آخر 10 مشاركات
298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-16, 09:19 PM   #11

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mo'aa مشاهدة المشاركة
صباح الفل يا حلوة
الحمد لله اخيرا هتنزل الروايه من جديد
للاسف كنت ف اخرها لما اتمسحت وانجنيت الحق
المهم متابعة معاك يا قطة
و هى روايه دسمه جدا

حبيبتي اهلا بك من جديد
وان شاء الله كل يوم انزل فصل وما اتأخر عنكم
نورتيني حبي


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 26-10-16, 09:20 PM   #12

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي







الفصل الثاني




ولأننا نعيش في عالم التناقضات..فهناك على الجانب الآخر من العاصمة,,حيث ذلك القصر المطل بجوانبه على تلك المساحة الواسعة من الأرض.


ركنت سيارتها عند الگراج ودخلت البيت وهي تلمح وجوه اخواتها شبه المبتسمة ،،نظرت اليهن( وتين) وغمزت بعينها : دا أحسكم محضريلي مفاجأة ويا ويلكم إذا مو حلوة .

نظرت (ودق) و (ورود) لبعضهما وهما مبتسمتان : إحزري .

اجابتهما بعناد وهي ترمي حقيبتها على المنضدة بإهمال : ما أحزر،، تعرفوني كسلانة بالحزورات فأحسنلكم تگولولي شكو و ....


لتتفاجأ بأحدهم يضع يديه على عينيها بقوة.. أجفلتها المفاجأة لتصرخ ضاحكة :نوفـــل ولك عرفتك عوفني والله عميت عيوني .


تركها وهو يضحك لتستدير وترتمي في احضانه : نوفي حبيبي اشتاقيتلك،،وينك ليش ما گلتلي جاي لبغداد؟

إحتضنها بقوة وقبّل جبينها: نوفي بعينچ ،، ولچ متكبرين انتي .

ابتسمت: وحدة وتريد تدلل اخوها شسوي يعني؟

غمز لها : بس آني ما اعتبرچ اختي،،اعتبرچ اخوية .

بغرور أجابت: هنيالك على هيچ أخ حلو مثلي .

جرّ شعرها القصير بمشاكسة: آني مو كلتلج اريد اشوف شعرج طويل ليش رجعتي گصيتيه؟
مو طفّشتي شباب العراق خطية.

اجابته ورود ضاحكة : اصلا وتين عدهة استعداد تطفّش الكرة الارضية كلهم .

أجابت اختها: تغارون مني.

ليقف نوفل بين ورود و ودق وهو يحيط اكتافهنّ بذراعيه : على شنو يغارون ؟؟أصلا اثنينهن احلى منچ.

ضحكت منه وهي تصعد الدرج المؤدي للطابق الثاني: تجي وياية للجامعة باچر؟

غمز لها: بشرط تعرّفيني على صديقاتچ؟

هزّت رأسها : يعني من كل عقلك عايف بنات كندا وجاي حتى تشوف صديقاتي؟؟ اطمن حبيبي ما عندي صديقات .

واختفت عن انظارهم متوجهة لغرفتها..لتجيبه ودق

: أصلا تونة ما عدهة صديقات مقّربات بس إيمان والبنية مخطوبة وراح تتزوج وتنتقل لغير محافظة.


بعد ذلك الاستقبال الحار الذي حظي به بين بنات خالاته واخواته من الرضاعة ..توجه لغرفته وهو يفكر في حالهن بل يفكر في وتين بالذات التي سبقت عمرها بمراحل وكانت لأخواتها الأم والأخت الحنون .. لكنها بالطبع لن تستطيع أن تكون الأخ والأب في ظل غياب والدهن المتواصل عن البيت ...نظر الى غرفتها المضاءة وهو يتذكر بأنها تخاف من الظلمة ..لا يعرف نوفل كيف يفكر ذلك الأب وهو يسافر مع زوجته الثانية وابنتيه منها ليترك البيت وبناته في عهدة( وتين) الطالبة الجامعية ذات العشرين عاما.

في اليوم التالي رافقها نوفل حيث الجامعة لتتفاجأ ببعض المراهقات من زميلاتها وهن يقتربن منها بحجة السلام ما إن رأينها بصحبة نوفل

ابتسم وهو يلتفت اليها :صايرة تطردين عيون تونة ؟ تكولين ما عندي صديقات لعد هالفراشات الحلوة منين؟؟
ضحكت وهي تجيبه: وداعتك جايين لخاطرك ،،شاب حلو ومبين جاي من الخارج.
ضحك مستغربا : معقولة؟لعد شگد إنتي مكروهة ؟
إبتسمت وهي تجيبه : شسوي طالعة على أخوية.
ليشاكسها: وهو َ شنو موقعه من الاعراب؟
لتتسائل: منو هو؟
ليجيبها متسائلاً: حبيب القلب..
لتجيبه بمشاكسة: اطمئن قلبي مغلق حتى إشعارٍ آخر..
أجابها مبتسماً :آني متأكد لو الشباب هنا عميان لو إنتي مغرورة ومحّد يعجبچ.
: اي اني مغرورة ومحّد عاجبني.. عندك مانع؟أصلاً لو الاقي واحد يشبهك راح احبه بدون تفكير..ولا زال البحث مستمراً.. وبعدين أكو أخ بالعالم يسأل اخته عن حبيبها.. إنتَ وين عايش؟
(ولتغيّر الموضوع): أحسن شي اعزمك على گهوة حتى تبطّل اسئلة مالها معنى.
أجابها: لا عيني آني عازمچ على شاي بالهيل يعدّل مزاجچ المتعكر من الصبح.
ضحكت بخفة : لا حبيبي آني ما يعدّل مزاجي بس الگهوة وما ابدلها بأيّ شي فلا تحاول تقنعني.




طول فترة بقائه في بغداد وهو يرافقها ذهاباً واياباً الى الجامعة ،،إستدعاها (غيدان) ليسألها عنه،، وقفت أمامه بعصبية :عادي ابن خالتي وجاي زيارة.
ليجيبها بغيظ: بس انتي تعرفين ابوچ مسافر وآني المسؤول عنكم.
اجابت بسخرية :اولاً بابا مو اول مرة يسافر؟ وثانياً آني الوحيدة المسؤولة عن خواتي هنا..
يعني لا إنت ولا غيرك مسؤول عنا وثالثا وهو الأهم ( نوفل) اخونا بالرضاعة يعني ما بيها شي يبقى ويانا بالبيت .
: بس الناس متعرف هالشي.
: أصلاً آخر شي افكر بيه الناس .،،آني مسؤولة عن نفسي وعن خواتي ومحّد عليه مني .

خرجت من مكتبه بغضب لتجد نوفل بإنتظارها.

:يا ربي شگد اكره هالـ غيدان هذا، دائما يتدخل بكلشي ومراقبني هو وجواسيسه ،، الله ياخذهم بساعة وحدة.

عضّ نوفل على شفتيه بغيظ: مو گلتلج تونة بس خلَيني اواجهه ، والله امسح بيه الگاع .هو هيچ يتصرف لأنه يعرفچ متحچين .

ردت ساخرة: لمنو أحچي ؟وإنت تعرف غيدان بالنسبة لبابا ومرته خط أحمر لازم ما اتجاوزه .
بس لتخاف علية نوفل ،، آني موقفته عد حده وهو يعرف منو وتين.















تجلس الأخوات في غرفة أحداهن والتي تعادل مساحتها مساحة إحدى الشقق الفقيرة..هنَّ ثلاث اخوات لا فرق كبير بين اعمارهن..

"وتين" هي اكبرهن وهي الحنونة التي اعتنت بهن بعد وفاة أمهن..ذات شخصية قوية جريئة , رباها والدها لتعوضه عن الابن الذي لم ينجبه...مميزة بشعرها القصير وبملابسها المكونة من جينز وبلوزات بسيطة..ورغم ما تحاول اخفاؤه فهي انثى رقيقة تخفي انوثتها تحت قناع اللامبالاة..والدها لم يطلب شيئا سوى ان تتحمل مسؤولية اخواتها ومتابعتهن فهو رجل مشغول على الدوام بمنصبه ومصالحه وإرضاء زوجته الجديدة التي تتذمر بإستمرار من بناته..فهو قد تزوج بعد وفاة أمهن من ابنة عمه
" الخالة ميسون" التي منحتهن "توأم أخوات "فإنشغلت بهن عن بنات زوجها المستقلات.



وَدَق: البنت الوسطى الرقيقة والتي كانت انعزالية اكثر من اللازم ومما زاد وحدتها كونها تحمّل نفسها السبب في وفاة والدتهم التي قضت في حادث سيارة وهي توصلها الى مركز الامتحانات الوزارية في اول يوم امتحان لها رغم إن الجميع كان مؤمناً بأن ما حدث هو قضاء وقدر ..لطالما شبهها والدهم بأمهم التي كانت تعتمد عليه في كل خطواتها.وها هي "وَدَق" تعتمد عليهم حتى في تقرير مصيرها ومستقبلها.



ورود:تلك الوردة التي تحاول أن تثبت وجودها بين جرأة الكبرى وخجل الوسطى لتكون هي مزيجا جميلا بين الاثنتين.





ولأنهن بنات يتيمات الأم ،، فقد كانت حياتهن تجري ضمن تخطيط مسبق قادته الخالة ميسون والتي رسمت لهن مستقبلاً تتباهى به أمام قريناتها من زوجات المسؤولين وإكتفى والدهن "فيصل السبع " بالموافقة على ما فيه مصلحة بناته وترقية لشأنه ..في الحقيقة هو لم يكن قلقا على "وتين"فهي قوية بما فيه الكفاية لترفض وتختار ما يناسبها..هو قد ساعدها على ان تنخرط في الاعمال الادارية الحزبية فهي شخصية قيادية يكفي أنها قد ساعدته في تربية اخواتها.

"ودق"هي من كانت تقلقه. لذلك تمّت" خطوبة ودق وحسام" حسب تخطيط العائلتين.. فالخالة ميسون هي من قرّبت حسام منها رغم معرفة الجميع بنزواته وسفرياته المشبوهة وصفاته التي لا تؤهله ليكون زوجاً صالحاً..كانت لا تزال في المرحلة الاعدادية عندما فاجأها والدها بأنه قد وافق على خطبتها لإبن احد اهم رجال البلد وهي لم تكن لترفض أمراً لوالدها.







سنتان مرت على تلك الخطبة لتظهر لها صفات خطيب اليوم وزوج المستقبل..
( ودق)الان في سنتها الجامعية الأولى وهو بإعتباره خطيبا لها يزورها بإستمرار لكنها تدرك انه يقضي برفقتها عشر قائق متذمراً والباقي من وقته يمنحه لغيرها. نظرت الى ساعتها لتخرج من المكتبة بسرعة فقد يزورها حسام في القسم ولا يجدها..هي تدرك أنه يغضب ان لم تنتظره..اختصرت الطريق المؤدي الى قسمها فسلكت الممرات الضيقة لتتفاجئ بحسام يقف مع احداهن في وضع مخلّ ..شهقت بقوة نبهته الى وجودها..ليبتعد عمن كان قريبا منها الآن ..تسارعت الدموع في عينيها لكنها كتمت الكلمات وهي تبتعد عنه عائدة الى المكتبة لتصطدم بـأحدهم حيث أوقعت كتبه على الأرض.اعتذرت والدموع تملأ عينيها: آسفة أخي.
بهت هو الآخر لمنظر الدموع في عينيها: صار خير أختي.. مو مشكلة.
حاولت أن تساعده في جمع الكتب: آسفة والله مو قصدي..
بلع ريقه:ما صار شي صدگيني..عوفي الكتب.

إبتعدت بأدب.. تبعها حسام بغضب حتى امسك يدها : انتظري ودق.
: عوفني حسام
: لتصيرين غبية وخليني اشرحلچ.
: كلشي واضح حسام ماكو داعي تشرحلي.


نفضت يدها عن يده وتوجهت الى اقرب طاولة لتجلس عليها وهي تفكر بمصيبتها مع هذا الــ حسام ..كيف ستتخلص منه وكيف ستقنع اهلها بإستحالة حياتهم معا..لكنها خجولة ولا تملك ان تصارح والدها بمخاوفها لذلك ستلجأ لأمانها المتمثل بــ وتين.لم تدرك في غمرة تفكيرها انها كانت محط انظار ذلك المعيد الجديد الذي راقب المشهد بأكمله بل وكادَ في لحظةِ طيشٍ أن يلكم ذلك المتبجح والذي كان بالتأكيد سبباً في دموعها وحزنها.








وهناك في البيت تجلس الأختان في غرفة أحدهما... صارحت ودق أختها بكل شيء..

وتين بعصبية: يعني شنو اشوفلج حل ودق؟



ودق وهي تمسح دموعها: تونة دا أكَولج شفته بعيني .ياما سمعت عن سوالفه وسمعته الزفت وتجاهلت الموضوع ،،وياما حسيت نظرات البنات تلومني لأن مستمرة وياه.



بلعت وتين ريقها واقتربت من اختها: اي ادري يا عيني بس انتو مخطوبين من قبل سنتين ,,يعني شتريديني اسوي؟



ودق بقلة حيلة:تونة اروحلج فدوة خلصيني،، أصلاً آني ما احبه ولا أحس شي تجاهه..
گولي لبابا انه حسام سمعته مو حلوة وانه..





تأففت وتين مترددة: متحبيه شنو ست ودق؟ هو هذا وكتها؟ انتي تعرفين إنه بابا ما يهتم بهالاشياء.وبعدين راح يكَول كل الشباب هيج يسوون قبل الزواج..تعرفين اهم شي عنده انه هو راح يناسب الوزير،، دوقة ما اوعدج بشي بس خليني اشوف.



خرجت من غرفة اختها لتواجه أصغرهن التي كانت تقف خلف الباب تستمع الى الاجتماع المغلق الذي مُنِعت من حضوره بين الاختين..نظرت لها وتين بغضب.

: وتاليها وياج ورود..آني مو أكَولج بطّلي هالعادة.

لترد عليها الصغرى دون اعتذار : تونة حبيبتي والله آني كبرت وفاهمة هواية اشياء..يعني مثلاً أكَولج شي..اهم شي بالزواج هو الحب بين الطرفين فإذا ودق كرهت حسام يعني الحياة مستحيلة بيناتهم والمفروض ينفصلون من هسة احسن.قبل ما يرتبطون ويصير بينهم اطفال ويكثرون الضحايا.



فتحت وتين فمها بتعجب: شنو عيني ؟اتحفيني برأيج بعد ست ورود...ولج انتي والحب شنو؟
انتي حي الله طالبة سادس إعدادي ووراج امتحانات وزارية جاية تحچيلي بالمفروض والضحايا ..
(وقرصت اذنيها) وهاي اذنج اللي تتجسس عالناس راح اگطعها اذا لزمتج واكَفة يم الباب افتهمتي؟ يلا على غرفتج وراج مراجعة ..اريد درجات عالية هالسنة .



أغمضت ورود عينيها: آآآي آآآي تونة بس اسمعيني يا عيني.

: لا اسمعج ولا تسمعيني.. ما دمرتچ غير المسلسلات المكسيكية المدبلجة.. كم مرة أگولچ مجتمعهم يختلف عن مجتمعنا .

ابتسمت ورود بشقاوة: يعني شنو مختلف؟ يعني همة عدهم قلوب ويحبون واحنة ميصير نحب؟؟
لتبتسم وتين: بلي عيني يصير نحب ،، بس نحب بعقولنا مو بقلوبنا.
لتعترض الصغرى : تونة حبيبتي ، المشاعر مركزها القلب مو العقل.
لتجيب الكبرى: بس القرار الاول والأخير للعقل.
لتغمز الصغرى : أدفع نص عمري وأشوفج تحبين .
لتحتضنها وتين : وآني ادفع كل عمري حتى اشوفكم مرتاحات انتي وأُختچ ..
لتزيد الأخرى من احتضان اختها: تدرين تونة ،، مرات اتخيلچ سندريلا .. وأتصور على نهاية الفلم راح تتزوجين الأمير لأنه ما يليق بمقامچ الا امير.

ضيّقت وتين عينيها وهي تضحك من افكار اختها: يعني لو مسلسلات مدبلجة لو افلام كارتون ،، وهذا الأمير وين نلاگيه ؟؟عالعموم حبيبتي،، آني ما اريد لا أمير ولا وزير ،،، كل اللي اريده اشوفكم مرتاحات انتي وأختچ،، يلا گدامي على غرفتچ ست ورود.





تجلس في غرفتها تحتضن كوب قهوتها وهي تفكر في حل لمصيبة أختها,,فما اخبرتها به عن حسام كان متوقعا,,شُرب وسهر وعلاقات غرامية وأخيرا متلبساً مع أخرى..عضّت على شفتيها فها هي ستبدأ مرحلة جديدة في حياة اخواتها,,كانت تتصور ان اكبر همومها هو أن توصلهن الى الجامعة بنجاح....دعت بقلب صادق للأمهات فيما يبذلنه في تربية الابناء إذ كلما كبروا كلما زادت مسؤولياتهم ..صحيح أنها لم تتوقع أن تتم خطبة "ودق" بهذه السرعة لكنها تعترف بأنها قد إرتاحت نسبيا لتلك الخطوبة ولم تناقش والدها في حينها,, فــ "ودق"فتاة حساسة جداً ,,تحتاج لمن يشعرها بالاهتمام والحنان وللأسف حسام لم يكن ذاك الشخص.

فكّرت وفكّرت..هي تريد من حسام أن يقوم هو بإنهاء الخطوبة فرغم قربها من والدها فهي لن تستطيع ان تناقشه بكون حسام لا يصلح بسبب سمعته،،هي تدرك أن والدها لم يسأل عن دينه واخلاقه..فكل ما يعرفه عن حسام رؤوف هو إنه إبن احد اهم المرشحين لمنصب وزير لأحدى الوزارات وبالتالي فهو سيناسب الوزير وهذا يكفي.بالإضافة الى تزكية الخالة ميسون له كونه ابن صديقتها..





بعد أيام ابتسمت "وتين " بإنتصار فها هو دليل ادانة حسام بين يديها..توجهت حيث مكتبه الفاخر..استقبلها بغرور كالعادة.: اهلا بأخت خطيبتي المصون.خير كلتيلي موضوع مهم.



جلست بهدوء ومن ثم استجمعت شجاعتها لتتكلم:بما إنه انت بديت بخطيبتك المصون فأكيد الموضوع يخصكم انتو الاثنين.

تكلم بملل: خير شـ بيها " ودق" ؟

: تشكي منك كالعادة.

ابتسم بسخرية: تدرين وتين حاولي تعقّلين اختج وتكوليلها تبطل سوالفها؟

اجابت بصراحة:كل اللي تريده اختي هو شوية اهتمام ، يعني انت حاول تبطل تصرفاتك وعلاقاتك المشبوهة.. وعلاقتكم راح تصير تمام .

ضرب على منضدته بقوة: وتين ما اسمحلج.

اجابت بعصبية: بلي تسمحلي ونص,,لأنه اللي دا نسمعه عنك ابد ما يشرّف.

اجاب ساخرا : لا والله وشنو اللي سمعتوه عني؟وبعدين انتو كل اللي تسمعوه لازم تصدگوه يعني!



وقبل ان تجيبه اخرجت من حقيبتها شريط فيديو وتوجهت الى التلفاز القريب منها وهي ترد بسخرية

:اي صحيح المفروض ما نصدگ كلشي نسمعه ،، بس يا خطيب اختي العزيز.. احنة شفناك بعيوننا..

بلع ريقه وهو يشعر بأنها تخفي أمرا: شفتو شنو؟

ابتسمت بسخرية :هسة احنة اثنينا نشوف ويا ريت تنطيني تفسير مقنع.


تفاجأ بما يحمله الشريط من تصوير لآخر الحفلات الراقصة التي حضرها بصحبة إحداهن لكنه هذه المرة قد تمادى في الشرب ليبدأ بشتم النظام والمسؤولين بالإسم ...تغيرت تعابير وجهه فنهض من مكانه بعصبية وتوجه حيث وتين التي سحبت الشريط من جهاز الفيديو ليمسك ذراعها بتهديد

: قسما بالله يا وتين اذا ما انطيتيني الشريط ...

ابعدت ذراعه عنها بقوة: عوفني ولك،، لا وإلك عين تهدد بعد.

تتابعت انفاسه ليسألها: منو الخاين اللي انطاج الشريط وشنو تريدين بالضبط؟

ابتسمت: اي إحچي عدل حتى نعرف نتفاهم.

ابتعدت عنه بثقة وبدأت بالكلام،،تكلمت بلغة الأخت المربية : اسمع حسام بالنسبة الي كلشي ما اريد منك بس اريدك تفسخ الخطوبة ..آني ما ربيت أختي وتعبت عليها حتى اخليها بين ايدين واحد مثلك،،، حياتك متناسبها.. يعني شرب وبنات وو.. احتمال تعرض حياتك وحياتها للخطر بسبب لسانك.

ليجيبها : وتين تعرفين اني ما اگدر اعوفها؟

فتحت عينيها بتعجب : تحبها؟

أجابها ببرود: زواجنا أصلاً اتفاق بين ابوية وابوج وهالشكل راح تخرب العلاقة بيني وبين ابوية.



استغربت عدم تمسكه بأختها او ندمه على ما فعله,,وأدركت إنها ان هددته بتسليم الشريط لوالدها فأنها ستضمن أن والدها سـيتستر عليه وعلى افعاله ،،وبسرعة قررت أن تهدده بــ"غيدان" فالعلاقة بين غيدان ووالده علاقة منافسة وتتبع زلات الآخر.





: ما عندي بس هالطلب حسام,,وراح انطيك مهلة اسبوع تفكر كلش زين.والا الشريط هذا راح يروح لغيدان ..وانت تعرف منو غيدان؟

نهض من مكانه : اي طبعا اعرف منو غيدان ومو بس آني اعرف ،،الناس كلها تعرف غيدان و علاقتج بيه وطلباتج اوامر عنده والله اعلم شنو الثمن.



فاجأته بصفعة على وجهه: تخسى انت وكل واحد يجيب طاريي على لسانه ..وقسما بالله يا حسام اذا ما عفت اختي الا اوصل الشريط للجهات العليا وهم يتصرفون وياك براحتهم .



وخرجت من مكتبه بغضب ودموعها تتسابق على خديها..نعم هي قوية وجريئة وربما مقربة من غيدان بحكم علاقته بوالدها ..لكنها لا تحتمل ان يصيب سمعتها قصة ارتباط وهمية بينها وبين ذلك البغيض"غيدان" وهي لم تذكره لحسام الا لأنها تعرف ان"غيدان"و"ابو حسام" في صراع دائم على المناصب .



اعتكفت فترة في غرفتها لتتفاجئ قبل نهاية الاسبوع بدخول والدها الى البيت وهو في حالة من العصبية والغضب..لتدرك أن كل شي تم حسب ما ارادت هي .حمدت الله سراً وجهراً ودعت بقلب صادق لأخواتها بأن يرزقهن الله من يحبهن ويرعاهن..وكالعادة تنسى نفسها.













وهناك تم تكليفه كــمعيد بالتدريس في أحد الأقسام البعيدة عن اختصاصه وهناك وجدها...تلك من اصطدمت به وشغلت باله بعينيها الدامعتين.."ودق" نعم هذا هو اسمها ويا لغرابة الإسم.

كان يهتم بها وبحزنها,,تكون شاردة الذهن لأيام لكن ما الذي يشغل فتاة في مقتبل العمر حتى رآها بصحبة أحدهم عرف فيما بعد أنه خطيبها كان يبدو على ملامحه الغرور وكانت تبدو تائهة الى جانبه..رغم أنهما ينتميان لنفس المستوى فهي كما عرفها ابنة احد المسؤولين البارزين في البلد.

لكنها هذه الأيام تبدو مرحة بل سعيدة ,,بل أنت السعيد يا "سامان" منذ إنتبهت لفراغ يدها اليمنى من خاتم الخطوبة..بلع ريقه قليلا هل حقا يتمناها لنفسه؟لكن كيف السبيل اليها والفرق بينهما شاسع.



بعد أن أرهقه التفكير بها لأيام،، ها هو يتوجه الى شقة رفيقه لعلّه ينساها ولو قليلاً ،، هل كُتب على الفقير أن يبرمج قلبه ليختار من تناسبه،، كان يتكلم بإحباط فيما يجلس أمير مستمعاً مندهشاً لمعاناة قلب رفيقه ليجيبه

:هسة اللي افتهمته انه البنية عاجبتك..زين ليش ما تخطبها ؟

: أمير اشون أخطبها وآني بعدني ابداية حياتي مجرد معيد بسيط بالجامعة ..انتَ متعرف مو اهلها وشنو مستواهم.يعني أصلاً ما أكدر اخطبها ما أتصور أهلها يوافقون لأنه اصلا خطيبها السابق چان ابن وزير .

ولأن أمير يدرك أن أمثال اولئك لن يرحمو قلب رفيقه لذا قرر ان ينصحه بإختصار

: شوف سامان مثل هالناس راح تتعب وياهم وإنت تحاول تقنعهم لأنه هيچ ناس ميهمها بس المظاهر وهسة إنت بنفسك تگول البنية چانت مخطوبة لإبن وزير، يعني بالعقل فكّر بيها احتمال اهلها لاگوا واحد احسن من ابن الوزير.

بملل أجابه : أمير اليسمعك يگول هي بضاعة؟

: اي بالضبط،، هيچ ناس زواجهم وطلاقهم صفقات مو أكثر .

: يعني شنو ؟
: يعني إنساها وآني متأكد راح تلاگي الف وحدة بمكانها ويمكن احسن منها.

أجابه بإستهزاء: لا والله ؟ حليتها يعني ؟

ليجيب الآخر بملل: شسويلك يعني؟.

نهض سامان من مكانه : أمير إنتَ تعرفني من زمان ..دا اگولك هي الوحيدة اللي حبيتها.

ليجيبه الاخر: أكولك والله عيب عليك هالحچي شنو حبيتها ما حبيتها.عوف هالسوالف للمراهقين.

:ليش سيد؟ بنظرك الحب عيب لو حرام؟

: لا مو عيب ولا حرام بس عالأقل تتحكم بقلبك مو هو يتحكم بيك.

: تدري أمير ،، آني ما اعرف شجابني يمك،، لا وآني جاي استشيرك .هسة لو جاد هنا يمكن يفهمني .. بس انتَ أصلاً بلا قلب.

: عندي قلب بس مسيطر عليه .ما أنطيه مجال لهالتفاهات.

: يجي يوم وتحب ونتواجه.

أجاب بكسل وهو يتوجه للمطبخ : خلّيك بنفسك سامان ومعليك بيّة.. اصلا تعقيدات حياتي زايدة علية ،، خلّيني أحلها بالبداية ..تريدني اتورط مثلك؟ الله الغني .

: يعني اليسمعك يگول هنياله مسيطر،، بس أخذها مني حچاية أمير،،الشغلة مو على كيفك .وحتى الانسانة اللي راح تحبها احتمال مختلفة عنك بهواية اشياء ومع هذا راح تحبها غصبآٓ عنك.

أجاب بغرور : ماكو شي غصبا عني سامان،، وبعدين اذا عالاختلاف فآني مستحيل اصدّگ بقصص الأفلام اللي تجمع بين الاميرة والفقير لأنه بالعقل متصير .

رفع سامان حاجبه : هاا متأكد؟؟ بس آني سمعت غير شي.


عقد أمير حاجبيه ليسأله عن قصده: منو قصدك؟؟

إبتعد سامان ليعترف بأن أم وحيد أخبرت والدته بشأن زيارة (دينا)


تأفف أمير مستغفرا :استغفر الله العليّ العظيم ،، يعني اشون وية أم وحيد ؟


بلطف أخبره سامان : أمّوري إنت تعرف أم وحيد شگد تخاف عليك؟ .
جلس أمير على احدى الكراسي متذمرا: إي بس هي متعرف شصار حتى تفضحني هيچ .

اقترب منه سامان: أمير والله آني سمعتها بالصدفة تحچي وية امي . وتعرف امي وأم وحيد اشون يعتبروك مثل ابنهم.. بس افهمني إذا دينا بعدها تحبك و جايّة مخصوص لخاطرك ليش يعني ....


ليقاطعه أمير وهو ينهض من كرسيه : دينا تحب أمير الصگر اللي چان عايش بقصر جده ومتريد تعترف إنه كلشي تغيّر ،،وتريدني اطلع تهريب وأعيش مثل متريد هيَّ..يعني على تالي الزمن أصير لعبة بإيد النسوان ..

ليرد سامان مستغربا : معقولة؟


ليرد هو بمرارة : بس لا عبالك الأميرة ممكن تحب فقير وتتنازل لخاطره وتجي تعيش وياه ؟


ابتعد سامان وهو يدرك مرارة كلمات رفيقه الذي تبدّل حاله بين ليلة وضحاها من ذلك الشاب الذي كان همه مرافقة اصحابه في انشطتهم المختلفة بين ممارسة الرياضة وتطوير قدراتهم اللغوية من خلال معاهد تعليم اللغات في العاصمة الى شاب كادح يشغل وقته بالعمل الشاق هرباً من ذكريات مؤلمة،،فعلا هو يحتاج لمن تنتشله من مرارة ذلك الإحساس بأن تحب أمير لذاته وبظروفه تلك .. وهل ستفعل إحداهن ذات يوم ؟؟؟ الله أعلم.


( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 01:01 AM   #13

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مبرووووووك اعادة التنزيل
حبيبتى شوق الله يعطيك العافية
الفصل روعة واللغة تحفة
دينا دى انا قفلت منها خلاص وعجبنى جدا كرامة امير الصقر وكبرياءه
بس احوالهم باظت على الاخر
اعدموا جده بدون محاكمة وهمسة المسكينة صعبت عليا ازاى يعملوا فيها كده ....سامان وجاد وامير علاقتهم مميزة
حنشوف ايه اللى حيحصل مع حفيد الصقر


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 01:25 AM   #14

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ورود دى عسل لما قالت لوتين احسك سندريلا ومستنية امير
امير ووتين فاكرين ان يقدروا يتحكموا بقلوبهم حنشوف
اول قصة حب بين سامان وودق
انا كان نفسى اتابعها اول مرة بس كل تأخيرة وفبها خيرة
روعة شوق بانتظار التالت بكرة ان شاء الله


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 06:07 AM   #15

جارة القمر 2009
 
الصورة الرمزية جارة القمر 2009

? العضوٌ??? » 108123
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 303
?  نُقآطِيْ » جارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond reputeجارة القمر 2009 has a reputation beyond repute
افتراضي

سعدتُ جداً لرؤيتي عنوان الرواية من جديد .. فقد كنت ممن تابعها آنفاً .. وقد كانت رواية رائعة تستحق القراءة .. أشكرك على إعادة نشرها .. و أتمنى أن تحظي بالمزيد من المتابعين
أنتظر جديدك غاليتي


جارة القمر 2009 غير متواجد حالياً  
التوقيع
جئنا إلى الدرب والأفراح تحــــملنا واليوم عدنا بنهر الدمع نرثــــــــيه
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتـي والعشق والله ذنب لستُ أخفيــه
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبنـــي كيف انقضى العيد وانقضت لياليه
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرنــي كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه
رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 05:14 PM   #16

simsemah

? العضوٌ??? » 350063
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 671
?  نُقآطِيْ » simsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond reputesimsemah has a reputation beyond repute
افتراضي

الروايه بدايتها جميله و اللهجه العراقيه مفهومه
بالتوفيق ان شاء الله


simsemah متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 06:04 PM   #17

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
مبرووووووك اعادة التنزيل
حبيبتى شوق الله يعطيك العافية
الفصل روعة واللغة تحفة
دينا دى انا قفلت منها خلاص وعجبنى جدا كرامة امير الصقر وكبرياءه
بس احوالهم باظت على الاخر
اعدموا جده بدون محاكمة وهمسة المسكينة صعبت عليا ازاى يعملوا فيها كده ....سامان وجاد وامير علاقتهم مميزة
حنشوف ايه اللى حيحصل مع حفيد الصقر
دينا وحبها لأمير هو تعلق وانبهار به وبشخصه لكنه لا تتقبل التغييرات التي حصلت لذا جاءت تعرض المساعدة بطريقتها

امير وعائلته والظلم اللي حصل للأسف فيه كثير من هذي القصص تتكرر في مجتمعنا العربي
لكن الأصيل يبقى أصيل مهما حاولوا يكسروه ..

منورة حبيبتي والف شكر لكلماتك الاكثر من جميلة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
ورود دى عسل لما قالت لوتين احسك سندريلا ومستنية امير
امير ووتين فاكرين ان يقدروا يتحكموا بقلوبهم حنشوف
اول قصة حب بين سامان وودق
انا كان نفسى اتابعها اول مرة بس كل تأخيرة وفبها خيرة
روعة شوق بانتظار التالت بكرة ان شاء الله
والله انتي اللي عسل حبيبتي
فعلا ورود صح هي الصغيرة بس فاهمة كل شي وتحس ان وتين لا يليق بها الا امير
بس يا ترى ايّ امير راح تقع في حبه؟؟
مشكورة يعمري ومنورة بحضورك الجميل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جارة القمر 2009 مشاهدة المشاركة
سعدتُ جداً لرؤيتي عنوان الرواية من جديد .. فقد كنت ممن تابعها آنفاً .. وقد كانت رواية رائعة تستحق القراءة .. أشكرك على إعادة نشرها .. و أتمنى أن تحظي بالمزيد من المتابعين
أنتظر جديدك غاليتي

انا الأسعد بوجودك حبيبتي
اشكر كلماتك الحلوة غاليتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة simsemah مشاهدة المشاركة
الروايه بدايتها جميله و اللهجه العراقيه مفهومه
بالتوفيق ان شاء الله
منورة بحضورك يعمري والف شكر


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 07:06 PM   #18

Roro2005

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 283017
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 644
?  نُقآطِيْ » Roro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

ياااااااااااااااااااااااا الف اهلا ومليووووووووووووووووووووو ون سهلا
نورتينا
واخير نزلت الرواية..كنت في الانتظار
تحياتي


Roro2005 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-10-16, 07:26 PM   #19

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي






الفصل الثالث

غضب منها والدها واتهمها بالغباء فهي لم تحافظ على خطيب مميز كـ حسام .لكن هي لا تشعر بأنه مميز بل هو انسان متعجرف مغرور لا يملك الا منصبه ليتباهى به . فالكل يدرك من هو (حسام ) ومن هي (ودق) والفرق بينهما شاسع .هي تدرك أنه لم يخترها بنفسه بل كان اتفاق مصالح بين الخالة ميسون ووالدته ومن ثم والدها ووالده لأجل اقتسام المناصب العليا ولأنها الشخصية الأكثر طواعية لوالدها تم اختيارها وهو كان من الممكن ان يختار وتين لكن وتين تلك شخصية فريدة مميزة وقيادية وحسام اضعف من أن يكون زوجا لها،،،
اصبحت متأكدة بأنه لا يرى فيها أكثر من وجه جميل وعائلة مميزة ومعروفة في البلد من الممكن ان يتباهى بنسبها أمام الجميع ،. لم يسألها يوما عن دراستها وطموحها . بل لم يهتم إن مرضت أو تعافت .وخيرا لها أنها تحررت منه رغم كل اللوم الذي تسمعه من بعض سطحيي التفكير .

كانت لا تزال في غمرة افكارها عندما التقت عيناها بعينيّ ذلك المعيد الذي يشغل افكارها منذ فترة .
و تحديدا فترة انفصالها عن حسام،، لطالما سمح لها بأن تأخذ أجازة عن المحاضرة التي كان يلقيها دون أن يسألها عن الاسباب . بل وكان يسألها عن حالها في اليوم التالي وما إذا كانت تحتاج للمساعدة.ما أجمل أن تشعر بأن احدهم يهتم بك للدرجة التي يفكر بها عنك..








مرت فترة قصيرة وقبل نهاية السنة الدراسية ..حيث ستنهي "وتين" المرحلة الثانية..وودق ستنهي المرحلة الاولى..بدأت تلاحظ تصرفات اختها الخجولة لتراقبها عن قرب فتفهم سر هذا التغيير ..دخلت غرفة "ودق" ووجهت لها اسئلتها الصريحة كالعادة.تتذمر(وَدَق) من اسئلة اختها الكبرى المتكررة لكنها كالعادة تجيب بل وتعترف..



:اوووه تونة,دا أكّولج ما بيناتنا شي.



:وَدَق..هالكلام تگوليه لوحدة ثانية مو وتين اللي تعرفج من رمشات عيونج.



ابتسمت وَدَق بإرتباك :يعني شتريدين تعرفين؟



اقتربت وتين وسألتها بإلحاح : اريد اعرف كلشي كلشي..مثلاً شعندج كل شوية واشوفج وية هالمعيد ؟ولا تكولين اروح اسأله لأنه هو يدرّسكم مادة ثانوية يعني مو اساسية ..فأحسن لج يا دوقة تعترفين.



إبتعدت (وَدَق )وهي تعض على شفتيها كطفلة ضبطتها امها تعبث بأدوات الزينة:هو هو ..سامان صارحني بأنه ....



شهقت وتين بتعجب: يااا عيني,,يعني خلاص رفعتو الالقاب بيناتكم وآني آخر من يعلم ست وَدَق؟



وَدَق بخوف: اسمعيني تونة والله العظيم ..

قاطعتها وتين بتأنيب: ولج تعرفين إذا بابا وصله خبر عن هالمعيد شيسوي بيه ؟ولج ما خفتي من غيدان وجواسيسه 24 ساعة بالكلية؟

وَدَق بخوف: شبيج وتين يعني شنو راح يسّوي مثلا؟



وتين بعصبية: لااا ما راح يسوي شي بس يطيح حظه,,تدرين ليش؟..لأنه ما صارلج فترة من انفصلتي عن حسام ابن الوزير..شتريدين بابا يكول ..أكيد راح يكول انه هالمعيد هو السبب وراح ندخل بسين وجيم وبعدين انتي تعرفين انه ابونا مركزه حسّاس ويتصور انه كل الناس ديحوكون مؤامرة حتى ينتقمون منه من خلال بناته اللي همة إحنة ..افتهمتي هسة؟



ودق وهي دامعة العينين : يعني شنو ينتقمون منه ؟ليش هو شمسوي؟

وتين بتبرير: هو مو مسوي شي بس تعرفين صراع السلطة والناس اللي يكرهون المسؤولين بسبب وبدون بسبب.





وَدَق بتساؤل: تتصورين أكو احد يكره احد بدون سبب؟







لم تُجب وتين فهي بحق لا تملك الإجابة فهي قد تربت في هذا البيت وتتلمذت على يد والدها بأن كل شيء مباح للحفاظ على أمن الوطن.



اتجهت وتين نحو غرفتها وهي تفكر بحل لمشكلة اختها,,طبعا فـ(ـوَدَق) معتمدة عليها اعتمادا كلياَ,

تذمرت :خلّصيني يا وتين من حسام وشوفيلي حل وية المعيد..



تنفست بعمق: الله يستر اذا غيدان شافكم بالجامعة ووصّل خبر لبابا.



طرقت بابها احدى الخادمات لتبلغها أن غيدان يريد مكالمتها بسرعة..بلعت ريقها ساخرة ومتمنية

"لو ذكرت مليون دولار لكان أفضل "



نزلت من غرفتها بسرعة وهي تدعو الله الا يكون غيدان يريد مكالمتها بشأن علاقة أختها بذلك المعيد...

كانت سماعة الهاتف لا تزال في يد"الخالة ميسون" والتي كانت لا تزال تحادث اخاها



:اموت وأعرف شعاجبك بيها؟فد وحدة شايفة نفسها الكل بالكل وما يعجبها العجب,,لا والقهر ابوها معتمد عليها بكلشي يمكن حتى صدّكَت هي ولد مو بنية..حسرة بقلبي اشوف شعرها طويل لو اشوفها تلبس تنورة لو فستان مثل البنات..عالأقل تنخطب لو تتزوج مو تظل كَاعدة على قلبي.



ابتسم غيدان لوصف اخته : ميسون بس اقنعيها..والله الج مني سفرة لأوربا كلها بس خلي تنطيني أمل .



شهقت ميسون: ولك شبيك مو إنت رجّال متزوج.. لو بس اعرف شمسويتلك هالبنية وماخذة عقلك.يعني مرتك شنو ناقصها؟عاقلة وهادئة..شتريد بوحدة مثل هاي؟مو ناقص بس اتوسل بيها حتى ترضى بيك "وتين" خاتون.



اقتربت وتين من باب الصالة وهي تبتسم لسماعها تذمر الخالة المتكرر منها..تقدمت حين انسحبت الخالة ميسون لتسلمها الهاتف



ببرود :نعم.خير.



ابتسم لا اراديا:اشونج وتين؟



ردت لتغيظه:أهلا خالو غيدان,,اشونك؟



أجاب بغضب: : وتين ..كم مرة أكولج آني مو خالج.إي صحيح خال خواتج اللي هنَّ بنات اختي بس انتي لااا..

: وإنت ليش تزعل..يعني عمرك40 سنة وأكبر مني ب20 سنة شنو تريد أكولك؟
وبعدين خواتي "ودق وورود" يصيحولك خالو ليش متزعل منهن؟



: لأنه انتي تختلفين عنهن وتين..وتعرفين السبب.



تكلمت بعصبية :غيدان يعني متستحي على نفسك وتاليها وياك انتَ..خلي عندك شوية دم ,,وخليني محترمة كونك ابن عم ابوية وخال خواتي ..

: وآني هذا كله ما يهمني,,اذا توافقين يا وتين فصدكَيني..

قاطعته: تخبلت انت َ..اوافق على شنو وشنو اللي يجبرني اربط حياتي بواحد مثلك..وبعدين انت متزوج وعندك جهال ..

اجاب : اي متزوج والشرع حلل اربعة.

اجابت بسخرية: يا عيني وإنت كلش مطبّق الشرع حتى بس بقى تتزوج..

: لا واكو سبب ثاني .
رفعت حاجبها : اللي هو ؟

: انه انتي وحدة وكيحة ولسانچ طويل .. فما راح تلاگين واحد مستعد تكون زوجته بهالمواصفات ..تعرفين مجتمعنا يحبون الزوجة المطيعة.

اجابته بشتيمة غريبة على لسانها: طـز..مو مشكلة ..وآني ما اريد احد يحبني ..اصلا ما احتاج لأحد..اكدر اعتمد على نفسي بأي موقف .



عنيدة تلك الفتاة لكنه لن ييأس..غيّر نبرة صوته وكأنه لم يغضبها بكلامه

: باجر اثناء الدوام اريد اشوفج بمكتبي.

ارتجف قلبها وهي تفكر بأختها ودق..هل حقا اتصل بها ليعلمها أنه يملك دليلا عن علاقة اختها بذلك المعيد ..سألته: ليش اكو شي؟



ابتسم: طبعا ..شي كلش مهم وراح يفرّحج.



ازداد اضطرابها : شي بخصوص شنو يعني ؟



تكلّم بغموض :بخصوصج انتي طبعا..ليش آني عندي غيرج؟



تأففت بضيق من ذلك الـ "غيدان" الذي يصرّ على محاصرتها وملاحقتها بنظراته الجريئة التي لا يفهمها سواها هي َ وزوجة ابيها..هي لا تجرؤ على أن تشتكي لأبيها منه لأنه ابن عمه اولاً وشقيق زوجته ثانياً والأهم من ذلك أنه لولا مساعدة غيدان لما وصل والدها الى هذا المنصب المهم .











وهناك في الجامعة حيث مكتبه...فاجأها بإختيارها لتكون عضوا فعالا في الحزب ولتكون مسؤولة عن اجتماعات الطلبة..وترشيحها لتولي منصب نائبة رئيس الاتحاد.

تفاجئت بما قاله :شنووو؟وشمعنى آني؟

:لإنه احنة نريدج انتي.

:بس اتصور آني مو كفوءة زيادة حتى اتسلم هالمنصب.

اقترب منها اكثر وهو يتأمل عصبيتها: اصلا انتي اكثر وحدة كفوءة.

ابتعدت عنه متقززة من اسلوبه: بس آني بعدني بالمرحلة الثانية ونشاطاتي تنحصر بمساعدة الطلاب حتى يكتبون مطالبهم اذا يحتاجون كتب او مصادر مهمة للمكتبة المركزية او اجهزة للمختبرات.



:اي يعني انتي ممكن توصلين صوتهم للجهات العليا.



:اي ممكن نكتب عالجدارالحر..بس ما احب شغلة الاجتماعات والغياب والحضور.



:بس إحنة قررنا وراح يصدر الأمر الحزبي.نفّذ ثم ناقش.

:لعد وين الديمقراطية اللي تحجون بيها ؟



ضرب على منضدته بقوة: وتين تعرفين شنو معناته ترفضين هالمنصب؟يعني راح تتحولين للتحقيق.

بلعت ريقها وهي تدرك أنه هو من سعى ليجعلها قريبة منه : بس آني ممكن ارشح طلبة اكفأ مني.



نفذ صبره من عنادها:إرجعي لمحاضراتج هسة وفكري بالموضوع.



خرجت من مكتبه وهي تتوعد ذلك البغيض بأنه إن كان يخطط ليقرّبها منه فنجوم السماء أقرب له .

تنهد بقوة وهو يطردها من مكتبه..فتلك الــ وتين تدرك بذكاء إنه هو من سعى ليجعلها في ذلك المنصب..وهو يدرك بأن والدها سيفرح لا محالة وسيعتبر منصبها الجديد تكريما له.



يعشق جرأتها ورفضها له يزيده اصرارا بالحصول عليها,,لكن هي الوحيدة التي يجب ان يصل لقلبها اولاً ..فهي ليست كالفتيات اللواتي عرفهن قبل وبعد زواجه..يكفي ان تعجبه احداهن لتكون له برضاها او غصباً.



يجلس الأب في الصالة وهو يستمع للتفاصيل الخاصة بإختيار ابنته من دون طلبة الجامعة لتكون بهذا المنصب..يبتسم بتفاخر..فتلك هي ابنته التي يثق بها.. (وتين) القوية المعتدة بنفسها وإن كانت عاطفتها تظهر في بعض المواقف نحو الضعفاء والفقراء لكنه سيحذرها من التقرب منهم اكثر فهي لا تدرك دوافعهم من التقرب منها.

حضرت له زوجته طعام الغداء وجلست لتشاركه مع ابنتيها الصغيرتين (صفا ومروة)



:لعد وين البنات؟



:ورود عدهة امتحان باجر وكَالت اريد انام شوية,,ودق تغدت ونامت
(صمتت قليلا لتعيد صياغة ما تريد قوله)ووتين راحت لبيت ابو بدر اليوم خطوبة بنته.



تأفف بضيق,,كيف يمكن لإبنته أن تتباسط بهذا الشكل مع السائق والحارس والخدم..الا يكفي أنه منح ابو بدر مخصصات اضافية بهذه المناسبة



: وتالي وية هالبنية؟كم مرة اكوللها لا تنطيهم مجال لهالناس اكثر من اللازم.



استمرت الخالة ميسون:بنتك عنادية وبصراحة انتَ اللي مدللها .باجر تجيبلنا مصيبة من هالبشر اللي تعرفهم.



نظر لها بغضب ..فتوقفت مؤقتا عن تذمرها وانشغلت بمساعدة ابنتيها على الاكل .



يجلس سامان في غرفة المعيدين متسائلا ما الذي تريده اخت "ودق" تلك الطالبة التي تشغل باله منذ عرفها.

توجهت الى غرفة المعيدين وهي تتسائل ..هل يمكن ان يكون سامان هذا شاباً لعوباً ويستغل مشاعر اختها الصغرى؟اذن لمَ يعترف لها بإعجابه بسرعة وهو يدرك انها ليست سوى طالبة في المرحلة الجامعية الاولى.

تصوّر أنها لن تكون سوى نسخة خجولة من تلك الــ ودق..لكنه تفاجئ بأخرى جريئة حادة النظرات وكأنها تريد أن تنقضّ عليه لتعاقبه على اختيار قلبه لأختها..هو يدرك أنه ليس بمستوى تلك العائلة ويدرك صعوبة أن يكون "هو " "سامان" بديلا لإبن الوزير لكنه أحبها.والآن يجب أن يواجه أختها ويقنعها بصدق نواياه. لطالما كلّمته "ودق" عن "وتين" أختها الكبرى أو ( تونة) كما يحلو لها مناداتها..
وها هو يقف امامها وجهاً لوجه




:استاذ سامان تسمحلي؟

: أهلا وتين تفضلي.

قالت بثقة:اهلا استاذ سامان ، هسة عندي محاضرة بس راح انتظرك بالمكتبة بعد ساعة بالضبط.



خرجت من غرفته بثقة كما دخلت بثقة..



وبعد ساعة دخل المكتبة ليجدها بإنتظاره..

: أهلا وتين.

وتين بإندفاع: اسمعني استاذ سامان,,خلي نحجي بصراحة,,اريدك تعرف إنه "وَدَق" مو بس اختي وإنما بنتي اللي آني ربيتها,فاللي يحاول يأذيها لازم يواجهني بالأول.



رفع حاجبه مستغربا من هجومها : العفو ست وتين ,,اتصور كلتيلي نتفاهم مو أجي حتى تهدديني.

وتين بعصبية: احسبها مثل ما يعجبك بس كلشي الا اختي استاذ سامان.

تكلّم بهدوء: عالأقل اسأليني شنو اريد منها؟

: يعني شتريد منها مثلاً؟إنتَ معيد وهي مجرد طالبة مرحلة اولى,,يمكن مبهورة بشخصيتك و..

ابتسم قائلا:اذا انتي امها فالمفروض تعرفين إنه اللي بيني وبينها أكثر من مجرد اعجاب.

ضربت بقوة على المنضدة:إي وشنو نهاية هالاعجاب إن شاء الله؟

سألت فأجابت: طبعا إنت تعرفها بنت منو؟وجانت مخطوبة لمنو؟ فحبيت تتسلى شوية وياها وتتباهى بين اصدقائك إنه هي معجبة بيك .

تكلم بعصبية: ما اسمحلج وتين تحجين وياية بهالطريقة.

:آني اللي ما اسمحلك تتلاعب بإختي لو..

تأفف بضيق: ممكن تهدأين حتى نعرف نتفاهم؟

صمتت قليلا:تفضل .

:اسمعي وتين,,اريدج تعرفين أنه اللي مأخرني أتخذ خطوة هو أختج"ودق" وما اعرف من شنو تخاف بالضبط.

فتحت عينيها الواسعة بتساؤل: ايّ خطوة؟

ابتسم: يعني أريد اخطبها.

بلعت ريقها وهي غير مصدقة لما يقوله ذلك المعيد,,احتارت كيف ستقنع والدها الغاضب على ضياع فرصة ابنته مع ابن الوزير..يا الهي هل ستتورط مرة أخرى لتقنعه بالموافقة على ذلك المعيد الغريب عن عالم والدها,,فهي قبل ان تأتي الى هنا قد جمعت معلومات لا بأس بها عنه,,فهويتيم الأب من عائلة بسيطة ورثت أمهم عن أهلها xxxxات لا بأس بها ,,لكنهم ليسوا من ذوي الاملاك والنفوذ أو من اصحاب السلطة.



تحججت بكون اختها صغيرة :بس ودق لسة بأول مرحلة.

فهم حيرتها ليجيب: اي بس حسب اللي عرفته من ودق انه جانت مخطوبة من ايام الأعدادية,,يعني ما اعتقد عمرها راح يسوي مشكلة الا اذا...

:اذا شنو؟

:اسمعي وتين,,آني مو طفل حتى ما افهم إنه اكو فرق بيني وبينكم بس حسب كلام"ودق" عنج إنه انتي ساعدتيها بمشكلتها الاولى.وهي عدها ثقة بيج انه ممكن تساعدينا.

هدأت قليلا:والله ما اعرف بس ما توقعت تطلب ايدها بهالسرعة،،، انت متعرف ظروفنا.

طمأنها :اسمعي وتين..صدكيني قبل ما اشوفج ومن خلال كلام ودق صارت عندي فكرة كلش حلوة عنج..ما توقعت بنية بعمرج تصير الأم والأخت لخواتها.."مازحها قليلا"صحيح جيتي تهدديني بس اعذرج واعرف خوفج على خواتج.

وجهت نظراتها للفراغ فهي لا تريد الشكر من احد هي تريد توفيقا من رب العالمين ان يدل اخواتها لما فيه خيرهن وسعادتهن,,وهي قبل ان تجلس مع "سامان" كانت قد سمعت عن طيب اخلاقه وحسن تعامله مع الطلبة وقد عرفت انه هو من سيحتوي "ودق" بلطافته وسعة صدره.

ابتسمت بلطف:خلاص اذا انت نيتك صادقة,,انطيني وقت اتفاهم وية بابا واردلك خبر ,,بس رجاءا ما اريدك تلتقي بـ ودق الا بحدود المحاضرة وحتى آني راح انبه عليها.اشكرك على وقتك استاذ سامان والله يكتب اللي بيه الخير .



منذ ايام وهي تفكر في طريقة لتفاتح والدها بقصة ذلك المعيد وخطبته المنتظرة لأختها ,,هي تعرف أن والدها لا زال متأملا عودة ابن الوزير لكنها لن تسكت هذه المرة..دخلت غرفة والدها لتجده في انتظارها.. مهدت له الموضوع بطريقتها

سألها :منو هذا المعيد؟

: بابا اريدك تعرف انه اني سألت عنه وعرفت عنه كلشي.

:وتين منو هذا المعيد؟منو ابوه ومنو اهله؟



شرحت لوالدها بإختصار من يكون..قاطعها بعصبية: وهذا منين جايبيه ؟ لا أصل ولا فصل.

بلعت ريقها: بابا الله يخليك ماكو أحد مگطوع من شجرة وبعدين هو انسان طيب وآني متأكدة راح يسعد ودق وهذا اهم شي.

قاطعها مرة أخرى: هذا بدل ما تعقّلين أختچ وتفهّميها إنه مصلحتها وية حسام.

: يعني شنو تريدها تتوسل بحسام حتى يرجع؟

: لا .. بس عالأقل چان حافظت عليه مثل كل البنات ،، إنتو بعدكم صغار ومتعرفون مصلحتكم.




حاولت ان تكون حججها مقنعة بالنسبة لوالدها :بابا انت تعرف انه ودق كلش حساسة وهي اصلا تأثرت نفسيا من انفصلت عن حسام وبدت تحس بنفسها منبوذة وانه محد يرغب بيها..
قطب والدها حاجبيه : منبوذة شنو؟ شنو هالكلام الفارغ ودلع البنات اللي دتسويه اختچ؟
كذبت الكذبة وصدقتها فدمعت عيناها: بابا لا تنسى انه ودق تعتبر نفسها السبب بوفاة ماما
( الله يرحمها) بإعتبار الحادث صار اول يوم امتحاناتها الوزارية ولهالسبب...
قاطعها والدها: يعني احنة ما راح نخلص من هالقصة ؟
: بابا لهالسبب دا اكولك انه ودق تحتاج انسان يحتويها ويكون طيب ومتفهم ..
رفع حاجبه: ياااا وهالصفات كلها بهذا المعيد اللي اختارته؟؟
اقتربت منه: بابا انت تعرف انه الكتاب يبين من عنوانه واذا تسمحلي انطيك
معلومات هذا المعيد وإنت تكدر تسأل عنه واذا سمعت كلمة وحدة عنه او عن
عائلته فمن حقك ترفض .

كانت تدرك ان والدها يثق بها وبمعلوماتها وتدرك اكثر انه لا يملك الوقت
الكافي لإجراء التحريات عنه .. لذا كانت تراقب تغير ردة فعله الى الهدوء
وهو يقول: بس يمكن حسام يرجع لعقله و...
وتستمر في اختلاق القصص لتقول: بس آني سمعت انه حسام خطب...
: شنوووو؟ منو يگول؟
: آ آ... ممممم .. سمعت بالكلية بس بعد ما صار شي رسمي .
: الغبي.
ابتسمت بإنتصار وهي تسمع والدها يطلق على حسام الوصف الذي يستحقه.

وتين بثقة: بابا الله يخليك,,حسام ما راح يرجع لا اليوم ولا باجر.يعني هو بنفسه اللي تركها اشون تريده يرجعلها مستحيل طبعا.

نظر لها بحدة,,إذن فــ وتين مقتنعة بما تقول..تكلّم بغموض ان تتركه يفكر لهذا الأسبوع لكنها فهمت موافقته مسبقاً.. إستأذنت والدها وخرجت من مكتبه لتجد ودق في إنتظارها.. إبتسمت لها بأمل..إحتضنتها ودق بإمتنان ..عادت الى غرفتها وهي تتنفس الصعداء راجيةً من الله ان يتمم مهمتها على اتمّ وجه.








يجلس في شقته مع سامان الذي يزوره بين الحين والآخر,,لكن زيارته تلك المرة كانت تحمل في طيّاتها الكثير,,اخبره أنه واخيرا سيتقدم لخطوبة البنت التي كلّمهُ عنها ذات مرة...



:يااا وأخيرا اهلها وافقوا..يمعود والله صدّعت راسي.

ابتسم سامان: بصراحة عدها اخت ب100 رجال.. لو ما عيب الا ابوس راسها.

قاطعه أمير: استغفر الله يا ربي.. سامان شبيك تخبلت.



استمرت ابتسامته وهو يدرك أن صديقه يتضايق من الخوض في مواضيع لا تهمه..فإستمر بكلامه مستمتعا بمضايقته : أمير والله تمنيتك تشوفها؟

رد بعصبية :سامان وجع كافي عاد,,إفتهمنا إنتَ راح تخطب البنية..عوفنا من سيرة اختها.



ثُمّ غيّر سامان الموضوع ليخبره عن آخر ما سمعه من القرارات التي يتم تداولها على السنة العامة من الناس: صحيح أمّوري..سمعت إنه أكو قرار حتى يعيدون الطلبة المرقن قيدهم ( الراسبين) للدراسة.



اصغى بإهتمام الى ما يقول صديقه..ثم ابتسم بسخرية..ولمَ يهتم شخص مثله بهكذا قرارات لا تسمن ولا تغني من جوع ..فهو قد إكتفى بقدره كما هو..يعيش ايامه الحالية فقط ليس لأجله ولكن لأجل ما تبقى من عائلته..(اولاد عمه واولادهم وهمسة) دون التفكير في مستقبل ينتظره هو شخصيا..

انتبه سامان لشرود رفيقه لينبهه: أمير دا احجي وياك..سمعت بهذا القرار؟



تنهد بألم وهو ينفث دخان سيكارته: بصراحة ما سمعت وميهمني.



:يعني شنو ميهمك؟شنو عاجبتك هالحياة؟

نظر له بعصبية واضحة: ليش هو آني اللي اختاريتها استاذ سامان؟وبعدين تعال إحچيلي..على أي اساس ارجع للكلية وإنت تعرف اسباب الفصل..يعني موجود بملفي إنه تم ترقين قيدي لأسباب سياسية فأكيد راح يضايقوني بسين وجيم وما راح اخلص منهم..(واشار بيده)الله يخليك خليني مرتاح منهم وراسي بارد.



اقترب منه سامان: أمير ليش هيج يائس إنتَ؟وليش تضيع على نفسك فرصة حتى تتخرج وتصير عندك شهادة حالك حال الكل.

سأل بسخرية: اي ولـنفرض تخرجت،، يعني تتصور ما راح يضايقوني بالتعيينات ؟

ليجيبه سامان: المهم انت تحقق فد شي لنفسك..يا أخي مو شرط تشتغل هنا..احتمال تصيرلك فرصة وتسافر..عالأقل تسافر بشهادة معترف بيها.

ضرب كفاً بكف ليسأله: اي واشون ان شاء الله اسافر اذا اسمي بقوائم الممنوعين من السفر؟

غمز له سامان: مو مشكلة نشوفلك واسطة ونخليك تسافر.

: بس لتگلي تهريب مثل بعض الناس.

عاد لينظر لرفيقه بحدة ليجيبه: أمير لا تعقدّني الله يخليك..ارجع للكلية هسة وتخرّج وبعدين نشوف اشون تسافر والله كريم .







اليوم هو حفلة الحنّة لـ "ايمان "إحدى صديقات "وتين"المقربات..تقف وتين امام المرآة متذمرة مما تخطط له اختيها الحالمتين..لتخاطب وَدَق بنزق معترضة على الفستان القصير الذي اختارته لها خصيصا لتلبسه في تلك المناسبة.



:دوقة تعرفيني اكره هالنوعية من الفساتين والله مالها داعي ،، تعرفيني ما ارتاح بهاللبس.

: تونة تريدين الناس تضحك علينا ، أموت وأعرف اشون راح تلبسين فستان عرسچ.

ابتسمت وتين: لا عيني آني ما البس فستان عرس .

لتعترض ودق: لا والله؟ ومنو ان شاء الله يقبل عروسته ما تلبس فستان بيوم العرس؟
لترد بغرور: بكيفي واللي ميعجبه الله وياه.

ودق: ما أگول بس الله يساعده عليچ.

احتضنتها وتين : اهم شي اشوفج انتي وورود لابسات احلى فساتين.

: الله يحفظچ النة يا احلى تونة

رمشت وتين بدلال: وبعد وصلة الغزل ممكن البس شي ثاني غير هالفستان المزعج

ردت ودق بغيظ: يوووه وتين وتاليها وياج؟ هي حفلة بنات (وشددت على الكلمة) حـ فـ لـ ـة بـ نـ ا ـت ...

وبعدين امونة فرحانة ومسوية هالحفلة وتريد تاخذ صور وياكم تبقى للذكرى .فلازم تكونين بمستوى هالحفلة حتى امونة لا تزعل عليچ.

وتين : لا اكيد متزعل مني ..أصلا امونة تعرف غلاتها عندي وأكيد تريدني أگعد مرتاحة.

ودق بإصرار:وتين لتصيرين معقّدة ويلا كملي لبس راح تتأخرين..وبعدين تعالي هنا شنو تكَعدين,,
لااا عيني اريدج اليوم تغنين وترقصين وية البنات .



وتين بسخرية: تعرفيني بس حافظة النشيد الوطني.



ودق :مو مشكلة اهم شي تغنين شي بصوتج يلا انزلي.



لا تعرف وتين ما الخطأ في ان تلبس ما تريده وليس ما يعجب الناس فهي بنظر نفسها محتشمة اكثر ممن يلبسن القصير والكعب العالي وان كانت الحفلات نسائية..اكملت ارتداء حذائها العالي الذي اختارته ودق لها وصففت شعرها القصير بطريقة بسيطة مع لمسات من المكياج أصرت ودق هذه المرة أن يكون مناسبا لحفلة بنات..انهت ما تقوم به ووقفت أمام المرآة تتأمل شكلها الأنثوي الذي ابهرها قبل الجميع...

اثنت عليها اختها الصغرى: يا ارض احفظي ما عليكي ..وتين اليوم إذا مو نص البنات يخطبوچ لإخوانهم عاتبيني .

ابتسمت وتين بغرور: واليوم اذا ما رفضتهم كلهم عاتبيني.

سألتها ورود بفضول :صدگ تونة،،شعجب قلبج ما دگ ليهسة؟؟



ضحكت ودق: اي صح وتين شعجب؟؟



ابتسمت وتين لأحلام اخواتها الرومانسية : يا عيني كبرنا وصرنا نسأل ع الحب والغرام.

ضربتها ودق في كتفها: يووه تونة هو احنة شعدنة غيرج نفكر بيج ونتمنالج الخير..

تونة مثل ما انتي صرتي أمنا وربيتينا وكبرتينيا،،إحنة هم نريد نفرح بيج ونشوفج وية اللي تحبيه

عالأقل نطمن عليچ و أمنا ترتاح بقبرها.



بلعت وتين ريقها بغصّة يتيم فيمَ اغمضت عينها وهي تكتم دموعاً على وشك النزول..وتذكرت كيف عانت لتقنع والدها بخطوبة اختها والاستاذ سامان وكيف تعهدت لوالدها بأنها المسؤولة عن اختيار اختها رغم كون سامان شخص غريب ورفض والدها تزويج بناته الا لمن يوافق هواه ومصالحه..عاهدت نفسها بأنها ستساعد ورود مستقبلا في اختيار عريسها ولن تصمت اذا كان الاختيار غير سليما..وفيما تفكر بأختيها ومستقبلهما ...فكرت هل ستكون هي كبش الفداء في لعبة الزواج وهل سيزوجها والدها حسب ما تقتضيه المصلحة والمنصب ؟؟



اقتربت منهما ورود وهي تمسح دموعها :كافي بنات مو هسة وكتها.

ولتغير الموضوع سألت وتين: صحيح تونة راح تروحين بسيارتج لو ابو بدر يوصلج؟



ابتسمت وتين وهي تمسح دموعها:اي طبعا أروح بسيارتي..عالأقل اضمن محد يشوفني من بيتنا لبيت ايمان.



أبهرت صديقاتها بحضورها الأنثوي الذي لم يتوقعنه فإنهالت عليها كلمات الغزل والثناء منهن..همست ايمان في اذنها: تونة اقري المعوذات على نفسج..بس كوليلي شنو هالفستان الحلو كللش راقي وذووق.



ابتسمت وتين بسخرية : اي طبعا راقي إذا قصير للركبة.. والردان"الاكمام"شفافة.


ابتسمت ايمان : بس لايق عليج كأنه متفصل لخاطرج وبس.




انتهت الحفلة بسلام وتأخرت قليلاً عن موعد عودتها للبيت لتخبرها ايمان بأن تختصر الطريق عبر إحدى المناطق التي ستوصلها الى الشارع الرئيسي المؤدي لبيتها...اتبعت تعليمات صديقتها لتصل الى تلك المنطقة الشعبية البسيطة..لتفاجئها سيارتها بأن غاصت في إحدى الحفر التي لم تنتبه لها..حاولت مرة واثنتان ان تخرج من تلك الحفرة لكن تلك البقعة من الشارع كانت مكدسة بمواد البناء العائدة لأحد البيوت التي تُبنى حديثاً.خرجت من سيارتها بغضب وهي تتأفف مما يحصل معها.



كان قد عاد لشقته للتو..أخذ حماما باردا منعشا وجلس ليريح بدنه من عناء اليوم ففي انتظاره عناءٌ آخر ليوم غد..سمع طرقات على الباب كانت من احد جيرانه الشباب ليخبره بأن أحداهن قد دخلت لمنطقتهم بطريق الخطأ وهي تسأل عن مواد البناء المتكدسة ويبدو أنها من اصحاب النفوذ..

لبس قميصه على عجل وتوجه مع ابن الجيران حيث تلك الغاضبة ليتفاجئ بما رآه..استغفر ربه وهو يقترب منها ليجدها تقترب من سيارتها حينا وتبتعد حينا آخر لعلها تجد حلاً ينقذها مما اوقعت نفسها فيه.


اقترب منها بثقة:العفو بس اذا تسمحيلي اشوف السيارة.



وأشار لها بيده لتبتعد قليلا..بلعت ريقها وهي تتأمل قامته التي تفوقها..وعطر المسك الذي يسبقه، هيئته لا تدل على أنه ينتمي لتلك المنطقة الفقيرة،، إلتقت نظراته الغاضبة بنظراتها الحائرة..
تسائل بعينيه عمّا تفعله"هي" في منطقتهم ..سألته : إنت المسؤول عن البناء؟

أجابها وهو يتأمل مكان السيارة: اممم.

: بس أنتو تعرفون إنه ممنوع تحطون مواد البناء بالشارع؟



أجابها بكسل غير مبالي بغضبها:احنة حطيناها قبل شوية ومن باچر الفجر راح نشيلها..ما صار شي يعني .



سألت بعصبية : شنو ما صار شي؟ وانتو عفتو الاماكن كلها وحطيتوها بنص الشارع؟

أجابها بنفس العصبية:وانتي عفتي الشوارع كلها وما جيتي الا بهالمنطقة بسيارتج؟

شهقت وهي تستمع لتأنيبه حتى إذا التقت نظراتهما لاحظ احتقان الدمع في عينيها الذي ما لبث ان تتابع على وجنتيها،،،أدار ظهره نادماً على تعامله معها بتلك الطريقة الفظة،، طالت لحظات الصمت.. مسحت وجهها بباطن كفيها وهي تسأله بهدوء: وين ألاگي تكسي هنا؟؟






كان لا يزال يوليها ظهره عندما سمع صوتها الهادئ المتوسل..أغمض عينيه وهو يجيبها: ما راح تلاگين سيارة هنا .. إمشي وياية أوصلچ للشارع العام ،، تقريبا لازم نمشي ربع ساعة.

:وسيارتي؟اعوفها هنا؟؟

:اذا شفت ابوج او اخوانچ ادليهم عالمنطقة و لتخافين,,اهل هالمنطقة صحيح فقراء بس شرفاء.



آلمها أن ينظر لها شخص بتلك الطريقة...أجابته: العفو مو قصدي بس...





وكأنه لم يستمع لإعتذارها مشى أمامها بسرعته الاعتيادية فيما هي تبعته بهدوء..خجلة من منظرها الذي لا يليق بها..شعرت بالتعب لكنها استمرت بالمشي خلفه ..ابطأت خطواتها فأحس بها ليبطئ هو خطواته حتى اصبحت قريبة منه...تعثرت بحذائها فهمست بصوت اقرب للبكاء :آآآي.



التفت بسرعة ليراها تحتضن نفسها بعين دامعة وهي تحاول ان تحتفظ بتوازنها لئلا تسقط على الارض.لا اراديا مدّ يديه ليمسك ذراعها المغطى بأكمامها الشفافة..أجفلتها خشونة يديه فيما لسعته نعومتها التي غطاها قماش الشيفون الخفيف..التقت عينيه بعينيها الدامعتين :تأذيتي؟

ردّت بإحتجاج وكأنها تنتقم لنفسها من تأنيبه لها قبل لحظات : إي طبعاً تأذيت إذا انتَ تركض ركض،،على كيفك وياية متشوفني لابسة هالغضب ( وأشارت الى قدميها) ...
هذه المرّة واجه احتجاجها بهدوء غريب،،وكأن قوةً سحرية امتصت غضبه تلك اللحظة ..تكلم بهدوء مشفقاً لحالها وهو يفكر بحل لذلك( الغضب) الذي ترتديه : انتظريني هنا هسة ارجع.

تمتمت بتوسل: وين تريد تعوفني هنا .

اضعفه توسلها: لا ما اعوفچ بس انتظريني دقايق وأرجع.



وبخطوات سريعة عاد حيث شقة أم وحيد التي اخبرها بشكل سريع عن تلك الفتاة الغريبة..ليعود اليها حيث كانت تنتظره..استبدلت حذائها ذو الكعب العالي بالحذاء( الفلات )الذي أحضره,,مدّ يده اليها بالكيس الثاني الذي كان يحمله فإذا بها عباءة نسائية تفوح منها رائحة البساطة والنظافة..وبصوت واثق أمرها :ميصير تمشين بهالملابس بالشارع.الطريق طويل ولازم ناخذ تكسي فما اريد احد يتعرضلج.



ولّاها ظهره ليمنحها الفرصة لترتدي العباءة,,أخجلها كلامه ولم تجد الكلمات التي تبرر له بها عن سبب ارتدائها لتلك الملابس.ارتدت هي تلك العباءة على عجل..استغربت من نفسها ذلك الهدوء وتلك الثقة التي توليها لذلك الغريب الذي لم تعرفه الا قبل دقائق..واستغرب هو تلك الطاعة التي تبديها تلك الأنيقة الغريبة,,لا يعرف لمَ مرّت بباله "دينا" في آخر لقاء جمعهما.

تخاطب نفسها..ما بالها اليوم كأنها ليست هي نفسها..ابتدت يومها بأن تلبس ما اختارته "ودق" لها لتنهي يومها بما اختاره "هو" لها..وشتّان بين الاختيارين..

لأول مرة يكون لأحدهم هذا التأثير عليها..يأمرها دون تملّق أو غزل ينشغل به الشباب ..له هيبة فطرية تجبر المقابل على السمع والطاعة لأوامره... أرادت الهروب من سحره فسألت


: العفو أخي ..تگدر ترجع لبيتكم ،،اتصور الشارع صار قريب ،،راح آخذ تكسي وأرجع لبيتنا,,اشكرك ما قصرت.



التفت اليها بغضب واضح..تفاجئ بزيادة فتنتها مع تلك العباءة والطرحة السوداء التي احاطت بها وجهها القمري لتبرز عيناها البنيتان ..سبحان من جعل الحجاب حاجبا عن الفتن..هل تظن انها اصبحت بمأمن من المعاكسات الآن ليتركها؟؟

:شنو إنتي متخافين على نفسج؟

:آني قصدي ما اتعبك.

تكلّم بعصبية :بس اريد اعرف ابوج واخوانج اشون يعوفوچ تطلعين بوحدج؟


دمعت عيناها لتأنيبه،بلعت ريقها وتجاوزته :مو مشكلة,,اني ادبر نفسي .



اوقفها صوته الساخر: لا واضح حيل انتي تدبرين نفسچ..وبعدين اشون بنية وحدها تاخذ تكسي بهالوقت.



استجمعت شجاعتها والتفتت اليه: وانت شكو خايف علية؟ إذا ابوية واخواني مو مهتمين.



إذن هي غاضبة منه وتتحداه... تكلّم بصوت حاول أن يبدو هادئاً :يا بنت الناس والله تعّبتيني،،بطلي عناد وإمشي خليني اوصلج لأهلج قبل الليل.



احتضنت نفسها بين ذراعيها,,هل هذا هو يومها الموعود لتشعر بأنها "بنت"كباقي البنات تحتاج لمن يخاف عليها ويوجهها..ارتجفت شفاهها: الله يخليك عوفني .. وإرجع لبيتكم ارتاح.



ها هي تلقي تعويذتها المكونة من كلمات التوسل . تتوسله في المرة الأولى ان لا يتركها والان تتوسله
ان يتركها وكأنه مُقيّدُ بها,,لكنه لن يتركها وان توسلت سبعين مرة :ما اريد اسمع ولا كلمة يلا امشي.



مشى أمامها فأطاعت امره,,هي متأكدة بأن هناك شيئا يحدث فاليوم هي ليست وتين المتمردة.

استقلا سيارة الأجرة لتخبره أن بيتها يقع في احد المناطق الراقية من العاصمة..أوصلها حيث القصر الذي تسكنه مع عائلتها ..نزلت من السيارة لتلتقي بالعم" أبو بدر"الذي استغرب وصولها المتأخر..ابتسم بحنان لها فإبتسمت بلطف:اشونك عمو؟

اجابها العم بلهفة:وطــن... يا بنتي وين صرتي وليش تأخرتي مو كَلتلج آني أوصلج.



همس اسمها لا اراديا وهو يلتفت اليهامتعجباً...وطــن!



ابتسمت للعم ابو بدر بحنان وهي تحاول نقل تفاصيل ما حدث: آسفة عمو لو تدري شنو صار بسيارتي...

قاطعها هو بثبات :روحي للبيت أحسن عالأقل تطمنين أمج وأهلج عنج.وخليني آني اتفاهم وية الحجّي .



إمتثلت لأمره مجددا وهي تهز رأسها بالموافقة لتمنحه نظرة تساؤل..من أنت وما سلطانك عليّ لتأمرني فأطيع؟ حوّل نظراته الى العم ابو بدر فيما انسحبت هي لداخل البيت وتوجهت فورا الى غرفة اختها"ودق"التي تحتوي على شُرفة مُطلة على الشارع..دخلت الغرفة قبّلت وجنة اختيها وتحت انظارهماالمستغربة توجهت دون كلام نحو الشرفة تراقب ذلك الغريب الذي ما عاد غريبا بعد اليوم.

وفيما هو يتفاهم مع العم ابو بدر,,شعر بمراقبتها له,,كانت لا تزال ترتدي تلك العباءة بحجابها..وأخيرا صافح العم ابو بدر بعد إن اتفقا على ان يلتقيا غدا في مكان معين..ودون نظرة اخيرة غادر بهدوء زلزل كيانها.

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 29-10-16, 01:17 AM   #20

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع



كانت ام وحيد تقف بانتظاره وما ان راته : ها إبني وصّلت البنية لبيتها بالسلامة؟ظل بالي عليكم!
اجابها : اي الحمد لله وصلت بالسلامة.

كان سيُضيف: لكني لم اصل لبيتي بالسلامة.
دخل شقته وتوجه ببطىء حيث كان يجلس قبل ان .. يراها
مسح وجهه بكفيه فاخذ شهيقاً عميقاً كاد يوقف نبضات قلبه حيث عطرها الذي التصق بكفه ،،يغمض عينيه وهو يتذكر ملامحها بالتفصيل،،،نهض من مكانه وهو يذرع شقته بلا هدف.. لم يكن يوماً ممن يحفظون تلك التفاصيل الصغيرة عن اي انثى يراها،،يبتلع ريقه بمرارة وهو ينظر حوله الى الشقة الفارغة الا من اثاثٍ بسيط..يعاتب نفسه بل يعاقب نفسه وهو يدعك يديه بالماء والصابون بقسوة..افق من احلامك يا امير فتأثيرها كعطرها ما يلبث ان يرحل.




دخلت حيث تجلس اختيها أمام التلفزيون ,,سألتها ودق:خير تونة ليش تأخرتي؟

جلست بهدوء وأجابت بتنهيد: ماكو شي بس سيارتي تعطلت ..


سألت ورود بفضول: لعد اشون اجيتي؟


اجابت وهي تخرج من الغرفة: جينا بتكسي.



التفتت ودق و ورود لبعضهما وهما تسألان : منو قصدج ؟



تمتمت وهي تنهض : بعدين احجيلكم كلشي ..آني رايحة لغرفتي هسة لأن كلش تعبانة.



تتقلب على سريرها وهي لا تعرف كم مرّ من الوقت وهي لا تزال ترتدي تلك العباءة.. تضغط على قلبها بقوة آلمتها : كفاك جنوناً هو مجرد عابر سبيل ،،هل ستتعلق بكل من يقدم لك المساعدة؟؟حان وقت العشاء نزلت لتشارك الجميع عشائهم ،،كان يبدو على ملامحها الذهول والهدوء


سألها الاب :شفت ابو بدر قبل شوية وگالي عن سيارتج ،، آني كم مرة أگولج لا تتهورين بسياقتج وتروحين اماكن متعرفيها.

: ما اعرف ،، بس ايمان كالتلي طريق مختصر وتورطت.

دون اهتمام اجابها: لعد باجر روحي انتي وابو بدر والشباب وخليهم يسحبوها من مكانها قبل لا ياخذوها الحرامية.

بلعت ريقها وهي تتذكر تزكيته لأهالي منطقته( فقراء لكنهم شرفاء)

اجابت : ان شاء الله بابا.

نهض من مكانه دون ان يسألها كيف وصلت الى هنا ؟؟بل هو منذ زمن لم يسألها اين تذهب ولمَ تتأخر فهي في نظره قوية وتستطيع تخليص تفسها في كل المواقف،، عبثت بصحنها بهدوء لتسألها زوجة ابيها بمكر

:اشون الحفلة ؟
:حلوة كلش وامونة طلعت تجنن بفستان الحنة.
:يوم الج وتلبسين فستان العرس( عقبالك).
ابتسمت بخجل غريب عليها:اشكرج خالة.

إستغربت الخالة جوابها فليست وتين من الفتيات اللواتي تحمرّ وجوههن عنذ ذكر أمور الخطبة
او الزواج.. لكنها تبدو غريبة بعض الشيء.. هل شعرت بالغيرة من إيمان؟

كانت تجلس صامتة ليمر هو في خاطرها ،،تباً لقلبها هل اصبحت تتمناه .. إستأذنت بالإنصراف..
دخلت غرفتها وتوجهت حيث المرآة تتأمل نفسها وتتسائل منذ متى لم يشعرها احدهم بخوفه عليها؟
ابتسمت وهي تتذكر اصراره على مرافقتها لبيتها وابتسمت وهي تتذكر همسهُ بإسمها (وطن) ما إن سمعه من العم ابو بدر الذي يُصرّ أحياناً على مناداتها بهذا الاسم الغريب تخليداً لذكرى امها والتي كانت ترافق والدها اثناء تواجده في كندا حيثُ ولدت (وتين) وحيث اختلف الوالدان على تسميتها فبين الأم التي هزها شوقها للوطن فأصرت على ان تُسمي المولود القادم (وطن) وبين الأب الذي أصرّ على ان هذا الأسم لا يليق بفتاة لذلك كان الحل الوسط ان تكون (وطن) هي (وتين) ..لم تكن تسمع هذا الاسم سوى من امها ومن بعدها العم ابو بدر الذي فضفضت له ذات يوم بأنها تشتاق لسماع صوت أمها وهي تناديها بذلك الإسم الغريب (وطن).

وفي غمرة افكارها دخلت (ودق) الى غرفتها مستغربة حال اختها الغريب :تونة ما كلتيلي شصار بالحفلة ؟
بلامبالاة اجابت:عادي
ابتسمت ودق: يعني شنو؟؟
: يووه دوقة يعني حفلة عادية.
سألتها ودق بغرور: وشنو رأي البنات بيچ؟ اشونها لمساتي؟اكيد انحسدتي.
: ممم اي صحيح حتى سيارتي تعطلت شفتي اشون انحسدت؟
: يااا اشون حظ يا ربي .
:دوقة حبيبتي كافي اسئلة واطلعي اريد انام.
سألت اختها بفضول :وتين انتي اليوم مو طبيعية.
ابتسمت لاختها:ادري لهذا دا اكولج اطلعي .بس اتركي الضوة مفتوح.
:اغطيج ؟؟
:لا مو بردانة.
قبلت جبين اختها :تصبحين على خير.
:وانتي من اهله.


اغمضت عينيها تقلبت على فراشها فهامت بأفكارها لكن ليس بعيدا عنه ،،تتسائل من يكون وكيف يعيش ذلك المزيج بين القسوة والشهامة..شعرت بالبرد لتتلقف العباءة تغطي بها جسدها المتعطش للحماية.



بعد ان اتفق مع ابو بدر على موعد لسحب سيارتها من تلك المنطقة اصرت هي ان ترافق ابو بدر وعدد من العاملين لدى والدها وهناك التقت به مرة أخرى بل وعرفت اسمه (أمير) بل (سيد أمير) نعم هكذا كان يناديه ابو بدر.. لكنه كان شخصاً آخر بملامح جادة عملية...أرادت أن تشكره عن كل ما فعله لكن عجز لسانها عن الشكر وهي تراه يتجنب النظر اليها حتى..لم يحدث أبداً أن عاملها أحد بتلك الطريقة ولم يحدث ابداً ان تعود الى بيتها من مكان ما لتنسى قلبها في مكان آخر..


ينسحب وقت استراحته من بين العاملين ليجلس وحيدا،،يمسح العرق المتصبب على جبينه ويأكل سندويشا يضعه في كيس صغير يتبعه بكوب من الشاي مع سكائره التي لا تفارق جيبه .يغمض عينيه وهو يدرك أن تلك الغريبة تراقبه عن بُعد،،تلك الغريبة التي ربما لها اسمان (وطـن) هكذا كان يناديها العم ابو بدر أما بقية الحرس فكانوا ينادونها ( ست وتين) وهي تجيب على كلا الإسمين .ما الذي تريده وما الذي تسعى اليه ؟يجب ان تبتعد وأن تفهم أن دخولها الى هذا المكان كان منذ البدء خطأ لا يجب أن تكرره .

عادت أدراجها وهي تتسائل عن نهاية لهذا الجنون الذي اصاب عقلها ،،ما الذي تفعلينه يا وتين ؟؟

انقطعت عن عادتها المجنونة بمراقبته رغما عنها لأيام،دخلت غرفتها لتتعلق عينيها بتلك العباءة وذاك الحجاب اللذان يذكرانها بيوم لقائها به ...لامست العباءة والحجاب وهي تتسائل كيف تقبّلتهما منه دون اعتراض ؟هيَ(وتين) التي لا تتبادل الملابس حتى مع اختيها كيف تتقبل منه ما ترتديه بل كيف اطمئنت له؟ثم تسائلت هل تخص تلك العباءة أمه أم اخته او ربما زوجـ...ته؟ هزت رأسها ب(لااا) فهي لم تره مرتديا خاتم الزواج،،سخرت من نفسها وهل يهتم شخص مثله بهكذا مظاهر؟




ارتدت ابسط ثيابها وتوجهت بسيارتها لتنفذ ما فكرت به.. هي فقط ستعيد الأغراض الى اهله وستتعرف اليهم عن قرب..وهناك حيث كان هو وبمفرده كالعادة يجلس أمام التلفاز بقناته الرسمية الحكومية التي اعلنت عن انجازات هنا وهناك لم تتحقق على أرض الواقع.

نهض بكسل و فتح باب شقته بعد ان سمع طرقات احدهم وكانت( هي )تلك التي شغلته بحضورها أياماً وها هي ستشغله لما بقي من عمره ،، فما عساها تفعل هنا وما الذي تريده بالضبط ؟


عادت الصرامة الى وجهه وإدعّى نسيانها ليسألها :نعم ؟

ترددت وهي تشير الى الكيس والاغراض في يدها : آ..آ..العفو بس اكو امانة هنا..حبيت ارجعها وبالمرة حبيت اشوف امك واشكرها ...
قاطعها بحدّة : محّد( لا أحد) بالبيت .
فتحت فمها بتعجب،وضعت الكيس ارضا وتراجعت: اوكي لعد بس سلملي عليهم ،ان شاء الله المرة الجاية اشوفهم .

: ماكو مرّة جاية..ماكو داعي .

تراجعت بحرج وهي تتلقى امره النافذ بألا تعود الى هنا مرة أخرى وعلى غير عادته في تبرير كلامه دون الخوض في تفاصيل وضعه :اسمعي يا بنت الناس ،إنتي وصلتي لهالمنطقة بالغلط ويا ريت هالغلط ما يتكرر بعد.

وزيادة في لومها أشار بيده : اتصور اندليتي المكان و بعد متحتاجين احد يوصلج ،،الله معاچ.

تراجعت خطواتها الى الوراء بإحراج فيما بقي هو مكانه مراقبا ظلها الذي اختفى بعد ثوان. قادت سيارتها بسرعة جنونية لتتوقف عند احد التقاطعات ولتسمح لدموعها بالتحرر من مقلتيها ..
ما الذي فعلته يا وتين ؟؟ كيف تجرؤين على التقرب من غريب لم يفعل منذ التقاك سوى لومك وتوجيه الاوامر ..بعد إن إختفت من ناظريه أخذ الكيس من على الأرض ،دخل شقته وصفق الباب بعنف ،،
هل قُدّر عليه أن يطرد كل حسناء تقف عند بابه ؟ما الذي ترجوه هي او غيرها من شخص مثله ؟
جلس على اريكته المفضلة وهو يتابع بلا اهتمام ما يبثه التلفاز من اغانٍ حزينة غيرت مزاجه للاسوء ..هل فجأة اصبح الناس كلهم تعساء مثله ؟؟بل وحتى الاغنية الاخيرة التي هي هدية البرنامج لمشاهديه كأنما وُجهِت له هو .




أطفأ التلفاز و تمدد على الاريكة ليغفو قليلا من الهموم المتلاحقة التي تلازمه ،،غفى لبرهة لكنه شعر بالبرد لتتلقف يديه دون وعي تلك العباءة من داخل الكيس ليدفئ بها جسده كما كانت تفعل جدته عندما يغفو بإهمال على الأريكة في بيت جده. هناك حيث كان يتذمر من دلالها خصوصا وهي تعامله كطفل لم ولن يكبر ،،تنهد بعمق اين انتِ ايتها الجدة ،،كم كنت غبيا حين إدعيت إنني اكبر من ان تدلليني . زارَه طيف تلك الجدة الحنون وهي تغطيه بعبائتها النقية بل وتضع رأسه في حجرها وهي تعبث بشعره وتكلمه عن أمنيتها بأن ترى اولاده ..
يبتسم بدلال ليجيبها :إذا لگيت وحدة تحبني مثلچ راح أتزوجها.
تهزّ الجدة رأسها بقلة حيلة : والله اعرف وحدة تتمنالك الرضا ترضى، بس إنتَ الله يهديك مدري شبيك.
فتح عيناً واحدة ليجيب جدته: يماااه الله يخليچ بس لتگوليلي دينا.
لترد الجدة: اي دينا..شبيها متعجبك؟؟
اعاد اغماض عينيه:يمة دينا مراهقة و مدللة ومتعودة على غير شكل من الحياة وأعرفها ما راح تتحملني .
لتجيبه الجدة الحنون: اي يا ابني البنية بعدها صغيرة،، أخذها ورَبّيها على ايدك وشوفها اشون تصير.
ليجيب بإبتسامة: يمة كل اللي اريده وحدة تفهمني وتعرف شنو أريد بدون ما احچي.
لتقول بإستنكار :وهاي منين نجيبها ؟؟
ليجيب بصوت ناعس: لو بس اعرف ليش تريدين تخلصين مني؟؟
تقرص اذنيه بمحبة: إنتَ ميفيد الحچي وياك ، آني من كيفي راح اخطبلك واجيبلك العروسة لابسة البدلة البيضا وغصباً عنك تقبل وتسكت.
يشاكسها بعناد: منو يگول آني أريد مرتي تلبس بدلة بيضا؟
:شنو عيني،،ومنو هاي اللي ترضى تتزوج بلا متلبس البدلة البيضا..وليش تحرمها فرحتها بهاليوم ؟ ولك حتى دينا اللي تموت عليك ما راح ترضى.
ليجيب بغرور : والله بكيفي مرتي وتلبس على مزاجي ..ترضى اهلاً وسهلاً ،، مترضى الله وياها.



اختفى طيف الجدة الحنون وهي تشير له الى عروسه التي اختارتها له بنفسها..عروسه التي لم تكن ترتدي فستان الزفاف الأبيض لترضيه .. بل ارتدت بدلاً عنه فستاناً قصيراً بأكمام شفافة ..نهض من مكانه متوجهاً اليها ليتأكد مما يراه.. أحاط وجهها بكفيه و...


فزّ من غفوته وهو يتصبب عرقا،،ابعد العباءة عن جسده وهو يستغفر ،،ارتوى بكوبين من الماء البارد لعله يطفئ حُمّى افكاره حولها ،،أفِقْ يا أمير فهي ليست سوى كهذا الحلم .
طوى العباءة وأعادها الى الكيس الذي أحضرته.. حمل الكيس ليسلمه لأم وحيد لكنه تذكّر بأن أم وحيد ستبيت ليلتين في بيت اختها في احدى المحافظات .

وبعد أيام من عودة ام وحيد قابلها عند باب شقتها وهي تنتظر عودته تحمل في يديها طعاماً ساخناً تجود به عليه كلما رأته عائدا من عمله المضني كل يوم .

: الله يساعدك يمة أمير .(وناولته الطبق)
: الله يسلمچ خالة ،،والله ماكو داعي إتعبين نفسج تعرفيني من اتعب ما اشتهي آكل .
:لا يمة اشون ميصير هيچ،مو ينهدّ حيلك وتضعف،،وبعدين ماكو كل تعب يلا اكل وادعيلي .

اخذ طبق الطعام: رحم الله والديچ خالة.

وقبل أن يدخل شقته التفت اليها : صدگ خالة تتذكرين العباية اللي اخذتها منج ذاك اليوم؟؟
اليوم رجعوها ..

لتعترض أم وحيد : إبني انت تعرف اليطلع من ايدي حرام يرجع ،،إنتَ أخذ العباية حطها بالجامع وية تبرعات الناس المحتاجة .



دخل شقته لتقع عيناه على ذلك الكيس الرابض قرب اريكته منذ أيام ثلاثة بحجة أنه سيسلمه لأم وحيد ما إن تعود لكن ها هي ترفض استلامه ليبقى مرافقا له بما يحتويه .





تجلس في غرفتها وحيدة وقد أنهت للتو مكالمة مع إيمان وكان اغلب حديثهن عن الحفلة التي حضرتها في ذلك اليوم الذي لا يُنسى من حياتها.

دخلت ورود لغرفة اختها مبتسمة: تونة حبيبتي ليش كاعدة بوحدچ؟
جلست متململة : چنت احچي وية أمونة وتكول الصور كلش حلوات.
قفزت ورود : واااو يعني انتي اخذتي صور؟ فدووة تونة ما اتوقعچ اشون طلعتي بالصور اكيد تجننين وانتي لابسة الفستان .
بلعت ريقها: هو لو ما الفستان چان هسة اني بخير.
سألتها ورود بفضول: ليش شبيه الفستان؟؟

صمتت وهي تتذكر نظراته لها وهي ترتدي ذلك الفستان مع الكعب العالي.. فعلا هي لم تكن هي في ذلك اليوم ،، تنهدت قليلاً وهي تتسائل هل سيطول تفكيرها بكل تلك التفاصيل لتنتهي بأن تفكر فيه هو . إنتبهت ورود لشرود أختها فإقتربت منها: تونة شبيچ هالأيام ،، أحسچ مو على بعضچ؟

إبتسمت لأختها الصغرى والتي رغم صغر سنها تشابهها في فهم المقابل لكن وتين كالعادة كان يجب أن تقلب الطاولة كيلا تكشف عما بداخلها

: بالنسبة الي ما بية شي فلا تشغلين نفسچ بية واهتمي بدراستچ ،، عندج امتحانات بكلوريا واريدج تنجحين.
جلست ورود بقربها: تعرفين تونة حبيبتي اني يومية لازم ارتاح ساعة العصر واترك الدراسة شوية فلا تتحججين بدراستي وتعالي سولفيلي شبيچ.

فتحت وتين عينيها لتعيد السؤال على اختها: يعني تتوقعين شنو بية؟
ابتسمت ورود وبمشاكسة أجابت:الله اعلم إحتمال تحبين.

حاولت وتين أن تتظاهر بالهدوء لتغير الموضوع طالما أنه بدأ يمس قلبها : إي ست ورود اليسمعج يكول مرشدة اجتماعية.
ضحكت ورود لتجيبها: لا والله بس تعرفين ماكو شي ينضمّ بين طالبات الثانوية ،، كلما وحدة تتغير يكولون احتمال تحب.

ابتسمت وتين وهي تساير اختها: ويمكن عدها مشاكل شاغلتها.

اقتربت منها ورود : لا حبيبتي مو البنات ما يحچون الا متأكدين ،، ليش ما سمعتي عن هديل اخت رواء صديقتي ؟

وبفضول الانثى أجابت : لا ما سمعت ليش شبيها؟

استمرت ورود بكلامها : رواء تكول انه اختها تغيرت فجأة وبس كاعدة بوحدها ومن يجون يسألوها تكوللهم ماكو شي.

تسائلت وتين: اي وبعدين؟

لتكمل ورود بالتفصيل : وبعدين اكتشفوا انه هي تحب السايق اللي يوصلها للجامعة وهو بعد يحبها.. وأضافت : لا عيني ومتفقين عالزواج.

شهقت وتين برعب : اي وتالي شصار؟

: ابوها من عرف هددها وضربها رغم هو الولد إجة وخطبها وگاللهم آني ما يهمني حتى لو تحرموها من كلشي بس لا تأذوها وطبعا ابوها واخوانها طردوه من البيت أكثر من مرة بس هي عاندت وتكوللهم لو اتزوج وسام لو انتحر.

بلعت وتين ريقها: يعني اشون تنتحر ؟ هاي شبيها؟
اجابتها ورود: مو گلتلج تحبه،، ويگولون اللي يحب كلشي يسوّي.
: معقولة!
ابتسمت ورود لتضيف: بس تدرين تونة اهلها من حقهم يرفضون.. يعني اكو وحدة خرّيجة جامعة تروح تحب سايق سيارة ما عنده شهادة اعدادية..
ردت بعصبية لم تلحظها: ليش شبيه السايق؟ مو بشر مثله مثلنا.
ابتسمت ورود : على كيفچ عيني تونة،، آني ما گلت مو بشر بس اكو شي اسمه تكافؤ فكري واجتماعي.

بلعت ريقها وتنهدت ما الذي ستقوله عنها اختها الصغرى لو علمت انها تعلقت بـ عامل بناء..لا يميزه سوى شرقيته وشهامته.


قاطعتها اختها بمشاكسة: بس تونة آني مطمنة عليچ لأنه بدر إبن عمو ابو بدر بعده بالإبتدائية يعني ماكو خوف عليچ.

إبتسمت لملاطفة اختها وقبل أن تتفوه بكلمة دخلت ودق الى غرفتها بحلتها الجديدة

فتحت الاختان عيناهما لتتأكدا مما تريانه ،، كانت ودق تبتسم بخجل : هاي شبيكم ما شايفين حلوات؟

ورود : دوقة شنو هالجمال ؟من ايمتة الحجاب واشون اقتنعتي بيه؟

رمشت بعينيها : من أول خطوبتنا وسامان يحچي وياية بخصوص هالموضوع ويگول أغار عليچ وما أريد احد يتعرضلچ بكلمة،، وبصراحة اقتنعت .


بلعت وتين ريقها وهي تستمع لذات الجملة التي أعادتها إليه وهو يطلب منها أن تلبس العباءة حتى لا يتعرض لها أحد..نهضت من مكانها لتبارك لأختها الحجاب : حبيبتي دوقة الله يسعدكم ويهنيكم ،، احسن خطوة سويتيها.

لتتدخل ورود وهي تلكز وتين في مرفقها: شوفي هو هذا قصدي ،، من تريدين تحبين،، اهم شي تفكرين بيه هو التكافؤ الفكري بيناتكم..صحيح سامان مو غني بس يكفي مركزه الاجتماعي.
ثم ابتسمت بحالمية : تونة الله يخليج ادعيلي انخطب والاگي اللي يحبني ويخاف علية مثل دوقة ويطلب مني البس حجاب .

ابتسمت وتين وهي تضرب اختها الصغرى بخفة : يا ربي اشون بيچ وردة ؟؟ لچ بعدج ما رحتي للجامعة وتريدين تنخطبين.

ردت الصغرى بخباثة: اي تونة مو انتي تريدين تطمنين علينا يا عيني ،، ادعيلي انخطب وشوفيني اشون اصير عاقلة متسمعين صوتي.

قاطعتهما ودق : صحيح بنات آني اشتريتلكم وياية حجابات وگلت إذا تحبون تجربون وإنتو بكيفكم.

كانت ورود تفتح الأكياس بلهفة وتجرب الحجابات واحدا تلو الآخر فيما التقطت وتين حجابا احاطت به وجهها ووقفت الاخوات الثلاث امام المرآة التي تعكس سعادتهن ببعضهن وطيبتهن ..
ابتسمت وتين لسعادة أختها الواضحة على وجهها..تسائلت في نفسها هل يكون الحب هكذا؟ بأن تجد نفسك مطيعاً لمن أحببت مقتنعاً بخوفه عليك..لا تدري لمَ عادت صورته إلى خيالها وهي تقارن بينه وبين قصة هديل التي روتها لها أختها قبل قليل.. هل يجب على القلب أن لا يتخطى حدود المركز الإجتماعي..هيَ يجب أن تنساه وأن تبعده عن خيالها فهو لا يناسبها بكل المعايير..

إبتسمت بسخرية: أفيقي يا وتين فهو من نفاكِ بعيداً بغرورٍ نادر يوازي غرورك وثقتك بنفسك.






يجلس وحيدا وكأنه خُلق ليكون بمفرده،،وكأنه ليس ذلك السيد الآمر الناهي في بيت جده ..معظم اصدقائه كانو من العاصمة لكنه هو من انشغل عنهم الآن..او ليكن أكثر صراحة ،،هو يخجل من مقابلتهم رغم علمهم جميعا ببرائته وأهله مما نٰسب اليهم ..تتزاحم الصور والخيالات في باله ليقطع سلسلة تفكيره طرقات على بابه ..طرقات تنبئه بأن الطارق متلهف لرؤيته...فتح الباب ليتفاجئ ب جاد يبدأ كلامه قبل السلام

:اشتقنالك سيد أمير وحبينا نزعجك.
ابتسم بألفة وهو يفتح ذراعيه لذلك الرفيق مصافحة واحتضانا
:لك حياك الله شيخ جاد ،،الك وحشة والله ،،وينك ؟وايمتة رجعت من السفر ؟
ثم اشار الى داخل الشقة : تفضل تفضل حياك الله..

قاطعهما ثالثهما :يعني انتو مشتاقين واحد للثاني واني شنو ان شاء الله باقي هنا يمكم ؟

ابتسما له ليجيبه جاد ساخرا: لو بس تبطل غيرة احنة بخير .

دخل الثلاثة حيث شقته المتواضعة ليتفاجئ بأن جاد قد قرر اخيرا العودة الى مقاعد الدراسة

سامان مشجعا:والله احسن فكرة تسويها ما دام ابوك بدا يتقبل فكرة اسلامك .

ابتسم جاد : اني وياك سامان بس لا تنسى انه منعني اشتغل وياه وكل اقاربي على نفس الموقف..تدرون بألمانيا اشتغلت بشركة ويا دوب دبرت العيشة لوما ايجار الشقة اللي چان يوصلني كل شهر .بس هسة بلغت المستأجرين يطلعون لأنه تعرفون ما عندي مكان ثاني .

أمير وهو يعقد حاجبيه: بس الايجار يفيدك جاد!

جاد: والله اعرف بس ماكو غير حل.

أمير يفاجئه بقراره : اسكن وياية بالشقة وابدي دوامك عادي وبهالطريقة متضطر تفرّط بالايجار
(ونظر الى سامان) طبعا بعد إذن سامان بإعتباره....

صفق سامان بيديه:أمير صدگ انتَ متستحي ،، إنت تعرف من گعدت بهالشقة وآني معتبرها شقتك يعني إنت حر تتصرف اشون يعجبك.

جاد وهو محرج: اشكرك أمير بس إذا نعيش سوة لازم نتفق من البداية عالايجار والمصاريف .

أمير معترضا بعزة نفس : لا طبعا منتفق ،، أتصور عيب عليك هالحچي جاد.

ليرد جاد:لعد خلاص أمير،خلينا كلمن بمكانه احسن.

أمير بعصبية: جاد آني دا احچي لمصلحتك ،،وبعدين الايجار فد شي رمزي دا ادفعه كل شهر وما يأثر علية .

ليحسم سامان الموضوع وهو يدرك مكابرة أمير : هسة اسمحولي اتدخل بإعتباري طرف بالموضوع ،، (ونظر الى أمير) : أمير ماكو داعي تاخذ الموضوع بهالحساسية،، ما بيها شي اذا جاد يريد يشاركك بالشقة وتتقاسمون كلشي .

أمير : بس انت تعرف ...

ليرد جاد بهدوء: أمير احنة مو اغراب عنك ولا نريد نجرّبك ،،وبعدين حتى الاخوان من يكعدون بمكان واحد لازم يتقاسمون العيشة.

هزّ سامان رأسه موافقا على كلام جاد : خلاص أمّوري لا تعقّد الموضوع ،،خلونا نقرا الفاتحة على نية التوفيق. .
















استرجع كلام صديقه ،،ما المانع بأن يعود الى مقاعد الدراسة ويواصل حياته ،،إتصل بالخال شاكر ليستشيره فشجعه على تلك الخطوة فهو يستحق ان يحصل على شهادته من بلده ووعده بأنه سيغطي مصاريف دراسته ما دام سينقطع عن العمل ..



استدعاها غيدان الى مكتبه ،،جلست على مضض وهي تستمع لكلامه

:وتين انتي تعرفين قرار القيادة بإعادة الطلبة المرقن قيدهم للجامعات.
:اي سمعت.
:واحنة نريدج تنتبهين لتحركاتهم ولكلامهم.
:نعم ؟شنو تريدني اصير جاسوسة علي زملائي؟
ضرب على المنضدة بقوة: وتين خليني اكمل كلامي.
: كلامك واضح رفيق غيدان ،،وبعدين اكيد القيادة قبل ما تتخذ هالقرار عدهم معلومات اكيدة انه الطلبة اللي راح يرجعون ما راح يتسببون بمشاكل .
: انتي ليش دائما متسرعة هيج؟ كل قصدي انه بما انه انتي المسؤولة عن الاجتماعات اريدج تركزين عالغياب والحضور ،، واللي يتغيب بدون عذر احنة راح نحوله للتحقيق.
استغربت كلامه: وبس؟
ابتسم لعصبيتها : وبس؟ ليش دائماً ماخذة عني فكرة غلط؟
بلعت ريقها بصعوبة : اسأل نفسك.
:سألت نفسي وانتظر جوابج.
:وجوابي هو لااا.
خرجت من مكتبه ككل مرة غاضبة متقززة من محاولاته المستمرة في استمالتها .


كانت المحاضرة في بدايتها وكانت تجلس مع زميلاتها عندما فُتِح باب القاعة ليدخل مجموعة من الطلبة كان من بينهم (هو) ومعهم الأمر الجامعي بإعادتهم الى مقاعد الدراسة ..حبست انفاسها لدقائق ..هل ما تراه الآن حقيقة ام مجرد خيال ؟ هل هو من ضمن الطلبة المفصولين سياسياً؟؟أيّ جرمٍ ارتكبه من يحمل شهامته ؟
سمح لهم الاستاذ بإتخاذ مقاعد لهم بين زملائهم ،شق ّ هو طريقه ليلتقي بعينيها المتسمرتين بعينه،اغمض عينيه بلامبالاة متعمدة ..إنها (هي) تلك الجريئة التي دخلت منطقتهم بالخطأ ..هو لا يمكن ان يُخطئ ملامحها وعينيها اللتان سكنتا احلامه بل واسمها الذي يُذكّره بما فقده على هذه الأرض (وطن) .. كانت مختلفة بهيئتها عن تلك الفتاة التي عرفها،، فها هي ترتدي الحجاب وتبدو اقل جرأة عن المرات التي قابلها فيها.

اتخذ مكانه بين زملائه الجدد وبدأت المحاضرة بأن يسجل الاستاذ اسماء الطلبة الحضور ليتفاجئ بإسمها ولقبها ،،هل هو تشابه القاب ذاك الذي يلاحقه

انتهت المحاضرة وحضر سامان الى القسم ،،ابتسمت عند رؤيتها لخطيب اختها فتقدمت بلباقة للسلام عليه :اهلا استاذ سامان أول مرة اشوفك تجي لقسمنا؟

: اهلاً وتين والله جيت حتى اسلّم على اصدقائي اليوم داوموا يمكم .

هزت رأسها وهي تتصور أنه صديق لأحد اولئك الطلبة الذين عادوا الى الدراسة استأذنت منه بالإنصراف ليجد (أمير وجاد) يقفان عند باب القسم

تقدم منهما وهو اكثر من فرح لعودتهما من جديد وتحققت نبوءة كلامهما ذات يوم .مرت ثلاث أيام وقد أصبح متأكدا من هويتها،، أيُّ قَدَرٍ جمعهما قبل اشهر قصيرة ليعودا فليتقيا من جديد ..كان يراقبها بعينيه وكانت تتحاشى نظراته الحادة وهي تجهل ما يضمره لها هذا الزميل الجديد ..رآها تقف للحظات مع سامان وتتكلم بعفوية ثم تنصرف ،،تقدّم منه سامان مشاكساً

: أگول يعني يا أخي جاملني وابتسم بوجهي عالأقل گول صديقي خطية عايف شغله وجاي يشوفني.

بلغة ساخرة رد: منو يگول انت جاي تشوفني ؟
رفع سامان حاجبه بمشاكسة: طبعا احبك و جاي اشوفك واطمن عليك .
: تحبني؟؟ شنو هاي جديدة؟
ضحك سامان بصوت عالي وهو يضرب كفا بكف :ها شفتها؟سبحان اللي جمعكم بمرحلة وحدة.
تسائل بإضطراب :منو قصدك؟
عاد سامان ليقاطعه : تتذكر البنية اللي گلتلك عنها...
عقد حاجبيه بينما انقبض قلبه ليقول بتردد: قصدك خطيبتك؟إنتَ خاطب بت فيصل السبع؟

تسارعت انفاسه ليتسائل بسرعة عن سرّ ما يحدث معه ..هل سبب ضيقته أنها ابنة فيصل السبع ؟
أم لأنها اختفت من حياته لتظهر مرة اخرى كخطيبة لصديقه؟ايقظه من تتابع اسئلته سامان وهو يخاطبه

: وين رحت سيد؟

أجاب : وياك وياك .

ليوضح له سامان :اي آني خطبت بت فيصل السبع،، بس مو وتين ... خطيبتي اسمها ودق.. اختها الأصغر منها .

وكأنه قد تنفس الصعداء لتوّه ليلبس قناع البرود مرة اخرى : مممم مبرووك .

ابتسم سامان المتعود على اسلوبه : أحد يبارك بهالطريقة؟؟

رد بتهكم: إي آني ،، عاجبك لو لا.


وفي الشقة التي تجمعه بجاد،، لم يحتمل ان يحمل قلبه كل هذا ليبوح ل(جاد) ببعض التفاصيل التي ارهقت سنين عمره.. متمددا على الأريكة يروي حكاية عائلته التي كانت ذات يوم والتي لم تعد موجودة ،،يروي قصة بيت ٍ جمع بين جدرانه ذكرياتهم وطفولتهم في ظل جدين حنونين،،ومع كل كلمة كان يبتلع كمية من الدخان ليحرق بها ذكريات مضت وليحترق هو بنار الحاضر الذي جعله خائفا على ما تبّقى من تلك العائلة،، يفديهم بروحه لو تطلّب الأمر فقط ليحفظهم الله امتدادا لسيرة ذلك الجد الأب الذي علمهم أن لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا..يصمت قليلا لينتقل الى تلك المرحلة حيث الظلم الذي لم يرحم منهم كبيرا ولا صغيرا ولا حتى مراهقة معاقة..

بلع جاد ريقه وهو يستمع لصديقه الذي تحمّل كل هذا بشجاعة يُحسَد عليها بل ورغم ملامح وجهه القاسي التي تعكس ما في قلبه من هموم ..يجده شهما مُضحياً متمسكا بقيم العائلة التي تربى بين احضانها لكنه مع هذا فهو لا يستطيع أن يعذره في بذره لنبتة الكره تجاه بنات (فيصل السبع) ..فرغم أنه لم يعرفهن الا خلال هذين الاسبوعين إلا أن الكتاب يُقرَأ من عنوانه فالبنات يبدو عليهن التواضع ويغلب على طباعهن العفوية والخجل التي هي اجمل ما في الأنثى.. تنهّدَ بصمت ما الذي تخفيه بعد يا أمير ؟؟

أنهى أمير كلامه مبطنا بالسخرية والغضب وهو يومئ بيده : تخيل طول هالفترة وآني احاول امسح اسم السبع من حياتي..وتصورت خلاص نسيته بس الظاهر مو مكتوبلي ارتاح.. تعال فهّمني اشون اتحمل اشوفهن گدامي وما اتذكر ابوهن شسوة بينا ؟

اجابه جاد بتعقل: اول شي صلّي عالنبي.

ليهمس بهدوء: اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد.

أكمل جاد: ثانيا اسمعني أمير كل اللي گلته على عيني وراسي بس يا أخي اللي صار بيكم
ابتلاء من رب العالمين حتى يختبركم ويشوف صبركم عالبلاء وإذا إنت شفت الظلم فلا تحاول تظلم غيرك.

عضّ على شفتيه بغضب

فسّر له جاد بطريقة اخرى : أمير افهمني ...بنات فيصل السبع مجرد بنات ما عليهن باللي سواه ابوهن وإنت عايش هنا وتعرف إنه ماكو ابن يحاسب ابوه على شغله .
تأفف متضايقا : مو بيدي جاد، لتخليني اندم لأن حچيتلك كلشي (وفتح عينيه على وسعهما) وما أريد سامان يعرف أيّ شي.







منذ ان تمّ قبولها في الجامعة (وورود الدار) كما يحلو لـ وتين و ودق تسميتها ،،تتقافز كالفراشة هنا وهناك متشوقة لبدء حياتها الجامعية التي حلمت بها .

اليوم رافقت اختيها في طريقهما للجامعة ،،واليوم بسبب أنشغال وتين ببعض الأعمال عهِدت الى ودق بالعناية بـــ ورورد وتوجيهها الى مكان قاعتها...كانت ورود تمشي بفخر وهي تبحث في الوجوه عن ملامح صديقاتها لكنها للآن لم تقابل اياً منهن ...أما ودق فكانت مشغولة بالبحث عن رقم القاعة التي ستبدأ فيها أختها يومها الجامعي الاول ..وبينما هي تبحث التقت عيناها بعينيّ خطيبها (سامان ) الذي كان يتجاذب اطراف الحديث مع (جاد)

رغم اعلان خطوبتهما الا انه لا زال يسحرها بإبتسامته واهتمامه بها ،تذمرت ورود وهي تحذر اختها من الانشغال بخطيبها عنها : دووقة الله يخليج مو تعوفيني وتروحين وية خطيبج.

ابتسمت ودق : لا ولج وين اعوفج هسة بس اسلّم عليه .

ورود بعدم تصديق : خلي نشوف .

،ابتعد قليلا عن رفيقه ليعلمها انه بإنتظار ان تجود عليه بسلامها ،،اقتربت هي واختها منهما ،،

: السلام عليكم

جاد وسامان: وعليكم السلام

تراجع جاد خطوتين استعدادا للاستئذان لكنه تفاجأ بأن يستأذن منه سامان و ودق لبضع دقائق ليجد نفسه يقف لوحده برفقة ورود ...في الحقيقة هو لا يعرف من تكون تلك الفتاة المتذمرة التي تنقل النظر بين ساعتها تارة وبين خطيبة زميله تارة أخرى .هل هما صديقتان او ربما قريبتان لوجود بعض التشابه بينهما ،،قطعت سلسلة افكاره : إنت سامع اللي يگول من لگى احبابه نسى اصحابه؟

ابتسم بأدب وهو يدرك أنها ناقمة على الخطيبين هناك ،، أكملت

: بس اختي مستعدة تنسى اصحابها واختها من تشوف خطيبها .

ابتسم متسائلا : انتو خوات ؟

هزّت رأسها بـ. نعم

أشارت لأختها أن تسرع لكن ودق كانت ترد الاشارة بأن تطلب منها أن تنتظر قليلا .مرَّ الوقت وهي تنتظر وبجرأتها المعتادة سألته :إنت َ طالب هنا؟

رد بإستغراب : إي نعم .

:ممكن توصلني للقاعة رقم (٣٢-ج) لأنه الظاهر اختي نستني خلاص والمحاضرة راح تبدي.

إرتبك كيف يجيبها لكنها مشت أمامه : يلا عفية إمشي وياية قبل لا أتوه.

مشى مضطرا أمامها وهو يتكلم بهدوء : اسمعي اختي لازم...

قاطعته : اسمي ورود ،،وبعدين اذا قصدك اگول لـ ودق فما راح اگوللها والا أخلّي وتين تعاقبها .

ابتسم لذلك التهديد الذي تتوعد به تلك الاخت اختها التي أهملتها ..لم يرد مجادلتها فهي تبدو مغتاظة من أختها ،،عادت فقطعت سلسلة افكاره :إنتَ صديق سامان ؟؟
: إي نعم احنة اصدقاء.
تسائلت بفضول : مممم ،،، إنتَ أمير لو جاد؟لأن سامان ما عندة بس سيرتكم.
ابتسم وهو يجيبها: آني جاد .
ردت بلطف: فرصة سعيدة جاد ،، وممنونة منك .
ردّ بأدب: العفو .

مشيا بصمت وقبل ان يصلا الى القاعة التي تطلبها لمحت احدى صديقاتها ،، ابتسمت بإنتصار وهي تحييها ..قاطعت الصمت الذي بينهما بعفوية طفلة : إييييي وأخيرا لگيت صديقاتي هنا.اشكرك جاد ما قصرت.

: العفو ما سويت شي.

وقبل أن يستدير مبتعدا ، نادته بعفوية : جاد الله يخليك ممكن اطلب طلب؟

التفت اليها مستغربا :اي تفضلي .

لتطلب منه طلبا طفوليا كانت مُصرّة في طلبه: إذا سألوك سامان او ودق عني كوللهم ما اعرف وين راحت!

ابتسم :لا ميصير خطية يظل بالهم يمچ .

لتجيب بعناد: آني اريد يظل بالهم علية، إنت بس لا تگوللهم عني وما عليك .

ليجيبها: بس ميصير أكذب عليهم.

: عادي كذبة بيضا .ما راح يصير شي يعني .

ليجيب بجدية: لا مو عادي وبعدين الكذب ما بيه الوان .

أحرجها بكلامه لتدمع عينيها : خلاص براحتك،،اشكرك تعبتك وياية.


ابتعدت لتلتحق بصديقاتها فيما بلع ريقه وهو يتذكر وجها طفوليا مشابها لتلك التي كانت أمامه منذ لحظات ،،(ريتا) إبنة عمه الصغرى ومدللة قلبه التي ربّاها والتي لطالما غضبت منه عندما كان يوجهها لتُنهي كلامها بتلك الجملة(خلاص براحتك) وكأنها تبلغه أن القرار الأخير هو له.

استغفر ربه عائدا فيما تتلاحق الصور أمامه عن إبنة العم التي قاطعته مع بقية العائلة والتي أبلغته أنه الآن في حُكم الميّت الذي لن ترضى بوجوده مجدداً في حياتها ...تنهدَ بأسى... ما الذي فعلتِه يا إبنة السبع ؟


( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.