا كانت موكلة الي فلماذا تمسينها؟؟"
قالت:
"قلت لك...لاحظت انك منشغل..لهذا عملتها انا"
بصراحة كنت حقا بحاجة الى هذا..والحمدلله انها اشتغلتها عني...ولكن لن اظهر لها انني ممتن...فقلت بوجوم بعد ان اخذت منها الاوراق:
"حسنا...شكرا..ويمكنك الان الذهب"
نظرت الي باستنكار ثم ابتسمت واستدارت ذاهبة..
سلمت الاوراق لمدير القسم ثم ذهبت الى عمر
"هل تعلم ان سدين قامت بانجاز بعض الاعمال عني!"
"ماذا؟؟...انها كريمة حقا!!ههه"
قلت برفعة حاجب:
"لا...اظن انها تحاول التقرب لمصلحة ما!"
هز رأسه بعدم اهتمام واكمل عمله...



***




قالت ام نزار انها ارادت التمهيد للامر...واما لقائي مع نذير للتعرف ... سؤجل الى رجوع جدي...
لم اتمكن من الرفض المباشر..لانهم اصدقاء العائله..ولا اريد احراج جدتي..
لكنها كانت صدمه كبيرة لي...
سعادة جدتي التي ارتسمت على وجهها عند سماع الخبر جعلتني اصمت !!
هي تريد ان تطمئن علي عند رجل يحميني...لكن !!..
لم هذا الرجل الذي اريده يرفض المجيء؟؟
ربما ليس مكتوب لنا ان نكون لبعضنا!
انا لن اوافق على احد غيره..
لكن كما قلت سابقا..لا يمكنني فعل ما فعلته في الثانويه!..
بقيت ذلك اليوم في غرفتي لم اخرج منها...
سمعت جدتي عندما اتصلت بجدي واخبرته بأنهم تقدموا لي...كليهما كانا في منتهى السعادة!..
شعرت بغصة تخنقني...اريد ان اقفل الباب في وجه كل من يفكر بي زوجه!..لكنني لا اريد ان اتسبب بذهاب سعادتهما!!..
ايضا...حزينة لانني اعلق آمالي على (لؤي) الذي لا اعلم ان كان يفكر لو مجرد تفكير بي!
***
في اليوم التالي..
كنت هادئة تماما من الخارج...نقاض الازعاج الناشب في عقلي من كثرة التفكير...
ذهبت الى حيث يجلس يزن...اعطيته دفتره وشكرته كثيرا..وكان هو ودود جدا...ثم جلست في المقاعد الخلفية بعيدة عن تبارك و شيماء لانني اريد التفكير لوحدي..
لم انتبه للشرح...اضع يدي على خدي بسكون...
بعد المحاضرة جلسنا مع بعضنا...قالت شيماء:
"ما بكِ مايا؟"
قلت بحزن:
"يوم امس...تقدم لي احدهم!"
جحظت تبارك عينيها وقالـت:
"مااااذااا؟؟!"
تنهدت واخفضت رأسي فقالت شيماء:
"ما المشكلة في هذا؟"
قلت بصت خفيض:
"انا لا اريد ... لكن اشعر ان جدي وجدتي يريدان"
قالت:
"انتِ تنتظرين ان يأتي هذا الذي اسمه لؤي ويتقدم لك؟"
نظرت اليها بترجي..وكأنني اطلب منها نصيحة ... فقالت:
"اسمعي يا مايا..الحب شيء...والزواج شيء آخر ... اختاري ما سيحفظ مستقبلك ..وليس مشاعرك!"
صمتت لا اعرف ماذا ارد...فوقفت هي وقالت:
"حسنا .. ستبدأ محاضرتي بعد قليل"
و ذهبت...
قالت تبارك:
"ماذا ستفعلين الآن؟"
نظرت اليها ... وكانت عينيّ كفيلة بالاجابه..
***
وفي المنزل كنت شاردة الذهن...
عند الغداء قالت جدتي:
"اتصلت اسيل تسأل عنكِ...وجدك لا يمكنه ان يأتي حاليا"
"هممممـ"
كنت العب بالملعقة في صحني....تنهدت جدتي وقالت:
"وطلب من خالك نبيل ان يأتي الى هنا هو ولؤي .. فيعوضان عنه .. ويأتي نزار للتعرف اليكِ"
نظرت اليها وكل علامات وجهي استنفرت!!..
اردفت:
"اسمعي يا مايا...نحن لن نجبرك على شيء عزيزتي...اختاري ما يريحك انتِ"
انزلت رأسي وانا العب باصابع يدي...
لؤي سيأتي لملاقاة زوجي المستقبلي !!..هه .. واضح اننا سنكون لبعضنا يوم ما!!!
انحنت شفتاي للأسفل منتذرتان عن البكاء....قلت بصوت حاولت جعله طبيعي:
"سأحضر نفسي"
وذهبت مسرعة...
اقفلت باب غرفتي على نفسي وجلست اتأمل وجهي في المرآة...
اااه اين انتِ يا أمـــاه..انا احتاجك الان كثيرا !!..اين انت يا ابي ... لأقول لك لا اريده...فتقول لي لك ما تريدين يا قرّة عيني!!..
وضعت رأسي على الطاولة واجهشت في البكاء...
بعد مدة...قمت وقد استجمعت شتات نفسي ...
استحممت و ارتديت ملابس محتشمة وجميلة....ولم اضع أي مساحيق تجميل على وجهي...
وفي تمام الساعة الخامسة مساءا...جاء خالي ولؤي....



***




فتحت باب المنزل ودخلت...
فاستقبلني ابي باستعجال:
"اذهب وحضر نفسك وهندامك بسرعة هيا "
عقدت حاجبيّ باستغراب ثم قلت:
"احضر نفسي لماذا؟"
قال :
"نزار سيتقدم لخطبة مايا...واليوم سيجلس معها...وبما ان جدك لا يمكنه ان يأتي في الوقت الرّاهن فنحن سنعوض مكانه"
صدمه!...
ما هذا الذي اسمعه الآن؟!!!..
انا سأذهب للقاء شخص يريد التقدم لخطبة حبيبتي؟؟!!
بقيت واقفا في مكاني لدقيقة احاول استيعاب الامر...قال ابي ببعض الغضب:
"لماذا تقف عندك؟؟..هيا افعل ما طلبت منك!"
نظرت اليه وانا قاطب الجبين...ثم تركت الأغراض التي معي على اقرب طاولة وذهبت الى غرفتي...
انا اتحرك في غرفتي اجل..اجهز نفسي حسنا...لكن عقلي ليس معي!..
شعرت ان كل شيء توقف في هذا الكون..ولا شيء يتحرك الا انا!!..
هل ... هل انتم مدركون هذه الصدمة وهذا الموقف؟؟؟؟...كيف سأبتسم في وجهه...وانا اعرف انه سيخطف مني قطتي؟؟؟!!
يا اللهي...بدأت اشعر بالدوار من كثر التفكير..
***
عندما ذهبنا الى بيت جدي..
استقبلتنا جدتي بفرح كبير..وابي لم يكن اقل فرحا..الا انا..كان الوجوم يغلفني ويشكّل هالة حولي...
جلسنا في الصالة معها .. خالي يعطي رأيه بنزار وابوه...وجدتي تعطي رأيها بام نذير وبناتها...وكلاهما متفقان انه العريس المثالي لمايا!!..وانا اغلي وافور!!..
نار...بل بركان بأكمله ثار في داخلي وانا اسمع كلامهما...
لكن؟؟...اين مايا الآن؟..اين انتِ يا مايا...دعيني ارى تفاصيل وجهك...دعيني اسمعها تنطق بالرفض ارجوكِ...
ولم اشهد في حياتي يوم اسرع من هذا اليوم!!..
فجأة صارت الساعة السابعة ...وجاء ابو نزار مع ابنه وزوجته!!
هنا...ضاع لؤي في ذكرياته!!
لم يعد لؤي موجود في هذا الوقت...بل سافر الى ذكرياته مع قطته في الماضي!!!
ااه منك يا لؤي .. كان عمر معه حق...كان يجب عليك ان تفوز بمايا قبل ان ينافسك احد عليها!!
ابي يتكلم معهم...وانا احدج نزار سرّا!!
وجاءت الساعة الحاسمه!!!
دخلت جدتي وام نزار معهما مايا التي تحمل فناجين القهوه!!
نظرت اليها وبرااكين تتفجر في داخلي..تخرج حممها على شكل انفاسي!!
كانت خجله...وتنظر الى الارض بأدب..
لم اتحمل...لن اجلس واشاهدها وهي تخطط لزواجها...صحيح ربما لن توافق...لكن كل شيء رسمي الآن..ولا اظنها سترفض!!..
خرجت الى الحديقه انفث نيراني على كل شيء...
اريد ان اكسر..احطم .. اخرب..اريد ان اخرج كل ما بداخلي...
شرايين يدي صارت واضحة من زود الشد!!.
جلست على الارض وفكرت...ربما الحق علي...انا لم اتمسك بها كما يجب...ومن يعلم اذا كانت تحبني او لا...
لكن الآن انا متأكد انها لا تحب عمر...لكن ان تتزوج بشكل رسمي قاهر اكثر...
***
ذهب نزار وابوه وامه...
فدخلت الى الداخل الى غرفة الضيف حيث ما زالوا يجلسون..
جلست بجانب ابي وانا اضبط اعصابي وافكاري وكلماتي...
قال ابي:
"اذا كيف وجدتي نزار يا مايا؟؟"
رفعت رأسها ..خديها مثل الدم...قالت:
"انه شاب محترم طيب الخلق..لكنني احتاج الى بعض الوقت لأفكر"
ثم نظرت الي ووقفت بسرعة قائله:
"سأنام"
وهناك بريق غريب في عينيها...هل كان دموع؟؟.ام انني توهمت وكان مجرد ضوء؟
***
"ما الذي تقووووووله يا لــــؤي؟؟!!"
صاح بيها عمر وهو يرمي القلم من يده...قلت بعصبية مشابهه:
"لن اجلس وانظر لها تزق الى عريسها!!"
"لكنها لم توافق"
"قالت ستفكر...بالتأكيد لن توافق مباشره...انا لا اريد ان اقهر نفسي بحب من طرف واحد!"
اقترب مني بسرعة البرق وقال من بين اسنانه:
"وهل هذا حل ؟؟"
صمتت قليلا ثم قلت:
"بما ان سدين تحبني كما قالت..وبما ان مايا ستتزوج...فسأضرب عصفورين بحجر واحد..اتجنب الحرام وهي تنسيني مايا!"
جحظ عينيه وقال بنفس النبره:
"لؤي انت اصبت بالجنون اكيد!!"
جلست وقلت:
"لقد فكرت مليّا..لم انم يوم امس وانا افكر..ولم اجد حلّ الا هذا"
جلس امامي وقال:
"اذا لماذا لم تطلب مايا اذا كنت على أي حال ستتزوج الآن؟"
تأففت وقلت:
"اولا انا لم انوي التزوج الآن..سنخطب لسنة حتى يستقر وضعي
ثانيا انا لم اكن اظن او افكر ان احد سيطلب مايا!"
ابتسم بسخرية ممزوجة ببعض الغضب وقال:












أنْآ إمبْرَآطُورِة ذَآتِي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-16, 07:32 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

وقال:
"اه لن يطلبها احد...فهي ليست فتاة!!"
قلت وقد نفذ صبري:
"لم انت مهتم كثيرا..اذا كنت معارض ان تتزوج مايا من نزار فاذهب وقف امام هذه الخطبه ..ألست تحبها؟؟..ما شأنك بي؟"
عدل جلسته وقال:
"لؤي انا لا احبها!"




***



مرحبا...اعلم ان دخولي بين صفحات الروايه امر غريب نوعا ما ...لكن تحملوني الآن .. وربما ادخل مرّة اخرى...
انا عمر...
بالتأكيد انتم تعرفون الاشياء الغريبة التي كنت افعلها في الفترة الاخيره..
انا في الحقيقة لا احب مايا ... بل احبها كما احب ساره او نجوى...
لكنني اعلم مدى حب لؤي لها..وفقط اردت ان احرك غيرته تجاهها وان يطلبها..لانني كنت اشعر انها قد تضيع منه في أي وقت!
هي جميلة...واي شاب سيعجب بها حتى انا...
لكنني رأيت ان لؤي يتجاهل أي كلام اقوله عنها...فقررت ان اجعل مايا تأتي الى الشركة ويلتقيان...لكن تهب الرياح بما لا تهوى السفن..
تواجدت سدين...ولؤي غاضب...
واختلط الحابل بالنابل!!.
كان لا بد لي ان اتصل به...وافهمه اننا لسنا على علاقة حب او ما شابه...
لكنني ايضا استمررت بخطتي...
وما صدمني انه جاءني اليوم يقول انه سيخطب سدين لانه يريد ان ينسى مايا بما انها ستتزوج...
ألا ترونه متسرع جدا وغبي في احكامه وهو منفعل؟؟..لا تخبروه انني قلت هذا ارجوكم..
اكتشفت انني لم ازد الطينة الا بلّه...وكان يجب علي تصليح موقفي...




***



"انا لا احبها"
نظرت اليه باستغراب مستفسر....اكمل:
"لؤي...كل ما فعلته كان لعبه..اردت تحريك غيرتك عليها..لكن هذا لم ينجح...والآن تريد تخريب كل شيء وتزوج سدين؟!"
كنت استمع له دونما وعي!..
فكرت في الامر قليلا ثم وقفت وقلت:
"انا عزمت امري...وقلت لأمي اننا سنذهب اليوم لبيت سدين!"
ثم عدت الى مكتبي وتركته على الشرفه...
اريد ان ابكي ... لكن!...
...
بعد قليل ذهبت الى سدين..قلت لها:
"سدين...اليوم...سنأتي انا والعائله اليكم...فهل في ذلك حرج؟"
ابتسمت باستغراب وقالت بسرعه:
"لا لا...تشرفوننا في أي وقت!"
ابتسمت لها ثم استدرت وعدت الى مكتبي....
ربما هذه هي الطريقة الوحيدة لأنسى حب طفولتي الذي رسمته امامي كمستقبل!...




***




عدت اليكم ها انا...
بعد ان ذهب لؤي الى مكتبه..انا ذهبت مباشرة الى مكتب ابو نزار!...
استأذنت الدخول فسمح لي .. قلت:
"يا عم...هناك امر يجب علي ان اناقشه معك قبل ان تتفاقم الامور"
وضع يديه على الطاوله بتركيز وقال:
"تفضل يا بني...قل ما لديك"
قلت باحراج:
"ربما يكون الامر خصوصي...لكن اعتبرني فاعل خير...ولا اريد ان يعرف احد ابدا بما يدور بيننا الآن"
هز رأسه بعد ان عقد حاجبيه...اكملت:
"ان لؤي..يحب مايا منذ زمن!"
......
وشرحت له الموضوع بشكل عام...تناقشنا الامر...وكان هو متفهم جدا...ختمت الموضوع قائلا:
"انا فقط لا اضمن لؤي...انت تعرف الشباب عندما يفور دمهم ويغشى الشيطان اعينهم!!"
هز رأسه وقال:
"ونحن لم نكن نريد الا النسب الراقي..لكن بما ان الامر هكذا...فمعك حق"
"نعم..ولا تنسى انه كان يحبها بصدق وليس كلام مراهقين"
وقف وقال:
"سأحل الموضوع من عندي"
***
لا تنظروا لي هكذا!!..
كان يجب ان افعل ما فعلت...ربما تسرعت...ربما كنت غبيا بل اقل من هذا...لكن لا يهم..انا لن اسمح ان يضيع حب اخي طول عمره!!..سيعيش كئيبا ولن تكون حياته مع أي زوجة اخرى مستقره..لانه سيفكر بمايا دائما...
بعد هذا ذهبت الى سدين...سلمت عليها باسلوبي المرح ثم قلت :
"ااه صحيح...هل تعلمين ان لؤي يحب فتاة تشبه القمر؟"
رفعت حاجبها وقالت:
"وان يكن؟"
قلت بخبث:
"اجل وهو يفكر في ان يتزجها!"
قالت بطريقة اخبث مني:
"هه...عدل معلوماتك يا جميل..انه قادم لخطبتي اليوم..وانا لن اتردد بالموافقه!"
قطبت وقلت:
"سدين اخبريني...لماذا تريدين لؤي؟"
ابتسمت وقالت:
"هه...كم انت بريء...لا تنسى انه قريب رجل الاعمال حسام.."
اظنها هنا تذكرت انني صديقه فقطعت كلامها ومشت من امامي بسرعه...




***




كنت في غرفتي ..
الساعة التاسعة ليلا..اتذكر ما حدث يوم امس بعد ان رحل نزار وعائلته...
عندما دخلت الى غرفتي ورويت الوسادة بدموعي حتى انتفخت عينيّ واحمرت ... لدرجة ان جدتي اتصلت بساره ونجوى ليأتيان الي...
كانت تقول لي ما يبكيكِ....وانا اقول لها انني منحرجه وانني افتقد امي وابي في هذه اللحظات...وفعلا...كنت افتقدهما كثيرا جدا...
ارادت اسيل ان تتكلم معي لكنني رفضت...
وعندما جاءت نجوى بدون ساره التي هي مشغولة بدراستها...اخبرتها بكل شيء...والانكسار الذي حدث لي...
تخيلوا ان يأتي الشخص الذي احببته لوقت طويل..ليشهد على خطوات خطبتك؟!!!
كانت متعاطفة جدا معي...وحاولت تهدئتي كثيرا....
حتى توقفت دموعي...
قالت لي ان ارفض اذا لم ارده...ولا اتردد بالرفض...
وعندما جاء عمر ليأخذها...كنت اجلس في الصالة واقاوم انكساري بالضحك الكاذب مع جدتي ونجوى..
دخل عمر ليسلم على جدتي ويطمئن على صحتها ... ولا اذكر ما قاله بالضبط...لكنه كان مستفز كعادته...وانا راددته وضحكنا...
ولم يمر هذا هيّننا على جدتي..فقد وبختني اشد التوبيخ بعد ذهابهما اذ قالت:
"هل هذا ما علمتك؟؟..ان تضحكي مع كل من هب ودب؟؟..حرام ان تتبادلي معه اطراف الاحاديث غير الضروريه...حقا لقد خيبتي أملي"
وتعبت خلال صراخها...لكنها هدأت فيما بعد...
***
واليوم لم اذهب الى الجامعة لانني كنت في مزاج سيء جدا...
سمعت جدتي تقول:
"مايا...تعالي اسمعي الخبر الجميل"
قمت بتململ وذهبت اليها في غرفتها...قالت لي وابتسامة تشق طريق من الزهور في وجهها:
"الحمدلله...سنفرح بفردين من العائله..لؤي ذهب اليوم لرؤية فتاة ينوي ان يتزوجها!"
تجمد الدم في عروقي...وتفتت قلبي فوق كسوره!!..
اردت ان اصرخ بأعلى صوتي..اريد ان اخرج دموعي لتحرق كل شيء امامي!!
هي تنظر الي بفرح...وانا لا تفسر معالم وجهي...
استدرت ببطئ وعدت الى غرفتي...
هكذا؟؟...انتهى كل شيء تماما؟؟..
كل ذرة امل ظلت فيني تلاشت!!..اذا لؤي لم يكن يفكر بي اصلا!...هل صار قبول نزار امر محتم علي؟!..
دفنت رأسي في سريري وبكيـــــت بكاء مرير...
ليتني بقيت اقنع نفسي بعدم حبه الى اليوم...
ليتني انصت الى اسيل...
ليتني مت مع والداي....
شعرت انني اختنق...هل نفذ الهواء من تنفسي السريع؟؟..ام ان حتى ذرات الاكسجين تآمرت معا لتعذبني ؟؟؟...
رفعت رأسي عن السرير ونظرت الى صندوق كتبي...الذي ظهر كما لو كان ضباب!!..هل هذا بسبب غشاوة الدموع ام لان كل شيء كان كذب!...وخيال؟؟
حبوت اليه بضعف...ثم فتحته وانتشلت كتاب (لؤي) فتحت صفحاته..ودموعي تتشكل كالبلورات فوقها!!..
كنت احب...آه ليتني لم احب!...ليتني ولدت بلا مشاعر!!
فتحت آخر صفحه...وقرأت:
"احبك وكفى!"
تبا لي وله ولنزار !
اغمضت عيني بقوه فشعرت بالحمم التي اكملت انسيابها الى ذقني..ثم فتحتهما وكتبت:
"كم انا غبية لأنني احببتك"
ورميته بقوة في الصندوق...
***
لم انم الليل كله وانا غارقة في حزني وكآبتي..
هل اتلاقها من موت والداي..هذه الذكرى الكريهة التي تزورني بين فينة وأخرى لتقتل سعادتي؟
ام اتلاقها من قلبي الغبي؟
سمعت المؤذن ينادي للفجر...
لا اله الا الله...
ما لي غير الله...والدعوى له وحده!..
قمت وتوضأت ثم صليت..
وبعدها قرأت عدة صفحات من القرآن حتى سكنت روحي...
ورفعت يديّ داعيه:
"يا الله .. اجبر كسري .. ويسر أمري .. يا رب ارحني بما ترضى...يا الله لم اعد اتحمل من الجروح شيء آخر...يا رب كن معي"
وهبطت دمعة من عيني تذكرني كم انا مقصره!...
اكملت:
"اللهم اني اتوب اليك..فاغفر لي ذنوبي يا عزيز يا رحيم"
ثم مسحت على وجهي وقمت لأتفقد جدتي التي لم تستيقظ بعد....
دخلت غرفتها بهدوء دون ان اضيء النور..رأيتها ممدة على سريرها .. اقتربت منها وقلت:
"جدتي ... قومي للصلاة"
فتحت عينيها وقالت بصوت لا يكاد يخرج:
"حسنا"
شعرت انها متعبه..فوجهها شاحب وتنفسها سريع...لكن اظن ان هذا حالها في الفترة الاخيره...
عدت الى غرفتي وبدأت اجهز نفسي للجامعه...انني احتاج للخروج من قوقعتي التي دامت يومين...
كان كل تفكيري في هذه البنت التي اختارها لؤي ... وكلما اتذكر تتجمع الدموع في عينيّ لكنني اجبرها على العودة من حيث جاءت....
....
لم ارى جدتي قبل ان اخرج...لانها ستلاحظ انتفاخ عيني ولا اريد تحقيق...
***
ركنت سيارتي في موقف الطلاب ثم لاقيت شيماء وتبارك تنتظرانني عند النافوره...
قالت شيماء بفزع:
"مايا لماذا عينيك منتفختين؟"
قلت :
"طول الليل وانا ابكي"
قالت تبارك:
"لماذاا؟؟؟"
صمتت وانزلت رأسي..لا اريد ان اتكلم..الآن تبارك ستحاول اقناعي ان الامر بسيط وتشعرني انني تافهه!...
قالت شيماء:
"صحيح...اريد ان اخبرك شيء على انفراد"
قالت تبارك بمرح مصطنع:
"اجل حسنا...اصلا ستخسرانني..سأذهب الى المحاضره"
وذهبت...قالت شيماء:
"اخبريني ماذا حدث بالضبط؟"
"شيماء...انهم ينتظرون ردّي ولؤي ذهب ليرى فتاة ويخطبها يوم امس!"
واختنق صوتي اخر جملتي...
تنهدت وقالت:
"لا تعلقي سعادتك برجل"
نظرت اليها باهتمام فاكملت:
"صدقيني يا عزيزتي ان الرجال ووجع الرأس وجهين لعملة واحده!"
صمتت قليلا ثم اردفت:
"انا احببت!!...لكن الله هداني وابتعدت عنه تماما لتجنب الحرام..علما ان كلامنا كان فقط في facebook لا اكثر...ونسيته عندما ايقنت ان الذي ييسره الله لنا .. افضل بكثير من الذي نختاره تحت مسمى (الحب)"
قلت:
"اعلم ان كل ما قلتيه صحيح...لكن حاولت ان انسى و.."
قاطعتني:
"انتِ لست ملامة على ما احبه قلبك...فهذه المشاعر لا احد يمكنه ان يتحكم بها!...لكن صدقيني .. الزواج شيء..والحب شيء آخر تماما"
قلت:
"فهمتك"
دقيقة صمت....
ثم قلت:
"على أيّة حال...فانه مهما قلنا الآن..لن يتغير شيء..لكن المحاضره هي الشيء الوحيد الذي سيفيدنا!!"
ابتسمت لي وذهبنا الى المحاضره...
واكملت يومي في الجامعة بين الوعي واللاوعي !
***
ركنت السيارة في المرأب...
وما ان اطفأت محرك السياره حتى خطر لذهني ذلك الموقف امام الشركه!!..
هل يمكن ان تكون الفتاة التي يريد ان يتزوجها هي نفسها تلك؟؟!!
هذا اكيد!!..
لم اتوقع في حياتي ان تعجب لؤي فتاة بمستوى هذه...لا تتحجب..وهي مثل السلعه...يراها الجميع...ليست شيء يخصه...لا تحترم انوثتها!..
الجميع يرى مفاتنها!!..
كيف يا لؤي؟؟..كيف؟؟
انحدرت دمعة من عيني فمستحها بسرعة ونزلت من السياره...
دخلت المنزل وكان هادئ جدا !!
ناديت:
"جدتي"
لكن لا احد يجيب!...ناديت مرة اخرى بصوت اعلى:
"جدتـــــي؟"
لا احد يجيب!!!!
راودني شعور سيء!!..
اسرعت ابحث عنها في كل المنزل...ليست في غرفة المعيشه ولا غرفة الضيوف ولا المطبخ!!!
ركضت الى غرفتها وقلبي يقول لي لا تفتحي الباب!!
دفعت الباب بسرعة وصرخت:
"جدتــــــــي!!!!"
كانت تفترش الارض!!..ويدها على قلبها!!...تفجرت دموعي وتسارعت انفاسي .. اقتربت منها وصرت اهزها:
"جدتي اصحي....اصحي!!"
وضعت يدي على عنقها اتلمس نباضتها!..
اظنني استشعرتها !..لكنها ضعيفه!!..
بدأ جسدي كله يرتعش من الخوف...
تناولت هاتفي من حقيبتي بيدي المرتجفه واتصلت بالاسعاف بسرعه
"ارجوكم ... ارجوكم تعالوا"
كان صوتي يحدث زلزال في الهاتف !!
رد علي:
"ما الامر؟؟..اين انتي؟"
صرت ابكي واقول :
"في المنزل .. ان..ان جدتي غائبة عن الوعي !!..ارجوكم .. ارجوكم تعالوأ"
"اخبريني اين تسكنين؟"
"ممـ اه..لا..لا لست متأكده !!..انه ..اننا .. في المدينة .. شارع 30 .. تعالوا!"
"نحن قادمون حالا"
وقع الهاتف مني واقتربت من جدتي...دموعي التي تبلل خدها خائفة اكثر مني وكأنها تطلب منها الاستيقاظ!!.
***
لا اعرف اين اخذوها!!..فقط طلبوا مني ان انتظر في هذا الممر الكئيب الممتلئ بالناس!!
كنت اتكئ الى الحائط ودموعي تغرق الارض تحت قدميّّ!..
نسيت كل شيء في تلك اللحظه...
فقط اريد ان اطمئن على جدتي...
"لااااااااااااااااااااااا� �اااااااا"
التفتت الى مصدر الصراخ...رأيت امرأة تبكي وتصرخ.
"لم تمت..لا لا .. ابنتي لم تمت!!"
وهنا انهرت انا وصرت ابكي مثل بكائها....
ماذا لو اخبروني ان جدتي ماتت الآن!!!!
انزلق ظهري عن الحائط وجلست على الارض وانا انتحب!!
تذكرت خالي!!
اخذت هاتفي بسرعة واتصلت به
"السلام عليكم؟"
"اااااه خالي!!..تعااال ارجووك"
قال بخوف:
"مايا!!..ماذا حدث؟؟"
"جدتــــي .. جدتي لا اعلم ما بها ... ارجوك تعال..لا احتمل اكثر!!.."
"ماذاا حدث؟؟"
"نحن في المشفى الآن .. تعاااال"
ثم رميت الهاتف واحتويت وجهي بيديّ ... لا اريد ان افقدها .. لا لا لا ...
اظن ان شهقاتي وصلت الى مسامع كل الناس!!
جاءت امرأة الي وقالت:
"يا ابنتي...تعالي واجلسي هنا...اهدئي قليلا"
نظرت اليها ولم ارها!!...كنت ارى كل شيء من خلف الدموع فليسوا واضحين!
انثنى فمي للأسفل وقلت بصوت مختنق:
"جدتي...جدتي ستموت!!"
امسكت بيدي وجعلتني اجلس على الكرسي ثم مسحت دموعي بمنديل وهي تقول:
"اهدأي..لم تموت .. اهدأي"
زاد بكائي ولم اهدأ...كان شيء في داخلي يقول لي انها ماتت وانتهى الامر!
....
بعد قليل جاء خالي ومعه لؤي وهما يركضان...
امسكني خالي من كتفيّ وهو يقول بل يصيح:
"اين هي؟؟"
قلت ببكاء:
"لا ادري .. لا ادري"
تركني وذهب لا اعلم الى اين...قال لؤي:
"ماذا حدث؟؟!!"
نظرت اليه .. وعاد فوق ألمي الآن ألم آخر!!..فزاد بكائي واعتلت شهقاتي...
غطيت عينيّ بيديّ لأمنع نفسي من رؤيته وانخرطت بالبكاء...
***
ها هي الآن في العناية المركزه!..
لم تستيقظ بعد...
كنت انظر اليها من بعيد...وخالي الى يميني .. ولؤي الى شمالي...
قلت:
"اريد ان ادخل اليها"
قلتها ثم ستدرت وذهبت الى الممرضه...قلت بحده:
"اريد ان ادخل اليها"
قالت:
"لكن لم ..."
قاطعتها:
"اريد ان ادخل!!...ارجوووكِ .. "
وكدت ان ابكي ... لكنها قالت مباشره:
"حسنا .. سأسمح لكِ...لكن معكِ خمس دقائق كأقصى حد"
ابتسمت برضى وتبعتها الى غرفة جدتي...
جلست على السرير بجانبها فقالت الممرضه:
"سأعود اليكِ بعد قليل"
هززت رأسي فخرجت...
نظرت الى جدتي .. كانت بلا حياة!!.. بلا لون!..
امسكت يدها...فوجدتها بـــاردة جدا !!!!
اقتربت منها وطبعت قبلة على جبينها ثم قلت:
"ارجوكِ قومي يا جدتي...لا تتركيني..انني بحاجة اليكِ...لا تتركيني..ليس الآن!!"
صمتت..وانا اترقب..ألن يحدث شيء؟؟..ألن تفتح عينيها وتنظر الي مثل الافلام؟؟..لماذا ليست حياتنا فيلم؟؟...ألن تشد على يدي؟؟
تجمعت الدموع في عينيّ وقلت ببحة حزن:
"انتِ أمي...هيا سـ..."
صمتت عندما سمعت صوت الصفير يعلو!!..ويعلو!!
نظرت الى الشاشة التي تظهر معدل ضبات القلب...فرأيت الخط يستقيم شيء فشيء!!..والصفير يصبح حاد اكثر فاكثر!!
صحت:
"جدتـــــــــيي"
صرت اهزها بقوة واصرخ:
"لا لا لا لا لا "
دخلت الممرضات وابعدنني عنها وبدأن بمحاولات الانعاش الفاشله!!..
كنت انظر اليهن واصرخ وابكي ...
نظرت حولي ابحث عن شيء يوقظني من هذا الكابوس...لمحت خالي ولؤي عند الباب...ثم اعدت نظري الى جدتي...
ها قد استقام الخط تماما!!!..صرخت بأعلى صوت وكادت حنجرتي ان تخرج من مكانها:
"لااااااااااااااااااااا� �"
ثم جثوت على ركبتيّ واجهشت بالبكاء...
رفعت نظري الى جدتي...قومي يا امي الثانيه..ارجوكِ استفيقي ولا تتركيني .. جدتي ارجوكِ لا تتركيني..لا تذهبي...
امسكت احدى الممرضات الغطاء الابيض ورفعته الى وجهها!!!..
اعتصرت عينيّ وشهقت بقوة...توقف الهواء عن دخول رئتيّ!!..
لا تموتي .. لاااا لااااا
نفس المشهد يعاد امامي!!..ذلك في الثلاجات...وهذا في غرفة العناية المركزه!!
صرت اضرب فخذيّ وابكي .. ابكي .. ابكي ... انها الحمم البركاينة التي تخرج من عينيّ!!!!
غرقت بين الماضي والحاضر!!..
من اين أتلقاها؟؟...من موت امي وابي؟؟..ام موت جدتي؟؟..ام من لؤي اخبروني؟؟
فجأة حال بيني وبين سرير جدتي شيء !!..
نظرت اليه..كان خالي!!..اخذ يتلمس وجهي ويقول لي بحزن:
"اهدأي يا مايا .."
اغمضت عينيّ باستسلام ثم اندفعت في حضنه ابث سموم دموعي!!..
اغرقت صدره بها ... وهو اعتصرني بين ذراعيه وكأنه يشد علي بدل البكاء!!..
"لقد ماتت!!"
قلتها .. وعندما قلتها مت انا!




ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

امسحوا دموعكم...

واقرأوا هون شوي...

هالبارت مليان احداث!...

ومن هسه بحكيلكم...

لا تتسرعوا ع الاحداث الجايه!..


آرائكم...وتوقعاتكم؟؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.