آخر 10 مشاركات
الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )           »          16- انت وحدك - ناتالى فوكس . حصريا" (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-16, 05:26 AM   #21

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السادس

استيقظ من رقاده العميق على نغمة هاتفه، بحث عنه متلمسا بيده ليجيب بنبرة ناعسة.
¤ نعم....
انتفض على فراشه الوثير بعد سماع حديث مخاطبه، يقول باستغراب.
¤حسنا ... سألحق بكم.
نفض عنه كسل النوم و انتعش بسرعة ليجهز نفسه ثم نزل على الدرج بلباسه الأنيق رغم بساطته، سروال جينز أزرق وكنزة زرقاء تعلوها سترة سوداء.
لمح أخته برفقة والدته على مائدة الأكل والأخيرة تبدو متجهمة، كئيبة الملامح، فزفر بضيق وقلق متوجها نحوهما ليلتقط بضع لقيمات سريعة قبل اللحاق بعمله وما كاد يصل حتى سحبته أخته من يده ليجلس تهمس بأذنه.
¤إنه الحلم ذاته مرة أخرى، ألا تعتقد بأن هذا الوضع يتأزم أكثر فأكثر؟ لقد بدأ مرة بالشهر والآن تقريبا كل يوم، لا أعلم ماذا أفعل؟ لم تعد مواساتي تفيد بشيء.
تطلع هشام بوالدته مقطب الجبين من منظرها الذي لا يسر، يسألها بإشفاق.
¤ أمي، ألن تخبريني عن ماهية الحلم؟ قد يريحك ذلك.
بادلته النظر بوجوم و كأن وجهها بان عليه التجعد حزنا وقلة النوم.
¤رفضت إخباركم به سابقا لأنه مكروه سرد حلم بشع، لكنني تعبت إنه لا يفارقني مؤخرا ومع ذلك لن أخبركم سوى أنه يخص أختي ليلى يشعرني بأنها غاضبة مني.... غاضبة جدا.
اقتربت ابنتها لمار لتضع يدها على يدي والدتها، تجيبها مواسية.
¤اهدأي أمي هوني عليك.
كست ملامح الاستغراب وجوههم وهشام يعقب مستنتجا.
¤مهما كان الموضوع، فالأمر له علاقة بخالتي.
دمعة و تلتها مثيلاتها من عيني والدته، تجيبه ببكاء.
¤أرجوك بني لا تمل من البحت عنها، جٍدها حتى لو كانت ميتة، أريد أن أزرور قبرها .
قام إليها يحضنها مشفقا على حالها وانضمت إليهما لمار هي الأخرى تبكي.
¤لم أوقف البحت أمي لكنه سيستعرق وقتا لأن المعلومات بحوزتي شحيحة، فقط لو تعلمين بمن تزوجت أو مكان سكنها بالماضي... لكن سأجدها إن شاء الله أعدك ..أمي استأذن الآن فلقد تأخرت و لدي عمل مهم.
أومأت والدته بتفهم فقبّل رأسها ووجنة شقيقته ليغادر بعدها يفكر بما قالته والدته، فقد أوحت له بفكرة من غير أن تقصد، سيبحت بسجل الوفيات وإذا لم يجد اسمها سيكون جيدا، فهذا يعني أنها لا تزال حية أما إن وجدها فعلى الأقل سيصل إلى أولادها وينتهي من هذا الموضوع.
استل هاتفه و بحت عن اسم معين طلبه وانتظر قليلا ثم قال.
¤ مرحبا ياسين، املي علي العنوان.
قطب بروية من قول الضابط ياسين فعلق مستغربا.
¤غريب، أنهيتم كل شيء بدون قتال و المجرمون سلموا أنفسهم هكذا! أنا لا أفهم.
سكت قليلا تم أردف.
¤ فتاة! هي فتاة! ....سأسبقكم إلى المركز لأفهم كل شيء.. سلام.
بلغ مكتبه وهو في حيرة من أمره، كيف ببضاعة بهذه الكمية أن تكون بعهدة فتاة؟ وتخزنها في قبو بيتها؟ ما هذه الجرأة؟ إما مجنونة أو ...في خضم أفكاره لم ينتبه إلى ذلك الرجل بالبذلة السوداء، كاد أن يستضم به لولا أن هذا الأخير تنحنح ليلفت نظره إليه ثم قال ببسمة رسمية.
¤ السلام عليكم، أنا المحامي عز الدين الشامي حاضر عن موكلتي...
قاطعه هشام بينما يرفع أحد حاجبيه بسخرية.
¤بهذه السرعة! وااااو حتى أن موكلتك لم تصل بعد، هل تدفع لك جيدا إلى هذا الحد؟
تنبه لوجود حركة فالتفت، عندها كانت الصدمة!
مشهد لم يتوقعه حتى في أشد أحلامه تطرفا ولحق حاجبه الآخر بأخيه ذهولا يفغر فاهه حتى بدا كالأبله وهو يشاهد ليث قادما مع ااا..'ممنوع اللمس'!
ما إن لمحه ليث حتى ابتسم و كلما اقترب توسعت ابتسامته أمام ملامح هشام البلِهَة فتنظر ورد لكليهما بحيرة.
لملم نفسه من المفاجأة بصعوبة وسحب ليث من يده إلى الزاوية يستفسر منه،
¤ ليث، صحيح طلبت منك أن تخطفها لكن ليس بالمعنى الآخر... لماذا تبتسم هكذا؟
هز رأسه بخفة يستسلم لطرافة الوضع بينما يجيبه بمرح.
¤أتعلم يا هشام! في خضم هذا الصباح الغريب وكل ما حدث فيه، ما كنت أفكر إلا بوجهك عندما ترانا معا هنا ولكنك فقت خيالي بكثير يا رجل.
¤هاهاها..... أضحكتني فعلا، هل ستشرح لآن أم ماذا؟
¤ستفهم كل شيئ في التحقيق، هيا! لقد طال وقوفنا هنا.
تحركا ناحية المكتب وأشار للمحامي وورد للدخول، جلس ليث خلف مكتبه وظل هشام واقفا يستشعر غرابة الموقف كما ظلت ورد واقفة مع المحامي حتى طلب منهما الجلوس، فقعدا على الكرسيان المتقابلان.
دقات على الباب تلاه دخول شاب تلاتني متوسط الطول جيد المظهر، أخذ كرسيا يتجه به جانب ليث حيث جلس عليه يجهز الحاسوب ثم نظر إلى الأخير وأومأ بمعنى جاهز، ليتكلم ليث يقول.
¤بسم الله نبدأ التحقيق بالقضية ستة مئة و واحد وخمسون الخاصة بشحنة المخدرات نوع..... المسربة إلى المدينة عبر الطريق الصحراوي بتاريخ ..... والتي تمت متابعتها من قبلنا نحن الضابط الممتاز ليث الجندي و الضابط الممتاز هشام الصياد والضابط ياسين فاخر ..بتاريخ...أتتنا إخبارية من مصدر مجهول بوجود الشحنة بالمنزل رقم....الكائن بحي... تعود ملكيته للآنسة ورد خطاب وعليه أصدرت النيابة إذن بالتفتيش الملحق بتقرير التحقيق وقمنا نحن الرائد ليث الجندي و الضابط ياسين فاخر وفريق التدخل السريع رقم* بالتفتيش ولقد تبت وجود الشحنة بالمكان السالف ذكره وقمنا بإلقاء القبض على صاحبة المنزل الآنسة ورد خطاب للتحقيق معها اليوم...بتاريخ.....وبحضور المحامي عز الدين الشامي وبياناته ......الحاضر عن المتهمة ورد خطاب وعليه نفتتح التحقيق بالسؤال الأول الاسم والنسب والسن والمهنة والعنوان.
سكنت تنصت بإمعان لكل ما يقوله الضابط وقد لغت كل شيئ آخر من ذاكرتها، لتستوعب كل ما تستطيع أن تلتقطه ذاكرتها وبدأت تجاوب على الأسئلة بهدوء.
¤ورد خطاب، سبع وعشرون سنة، المهنة أستاذة بمدرسة 'نور العلم' العنوان حي...
صمتت فتحدث ليث بينما يراقبها عن كثب.
¤ماذا تعرفين عن المخدرات التي ثم العثور عليها بقبو منزلك؟
¤لا علاقة لي بها ولا أعلم كيف ثم إدخالها إلى بيتي.
¤من يقطن المنزل معك؟ أسمائهم كاملة.
¤أمي عائشة يسري مساعدتها نعيمة الجرمي ....و زوجها كرم السهامي.. الأخير مع زيد سالم حارسي البيت، أما أخي محمود و أختي سهى خطاب فهما يترددان على البيت لا يعيشان معنا.
¤هل تشكين بأحد منهم؟
¤لا ... بالنسبة للموظفين فهم ثقة أعرفهم لسنوات أما أهلي فوق مستوى الشبهات.
ابتسم ليث بسخرية، يعقب.
¤تمهلي آنسة ورد وفكري جيدا، فليس هناك شيء اسمه ثقة لمعرفة طويلة كل شخص معرض للخيانة حتى من يظنهم أقرب الناس إليه.
أجابته بجدية رغم حفاظها على هدوءها.
¤أنا لن أتهم أحدا زورا إلى أن يثبت العكس وكما يوجد الخائن يوجد الوفي.
رماه هشام بنظرة ذات معنى فضم ليث حاجبيه باستياء وعاد إلى استجوابه لورد.
¤هل شعرت بشيء غير عادي في الأيام الثلاثة الأخيرة.
رمقته باستفسار، فأجابها.
¤تتبعنا مسار الشحنة إلى أن اختفت منذ ثلاثة أيام.
شردت ورد قليلا، تفكر بزيد كان مختلفا عن المألوف، انقبض قلبها تفكر بحيرة ...*بما ورطت نفسك يا زيد؟ يا الله هل يمكن؟ ...مسكين زيد، لقد اقتربت من حلمك كثيرا، فماذا حصل بالضبط؟..آه، غبي غبي! ما باليد حيلة يا زيد يجب أن أجدك قبل أن تضيع أكثر، على الأقل ستكون حيا محبوسا ..حزمت أمرها ثم تكلمت.
¤ هناك شيء لا أعلم إن كان سيساعدني لكن بالتأكيد سيساعدكم.
لفتت انتباه أربعة أزواج من العيون تستطرد.
¤ كنت قد قمت بتوزيع عدد من آلات التصوير الصغيرة بأماكن متعددة بالحديقة و أيضاً على باب القبو من الزاويتين وأنا متأكدة بأنها صورت من أدخل تلك الأشياء ...إنها موصولة بحاسوبي الخاص وهو في غرفتي لكن فضلا لا شرطي يحضره سواك أيها الضابط ليث... لن أسمح لأحد بأن يدخل غرفتي بغيابي ...أما أنت فقد دخلتها من قبل و سأدون لك كلمات السر .
دغدغة صغيرة تسللت إلى صدره، نفض رأسه منها والتفت إلى ضابط المحضر بقوله.
¤ بعد التحقيق مع المتهمة ورد خطاب قررنا التالي... أولا التحقيق مع الأشخاص القاطنين في بيتها السيدة عائشة يسري والسيدة نعيمة الجرمي ...و السيد كرم السهامي...و السيد زيد سالم و كذا السيدة سهى و محمود خطاب ...تانيا الإحتراز على الحاسوب الشخصي للمتهمة نظرا لما يحتوي عليه من أدلة تفيد القضية ...تالتا حبس المتهمة ورد الخطاب ثلاثة أيام على ذمة التحقيق قابلة للتجديد مع استحالة الكفالة نظرا لخطورة القضية.
هتف المحامي باستنكار.
¤لكن هذا ليس عدلا، فسجل الآنسة ورد نظيف ولن تهرب لأي مكان.
التقط جمودها يجيب المحامي برسمية.
¤إنه القانون يا أستاذ عز هذه القضية خطيرة ...حدث على إثرها جرائم قتل عديدة وهذا أول خيط نملكه وسنحرص عليه ...أقفل المحضر في ساعته ...دقيقة ويكون التقرير جاهز لتمضي عليه الآنسة.






noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 16-03-21 الساعة 05:35 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-11-16, 12:02 PM   #22

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل رائع

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-16, 02:48 PM   #23

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع



طمأن المحامي ورد التي كانت بعالم آخر تفكر بزيد ثم انصرف، تبعه الكاتب بعد تجهيز التقرير وتزيِّله بتوقيعها.
تناقش ليث وهشام بخطة التحقيق المقبلة ثم انصرف هشام يتكلف بإحضار الشهود وظل ليث يتأمل ورد.....إنها ساهمة يراهن بأنها تخفي شيئا ما، حتى وهي ساهمة عيناها جامدتان كحجرين أسودين، ترى من أين لها بكل هذه القوة؟ الفتيات بنصف موقفها ينهرن ويملأن الدنيا دموعا وبكاء وهي كأنها في رحلة استكشاف.
قطع صوت هاتف المكتب تأمله ملاحظا ما قد يكون إجابة ضئيلة على وجه ورد، فاستل السماعة من مكانها بسرعة ليتلون وجهه بجدية، مستغربا بعض الشيء.
¤احترامي سيدي، نعم.... أنا أسمع.
نظر إلى ورد التي لفت انتباهها تغير وجهه، يستدرك.
¤نعم سيدي إنها أمامي ولقد انتهى التحقيق.
استمع، تفاجأ تم تجهم وجهه و كأنه غير راض على ما يسمعه، لكنه رد على أي حال.
¤سيدي تعلم بأنني لا أعمل بالتوصيات كما تعلم جيدا قدرك عندي لذلك سأحاول بما يسمح به ضميري ....حاضر، إنها معك.
مد السماعة لورد فأمسكتها بلهفة تدرك هوية من يحدثه، تحذره بحزم.
¤ أرجوك لا تتدخل! أنا بريئة و سأخرج من هنا قريبا....قطعا لا، لن تأتي!.....اسمعني جيدا، لا ضير بالبقاء هنا قليلا، فأنت تعلم منذ متى وأنا أحاول زيارة حجز النساء ولم تسمحوا لي، هذه فرصتي حتى يتم إثبات براءتي التي لن تتأخر فلا تقلق و تضيع علي الفرصة، ولا تتدخل لا أريد أي تمييز .
التفتت إلى وجه ليث المصدوم وأعادت جملتها الأخيرة بوضوح.
¤لا أريد أي تمييز وأنت يا سيدي العميد شدد على موظفيك ليقوموا بعملهم على أكمل وجه ودعني أقوم بعملي ..اعتني بنفسك و لا تفعل شيئا يضع ما بنيناه، إلى اللقاء.
أعادت السماعة إلى ليث الذي بهت مما سمع، يتساءل عن نوع العلاقة بين العميد و هذه الفتاة التي تزداد غموضا كلما بقي معها مدة أطول، وعد نفسه بأن يعلم لأن هذه الباردة لن تشفي غليل فضوله والتقط السماعة من يدها تم ضغط على زرين يطلب من شرطية ما القدوم إلى بمكتبه وأخد ورقة صغيرة ليضعها أمامها مع قلم حبر، يخاطبها ببعض التهكم.
¤بما أنك ترفضين التمييز، فأنت الآن ستنزلين إلى الحجز حتى نحتاجك مجددا وطبعا لن يكون سيئا بما أن زيارته من أمنياتك... لكن لا أضن بأنه سيعجبك ما سترينه، فبالنهاية هو حجز و ليس مركز استجمام .
نطق الجملة الأخيرة بسخرية تامة، يردف.
¤ لكن قبلا اكتبي كلمات السر لحاسوبك الشخصي، سأغادر لإحضاره ما إن أسلمك لإحدى المكلفات بحجز النساء.
أخدت القلم و بدأت بالكتابة ورأسها يكاد ينفجر من ازدحام الأفكار ليس هذا ما يزعجها حقا، فستعالج كل أمر على حدة لكن ما يزعجها حقا أن اللوزتين قد التهبتا بالفعل، لأن البلع يؤلمها والحمى على أبواب الرجوع ومن غبائها تذكرت أخد كل ما يلزمها إلا الدواء تناولت منه ولم تحضره معها وتتمنى فعلا الصمود، فهذا ليس بوقت المرض بتاتا.
أخد ليث الورقة من أمامها طواها ودسها بجيبه دون أن ينظر إلى محتواها، طرقت الباب وفتحته امرأة أربعينية بزي الشرطة النسوي وحجاب من نفس لون الزي، رفعت يدها بتحية عسكرية ثم قالت.
¤ أمرك سيدي.
¤ سيدة لمياء ...رافقي الأنسة إلى الحجز.
التفتت إلى ورد و كأنها الآن لاحظت وجودها واتجهت إليها لتمسك بمرفقها وما إن وصلتا الباب نادى لمياء فعادت إليه، همس لها بشيء لم تسمعه ورد فابتسمت و تمتمت، بأمرك ثم رجعت إلى جانب ورد ترميها بنظرة غريبة ثم حثتها على المشي دون إمساكها هذه المرة.
وجهتها عبر نفس الرواق الذي عبرت منه عند مجيئها وبعده رواق أطول منه على يمينه ينتهي بالدرج على كلتا الجهتين.
أشارت لها لمياء جهة اليسار حيث نزلتا السلم حتى وقفتا على حجرة بها ثلاث مكاتب و امرأتين، الأولى صغيرة و جميلة بزي الشرطة الرجالي يُفصل قدها، شعرها مصفف ووجها مزين بمساحيق تجميل بارزة والثانية من عمر لمياء و نفس زيها لكن بنظر ماكرة وكانت السباقة بالحديث.
¤ هل من أجل هذه طلبك الضابط ليث بالاسم؟ تراها شخصية هامة؟ لأن هناك من ستنفجر مرارتها جراء تفويت هذه الفرصة لرؤية الضابط الممتاز.
كانت الشرطية الصغيرة تتفحص ورد بتدقيق عابس بينما لمياء تجيب ببعض التشفي.
¤ جدا.... مهمة جدا، ولقد أوصاني عليها و قال إنها تخصه، فتراجعا وابتعدا عنها فإن شكتكما إليه لن تسلما من عقابه وأنتما تعرفانه حق المعرفة.
رمتها الصغيرة بنظرة حاقدة أما الأخرى فقد لمعت عيناها وفكرت بما أنها معرفة الضابط فهي غنية، أسرعت إليها تظهر اهتمامها الزائف ترحب بها.
¤اهلا أهلا يا آنسة، لا تخافي أبدا، أنت بضيافتنا إلى أن يأتي الفرج، أي شيئ تريدينه نأتيك به، طلباتك أوامر.
¤ما تهمتك؟ فهيئتك تنم عن الاحترام و النظافة، ماذا تفعلين هنا؟
سألتها الشرطية الصغيرة بغيظ تريد و بشدة أن تعرف ماهية علاقتها بليث الذي تترمي عليه أغلب الشرطيات العازبات منذ معرفتهن عن طلاقه....
سارت ورد إلى أن وصلت أمامها ثم نظرت مباشرة بعينيها، فجمدتها بمكانها توجه لها جوابها الجامد.
¤ مخدرات! عزيزتي، لا تسمحي للمظاهر بخداعك، فليس كل الظواهر كالبواطن، تذكري هذا جيدا، أما علاقتي بليث!
تعمدت ذكر اسمه مجردا و ضمت شفتيها ثم أمالت رأسها قليلا، تكمل.
¤أظن بأنك لن تعلمي أبدا، ونصيحة...
رفعت يدها وبدأت تعدد على أصابها.
¤أنت شرطية، يعني قوية، مستقلة و جميلة فلا تضيعي أيامك بمطاردة هدف لا تريدينه من الأصل لذلك لن تحصلي عليه والتفتي لحياتك وابحثي عمن يجعل منك هدفا له ويريدك بشدة، وأسرعي فإن الزمن لا ينتظر أحد وفي طريق البحت أنظري حولك قليلا وافتحي عينيك، فهناك ما هو أهم من الصبغة التي أنا متأكدة بأنها تستنفد وقتك و مالك... تخلصي منها عزيزتي و ستتضح لك أمورا كثيرا .
ثم اتجهت إلى لمياء سلمتها حقيبة يدها ومضت على وصل الأمان للحفاظ عليها لتنصرف برفقتها إلى الحجز، متلافية زوجين من العيون، الأولى متفاجئة مع لمحة مكر و الثانية فقدت حدة حقدها وبدت حائرة.
فتحت لمياء بوابة الحجز تشير لها بالدخول و هي تتطلع إليها بإعجاب لم تستطع إنكاره وأغلقت الباب وانصرفت تحلف بغلظ أيمانها على تلك الفتاة، لا يمكن أن تكون مجرمة.
دخلت ورد الحجز تتفحصه، غرفة طويلة بعرض أقصر ...مقعد مثبت على طول حائط ذو طلاء أحمر باهت ووسخ وفي أعلى كل واحد من الجدران الثلاثة نافذة صغيرة بقضبان حديدية سوداء. يكاد الجو يختنق من كثرة المحجوزات.
أهملت نظرات الفضول و الاستغراب الموجهة إليها و تقدمت نحو ركن منزو بآخر المقعد على يمينها وجلست لتريح جسدها، فلقد تمكن منها التعب والحمى تكتسح بدنها.
أقفلت عينيها للتفكر بكل ما حدث في يومها الغريب تخاطب نفسها..
..*آه يا زيد بما أدخلت نفسك؟ أرجو أن تكون مخدوعا وليس مخادعا ...أستغفر الله العظيم، كان يجب أن أحدثه البارحة عندما شككت بكونه غير طبيعي، آه تلك الحفلة اللعينة! إفرحي يا شاهي فأنا لن أعتب حفلا بعد اليوم، سألف على مكاتبهم و قصورهم إن اقتضى الأمر و لكن لا حفلات بعد اليوم، هذا إن قبلوا بي بالجمعية أصلا، فأنا أصبحت رد سجون محترمة ..لا يهم، متى كانت رئاسة الجمعية سببا بحبي للخير والعمل به؟ فالعمل الخيري بأي وقت وأي مكان مثل الآن، سأستريح قليلا وأبدأ عملي لن أضيع هذه الفرصة.
¤إيهيئهيئهي آه آه إيهيئهيئهي..
فتحت ورد عيناها على صوت فتاة باك بمرارة تلفتت تبحت عن صاحبة الصوت فوجدتها، إن كانت الشرطية الصغيرة جميلة بصباغتها فهذه الفتاة فاتنة مع أنها متلحفة في عباءة سوداء مغبرة ضعف حجمها ووشاح أسود مغبر مشقوق من الجانب وعيناها حمراوان كالدم كحا،،، مهلا! هل حاجباها أحمران؟ سبحان الله ولكن هل هما مصبوغين أم خلقة الله، قطعت أفكارها على إثر صياح امرأة مزعج.
¤ أصمتي يا فتاة! ألا تملين و لآ تكلين لقد صدعت رؤوسنا ببكائك ..لن يفيدك بشيئ فنحن لا يهمنا براءتك من عدمها، لا بارك الله بك! إلا أقسم أن أعطيك سببا مقنعا للبكاء.
حطت الفتاة يدها على فمها لتكتم شهقاتها الأليمة ترجف خوفا، غضبت ورد لمرآها البائس، فتحركت دون أن تتخلى عن برودتها المعتادة حتى وقفت أمام المرأة المزعجة و بسطت يدها بورقة من فئة المئة أمام وجهها، فتوسعت عيناها من رؤية المال قبل أن ترفع أنظارها إلى ورد بلهفة متسائلة ...ردت عليها ورد.
¤هل تكفيك هذه لترحمينا من صياحك؟ ..فبكائها أرحم بكثير ...
مطت شفتاها دون أن تحيد بعينيها عن الورقة المالية ثم خطفتها لتحشرها بصدرها تقوم من مكانها تشير لها قائلة.
¤لن أرحمك من صياحي المزعج فقط بل سوف أترك لك المكان بجانبها لترتاحي تفضلي يا سيدة الحسن.
لم يتغير وجه ورد أبدا وضلت تراقبها إلى أن ابتعدت ثم جلست بجانب الفتاة، نظرت إلى وجهها مطولا تحدث نفسها ... *ممم وعينين خضراوين لابد أن سبب شقائك جمالك، فالإنسان يتمنى نعما لو كانت له لأضحت نقما تحيل حياته إلى جحيم اللهم أرزقنا القناعة و الرضا يا رب، لكن هذان الحاجبان؟*
¤ هل هما مصبوغان؟
رفعت الفتاة رأسها إلى ورد مستغربة، ليس من السؤال فقد سئلت كثيرا نفس سؤالها لكن عجبها يكمن باهتمام هذه الفتاة بها و الدفاع عنها أيضا، تبدو محترمة و لماذا هي هنا يا ترى؟ ولمَ لا تكون؟ لقد جربت الظلم وسهل جدا أن تكون هي الأخرى مظلومة.. انتبهت على نظراتها الثاقبة والموجهة إليها، فركزت على قولها.
¤ حاجباك هل هما طبيعيين أو لوريال؟
ابتسمت الفتاة بوهن تجيبها بنبرة مبحوحة.
¤طبيعي و ليس لوريال.
ابتسمت ورد بدورها، تقول.
¤ على الأقل رأينا ابتسامتك ..مع أنني لم أرتح لتلك المزعجة لكنها محقة في شيء واحد.. البكاء لا يفيد إلا في حالة واحدة ....في السجود لله، البكاء من خشيته و التذلل له والشكوى إليه فقط له سبحانه.
عاد الوجوم ليشمل وجهها وتغضنت ملامحها بحزن مرير لحياة لم تنصفها وبدأت الدموع تتجمع بمقلتيها، فسارعت ورد تستدرك.
¤ صلي على رسول الله.
¤عليه الصلاة و السلام.
همست الفتاة بأسى، فتلفتت ورد يمينا ويسارا تبحت عن شيء ما.
¤هل يوجد حمام هنا؟
أشارت لها إلى باب صغير جانبي، تفسر.
¤ هناك ...لكنه صغير جدا.
¤لا يهم، هل به ماء؟
أشارت لها بنعم، فقالت ورد
¤إذن فلنقم نتوضأ ونصلي الضهر، فهذا وقته ثم بعدها تقصين علي مشكلتك هيا!





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 16-03-21 الساعة 10:28 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 01:12 AM   #24

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ومازالت ورد غامضه قوية ومتزنه وذات ذكاء اعجبتني جدا ف ردودها ع المغرورتين و وقوفها بجوار المتهمه الفاتنه تفكيرها
ليث لايقبل المحاباة ولكن شخصية ورد بداءت تثير فضوله ليث ف شوق لحل غموض العميد وماساة ورد وماضي ليث


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 01:01 PM   #25

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن


توجه ليث إلى بيت ورد حيث لمح سيارة هشام قرب المدخل الخارجي، ركن خلفها وترجل ليدق جرس الباب الذي فُتح له آليا بعد أن تعرفوا عليه، مر عبر الحديقة حيث لمح صديقه بجانبه محمود قبالة الباب الداخلي، فخطا نحوهما بخفة يلقى السلام، فيخبره هشام.
¤ سلمت كل واحد منهم ورقة استدعائه إلا زيد غائب ولا أحد يعلم أين هو؟
رمق ليث صديقه بنظرة ذات معنى فالتفت إلى محمود بسؤاله.
¤ من أين تعرفون زيد يا دكتور محمود؟ أعني كيف قمتم بتوظيفه؟
مط شفتيه بتعبير الجهل، يجيبه.
¤ورد من وظفته، أذكر بأنها قالت تعرفه منذ أن كان بالرابعة عشر من عمره، لكن كيف لا أعلم ... ما أعرفه أنها توليه أهمية و كأنها مسؤولة عنه لكنني صراحة لم أهتم لأنها عادة ورد مع الكثيرين.
حدق بالرجلين يستدرك بنبرة صادقة.
¤ أقسم لكما أختي بريئة، أضمنها بحياتي ...ما يحدث معها مكيدة لابد حاكوها من تحاربهم ...نصحناها كثيرا لكن عبث، لا يهمها سوى خالقها ومبدأها الموت واحد و الرب واحد.
أجابه ليث بسؤال آخر.
¤ هل تشك بأحد معين؟
ضم شفتاه و ضيق عينيه بأسف.
¤ للأسف لا أعلم... فأنا أعترف بأنني منذ أربع سنوات تقريبا أصبحت مشغولا جدا بين المستشفى و الدراسة ..التخصص الذي اخترته صعب جدا و يحتاج مني مجهودا جبارا لذا ابتعدت رغما عني ....وهي كانت تهاتفني كثيرا ...
ابتسم لتذكر شيء ما و أردف.
¤ وتستغلني كما تقول في كل فرصة تسنح لها لأفحص مرضاها، معوزين و مشردين... تخبرني بأنها تنتظر فراغي من دراسة تخصصي بفارغ الصبر لتفتتح عيادة خيرية وتنسق معي ومع الأطباء من أصدقائي لكونهم لن يستطيعوا رفض طلبي منهم على حد قولها ليخصص كل واحد منا يوما بالأسبوع للعيادة، أؤكد لكم بأنها مكيدة وعليكم اكتشاف مرتكبيها.
¤ سنفعل إن شاء الله! تأكد من ذلك، أطلب منك مرافقتي لغرفة الأنسة، فلقد بلّغتنا باحتوائه على معلومات تهم التحقيق.
أومأ محمود بتفهم واستأذنا هشام الذي أخبر ليث بأنه سينتظره في غرفة زيد الموجودة بالملحق الصغير بالحديقة.
دخلا بهو البيت يلتقطان أصواتا قادمة من جهة الصالون، فأخبره محمود باسما بحرج أنها والدته مجتمعة بسهى والخادمة وزوجها مشكلين فرقة للتحقيق بقضية ورد، ابتسم ليث يستغرب ثقة عائلتها العمياء بها حتى الخدم مع أنهم شاهدوا المخدرات بأعينهم تخرج من القبو.
ولج الغرفة هذه المرة قرر تأملها بتمهل ....واسعة نسبيا، غرفة أنثوية زهرية الطلاء، الستائر، الشراشف وحتى السجادة المتوسطة الحجم على جانب السرير المفرد ثم مكتب صغير بالزاوية مليء بملفات مرتبة، راجعها بسرعة فلاحظ أنها معلومات عن حالات للمساعدة إما طبية أو دراسية ... بحت جيدا عن أدراج و لم يجدها، إلتفت جهة السرير وخطا بسرعة يبحث بدرجي المنضدتين ثم خاصة منضدة الزينة... تجاهل ملمس ملابسها الخاصة داخلة أحد الأدراج كما فعل وهو يتفقد خزانتها ولم يجد شيئا ملفتا، فعاد إلى الحاسوب الموضوع وسط المكتب، أخذه و تطلع إلى الغرفة نظرة أخيرة شاملة قبل أن يغادر.
نزل السلالم ثم متوجها نحو الصالون ليودع محمود ووجدهم لازالوا يطرحون توقعات بهوية مدبر المكيدة... ما إن لمحه محمود حتى سار إليه ليودعه على وعد باللقاء في المكتب من أجل استكمال التحقيق.
لحق بصديقه إلى الملحق الصغير ليجده قد قلب الغرفة رأسا على عقب وهو مقطب، يخبره باستنتاجه.
¤ لم يحمل معه شيء، لقد هرب على حين غفلة.
أومأ ليث يوافقه الرأي تم سأله.
¤ هل ستعود معي إلى المركز؟ فأنا متشوق لأشاهد ما سجلته آلات التصوير
¤طبعا، أنا كثر منك فضولا ..هل اتصلت بعادل؟
نفض هشام كفيه ببعضهما يرافق ليث مغادرين بينما يتأكد من استدعاء المتخصص التقني.
¤نعم سينضم إلينا.
***
في الحجز.....دخلت ورد تلك الغرفة المسمات جزافا حماما، تكاد تتسع لها...غرفة متر على متر بمقعد حمام متسخ مشقوق وصنبور مياه صدئ، أغلقت عينيها تتحامل على غثيانها وفتحت الصنبور لتغمر وجهها بالماء علّها تبرد قليلا من حرارة الحمى التي تمكنت من جسدها، كما بدأت تشعر بآلام ليس فقط بحلقها أيضا بصدرها ورأسها ...توضأت بصعوبة ثم خرجت تمنح المجال للفتاة بأن تدخل هي الأخرى ...تلفتت تبحت عن موضع للصلاة ولاحظت بقعة صغيرة مناسبة بجانب باب الحجز، توجهت إليها ثم رفعت أنظارها إلى أشعة الشمس الضئيلة المتسللة عبر النوافذ الصغيرة، وبحسابات قليلة حدّدت القبلة واستقامت إليها، بسطت الوشاح على رأسها وأرخت حزام معطفها ثم رفعت يديها وكبرت....فرغت من صلاتها بعد أن شكت إلى ربها قلة حيلتها و حمدته على أقداره كيفما كانت واستغفرته بعدها نظرت إلى جانبها حيث تقبع تلك الفتاة التي بكت كثيرا في صلاتها حتى ابتل موضع سجودها الذي أشارت إليه ورد مبتسمة بوهن تعقب بمرح.
¤ سوف تغرقين الحجز بدموعك وسنغرق جميعا، فكما ترين لا منافد للماء هنا.
ابتسمت الفتاة بحزن وورد تنهض لتمسك بيدها، تسحبها لمكان جلوسهما حيث إلتفتت إليها بكليتها توليها كامل انتباهها.
¤هيا يا زميلة الحجز، أخبريني باسمك وعن حياتك، أرغب بمعرفة كل شيء وبالتفصيل فلدينا كل الوقت.
غامت عيناها بذكريات بعضها جميل و الآخر مرير، تقول بوجوم.
¤إسمي مريم أبلغ من العمر ثلاث و عشرون سنة، لم أستطع إكمال تعليمي الجامعي وانقطعت عن الدراسة بعد أول سنة مع أنني تجاوزتها بمعدلات جيدة قسم الأدب الإنجليزي... وكل ذلك بسبب زوج أمي، منذ أن دخل حياتنا انقلبت إلى جحيم مستعر.. كنت الفتاة الوحيدة لوالداي أسرة صغيرة سعيدة، لم نكن من الأغنياء لكن أيضا لم نكن فقراء، أغدقا علي والداي بالحنان ورأيت الحب الحقيقي فيهما، فأبي أحب أمي بصدق وهي أحبته بالمقابل ولأنهما يتيمين اعتبراني كل حياتهما، كان كل شيء جميل إلى اليوم الذي ظهر به ذلك الرجل الحقير على باب شقتنا ليبلغنا بالخبر الذي زلزل حياتنا وقلبها رأسا على عقب ...وفاة والدي أثناء تأدية عمله بسبب مادة خطيرة يستعملونها أحرقت رئتيه ...صُعقنا وغمي على أمي فساعدني بحملها إلى المستشفى حيث علمنا أنها أصيبت بأزمة قلبية جراء الصدمة... لم يتركني أبدا خلال أزمتنا وأخبرني بأنه زميل لوالدي بالعمل وأنه سيتكلف بإجراءات تسليمه و دفنه ...صدقنا طيبته أنا و أمي وخصوصاً حين نصحنا بطلب التعويض من الشركة التي ستسارع لتلبية مطالبنا تفادياً للمحاكم وتشويه سمعتها، أقنع أمي بأنني سأحتاج للمال لدراستي و أيضا لقلبها المتضرر الذي سيحتاج للعلاج ولن يكفينا معاش أبي، فعمِلنا بنصيحته وبالفعل سلمتنا الشركة مال التعويض الذي ليس بتعويض مهما بلغ قدره، فكيف بالله عليك سيعوض المال موت أحد والديك؟
صدرت عن حلقها شهقة بكاء مريرة فربتت ورد على كتفها بمواساة تحثها على متابعة الحديث، مسحت دموعها الغزيرة تسحب الهواء إلى رئتيها ثم أردفت.
¤ توالت زياراته المتكررة حتى أضحينا نخجل من أهل الحي وملاحظاتهم وقررنا طلب اقطع زياراته لأنها لا تصح، ليفاجئنا بطلبه أمي للزواج، طبعاً أمي رفضت في تلك اللحظة دون تردد أو تفكير، وحاول إقناعنا باللين أننا وحيدتان و نحتاج لرجل معنا يعوض غياب الأهل والسند لكن أمي أصرت على الرفض مما دفع به ليظهر على حقيقته... هددنا بصريح العبارة إن لم نوافق سيسبب لأمي فضيحة بالحي و سيسلط علي من يغتصبني... عشنا الرعب بعينه و تاهت عنا الحيلة حتى رضخت أمي مجبرة وأصبحت دموعها لا تجف ....عشنا معه أسوأ سنتين استنزف كل مالنا الذي صرفه على شهواته يبرر فحشه بعدم قيام أمي بحقه الشرعي، أما أنا فمرضها منعني من الالتزام بدوام الجامعة ثم قرر تزوجي لرجل غني، لازمت البيت فقط من أجل أمي كنت أخشى عليها منه الضرر أو الضرب خصوصا بعد أن تدهورت صحتها تذكر أبي كثيرا وبأنها ستلحق به فتوصيني بالهرب ما إن تفارق الحياة... حاول تزويجي أكثر من مرة وكل مرة أحبط محاولاته، فقد كانوا رجالا متزوجين و كان سهلا علي الوصول لزوجاتهم و طبعا بعد كل إحباط للزيجة يبرحني ضربا... وبآخر مرة لم تتحمل أمي و أصيبت بأزمة أخرى توفيت على إثرها.
اسود وجه مريم غضبا وحقدا، تكمل من بين أسنانها بغل.
¤في اليوم الثالث للعزاء جمعت رجال الحي من أصدقاء والدي و أعطيتهم صك ملكيتي للشقة التي لم يكن يعلم بأن والداي قد كتباها بإسمي قبل أن يموت أبي بمدة طويلة، أنا أيضا لم أكن أعلم حتى أخبرتني أمي قبل وفاتها، أعلمتهم بوجوب مغادرته فلا يجوز بقاؤه معي .. الرجال دعموني وطلبوا منه الرحيل... انصاع لهم باستسلام مريب و كنت محقة بإحساسي، فبعد أسبوع استيقظت من النوم على أفراد الشرطة يخلعون باب شقتي ويقتحمون غرفتي... فوجئت بهم و بالرجل الراقد بجانبي عار عن ملابسه، قبضوا علينا ووجهوا لي تهمة الفساد واستغلال بيتي للدعارة و أنا هنا لأربعة أيام ....الحقير أرسل إلي محام بحوزته أوراق بيع و شراء لشقتي وهددني إن قبلت سيغير الرجل أقواله ويريهم عقد زواج عرفي بشهود وإن رفضت سيبقى على أقواله بأنني استدرجته من أجل المال وسيبعث رجالا آخرين ليشهدوا بنفس الأمر.
و عادت للبكاء أما وجه ورد الجامد بدون تعابير محددة، فهي معتادة على هذه القصص وأسوء منها... إستلت من جيبها علبة بلاستيكية صغيرة للمحارم الورقية تذكرتها للتو، ناولت بعضها لمريم وأخذت واحدا تمسح به حبيبات العرق على جبينها من أثر الحمى وهي تفكر بعمق قبل أن تضم شفتيها وعيناها تلمعان بفكرة ما همت بالتحدث لكنها تراجعت تتأمل وجه مريم كأنها مترددة بما ستتفوه به وفي النهاية حسمت أمرها تستفسر منها بحذر.
¤ هذا الرجل الذي وجدته بجانبك عار هل لمسك؟
سارعت مريم بالنفي قطعا.
¤ أبدا لم يلمسني أنا بكر عذراء يا ....صحيح أنا لا أعلم اسمك.
ابتسمت ورد تخاطبها بنبرة قوية.
¤ اسمي ورد... انظري إلي جيدا وضعي عينك على عيني يا مريم، ثقي بكل كلمة سأقولها لك وبعدها ستمسحين عن وجهك دموع الضعف وتلقين بكل شيء عشته وراء ظهرك، لتبدئي حياتك من حيث وقفت، ستنهين دراستك و ستعملين وتحيين حياتك إن شاء الله ولن! ...إسمعيني جيدا.... لن تفكري بزوج والدتك ولا بأي انتقام أهوج.. ستكملين حياتك بشكل طبيعي، هذا شرطي لما سأطلبه منك وما سأفعله من أجلك، فهل توافقين؟
اتسعت عينا مريم تفغر فمها ببلاهة بينما تحاول استيعاب ما تتفوه به الفتاة جوارها، هل ما سمعته حقا؟ هل ستخرج من الحجز؟ هل ستعود لدراستها، لحياة خالية من وجود ذلك الحقير وتهديداته ومقابل ماذا؟ أن لا تنتقم منه؟ إلى الجحيم هو وأي انتقام منه، لن يرجع إليها والداها من الموت، والأحرى ها استعادة حياتها...
قطعت ورد أفكارها بلمسة من يدها لكفها تحثها على التحدث، فقالت بحيرة طاغية تخشى رغم ذلك غدر البشر.
¤ أنا موافقة... إذا كان نسيان ذلك الرجل مقابل استعادة حريتي فليكن ...سأتناساه فلا أبحث عن انتقام لن يعيد إلي أغلى ما فقدت.
إبتسمت ورد برضا وقد حققت فوزا جديدا بإنقاذ قلب آخر من ظلمات الحقد والضياع ..متى يحين دورك يا ورد؟ ..؟.تنبهت إلى تفرس مريم بها فسألتها.
¤ املي علي اسمك بالكامل واسم ذلك الرجل ..سأكلف محامي العائلة بقضيتك ليقوم باللازم ولا تقابلي أحدا إلا هو ...اسمه عز الدين الشامي إحفظي هذا الاسم ولا تقابلي غيره وافعلي كل ما سيطلبه منك دون سؤال و لا تخافي... اتفقنا؟
أومأت مريم بتفهم شاكر، تتساءل بحيرة.
¤لماذا تساعدينني؟... أنا لا أملك المال..
قاطعتها ورد بملامح متصلبة.
¤ لم أسألك مالا و لكي تطمئني أنا أعمل في جمعية خيرية، أساعدك باسمها ...جمعية الحنين... ألم تسمعي عنها؟
¤ أظنها جمعية كبيرة لكن ماذا تفعلين أنت هنا؟
ابتسمت ورد ببرود تجيبها.
¤ صدقيني يا مريم لا تريدين أن تعرفي.
ثم أردفت بعد أن أرخت ملامح وجهها الشاحبة مرضا.
¤ عندما نخرج من هنا إن شاء الله ستتعرفين علي جيدا، فأنا أحببتك و سنكون صديقتين بعون الله...دعيني الآن أستريح لأن جسدي مهدود.
لم تكمل عبارتها وباب الحجز يفتح ليظهر وجه لمياء تصيح باسمها، نظرت نحوها تومئ بتعب ثم التفتت إلى مريم تعيد سؤالها عن الاسمين...ردت عليها مريم بلهفة وأمل قبل أن تقوم بإجهاد تلملم أطرافها المتعبة، تشد حزام معطفها لتتوجه نحو الباب حيث أخبرتها لمياء بأن الضابط يطلب حضورها.






التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 18-03-21 الساعة 11:17 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 09:16 PM   #26

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

♥♥♥خاطرة من ورد♥♥♥
الحياة سوداء بما يكفي
الدنيا دنيا بمايكفي
فيا قلبا إن كان فيك صفاء
إفتح بابا
أفسح مكانا
نور طريقا
فليست كل القلوب الجاحدة سوداء
حتى إن صدفت قلبا أسودا
فتركه لدنيا
فهل هناك عقاب أكبر من الدنيا


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 10:53 PM   #27

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

هل ورد مباحث
القصة حلوة
وارجولها الكمال


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 01:46 AM   #28

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع

تحرك ليث بسيارته و هشام في أثره نحو المركز حيث التقيا بعادل المتخصص التقني ينتظرهما ....تصافحا و أخبره ليث باختصار ما يريده وسلمه الحاسوب، أخبرهم أن الأمر سهل مادام لديهم كلمات السر ، شغله بسهولة وبحث عن التسجيلات وبحسب الوقت و التاريخ فالشحنة أدخلت إلى الفيلا ما بين العاشرة والحادية عشر ليلا بيوم الأمس أي في وقت الحفلة فكر ليث وهشام.
تعرف ليث على زيد لكنه لم يخبر صديقه بذلك كي لا يجدب فضوله وغادر عادل مع هشام بعد أن انتهى من عمله واستدعى ليث لمياء لتأتي بورد لعلها تتعرف على أحد من الرجال الاخرين وقبل أن تصل ورد دخل عليه رجل ببذلة سوداء يملك هيبة جذابة ما إن لمحه حتى انتفض من مكانه متفاجئ و سرعان ما تهللت أساريره يسلم عليه بترحاب دافئ قِلة من يحضون به من كلاهما.
¤ احترامي سيدي لمن ندين بشرف زيارتك؟
¤ورد...
قالها الرجل باقتضاب مباشر غير مبال بصدمة ليث و أردف باسما على ذهول ليث.
¤أريد أن أعلم كل شيء عن قضيتها، سأتابع معكم بنفسي، اشتقت للعمل الميداني وهذه فرصة لا تعوض.
يتسلل الشك زاحفا ليكتسح عقل ليث، فهمّ بقول شيء لكن دقتين على الباب حالتا دون ذلك والتفتا تجاهه، أدخلت لمياء ورد وانصرفت بسرعة والأخيرة تقطب جبينها عتابا وحين قررت فتح فمها تراجعت تنظر إلى ليث فابتسم الرجل يبسط يديه بدعوة ترجمها بقوله الحاني.
¤ أضمنه بحياتي يا ورد، تعالي ولاتخافي إنه ابني الذي لم أنجبه.
إن كان ليث متفاجئ من قبل فحالته الحين لا تفسر بينما يراقب الموقف بحرص لا يستوعب. أدارت ورد ضهرها لهما وتوجهت نحو الباب تقفله بإحكام ثم عادت إلى الرجل ترتمي بين أحضانه.. تجمد ليث وكأنه أصيب بغباء لا يصل لاستنتاج مناسب أو موافق لما يرغب به أما هي فرفعت وجهها إلى الرجل تخاطبه بعتاب.
¤ ماذا تفعل هنا سيدي العميد؟ ألم أحذرك من المجيئ؟ لماذا أنت عنيد دوما؟
زاد من ضمها إليه بينما يجيبها.
¤ لم أستطع... كان يجب أن أراك أطمئن عليك، لماذا جسدك بهذه الحرارة العالية؟ يا إلهي أنت تشتعلين!
أمسكت بيديه تطمئنه.
¤ لا تقلق ....الحجز مزدحم و دافئ، أنا بخير.
هز رأسه باستسلام يعرفها جيدا تتحامل على أوجاعها، فسحبها ليجلسها على الكرسي وأعطاها كأس ماء كان أمام ليث وأستل من جيب معطفه دواء مسكن يضعه في فمها بلطف يحثها على شرب الماء ثم جلس أمامها وليث يحدث نفسه ...*إذن *ممنوع اللمس* ليست ممنوع بعد كل شيء، ليأتي هشام ويرى أن الفتاة قد خطفها سيادة العميد بنفسه..
انتبه لاسمه ينادى عليه فأجابه بنعم.
¤ سأشرح لك لاحقا، الآن ما الجديد بالقضية؟
¤ ها؟
نطق ليث ببلاهة قبل أن يلتقط ابتسامة العميد و لم يكن ذلك ما لفت انتباهه بل ابتسامتها، يا الله! تلك العينين،،،،، اااااه لحظة! العينين إنها نفس عيني! ماذا؟ هل يعقل؟ لكن.....
¤ أرحه أبي و أخبره.
¤ أبي؟!
أطلق العميد ضحكة عالية على ملامح ليث المصدومة بغباء، يقول.
¤ ليث ...سأخبرك لاحقا وطبعا أعتمد عل كتمانك ككل مرة.
استجمع ليث نفسه تتضح له الصورة على الأقل علم نوع العلاقة بينهما لكن كيف؟ لازال مبهما عكس براءة ورد أضحى متيقنا الآن منها، فابنة هذا الرجل مستحيل أن تكون مجرمة، وسيبذل جهده ليثبت ذلك لأن أفضال والدها عليه لا يمكن له إيفائها.
أخد الحاسوب وقام بإدارته نحوهما، يخاطب ورد بعملية.
¤ آنسة ورد آلات التصوير أتت بنتائج جيدة، صورت رجالا و هم يدخلون بالبضاعة إلى قبوك و لقد حدث ذلك أثناء حضورك بالحفل وهذا يثبت بأنك لم تكوني بالبيت لكن يبقى إثبات عدم إتمام العملية بأمرك لذلك يجب أن نجد أحد أولئك الرجال... أنظري جيدا لعلك تتعرفين إلى أحد غير زيد طبعا.
لم تلاحظ ورد بأن ليث يعرف زيد تولي كامل تركيزها للمقاطع المصورة.. أربعة من الرجال وزيد ...حزنت كثيرا و هي تشاهده يساعدهم على إدخال البضاعة ومع ذلك لن تتخلى عنه، لقد واجه الكثير بحياته و لن تسمح للباطل بأن ينتصر عليها و يستحوذ عليه.
ركزت على هيئة رجل منهم تبدو ملامحه مألوفة، تحاول التذكر لكن ذاكرتها لم تسعفها وما يهمها الآن زيد، فقالت.
¤ لم أتعرف إلا على زيد ..اسمع سيدي الضابط ....زيد ليس كما تظن.. أنا اعرفه منذ صغره ...لقد مر بظروف سيئة لا تتخيلها لذا أنا متأكدة بأنهم خدعوه بطريقة ما... أرجوك جده قبل أن يجدوه، أنا متأكدة أنه ليس معهم، جده قبل أن يقتلوه أرجوك! ..عدني أنك ستساعده و سأعطيك العناوين التي يمكن أن يكون بها.
هل يمكن لهذه الفتاة أن تفاجئه أكثر؟ لا يستطيع تقديم وعود يجهل إن كان سيفي بها! فهو لا يصدق بأن زيد هذا بريء، لذا حاول مناقشتها بعقلانية.
¤آنسه ورد أرجو أن تهتمي بإثبات براءتك الآن فالتهمة الموجهة إليك خطيرة وعقابها على أقل تقدير ومع محام جيد خمسة عشرة سنة، فلا تفكري بشيء آخر سوى الخروج من هنا .
أجابته بصلابة وكأن ما يقوله يخص شخصا آخر .
¤ ما إن تجد زيد سيشهد بالحقيقة، لن يستطيع تلفيق تهمة لي، اجلبه وسترى بنفسك لكن عليك أن تعدني إن صدق قولي ستساعد الفتى ما رأيك؟
إلتفت إلى العميد متفاجئا من هدوءه وابتسامة تسلية تزين شفتيه بينما يراقبهما، فسأله مغتاظا.
¤ ما رأيك سيدي؟
رفع مصطفى يديه باستسلام يُقر.
¤لا تنظر إلي هكذا، كونها ابنتي لا يعني أن لي سلطة عليها، إنها عنيدة جدا وصدقني هذا الموقف أيسرهم.
أرخى ليث أكتافه باستسلام، يناول ورد ورقة و قلم، يجيبها بجدية.
¤ اتفقنا لكن أقسم إن كذب سأبذل كل جهدي لحبسه ولمدة طويلة.
أجابته ورد بثقة بينما تكتب العناوين.
¤ سترى... لن يلفق لي تهمة، إنه فقط خائف لذا هو مختبئ أنت لا تعلم ما مر به.
ثم نظرت تجاه أبيها تبتسم بمكر كقولها.
¤ هل جميع رجالك يفتقدون للثقة هكذا يا سيادة العميد أم هو طفرة؟
ابتسم العميد بمرح يشوبه بعض الألم لعلمه بالسبب و غير مجرى الحديث.
¤ اتصلت بالسيدة عائشة....تطلب مني اخراجك من هنا لكن ضغطها جيد ولقد أقنعتها بأن تعتبرها كزيارة عمل لك وهي تعلم برغبتك بزيارة الحجز ... ها! أخبريني هل أعجبك ما رأيته؟
قالها مع ضحكة استهزاء شاركه بها ليث بينما هي تزم شفتيها مضيقة عينيها دلالة على الاشمئزاز، تجيبه.
¤ أول شيء سأفعله عندما أتخلص من هذه القضية سأتحدث مع المسؤول عن شيء واحد فقط ....
نظرا إليها بتساؤل والتسلية لاتزال على وجهيهما.
¤ هل بالله عليكم تسمون علبة الكبريت تلك حماما؟ يا إلهي ! لا يكاد يتسع لعصى فما بالكم ببني آدم؟
انفجرا ضاحكين وليث يعقب بتهكم.
¤ماذا توقعتِ؟ إنه حجز وليس بفندق، لا يجب أن يعجبهم كي لا يعودوا إليه.
راقب العميد تغير ملامح ابنته كأنها تذكرت شيئا ما ولقد كان محقا لأنها سرعان ما نظرت إليه بجدية، تخاطبه.
¤ أبي سأطلب منك خدمة، مهمة للغاية....كنت سأطلب من المحامي لكن بما أنه ليس هنا سأخبرك أنت و بلغه بأن الأمر عاجل.
حصلت على كامل انتباه والدها و كذا انتباه ذاك الذي يتظاهر بالعمل على حاسوبه.
التقطت ورقة صغيرة من على سطح طاولة مكتب ليث، تدون بها البيانات بينما تفسر لأبيها.
¤ هذا اسم فتاة يهمني أمرها كثيرا... إنها هنا بالحجز والاسم الآخر لضابطة صديقة لي بمصلحة الاخلاق العامة، بلغ المحامي أن يتصل بالضابطة ويخبرها بإسمي و اسم الفتاة وهي ستقوم بما يجب القيام به.
تطلع إلى الورقة يومئ بموافقة عادية استهجنها ليث يحدث نفسه .. *تلتقي بفتاة في الحجز و تثق بها وتساعدها أيضا، هذه الفتاة لم تُصدم بأحد إلى الآن ...هذا التفسير الوحيد أو هي حمقاء و هو الأرجح بما أنها رأت زيد يساعدهم و مع ذلك تؤمن ببراءته*
قطع تفكيره صوت العميد الذي سألها..
¤ و الاسم الأخير ...من هو؟
مالت نحو قليلا كي لا يسمعها ذاك الذي يتظاهر بانشغاله وجميع حواسه معهما كالصقر، فسمع كل حرف نطقت به بخفوت.
¤ لهذا أخبرك بأنه يحتاج إلى قرصة أذن، فلقد دمر أسرة وكان سببا بموت امرأة و تشويه سمعة ابنتها فقط من أجل المال، فهل ترضاها لي أنا؟.....يمكنك أن تتحقق من صحة قولي هذا سهل عليك.. لكن عندما تتأكد أريد أن تؤلمه أذنيه لدرجة إن رأى المال أحرق يديه قبل لمسه.
قطب العميد حاجبيه يعقب بخفوت معاتب.
¤ متى أصبحت قاسية هكذا؟ لا يليق بك حبيبتي ..على كل سأتأكد من الأمر وسأقرص أذنيه حتى تؤلمانه.
*ابنة أبيها لن تفاجئيني بعد الآن بما أنك ابنته*....فكر ليث ساخرا.
¤على فكرة ورد، أوصيت عائشة بتحضير طعام و بما أنني أعرفك جيدا طلبت منها تجهيز كميات مضاعفة تكفي المحتجزات معك، أرجوك كلي شيئا، فوجهك شاحب و أنا متأكد بأن ما بك حمى و ليس دفئ هواء الحجز... اتفقنا؟
أومأت بتأثر وليث يطلب لمياء لاصطحاب ورد بعد أن ودعت هذه الأخيرة والدها الذي ظل مع ليث.
وصلت ورد إلى الحجز و أول ما قامت به أن أراحت بال صديقتها ثم أسندت عليها رأسها و راحت في نوم كأنها غابت عن الوعي فقد وصل بها التعب أقصاه.

الفصل العاشر
تبت ليث أنظاره على وجه العميد يعلمه بأنه منتظر تفسيره ،فلن يفوت هذه الفرصة لذا قرر مشاكسته بسؤاله.
¤ أخبرني ليث ..ماذا ظننت بأنه يجمعنا؟ ..حقا أخبرني لن أغضب...
أجابه بتردد وبعض الخجل.
¤ يعني ...أنا اعتقدت.. اااا يعني... هي فتاة جميلة وأنت وسيم و بصراحة ظننتها من تمكنت من أسوار قلبك.
ضحك العميد مصطفى معقبا.
¤ طبعا هي من تمكنت من أسوار قلبي ووالدتها قبلها.
سكت قليلا يفكر في شيء ما، فعاجله ليث بالسؤال عن أمها.
¤السيدة عائشة؟
أومأ العميد سلبا يفسر له بشجن استولى على ملامحه بوجوم حزين.
¤ لا ليست السيدة عائشة هذه المرأة و زوجها ....أنا مدين لهما بحياتي إن طلباها لن أتأخر .....آه يا ليث من جرح ينغرس بأعماقك فتقوى جذوره إلى أن تتفرع بين أرجاء صدرك حتى يندمج بجسدك و يطلق ثماره المرة تذوب مع دمائك وأعصابك، فلا يمكن اقتلاعها إلا باستئصال الجسد معها ...وهذا يعني الموت ..الموت يا بني و لكني لا أستطيع، لأن هناك وسط القلب تقبع نقطة نور بيضاء نقية تدعم هذا القلب و تذكره بأن الله موجود و أن الحياة تستحق و أن الآخرة تستحق أكثر ...هذه النقطة هي ورد نور حياتي وبهجتي وسط حزني و رثائي امرأة كانت نصفي الآخر، امرأة لم أخترها و لم تخترني و إنما القدر جمعنا معا و بارك الله زواجنا حسب نياتنا وأحببنا بعضنا، فلقد كنا صغارا فقط في الثالثة والعشرين حين تزوجنا... أنا كنت بالمعهد الملكي للشرطة و هي بكلية الآداب، كانت مغرمة باللغة العربية وورد ورثث حبها للغة ...كانت ابنة عمي و خالتي في نفس الوقت وحيدتهما في الحقيقة مثلي وحيد والداي.. كبرنا معا في بيت واحد، الحقيقة أنني لم أفكر بها كزوجة أبدا ولا أظنها هي أيضا فعلت ..في يوم مضى قرروا الذهاب برحلة إلى مدينة سياحية أذكر أن أمي قد طلبت مني مرارا الذهاب معهم إليها لكني لم أستطع كنت أحاول إثبات نفسي بالمعهد لأكون من المتميزين للتأهل إلى امتحان المحققين، المهم لم أذهب معهم ليأتيني خبر وقوع حادث لهم.... رُحت أجري كالمجنون لأصل المستشفى حيث أعلموني بأنه لم ينجو سوى الفتاة.... الصدمة كانت قاسية جدا و أنا أراها ممددة فوق السرير بلا حول ولا قوة وكسور متفرقة بجسدها تجهل خبر وفاة أهلنا ..هناك فكرت بأن تلك الفتاة هي كل ما تبقى لي ...هي عائلتي رائحة أبي و أمي سواء، فأقسمت أن لا تفارقني أبدا ...عندما أفاقت أخبرتها فانهارت وبذلت جهدي كي لا أفقدها والخوف من الوحدة قد تلبسني... عندما تعافت قليلا طلبت منها الزواج، ترددت، فبكيت أمامها كطفل صغير فقد أمه و هو جزع من المستقبل فوافقت وكانت تلك أول مرة التقط نظرة حب بعينيها عندما رأت دموعي ..تزوجنا في المستشفى و كان طبيبها وصديقي الوحيد وزميلي بالمعهد علي الخطاب الشاهدين على زواجنا.. لم يمضي وقتا حتى أحببتها بكل جوارحي.. كانت حقا وردة تسر قلبي بجمال ملامحها الطيبة وعبير روحها الراقية.
يحدق به ليث متأثرا بينما هو يستطرد.
¤ نعم .. ابنتي تحمل اسم والدتها ....وردة حياتي العطرة ...أجلنا الإنجاب لحين فراغها من الجامعة وأنا ركزت على دراستي وبالفعل نجحت بامتياز واجتزت امتحان المحققين وأصبحت في سن الخامس و العشرين مفتش أمسك أول قضية لي وكنت سعيدا جدا إذ أن عميدا بارع بالمدينة حينها اختارني لأتولى معه تلك القضية، يشهد لي بذكاء حاد و حاسة استشعار للخطر كما كان يقول والقضية كانت البحت عن قاتل متسلسل يقتل النساء بدم بارد ..عملت بكل جهد فذهني كان صاف و كنت سعيدا جدا لأن كل أحلامي تحققت، زوجة أحبها و تحبني ، عملي الذي اخترته أرتقي به وفوق كل ذلك ورد كانت حامل، يعني أسرة و سأعوض عائلتي التي راحت ولن أكون وحيدا .
اشتدت تقاسيم وجهه واسودت إلى درجة بروز عصب على جبهته كأنه سينفجر .... وهو يكمل.
¤ اكتشفت هويته بعد ثاني جريمة قام بها عندما أمسكت القضية، كان رجلا أجنبيا يعمل بالسفارة الفرنسية علمت ذلك لأن كل النساء اللواتي قتلهن لهن علاقة بعيدة أو قريبة بالسفارة الفرنسية و عندما زرت السفارة شككت به مباشرة، أظنها حاسة الاستشعار تلك لا أعلم، المهم أنني لم أرتح له و بقيت مراقبا له إلى أن قمت بإثبات تورطه، طبعا قبضنا عليه لكن بسبب الاتفاقيات الدولية اضطررنا لتسليمه لدولته و طبعا هرب و لك أن تحزر ماذا فعل ....كانت ورد في شهرها الأخير و كنت أحاول أن لا أتأخر عليها ..في يوم ما علا رنين هاتف مكتبي و عندما أجبت سمعت صراخها.. صدمت و أفقت على صوته الساخر ذو اللكنة يقول ....كيف حال المفتش الهمام؟ أليست هذه الكلمة الصحيحة؟ أخبرني سيدي المفتش ماذا ستفعل الآن لتمنعني من أن ألحقها بصديقاتها ها؟
اشتد احتقان وجه العميد حتى تأهب ليث بجلوسه يسمع بقية حديثه المؤلم.
¤ أجبته بأنني سأفعل ما يريده فقط ليتركها.. الحقير كان فقط يتأكد من مدى حبي لها ليكون انتقامه شديد الألم لي.. سمعت صرختها و هو يقول ...للأسف أنها حامل... أتعلم مفتش مصطفى؟ أنا لم أقتل امرأة حامل من قبل لهذا سأعطيك امتيازا واحدا ...سأطعنها وأتركها تنزف وإذا أسرعت بما فيه الكفاية ستنقذ ابنتك وسأكون سعيدا جدا، لأنتظرها بفارغ الصبر حتى تكبر مثل هذه الجميلة ثم آتي و أذكرك بي مجددا وألحقها بأمها ..هيا مصطفى أسرع أسرع! ...و أقفل الهاتف، كان زميلي بجانبي وسمع كل شيء سحبني من يدي و جرى بي و أركبني بالسيارة و أنا ..كأنني في كابوس أنتظر أن يوقظني منه أحدما وهذا ما فعله زميلي، صفعني لأعي ما يحدث.. أسرعنا إلى البيت حيث وجدت ورد ممددة عل الأرض والدماء حولها ...منظر فظيع لم ولن يمحى من ذاكرتي أبدا مع أنني أرى مناظر مثله كل يوم تقريبا بسبب عملي ولكن عندما يخص شخصا منك و فيك يكون أصعب و لا يزول أثره أبدا....حملتها عندما فحص زميلي وشعر بالعرق النابض الذي لازال متشبث بالحياة و خرجنا أنوي حملها للمستشفى لكن زميلي ذهب بنا إلى عيادة خاصة لدكتور نساء صديق له ... لم تنجو لكن الطفلة قاومت وتشبت بحقها بالحياة ..زميلي لفت انتباهي بأن نجاة الطفلة يجب أن يظل طي الكتمان ونعلن وفاتها مع زوجتي ....تدبر بعلاقاته تدبر أمر جثة طفلة حديثة الولادة و وضعها بجانب زوجتي... كنا متأكدين بأنه يراقبنا لهذا لم نخرج الصغيرة من العيادة وظلت برعاية ممرضة يثق بها زميلي و الطبيب ..أنا خرجت مع الجثتين و دفنتهما ....بقيت بالمقبرة و لم أرد المغادرة و بقي معي علي صديقي و المفتش زميلي الى أن سمعت الأخير يسأل علي عن حمل زوجته ...علي كان قد تزوج لتو من عائشة و لقد كانت صديقة لورد تعرفتا على بعضهما بالجامعة و رآها عندي في البيت يوما وهي تزور ورد أعجب بها فتزوجا ..أجابه أنها في شهرها الاخير فنظر الي نظرة ذات معنى واستغرب علي و هو ينظر إلينا بريبة ...أخبره زميلي بكل شيء و طلب منه مساعدتي...أنا صديقه الوحيد ما انتهى من الحديث حتى انقض عليا علي وأخذني بحضنه يعدني بأنه سيعتبرها ابنته الحقيقية و سيحافظ عليها من أجلي إلى أن أتخلص من ذلك المجرم و أعود لأبني أسرتي من جديد لم يكن يعلم أنني قد استنفذت و انتهيت وكل ما يحركني هو الانتقام ...اتفقنا أن تلد عائشة بنفس العيادة وبدل أن تلد طفلا واحد سيعلنان ولادة توأم وكان رد فعل عائشة مرحبة و موافقة لتتكفل بابنة صديقتها الوحيدة و أقسما أن لا يخرجا السر لأحد ولكني اعترضت على شيء واحد أنني سأخبر الطفلة عندما تكبر بأنها ابنتي لأنني لن أستطيع البعد عنها وعدم احتضانها.. فوعدني علي أن يخبرها حين ينضج عقلها وتستطيع الاستيعاب ...أنجبت عائشة بعد أربعة أيام و بالفعل أعلنوا أنها وضعت توأم و أرضعتها مع محمود و عاملوها كأبنائهما ..أما أنا فلقد سخرت حياتي لعملي والبحت عنه التحقت بالمخابرات ونفذت عمليات خطيرة و أنا أبحث عنه... بعد مدة عرض علي منصب في شرطة الإنتربول و قبلت لأنه سيعطيني صلاحيات أكثر للبحت عنه صادفت جرائم قام بها بدول مختلفة كنت أعرف رأسا أنه مرتكبها لكنه دائما يسبقني بخطوة و أفقد أثره... بعد مدة طويلة توفقت جرائمه و فقدت أثره و لم أستطع المجازفة بابنتي، فتركتها برعاية عائلة خطاب و عندما بلغت السادس عشر أخبرها علي و عائشة واستقبلت الأمر بشكل عادي إستغربناه جميعا فمن يراها لا يحسبها أبنة السادس عشر بل امرأة ناضجة تستوعب كل ما يقال لها فهي كانت قد بدأت تشارك بأنشطة مع الجمعيات الخيرية قبل ذلك بسنة والكل يشهد أنها سابقة لسنها ...سألتني عن السبب و أخبرتها ...دمعة واحدة نزلت من عينها اليمنى و هي تنظر إلي بحزم تطلب مني أن لا أوقف التحقيق حتى أجده، وعدتها واحتضنتني ...لحظتها فقط اكتشفت بأنني توقفت عن التنفس منذ أن ماتت وردتي و ها هي قطعة منها تعيد لي أنفاسي التي فقدتها..
توقف ليأخذ نفسا عميقا، فلم يسبق أن سرد قصة حياته لأحد وبشكل غريب أحس ببعض الراحة والخفة من على صدره، نهض ليث من على كرسيه واجما لم يكن يعلم بأن رئيسه يحمل كل هذا الماضي الأليم بين أحشائه، أخذ كأسا و ملأه بالماء، ناوله إياه فتقبله منه وشربه كله دفعة واحدة يروي جفاف حلقه اليابس.
احتل ليث الكرسي المقابل له و ربت على يده الموضوعة على فخده يعده بصدق.
¤ سأساعد ورد و سأخرجها من هذه القضية بإذن الله و بعدها أريد منك كل المعلومات عن ذلك المجرم، سنتعاون أنا وأنت نستغل كل علاقاتنا وسنجده و نعدمه و بعدها ستضم إليك ابنتك أمام كل الناس و تستعيد حياتك.
ابتسم مصطفى بفخر لو كان أنجب ابنا لتمناه مثل ليث، كم يتمنى أن يكون لورد ابنته زوجا مثله... و لماذا مثله وهو موجود؟ انقلبت ابتسامته المتأثرة إلى أخرى ماكرة بينما يجيبه.
¤ إن شاء الله بني... ركز الآن على ورد. ..أقصد قضية ورد.
أومأ له ليث موافقا يستغرب تحول ملامح وجهه إلى هدوء ..دقات على الباب ودخل هشام الذي تفاجأ بوجود العميد فسارع ليث يبرر.
¤ سيدي العميد صديق لعائلة خطاب فالسيد علي رحمه الله كان زميله وصديقه المقرب لذا أتى ليطمئن على سير التحقيق.
ابتسم هشام باحترام يصافحه وأخبرهم بأن محمود جاء و جلب معه طعاما للآنسة ورد، فاستل ليث الهاتف ليطلب من لمياء القدوم وحمل الطعام إلى الحجز بعد تفتيشه يتعامل برسمية رغم كل شيء.
ودعهما العميد و غادر برفقة محمود وغادرا بعدهما ليث وهشام ليتناولا الغذاء تم يتحققا من العناوين التي دونتها ورد لعلهم يعثرون على زيد.




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 18-03-21 الساعة 11:46 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 01:55 AM   #29

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

غدا يوم اخر شكرا لك و ورد ليست مباحث لا أتمنى أن تعجبك الى الخاتمة

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-16, 04:07 PM   #30

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

وطلع العميد الاب واﻷم ليست هي امها الحقيقيه وليث مصدوم و ورد تبهرني حقا فتاة عنيده وقويه ف انتظارك

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.