آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-11-16, 11:51 PM   #61

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندسة الماضي مشاهدة المشاركة
😭😭😭😍😍😍
" اين وطنــي "
ياااه اخيررراً راح يطلع من الشرنقة 😌😌😍😍
بالترفيق حبيبتي ..
فعلاً انتي كللللش مبدعة 😍😍😍😘😘
وطنه كانت ولا زلالت في قلبه لكن هو يكابر
واخييرا راح يلتقيها
كوني معي والفصل الجديد بين ايديكم الان
منورة حبيبتي يسعدني وجودج دائما


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 11:51 PM   #62

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر


كانت تجلس في مكتبها في مبنى الصحيفة التي تعمل بها حيث فضلت ان تنفي نفسها بعيداً فلا عودة لها الى بلدٍ لا يكون هو فيه وإن كان بلدها ..هي لا تذكر سوى انها تحتاجه تشتاق اليه..
يصدح صوت التسجيل بتلك الأغنية التي تدندن بها مع قيصر الغناء لتصل عند ذلك المقطع الذي يشلّ حواسها..

بس طيفك ما تركني.. ظلّ ساكن وسط جفني
كان طيب وانتَ ناسي..كان يذكر وإنتَ قاسي
إنتَ وينك ؟ كان هذا الفرق ما بيني وبينك
جيتني تشكي الزمن جيتك اريد ادفى
لگيت في صدري( وطن) ولگيت بك منفى..


وجهٌ جميل لمراهقة فاتنة يطل من عند الباب وبلغة عربية مكسرة

: مرهبا.
ابتسمت وتين بمحبة : الف هلا سراوي.
جلست الفتاة بدلال : أنا اسمها سارة مو ساراوي
ضحكت وهي تغمض عينيها: سارة ارحمي اللغة العربية من لسانچ.
قطبت حاجبيها : انا هكيت لبابا (arabic is sooo hard) بس هو يهكي لازم اتئلمها(اتعلمها).
خاطبتها بتفهّم : اكيد حبيبتي كل لغة جديدة تكون صعبة.
: i wish you could be my teacher, you re so sweet


كان يقف غير بعيد وهو يلاحظ تعلّق إبنته بتلك الشرقية الغامضة.. يتنهد بصمت وهو يتذكر محاولاتها للهرب منه رغم علمها بأنهُ قد تجاوزَ سنّ المغامرات وإنه لا يرغب إلا بأن تكون سيدةَ بيته كما هي الآن سيدة قلبه..هل هذا هو الثمن الذي يدفعه نتيجة عصيانه لأمه التي توسلته وقتها بأن يتزوج من بلده او من دينه حتى لكنه كان مغتراً بالجمال الاربي والمظاهر البرّاقة.. لطالما حذرته..(الياخذ من غير ملته يموت بغير علته)..ولطالما سخر من كلامها وها قد ادركَ معنى كلامها الآن.. بعد ان بذل المساعي لتغيير زوجته في إحترام العادات والتقاليد الشرقية...كان لا يزال يستمع للحوار الدائر بين وتين وإبنته سارة عندما اقترب وهو يخاطبها موجهاً نظراته اليها

: حتى آني اتمنى تكونين معلمتها.
نهضت بإحترام عند دخوله الى مكتبها : اهلا استاذ غالب.
إبتسم بإعجاب: اشونج وتين؟
:الحمد لله.
عادَ فنظرَ الى ابنته بعتب : يعني صايرة تجين تشوفين وتين قبل بابا.
إقتربت من والدها تحتضنه وهي تنظر بإتجاه وتين: انا أهبها كتير.
أجابها : مو بس إنتي تحبيها.. كلنا نحبها وما نستغني عنها.
رمشت بعينيها خجلاً وهي تدرك مقصده من الكلام : اشكرك استاذ غالب ،

دخلت سكرتيرة المدير العام لتبلغهم ان وقت الإجتماع الاسبوعي قد حان...تتنفس الصعداء وتجمع اوراقها وتستأذن بالانصراف... لاحقَ بنظراته تلك الفاتنة التي تملك خجلاً شرقياً فطرياً.. لا يذكر سوى أنها قد شغلت قلبه منذ رآها للمرة الاولى قبل سنوات ثلاث عندما احضرها نوفل للعمل هنا..في ذلك التاريخ بالتحديد كان قد وصل الى نقطة اللاعودة في حياته الزوجية...مع زوجته الكندية التي بدأت تتمرد وتجادله بخصوص تربية ابنتهما تربية شرقية..تسرع الخطى باتجاه مكتب نوفل ليرافقها حيث الاجتماع المقرر ،، تعترف لنفسها بأنها تهرب من كلّ رجل يلاحق ظلها فهي لا ترى في حياتها السابقة واللاحقة سوى صقرٍ طليق لا بد سيعود لموطنه يوما ما... كيف ؟متى ؟لا يهم .. ستبقى في انتظاره .

طرقت باب المكتب لتجد نوفل يستعد للمغادرة لتسأله بإحتجاج : هاي شنو؟ وين رايح ؟ مو تعرف اكو اجتماع اليوم؟؟
ابتسم نوفل :بلي ادري بس اخذت اجازة.
اجابت بإحباط:يووه نوفل تعرفني ما احب احضر الإجتماع الا انت موجود.
قبّل خدها بسرعة :لازم تتعودين تبقين لوحدج.
:اكرهك.
: واني اموت عليج واذا تحبين اوصّي استاذ غالب ...
قاطعته :لا لا ما اريد احد يجي وياية اني اروح وحدي خلاص.
وقبل ان تلتفت كان الاستاذ غالب يقف عند الباب
ابتسم نوفل :ابن الحلال بذكرك.
نظر اليها: خير ان شاء الله.
اجابت بإرتباك: لالا ماكو شي اني اترخص استاذ.

مشت بخطوات سريعة وتفاجئت به يمشي الى جانبها وهو يلهث: على كيفج ست وتين ليش العجلة؟
: بصراحة ما احب اتأخر عالاجتماع.
سألها بصدق:ما تحبين تتاخرين عن الإجتماع ؟ لو متحبين تمشين وياية؟
ابطأت خطواتها :لا العفو مو قصدي استاذ .
لم يُرد احراجها فسألها بفضول:لعد شبيج؟
أجابت بطفولية: نوفل ضوّجني.. أخذ إجازة وراح يعوفني لوحدي.
:تحبين اخصم من راتبه.
التفتت بهلع: لااا مو لهالدرجة.
مازحها :مو تگولين ضوّجني !
:اي بس خطية.
:أصلاً اللي يضوجچ يستاهل يختفي من الدنيا.
رمشت عدة مرات وهي تستمع لكلامه الصريح دون أن تجيب:.........
استمر بصراحته: هنياله لنوفل عنده هيج اخت.
: اشكرك استاذ .
كان يدرك رسميتها في الحديث معه لذا اراد الخوض في تفاصيل حياتها مع إبنها
:بس حبيت اسألچ عن يوسف ابنچ.. مرّة سمعته يحچي عربي .
:اي أستاذ ..اني أحاول أعلمه بالبيت.
:بس ما تتعبين.
:اللغة العربية والدين امانة ولازم نعلمها لأولادنا حتى لو نعيش بالغربة.
تنهّد بصدق :تدرين أحسد يوسف عليج،، اتمنى سارة تكون عدها ام حريصة مثلج.





عادت الى البيت وهي لا تزال غاضبة من اخيها الذي أحرجها بعدم حضوره الإجتماع
جلس وهو يحيط كتفيها بذراعه : بعدج زعلانة مني.
:اي طبعاً زعلانة نوفل،، آني كم مرّة أگولك لا تعوفني بوحدي.
:تونة ليش آني وين عايفچ..وبعدين آني أطمن عليچ من أشوف استاذ غالب مهتم بيچ .
تنهدت: وآني شنو اللي مضوّجني غير استاذ غالب وتلميحاته.
:الرجل صريح وياج تونة بس انتي قافلة.
:نوفل ليش انت متشوف حياتي اشونها.
:بلي..حياتچ عبارة عن مكانك راوح ،، تونة انتي لازم تنسين امير الصگر كافي.
أجابت بغصّة ألم :ومنو جاب سيرة امير هسة؟
:ليش احنة عدنة غير سيرته.
:الله اعلم هو وينه هسة وشنو وضعه.
:وليش متسألين عنه،
:ما أعرف.
:يعني راح تبقين انتي متسألين وهو ميسأل ويخلص العمر.
:نوفل شتريد مني بالضبط؟
:اريدج تفكرين بمصلحتج.
:ومصلحتي اتزوج غالب؟
:ليش شبيه غالب ؟إنسان مناسب من كل النواحي وبعدين حتى بنته تحبچ.

اجابت بعصبية: لا لا نوفل مستحيل اقبل آني ما صدكت اخلص من مسؤولية خواتي المراهقات انوب تريدني ارجع اربي بنية مراهقة واعيد المأساة نفسها،، لا لا نوفل الله يخليك.. وبعدين بنته تحبني كصديقة مقربة ،، يعني مثل متگول وجه جديد جاية من الشرق الاوسط تحب تتعلم مني وتسألني عن المجتمع اللي چنت عايشة بيه ،، بس انه تحبني وتفضلني على امها لا طبعا مستحيل أقبل هالوضع.
ليسألها نوفل: مستحيل تقبلين بهالوضع بس ممكن تستمرين بهالحيرة؟؟
بلعت ريقها: لا مو حيرة اني اعرف شنو وضعي بالضبط وراضية بيه.
كتّف يديه امام صدره ليسألها: وشنو وضعج بالضبط وتين فهّميني؟ يعني الى متى تظلين تضيعين فرص من ايدج ،، بالبداية تكولين مستحيل اتزوج واحد غريب ،، هسة استاذ غالب مو غريب يعني منا وبينا والرجّال احنة مجربيه اكثر من مرة واذا الله كتب نصيب راح تعيشين مستقلة بحياتج بعد شتريدين اكثر تونة؟
ارتجفت شفاهها : نوفل اشون اتزوج وإبني اصلا ميعرف ابوه ولا شايفه ؟
رفع حاجبه : اي واحنة الى متى نظل ننتظر ابوه لما يتذكر ويسأل عنكم؟وإذا تريدين نصيحتي فالأحسن انه تعتبرين أمير ميّـ...
وضعت يديها بهلع على فمه: اسكت حرام عليك نوفل.. ليش هيچ تسوّي بيّة.
إحتضن يديها بين يديه: آسف والله مو قصدي بس ما اريدچ تندمين بعدين.. يا عيني عالأقل انطي لنفسچ فرصة تفكرين..
عضّت على شفتيها وبمكابرة اجابت : خلاص نوفل خلينا هالمرة نروح للعراق وأشوف شنو يصير هناك.. ومن نرجع اوعدك افكر بالموضوع وانطيك الجواب النهائي .



نهضت وهي تحمل إبنها النائم ،،،تسللت بخفة قطة الى غرفتها وهي تحمل اميرها الصغير وتضعهُ في سريره القريب من سريرها،، تنهدت وهي تنظر اليه وهو يضع ذراعه اليمنى يخفي بها عينيه أثناء نومه ...ما اشبهه بأبيه الغائب عنها منذ اربع سنوات .
تجلس على سريرها وتحتضن وسادتها لتبثها دموعاً ساخنة لم تستطع كتمها اكثر وهي تتذكر كلمات نوفل المشفقة لحالها .. يا الهي كم تكره مواقف الضعف واثارة الشفقة،، تدرك بأن نوفل يتصرف بعفوية معها فهو يحيطها بحنان اخوي كأنثى محرومة. آه لو يدركون بأن اميرها قد غمرها بنوبات عشق مجنون تكفيها لما تبقى من عمرها لكنها لم ولن تبوح بأسرار قلبها .. يا لقسوة قلبك يااميري ..هل تدرك اي موقف ضعف وشفقة وضعتني فيه ..







منذُ حلول الصيف وهي تعدّ العدة لزيارة اختها برفقة ابنها وأخاها نوفل والحدث الأهم انها سمعت بإقامة معرض دولي في اربيل اذن ستكون الزيارة للترفيه وللعمل الذي تعشقه.
تتذكر كيف رضخت اخواتها وازواجهنّ للامر الواقع حين اصرّت على الاحتفاظ بالطفل ومن ثم عودة العلاقات بعد وفاة والدها الذي توفي اثر سكتة قلبية مفاجأة حينها لم تجد بداً من العودة ومواساة اخواتها بعد أن أخذت عهداً من سامان وجاد ألا يبوحا بالسر لأمير.
وصلت بسلام مع ابنها وبصحبتهم نوفل وبقيت عند بيت اختها التي استقبلتها بحب كانت هي قد غرسته في نفوس اخواتها.جهّزت لها ودق الطابق الثاني ليكون مكاناً لها ولإبنها ولـ " نوفل" الذي يتفاخر بكونه اخاهنّ.
اربعة او خمسة أيام مرّت بسلام ،، أخبرتها ودق بأن ( أم سامان) ستعود من السفر قريباً وستحضر لزيارة ابنها واحفادها وهي متشوقة للقائهم جميعا لذلك كانت ترتيبات استقبالها تجري على قدم وساق بتجهيز غرفة مريحة لها في الطابق الأرضي .

يجلس سامان على احد الكراسي في المطار منتظراً وصول الغالية والدته ،، لتقرّ عينه برؤيتها عند صالة وصول المسافرين ،،اشار لها بيديه فإبتسمت له،،اقترب منها وقبّل يديها وجبينها ،. استقلا سيارته لتسأله عن آخر الأخبار ومنها خبر وصول وتين مع إبنها.

لتسأله بعتاب: بس يا إبني اللي د تسويه وتين حرااام والله حرام ،، اشون تحرم طفل من ابوه ؟ يعني شنو تنتظرون بعد .

ليجيبها: ماما الله يخليچ هذا الموضوع خلصنا منه ،، هو أمير اصلا ولا يسأل عنها.. وتتذكرين شسوة بيّة بالمستشفى من گلتله عنها ،، حلف ايّمان مغلظة انه اذا اجيب سيرتها لا آني صديقه ولا يعرفني .

لتقاطعه : يا إبني يا عيني ،، بوقتها أمير چان تعبان وحلفانه باطل.
: اي ماما وهسة بعده تعبان ؟ من اخذ بنت عمه للعلاج بلندن يم امها وهناك توفت الله يرحمها ،، كوليلي شنو يمنعه يرجع يسأل عن وتين بعد اللي سواه بيها؟
لتسأله امه: وهي وتين تسأل عنه لو لا؟
هزّ رأسه : بصراحة لا،، واصلاً هالإثنين ذولي راح يخبلوني وإني عايف كلشي عالظروف .. يعني لتتصورين اني مرتاح و مو حاسس بذنب ..والله من اشوف إبنه يركض على نوفل ويصيحله (بابا) أكول هالكلمة من حق (أمير) واتمنى اخابره وأكوله تعال اخذ ابنك بحضنك ،، بس وتين توگف بعيني ..وإذا اسوي شي ما يرضيها راح تقاطعنا وبعد منشوفها ويكفي عليها اللي شافته من غربة ،، بس احنة اللي بقينالها .
لتهمس امه بصدق : الله يصلح الحال .
ليجيبها : اللهم آمين ،، بس ما أوصيچ ماما الله يخليچ ،، عامليها عادي ولا تجيبين سيرة أمير ولا الموضوع القديم .
لتجيبه : طبعاً ابني ، هسة اني مشتاقة لمرتك وجهالك خليني اشبع منهم وبعدين افكر بحلّ لمشكلة
وتين وأمير.

مرت الأيام الأولى من تواجدها في بيت اختها وهي تنعم بدلال اختها وزوج اختها لكنها تفتقد اخباره وبشدة خصوصا وهي ترى ابنها يتدافع مع اولاد اختها وينادي كل شخص كبير بإسم (بابا).

كان سامان مدركاً لما حوله لكنه عاهد نفسه ألا يبادر بشي يتعلق بهذين العنيدين نسيبته ورفيقه .. هما عاشقان لبعضهما مغروران في تصرفاتهما ،، بعيدان عن بعضهما بإرادتهما فهما من الممكن أن يكونا قريبين بحكم روابط الوصل التي تجمعهما عبر سامان وودق أو جاد وورود ،، ما الذي ينتظرانه وابنهما يكبر وعمرهما ينساب من بين ايديهما.. وهو واثق تمام الثقة مما يشعر به فيكفي أن ينظر الى وتين وهي تحتضن صغيرها ليدرك مدى عشقها لأبيه.. ويكفي أن يستمع الى أمير وهو في غربته ليدرك أيّ شوقٍ يعانيه .فكلاهما لم يبدأ حياته بعد الآخر لأنهما يدركان أنهما خُلِقا لبعضهما.

كان لوصول أم سامان الى اربيل والتفافها حول احفادها الأثر الجميل في نفس وتين التي كانت ولازالت تحترم ام سامان احترام البنت لأمها.. خصوصا وهي تراها لا تُفرّق في التعامل بين احفادها وبين ابنها الذي تعوّد على دلال تلك الجدة الحنونة والتي هي امتداد لدلال جدته (ام نوفل) التي احاطته بحنانها منذ ولادته ...إذن ما الذي يشقي قلبك يا وتين سوى الاشتياق إليه.

يجلس الجميع على مائدةٍ واحدة اعدت فيها ودق بمساعدة وتين الاطباق المتنوعة التي يعشقها الجميع ،، تتوسط أم سامان الجلسة بوقارها وحنانها الذي يغمر الجميع..وفجأة نهض سامان من مكانه بعد أن تلقى اتصالاً من أحدهم ،،كانت وتين قد تنبهت أنه كان يحاول قطع الاتصال رغم أن هاتفه كان في وضع الصامت لكن يبدو أن المتصل مُصرّ على محادثته .. استأذن من الجميع وأشار لوالدته التي سألته بنظراتها عن هوية المتصل ليجيبها بإرتباك

: ماما هذا صديقي عنده مشكلة ،،بس ادعيلنا تنحلّ على خير.
لتعود ودق متسائلة: منو هذا صديقك؟
ليجيبها: بعدين احچيلچ التفاصيل.
وغادرهم مبتعداً لترافقه دعوات امه : الله يسهّل اموركم إبني.

بعد أن انهى مكالمته مع الصديق المذكور،، إستند الى الحائط مستغرقاً بالتفكير ليقاطعه صوت ملاكه

: صديقك اللي يعاني من مشكلة اسمه أمير مو؟؟

التفت الى ودق القريبة منه ليحيطها بذراعه: واسأل نفسي ليش احبچ.

لتعاود سؤاله: لعد إذا تحبني ليش متگولي شبيك؟ شنو يعني اول مرة أمير يخابرك؟ لو لأن وتين هنا؟

بلع ريقه ليخبرها:تدرين أمير وين هسة؟

ارتجفت شفاهها وهي تتبين صيغته بالسؤال: بس لا تگول أمير بأربيل!

ابتسم بحيرة: تصدگين؟ صار كم سنة اتوسل بيه يجي حتى نشوفه .. وهسة بهالوقت بالذات يخابرني حتى يبشرني بوصوله لأربيل.

شهقت بدموع: لااا مستحيل،،سامان الله يخليك إعتذر منه بأيّ شي بس لا تخليه يجي .( وكأنها تذكرت شيئا): ولا تكوله انه خالتي هنا حتى لا...

ليقاطعها : أصلاً هو اول سؤال سألني عن امي وما گدرت اكذب عليه فگال فرصة اجي اشوفها..يعني أصلاً هو مقرر.

ضربت كفاً بكف: لا مستحيل ،، أكيد راح يشوف وتين (لتنزل دموعها ولتتمسك بيد سامان):الله يخليك سامان ما اريد أمير يشوفها والله اختي يصير بيها شي بعد اللي سواه.
ضغط على يدها برقة: دوقة كولي يا الله،، حبي متعرفين انتي يجوز رب العالمين يريد يجمعهم...
لتقاطعه بدون شعور وهي تهزّ رأسها رفضاً: لااا ما اريدهم ينجمعون ،، بعد اللي سواه بيها وبينا... يعني لوما أمير چان هسة احنة حياتنا طبيعية مثل كل الناس ..

قطعت كلماتها بدموعها التي انسابت متذكرة تفاصيل ما حدث قبل اربع سنوات.

أحاطها بذراعيه ليجيبها: دوقة عيني لا تذبين الصوچ ( الذنب ) كله على أمير ،، هو هم ضحية وصدگيني آني أكثر واحد اعرفه. أمير وأهله انظلموا وتبدل حالهم وانتي تعرفين السبب.

مسحت دموعها: اي وليش ما راح انتقم من اللي ظلموه؟؟ وتين شنو ذنبها حتى يضيّعها ويضيّع مستقبلها وسمعتها ويخليها متغربة منشوفها بالسنة مرة .

عضّ على شفتيه وهو لا يجد كلاماً يدافع به عن حماقات رفيقه لكنه كالعادة يلتمس له عذراً
: حتى أمير متغرب ومنفي من اربع سنوات وآني اعرفه ديعاقب نفسه على اللي سواه بس هو يكابر.

لتجيبه: ويا ريت باقي متغرب ونسمع اخباره بالتلفون احسن ما يجي وتصير مصيبة .
قاطعها وهو يحتوي كفيها بكفيه : ودق حبي،، إحنة ما نعرف شنو الحكمة من وصولهم اثنينهم بهالوقت بالذات.. يمكن هالمرة تصيرلهم فرصة يتفاهمون ويكشفون المستور.

فتحت عينيها بتساؤل ليجيبها: إي ودق ،،، أمير لازم يعرف بإبنه لأنه حرام علينا اللي دنسويه وكافي علينا نحمل هالذنب اللي ما يرضي رب العالمين ،، شنو ذنب (يوسف)حتى ميعرف ابوه؟ وليش نخليه يعيش يتيم وأبوه موجود؟

بلعت ريقها وأغمضت عينيها وهي تستمع لكلام سامان.. هل حقاً سيكون وصول أمير بداية لأحداث جديدة ستغير حياتهم؟؟





اتفق كل من ودق وسامان على ان يتركا الامور تجري بطبيعتها على ألا يلفتا انتباه وتين الى أيّ شيء.. تمرّ الأيام ووتين تقضيها برفقة اختها واولاد اختها او تقضي اوقاتها خارجاً برفقة نوفل وإبنها.

تجلس الخالة أم سامان في حديقة البيت مستقبلة ضيفها القادم من بعيد،، تستفسر عن حاله وكيف يعيش يومه في الغربة .. ليكون جوابه : الحمد لله على كل حال .

كانت ودق داخل البيت تترقب انتهاء زيارة أمير للخالة ام سامان خصوصا أن وتين قد رافقت ابنها ونوفل الى احد الأماكن الترفيهية البعيدة التي اقترحها عليها سامان .. كانت لا تزال تراقب عند الشباك وهي تُطمئن نفسها بأن وتين تنسى نفسها عندما تخرج برفقة نوفل وأنها لن تعود قبل ساعتين من الآن ... كان أمير على وشك المغادرة عندما فُتح باب البيت ليركض ( يوسف ) مندفعاً وهو يحمل في يديه العاباً له ولأولاد خالته ويناديهم بتلك اللكنة الغريبة التي تمزج بين العربية والانكليزية .

تفاجئ أمير وهو يرى ذلك الطفل المألوف الملامح وهو يركض بعفوية بإتجاه اولاد سامان ليعطيهم الهدايا التي أحضرها لهم .. التفت الى صديقه ليسأله : منو هذا؟؟

وقبل أن يجيبه سامان ،، دخلت وتين وهي تنادي ابنها محذرةً إياه من تركها والركض بمفرده فور نزوله من السيارة

:كم مرة كلتلك لا تعوفني وتنزل بوحدك تركض بالشارع ؟ إنت ليش ما تسمع الــ....

تبعثرت كلماتها عندما لاحظت بأن هناك زوجاً من العيون تراقبها،، هي تدرك بأنها ليست عيون سامان أو والدته ،، حدسها أنبأها بأنه هو من يقف هناك الى جانب سامان،،كل ما احتاجت اليه هو ثواني لتتأكد وفعلاً كان هو.. تسمرّت في مكانها ولم تلقِ حتى السلام ،،إنفصلا عن العالم للحظات وهما يرمقان بعضهما بتلك النظرات التي تحمل اسئلة وعتاباً يفوق الأربع سنوات التي قضياها في الغربة.. كان سامان ووالدته يتبادلان نظرات الحيرة فيما سيفعله هذان الساكنانْ كـصنمين...قاطعَ ذلك الصمت دخول نوفل مبتسماً عند الباب ليلقي السلام بدوره على المتواجدين

: السلام عليكم.

التفتت الى نوفل الذي إنتبه لتغير ملامحها وهي تشعر بأنها يجب أن تبتعد عنه الآن قبل أن ترتمي بين ذراعيه وتبوح بالسر الذي أخفته ولتتحمل عقابه أياً كان .. اقتربت من نوفل ونادت ابنها بصوت حازم دون ان تنطق إسمه

: تعال نطلع وية بابا للبارك .

وقبل أن يجيب ابنها بالرفض او القبول ،، أخذت يده وخرجت مع نوفل مبتعدة عن الجميع وكأنها لم تحضر الآن وكأنها لم تشعل بركاناً في قلبه.
وكعادته إدّعى اللامبالاة والتفتَ الى الخالة ام سامان : يلا خالة آني لازم اروح وان شاء الله اشوفچ المرة الجاية .
لتجيبه الخالة بحنان: ان شاء الله إبني ... تدري أم وحيد تريد تجي زيارة هالأسبوع ! اذا تريد تجي تشوفها وتسلّم عليها.
إبتسم بصعوبة: اي والله اني كلش مشتاقلها لخالة أم وحيد ،، خلاص من توصل بالسلامة لازم اجي واشوفها.

خرج من الباب الرئيسي لبيت سامان ليجدها تجلس مع نوفل في الحديقة المقابلة.. جمع كفه بقوة وهو يراهما يجلسان على إحدى المصاطب حيث تسند رأسها الى كتف نوفل الذي كان يحيط كتفها بذراعه بأخوّية لم يفهمها بما أنه يجهل هوية ذلك الشاب المرافق لمعذبته...كل ما تمناه في تلك اللحظات هو أن ينتزعها من بين ذراع ذلك الغريب وأن يعود بها الى العاصمة بل الى الشقة التي جمعتهما ليعاقبها على إختيارها حياةً جديدة مع آخر..تباً لقلبه كيف خدعه كل تلك السنوات وهو يعده بأنها لن تكون لسواه .. ليته لم يمنحها الحرية لتكون لآخر .. ليته لم يلتقيها .. بل ليتها غزت قلبه قبل أن تغزو الأوجاع حياته..

بعد دقائق تبعه سامان دون ان يبدي تعليقاً على ما حصل قبل قليل وكما توقعَ سامان كان أمير لا زال يتصرف بمكابرة وينتظر من سامان أن يكون المبادر ليُفسّر له ما رآه قبل قليل ...إبتسم سامان في سرّه وهو يرى نظرات الغيرة في عيون صديقه تجاه نسيبته وإبن خالتها..فاجئه سامان بتغيير الموضوع

: ها تروح؟
هز رأسه موافقاً وقبل ان يدخل الى السيارة حذّره سامان: أكولك من هسة التدخين بالسيارة ممنوع فإذا تريد...
ردّ بكسل :بطلت تدخين.
ليسأله سامان:معقولة؟ من ايمتة يعني؟
رد بلا مبالاة وهو يفتح باب السيارة ليدخل: من اربع سنوات.

تحركت السيارة وهو لا زال يوجه نظراته النارية الى الجالسَين هناك،، ولم تتغير نظراته حتى غيّر سامان وجهة السيارة ..كان يجلس صامتاً شارد التفكير يراقب الشارع وكأنه لم يحسب حساباً الى إنها قد نسيته أو أخرجته من حياتها..عضّ على شفتيه بغيظ ،، كيف تجرؤين على تحطيم حياتي لتبدأي حياتك الخاصة؟
عضّ باطن شفتيه مرة اخرى غيظاً من ذلك الصديق الذي لم يبح بكلمة.. ما الذي تنتظره يا سامان لتروي لي تفاصيل ما جهلته..وعندما طال الصمت قرر التنازل قليلاً ليسأل صديقه سؤالاً مبهماً دون تحديد : ما گلتلي من ايمتة هي ابيتكم؟

إبتسم سامان وهو يستمع لسؤال صديقه الذي كان لا يزال ينظر الى جهة الشارع ،،وكعادة سامان في مراوغته : منو قصدك ؟ أمي ... صارلها تقريباً ...
التفت اليه أمير مقاطعاً: سامان وجع إن شاء الله ..ما سألتك عن خالتي.
أجاب سامان ببراءة مصطنعة: لعد منو قصدك؟ مو إنت ما سألتني سؤال محدد.
ردّ بغضب: قصدي أخت مرتك.
إبتسم سامان: أخت مرتي اسمها وتين؟ صارلها تقريباً اسبوعين.
: وليش ما گلتلي من خابرتك؟
رد سامان بعتب : ليش إنت عمرك سألتني عنها؟؟
بلع ريقه ليعاود السؤال: هـذا الوياها ابنها مو؟
أجاب سامان : إي ابنها.
سأل بمرارة: شگد عمره؟
حاول سامان أن يبدو طبيعيا دون أن يفضح السر الذي يعرفه الجميع ما عداه: آ آ ... يمكن ٣ سنوات.

أنهى الحوار كما بدأه ..شعر بالإختناق ففتح نافذة السيارة لعلّه يستنشق هواءاً خالياً من ذكرها .. تباً له كيف صدّقها وهي تعترف بحبها .. وكيف كان واثقاً من ذلك الحب الذي تنطقه عيناها.. سخر من نفسه .. أيها المغرور ها هي تثبت لك بأن لا مكان لك في حياتها .. بدليل أنها هربت منك لتبدأ حياة جديدة في وقتٍ قياسيّ ..وها هو إبنها يثبت لك بسنوات عمره أنها لم تبكيك ولم تنتظر أن تسمع ندمك على ما فعلت..

قطع سامان سلسلة افكاره وهو يسأله : وين تحب نروح؟
اجابه كاذباً : نزلني يم الشقة،، هسة تذكرت عندي كم شغلة لازم اكملها.

كان سامان يعرف أن مزاج رفيقه قد تغيّر لكنه لا يملك الا الصمت فليس من حقه أن يبوح الآن بعد صمت تلك السنوات ..سينتظر ما يخبئه القدر لهذين العنيدين .






يحاسب نفسه كثيراً على تفكيره المستمر بها،، أليس من الأجدر أن تغادر قلبه للأبد.. فمكانها لم يعد معه هو.. يُقسم بأنه يحاول مراراً لكنه لا يستطيع نسيانها،، وهل سـ يستطيع يوماً؟

تمرّ الأيام وهو يلتقي سامان وجاد بإستمرار ويرى نوفل بين الحين والآخر لكنه لم يرها سوى ذلك اليوم وكأنها تتجنبه ،، أخبره سامان بأن لا أحد في البيت سواه هو ونوفل حيثُ أنّ نساء العائلة قد سافرن مع الأطفال لزيارة إحدى قريبات الخالة أم سامان والتي تملك مزرعة خاصة بها ،، وسيمضون هناك عدة أيام ..

يقف عند سور السياج الخارجي وهو ينتظر سامان ورغماً عنه يستمع لمكالمة نوفل مع زوجته تهاني.. فيظنها (هي) ليخفق قلبه بحقدٍ دفينٍ على نفسه.

نوفل بإشتياق: تونة حياتي والله مشتاقلچ ،، هيچ اهون عليچ ومتشيلين تلفون وتخابرين ؟بس لا بعدچ زعلانة مني ..
ثمّ يسألها بعتب محبب: تزعلين من نوفل؟اكو وحدة تزعل من حبيب عمرها؟

يزيد في جرعة حقده عليها.. تباً لها ولعمرها إن كانت قد استبدلته بتلك السرعة فيمَ يضيع عمره وهو يفكر بها...إبتعد عن السياج قبل أن يسمع المزيد ،، فهو لا يضمن نفسه وقتها،، فلربما حطّمَ سياج المنزل بيديه ليواجه ذلك الــ.. نوفل .. بأن لا يغترّ كثيراً بحبها ،، فهي حرباء متلونة مخادعة.

مضت الأيام وامتلأ البيت بضجيج الإطفال من جديد..يمضي هو اغلب وقته متنقلاً هنا وهناك .. يتابع اخبار المعرض الدولي ،، رآها هناك بصحبة نوفل وكانا في إنسجامٍ تام ..
يضمّ كفّيه بعصبية وهو يعتصر شريط القماش المرافق لعذاباته ..هو يجب أن يختصر من تلك الزيارة قبل أن يجن جنونه فالمكان لا يحتمل وجودهما معاً ،، لكنه لا يستطيع ان يصارح دينا والعمة انعام برغبته بقطع إجازته فهما معتمدتان على بقائه هنا.

يجلس مع سامان وجاد في احد المقاهي ..يتناقشون في مواضيع عدة ،، قطع نقاشهم صوت هاتف سامان وكانت ( هي ) على الجانب الآخر من الخط...

إبتسم سامان وهو يفتح الخط: أهلا وتين؟

لتجيب هي بخجل: هلو سامان ... مممم إنت مشغول؟
نظر الى رفيقه: خير وتين .. أكو شي؟
: اكولك الله يخليك ممكن تروح تجيب (يوسف) من الروضة لأنه نوفل طالع وما اكدر اجي بتكسي لوحدي ما اعرف المناطق.
إبتسم : اوكي اوكي مو مشكلة.
ابتسمت بامتنان: مشكور.
نهض سامان من مكانه بسرعة ، ليسأله جاد مستغرباً: وين رايح؟؟
اجاب بسرعة : اروح اجيب ابن وتين من الروضة.

تتابعت أنفاسه وشعر بالغيرة فها هي تعيش حياتها بطبيعية بينما هو حكمَ على نفسه بالوحدة..كانَ راضياً بحكم القدر في كونه يتيماً.. لكن هل كُتبَ عليه ان يعيشَ يتيماً وأن يموت وحيداً بلا زوجة او إبنٍ يُحيي ذكره،، لكنه لا يريد أيَّ زوجة ،،لن يرضى بسواها زوجةً له وأماً لأبنائه.. كيف السبيلُ إليها وقد باتت محرّمةً عليه..وهوَ من كان يُطبق جفنيه وصورتها لا تفارق خياله..كيف يغمضُ عينيه الآن وهو يتخيلها بين ذراعيّ رجلٍ آخر..إستغفر ربه في نفسه و نهض من كرسيه متحججاً
: سامان وصّلني بطريقك للشقة.
أجابه جاد: وين رايح أمير،،خلينا نرجع سوة.
أجاب بضيق: عندي صداع وأريد ارجع ارتاح .

كان الرفيقان يدركان أن ثالثهما يشعر بالضياع والألم لكنه لا يستطيع بل لا يريد الإفصاح عن تساؤلاته.. يتألمان لوضعه الحالي لكن وعدهما لـ وتين بحفظ السرّ هو ما يحولُ بينهما وبين كشفه.




وصلَ برفقة سامان حيث الروضة الاهلية،، نزل سامان من سيارته واستقبله الطفل بكل حب ،،حملهُ سامان ووضعه في الكرسي المخصص له.. سأله الطفل بتوسل

:عمو بلييز اريد كاندي..

إبتسم سامان: هااا مو بعدين امك تحاسبني؟

ابتسم بدوره ببراءة : بث كاندي وحدة بليييز.

هزّ سامان رأسه بموافقة: إنتظرني هنا اروح اجيبلك حلويات وارجع وامري لله.

اثناء ذلك نادته مديرة الروضة وهي تُسلّمه سجلاً خاصا : العفو استاذ سامان هذا الفايل الخاص بـ يوسف ،، منحتاجه بعد.

أخد الملف مشكوراً و أشار لأمير بأن يهتم بالطفل لحين عودته..كان أمير لا يزال جالسا في السيارة .. حين خانته عيناه ليسرق نظرات الى ذلك الطفل المترقب لسامان وهو ينظر من نافذة السيارة.


يبلع ريقه وهو يراه شبيهاً بأحفاد الصقر.. يفرك عينيه تكراراً وهو يسخر من نفسه.. هل رؤيتك لأولاد ياسر وباسل جعلتك تلقي ظلال شبههم على كل من تراه ،، بالطبع لا،، فهو قد رأى اولاد سامان
(هبة وإبراهيم) لكنهما لم يكونا كهذا الطفل..

سولت له نفسه أن يلتقط صورة ويحتفظ بها للأبد في جهازه ..لكن تباً فهو لم يحضر جوالّه الثاني ذو الكاميرا.. إنتبه الى الملف المطوي امامه ،، حسنا سيفتحه لربما يجد صورة هنا او هناك ،،
امتدت يده ليبعثر الاوراق التي يحويها ذاك الملف .. ارتعشت اطرافه وهو يقرأ

الإسم الكامل للطفل... يوسف أمير يوسف الصگر.

عاد لقراءة الإسم مجدداً لعل هناك خطأ ما ،، يغمض عينيه بقوة ويضغط على قلبه بقوة أكبر ... تباً لهم هل خدعوه واستغفلوه طيلة تلك السنين .تباً لك سامان تباً لك جاد والويل كل الويل لك يا ابنة السبع ...
تباً لها ان كان في قلبه مثقال ذرة من ندم فهي بفعلتها تلك قد محت كل شيء ،

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 12:14 AM   #63

Um alhasan

? العضوٌ??? » 368953
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 87
?  نُقآطِيْ » Um alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond reputeUm alhasan has a reputation beyond repute
افتراضي

كل ما اقرا هذا الفصل قلبي يوجعني عليهم خصوصا امير من يقرا اسم ابنه
العناد والكبرياء الفارغ ضيع منهم سنوات حلوة وممكن يضيع حبهم للابد


Um alhasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 12:50 AM   #64

مهندسة الماضي

? العضوٌ??? » 357409
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » مهندسة الماضي is on a distinguished road
افتراضي

😭😭😱😱
يااالطيف الطف ..
وتين جاببت لنفسها القصة هذه وهي بغنى عنها 😢😢
اتوقع امير يخطف ابنه بما انه اوراق الثبوتية معه ويخلي وتين تذوق الي ذاقة 😢😢😭😭

حرااام عليك عيني تقفلين بمشاهد مرررة مؤثرة 💔💔
في الانتظااار للفصل القادم 😔😔
اتوقع الرواية قاربت ع النهاية


مهندسة الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 05:20 PM   #65

Roro2005

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 283017
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 644
?  نُقآطِيْ » Roro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

شوق في بلد تسكنين؟؟
الفصل اقراه اكثر من مرة
مع العلم اني كنت متواجده خلال فترة التنزيل الاولى
واقرائها بنفس الاستمتاع والحلاوة...كاني اقرائها للمرة الاواى
لك اسلوب لا يمل في الكتابة
تحياااااااتي لك


Roro2005 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 11:45 PM   #66

مهندسة الماضي

? العضوٌ??? » 357409
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » مهندسة الماضي is on a distinguished road
افتراضي

مافي فصل اليوم ؟؟؟؟!!
😱😱😢😢😢💔💔


مهندسة الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 12:34 AM   #67

roaa14

? العضوٌ??? » 335846
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 189
?  نُقآطِيْ » roaa14 is on a distinguished road
افتراضي

حلوووووووووووووة قصة الرواية

roaa14 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 12:37 AM   #68

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um alhasan مشاهدة المشاركة
كل ما اقرا هذا الفصل قلبي يوجعني عليهم خصوصا امير من يقرا اسم ابنه
العناد والكبرياء الفارغ ضيع منهم سنوات حلوة وممكن يضيع حبهم للابد
سلامة قلبج حبي
فعلا ياما اضاع الكبرياء والعناد حب سنوات وتسبب بتشتيت عوائل كاملة
منورة يعمري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهندسة الماضي مشاهدة المشاركة
😭😭😱😱
يااالطيف الطف ..
وتين جاببت لنفسها القصة هذه وهي بغنى عنها 😢😢
اتوقع امير يخطف ابنه بما انه اوراق الثبوتية معه ويخلي وتين تذوق الي ذاقة 😢😢😭😭

حرااام عليك عيني تقفلين بمشاهد مرررة مؤثرة 💔💔
في الانتظااار للفصل القادم 😔😔
اتوقع الرواية قاربت ع النهاية
حياتي انتي
ايضا وتين معذورة بإخفائها موضوع الحمل بسبب موقفه منها .. هي قدمت له كل شيء وكانت تتوقع ان يسأل ولو مرة لكنه عنيد مثلها بل واكثر ولهذا اكتشف ما اكتشفه بالصدفة
انتظريني مع الفصل الاخير والخاتمة حبيبتي
منورة بحضورج حبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roro2005 مشاهدة المشاركة
شوق في بلد تسكنين؟؟
الفصل اقراه اكثر من مرة
مع العلم اني كنت متواجده خلال فترة التنزيل الاولى
واقرائها بنفس الاستمتاع والحلاوة...كاني اقرائها للمرة الاواى
لك اسلوب لا يمل في الكتابة
تحياااااااتي لك
حبيبتي الغالية
يسعدني كلامج الرائع ويملأني الفخر ان تكون لكلماتي تأثير محبب للنفوس
يسعدني حضورج جدا جدا
وبالنسبة لسؤالك
انا مقيمة في اميركا ووقتي مختلف قليلا عنكم وتم تغيير الساعة للتوقيت الشتوي لذا تأخرت هاليومين عنكم
وهذا الفصل الاخير والخاتمة بين يديكم الان
تقبلو حبي وامتناني لحضوركم


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 12:38 AM   #69

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس عشر


عاد لقراءة الإسم مجدداً لعل هناك خطأ ما ،، يغمض عينيه بقوة ويضغط على قلبه بقوة أكبر ... تباً لهم هل خدعوه واستغفلوه طيلة تلك السنين .تباً لك سامان تباً لك جاد والويل كل الويل لك يا ابنة السبع ...
تباً لها ان كان في قلبه مثقال ذرة من ندم فهي بفعلتها تلك قد محت كل شيء ،
كيف تجرؤ على ان تخفي عنه ابنه .. بل كيف اقنعت صاحبيه بأن يفعلا المثل فيخدعوه كما فعلت .. حمل الملف بما يحتويه بيديه ونزل بهدوء ،، توجه حيث يجلس ذلك الطفل البرئ وحمله بين ذراعيه بهدوء.

عاد سامان الى السيارة وهو يحمل كيس الحلويات لكنه لم يجد امير او الطفل ،، التفت يميناً ويساراً لعلّه يجدهما ..إتصل بأمير هاتفياً ليأتيه الرد الساخر من الطرف الآخر
:اهلاً وسهلاً بصديقي وأخوية الوفي.
استغرب لهجة السخرية في كلام امير: خير امير صاير شي؟
أجابه بعصبية :يعني ما استحيت على نفسك سامان وانت تضحك علية كل هالسنوات،، ولك اشون گدرت ؟هذا وإنت أب وعندك جهال.
اغمض سامان عينيه ،، اذن فقد انكشف المخفي :امير خليني افهّمك شي.

اجاب بعصبية: تفهّمني شنو سامان؟ خلاص تأخرت .. بس روح كوللها لبت فيصل السبع بعد والله والله بعالي سماه تحلم تشوفـ...


:كافي صياح وخبال امير ولتظل ماخذنا بعصبيتك وحلفانك الباطل ،، انت اللي ما سألت عنها ولا تريد تعرف أخبارها.. شتريد منها؟ تجي تبوس ايدك حتى تسال عنها ؟

:يعني هسة انت َ وياها؟
:اني وية الحق.
:ولك يا حق هذا اللي حرمتوني بيه من ابني اربع سنوات ما اعرف عنه شي.
:إحنة ما حرمناك من شي،، انت اللي حرمت نفسك لا تسأل عنها ولا تفكر شصار بحياتها بعد المصيبة اللي سويتها..
قاطعه بغضب: سامان عوفني هسة لخاطر الله.

اغلق الهاتف مع سامان ليرده اتصال آخر من جاد..اجاب ساخراً : هلا والله بشيخ جاد.وصلتك الإخبار اكيد ،، لو انت حالك حالهم ضحكتو علية كل هالسنوات.
أجابه جاد بهدوء : محّد ضحك عليك سيد امير ،، بس إنت شايف نفسك معصوم ومتغلط.
رفع حاجبه: لو بس اعرف بنات فيصل السبع شسوولكم وغيروكم انت وسامان،، شبيكم وياية اريد اعرف؟
: اول شي عوف بنات فيصل السبع بحالهن ،، وتعال فهمني شنو ناوي تسوّي بعد اللي سويته؟
:ها هسة صارت هي الضحية ؟
:اي طبعا ضحية لان لو راجعت نفسك وفكّرت شنو سويت بيها چان رحمتها عالاقل ،، وتين اللي هسة ناوي تعذبها ضحت لخاطرك بهواية اشياء واولهم اهلها وبعدين سمعتها ووظيفتها وراحت نفت نفسها بعيد حتى تبعد عن كلام الناس وقسوتهم بعد قصة خطفها اللي لحد الان محد يعرف سرها..ومن عرفت هي حامل بابنك اصرت تحتفظ بيه رغم ماكو ولا شي يخليها تحتفظ بطفل من زواج انت نفسك مو معترف بيه .يعني واحد بمكانك يحمد الله ويشكره عنده هيج انسانة وفية وتحبه لهالدرجة بس انت متستاهلها ..اريد اعرف وين دمك الحار وين غيرتك ؟ تتصور لو سيد صگر عايش يقبل باللي تسويه ابنات الناس؟ يعني وحدة تطلع من بيت اهلها ترجع حامل اشون تقبلها امير؟
اجاب مدافعاً عن نفسه : بس آني تزوجتها على سنة الله ورسوله.
ليجيبه جاد: تزوجتها وطلگتها بدون محّد يدري..وإنتَ تعرف الناس ميصدگون الا اللي يشوفوه.

كلمات جاد كانت تنهش بجدار قلبه ،، هل آذاها الى تلك الدرجة؟ ألمْ تشكُ اليه يوماً من ظلم الناس لها والخوض في سمعتها..هل ساهم بفعلته الحمقاء في ترسيخ اتهامات الناس بحقها..
لم انقلب الوضع الآن ؟ لم اصبحت هي الضحية ..هل حقاً ظلمها ويريد الاستمرار بهذا الانتقام .. يصر على اسنانه فقط لو يخلو العالم الا منهما لو كانت معه الان لصارحها بكل ما يعتمل في قلبه لعاقبها او ربما لقتلها شوقاً لكنها تنأى بنفسها بعيدا عنه كملكة مبجلة يحيط جلالتها كوكبة من الحراس الذين يخشون عليها منه هو.

كانت تجلس مع اختها والخالة ام سامان في الصالة عندما دخل سامان خالي الوفاض الا من كيس الحلويات الذي تلقفته يد طفليه نهضت بلهفة :وين يوسف؟


كان قد وصل عند بيت العمة انعام وبصحبته ابنه،، دخل الي الصالة وهو يمسك بيد ذلك الطفل الذي بدا شكله مألوفاً...ابتسمت العمة انعام للطفل ونظرت الى امير وهي تساله
: هذا ابن ياسر لو ابن باسل؟ شجابهم لأربيل؟

جلس امير وأجلس الطفل بحضنه وهو ينزع الغلاف عن الشوكلاتة التي أحضرها له والتفت الى العمة وسألها بغموض :يعني حتى إنتي تگولين هالطفل من بيت الصگر؟
قطبت حاجبيها مستغربة :امير شبيك ؟ خوفتني..احچي منو هالطفل؟ وشجابه وياك ؟وين اهله؟
تنهد بغيض : راح تصدكيني إذا گلتلچ هذا الطفل ابني ؟
سألت بإستغراب: ابنك؟
أومأ موافقاً: اي ابني ..من بت فيصل السبع..
سألته العمة: ليش وين لگيت بت فيصل السبع؟ قصدي انت تعرف لو شنو القصة اريد افتهم.

كانت دينا تقف عند باب الصالة عندما مسحت دموعها بخفة وهي توجه سؤالها لأمير
: يعني زواجكم ما چان عالورق و بس؟ اشون سمحت لنفسك وانت نيتك تطلگها؟
نظر لها بحدّة فليس من حقها ان تناقشه في موضوع لا يخصها اصلاً.. ان كان زواجه شفهياً أو فعلياً فهو حقاً لا يهتم برأي أحد ..نهض وهو يوجه كلامه دون تحديد: أتصور هذا موضوع خاص بية لوحدي.. ومن ثم توجه بكلامه للعمة انعام وهو يشير لآدم بمشاركة اللعب مع الضيف الجديد
: عمة بس اريده يلعب وية آدم.. راح اروح ساعة للشقة وارجع ،، اريد احجي وياج بموضوع مهم.. بس ديري بالچ عليه.


كان يجمع بعض اغراضه وقد عزم ان يقضي ليلته مع ابنه في بيت العمة انعام حيث لا خبرة له بالتعامل مع الأطفال بمثل هذا السن..وهناك أيضاً سيصارح العمة أنعام ببعض أفكاره ويستشيرها فيما سيفعله..
طرقٌ مضطرب على باب شقته انبأه بأنها هي من تقف خلف الباب.. فتح باب شقته لتدخل بإندفاع وهي تبحث في تلك الشقة الصغيرة :ابني وينه ؟وين وديته؟
نسيَ ما عاهد به نفسه عند لقائها فأجاب بعصبية: الچ عين تجين وتسألين عنه بعد اللي سويتيه؟
صرخت بوجهه وهي تشير بيدها : امير احسنلك تجيبلي ابني هسة ؟
:وإذا ما جبته شتسوين يعني؟
: اذا ما جبته هسه اخابر الاسايش( الشرطة المحلية) يجون ياخذوك.
اجاب بسخرية: لا والله خوفتيني حيل.
لتصرخ بتهديد: اخابر السفارة الكندية واسويلك قضية وأخليهم يحبسوك .
:لو تخابرين الامم المتحدة هم ما راح تشوفيه.

ضربت صدره بقوة: گلتلك اريد ابني.. مو كافي حرمتني من ابوية هم تريد تحرمني من إبني.

التفت الى سامان الذي انتبه له الآن :اگولك اخذ اخت مرتك واطلع منا.
رد سامان بغضب: ما راح نطلع الا ويانة الطفل.
التفتت هي الى سامان بتوسل : سامان الله يخليك خليه ينطيني ابني.
عاد فوجّه كلامه الى سامان:سامان گول لاخت مرتك ابني رجعلي.. خلي تروح تشوف حياتها وتنساه.
خاطبته بغضب: انساه شنو ؟ : والله هسة اخابر الشرطة يجون ياخذوك.
التفت لها :اي ولا تنسين تگوليلهم اخذ ابنه.
أجابت بهستيرية:لا مو ابنك! أشون تأكدت هو إبنك؟
كانت تتكلم بلا وعي عندما صرخ بها سامان لترحم نفسها من الاتهامات الجائرة بحق نفسها
:وتين كافي.. حرام عليج .
ومن ثم توجه نحو امير: امير اعقلْ وانطينا الطفل وتعال نتفاهم بالبيت.
ردت بعصبية: ماكو تفاهم على شي،، گلتلك يوسف مو ابنك..
رفع حاجبه بسخرية: لعد ابن منو؟
:انت معليك بس هو مو ابنك .
توسلها سامان وهو يبعد أمير بغضب : وتين كافي عاد..أمير ارحمها كافي اللي سويته.
لتؤكد بجنون :اي سامان ...يوسف مو ابن امير بس اني سجلته باسمه لأن لأن ...
امسك هذه المرة ذراعها ليوقف جنونها :اذبحج والله اذبحج اذا ما تسكتين.
: أريد إبني.. انطيني ابني .. وين اخذته؟

رن هاتفها لتبتعد وهي تمسح دموعها : هلا نوفل ..لا والله بعدني ما شفته .
:...............
:لالا حبيبي ماكو داعي تجي لأنه ....

ضرب يدها بغضب ليسقط الهاتف وينشطر الى قطع صغيرة :گولي لحبيبچ لا يتدخل بشي يخص إبني .
: نوفل هو اللي مربيه وبكيفه يتدخل.
:بكيفه هذا هناك.. ابيتكم ،،ابغرفتكم مو هنا يمي.
:شنو قصدك؟
:قصدي ابني رجعلي وانتي ارجعي لحبيبج هناك وخلّفي منه ان شا الله عشر ولد بس إبني تنسيه .

استغرب سامان ردة فعله لكن حيرته تبددت حين تذكّر بأن أمير يظن بأن نوفل ليس سوى زوجها وهم لم يؤكدوا أو ينفوا له ظنونه.. لكن ربما حان الوقت الآن.

صرخ به سامان: امير شدتحجي انت.
:سامان انت اسكت حسابي وياك بعدين .
:لا اكيد تخبلت..
:لا ما تخبلت بس دا احجي بالشرع والقانون ابني من حقي اذا امه تزوجت وشافت حياتها.

كانت تنظر لملامحه المفعمة بالغيرة بذهول.. نعم هو لا يزال يتصرف بدافع الغيرة المجنونة يرافقها الشكّ الذي يحاصرها به .
:ومنو گال وتين تزوجت؟
:ليش ما سمعت حبيبها اللي هسة خابرها حتى يطمن على ابنها.
اثارت غيضه: اي حبيبي وغصباً عنك.
:حبيبج لو بيه خير مو يعوف مرته بوحدها بهالموقف بس طبعا ما يهمه لأن الطفل مو ابنه .
أجابت بهدوء :حبيبي اللي هسة خابرني يصير اخوية.
ردّ بسخرية :لا والله ؟وهاي شنو قصة جديدة راح تألفيها وتريديني أصدگها؟

التفتت الى سامان وكأنها تطلب منه العون لتوضيح الموقف:نوفل يصير اخوهم بالرضاعة.

التفت عنهما بظهره وهو يمسح وجهه بكفيه ويكرر الاستغفار يا الهي لمَ يعاقبوه بتلك الطريقة لم يثيروا جنونه وغيرته ومن ثم ببساطة يصعقوه بحقيقة كونه غبياً.. نعم هو ليس سوى غبي ارهقه عشق ابنة عدوه فحاول الإنتقام منها واذا به ينتقم من نفسه .التفت اليها وهو لا يزال في حالة الذهول التي اصابته بعد اكتشافه الحقيقة التي اخفتها عنه: ليش هيج دتسوين بية ؟كل هذا انتقام ؟ مو كافي اللي سويتيه من دخلتي حياتي لليوم ..
كان كلامه عتاباً أكثر منه غضباً تفهم هي نبرته فاغمضت عينيها تأثراً ..نعم هي قد قست عليه رغماً عنها لكنها لم ترد ان تخفي عنه ابنه اكثر من تلك الفترة وايضا لم تشأ ان يكتشف ابنه بتلك الطريقة القاسية.. طلبت بتوسل وبصوت أرهقه :امير الله يخليك بس خليني اشوف ابني.

هويجب ان يستسلم لتلك العينين ولتلك التعويذة ..هو لن يستمر بتعذيبها وتعذيب نفسه أكثر ..
سيكافئها انها لم تمنح نفسها لسواه يوماً ..كان ينظر لملامحها بشغف..هل يلاحظ شحوب وجهها وكأنها ستفقد وعيها ام انه هو من سيفقد وعيه لهول الحقائق التي تلقاها اليوم..

انتقل الجميع بسيارة سامان حيث بيت العمة انعام وهناك استقبلتهم دينا عندما فتحت الباب وهي ترتدي بنطالها الجينز وقميصها المخطط ...لم تأبه ان تلقي السلام على تلك الغريبة والمرأة الاكبر سنا التي تقف بجانبها بل كل ما قالته : إبني وين؟ أريد أشوف إبني..

فاجئها طفل صغير وهو يخرج من الغرفة مندفعاً بإتجاه امير الذي فتح له ذراعيه بـودّ

وقفت عند باب الغرفة لتنظر لأبنها المشغول باللعب بقطار كبير يتحرك بالريموت كنترول
نظرلها طفلها وكأنه يخبرها بان لا خطرَ عليه هنا فاولئك هم اهله ..ابتسمت له لكنها لم تقترب منه لئلا تشعره بالفزع من بكائها ...حتى اذا اطمأنت الا خوف على وحيدها التفتت الى الجمع المتسمرون في الصالة ...هنا استعادت رشدها هي حقا لا تعرف اين هي ومن يكون هؤلاء ؟لا تذكر شيئا بإستثناء فاتنة جميلة انيقة بشعر كستنائي تقف بالقرب من امير وطفل صغير لا زال بالقرب منه. تباً هل تلك الجميلة هي زوجته وهذا الطفل هو ابنه..تقارن بين ملامحها الشاحبة وهي تنظر بغيرة الى تلك الفاتنة التي كانت توجه نظراتها بإتجاه امير في حين كان هو يملي ناظريه من غيرة معشوقته الواضحة على ملامحها المتعبة ..وكأنهم في حلقة من النظرات غير المتكافئة ..يعترف لنفسه بأنه يهيم بها عشقا،، وكذبَ من قال بأن البعيد عن العين بعيد عن القلب..فالمسافات لم تغير مشاعرهما...واخيرا التقت عيناهما لكن نظراتها بدت مختلفة حزينة عاتبة رمشت مرات عديدة وهي عاجزة عن نطق السؤال الذي يدور بخلدها إن كان قد نسيها وهام بأخرى وقبل ان يجيب عن سؤالها فقدت توازنها وهي تهمس بإسمه بصوت لم يسمعه سواها..

تقدم بخطوات سريعة نحوها هو وسامان الذي حاول رفعها عن الارض ليصرخ بجنون :سامان عوفها .

:امير مو وكتك هسة.. البنية صار عدهة انهيار ،، شنو انتظرها لما تموت حتى ترتاح حضرتك.

:كلتلك عوفها اني اشيلها.

ارتبكت كل من العمة انعام ودينا وهما يلاحظان الصراع بين الصديقين حول تلك المجهولة ،
جثا على ركبتيه وهو يحاول رفعها عن الارض برفق لكنها كانت غائبة عن الوعي ..
ضرب بكفه على وجهها برفق : وطــن لج كعدي غبية مو وكتها والله،،خلاص اخذي ابنج بس لتسوين بية هيج لخاطر الله .
حملها بين ذراعيه و نظر باتجاه العمة انعام متجاهلا دينا ودموعها :عمة بس ديري بالج عالطفل الى ان ارجع .



اغلقتا الباب خلفه لترتمي دينا في حضن امها التي خاطبتها :اي ابچي،، احسنلج تبچين لانه جان لازم تشوفين هالشي من زمان.. امير مو الج دينا وكلنا نعرف بهالشي الا انتي ظليتي ماشية ورة حلم.

:كلشي توقعت الا يطلع أمير يحب بت فيصل السبع !شفتيه اشون خايف عليها؟ اشون يعاملها؟
عمري ما شفته منهار هالشكل حتى بيوم وفاة همسة... بس اشون يعني؟

:اي شفته ومحد يلومه ومحد يعرف ظروفهم اشون التقو واشون حبو بعض ..كم مرة كلتلج ديري بالج على جلال هو الوحيد اللي يحبج ويخاف عليج بس عنادية واللي براسج براسج.

اغمضت عينيها وهي تبكي :موبيدي والله مو بيدي .
:بلي بيدج والولد ما ضحك عليج من زمان وهو يبعدج عنه ويعتبرچ مثل اخته بس انتي الله يهديچ .

وفي هذه الأثناء رنّ هاتف العمة انعام وكان المتصل جلال نظرت الى ابنتها وهي تحتضنها بصدق : اهلا جلال.. ابن الحلال بذكرك هسة بسيرتك اني ودينا.
ابتسمَ بحبور :دينا يمچ ؟
:اي يمي ..تريد تحچي وياها.
:اذا ما عدها مانع.

مسحت دموعها واخذت الهاتف من يد امها لربما حان الوقت لانقاذ ما تبقي من كرامتها بعد ان اكتشفت ان قلب امير قد اصبح لغيرها بل الأصح انه لم يكن لها منذ الازل .






فتحت وتين عينيها لتجد اختها تجلس بانتظارها ابتسمت بحب لتبادلها اختها الابتسامة
:ها حبي تونة الحمد لله عالسلامة.
استعدلت في جلستها بمساعدة اختها :الله يسلمج دوقة.
طرق سامان الباب وهو يدخل برفقة الطبيب الذي تأكد من سلامتها
وجهت نظراتها الى سامان: يوسف وينه؟
:لتخافين يوسف بالبيت وية نوفل.

رغم اطمئنانها على ابنها الا ان نبضة تائهة طرأت على قلبها بحثاً عن أمير
ابتسم سامان : وحتى ردت اجيبه وياية حتى تشوفيه بس ....

قاطعته :لالالا ،،،أحسن ما جبته وياك لأنه عنده يتحسس من ريحة المستشفى.

قطب جبينه متعجباً وقال كلمته قاصداً اسماعها :سبحان الله،، من شابه أباه فما ظلم .

تنهدت بهدوء وتلاحقت الاسئلة الخفية وقبل ان تسأل بادرها سامان: تعرفين انه امير عنده حساسية من ريحة المستشفى؟
بلعت ريقها واومأت بالنفي...قاطعتهما ودق متسائلة : اشون عنده حساسية وهو باقي بالمستشفى وياك؟
:هو هنا حتى يطمن على وتين.
عضت وتين على باطن شفتيها..عندها طلب سامان من ودق ان تساعد وتين في الاستعداد للخروج من المستشفى.اجابت بالموافقة وهي تمني قلبها بأنها ستراه عندما تخطو خارج اسوار غرفةالمستشفى.
كان سامان يدرك ان ما تعرضت له وتين كان بسبب قلقها اولاً وغيرتها الواضحة ثانياً.. هل حقاً ظنّت لوهلة ان أمير قد إرتبط بسواها؟يا لعقول النساء وغيرتهنّ..
ولأنه يدرك ان الاخوات لا يخفين الأسرار عن بعضهن لذا فقد صارح ودق بكل شيء حول هوية العائلة والفتاة التي قابلتها وتين وبأنها ليست سوى احدى قريبات أمير ..







كانت تقف في حديقة المستشفى بإنتظار اختها وزوج اختها عندما تقدم هو بخطواتٍ تتسابق مع نبضات قلبه ليبادرها بصوته الهادئ الذي اشتاقته : السلام عليكم؟
التفتت اليه وقد أدركت للتو سبب طلب زوج اختها ان تنتظرهم في هذا المكان لحين احضار السيارة من گراج المستشفى رغم أنه لا يبعد كثيراً عن الحديقة
اعاد صوته على مسامعها بصيغةٍ أخرى: إشونج وطن؟
أغمضت عينيها للحظات وكأنها تبحث عن اجابة لسؤاله الصعب وأخيراً أجابته بنظراتها المعاتبة
: من عرفتك وآني مريضة .
ليرد هو بنظرة مريرة وعتب قاسي: وآني من عرفتچ وآني ميت.

ودون استئذان كانت دموعها تتسابق على وجنتيها ليفاجئها بعتاب : ليش ذبحتيني وطن؟ فوگ مو أهلچ ذبحوني من الوريد للوريد؟

آلمها كلامه لكنها ردت : إنتَ اللي بعتني امير؟

: آني ما بعتچ ، إنتي اللي عفتيني ورحتي وية ....

قاطعته : يعني شــتريدني اسوي بالضبط؟؟

: بس انتي وعدتيني متعوفيني .

لتجيبه: بس هذا ابوية امير، اشون تحطني بموقف اختار بينك وبينه ،، مستحيل.

: ومن طردچ ليش ما رجعتيلي؟

اجابت بشهقة باكية : اشون ارجعلك وإنتَ طلگتني گدامه،، اشون تريدني اطعن ابوية مرتين؟
مو كافي اللي شافه مني وسمعه منك ؟مو كافي الرعب اللي عاشه وهو يتصور بنته مخطوفة وبالأخير يجي يلاگيها متزوجة من واحد غريب..طول عمري ما راح انسى نظرته المكسورة..آني خيبت ظنهم كلهم لأن اعرف نفسي أنانية وفضلت نفسي عالكل .

عقد حاجبيه

لترد ببكاء متقطع : اي آني انانية وأكبر أنانية ،، لأن چان أكدر اسوي اي شي يحافظ على سمعتي وسمعة اهلي وخواتي.. چنت اكدر ارفض هالزواج واعرفك متغصبني على شي بس مشيت ورة هذا (واشارت الى قلبها بقوة وكأنها تحاول انتزاعه) ونسيت كل شي بالدنيا.

اغمض عينيه وضرب على الشجرة التي كانا يقفان عندها بقوة خدشت كفه : وهسة ندمانة أكيد؟

اراحته من حيث لا تدري بإعتراف لسانها رغم علمها بأنه يعرف كل ما ستبوح به ،، أجابته وهي تمسح دموعها : أكذب عليك اذا كلتلك حسيت بالندم لحظة وحدة ( والتفتت اليه بنظرة واثقة أطاحت بتماسكه ) آني من حبيتك وآني عايشة على أمل يجمعنا شي بسيط حتى لو صورة،، اشون اندم وإنتَ انطيتني احلى هدية،، هدية خلّت اللي بيناتنا فد شي حقيقي مو حلم مستحيل .

وتكلمت بحب عن ابنهما : يوسف خلّاني اعيش وياه يوم بيوم ،، متتصور فرحتي من سمعت انه اني حامل منك ،ومتتصور شكد صعب اتخذ قرار انه احافظ عليه واختار اعيش بالمنفى بعيد عن اهلي وناسي بس حتى احتفظ بقطعة منك ..ياما حچيتله عنك وهو صغير..وياما وعدته انه بيوم من الايام بابا راح يرجع من السفر حتى يشوفه.
اغمض عينيه بمرارة: وردتي تحرميني منه؟
لتجيبه بعتب: انت اللي ما سألت عني أمير رغم اكو اكثر من طريقة تكدر تعرف بيها اخباري ،، بس كأنه ما صدكت تطردني من حياتك .
ولتغرس خنجرها اكثر: بس يمكن حقك ..ما دام شفت وحدة متمسكة بيك رغم كل قسوتك وتصرفاتك ورغم كل الضغوطات اللي تعرضتلها،، وحدة عاندت اهلها ومكانتهم حتى تتمسك بعلاقة هشة مالها أساس .. والله حقك تملّ مني .


لا يدرك نوع الحماقات التي تتفوه بها ،، عن أيّ مللٍ تتحدث وهو الذي كان سيموت شوقاً وكبرياءاً ليعرف اخبارها ،، إستشاط غيظاً وهو يحذرها بصوته : وَطـــَن .

صوت هاتفها قطع نقاشهما ،، إبتعدت خطوات وهي ترى الإسم البارز على شاشة الهاتف
( الأستاذ غالب) ،، إبتسمت لا إرادياً بخجل وفتحت الخط لتجيب على الطرف الثاني تحت انظاره المستغربة وأُذُنه المستمعة للحوار .. سعلت بخفة وكأنها تحاول ان يكون صوتها طبيعياً أجابت بأدب

: اهلا استاذ غالب .
: ......
: الحمد لله هسة احسن ،، اشكرك .
:.......
اجابت مبتسمة: لا والله ماكو شي اطمئن استاذ.
:......
إرتبكت وهي تجيبه : آآ،، حتى آني مشتاقة لسارة ،، كلش سلملي عليها وان شاء الله اشوفها عن قريب .
:......
:اشكرك استاذ غالب عالمكالمة ،، تعبتك وياية .الله معاك.


أغلقت الخط لتجد أن المسافة بينهما قد تقلصت حتى باتت خطوتين لا اكثر ،، لمحت إشتعال عينيه غضباً وغيرة تدركهما جيداً ،، إبتسمت في سرّها فهي تعترف بأنها ارادت أن تثير غيرته بكلامها المختصر مع مديرها وها هي قد فعلت .إقترب منها ليسألها بتملّك
: هذا منو ؟؟
ابتعدت قليلاً وهي تحاول تصنّع العفوية لتجيبه بإختصار زاد اشتعال النيران بصدره: هذا استاذ غالب رئيس القسم اللي نشتغل بيه اني ونوفل.
عاد ليسألها بعصبية : إي وشيريد منچ؟
: ميريد شي بس راد يطمن علية لأنه نوفل بلّغه انه آني بالمستشفى.
رفع حاجبه بسخرية : هااا ما شاء الله ،،وهذا رئيس القسم هيج يتعامل وية الكل يعني لو بس ،،،،
استشاطت غضباً: أمير دا اكولك هذا زميلنا بالشغل ماكو داعي لتلميحاتك .
تتابعت انفاسه وهو يسألها : و منو سارة ؟ مرته؟؟
عضت على شفتيها لتجيب: لا ،، سارة بنته.
ليسألها: ومرته وين ؟
: آ آ... استاذ غالب منفصل عن مرته.
اطبق شفتيه بغضب ليتكلم بعصبية: آها ،، هسة افتهمت.
إذن فذلك هو رئيس القسم الذي يحوم حولها حسب ما اخبره سامان عندما عاتبه بشدة وقت انهيارها،، والذي تقدم لخطبتها مراتٍ عدة لكنها رفضت والآن تدّعي البراءة أمامه لكنه لن يسمح لها بالإبتعاد ،، ليس بعد أن اصبح هناك ما يربط بينهما وللأبد .

اخافتها قوة نظراته لتسأل بارتباك : افتهمت شنو؟ ليش هيچ تباوعلي؟
: مو هو هذا نفسه اللي خطبچ اكثر من مرة وانتي رفضتيه ... شكو لازگ شنو ما عنده كرامة؟
ردّت بإحتجاج : عيب عليك تحچي عن الرجّال وانت اصلاً متعرفه ..وبعدين آني ما رفضته بس دا افكر بالموضوع .
هذه المره اثارت جنونه للدرجة التي امسك بها بذراعها وهو يصرخ بصوت مكتوم: حتى أكسر راسچ وطن .
شهقت وهي تفتح عينها فأكمل بغضب: اسمعي وطن.. اريدچ تفتهمين انه لا راغب ولا غيره يكدر ياخذج مني بعد.. ولعلمج باچر نروح للمحكمة ونعقد وترجعون انتي وإبني وياية افتهمتي .

لا تعرف هل تفرح ام تغضب للطريقة التي يعلن فيها امتلاكها لتجيب مصححة الإسم: اسمه غالب مو راغب .

ضغط بقوة على ذراعها : غالب ، راغب ،، زززفت،، لتجيبين اسمه على لسانچ افتهمتي ؟؟

اجابت بعصبية : وانت ليش متصور راح اوافق عاللي تريده .
:توافقين وغصبا عنج.
:والله اذا بقى هذا اسلوبك لا تحلم ارجعلك.
:وطن لتختبرين صبري.
:يعني شتريد تسوي بعد؟ تهجرني اكثر من هالسنوات ؟ .كلشي تريده بكيفك وعلى مزاجك وناسي انه كلشي ممكن يتغير حتى المشاعر وانت بعدك مثل ما عرفتك ما تغيرت.
:ولا ناوي اتغير وانتي حبيتيني مثل ما آني شكو هاللغوة ( الثرثرة) الزايدة بعد.

اجابت بتمرد: اي وإذا حبيتك راح تذلني يعني..
قاطعها بعصبية : يعني غيرتي عليچ تسميها مذلة!
نظرت له بحيرة فأجابها معترفاً:اي أغار عليچ مو اليوم والبارحة.. وانتي أكثر وحدة تعرفين هالشي.
حاولت ان تبتعد لكنه أمسك بذراعها و همس بألم: مو كافي الوقت اللي راح مني ومنچ ،،وطن اني تعبان ومحتاجلچ ..كافي عناد ما تعبتي.

تنهدت براحة بعد اعترافه المنهك بإحتياجه اليها هي دون حتى ان يذكر ابنه

ارتجفت شفاهها وهي تلحظ ضغطه على ذراعها: أمير الله يخليك..إنطيني وقت.


كان سامان مترقباً للصراع بين هذين العاشقين المجنونين ببعضهما..لكنه لا يرضى بأن يستمرا هكذا دون رابط رسمي او شرعي بينهما ،،تنهد بغيظ من أمير الذي استأذنه ليسمح له بلقائها قبل خروجها من المستشفى لكنه حذّره من الإقتراب منها وترك مسافة بينهما لكنه يرى العكس تماماً .. فها هما يقفان قريبين جداً من بعضهما بل وها هو أمير يمسك بذراعها ولم يحررها من قبضته سوى من ثوانٍ قليلة والأغرب تلك الهالة من الهدوء العجيب والتفاهم بالنظرات الذي يحيط بينهما .

اقترب منهما وسعل بخفة لينبههما على وجوده ،، ابتعدا عن بعضهما تلقائياً .. إبتسم سامان بتفهّم وهو يوجه نظراته لـ وتين : جاهزة وتين ؟
اومأت برأسها موافقة.. وتجاوزتهما بخطوات هادئة حتى اذا ابتعدت عنهما قليلاً ،، عاد سامان ليوجه كلامه لـ أمير : ها اتفقتو على شي؟

أجاب وهو لا زال يراقبها بنظراته : إن شاء الله خير .

: تحب تجي ويانا اوصلك؟

أغرته تلك الفكرة لكنه حقا لا يريد الضغط على أفكارها أكثر مما فعله خلال هذين اليومين ..إبتعد بخطواته
: لا ،،، اخذو راحتكم ،، بس ديروا بالكم عليها.





أحس بحاجته الى ان يكون بمفرده ،، يذرع الشوارع المختلفة وهو يشعر بإختلاف الهواء الذي يتنفسه ..يكرر الحمد مراتٍ متتالية ..كم يشعر بالإمتنان نحوها ..فلولا وجودها في حياته ووفائها له لكان الآن في عداد الأموات.





بعد كلامهما ونقاشهما في حديقة المستشفى ،، تأكد بأنه لم يمنحها فرصة للفرح كباقي الفتيات فحبهما وزواجهما وطلاقهما وحتى ولادة إبنهما كانت من اغرب ما يكون.. هو يريد أن يبدأ معها خطوة بخطوة .. سيطلب من العمة أنعام أن ترافقه ليطلب يدها من أخيها وسامان.. رغم انه متأكد من جوابها..دخل الى الحديقة وجلس على أحد الكراسي وهو متصور بان العمة انعام في الداخل لتفاجئه دينا: ماما مو هنا.
نهض من مكانه : خلاص لعد اجي وقت ثاني.
كان سيخرج من الباب الرئيسي عندما فاجئته بسؤالها: شمعني حبيت بت فيصل السبع وشنو فرقها عن غيرها؟

تنهد بقوة وهو لا يزال يوليها ظهره هل يعترف لها بانها كانت له وطنا بلا شروط وبلا هوية؟ هل يعترف بأنها منحته الحياة وأنعشت قلبه من نظرة فقط حين اشعرته بأهميته وانسانيته دون التفكير فيمن يكون.

التفت اليها : شي واحد اريدج تعرفيه دينا..انه الخلل مو بيچ انتي.. بس اني انسان ما اغير قناعاتي بسهولة ،، ومن البداية رفضت اي نوع من العلاقة بيناتنا ما عدا انه نكون اخوة ..

:بس من حبيت بت فيصل السبع كلشي تغير ؟والدليل طلگتها وظليت عايش على ذكراها اربع سنوات.
:اصلا علاقتي بوطن اعقد مما تتصورين...احس كلشي صار مو بإختيارنا ولا بإرادتنا .. علاقتنا شي اقوى مني ومنها..وبعدين اني عمري ما رفضتها ولا طلعتها من حياتي.
اغمضت عينيها وهي تستمع لدفئ كلماته عن تلك التي لم تعرفها سوى لدقائق
وجهت نظراتها للفراغ وهي تهمس بشرود: الله يسعدكم .
هزّ رأسه بإمتنان وقبل ان يخرج من الباب الرئيسي فاجئته بالخبر الذي لم يتوقعه
:بعد يومين يوصل جلال.
ردَّ بإرتياح :ابو آدم؟
:امممم،، واحتمال أرجع وياه لندن ،، ما عندي شي يخليني أنتظر هنا.

هو يدرك بأنها مجروحة منه لكنه مستعد لأن يجود بكل شيء الا قلبه فهو لم يعد ملكه الآن...
ابتسم وهو يفتح الباب مودعاً: الله يسعدكم دينا..وإن شاء الله اجي بنفسي واشوف جلال قبل لتسافرون .

بلعت ريقها : إن شاء الله

خرج من الباب وهو يتنفس الصعداء فهو بحق لا يريد خسارة دينا كأخت او ابنة
عم هو فقط يريدها ان تعيش حياتها من اجلها لا من اجله.





عشرة ايام منذ اخر لقاء بينهما لم يسأل عنها ولم يتواصل معها وكأنه لم يعترف بحاجته إليها ..تجلس في غرفتها مغتاظة منه ومشتاقة اليه.. هل يوجد حب بتلك الطريقة..
طُرقَ باب غرفتها لتدخل اختها ودق مبتسمة
:تونة حبي اكو ضيوف جايين يسلمون على خالتي ام سامان تعالي سلمي عليهم.
تأففت بضيق: دوقة والله مالي مزاج.
لتصرّ اختها: تعالي يا عيني والله تغيرين جو.
استسلمت لإلحاح اختها .. غيرت ملابسها وارتدت حجابها و دخلت لغرفة الضيوف والقت السلام بهدوء لتجده وهو يحمل ابنه الذي يبدو متآلفاً معه جداً .. ابتسم وهو يراها بكامل صحتها واشتياقها
نظرت اليه والى المرأة التي تجلس بجانبه و التي بادرتها على الفور وهي تنهض لتحيتها مع ابتسامة حانية : اشون صرتي حبيبتي يمكن متذكريني بس...

اقتربت منها : بلي خالة اتذكرچ ،،اني اسفة ما تعارفنا بوقتها بس تعرفين...
قاطعتها ام همسة :ولا يهمج حبيبتي .
جلست الى جانب اخيها لتبدأ ام سامان بالكلام : حبيبتي تونة ،، اليوم ام همسة وأمير جايين مخصوص حتى يحچون وياج واتصور انتي تعرفين شنو الموضوع..لأنه خلاص صار الوقت اللي بيه تحلون كل مشاكلكم اذا مو لخاطركم ،،لخاطر هالطفل اللي بيناتكم.

اومأت برأسها موافقة : واني اسمع.
التفتت العمة انعام الى امير تستحثه على الكلام ،، وجهت وتين نظراتها
اليه منتظرة كلامه..بادلها النظرات وهو يوجه لها كلامه: ترجعيلي لو لا؟؟

خيّم الصمت على الحضور فيم ابتسمَ سامان سراً لحال رفيقه المغرور ،، هل سبقَ وطلب احدهم يد حبيبته بتلك الصيغة؟؟
كانت لا تزال تنظر اليه تحاول استيعاب سؤاله المحرج ..هل هذا ما أعده بعد
غياب الأيام العشرة ؟
شاكسها نوفل بصوت منخفض: اموت واعرف على شنو حبيتيه؟

شعر سامان بخجلها لينهض بهدوء وهو يشير لوالدته وللعمة أنعام
: آني برأيي نتركهم لوحدهم يتفاهمون احسن.
خرج الجميع ولم يبق سواهما..كانت لا تزال تنظر اليه عندما سألها: اشون صرتي هسة؟
ابتسمت بسخرية : واخيرا تذكرت؟
اجابها بهدوء:انشغلت شوية هالايام. وبعدين انتي طلبتي وقت حتى تفكرين وما حبيت اضغط عليچ..
احتجّت بعصبية: يعني شنو انشغلت ؟ وبمنو انشغلت عني؟ اشون تگول انت محتاجني و ١٠ ايام لا حسّ ولا خبر ..انتَ ليش هيج تسوي بيه أمير؟ عالأقل حسسني انه انت صدگ تحبني وتريدني.. اشون تگدر تعاملني بهالقسوة ؟
هو يدرك بأنها تتوق لتسمع اعترافات لن ينطقها ابداً.. فلطالما تعوّدَ الا يبوح بمكنون قلبه..وكأنها لا تدرك كم يعشقها ..
تستفزه بإتهامها الجائر له بالقسوة ليرد بعصبية:
اريد اعرف انتي شنو اللي يرضيچ بالضبط..انتي اكثر وحدة تعرفين انه اني احبچ وأريدج وعمري ما فكرت بغيرچ..
كانت تتأمل ملامحه وكأن ذاك الإعتراف قد أرهقه لتبتسم برضا : اول مرة اسمعها منك امير.
تنهد وهو يقترب منها: ها ارتاحيتي هسة؟
تسائلت بعتب: ليش ما استاهل؟
اقترب اكثر : تستاهلين عمري..
عضت على شفتيها وهي تخفض رأسها ليرفع بسبابته مواجهاً له: وراح تصدگيني اذا گلتلچ ما غبتي عن بالي لحظة..

مدّ يديه الى جيبه وهو يخرج محتوياته أمام ناظريها..نظرت بإهتمام الى ما يحمله بين يديه لتجد شريط الشعر والقلادة الذهبية التي كانت ترتديها وهي في بيته..
ارتجفت شفاهها:مـ.. معقولة محتفظ بيهن لحدّ هسة؟
اجابها بصدق: احب وطني ولازم احتفظ بذكرى منه.
ابتسمت بخجل في حين اقترب هو أكثر: وهسة ...ترجعيلي لو لا؟
ضحكت بخفوت فيبدو أنّ اميرها لن يغيّر اسلوبه المباشر معها وهو يدرك أنها تعشقه بكل ما فيه.
إبتعدت خطوتين ووقفت عند الباب وأجابته بمشاكسة: أرجعلك وأمري لله.




وفي حفل بسيط إقتصر على الأهل فقط .. ها هو يغلق باب الجناح بعد توديع الضيوف.. ويقف عند باب الغرفة يتأمل تلك الساحرة التي هربت من سطوته ..كانت لا تزال ترتدي ذلك الفستان الذهبي الساحر الذي يزيدها رونقاً وأنوثة.. وتحققت امنيته بأن لا ترتدي عروسه فستانا ابيضاً ..فقط لو كانت الجدة هنا لقرصت اذنيه عقاباً له.
يدرك انها تحاول ان تنشغل عن وجوده حولها بالعبث في حقيبتها اقترب منها : تدورين على شي؟
ارتبكت وهي تجيبه:آآ.. بس اريد اخابر ودق اطمن على يوسف.
قطب حاجبيه وهو ينظر لساعة يده :تخابرين ودق؟ هسة؟ انتي مو خابرتيها واحنة بالسيارة وكالتلج راح يتعشى وينام.
ردت بسرعة :اخاف ميعرف ينام لأن متعود ينام بحضني.

عضت شفتيها وكأنها نطقت بممنوع...عبس وجهه بطريقة ساخرة وهو ينظر اليها هل تحاول تلك المجنونة اثارة غيرته بتلك العفوية ؟ اقترب منها وهو يحاول العبث بخصلات شعرها
: بس تدرين من اليوم لازم يتعود ينام لوحده..
:امير الله يخليك ..
أحاطها بذراعيه وهو يهمس في اذنيها بشغف :مشتاق حيل لـ وطني.
ابتسمت وهي تنظر اليه بحب..خانتها دمعة فرح على خدها الأيمن..
احاط وجهها بكفيه وهو يمسح دموعها مقبلاً جانب خدها : ما اريد دموع بعد.
:أمير..الله يخليك...

وضمَّ الأمير وطنه تحت جناحيه لتمنحه استقراراً تاقَ اليه و لينعما بعشقهما بعيداً عن سلطة القانون..

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 12:40 AM   #70

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي






الخاتمة


وهناك في شمال البلاد حيث الأجواء الجميلة للطبيعة الخلابة قرر الأصحاب ان يستمتعوا بجلسة عائلية تضم الاخوات الثلاثة وهناك تتوسط هي اخواتها بفرح وحبور زاد من اشراقة وجهها ،، تضع يدها على بطنها وقد اصبحت شبه متأكدة بأنها تحمل طفلاً من أميرها لكنها هذه المرة في مملكته ..تنظر بفرح الى ودق وهي تتصرف بكل مسؤولية بما أنها وسامان اصحاب الدعوة لتلك الجلسة الجميلة..ودق التي كانت تعتمد عليها في كل شيء قد اصبحت أمرأة ناضجة وأم رائعة وزوجة عاشقة بل تلميذة مطيعة لأستاذها النبيل سامان ..

تحوّل نظراتها الى ورود الفخورة بحملها بشهرها السادس بعد اربع سنوات من الانتظار لتلك الفرحة وكأنه سبحانه قد اختار ذلك التوقيت لتكون هي بقرب اختها عندما يحين وقت الولادة بإذنه تعالى..
تعود فتنظر الى جهة الرجال لتجد أن الثلاثة جاد وأمير وسامان قد عادوا لطور المراهقة وهم يتنافسون للعب كرة القدم ..سعيدة بأن كتب الله لها عمرا لترى استقرار اخواتها الي جانب من يحبون ..لكن لا تزال تلك الغصة ترافقها منذ وفاة والدها وسفر زوجة ابيها برفقة ابنتيها صفا ومروة ..
كل ما تعرفه انهم يقيمون في عمّان .. لكنها تقسم بأنها تشتاق لهنّ وتتمنى ان تعرف اخبارهنّ فلا شيء احبَ اليها من اجواء العائلة ،،كانت لا تزال في سرحانها عندما سمعت ورود وهي توجه السؤال لـ ودق : دوقة حبي تحتاجين مساعدة؟
اجابت ودق بإمتنان: اليوم بالذات ما اريد كل شي منج انتي ولا تونة بس اكعدوا وديروا بالكم على اللي ابطنكم .
لترد الصغرى بدلال: دوقة حياتي والله الطبيبة طمنتني و الحمد لله .
لتجيب ودق: حياتي وردة آني أخاف عليكم اكثر من الطبيبة وبعدين اليوم بالذات لازم تسمعون كلامي.

اقترب امير من الجمع وهو يحمل ابنه بين ذراعيه وأشار لأميرته بعينيه لتنهض بلهفة : خير حبيبي اكو شي؟
سألها بإهتمام وهو يتأمل تفاصيلها : إشونچ؟
إبتسمت:مرتاحة كلش.بس مشتاقتلك موت.
إبتسم بغرور لجرأتها وهو يمسك يدها بيده الحرة : تعالي وياية شوية أريدچ بموضوع .
رافقته دون ان تسأل ..وصلا حيث تجلس احدى العوائل المكونة من ام وابنتيها ،،
نظرت اليه بتساؤل: اي حبيبي..ليش جبتني هنا؟
اجابها: انتظري بس .
تقدم بإتجاه تلك العائلة وقبل ان يلقي السلام نهضت الفتاتان بسرعة وتوجهتا نحو وتين وبصوت تملأه الدموع احتضنتاها بحب :تونة حياتي مشتاقيلچ.
كانت تقف صامتة غير مصدقة تساندها دموعها... تتامل اختاها الصغيرتين وقد كبرتا فتحت ذراعيها وهي تحتضنهما بلهفة: صفااوي ،، مراووي شجابكم لهنا؟؟
كانتا ترتميان في احضانها بشوق وكانت تحتضنهما بصدق اخوي..
ومن بعدها التفتت الى السيدة الجالسة هناك وهي تمسح دموعها ،..هل فعلا تلك هي الخالة ميسون ؟.. يا الهي كم تغيرت صورتها من تلك السيدة المتعالية التي تعتبر الدموع علامة ضعف الى سيدة أخرى.. اقتربت بتردد لكن الخالة فتحت ذراعها لتنسى كل شيء وترتمي في احضانها.
لم يعيدا سرد تفاصيل الماضي الذي ما عاد مهماً بقدر اهمية الحاضر وضرورة ان تجتمع الاخوات من جديد ..ابتسمت وتين من بين دموعها وهي ترى اختيها الصغيرتين تتنافسان على ايهما ستحظى بلقب الخالة من ابنها يوسف وتحاولان رشوته بما لديهما من الحلويات ..

لاحظت ابتعاد اميرها وهو يرمقها بنظرة حب ،، أن هلّا رضيتي عني ؟مسحت دموعها وهي تستذكر مكالماته الهاتفية الغامضة ،، اذن كان يشعر بها وبحاجتها لأهلها وكان يرتب لهذا اللقاء فقط لإرضائها..


بعد شهور عدة

خرجت من غرفة ابنها وتوجهت حيث الصالة الواسعة لتسهر فيها برفقة فارسها واميرها
كان يراقب كبر حجم بطنها التي زادتها فتنة وهو يلوم نفسه هل فقد تلك اللذة في حملها الاول لكنه عاد فكرر الحمد لرب العباد على نعمه الظاهرة والباطنة وعلى حكمته في تصريف امور عباده..
هو يدرك سر اشراقتها ،، يا الهي كم كان غبيا وهو يحاول ابعادها عن عائلتها ،، لا يدري ايّ جنون تملّك قد اعتراه ،، كيف يبعدها عن عائلتها ويريد لها استقرارا فيمَ هو قد عانى ما عاناه حين تشتت عائلته وهو الرجل فكيف بها وهي تلك الأنثى الرقيقة.



جلس بكسل على اريكته المفضلة لتجلس هي في حضنه بدلال
خاطبها بشقاوة :آي آي كسرتيني ، شنو شايفة نفسچ خفيفة ؟
:اكيد على قلبك مثل العسل.
ابتسم بطريقة ساحرة فهي ومنذ عرفها تتقن العشق المجنون لكنها ومنذ عودتهما كزوجين قد زادت في دلالها وجرأتها وكأنها تعلم ألا منافس لها في قلبه. عادت لتشاكسه
: وبعدين اكو واحد هيج يحجي وية حبيبته ؟
رفع حاجبه بتساؤل: حبيبتي منو؟
أجابت بثقة:آني طبعاً.
اثار غيرتها : منو يگول؟
هذه المرة قرصت يده بغضب : اني اگول ومتاكدة بعد.
ابعد يديها بلطف وأحاطها بذراعيه : تصيرين عاقلة لو لا؟
ردت بطفولية وهي تغمر وجهها في صدره :لو لا.. لو لا ..لو لا!
ابعد وجهها واحتضنه بين كفيه :إيمتة تعقلين بس؟
فاجئته وهي تقبل خده بحب بقبلة عميقة : أميري..أشكرك على كل شي سويته.
: شنوو؟
: اشكـ...
إبتسم بشقاوة: لأ .. اللي قبلها..
عضت على شفتيها: أميري وحبيبي وكل شي بحياتي إنتَ..(وتكلمت بدلال) عالأقل انت تعرف قيمتك بحياتي .بس آني ...
قاطعها وهو يتأمل وجهها بشغف:إنتي وطني.. إنتي سَكني... إنتي أهلي..
كانت تطمع بالمزيد لتسأل: وبس..
يدرك ما تريد سماعه ليشاكسها بجدّية: اي صحيح .. ومرتي وأم جهالي..
ضربت كتفه بخفة: هاي شنوو ...امير لا تصير مكروه .. انطقها وريحنّي..
أجابها ضاحكاً: يعني اللي سمعتيه كله ما يكفيچ.. شنو هالطمع..
عبست بدلال وهي تحاول النهوض من أحضانه : خلاص إذا آني طمّاعة.. فإنتَ بخيل..
جذبها اليه مجدداً وهمس وهو يقبّل وجهها بجنون: بشنو تريدين أحلف انه بس انتي حــبـيـبــتـي.


كانا في غمرة مشاعرهما عندما قاطع تناجيهما صوت هاتفها ،، نظرت الى الاسم لتجد ان المتصل اختها ودق ،. استغربت فأختها ليست ممن يتصلون في هذا الوقت المتأخر ،، تسارعت دقات قلبها ،، لاحظ هو تغير ملامحها الى القلق فحاول ان يبقيها بين ذراعيه لكنها نهضت بهدوء : هلا دوقة ..
انسابت دموعها وارتجفت شفتاها حين سمعت بشارة ودق حول ولادة اختهما ورود
: اكيد؟ انتي متأكدة ؟ يعني ورود والطفل صحتهم زينة.. دوقة أمانة لا تضمين علية وكوليلي ...

نهض ليقف بجانبها وهو يرى انفعالاتها ،،كانت ستوجه اسئلة عديدة الى ودق عندما خانتها دموعها وهي تحمد الله على سلامة اختها
اخذ الهاتف من بين يديها وهو يحتضنها: وطن .. حبيبتي اهدي شوية.

كان الخط لا يزال مفتوحا عندما سمعت ودق ولأول مرة لهفة أمير على وتين
حمل الهاتف وكانت ودق لا تزال في الانتظار ..عندما سمع صوتها: تونة حبيبتي...
قاطعها بجملة واحدة : بس تهدا راح ترجع تخابرج .
اجابت :دير بالك عليها.
تنهد وهو ينظر باتجاه فاتنته : وطن بعيوني، لا توصّين حريص.

اغلق امير سماعة الهاتف فيم ظلّت ودق في مكانها ،، هل كان حقا ما سمعته،، هل يعامل أمير اختها وتين بهذه اللهفة وبهذا اللطف .. لم تكن تتخيل أن امير الصقر ذلك الشاب القاسي الملامح يحمل كل تلك المشاعر لأختها ..مسحت دموعها بسبابتها وهي تتذكر حقدها لسنين على امير الصقر..
كان سامان يقف بالقرب ملاحظا هدوئها ، وضع يده على كتفها: خير حبي.. أكو شي؟
سألته بهدوء : معقولة امير يعرف يحب؟
ابتسم سامان : واخيرا اقتنعتي؟
لترد بدهشة: سامان انت ما سمعت صوته اشون خايف عليها.
طمئنها : امير وفي و قلبه طيب ومن يحب يحب بخبال .
: بس خطية اني ظلمته هواية و...
قاطعها وهو يحتضنها بحب: اهم شي هسة اطمنتي على اختج وتأكدتي انه هو مو بس يحبها وانما يعشقها واكيد شفتي شسوة حتى يجمعكم بخواتكم من جديد.
ابتسمت بحب : اي والله صحيح..هالشي بالذات عمري ما راح انساه لأمير.
وكأنها تذكرت شيئا: يووه ذكّرتني..نسيت اكول لتونة عن صفاوي ومروة .
:دوقة لخاطر الله عوفي وتين هسة وبعدين خابريها.. تريدين امير هسة ياكل راسنا؟


وهناك حيث كانت لا تزال تحاول تهدئة انفاسها .. أجلسها بحضنه و احتضنها بقوة : كافي حبيبتي،، مو زين عليج هالانفعالات بالليل.
ابتسمت بمشاكسة: يعني لو الليل كله تگول حبيبتي.. لو اتوسل بيك حتى اسمعها..
ابتسم وهو يقرص انفها: حالة استثنائية ما راح تتكرر.
ضحكت وهي تريح رأسها حيث صدره تستمع لنبضات قلبه الذي احتواها . تكلمت بعطف
: ورود جابت ولد بس بعملية قيصرية وهسة هي وجاد والطفل بالمستشفى.
ابتسم بلطف وهو يفكر بحال جاد وقد اصبح أباً: الحمد لله على سلامتها.
قطعت تأمله وهي تنظر اليه بتوسل: اريد اروح اشوفها ما اطمن اذا ما اشوفهم بعيني.
أسند رأسها الى صدره مجدداً وهو يربت على شعرها :اوكي بس اهدي و اني اخذج تشوفيها بعدين.
رفعت راسها ثانيةً لتطلب بهدوء:اريد اخابر ودق.
اعاد رأسها حيث صدره: بعدين .
طلبت بتوسل: بس اطمنها اخاف يظل بالها يمي.
نظر الى عينيها : راح ابدي أغار من خواتج.
: أمير.تصدگني إذا أگولك العالم كله بكفة وإنتَ وحدك بكفة.
سعيدٌ بإعترافاتها القلبية التي يعرفها حق المعرفة : وتصدكيني اذا كلتلچ انه انتي تخوّفيني بهالثقة الزايدة( ثم اغمض عينيه وهو يتذكر اصرارها على حبه): خليتيني عايش بخوف وقلق من الفوارق والطرق المسدودة اللي تفرقنا..
أجابت بثقة : وآني رغم الفوارق والطرق البيناتنا،، نذرت عمري حتى اكون بس الك أمير حتى لو بالحلم.

يتأمل وجهها البريء الذي هو انعكاسٌ لقلبها النقي الصادق في حبه . يتسائل أحياناً..هل محت بحبها ونقائها تاريخ عائلتها الاسود بممحاة سحرية؟؟ وهل قد لوّث الصفحة البيضاء لتاريخ أهله بتفكيره المستمر في الإنتقام..؟




فتحت ورود عينيها لتجد ان جاد يقف بالقرب من ذلك السرير الصغير ،، لكن جاد لم يكن لوحده كان يقف الى جانبه والداه ..غبطته وهو يتلقى التهاني من والديه فيم تفتقد هي والديها،، دعت الله بقلبٍ ان يحفظهما له وان يتربى طفلها بين احضان جديه..
سعلت بخفة لينتبه الجميع لاستيقاظها..إبتسمت بألم .. اقتربت منها أم جاد بعطف
:الحمد لله عالسلامة. اشونج حبيبتي؟
:الله يسلمچ..اشكرج خالة .
:لا بنتي ،، من اليوم آني ماما وما راح اعوفج بوحدج واني بنفسي راح اجي اخذ بالي من ابنكم الى ان تگومين بالسلامة،،بس لازم تتحملين نصايح الجدة.
ادمعت عينيها : اشكرج خا... ماما.
اقترب منها جاد،، قبّل جبينها وهمس في اذنها: الحمد لله عالسلامة يا وجه الخير.
أجابت بتعب: الله يسلمك حبيبي.. دا اشوف اهلك هنا..
اومأ بإبتسامة: بصراحة خفت عليج ،، وشفت نفسي إتصلت بأمي بس حتى تطمني ..ونص ساعة وصلو هي وابوية للمستشفى..
مسحت دموعها بكفها: يا عيني..الله يحفظهم الك جاد.
قبّل جبينها وهو يدرك اشتياقها لوجود والديها.. أشار الى والديه وهو يمازحها
: أصلاً ناسيني ولا كأنه آني ابنهم .. من وصلو لحد الآن ما عافو الطفل لحظة وحدة ..
إبتسمت : فدووة حياتي.
همس في اذنها : عندي خبر حلو اريدج تسمعيه.
فتحت عينيها: اي حبيبي طول عمرك تجيبلي الاخبار الحلوة.
: خواتج صفا ومرة انقبلو كلية الطب وخالتج ميسون قررت ترجع تفتح بيت ابوكم من جديد.
مسحت دموعها : صحيح جاد؟معقولة بيوم واحد اسمع خبر حلو عن اهلي وأهلك..يا رب لك الحمد والشكر .
:مو كلتلج كل شي بوقته حلو..بس شوية صبر.
همست بحب: وانت احلى شي صار بحياتي جاد..اتمنى اصير مثلك .
تنهد بعشق :وآني اتمنى تبقين وردتي الحلوة وكلشي ما اريد بعد.

قطع غزلهما رنين هاتفه وكان امير على الجانب الاخر من الخط: مبارك شيخ جاد ويا رب يجعله من اولاد السلامة.
ابتسم بفخر :الله يحفظك ويحفظ اهلك.
:ما كلتلي هسة صرت ابو منو؟
نظر جاد الى ورود : بصراحة ما اتفقنا اني وورود على شي.
.قاطعته ورود بأن اشارت له: راح اسميه إلياس.

دمعت عين كل من جاد ووالديه وهما يسمعان ما نطقت به للتو ،، هل حقا سيحمل الطفل اسم جده ،، نظر بإمتنان الى ورود وهو يرى فرحة والديه بإختيارها الاسم .
:عيني سيد امير.. أمه اختارت له اسم( إلياس) .
: عاشت الاسامي ابو إلياس.
وضع سماعةالهاتف وهو يتذكر مسيرة حياته مع رفاق عمره وكيف شاء القدر ان تتعلق قلوبهم الخالية بقلوب بنات السبع ..وكيف شاء القدر ان يُحيي ذكر آبائهم بزواجهم من بنات فيصل السبع لتمنح كلاً منهن زوجها طفلاً يحمل اسم الجد..
سامان ابراهيم ابو إبراهيم
أمير يوسف ابو يوسف
وأخيراً جاد إلياس أبو إلياس

عاودت الإتصال بودق التي اطمأنت لحالها وفاجئتها بالخبر السعيد الثاني وهو نجاح اختيها الصغيرتين وقبولهما في احد كليات القمة بل وان والدتهما الخالة ميسون قد قررت اخيرا العودة الى بغداد وان تعيد فتح دار فيصل السبع من جديد ليكون لهن حضناً ثانياً يلتجأن اليه كلما احتجن لحضن العائلة ..وضعت يدها على فمها وهي تحاول إخفاء بكائها،، لم تمر عليها لحظات سعادة كتلك اللحظات .. كان يمسح دموعها وهو يتأمل ابتسامتها ويستمع لكلماتها التي تعيد فيها صياغة الخبر السعيد الثاني،، يكرر الحمد لله ان منحه القدرة على تجاوز جراح الماضي لأجل ان يُسعد تلك الحبيبة الفاتنة ،، اغلقت الهاتف وارتمت هي بين ذراعيه وهي تشعر بالإمتنان والأمان مع ذلك الرجل الذي عشقته من النظرة الاولى ..
نعم هو ذاته من ابعدها عن عائلتها وها هو الآن يحاول جهده ان يعيدها لحضن العائلة ،، لا تدري كم تعشق ذلك الصقر الذي تربع على عرش قلبها منذ فتحت عينيها على عالم الحب ..
تسائل في نفسه لمَ لم يكن صريحا كجده؟لمَ لمْ يعترف بحبه لها؟كان هذا الإعتراف سيختصر كثيرا من سنوات عمره التي ضاعت بعيدا عنها..يا لقلبها النقي ماذا كان سيحدث لو كان له قلبها كقلبها يعيش على مبدأ رباني أن ( عفا الله عما سلف)
فالانتقام لم يكن ليغير شيئاً من سنن الكون التي مضت ولم يكن ليعيد احداثاً طواها الماضي.
الانتقام لا يخلّف سوى ضياعاً لسنوات العمر وهدراً للحظات الصفاء القلبي التي افتقدها على مدى تلك السنين..فقط لو اعترف لها ولنفسه ولو عاملها كما يعامل اميرٌ اميرته لكان قد نعُم بذلك الحنان منذ زمن .



تمت بحمد الله


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.