آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-22, 09:53 AM   #1

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 انتي الهوى ٫ كل الهوى برد ولهيب/ ريم(قيد الكتابة)







بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

انتي الهوى ٫ كل الهوى برد ولهيب


الكـــا🖋تـــبــة : ريم



قراءة ممتعة لكم.......


نور&&& likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 07-03-22 الساعة 08:59 PM
"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 04:12 PM   #2

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




-
" عندما تصبح القيُود حناناً
وتمرّ السُنون مثل الثواني ..
عندها ، تصبح القيود إنعتاقاً
وإنطلاقاً ، إلى عزيز الأماني .."

يُقال إن للجديد دائماً وقعه ، وأقول إن كل الحكايا والسنين معاكم لها وقعها ورغم كثر النوايا ، كان الإنتصار من نصيب الشوق ، ونصيب العودة بالجديد ..
كان الإنتصار نصيّب رجفة اليدين ، وحُكم القلوب ..
نصيب السهّل بكف المحال ، ونصيب الجدي وسهيل بصدر السماء ، نصيب عزيز الأماني عندي وعندكم ، نصيب الهوى كلّه ، وكل الهوى برد ولهيب 🤎 ..
-


: 1
-
دخل بيته بعد يوم مُتعب تماماً وهو يترك مفاتيحه على الطاولة وتأكد إن عياله نايمين من سكون البيت الشديد . نايمين بعد يوم عاصف يوضّحه منظر الصالة يلي ترتمي الألعاب بكل الأطراف فيها وتقّدم بخطواته لجل يصعد الدرج وينتهي يومه المُهلك مثلهم بنومة هنيّة ، وقف بمكانه من حس بشيء ينكسر تحت رجله وعضّ شفايفه وهو ينحني ياخذ اللعبة يلي صارت أجزاء بإيده ويتمتم بالإستغفار ، إبتسمت بهدوء وهي سمعت صوت دخوله ، صوت مفاتيحه على الطاولة وصوت كسر اللعبة وتمتماته بالإستغفار : ما بغيت تنورنا ! طوّلت الغيبة
إبتسم وهو يشوفها رفعت نفسها من عالكنبة وتو ينتبه لها ولوجودها : ما نمتي !
هزت راسها بالنفي وهي تتعدل ، وتعدل الوشاح على جسدها من البرد : ما نمت ، قلت بترجع وإنتظرتك
إبتسم بهدوء وهو يجلس بجنبها بعد ما نزع بلوزته العسكرية ، وبقى بالتيشيرت ورجع جسده للخلف وهو يبعد الألعاب يلي ضايقت ظهره : ما تعلّمينهم يشيلون أغراضهم ؟ بالأرض وبالكنب شلون نجلس يعني !
ضحكت لثواني بذهول وهي تناظره : توّهم صغار وش تبيهم يسوون ، يلعبون بمكان محدد ما يبعثرون ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظرها ، وإبتسمت بخفيف من نظراته وإبتسامته الخفية وهي تعدل أكتافها : قال لي نهيّان شوي عن جلستكم بالأمس ، ورد إستحّلت حضن المحامي ؟
إبتسم من أعماق قلبه وهو ياخذ نفس : ورد تنفر من ناس وتحبّ ناس وكله حسب معادنهم ، عرفت إن معدنه أصيل ما بالدنيا مثله وما ألومها يا بنتي ..
إبتسمت وهي تشوف إبتسامته بهالتوسع الشديد لمجرد إنها جابت طاري تركي : لأول مرة ، يتمكّن منك شخص بفترة بسيطة وتصير إبتسامتك بهالعرض لجله ولجل طاريه ، وش مسوي هالتركي ما ودك تحكيني ؟
ضحك وهو ياخذ نفس من أعماقه : رجّال تركي ، رجّال يوقفون الرجال من بعده ، بخطاه وصوابه رجّال ..
إبتسمت بتساؤل : نقول صار بالأماكن الأولى بقلبك ؟
هز راسه بإيه بهدوء : الأول مكررّ
ضحكت بذهول وهي تناظره : الأول مكررّ مع نهيان يعني ؟ وإحنا مالنا رب ؟ نرجع وراء دايم ما نرتفع ؟
ضحك وهو ياخذ نفس من أعماقه : تدرين بمقامك عندي الله يعزّه ، محد صار له حكم على حاكم وقلبه غيرك ما يليق فيك التواضع الحين ..
ضحكت وهي تهز راسها بالنفي وترجع جسدها للخلف :…
_


: 2
-

ضحكت وهي تهز راسها بالنفي وترجع جسدها للخلف : أكلت طيب ؟ وإلا تبي قهوة
هز راسه بإيه وهو يتعدل : قهوة من يدينك ما تنرد ..
توجّهت للمطبخ وهي تاخذ نفس من أعماقها وإبتسمت لثواني من دخل وهي تترك دلة القهوة من إيدها وتصبّ كل إهتمامها له : مانمت ؟
هز راسه بالنفي وهو ياخذ مويا من الثلاجة ويناظر أُمه ، إبتسمت ملاذ بخفوت وهي تجلس : تعال ..
هز ذيّاب راسه بالنفي بهدوء وهو يشد على كأس المويا يلي بإيده وقبل دخوله للمطبخ كانت تقابله نظرة تمتلي بالشدة من أبوه : برجع لغرفتي ، عن إذنك ..
إختفت إبتسامتها وهي تاخذ نفس ، وعدّل أكتافه وهو يتوجه لها بهدوء يقبّل رأسها ويصعد للأعلى تحت أنظار أبوه يلي نطق بجملة وحدة فقط " بصحيك الفجر ".. ، زفّرت ملاذ من أعماقها وهي تجلس بجنبه وتترك الصينية عالطاولة : ليه هالقسوة عليه يا حاكم ؟
مد إيده بهدوء يصبّ له : لجل يتربّى ، يسترجل
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب : توّه ولد السبع سنين ..
أخذ الفنجال يلي قدامه وهو يهمس بسخرية : والسبع سنين سنّ التمييز وإلا وش تقولين ؟ يعرف الصح من الغلط ويعرف يعدّل نفسه وحاله .
ناظرته لثواني وهي تترك الفنجال بهدوء : الحين قلتله بصحيك للفجر بس لازم مع هالنبرة يلي نطقت فيها ؟ لازم مع هالحدة كأنك تحاكي عسكري مو ولدك ؟
ما كان منه الرد على هالموضوع لأن ما وده يشتبك معاها أكثر ولا وده يكون حوار يومهم يلي دائماً ينتهي بزعل أحد الطرفين هو ذيّاب ، ذيّاب يلي أطباعه تشبه أبوه بنواحي لكنّها تختلف بنواحي كثيرة ومن كل النواحي هالموضوع صعب على حاكم ، صعب إنه يتعامل مع شخص يشبهه ويخالفه بالوقت ذاته ..
أخذ نفس من أعماقه ، ومدت إيدها على كتفه وهي تبي روقانه يلي إنتزع يرجع له : كيف نهيّان ؟ مع المحامي ؟
رد وهو يتأمل فنجال القهوة يلي بإيده : يحبه
رفعت حواجبها لثواني لأن الحب عند نهيّان دائماً لآل سليمان ونادراً يكون لشخص مالقاه بحياته إلا مرة .
رفع حاكم أنظاره عن الفنجال لملاذ وإبتسم بهدوء : لأول مرة ، يتمّنى يكون عنده حفيد غيري ودك تتخيلين ؟ يقول له ياتركي الرجال يوم إنه بيتعزوى يقول أنا نسل الشيوخ الليّ تهد الجموع وإنت لحالك شيخ يهد الجموع ، يومه مشى يقول لي دخّله فينا بأي طريقة أبيه حولي والأهم ، يقول لي لا يغيب عن عينك ياحاكم ..
إبتسمت وهي تمرر أناملها على كتفه ، شيب عوارضه وشعره ودخلت إيدها بذراعه تقبّل كتفه بهدوء وترتخي عليه تحت أنظار ذيّاب يلي طلع من غرفته لكن وقفت خُطاه لوهلة يناظر أُمه وأبوه وتضادّ الأكوان بينهم ..
_


: 3

-

تضاد قسوة أبوه المؤلمة مع حنيّة أُمه وعواطفها لكن بهالصورة يلي تتشكّل قدامه ، عظم ظهر أبوه وأكتافه وهيبته ورقة أُمه ونعومتها بجنبه وإرتكائها عليه يُدرك إن الحياة غايتها هالعلاقة يلي بين أُمه وأبوه ، الضد مع ضده وترتسم صورة الكمال بعالمهم ..
صعد للأعلى ، لمرسم أُمه وهو يجلس بين لوحاتها كالعادة وما يملّ التأمل لكل إبداعاتها ، لوحات الورود ، لوحات الغزلان يلي تحبّها بشكل غير طبيعي ، لوحة المدخنة والحطب والنار يلي رسمتها أمُه بأبهى طريقة وتعبت تحكيهم إنها من ضمن حكايات سويسرا ، الكوخ يلي كانت تحلم فيه ويلي حققه لها أبوهم ، لوحات البحار وكل العوالم يلي تحس فيها أُمه وتحبها وتنثرها بطريقة خيالية بالألوان .
تجذبه لوحتيـن وتوقّف خُطاه عندها دائماً ، لوحة ترسم أبوه بشبابه ، ولوحة أُخرى توصف عجز شعور شخص يحترق ظهـره وهو جالس بوسط البحر ، ما يعرف صاحبها المقصود فيها لكنّها تجذبه ، تجذبه العظمة يلي فيها ووده يعرف بحال الشخص وش ممكن يصير له ، وش بيكون حلّه ، يرمي نفسه بالبحر يلي هو بوسطه وينتهي إحتراقه ، أو يكمّل بالإحتراق لحد ما تنثر الريح رمـاده .
إبتسمت وهي ما شافته بغُرفته وعرفت بتواجده بمرسمها ، حس بإيدها تحاوط أكتافه لكن ما كان منه الإلتفات . اللوحات تسرقه من نفسه ، تجبر عيونه يتأملها وإبتسمت بهدوء : ينّور مرسمي كل ما دخلته ، تدري ؟
إبتسم بهدوء وهو يتأمل الجهة الأخرى ، تغطّيها أُمه بالشراشف ويعرف إن خلفها لوحات أعظم وبالفعل إبتسمت ملاذ بخفوت : تعرف إن الخافي دايم أعظم ؟
هز راسه بإيه بثقة : متأكد
ضحكت وهي تشد على أكتافه ، وتوجهت للزاوية يلي يصيبها الغُبار من كثر حرصها عليها وإن محد يقربها نهائياً وحتى هي ما تقربها : فيها لوحة ، أخذت مني سنة ونص برسمها ويمكن أكثر وما سمحت لأحد يشوفها ، ولا يقربها أصلاً !
ما كان منه رد ، وإبتسمت ملاذ بخفوت وهي تنزع الستار عنها وسكنت ملامح ذياب مباشرة من العظمة يلي عيونه تتأملها ، إرتعش داخل ملاذ وهي ترجع للخلف وعضّت شفايفها لأنها من وقت ما أنهت تفاصيلها ، غطّتها وما عاد فتحتها والحين فتحتها قدام ذياب ورجعت تستوعب كل العظمة يلي فيها .
توجه لأمه وهو وده ينطق بحرف واحد لكن عجزت شفايفه وعرف إن الوقت يلي تقول أُمه إنه كان لهاللوحة فقط مو مبالغة ، مستحيل يكون مبالغة إنما حقها وحق هالعظمة تكون مرسومة بسنين طويلة لكن أُمه أعظم .. بعينه أعظم وكثير : ماشاءالله !
ضحكت وهي تاخذ نفس من المشاعر يلي داهمتها ، ومن ذيّاب يلي عجزت حروفه وإكتفى بـ ماشاءالله عن كل الحكي وكل الكلام ،
_


: 4

-

رفعت أنظارها للسماء من المشاعر يلي تصاعدت من قلبها تغرق عيونها ، تغيّمها وإبتسمت بهمس وهي تشد على كتفه ، وتخلل إيدها بشعره وتحاول تزيل عنه شوي من قسوة حاكم بحكيها : تدري وش يزيد هاللوحة تميّز أكثر ؟ إنك أول من يشوفها وقبلهم كلهم ، لأنك ذيّابنـا ، عين أبوك وقلبي ..
خرجت وهي تترك ذيّاب بشعور أكبر من سنّه ، يتأمل فن أكثر من إستيعاب عقله وسكنت ملامحه وهو يتأمل اللوحة بكل شعور قلبه ، كل رهبة يحس فيها داخله ويعجز يوصفها ولا وده يسأل عن أي تفصيل .
وده يتأمل لحد ما تتعب عيونه ولا وده يدري بكل الحكايا وراها لحد ما يصير عقله ما ينسى ، ويصير قلبه أكبر يقدر يتحمل جمال اللوحة وجمال الحكايات وراها ..
سمع صوت خطوات أبوه ، وركض ياخذ الشراشف بإيده يغطيّها ويفتح الباب مباشرة لكن حاكم كان قدامه ، كان يشوف رجفة عينه ورفع حواجبه مباشرة : وش وراك
هز ذياب راسه بالنفي بتلعثم مباشر : سمعت الأذان ، بنزل أتوضى عشان نروح المسجد ..
هز حاكم راسه بزين وهو يسمع ملاذ تناديـه ، وتوجه ذيّاب لغرفته يسكر الباب خلفه ، يتوضى ويلبس ثوبه ونزل للأسفل مباشرة لجل ما يتأخر على أبوه ..
إبتسمت ملاذ بخفيف وهي تتأملهم ، وتسكّر باب البيت خلفهم وتتوجه للمطبخ تجهّز فطورهم ..
_
« المسـجـد »
أنهى صلاته وهو يتعدل بجلسته بجنب أبوه وعدل حاكم أكتافه وهو يتأمل قدامه ولف لذيّاب بهدوء : إرجع البيت
هز ذيّاب راسه بالنفي وهو يدري إن أبوه يجلس لوقت الشروق دائماً ثم يرجع للبيت : بجلس معك ..
هز حاكم راسه بزين لثواني وهو يتعدل ، وغيّر رأيه وهو يدخل إيده بجيبه يطّلع منه فلوس يدخلها بإيد ذياب من لمح ثلاجة المسجد ما فيها مويـا : روح البقالة القريبة عطها العامل خلّه يحمل كراتين ويجيبها هنا الحين ..
هز راسه بزين وهو يقوم ، وتعدّل حاكم وهو يشوف الأنظار صارت على ذياب يلي رجع يمد لأبوه سبحته يلي كانت معاه : إنتبه ..
إبتسم ذيّاب وهو يهز راسه بزين وتوجه لخارج المسجد بكل هدوء لحد ما إبتعد عن حدوده ، رفع ثوبه وهو يركض للبقالة لجل ما يتأخر ورجع للمسجد بإيده كيس يمتلي بالمويـا الباردة ، وخلفه العمّال يلي يحملون كراتين المويا لجل يدخلونها المسجد ..
رفع حواجبه من سمع صوت ينادي بإسمه ، ومد الكيس لولد جيرانهم يلي كان طالع من المسجد : ودّه لأبوي
رجع للشخص يلي يناديه وهو يناظره لثواني : سمّ ؟
إبتسم بهدوء وهو يطلع ظرف من جيبه : هذا لأبوك
كان بيمد يده وياخذه لكنه ناظره لثواني : من إنت ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : مو لازم تعرفني هذا يوصل لأبوك
ضحك ذياب بسخرية لثواني : تبيه وصّله بنفسك
_


: 5

-

صد عنه وهو كان بيمشي ، ووقف بذهول من حس فيه يسحبه مع ثوبه ويدخل الظرف بجيبه بغضب : يوصل لأبـوك ، سمـ
ما كمّل جملته من قطع كل كلامه صوت حاكم الغاضب يلي هز أركانه ، وهزّ ذيّاب نفسه من حدته وقوته وصرخته بكل إستنقاص وغضب : ورع !
كانت ثواني عدم إستيعاب من ذيّاب لكن رجعت خطاه للخلف بذهول من إيد أبوه يلي بدون مقدمات إمتدت لياقة هالشخص ، يسمع صراخه فيه وغضبه لكنه ما يفهم كلمة وما عاد يفهم من لكمة توسّطت أركان وجه هالشخص هدت كل حيله وراه ، نفض حاكم إيده بغضب وهو ما يدري كيف جاء صوب ذيّاب ولا يدري وش الشعور يلي إعترى صدره من سأل الولد وين ذيّاب وقال له ناداه رجّال بإسمه وراح له ، ما يدري كيف وقف بهالسرعة وطلع لباب المسجد يتطمن عليّه ووقت شاف هالشخص وكيف كان ماسكه غصب عنه جنّ جنونه ، بردت عظامه ولا يدري شلون إندفع بهالشكل ..
ضحك حاكم بسخرية وهو يناظره يحاول يوقف دم فمه : عرفت وش حق من يمسّ ولدي بشيء ؟ عرفت وش حقـه ؟
تفل الدم من فمه وهو يناظر حاكم : نتقابل !
عضّ حاكم شفايفه وهو يشوف الإمام جاء لعنده يهديه ، يسمع الهمسات عنه وعن الإنفعال يلي صار منه ، ترك إيد الإمام منه وهو يدور ذيّاب بعيونه وقبل لا ينادي بإسمه أو ينطق بشيء جاوبه الإمام : ذيّاب راح للبيت
تمتم بالإستغفار بغضب وهو يمشي لبيته بدون أي كلمة ، وأي إلتفاتة ..
_
دخل وهو يستغفر والغريب إن غضبه يزيد بكل دقيقة ما يهدأ ، أخذ نفس من أعماقه وهو ينادي : ذيّـاب !
غصّت بالمويا من صوته العالي ونداه وهي تمسح على شفايفها : ذيّاب مو معاك ؟
تغيرت ملامح حاكم وهو يدخل عندها : ما جاء البيت !
هزت راسها بالنفي بإستغراب وسرعان ما تغيّرت ملامحها هي من إرتعاب حاكم ومن طلع للخارج ركض ، سحبت جلالها وهي تخرج خلفه : حـاكم !!
وقفت خُطى حاكم وهو يشوف نهيّان نازل بمساعدة سواقه ، وبجنبه ذياب يلي توضح ملامحه السكون الشديد لكن إنتباه حاكم ما كان لسكونه ، نزل على ركبه وهو يبعد ياقة ثوبه عن عنقه المتجرح وإبتسم نهيّان من إنحناء حاكم ، فزته ، غضبه يلي ما يحبسه لجل عياله : حاكـم
عدل وقفته وهو يمسح على وجهه : راجع لك
سكنت ملامح ملاذ ، وبالمثل نهيّان من توجه لسيارته فقط وهو يحرك ويمشي ويعرفون إنه بكل جرح بعنق ذيّاب بيرجعه بجسد هالشخص عشر ..
إنحنت ملاذ عند ذيّاب الساكن تماماً وهي تناظره لثواني ، وإبتسمت : تحكيّني ؟
هز راسه بالنفي وهو يقبل إيدها : عن إذنك ..
هزت راسها بالنفي من تعدّاها بالمشي وتركها خلف ظهره : بجي أمسح لك الجرح لا تنام !
هز راسه بالنفي وهو يرفع ثوبه ويصعد للأعلى ، وضحك نهيّان : شبيه أبوه
_
#كل_الهوى_برد_ولهيب
إنتهى ؟



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-02-22, 04:13 PM   #3

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



: 6

-

تنهّدت بدون رد ، وجلس حاكم بجنب نهيّان يقبل راسه وإيده : سمّ الحين ، ناويها حكاوي ؟
هز نهيّان راسه بإيه : ناويها دام العمر محدود ياحاكم ، صـ
كان حاكم بيقاطعه ويقول عمره طويـل لكن شدّ نهيان عليه وإعتلى صوته بتكملة تنهي صوت حاكم : مصير الدنيا ياحاكم وأنا صارلي من العمر شيءٍ كثير أحمد ربي عليه وأشكره ، ما ترذّلت ، ولا صابني الخرف والتعب ، شفت عيالي ، وأحفادي ، وعيال أحفادي ..
تنهّد حاكم وهو يقبّل إيده : فيك شيء ؟
ضحك نهيّان وهو يهز راسه بالنفي : مافيني شيء يابوك ، جاي نرجّع الذكرى والسنين ..
ميّل حاكم شفايفه وهو يناظر ملاذ يلي تتأمل جدها ، وإبتسم يرجّع جسده للخلف : سم ، رجّعنا للي ودك فيه
ضحك نهيّان وهو يتنهد من أعماقه ، وإبتسم لملاذ إبتسامة تركت محاجرها تلمع من الحنان يلي بداخلها : تطري علي السنين الأوّله ، يوم كنت خاوي ولا عندي شيء غير إسمي يلي ماله صيت ولا عز إلا بديرتي ووسطهم ، تزوّجت فاطمة ولا كانت عن حب مثل بعض الحكايا لكنّها صارت من أعظم الحكايا لو ماكانت أعظمهم ، جابت لي أربع عيّال كلٍ له صيته الحين ومن هالأربع عيال صار لي حفيد ، حفيد سميّته بنفسي ، ربيّته بنفسي ، حكمت لجله وحبيّت السنين لجله ، حبيّت البشت الثقيل ومسبحي لجلّ إني سميته حاكم ، ولجل إنيّ جدٍ له لزوم ترافقني هيبة البشت حتى وسط ربعي ..
سكنت ملامح حاكم وإرتخت أكتافه ، وضحك نهيّان وهو ياخذ نفس من إهتزّت نبرته ويشد على إيد حاكم : من وقت ولادته لليوم كل ليلة قبل منامي وكل يومي كل ما إشتّدت علي وتذكرت السنين وإني بشر مفارق دعيت ، دعيت بحرم مكة ، ودعيت بحرم المدينة ولو بيدي رحت الأقصى دعيت تطول سنيني لجل أبقى معه ، لجل أشوفه بكل محطّات عمره وحياته ، دعيّت يصير له حق كبير ، منصب كبير ، صيت كبير يغطّي الرياض ويوصل لسماها ، صيت العزّ والخير ولا أذكر إني دعيت لنفسي كثر ما دعيت له ..
إبتسمت ملاذ وهي تشوف ملامح حاكم تميل للإحمرار ، وتجمّعت الدموع بمحاجرها من ضحك نهيّان : خفت عليه ينسرق ، تاخذه العواطف ويجرّب حلاوتها ويقارن بين حلاوة المشاعر وقسوتي ، أذكر إني ليلة هوجست باكر لا تزّوج وصارت له زوجة ما تفهم إني شايب حيله كله حاكم ، ما تفهم إنه ظهري وقلبي وكليّ لكن جاته يلي تستاهله ويستاهلها زادته فوق عزه عز ، أنا أخطائه كنت أشوفها صواب لكن هي صوّبته ، وهبته من عمرها وما جاته بالهين ، جاته تكمّله ويكملها ويزيد فرح الشايب فيهم ، يهدّون حيله بطفلٍ يضيع وسط أرضه ثم يرقّصون دياره فرح بذيب ، إسم على مسمى هالذيب تغنيّ لجله ديار آل سليمان طول الشهر وللحين نغني لجله ، فهمت مقصدي ؟
_


: 7

-

ما كان من حاكم الرد ونهيّان يهز قلبه ما يرحمه ، إبتسم نهيّان بحب : يالله لك الحمد على تمام النعمة والعافية والصحة وطول العمر ، العمر يلي تركني أشوف عيالي كلهم وأحفادهم ولا أنسى منهم شخص ..
قبّل حاكم يد جده للمرة ، والثنتين والثلاث وبكل مرة يزيد إحمرار وجهه وهو يدري وش بينطق نهيّان تالياً وبالفعل نطق : أوصيك بآل سليمان بعدي ياحاكم ..
ما كان من حاكم كلام لكن ملامحه وتقلّبها توضح ثقل كل شيء عليه وتعدلت ملاذ وهي تبتسم ، تفّض السيرة رغم لمع الدموع بعيونها : قلت ودك ترجّع السنين ، نرجّعها ؟ نسولف عن آل سليمان ؟
هز نهيّان راسه بإيه ، وإبتسمت ملاذ وهي تسمع سواليفه لهم عن فاطمة ، عن عياله وزوجاتهم متعب وعلياء ، فارس ونهى وبتّال ولدهم يلي صار دكتور ينشهد له ، سامي وشيماء ، عن أحفاده فزاع ونادين وبناتهم الثنتين ، ريف ولؤي يلي صار لهم من الذرية ولد ، جابر وحنين وبنتهم وسن أول حفيدة كانت من أحفاده وأخوها الصغير ، عن هتان وهذام وبنتهم وولدهم ، عن السبع السنين الأخيرة يلي مرّت وش سوت بحياتهم وكيف صارت حياتهم فيها طبيعية ما يشوبها شيء ، وش سوت بحياة ولده عنـاد يلي صارت له زوجـة وبنت وما تغيّرت شخصيته للآن باقي المرح المُحب فيهم وكان إرتياح نهيّان الأخير زواج عناد يلي كان رافض الفكرة تماماً لكنّه رضخ بالنهاية وصار له النصيب الأجمل ..
كانت ضحكات نهيّان هي الأساس وحكاياته هي سبب بهجتهم بهالوقت ، حكاياته يلي كان يسمعها ذيّاب بأعلى الدرج ويبتسم من إبتساماته ، ويقشعر جسده يضم يديه بكل موقف مهيب يطريه ، يقشعر جسده من كان آخر حوار نهيّان لهم وآخر حكاية عنه " ذيّاب ، الذيب يلي جمع قسوة الحاكم ورقّة ملاذه ، الذيّب يلي الحين أصدقكم القول فيه ودي يطول عمري أكثر وأكثر لجله ، لجل أشوف حكاياته وأمنع عنه أشياء كثير "..
كان سؤال حاكم مُتعجّب : وش بتمنع عنه ؟
ضحك نهيّان ، وتنهدت ملاذ من عرفت إن نهيّان وده يمنع غضب حاكم وقسوته تنفرض على ذيّاب وقبل لا تنطق إبتسم نهيّان لها : لكن تمنعه بكر فارس ، العظيمة هزّت حاكم لجل ذيب مره وتهزّه لجل الذيب مرتين ..
إبتسم حاكم وهو يناظرها ، وبالمثل كانت إبتسامة ذيّاب يلي يدري إن سبب تسميته بذيّاب هو ليلة الذيب يلي كانت سبب علاقة أُمه وأبوه بالبداية ، خوف أمه من الذيب كان سبب إنهيار حصون الجليد بقلب أبوه وكان سبب كل الحكايات وراه وهي حكايته المفضلة ، يروونها له أجداده وترويها له أمه وما سمعها من شخص واحد فقط ، ما سمعها من أبوه ..
إبتسم نهيّان وهو يفض السيرة تماماً : والحين نقول عن إذن مقامكم صار الوقت للشايب يرجع بيـته ..
_


: 8
-

_
« مكـان آخر ، أمام وزارة العدل »
دخل بهدوء تام بدون أحفاده ، عياله ، بدون حاكم بنفسه وبدون سواقه أو أي مساعد آخر معاه ، دخل يحرّك عكازه قبله ويرد السلام على كل من يعرفه ، يجاوب سؤالهم المستغرب عن سبب مجيئه لهنا " جاي أشوف لي غالي " ويكمّل طريقه ، يكمّل تاركهم ينتظرون المكتب يلي يدخله لجل يعرفون من الغالي عند نهيّان وتوضّح لهم من وقوفه قدام المكتب يلي بصدر المكان من يكون الغالي عنده ومن ممكن يكون غيـره ..
إبتسم نهيّان وهو يدق الباب ، وسمع صوته يسمح له بالدخول ودخل يلقي السـلام : السلام عليكم أبوعذبـي
رد تركي السلام بعدم إنتباه لكن سكنت ملامحه من إستوعب الصوت وهو يبعد أنظاره عن الملفات يلي كانت بيديه ، ضحك نهيّان وهو يسكر باب المكتب خلفـه : مبروك ما جاك ويتربى بعزّك ، والحمدلله على سلامة الدنيا عندك ياتركي ياولـدي !
إبتسم تركي وهو يوقف له : يبارك فيك ويسلّمك ويطول بعمرك ، لو دعيتني جيت لعندك ما تتعنّى بالوزارة !
إبتسم نهيّان من صافحه تركي وقبّل راسه وهو ياخذ بإيده بدال عكازه يجّلسه ، وإبتسم نهيّان برضا : أخوحاكم نتعنى له ياتركي ، نتعنّى ويستاهل العنوة
إبتسم تركي وهو يجلس قدامه ، وضحك نهيّان وهو يشوف ملامح الفرحة بوجه تركي كبيرة وتريّحه : الله يريح خاطرك وبالك دايم ياتركي ، جاي آخذ أخبارك طمّني
إبتسم تركي وهو يعدل أكتافه : أخباري تسرّك ياطويل العمر وظني تدري بها ، ما غبت عنك وإلا وش يقولون ؟
ضحك نهيّان : تشبه حاكم لكنك شديد الغرور !
هز تركي راسه بالنفي بإبتسامة ، وتعالت ضحكات نهيّان لأن تركي يدري بمقامه بقلب نهيّان وكثير لأن حتى وهم ما يتواصلون ، نهيّان كان يوصله ويسأل عن أحواله ويدري تركي إنه إستثناء شديد من شيخ آل سليمان له ، من الجد يلي عينه كلها حاكم ودنيته كلها حاكم يصير عنده شخص آخر مُفضّل ومستثنى : الله يطوّل بعمرك .
دخل القهوجي يترك الشاي قدام نهيّان ، وكانت ثواني لحد ما دخل حاكم مع الباب بدون لا يدقه وتعالت ضحكات تركي وبالمثل نهيّان ، إبتسم حاكم وهو يسكر الباب وراه : نهيّان ظنك تجي للمحامي ويخفى عليّ ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ياحاكم الباب وراك ما تدقه !
ضحك تركي وهو يوقف يسلم عليه ، يضمّه بالأصح ويضرب على كتفه : يدري بجده وراه ليه يدقه
إبتسم حاكم : وأدري إنه مرحّب بي دامه مكان تركي !
إبتسم نهيّان وهو يناظرهم : تاخذ من غرور المحامي ياحاكم ، ما عندك دوام ما عندك شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يجلس : ما عندي شيء كنت جاي بيتك ولقيتهم ما يدرون عنك وين قلت أنا أدري
ميل تركي شفايفه وهو يناظر حاكم : وإنت شلون تدري ؟
_


: 9

-
رفع حاكم حواجبه وهو يناظر نهيّان : له يومين يهوجس بباله أبوعذبي لكنّه ما يقول لي ، قلت جاي عنده أكيد
هز تركي راسه بالنفي وهو يميّل شفايفه بهمس لنهيّان ومسموع لحاكم : يغار ؟
هز نهيّان راسه بإيه وهو يهمس له بالمثل : يغار يغار
مثّل حاكم إنه ما يسمع ، ولف أنظاره لتركي وجده يلي يناظرونه بنفس الإبتسامة ينتظرون ضحكته ورغم مقاومته ضحك وهو يمسح على وجهه : خلاص قلنا
تكى تركي للخلف وهو يبتسم : خايف على ثقله حضرة الفريق بس تراك شفاف بالحيل ياخوك ، إنبسط
إبتسم حاكم : ثقلي عند الغريب ، ماهو عندك ياتركي ولا هو قدام نهيّان أكيد ..
إبتسم نهيّان وهو يشوف جوال حاكم ينوّر : جوالك
ميّل حاكم شفايفه وهو يمد إيده لجوال ، وتعقّدت حواجبه مباشرة من كانت رسالة من مدرسة ذياب توضح إنه تهاوش مع أحد ومباشرة إتصل عليهم : وش صار له
تغيّرت ملامح نهيّان ، وبالمثل تركي وهو يتعدل وسكنت ملامح حاكم لأن يلي تضارب معاه ذيّاب بمرحلة أكبر منه بكثير ، بالمتوسط وذيّاب توه بالابتدائي : جاي
مد نهيّان إيده مباشرة لحاكم : ذيّـاب ! وش صار له
هز حاكم راسه بالنفي وهو يوقف : بروح لمدرسته وأجيك
مسك نهيّان عكازه وهو كان بيوقف معاه لكن حاكم سبقه مباشرة يطلع للخارج ، وقف تركي وهو شاف ملامح حاكم تحتقن باللون الأحمر ولو كان يدري بشيء عن حاكم ، يدري إنه بينفجر ولازم ما يكون لحاله : مشينا ..
_
« مـدرسـة ذيّـاب »
عـدل ثوبه وهو ما يكلم لا مدير ولا أي شخص يحاول يحاكيه كان يكتفي بنظرات تتقّد بالغضب حتى وهو مجروح ويتألم لكنه يحبس بكاه كأنه شخص كبير بعمره ما كأنه طفل السبع سنين ، كانت عيونه تحترق من الإحمرار لكنه يحبس دموعه بكل قوته لحد ما سمع تعالي الأصوات بالخارج ويعرف من خلفها ، فز المدير مباشرة من دخل حاكم بغضب وهو يرمق أبو الطالب الآخر بنظرات مرعبة وتكتّف يناظر المدير : وش بتقول لي الحين ؟ علّمني وش بتقول لي الغلط على من ؟
دخل تركي خلفه ومعاه نهيّان ، وناظره المدير بهدوء : الغلط على ذيّاب ولدك ياحاكم ، هذا الغلط كانك تبيه
ضحك حاكم بسخرية وهو يناظر ذيّاب يلي وقف بهدوء وسمع تمتمات أبوالطالب يلي خلفه عن ذيّاب " غصب ما يشوف أحد وعدواني دام هذا أبوه " : وش قلت ؟
فضّ تركي الموضوع كله وهو يناظر المدير : وش صار
رفع المدير أكتافه بعدم معرفة وهو كان بيتكلم لكن عصّب حاكم مباشرة : الحين ترفع لي كتوفك ما تدري وتو أسألك الغلط على من تقول ذيّاب ؟ تستهبل إنت ؟
نهيّان بهدوء : نسمع من ذيّاب حنا ما نسمع من أحد ، ذيّاب أبوي وش صار علمنا إنت وخلّ راعين الهرج ..
_


: 10

-

إمتنع عن الرد وهو يناظر أبوه ، وعض حاكم شفايفه وهو ينتظر منه كلام وبالفعل نطق ذيّاب بهدوء : أنا بديـت
قبل لا يتكلم حاكم حسّ تركي إن ذيّاب يروي الحكاية ناقصة ونطق مباشرة قبل لا يندفع حاكم أو أي أحد : إنت بديت ، لكن ليش بديت ياذيّاب عطنا هالسبب
ناظره ذيّاب مباشرة ، وهز تركي راسه بإيه ينتظر إجابته ونطق بهدوء : لأنه تكلّم ، أنا بديت
عضّ حاكم شفايفه وهو يناظر المدير ثم ذيّاب : نتفاهم
طلع ذيّاب قبل أبوه ، وبقى تركي مع نهيّان يلي كان يناقشهم لحد ما تدخل أبوالولد الآخر يوجه نقاشه لنهيّان : إنت ربيت حاكم إن الدنيا تمشي بهواه ، أنا بربي ولده إنه يبطي ما تمشي الدنيا بكيفه عرفت الحين ؟
ناظره نهيّان بذهول : من ولده إنت يومك تحاكيني كذا
ناظره بسخرية لثواني ونطق تركي من إستفزته نظرات هالشخص لنهيّان : عدّل نظراتك ما ودك أعدلها لك
ناظره لثواني : إنت من بعد ؟ تهبّون لجل الورع قبيلة ؟
ضحك تركي وهو يهز راسه بالنفي : نهبّ لجله قبيلة ولو إنه ما يحتاج هد حيل ولدك وإنت مالك غير النظر
إبتسم نهيّان غصب عنه وهو يشد على ذراع تركي يخرجون من المكتب : الله يعزّك يابوعذبي ، الله يعزّك ..
إبتسم تركي وهو يشد على إيده ويناظر حاكم : بوذيّاب ترى غداكم عندي ولا أقبل الرفض ، باخذ الشيخ قبلك
ضحك نهيّان وهو يهز راسه بإيه : ما نرد الكريم ، وتبي الصدق ؟ ودي أشوف الغالي ولد الغالي
إبتسم حاكم بقلّ حيلة من جده وحبه الكبير والطاغي لتركي ومدحه له بكل جملة ، ولا ردّه إنما دخل سيارته مع ذيّاب لجل يلحقونهم لبيت تركي وما يرفضون دعوته ..
_
« بيـت تركـي »
نزل نهيّان من السيارة بمساعدة تركي وهو يذكر الله من أول ما طاحت عيونه على أسوار بيت تركـي وأشجاره : ماشاءالله ، الله يديم عزّك وخيرك ياولدي
إبتسم تركي وهو يشد على إيده : توّ ما نورت الدار
ضحك نهيّان وهو يدخل معاه للمجلس ، وإبتسم من كمية الكمال والإحساس يلي إرتمى بداخله بإنه بمجلس له مو مجلس ببيت آخر : حاكم أول يقول ليه أدّق دامه مكان تركي وأدري إنه مرحّب بي ، صابني الإحساس نفسه الحين والله إني ما أحس هالمجلس إلا مجلسي !
إبتسم تركي وهو يناظره : طيّب الأصل له المجالس كلها
هز نهيّان راسه بالنفي بإبتسامة : الطيّب ياولدي إنت ومنك الطيب كله مكتب ومجلس وبيت وإلا ما كان جانا هالإحساس ، ما كان حسيّنا إن محلك هو محلنا ..
إبتسم له تركي وهو يسمع صوت حاكم يستأذن بالدخول : الدرب دربك حيّـاك أبوذيّـاب ، البيت بيـتك
إبتسم حاكم وهو يذكر الله ، وتنهّد من أعماقه : تكلّف على نفسك أبوعذبي جايين نشوف الشيخ حنا !
_



: 11
-
هز تركي راسه بالنفي : ما يجي أعز منكم ياحاكم ما يجي
إبتسم نهيّان وهو يتمتم له بالدعوات ، وجلس ذيّاب بجنب نهيان وإبتسم حاكم بهدوء : تحبـّه يانهيان ..
إبتسم نهيّان من أعماقه وهو يخلل إيده بشعر ذياب : هالمحامي ؟ والله قليل ياحاكم إنه قطعة من قلبي ..
إبتسم حاكم وهو يجلس ، وتأمل ذياب لثواني : ذيّاب
لف ذياب لأبوه مباشرة : سم
سكت حاكم لثواني ، وعرف نهيّان إنه كان وده يقول لها " ما قصّرت ورجال دامك أخذت حقك " لكن جات صعبة عليه ولا قدر ينطقها ، إبتسم وهو يشد على كتفه : إدخل داخل شوف المحامي يمكن وده تساعده بشيء وقل له لا يطوّل علينا حنا أهل مب أغراب ..
-
وبالداخل ، توجه للأعلى ركض و وتغيّرت ملامحه لوهلة من كانت أخته نيّارا وبحضنها عذبي الصغير قدامه ، والبنات كلهم بالصالة إلا سلاف : وين سلاف !
ضحكت نيّارا بذهول : شدعوه إنزين سلّم علي بالأول !
إستوعب لثواني وهو يقبّل راسها ولا زالت عيونه تدور سلاف ، وإبتسمت لتين وهي تشوف إنه نهائياً ماهو يمهم : سلاف بالمطبخ أتوقع إحنا مرتاحين هنا ولا يهمك ونسلم عليك ، والعيال بعد يسلمون عليك ..
إبتسم وهو ياخذ عذبي بحضنه : الله يسلمك ويسلمهم
خرج للمطبخ يدور سلاف ، وإبتسم من كانت جاية لناحيته وإبتسمت : ياناس عالإبتسامة اللذيذة !
لف أنظاره لعذبي وهو يشوفه يبتسم ، وتنهّد من أعماقه لأنها تقصد عذبي ما تقصده وما طالت تنهيدته من إبتسمت له : محامينا ، كيف دوامك وكيف ضيوفك ؟
ما رد من رفعت إيدها تعدل له ياقته وتترك إيدها على صدره : الحين كل الدنيا بخير ، ما ودك تحافظين عالمراتب ؟ بالأول لي التحية ثم لعذبي ؟
ميّلت شفايفها بتفكير ، وكشر مباشرة وهو يناظر عذبي يلي يبتسم لأمه وهمس بشكل مسموع لسلاف : ندري إنها حلوة بس يكفيّ يابوك فضحتنا !
ضحكت سلاف وهي تهز راسها بالنفي : يدري أبوه صاير بخيل كل وقته دوامه ، هو يعطيني وجه بهالإبتسامات
إبتسم وهو يناظرها لثواني ، ودخلت يديها بجيب بنطلونها الخلفي : لا تتأخر على ضيوفك ، وما بتأخر على البنات أنا والعيال بالكوفي لو تبي شيء كلمهم ويجون ..
لمح تركي ذياب يلي واقف بعيد وأنظاره بالأرض : ذيّاب؟
تنحنح ذياب بتوتر وإحراج لأنه شاف سلاف بالغلط : جدي يقول يمكن تحتاج شيء وأساعدك فيه
إبتسمت سلاف بإعجاب وهمس من إحمرّت آذانه ووجهه بأكمله من الإحراج : ماشاءالله !
إبتسم تركي وهو يناظره : ذيب الله يحفظك ، مابه شيء تساعدني فيه يابوك ما تقصّر جاي المجلس أنا ..
رجع ذيّاب للمجلس ، وإبتسمت سلاف : ماشاءالله على الخجل والإحترام يلي فيه وهو بهالعمر ! ولد الفريق ؟
هز تركي راسه بإيه :…
_


12

-

هز تركي راسه بإيه : ذيّاب الكبير ، رجّال الله يحفظه ..
هزت راسها بإيه بحب ، وتنحنح تركي وهو يمشي مع عذبي ويهمس له " أمك صاير قلبها كبير ؟ هو كان لي لحالي وراكم تزاحموني عليه الله يحفظكم " ..
توجه للداخل لعند نهيّان وحاكم ، وإبتسم من وقف نهيّان ياخذ عذبي بين إيديه ويسميّ عليه ولمح إبتسامة حاكم يلي وقف بالمثل من وقوف جده وهو يحاوط كتف ذياب يلي بجنبه ، ذياب يلي تعلّقت عيونه بذراع أبوه الكبيرة يلي تحاوطه وإبتسم بإحراج يخفض عيونه ونظره للأرض تحت أنظار تركي يلي إبتسم فقط وكمّل حواره مع نهيّان وحاكم ، نهيّان يلي ما نزّل عذبي من حضنه نهائياً ، ولا أبعد ذيّاب من جنبه يحاوط كتفه : الله يديم المحبة والصلة ياتركي ، القطاعة ما تصير بين الأهل تسمعني ؟
ضحك تركي وهو يهز راسه بإيه : ما تصير بين الأهل لكنيّ دايم الترحال يا طويل العمر ، ما بعد أستقرّ بالرياض
رفع نهيّان حواجبه :وراه ياولدي ! الرياض من يدوّر غيرها
إبتسم تركي : الرياض أخذت من عمري عمر ، ودنا نعوض سنين الضياع ثم نرجع للرياض ، مالنا غنى عنها ..
إبتسم حاكم بهدوء : يلي يريّحك سوه وأنا أخوك ، بالرياض وإلا بأقصى الأرض واصلينك واصلينك ..
إبتسم تركي بالمثل لأنه بيوصلهم وين ماكان وكيف يقدر يقطعهم وهم بمثابة أهله الأقرب والأحب لكن السنين الجاية ، موعُود بالبعد عن الرياض وتنحنح : واصليني وواصلكم أنا ، ودامني موعود بالبعد ووراي ديار بعيدة اليوم تراكم عندي ما بتمشون ، حضرة الفريق إنت فاضي الله يطوّل بعمرك ولا عندك دوام غداكم وعشاكم عندي ولا أقبل الإعتراض ولا تحاوله معي ..
تنحنح حاكم وهو يعدل ثوبه : ياتركي وراك ما تعطينا الكلمة ! قلنا محامي بس لنا حق الرفض ياخوك
ضحك تركي وهو يهز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيّان بسرور :وترفض للمحامي طلب ياحاكم ؟ ماهي علومنا
ضحك حاكم وهو يناظر جده ، والسرور يلي بنظرته وطريقة شيله لعذبي : اللهّ يديم سرورك يا نهيّان
إبتسم ذيّاب وهو يناظر عذبي ، ووجه سؤاله لتركي : عمي تركي ليه سمّيته عذبي ؟
إبتسم تركي : سميّته على ولد عمي وصاحبي وأخوي
هز نهيّان راسه بإيه وهو سمع حكايات كثيرة عن عذبي : والنعم فيه عذبي بن فهد ، إن كانه بالرياض ترى ودنا بشوفه ندري به غاليّ عندك وسميّت ولدنا عليه يعني غالي علينا ، ودّنا بآل نائل جميع بعد ياتركي ..
أشّر تركي على خشمه مباشرة : لو تبي أجمع لك جاهة الرياض كلهم جبتهم عندك إنت بس قول تبي
إبتسم حاكم وهو يناظر تركي ، وضحك تركي : لا تغار ياحاكم لا تغار ماهو لسنك الغيرة ، ذياب يابوك تعال
توجه ذياب مع تركي للخارج يفتح باقي المجالس وبيت الشعر
-


: 13

-

، وإبتسم نهيّان وهو يتأمل عذبي ولد تركي وإنحنى يحصّنه ، يتمتم بأذنه وسط تأملات حاكم يلي بدون شعور منه ما غابت بسمته ، وقف وهو يمسك سبحته بإيده : بطلع أشوف المحامي أنا
إبتسم نهيّان من مشى حاكم للخارج يتبعهم ولف أنظاره لعذبي بهمس : لو تدري وش أشوف يا عذبي ، أيامٍ عظيمة بتعيشها إنت معاهم بإذن الله ، تمنيّت كثير يابوك ويضحكّني التمني ويضحكك إنت معي ، تمنيّت وقلت ليتك جيت بأول العمر بدري ياتركي ..
إبتسم له عذبي ، وتعالت ضحكات نهيّان بالمجلس وهو يحس بسرور بأعماق قلبه ماهو هيّن عليه نهائياً ولا قليل
-
إبتسم تركي من ذيّاب يلي يساعده ، يشغل أنوار بيت الشعر ويرجع المراكي لمكانها وما يضطر تركي يقول له كلمة هو يعرف كل شيء يسويه ، إبتسم وهو يشوف حاكم طلع من جهة المجالس : بوذيّاب ، تعال
إبتسم حاكم وهو يمشي لجهتهم : ما تمزح ياتركي
إبتسم تركي بخفوت : ودك أمشي من الرياض ولا ألبيّ رغبة نهيان يومه يبي العوائل تقرب ؟ يومه يبيني يمّه ؟
إبتسم حاكم وهو يناظر ذيّاب : حقّ العيون ياذياب
إبتسم ذياب وهو يشوف جده خرج من المجلس وبحضنه عذبي الصغير ، وبإيده عكازه : حق العيون السود السمع والطاعه !
توجه ذياب مباشرة له ياخذ بإيده بدل العكاز ، وإبتسم تركي : الله يحفظ لك هالذيب ياحاكم نعم التربية
إبتسم حاكم وهو ياخذ عذبي من حضن جده ويشتت أنظاره للبوابة من أصوات السيارات وكانت ثواني بسيطة فقط لحد ما كان دخول عيال آل نائل ورجالهم ويتبعونهم رجال آل سليمان يلي جوّ ملبين من كلمة نهيّان ، كان المنظر مُريح بشكل ما يوصف وكأنهم عائله وحدة مو عوائل متفرقة سبب معرفتهم الوحيد تركي وحاكم وإنجذاب حاكم لقصة تركي وحياته ، كان وقوفهم مُهيب بالنسبة لآل نائل ولآل سليمان سواء ، بالنسبة لأهل تركي ، وبالنسبة لأهل حاكم وعائلة نهيّان العظيمة .. كان يتوسطهم نهيّان وبجنبه ذيّاب يلي يمسك إيد جده يسنده وبإيده الأخرى يمسك عكاز جده ، حاكم يلي شايل عذبي الصغير بحضنه ، وتركي يلي يحييّهم ويرحّب فيهم ، من محسن جد تركي لسيف أصغر شخص بآل نائل حاضرين ، ومن متعب أكبر عيال نهيّان لأصغر حفيد بينهم موجودين وهذا الإجتماع مستحيل يكون عادي ..
مستحيل يكون عادي دامه ترك بصمة بمحسن جد تركي إن هالصورة يلي قدامه لتركي بين نهيّان وحاكم هي صورة ضيعها بنفسه ، صورة المفروض يكون هو موجود فيها يرحّب معاه بضيوفه ما يكون الضيف ونهيّان وحاكم من أهل بيته ، إبتسم عذبي وهو يسلم عليهم ، ويتمسّك بإيد نهيّان يلي شد عليه ما فك إيده وإبتسم بهدوء : بيني وبينك كلمة رأس
إبتسم عذبي وهو يأشر على خشمه : ما طلبت شيء آمر
_



-

إبتسم نهيّان وهو يناظره بفخر عظيم ، وطول الوقت أنظاره على تركي من بينهم كلهم ..
إبتسم حاكم وهو يضم يديه خلف ظهره بهدوء : سقى الله أيامٍ كان نظرك كله ليّ بين الجموع
إبتسم نهيّان وهو يناظره : أشوفك فيه ياحاكم ما تغيّرت
دخلوا الرجـال للمجالس ، العيال لبيت الشعر لكن تركي غيّر رأيه وهو يتوجه لبيت الشعر : تميم وسعود ورياض ، القهوجيّة ما بعد جو روحوا خذوا القهاوي من عند أم عذبي وإجلسوا بالمجلس يمّهم
قام سعود وهو يبتسم : أبوعذبي يطلب وما نلبّي ؟ حشا
ميّل ذياب شفايفه وهو يناظر سعود وما حسّ إن كلامه من قلب : وش مسوي لك عمي تركي ؟
سكنت ملامح سعود مباشرة : تركي قلت له إنك مرعبني تاركني أصلي الفجر عشر مرات ؟ تركي مالك داعي تتفاخر صح إن كلامي مو من قلب بس ما يعني تقول كذا
ضحك تركي وهو يمد إيده لكتف ذيّاب : ما قلت له بس هو ذيب يفهم النوايا، توقّعك بس وإنت فضحت له
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، وإبتسم تركي وهو يشد على ذياب : إذا ودك تدخل داخل تلعب مع سيف سوني
هز راسه بالنفي : بروح للمجلس مع أبوي ، عن إذنكم
إبتسم تميم من مشى ذياب وهو يناظره : ماشاءالله صدق وش تربية الفريق هذا ! أنا بهالعمر ما أقول لا على السوني شلون !
ضحك تركي وهو يضرب على كتفه وتوجه للداخل يشوف الدرب للعيال لجل ياخذون القهاوي ..
عدلّت سلاف جلالها مباشرة : تركي ما قلتلهم حتى أهلهم يجون ؟ حريمهم وبناتهم ؟
هز راسه بالنفي بإستيعاب لوهلة ، وعضّت شفايفها مباشرة : روح قول لهم ولزّم عليهم ، البنات عندي وكل شيء جاهز والمجالس مفتوحة لازم يجون لازم
هز راسه بزين وهو يناظرها : ياكبر حظي يا أم عذبي
إبتسمت فقط وهي تناظره ، وتوجه تركي لمجلس الرجال يلي من هيبته وده يوثّقه ، نهيّان يمينه حاكم وأبوه ، ويساره باقي عياله وعيالهم يلي قاموا مع تميم ومع رياض يقهوون وكأنهم من أهل البيت مو ضيوف ، نطق نهيّان وهو يناظر تركي : ياتركي إن ما جلست معانا مشينا ، جاك العلم حنّا مو ضيوف
إبتسم تركي وهو يدور عذبي ولده بعينه ، وجلس بإرتياح من كان بحضن عذبي الكبير وكانت ثواني لحد ما رجع المجلس يضجّ بالأحاديث بين الكل ..
إبتسم عناد وهو يناظر تركي : دامنا شفناك الحين ، ما نلوم أبوي فيك ياتركي بس الله يعافيك ذكّره إني أصغر عياله كل ما قدرت ، بالأول حاكم ثم إنت ثم ذيّاب والدور باقي وحنّا الله يعوّض علينا
ضحك تركي وهو يناظر نهيّان ، وإبتسم نهيّان : أول أقول لولدك ليت الزمن جاب أبوك لي بدري
إبتسم تركي وهو يناظره : لو دريت إنك وراء أبواب الزمن شلت سنيني الماضية كلها وجيتك يانهيّان
تعالت أصواتهم مباشرة وضحك حاكم مـ
_




-

تعالت أصواتهم مباشرة ، وضحك حاكم غصب عنه : ما تعجّز الشاعر يانهيّان ما تعجّزه ، هو يعجّزنا بهالتعابير
تنهّد عناد من أعماقه : وتأخذ أبوي بحلو الكلام بعد ياتركي ! ياوسع وجهي دامي أدور مكان بالأوائل وإنت كذا الله يحفظك ! ياحاكم إمسك مكانك لا يتعداك المحامي
عدلّ حاكم أكتافه ، وضحك تركي : لو وصلت الجدي وسهيل ما تعدّيت حاكم بقلب نهيّان خذها مني ..
إبتسم حاكم بغرور ، وضحك نهيّان : ما هقيتك تحبّ الغرور ياحاكم ! عز الله الأخو يبدّل الأحوال ويافزاع إنت أخوه بالدم صح ، لكن تركي ما شفت مثله مع حاكم
تنحنح عذبي ، وإبتسم نهيّان : وعذبي بن فهد ، ما تهون
إبتسم عذبي وهو يناظره : يا طويل العمرّ بس ودي أعقّب على شيءٍ قلته ، ما شفت مثل تركي مع حاكم بس تراه مسميّ ولده عليّ يعني إن كان ما دريّت
تعالت ضحكاتهم مباشرة وضحك نهيّان : دريت ياعذبي دريت المهم إنتّ ما تطقّ ، ما يطق لك عرق بدري سمعت إنك تشبّ بسرعة الله يهديك
هز راسه بالنفي بإنكار : أفا ! أنا ويني ووين العصبية
توجهت أنظار آل نائل كلهم عليه وأولهم تركي ، وتنحنح عذبي : يعني أعصّب ياطويل العمر بس للشيء الليّ يسوى ، أعوذبالله من الغضب وش نبي فيه !
إبتسم عناد وهو يناظر عذبي ونظرات تركي له ، وضحك بتعجّب : ياخي الحين يبه إنت تناظر حاكم وتركي وذيّاب بطريقة غريبة ، حاكم يناظرك ويناظر تركي وذّياب بطريقة غريبة ، تركي يناظرك ويناظر حاكم وعذبي بشكل غير بعد ياخي نبي من محبّتكم ذي وش نسوي كيف نسجل ؟
تنحنح تميم وهو يناظره : مالنا نصيب ياعناد مالنا
تنهّد بحزن : الله يعين بس يجيكم يوم وتعرفون قيمتنا !
_
مدت إيدها لعذبي تاخذه بحضنها بتوتّر وهي تتأمل جدتها وأمها وحريم عمامها وكل بنات آل نائل وصار موعد وصول حريم آل سليمان يلي إعتذروا عن الغداء لإنشغالهم لكنهم قرروا يجونهم بعد المغرب وصار الوقت الحين ، حكّاها تركي عنهم قليل لكنها تحسّ بالهيبة وكثير ، كثر الحكايا يلي سمعتها عنهم ، عن زوجة الفريق وأم ذيّاب ، عن جدتهم الكبيرة فاطمة زوجة نهيّان وهم أكثر تشوّقها تقريباً ، عدلت نفسها لآخر مره وهي تأخذ نفس من أعماقها وإبتسمت لها جدتها بهية : يمه الطيبين جيّتهم ما توتر ، أهل الخير ما يوترون ..
إبتسمت سلاف وهي تناظر جدتها : أدري بهم ما يوترون لكنهمّ راعين الهيبة ، بنصير أهل أدري بهالشيء أو يمكن صرنا من ناحية الرجال باقي حنّا
إبتسمت بهية ، وفتحت سوار الباب من صوت الجرس وتعالت الأصوات مباشرة ..
نزعت فاطمة نقابها وهي تبتسم بحُب : بسم الله ماشاءالله لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماشاءالله !
إبتسمت بهيّة وهي تصافحها : …
_


: 16

-

إبتسمت بهيّة وهي تصافحها : نوّرتي دارنا أم متعب ! نوّرتي دارنا !
توسّعت إبتسامة فاطمة وهي ميّزتها : الدار منّورة بأهلها يا أم سلطان ، منورة بأهلها أبرك الساعات يوم صار لقانا
إبتسمت سلاف مباشرة من فاطمة يلي نطقت نظراتها حُب بمجرد ما طاحت عليها : وظنيّ إنك زوجة المحامي ؟ هالغرور يليق عليه وهالولد يليق عليه
إبتسمت سلاف وهي تهز راسها بإيه ، تصافحها وتقبّل رأسها : سُلاف زوجته ، حنّا متواضعين مالنا بالغرور حاجة
إبتسمت ملاذ من خلف جدتها : نعرف حكاويك يا سلاف ويليق فيك الغرور ! ما بغينا نشوفك يابنتنا !
ضحكت سلاف وهي تصافحها : صارت الفرصة أخيراً
إبتسمت ملاذ وهي تاخذ عذبي بحضنها : وش هالبشت والحركات الحلوة ! وش هالحركات ولد المحامي ؟ ما ودك تبتسم لنا يعني تأخذ غرور أمك وأبوك ؟
شهقت سلاف مباشرة من ورد يلي جات يمّها وهي تشيل باقة أكبر منها بكثير : وش هالجمال ماشاءالله !!
ضحكت ملاذ وهي تناظرها من تركت إيد أخوها نهيّان يلي لف بيمشي لمجلس الرجال من شاف الثياب البيض : نهيّان تعال هنا ، لاحظي إنها تركت أخوها عشان تجيك ولاحظي أكثر إنها أصّرت علينا كلنا ما يشيل الورد غيري !
عضّت سلاف أصباعها مباشرة وهي تنحني لها : ورد يشيل ورد كثير على قلبي ك ث ي ر !
تعالت ضحكاتهم من قبّلت ورد خد سلاف تضمها ، وضحكت سلاف وهي تقبّل خدها ويديها الثنتين : تسلم هاليدين الحلوة تسلم ! ياحظي أنا فيك وبالورد تدرين ؟
إبتسمت بخجل وهي تعدل فستانها وتتبع أمها ، ووقفت سلاف تكمّل ترحيبها بباقي حريم آل سليمان وبناتهم وما توسّط بصدرها شعور من بشاشتهم وحلو أطباعهم غير إنهم أهلها وأقرب ناسها مو بعاد ولا أغراب لأول مره يتقابلون ، قامت وجد تاخذ عباياتهم وإبتسمت فاطمة لبهية : ماشاءالله تبارك الله يا أم سلطان ، ماشاءالله الله يديم عليكم العز والخير والأدب أحفادكم خير ما ربيتوا وخلفتوا الله يقرّ عيونكم فيهم ويبلغّكم غاية مُناكم
إبتسمت بهية وهي تأمّن على دعائها ، وإبتسمت فاطمة وهي تأخذ الفنجال من سلاف يلي مدته لها : والله من يوم ما قالوا لي زوجة المحامي بصحتها وعافيتها وإني أقول لهم ودوني يمّها ، يقولون لي يمه وش هالحب قلتلهم حبيتها من حبّ زوجها ما دريت إني لا شفتك بقول حبيّت زوجها وأهلها من حبي لها ولا فيكم قصور يا أم سلطان
تعالت ضحكاتهم وإبتسمت ملاذ وهي تعدل عذبي بحضنها : إلاّ سلاف لقيتي ذياب ؟ ما شفته من الصباح
هزت رأسها بالنفي : …
_

: 17

-

هزت رأسها بالنفي : يخجل منيّ ذياب ، دخل وده يساعد تركي وشوي ويذوب بثيابه لأنه لمحني ! قال لي تركي متهاوش بالمدرسة وقلت له طيب شوف الولد يمكن يبي شيء يمكن فيه شيء يقول لي ذيب ويمشي عني
تنهّدت ملاذ وهي تناظر فاطمة يلي ضحكت : وتركي نفس أطباع حاكم اليوم كله نكلّمه ياحاكم الولد كيف يقول ذيب ويقفّل علينا ما يعطينا جواب
هزت سلاف رأسها بإيه وهي تشوف عذبي يلعب بإيد ملاذ ومروّق : إستحلّ حضنك حضرته ! لتين هاتيه
هزت ملاذ راسها بالنفي مباشرة وهي تضحك : لا والله ما تاخذينه ! دامه مروّق الشيخ وأبيه أنا ليه تاخذينه عني ؟
دق ذيّاب الباب وهو ينادي : نهيّـان
هز نهيّان رأسه بالنفي وهو يمشي لأمه : ما أبي المجلس
ضحكت سلاف بذهول : أفا هذا وإنت أخو ذيّاب يانهيّان
مشى لعند سلاف وهو يمد يده لها : تعالي معي وأروح
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، وقامت ورد وهي تعدل فستانها وهزت ملاذ رأسها بالنفي مباشرة : ماما ورد ما بتروحين عندهم ، بتجلسين عندنا ونهيّان يروح لحاله
هزت رأسها بالنفي وهي تمسك إيد نهيّان : بشوف بابا !
نطق ذياب للمرة الثانية : نهيّان أبوي ينتظرك إطلع
نادت عليه سلاف : تعال خذه ياذياب وسلم علينا
ضحكت ملاذ لثواني : لو يجيك لك الليّ تبينه والله
ما كان من ذيّاب رد لثواني ، ونطق آخر شيء : أمي تعالي
إبتسمت ملاذ بإرتياح : وأخيراً تذكر أمه ، جيتك يا أمي
قامت لتين تأخذ عذبي الصغير من حضن ملاذ يلي قامت لذيّاب وتبعوها ورد ونهيّان لجل يروحون معاه عند أبوهم ..
إبتسمت وهي تنحني تعدّل له ياقة ثوبه : ودك تحكيني ؟
هز رأسه بالنفي وهو يقبّل خدها : أبوي قال لا تتأخر نادي أخوك وإرجع ..
ميّلت شفايفها بهمس : حضرة الفريق وده يسرقك مني
إبتسم بخفيف ، ومررت إيدها على جرح بجبينه لكنه مسك إيدها يقبلها : عمي تركي شافها كلها وقال بسيطة ، أبرجع للمجلس الحين عن إذنك
إبتسمت وهي تقبّل رأسه وتتأمله بنظراتها لحد ما إختفى لناحية مجلس الرجال ، غصب عنها ضحكت من عدل ثوبه ومن مشيه يلي رغم صغّر سنه إلا إنه يذكرها بأبوه بشكل مستحيل يكون طبيعي لكن ذياب له أطباع أرّق بكثير وتمتمت : الله يحفظك ..
_
« عنـد الرجـال »
كانت الأصوات تتعالى بكل طرف وبكل زاوية عن كل المواضيع ، مع الساعات يلي قضّوها من الظهر لحد هالوقت نُزعت الأشمغة والعُقل ، تفككت الحواجز أكثر وأكثر وصارت بدل ماهي جلسة تعارف ، جلسة أهل لهم سنين مع بعض ما بينهم حواجز المجالس نهائياً .
صفّر عناد بدون مقدمات من دخلت ورد مع نهيّان ، وتعالت ضحكات جدها متعب من توجهت لعمها عناد يلي رفعها للسماء
_



بارت : 18

-

تنحنح حاكم من ولده نهيّان يلي واقف بمحله من تركته ورد : نهيّان ، سلّم ياولد
إبتسم نهيّان وهو يناظر حاكم : لا تكلّم سمييّ يا حاكم
ناظر حاكم ذياب يلي دخل توه وأنظاره للأسفل : ذيّاب
رفع أنظاره لأبوه مباشرة بعدم إستيعاب وإنتباه وهو ما يدري وش يقصد بنداه ويدري إن ما يقدر يقول له سمّ أو يسأله وش يبي وبينهم كل هالمسافة ، كمّل حاكم بهدوء من لمح نظراته : هات لي أخوك
مسك ذياب يد أخوه الأصغر وهو يمشي عند أبوه يلي مسك نهيّان وهو يأشر له على جده بهمس : رح سلّم
هز نهيّان راسه بالنفي مباشرة ، ولف حاكم أنظاره لذيّاب : وراك طوّلت ما دخلت معاهم !
جاوب ذياب بهدوء : كلمتني أمي وسبقوني هم
هز رأسه بزين ، وأخذ ذيّاب إيد نهيان لجل يسلم عليهم وتركه يجلس عند سميّه نهيان الكبير ورجع هو بجنب أبوه يلي أشر له ، إبتسم حاكم من ورد يلي نزلت من حضن عمها عناد وهي تمشي لناحية أبوها لكنّها غطت فمها مباشرة من لمحت تركي بالطرف الآخر من المجلس ، تعالت ضحكاتهم كلهم من نظراتها المليانة حُب بشكل غير عادي وصدمتها اللذيذة إن تركي موجود وهي تقرب من إيد أبوها تسحب أصباعه بمعنى " شوف "
ضحك حاكم وهو يقبّل إيدها : روحي يَمّ عمك تركي
توجهت مباشرة لتركي يلي شالها بحضنه وهو يقبّلها مذهول تماماً لأنها شافته من أشهر : حيّ الليّ مانساني !
إبتسم تميم من طريقة جلوسها بحضن تركي وكيف صارت إيدها الصغيرة بين يديه : ياماشاءالله صدق !
تنحنح عذبي وهو يهمس لتركي : أنا وإنت نتشابه هاتها وما بيميّز الفريق وإن ميّز إنت محامي وولد عمي على وش ؟
هز تركي راسه بالنفي وهو يشد على إيد ورد : متأكد ؟
نطق نهيّان وهو يشوف عذبي وده يمد يده لورد لكنه متردد : ياعذبي باكر التردد يمليّ جوفك على بنت تركي
هز راسه بالنفي مباشرة : بنت تركي بنتي ياطويل العمر ولا أرضى غير إني أصير أبوها ، أنا بني آدم أعصابه تطقّ ولا يتحمل شيء لتركي ما يصير قريب منه بدون حدود
ميًل نهيان شفايفه : هذا الليّ يقول الغضب ماله داعي
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، ووقفت ورد من على حضن تركي وهي تناظر عذبي ومدّت له إيدها يسلم عليها ، ثم لتميم ثم لسعود ورياض وسيف وضحك نهيّان من لفت أنظارها لأبوها وهي تبتسم بعبط بمعنى تجي يمّه وإلا تبقى عندهم وإبتسم حاكم : يلي تبينه يابوي ، يلي تبينه
توجهت لأحضان أبوها ركض وإبتسم تركي : أفا ! قلت أنا وياك صرنا حبايب دامك عرفتيني والحين تتركيني ؟
ميلت شفايفها وهي تناظر أبوها الليّ يبتسم ، وإبتسم تركي من رفعت ورد يدها لدقن أبوها ولشيبه بمنظر ما يُستغرب لأنهم شافوا تعامل حاكم مع
_



: 19

-

مع ذياب الكبير ومع نهيّان يلي أصغر منه ما تجاوز الخمس سنين ، والحين مع ورد يلي الواضح إنه يعاملها بدلال لا مُتناهي من عباطتها وثقتها بنفسها رغم سنها الصغير وإنها أصغر أخوانها ما تجاوز عمرها الثلاث سنين ..
لفت أنظارها لأبوها يلي مجلّسها على حضنه ويسولف مع الرجال ، وإبتسمت لذياب بهمس : بروح عنده
رفع ذياب حواجبه لثواني وهو يدور بالمجلس مين تقصد ، وعرف إن مقصدها تركي يلي مو موجود بالمجلس وقبل لا يتكلم لفت أنظارها لأبوها : نزلني يابابا
حاوطها حاكم وهو ينزلها عن حضنه ، وما سمحت لذياب يرّد بالموافقة أو النفي وهي تمد له إيدها وحقّ ورد السمع والطاعة هذا شيء مفروغ منه ..
وقف وهو ياخذها بإيده وإنضمّ لهم نهيان مباشرة يلي توجه لإيد ورد مو لإيد ذياب ..
إبتسم ذيّاب وهو يسمعها تحكي أخوها نهيّان عن تركي : ورد تحبينه ؟
هزت رأسها بإيه مباشرة وهي تستغرب سؤاله ، وضحك وهو يناظر نهيان من تركتهم ورد ركض لتركي يلي شالها فوق كتفه يرحبّ ويهلي فيها وسط عيال آل نائل يلي إنهلوا عليها بالقُبلات والسوالف مستغلين غياب الفريق لكن ما كان تركي أهون منه وهو يمنعهم عنها ، يدللها وتتعالى ضحكاتها وهي تشوف نظرات الحزن منهم : أحسن بابا يخاصمكم بعدين ! أنا ورد حاكم بس !
ورغم براءة نُطقها ونبرتها الصغيرة مقارنة بكلامها ، تعالت أصواتهم كلها من نُطقها لورد حاكم والغرور بنبرتها وكأنها تهدد قربهم منها بإنها بنت حاكم ولا يحق لهم يقربونها ، ضحك تركي بذهول وهو يمسك خدها ويمشي للمجلس : قولي عمي تركي يخاصمكم الحين !
جلس تركي وهي باقي بحضنه ، وتنحنح عناد وهو يسمع أذان العشاء : حق ياولد ، ورد إرجعي لأمك تكفين هو أخذ قلب أبوي لا ياخذ قلبك !
تنحنح نهيّان وهو يوقف ، ووقف المجلس معاه مباشرة : نتجهّز نمشي للمسجد ، المتوضي يسبقنا لا نمشي جميع
إبتسم حاكم وهو يمشي لناحيته يساعده : متوضيّ ؟
هز نهيان راسه بإيه وهو يناظر حاكم بهمس : خذ بخاطر ذيّاب وإسأله وش أسباب هوشته اليوم بالمدرسة
ناظره حاكم لثواني بهدوء : ما يقول لي يا نهيّان وإن سألته ، ذياب به طبع عصي يكابر لكن ما يقول لي شيء فيه ضرر له وعليه ، يتضارب بنفسه لكن ما يشتكي لي
ناظره نهيّان لثواني بعدم رضا : يقول لأمه ؟ لبِكر فارس ؟
هز راسه بالنفي : يقول لها شيء يريحّ بالها بس
تنهّد نهيان من أعماقه لأن ذياب يشبه أبوه وكثير مهما إختلف : من يشابه ياحاكم ؟ من يشابه
شتت حاكم أنظاره بعيد لأنه فعلاً يشبهه بطفولته وكثير لكن الفرق إن حاكم حالياً يعصّب مباشرة من تمنّع ذياب إنه يقول له عن هوشاته وعن شيء يتعرّض له بمدرسته رغم إنه يدري بـ
_


: 20

-

بكثير المضايقات يلي تحصل له بسبب رتبته ومكانه لكنه ما يقول الحرف ..
ميّل نهيان شفايفه وهو يشد على إيده : والرجال يلي بالمدرسة عرفته من يكون ؟
هز حاكم راسه بإيه : شفت الرجال الأول يلي جاء عند المسجد وقال لذياب هالظرف توصّله لأبوك ؟ يلي قلتلك له بدرب التعاطي ووده أتوسّط له
هز نهيّان راسه بإيه : عرفته ، وش يصير لهم ؟
نطق بهدوء : يصير عمّ الولد وشكله زعلان ليش إنّي بكّيت عمه ولقى فرصة يتطاول على ذياب
إبتسم نهيّان : دامه كذا الله يسلّم يمينك ويمين ذياب ..
طلع حاكم من المجلس مع جده ، وتوجّه نهيان يركض مع ورد لأمه وجاء ذياب لجنب أبوه وجده وهو يعدل أكمام ثوبه : أجيب نهيّان الصغير ؟
هز حاكم رأسه بالنفي : لا ، عند أمك هم ؟
نطق بإيه وهو يشوف عمه : وداهم عمي عناد لها عشانه كان بيتوضى
ميّل حاكم شفايفه بعدم إعجاب ، وإبتسم نهيّان وهو يتأمل بيت الشعر والجلسة يلي قدامه : المحامي ، بعد الصلاة مقعدنا هنا يابوك
أشر له تركي على خشمه : ما طلبت شيء إبشر
كان البيت خالي من الرجال يلي توجهوا للمسجد مشي ورغم إنهم كانوا يمشون بعيد كل ثلاث أو أربع مع بعض إلا إن كان لوجودهم هيبة وحضور يُحسب ، سهل جمع العوائل من الصغر لكن صعب وكثير وقت الكُبر ، وقت إن الأطفال هم الأحفاد ولا هم بأعمار بعض لجل يكبرون سوا ويزيد القرب أكثر وأكثر بينهم ..
كان ذياب يتأمل بيض الثياب والشارع قدامه يمتلي بالرجال يلي توّ كان يضمهم مجلس تركي وتو يستوعب عددهم وهيئاتهم أكثر ، كان يتأمل وقطع تأمله ينطق لجده : تجمع حضارتين ؟
لف نهيّان أنظاره له ، ووقفت خُطى حاكم رغم إنه ما سمع وش يقول وإبتسم نهيّان بفضول : كمّل للمسجد ياحاكم
هز راسه بزين وهو يرد على جواله ويمشي ، وشد نهيّان على إيد ذياب بهمس : حضارتين ؟ يابوك أطباعنا وحدة وأصولنا وحدة !
هز ذياب راسه بالنفي : لكننا نختلف ، إنت تختلف
ناظره نهيّان ، وهز ذياب راسه بإيه : حنّا عندنا إنت ، أطباعك ، البر وديرتنا ، هم طول حياتهم بالرياض ولهالسبب حنّا حضارتين ، بس إنت جمعتنا
ضحك نهيّان وهو يهز راسه بإيه : وإنت كيف تدري إن حنّا راعين البر وهم ما قد جربوا حياته ؟
إبتسم ذياب : حسيّت ، حكايات البرّ توضح علينا
شد نهيّان بإيده عليه : نكمل هالكلام بعد المسجد
دخل وهو يساعد جده يترك جزمته - الله يكرمكم عند الباب ، يشد على إيده لجل يرقى العتبة ، ويتبعه لحد ما وصله لمكانه بالصف وتوجّه هو يترك عكاز جده على أحد العواميد ثم يرجع له لكن سرعان ما تغيّرت ملامحه من إحتقان ملامح نهيّان بالأحمر وإرتعاش يده ، سكنت ملامحه مباشرة وهو يركض يمسك جده : جدي !
_




"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-22, 06:48 PM   #4

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



: 21

-

إلتفت حاكم يلي كان بأول الصفوف من صوت ذياب مباشرة وهو يرجع للخلف وكانت ثواني لحد ما إلتفوا آل سليمان وآل نائل جميع ناحية نهيّان يلي يشد على إيد ذياب بكل قوته ، حاول حاكم يخفف الضغط على إيد ذياب ويمسك هو إيد جده لكن ما قدر وتغيّرت ملامحه مباشرة : نهيّان!
كبّر الأمام ، وأشر حاكم عليهم : صلّوا مع الإمام ترتبّوا !
ترتبّت الصفوف لكن القلوب تبعثرت أكثر واكثر من نطق حاكم الشديد يلي ترك حتى عمامه يلي بأول الصفوف وسط الرجال ما يقدرون يرجعون للخلف ويشوفون أبوهم ، تبعثرت من الخوف على نهيّان وحاله الغريب والمفاجئ وتبعثرت من ركض تركي يلي راح ياخذ مويا يفتحها ويشرّب نهيان بنفسه لحد ما أخذ نفس وهو يخفف قبضته على إيد ذيّاب وإحمّرت ملامحه : الله أكبـر
سكنت ملامح حاكم بإرتياح ، وبالمثل تركي يلي حس الدنيا تدور فيه لوهلة ورجع كل شيء بمحله من رجع نهيان لوعيه وهو ما يدري وش الشيء يلي مرّ فيه لكن إرتعش جسده بدون مقدمات ، لف أنظاره لإيد ذياب يلي ما كان يحس كيف ضغط عليه وكيف تبدّلت للون الأحمر وجمّع حروفه وده يتطمن عليه : ذياب يابـوي ا
ما قدر يكمّل كلمته من قبّل ذياب إيد جده مباشرة وما كانت ملامحه أقل إحمرار من أبوه ولا عمه تركي من خوفه على جده مو من ألم يده ، كانت قبلة ذياب لإيد جده سبب برسم إبتسامة مرتعشة بثغر نهيّان يتبعها نطقه بالتوحيد رغم إن نبرته باقي تهتز : لا إله الا الله ، نصلي يا حاكم نصلي
تعدّل صف تركي ونهيان وحاكم وإرتاحت قلوب باقي رجال آل سليمان ورجال آل نائل يكملون صلاتهم لأنهم سمعوا صوت نهيّان حتى لو ماكان واضح لهم كلامه ..
إنتهت الصلاة ، وما قام شخص منهم إنما لُفت الصفوف تجاه نهيان يناظرونه وسكنت ملامح حاكم يلي كان بجنبه من رفع نهيّان إيده يحاوط ذيّاب ويقبل رأسه ..
إبتسم نهيّان بهدوء : عذبي بن فهد ، إنت ترافقني الحين
هز تركي راسه بالنفي : خلّنا نجيب السيارات ، ما تمشي المسافة للبيت
ضحك نهيان وهو يناظره : ياتركي تراي ما شيّبت باقي فيني حيل الحمدلله الله يمدّ بعمري على طاعته ، بمشي للبيت وقلت لك ياعذبي بيني وبينك كلمة رأس تعال
وقف عذبي وهو يمد إيده لنهيّان ، وقام ذياب يعطي عذبي عكاز جده وإبتسم نهيّان غصب عنه لأن كلهم راعين طبع واحد ، لا صاروا بجنبه هم يسندونه وعكازه يكون بيديهم وكلهم أخذوا هالطبع من حاكم ، سنده الأول رغم عياله ..
طلعوا الرجال من المسجد ، وتبعوهم عذبي ونهيّان يلي يمشي على مهله لحد ما نطق بهدوء : ..
_


: 22


نهيّان يلي يمشي على مهله لحد ما نطق بهدوء : يوم إن حاكم يسولف لي عن تركي ياعذبي ، كان يقول لي عنك معاه ..
قال لي مرة عنده ولد عمّ ، شبّة نار من الغضب يتطاول ولا يهديّ لجل تركي ، سمعت بالحكايات الأوله والمشاكل الأوّله وإنك كنت بصف تركي طول الوقت وأدري بكل شيء ياعذبي وكلمة الرأس يلي بيني وبينك إنت ما تحتاج إني أقولها لك ، كنت مستعد ترمي نفسك بالنار لجل تركي مره يومك قلت أنا فعلت وخذوني أنا بداله ، وأقولك تركي يستاهلك وإنت تستاهله وإن تبي مني كلمة ؟ الزمن لا يغيركم على بعض ياعذبي وأنا داري إنت وياه أقوى من الزمن ياولدي ، الله يحفظكم لبعضكم
إبتسم عذبي غصب عنه وهو يعجز يرد عليه ، وقبّل رأس نهيان من عجز شعوره : تبي مني كلمة ؟ والله لو إجتمعت الدنيا إنس وجن يغيروني على تركي ما يقدرون بإذنه ياطويل العمر ، الله يديمك لأحفادك وعيالك ولتركي ولنا
إبتسم نهيّان وهو يشد على إيده ، ولمح ذياب وتركي وحاكم يلي يمشون قدامه وتنهّد من أعماقه يسطّر أُمنياته على هيئة تنهيد يصعد للسماء ويفهمه ربّ العالمين ..
_
« بالداخـل »
إبتسمت سلاف برضا تامّ عن كل الحوارات وعن جلستهم بشكل عام ، زال منها التوتر وأكثر من لُطف أطباعهم والأدب المتوارث فيهم كلهم .. تقديسهم لفاطمة جدتهم لا يُصدّق وحتى ورد وقت دخلت مجلسهم ، جلست بحضن جدتها فاطمة ، ثم قبّلت جداتها أم أبوها وأم أمها وتوجهت لجنب سلاف وأمها تسولف لهم عن مجلس الرجال وعن عمها تركي ، إبتسمت ملاذ بذهول : قال لي حاكم توسّدت حضن المحامي حضرتها ببيت الشعر يوم تلاقوا ما توقعت للحين تتذكر ماشاءالله وتحبّ !
هزت سلاف رأسها بإيه : ولا أنا توقعت صدقيني رغم إنه شوّقني ألاقيها بشكل ما تتصورينه ويقول لي إنها حبّته ، ما توقعت حبّته لدرجة إنها تشوفه بعد أشهر وتذكره بعد
ضحكت ملاذ وهي تأشر على سلاف لورد ثم لعذبي يلي يلعب بحضن جدته جهيّر أم أبوه : شفتي عمو تركي ؟ سلاف زوجته وهذا ولده الصغير عذبي شفتيه ؟
إبتسمت بذهول وهي ترجع أنظارها لأمها بخجل وهمس : حبيتهم كلهم !
تعالت ضحكاتهم من إحمرار ملامح سلاف ، ومن قامت ورد تناظر أمها : تجين معايا عند البيبي ؟
إبتسمت ملاذ وهي تناظرها : ناخذ البيبي معانا للبيت ؟
هزت ورد رأسها بإيه مباشرة ، وضحكت سلاف وهي تمثّل الحزن : بعدين يبكي يقول أبغا مامتي ! لازم تأخذيني معاه عشان ما يبكي صح ؟
ميّلت شفايفها بتفكير وهي تناظر أمها : ناخذهم كلهم ؟
تعالت ضحكاتهم مباشرة وإنحنت سلاف تقبّلها : أموت عليك أموت لو تأخذين قلبي عادي
قامت ملاذ وهي تشيل عذبي بحضنها من جهيّر ، وقبل لا تجلس دخل نهيّان ولدها يلي كان
-


23

-

قامت ملاذ وهي تشيل عذبي بحضنها من جهيّر ، وقبل لا تجلس دخل نهيّان يلي كان يلعب بالخارج وهو يعدل ثوبه : ماما بابا يبيك عند المجلس !
إبتسمت ورد مباشرة : نأخذ البيبي لبابا كمان ؟
لفت ملاذ أنظارها لسلاف يلي إبتسمت من نظرات ورد لها : صار ولدكم مالي كلمة أنا الحين ، المجالس هالجهة فاضية خذوا راحتكم وإجلسي عنده لا تستحين
توجّهت ملاذ مع ورد ونهيّان لناحية المجالس ، وركضوا نهيّان وورد قبلها لأبوهم وإبتسمت بخفيف : ليه جاي
ميّل شفايفه لثواني بعدم إعجاب : وش هالأطباع يابكر فارس ؟ من طلعت من عندك الصبح ما شفتك وتنادين ذيّاب تدورينه ما تدورين أبوه ؟
ضحك نهيّان وهو يناظر أمه : يقول بكر فارس زعلان منك
ضحكت بذهول : ياسلام ! ما يقول بِكر فارس إلا وقت يزعل ؟ توك ما عرفت حكايتنا يانهيان توّك ما تفهمنا ..
إبتسمت من عذبي يلي يلعب بشعرها وهي تقبله : وش رايك بهالشيخ إنت ؟
إبتسم حاكم غصب عنه ، وزادت إبتسامة ملاذ : تلاحظ إن أطباعك تغيّرت وكثير من بعد ما لاقيت تركي ؟ صاير تبتسم لنا ، وتضحك لنا أكثر من قبل الله يديم هالتركي
ميّل شفايفه بهدوء وهو لو رجع بالزمن قبل سنين ، ماكانت أطباعه مثل أطباعه اليوم نهائياً ولكل شخص بحياته دور بتغيّره ، نهيان وأبوه وأمه وملاذه وعياله وخصيصاً ورد بنته هم سبب كل إبتساماته يلي ما يداريها ولا يخبيها ، تركي السبب الكبير بإنه وسط المجالس يحس بنفسه خفيف ماهو مُجبر يتولّى زمام شيء ويجلس على أعصابه وهالشعور ما قد حسه حاكم مع أحد أبداً ، تنهّد من أعماقه : سروري من سرور نهيّان أنا
لف نهيان تجاه أبوه ، وميّل حاكم شفايفه : ماهو إنت الله يرضى عليك نهيّان جدك
ضحكت ورد وهي تشوف نهيّان كشر بدون مقدمات يوقف بجنب أمه ، ونادى حاكم على ذياب يلي مرّ من الخلف : ذياب ، تعال خذ أخوانك وولد تركي
عضّت ملاذ شفايفها بهمس وهي تركّز أنظارها على حاكم : قل له تعال إجلس ثم خلّه يتولى مسؤوليات وياخذ أخوانه وش هالتصرف حاكم !
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : ويترك نهيّان لحاله ؟ لا
تنهّدت من أعماقها وهي تعكّر مزاجها كله لأن فعلاً ذياب أخذ أخوانه ومشى لكنها رفضت ياخذ عذبي ولد تركي !
ميّل شفايفه بهدوء : لا يصير موضوعنا ذيّاب الحين
هزت راسها بالنفي وهي تجلس : تدري وش يقولون لي داخل ؟ يقولون لي نعم الرجل ذيّاب إنت متخيّل ؟ تراه طفل طفل ياحاكم ليه كل هالتصرفات معاه ليه !
تعكّر مزاجه مباشرة وهو ما وده يرد عليها نهائياً ، وتنهّدت من أعماقها لأن خلافاتهم كثيرة بخصوص ذياب ومو وقت خلاف حالياً : خفّ عليه شوي ، بس شوي
ناظرها لثواني وهو يشوف عذبي يبتسم له :
_


: 24

-

ناظرها لثواني وهو يشوف عذبي يبتسم له وشبه إحتدّت نبرته : وأنا لو خفيّت عليه هو يشابهني وش لي حيلة أنا ؟
عضّت شفايفها فقط بدون كلام : يشابهك ، يعني إنت لو تبي تصير أقرب له من نفسه وتفهمه لكنك تعصّب !
دخل ذياب وهو يناظرهم لثواني وسمع حدة الحوار قبل لا يدخل ، وشتت أبوه أنظاره لكن نطق ذياب بهدوء : جدي يقول لك تعال ينتظرك !
وقف حاكم بهدوء وهو يناظر ملاذ يلي تلعب بإيد عذبي الصغير بدون ما تناظره وما كان منه كلمة إنما خرج من المجلس مباشرة وكان يتوضّح غضبه بملامحه بدون لا يتكلم ، تقدم ذياب لأمه وهو يناظرها بتردد : عشاني ؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسم بخفيف يراضي خاطرها :
لا تزعلين من أبوي عشاني
عضّت شفايفها وهي تمنع تنهيدتها لأن حاكم رقّت أطباعه مع الكل إلا مع ذياب ولا تدري وش السبب ، جلس بجنبها وهو يناظرها لأنها ما تناظر عيونه : أمي
أخذت نفس بخفيف وهي تناظر كل مكان بوجهه إلا عيونه: تدري إنك مو مجبور تكون مع الرجال طول الوقت ومو مجبور تشيل مسؤوليات أحد صح ؟
إبتسم بخفيف وهو يناظرها : ليش ما تناظرين عيوني
نطقت بشبه غضب : ذيّاب !
إبتسم وهو يدري إن أمه مستحيل تغضب منه ، تمثّل الغضب لكن ملامحها ونبرتها تفضحها : سميّ
تنهدت من أعماقها وجبرتها إبتسامته إنها تفضح نفسها وشعورها وتضحك له بدل ما تحاول تحاوره ، وقف وهو يقبّل رأسها : لا تزعلين إنتِ ولا تقولين لأبوي شيء ..
رجع حاكم يدخل ، ومد ذياب إيده لعذبي ياخذه من أمه ويخرج فقط وعدلت ملاذ نفسها وجلستها : ليش رجعت
سكر باب المجلس خلفه وهو يجلس : إنتِ وش رايك ؟
أخذ نفس من أعماقه بهدوء وهي تستعمل معاه قسوة غير طبيعية لجل ذيّاب وما ترد عليها نهائياً وهو ما يتحمل هالطبع ، تطقّ أعصابه أكثر وأكثر : تدرين وش صار بالمدرسة اليوم ؟ تضارب مع ولد أكبر منه ولا بكى ولدك تدرين ؟ يأخذ الحمل عنه ويقول أنا بديت ووقت قال له تركي ردّ عليه بالحقيقة إنه بدأ لأن هالولد تكلم عليه ! لو قال لي إن هالولد تكلّم عليه وش بيضّره ؟ لهالدرجة ولدك ما يدري إني بمحيه وأمحي أبوه من الدنيا لو جاء وقال يا أبوي صار كذا وكذا وكذا ؟ رغم إنه ما قال لي تدرين بطريقة ثانية أنا فعلاً محيته ومحيت أبوه ولا يتجرأ يرجع يناظره من جديد ؟ إنتِ تدرين وش أسوي عشانه أنا ؟ وش تبين أسوي أكثر لجل تشوفين إني مو قاسي عليه هو قسوته عليّ أنا ما يقول لي الحرف ! هلكتيني ياحاكم التربية توازن التربية توازن أنا لو تركتهم عليك ضيعتيهم بالحنان لا تقولين لي الغلط مني أنا
ناظرته بذهول وهي تشوف ملامحه كلها إحمّرت بدون مقدمات ورغم محاولاته إنه يـ
_



: 25

-

يهذّب نبرته وما تعتلي إلا إنه تمتم بالإستغفار يشد على قبضة إيده فقط ..
مدت إيدها لكتفه بهدوء : ما قلت إنك سيء كأبو ، ولا قلت إنك مو متوازن ، قلتلك ذيّاب يشبهك ، عامله على إنه يشبهك وبتفهمه ، بتصير أقرب مني له
عضّ شفايفه بهدوء وهو ما وده يتكلم أكثر ، ومررت إيدها على كتفه : أدري إنه يشوفك الدنيا ، وأدري إن هو شخصيته تشبهك وأحسن ما يشابه لو تبي رأيي وبيصير شيء عظيم وكثير لكن الحين عامله بعمره ياحاكم بس
هز راسه بزين فقط ينهي النقاش ، وإبتسمت وهي تشد على كتفه ، ومدت إيدها الأخرى لقبضة إيده تفكها وتترك يدها بوسطها : لا ترجع لهم وإنت معصب وفيه تركي يقرأ ملامحك ، وحاكيني بموضوع ثاني ما يعصّبنا
ميّل شفايفه لثواني وهو يرفع أنظاره لها : الحكي لأهل الحكي وللي لهم ساعات حول بعض ماهو للمشتاقين
_
« بالخـارج ، أمام بيت الشعـر »
كانت الأحاديث ما توقف نهائياً ، ضجة أصواتهم تفوق كل ضجة وما كفتهم الساعات يلي قضوها مع بعض ودّهم بالأكثر ولو بيدهم ، قضوا العمر كله مع بعض من تشابه الأرواح والمواضيع يلي مستحيل تنتهي بينهم ، كبارهم يسولفون بمواضيع تهمهم ، شبابهم يسولفون بمواضيع تشّدهم يخيّم الصمت على نهيّان ، ومحسن يلي يتبادلون النظرات وكلٍ بجوفه كلام للآخر وده يقوله ، حرك نهيّان عكازه يأخذ زمام الحوار بهدوء : سبحان الله ياحال الدنيا يا محسن ، ما تعرفّنا أنا وياك رغم إني أجزم إنك تدري بي ، وأنا أدري بك لكن ما كان مكتوب لنا تقاطع الدروب ، ولا تعرّفوا عيالنا ، جات لنا المعرفة وشرفها من حاكم وتركي والصدف يلي جمعتهم وجاء لي أنا شرف معرفة هالذيب يلي مخبيّه يامحسن ، الذيّابة لو صح قولي من أكبرهم لأصغرهم ما أعدّهم إلا أحفادي مثل ماهم أحفادك ، وتركي أعده ولدي ماهو واحد من أحفادي لأني عرفت داخله ، عرفت روحه مثل ما عرفت عيالي وإن غاب تركي عن الرياض جعله ما يغيب إلا بالخير ، إنتم لكم إختياركم بالوصل وإلا القطاعة ، إن وصلتونا قلنا معدنهم ذهب مثل محاميهم ، وإن قطعتونا قلنا أهل العزيز الغالي ما منهم ولا عليهم
هز محسن رأسه بالنفي يرد عليه بهدوء : محد يحصل له وصلكم يانهيّان ويرده ، نعم الجد ونعم الأبو ونعم العيال والأحفاد يلي من صلبك ، عزيّتنا لجل تركي وأنا أشهد إن تركي يستاهل المعزّة ، يستاهل الغالين والطيبين مثلكم
جلس حاكم بهدوء وهو ما سمع شيء من الحوار لكن الصمت حسسه بإن شيء كبير يلي إنحكى ولهالسبب فضّل الصمت والمعرفة لاحقاً ولو إنه يتوقع ونطق بهدوء : قريب ماشي ياتركي ؟
هز تركي راسه بإيه وهو يبتسم:ولو إنّ غلا الرياض زاد من بعدكم ياخوك إلا إنيّ ماشي باكر بإذنه
_

26

-

ناظره نهيّان لثواني بتنهيدة : ولو إنّ ما ودنا تغيب يابوك إلا إن الدنيا عندك أهم منّا ، حطها بعينك وحطّ ولدك بعينك وإسعى لين توصل لكل شيء تبيه ، ما يعجّزك شيء يابوك ولايغرّك بعد المسافة لا مشيت ، إن طلبتنا جيناك سعي ملبيّن ..
لامس جوف تركي كيف نهيّان يفهمه بطريقة مُستحيلة وما يشير لسُلاف إلا بـ" الدنيا " عنده ، نهيّان رغم قصر وقت معرفتهم إلا إنه يفهم كثير ، يفهم كثير كيف سلاف كل شيء عند تركي وأول شيء والدنيا كلها عنده ، إبتسم حاكم وهو يشوف ملامح تركي تميل للإحمرار : عجّزت الشاعر يانهيان ، عجّزته !
إبتسم نهيّان وهو يناظر عياله وتوسّعت إبتسامته وهو يشد على عكازه من عذبي يلي تعلّقت نظراته بتركي وضحك : عنده عذبي ، ما أقدر أعجزه يهد حيلي لجله
تنحنح حاكم لثواني ، وإبتسم نهيّان : بس ياعذبي ترى عندي حاكم إن كأنك ما تدري
إبتسم عذبي وهو يناظره : الله يحفظه لك ويحفظك لنا نهدّ كل حيل بس حيلك ما نقواه وإن عجّزت الشاعر ، مصيره ينطق وإن ما نطق له أفعال ترضيك وإنت تدري
خففّ نهيان من أمواج المشاعر يلي طغت على تركي ، وكل آل نائل وسليمان من الشعور العظيم يلي إعتراهم من قو العلاقة بين نهيان وتركي وتوصياته كأنها توصيات أب ، طغت عليهم المشاعر من نظرات تركي يلي تعلّقت بنهيان بشكل وضّح كل شعوره وخفيّ حروفه بدون لا ينطق ولا يقول الكلمة لكنه همس : ياعوض الله يانهيّان
كملت السواليف أكثر ، وكملت المحبّة أكثر وأكثر لحد ما توسّط القمر صدر السماء وزادت برودة الجو وإنتهت طاقاتهم من سواليف اليوم وجمعة اليوم يلي كانت بالساعات الطويلة من الظُهر لآخر الليل وسط سرور مُستحيل بين الكل ، أولّهم ذياب يلي طول الجلسة وهو مع الرجال ويعجبه هالشيء لأنه يتعرّف على شخصياتهم أكثر ، يعرف معادنهم أكثر وهالشيء يرضيه كثير الرضا لأنه يشكّل شخصيته أكثر وأكثر ..
صار وقت الوداع بينهم ومثل ما كان أول الحضور لبيت تركي نهيّان وحاكم وذياب ، آخر الخارجين كانوا هالثلاث نفسهم ، وقف تركي بسلامه على نهيّان لدرجة مُستحيلة ، قبّل رأسه لوقت طويل هز داخل نهيان يلي ترك عكازه لجل يحاوط تركي ويضمّه ..
لمح حاكم تأثر ذياب يلي مسك عكازه جده قبل يطيح ومد إيده لكتفه يشد عليه ويترك أنظاره بدل ماهي مذهولة من حضن تركي وجده المؤلم من كثر صدقه وكثر المشاعر والحنان والإفتخار فيه تتبدل لأنظار على إيد أبوه يلي على كتفه ، رجفت نبرته وهو يشد على وجه تركي : أستودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم أعمالك ياتركي ، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ترجع بأقرب وقت وأول ديار تطبّها دياري بإذنه ، لا تقطعني يابوك !
_


: 27

-

ما كان من تركي الرد من كثر تأثره ، وإبتسم نهيّان من رجع تركي يقبّل رأسه للمرة الثانية : الله يحفظك يابوي
مد ذياب إيده لجده يساعده ، ومشى نهيّان لكن بقى حاكم يناظره : سمعت كلام نهيّان ما بقول غيره
إبتسم تركي وهو يهز رأسه بإيه : وإن قلت غيره ما بعد كلام نهيّان كلام وإنت تدري يابوذياب
ضحك حاكم وهو يسلّم عليه ، يضمه ويضرب على كتفه : ترجع لنا قريب بإذن الله لا تطوّل علينا !
إبتسم تركي وهو يشد على كتف حاكم ، ومشى حاكم مع جده وذياب يلي ينتظرونه بالسيارة وبقى تركي عند بابه لحد ما غابت سيارات آل سليمان عن مدى نظره ورجع يدخل للداخل يسكر أبوابه وليت للمشاعر باب ويسكّره من عظمها بداخله ..
_
« وسط الصحـاري »
شد فروته وهو يسمع حكاوي الرجال بكل إصغاء ، يتأمل جده نهيّان الكبير لدقائق طويلة ورجال جماعتهم يلي ما يعرفهم لكنهم قرروا الزيارة بهالوقت وسمح لهم جده ، مرر أنظاره عليهم جميعاً ووقف تأمله والزمن وقت صادف عيون أبوه ، أبوه المتلثمّ بشماغه ويتغطى بفروته وتتعلق نظراته بنهيّان وكأن البشر والمدى كله فراغ ولا به حيّ إلا نهيان ، كانت نظرات أبوه مؤلمة ، مرخيّة ، تتوارى عن الرجال ولأول مرة ما تكون بحدتها المعتادة ، كانت نظراته تداري نهيّان ولا غير نهيّان .
نهيّان يلي من قبل سنتين بالتحديد وقت ودّع تركي آل نائل وأهله للديار البعيدة ، صابه فُتور غير طبيعي من الرياض ، صارت البيوت تكتمه ، والأماكن تضايقه وتضيّق عليه ما يتحملها ، سمع حواره العابر بمرّة مع أبوه وهو يطلبه شيء واحد فقط " أبي البر ، خيامي وحلالي الأول ياحاكم " ووقت سأل حاكم عن السبب ، رد عليه بجملة مُستحيل ينساها ذياب طول عمره ومداه " ذكّرني الذيب إني ولد البر ، إننا أهل البر وتركناه وهو الليّ يميزنا ، تضيق عليّ الديار ياحاكم والخيام تريحني "
ووقتها شيّد حاكم الخيام كلها لجل نهيان ، رجّع له حلاله الأول من إبل وصقور وكل شيء يوّده ويتمناه كله لجل تزول عنه الوحشة والضيقة من الديار والرياض ..
صحى من ذكرياته وخط تأمله من سمع صوت السيارات بالخارج ومباشرة وقف لجل يشوف من أصحابها ، رجع يدخل وهو يناظر أبوه يبلّغه إنهم أهلهم : آل سليمان
هز حاكم راسه بزين ، ونطق نهيّان يناديه : تعال يمي
تقدم لجده يلي وده يعتدل بجلسته ، وكان حاكم بينطق لكن سكت من كان ذيّاب عارف وش يتصرف وكيف يساعده لجل يجلس عدل ونطق نهيّان : الذيب أنا أشهد ..
جلس ذيّاب بجنب جده وهو يحس بسكون المجلس والنظرات يلي تتوجه له وقطع سكون المجلس حوار توجه له من أحدهم : ماهو مكانك الصحاري يا ذيّاب ، مكان الرجّال الشداد ماهي للوراعين !
_



: 28

-

ناظره ذيّاب بهدوء لثواني فقط بدون رد ، وإبتسم نهيّان وهو يناظره ويوجه كلامه لصاحب السؤال : رجالٍ شديد ذياب ، ما يختلف عن حاكم يابوماهر وإنت تدري بحاكم
هز راسه بالنفي : الأبو أسد ما يختلف عليه إثنين لكن هالجيل يختلف يانهيّان ، يختلف بالحيل وإلا ما كنت رديّت عنه ، يا ذيّاب ما ودك ترد ؟ عيش الصحاري ومجالس الرجال يربون البني آدم ويجمّدونه تعلّمت شيء وإلا راعي دلع ؟
عضّ ذياب شفايفه بهدوء : تعلّمت كثير إنت بحاجة له
ضحك أبوماهر لثواني وهو يناظره وكان مقصد ذيّاب واضح للمجلس كامل وسبب بعض الضحك والإبتسامات بينهم بإن ذيّاب وهو توه ، تعلم كثير أبوماهر ما تعلّمه : قم صب لي قهوة ياولد قم ورني وش تعلمت
ما تحرّك ذياب من مكانه وهو يدري إن أبوه بيتكلم لأنه لمح نظرات الغضب بعينه وبالفعل نطق حاكم : يابوماهر لو قام يصبّ فهو يحشمك وعشاني ، وإنت ما تستاهل حشيمة إن تبي رأيي
سكت المجلس مباشرة من نطق حاكم الجامد ، وتراقص داخل نهيّان فرح من كمّل حاكم : وإن كان صغير سن المجالس بالعقل وإنت قلتها قبل سنين ، إن تغيّر الجيل عليك وتغيّرت تربيتك حنّا تربية الرجال عندنا ما تختلف ، إن غلطت عليه إنت بتزعل يابوماهر ماهو حنّا
وقف حاكم بهدوء وهو يسمع أصوات عمامه ورجال آل سليمان : إجلس بمكاني يا ذيّاب
سكت المجلس للمرة الثانية من كلمة حاكم يلي تزامنت مع دخول رجال آخرين من جماعتهم ، جات بوقت يبين لهم إن ذيّاب قيمته ومكانه بصدر المجلس ماهو الليّ يحركونه لجل صغر سنه ويجلّسون الأكبر منه محله ..
كان يتمنّى نهيّان يفهم ذياب هالشيء ويقدّره لكن ما كان من ذيّاب أدنى تعبير على ملامحه ولا بحروفه ..
-
وقف خارج الخيام ياخذ نفس من أعماقه ويزفّره مره أخرى لجل يخفف من غضبه ، يتلاشى بُخار البرد من فمه من قو البرد وأنظاره تجول على المملكة الصغيرة يلي شيدها وهي كانت صحراء ما تقرّبها الحياة لجل نهيان ، شيّد بها ثلاث خيام متفرقة وخلف ظهره بيت شعر كبير لأنه يدري بنهيّان يصبر عن الرياض لكن ما يصبر عن الناس والضيوف ويبي لهم مكان يليق فيه وبإسمه وبكونهم ضيوفه ، قدامه شبك الإبل وبجنبهم راعيهم ، وقدامه مشبّ للنار حوله الصخور من كل مكان ويرتمي فيه الحطب متى ما زانت القمرا طلع نهيّان مع ذياب وجلس فيه ، طلّع جواله من جيب ثوبه وهو يرد مباشرة من كان تركي : حيّ بوعذبي ، بشرني وش الأخبار
إبتسم تركي بهدوء : إن كان نهيّان حولك ، بشّره وقل له قصيد الشاعر جات على الدنيا بخير وسلامة
_


29

-
سكنت ملامح حاكم لوهلة بعدم إستيعاب وسرعان ما تغيّرت ملامحه : قصيد بنتك ! ولدت أم عذبي !
ضحك تركي وهو يهز راسه بإيه كأن حاكم يشوفه : إيه قصيد بنتي !
ضحك حاكم مباشرة وهو يفرك عيونه أكثر : وإنتم بخير ! إنت وعذبي وأمه وهي ؟
إبتسم تركي بخفيف وهو يتأملهم قدامه : كلنا بخير ونسلّم عليك ، بشّر نهيان لا تأجله وكلمني بعدين
طلع نهيّان من بيت الشعر وبجنبه ذياب يلي يسنده ، وإبتسم حاكم وهو يناظر نهيّان : إتصل عليّ المحامي
رفع نهيان أنظاره مباشرة ، وهز حاكم راسه بإيه : يبشّرك جاته بنته قصيد ، وزوجته بخير وسلامة وكلهم بخير !
ضحك نهيّان وهو يشد على إيد ذياب : يالله لك الحمد والشكر ، لا مشوا الرجال إتصل لي عليه بكلمه
إبتسم ذياب من فرح جده اللامُتناهي وكأن الدنيا ضحكت له ما بشّرته بخبر مُفرح وبس إنما صارت بين يديه بشكل تركه يحبها من أول وجديد ، بشكل تركه يذبح الذبايح ويعلن سروره بـ" صارت لي حفيدة " ، رفع ذياب حواجبه من لمح طرف شخص صغير يتمشي بين الخيام ، ومشى وهو ياخذ العصا يلي عالأرض : ولد !
مد إيده يسحبه بعيد عن الإبل ، وضحك نهيان أخوه بعبط : ذيّاب خفت مني ؟
كشر ذياب مباشرة وهو يناظر حوله : إنت ليش جيت ؟
إبتسم نهيان وهو يناظره : مو بس أنا ! كلنا جينا
رفع ذياب حواجبه لثواني بإستغراب ، وسحبه نهيّان معاه للخيمة البعيدة وإبتسم من أعماقه من إستوعب إنه مو بس عمامه والرجال الحاضرين حتى أُمه وعماته وأخوانه معاهم ، توجه لأمه يلي إستهّلت ملامحها وقبل ملامحها رقّ قلبها من منظره ، العصا الصغيرة يلي بإيده وفروته يلي على طوله والشماغ المُلتف حول راسه : ذيّابي
كشرت ورد لأن أمها نسيتها مباشرة : ماما نسيتيني؟
هزت ملاذ راسها بإيه وهي تاخذ عبايتها ، والفروة يلي خلفها : نسيتكم كلكم دام ذيّاب جاء ، تعال ياماما
رفع نهيّان حواجبه : عادي نجي معاكم طيب ؟
هز ذياب راسه بالنفي من لبست أُمه فروتها : لا إجلس عند ورد أمي شوي وترجع عندكم ، تبين أبوي ؟
ضحكت ملاذ وهي تهز راسها بالنفي وتمشي معاه لخارج الخيمة : أبي أخبارك أنا أبوك بشوفه بعدين
جلست خلف الخيمة ، وجلس ذياب بجنبها وهو يناظرها ويعرف ملامح أمه وقت تتأثر وكثير وفعلاً كانت ثواني لحد ما عبّرت عن تأثرها : بحفظ هالأوقات كلها لجل أحكيّها لك وقت تكبر ، رغم إني طرف متضرر فيها وتاركني عشان هالبر بس بحفظها
هز راسه بالنفي بهمس : بس ما تركتك ، دايم أزورك
ضحكت ملاذ بخفيف وهي تحاوطه تحت يدها :..
_



: 30

-

ضحكت ملاذ بخفيف وهي تحاوطه تحت يدها : ما تكفيني زيارتك ، لازم تصير دوم الدوم عندي بس بشفع لك لأنك تحبّهم ، وتحبّ حياتهم ، وأحب إنك تحبهم وأقوّل لك سر ؟ مرافق جدك نهيّان وأبوك والبر وكل هالحياة هنا ، بيعطونك معنى أكثر للحياة من أي مكان ثاني بالدنيا ..
إبتسم فقط وهو يشتت أنظاره بعيد ، وتأمّلته أُمه بعدم إكتفاء لأن كثيرة على قلبها أطباعه ، كثيرة تقدّمه عن كل شخص بسنه وعمره وإن حياته مو مثل الباقين بين أقرانه ، حياته مع أبوه وجده والمجالس لدرجة وقت هي تحاكيه ، ما تحس إلا إنها تحاكي شخص بعُمرها وبعقلها ، من وقت قرر نهيّان إنه يرجع لحياة البر صارت أوقات حاكم بالرياض قليلة ، دوامه وساعات بسيطة معاهم وباقي الوقت كله مع نهيّان ، كان يحترق ذياب من هالوضع رغم سكوته لكن هي كانت تلاحظ عصبيته السريعة وإنفعالاته وإحتراقه حتى وهو يواريه عن أنظارها لإنه مُرتبط بدراسته وأبوه وجده ومجالسهم بعيدة عنه ما يقدر يزورهم إلا بأوقات بسيطة ، كان أغلب الأوقات يرجع من مدرسته ويتوجه لبيت جده متعب أبو أبوه ووقت النوم يرجع لبيتهم عندها وعنده أخوانه ، من وقت بدأت إجازته توجه بنفسه لمكتب أبوه يعطيه العلم " بتاخذني معك " وما كان يستأذنه نهائياً كان مقرر ومنتهي إنه يبي يعيش معاهم هناك وبالفعل ، نومه وصحوته وقومته كلها بالبر مع جده ، حاكم يغيب ويرجع للرياض وذيّاب يبقى مع جده ورجاله وهالشيء يسبب لملاذ شعور فضيع بالشوق لكنّها ترتاح وقت تشوفه ، وترتاح أكثر وقت تشوف راحته بهالحياة رغم صعوبتها وصلابتها عليه ..
حرك عصاته عالأرض وهو يناظرها : الفجر دايم نصلي جماعة ، أنا وجدي وأبوي والراعي والموجودين من عمامي وعيالهم وحتى ناس ما نعرفهم يجون ويصلون معانا ، بعد الفجر ينام الراعي ، ونطلع أنا ونهيّان أكثر شيء مع الحلال ووراهم لين الظهر ثم نرجع نصلي وينام نهيّان ، وقت يصحى يجلسون هو وأبوي والموجودين من الرجال وأحيان يطلع يمشي لحاله ثم يرجع يجلس
إبتسمت بخفوت وهي تناظره : ويقول لك حكاويه ؟
إبتسم ذياب لأنه يستمتع بحكاوي جده أكثر من كل شيء ، وضحكت ملاذ بتنهيدة من أعماقها : الله يديمه تاج لنا ويديم حسّه ووجوده بينا ..
إبتسم بخفوت وهو يأمّن بداخله وجده همس له بطلعتهم بالأمس بأشياء كثيرة لكنّها بتصبره دايم وبتشد بأسه : المحامي إتصل على أبوي ، جاته بنت ..
إبتسمت ملاذ بحب وهي وصلها الخبر ، ومدت إيدها لجيب فروتها تطلع جوالها : وصلني الخبر ..
سكنت ملامحه مباشرة من لفت الجوال بإتجاهه توريه إياها ، بمهدها الأبيض وبلفّتها وملامحها شديدة الإحمرار وهمس بخفوت : ماشاءالله ..
_


: 31

-

ضحكت لأنه وقت ما يلقى كلام يقوله ، يذكر الله بدون مقدمات وهذا أحلى من كل الكلام والحكي برأيها ..
ميّل شفايفه وهو ما تكلم بشيء نهائياً حتى عن حادثة بيت الشعر قبل شوي ، كُل تفكّره بكلام نهيّان وقت نطق له " الدنيا تعلمنا دروس ياذياب ، سرع سنينها أكبر درس وإلا من يقول مرّت سنتين على وداعنا للمحامي ، تمرّ السنين مثل الثواني وتتوارى وراها ذكرياتها لكن الصاحي يابوك اللّي ينقش كل ذكرى تهمه لو على الصخر ، يبقيّها حية بعقله ، وحواليه متى ما صابه الحنين يرجع لها يقول الله على ذيك الأيام .. "
إبتسمت ملاذ وهي تشوف شُروده وقررت تقاطعه : أمس كنت عند جدتك فاطمة ، سألتها سؤال يدور ببالي من فترة عنك ، وعن أخوانك
رفع ذياب حواجبه لثواني ، وإبتسمت ملاذ بهمس : سألتها عن خوفي وخوف أبوك عليكم وتبعاته ، بيمنعكم من أشياء كثير ويمكن مو بقصد منّا يمنعكم عن حياتكم وحكاياتكم ، تدري وش جاوبتني ؟
هز راسه بالنفي بفضول ، وكمّلت وهي تسمع أصوات أخوانه : قالت بيعيشون حكايات هم أبطالها ، ذيّاب بطل بحكايته ، ونهيّان بطل بحكايته ، وورد بطلة بحكايتها بدون قيدك وبدون قيد أبوهم ..
قبل لا يكون له نصيب الرد ، ضاعت حروفه بزحمة الأصوات من جو أخوانه يمّهم ومن تعالت أصوات الرجال ، ما كان منه رد لكن تعّلقت بباله جملة وحيدة " بدون قيد أبوهم " وهذا شيء مُستحيل بعينه لأسباب يعجز يحصيها من كثرها ..
_
« لنـدن »
إبتسمـت تتأمل الثلج المُتساقط ، تحاوطها ذراع عذبي أخوها ويتأمل معاها ببرودة الجو القارس يلي يحسّونه من خلف الزجاج رغم المدفئة يلي تدفي الشقـة خلفهم ، حست بإيدين أبوها تحاوط عذبي وتحاوطها ببطانية أخرى وحسّت بإبتعاده بعدها ، لفت أنظارها لوقوفه بالزاوية وإيده يلي على جواله تتصل وتعيد الإتصال لمرات عديدة لكن ما يوصله الجواب ، كانت تلمس القلق بملامح أبوها يلي إيده مشغولة بجواله وإيده الأخرى تدور جاكيته بالعلاقة بجنبه ، نزلت من على الكنبة تترك البطانية وتتوجه له بهمس : إيش فيها ماما ؟
هز راسه بالنفي مباشرة وهو يقفل جواله ، وإنحنى لعندها وهو يلاحظ نظراتها يلي تتفحص ملامحه القلقة رغم محاولاته لإخفائها ، قبّل رأسها وهو يرسم طيف إبتسامة بشفايفه : مافيها شيء ياحلوتي
هزت راسها بزين وهي تعدل له وشاحه بإيدها الصغيرة ، وإبتسمت بخفوت تلمس خده وترجع لعند عذبي يلي فتح لها البطانية من جديد تتدفى معاه ويراقبون الثلج لكنها كانت تراقب أبوها القلق يلي ما قدر يسكر جاكيته من كثر رجفة يديه ، مد إيده لقبضة الباب يفتحها رغم رجفته وسكنت ملامحه مباشرة من كانت قدامه ، من إبتسمت بوهقة وملامحها من
_



32

-

وملامحها من أشد ما يكون من الإحمرار من البرد يلي تحسه وهمست : تجمّدت !
ضمها مباشرة وبدون مقدمات وهو يدفي ملامحها الباردة ، يعدل لها الهودي يلي عليها ويغطي شعرها المتناثر والواضح إن البرد وقو الهواء بعثرها كلها ما كان هيّن عليها من أغراضها يلي تضمها لها ومفاتيحها يلي طاحت من يديها ، رجفت وهي تشد على جاكيته من أعماقها وأخذت نفس بإرتياح من حست فيه يحاوطها ، يدخلها معاه ويسكر الباب خلفهم وهمس : لا تحلمين أتركك بهالجو مره ثانيه ولا تجربين تقنعيني
هزت راسها بالنفي وهي ترجف ، وغمضت عيونها وهي تاخذ نفس من أعماقها : ما بجرب ولا بحلم بطّلت ..
مد إيديه ياخذ كفوفها بين كفوفه ، يدخلها بجاكيته ويضمّها تاخذ حرارة إيده وتدفى ، إبتسمت بإرتياح وهي تسند نفسها على كتفه ، وزادت إبتسامتها من عذبي وقصيد يلي يتأملونهم : نسوي شيء دافي نتدفى كلنا ؟
هزت قصيد راسها بإيه مباشرة وهي تعدد الإختيارات يلي ببالها لحد ما رسّيت على " الهوت شوكلت " وهي تبتسم لأمها وأبوها ، ميّل تركي شفايفه بعدم إعجاب مباشرة لأنها ما نطقت كلمة وحدة بالعربي : تكلمي عربي يابابا !
ميّلت شفايفها لثواني ، وضحكت سلاف وهي تنزع جاكيتها وشالها تتركهم عالكنب وتاخذ شال تركي يلي على عنقه تضمه عليها ، إبتسم بهدوء وهو يعدل شعرها : إجلسي معاهم إنتِ وتدفيّ ، بسوي لكم شيء تشربونه وتتدفون ..
إبتسمت قصيد له ، وإبتسم تركي من جات تمشي له وهو يشيلها : لا تتدلعين عليّ بالحيل ، طيب ؟
ميلت شفايفها وهي تتكي على كتفه وإبتسمت تتركه يبتسم بدوره ويدخل المطبخ يتركها على الدولاب ويحاورها وتحاوره رغم تنبيهاته المستمرة لها على كلامها القليل بالعربي والكثير بالإنقلش بحكم تعلّمها وروضتها ومن وقت ولادتها وهم هنا،إبتسمت سلاف من عذبي يلي جلس بجنبها وهي تضمه معاها بالوشاح : إشتقت للرياض ؟ وإلا الكويت ؟ وين ودك نرجع هالمرة ؟
إبتسم وهو يناظرها ،وتكى عليها وهو يحاوط إيدها بيديه : المكان يلي تحبينه ، وأحس تحبين الكويت مثلنا
ضحكت وهي تهز راسها بإيه : أحب كل بقاع الأرض يلي تحبونها ، يلي إنت تحبها بالذات بس لا تقول لأحد ..
إبتسم وهو يضمها ، وإبتسمت سلاف من جات قصيد تمشي على مهلها وبإيدها الكوب يلي يغطي كل كفوفها لأنه كبير : قصـيدنا المغرور ، تعالي ..
إبتسمت وهي تجلس بجنب أمها ، وإبتسمت سلاف من أبعد عذبي مكان لأبوه لجل يصير بجنب أمه على الكنبة ، جلس تركي بجنبها وهو يترك إيده خلفها تحاوط أكتافها وإبتسمت وهي تناظره لثواني وترجع أنظارها لقصيد يلي منغمسة بكوبها ، ولعذبي يلي دخل تحت ذراع أبوه الأخرى يشغل التلفزيون :قصيد!
_


: 33

-
إبتسمت مباشرة من كان كرتونها المفضل وهي تلف أنظارها لعذبي يلي يبتسم لها ، وضحك تركي من سولفت له : سلاف قولي لها تسولف عربي !
إبتسمت بخفيف وهي تمد إيدها لصدره : إتركها براحتها ، نرجع الرياض وتسولف عربي مثلنا بس الحين إختلاطها كله غير لا تضغط عليها
ميّل شفايفه وهو يناظرها لثواني ، وإبتسمت بخفيف وهي تحاوط إيده : بكل مرة نجلس فيها على هالكنبة وبهالشكل ، يجي بقلبي شعور يوجع من حلاوته تدري ؟
إبتسم وهو يناظرها لثواني بهمس : إشرحيلي كيف
هزت راسها بالنفي : اليوم كله كنت معاهم وإنت مشغول بإجتماعاتك ، ودك بشرحي كمان ؟ ودك يزيد صداعك ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها ، وإبتسمت بهمس : هالسنين يلي قضيناها هنا ، ولادة قصيد هنا ، إنها كبرت هنا ، إننا إبتعدنا عن الرياض هالمدة كلها وإنك تركت كل أشغالك عشان تكون معي هنا ، تركت آل سليمان ولو إنه ما كان هيّن عليك ولا هان عليّ ، إنك مثل دايم بدّيتني على كل شيء وإني الحين أنهيت دراستي هنا وما تغيّر حلمي بالعكس حققته بألذّ شكل حتى خيالي ما كان يقدر يوصل له ، أنهيته وإنت بجنبي ، عذبي بجنبي ، وقصيدنا بجنبي والأهم ، إنّ صارت لنا حياة مثل ما نتمناها وأخذنا وقتنا الطويل والبعيد عن كل شيء تحملناه قبل ..
إبتسم بهدوء وهو يناظرها ، وزادت إبتسامته من خجل قصيد يلي إحمّرت ملامحها وتلعثمت بين اللُغتين قبل تطلع منها جملة وحيدة : عيونك لذيذة لماما ..
ضحك غصب عنه لأنها تحاول تشرح كيف نظراته حلوة لأمها ، وإبتسمت سلاف وهي تضمها لعندها وتتابع معاهم من خجلها من إبتسامة عذبي لها بالمثل ..
أخذ تركي نفس بخفيف وهو يقبّل كتفها : نحجز ؟ للرياض ؟ وإلا للكويت أول ؟
ميّلت شفايفها بتفكير ما طال من نظرات عذبي لها : للكويت أول ..
إبتسم وهو يتوجه لغرفتهم ، وإبتسمت سلاف من تكت قصيد عليها وبالمثل عذبي يلي بجنبها وهي تتأمل شقتهم هالمرة ، شقتهم الثانية بلندن والمُلك مو نفسها يلي كانت أول فترات سفرهم فيها ، الشقة يلي دخلتها لأول مرة قبل تحمل بقصيد فترة بسيطة وتذكر دخولهم للآن ، تذكر عذبي صاحب السنتين يلي كان يستكشف الشقة قدامهم ، تذكر جاكيته الكحلي الصغير ، الهودي يلي على راسه والشال ، تذكر يديها يلي إمتّدت لأزرار الأنوار تشغلها ، تذكر تركي يلي كان خلفها وبإيده شناطهم ، تذكر شعور الدفء العظيم يلي إعترى صدرها وقلبها رغم البرد الشديد يلي كان بالأجواء ، تذكر مخاوفها يلي سطرتها لتركي أول ما تمددت بجنبه إنها تخاف تكون إستعجلت ، تخاف تكون ظلمت نفسها وظلمته بهالقرار إنها قررت السفر والإكمال بمدينة أحلامها ، مدينة الضباب لندن ، تذكر وقتها عـ
_

: 34

-

تذكر وقتها عجز النوم يجيها وطلعت من الغرفة رغم نومه ونوم عذبي بينهم ، طلعت لوحدها تجلس بزاوية تحت الشباك وكانت دقائق بسيطة لحد ما طلع يدورها وعلى أكتافه فروته ، وقتها جلس بجنبها يضمها لفروته وله ، يقبّل كتفها ويهون الغربة وقرارها عليها ، يبيّن لها إنه ترك المكتب والوزارة لرغبته إنه يكون معاها لأنه هو بمثل إحتياجها ويمكن أكثر للبُعد ، هو بمثل إحتياجها لحياة كل أشخاصها هي ، وهو ، وعذبي خصوصاً بعد كل شيء مرّ بحياتهم وأرهقهم ..
تذكر لحد هاللحظة إبتسامتها الخافتة وتعابير خوفها يلي كانت ترتسم بملامحها قبل تنساب من حروفها وقت صدمته بقرارها يلي قررت تشاركه فيه هالمرة ، رغبتها بالحمل بعيد عن الرياض وأُمنيتها تكون بنت قلبهم ، رغم تخوّفه وتعقده الشديد من بعد عذبي وحالها وحاله يلي ذاق فيه المرّ وقت حس إنه بيخسرها لكن يقينها كان أكبر ، يقينها ورغبتها وإبتسامها وقت تقول له إنها ما تبي يكون بين عذبي وأخوه أو إخته فرق كبير بالعمر ، ما تبي يتكرر الفرق يلي بينها وبين أخوها سيف فيهم وما تبي عذبي يكبر لوحده ، كانت بداخل تركي تخوّفات وتساؤلات كثيرة عن إنها جات لدراستها ولا وده تنشغل بالحمل لكن ما تغيّر رأيها ولا قرارها كانت قدّه ، وبيّنت له وقتها إنها ما تشيل هم حمل ولا ولادة ولا أي شيء دامه هو بجنبها ، ودام إنهم بعيد عن الرياض وفعلاً صار مثل ما تتمنى وحملت ، وولدت بقصيدتهم المغرورة يلي يوم عن يوم تصير أحلى بكل تفصيل ، وتاكل قلوبهم أكثر وأكثر..
صحيت من ذكرياتها على صوت عذبي يلي يناظرها : بنترك لندن خلاص ؟ بنرجع الرياض دايم ؟
هزت راسها بإيه بإبتسامة خفيفة : بنرجع الرياض دايم ، مالنا غنى عن ديرتنا وأهلنا وناسنا وإلا وش تقول ؟
هز راسه بإيه وهو يناظر قصيد يلي تتأملهم ، وإبتسمت وهي تمسح على شعره : سولف مع إختك شوي وأجيكم
هز راسه بإيه ، وقامت سلاف تتوجه للغرفة لكن إبتسمت من حكي قصيد مع عذبي وهي تدخل لعند تركي : تاكل قلبي وقت تسولف بهالرقة وهالعبط ! تقول لأخوها بتوحشني لندن وبتوحشني كنبتنا وجيراننا وكل الناس !
ضحك تركي وهو يناظرها لثواني : وتكلّمت عربي ؟
ميّلت سلاف شفايفه وهي تجلس بجنبه : ما تكلّمت عربي لكنها تعرف وهذا يكفي وبنرجع للرياض ويصير العربي أكثر بلسانها لا تضغط عليها ، مو لذيذة لما تسولف بهالطريقة ؟ ما تحس ودك تصفقها كف ؟
هز راسه بإيه وهو يسكّر اللابتوب يلي قدامه : ودي أصفق أمها كف على هالطبع ! وش هالكفوف يلي تحبينها عشانهم ولا كنتي تطرينها إلا بعد عذبي !
ميّلت شفايفها لثواني بتفكير ، وإبتسم فقط من دخلت قصيد تشتكي له من عذبي لأنه ما
_



: 35

-

لأنه ما يحط البطانية عليه والجو بارد ، عضّت سلاف أصابعها مباشرة : الحنيّة هذي وش طيب !
إبتسمت قصيد وهي تصعد السرير عندهم ، وتجلس بحضن أمها وميّلت شفايفها وهي تخاصم تركي على نظراته لأمها ، ضحك وهو يفرك عيونه : والله يابابا خاصميني من اليوم لآخر مدى ما بكفّ النظر ، وخاصميني بالعربي لا تقولين ليّ هرج ما أحبه
رفعت أنظارها لأمها يلي ضحكت ودخل عذبي يلي تمدد بحضن أبوه : متى نرجع الكويت ؟
ميّل تركي شفايفه : ديرتك الرياض قبل الكويت ياعذبي
هز عذبي راسه بالنفي : ديرتي عند عمي عذبي !
إبتسمت سلاف من قصيد يلي طغى حبها على عيونها وظاهرها من طاري عذبي يلي تعشقه وقليلة كلمه العشق عليه ، ضحك تركي وهو يشوف الفرح بعيونهم الإثنين وسوالفهم عنه ، وهمس : ومن ما يحبه ؟
كانت ثواني بسيطة لحد ما نوّر جوال تركي بإسم عذبي ، ورد عليه سميّه مباشرة وإنضمّت له قصيد بدون مقدمات وكانت سلاف تراقب إبتسامة تركي ، مشاركته لعياله بالحديث مع عمهم عذبي يلي ما تغيّرت أطباعه للان ، عذبي يلي فجأة يضرب بمخه بوسط دوامه ويمرّ نص اليوم يلقونه بقلب لندن عندهم ، عذبي يلي يرخص الغالي النفيس لجل تركي وعياله ولقصيد بنته ، عذبي يليّ رغم السنين البعيدة ويلي ما رجع فيها تركي للرياض إلا مرات متفرقة ومو لهم ولا للكويت كان موجود دائماً ، ما تمرّ السنة ولا الثلاث شهور إلا وهو عندهم بنيّارا زوجته أو بدونها أحيان لو كانت مشغولة ، صار لهم بالغربة ٧ سنوات تقريباً كبر فيها عذبي وصار له من العمر ٧ سنين ، كمّل فيها تركي أشغاله من بعيد لبعيد ، إنتهت سلاف من دراستها وصار لقصيد منها ٥ سنين والحين صار وقت الرجوع ، وقت العودة للديار ولأهلهم .
وقفت قصيد وهي تترك أبوها وأخوها يكلمون عذبي الكبير ، وتتوجه للدولاب بجنب أُمها يلي طلعت الشنطة لجل تشيل أغراضهم وملابسهم وطالبت أُمها بالإنتظار وإنها بتسوي شيء مهم ونطق تركي يلي ما كان معاهم بموضوعهم ولا يدري عن شيء لكن عدم إستخدامها لأي كلمة عربية تركه ينطق : عربي يابابا
كشرت قصيد وهي تناظره لثواني بحنق : لا تكلمني !
ما ناقشت أبوها أكثر وهي ترجع أنظارها للدولاب تطلع لها ملابس ، تشرح لأمها إنها بتلبس هاللبس بالمطار ، وتتوجه لدولاب الشوزات - الله يكرمكم - تختار وبكل إختيار تاخذه بإيدها تشيّك لو أمها عندها مثله أو لا وميّلت سلاف شفايفها بهمس: متأكدة ؟
هزت قصيد راسها بإيه وهي تبعد شعرها عن عيونها ، وتنرفزت مباشرة لأنه يرجع لها وضحكت سلاف :تعالي أرفع لك شعرك
هزت راسها بالنفي وهي تمشي لأبوها بتشكّي : بابا شعري !
عضّت سلاف أصباعها وهي منهارة تماماً على حركات..
_





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-22, 11:09 AM   #5

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


: 36

-

الدلع يلي تسويها ، مشيتها العبيطة ويدها يلي ترفع أطراف شعرها بعشوائية والغرور الغير طبيعي من لفت ظهرها لأبوها لجل يرفع شعرها : ياماما حرام عليك
إبتسم عذبي وهو يتمدد وأنظاره على قصيد الواقفة أمام السرير وظهرها بإتجاه أبوها يلي جالس عالسرير ويرفع شعرها ، أمه الجالسة عالأرض قدام الدولاب وملامحها تعبّر عن عظيم الحب فيها لقصيد : أمي أنا ولا قصيد ؟
ضحكت سلاف وهي تناظره ، ونطق تركي وهو يرفع قصيد لحضنه من عرف إنه يقيس مراتب الحُب بقلب أمه : قبلكم أنا ، ثم إنت وإختك
ضحك عذبي وهو يناظر قصيد يلي تلعب بإيد أبوها ، ونزل من على السرير يتوجه لأمه : أساعدك ؟
هزت راسها بإيه من إنحنى لناحيتها وهي تقبّل خده : الشنطة يلي بغرفتك شوف ملابسك وملابس أختك
نزلت قصيد من حضن أبوها وهي تتوجه لعذبي تمسك إيده وإبتسمت سلاف من دخّلها عذبي تحت ذراعه يتوجهون لغرفتهم ، غرفتهم يلي المُفترض قصيد تنام فيها مع أخوها لكنها ما تعرف النوم إلا وسط أمها وأبوها ..
-
« الكـويـت ، العصر »
مشيت سلاف مُتقدمة عن تركي يلي بقى بالخلف لجل أغراضهم ولجل تبقى مع عذبي وقصيد يلي من حماسهم يدورون البوابة ويعرفون إن خلفها عمهم عذبي ، ضحكت غصب عنها وهي تسمع صوت عذبي العالي ويلي إنحنى يشيل قصيد وعذبي إثنينهم بحضنه ، إبتسمت قصيد وهي تقبّله مباشرة ورجع يقبلها فوق المرة عشر وبكب قبلة تتوّرد ملامحها أكثر وتضحك : حيّ بنتي !
تعلّقت بعنقه مباشرة ، وإبتسمت سلاف : تعبتوا عمكم إنزلوا
هزت قصيد راسها بالنفي وهي تلمس ذراع عذبي وتناظر أمها بتعجّب " عنده عضلات ما يتعب " ، ضحك عذبي وهو يقبّل راسها بإفتخار : تفهمين يابوي تفهمين
جاء تركي يلي شايل الشنط خلفه : بوتركـي
إبتسم عذبي وهو ينزلهم من حضنه ، ومشى لناحية تركي وهو يضمه مباشرة : حيّ هالوجه ! ما بغيت تنورنا ياخوك
ضحك تركي وهو يضمه ، وجات قصيد من جديد لعمها عذبي وهو ترفع يديها وهز تركي راسه بالنفي : عمك بيساعدني على الشنط ، روحي مع أخوك يمسك يدك وإمشي زيه ما بيشيلك أحد
كشرت مباشرة ، وعض عذبي شفايفه وهو يناظر تركي بهمس : لا تكسر بخاطر بنتي عشان ما أكسر بخاطرك
ناظره تركي بتعجب من إنحنى عذبي يشيلها فوق أكتافه وتمسكت قصيد بدورها براسه ، مد يديه ياخذ الشنط يلي خلفه وضحك تركي : عشانها تطّلع الحلول غصب ؟
هز عذبي راسه بإيه بتأكيد : صاحي تسألني ؟
إبتسمت قصيد بغرور وهي تلوّح بإيدها لأخوها وأمها ، وميّلت شفايفها من توجه أبوها لأمها وتلاحظ إيده يلي صارت خلف ظهرها وقربه منها كانه يهمس لها بسر ، عرفت نظرات أمها وإن ودها تقول له " لا " وتمنعه لكن
_


بارت : 37

-

لكن ما قدرت والباقي إنها تعرف الموضوع بس ، وش الشيء المُستعجل يلي ترك أبوها يهمس لأمها بهالشكل وضاع تفكيرها كله من لمحت عيال عمها عذبي " تركي ، وأخوه الأصغر منه فهد " وإبتسمت تنزل من على كتف عمها وتتوجه معاهم يسبقون أهاليهم للسيارة ، إختارت المكان بجنب تركي ولد عمها هالمرة وعن يمينها فهد ثم أخوها ثم أمها ، وقدام أبوها وعمها عذبي يلي يسوق السيارة متوجهين لبيته ، بيته المليان بعمامها مثل ما حكت لها أمها بالطيارة إنها بتلاقيهم كلهم وأخيراً مو متفرقين ..
نزل تركي ولد عمها أولهم من السيارة وهو يمد لها إيده ، وإبتسمت وهي تنزل معاه وتمشي قبلهم كلهم وضحك تركي أبوها بخفيف : يمون السميّ يمون
إبتسمت سلاف وهي تتأملهم ، تركي ولد عذبي أصغر من عذبي بأقل من سنة ، وفهد أصغر من قصيد بشهور ..
قصيد يلي وقت قربت من الباب توقفّت عنده ، وصار تركي خلفها ياخذ منها شنطتها من نزلتها ورجعت تمسك إيده وهو يمسك شنطتها بإيده الأخرى .
توجهت للداخل وصابها قليل الإرتباك أو كثيره بالأصح من لمحت آل نائل كلهم ورغم إنها تعرفهم من الصور ومن ذكر أبوها وأمها لهم إلا إنها إرتبكت ، إرتبكت لأن مو الكل قد زارهم بـ لندن وما تعرف منهم أشخاص كثير ، شدت قصيد على إيد تركي يلي بجنبها من كان بيمشي ويعرفها عليهم برفض ولف لناحيتها : ما تبين تسلمين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظره لثواني وسطّرت رغبتها بإنها تبي أمها بس ، كانت ثواني بسيطة لحد ما دخلت أمها وتعالى الصراخ بالمكان والحب والأحضان العجيبة بينهم وحتى أخوها عذبي كان يلقى كثير السلام منهم والأحضان ويبتسم لهم ويقبّلهم ما يكتفي لكن هي كانت بزاوية بعيدة عنهم تتعلق بإيد تركي ولد عمها ومن نظراتها تهدد أي شخص يقرب لها بإنها بتبكي وما بتوقف بكي ، حست بنفسها ترتفع عن الأرض وقبل ما تطلق أبسط دمعة منها حاوطت عنقه مباشرة من كان عمها عذبي يلي ضحك بدوره : أفا بنتي تبكي ؟ عندي لك شيء
سكتت مباشرة وملامحها تميل للإحمرار ، وضحك عذبي وهو يتوجه لغرفة فيها كل لعبة قد قالت إنها تبيها وأهمهم ، دبدوب أكبر منها بمرات كثيرة تذكر موقفه حق التذكّر ، كان عمها عذبي يكلمهم فيديو وهو بالمحل وأعجبها بشكل غير عادي لكنه ما قال لها بيجيبه ولا شيء ، قبّلت خده مباشرة وإبتسم عذبي وهو ينزلها من جو عياله وأخوها عذبي وباقي صغار آل نائل : إلعبوا هنا
طلع عذبي الكبير من عندهم وهو يمشي لجهة تركي يلي يحاكي بجواله : على وين إن شاء الله
إبتسم تركي بخفيف وهو يفرك حواجبه : بروح الرياض
هز عذبي راسه بالنفي بذهول : تستهبل توك جيت إنت !
_



38

-
هز راسه بإيه : ماهو الحين ، ما لقيت رحلة إلا الفجر وإن شاء الله يومين وأرجع عندكم
ما تكلم عذبي لأنه يدري بيمشي لآل سليمان وكثيرة جيّاته حتى من لندن عشانهم ، كان معاهم دائماً بالحلوة والمرّة : بخير هم؟
هز تركي راسه بإيه : بخير الحمدلله كلهم
إبتسم عذبي ، ولف تركي أنظاره تجاه بيت عذبي وإبتسم وهو يشوف أطفالهم كلهم وكان أول طفل لآل نائل هو عذبي ولده سمي عذبي الكبير ، والحين كلهم صار عندهم أطفال وكلهم بأعمار متقاربة بشكل يزيد بهجة إجتماعاتهم ..
_
« الفجـر »
ما وقفت دموعها وهي تناظر أبوها يلي يحاول يرضيها بشتى الطرق وإنه لازم يمشي وهي تبقى بالكويت عند عمامها وأمها لكن كان منها شديد الرفض ، بكت لحد ما إحمرّت كل ملامحها ولحد ما إعتلت شهقاتها وهو ماله قلب يتركها على هالبكي : يابابا يومين وبرجع ياعيني
هزت راسها بالنفي برفض " تاخذني معاك " ..
تعدلت أمها : تجلسين هنا معانا ، عند عمو عذبي وعند أخوك والباقين
هزت راسها بالنفي ، وعضّ تركي شفايفه وهو يناظرها وتنهدت سلاف : بابا يروح دوام ويرجع فين بتجلسين هناك ؟
تركت يدين أبوها وهي تخرج من الغرفة ركض ، وعضّ شفايفه وهو يطلع خلفها : جهزي أغراضها
طلع من الغرفة وهو يناديها ، وتنهّدت سلاف لأن على أساس بيمشي أبوها وهي نايمة لكنها صحيت وكانت صدمتها لا تُصدقّ من شافت شنطته وإنه بيمشي ومن وقت فتحت عيونها للان ما وقفت بكي ولا خفّت صدمتها كأنه بيهرب مو يومين ويرجع ..
دخل تركي وهو شايلها على كتفه ، وتنهّدت سلاف : راضيها بشيء ثاني تعب عليكم !
هز راسه بالنفي وهو يمسح دموعها بإيده : صدمتها مرة ما بصدمها مرتين ، ما بطوّل أنا بكل الأحوال لبسيها
هزت قصيد راسها بالنفي وهي تناظر أبوها يلي تنهّد من أعماقه لأنها فجعته بشكل ما يصدق ببكاها وإنها كانت نايمة لكن من كثر خوفها إنه بيمشي صارت ترجف : لا عاد تبكين كذا وخفّي علي تكفين
نزلها عالأرض وهو يلبسها ، وجهزت لها سلاف شنطتها وهي تمدها لتركي ومن ملامحها يبيّن عليها عدم الرضا إنها بتروح للرياض معاه لوحدها وهي رفضت آل نائل كلهم فكيف بيقدر أبوها يكمّل أشغاله ويقنعها تبقى مع غيره ، همس لها تركي : إنتِ لا تشيلين هم
هزت راسها بزين وهي تناظرها : تتركيني؟
هزت راسها بإيه وهي تحاوط عنق أبوها ، وإبتسم تركي وهي شدّت أعصابه من بكاها وإنحنى يقبّل سلاف : نامي
لفت بالمثل تقبّل خد أمها ، وطلع تركي وهو شايلها وشنطته بإيده الأخرى : متأكدة ؟
هزت راسها بإيه من تركها بمكانها وهو يربط عليها الحزام ، وتوجه لمكانه يسوق وأنظاره عليها ينتظر منها أدنى تردد لجل يرجعها عند أمها لكن ماكان ..
_




-

تراقص فُستانها بنشوة فرح حولها من ركضها ودورانها بوسط الشارع يلي كان خالي قبل لحظات لكنّه صار يمتلي بالموظفين يلي إنتهى دوامهم بهالوقت من الليّل . تلّون الشارع الفارغ بثيابهم البيضاء والرسمية يلي تناسب هيئة عملهم وصابته البهجة من إبتساماتهم المستمرة وتحيّاتهم لها بكل وقت تمر فيه من جنبهم ، تلوح لهم ويردّون لها ، يبعدون المسافة لجلها ولجل تركض بحُرية بينهم حتى لو تخترق صفوفهم ويترك فستانها الأسود إختلافه وسط أبيض ثيابهم رغم فرق الأحجام والأعمار بينهم لكنها تختلف ، كثير تختلف ..
إبتسمت وهي تضرب البُحيرات الصغيرة يلي خلّفها المطر بأقدامها وتضحك ، تصدح ضحكاتها بعد إنتصارها العظيم على كل شيء بحياة أبوها وإنها حست بشعور الأولوية أكثر وأكثر حتى على دوامه .
إبتسمت تتأمل البرق يلي سطع بالسماء وتشكّلت عروقه تلون ظلام الجو ومن ضرب الرعد يهز سماهم بشكل مُهيب ويعلن رجوع تساقط المطر بغزارة أكثر وأكثر ، المفروض تخاف منه لكنها إبتسمت بحُب بعيد عن الخوف للبرق وعروقه .
كان بزاوية أخرى يحمل مظلته بإيده ، وبجنبه أبوه يلي يحاكي بجواله وبإيده مظلة بعد وكانت دقايق بسيطة لحد ما إنتبه على تركي يلي طلع ركض من المبنى وما كان صعب التنبؤ بأسباب ركضه من لمح بنت صغيرة تركض بإتجاه الخط لأن مظلتها طارت من إيدها ، ركض مباشرة وهو يمنعها تبعد أكثر بوقوفه جنبها ومن إيده يلي مسكت ذراعها ترد خُطاها عن آخر بحيرة صغيرة شكّلها المطر على حافة الطريق : إنتبهي !
كانت بتتعثر لأنها مندفعة للأمام ووقت مسكها رجّع خطاها للخلف ، سكنت من إنقطاع قطرات المطر من الإنسياب على ملامحها وزادت وجنتها إحمرار من برودة الجو ومن رفعت أنظارها للمظلّة يلي صارت هي سماها ، لفّت أنظارها له لكنّها ما تعرفه ، ما تميّزه ولا تميّز ثوبه الأسود ولا حتى إيده يلي إمتّدت تفتح راحة إيدها وتترك المظلة بداخلها وتأشر لها على أبوها : إرجعي لأبوك ..
ناظرته لثواني ، وإبتسمت رغم إستغرابها تسأله من يكون : who are you ؟
ما كان منه الجواب لكنّها سمعت صوت يناديه بـ
" ذيّـاب " وتوجهت بدورها لأبوها تخضّع حروفها بالعربية وتسأله عنه من يكون وعيونها تدوّره ، ما إستوعب لوهلة وهو يعضّ شفايفه لأنها غابت عن عينه بلحظة وحدة : لا تبعدين عني مرة ثانية !
رجعت تسأل من جديد وتحاول تشدّ إنتباهه لسؤالها من يكون ذيّاب ، إلتفت بإستغراب وإستيعاب وهو يدور بعينه مثلها ، ويشد على إيدها الصغيرة يلي دخلت بكفّـه لجل تتدفى : ذيّاب ؟
هزت راسها بإيه وهي تمشي مع أبوها يلي لمحهم
_



: 40

-

ووقفت خُطاها بجنبه من وقف أمامهم ، رفعت أنظارها له بإستغراب منهم ومن سلامهم الحار لأبوها يلي إبتسم ينهي إستغرابها : هذا عمّك حاكم وهالشيخ ولده ذيّاب ..
إبتسم حاكم وهو يصافحه بحُب : حيّ محامينا ، ما تسيّر علينا قلنا حنا نجي ونشوف أخبارك وعلومك وجديدك !
ضحك تركي : وتسيّر بهالبروق والرعود وهالبرد ؟ ما تعرف الأوقات الزينة للحين ما يليق فيك !
إبتسم حاكم وهو يهز راسه بالنفي : إنت قلت راجع من الكويت الفجر والحين صار آخر الليل ما شفناك !
ضحك وهو يهز راسه بإيه : طلع لي كم شيء مستعجل بكم قضية ماسكها وجيت أحلها وإلا النية كانت من العصر عندكم بس طالت الأشغال ، جاي تتطمن ؟
هز حاكم راسه بإيه وهو يشوف ساعته : ما جيت تحلّها إنت جيت تنام بالمكتب ، بنت الشـاعر
إبتسمت قصيد بغرور وهي تعدل فُستانها بأدب ، وتحوّل نظراتها العبيطة الشغوفة يلي كانت على ذياب من أول لنظرات تمتلي بالأدب والإحترام ، والخجل الشديد تجاه أبوه ويلي رسم بسمة بثغرها تكفّي عن كل الحروف من إنحنى يقبّل ظهر كفها البارد وضحك حاكم من توّردت ملامحها ومن قربّت تمسك ثوب أبوها تداري خجلها وراه وتحوّلت نظراتها لذياب الهادي ويلي ما يناظرها أبداً ، إبتسم حاكم من لمعة عيونها تجاه ذياب : وراك جايب البنت معاك بهالجو !!
إبتسم تركي وهو يحاوط كتفها : هي تبي وأنا ما أقول لا
إبتسم حاكم وهو يشوفها تضم إيد أبوها : بس برد ياخوك ! إلا إن قلت هي متعودة على أجواء لندن وبردها مالنا حق نتكلم !
إبتسمت بخجل مباشر وهي تشد على ثوب أبوها يلي ضحك ، وإبتسم حاكم وهم يمشون لناحية مواقف السيارات الداخلية : تعال بيني وبينك موضوع
رفع تركي حواجبه وهو يتقدم بجنب حاكم ، ووقف ذيّاب بجنب قصيد وهو يقفل المظلة بإيده الأخرى لكن سكنت ملامحه من حس بإيدها الصغيرة تتسلل لإيده ، ما ضمّ إيدها لكنها تمسّكت بإيده وهي تناظر أبوها يلي تتحرك أكتافه بتعجّب واضح ويجمعه مع حاكم نقاش واضحه أهميته من أبوها يلي فتح جواله مباشرة ومن كلامه يلي تعرف إن كله عن شغله ، ما تكلمت نهائياً وهي تكمّل طريقها ، تمسح إيدها الصغيرة على فستانها وملامحها وإيدها الأخرى بكفّ الشخص يلي بجنبها ، لف حاكم من صوت الفرامل المرعب يلي بالخارج وبالمثل تركي يلي توجّهت أنظاره لقصيد وذياب وتنهدّ حاكم من إختفى الصوت يلي يبيّن إنه شخص يستعبط مع المطر : الله يهدي هالجيل
هز تركي راسه بإيه وهو يلمح إحمرار ملامح ذيّاب من قصيد يلي تمسكت فيه وإنه هو بالمثل شد عليها من الصوت وقوته : آمين الله يهديهم
توجهت قصيد لأبوها يلي مد لها إيده ، وإبتسم يناظر حاكم لثواني بسيطة وهو يـ
_


: 41

-

يشوف ذياب مشى لناحيته ، ركبت سيارة أبوها وهي تسكر الباب خلفها ومباشرة أخذت فروته يلي على كرسي المعاون تتدفى فيها وإبتسمت تتعدى لمقعد أبوها ، تفتح شباكه لجل توضح الرؤية عندها أكثر ولجل يشوفونها هم أكثر وإبتسم أبوها من منظرها وبالمثل حاكم يلي ضحك وهو يمشي لسيارته : الله يحفظها لك ياتركي !
إبتسمت قصيد وهي تلوّح له بالوداع وكانت صدمة لذيّاب من رفع أبوه يده يلوح لها بالمثل ، تعلّقت عيونه المذهولة بقصيد يحاول يفهم كيف كسرت صلابة أبوه وإكتفائه الدائم بالتبسم لكل المواقف وتركته يلوّح لها بإيده ، قبل لا يدخل أبوه سيارته كان من قصيد سؤال لأبوها " متى نرجع الكويت عند ماما ؟ " وتغيرت ملامح حاكم من إستوعب : بس إنت وقصيد بالرياض ؟
هز تركي راسه بإيه وقبل لا يقول كلمة زيادة نطق حاكم : بتجون تجلسون عندنا ولا أقبل منك لا ! ما هقيتها
ضحك تركي وهو يناظره : جالسين ببيتنا حنّا ماهو بالشارع وش ماهقيتها مني ، نجيكم باكر إن شاء الله لا صحينا الحين حنّا على بيتنا وإنتم على بيتكم
هز حاكم راسه بالنفي : بتجي معي من الحين وإلا أخذت مفتاحك وإنت حر كيف ترجع وقتها !
هز تركي راسه بالنفي وهو يلف أنظاره لقصيد : بوذيّاب باكر من أول ما نصحى تلاقينا يمك لكن الحين الوقـ
قاطعه حاكم بهدوء : ما تتحجج بالأوقات وهو بيتي ياتركي ، لا تطولها حنّا بنسبقك الحين وننتظرك
لف تركي أنظاره لقصيد يلي تتأملهم ، وإبتسمت لأبوها وهي ترجع مكانها من فعلاً توجهوا لبيتهم يبدل لها ملابسها المبلولة ويجهز أغراضها ويتوجهون لبيت حاكم.
_
« بيـت حـاكم »
توجه حاكم للأعلى ، لغرفة ذياب يلي يبدل ملابسه : مرّ أمك بالمطبخ بتعطيك كم شيء ثم إجلس بالمجلس
هز راسه بزين ، وناظره أبوه لثواني : أخوانك نايمين لو تبي تنام لا تنزل وتلاقونهم باكر إن شاء الله
عدل ثوبه الأبيض وهو يهز راسه بالنفي ، وتوجه حاكم لغرفتهم ونزل ذياب للأسفل لأمه يلي إبتسمت : شفتها ؟
ناظرها لثواني ، وسكّرت ملاذ باب الثلاجة : قصيد !
هز راسه بإيه ، وقبل لا تقول أمه كلمة : بشوف المجلس
توجه للمجلس ، وإبتسمت ملاذ وهي تجهز قهوتهم ولقصيد شيء دافي تشربه ، كانت دقائق بسيطة لحد ما جاء تركي وهي وإبتسم حاكم يلي كان نازل الدرج :
حيّ المحامي ، نوّرت الدار
إبتسم تركي وهو يناظره : هالمرة عشان ما تزعل بس
ناظر حاكم بقصيد وهو يمشي لناحيتها لأن ملاذ طلبته يجيبها له : بنت الشاعر ، تجين معي ؟
مسكت إيد أبوها لثواني بتردد ، وإنحنى حاكم لجل يشوفها من خلف ثوب أبوها ويمد يده لها وبالفعل كانت ثواني حيرة بعقلها لـ
_



: 42

-

لحد ما مدت يدها له لكنه شالها فوق كتفه : ذيّاب ود عمك المجلس ، حنّا نجيكم بعدين
توجه حاكم للداخل وهو يناظر ملاذ يلي شهقت من شافتها ، عضّت شفايفها وهي تمد يديها لها : يا أهلاً !
إبتسم حاكم من مدت قصيد يدها بالمثل لملاذ تتوجه لحضنها بدل حضنه ، قبّلتها ملاذ على خدها وتوّردت ملامح قصيد بخجل وإبتسمت ملاذ : تجلسين عندي وعمك يروح للمجلس عندهم ؟ ماما قالتلي تحبين الهوت شوكلت وسويت لك واحد أنا !
إبتسمت مباشرة وهي تسألها تعرف أمها أو لا ، وإبتسم حاكم من لُغتها ولهجتها وبدل لا تحاول ملاذ إنها تحاورها بالعربي وتثبّته بلسانها ويصير لها تأثير عليها ، كان تأثير قصيد على ملاذ أكثر وقررت تحاورها بنفس طريقتها ومصطلحاتها ، رجع حاكم للمجلس ، وبقيت قصيد عند ملاذ تسولف لها ، وتلعب معاها لحد ما همست لها بخجل إنها إنبسطت معاها لكن تبي أبوها ..
أشّرت لها ملاذ عالمجلس وهي تقبل خدها وتحاول معاها تنام عندهم وبغرفة ورد لكن كان منها الرفض وإنها ما تعرف بدون أبوها ، إبتسمت وهي تقبّلها : هناك بابا
مشيت قصيد للمجلس وهي ترفع شعرها ، ووقفت عند بابه من سواليفهم وإرتياح أبوها يلي متكي ويسولف مع حاكم وذياب وبجنبه فنجال قهوته ، مشيت على أقل من مهلها تجاهه وهي تجلس بجنبه وإبتسم تركي وهو يبعد إيدها عن شفايفها ويلمح خجلها : حيّ بنتي !
إبتسم حاكم وهو يهز راسه بالنفي : هالدلع ماهو عندنا باكر تنامين عند ورد زين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تلف أنظارها لأبوها يلي يبتسم لها ، وضحك من نظراتها يلي تبيّن إنها تبي النوم ولا غير النوم لكنها تقاوم : تنامين خلاص ؟
هزت راسها بالنفي وهي تعدل مكانها لفوق صدر أبوها ، وقام ذياب ياخذ شماغ أبوها يلي بجنبه ويتركه عليها ويرجع لمكانه ، إبتسم حاكم وهو يشوف نظراتها وإيدها يلي على شفايفها وهدوئها فوق صدر أبوها : الله يديمك لها ويديمها لك ياتركي لو ما كنت نعم الأبو ما تركت الكويت وكل أهلكم وجات معاك ، ما كان تركت كل هالوسع بالأرض وإختارت صدرك ..
إبتسم تركي وهو يناظر قصيد يلي بحضنه ، ثم حاكم : اللّه يقدرنا ياخوك ، الله يقدّرنا وإلا وش عندنا أغلى ؟
هز حاكم راسه بإيه بموافقة وهو يتأمل قصيد يلي نظراتها تبين إنها مو معاهم بعالمهم وفعلياً على وجه نوم لكنها تتأمل بذياب يلي قدامها ببطيء الرمش لحد ما غفت تماماً وما رمش ذياب ولا مرة وحدة لحد ما نطق أبوه ، إبتسم حاكم وهو يناظر تركي : نهيّان يوم يقول لي ، من شدتك ياحاكم مدري من بيجرّب يقولك أبي بنتك لا كبرت والحين أقولك إنت على هالتعامل وهالدلع من بيرضيها لا كبرت ؟ مهما يسوون قليل عندك
_




-

شتت ذياب أنظاره لناحية أبوه وعمه تركي ، وسأل تركي : نهيّان بخير ؟ بالرياض ؟
هز حاكم راسه بإيه : بخير ويسلم عليك اليوم رجع الرياض وإلا هو دايم بمخيماته ، ما درى إنك عندي وإلا تلاقيه قدامنا كلنا يستقبلك ويستقبلها ..
إبتسم تركي بخفيف : نروح له حنّا الفجر نصلي بمسجده
هز راسه بإيه وهو يناظر ساعته : تم ، نام إنت الحين
وقف تركي وهو يشيل قصيد بحضنه يعدلها بمكانها ، إنحنى يقبّل خدها بخفوت ويقوم يسكر الأنوار ويرجع يتمدد جنبها لأنه متأكد بتصحى ووقت تصحى لازم يكون قريب منها لجل ما تخاف أو ترتعب ..
توجه ذياب لغرفته وهو يبدل ملابسه وكانت ثواني بسيطة لحد ما دخلت أمه يلي تبتسم بخفوت وتركته يبتسم غصب عنه لأنها مليانة فضول وتبي تسولف له ، تمدد عالسرير وهو يتكي بظهره ، وجلست ملاذ جنبه : حكيّني يلا
هز راسه بالنفي وهو يتأمل باطن يده : وش أقول لك ؟
ميّلت شفايفها وهي تناظره بهمس : وش شفت اليوم
ناظر أمه لثواني وهو يلف أنظاره للساعة : بنام عشان الصلاة ، وبنمشي لنهيان والخيام من جديد العصر
ما قبلت ملاذ كلامه ومراوغاته ، ورفع عيونه لها وإبتسمت : بتركك اليوم بس ، بعدين لا تحاول
إبتسم وهو يعدل جلسته ، ويقبّل خدها يرضيها وإبتسمت وهي تحاول تبين إنها ما رضيت لكنه ضحك وهو يتمدد فقط وعضّت شفايفها بهمس غاضب : خفيفة أنا صح بس تلاقي من يخليك خفيف مستقبلاً لا تتشمت فيني !
طلعت من عنده وهي تسكر باب الغرفة والأنوار خلفها ، وكانت دقائق بسيطة لحد ما غرق بنومه من تعبـه
_
« العصـر »
عدلت فستانها لآخر مرة وهي تمسك إيد أبوها وهي تو تصحى ومافيه شخص مبسوط بنومتها بهالطول كثر أبوها ، نومها بالكويت من أقل ما يكون وصحيت على فجعة وأول ليلة لهم بالرياض كانت كل شوي تصحى لكن هالمرة ببيت حاكم نامت من آخر الليل لقبل ساعة تقريباً تعوّض كل التعب من السفر ، خرجت قبل أبوها من المجلس وسكنت ملامحها وهي تشوف قدامها بنت صغيرة ، وولد بجنبها ومو من يلي شافتهم بالأمس أبداً ..
لفت أنظارها لأبوها يلي إنحنى بيعرّفها مين بيكونون لكن جات ورد تمشي لناحيتها وتاخذ المبادرة : أنا ورد
وقف نهيان الصغير قدامها لدقائق طويلة يتأملها لحد ما مسكت ورد إيده وهي تناظر قصيد : تلعبين معانا ؟
لفت أنظارها لأبوها يلي إبتسم بتمني إنها توافق وما تصدهم وبالفعل مدت إيدها لورد تركض معاهم لغرفة الألعاب ووقف تركي: حضرة الفريق متى نمشي ؟
ناظر ساعه معصمه وهو يشوف الوقت : نمشي الحين
هز تركي راسه بزين : باخذ قصيد ونسبقكم حنّا أجل
هز حاكم راسه بتمام ، ورجع تركي للمجلس ياخذ شنطته وشنطة قصيد ويخرج يناديها : قصيد
_




-

هزت راسها بالنفي وهي تركض له تستأذنه بالبقاء معاهم رغم إن كلهم أكبر منها وحتى الفرق بينها وبين ورد سنتين وأكثر إلا إنها تبي تلعب معاهم ، طلع ذياب وهو يناظر عمه تركي : عمي أمي تقول قصيد بتجي معانا
هز راسه بزين وهو يناظرها : سولفي معاهم عربي طيب؟
هزت راسها بزين وهي ترجع ركض لعند نهيان وورد ، وطلع تركي لكنّه بقى قدام البوابة ما حرك لحد ما جاه حاكم : وراك ما حركت إنت البنت ومعانا خلاص !
هز تركي راسه بزين وهو يتعدل : بمشي قدامكم
توجه حاكم لسيارته وهو يركب بمكانه ، وبجنبه ملاذ وبالخلف ركب نهيّان يلي مد إيده لورد ووقفت قصيد عند الباب لثواني لحد ما حست بذيّاب خلفها ، لفت أنظارها له وهي تمد له إيدها لأن السيارة مرتفعة عن الأرض وإبتسمت ورد بذهول من مد لها ذياب إيده يساعدها تصعد بجنبهم ثم يركب هو بجنبها ..
إبتسمت ورد وهي تناظر قصيد : فين ماماتك ؟
إبتسمت قصيد مباشرة وهي تجاوبها " بالكويت ، عند عذبي أنا جيت مع بابا بس " وإستوعبت بعد نهاية كلامها إنها ما قالت ولا كلمة بالعربي مثل ما وصاها أبوها وهمست لنفسها بالأسف ، ضحكت ملاذ وهي تلف عليهم : ماما قصيد سولفي بالليّ تبين تمام ؟
هزت راسها بالنفي وهي تلعثمت لحد ما قدرت تنطقها : بابا يقول سولفي عربي !
مدت ملاذ إيدها لخدوها من لطافتها : بشويش علينا !! ضحك نهيّان المبسوط بشكل لا يُصدق عليها رغم إنه أكبر منها بـخمس سنوات تقريباً : حلوة حيل !
زعلت ورد منه مباشرة وهي تناظره : لا تمدح صحبتي!
لفت ورد تعطي نهيّان ظهرها ، ورغم عباطتهم المستمرة وخلافاتهم إلا إن ذياب كان ساكت ولفت قصيد تجاهه تتأمله لدقائق طويلة ، لأن ورد ونهيان مو حولها ، وحاكم وملاذ يسولفون ، وهو الساكن الوحيد بينهم ..
نزل أنظاره لها لثواني ، ومد إيده يشيلها مباشرة من رمى نهيان العلبة يلي بإيده وأخطت ورد لكنها ضربت إيد ذيّاب يلي كانت على قصيد ، عصب حاكم مباشرة : نهيّـان !
ناظرته ملاذ : بشويش تفجع البنت مو متعودة
تمتم بالإستغفار ، وضحكت ورد بإنتصار وهي تأشر لنهيان بمعنى إنه هو بيتهاوش لكن هي لا ..
لف أنظاره لناحية الشباك ، وتقدمت ورد للأمام تتكي بين مقعد أمها وأبوها ونطق حاكم : ذياب جاها شيء ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو يناظر أبوه : لا
رجع أنظاره عليها وهي باقي بحضنه ، ومدت إيدها بعد تردد لرموش عينه الطويلة بشكل وقّف وقته كله من التوتر يلي حسّه ، من قبل نومها بالأمس وهي تتأمل رموشه ووقت قربها منه الحين صارت أوضح لها وما قدرت غير تمد إيدها على أقل من مهلها تمشي بأناملها عليها ، ترفعها للأعلى وما رمش هو ولا مرة من…
_



: 45

-

من توتره لأنه ما تعود أحد يقرب رموشه غير أمه ، إحمّرت ملامحها من الخجل لأنها وسط تأملاتها كانت عينه عليها وحتى وقت كفّت ونزلت إيدها بقت عينه عليها ، إبتسمت وهي ترجع لمكانها وتتأمل بالجو ويدري ذيّاب إنها صغيرة وإن كل حركاتها عفوية لكن توتره غير طبيعي ، نزل أولهم من السيارة وكان بيسكر الباب لولا إنها قربت من ناحيته وإضطر يمد إيده مره ثانيه ينزلها ..
سكنت لوهلة وهي تشبّك يديها ولأول مرة بحياتها تكون بحُضن الصحراء فعلاً ، لأول مرة تشوف خيام بهالشكل ولأول مرة تشوف إبل بهالشكل والأهم والمهم لأول مرة تشوف صقور قدامها تحاوط مخالبها قطع الخشب وعلى رأسها قطع الجلد يلي يغطي نظرها ..
راحوا نهيّان وورد يركضون للداخل ولفت أنظارها تجاه ملاذ مباشرة من حسّت بتردد من المكان : فين بابا !
ميّلت ملاذ شفايفها بعدم معرفة وهي تدور سيارة تركي بعينها لكنها ما تعرفها من السيارات الكثيرة يلي بجنب بعض : أكيد يجي شوي ، تجين معايا ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشد على يديها وتتأمل حولها ورجعت لخلف السياره عند عمها حاكم : بابا فين
لمح حاكم الدموع بعيونها والتوتر بنبرتها وهو يشوف سيارة أبوها باقي بعيدة : جاء أبوك ياعمي جاء ، تعالي
هزت راسها بالنفي وهي تبعد عنه ، وسكر حاكم شنطة سيارته وهو ينزل أغراضهم ويناظر ذياب : إنتبه لها
مشى ذياب خلفها من إبتعدت ، ومن وقفت خطاها جنب الإبل تتأملها وتسولف له عنها ، إنها تعرف إسمهم وتعرفهم لكن تخاف منهم ، مشيت بخطواتها أكثر وطغى السرور على نظراتها من لمحت خيل باللون الأبيض وبجنبه خيل صغير باللون البني ، كانت تسأله عنهم وإن أكيد الأبيض الأم ، والبني الولد وطغى الحزن على عيونها وهي تلف لناحيته تسأله إذا الأم والولد موجودين فين أبوهم ؟ جلست تتأمل الخيل لثواني لحد ما لفت لناحيته بإستيعاب إنها تكّلمت كثير وما كان من كلامها شيء بالعربي " تفهمني ؟ " ، رفع ثوبه وهو ينحني ويتعدل لجل يصير قريب من طولها : تعرفين كلامنا ليه ما تسولفين فيه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ووقف من صوت أبوه يلي يناديه ، ويناديها معاه وأشر لها تروح مع نهيّان أخوه : روحي
هزت راسها بالنفي برفض ، وعدل ثوبه وهو ياخذ العصا يلي عالأرض لكنها تممت جملتها : تعال معي !
هز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيان وهو يمد لها إيده : تعالي معي بوديك لأبوك أنا !
هزت راسها بالنفي وهي تضم يديها وباقيه نظراتها على ذياب يلي ينتظر منها تمشي مع نهيّان لأنه قال لها تروح لكن الواضح إن عنادها أكثر وصبرها أطول منه ، نادى حاكم للمرة الثانية ورمى ذياب عصاته وهو يمشي خلفها لـ
_



: 46

-

لبيت الشعر يلي يمتلي بالرجال ، وقفت خُطاها ترجع للخلف قبل لا تدخله بالكامل وسكنت ملامحها من صارت وهي تشوف ثياب كثيرة بكل الألوان ، رجال ما تميّز ملامحهم نهائياً وتعلقت عيونها بالشخص يلي بصدر المجلس ، كانت ملامحه مُريحة بشكل مستحيل حتى وعكازه جنبه وإرتاحت مباشرة من جلس أبوها بجنب هالشخص عن يمينه ، أبوها يلي ما لمحته من البداية لأنه كان بالطرف الآخر من بيت الشعر وركضت له مباشرة من لمحته وهي تجلس بحضنه ..
إبتسم نهيّان وهو ينادي ذياب يلي كان الواضح إنه جاء لجل يتركها ويمشي : تعال ياذياب ، تعال يمي
جلس ذياب يسار جده ، ولف نهيان أنظاره لقصيد يلي بحضن أبوها ويلي تشد على إيده وسط سواليفه مع الرجال وما منع نفسه من الإبتسام وهو يوجه أنظاره لحاكم يلي توه يدخل ورد الإبتسام لجده مباشرة ، جده يلي تنتكس حالته بأوقات كثيرة وتمر عليه أوقات أكثر وهو بصحته وعافيته ما يضرّه شيء ..
جلس حاكم بجنب ذياب ، ولف نهيان وهو يعدل إيده على مركاه ويبسطها قدام قصيد يلي ناظرته لثواني بسيطة بتردد ومدت إيدها له تتركها بوسط كفه وسكنت ملامح ذياب يلي كانت أنظاره على يدها ويد جده المرتعشة ، إبتسمت قصيد بخجل وهي تلف أنظارها لنهيان يلي إبتسم من الفرق بينه وبينها ، هي توّها طفلة تنطق يديها حياة ، وهو تجاعيد يدينه تترك له رعشة ، رفع إيدها بإيده لشفايفه يقبّلها وتوردت ملامحها مباشرة لأن ما تعرف ترد على معاملته والدلال يلي تحسّه خصوصاً إنه كبير بالسن ، ناظرت أبوها بخجل وإبتسم تركي : جدك نهيّان هذا ، تاج راسنا
وقفت من على حضن أبوها وهي تعدل فستانها على مهلها ، وتقدمت لخد نهيّان تقبله لثواني ويديها على كتفه وضحك نهيان من سروره : يا بنت الشاعر ترهقينا
رجعت لمكانها بحضن تركي ، ولف نهيّان على ذياب يلي شتت أنظاره للمجلس مباشرة وما طال جلوسه من حس بنظرات جده تقرأ روحه : عن إذنكم
وقف يمشي للخارج ، وكانت ثواني بسيطة لحد ما مشوا الرجال كلهم وبقى تركي وحاكم ونهيّان يلي سأل : تركي
لف تركي لناحيته ، ولفت قصيد بالمثل وإبتسم نهيان : بتبقى بالرياض خلاص ؟
هز راسه بالنفي : للأسف لا ياطويل العمر ، عذبي وأمه بالكويت بنرجع عندهم
هز نهيان راسه بالنفي بهدوء : عذبي وأمه يرجعون الرياض بعد ، إنت بتبقى عندي تعوّضني حق السنين
هزت قصيد راسها بالنفي بصدمة : بنرجع الكويت إحنا ! عند ماما وعذبي وتركي وفهودي وعمو عذبي
ناظرها تركي بذهول ، وميّل نهيان شفايفه بعدم إعجاب وهو يسأل تركي : فهودي وتركي ؟ عيال عذبي ؟
هز تركي راسه بإيه : عيال عمها عذبي إيه ، تبيهم الظاهر
هز نهيّان راسه بالنفي بتشديد : ..
_


: 47

-

هز نهيّان راسه بالنفي بتشديد : بنتنا إنتِ ومقعدك عندنا ، تكفيّك لندن وتكفيّك الكويت
ناظرته وهي تزم شفايفها وتوسّعت عيونها بذهول رغم إنها ما تفهم أغلب كلامه إلا إن من تعابيره وإشارة يده الشديدة يبين إنها بتجلس هنا ما بتمشي مكان وضحك تركي وهو يغطي عيونها لأنها بتعلن الخصام على نهيان وقد أعلنته أساساً من نظراتها المتوسعة : سمي بالله وروحي معاهم
قامت وهي تصد عن نهيان ، وضحك حاكم من زعلها اللطيف : نهيّان خذ بخاطرها قبل تطلع
إبتسم بخفوت : باكر تدري إني على حق
مشيت للخارج وتطمّن تركي من شاف ورد ونهيان الصغير حولها ، وإبتسم حاكم : لا تخاف ما يروحون بعيد ينتبهون لبعض
هز نهيان راسه بإيه : بتبقى عندي سمعتني؟
أشّر على خشمه وهو يناظر نهيان يلي أخذت السنين منه كثير : على خشمي ، بس أرجّع قصيد لأمها
هز راسه بالنفي وهو يمد إيده لجل يوقف، فز حاكم وبالمثل تركي يلي مسك إيده الأخرى يوقفونه وهز راسه بالنفي : هات عكازي !
حاكم : ما تحتاجه الحين حنّا يمك !
ناظره نهيان يبين إنه ما يبي نقاش ، ومد تركي عكاز نهيّان يثبته بإيده وكانت خطوات بطيئه منه لحد ما طلع يبتعد عن بيت الشعر ، تنهّد تركي وهو يمسح على جبينه وبالمثل حاكم وهم يخرجون خلفه ويراقبون خطواته من إبتعد عن الخيام ونطق تركي : ما بتلحقـه ؟
هز حاكم راسه بالنفي بتنهيدة : يعصّب حيل ولا ودي يشد أعصابه الحين
هز تركي راسه بزين وهو يتكي للخلف وفعلاً يوضح على نهيّان إنه ما عاده مثل أول يساير أو يناقش ، رن جواله بجيبه وهو يرفعه ونادى على قصيد من كان أخوها عذبي : قصيـد
ركضت بإتجاه أبوها وإبتسمت بحب وهي تلوح لعذبي يلي أمامها " هاي ! إشتقت لك ! "
إبتسم عذبي وهو يلوح لها بالمثل " كلنا إشتقنا لك ! تعالي عندنا بنجلس بالكويت إحنا ما بنجي "
طقّت أعصاب تركي وهو ينزل أنظاره لعذبي : تكلّم عدل
تعدّل عذبي بكلامه وهو ما إنتبه إنه ما نطق بكلمة عربية ، وضحك حاكم : هدي يابوعذبي ، خلهم يهرجون براحتهم سنين الغربة ماهي هينة عليهم مصيرهم يتعودون على حكينا ! أبوهم شاعر وهم يحبّونه ما بياخذون درب غير دربه .
تنهّد تركي وهو شايل هم نهيّان يلي راح يمشي بعيد ، ونطق ذياب بهدوء : بروح أشوف جدي
هز حاكم راسه بزين وأخذ ذياب فروة جده وعصاته ولف أنظاره لأخوه وهو كان بيناديه لكن سكت من شاف إنه يفتح علبة المويا لقصيد يلي إبتسمت تجلس عالكرسي يلي خلفها وإنحنى نهيّان على ركبه يأشر لها على خده : بوسيني !
علّق وجه حاكم يلي خلفهم وبالمثل تركي وهو يشوف ملامحها الخجولة وإبتسامتها العبيطة لنهيان ، وسكنت ملامح ذياب يلي تعدل يمشي بعيد عنهم و
_



بارت : 48
'
-
'
ويتوجه للمكان المتأكد إنه بيلاقي جده عنده وبالفعل ، كان واقف بهدوء يتأمل غروب الشمس ويجمّع يديه على عكازه ، توجه لناحيته وهو يترك الفروة على أكتافه وعرف نهيّان إنه حفيده ذياب وبالفعل تقدم جنبه وهو يناظره ، كان لابس فروته بالمثل ويلف شماغه على راسه ومد نهيان إيده له لكن رجعها يمه من لمح ملامحه الهادئه فوق اللزوم : من سرق نظرتك ؟
ناظر جده وهو يبتسم : إنت وغيبتك ، ليه ماشي عنّا !
حسّ نهيان إنه يخبي شيء وراء إبتسامته ، ومد إيده له وهو يراوغه بالمثل : بقعـد
نزل ذياب فروته على أكتافه لكن نهيان هز راسه بالنفي من عرف إنه بيفرشها له : على التراب ياذياب ، مدّ لي
مد ذياب يده وهو يساعد جده بالجلوس ، وتكى نهيان عكازه على ركبته وهو يتأمل المدى الخالي أمامه ويوصله صوت أحفاده وعياله وهرجهم ، ضحكاتهم ، سرورهم وناظر المدى لثواني بسيطة لحد ما نطق بهمس : تذكر يوم قلت لك ، تمرّ السنين مر الثواني ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان بهدوء : مرّت ، مرّت وصار الفرق بينك وبين بنت الشاعر ٩ سنين ..
ناظره ذيّاب بإستغراب وش جاب طاري قصيد الحين ، وكمّل نهيان بهدوء : إنت أخذت كل شيء ودي إنك تاخذه يا ذيّاب ، ذكرتني بالبر وعشنا به جميع لكن لا تهمل الدنيا ثم تلاقيها تهملك ، إلتزم العدل بين البر ، والرياض ، وبين باقي المُدن ياذياب ..
ضحك وهو يحاوط باطن إيده ويناظر جده : وش لي غاية بغير هالبر والرياض ؟
إبتسم نهيان وهو يرفع أكتافه : ما تدري السنين وش تمسك لك بين شهورها ، يمكن غايتك تصير بآخر أرض وإن صارت ، لا توقّف ملاحقها ياذيّاب سمعتني ؟
ضحك وهو يشتت أنظاره ، وإبتسم نهيّان بتنهيدة وهو يتأمل لوقت طويل وأخذ كفايته من التأمل من دخل وقت المغرب وسمع صوت الأذان يوصله من خيامه وبصدى أصوات عياله : صلينا ..
وقف ذياب بجنب جده وهو كان بيساعده لكن سكنت ملامحه من عرف إنهم بيصلون هنا ما بيرجعون للخيام ، وقف بجنبه يصلي معاه ، ويسّلم بجنبه من إنتهوا من صلاتهم ومن تنهّد نهيان من أعماق قلبه ورجع يناظر ذياب ويبتسم : لا تضيّع من حكايتك شيء يا ذياب
ناظره بتساؤل وهو يبتسم : ووش حكايتي ؟
رفع نهيّان أكتافه بعدم معرفة : إنت بحكايتك الحين
هز راسه بالنفي وهو بجوفه حكي وده يقوله ، عن كلمة قالتها أمه مرة عن إنه بيعيش " بدون قيد أبوك " وإكتشف هو إن مهما صار له من شخصية ومن وجود ، هو كل كيانه إنه ولد الفريق حاكم آل سليمان فقط ولا له حق بأي شيء آخر ، يفتخر بكونه ولده أكثر من كل إفتخار بالأرض لكن يرهقه هالشيء كونه يلغي وجوده ..
جلس بجنب نهيان وهو يمرر عصاته عالأرض ، وإبتسم نهيّان وهو يـ
_



49

-

وهو يحمد الله ويشكره ويوقف بجنب حفيده يلي يساعده ، ويلي أخذ عكازه يسنده وهمس له : بتعيش ؟
ناظره ذياب لثواني ، وشد نهيّان على إيده بهمس : تاخذ حق الحياة مثل ما أخذه أبوك من قبلك
_
دخل نهيّان لناحية رجال آل سليمان يلي جالسين قدام بيت الشعر وينعكس ضو النار يلي وسطهم على ملامحهم ، لف أنظاره يدور ذياب بعيونه لكنه ما لقاه وجلس بمساعدة من عياله وهو يناظر حوله وناظر نهيّان الصغير يلي جنب أبوه بإستغراب إنه ما يلعب ويحارش أحد مثل عادته : نهيّان ؟ وش تسوي هنا
رفع أنظاره لجده بتنهيدة لأن قصيد رفضته أول وحتى ما قبّلته تشرح له إنها ما تقبّل إلا أبوها وأخوها عذبي وعمها وتعدد له الناس يلي تقبلهم لكن هو مو من ضمنهم نهائياً : ما يبوني معاهم ياجدي !
ضحك تركي : إلعب معاهم ما يقولون لك شيء يانهيان
هز حاكم راسه بإيه وهو يشد على عنق نهيان من الخلف : ولا تصير مثل صاحبنا الأولّي الله يخلف عليه
رفع عمه عناد عيونه عن فنجاله وهو يناظره ويدري إن حاكم يشبّه نهيان الصغير عليه الحين وإنه ما يوفّر : كبرنا وأنا عمّك توبنا ، تقول لي وينها بنتك ياتركي ؟
إبتسم تركي من جات قصيد صوبه : الشيخة عند ذكرها
تعدتهم جميعاً وهي تتوجه لأبوها ، وضحك حاكم من ملامح عناد يلي تقّلبت : توّبت إنت يا عناد لا تنسى
وقف عناد وهو يشد فروته عليه ، وتخطى أخوانه وهو يمشي لناحية تركي : حضرة الشاعر ، هي صغيرة وأنا شايب مسكين لا تغار ولو إنه واضح على ملامحك
ضحك تركي وهو يناظر قصيد يلي بحضنه وتناظر عناد ، وأشّر لها عناد على خده وسرعان ما شهق نهيّان الصغير من قبّلته : قبل شوي ترديني تقولين ما أبوس أحد !
ضحك عناد وهو يلف ناحية نهيّان ولد حاكم : تعلّم تعلّم دامك ماشي على خطاي ، الخبرة تجي بالسنين ..
جلس ذياب بجنب أبوه من الجهة الأخرى وهو كان شاهد الموقف كله ونطق نهيان بتذكير لتركي : ما بتمشي ياتركي وأهلكم صار الوقت يرجعون للرياض ..
إبتسم تركي وهو يهز راسه بإيه : ما بمشي أنا عندك ، قصيد جاها عمّها يبونها هناك وبتروح معاه
تمتم نهيّان بالإستغفار وكانت ساعات بسيطة لحد ما فعلاً جاء عذبي يلي معاه تركي ولده ، يسلم عليهم ويجلس معاهم وشد نهيّان بإيده على إيد عذبي بهمس : ما تصبر عنه الله يحفظك ؟
ضحك عذبي وهو يهز راسه بالنفي : ما أصبر عن بنتي
جلس بجنب تركي ولد عمه ، وجات قصيد بحضنه وسط صدمتهم كلهم لأنها ما تتقبلهم ولا تجلس بحضن أحد غير أبوها والحين بحضن عذبي الكبير يلي حاوطها ، إبتسم تركي ولده وهو يناظرها : تردين الكويت معاي ؟
هزت راسها بإيه وهي تنزل عن حضن أبوه من مد لها إيده ومشيت تلعب معاه بعيد
_


: 50

-

ولف نهيّان أنظاره لهم وهو يبتسم : الله يحفظهم ..
إبتسم تركي وهو يناظرها تلعب مع سميّه ، وإنضمت لهم ورد وإنضمّ لهم نهيان وباقي أحفاد آل سليمان ، ساد الصمت للحظات وكلٍ منهم يراقب سنينه بعياله ، حاكم أكثرهم وهو يناظر ذياب يلي يتأمل باطن إيده بجنبه وتنهّد نهيان : يامرور السنين ياحاكم
كان نهيان يدري بخافي حاكم ، وخافي ذياب يلي بجنبه إن حاكم يشوف نفسه بذيّاب ، وذياب يدّور نفسه بين الصحاري وحكي نهيّان ينتظر حكايته ويبي يفهمها ..
وقف عذبي يودعهم ، وإبتسم تركي وهو ينحني لقصيد : ودعي جدك ، قولي له نتلاقى بإذنه
عدلت نفسها وهي تمشي لناحيته ، وإبتسم نهيان وظهره ما يطاوعه ينحني لها : ذياب
سكنت ملامح ذياب وهو يناظر جده يلي كمّل : إرفعها لي
إنحنى يشيلها من ناظرته وهو يقربها من جده يلي قبّل خدها يهمس لها : لا تسرقك الكويت منّا ، هنا مكانك
إبتسمت بخجل وهي تقبّل نهيان بالمثل ، ونزلها ذياب عالأرض وإبتسمت له بخفيف وهي تركض لناحية تركي ولد عمها تمسك إيده وتلوح لهم ، ضمّت أبوها لدقائق طويلة وهز راسه بالنفي من كانت على وجه بكي وهو يبادرها بالحكي : بجي عندكم أنا
هزت راسها بزين وقبّلها تركي فوق الخمس مرات ك وهو يبتسم لها من إستعبطت وهي تأشر على أنفها : باقي هنا !
قبّل أنفها وضحكت بغرور من قبّل يديها وهي تضمه ، تقبّل خده وتمشي مع عمها عذبي وكل هالموقف كان تحت أنظار حاكم ، نهيّان ، وذياب ..
_
« الكـويت »
كانت تدورّه بين أرفف المكتبة وتعبت وهي تدور عليه لكن ماله أثر ، عضّت شفايفها وهي تناديه : عذبي!
ما كان منه رد وإبتسمت وهي تشوفه متكي على أحد الجدران وبإيده كتاب والواضح إنه من إنسجامه نسى إنها معاه بالمكتبة ، مشيت لناحيته وهي تمد إيدها لنظارته تنزلها عن ملامحه : ممكن حضرتك تترك الكتاب ونمشي ؟
ضحك وهو يفرك عيونه : نسيت إنك معي !
إبتسمت وهي تلبس نظارته ، وميّل شفايفه بعدم إعجاب : بتليق عليك مثلي ؟ ما تليق رجعيها
كشرت وهي ترجع النظارة على ملامحه وتعدل نفسها وطّلع جواله من جيبه وهو يشوف رسائل من تركي وفهد : مشينا
تبعته لسيارته وهي تتأمل حولها ، تحب الكويت وتحب إنهم بكل إجازة يكونون هنا وما تذكر قد قضّت إجازة وحدة من سنين بالرياض ، دائماً بالكويت أو لندن حتى وأبوها يغيب كثير الأوقات للرياض وهي وعذبي يبقون هنا ..
نزلوا أمام البحر وإبتسمت من جاء تركي يمهم يمد لها قهوتها وتغيّرت ملامح عذبي : وأنا
ميّل تركي شفايفه : إنت مالك داعي
ضحكت قصيد وهي تناظر عذبي يلي نزل نظارته يحطها بجيبه وأبعدت قهوتها : تركي تراه بياخذ قهوتي !
ناظره تركي بتهديد مباشر : يجرب حظه
_



: 51

-

إبتسمت بغرور وهي تناظر عذبي يلي كشّر لها : هيّن
دخل تركي إيده بجيبه وهو يناظرها : إفتحي يدك
إبتعد عذبي لفهد يلي جايب له قهوة معاه وهو يضمه ، وفتحت قصيد راحة كفها لكن سكنت ملامحها من ترك بداخلها إسوارة : دشي العشرينات باليمين
توجه يمشي بعيد لناحية عذبي أخوها وفهد أخوه وفتحت جوالها تتأمل التاريخ وسرعان ما ضحكت لأنه يوم ميلادها لكنها ما حسّت فيه من كثر إنها تفقد أمها بشكل غير طبيعي ، أخذت جوالها وهي كانت بتتصل عليها ونّورت شاشتها بدون مقدمات بإسمها ، ردت وهي تحس قلبها تجمّع بوسط حلقها من إبتسمت سلاف :
ما تسألين عن ماما يعني ؟
غطت فمها مباشرة وعيونها تنطق حُب وسرعان ما إستوعبت إن أمها مو بلندن : ماما إنتِ بالكويت ؟
جاء عذبي بجنبها ركض وسكنت ملامحه مباشرة لكن سلاف عضّت شفايفها تعدل نبرتها لا تبكي : عذبي !
ضحك بذهول ، وعادت قصيد سؤالها وهزت سلاف راسها بإيه وهي تلف الكام على غرفة قصيد : بالكويت وبغرفتك كمان ، لا تطولون عليّ
ضحك عذبي وهو يناظر عيال عمه : بنرجع البيت حنّا
هز تركي راسه بزين ، ووقف فهد : برجع معاكم
لفوا أنظارهم لتركي يلي سكر جواله : بروح الديوانية
ركبت بالخلف رغم إصرار فهد عليها إنها تبقى قدام لكن هي رفضت ، جلست بمكانها وهي تعدل الإسوارة على معصمها وناظرت عذبي : تتوقع أبوي يجي الكويت ؟
هز راسه بإيه مباشرة : أمي رجعت وما يجي ؟ مو تركينا
ضحكت غصب عنها وهي تاخذ نفس من أعماقها لأن أمها من شهرين وأكثر مو متواجدة معاهم بالكويت ولا بالرياض إنما بلندن مع خالهم سيف يلي يدرس هناك من فترة طويلة وحبّت أمهم إنها تزوره بآخر الشهور لأنها تعرف الضغط يلي يصير فيها وتساعده لجل يخلص ..
نزل عذبي قبلهم كلهم وهو يركض للداخل ، وصفّر مباشرة من ضحكت أمه وهي توقف له من جاء يضمها ويترك المكان كله وما إنتبه لوجود أحد نهائياً ، ضحكت وهي تشد على ظهره وتجمعت الدموع بمحاجرها بهمس : قلنا ما تبكوني ياعذبي !
دخلت قصيد مع فهد وسكنت ملامحها مباشرة من حُضن أمها الحنون لعذبي يلي تلمح إحمرار ملامحه من مكانها هذا خلفه ، تركت شنطتها عالكنب وهي تمشي لأمها يلي إبتسمت وهي تفتح لها يديها وضمّتها مباشرة لكن قصيد بكت بدون مقدمات وهي تشد عليها وكأنها ما إستوعبت مقدار شوقها إلا وقت صارت حقيقة قدامها ، إستوعب عذبي وجود خاله سيف وهو يناظره بذهول : إنت خلصت ؟ كيف شلون
ضحك سيف وهو يوقف له ، وضمه عذبي مباشرة لأنه يحب خاله ويحب إنه قريب من عمرهم : أخيراً
إبتسمت سلاف وهي تمسح دموع قصيد : يكفي !
_


بارت : 52

-

ضحكت قصيد وهي تتوجه لسيف يلي ضمها يقبّل راسها ، وجلس عذبي بجنب أمه وهو ياخذ يدها : أبوي
هزت سلاف راسها بالنفي بخفوت : ما بيجي الكويت
تغيّرت ملامحه لثواني : إنتِ جيتي ! كيف ما بيجي هو
مررت يدها على ظهر عذبي بهمس : ما بيجي لأن أنا برجع الرياض عنده ، جيت أمرّكم إنتم أول
هزت قصيد راسها بالنفي مباشرة : حتى إحنا بنرجع
هز عذبي راسه بإيه بموافقة : حتى إحنا بنرجع معاك
إبتسمت لثواني ، وتعدل سيف : تتركون الكويت الحين ؟
هزت قصيد راسها بإيه بتوجّس لأن أمها وأبوها ما عاد يجلسون فيها : نتركها بما إننا لحالنا فيها ، مهما جاء أبوي ما يجلس أكثر من إسبوع هنا وإنتِ مو موجودة
دخلت نيّارا وهي تناظرهم وإبتسمت : وش صاير بالدنيا قصيد وعذبي يدورون الرياض الحين ؟
ضحكت سلاف وهي تناظرها : صار للرياض خاطر الحين
أخذ عذبي جوال أمه وهو يتمدد عليها : حجزتي ؟
هزت راسها بإيه وهي تلعب بشعره : حجز لكم أبوك معي ، قال إن كان هم بيجون يصيرون معاك وإن ودهم يبقون بالكويت إلغوها ..
جلست قصيد بجنب أمها يلي مدت إيدها تتحسس الإسوارة يلي على معصمها بإعجاب : ما وريتيني إياها
توردت ملامحها وهي تناظر أمها ، ولف عذبي أنظاره لهم : ما ورتك وش
أشرت له سلاف على إسوارتها ، ورفع عذبي حواجبه لثواني بسيطة فقط : ما كنتي لابستها قبـ
قطع كلمته وهو يرجع يتمدد ويطقطق بجوال أمه ، وإبتسم وهو يرفع أنظاره لها من إستوعبت إن جوالها يلي بإيده وهي تاخذه منه : جهزوا أغراضكم يلا عشان نمشي
وقف عذبي وهو ينزل النظاره عن ملامحه ويلبسها لقصيد ويمشي لغرفته ، ضحكت سلاف وهي تنزلها عن قصيد : سيف إنت بتجلس هنا بالكويت ؟
هز راسه بإيه وهو يسكر جواله : يومين للعيال ثم بجي
هزت راسها بزين ، ووقفت قصيد وهي تاخذ أمها معاها لغرفتها للأعلى ، دخلت سلاف وهي تتمدد عالسرير بتعب وأخذت قصيد شوي من أغراضها وهي تناظر أمها : صاير شيء بينك وبين أبوي ؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب وهي تجلس : لا !
ميّلت قصيد شفايفها بعدم معرفة ، ودخل عذبي يلي يناظرهم : أمي سيارتي بتركها عند فهد بعدين يرسلها
هزت سلاف راسها بزين وهي توقف ، وناظرتها قصيد لثواني بتفحص : إنتِ فيك شيء طيب ؟
هزت سلاف راسها بالنفي بإبتسامة : إنتِ فقدتيني أكثر من اللازم وهذا سبب الأسئله يا أُمي ، خلصي وإنزلي
سبقتها أمها للأسفل ، وتبعتها قصيد بعد ما جهزت شنطتها وأغراضها رغم إنها تحس بحزن إنها بتترك الكويت ، توجهت لناحية عمتها نيّارا وهي تضمها وإبتسمت نيّارا : بسلم لك عليهم لا تخافين !
خرجت تتبع أخوها وأمها ، وأشّر عذبي لتركي ولد عمه يلي تو دخل سيارته بـ
_



: 53

-

بإنه ما ينزل وفتح الشباك بدوره : وش
إبتسم عذبي بخفيف : بتودعنا ياحبيبي ، توصّلنا المطار؟
سكنت ملامح تركي لثواني وهو يشوف فهد جاي ومعاه مفاتيح عذبي : زين أوصّلكم أنا ، خلاص فهد
إبتسم فهد وهو يهز راسه بزين ويرجع للداخل ، وركب عذبي بجنب ولد عمه وأمه وقصيد بالخلف : بتشتاق ؟
هز تركي راسه بالنفي بصدمة : عمتي ليش بتمشون ؟
إبتسمت سلاف بخفيف : طوّلنا عن الرياض خلاص
ميّل شفايفه بعدم رضا وهو يلف أنظاره لقصيد يلي تتأمل مع الشباك ويرجعها للشارع قدامه بدون كلام ..
نزلت سلاف وهي تمشي مع عذبي ، ونزلت قصيد وبجنبها تركي يلي معاه شنطتها : شفيك ؟
هزت راسها بالنفي بقلق : تعرف شعور إن الإنسان لما يرجع لبيته يكون مبسوط ؟ ما أحسّه
وقفت خطاه وهو يناظرها لثواني : ما تبين ترجعين ؟
هزت راسها بالنفي : مو على الرجوع بالعكس أنا قلت لأمي نرجع الرياض معاها ، على شعور إن فيه شيء مو تمام ، فهمتني ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها لثواني ، وفككت يديها المتشبكة وهي تاخذ شنطتها منه : لا تشيل هم طيب ؟
هز راسه بزين وهو يمسح على جبينه : تم
توجهت لناحية أمها وعذبي وهي تودّع الكويت بأنظارها من سمح لها عذبي تكون بجنب الشباك ، وسكنت ملامحها كلها من أمه يلي من تعبها نامت على كتف عذبي يلي مد إيده يشد على إيد أمه يتحسس عروقها ويلف أنظاره لقصيد السارحة : بنت
لفت أنظارها عليه ، وناظر عيونها لثواني : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تعدل نفسها ، ومد إيده الأخرى لها وبالفعل مدت إيدها تحاوط إيده وترجع أنظارها للسماء ، لحد ما لاح لها وجه الرياض بشكل رجّف كيانها ولا تدري ليه ماهي أول مرة تتأمل سماء الرياض ولا هي أول مرة ترجع فيها للرياض لكن شعورها غريب ..
_
« بيـت حـاكم »
سكر باب غرفته وهو يرمي تيشيرته بعيد ويحس بالدم يثور بعروقه أكثر وأكثر بكل دقيقة تمر عليه . ما يحس بالألم من نزيف عنقه ونصف ملامحه ولا يحس بالندم لكنه يحس بشديد الغضب من نفسه ومن أعصابه يلي ما قدر يتمالكها وما قدر يداريها مثل ما تعوّد بماضي سنينه .
عض شفايفه وهو يسمع صراخ أبوه وغضبه وعصفه بالأسفل ويسمع محاولات أمه لتهدئته ويعرف حق المعرفة إنها ترد خطاه عن جناحه لأنها لو ما ردته ما بيتركه يطلع من غرفته وهو حي ولا وده يتجادل مع أبوه أكثر ، ما وده تكبر حروبه أكثر وتصير مع نفسه ومع الناس ومع أبوه ، ما وده يصير من هالنوع ..
سحب بلوفره الأسود من الدولاب وهو يبدل على وجه السرعة وحتى رغبته بالإستحمام إختفت لأنه ما بيقدر يتواجد مع أبوه ويلتزم الصمت والهدوء وهو فيه من الغضب شيء شديد ، مثل غضب أبوه وأشد ..
_



54

-

نزل للأسفل وهو يناظر أبوه بنظرات تتقّد بالغضب ، ووقفت ملاذ بالمُنتصف بينهم وهي تناظر حاكم يلي مذهول تماماً من غضب ذياب ونظراته ، ورن جوال حاكم وهو يناظر ذياب وجمّع كلامه وهو ياخذ الجوال بإيده وما يقدر يمسك غضبه أكثر : لا تشوفك عيني
تغيرت ملامح ملاذ مباشرة وهي تناظر حاكم على أمل إنه يستهبل بكلمته ، ولفت بإتجاه ذياب يلي يشد على قبضته وما سمح لأمه تنطق الكلمة من إبتعد للخارج ، تركت حاكم وهي تتوجه للباب ركض : ذياب !
ما لحقت إلا صوت سيارته ، وعضّت شفايفها وهي تسكر باب البيت وتتوجه للأعلى مباشرة لأن ما بتتحمل تكلم حاكم وهو بهالغضب وهي منه أغضب حالياً لأنها قد حذّرته بخصوص غضبه يلي يوصل للمنع والصد والحين تبيّن لها إنها ترسم تحذيراتها على الهواء ما تُعتبر شيء ..
نزلت ورد لعند أبوها يلي يتمتم بالإستغفار وهي تجلس بجنبه ، وأشر لها تجي بجنبه وبالفعل قامت تستند على كتفه من تنهّد من أعماقه وسكنت ملامحها : تبي نروح ؟
هز راسه بالنفي لأن هو وذياب نفس الشخصية وإن راح وراه أحد بيزيد غضب ما بيهدأ ، دخل نهيان يلي يدندن وسكنت ملامحه وهو يسحب مفاتيحه من الباب : بسم الله وش فيكم ؟
أشّرت له ورد بالسكوت ، وناظره حاكم لثواني فقط وهو يرجع أنظاره بعيد وتوجه نهيّان للأعلى مباشرة : أمي
دخل غرفة أمه وهو يشوفها من عصبيتها مو قادرة تجلس بمكان : وش صاير !
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تمسح على جبينها :
أنا فهمت وش صاير ؟ ما فهمت كل واحد فيهم يصرخ مع جنب كل واحد فيهم معصّب مع جنب
مد إيده مباشرة لأمه المتوترة بشكل لا يُعقل : ذياب وأبوي ؟ لا تفهمينهم ياعيني إتركيهم محد يفهمهم
دخلت ورد المترددة لثواني : أبوي مشى
سكنت ملامح ملاذ مباشرة ، وهزت ورد راسها بالنفي : قال بيروح عند تركي ، ما بيلحق ذياب قال لي كلميه يرجع البيت
طلع نهيّان جواله مباشرة وهو يتصل على ذياب ، للمرة والثانية والثالثة لكن ما كان منه الرد نهائياً وعضّت ملاذ شفايفها بتوتر لكنه قبّل راسها : بروح أشوفه أنا لا يهمك
نزل نهيّان ركض ، وجلست ورد بجنب أمها : أمي
تنهّدت ملاذ من أعماقها وهي تناظر بنتها ورجفت إيدها بتوتر تحاول تداريه : ذيّاب ماهو سريع غضب ، ذيّاب يمسك أعصابه أكثر من أبوك وهالمرة ما صار كذا إلا
سكنت ملامح ورد من ما كمّلت أمها جملتها : إلا ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي لأنها ما تتخيل يكون ذيّاب مضغوط لدرجة عظيمة وهي ما تدري ، عضّت شفايفها وهي تشد على إيد ورد : كلمي نهيان ، لقاه وإلا لا
أخذت جوالها وهي ترسل له ، ووصلها الرد منه إن ما لقاه بكل أماكنهم المعروفة بالرياض وبيتوجه للخيام والـ
_





-

وبيتوجه للخيام والحلال يدوره بينهم وسكرت ورد جوالها بتردد : أُمي
لفت ملاذ أنظارها لها ، وسألت ورد بتردد : بيرجع ؟
هزت راسها بإيه بتأكيد : بيرجع ! كيف ما يرجع
هزت ورد راسها بزين وهي تخرج من عند أمها وتتصل على ذياب لكن ما كان منه رد نهائياً ، دخلت غرفته وهي تشوف دفاتره المبعثرة وتيشيرته يلي عالأرض وتكّت وهي تتأمل مكانه لثواني ، ذياب شديد الهدوء يلي إنفجاره بهاليوم غير طبيعي لدرجة إنها ما نزلت من غرفتها من كثر إرتعابها من صوته وصوت أبوها ..
_
« مكـان آخـر »
نزل من سيارته وهو يرمي الحطب بالحفرة يلي قدامه ، رمى كبريته يشبّها وتوجه لبيت الشعر يفتح أبوابه ، لف أنظاره للعامل المذهول يلي يتأمله وطلّع له مفتاح سيارته وهو يتركها براحة يده : إرجع بيتك لا تجي
هز راسه بالنفي وقبل لا ينطق سكتته نظرة ذياب يلي يبيّن إنه ما يبي يتناقش معاه أبداً ، توجه لسيارته وهو يفتح شنطتها وينزّل عكاز جده نهيّان وفروته ورجع يجلس بمكانه وعيونه تراقب الراعي يلي حرك بالسيارة لحد ما إبتعد عن مدى نظره وهو يرجع جسده للخلف على مركاه ويتنهّد من أعماقه وعيونه تتأمل النجوم يحاول يخفف غضبه ، غمّض عيونه وهو يسمع صدى أصوات كثيرة لكنه ما يهتم نهائياً ، نزلت أنظاره لعكاز نهيان يلي جنبه وضحك بشبه سخرية : قلت لي بتعيش بدون قيد أبوك ياذيّاب ، وقيد الناس يانهيّان ما قلتلي
تنهّد من أعماق قلبه وهو يتأمل العكاز يلي بيده ، وعض شفايفه وهو ياخذ نفس ويتأمل النار يلي إنعكس ضوها على ملامحه وأخذ شماغه يتلثم ويتمدد ولا وده يلاقيه بشر لكن ما حصلت له هالأمنية وهو يسمع صوت سيارة تقترب منه وفتح نصف عينه فقط وهو يناظره : إرجع
هز نهيان راسه بالنفي وهو ينحني يمّه يقبل راسه : تو دريت ، تسلم يمينك
رفع ذياب أنظاره له وهو يتأمل مفاصل يده شديدة الإحمرار من تجمع الدم فيها : ماهو طبعي
هز نهيان راسه بإيه وهو يجلس بجنبه : ماهو طبعك لكن بعض الناس يستاهلون وأنا أخوك ، بس مستقبلك
هز راسه بالنفي بسخرية : أترك راعين الهرج ؟ لا
إبتسم نهيّان وهو يوقف : تعال طيب
هز ذياب راسه بالنفي : مالي حيل ياخوك مالي
توجه نهيان لناحية الخيول وهو ياخذ سرجه : تعال
ناظره ذياب لثواني ، وسرّج نهيان الخيل حقه وحق ذياب وهو يطلع من مكانهم : دام ما فيك حيل خلّني أسطر لي مجد الحين وأقول سبقت الذيب
إبتسم ذياب وهو يناظره ، وطلع خيله يتوجه لناحيته ووقف هو يركب على ظهره ونطق نهيان وهو تو يستوعب : إنت سيارتك وين راحت ؟
ميّل ذياب شفايفه وهو يعدل لجام خيله : عطيتها الراعي لجل يرجع بيته ، بقعد هنا ما ظني أرجع
_




-

هز نهيّان راسه بذهول : أخوك وما قد عطيتني سيارتك لهالدرجة ما تبي أحد ؟
هز ذياب راسه بإيه وهو يلف بالخيل لناحية أخوه : بس إنت فهمت إني ما أبي أحد ؟
إبتسم نهيان وهو يشد اللجام : الله يسلمك بس أنا وسيع وجه إن طردتني من الباب رجعت لك من الشباك ..
إبتسم ذياب وهو يشد لجامه ، وضحك نهيّان وهو يناظر المدى قدامهم ويكفيهم ضوّ البدر بهاليوم ينور طريقهم بأكمله وكانت ثواني فقط لحد ما سبق نهيّان ذياب يخلف غبار خيله عليه ، كانت أصواتهم هي الضجيج الوحيد بصحاريهم الخالية وبخيامهم يلي كان ضجيجها يُسمع من مسافات قبل سنين لكنها الحين ديار خالية ، ما يدخلها إلا ذيّاب بكثير الأوقات وأبوه لو طغى عليه شوقه وضاقت الرياض عليه ، سبق نهيّان ذياب هالمرة ووقف ذياب وهو يسمع أصوات غريبة وشد خيله للخلف يوقف خطاه : تسمع ؟
هز نهيان راسه بالنفي وهو ينحني على خيله بتعب : وراك تشّد معي كل ما شديت هلكتني ! سجّلها
أشر له ذياب بالسكوت ، ووجه ذياب خيله لناحية الخيام مباشرة وهو يرجع لها وتغيّرت ملامحه من لمح سيارة ، وشخصين نازلين منها : من إنتم ؟
وقف نهيان خلف أخوه وهو يوقف خيله يلي صهل بغضب ، وناظر شخص منهم ذياب : إنت ولد الفريق ؟
_
« بيـت تركـي »
هز حاكم راسه بإيه وهو يناظر جواله والساعة وإن ما وصلته رسالة من ذياب كالعادة ولا من أحد من أخوانه ولا من ملاذ : دام الأهل قريبين تطمّنت عليك
إبتسم تركي بخفيف وهو يناظره ، ووقف حاكم وهو يسمع صوت السيارة بالخارج ووقف معاه تركي يرافقه للخارج : جيت وبتمشي وإنت ما قلت لي وش بخاطرك
إبتسم حاكم وهو يناظره لثواني : خاطري ما به شيء
نزل عذبي وهو يتعدل ، ويتوجه جنب أبوه وهو يسلم على عمه حاكم يلي إبتسم : حيّ الله أهل الكويت
إبتسم عذبي وهو يشد على إيده : الله يبقيك
طلع حاكم جواله من جيبه وهو يرد على نهيان : سم
مسح نهيان على جبينه لثواني : يبه جوّ جماعه يمنا عن الحلال يقولون لهم معرفة فيك ، ما عجبوني شوي
رفع حواجبه لثواني بإستغراب : ذياب عندك ؟
هز نهيان راسه بإيه وهو يسمع أصواتهم تعتلي : عندي
سكر حاكم مباشرة وهو يمشي لسيارته ، وتبعه تركي يلي يحاول يفهم منه لكن حاكم بنفسه مو فاهم : مدري
تبع تركي حاكم لسيارته ، ورجع عذبي بجنب أمه وقصيد يلي تتأمل حاكم لثواني وسكنت ملامحها لأن لها سنين طويلة ما شافته إلا من بعيد لبعيد ، رجع تركي يمهم وهو يتنهد وسألت سلاف : ملامحه مو كالعادة ، صاير بينه وبين ذياب شيء ؟
لف عذبي أنظاره لقصيد يلي شدها الحوار بإستغراب
_



: 57

-

: تسرحين معانا لحظة وترجعين لحظة ، وش شدّك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر أبوها يلي يحاوط أمها تحت ذراعه : نسانا تركي ؟
إبتسم عذبي بخفيف : لا تلومينه الشوق ، أمي مرهقة حيل ما ظني تطلع عندنا اليوم أكيد تنام
هزت قصيد راسها بإيه وهي تشوف أبوها يلي يحاوط يد أمها ويدخل للداخل معاها : ليش أحس بشيء غريب ؟
ميّل شفايفه لثواني وهو يشوف رسالة من فهد تبلغه إنهم يومين وبيجون الرياض عندهم : بينزلون الرياض
دخلها تحت ذراعه من سكونها الغريب : شفيك إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي وهي تمشي للداخل : وحشني البيت
رمى جاكيته على الكنب وهو يتمدد : وحشتني لندن
إبتسمت وهي تترك عبايتها على الكنب بجنبه ووجهت أنظارها لغرفة أمها وأبوها : نطلع عندهم شوي ؟
هز راسه بالنفي وكانت دقائق بسيطة لحد ما وصلت لها رسالة من أمها " تعالوا عندي " ، وقفت وهي تمد إيدها لعذبي يلي سبقها لجل ياخذ المكان بحضن أمه ، وكشرت وهي تدخل خلفه من كان فعلاً متمدد بحضن أمه : المفروض تقولين له يقوم
طلع تركي يلي يجفف يدينه وإبتسم من جات قصيد يمّه تضمه وهو يقبّل راسها : حيّ بنتي ، تاج راسي
رفع عذبي حواجبه وهو يناظرهم بطرف عين ، وإبتسم تركي وهو يأشر على شعره : مو ناوي تحلق ؟
هزت سلاف راسها بالنفي وهي تخلل يدها بشعره الكثيف ويلي تحبّه حيل : ما بيحلق ، أحبه كذا كيرلي
رفع حواجبه لثواني : إنتِ تحبينه لأنه ولدي بس وإلا شعره ماهو مهم !
جلست قصيد على طرف السرير ، وتمدد أبوها بمكانه وهو يناظرها : تعالي يمي
إبتسمت وهي تدخل بينهم ، ظهرها على صدر أبوها يلي جمع يديها الثنتين فوق بطنها يضمها ، وإبتسم عذبي من إيده يلي تتخلل بشعرها : أمي يجيني النوم !
ضحكت بخفيف وهي تشد شعره : وتنام عندنا ليش لا
ميّل تركي شفايفه وهو يناظرها ، وضحك عذبي : تبينه يطردني من البيت ؟ مشتاق بالحيل ما يقوى
إبتسمت قصيد لثواني وهي تناظر أبوها : وش تفكر
ميّل شفايفه لثواني وهو يهز راسه بالنفي فقط ولف أنظاره لسلاف يلي تعرف هو وش يفكر فيه ، تعرف إختلافه الشديد من سنين وأسبابه ، كان ينهار خلف أبواب مكتبه وبأحضانها ويطلع لعياله بأحمر المحاجر لكنّه يخفي شعوره ويخفي حكيه عنهم ، كانوا يقرون بملامحه شديد الحزن واليأس ويذكرون حق التذكّر الفترة الطويلة يلي إبتعد عنهم فيها وما كان يجيهم إلا بالشهر مرة ورغم إنها من سنين ، إلا إن قصيد وعذبي يذكرونها وكل ما جاء طاريها ينطقون بدعوة وحدة فقط " الله لا يعيدها "، إبتسم تركي بتذكّر : كنتي تجلسين بحضني كذا ، كل يوم تجيني بكتاب جديد وقصة جديدة
رفعت أنظارها لأبوها يلي ضحك بدوره : …
_


58

-

: كانت فيه قصة ، عن بنت الملك وشخص من القرى ، تركتيني أكررها لك ١٠ مرات بإسبوع واحد ، ثم صارت كل خميس لحد ما كبرتي وصرتي تنامين لحالك ..
إبتسمت سلاف بتذكّر : كانت ترفض إني أرويها لها ، توقف بطرف الغرفة وتتكتف لحد ما تترك كل أشغالك وتفضى لها ولو ما فضيت تعلن عليك شديد الخصام
إبتسم بتنهيدة وهو يتذكر أيامهم وهم صغار ، وهمست قصيد بتردد : ليش علقت معي هالقصة ؟
إبتسم تركي وهو يناظرها لثواني : علقت معاك بعد مخيمات آل سليمان ، نزلتي معي مرة بدون عذبي وبدون أمك وكانت أول مرة تشوفين فيها صحارينا ، أول مرة تشوفين الصقور والإبل والخيول ، الحكاية كان فيها خيول ، وإبل ، وراعي وكل ما إنتهيت منها ، تقولين لي نفس المكان يلي رحنا له يابابا ..
توردت ملامحها مباشرة ، ولف عذبي أنظاره لها : ما تذكرين من آل سليمان شيء ؟ من طفولتك معاهم ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشبك يديها رغم إنها تذكر قليل أشياء لكن ما تحب البوح : ما أذكر شيء كثير
إبتسمت سلاف وهي تناظرها ، وناظر عذبي أبوه : تذكر طفولة قصيد ، وطفولتي ؟
ميّل تركي شفايفه : إنت ما كنت ترافقني ، كنت هايم بالكويت ولندن ومرافق أمك إن ما كانت معي ما تجيني
ضحك بذهول وهو يناظر أبوه يلي شد على قصيد : لكن هذي بنتي ، بحق وحقيق بنتي ما تنساني ..
ناظره عذبي لثواني : ما كانت تروح مع غيرك معقول ؟
هز أبوه راسه بالنفي : بين فروتي وبيني طول الوقت ، ينتظرون منها النظر لكنّ هي مدى نظرها ممتلي بالشاعر
تنحنحت سلاف ، وضحك عذبي من غيرة أمه : غارت !
إبتسمت وهي تناظر قصيد : ما أغار من بنتي يلي تشبهني ، تملي مدى أبوها بغيابي تتأكد إنه ما ينسانا
ناظرها تركي وهو يتنهّد من إبتسامتها : دام الجحود بيسعدك مالي رفيق يا أم عذبي ، ما نسيتك قبل قصيد وقبل هالولد تبيني أنساك بعدهم ؟
إبتسمت قصيد بخجل وهي تناظرهم : أحبكم مع بعض
هز عذبي راسه بإيه بموافقة وهو يناظر أبوه : يا حظك بأمي ما تلقى مثلها لو تدور الأرض والعشر كواكب
ضحك تركي وهو يناظره ، وهمست سلاف : الحمدلله
كان همسها مسموع لتركي يلي إبتسم بخفوت : الحمدلله عليك ، وعليهم ..
ضربت قصيد عذبي مباشرة من مشاعرها ، وتعالت ضحكاتهم وحتى التعب زال من أمهم يلي أخذتها السوالف معاهم بكل سرور وإشتياق لجلستهم ، وإجتماعهم يلي ما يخلى من الذكريات دائماً ..
_
« خيـام آل سليمـان »
تمدد بمكانه وهو يتأمل باطن إيده لدقائق طويلة ، مشى نهيان وأجبره على المشي وإنه يكلم أبوه لجل ما يجي صوبه ، يسمع صوت نهيّان بكل زوايا عقله وهالشيء يرهقه ، يرهقه بتأمله لمفاصل يده شديدة الإحمرار وعدم مسكه لغضبه وهو حتى ..
_





-

وهو حتى دراسته ومنصبه كلها من نصائح جده نهيّان ، تو يفهم مقصده وقت قال له " إدخل بالسياسة " ويدري إن ثمن نصيحته بالذهب لأن كانت له نظرة ، كان يدري بمُعاناته إن ذكره كامل بسبب أبوه وإن كل شيء ينقال له يُحسب فيه حساب أبوه
" ولد الفريق " ويهمّش هو بشكل مؤلم ، كانت لنهيان غاية ومقصد من دخول ذيّاب بالسياسة لأن وقتها بيضطر القاصي والداني يفرّق بين إسمه وإسم أبوه ، يعرفون إن وجود ذياب ماهو مرتبط بإسم أبوه وغير هالغاية ، كان لنهيّان كامل الدراية إنه ما بيمنع حاكم وذيّاب عن الغضب ، وكامل المعرفة بإن حتى ملاذ بيصير الموضوع صعب عليها بشكل لا يُصدق لأنه عاش موقف جرّب فيه غضب ذياب بطفولته ، وجرّب فيه جنون حاكم الشديد يومها ومن وقتها كانت نصيحته المُسطّرة بالذهب " إدخل السياسة " لأنها بتصقل أطباعه أكثر ، بتعلّمه يتمالك نفسه أكثر ويعرف مفاتيح شخصيته ومفاتيح أبوه وبتزيد من تفهّمه أكثر من الغضب ..
شتت أنظاره عن باطن إيده وهو يتأمل عكاز نهيان ورجع بذاكرته لقبل سنين ، موقف ثار فيه من الغضب بشكل لا يصدق وحتى جده نهيّان كان مذهول منه ..
_
« قبل ١٠ سنـوات »
دخل بيتهم وهو يحسّ بدمه يفور بداخل عروقه من شديد الغضب يلي يحسّه ، وين ما وجّه وجهه توقف له نظرات الإستغراب من كونه ولد الفريق حاكم ، بكل موقف يسمع التمتمات عنه وعن هدوءه كيف يكون هالهادي من صلب الشخص يلي أبعد ما يكون عن الهدوء ، كيف يتعرّض لكثير المضايقات ويمشيها ولا ينطق الحرف لحد ما رُميت بطريقة جملة فوّرت الدم بداخله " لو إني من الفريق أستحيّ إنك ولدي " ، وقتها تجادل مع راميها ، تجادل بشكل هزّ كيانه وأركانه كلها من نطق بإنه بعيد عن كونه ولد الفريق هو ذيّاب ، ولا ود هالشخص يعرف من يكون ذيّاب وزادت التمتمات عليه أكثر وأكثر " ذياب العايش تحت ظلال أبوه ، بتقول للفريق علينا يمسكنا ؟ " وكان يشهد إستنقاصهم له بعيونهم ، الفريق بيمسكنا كانت جملة كافيه لجرح كيانه كامل بإنه ما يقدّر بنفسه يسكت كل لسان ينطق عليه إنما مثل الطفل بيرجع باكي لأبوه ويشكي له ..
وقتها لأول مرة ينفجر غضب بشكل مُخيف ، بشكل وصل الخبر لأبوه بمكتبه ويلي توجه للمكان بلبس عمله ما بدّله لكن ما كان لذيّاب أثر كان شخص واحد قدامه يشتكي له من ولده وقسوته والعنف الغير معقول فيه إنه ما هدأ ولا إستراح لحد ما هد حيل كل شخص بطريقه ..
يذكر إنه دخل البيت غاضب ، ويذكر مجيء أبوه يلي كان مصدوم منه تماماً لكنّه ما عرف يتعامل معاه بالهدوء إنما صرخ فيه بكل غضب " ما تمشي وتضرب بكيفك !"
وقتها ضحك بسخرية يرد عليه " ولد الفريق حاكم ليش ماهو بكيفي ؟"
_



: 60

-

صرخ فيه أبوه وقتها بكل غضبه " الفريق حاكم يبيك تشتكي له من الناس ماهو الناس يشتكون له منّك ! وش مقصر عليك الفريق ما تقول له ؟ وش مقّصر عليك أبوك ؟ " ..
كان نهيّان بينهم يحاول يفض الخلاف والغضب ورمي الكلام يلي صار من أبوه يلي يعاتبه على عدم رجوعه له ، ورمي الكلام منه هو يوضّح له إن له كيانه وله شخصيته المستقلة بعيدة عنه لكن ما حصّل لحد ما إنحنى نهيّان يعلن تعبه ، وعدم قدرته على السيطرة عليهم ووقتها فقط ، تُركت كل الخلافات لجل يمسك كلٍ منهم إيد لنهيان يسنده ووقتها ما قدر نهيّان يفض عصبيتهم ولا يصالحهم لكنه قدر يرجّعهم للبر وخيامهم معاه ، قدر يشغلهم بإنه يجيب لهم ربعهم وأصحابهم وقدر يشغل حاكم بالأكثر بوجود المحامي وعياله لكنّه رجّف داخل ذياب شديد الرجفة وقتها بدون علمه ، وقت كان مُنعزل بمكانه تحاوط فروته أكتافه ويتلثم بشماغه يخفي غضب ملامحه الواضح ، كانت تمشي بعيد عن دربه وعينها مشغولة بإيدها والواضح إنها تتألم من إحمرار ملامحها الشديد وخجلها الواضح وهي تراقب بيت الشعر تنتظر أبوها أو أخوها يخرجون منه لكن ما حصل ..
يذكر كيف رفعت إيدها الأخرى تمسح دموعها ، ويذكر كيف وقفت خطواتها ونظراتها وإيدها يلي على خدها من لمحته . وقت كانت تقاوم غرورها وكبريائها وألمها لكنها توجّهت تمشي لناحيته وتأشر له على إيدها يلي فيها قطع شوك عجزت تطلعها هي بنفسها ووقفت أمامه ، يذكر إنه لا شعورياً إرتخت أكتافه ومد إيده تصير تحت إيدها ، وإيده الأخرى تطلّع الشوك ..
_
رجع لواقعه يقطع باقي ذكرياته مباشرة وينفض إيده ما يلمس باطنها وهو يحس بقشعريرة مستحيلة تسري بجسده كله ، من تعب التفكير المُهلك بأطباعه وأطباع أبوه والصعوبة اللامُتناهية بينهم ومن رغبته المستحيلة بإنه يقطع ذكريات ودروب يدري إن هو الوحيد يلي يذكرها ، يسيّرها حسب ما يشتهي ولا يظن إنها تمت للحقيقة بصلة ، يعرف الأمل البعيد وجرّب يعيشه بإنه كل مرة يقرّب من نجم تفاهمه مع أبوه ويلاقي نفسه بعيد بآلاف السنين عنه ، يعرف الأمل البعيد بإنه يعيشه يومياً بتمني لتحسن العلاقة لكنها تزيد سوء وما عنده طاقة ولا قدرة يكون بقلبه أمل جديد ..
أخذ نفس من أعماقه وهو ينطق بجملة وحيدة صرخها لصدر السماء : ياعـون الله يا نهيّان ، يا عـون الله
_











"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-22, 04:25 AM   #6

ام نود وريم

? العضوٌ??? » 487590
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » ام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond reputeام نود وريم has a reputation beyond repute
افتراضي

مره جميلة الرواية مره متحمسة لها 💗💗💗💗
شكرا لك كاتبتنا ✍ على هذه الرواية الرائعة
وأتمنى لك التوفيق 💐

"جوري" likes this.

ام نود وريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-03-22, 02:58 PM   #7

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





-

دخلت غرفتها وهي تفتح الستاير كلها ، وغطت قصيد وجهها بمخدتها من الضوّ يلي دخل لعيونها وهي تسمع أمها تدندن وتغني وردّت بخمول : ما نمت بدري !
ميّلت سلاف شفايفها وهي تفتح الشباك : أحد قال لك ياقصيد إسهري ولا تنامين بدري ؟ قومي ننتظرك تحت
رفعت أنظارها لأمها يلي إبتسمت وهي تبتعد ، وكشرت من عذبي يلي كان طالع مع الدرج وبمجرد ما لمح أمه وقف يقبلها ، قامت من سمعت صوت أبوها رغم إن ودّها بالنوم لكنّها تعرف إن جمعة الجُمعة شيء أساسي عندهم وهي تأخّرت بما فيه الكفاية ما لحقت فطورهم ..
نزلت وهي تسمع سواليفهم ، وميّل تركي شفايفه وهو يمد إيده للمكيف يقفّله من شعرها المبلول : متى نمتي
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تجلس : ما حسّيت
هز راسه بزين وهو يعدل نفسه : لأن توّكم راجعين بقول تعب المشوار وتأخرتي علينا بس لا تعيدينها ..
إبتسمت وهي تهز راسها بزين ، وجلس عذبي بجنبها وهو يمد لها فنجال قهوة : عمرك شفت الكبير يقهوي الصغير ؟ ما تلاقي زييّ ولد بس عندي نقطة بعلّق عليها
رفع تركي حواجبه : سمّعنا
إبتسم عذبي وهو يخلل إيده بشعره لثواني : يعني قصيد الحين عشانها نزلت وشعرها مبلول شوي قفّلت المكيف لجلها ولجل ما تبرد هي ، أنا وقت صحّيتني للصلاة وش سويت ؟
ميّل تركي شفايفه بتفكير وهو كان معصب : وش سويت؟
هز عذبي راسه بالنفي بتنهيدة وهو يناظر أمه : ما سويت شيء بس قفلت المكيف وسحبت البطانية ورميت عليّ منشفتي ووقت إني جهزت قلتلك شعري فيه مويا قلت ما يضرّك البرد تلثّم بشماغك وإلحقني الحين وإن ما لقيتك بالمسجد حلقت شعرك لجل ما تتحجج به ، ما سويت شيء الله يحفظك لنا ..
ضحكت قصيد بذهول ، وإبتسمت سلاف : إنت وش فيك على شعره يعني ما فهمت ليه يحلقه
كشر تركي مباشرة ، وضحكت قصيد : يغار تركي يغار
هز راسه بالنفي : ولّى زمننا حنا ماعاد نغار ، ما عاد فينا حيل بس يرضيك لا صار وقت الصلاة يوقف لك يبه والله شعري فيه مويا برد ؟ وراك مخلّيه كذا دامه بيمنعك
إبتسمت سلاف بخفيف ، وتنحنح عذبي : بس بعقّب على كلام سموك بشيء ، إنت تقول كبرنا وولى زمننا إنت كبرت إيه الله يطولّ بعمرك وشيّبت لكن أُمي للحين ما تغيّرت ما أفرّق بينها وبين قصيد بشيء تصدق ؟ لو تعطيها مجال يعني يوقفون الخطّابـ
ما كمل نقاشه من ضربته قصيد مباشرة بذهول ومن ضحك تركي وهو يمسك عقاله يلي عالكنب بجنبه : تعرف هذا كيف طعمه ؟
ضحك وهو يحتمي بقصيد : لا تضربيني إنتِ ، يبه شدعوه حبايب حنّا ما تطقني ولا أطقك
إبتسمت سلاف : …
_






-

إبتسمت سلاف : تخيّل يطقك وأنا موجودة ؟ ما يسويها
ميّلت قصيد شفايفها من إبتسم وهو يناظر أبوه يلي تمتم بالإستغفار وهو يضحك : الله يعين ..
تعدلّ عذبي وهو يمد إيده لإسوارة قصيد بهمس : قاهرتني وقاهرني صاحبها ، أقطعها ؟
عضّت شفايفها وهي تناظره : أقطع روحك لو تقطعها !
_
« بيـت حـاكم »
أخذت ورد المخدة لحضنها وهي تناظر نهيّان : يعني إنت عمداً قلت لأبوي بالطريق وقفلت لأنك ما تبي تقول له ترى أنا الجاي لحالي وذيّاب بقى بالبر ؟
هز راسه بإيه وأبوه معصّب عليه بشكل لا يُصدق : من كثر ما عصّب أمس ما قدرت أقول له ترى ذياب عطى سيارته للعامل لأن ماله نيّة يرجع ، تعرفين وقت يعصّب وبس يعطيك نظرة ويصد يعني إن تكلّمت كلمة هديت حيلك ؟ إيه هالنظرة أخذتها أمس وتدرين مشى للجمعة لحاله ما صحّاني ولا قال لأمي تصحيني ؟
عضّت شفايفها وهي تناظر أمها يلي واقفة بجنب الشباك : والرجال يلي جوّ البر وش صار عليهم ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يصب لنفسه قهوة : فصل عليهم ذياب ، كنت أحاكي أبوي عنهم وقلتله جماعة جوّ يمنا وقفّلت ، وقت إني رجعت لذياب لقيته يقول لهم توكلوا على الله وجلس ما كأن شيء صار ولا قال لي شيء
رفعت ورد أنظارها لأمها بتساؤل : ماما على مين الغلط ذياب وإلا أبوي ؟ برأيك يعني على كل شيء
سكنت ملامح ملاذ وهي تشوفهم داخلين مع البوابة الخارجية بجنب بعض : الإثنين !
توجهت للباب تفتحه وتبيّن نظرات الذهول على ملامحها لأن نهيان قال لها بالأمس عن غضب ذياب ، وشافت هي بنفسها غضب حاكم يلي نام خارج البيت وإبتسم ذياب وهو يضمها من إندفعت له ، يقبّل راسها ودخل حاكم يترك مفاتيحه على الطاولة ويناظر ورد : جيبي لي مويـا
تركت المويا قدام أبوها وهي تجلس بجنب نهيّان ، وجلس ذياب عالكنب المُفرد وجلست أمه بجنب أبوه ، شد ذياب على إيده وهو ما طاوعه ضميره رغم كل شيء إنه يصلي الجمعة بعيد عن أبوه ويتركه لحاله وهو ما تعوّد هالشيء ، رغم إنه ما يدري كيف نام بمكانه خارج بيت الشعر ، وما يدري كيف صحى على صوت سيارته يلي رجع فيها العامل وما يدري كيف جهّز نفسه وتوجه للمسجد ولجنب أبوه يصلي معاه وقبل لا يرجع لسيارته نطق أبوه " أمك تنتظرك بالبيت " ..
سكرت ورد جوالها تقطع الصمت المخيف ونظرات الإطمئنان من أمها على ذياب : بطلع اليوم
عضّت شفايفها من ما إنتبه أبوها هي وش تقول وهمست لنهيان : مو وقتي صح ؟
هز راسه بإيه وهو يقرب الفنجال من فمه : ياقوّ قلبك !
نطق حاكم وهو توه يستوعب : مع من بتطلعين
شدت على أناملها لثواني : قصيد ، بنت المحامي
_


بارت : 63

-

هز حاكم راسه بزين وهو يلف أنظاره لذيّاب يلي كان على جواله لكن ملامحه ما تبشّر بالإرتياح من قفّله وهو يشد على إيده ، ورجّع أنظاره لنهيان يلي متردد بالنطق : تكلّم
تنحنح نهيّان وهو يعدل أكتافه : أبي فلوس طال عمرك
رفع حواجبه لثواني ، وما سأل عن السبب نهائياً : كم تبي
سكنت ملامح نهيان من طلع أبوه محفظته : يلي يجي من خاطرك ما أقول عليه لا ، سيارتي يبي لها قطع غيار
مد له بطاقته وهو يرجع محفظته لجيبه ، وسكنت ملامح نهيان : أنا نهيّان مو ورد ، بتعطيني البطاقة كلها ؟
هز راسه بإيه بسخرية : تخيل أشوف هالوجه وجه ورد ؟
إبتسم وهو يوقف يقبّل راس أبوه ، وتنحنحت ورد : ماشاءالله الله يرزقنا
ضحكت ملاذ بذهول : ورد بلا طمع
إبتسمت بعبط وهي تلمح إبتسامة أبوها الخفيّة : لو الطمع يضحّك حاكم ليش لا !
إبتسمت ملاذ وهي تناظر ذياب يلي بجوفه سؤال هالمرة وبالفعل نطق يوجه حواره لأبوه : أبوي
لف حاكم أنظاره له وهو يقفل الإتصال يلي وصله : سم
تردد لثواني وهو يرفع إيده لحاجبه ، وعدل جلسته بهدوء : عندي إجتماع العصر ، بالوزارة
هز حاكم راسه بإيه ، وكمّل ذياب : بن مساعد نظيري
ميّل حاكم شفايفه ، ونطق نهيان : يلي طحنت وجهه ؟
لف ذياب عليه وبالمثل حاكم ، ورجع نهيان جسده للخلف عند ورد بهمس : ماهو وقتي صدق !
هز حاكم راسه بإيه بهدوء وتعقّل وهو يناظر عيون ذياب : إن جاتك منه الكلمة لا تردها وإن زودها
كان ذياب ينتظر إن أبوه يقول له " إن زودها أنا بتصرف " لكن صُعق من رجع جسده للخلف : وإن زودها هدّيت حيله مرة ما تعجز عنه مرتين ، ومستقبلك تداريه بعد ما تربيه
هزت ملاذ راسها بالنفي : وإن زودها صدّه أكثر لا تقربه ! ما وصلت لمكانك لجلّ يطلعك منه !
هز حاكم راسه بالنفي : ما يطلعه منه هو حده كلام بس
هزت ملاذ راسها بإيه : كلام يهزّه دامه وسط الإجتماع !
هز حاكم راسه بالنفي ، وتنهدت ملاذ : الله يعين
لف أنظاره لورد : متى بتطلعين إنتِ ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : العصر يمكن أو العشاء
هز راسه بزين ، وتعدل نهيّان بإبتسامة : أنا أوديك
هزت راسها بالنفي ونطق حاكم : ما عندك مباراة إنت ؟
هز راسه بإيه : عندي بس لو تبيني أسحب وأوديها سحبت ما عندي أغلى من بنتك يلي هي إختي ورد
إبتسم ذياب على إسلوب نهيّان العبيط ، وهز حاكم راسه بالنفي : بنتي أنا أوديها وإنت خلّك بدنيتك
إبتسمت ورد ، وناظر نهيان ذياب : بتجي ؟
هز راسه بإيه : إن خلصت إجتماعي بدري جيتك ..
قام ذياب ونطقت ملاذ مباشرة : ما جلست معانا
قبّل راسها بخفيف : بجهز للإجتماع
_



بارت : 64

-

صعد الدرج تحت أنظارهم وقامت ورد : بكلم قصيد عشان أشوف وأتجهّز لو بنطلع العصر أو العشاء
توجهت للأعلى ، وتمدد نهيان عالكنبة وهو يناظر أمه يلي رجعت جسدها للخلف على ذراع أبوه يلي حاوطها ووقف : بروح أشوف لي دبرة ولا يهمكم ..
إبتسمت ملاذ وهي تحاوط ذراع حاكم يلي عليها : شفت كيف الدنيا بسيطة وقت تتحاورون ؟ وقت تتكلمون ؟
ما تكلم لكنه قبّل رأسها ، ومدت إيدها على صدره : هو يحتاجك ، وإنت تحتاج تكون أهون من كذا عليه ..
هز حاكم راسه بالنفي وهو يعض شفايفه بهمس : هو يحتاج شخص يحتويه مثل نهيّان ، ما يحتاجني أنا ..
رفعت أنظارها له لثواني وهي تلمح إحمرار ملامحه المباشر ، وسكنت إيدها على محل قلبه يلي تدري به يصارع الألم وشعوره : حاكم
أخذ نفس من أعماقه وهو يقبّل راسها لدقائق طويلة ، ورجّعت ورد يلي كانت بتنزل لهم خطاها للأعلى قبل ما يشوفونها وتنفضّ جلستهم وهي تعرف مقدار الحب العظيم يلي بينهم لكن من فترة طويلة صارت لحظاتهم مُتباعدة ولا يحصل لهم وقت لوحدهم نهائياً من إنشغال كلٍ منهم بأموره وخلافاتهم المستمرة على أخوانها رغم إنّ أعذب حب شافته بحياتها هو حبهم ، حبهم الكبير يلي ما تتوقع إنها ممكن تشوف أو تسمع عن مثله بحياتها حتى بالخصام كلٍ منهم يدور راحة الثاني ..
دخلت لغُرفتها وهي تدندن وكشرت من نهيان المتمدد على سريرها : كيف جيت هنا
إبتسم وهو يرجع إيده خلف راسه يتكي : ما تبيني ؟
ما ردت عليه وهي تفتح دولابها تطلع لها ملابس ، وتشاوره بين بلوزتين : هذا وإلا هذا ؟
ميّل شفايفه بتفكير لثواني : ولا واحد ، وريني شيء غير
ميّلت شفايفها بتكشيرة وهي تطلع شيء ثاني ، وثالث ورابع وكثّر نهيّان من اللّا والتفكير الطويل لحد ما قُطع كلامهم من الصوت يلي نطق : هذا يليق عليك
لفت لذياب يلي متكي عالباب وإبتسمت : من أول !
إبتسم بخفيف وهو يعدل شماغه وإبتسم نهيّان : شيخنا
إبتسمت ورد وهي تشوف بشته يلي طاويه على الشنطة يلي بإيده : متى تصير شيخ مثله طيّب فهمنا ؟
هز راسه بالنفي : أنا حالف البشت ما ألبسه إلا لزوجتي وإلا تخيّلي حتى بإجتماعات العمل بشت وش هالضيقة !
دخلت ورد لغرفة ملابسها تلبس ، ورفع ذيّاب حواجبه : إنت ليه متكّي هنا ما وراك شيء تسويه ؟
هز راسه بالنفي : أحب أشوف أحد يتجهز قدامي لو دريت إنك تتجهز وكاشخ كان جيت تكيّت عندك بالأول
طلعت ورد وهي تشاورهم : هالشنطة وإلا هالشنطة ؟
تنحنح نهيان وهو يكح : شنطة وحدة تبيعني وتشتريني
إبتسم ذياب وهو يأشر على الصغيرة حجماً ، وإبتسمت بإعجاب : حبيت لأن نفس إختياري ، نهيان ؟
_



بارت : 65

-

ميّل شفايفه بسخرية : يعني بتتركين رأيك ورأي ذيّاب وبتسمعين رأيي لو قلتلك إلبسي الثانية ؟
هزت راسها بالنفي بتفكير : صح عليك ما بسمعه لا تقول
لف ذياب أنظاره لساعته : تدفّي زين وتحصني لا طلعتي
إبتسمت وهي تهز راسها بزين ، ونزل ذياب للأسفل لجل يتوجه لإجتماعه وجلست هي تتعدل وتكمّل تجهيزها تحت سوالف نهيّان أخوها يلي ما بقّى شيء ما سولف عنه ..
_
« الوزارة »
دخـل وهو يتوجه لمكانه حول الطاولة الدائرة مُترامية الأطراف ويجلس بمكانه المخصص له ، كان المستشار بصدر الجلسة والباقين مُجرد أعضاء محللين وهو من ضمنهم ودوره بهالجلسة للإنصات فقط لأن ما عنده شيء يضيفه ولا وده ، كان ينصت ولا يعقّب على أي موضوع ويتجاهل كثير النظرات يلي توصله وطالت النقاشات لكن بنهايتها نطق الشخص يلي يقابله : حضرة المستشار إن إنتهت مطالبك ، عندي شيء ودي أقوله
إسترسل بكلامه من سمح له المستشار : المثل يقول طالب الولاية لا يوّلى ، وأنا أقول ولد صاحب الولاية لا يُولى طال عمرك ، حنّا مجلس لنا آراء وأفكار وإستقلالية ولا ودنا نرتبط بأشياء من الأجهزة الأمنية الثانية ..
توجهت أنظار الأعضاء لذيّاب لأنه هو المقصود وهو الوحيد يلي أبوه بالمجال العسكري ، ورجّع المستشار جسده للخلف : هذا تشكيك قوي يا بن مساعد ، إن كان مجرد رأي ما ترميه هنا وإن كان عندك دليل إن لنا الضرر فيه ، عطنا دليلك .
إبتسم بثقة وهو يناظره : لي نظرة بالناس وأطباعهم ياطويل العمر ، وقريب يذيع الصيّت للولد والأبو
وجه ذياب أنظاره بحدة تجاه هالشخص وإنتهى المجلس بإنصراف المستشار ومن خلفه الأعضاء ، وآخرهم كان ذياب يلي شبّت أعصابه من آخر جملة لهالشخص ولا وده يشتبك معاه ، طلع من الوزارة وهو يشوف رسالة من أبوه يتطمّن على الجلسة ، ورفع الجوال يتصل عليه وإبتسم بن مساعد يلي كان لخلفه : بتشكي للفريق إنّك قربت من الباب بهالوزارة ؟ ماهو منصبٍ لك جدك عسكري وأبوك عسكري والمفروض إنت عسكري ما تجي لهالمناصب الرفيعة ولا أدري شيبانك كيف دخّلوك
إبتسم ذياب وهو يلف أنظاره له : قد جربت تبكي وإنت لابس بشت ومسوي أرجل منك مافيه ؟ قد جربت تشهق قدام الوزارة ؟
إبتسم بن مساعد وهو يبتعد عن دربه ، وتمتم ذياب بالإستغفار وهو يرفع جواله لإذنه ويفتح باب سيارته وتنحنح حاكم يلي ما قفّل وسمع كل الحوار يلي صار : من ولده ذا ؟ ولد مساعد من ؟
رمى ذياب بشته وشنطته عالمقعد يلي بجنبه : ما عندي علم ولا ودي أدري لكنّ براسه شيء ماهو طبيعي
هز حاكم راسه بزين من ركبت ورد بجنبه : يتربى يابوك ، يتربى هو وأمثاله وزين إنه طلع من بداياتك لجل تقطع كل لسان يـ..
_



بارت : 66

-

ينطق من بدري ، بتلقى الضعيّف والقوي يتكلم عنك لكن إنت ماعليك من هرجهم عليك من نفسك وإنت وش تسوي حق وإلا باطل ..
هز راسه بزين وهو يمسح على جبينه ، وما توقّع لو نقطة وحدة يسمع هالكلام من أبوه : إبشر ، توصي شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : سلامتك الله يحفظك
_
« بيـت تركـي »
أخذت نفس بخفيف وهي توقف قدام أمها يلي إبتسمت بإعجاب : بسم الله على بنتي ، تحصني زين طيب ؟
هزت راسها بزين وهي تناظر نفسها لثواني ، ودخل أبوها يلي على جواله : جهزتي نمـ
قطع جملته من لمحها وهو يبتسم ، وسكر جواله يدخله بجيبه ودخل عذبي يلي شد على ذراع أبوه : ضاعت علومك ياوحش ، يعني بنت سلاف وش تبيها تكون ؟
ضحكت سلاف من تمتم تركي يسمي عليها ويتنحنح وهي توقف من على السرير : تدللها لدرجة ما أتوقع فيه شخص بالدنيا يقدر يدللها مثلك ، خفّ عالبنت شوي !
همس عذبي بخفيف : صح ، إترك دلالك لأمي وهي لا
إبتسمت قصيد وهي تعدل شنطتها على كتفها : نمشي ؟
هز راسه بإيه وضحكت سلاف بتذكّر : تذكر وش كنت تقول لها وهي صغيرة ؟ وقت تتدللّ عليك ونقول لك ياتركي لا تدلل البنت كثير !
إبتسم وهو يدخل قصيد تحت ذراعه وكيف ينسى : صغيّر خله يتدلل ، أحبّه ولازم أتحمّل
ضحكت وهي تدفن وجهها بكتف أبوها يلي ضحك : ولو إنها كانت مرهقتني بتهديد الخصام ، بس وش نسوي
هزت قصيد راسها بالنفي : ما كنت أخاصمك !
هز راسه بإيه وهو يكمّل : يقول إنه بيخاصمني ، وينوي القول وما يفعل وهذا كان وضعك ياحبيبتي تتكتفين قدامي ثانية وحدة ثم ترجعين وتجين بجنبي وبحضني ..
تنحنح عذبي بغيرة شديدة : ياخي حرام والله !
ضحكت سلاف وهي تحاوطه : إنت مالك حق تقول حرام أكلت كل الحب والدلال قبل تجي قصيد !
هز راسه بإيه : سنتين وكم شهر يعني ما إستوعبت حتى
إبتسم تركي بخفيف : بتروح مكان إنت ؟
هز راسه بالنفي وهو يحاوط أمه : بجلس مع أمي
هز راسه بزين ، ونزلت قصيد تسبق أبوها لسيارته وتتوجه للكوفي المُتفقين إنهم يتقابلون فيه ، نزل تركي من السيارة بإبتسامة من لمح حاكم يلي نزل من سيارته يتأمل ورد لحد ما دخلت : بوذيّاب
إبتسم مباشرة من لمحه وهو يسلم عليه : حيّ بوعذبي
ضحك تركي يلي بالمثل كانت عينه تراقب قصيد لحد ما دخلت : الظاهر إننّا ما بنهون عن هالطبع ياحاكم ؟
هز راسه بالنفي لأن من طفولة ورد وقصيد وأي مكان ينزلونه كانت تتبعهم عيون آبائهم بهالشكل : ما بنهّون
تنحنح تركي وهو ما وده يمشي لأن المكان بعيد عن وسط الرياض وإنصدم من بُعده : نجلس هنا ؟
رفع حاكم إيده لحواجبه بتردد : نشوف الوضع ؟
هز تركي راسه بإيه بموافقة : نتطمن ونمشي تم ؟
_




بارت : 67

-

هز حاكم راسه بإيه وهو يقفل سيارته ، وبالمثل تركي ..
وقفت ورد من لمحت قصيد يلي دخلت توها وهي تأشر لها ، وإبتسمت قصيد مباشرة وهي تضمّها بهمس لأنها ما شافتها من مدة طويلة : وحشتيني !
ضحكت ورد وهي تضمها بالمثل : لو وحشتك ما غبتي هالفترة كلها لجل الكويت وأهلها ! أخيراً تلاقينا
ضحكت وهي تجلس قبالها وظهرها ناحية المدخل وسكنت ملامح ورد وهي تشوف أبوها وعمها تركي داخلين ولفت قصيد من سكونها وهي تناظر جهة الباب وضحكت غصب عنها : توقعت بشكل مو عادي طيب
ضحكت ورد وهي تاخذ نفس : بيجلسون صدقيني
هزت قصيد راسها بالنفي : شدعوه أكيد يتطمنون عالوضع لأن المكان بعيـد ويمـ
سكنت ملامحها من توجهوا لطاولة بعيدة يسحبون كراسيها ويجلسون وتغيّرت جملتها وهي تتنحنح : أو بيجلسون ماشاءالله عليهم بس شدعوه خساير طاولات يجون معانا ليش لا
هزت ورد راسها بالنفي بضحكة : هم مو موجودين هنا وش يدريك إنتِ ؟ يبونا ناخذ راحتنا أصلاً
هزت قصيد راسها بإيه وسكنت ملامحها من مجموعة رجال جوّ يمهم يسلمون عليهم : يوتّر شوي طيب
عضّت ورد شفايفها من جلسوا معاهم هالأشخاص والواضح إنهم يعرفونهم : طبيعيين إحنا صح ؟
هزت قصيد راسها بإيه : متعودين قصدك مو شيء جديد
وفعلاً كان التعود منهم ولا يتضايقون منه نهائياً ،أخذتهم السوالف مع برودة الجو وجمال المكان المستحيل ، جلساته الخارجية والمشّبات يلي يتركونها بين جلسة والأخرى والدفايات يلي تمليّ الجو دفء عليهم ، إبتسمت قصيد وهي تتأمل القمر وضحكت من رسالة أبوها : يقول معانا فروات بالسيارات تبونها ؟
ضحكت ورد وهي تناظرهم : الله يديمهم لنا يارب
إبتسمت قصيد وهي ترد لأبوها إنهم ما يحتاجونها وإنهم متدفين وتركت جوالها على جنب وهي تتكي : أحبّ
إبتسمت ورد بالمثل وهي تتذكر : بطلع مع البنات بكرة للمخيّم ! ضروري تجين وما أقبل لا نهائياً ولا أرضى
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي وتشد على وشاحها : توترني المخيمات وإنتِ تدرين لا تجبريني
هزت راسها بالنفي بإصرار : ما بتقولين لي لا نهائياً
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بزين : يصير خير
عضّت ورد شفايفها بتوّعد : لو ما جيتي ياويلك ، أنا باخذك معي أصلاً يعني تخيلي أكون عند بيتكم وإنتِ مو ناوية تروحين ؟
ضحكت قصيد وهي تناظرها بعبط : بتخطفيني ؟
هزت راسها بإيه : إي ومسموح لي صدقيني ، كل البنات تعرفينهم صحباتي من الجامعة وبنات عمامي يعني مافي أحد غريب عليك ، لازم نفك عقدتك من المخيمات ..
إبتسمت بخفيف وهي تتأمل باطن يدها لثواني ، وإبتسمت ورد : آخر مره جيتي مخيماتنا تذكرينها ؟
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ قهوتها : ..
_



: 68

-


هزت راسها بالنفي وهي تاخذ قهوتها : ما أذكر شيء نهائياً ، بنروح للمخيمات حقتكم ؟ يعني بتروحين لها
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : مخيماتنا ملكية خاصة لذياب ما نقربها إحنا ، بنروح مخيم ثاني ..
إبتسمت قصيد وهي تناظر ورد : أصدمك بشيء ؟ صاير عندي شغف مو عادي للصقور وأتوقع تذكرين كيف كنت أخاف منها ما أحبها
ضحكت ورد بإعجاب : فيه تطوّرات حبيتك ! وش سرّ الشغف طيب ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : شغف بيوم وليلة لا تسأليني كيف جاء ولا شلون لكنه جاء ومو عادي أبداً صدقيني
_
« أحـد الملاعـب »
صرخ بنشوة إنتصار مستحيلة وهو يرمي تيشيرته بعيد عنه لأن طول الوقت وهو على أعصابه من نتيجتهم المتعادلة مع خصمهم وبآخر الدقائق قدر إنه يسجّل وينهي النتيجة لصالحهم ، ضحك ذياب وهو يشوف إنبساط أخوه وفريقه المستحيل وهو يصفّق له ، وإبتسم نهيّان من لمحه بالمدرج بمكانه المعتاد يصفّق له ودق له تحية مباشرة وهو يتوجه لغرفة الملابس وكانت عشر دقائق لحد ما طلع وهو شايل شنطته على كتفه ويركض بإتجاه أخوه ذياب يلي ضمّه مباشرة وهو يعدل له الكاب على شعره المبلول : ما قصّرت وش هالمرجلة !
ضحك نهيّان وهو يشرب مويا : أعصابي إنتهت إنهلكت
إبتسم ذياب وهو يدخله تحت ذراعه : قلنا لك مستقبل ياوحش بس إكتفيت بهالدوريات البسيطة ، صار لها إسم من بعدك عاد وإلا ما كنا ندري عنها
ضحك نهيان وهو يهز راسه بالنفي بغرور : تدري بي ما أحب الظهور الإعلامي ، الحين وأنا مخفي ياكثر المعجبين كيف لو صرت مثل ما تبوني لاعب كبير ؟ ما تنام من إزعاج المعجبين بعدين وأنا أهمّ ما علي راحتكم
ضحك ذياب وهو يميّل شفايفه : ترى ما يعرفك غيرنا
إبتسم نهيان وهو يركب بجنبه : الله يعزّك ، أبوي وينه
رفع أكتافه بعدم معرفة : على وقت إنه قال بيودي ورد ما عندي علم عنه
ضحك نهيّان بذهول وهو يشوف ورد مصورة أبوهم لهم بأحد الكوفيهات ولف الجوال لذيّاب : تصدّق !
إبتسم ذياب وهو يأشر على تركي : إذا عُرف السبب
إبتسم نهيّان غصب عنه : يعني أدري بأبوي يموت عند ورد لو قالت هات عيونك عطاها إياها بس لهالدرجة حب جالس معاهم هناك ؟ حتى المحامي شكله مو قليل
هز ذياب راسه بإيه وهو يدري كيف تركي يقدّس قصيد بشكل مستحيل وكيف إن كل أسباب دلالها أبوها وإبتسم نهيّان : نزورهم نشيّك على الكوفي حقهم ؟ وش تقول ؟ نار وحطب وجوّ خارجي تحبه إنت قل تم
ضحك وهو يناظر أخوه لثواني ، وإبتسم نهيّان : قل تم
_



'
-
هز ذيّاب راسه بزين : تم لكن ماهو بلبسك هذا تحلم
نزل نهيان أنظاره على لبسه : شفيه
هز ذياب راسه بالتفي لأنه لابس تيشيرت وشورت وجاكيت : شفت الرجال يلي يمّ أبوي ؟ ما تقابلهم كذا
كشر نهيّان : ياعمي بتزوج بناتهم وأنا مدري ؟ ودينا بس
ضحك ذياب وهو يناظره : متأكد ؟
هز نهيان راسه بإيه : حاكم آل سليمان جالس بكوفي وحركات شباب وأفوّت هالمنظر ؟ ما بفوته والله
إبتسم ذياب وهو يحرك ومستغرب من روقان نهيان الشديد يلي تذكر : بكره ورد بتروح مخيّم مع صحباتها ، قال أبوي هو عنده كم إجتماع ويا أنا يا إنت بنجلس قريب منهم
هز راسه بزين بدون رد ، ونزل نهيّان وهو يناظر المكان : إيه الحين عرفنا الفريق ليه نزل وداخل الكوفي
إبتسم ذياب لأن فعلاً المكان بعيد ، ومشى نهيان بجنب أخوه يلي وقف عند المدخل وهو يرد على جواله : سم
سكنت ملامح ورد وهي تشوف أخوانها ، وصار نهيّان فقط من لف ذياب يرجع لأدراجه : شوفي !
لفت قصيد أنظارها للمدخل وضحكت ورد من توجه نهيّان لأبوه : نهيّان وما يجي ؟ مستحيل
إبتسمت وهي تناظرهم من سحب نهيان الكرسي يجلس معاهم بكل أريحية : الكوفي يحق لهم يطردونا شوي
هزت ورد راسها بإيه بموافقة وهي ترسل لذياب تسأله ليه ما دخل ، وكانت ثواني لحد ما وصلها الرد منه إن أمه كلمته وبيرجع يوديها ووصلتها رسالة من أمها بالمثل : يحق لهم وبس ؟ ، أمي تقول هي رايحة لبيتكم وياليت نرجع إحنا كمان ونجلس معاهم دام الوقت توه
هزت قصيد راسها بإيه وهي تشوف رسالة من أبوها يسألها إذا بترجع معاه أو بتبقى مع ورد : بروح مع أبوي ، تجين معي ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشوف رسالة من نهيان : نهيّان يبي يقول لي عن المباراة حقته ، نتلاقى هناك
هزت قصيد راسها بزين من أبوها يلي وقف وهي تعدل وشاحها وتمشي بجنبه : تركي وش هالحركات الحلوة ؟
إبتسم بخفيف وهو يشد على كتفها : وش ؟
إبتسمت لثواني : عادي أقولك معلومة بسيطة ؟ لو تلف الدنيا والعشر كواكب ما تلقى لك بنت زيي
إبتسم من فتحت الباب لنفسها : لو تلفين الدنيا والستين كوكب والمجرات كلها ، ما تلقين أبو زيي ..
إبتسمت وهي تشوف عمها حاكم ونهيان وورد يلي متوجهين لسيارتهم : حتى عمي حاكم بيجي هناك ؟
هز راسه بإيه : بيجون عندي ببيت الشعر ..
_
« بيـت تركـي »
دخلـت ملاذ للداخل ، وعدل ذياب وضعية سيارته لجل يمشي لكن وقف من الشخص يلي يدق على شباكه ، نزل من جاء عذبي لناحيته وهو يسلم عليه ويشد على إيده : تراك بتدخل وتجلس جايين أبوك ونهيّان وأبوي بالطريق
هز ذياب راسه بالنفي ، وشد عذبي على إيده بإصرار : والله بتدخل ما بتروح مكان جاك العلم
إبتسم وهو يهز ..
_
#كل_الهوى_برد_ولهيب



بارت : 70

-

إبتسم وهو يهز راسه بزين : بوقف السيارة وأجيك
إبتسم عذبي من حرك ذياب يوقف سيارته بعيد ويمشي معاه لبيت الشعر وكانت ثواني بسيطة فقط لحد ما دخل تركي وبجنبه قصيد ورفعت حواجبها من إبتسامه أبوها وأنظاره على بيت الشعر : جاء أحد ؟
إبتسم وهو لمح ظهر ذياب يلي دخل بيت الشعر : روحي يم أمك خلاص وقولي لها الرجال عند أبوي
توجهت للداخل وهي تنزل طرحتها على أكتافها ، وعدلت نفسها لآخر مرة وهي تدخل وإبتسمت أمها :
يا هلا ! ورد ما جات معاك ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : ورانا مع عمي حاكم وأخوها
إبتسمت ملاذ وهي توقف وتسّلم عليها : بنت الشاعر ، وش هالغيبات ما بغينا نشوفك ؟
إبتسمت بإحراج مباشر لأن " بنت الشاعر " لقب يقولونه لها عمها حاكم ، وزوجته ملاذ بشكل يوتّرها ما تدري ليه ، ضحكت سلاف وهي تناظرها : نزلي عبايتك وتعالي تقهوي معانا لا تطولين ، حيّ الله وردنا !
إبتسمت ورد يلي دخلت مع الباب بإحراج : الله يبقيك
لفت ملاذ تجاه ورد يلي سلّمت على سلاف وجات تجلس بجنبها ، تنزل عبايتها ونزلت قصيد من الأعلى وهي تبتسم لورد وتذكرت : ماما عمي حاكم ببيت الشعر
هزت راسها بإيه : عرفت ، جهّزت لهم القهوة من وقت إرسلي لأخوك لو يبون الشاي أقوم أسويه لهم
_
« بيـت الشعـر »
دخـل حاكم وهو يسلم وإستهّلت ملامحه بشكل ما يقدر يخبيه من طاحت عيونه على ذياب : الذّيب
إبتسم ذياب وهو وقف يقبّل راس أبوه ، وجلس حاكم بجنبه وهو يشد على إيده ويناظر تركي : الحين نرتاح الحمدلله ليتهم دايم يتوّبون من هالأماكن ويتجمعون هنا
ضحك نهيان وهو يتنحنح : ما يحتاج يتوّبون وإنتم وراهم
لف عذبي أنظاره لأبوه : كيف ؟
تنحنح تركي : حنّا كنا بنتطمن عالوضع يابوك ، الكوفي بعيد وزحمة ناس قلنا ننزل ونشوف وضعهم لكن قدّر الله وجلسنا لكن بعيد عنهم تعرف نحترم الخصوصيات فوق كل شيء
ضحك عذبي وهو يناظرهم بذهول ، وتنحنح نهيّان بهمس : زين إن محد منهم جرّب يناظر وإلا وش يسلّم عظامه المسكين
سكت عذبي يلي كان على وشك إنه يشرب قهوته لكنه وقفها من سمع نهيّان ، وضحك تركي وهو يشوف ملامحه تميل للإحمرار من محاولاته لأنه يكتم ضحكته : ما سمعنا نهيّان وش قال لكن الواضح إنت سمعت
ضحك نهيّان وبالمثل عذبي يلي نزل فنجاله وهو يضحك ، وإبتسم حاكم : الله يخلف عليكم
إبتسم نهيّان وهو يناظر السوني المشبوك خلفه ، وتنحنح لكن كانت لعذبي المبادرة : حنّا مكاننا هناك ؟
هز راسه بإيه بموافقة شديدة من كان مقصد عذبي عالسوني ، وضحك تركي من قاموا الإثنين كلٍ منهم ياخذ له مركى يحطه خلف ظهره وكانت دقائق لحد ما بدأت مباراتهم ، وإستمّرت سوالف حاكم وتركي
_



بارت : 71

-

وشوي من ذياب وصرخات من نهيّان وعذبي ومباراتهم لحد ما إنتهت بفوز عذبي ..
_
« بيـت حـاكـم »
تمددت ورد عالسرير وإبتسمت من فُتح بابها وهي تعرف حق المعرفة إن أُمها خلفه ، إبتسمت ملاذ وهي تجلس على طرف السرير : سولفي لي ، وش صار معاكم
هزت راسها بالنفي وهي تضم مخدتها : جلسنا نسولف عن الجامعة ، بعدين قلت لها باكر بتروح معي للمخيّمات مع البنات وما أقبل منها رفض حتى والمخيمات توترها مثل ما تقول بس باخذها
هزت ملاذ راسها بإيه بإبتسامة : زين ما سويتي
ضحكت ورد : تدرين صاير عندها شغف بأيش ؟ الصقور ! تقول لي شيء مو طبيعي بيوم وليلة
إبتسمت ملاذ بإعجاب : ماهي هيّنة بنت الشاعر ، شكلها ما صارحت أبوها إن عندها هالشغف وإلا شفنا صقور الدنيا عندها الله يحفظه لها
ضحكت ورد وهي تهز راسها بإيه : قالتلي ما قالت لأبوها ولا لأمها ، أمها ما تحب حتى الخيول
هزت ملاذ راسها بإيه : تخاف منهم حيل سلاف
رفعت ورد حواجبها بإستغراب : ليش تخاف منهم ؟
رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة : من طفولتها أتوقع ، صار لها موقف مع الخيول وكرهتهم ولا عاد تقرب حيوان بحياتها عكس قصيد ماشاءالله عليها أذكر وقت تجي مخيماتنا تموت عند الخيل البني
رفعت ورد حواجبها : خيل ذيّاب ؟ كيف كانت تقربـه ؟
رفعت ملاذ أكتافها : ما كانت تنتظر إذن من ذياب وما كان يكلمها أو يمنعها عنه ..
دق ذياب الباب ووصله صوت ورد يسمح له بالدخول : أمي عنـ
قطع كلمته من إبتسامة أمه : تعال عندنا أسئلة
رفع حواجبه وهو يجلس بجنبها ، وإبتسمت ملاذ وهي تحاوط أكتافه : توّ أنا وورد جبنا طاري ، يمكن تذكره إنت أفضل مننا بس بنت الشاعر كانت تحبّ خيلك البني ما كنت تردها عنه ؟
إبتسمت ورد وهي تناظر ملامحه : ما تذكر ؟
هز راسه بالنفي ، وكشرت ورد : وقت سألت قصيد اليوم هي وش تذكر من مخيماتنا ، قالت لي ولا شيء بعد وأحس مستحيل هي آخر مرة جات وقت كانت كبيرة شوي يعني أكيد تذكر وإنت دايماً فيها !
عدل أكتافه ، وإبتسمت ملاذ وهي تشد على كتفه : بلانا ياورد من الخافيّ البين ، ذياب بقولك موقف وأتحداك ما تذكره هذا كلنا نذكره ..
إبتسمت ورد : وقت رجعت قصيد مع أبوها من الكويت لحالها ، تذكر وش سوّت فيك ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت ملاذ : مديت لها إيدك تساعدها تركب السيارة ، وقت النزول كنت تبي تمشي قبل تمّدها لك لكنّها مشّت كلمتها هي ..
هزت راسها بإيه وهمست ورد : وقت رمى نهيّان المويا عليّ ، أخذتها عندك لجل ما يجيها شيء
سكنت ملامح ذياب ، وإبتسمت ملاذ وهي تمد إيدها لرموشه : وجلست تتأمل رموش صاحب الرمش الطويل بيديها ، كلنا نذكر هالموقف إنت ما تذكره ؟
_



بارت: 72

-

هز راسه بالنفي بهدوء وهو يمنع إيده عن باطن إيده الأخرى : ما أذكر مواقف الدلال ولا أهتم لها وإنتم تدرون
هزت ورد راسها بالنفي : مو منطق إنك تكره الدلال ذياب
ما كان منه رد من دخل أبوه يلي وقف لوهلة : وش عندكم مجتمعين هنا ؟
إبتسمت ورد وهي تتعدل : نسولف ، والحين نتمنى
هزت ملاذ راسها بإيه بإبتسامة : نتمنى تنوّرنا ، تعال
جلس حاكم على الكنبة المقابلة للسرير : الواضح إن ذيّاب ماهو مهتم لسوالفكم ، وش تسولفون عنه
إبتسمت ملاذ بخفيف : أسأل ورد عن بنت الشاعر وسوالفهم اليوم ووش صار ووش ما صار معاهم
رفع حواجبه لثواني : وذياب وش له بسوالفكم ؟
هزت راسها بالنفي : ذيّاب توه جاء يمّنا ولا يهتم لنا
هز راسه بزين وتذكّر : بنت الشاعر بتروح معاك باكر ؟
هزت ورد راسها بإيه : قلتلها باخذها معي ما أقبل منها لا
عدل أكتافه للخلف : ماهي متعودة عالمخيمات مثلك ياورد إنتبهي لها ، ظنّي للحين مثل طفولتها تخاف
هزت راسها بإيه وهي تبتسم : قالت لي تتوتر منها بس وش ممكن يجيها وهي معي ؟ ما أكون بنت الفريق لو ما تركتها تحبها وإلا وش تقول ؟
إبتسم وهو يناظرها ، وضحكت ملاذ : صعبة عليك شوي بس لأنك جبتي طاري أبوك بنقول إن شاء الله خير
وسّعت ورد عيونها تجاه أمها ، وتنحنح ذياب لأن الموضوع صار بأبعد ما يكون عنه لكنه باقي عنها ولا وده يسمع وكان على وشك الخروج لكن التساؤل الموجه من أمه لأبوه تركه يبقى بمكانه : ببالي سؤال من فترة طويلة تركي على حبه لبنته كيف بيزوجها ؟ أحسّه بالحيل
ضحك حاكم وهو يعدل أكتافه : يقول لي أم عذبي دايم تقول له هالشيء لكنّه عادل يقول إن جاها الرجال يلي يوقفون الرجال من بعده بعيني عطيته وأنا مرتاح ..
إبتسمت ملاذ بعبط وهي تناظر ورد : وبنتك ؟
تنحنح حاكم وهو يعدل أكتافه ، ووصل الجواب الكامل لملاذ يلي ضحكت ولورد يلي دفنت وجهها بمخدتها من خجلها وإبتسم ذياب وهو يوقف : عن إذنكم
وقف حاكم بالمثل ، وقامت ملاذ وهي تبتسم : نامي عشان تروحين مصحصحة ومروقة بكرا
إبتسمت ورد من دخلت أمها تحت ذراع أبوها يلي مد إيده يسكّر الأنوار ويخرجون للخارج ، همست بخفيف : يارب حب زي كذا أو لا نحبّ أبداً ..
_
« المخيـمات ، الظهـر »
نزلت قصيـد بجنب ورد وهي ما تدري وش الشعور يلي توسّط صدرها بدون مقدمات من توترها الشديد والغير عادي تجاه كل شيء ، إن ورد فعلاً كانت عند كلمتها ومن الظهر كلمتها " بنروح من الحين قبل البنات " وفعلاً كانت أقلّ من الساعة جهّزت فيها قصيد نفسها وكانت ورد مع السواق بالأسفل ينتظرونها ، سكنت ملامحها مباشرة من كان المخيّم غير تماماً عن المخيّم يلي تعودته
_



: 73

-


غير تماماً عن المخيّم يلي تعودته من طفولتها ، كان يضمّ بيت شعر وحيد ، ممر حجري تزيّنه الأنوار له طريق واحد فقط يوصّل لبيت الشعر وجلسة خارجية حول طاولة كبيرة يرتمي فيها الحطب يلي ينتظر إشعاله ، شدّت قصيد على وشاحها من الهواء : قلتي لي مين البنات يلي بيجون ؟
إبتسمت بخفيف : بنات عمي فزاع أتوقع تعرفينهم من الجامعة دُره وديم ، وسن بنت عمي جابر ، و جود بنت عمتي هتّان وصحباتهم يعني شوي بيصير زحمة بنات بس صدقيني زحمة تعجبك ما بتتضايقين
هزت قصيد راسها بزين وهي تاخذ نفس من أعماقها ، ونزلت فروتها على جنب وهي ترافق ورد لأنحاء المخيّم تتأمله معاها ودخلت يديها بجيوب جاكيتها : ما توقعته كذا ، لما قلتي لي غير توقّعت حول ناس أكثر
إبتسمت قصيد وهي تفتح باب بيت الشعر : تخافين ؟
هزت راسها بالنفي بضحكة ، وإبتسمت ورد : ما ناخذ مخيمات حول الناس إحنا دايم لازم تكون بأبعد مكان
ميلت قصيد شفايفها وهي تمشي حول المخيم ، تتأمل جلساته وبيت الشعر وتجهّز مع ورد الأغراض يلي جابتها لجمعتهم ، ردت قصيد على مكالمة أمها لكن ما تسمعها ولا تقدر تتكلم معاها وتذكّرت ورد : الأبراج هنا سيئة مرة لازم تطلعين من المخيم وتمشين مسافة شوي ويلقط
هزت راسها بالنفي وهي تعدل نفسها : ما يحتاج
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : ما يحتاج ؟ أو تخافين ؟ فيه فرق كبير بين الثنتين لو تركزين شوي
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي : شدعوه أخاف بالنهاية مو بس أنا وياك هنا صح ؟
هزت ورد راسها بإيه : بس أنا وياك قصدك ، حتى السواق رسلته يجيب لي أغراض من البيت
هزت قصيد راسها بزين ، وضحكت ورد وهي تاخذ فروتها ، وفروة قصيد يلي تركتها ببيت الشعر : إلبسيها
لبست قصيد فروتها وهي تتبع ورد يلي خرجت خارج المخيم ، وسكنت ملامحها مباشرة : ورد على وين !
إبتسمت ورد وهي تأشر لها تتبعها ، وشدت قصيد على الكاب يلي يمنع شعرها من إنه يطير من الهواء ، وعلى فروتها وهي تتأمل المدى الخالي حولهم ويلي فعلياً مافيه ولا أحد وتبعت ورد : ورد على وين طيب ؟
إبتسمت ورد وهي تفتح لها جوالها : على إنك ترسلين لهم خبر من البداية ، وعلى إنك تجربين شعور البر والمشي فيه بدون قيد لكن الوجهة ؟ مافي وجهة
إبتسمت وهي تتصل على أمها من رجعت الأبراج : ماما
إبتسمت سلاف وهي تترك الكيك من إيدها : أهلين ماما ! قال لي أبوك يمكن ما عندكم أبراج
عدلت فروتها عليها : بالمخيم مافي ، طلعنا شوي عشان ترجع الأبراج وأقدر أكلمك بس لو إتصلتوا ثاني ما بيوصلني ، عذبي صحى ؟
ضحكت سلاف وهي تشوف عذبي متمدد عالكنبة بالصالة : …
_


بارت : 74

-

ضحكت سلاف وهي تشوف عذبي متمدد عالكنبة بالصالة : عذبي مصدوم إنك تركتيه لليوم الثاني وطلعتي ، ما تعوّد هالغيبات منك ! المهم إنبسطي إحنا تطمّنا إنكم وصلتوا الحين وبخير وصوري كثير لا تنسين
إبتسمت بخفيف : تمام إن شاءالله
سكرت من أمها وهي تشوف السيارات جايين من بعيد ، وضحكت عليها ورد من كانت بترجع : تعالي كلهم البنات
وبالفعل كانوا البنات بسيارات متفرقة وإبتسمت ورد : شرفتونا ونورتوا برّنا يا أهلين
إبتسمت درة وهي تكشر لها : برّنا كلنا مو برّكم لحالكم
ضحكت ورد وهي تهز راسها بزين ، وإبتسمت ديم وهي تناظر قصيد يلي بجنب ورد : قصيد صح ؟
هزت قصيد راسها بإيه ، وفتحت ديم الباب وهي تنزل تضمها وضحكت دُرة أختها مباشرة : ياخفيفـة
إبتسمت قصيد بحب ، ولفت ديم على أختها : كملي بالسيارة للمخيم أنا بمشي معاهم ، أحب هالجو
إبتسمت ديم لثواني وهي تناظر قصيد : إنتِ أصغرنا أتوقع صح ؟ أنا أصغر وحدة فيهم وعمري ٢١
هزت قصيد راسها بإيه بخجل : تو دخلت العشرين أنا
ضحكت ورد بخفيف : قصيد لا تقولين لهم ، ديم عادي لكن البقية بيعاملونك بدلال مستحيل كأن أكبر منهم مافيه وإنتِ دلوعتهم خصوصاً وسن بتبقى شايلة همك كل دقيقة تجي وتدفيك بشيء وتصيرين كأنك بنتها
إبتسمت قصيد وهي تدخل مع ديم للداخل ، وقبل لا تدخل ورد وقفت تلف أنظاره للسيارة يلي جات صوبهم وعرفت إنهم أخوانها مباشرة وإبتسمت : ليش جايين ؟
تنهّد نهيان من أعماقه : حرّاس لمقامك الله يعين
ضحكت ورد وهي تناظر ذياب : إترك نهيّان عندنا لو عندك شغل إنت أو عادي لو بتمشون الإثنين ما علينا خلاف إحنا هنا ، يعني أنا ورد من بيقّرب من مكان أنا موجوده فيه ؟
ضحك نهيّان وهو يمسك وجّها بإيده : نسيتي تقولين إسم أبوي وراك عشان صدق كل أحد يعذّر لكن وقت تقولين ورد وبس على هالرقة حتى اللّي ماله بالحرش بيجرب يحارشك يشوف وش يطلع من وراك !
كشّرت غصب عنها ، وتنحنح ذياب : ناقصكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي : سلامتك ، إنتم تبون نسوي لكم شيء وأحد بيجي عندكم وإلا لوحدكم ؟
هز ذياب راسه بالنفي قبل لا ينطق نهيّان بشيء ويطقطق : ماعليك منّا ، روحي يمهم وحنّا قريب
هزت راسها بزين ، ونطق نهيان : تراه يقصد قريب بعيد ، يعني خذوا راحتكم وحنّا بس للفزعات إن بغيتوها
ضحكت ورد وهي تمشي لعند البنات ، ووقّف ذياب بعيد عن مخيّم البنات لكن بمجال يسمح له رؤية كل شيء حولهم وفتح الشنطة لنهيان يلي فرش لهم مراكيهم ، وجلس هو يتكي وإيده على صدره وناظره نهيّان لثواني : صدرك يوجعك ؟ إن كان مافيك حيل أجلس أنا الحين
هز ذياب راسه بـ…
_



بارت : 75

-

هز ذياب راسه بالنفي وهو يتأمل السماء ، وإبتسم نهيّان وهو ينزل فروته وفروة أخوه من السياره : إنت تدري تحتاج أيّ مخيمات وأي بر ، ما يرضيك الجلوس هنا
هز راسه بالنفي : إنت تبي الوحدة ياخوك ؟
هز نهيّان راسه بالنفي وهو يبتسم : أنا أبي راحتك
لف ذيّاب أنظاره لنهيّان : وإنت وش يدريك وش راحتي ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : تبي الصدق ؟ مدري وش يريّحك لكن تبي الأصدق من الصدق ؟ من أمس وحالك مختلف بك شيء ما تقوله ، عزّ الله يعز أبو ذيّاب يوم قال مافيه مثل الذيب ، الخافيّ البين ..
ضحك ذياب بخفيف وهو ما قد سمع هاللقب من أبوه : أبو ذيّاب وإلا أمه ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : أبوذيّاب بنفسه ، يوم كان يسولف للوالدة عنك وتنهّد ليتك سمعته يقول الخافي البيّن ذياب ، إنك تخفى عليه بأمور وبأمور أوضح منك معاه مافيه لكنّه يحبك ، يحبّك بشكل ماهو عادي ياذيّاب
ما يحبّ ذياب حكي العواطف ولا وده يرجع ويفكر بعلاقته مع أبوه لأنها زانت من يومين ، وهاليومين تكفيّه لأنه يخفف ضغط التفكير على نفسه من ناحية أبوه ..
_
« بعد العشـاء بوقت »
طلعت ورد للخارج لأخوانها : ذيّاب نبي نطلع نمشي بعيد
رفع ذياب جسده عن مركاه يناظرها : بعيـد وين
رفعت أكتافها بعدم معرفة : حول المخيم شوي من الجهة الثانية مو من عندكم ، بنمشي نشوف القمر على التلّ يلي هناك ومعانا كشافاتنا ما علينا خوف
شد على قبضة إيده بخفيف وهو يرفع إيده لحواجبه ، وناظره نهيّان بهمس من حس انه بيردها : ما بيصير لهم شيء حنّا حولهم !
لا تضيّق عليها حنّا حولها والبنات مع بعضهم ولهم خبرة بالبر وأموره ماله داعي كثير الخوف ، توسّع
هز راسه بزين يرد لها : خلكم حول بعض وإنتبهوا
إبتسمت وهي ترجع للمخيم عند البنات ، وتنهد ذياب من أعماقه وهو يرجع يتمدد ، يوصله صدى أصواتهم يلي يبتعد عنه كل شوي وما يدري ليه جلس بعدم إرتياح : نهيّان ، قرّب منهم وناد على ورد شف وضعهم
هز راسه بزين وهو يوقف : بشوفهم بس إرتاح إنت
توجه نهيّان قريب من المخيم وهو ينادي على ورد من بعيد ، ولف ذياب وهو ياخذ العكاز يلي بحضنه من نور السيارة يلي وصل لملامحه من جهته ووقف مباشرة لجل يضطر هالشخص يوقف عنده وتوضّح من وقوفه إن ماله غاية يبعد أكثر ، نزل وهو يقفل سيارته : تعبت أدورك ياطويل العمر ! أجبرتنا نمشي للفريق نسأله وين الذيب ولا أخفيك صابني خوف السنين كم صار لي ما قابلته !
ضحك ذيّاب وهو يضمه من مشى لناحيته ، وإبتسم وهو يشد على كتفه : حيّ الذيب !
_


بارت 76

-


إبتسم ذياب وهو يشد على كتفه بالأكثر : حيّ هالوجه
جلس نصّار بجنبه وهو ياخذ نفس من أعماقه : ما توقعت بشتاق للرياض وللبرّ كل هالشوق ! كم شهر صار لي بعيد عن هالأرض وعن هالجلسة وعنك !
إبتسم ذياب بخفيف : صارت شهور طويلة رحت من لهفتك وراها للفريق تسأله ، وين لقيته ؟
إبتسم نصّار وهو يهز راسه بإيه : ياولد ما بقيّت أرض أعرف إنك تروح لها إلا وزرتها ٣ ساعات أفرفر بالرياض أدوّرك ، كسّرت جوالاتك إتصالات مابه رد وقلت مالي إلا الفريق الله يطول بعمره لكني ترددت ، قلت يمكن إنت غايب عنه ما يدري وأجيه أنا أزيد ناره حطب ويثوّر فيني وفيك لكني رحت يمّه وجمّعت شجاعتي ، دقيت بابه وطلع لي الله يعزّه يهليّ ويرحب ثم قال لي ذياب هنا وشوفني عندك الحين ، رفيق درب وإلا ماني رفيق درب ؟
ضحك ذيّاب ونصّار صديق مواقفه كلها ، الصديق الوحيد يلي قدر يقول عنه صديق بمعنى الكلمة ويلي بكل مواقفه هو الأولّ الحاضر معاه ، صديق سنين الدراسة والتخصص والوظيفة نفسها رغم إختلاف الوزارات ..
_
جلست على الصخر يلي بالأعلى وهي مبهورة تماماً كيف ضمن الصحاري الواسعة فيه هالتلة البسيطة يلي قمتها كلها صخور ، جلست ورد بجنبها وبالصخرة يلي بيمينهم وسن وصحباتها الثنتين يلي إنضمّوا لهم مؤخراً ، وجنبهم دُرة وصحباتها الثلاث والصخرة يلي بالأسفل جود وديم وصحباتهم الخمس ، إبتسمت دُرة وهي تتأمل القمر : بنات نلعب لعبة ؟
هزت ورد راسها بإيه مباشرة ، وإعتلت أصوات البنات بالموافقة وإبتسمت درة وهي تلف أنظارها لوسن : إختاري وحدة من البنات
إبتسمت وسن بتفكير وهي تناظرهم : أقول إسمها ؟
هزت درة راسها بالنفي وهي تفكر بسؤال ، وإبتسمت بخفيف : آخر أمنية تمنيتيها بهالفترة كانت وش ؟
ضحكت وسن وهي تناظر ورد : حطيتك ببالي جاوبي
ضحكت ورد وهي تتذكر ، وإبتسمت بخفيف : آخر أمنيه قلتها على حب عظيم ، يارب إما مثل هالحب أو ما نحب
تعالت أصواتهم بالتصفير والتصفيق مباشرة ، وضحكت درة وهي تناظر وسن : السؤال عندك الحين وإختاري
إبتسمت وسن بتفكير مطول : ديم إختاري وحدة
إبتسمت ديم وهي تتكي على كتف صحبتها : إخترت
إبتسمت وسن بخفيف : قولي لنا موقف مستحيل تنسينه من طفولتك أو من هالفترة الحالية
إبتسمت ديم وهي تناظر قصيد : حطيتك ببالي جاوبي
توردت ملامح قصيد مباشرة لأن ما طرى ببالها مواقف كثير ، ورجعت جسدها للخلف بمحاولة لجمع الثقة لكن رجعت إيدها لحضنها مباشرة من إنجرحت ومدت ورد إيدها لها من فزتها : بسم الله عليك !
شغلت ورد الكشاف من جنبها وهي تشوف الدم والشوكة المغروسة بوسط يدها ، وشهقت وسن وهي تصعد بجنبها : ..



: 77

-
'

: بسم الله عليك ياماما بسيطة إن شاء الله ما تعور ! ورد معاك مطهر لصق جروح شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تسمع صوت نهيّان يناديها : بشوف نهيان ، قصيد توجعك مره ؟
هزت راسها بالنفي وهي ودها تختفي من إحراجها ، ونزلت ورد ركض لنهيّان يلي تبدلت ملامحه من ركضها : شفيكم !
هزت راسها بالنفي بإبتسامة خفيفة : شوف ذياب إذا بسيارته لصق جروح أو شيء ، وحده من البنات دخلت بيدها شوكة وأحس توجع لأن صار دم كثير
هز راسه بزين وهو كان بيمشي لكن رجعت خطاه مباشرة من إستوعب إنه ما سأل : من ؟
هزت ورد راسها بالنفي بإستغباء ، وتغيّرت ملامح نهيان مباشرة من توتر إخته يلي همست : قصيـد
هزت راسها بإيه ، وتوجه نهيان ركض لعند ذياب يلي وقف مباشرة : ولـد !
هز نهيان راسه بالنفي وهو يفتح الدرج الأمامي لسيارة ذياب ، وسكنت ملامح ذياب كلها من طلع لصق الجروح وهو يمنعه من الخروج بتساؤل لأن لو كانت ورد يلي صابها شيء لا قدر الله ما بيلقى نهيّان بهالثبات وإحساسه وصّله لتساؤل وحيد : بنت الشاعر صح ؟
هز نهيان راسه بإيه ، وأخذ ذياب اللصق والمطهر من يديه : إقعد عند نصّار
توجه لناحيتهم مباشرة وهو ينادي على ورد ، وسكنت ملامح دُرة بهمس من نداه : هذا صوت ذيّـاب !
تغيرت ملامح قصيد يلي ضمت على إيدها بعدم إحساس من طغى عليها توترها ، وشهقت وسن وهي تفتحها لها : لا ياماما يدخل الشوك !
نزلت ورد وهي تاخذ اللصق والمطهر من إيد ذياب يلي سكنت ملامحه من سمع شهقتهم ونُطق وحدة منهم بالشوك : دخل بيدها شوك !
هزت ورد راسها بإيه وهي ترجع لناحيتهم ركض ، وبقى ذياب بمكانه وهو وده يعصّب الحين لكنه يمسك أعصابه ، كانت وسن تسمّي بالله كل ثانية وهي تغسل يديها وتنزع الشوك على أقل من مهلها ، وعضّت قصيد شفايفها بألم من شعور المسحة المطهرة يلي تكرهه ومن إنتهى كل شيء بإبتسامة وسن المُريحة : خلصنا ! ما صار شيء الحمدلله بسيطة يا أمي ما يستحي هالشوك
ضحكت قصيد وهي تعض شفايفها ، ونزلت ورد لأنها ما تدري ذياب مشى أو لا والأكيد إنه لا وبالفعل كان باقي بمكانه : ذياب !
لف لناحيتها ، وإبتسمت ورد بإستغراب من تعكّر مزاجه : كلها شوكة ليه خفت هالقد وتعكّرت ؟ طلّعتها وسن خلاص وحطينا لصق وكل الأمور بالسليم الحمدلله !
عض شفايفه وهو يمنع حكي كثير بجوفه : قولي لها تنتبه لا يجيها الشوك أكثر
ما سمح لورد بالسؤال ولا الرد وهو يمشي لمكانه ويتمتم بالإستغفار ، وصعدت ورد لمكانها عندهم وهي تشوف ملامح ديم المذهولة لأنها سمعت كلام ذياب وكان منها السؤال : لا يجيها الشوك أكثر ؟ ذيّاب ليه عصّب ورد ؟
_


بارت : 78

-

رفعت أكتافها بعدم معرفة : يمكن لأنه من أول ما يبي نطلع برا المخيّم لكن ما قال ، ما يعصب بالحيل ذياب
ميّلت وسن شفايفها وهي تاخذ نفس ، وإبتسمت درة وهي تلف أنظارها لقصيد يلي نهائياً مو معاهم : قصيد ما جاوبتي السؤال ، القانون قانون ما نرضى بغير الإجابة
إبتسمت جود بخفيف : ولا تخبين شيء يوضح عليك
إبتسمت بخفيف وهي تلف إيدها لناحيتهم : يحق لي بناءً على هالمقاطعة إني أطالب بتأجيل دوري والسؤال ، وإلا ما يحق ؟
إبتسمت ورد بخفيف : أتحداكم تقولون لها ما يحق !
تعالت ضحكاتهم وإبتسمت وسن : بنت المحامي نجلس نترافع هنا لو قلنا لها ما يحق ، دخلتي قانون صح قصيد؟
هزت قصيد راسها بإيه وإبتسمت درة : عقبال ما نناديك المحامية ، بما إنك ما جاوبتي وطالبتي بالتأجيل بنغيّر الدور ، ديم إختاري غير قصيد ووسن جهزي سؤالك ..
_
رجع لعنـد صاحبه وأخوه يلي وضحت عليهم ملامح الإستنكار من غضبه الشديد وجلوسه بمكانه ، أخذ نفس وهو يمد إيده لمويته يشرب منها وتذكّر نصّار : إنت نمت عند الحطب مرة وتو يرجع عليك وجع الصدر وإلا ؟
هز راسه بالنفي ، وناظره نهيان : ودي أتكلم بس أخاف تفصل علي لكن واضح عليك اليوم كله يدك على صدرك
هز راسه بالنفي وهو يتعدل فقط ، وناظره نهيّان لثواني : طوّلت عندهم هناك ، شيء كايد ؟
هز راسه بالنفي وهو ترددت خطوته عشرين مره لجلّ يثبت نفسه وما يرجع عندهم يشوف إيدها وبالقوة قدر يسوق خُطاه لعند نهيّان ونصّار ، إبتسم نصّار وهو يدندن بخفيف من تعكّر مزاج ذياب الواضح : هالأسبوع عندي لك جدول مستحيل وغصب عليك تفضى لي ، نهيّان ؟
هز نهيان راسه بالنفي : أنا فاضي اليومين الجاية والباقية عندي مبارايات ، وش جدولك طال عمرك ؟
إبتسم نصّار وهو يناظر ذياب يلي يحاول يعدل مزاجه وواضح عليه من أنامله يلي تمشي على العكاز يلي بحضنه ، وأخذ يدندن وهو يمد العصا يلي بجنبه للحطب " أنا لو ما حصل ما كان وشهو الليّ يدريني ، بإنك ما سواك إنتِ سكنتي القلب والوجدان " ..
وشبك معاه نهيّان يلي يبتسم ، ويغنّي معاه ولف نصار أنظاره لذيّاب بإبتسامة : ما ودك تدندن معانا إنت ؟
ضحك نهيّان من نظرة ذياب لنصّار : ياويلك
ضحك نصار وهو يناظره : وش ياويلي ياورع عيب عليك !
أخذ ذياب عكاز جده وهو يوقف ، وتمدد نصّار بمكانه : إرجع لنا وإنت بمزاجك يلي نحبّـه ، لا تطوّل بس روّق
إبتسم نهيان من إبتعد ذياب للجهة البعيدة عن جلستهم وعن المخيم كله ، ولف أنظاره لجوالاته وأغراضه : ما أخذ معاه شيء ينّور له الدرب
رفع نصّار حواجبه وهو يأشر له على القمر المُكتمل بصدر السماء :
_


بارت : 79

-

: ماهو عاجبك ؟إنت لو عندك شيء إرجع بجلس مع ذياب أنا هنا
هز نهيّان راسه بالنفي : ما عندي شيء ، وراك تصرّفني ؟
ضحك وهو يناظره : دامك فهمت إني أصرّفك إمش
تكتّف بعناد وهو يعدّل مقعده وضحك نصّار : ما أصرّفك بس أدري بكم من متى وإنتم هنا وخبري فيك ما تطول
_
« عنـد البنـات »
ضحكت قصيـد من دُرة يلي تمشي قدامهم ولفت لهم تبتسم إبتسامة تبيّن إن خلفها شيء : نتسابق للمخيم ؟
هزت ديم راسها بإيه بموافقة ، وبالمثل جود وتعدلت وسن وهي تتنحنح: ولو إني أم وعندي بنيّة لكن بتسابق معاكم ومن العقوق إنكم تسبقوني لو ما تدرون !
ضحكت جود وهي تناظرها : وش دخلنا نصير عاقين إحنا
إبتسمت ورد وهي تعدل نفسها : وسن لا تلعبين هالدور ظنيّ إنك أسرعنا عندك شيء تركضين وراه ماشاءالله
ضحكت وسن بخفيف وهي تهز راسها بإيه : مميزات الأمومة تركضين أسرع من البرق وتمنعين كثير أشياء
إبتسمت قصيد بخفيف لكن دُرة أشّرت لها : قصيد مو عشانك أصغر مننا تهزمينا ياويلك ترى
إبتسمت قصيد بخفيف : مو ذنبي ليش ياويلي !
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : لك يلي تبين لو تسبقينها وهذا عهد عليّ صدق ، دُرة يارب تطيحين
تعالى الصراخ من عدّت وسن الواحد والإثنين والثلاثة وركضت تسبقهم كلهم وسط صراخ البنات عليها بإنها تغشّ بشكل غير عادي ، وصل صوت صراخهم وضحكهم لذيّاب البعيد يلي وقف بمكانه لحد ما إستوعب إنه صراخ ضحك وكمّل مشيه ، ضحكت قصيد وهي إحمرّت كل ملامحها : غش درة كانت تمسكني !
إبتسمت درة وهي تحاوط كتفها وتاخذ نفس : لأن وسن ركضت قبلنا كذا وإلا كذا ما بنتبعها ليش نتعب !
هزت ورد راسها بالنفي بضحك : غشاشة درة ما قدرتي تجمّعين نفسك وبلشتيها معاك والحين ترقعينها !
إبتسمت وسن بإنتصار وهي تاخذ مويا : بنات عيب عليكم أكبركم تهزمكم كذا ؟ الله يعين هالجيل مافي لياقة
تكّت جود عالجلسة وهي تجمع أنفاسها : ولو هزمناها قالت عقوق وسن شوفي لك حل !
إبتسمت وسن بخفيف ، وجلست قصيد وهي تشرب من مويتها وجلست ورد بجنب الحطب : الجو بارد صح ؟
هزت وسن راسها بإيه بموافقة وهي توقف تساعدها بإشعال الحطب ، وجلسوا البنات حوله وإبتسمت ديم وهي تتأمل الجو : بنات الجو مو حق عشرين مليون أحد إرجعوا بيوتكم خلاص زودتوها صار آخر الليل !
تعالت ضحكاتهم مباشرة ، وشدت ورد وشاحها وهي تناظرها : أجل حق كم آنسه ديم قولي لنا ؟
إبتسمت وهي تغطي نصف ملامحها بوشاحها وتناظرهم فقط ، وضربتها درة مباشرة : ديم أرجّعك البيت والله
_
مشـى لآخر مدى ممكن يوصله وصارت أصواتهم ونور نار صاحبه وأخوه بعيدين عن مدى رؤيته تماماً ، جلس بمكانه وهو ياخذ نفس من…
_



بارت : 80

-

من أعماقه من الغضب يلي حسّ فيه يثور بعروقه كلها ، عن عدم التمنّع يلي صار منه إلا بالقوة وإلا هو كل خلية بعقله كانت تعزّمه عالفعل وإنه يجيبها قدامه هو يشوف يدها بنفسه ، لف أنظاره لباطن إيده والشعور يلي مستحيل يفهمه أي شخص إلا نهيّان جده يلي مره لف أنظاره له ، ومد إيده يتحسس باطن يده وإبتسم له " لمسة وحدة تغيّر محل القلب من وسط الضلوع لمحلّ ثاني ، تغيّر مكان قلبك صار هنا ؟ "
رفع أنظاره من سمع صوت سيارة تقترب منه ووقف مباشرة من وقفت السيارة بعيد عنه بمسافة : من إنتم
تعدل عذبي يلي كان بالمقعد الخلفي من فهد يلي وقف السيارة بدون مقدمات من لمح شخص بالظلام : هذا ذيّاب ياثور كمّل لعنده !
كمّل فهد لعنده ، وفتح عذبي الشباك الخلفي وهو يسلم عليه : قال لنا الوالد نجي يمّكم وإنكم هنا
هز ذياب راسه بإيه وهو يأشر له على إتجاه المخيمات : هناك ، كمّل تلقى نهيان ونصّار وبجيكم بعد شوي ..
هز عذبي راسه بزين وهو يرجع لمكانه ، وكمّل فهد لكن تركي أخوه لف أنظاره للخلف للشخص يلي وقفوا عنده تو : هذا ولد حاكم الكبير ؟ ذيّاب ؟
هز عذبي راسه بإيه : ذيّاب ، ونهيان أخوه الصغير
عدل فهد أكتافه بتوتر : يا إنه خرشني الله يحفظه لأهله
ضحك عذبي وهو يناظره : ما سمّوه ذياب عبث ، رجّال
نزل عذبي من المقعد الخلفي ، وفهد من مكان السائق وتركي من مكان المعاون وإبتسم نهيّان : حيّ هازمني
إبتسم عذبي وهو يسلم عليه : مبسوط بالهزيمة ؟
هز راسه بإيه : مبسوط وبس ؟ إنت تدري آخر مره إنهزمت فيها كان عمري ٣ سنين وإلا ما تدري ؟
ضحك نصّار وهو يهز راسه بالنفي : لا تصّدقـه
إبتسم عذبي وهو يسلم عليه ، وسلّموا تركي وفهد على نهيان ونصّار وتذكّر نهيان : هذا نصّار صاحب ذياب
هز عذبي راسه بإيه : ندري به الله يديم إسمه وصيته
إبتسم نصّار بإعجاب : ماعليك زود
هز نهيّان راسه بإيه وهو يناظر تركي وفهـد : أهل الكويت ، فهد وسميّ المحامي وإلا غلطان أنا ؟
هز تركي راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان : والنعم حيّهم
جاء ذياب من بعيد وهو يفتح لثام شماغه وسمع آخر ترحيب نهيّان فيهم وتساؤله ونطق بهدوء : حيّهم
ردوّا بصوت واحد " الله يبقيك " ، وركب ذياب سيارته يشغلها ويناظر نهيان : مشوا ما بقى إحد
هز نهيّان راسه بإيه : تعدّت سيارتين من يمّنا
هز ذياب راسه بإيه إنهم هم البنات وإن ما بقى إلا ورد وقصيد بالمخيم ، ووقف نصّار وهو يناظر ذيّاب بهمس : لا وصلت الرياض كلمني ، عن إذنكم يالربع ..
_



بارت : 81

-

ركب فهد بمكانه وهو يدور فروة يضمها من شدة برد هالوقت يلي يسبق الفجر بشيء بسيط ، كانت دقائق لحد ما ودّع تركي وعذبي نهيّان وذياب ونصار يلي ركب سيارته ومشى قبلهم ، ونزلوا بسياراتهم قريب المخيّـم ..
نزل ذيّاب وهو يتلثم بشماغه ينادي على ورد : ورد
ردت وهي تعدل الكاب على قصيد : بتجين معانا ؟
هزت قصيد راسها بالنفي وهي تطلع جوالها : بشوف الأبراج أول أكيد أبوي رسل عذبي أو جاء
قبل لا تنطق بكلمة زيادة كمّل ذياب : عذبـي هنا
عضّت ورد شفايفها بقهر : لا مو وقته الله يهديه ! ممكن نرجّعه البيت بدونك وتجين معي إنتِ ؟
ضحكت قصيد بذهول : شوي ونكمّل يوم مع بعض لو جاء الظهر لهالدرجة ما ينشبع مني ؟ شدعوه
ضربت ورد كتفها وضحكت قصيد : تعالي بساعدك
هزت راسها بزين وهي ترفع صوتها لجل يسمعها ذياب : ذياب تنتظرون ؟ بنجمّع الباقي ونطلع
ما كان منه رد وهو يمشي حول المخيم من الخارج يشيّك على كل شيء وبإيده كشّافه ورفع حواجبه من لمح شيء يلمع بوسط التراب وإنحنى له ياخذه بإيده من كانت إسوارة بسيطة ، رفعها لإيده وهو يشوف نهيّان نزل من السيارة : صار وقت الصلاة ، نصلي دامهم مطولين ؟
هز راسه بإيه ، وفرش نهيّان سجاد الصلاة ونزلوا فهـد وتركي وعذبي يصفّون خلف ذياب إمامهم ، إبتسمت ورد وهي تترك يلي بإيدها من صوت الأذان يلي تسمعه منهم : تعالي نصلي ببيت الشعر ، بما إنهم يصلّون ثم نشيل باقي الأغراض
دخلت قصيد بيت الشعر وضحكت ورد من كانت تضم يديها لجل تتدفى ، كانت دقائق بسيطة لحد ما إنتهوا كلهم وعدلت قصيد فروتها وهي مستحيل تطلع بدونها : ما توقّعت الجو بيوصل لهالبرد
إبتسمت ورد : بردنا أقوى من ثلج لندن إذا ما تدرين ، المهم قولي لي الحين إنبسطتي ؟
هزت قصيد راسها بإيه بشدة : ما توقعت واحد بالمية بنبسط كذا ! يموتون البنات مره !
هزت ورد راسها بإيه : إنهارت عليك وسن وقت تودّعني تقول ما أحب جمعات المراهقين دايم بس الجمعة يلي فيها قصيد ياويلكم ما تنادوني ، عاجبها إحساس الأمومه
ضحكت قصيد : ترى كلها كم سنة تفرقين فيها عنيّ لا تغترين هالقد طيب !
هزت ورد راسها بالنفي بغرور وهي تشد على فروتها : هالفرق هو الأساس ! لو أقول بنتي يحق لي
ضحكت وهي تودعها ، وخرجت ورد خلفها قصيـد يلي توجهت لسيارة أخوها لكن سكنت ملامحها من تركي الجالس بالأمام وفهد يلي بجنبه وإبتسمت ، نزّل تركي الشباك من جهته من لمح بإيدها شيء وهو يناظرها: وش فيها إيدك !
ضمت يدها بإنتباه ، وركبت بالخلف بجنب عذبي أخوها ولف تركي ناحيتها : أشوف
غطى فهد راسه بتجمّد : تركي سكّره برد !
_



بارت : 82

-

مدت قصيد إيدها بالوسط توريهم وتشرح لهم إنها شوكة ودخلت بيدها ، تكى فهد راسه على الدركسون وهو يسمع مناقشات عذبي وتركي : يبه تراها شوكة على قولها وش هالدراما ! ما يحتاج لصق ولا شيء ياحبّكم للمبالغة وإنتِ إتركي الدلع إسترجلي !
ضرب تركي كتفه : أنزل أجيب وحدة أغرسها بيدك ؟
هزت قصيد راسها بإيه بحنق : أتمنى
فتح تركي الباب ومسكه فهد مباشرة يرجعه : ترى أنا سوّاقكم تغرسها بيدي يضيع مستقبلكم ما تدلّون الدرب
هز عذبي راسه بالنفي : لا ماهو مشكلة ندلّه ، معطينك السواقة لأن أصغر القوم خادمهم بس لا تسوي فيها
تنهّد فهد من أعماقه وهو يتعدل ويمسك لسانه عن الرد : أرد عليكم بعدين
-
ركب بمكانه بهدوء الواضح إنّه بالقوة رسمه على ملامحه وسط إستغراب نهيّان الشديد منه ، كانت ثانية وحدة لحد ما طّلع الإسوارة من جيبه وهو يمدها لورد بالخلف وما تبيّن من نبرته أي شيء لأخوه : لكم ؟
هزت راسها بإيه وهي تمد إيدها تاخذها : إسوارة قصيـد
ناظر ذياب نهيان بهدوء : إنزل ودها لهم !
إبتسمت ورد : الحمدلله إنك شفتها ! تموت عليها قصيد
رفع نهيّان حواجبه وهو ياخذها بيده منها : دامها تموت عليها يعني من غالي ، يا أبوها يا أمها ياعذبي صح عليّ ؟
هزت راسها بالنفي بإبتسامة عبيطة : من غالي صح بس مو منهم
فصل ذياب مباشرة وهو يناظر نهيّان : إخلص ودّها !
نزل وهو ياخذها من إيد ورد ، وما طاوع ذيّاب نظره يلي لف تجاه السيارة وهو يشوف نهيّان مدها لتركي يلي أخذها منه وهو يضحك له ولف لناحيتها بالخلف ، سكّر شباكه ودخل نهيان بمكانه وهو يدندن : ما نسيتي شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر ذياب الغريب ، وكانت دقائق فقط لحد ما حرّك ذياب يلي كل ما شدّ تذكر إن معاه نهيان وورد وخففّ سرعته ..
ناظر نهيّان سيارة عذبي يلي سبقتهم بسرعة مهولة : والله إني داري إن هالليّ إسمه فهد مب صاحي شف كيف طاير الله يصلحه ، غريبة ما يعقّلونه تركي وعذبي
سكت ذياب وميّلت ورد شفايفها من هدوئه وحاله شديد الغرابة حتى سرعته مو المعتادة : ذياب مو عادتك
لف أنظاره لها وهو يهز راسه بالنفي ، وهز نهيان راسه بالنفي بالمثل لأنه يدري ذيّاب وش يسوي بالسيارة وقت يسرع : إمنعينا ما إحنا مستعجلين عالرياض
لف ذياب أنظاره لنهيّان بهدوء : خايف إنت ؟
هز راسه بالنفي : لا ياعيني بس إنت واضح مزاجك طقّ فجأة ما ودي تصبّه على العداد المسكين
شدّ ذياب وباقيه أنظاره على نهيّان يلي هز راسه بالنفي ورمى إعتراف مباشر وهو يدري إن فيه شيء مو طبيعي : إيه خايف أنا ! خلّ عينك على الطريق ولا تسرع كذا
_


بارت : 83

-

رجع ذياب أنظاره على الطريق بهدوء وهو يهدي سرعته ، ولمح سيارة عذبي يلي هديت سرعتهم بالمثل بالأمام لأنهم صاروا قريب وسط الرياض وإفترقت طُرقهم من البداية كلٍ يتوجه لبيـته ..
دخل حيّهم وهو يشوف أبوه يلي توّه طالع من المسجد مثل عادته ما يطلع منه إلا بعد الشروق ويمشي بكل هدوء لبيتهم ، لف حاكم من حسّ بسيارة خففت سرعتها أكثر خلفه وكان متأكد إنهم عياله وبالفعل لف يأشر لهم يتقدمونه للبيت ، نزلت ورد وإبتسمت من أبوها يلي وجّه أنظاره لها يدخلها تحت ذراعه : مثل ما تبين ؟
هزت راسها بإيه وهي تقبل خده : وأحلى الحمدلله
إبتسم بخفيف وهو يهز راسه بزين : الحمدلله ، نامي زين
هزت راسها بزين وهي تمشي من قبّل راسها ، وتدخل للداخل والواضح إن أمها نايمة لهالسبب توجّهت لغرفتها مباشرة ، لف حاكم لنهيّان وذياب يلي ينزلون الأغراض : رجال الله يحفظكم ، صار شيء هناك يا ذياب ؟
هز راسه بالنفي فقط وكان نهيان بيقول عن الشوك لكن حسّ بالمبالغة شوي ولأن أبوه يشيل هم كثير : ما صار إلا كل خير وديناهم سليمين ورجّعناهم سليمين
إبتسم وهو يناظر ذياب يلي على جواله وقبل لا يسأله بشيء نطق ذياب بهدوء : بمشي ، توصون شيء ؟
هز نهيّان راسه بالنفي ، وما سأل حاكم عن وجهته وهو يجاوبه بالنفي فقط ، لف حاكم أنظاره لنهيّان من مشى ذياب : وش صار له أخوك ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : على خبري ؟ ما صار لكن يمكن مشتاق لنصّار وده يجلس عنده
هز راسه بزين وهو يدخل بيته وما يصدّق هالشيء لأنه يدري بذيّاب ، ودخل نهيان خلف أبوه وهو يتوجه لغرفته يدوّر سريره بعد أمسه الطويل بالبر وجلسته ..
_
« بيـت تركـي »
دخل فهد يلي كانت المفاتيح بيده أولهم ، ثم تركي يلي يكلّم بجواله ثم عذبي وقصيد يلي الواضح إنها ما تشوف خطواتها من رغبتها بالنوم وبالفعل كانت مُرهقة جداً وجو بيتهم الهادي زاد رغبتها بالنوم أكثر وأكثر ، صعدت لغرفتها وهي تنزع فروتها وأغراضها ترميها عالكنبة وفتح عذبي الباب على أقلّ من مهله : بنت نامي على طول عشان تصحين معانا بكره مو تقولين ما حسيّت !
هزت راسها بزين وهي ترمي نفسها على السرير : ليش ما قلت لي إنهم يوصلون اليوم ؟ يعني أمس متى الساعة كم
إبتسم بخفيف وهو يدخل : الظهر بعد ما مشيتي بشوي هم وصلوا ، سمييّ وعمتي نيارا ناموا آخر الليل وأبوي وقت رسلنا وتطمّن إننا عندك نام هو وأمي والعيال للحين ما ناموا فهد إنسدح على الكنب ونام على طول توه وتركي بيلحقه شكله دايخين ما يشوفون من النوم
إبتسمت وهي تاخذ مخدتها لحضنها : شغّل المكيف وسكر الأنوار والباب ، بتسحب عليّ الأيام الجاية ؟
_





-

هز راسه بإيه بشدة : حق اليومين الماضية يلي سحبتي عليّ فيها باخذه بس بعدين نرجع حبايب ونطلع سوا
ضحكت ، وسكّر عذبي الأنوار والباب خلفه وضمّت اللحاف عليها من برودة الجو وحتى عقلها ما يسمح لها تفكر بأي شيء ، تأملت باطن يدها واللصق يلي فيه وسكنت ملامحها لدقائق بسيطة وهي تلف نفسها للجهة الأخرى بمحاولة للتشتيت لكن زادت خطوات ذهنها للتركيز على كل تفصيل وكل كلمة ، كل جُملة بالماضي ..
هزت راسها بالنفي لأن تفكيرها يشعل كل ملامحها من الخجل الشديد وهي تشتت أنظارها للسقف وكأن كل تعب جسدها وإرهاقها من يومها الممُتع تحوّل لكونه طاقة تفكير عظيمة تستحلّ عقلها لكنهّا تمسكت بأطراف التعب ترتجيه ينتزعها من تفكيرها للنوم ولا غير النوم ..
_
« مكـان آخـر »
نزل وهو ياخذ نفس من أعماقه وتاهت به خطاويه لوقت طويل شديد الترددّ وين يرمي نفسه ووين يتوّجه لأن ودّه بأبعد نُقطة وأقرب نقطة بالوقت ذاته وهذا سرّ إحساس التيه يلي بصدره . نزل عكاز جده من الشنطة وهو يدخل للمكان صاحب النخل طويل الهامة وبيت الشعر الوحيد بوسطه . المكان يلي لو تعدّت سيارات آل سليمـان من جنبه وشافوا سيارته محد بيدخله لأنّ إسمه عندهم " السر المفضوح " مثل ما سمّاه نهيانهم ويعني إنّ الشخص الموجود بداخله ودّه يختلي بنفسه وإن فُضح وجوده لغيره بشخصه أو سيارته أو شيء يخصّه ، هالمكان يمنع باقي الناس يخربون عليه خلوته ويحفظ سرّه ومن هنا كان سبب تسميته ..
جلس على باب بيت الشعر وهو يسند عكاز نهيّان لكتفه ويتأمل المكان حوله لثواني بسيطة ، المكان يليّ كله لنهيان ومُلك لنهيان ومن ريح نهيّان بنخيله الشامخ يلي يملّي مساحته بالكامل يغطي ترابه ، من بيت الشعر الأسود البسيط يلي هو جالس على بابه ، من الطريق الصخري يلي يوصل بين الباب الخارجي والأسوار لبيت الشعر ، من المواضئ يلي عن يمين بيت الشعر وصنبور الماء النازل عليها ويلي نزّله بهالشكل أبوه لجل يسهّل على نهيان إنحناءاته وقت يتوضأ ، رقّ قلبه وهو يتأمل وهدأ كونه كله بعدم محاولة منه لمجرد إنه بهالمكان لكنّه باقي ما وصل لمرحلة الإستقرار ، أخذ نفس من أعماقه وهو يطلع جواله من جيبه " صاحي ؟ "
وصله الرد من نصّار بالثانية نفسها لكن مو كتابة ، ولا صوت ولا إتصال إنما بصوت الباب يلي قدامه للسر المفضُوح يلي يفتح على أقل من مهله وكان خلفه نصّار نفسه ، إبتسم بهدوء وهو يشد على العكاز يلي على كتفه وإبتسم نصّار وهو يمشي لناحيته : ولو إني خالفت قاعدة هالمكان لكن لي إستثناء دامك تبيني
هز ذياب راسه بالنفي : من قال إني أبيك
جلس نصّار على العتبة بجنبه وهو يناظره :…
_



بارت : 86

-

جلس نصّار على العتبة بجنبه وهو يناظره : قول وإحلف إنك ما تبيني والحين أرجع دربي وأمشي تم
ضحك وهو يهز راسه بالنفي ، وإبتسم نصار وهو يتأمل المكان وأطلق تنهيده من أعماقه من كثر الحنيّة والشموخ المستحيل يلي بهالمكان وعضّ ذياب شفايفه وهو ينزل أنظاره للأرض فقط يجمّع نفسه لأن نفس الشعور يلي داهم نصّار وتركه يتنهد بهالشكل داهم قلبه .
إبتسم نصار وهو يناظره : الظاهر إنك ما إستوعبت للحين تراني رجعت بالرياض والمفروض تقول إنتهى وقت هيامي الوحداني ، رجع يمّي رفيقي
ناظره ذياب لثواني : شفيك إنت كل دقيقة رفيق ورفيق
ضحك نصّار وهو يشد على كتفه : أذكّرك إني رفيقك يمكن شهور غيبتي جابت لك رفيق غيري مع إن ما ظنتي
رفع حواجبه لثواني ، وقبل لا يسأل إبتسم نصّار وهو يوقف يدخل بيت الشعر : ما ظنتي أحد يتحمّلك غيري ..
دخل ذياب خلفه وهو يتمدد على المركى ورفع إيده لخلف راسه يناظر نصّار يلي سكّر باب بيت الشعر وجلس بالجهة الأخرى : إنت ليش ما نمت ؟
تمدد نصار على المركى يلي خلفه وهو يرفع إيده بالمثل : أنام وأنا أدري مزاجك به شيء وقلبك به شيء ؟
رفع ذياب حواجبه وهز نصار راسه بإيه : ولا تحاول تقول اللّا أدري بك لكن ما بقول شيء ، باكر تبيّن الأمور
غمض ذياب عيونه ، وضحك نصّار من إبتسامته الخفية بثغره : إبتسمت يعني إني على حق ، وعلى طاري الحق به أشياء كثير بتجهّز نفسك لها جدولك مليان معي
هز راسه بإيه وهو يرمي لنصّار فروته يتغطى بها : إنت توّك جاي من سفر ، المفروض تنام ببيتك ماهو يميّ
ضحك نصار وهو ياخذ الفروة يلي إرتمت عليه : وإنت ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو يشوف رسائل من دوامه : نام
نطق نصّار وهو يشوفه طلع من عنده : ترى واصله دعوة لي ولك وكم واحد معانا بمكان تحبّه ، لا تطول بالحيل
هز راسه بزين وطلع من عنده يكلم بجواله لدقائق طويلة إنتهى منها وتوجه لسيارته ياخذ الفروة الأخرى ويرجع لمكانه ، تمدد بمكانه وهو يناظر نصّار النايم وكانت دقائق بسيطة لحد ما نام هو بالمثل ووجود نصّار وجيته أشغلوه عن كثير أمور كان يضجّ بها عقله وتفكيره ..
_
« بيـت تركـي »
فتحت عيونها وهي تشوف صار الوقت آخر ساعات العصر ، كان إستغرابها إن صوت البيت هادي جداً بشكل يشككها إن فيه أحد موجود فيه ومباشرة تبدّلت ملامحها لشبه الحزن إنهم يكونون طالعين وتاركينها لوحدها وتنهّدت وهي ترسل لأمها تسألها ووصلها الرد بعد ثواني بسيطة " إفتحي الستارة " وبمجرد ما أبعدتها بأطراف أصابعها إبتسمت بخفوت وهي تشوفهم بالجلسة الخارجية ، سكّرت التكييف وهي تتوجه للحمام - الله يكرمكم - تتحمم بأسرع ما يكون لجل ما …
_



_ بارت : 87

-

تتحمم بأسرع ما يكون لجل ما تفّوت على نفسها شيء أكثر من جلستهم ، طلعت وهي تجهّز نفسها وإبتسمت من رسالة ورد يلي أرسلت لها فيديوهاتهم بالأمس وضحكت من رسالتها الأخيرة " وسن تقول لك لازم نتقابل ، تشكّ إنها حامل ودها تتوحم عليك"
ردت عليها " حامل وسبقتنا أمس ماشاءالله ؟ "
وصلها تسجيل بصوت وسن مباشرة " يعني الإنسان ما يبرر لنفسه ؟ غصب يصير خفيف ويقول ترى نبي نشوفك مره ثانيه لا إحنا حوامل ولا قاله الله ؟ "
وعضّت أصباعها من الصوت الصغير يلي خلف صوت وسن ويناديها بـماما وعرفت إنها بنتها ، دخلت سلاف وهي تشوفها تعض أصباعها ورفعت حواجبها :عسا خير ؟
هزت قصيد راسها بإيه وجات سلاف خلفها وهي تمشط لها شعرها المبلول وقصيد توريها صورهم بالأمس وتسمعها التسجيل الخاص بوسن وضحكت سلاف بإعجاب : روحها حلوة حيل ماشاءالله ، شكلهم متجمعين عند ملاذ لأنها كلمتني اليوم الظهر قالت لي تعالي يميّ
تو تفكّر قصيد بهالشيء وتستوعبه وناظرت أمها بإستغراب : ليش ما رحتي ؟
توجهت سلاف للدولاب وهي تناظرها : أروح وأترك الجايين ؟ قلت لها وقت ثاني إن شاء الله لكن المهم الحين اللصق يلي بإيدك من جرح الشوكة ؟
هزت راسها بإيه وهي توقف من طلّعت لها أمها هودي وبنطلونه وهي تاخذه منها وتلبس ، وعدلت شكلها من جات أمها بجنبها تاخذ لصق آخر : تعلّمي تبدلينه
بدّلت لها أمها اللصق يلي براحة كفها وتطمّنت عالجرح بالوقت نفسه وإبتسمت قصيد بعبط : أتعلّم أبدله وإلا ما صدقتي إنه بسيط وكان ودك تتأكدين بنفسك ؟
ما جاوبتها أمها وهي تتوجه لناحية الباب تطلع من عندها : لا تطولين
وضحكت قصيد : طيب ياصاحبة الغرور ما بطوّل
عدلت نفسها لآخر مره وهي تمسح بدهن العود على راحة يدها ، عُنقها وخلف آذانها وأخذت جوالها لكن سكنت ملامحها من رقم غريب وصلتها رسالة منه " قلنا الشوك لا يجيك أكثر وراك ما سمعتينا ؟ " ، سكنت خطوتها بمكانها وهي دخلت على المحادثة بعدم إستيعاب وكانت ثواني وقّف فيها كل شيء بعقلها لحد ما أُرسلت ضحكة وحيدة تبعتها " ليش خفتي ؟ " ومع عدم ردها المستمر أُرسلت رسالة أخرى "أنا ديم بس بقلّد ذياب حبيت عصبيته كأن بكيفه يدخل الشوك أو ما يدخل" ووقتها إستوعبت إن لازم ترد وضحكت لأن ما تدري وش ترد غير الضحك ونطقت سلاف يلي شافت خطواتها المتجمدة : يا بنت إنزلي !
دخّلت جوالها بجيبها الخلفي وهي تنزل للأسفل ركض من أصواتهم يلي وصلتها وتسبق أمها وإبتسم عذبي الكبير من الباب الداخلي للبيت ويلي إنفتح وهو يصفّر بحماس : حيّ بنتـي !
تنحنح فهد وهو يناظر أبوه : إستح وش حركات المراهقين يلي تسويها تصفير وما تصفير عيب !
_





-

فتح راحة يده وهو يأشر له بمعنى كفّ ، وأشر فهد بالسكوت ورجع عذبي يضحك ويحيّي بقصيد وتعالت ضحكاتهم أكثر من ركضها لحضنه كالعادة بينهم ومن شالها يقبّلها ، كحّ تركي ولده وهو يناظر أبوه : يبه تراك شيّبت ماكو عضلات لا تشيل البنت
إبتسمت قصيد من وصلت أقدامها عالأرض ، وهز عذبي راسه بالنفي وهو يجلس بمكانه ويوقّف فهد من جنبه : إن شيّبت بعينكم بعين بنتي ما أشيّب وإلا ياقصيدي ؟
إبتسمت مباشرة وهي تهز راسها بإيه وتجلس بمكان فهد يلي كشّر لها : أكيـد ! هم يشيبون لكن إنت وتركييّ لا
عدل تركي ولد عذبي أكتافه لكن أبوها ناظره : قالت تركيها يعني إنت إستريح الله يعافيك لا تشد لا أقوم لك
تنهّد فهد وهو يناظرهم : يقومني من مكاني عشانها ، الله يكون بالعون يابنته ترى شوي ينامون شيّابنا أدق خشمك
كان النطق منهم كلهم بكلمة وحدة " تخسي " ورجع جسده للخلف بإرتياح : والله صدق للأمانة باقي أحد يسمّي أول عياله على خويه ؟ شف الحين دبل تركي ودبل عذبي وش هالسماجة والجو السخيـ
رمى أبوه علبه المناديل يلي بجنبه كلها عليه ، وتعالت ضحكاتهم من طاح فهد من الكرسي لأنه رجع جسده للخلف بقوة وشهقت نيّارا يلي توها تجي من الداخل : شفيكم على ولدي ، بسم الله عليك قوم !
حاول فهد إستعطاف أمه لكنها دخلت بسواليفهم وجاوبته بجملة وحدة : قوم ياماما محد شاف إنك طحت
قام تركي الكبير من صوت الأذان : حق ياولد ، قمّ توضى
قام عذبي مع أبوه يتوضون ، وبالمثل تركي وفهد لكن عذبي الكبير بقى مع قصيد ونيّارا وإبتسم بهمس : بعد العشاء على طول بوديج لمكان تحبينه
رفعت حواجبها لثواني وإبتسمت بإنبهار : بوديجّ ومكان تحبينه ؟ إكتفيت من الأوديّج أنا بس ما أبي المكان
ضحكت نيّارا وهي تعرف المكان يلي بيوديها له عذبي وين يكون : صدقيني بتحبين المكان أكثر من لهجته
هزت راسها بالنفي برفض شديد ، وتوجه عذبي معاهم للداخل لجل يتوضى ويمشون للمسجد يصلّون المغرب ، تربّعت قصيد وهي تسولف معاهم وإبتسمت بإمتنان : كم شكراً ممكن أقولها لكم وتكفيّكم على فكرة إنكم تتركونا نصير أخوان ولو إن فهد المفروض عدويّ
ضحكت نيّارا وهي فعلاً أرضعت قصيد مع فهد لأن عذبي كان يتشفّق عليها ولا يقدر يتخيّل تكبر وتتغطى عنها ما تكون معاه ولا تكون قريبة منه : شوفتكم مع بعض تكفينا عن المليون شكراً يلي بتقولينها
إبتسمت بخفيف وهي ما تقول لا لنيّارا ولا لعذبي أُمي وأبوي وتستنكرها مثل ما يستنكرونها هم نفسهم لكنها وقت السؤال تعترف بإنهم أمها وأبوها من الرضاعة : …
_





-

: وش المكان يلي أحبّه ويلي بياخذني له ؟ كيف ألبس
رفعت سلاف حواجبها لثواني : وين المكان مين بياخذك
رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة وإبتسمت نيّارا : سر بين قصيد وعذبي بس ، حتى العيال بمسكهم عندي
إبتسمت قصيد بحماس شديد وهي توقف وكانت بتصعد للأعلى لكن إستوعبت : طيب كيف ألبس ؟
إبتسمت نيّارا وهي تفكر لثواني ، وسحبت سلاف معاها : تعالي نشوف ونختار لك ..
دخلت نيّارا مع سلاف لغرفة قصيد يلي وسط مشيها إستوعبت إن أبوها ما سأل عن يدها نهائياً ولا جاب الطاري وسكنت ملامحها : ماما
لفت سلاف لناحيتها بإستغراب : شفيك بتبكين !
هزت راسها بالنفي وهي تتعدل : بابا ليش ما سأل عن يدي ولا شافها ولا قال توجعك أو لا
ضحكت نيّارا مباشرة وبالمثل سلاف يلي تنهّدت : أبوك أول ما صحى من نومه فجعوه العيال قصيد يدها وقبل لا يكملون جاء يمّك وإنتِ نايمة يتطمّن على يدينك
ضحكت نيّارا وهي تشوف ملامحها تميل للإحمرار : ياويلي ياقصيد بتبكين لأنه ما سأل عنك والحين بتبكين لأنه سأل وجاك وإنتِ نايمة ؟
ضحكت وهي تاخذ نفس ، وجلست على السرير مع أمها لأن نيارا الوحيدة يلي تعرف المكان يلي بيوديها له عذبي وهي أمها يرمون إقتراحات فقط لحد ما همست سلاف : يعني مكان بتجلس فيه بعبايتها بس تبينها تتدفى إنتِ ؟
هزت نيّارا راسها بإيه وهي تطلع لها بلوزة عالية الرقبة وطويلة الأكمام بدون أي تفصيل ما عدا الأزرار الذهبية الثلاث يلي بأكمامها وبنطلون يتناسب معاها وكلهم بنفس اللون الأسود ، وعباية تناسب برودة الجو وتناسب المكان لأنها من القماش الثقيل ولفت أنظارها لشراب قصيد الطفولي : باقي عليك الشنطة والشوز خلاص لكن أول شيء تغيرينه الحين هاللون ؟
لفت قصيد أنظارها لشُرابها وبالمثل أمها يلي ضحكت من كان لونه أحمر : بغيّره يعني شدعوه ما بطلع فيه للناس للبيت هذا بس !
إبتسمت سلاف لثواني : عجزت أعرف وش بيكون المكان طيب وش هالغش ما بسمح لك تروحين لحد ما يقولون
هزت نيّارا راسها بالنفي بعبط : ما ننتظر إذنك وما بنقول لك المكان ، أنا أمها وهو أبوها ما نفرق عن بعض
عضّت شفايفها بغيض من صدق جملة نيّارا يلي تمددت على السرير تسولف مع سلاف على ما تتجهّز قصيد ..
عدلت نفسها وهي تترك طرحتها على شعرها وإبتسمت نيّارا وهي تشوف رسالة من عذبي إنه جاهز وينتظرها تحت : يلا ينتظرك تحت ، يقول تركي راح المكتب
نزلت قصيد مع نيّارا وإبتسمت من فتح عذبي إيده لجل تحاوط ذراعه : بس أنا وياك بنروح ؟
هز راسه بإيه وقبل لا ينطق بكلمة طلع تركـي ولده وفهد وعذبي يلي متجهزين بثيابهم ، شمُغهم وسبحات يديهم ولهم معرفة بالمكان يلي …
_



بارت : 90

-

يلي بيروحونه لهالسبب كانت أشكالهم رسمية مُلفتة ، رفع عذبي الكبير حواجبه مباشرة : على وين إنت وياه ؟
إبتسم عذبي : سمييّ تراك كنت متشفّق علي قبلها بنروح معاكم يعني بنروح ، يحق لنا مثل ما يحق لها
هز راسه بالنفي وهز تركي راسه بإيه بموافقة : قصيد تبينا ! متأكد أنا وإنت ما تكسر بخاطر قصيـد وأدري إنها دعوات لك ولها مدري كيف جبتها بس مسموح لكل واحد فيكم يجيب معاه إثنين يعني كلنا نقدر ندخل
هز راسه بالنفي بإستمرار وهو يمسك أعصابه : دش الغرفة إنت وياه لا أنزّل عقالي عليكم الحين لا تنرفزوني
هز فهد راسه بزين : زين إنت روح بدونّا لكن حنا وراك وبتدخلنا معاك غصب وإن ما دخلتنا معاك عند البوابة بقول ترى هذا أبوي خاطف إختي
قبل لا ينزل عذبي عقاله مدت قصيد إيدها وهي تضحك : ناخذهم معانا ؟ رحمتهم شوي بس شوي
هز راسه بزين بتنهيدة ، وتوجهت قصيد للمرايا تعدل نفسها لآخر مرة وتلبس نقابها وترجع لذراع عذبي وسط إبتسامات سلاف ونيّارا بالإعلى ..
_
« بيـت حـاكم »
عدل شمـاغه وهو يشد على السبحة يلي بإيده ولا يدري المكان وش يلي بيروح له لكنّه من ضمن جدول نصّار وقال له " مكان تحبّه " ، تنحنح وهو يفتح طرف باب غرفته لأن كل أقاربه عندهم بالبيت : درب يابنـت
إبتسمت ملاذ وهي تفتح الباب حقه أكثر من الخارج وإبتسمت بإعجاب : تحصّن يا أُمي ماشاءالله عليك
قبّل راسها وهو ينزل للأسفل ، وإبتسم نصّار يلي كان متكي على السيارة ينتظره وهو يأشر للخلف : شف
لف ذيّاب أنظاره لنهيان الجالس بكامل ثقة بثوبه وشماغه ولأول مرة يلبس الثوب بيوم عادي ماهو الجمعة : جدول فخمين ما أضيّعه والله بشوف حياتكم
رفع ذياب حواجبه مباشرة : وش جدول فخمين نصّار !
هز راسه بالنفي قبل لا ينزل ذيّاب ويقرر إنه ما بيروح : هذا ما يعرف يسولف ، بتنبسط إنت إتركك منه !
إبتسم نهيّان وهو يتكي بتأمّر : سق لا تأخرنا على الناس
رفع نصّار أنظاره للمرايا يلي قدامه ويلي تعكس له صورة نهيّان يلي بالخلف : لا أنزّلك الحين إنتبه
ضحك ذياب وهو يعدل نفسه من تأدّب نهيان وهو يدندن بصوت هامس ، وحرّك نصّار لوجهتهم يلي يحاول ذيّاب يعرفها طول الطريق لكن ما كانت له المعرفة الأكيدة وإبتسم وهو يناظر نصّار من صارت له : تقول لي دعوة لي ولك أجل ؟
هز نصّار راسه بإيه : إي والله دعوة لي ولك وصلت لإيميلي ، اليوم ماهو يوم عام كل الحضور فيه دعوات بس وزين إنّه صار لجل الزحمة تكون قليلة وتروّق إنت
رفع نهيّان حواجبه : بتتركوني بالسيارة أجل ؟
ضحك نصّار وهو ينزل : لا ، كل واحد منّا مسموح له يجيب إثنين معاه وإنت عن الأربع كلهم
_



_ بارت : 91

-

إبتسم نهيّان مباشرة بإفتخار : الله يعزّك يانصار الله يعزّك
سكر ذياب بابه وهو يعدل شماغه ، والسبحة يلي بإيده ويتوجهون للداخل وسكنت ملامح نهيّان مباشرة من الفخامة يلي يشوفها ويلي بالمكان بأكمله ، كل الحضور يتقيّدون باللبس الرسمي السعودي بالثيّاب والأشمغة والعُقل والنساء فيهم بالعبايات لكن فخامة المكان من فخامة حضوره هذا كان أول إيمانه ، رغم لمحه لإماراتيين وقطريين وكويتيين وحتى عُمانييّن وبحرينيين إلا إن كلّهم زيهم واحد تقريباً أساسه الثوب وإن إختلفت قصته وإن إختلفت العُقل على هاماتهم ..
-
إبتسمت قصيد بإنبهار من المكان المُستحيلة فخامته ، حلاوته اللامُتناهية وإختيارهم الدقيق للمكان بالإنارات الخافتة وبالسجاد الأحمر يلي يُفرش من بداية مدخل السيارات لحد الباب وصولاً للواقفين عنده ، تحوّلت إبتسامتها للخجل من دخلت مع عذبي يلي باقي متمسكة بذراعه هي ومن القهوجي يلي صبّ القهوة من الدلة النحاسية يلي بإيده اليُسرى يمدّ لها الفنجال هي أولاً بيمينه ، ثم لعذبي يلي بجنبها ثم للبقيّة يلي رفضوها بإبتسام لطيف له ، دخلت بإنبهار وهي تشوف كمية الصقور يلي قدام عينها وهي بحديث عابر جمعها معاه قالت له " على وشك يصير هالحب والبحث اليومي لشغف باقي الصقر الحقيقي يكون قدامي " ، إبتسم وهو يشد على إيدها : تبين الصج حنّا مالنا بالصقور والصقارة أبد بس دامج تبين نلبيّ ما نقول لا
إبتسمت بإنبهار مُستحيل وهي تناظره : يكفّي جبتني !
إبتعدوا تركي وعذبي وفهد ، وبقت قصيد مع عذبي الكبير تدور حول المكان وتتأمل بالصقور يلي بإيدين الصقاّرين ، إبتسم عذبي وهو يأشر لها : إشرحي لي
هزت راسها بالنفي بإعجاب شديد وهي تتأمل الصقر يلي قدامها : ودي أتأمل وبس أتأمل !
-
وبالطرف الآخر من المعرض ، ضحك وهو يعدل شماغه ورغم إنه ما يهتم بحديث الأشخاص يلي أمامه لكن يضطر يكون معاهم بحكم الدبلوماسية ويبتسم ويتفاعل لأن هذا الأصل والأساس ، لف أنظاره لأخوه يلي يتأمل الصقور من بعيد لبعيد وهو وده يقوم ويتأمّل معاه لكن من أول دخولهم مع البوابة مسكوهم زُملاء عملهم لهالجلسة ، على الكنب الجلد البني المُعتّق حول طاولة دائرية باللون الأسود يتجاذبون أطراف حديث ما يوليّها أدنى إهتمام ، إبتسم نصار وهو يعدل شماغه : عاد حنّا نشوف الصقور ثم نرجع عندكم بإذن الله ..
وإنسحب هو وذيّاب من جمعة الرجال الكثيرة يلي صارت توها ، إبتسم ذياب من أحد المنظمين يلي يأشر له وهو يمشي له : مألوف عليّ إنت ؟
هز راسه بإيه : لقيتك بالوزارة قبل فترة ياطويل العمر
إبتسم ذياب وهو يشد على كتفه ، ومد المنظم الدّس لإيد ذيّـاب
_


بارت : 92

-

ومد المنظم الدّس لإيد ذياب يلي لبسه وكانت ثواني بسيطة لحد ما إستقرّ الصقر على إيد ذياب يلي كان منه الإبتسام له ، هز نصار راسه بالنفي من مد ذياب إيده بيفتح للصقر برقعه يلي يغطي عيونه: لا إمنعنا
هز ذياب راسه بالنفي وهو ينزعه عن عيونه بهدوء ، وبقى الصقر بمكـانه وهو يناظر ذياب لثواني ولف أنظاره للمنظّم : ما تطلقونه هنا ؟
هز المنظم راسه بالنفي وهو يبتسم : غالي هالصقر إن طلقته وما رجع لذراعك تدفع قيمته ياطويل العمر
ضحك ذياب وهو يهز راسه بزين ، ومد إيده الأخرى لرأس الصقر لثواني بسيطة فقط وهو يهز إيده هزة وحدة فقط تركته يطير فوق الحضور كلهم ، رفعت قصيد عيونها بإنبهار لأنها أول مرة تشوف صقر يطير فوق رأسها بهالشكل وبالواقع المُبهر قدام عيونها ، كانت ثواني تحليق سريعة خُطفت فيها أنفاس قصيد من الإنبهار يلي حسّته وهي تتبعه بعيونها من صار نزوله تدريجي من السقف العالي لإيد شخص واحد فقط ، كان صوت التصفيق عالي بشكل لا يُصدق والضحكات من حولها لكن سكن المكان بأكمله بداخلها من إستوعبت من يكون هالشخص يلي رجع الصقر يستقرّ فوق إيده ، العيون صاحبة الرموش الكثيفة يلي تعرفها أكثر من باطن كفّها والهيئة وكل تفصيل كان شديد الصدمة عليها ، سكنت ملامحها كلها من رجع يلبّس الصقر برقعه لكن وقفت أنامله على رأسه من إنتبه لها ، من طاحت عيونه عليها هيّ من إحساسه بنظراتها وسكنت كامل ملامحه بإنكار يحاول منه يبعد ظنونه لكن قُطع شكه باليقين من لصق الجروح يلي بكّفها ومن عذبي أخوها وتركي ولد عذبي يلي صاروا بجنبها ، سُرقت نظرته من نفسه للمرة الثانية وهو ينزل أنظاره من حس على نفسه ويمد الصقر للمنظم بدون أي كلمة ، لف له نصّار بتعجّب من تبدل حاله الشديد : وش صار لك !
قبل لا ينطق ذياب بكلمة سكنت ملامحه من عذبي الكبير يلي كان أمامه وهو يتعدل يصافحه : أبوتركـي
إبتسم عذبي وهو يشد على يده : حيّ الذيب ، أبوك هنا؟
هز راسه بالنفي ، وإستوعب عذبي : إنت لك بالصقور الله يحفظك ودامه لك لي طلب صغيّر منك الحين
هز ذياب راسه بإيه مباشرة : سم آمر
أخذ عذبي الدّس وهو يلبسه ويأشر على الصقر يلي قدامه : ودي بهذا يجي لإيدي ، ودي أوديه لها
هز راسه بزين وهو يخفي توتره ، وأخذ الدس الآخر من المنظم وهو يحاول بالصقر يتوجه لإيد عذبي لكنّه ما تزحزح من مكانه ووقت تحرك ، تحرّك يستقر على إيد ذيّاب نفسه ..
إبتسم المنظم لعذبي وهو يأشر له على الصقور الأصغر : الصقر يلي هناك ما بيعنّيك ويجيك على طول
هز راسه بالنفي بهمس : هي تبي هذا يعني هذا
هز ذياب راسه بإيه من التوتر يلي يحسه : نحاول ؟
مد عذبي إيده من
_





-

مد عذبي إيده من جديد يحاول لكن ما تحرّك من مكانه وجاء فهد يمّه : يبه ينادونك ، لقوا عذبي يسألونه عن أبوه قال جيت مع عمي قالوا ناده
هز راسه بزين وهو يناظر ذياب : إترك هالصقر العنيد خلاص يعطيك العافية يبه ما قصّرت !
هز ذيّاب راسه بإيه : حاضرين ، إن بغيت شيء نادنا
توجه عذبي خلف فهد ولده ، وخلف تركي يلي تبعهم من إشارة أبوه وما طاوع ذيّاب نظره بالصد وهو يلف أنظاره لها من كانت واقفة عند صقر آخر تتأمله ..
-
هزت راسها بالنفي بإرتباك : ما قد شلت صقر بحياتي لا !
مد لها المنظم الدس وهو يبتسم بطبيعة عمله : ما بتندمين ، عليه برقعه ما بيأذيك ولا يشوفك
تمنّعت لثواني لكنها كانت مقررة بهالشغف بالذات ، تترك التمنّع وتتجرأ أكثر وبالفعل أخذته وهي تلبسه وصعّد المنظم الصقر على إيدها ورجفت بدون مقدمات بتوجّس وهي ترجع خطوة للخلف ، سكنت ملامح ذياب من ضحك الموظف على خوفها وإنها رفضت يبقى على يدها أكثر ومن شاله عنها لكن سكنت ملامحه من ستّل الصقر يلي بإيده جناحه بدون مقدمات يحوم فوقهم ، ما يدري كيف نطق بسرعة من توجّه الصقر لها : لا تتحركين !
ثبّت المنظم إيدها لجل ما تحركها من عرف توّجه الصقر وين بيكون وتغيّرت ملامح قصيد كلها من إرتعابها من حام قريب منها ثم إستقرّ على يدها ومع كل رجفة ترجفها كان يفرد جناحه بطريقة ترعبها ، بطريقة تركت إيدها ترجف من الرعب يلي تحسّه لأنها تشوف عيونه مو مثل الصقر الصغير يلي كان على إيدها توه وعليه بُرقعه ما تشوفه ..
نصّار بذهول : دامك تعرف البنت روح يمّها وش تنتظر !
ثبتت خطى ذيّاب بالأرض لأنها جات مع عمّها وعياله وأخوها ولا له جراءة يقرّب صوبها وهم ماهم موجودين ولا يدري ليه لكن توجه لها من فزت بإرتعاب منه ومن كان المنظم يحاول يطيّره لكن يزيد غضب الصقر أكثر : إثبتي باخذه منك
هزت راسها بالنفي بإرتعاب شديد من كان ينفر جناحيه بكل مرة وهي ترجع للخلف وما يدري كيف مد إيده يثبتها : إثبتي يابنت !
كانت إيدها أو كل جسدها بالأصحّ يرجفون بعدم إستطاعة منها وهز راسه بالنفي لأن الصقر مستحيل يتحرك من على إيدها دامها بهالخوف ولف أنظاره لعيونها بالتحديد : إن حسّ بخوفك ما بيتحرك ، إهدي
حاولت تهديّ نفسها لكنها صرخت برعب وعدم إستطاعة من رجع يفرش جناحه أكثر وأكثر وبغضب يوضح من حركته على إيدها : ذيّـاب !!
سكنت ملامحه كلها من نطقها لإسمه يلي ما توقّعه ولا واحد بالمية يطلع منها ، عضّت شفايفها بإرتعاب وهي على وشك تبكي أو قد إحمّرت كل محاجرها أساساً وهي تناظره من لف أنظاره لها وهمس برجاء أخير : بس إثبتي ثانية وحده ، باخذه وما يأذيك بس ثانية !
_





-

كان منها شديد الرجفة والإرتعاب وهي تسمع الضجة حولها ومن غضب ذياب الشديد من المنظم يلي كان يحاول ياخذ الصقر لكن الصقر يزيد بغضبه : إتركه !
لف أنظاره لقصيد وهو يهذّب نبرته وباقي إيده تثبّت ظهرها من الخلف وهمس من جديد : إثبتي
هزت راسها بالنفي بإرتعاب وهي مو قادرة تثبّت نفسها من رعبها من الصقر وأكثر من ذيّاب وعينه لكنّه شد عليها وحتى حروفه ضاعت ما تطاوعه إنه ينطق بإسمها ورجع يكرر كلامه بهمس : بس ثبتي عينك وتثبتين معي !
وبعد ما جالت أنظارها بالمدى كله قدرت بكُل جهاد إنها تثبّت عينها على عيونه ، كانت ثوانيّ بالعالم لكن بقلبه وقلبها مثل السنين من نفس إلتقاء عيونهم قبل سنين وقت كانت ترجف من محاولاته لأنه ينزع الشوك ووقت نطق لها بجملة وحيدة " ثبّتي عينك بعيني " وما تدري كيف ثبتتها قبل سنين تسمح له يشيل الشوك من إيدها والحين رجع يتسطّر نفس الموقف لكن بعدم ثبات منها ولا من عينه يلي كانت تتحرك مع عينها الراجفة لجل تستقر وتثبت لحد ما هدّيت وثبتت معاه لكنها فزّت من حست بإيده تبتعد عن ظهرها ونطق بهمس : إثبتي معي
وبالفعل أخذت نفس على أقّل من مهلها وهي تثبت معاه
ووقت ثبتت كانت منه ثواني بسيطة أخذ فيها الصقر يلي هديت حركته من سكون قصيد وجسدها وهو كان يفزع من خوفها ويتحرك بسبب خوفها وغضبه ، بدون لا يرمش وبدون لا يبتعد عن عينها ترك البرقع على رأس الصقر من جديد وهو يشيله ويبتعد للمنظم وسكن كل كونها وهي تحاول تسترجع نفسها وتستوعب كل شيء صار وعجزت ترجّع عينها على ذياب المبتعد ويلي يرجع الصقر لمكانه وما تشوف منه إلا ظهره الحين ، ركض تركي بجنبها مباشرة وهو يشوف إيدها ترجف : قصيـد !
ما كان منها رد نهائياً بعدم إستيعاب وهي ترفع إيدها لعينها تعدل نفسها وسكنت ملامحه من إحمرار محاجرها ونظراتها يلي للأعلى بمحاولة ثبات لجل ما يصير شيء خارج عن سيطرتها : بنت !
-
عدل ذيّاب شماغه وهو ياخذ نفس من أعماقه وتوجه له نصّار بإعجاب : ياقّوك ياخوك ، مستوعب وش سويت ؟
هز راسه بالنفي وهو صدّع من كثر التوتر يلي حسه من خوفها الرهيب ومن رغبته بالإنفعال الشديدة على القيود يلي حسّها بقلبه وحوله وإنه مو قادر يسوي شيء ثم رفضه لها كلها وتثبيته لها معاه ، لف أنظاره للخلف وتغيّرت كامل ملامحه للهدوء الشديد من أطراف أصابعها يلي تلامس باطن إيد تركي ولد عمها يلي واقف أمامها والواضح إنه يحاول يهديها من طريقة حواره معاها ، طقّت أعصابه مباشرة وهو يتوجه للخارج وأشّر نصار لنهيّان يلي والواضح إنه ما شاف شيء من الأحداث يلي صارت لجل يلحقهم للسيارة …
_



: 95

-

ركب وهو يعدل شماغه بقروشة ويشتم ورفع ذيّاب حواجبه وهو يلفّ لناحيته وتقروش نهيّان : ياخي وش وضعهم هالفخمين ؟ جاني بني آدم نشب بحلقي يا ذيّاب يسألني وجهك ماهو غريب ولد من إنت كل دقيقة يكرر
رفع ذياب حواجبه وهو يناظره : وقلت له ؟
هز راسه بإيه : أبيه يفكّني قلت له ولد حاكم آل سليمان قال إيه أعرفك إنت أخو المغرور ذيّاب اللي بالوزارة
رفع ذياب حواجبه لثواني وبالمثل نصّار وهو يلف له : وش ؟ كيف يعني المغرور ذيّاب ليه ما دقيت خشمه
كشر بسخرية : قلتله جرّب تعيدها وهج عني ألحقه ؟
هز ذيّاب راسه بالنفي ، وحرّك نصار من حس إن كل دقيقة تمرّ تشبّ بصدر ذياب وتطق أعصابه أكثر ..
أشر نهيان على زاوية الخط : نصّار إرميني هنا
وقف نصّار على جنب ، ورفع ذيّاب حواجبه : على وين
أشّر نهيان على سيارة أصحابه : مع العيال ، تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يرجع أنظاره للأمام : إنتبه
نزل نهيّان مع أصحابه ، وحرك نصّار وهو يناظر ذيّاب ومن ملامحه كان يبيّن إن ما وده بشخص يسأله حتى كيف حاله وإكتفى بالسكوت لكن نظرات الإطمئنان لحد ما طقّ ذيّاب : نصّار لا تطالعني كل دقيقة ! تكلم
هز نصّار راسه بالنفي : سلامتك ياطويل العمر ، سلامتك
_
« بالمعـرض »
كانت إيدها بذراع تركي يلي ما سألها عن شيء من صدمتها وبقى يهديها فقط وشافت خروج ذيّاب من المكان كله ومن وقت وهي تحاول تهدّي نفسها وأعصابها ورجفتها ، فزت من الصوت يلي خلفها وإبتسم عذبي الكبير : بسم الله عليج يبه ، نمشي ؟
إبتسمت بإرتباك وهي تهز راسها بإيه : إيه خلاص نمشي
رفع عذبي أخوها حواجبه وهو يشوف نظرتها أبداً مو نظرتها المُعتادة ولا ثباتها وقرب من عندها بهمس : أحد كلمك إنتِ ؟ وش صار لك
هزت راسها بالنفي ومد إيده لطرف نقابها يرفعه من حسّ إنها تعض شفايفها وبالفعل كان منها وهمس : لا تكذبين عليّ
هزت راسها بزين بهمس : بعدين أقول لك
كان فهد يمشي بالمقدمة مع أبوه ووصلوا للبوابة لكن وقف عذبي يلتفت من ما حسّ بسميه ولا ولده تركي ولا قصيد خلفه وحسّ بشيء من لمحهم والواضح إنهم يتهامسون : تعال إنت وياه
مشى تركي مع عذبي وفهد بالمقدمة يسبقون أبوهم ، ومدت قصيد إيدها تمسك ذراع أبوها عذبي يلي ناظرها بتفحّص لكنه ما سأل ، بيسأل العيال ويطلّع الإجابة منهم برضاهم أو بدونه :تبين تركبين يمّي ؟
إبتسمت لأن الواضح ودّه يهاوش العيال ويبي حجة وهزت راسها بإيه : لو يسمحون لي ما أقول لا
توجه عذبي الكبير لتركي وعذبي يلي يتشاورون مين يركب بالأمام وهو يناظرهم : إثنينكم وراء
طلّع فهد راسه منه الشباك الخلفي : وأنا يمّك صح ؟
هز راسه بالنفي من…
_


96

-

هز راسه بالنفي من جات قصيد جنبه : بنتي يميّ
هزّ عذبي راسه بزين وهو ينزل عقاله : إذا قصيد تم
وبالمثل تركي يلي توجه للباب الآخر بدون رد بس قبل لا يتوجه فتح الباب الأمامي لها ورفع عذبي حواجبه وهو يناظر قصيد يلي ضحكت من إستغرابه من طاعتهم المباشرة وإنهم ما تهاوشوا أكثر : يعرفون إنك تحبّني
وإبتسم برضى من إجابتها وهو يركب بمكان السائق ، وقصيد بجنبه ، وتركي وفهد وعذبي أخوها بالخلف ..
رغم غُناهم ، وطقطقاتهم يلي تضحك هي فيها إلا إنها ما كانت معاهم نهائياً وكل دعوتها ما تنسرق من نفسها أكثر بالتفكير وسطهم ، عضّت شفايفها وهي تمرر أناملها على اللصق يلي بباطن إيدها وتحسّ بشعور يشبه شعور حرّ الستين عام بالصحاري ووسط اللهيب ولا تدري كيف طرى هالتشبيه عليها لكنّه قليل مقارنة بالشعور يلي تحسه والتوتر يلي تحسّه والإحراج وكل باقي المشاعر المُخيفة كثرتها ، المُخيفة وهي ما إستوعبت كل تفاصيل الموقف وتساؤلها كله لو إستوعبت كل تفصيل وكل كلمة وكل نظرة من بيمسك زمام إنهياراتها ..
_
« عنـد ذيّـاب ، ونصّار »
نزل نصّار خلفـه وكان كل إستغرابه من ذيّاب يلي رفض البُعد عن الرياض ، إو إنه يختلي بنفسه بالسرّ المفضوح أو بأي مكان من أماكنه وطلبه يوديّهم لجمعة العيال والديوانية وتأكد نصّار إنه يبي كثرة الناس لجل ما يشغله التفكير بشيء بيرهقه ويحرقه أكثر لكن لو كانت لنصّار نُقطة المعرفة عن ذياب ونفسه ، لو كان الشيء يلي مرّ فيه قوي ووقعه ماهو هيّن عليه فهو بيبقى بعقله ويفكّر فيه حتى وسط الجموع ..
إبتسم نهيان بإستغراب وهو بشوف أخوه يلي ما يذكر متى آخر مره دخل فيها الديوانية وصفّر مع العيال المصدومين : حيّ الذيب ! لو دريت بتجون ما سبقتكم
إبتسم نصّار وهو يناظر نهيّان : ما كان بالحسبان
وهمس له نهيّان مباشرة : داري ، وش فيه ؟
هز نصّار راسه بالنفي وهو يضحك : مافيه شيء ! ما تبينا
ميّل نهيان شفايفه : أبيكم بس ماهي عادته يجي هنا
هز نصّار راسه بإيه وهو يتوجه جنب ذياب يلي جلس ويرد على العيال وأسئلتهم على حاله وأحواله ووش جابهم لباله اليوم وكان نصّار يجاوب بداخله مُخالف إجابة ذيّاب الأخيرة بإنه جاء يسيّر عليهم وكان جواب نصّار الداخلي " جاء يهرب من نفسه لكن ماله قدرة " وكان جواب نصّار هو الصحيح لإن بمجرد ما إنتهت أسئلة العيال بفترة بسيطة وإنتهى ذيّاب من قهوته عانق باطن إيده يسرح لدقائق بسيطة ويرجع يمثّل الإنتباه معاهم لكن ما يخفى على نصّار ، مستحيل يخفى ..
سكنت ملامح ذيّاب كلها من رسالة من أبوه " تعال بيت المحامي " ولا يدري وش صار بين ضلوعه من ..
_






-

من كان منه التأخر بالرد ونوّرت شاشته بإسم أبوه وهو يرد ورفع إيده لحواجبه يجمّع نفسه : سم
رفع حاكم حواجبه مباشرة بعدم إرتياح : فيك شيء ؟
طق أصابع إيده بهدوء : لا ، إن كان ماهو ضروري ما بجي
رفع أبوه حواجبه وهو كان بيسأل ليش ومشغول أو لا لكن سمع أصوات العيال وعرف إنها الديوانية ونطق بكلمة وحدة : الحين تجي
وقبل لا يكون لذياب فرصة الرد كان من أبوه إنهاء المكالمة وعضّ شفايفه يمسك غضبه وأعصابه ونطق نصّار وهو يمد له مفتاح سيارته : تبيني أروح معاك ؟
هز راسه بالنفي وهو ياخذه منه فقط : برجع أمرّك
هز راسه بزين وهو يناظره : بس هدّي إنت ماعليك مني
توجه ذياب للخارج لسيارة نصّار وهو ياخذ نفس من أعماقه قبل يركب وفتح الباب وهو يعدل نفسه وأعصابه ويتمنى شديد التمنيّ إنه ما يلمح طرفها بهالأعصاب يلي الظاهر تهدأ عواصف الصحاري وأعاصيرها وتهدأ ثورات الموج ما تهدأ هي ، وقف بسيّارة نصار أمام بيت تركي وهو ياخذ نفس من أعماقه ويتعدّل ونزل يخضّع أنظاره غصب عنه ما يشوف السيارات مين موجود ومين لا من عيال عذبي الكبير ، وقف عند البوابة الخارجية وهو ينادي ووصله صوت تركي الكبيـر يسمح له بالدخول وإن ما حوله أحد وتوجه لبيت الشعر : السلام عليـكم
وقف تركي وهو يسلّم عليه وإبتسم : حيّ الذيب ، حيّاك
قبل رأس أبوه الجالس على الأرض وهو يجلس بجنبه وتو يكون منه الإستيعاب والإستغراب إن النداء كان له لحاله وإنهم لحالهم ببيت الشعر ورفع حواجبه : عسى ما شر ؟
هز تركي راسه بالنفي : مابه شر يابوك الحمدلله ، بس إنتم وش عندكم بالوزارة باكر مؤتمر وإلا شلون ؟
هز راسه بإيه وهو كان ناوي ما يروحه ، وهز حاكم راسه بإيه وهو يناظر ذياب : اليوم كله أنتظر ألقاك بقولك ترى وصلتني دعوة للمؤتمر وقبل شوي يوم كلمت عمك تركي حتى هو واصلته دعوة والظاهر بيجمعون من كل وزارة وجهة وفد بهالمؤتمر ، من المستشار القائم عليه ؟
ذكر ذيّاب إسمه وهز تركي راسه بإيه : وإنت معاهم ؟
هز راسه بإيه بهدوء وهو يسمع مشاورات أبوه والمحامي الغريبة وإستغرابهم من هالمؤتمر يلي وصل حتى لوزارة العدل وهذا الغريب عليهم لإن لو كان حاكم المدعو فقط كان شيء طبيعي ما يثير ريبتهم لأنه كان بالقوات المسؤولة عنها وزارة الداخلية ومو أول مرة يكون بينه وبين وزارة الداخلية تعامل لكن يوصل حتى لوزارة العدل ولمكتب تركي بالخصوص شيء حيّرهم وكانوا يبون الجواب منه من بيكون المستشار ومن أعضاء المؤتمر لكن الشيء الوحيد يلي ما يعرفونه هو الموضوع وسبب هالمؤتمر الأوّل من نوعه من سنين ..
كان يسمع حوارهم ولا يستوعب منه شيء ماعدا الشيء يلي يوجهونه لـ
_



بارت : 98

-

يوجهونه له بنفسهم وكل محاولاته للتمسّك ضاعت من سمع صوتها من بين أصواتهم لكنه ما حرك أنظاره عن باطن إيده ولا عن الأرض وكيف يحرّكها وهو يدري إن أبوه بيفهم خافي روحه مو بس ظاهره لو بدرت منه أبسط حركه ، وقف تركي على باب بيت الشعر وهو يناظرهم وإبتسم من ضحكاتهم وإبتسامة قصيد : الله يديمها عليكم ، عندي بوذيّاب وذياب هنا تعالوا سلّموا
إبتسم عذبي الكبير وهو يدخل ويسلّم وخلفه عياله وسكنت ملامحها وهي تسمع صوته من بينهم ، دخل عذبي أخوها خلفهم وإبتسمت هي بدورها تلّوح لأبوها يلي إبتسم لها وتتوجه لداخل البيت ، ركضت لغرفتها مباشرة وهي تسكّر الباب ، تقفّله مرتين من التوتر يلي حسّته بعروق قلبها ونزعت عبايتها تتوجه للشباك مباشرة تبعد طرف ستارته ، ما كان يطلع من بيت الشعر شخص غير النّور من بابه المفتوح وعضت شفايفها بهمس : قصيـد وش تسوين قصيد ؟
وقبل لا تكمّل عتابها أو كلامها لنفسها بردت أطرافها وهي تشوفه طالع من بيت الشعر لوحده والظاهر إنه طلبهم الإذن ماله طاقة بالجلوس ، سكنت ملامحها من طلع جواله من جيبه وهو يرد على الإتصال يلي وصله ويتوجه للبوابة الخارجية ، لخارج أسوار بيتهم وإختفى عن مدى نظرها لأن الواضح سيارته مو بالمكان يلي تقدر تلمحه منه لكنّها لمحت إبتعاده وسكنت ملامحها ترجّع الستار لحاله الأول وتتوجه على السرير مباشرة ..
-
دخل سيارة نصّار وهو ما تحمل يجلس أكثر ببيت الشعر ولا عنده قُدرة تحمّل وطاقة يجلس وتبقى أعصابه بمحلها وهو كل ما لمح باطن إيد تركي ولد عذبي تشبّ بداخله ولا يدري وش السبب أو يدري لكن صعب الإعتراف والبوح ، هو ما يحبّها ولا يكنّ لها شعور هذا يتأكد منه أكثر من إسمه لكن مواقفه معاها بطفولتها هي الشيء الوحيد يلي ما زال من عقله أبداً وبقُوة ما تكرر هالأحداث وهم كبار يوترّ أعصابه كثير وأكثر من الكثير ، عدلّ نفسه وهو يرسل لنصّار يتجهز من الديوانية لأنه بيمره ياخذه ورجع جسده للخلف بسكون تلاشى بمجرد ما تكرر نُطقها لإسمه بذهنه وهذا كان أقسى شيء يمرّ عليه بهاللحظة ، دخل نصّار بجنبه : هديت إنت ؟
هز ذياب راسه بإيه وهو يعدل نفسه ، وركب نهيّان بالخلف وهو يدندن : الفريق ما عنده ولد ثاني يناديه ؟
إبتسم نصّار وهو يناظر نهيّان ثم وجه سؤاله لذياب : لا تحرج نفسك بالمقارنة ، بتنام بالبيت اليوم وإلا وين ؟
هز راسه بإيه وهو لو بيدّه يبعد لأبعد أرض ينام فيها بيروح لكن المؤتمر يلي عنده باكر وإصرار أبوه وعمه تركي على حضوره بيجبرونه يبقى بالرياض ويجهّز نفسه ، وقف عند بيتهم وهو يناظر نصّار : تنام عندنا اليوم ؟
هز نصّار راسه بالنفي : ….
_



بارت : 99

-

هز نصّار راسه بالنفي : برجع البيت أجهّز للمؤتمر ، من وقت رجعت من السفر تراي ما نمت فيه
نزل ذياب ، وركب نصّار بمكانه : لا صحيت كلمني
هز راسه بزين ، وحرّك نصار متوجه لبيته ودخل ذيّاب وأنظاره على جواله وهو يصعد الدرج بعدم إنتباه لأمه وورد الجالسين بالصالة ولا هو حولهم لحد ما نادته أمه بإستغراب : يلي سرقك مننا يتهنّى ، ذيّاب ؟
لف أنظاره وهو تو يستوعب وجودهم ، ونزل يقبّل رأسها : عن إذنكم
ورجع يصعد للأعلى مباشرة قبل لا تسأله أمه عن أي شيء ، رفعت ورد حواجبها : فيه شيء مو عادته
هزت ملاذ راسها بإيه وهي تشوف حاكم دخل البيت : الحين نعرف ، عدّلي القهوة وإبعدي مكان لأبوك
سكر حاكم الباب خلفه وهو يسلّم ، وإبتسمت ملاذ : وعليكم السلام ما بغيت تنّورنا ؟ تعال تقهوى
رفع أنظاره للدرج وللأعلى : ذياب جاء البيت ؟
هزت ورد راسها بإيه وهي تقوم تقبّله من جاء يمهم : جاء
قبّل خد ورد وهو يجلس بينها وبين أمها ، ولف أنظاره لملاذ يلي كانت بتصبّ له قهوة : لا تجربين
مدت له الفنجال وهي تزمّ شفايفها ، وعدل أكتافه ياخذه منها وإبتسمت ورد وهي توقف : بطلع فوق أنا ، أمي إذا ما جاك النوم تعاليني
هز حاكم راسه بالنفي : نامي ما بتجيك أمك
ضحكت وهي تتوجه لغرفتها ، وميّلت ملاذ شفايفها : كنت عند تركي ؟
هز راسه بإيه : كنت عنده وناديت ذيّاب ، به شيء
تكت على صدره وهي تناظره ، وكمّل حاكم : وقت هو عندنا ببيت الشعر ، يختلف حاله كل شوي ولا هو قادر يقرّ بأرضه حتى يوم كلمته قلتله تعال قال إن كان ماهو ضروري ما بجي ، من متى ذيّاب يسألني ضروري ؟
رفعت حواجبها بإستغراب : كيف كان حاله طيب ؟
تنهّد بخفيف وإبتسمت : تنهيداتك كثار على ذيّاب
هز راسه بإيه بتنهيدة : هدّ حيلي وأنا الليّ ما ينهد لي حيلي ، هدّ حيلي هالولد لا أعرف خوافيه ولا أوصله
إبتسمت ملاذ : مو لازم تعرف خوافيه ، والوصل ماهو إنك تعرف كل تفصيل بحياته يكفيّ إنك تعرف قلبه
هز راسه بالنفي وهو ياخذ نفس : تذكرين أيامنا أوّل ، نهيّان كان يدري بقلبي ويدلّني ، وقلتي لي إفهمه ياحاكم كيف بفهمه إن ما صرت مثل نهيّان له حتى قلبه أدري به
إبتسمت بإعجاب لأن حاكم يرمي لها بالصريح إنه جالس يحاول يتجرّد من كونه حاكم ومن أطباعه ويلتزم بأطباع نهيّان بس لجل يفهم ولده وأخذت إيده بين إيديها تمرر أناملها على حدودها ورسمة أصابعه : ذيّاب إنت قلته الخافي البيّن ، ظني مشوارنا لقلبه صعب حيل ..
هز راسه بالنفي وهو يشرب فنجال آخر ، وهمس بجملة هزّت قلبها من طريقة نطقه ومن إحمرّت ملامحه بمجرد ما أنهاها " يامال الجنّة يانهيان مهّد لي درب قلبه "
_




-

تمدد على سريره وهو يصارع الأرق العظيم يلي ما سمح لعينه تغفى وهذا مو من صالحه لا صالح صحّته وعقله وإستعداده للمؤتمر يلي لازم يكون متواجد فيه من الظهر وقبل الكل لأن وزارته هم راعين المؤتمر وهم راعين الظهور الإجتماعي الأكثر ، مد إيده لباطن كفه وهو يتحسسه وما غفيت عينه ثانية وحده من كان ينعاد الموقف قدامه وبسط يديه الثنتين قدام عينه يتأملها ، إيد باطنها المفضّل له من طفولته والحين إيده الأخرى حاوط فيها ظهرها وسكنت ملامحه لوهلة من تفكيره وهو يجلس على السرير ، فرك وجهه لثواني وهو كل ما طرى عليه تلامس أطراف أصابعها بباطن إيد تركي تطقّ أعصابه ولا يذكر من تركي جملة بطفولة قصيد إلا وقت جاء للمخيّم مع أبوه من الكويت ومد لها إيده يسألها
" تردين الكويت معاي ؟ " وحاوطت إيده ترّد الكويت معاه فعلاً مثل ما قال ، أخذ المخدة يلي بجنبه وهو يتركها بجنبه ويتكي عليه بمحاولة للنوم وإن ما ياخذه التفكير أكثر لكنّه عجز ، أكل التفكير عقله وقلبه كل ما قرّب يغفى يطري عليه نداها له وسكن بإستيعاب إنها رغم السنين الطويلة يلي ما شافته فيها ولا هو شافها عرفته مرّتين ، المرة الأولى وقت رجع الصقر يتكي على إيده وكانت هي أول المذهولين ، والمرة الثانية وقت أعلنتها بالصريح ونطقت إسمه لأوّل مرة بحياتها على مسمعه ووسط شروده ما كان منه الإنتباه لآذان الفجر لحد ما دقّت ورد الباب وسمح لها بالدخول وإبتسمت بإستغراب : يقولك أبوي المسجد يلا ، ما نمت ؟
هز راسه بالنفي ، وجلست على طرف السرير يمّه وتعدل يجلس هو بدوره يسمح لها تتأمل ملامحه مثل عادتها من طفولتهم وقت تحس إن فيه شيء وهزت راسها بالنفي بهمس غير مُعجب : مو قادرة أشوف شيء طيب
هز راسه بإيه وهو يوقف ، ورجع ينحني يقبّل خدها ورأسها : لأن مافيه شيء تشوفينه
إبتسمت وهي تناظره لثواني من توجه يتوضأ ، وطلعت تترك ياخذ راحته يبدّل وسكّرت الباب خلفها ، لف أنظاره لناحية الباب وهو يشدّ على إيده ويتوجه للدولاب يطلع ثوبه ويبدّل ، أخذ شماغه بدون عقال وهو ينزل من لمح أبوه ونهيّان سابقينه للباب وتركه على راسه وهو يتلثم ويتبعهم ..
إنتهت الصلاة ، وجلس حاكم بجنبه نهيّان ولده الصغير لكن ذياب كان بآخر الصفوف عنهم ومو عادته أبداً ، إنتظر حاكم لحد ما خفّت الصفوف وفضى المسجد بشكل تقريبي صاروا الرجال متفرقين حول العواميد منهم الليّ يقرأ قرآنه ومنهم الليّ يسبح بإيده إلا ولده ، ذيّاب يلي وقت لف أنظاره لجل يشوفه كان تارك شماغه على راسه يغطّيه وإيده تتأمل باطن إيده الأخرى ..
ما كان من حاكم كلام نـ
_









"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-22, 02:00 AM   #8

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




: 101

-


ما كان من حاكم كلام نهائياً وهو يتأمل ذيّاب يلي حس على نفسه بعد دقائق بسيطة ووقف يعيد لثامه ويتوجه لخارج المسجد وهالتواري كلّه ما يعرف حاكم أسبابه ..
دخل وهو يفتح لثامه ويسمع أمه وورد يلي يسولفون ولف يسكر الباب على أقلّ من مهله وهو يسمع حوارهم من نطق ورد لإسمها : كلّمت قصيد قبل شوي وقلتلها إنك عازمتهم عندنا قالت بتجي أمها بس هي ما تعتقد
رفعت ملاذ حواجبها لثواني : قولي لها مو بكيفها لو ما عندها شيء حتى هي بتجي معاهم غصب ، ذياب أُمي رجعت بدري تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يصعد الدرج لغرفته بدون رد آخر ..
_
« العصـر »
تركت جوالها وهي تمسح دموع عينها من كثر الأرق يلي حصل لها ونومها المقطع يلي ما يتواصل لساعتين لكنّها ما تحركت من غرفتها ، من وقت كلمتها ورد إنهم بيجتمعون ببيتهم ولا يقبلون منها الرفض وإختلف حالها أكثر وأكثر وما عاد تثبّت وش الشيء يلي تقدر تركز عليه وتعيش شعوره بالكامل ، بالأصل إختلف الفجر وقت طلعت تاخذ لنفسها مويا وسمعت أبوها يقول لأمها عن المؤتمر يلي راح يحضره وسؤال أمها يلي هز كيانها كله
" مع ذيّاب ؟ " وكان جواب أبوها بالإيجاب إنه مع ذيّاب وأبوه وما تدري ليه كان وقع إسمه عليها كبير للقد يلي رجّعها أدراجها قبل لا يُلحظ إختلافها على ملامحها ..
شدت اللحاف عليها وهي تتأمل المكيف وتعرف إن غرفتها قطعة من جليد من برودتها بهالوقت لكن باقي هي ما بردت ، ما برد فيها شعور الربكة يليّ حسته وهي كل ما تحركت تحس بإيده باقي بظهرها وسكن كونها من جديد من رجع بالها وتفكيرها لعينه وطريقة نظراته لها ، كيف كانت عينه تتحرك مع عينها بكل الإتجاهات من رجفتها هي لكنه كان هادي ، كانت حركة عيونه مع عيونها تبيّن لها إنه يبيها تهدأ وتستقر معاه وهذا أصعب شيء قدّ مر عليها بحياته لأن لأولّ مرة ، تحس للعيون ونظراتها حروف وجُمل تهدّي وهالإحساس مُربك بشكل تعجز عن وصفه ، تعجز لأن مو سهل عليها إنها تحاول تهرب من عينه وقت كان يحاول يثبّتها وتلاقيه بكل إتجاهات نظرها يناظرها لحد ما خضعت أنظارها تثبت معاه ..
غطت ملامحها وهي تاخذ نفس من أعماقها وكل ما رجعت للموقف وتفاصيله المستحيلة تحسّ كل مشاعرها تتجمع بوسط جوفها ما تقدر تعبّر عنها حتى بنبضات قلبها السريعة ، أخذت نفس وهي تسمع خطوات أمها يلي تدندن قريب الباب وبالفعل كانت ثواني لحدّ ما دخلت سلاف يلي سكرت التكييف ، وتوجهت للستائر تفتحها وتغنّي كعادتها : يلا ياماما قومي
فتحت عيونها وهي تناظر أمها لثواني ، وسكنت ملامح سلاف ضمن إحمرار عيونها وأنفها وهي تمشي لناحيتها مباشرة : تعبانة !
_





-

هزت راسها بالنفي ، وجلست سلاف بجنبها على السرير وهي تناظرها لثواني وأخذت قصيد نفس من أعماقها وهي تتمدد بحضن أمها يلي إبتسمت بهمس وهي تخلل إيدها بشعرها : إشتقتي لي هذا الأكيد والواضح والظاهر ، صح ؟ بنروح لأم ذيّاب اليوم كلنا ..
هزت راسها بالنفي بهمس : بجلس بالبيت
هزت سلاف راسها بالنفي وهي تقبّل رأسها : ممنوع لوحدك ، العيال بيطلعون مع أصحابهم وأنا ونيّارا بنروح لعند أم ذيّاب وأبوك عنده المؤتمر وعذبي عنده شغل
رفعت أنظارها لأمها برجاء : تكفين !
هزت راسها بالنفي بممانعة شديدة : قلت كلمتي لا تحاولين ، بتروحين معانا يعني بتروحين قومي تجهّزي بنمشي بعد ربع ساعة ينتظرونا نيّارا جهزت وأنا باقي ملابسي بس ، قومي بسرعة
تنهّدت وهي ترمي مخدتها بعيد عنها ، وسكنت وهي تشوف أبوها الواقف يعدل شماغه قدام المرايا ومن أمها يلي وقفت أمامه تعدل له ياقته ومن نطق يوجه نظراته لها ويمثّل الشدة لكن خانته إبتسامته: إسمعي كلام أمك
إبتسمت وهي تقوم تصحصح رغم قلّ نومها وإرهاقها ، ومن ضجة أصوات العيال بالأسفل يلي الواضح إنهم يلعبون ، دخلت سلاف وهي لابسة عبايتها : خلصتي؟
هزت قصيد راسها بالنفي بإعجاب : ماشاءالله ماما تكفيّن ما يحتاج أروح أنا ما تتحمل قلوبهم حلاوتك وحلاوتي
ما ردت عليها سلاف وهي تفتح دولابها تطلع لها ملابس ، وإبتسمت قصيد وهي تجلس عالسرير : أتوقع إني الوحيدة بالدنيا يلي تحب تلبس من ذوق أمها
هزت سلاف راسها بإيه بغرور : إذا صارت الأم سلاف مايحق لك تقولين لا ، خلّصي لا تاخذيني بحلو الكلام
ضحكت من طلعت أمها من عندها وهي تبدل ، وتعدل نفسها لآخر مره ورجع التوتر يصيب قلبها من لفّت نظرها للمرايا وكان لبسها يكشف جزء من ظهرها ، سكنت ملامحها بإستيعاب وهي تعدل شعرها ودخل فهد يلي إبتسم لكنه محى إبتسامته : وع
ميّلت شفايفها وهي تلبس كعبها : وع إنت ، فهودي
توجه لدولابها وهو يدور لنفسه بلوفر : لبيه فهودي
رفعت حواجبها وهي تشوفه أخذ بلوفر وهزت راسها بالنفي مباشرة : لا لا لا مو هذا ! حق تركي هذا رجّعه
رفع حواجبه وهو يرميه بالدولاب : خايس مثلج ومثله ، طلعي لي شيء بسرعه بمشي
رفعت حواجبها وهي تاخذ عبايتها : ما عندك دولاب ؟
ناظرها لثواني بمعنى نص ملابسه عندها دائماً ، وإبتسمت : خلاص طيب ما قلت شيء خذ يلي تبي ، ناديتك بالبداية أنا ليش ما تقول لي وش بخاطرك ؟
رفع حواجبه لثواني : ووش لي بخاطرك أنا عندك أبوي وسميّه وأبوك وسميّه لا تدخليني بتشكيلتهم
كشرت وهي تتوجه للباب : أكرهك أكرهك
كح وهو يغطي فمه ويهمس لها تتحصن وتقرأ على نفسها وضحكت بدورها وهي ..
_



: 103

-

تنزل للأسفل للصالة يلي فيها تركي متمدد على كنبة يلعب سوني وعالكنبة الأخرى عذبي أخوها المتمدد يقرأ كتاب كالعادة ، لفت أنظارها لنيّارا وأمها النازلين من الأعلى وعرفت إنهم بيروحون مع أمها مو مع أحد من العيال : ملاذ تقول لا تطولون نبي نشوف المؤتمر سوا
سكنت ملامحها وهي تعدل شعرها وطرحتها وتاخذ نفس تتبعهم للسيارة وتتمنى كل التمنيّ ، ما تلمحه ..
_
« بالوزارة »
كان يضغط على نفسه يصحصح وهو من الظهر جاء بالوزارة ولا نام من أمسه إلا نص ساعة إن كثرت من كثر تفكيره والأرق يلي إستحلّ روحه وعقله ولا قدر يغفى وإن غفى ترجع وتتصّور بباله ، أخذ نفس وهو يعدل بشته عليه وجلس بمكانه بهدوء وهو ما يحس برهبة من كثر الجموع يلي قدامه ولا من الحضور الإعلامي عن يمينه وعن شماله وأمامه المطلوب منه فقط يكون مع المُستشار مثل كل إجتماعاتهم ويتقيّد بصمته وإن عُرضت عليه مداخلة يدخل بالحوار وإلا يكون مجرد مستمع وما يتمنى ذيّاب شيء أكثر من الإستماع ..
جلس تركي وهو يتأمل الوزارة ولأول مرة يدخلون لقاعة المؤتمرات منها وما ينكر عظمها أبداً ، الرهبة يلي تتركها بداخل كل شخص يدخلها ، قاعة بأولها منصة عليها طاولة مستطيلة من الخشب العتيق خلفها الكراسي لأصحاب المؤتمر السياسيين من وزارة الداخلية المُستشار والمحللين السياسين يمينه ويساره ، يمين هالطاولة المنبر وبصدرها يجلس المستشار وقدام المنصة تبدأ الكراسي للحضور يلي من ضمنهم بأول الصفوف هو وحاكم وأصحابه العسكريين وراعين الرُتب وبعض من المحامين معاه ، وإبتسم وهو يأشر لحاكم على مكان ذياب يلي كان بعد المستشار بشخصين عن يمينه : الذيب
أخفى حاكم إبتسامته وهو يحس بغرور لامُتناهي فيه ، على ثقته بنفسه ونظراته الهادئة للكل وكأن المنصب وكل هالجموع يلي أمامه ما يهزّونه ، ما يهزون ثباته لو ذرة وما كان يدري عن كمية الإرهاق يلي يحسّها والتعب المستحيل يلي شكاه لنصّار قبل دقائق بسيطة وقت كان يعدل شكله وبشته " ما نمت لي يومين ، نصّ ساعة غفيتها هي حصيلي " وهوّنها عليه نصّار قد ما يقدر لكن الواضح صاحبه ما كان يحتاج شيء يهّون عليه ، كان متماسك بشكل ما يعرف يوصفه ولا تظهر عليه ذرّة إرهاق ، ساد الصمت بين الحضور من نطق المُستشار بالسلام وإعلانه بداية المؤتمر بالصلاة على النبي والسلام عليه وإكماله لباقي خطابه يلي فيه معايير كثيرة تهمّ كل شخص من الجهات المدعوة سواءً وزارة الخارجية أو وزارة العدل أو الجهات الحكومية الأخرى ويطلب بتنفيذها بالقريب العاجل ، مد أحد المحللين الورقة لبن مساعد لجل يقرأها ويكمل من بعد المستشار لكن كان لبن مساعد رأي أخر بـ
_




-

بهمسه للمستشار إنه ما يقدر ويعاني من وجع بحلقه لكن ذياب بيكون خير منه ، سكنت ملامح ذيّاب من نطق المستشار بإسمه يترك الباقي عليه وهو يدري إنه ماهو له إنما لبن مساعد ..
" ذيّاب بن حاكم يُكمل باقي النقاط " ..
مرر بن مساعد الورقة لذياب يلي عدل جلسته بهدوء ولا إلتفت تجاه بن مساعد نهائياً وهو ما يحس بشيء إنما وجه أنظاره للحضور يلقي السلام بداية ، ويحييّهم ، ثم يسترسل بباقي الخطاب ورفع أنظاره يختتم بكل ثقة وما إهتزّت له نبرة ولا تردد بثانية رغم عدم إستعداده وإنه ماهو شيء يخصّه : هذا والله وليّ التوفيق ..
إبتسم تركي بإعجاب وبالمثل حاكم يلي عدل أكتافه ، زادت إبتسامة نصّار وهو عرف نوايا بن مساعد كلها بإنه يحرجه قدام الناس كلهم لأن وقت شكى ذيّاب عن قل نومه مرّ بن مساعد من خلفهم لكن ما توقع ولا واحد بالمئة إنه يلفّ الموضوع بهالشكل ويتركه تحت الأمر الواقع وتحت ضغط عدم الجاهزية مع قلّ النوم ، وقف المستشار يتبعه وقوف أتباعه بعد ختام المؤتمر وأشّر على ذياب يجي يمه : ذياب
شد على بشته وهو يقرب منه : سم طال عمرك ..
همس له المستشار إن وده يقابل أبوه ، وأشّر ذياب على خشمه لكن كلمة المستشار أثارت ريبته إن وده ينزل له يقابله علن الآن ونزع الشك من داخله إنه أكيد لسوء ..
نزل المستشار وخلفه ذياب يلي بحركة سريعة نزل بشته يطويه ويتركه على إيده ، إبتسم تركي الجالس بعيد لأنه فهم المغزى من حركة ذياب وقت قرّب من أبوه بإنه ينزع بشته ويتركه على إيده لأن أبوه بالمنصب أعلى لكنه ما يلبس بشت ومن قلّ الإحترام إنه يوقف بجنبه متقلّد ببشته حتى لو كان مكان عمله ، لف المستشار أنظاره لذيّاب وهو كان يبي يشوف نباهته بخصوص البشت وأعطاه إياها على طبق من ذهب وإبتسم يصافح حاكم ويبارك جهود سنينه الماضية بعمله وجهود ولده الحالية على أمل تُثمر السنين نفس إثمارها معاه ..
_
« بيـت حاكـم »
غرقـت ملاذ بدموعها من نطق المُستشار بإسمه ومن توجّهت الكاميرا عليه ومن لمحت بين الصفوف حاكم يلي تبيّن نظرات إفتخاره بعينه حتى لو ما وضّح شيء وبكت بمجرد ما ألقى السلام وبدأ كلامه ، كانت تضحك وتدمّع بنفس الوقت وتحصّنه ومشاعر كثيرة تحاوطها ما يفهمها إلا يلي جرّب شعور يشوف ولده بمنصب تمنّاه ويستاهله ، يشوفه واثق من نفسه مو عادي وعند ملاذ بكت لأن كلمة نهيّان لهم لجل ذياب تحققت " وإن كان يتبعه إسم حاكم فهو فخر لكن السنين تعلّم الناس إنه إسمه لحاله صاحب صيت وإسم أبوه وراه ينهي النقاش " ، إبتسمت سلاف وهي تفهم مشاعر ملاذ تجاه ذيّاب وكيف عظيمة لدرجة تتُرجم على ملامحها وعلى دموعها يلي عجزت توقفها : …
_



بارت : 105

-

: الله يحميه لك ويقرّ عينك بعياله يارب
سكن داخل قصيد كله وقت شافته ، وقت نُطق إسمه ورجف كيانها لأن مثل الأرق يلي صابها الأكيد إنه صابه وما تدري ليه هالإحساس داهم خاطرها وقلبها وهي ما تجرأت على النظر فيه إلا ثانية وحدة لأنها بكل مرة يرفع عينه تجاه المصوّر تحسه يطالعها هي من بدّهم ويرتبك داخلها ، كان تماسكها مُهيب كأنه ما يعني شيء ، كأن سرورها من سرور كل يلي بالجلسة حولها من زوجات عمامه وأقاربه يلي كلهم مثله ينختم إسمهم بآل سليمان وما يدري برجفة داخلها أحد ولا لهيب ظهرها البارد يلي تحسّه من جمّعت جرائتها ترفع أنظارها للشاشة معاهم وتشوفه بآخر نطقه لـ والله وليّ التوفيق وكيف سكر الملف يلي قدامه يرجع ظهره للخلف ويناظر المدى حوله ..
إبتسمت بإرتياح من لمحت أبوها يلي جالس بجنب عمها حاكم وهي تلف أنظارها لأمها يلي مشاعرها تجمّعت بعيونها لكنها تخفيها والحُب الوحيد يلي تعرف إنه مستحيل يخفى عليها ، هو حُب أمها العظيم لأبوها كل مداها هو ، وكل مدى تركي هـي ورغم إن تصير بينهم خلافات بأوقات متفرقة خصوصاً وقت يختلفون هي وعذبي ويكبر الموضوع يوصل لأمها وأبوها يسبب بينهم خلاف وإذا تعرف شيء واحد تعلّمته من غضب أمها وأبوها وعواصفهم إن للسلامة العامة هي وعذبي لازم يبعدون عنهم ، ما كانت قصيد بجراءة شخصية أمها يلي تسولف معاهم وترد كانت تكتفي بالإبتسام وتجاوب على السؤال يلي يتوجه لها لكنّها ما تدخل بمناقشاتهم أبد وكل همها ما تسرح ، ولا تختلف وقت يجيبون طاريه وما تدري وش هالشعور الغريب لكن محاولاتها للتماسك فوق قدرتها بكثير ودها تسرح ، وما ترجع بعالمهم بس تفكّر وإن أرّقها نومها ممكن تلقى تفصيل يدلها ..
شدت على باطن إيدها لثواني من جات وسن بجنبها وهي تعرفها على بنتها : بنتي ، شَدن
إبتسمت قصيد بإعجاب وهي تمد إيدها تصافحها : أهلين !
فتحت وسن راحة يدها وما فهمت قصيد لثواني لحد ما أشّرت لها شدن : ماما قالت تعورتي بيدك ، بشوف
ضحكت وهي تمد إيدها لإيد وسن ، ومررت شَدن إيدها على أثر الجرح يلي بإيد قصيد وهي تناظرها : مين باس الجرح وقالك سلامات ؟
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي بتمثيل للحزن : محد تخيلي !
إبتسمت شّدن وهي تبعد معصم إيدها وتأشر لها على أثر جرح بسيط : أنا باسني هنا ، أنا قلتله
إبتسمت وسن وهي تناظر قصيد يلي ما عرفت مين المقصود وتكلّمت هي توضح لها : طاحت مرّه وراحت لذيّاب تجبره يبوس إيدها ، كل دقيقة كانت ترجع له بجروح كذبية ويلا بوسني ياويلك تقول لي لا
هزت شَدن راسها بإيه وهي توقف : وقت يجي أنا بقول له عندك جرح لازم يبوسك
_



بارت : 106

-

سكنت ملامح قصيد مباشرة بإحراج ، وضحكت وسن وهي تناظر شّدن يلي إبتعدت عنهم تجلس قدام الشباك وهمست : ياويلك تنتظر الرجال يرجعون وتعطيه العلم !
إبتسمت قصيد وهي تمسك نفسها وزمام شعورها يلي إرتعش من ذكرها لقُبلة ذيّاب وتورّدت ملامحها بإحراج من رجع بالها لموقف الشوك أوّل ، يلي كان وهي صاحبة العشر سنين ورجعت تلاشيه من خيالها مباشرة ما ودها تعيده وسطهم لأنها بتنهار ولا بيبقى لها سر ..
إبتسمت وهي تتأمل بنات آل سليمان ، نسائهم أولاً إبتداء من جدة ورد علياء أم أبوها ، وجدتها نُهى أم أمها لحد أصغرهم وهي بنت عناد أصغر عمامهم يلي ما عرفت إسمها ولا شخصيتها عجزت تعرفها ، كانت تسلم عليهم وتجلس ما تلتفت لأحد لكن إندماجها بالمؤتمر ما خفى على قصيد وإنها هي يلي وقت تكلّم ذياب مدت إيدها ترفع الصوت أكثر ، رجعت شعرها للخلف وهي تاخذ نفس من تفكيرها يلي يميل لأشياء ما ودها تفكرها وسكنت من الشعور يلي حسّته لوهلة وهي تشتت أنظارها فقط ، إن كانت غيرة هي مالها حق لكن لمُجرد ما مرّ بالها طرف تفكير إن بنت عناد تكون تحبه شتت عقلها الموضوع كأنه شيء مستحيل يكون وتراجعت وهي تدري إن بنت عناد صغيرة توها بدايات الـ١٧ تقريباً مستحيل يكون هذا شعورها وتفكيرها وعضّت شفايفها وهي تحاول ترجع تركيزها من ورد يلي وقفت تناديها مع باقي البنات : تعالي ..
قامت وهي تعدل نفسها تتبع قصيد للمطبخ ، وإبتسمت ملاذ من إبتسامة أمها الخفية : يحق لك
ضحكت سلاف وهي تسمع حواراتهم ونقاشاتهم وإبتسمت ملاذ وهي توقف بعد رسالة من حاكم تبيّن إنه يبيها بالمجلس ، ركضت شَدن لإيد ملاذ يلي ضحكت لأنها لمحتهم جايين ولأن وجهتها محددة هي تبي ذيّاب ، إبتسمت وهي تدخل عند حاكم : الرجال معاك ؟
هز راسه بإيه : معي تركي وهذام ، الباقيين بالطريق
ميلت شَدن شفايفها بعدم إعجاب : فين ذياب ؟
رفع حواجبه وهو يناظرها : ما بعد جاء ذياب
كشرت وهي تترك إيد ملاذ وتتوجه للخارج ، وضحك حاكم بذهول : وش يعني عصّبت علينا كذا ؟ مالنا هيبة ؟
إبتسمت ملاذ بهمس وهي تناظره : فخور إنت ؟
سكت وهو يناظرها لثواني ، ومدت يديها على أكتافه وهي تبتسم : لو تخفي إفتخارك عشرين سنة حضرة الفريق ، تفضحه عينك لليّ يحبونك ، أولهم أنا ..
رفع حواجبه بخفيف وهو يميّل شفايفه ، ومرر إيده على شامة نحرها لكنها ضحكت : كبرنا يابوذيّاب عيب كبرنا
ميّل شفايفه وهو يخفي إبتسامته من خروجها لعندهم وهو كان يبي يشوف شعورها لو شافت المؤتمر ومن لمعة عيونها وسؤالها صارت له أتمّ المعرفة إن قلبها صابه التوسّع من كثر حبها وإفتخارها يلي ما يلومها عليه أبد ، طلع وهو يدري بـ..
_



107

-

بذيّاب إنه كان بيمشي لديار ما يدري عنها وين من بعد المؤتمر لكن هو مسكه غصب عنه وقال له الرجال بيجون عنده وإنه بيجلس معاهم وما كان من ذياب الرفض ولا الكلام إنما هز راسه بزين وإبتعد عنه ..
نزل من سيارته مع نصّار يلي يناظره : بتنام صح ؟
هز راسه بالنفي وهو يعدل نفسه بهدوء وهو فعلاً ماله خلق شيء وكان بيرجع البيت وينام مباشرة لكن صُعق من كلام أبوه عن الرجال ومجيئهم : ما سمعت أبوي يقول الرجال بالمجلس لا تغيب ؟
تنهّد نصار وهو يناظره لثواني : نهيّان موجود ، أنا موجود ما بروح بس إنت إدخل ونام الرجال ماهم لحالهم
هز راسه بالنفي من دخل وجات شَدن تركض لعنده مباشرة : بقولك سر بيني وبينك !
رفع حواجبه لثواني من ناظرت نصّار يلي ما تبيه يبقى عندهم ورفع نصّار حواجبه بتعجب : عجيب يالنتفة ! بروح المجلس قولي له يلي تبينه خلاص ما ببقى هنا
إبتسمت وهي تشوف ذياب ماله خلق أبداً ، ومن سكر جواله يرجعه بجيبه : روحي جيبي لي مويا ..
أشّرت على عيونها وهي تركض للداخل وتصرخ له يبقى بمكانه ما يتحرك لأن ما قالت له موضوعها للآن ، دخلت المطبخ وهي تناظر البنات يلي فيه وأشّرت على قصيد من بينهم : ممكن تعطيني مويا ؟
رفعت دُرة حواجبها : مدي يدك وخُذي وش هالدلع ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر قصيد المُستغربة ويلي هزت راسها بزين تمد لها مويا من خلفها ، إبتسمت شَدن بخفيف وهي ترجع للخارج ركض لعند ذيّاب الجالس على أحد الكراسي البعيدة وإبتسمت تمّدها له : تعرف ، يدها من هنا فيها جرح لازم تبوسها زي الجرح حقي
سكنت ملامحه وهو يناظرها تأشر على باطن يدها وتغيّر جوفه بثانية وحدة من إستوعب إنها تقصد قصيد يلي الأكيد موجودة ببيتهم وإلا ماكان شافتها شَدن ، مثّلت الحزن مباشرة وهي تستعطفه : أنا قلتلها مين باس جرحك وقال لك سلامات قالت لي محد ! حتى هيّ زعلانة لازم إنت تروح وتبوسها زيي عشان ما تبكي ..
هز راسه بالنفي وهو ما يدري وش يقول وكيف يصرّف الموضوع يلي صدمته فيه ، وهزت شَدن راسها بإيه بإصرار : هي أعطتني المويا قالت عشان ذياب ، تعرف ؟
عضّ شفايفه بخفيف وهو يدري إنها تكذب وحتى لو هي تكذب جالسة توتّره وتطقّ بعقله : بنت !
إبتسمت بعبط وهي تهز راسها بالنفي : آسفه ، أنا قلتلها تعطيني عشان إنت تاخذها شوف كيف هيّ ما قالت لا إنت ليه تقول لا ما تبي تبوسها ؟
هز راسه بالنفي ، وناظرته لثواني بإستغراب من أسباب رفضه وهي تفكّر وطغى تفكيرها على جملها يلي تسطّرها بتساؤل خافت : ليش ما تبوسها ؟ تعرف إنها مره حلوه
وقف مباشرة من عرفت توتّره بالحيل وترجّع له ذكرى كان يحترق إنه ينساها من طغيانها عليه : ..
_



108

-

: إرجعي لأمك !
هزت راسها بالنفي بإصرار وهي تحاول بشتّى الطرق تقنعه لحد ما طلبها تنادي له ورد وتوجهت للداخل ركض ، جلس بمكانه وهو ما وده يرجع لموقف الشوك أبداً لكن غصب عنه رجع بعقله ..
-
« قبـل عشر سنـوات »
إرتخت أكتافه ومد إيده تصير تحت إيدها ، وإيده الأخرى تطلع الشوك لكنّ كان الثبات منها مستحيل من رجفتها ، من محاولتها لإنها ما تبكي لكن دموعها كانت تنساب بدون حول منها ولا قوة رغم إنها ترفع إيدها الأخرى تمسحها بعشوائية وتتلبّس لباس القوة ، كانت ترجف بشكل ما يقدر ذيّاب منه يسيطر على إيدها بالشكل الكافي لجل يطّلع كل الشوك أبداً : إثبتي !
ما كان منها الثبات ولا جُزء منه وهز راسه بالنفي وهو يرفع أنظاره لثواني يتبع نظرات عينها الراجفة بكل المدى وسكن جسدها ونظراتها من عيونه الهادئة يلي تناظرها لحدّ ما إستقرت عينها بوسط عينه ، كان منها شديد السكون لمجرد إنه ناظرها وهز راسه بإيه بهمس : إيه ثبّتي عينك معي
ورغم ثباتها بعينه إلا إنها كانت ترجف بكل مرة يبعد عينه عنها ويوجه أنظاره للشوك يلي بإيدها وهز راسه بالنفي من جديد يناظرها ويرجع يكرر جملته " ثبّتي عينك وتثبتين معي " ، وهمست بدورها تبيّن له إن ثباتها من ثبات عينه معاها : لا تبعد عينك !
ورفع أنظاره من ما تبقى إلا القليل من الشوك الواضح يناظرها وينزع الباقي بدون لا يزيح أنظاره عنها من طلبها ، وقت إنتهى ونزّل أنظاره كانت تتأمل إيدها هي ورجّفت كل كيانه من رجعت لنفسها ، وقربت تترك إيدها على كتفه ، تقبّل خده وتبتعد بعد ما بيّنت إمتنانها وهزت كل كيانه لأنه ما تعوّد ، أو ما توقع بالأصح ولأنها ضيّعت تفكيره عن هوشته مع أبوه وتعب جده وتركت تفكيره بيدّها والشوك وحتى وقت طلبته يبقيّ عينه معاها ، كان منه السمع والطاعة وهذا الغريب عليه ..
-
رجع لواقعه على صوت ورد يلي تناديه وهو يمسح على جبينه ويوقف ، وإبتسمت ورد بإفتخار : بنموت من الفخر وتعّبتنا ممكن تعطينا من هيبتك شوي بس ؟ إيش سوّت فيك شَدن ؟
إبتسم وهو ما إستوعب ولا جمّع نفسه من ذكراه الأخيرة عنها ومن حكي شَدن يلي حتى وهي طفلة قدرت تربكه بطاريها وإنها جات تطلبه يقبّل الجرح يلي ما قدر يشوفه : ما سوت شيء لا تجلس هنا برد
هزت راسها بزين : ماظني بتطلع أساساً إستلمت قصيد تسألها عن كل شيء بحياتها ، ناويه عليها البنت مو هينة الله يحفظها ..
شد على المويا يلي بإيده وهو يشوف رسالة من أبوه يطلبه يجيب له غرض من مكتبه : شوفي لي درب بدخل المكتب
هزت راسها بزين وهي تسبقه : مو حولك إحنا البنات بالمطبخ وأمي والبقية بالصالة الداخلية
_



بارت : 109

-

دخلت ورد ، وخلفها ذيّاب يلي توجه للمكتب يسكّر بابه خلفه ولا يدري وش جالس يصير بداخله من التعب والإرهاق والشعور المُهلك إن المسافة بينه وبينها جدران وألف حاجز ما يقدر يحصيها من كثرها ، أخذ نفس وهو قرر ماهو لجل نومه لكن لجل يدرّك نفسه بيمد لأبوه الأوراق يسلّم على باقي الرجال ويبتعد لأن ماله طاقة يبقى ، جاته شَدن تطلبه يبوس جرحها وتعاتبه ما درت إنه وقت جُرحت هالجرح تقطّع داخله وعقله وقلبه بين وده يرجّع خطوته يمّها لجل يشوفه وبين إنه يخضّع نفسه للحدود ويجلس بمكانه يلي عجز يقرّ فيه راح يهيم بالبراري وبجنبه عكّاز نهيان ، أخذ نفس من أعماقه وهو يشوف رسائل أبوه إنه يبيه يفتح خزانته ويقرأ له مضمون ورقة فقط ويحفظه يجي يقوله له لجل ما يغيب عن ذاكرته شيء ، مد إيده للدرج للمكان يلي يترك أبوه فيه مفتاح خزنته وهو يفتحها ، وطلّع الأوراق وهو يدور الورقة المطلوبة ومد إيده ياخذ الصور الصغيرة يلي طاحت من بينها وإبتسم من كانت صور لورد بطفولتها ، سكنت ملامحه من صورة لها بجنب أبوها قررت تطيح للمرة الثانية من إيده وتستقّر قدام عينه تاخذ إنتباهه لها ، مد إيده ياخذها من الأرض وكانت ثواني لحد ما رجع كل الأوراق للخزنة والصورة من ضمنهم وهو يطلع من المكتب مباشرة لمجلس الرجال ، جلس بجنب أبوه وهو يهمس له بمحتوى الورقة ويجلس بجنبه لكن كل كيانه ماهو معاهم نهائياً من تعب الأرق وتعب التفكير ، يشوفهم ويشوف حركات جسدهم ويسمع تخالط أصواتهم لكنه ما يوعى كلمة وحدة يقولونها ويركّز لو كان إسمه حديثهم ولا شيء غيره ولا يقدر يمشي لأن نهيّان بدون مقدمات طلع عنده مباراة وإعتذر يروح لها ، جلس نصّار بجنبه وهو ما يدري وش إختلف بصاحبه وهمس : وش صار لك قول لي ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو يفرك عيونه لثواني ويرجع يصحصح معاهم وتنهّد نصار : تعال نطلع شوي
وقف وقبل لا يطلع نطق أبوه : ذيّاب يابوك إرتاحوا إنت ونصّار إن كان ودكم تطلعون وإلا تنامون ، ما قصرتوا
هز ذياب راسه بزين وهو كان ينتظرها من أبوه وما نطق بكلمة إنما طلع مع نصار يلي نطق : بتطلع تنام الحين
هز راسه بالنفي وهو يطلع مفتاح سيارته من جيبه : بنام ببيت الشعر اليوم ، إنت روح دّور لك شيء غيري
هز راسه بالنفي وهو ياخذ مفتاحه من يدّه : قبل لا تفصل عليّ غرفتك أقرب نام وباكر نروح وتغيب عن الوزارة وعن البيت شهر لو ودك ما برّدك ، الحين روح
مد إيده يفتحها ويناظر نصّار : هات مفتاحي
هز راسه بالنفي وهو يمشي : لا صحيت كّلمني أمرك
تنهّد من أعماقه وهو ماله خلق يتجادل معاه أبداً ، ودق الباب وهو ينادي : ورد
جات له شدن وهي تناظره بـ
_





-

جات له شدن وهي تناظره بزعل شديد لثواني ورجعت يمّهم وهي ما نطقت ولا كلمة له ، رفع حواجبه بإستغراب لكن ما كان منه الإهتمام ليه تخاصمه مع إنه يتوقع أسباب خصامها إنه ما قبّل جرح قصيد وهو ينادي على ورد يطلب الدرب وبالفعل قالت له ماحوله أحد وتوجه للأعلى ، سكر باب غرفته وهو يرمي ثوبه ويبدّل على وجه السرعة ورمى نفسه على السرير مباشرة ويتمنّى ، يترجى عقله بالأصح ما يجي لها طاري لأنه مُرهق وهي تزيد فيه هلاك ما وده يعيشه ولا وده يحاوله ، ما وده يجيه ..
رفع وجهه عن المخدة من صوت الباب يلي يدقّ : تعالي
دخلت ورد وهي تبتسم وتتعذر له على إزعاجها : معليش عالإزعاج بس ذيّاب عندك بنادول ؟
رفع نفسه وهو يناظرها لثواني بتفحّص : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تدور بأدراجه : قصيد تبي
عضّ شفايفه وهو يرجّع سؤاله بجوفه غصب عنه ، وناظرها لثواني وإبتسمت ورد وهي تسولف له : ما نامت عدل أمس والبنات مو راضيين يفكونها يقولون خذي بنادول ويخفّ الصداع لكن ما بتمشين عنّا ، جيت معاها ومع شدن ندوّر بغرفتي بس ما لقينا قلت بشوف عندك
منع كلامه للمرة الثانية وهو كان وده يهاوش كيف تبقى عشان البنات وتمنع نفسها من النوم لكنّه سكّت نفسه غصب ونطق بعد ما أخذت بنادول من الدرج الآخر حقه : هذا ثقيل عليها رجعيه
رفعت حواجبها لثواني : مافي غيره بالدرج هنا ؟
تمدد للجهة الأخرى من سريره وهو يطلع واحد آخر ، وسكنت ملامحه من لمحها تنزل مع الدرج وبجنبها شدن ومن تأكد إنها هي من شدن يلي رجعت تناظره مع الباب وتبتسم بعبط ، لفت ورد أنظارها له لثواني من سكونه وإنه ما مده لها : ذيّاب ؟
مده لها وهو يغطي وجهه بالمخدة بدون رد آخر وهُلك عقله تماماً وهو مو قادر ينام ، ولا قادر يبقى بمكانه وهو لمحها ، وإبتسامة شدن الأخيرة له دمّرته تماماً كأنها تعاقبه إنت ما قبّلت إيدها ، لكن لمحتها وبالفعل وقف ياخذ جاكيته ويتصل على نصّار مباشرة : إرجع
تنهّد نصار من أعماق قلبه وهو ما حرّك من قدام بيت حاكم وكان متوقّع إتصال ذياب عليه : بالسيارة تحت والله إني دريت ما بيجيك النوم ولا بتبقى بأرضك ، تعال
-
إبتسمت وهي تاخذ البنادول من إيد ورد يلي توجّهت للبنات وبقت قصيد لوحدها بالمطبخ تعيد توازنها ونفسها وقدامها شدن الجالسة على الكرسي الآخر وتتأمل قصيد لثواني ، وتكمل تأملها ببلكونة المطبخ يلي تطل على …
_





"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-22, 12:59 PM   #9

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بارت : 111

-

يلي تطل على بيت الشعر ومجالس الرجال الخارجية وبابها مفتوح وما تكلمت وهي تشوف قصيد سارحه تتأمل كوب المويا يلي بإيدها وحبّه البنادول ، هزّتها شدن ما قصرت بداخلها من جات تحكيّها عن ذياب لكن حكّتها وسطهم ، جابت أجلها كله وزادت صداعها فوق صداع النوم كون كلامها صار قدام البنات وإنها فعلاً ما كانت تستهبل وقت قالت بتطلبه يقبّل جرح إيدها وما قصّرت بشيء نهائياً ، رجع الإحمرار يكسي ملامحها من مررت أناملها على باطن إيدها لثواني ورفعت البنادول تاخذه وهي تشرب مويتها وإبتسمت لها شدن مباشرة : راح الصداع خلاص ؟
ضحكت وهي تهز راسها بإيه رغم إنها ودها تبكي من كثر الوجع يلي تحسّه بعقلها لكن براءة شدن وإنها بمجرد ما أخذته توقّعت إنتهى صداعها وإبتسمت تجاوبها : راح خلاص كيف ما يروح !
وسكنت ملامح ذيّاب يلي كان بيخرج من جهة المجالس لكنه لمحها للمرة الثانية ومو بس ظهرها هالمرة إنما كلّها ورغم سكون حركته لثواني إلا إنه فصل مباشرة من أصوات الرجال وهو ينادي على شدن : سكري الباب !
لفت قصيد لناحيته بعدم إدراك وسكن كونها كله من تصادمت عينه بعينها وهي ما تدري وش تتصرف أو وش تسوي أو لأي جهة ممكن تبعد عن أنظاره ولحُسن حظها إنه هو تدارك وضعه ووضعه قبل لا تلمحهم شدن وتنتبه إنه شافها ومشى ، تغيّرت كل ملامحها للإحمرار الشديد وهي تجلس بمكانها من سكّرت شدن الباب وهي تناظر قصيد يلي إختلفت ملامحها بشكل مو عادي : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي كانت جمّعت نقطة من نفسها تلاشت النقطة وصارت تحس اللهيب بداخلها كله مو بس ظهرها ، سكنت ملامحها وهي ما عاشت وقت تستوعب فيه من دخلت ديم المبتسمة : راح صداعك ؟
هزت راسها بإيه بعدم إدراك ، وإبتسمت ورد وهي تشوف شدن تتأمل قصيد : شدن مامتك تناديك
هزت راسها بزين وهي تنزل عن الكرسي ، وتركض لأمها يلي بتمشي ورجعت تودّع قصيد وهي تتوجه لناحيتها بهمس : لا تزعلي لو ماباس يدّك وقال سلامات
إبتسمت قصيد وهي تناظرها بهمس : إنتِ قلتي لي سلامات ، يكفيني ما أبي أحد ثاني يقول لي
إبتسمت شدن وهي تقبّل خدها وتركض لأمها يلي ودّعتهم من بعيد ، جلست ديم بجنب دُرة أختها : نقترح عليك إقتراح ؟ بننام هنا لو ما تدرين ووش رايك تفكّرين تجلسين معانا ؟ بما إن العيال مو موجودين
هزت ورد راسها بإيه : نهيّان ما بيرجع البيت قال بينام عند أصحابه بس ذياب نايم بغرفته ، نصحح معلوماتكم
كشرت دُرة : ماعليه هذا يروح يداوم من الصباح ما يدري عننا ولا ندري عنه ، المهم قصيد كيف ؟
هزت راسها بالنفي وهي كانت بتغلط وتقول ذيّاب خرج تصحح معلوماتهم لكن مسكت لسانها بآخر لحظة :…
_





-

: ما يجيني النوم بعيد عن بيتنا ، حقيقة هالشيء
ضحكت ورد وهي تهز راسها بإيه وإبتسمت : نعرف وندري بهالشيء أكثر من باقي الأشياء كلها ، ياكثر الصور لك عندنا بس محمية حماية خاصة ما تطلع لنا !
عضّت ديم شفايفها : بغار طيب ! يعني حاكم عمّنا إحنا ليش أحسّه يميل لك أكثر مننا وإحنا بنات أخوه ؟ أقصّ إيدي لو عنده صورة وحده لي وتُحمى هالحماية
همست دُرة وهي تطقطق : طبعاً ديم أكثر وحدة تخاف من عمي حاكم بس الحين متمردة شوي تقول إسمه بدون عميّ ولو جاء يمّنا أول من يخاف هي لا تغرّك
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي : يبيّن عليها
إبتسمت جود وهي تجلس بينهم : صدق ورد لنا صور إحنا وإلا مالنا ؟ بس قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : لكم الصور يلي معي وإحنا صغار بس أقصد صور قصيد وهي صغيرة حتى إحنا ما نشوفها ولا نلمحها تقول أمي كثيرة حيل وما كان يحتفظ فيها بجواله ولا بالكاميرا كان يطبعها لجل جدي نهيّان لأنه يكره صور الجوال يقول مالها طعم ..
رجف داخل قصيد وهي تناظر ورد لثواني ، وتنحنحت ورد وهي تاخذ نفس : من كثر ماكان يحبّك جدي نهيان ، صار أبوي يمسك الكاميرا ويصوّر عشانه كل ما جيتي ..
ساد الصمت لثواني ، والشعور القوي عليهم كلهم من طاري نهيّان العز يلي رجف دواخلهم ، عضّت قصيد شفايفها بخفيف لأنها تعرف الحكايات ، تعرف حب أبوها العظيم لنهيّان وتعرف إنهياره بالفترة الطويلة يلي إنهدّ حيله فيها كان لجل من ، ما دام صمتهم من دخلت ملاذ تناديهم يجلسون عندهم وكانت ساعة وحدة لحّد ما ودعت قصيد البنات مع أمها ونيّارا يرجعون للبيت ..
لفت نيّارا تجاه قصيد وهي تناظرها لثواني من حسّت بإختلاف حالها لكنّها ميّلت سببه للتعب وإن صار وقت نومها ، نزلت قصيد قبلهم وهي تناظرهم لثواني : بنام
هزت سلاف راسها بزين وهي تسكر باب السيارة : تمام
دخلت وهي تنزل طرحتها على أكتافها وما إنتبهت لشرودها لدرجة ما إنتبهت لوجودهم بالصالة ، إبتسم أبوها وهو يناظرها لثواني وما يدري كيف إختار تحيّة مغايرة عن باقي تحيّاته الدائمة : حيّ محاميتي
إبتسمت مباشرة وضحك من تُوردت ملامحها ، ومن عدلت نفسها تستوعب نفسها : مو حيّ قصيدي ، ولا حيّ بنتي ، ولا حيّ حبي ، صار حيّ محاميتي ؟
هز راسه بإيه من جات بجنبه ، وقبّلت عذبي الكبير قبل تجلس وسطهم وكمّل تركي : جات من الخاطر
إبتسمت وهي تتكي على صدر أبوها يلي قبّل راسها ، وإبتسم عذبي الكبير وهو يأشر على المؤتمر يلي ينعرض من جديد على الشاشة : الله يعينهم بيحللونه إعادة
هز تركي راسه بإيه : شيء من الآخر ، يحق لهم يعيدونه
ما كانت تناظر الشاشة أبداً ولا تتجرأ و..
_



بارت : 113

-

وإبتسم عذبي وهو يناظرها : شفتي أبوك ؟ وإلا ما شفتيه ؟
هزت راسها بإيه بإفتخار وهي تناظر أبوها : شفناه ، وتجمّعت مشاعر الناس بعيونهم تعرفهم ؟
ضحك تركي من عرف إنها تقصد أمها ولف أنظاره تجاه الباب يلي دخلت منه سلاف مع نيّارا وهو يقبّل رأس قصيد بهمس : الله لا يحرمني يابوك ، الله لا يحرمني ..
تجمّعت الدموع بمحاجرها وهي تناظره لثواني ، وضحك تركي وهو يضمّها لأن بكل مرة يعبّر فيها عن أمها أو يدعي إنها تدوم له تغلب قصيد عواطفها ومشاعرها مباشرة : وإنتِ تغلبك العواطف دايم ؟
إبتسم عذبي وهو ياخذها بحضنه : لو تتركها عليّ ، ما يغلبها الشعر ولا تغلبها العواطف تعاديها ..
ضحكت قصيد وهي تناظره وتاخذ نفس تمسك مشاعرها : يبي لي كثيرة عليّ كل هالمشاعر ، نترك درب المحامي ونلتزم دربك العصبي ؟ أفضل لنا وما يبكينا ؟
هز راسه بإيه : دربي ما يحتاج تجاهدين فيه ولا يبكيّك ، عصّبي وبس وقبل تمشينه تناديني وأمهّده لك ..
ضحك تركي وهو يناظرها : بمعنى آخر إلزمي الغضب وإن مالك حيل تعصّبين وتتهاوشين ، ناديه يخلّص لك الموضوع كله وتمشين الدرب وهو مستوي ما به عثرات
إبتسمت بعبط وهي توقف : كثير هالدلال بس أحبه
ضحك عذبي وهو يناظرها وصعدت للأعلى وهي تسمع مناوشاتهم على عذبي الكبير بإن التربية مو كذا وكالعادة يرجّع ظهره للخلف ببرود وينطق بجملته المعتادة " بنتي تسويّ يلي تبيه وإبن أمه يعارضني عليها بكلمة " ..
دخلت غرفتها وهي تنزع عبايتها ترميها على الكنب وسكنت ملامحها لوهلة وهي تشوف نفسها بالمرايا ، هزت راسها بالنفي وهي ما بتسمح لنفسها تفكّر بنُقطة وحدة من تفاصيل اليوم ومباشرة توجهت للدولاب تبدّل وترمي نفسها على السرير وعضّت شفايفها من بدأ التفكير يتسلل لخلايا عقلها لكن ما كان له فرصة من فهد يلي فتح طرف الباب بدون لا يدقه : بنـت
عدلت جلستها وهي تناظر الباب والنور الخارجي يلي دخل لغرفتها من فتحته له : تعال
إبتسمت وهي تلمح تركي وعذبي أخوانها وراه ، ودخل فهد خلفه تركي وعذبي وتمددت هي تفتح الأبجورة يلي بجنبها من عرفت إنهم ناويين يجلسون : ليش جايين ؟
جلس فهد على الكنبة ، وعذبي جلس على السرير بجنبها وبالمثل تركي يلي تمدد بالعرض وهو يدخل يديه خلف راسه ، ميّل عذبي شفايفه وهو يتأمل الكتب يلي بجنبها لكنه إختار يسولف لها ويمنع فضوله لوقت آخر : تدرين وين رحنا اليوم ؟ حضرنا مباراة لولد الفريق حاكم
إبتسمت مباشرة : نهيّان ؟ فاز أكيد وإلا
رفع تركي حواجبه وهو يناظره : ليش تبتسمين ؟
ضحكت وهي تهز راسها بالنفي : شكو ما أبتسم يعني ؟ البنات كانوا يسولفون عن مباراته بس ما كنت أفهم
_




بارت : 114

-

هز فهد راسه بإيه : لعيّب الولد ماعنده واحد إثنين ماشاءالله ، شفت الليّ طرحه ؟ المغرور خصمه
هز تركي راسه بإيه وهو يضحك : شفته يوم طاح كيف رجع يوقف له ؟ ينتظره يقول كلمة عشان يفقّع وجهه
هز عذبي راسه بإيه وهو يضحك : وربي كنت أنتظر تصير هوشة وجالس أعدّ من وقف يناطحه ، توقّعته هادي مو مثل أبوه ولا ذيّاب بس طلع حتى هو يشبّ بسرعة
رفعت قصيد حواجبها وهي ما فهمت شيء : إشرحوا لي
تعدل عذبي أخوها يمنع فهد وتركي من الشرح : بشرح لها إنتم ما تعرفون ، بس إذا بتقومون تمثّلون عادي
ضحكت من وقف فهد يسحب تركي ، ومن بدأ عذبي يشرح لها الموقف : الحين بنص الملعب هم زين ؟ الكورة كانت مع نهيّان وجاء هذا من بعيد رمى نفسه عليه يطرحه على الأرض ورجع يوقف كأنه ما سوا شيء
ضحكت وهي تشوف فهد طرح تركي على الأرض : بشويش طيب مو بالملعب إحنا !
هز تركي راسه بإيه وهو يضرب فهد يلي تعدّل : إسكت
كمّل عذبي يشرح لها : المهم هذا الثاني يلي هو فهد حالياً قدامك قال كلمة والله العالم هي وش ، شبّ نهيّان على طول وقف يناطحه بمعنى يحطّ راسه برأسه
سكنت ملامحها بإرتعاب من وقف تركي يحط راسه برأس فهد ويمثّلون بوادر الهوشة صدق : خلاص ما بشوف
ضحك عذبي وهو يرجع يتمدد : وربي إنه رجّال صدق ، ما أمداه يناطحه إلا هجّ يرجع لفريقه ويترك نهيّان بحاله
هز فهد راسه بإيه : سمعت يلي يمّنا وش يقولون إنت ؟ يقولون كان يمديه على الإحتراف بس أبوه ما يرضى
رفع عذبي حواجبه لثواني : ما ظنيّ ، الفريق دايم مع عياله كيف يحرمه من شيء يبيه !
هز تركي راسه بإيه بتفكير : بس يمكن صح ! بالنهاية أبوه فريق وأخوه سياسي هو بيختلف يصير لاعب ؟ ماظنيّ
رفعت قصيد حواجبها لثواني : ووش يعني إذا صار لاعب
هز تركي راسه بالنفي : قصدي كلهم راعين مناصب ، بس سمعت العيال يمّنا إنت مستغربين ذيّاب ما جاء مباراة أخوه الواضح إنهم يدعمونه بس هو ما يبي الإحتراف
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب ، وإبتسم فهد : يدعمون بعض ، نهيّان واضح عليه يحبّ ذياب بالحيل وقت كنتي بالمخيم مع البنات إنتِ شفت خلفية جوال نهيّان ، سألته من يلي فيها قال ذيّاب أخوه ماشاءالله عليه
ناظره تركي بإعجاب : راعي الثوب الأسود الليّ متلثم بالبر ؟
هز راسه بإيه وإبتسم عذبي : ليش مستغرب إنت تركي ؟ ذيّاب كل حياته بالبر لو تدري عنه ما يحب يبقى هنا
ما كان من قصيد المشاركة وهي تناظر باطن إيدها ،
وناظرها عذبي لثواني : فيك شيء إنتِ ، نطلع تنامين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تبيهم يبقون عندها ويسولفون لحدّ ما تغفى وتنام بدون ما تفكر بشيء يربكها : لا
_


بارت : 115

-

وبالفعل كانت منهم السواليف ، وصوت ضحكاتهم يلي كل ما تعلى ينبههم أحد من الكبار ، إبتسم تركي وهو يشوفها على وجه نوم وأشّر لفهد يلي يدندن ويفتش بدولابها بالسكوت ، إبتسم عذبي وهو يعدلها من غفت على كتفه يتركها على مخدتها ، وخرج مع فهد وتركي يتركونها تبقى بنومها ولا يزعجونها عليه أبداً ينزلون للأسفل ..
_
« بيـت نصّـار »
إرتاح نصّار وأخيراً وهو يشوفه نايم وجلس فوق راسه لثواني بسيطة ، وده يعرف وش إختلف بصاحبه ووش صابه لكنّه ما قدر يطلع أدنى إحتمال يرسى عليه ويقول هذا سبب إختلافه ، مو طبيعي حاله هذا الشيء الوحيد يلي يعرفه ويتأكد منه لأن ذياب ما يختلف ، ما يُرهق لهالدرجة إلا لو كان باله مشغول وحسب علم نصّار المحدود ، كل أموره بالوزارة تمام وكل أموره مع أبوه تمام وغير هالشيئين مايظن فيه شيء يقدر يشغل ذيّاب لدرجة يسرقه من نفسه ، من وسط مجالس الرجال ..
غطاه وهو يتوجه لمكانه يتمدد وأنظاره على السقف لدقائق لحد ما غفى هو بالمثل خلفه وباله مرتاح لأنه كان خايف ما يجيه النوم حتى اليوم من حاله شديد الإختلاف ، ذيّاب ما يدري كيف نام لكن كل شيء كثير عليه ، كثير عليه لدرجة ما يقدر يستوعبها وهو كل ما حاول يهرب بتفكيره عنّها يرجع طيفها يتشكّل قدامه بصورة مُهلكة ، خدعته شَدن وقت قالت " حلوة " لأنها ظلمتها بهالوصف ، ظلمتها بشكل أدركه ذيّاب حق الإدراك من شوفه البسيط لها يلي ما تجاوز الثواني القليلة لكنّه إستوعب طغيان الحسن يلي مرّت عليه عينه وما يكفيّها وصف شَدن البريء بإنها " حلوة " . إستوعبه وكأن ما يكفي على قلبه وعقله أكوام الذكريات يلي يهرب عنها سنينه الماضية كلّها وإن طاريها خفّ ذكره عنده وأمامه من حياتها البعيدة عنه بين الكويت ولندن ورجعت بفترة قصيرة تهّد كل حيله وكل أسواره المحكمة على ذكرياته ، ترجّع فيه الماضي وتثبت نفسها بحاضره ووده يصرخ لأن يعرف هذا مداه معاها ، ذكريات الماضي وعذاب الحاضر لكن المستقبل ، مالهم مستقبل سوا يتأكد من هالشيء أكثر من إسمه وأكثر من إسم أبوه خلفه ، هي بنت الشاعر ، هي صاحبة الدلال يلي مُستحيل يتركها أبوها لشخص ما يكون حسب طوعها ورغبتها وهو مايعرف للدلال دروب ودلالها هي بالذات ما يقواه ، ما يقواه وقت كانت صغيرة سنّ كيف الحين ..
،
صحى من نومه وهو يعرق من شدة الحلم ووقعه عليه وسكن كونه كله بإستيعاب لمكانه وإنه ببيت نصّار ، مد إيده لجواله يتأمل الساعة وإرتخت حتى أكتافه لأنه فوّت صلاة الفجر ما حس بنفسه وصارت الساعة قريب الظهر الحين ، رجّع راسه للخلف وهو يحاول يستوعب نفسه وذاته ووقف ياخذ أغراضه ويتوجه لخارج الغرفة
_



بارت : 116

-

يتوضأ ويصلي مافاته وطوّل بعد ما إنتهى من السلام وإبتسم داخله إنها ما جات بباله لكن بعد ثواني بسيطة كان منه السكون الشديد من رجعت بباله بشكل أشدّ وقعاً عليه من أي شيء آخر وهو ما وده يفكّر ولا وده تطري عليه ، ما وده يتأمّل وظن إن نظرته بسيطة ما لمح كاملها لكن حتى إسوارة الغالي يلي على معصمها لمحها وهذا تأكيد له إن الثواني يلي لمحها فيها كانت كافية وأكثر ياخذ كل شيء بعقله ويصّوره . لف أنظاره يتأمل باطن إيده وما يستوعبه كل إستيعابه بليلة الأمس ولمحته لها ، لمحها كثيرة على عينه بشكل ما يعرف يوصفه وبشكل يعجّزه بكل مرة يتذكر فيها طريقة جلوسها ، إيدها المستقرة على الطاولة وإنحناءها وتأمل عيونها للكوب والبنادول ، شعرها البُني يلي يوصل لنصف ظهرها ويستقرّ عليه وكل حلمه وأمنيته بهاللحظة ما يرجع يطري على باله لأن له قلب واحد وله عقل واحد ما يقدر يستوعب كل شيء بليلة وحدة ، فزّ من مكانه من حس بعقله يميل لملامحها وهو يصارع نفسه ما يفكّر ولا يرجع يسترجعها بعقله لأن وقتها ما بيبقى له قرار ، ولا زمام أمر يمسكه ويتداركه وإن كانت له أمنية فهي من شديد الأماني لإنه ما يلمحها مثل لمحته لها بالأمس مره أخرى إلا بحالة وحدة مُستحيلة ، إنها تكون له بدون حد وبدون قيد ..
دخل يتحمم ، يبدل ملابسه لثوب ويترك شماغه على رأسه يتجهّز للصلاة ورجع الغرفة لكن ما كان نصّار موجود : نصّـار
طلع من الطرف الآخر وهو يسكر كبك ثوبه : مشينا ؟
كان بيمنعه لكن نصّار ماله نية ومجهّز نفسه ويدري إن ذيّاب بيروح للخيام ما بيجلس بالرياض ونطق : مشينا
خرج مع ذيّاب متوجهين لمسجد الحيّ القريب يصلون الظهر ، ثم يرجعون للسيارة وسكر ذياب جواله : مرّ البيت
هز نصّار راسه بزين : وأنتظرك وإلا أروح قبلك ؟
هز راسه بالنفي : رح قبلي والعامل قل له يروح بيته
نزل ذيّاب للبيت وهو يشغل سيارته ، ومن إنه شغّلها قبل يدخل البيت عرف نصّار إنه يبي يمشي بأسرع وقت ما يبقى وتنهّد لأنه ما يدري هو وش فيه وتمتم بهمس لنفسه : أشهد إنك صادق ياحضرة الفريق يومك تقول الخافي البيّن لكنّ الظاهر بيترك البين ويبقى على خفاه ولا لنا حيلة ..
-
دخل البيت وهو باله ماهو معاه نهائياً ويستغرب إن أبوه ماهو موجود لأنه ما لمح سيارته ، دخّل مفاتيحه بجيب ثوبه وهو يناظر البيت حوله وقبل لا ينطق بكلمة طلعت من الغرفة يلي قدامه ، تغيّرت ملامحه مباشرة وهو يصد وقفلّت الباب بدورها وهي ترجع لداخل الغرفة عند البنات ، وقفت ورد وهي تشوف ملامحها تغيّرت ومن كانت على وشك تطلع لكنها رجعت بهالطريقة : جاء أحد ؟
هزت راسها بإيه بتوتر : ذيّاب ..
_



بارت : 117

-

ضحكت دُرة وهي تدندن ، وتطقطق على إحمرار ملامح تَوق بنت عناد : بنت عناد وولد ملاذ ! بتتحقق أُمنية أبوك وينتهي عالمه الموازي خلاص هو ما قدر يتزوج الأم ما تجوز لأنه عمها ، لكن ذيّاب يقدر ياخذك وننبسط كلنا
جلست بدون رد ، وضحكت ورد وهي تدوّره لكن سمعت صوت الباب ورجعت عندهم : مشى ، ما لحقت أشوفه
إبتسمت جود وهي تشوف توق إختفت من الخجل والإحراج : بمقام أخوك لا تستحين
هزت ورد راسها بإيه وهي تجلس : أنا نسيت ما قلت له إنكم نايمين عندي ، هو مو نايم بالبيت أصلاً وقت رحت له الفجر بصحيه ما كان بغرفته وشكله تو راجع
إبتسمت درة وهي تناظر ديم يلي تتأمل بجوالها : تو راجع وما لحق يجلس رجع لدربه على طول ، لسان حاله يقول وش جابني أنا بس توق لا يهمك يعني عادي ذيّاب
هزت ورد راسها بالنفي بضحك : لو نهيّان بصدق تقولين عادي وبقول لها عادي معاك لأنه بيكمّل دربه لغرفته كأنه ما شاف بس ذيّاب طلع من البيت كله وتقولين عادي ؟ ما أصدق
-
ركب سيارته وهو يتمتم بالإستغفار من الغضب يلي يحسّه وحتى أمه ما شافها ولا لحق يسأل عن أبوه لأنه من الصدمة رجع أدراجه لسيارته وما يبي شيء من البيت ، ما عاد يبي على الموقف يلي صار ..
سكنت ملامح ملاذ يلي كانت مع حاكم بسيارته من تعدّت سيارة من يسارهم بأقصى سرعتها : هذا مو ذيّاب !
لف حاكم أنظاره للسيارة يلي إختفت عن أنظاره وقدر يلمح طرفها فقط تبتعد للمدى وهو يطلع جواله من جيبه ويستغفر من سرعته المجنونه وبمجرد ما ردّ عليه ذياب عصّب أكثر إنه مسك الجوال وهو مسرع : هدّ لا أجي وراك الحين ، قفّل
رمى الجوال بعيد عنه من نبرة أبوه الغاضبة وإنه قفّل بوجهه ولا كان وده يسمع ردّه ولفت ملاذ أنظارها لحاكم يلي إحمرّت ملامحه من الغضب وهي مصدومة بشكل ما تقدر توصفه : هدّ لا أجيك ؟ وتقفل بوجهه قبل تسمع منه رد ؟ حاكم وش تسوي إنت بفهم !
ما كان منه رد وهو يستغفر ، وتكتّفت ملاذ بزعل شديد وهي تمد إيدها لجواله لأن جوالها مو معاها وتتصل على ذيّاب يلي ما رد وناظرته بغضب إنه هو السبب بكونه ما ردّ هالمرة : إرتحت الحين خلاص ؟
-
نزل عند نصّار وهو يمسك نفسه : جاك أحد ؟
هز راسه بإيه وهو يأشّر له على الصقر يلي بمكانه : جاء العامل ترك هالصقر قال إنت شريته من المعرض ، متى شريته متى صار ؟
تقدم بهدوء ينزع برقعه ، وهديت براكين داخله لثانية وهو يلبس الدّس : لازم تدري متى صار ؟
هز راسه بإيه : ما كانت لك نية تشتري صقر ولا قلت ، إيه لازم أدري متى صار وليه صار
ما كان من ذيّاب الرد وهو يتأمل الصقر يلي بذراعه ، وناظره نصّار بهدوء : شيء يخصّها ؟
_


بارت : 118

-

ما لفّ ذياب لناحيته ولا كان منه رد وهو يتأمل الصقر يلي بإيده ، وسكن نصّار من إستوعب إن فعلاً ممكن تكون هي سبب إختلافه ، هزّ ذياب إيده يسمح للصقر يطير بالسماء وتوّسعت نظرة نصّار مباشرة : تستهبل !بكم شريته إنت يومك تطلقه كذا وما بعد تعوّدك !
ناظره ذيّاب بهدوء وهو ينتظر ويتأمل الصقر يلي يحوم بالسماء حوله ، جمّع يديه يتأمله وجلس نصّار بمكانه وهو مصدوم منّه ما يدري كيف يوصف صدمته ، ما درى إنه بيشتري هالصقر يلي قيمته توضح من شكله وما إستوعب إنه هزّه يسمح له يطير بالسماء بدون لا يبقى معاه ثواني عالأقل وترك الدلة على النار : مثل اللّي يرمي فلوسه بالبحر يا ذيّاب ، مثله
جلس وهو يتكي ويناظر نصّار ، ومدّ إيده يعلن للصقر موعد عودته وسكت نصّار من رجع الصقر يستقر على إيد ذيّاب ، استغفر وهو يناظر ذيّاب يلي ترك الصقر بجنبه وما عادت له قدرة ولا طاقة يجادله ويسأله لأن لو كانت فعلاً هي سبب إختلافه ، ما بينطق ذيّاب كلمة ..
تمدد ذيّاب وهو يتأمل الصقر يلي بجنبه وعينه عليه وعلى الجمر والمدى الواسع من الخيام خلفه ، الإبل يلي مشى راعيها يتركها بعهدته ويلي يلقى فيها أُنسه وقت وحدته ، الخيول يلي من ضمنها خيله ، والصقور يلي مكانها خالي لأنها أمر العامل يطلقها ، يبيعها ، يتصرف فيها وهو حر بمالها ويبقيّ المكان لصقره الجديد .
لف نصّار أنظاره لذياب يلي يمرر إيده على جناح الصقر وريشه ، يتأمل حدة نظراته وإبتسم نصّار لأن نظرة الذيب أحدّ لو ماكان للصقر علم وضاع ذيّاب بعوالمه وهو يمرر إيده على ريشه ، على جناحه ومن نفض الصقر نفسه يفرد جنحانه قدام ذيّاب يذكّره بطاريها ، بإنها إرتعبت من حركته ورجع الحلم لذيّاب يسرقه من واقعه كله ، كان حلمه بهالمكان لكن بشوف شخص يعزّ عليه أكثر من عمره وغالي سنينه ..
كان نهيّان يتوسد صدر بيت الشعر الكبير يلي خلفّ نصار بهاللحظة ، كانوا الرجال كثار ، عظيمين الجيّة والكثرة وهو وسطهم لكنّه خالي رغم الزحام ، جوفه ماهو معه ولا قلبه معه قلبها معاها مو حوله ، يسمع ضجيجهم ، يحسّ أصواتهم وسُرق قلبه ونفسه من نفسه من نظرة نهيّان يلي إلتفت يمّه من بدّهم كلهم ، رعّش جسده يناظر قلبه وخافيه لكنّه ما يحاكيه ، ما يقول له الكلمة وقرّب ذياب يمّه يسأله : دلّني
بسط نهيّان راحة كفه ياخذ إيد ذيّاب ، وضحك يناظر عينه ما ينطق له الكلمة وتوّه ذياب يلي صابه شديد العرق والتوتر والحب ، والشعور الكبير من الضحكة السَمحة يلي يبيع كونه لجل يرجع يشوفها قدامه ..
_



بارت : 119

-

كتم تنهيدته بصدره وهو يرجع لواقعه من الرجفة يلي ملت داخله : نصّار
لف نصّار أنظاره له وهو يمد له فنجال قهوة : لبيّه
ما يدري ليه نطق إسمه لكن كان وده يدرّك نفسه ويترك حلمه ورجفته يستوعب الواقع ، وإبتسم له نصّار : مثل الليّ يقول والله إني معاكم شكل ومساحة وحيّز لكن عليم الله إني بوادٍ غير واديكم ، وين واديك ياخوك قل
رفع ذيّاب أكتافه بعدم معرفة : إن صار لي قرار وقريّت بأرض قلتلك يانصّار تراني هنا ، لكن الحين مثل ما تقول عليم الله إني مدري هو أنا بأرض وإلا سما
إبتسم نصّار بخفيف : دامك تقدر ليه تختار الحيرة ؟
رفع ذياب حواجبه لثواني ، وإبتسم نصّار من ما كان من ذياب سؤال ينفي شكوكه وتأكد كل التأكد إن صاحبة الصقر يلي فزّ لها ذياب هي سبب إختلافه وإختلاف مو عادي دامه جاب الصقر كله وهمس : شريت الغالي وهي ماهي حولك ، وقت تصير حولك بتجيب الدنيا بيديها ذيّاب ؟
لف ذيّاب لناحيته ، ودندن نصّار كأنه ما نطق كلمة وهو يتأمل الخيام حوله ويستمتع بكل شيء يشوفه من الوسع رغم إنه ما يهوى البر ولا هو حوله هو له إهتمامات مغايرة تماماً ، لكن ديار ذيّاب دايم دياره ..
وقف نصّار وهو ينزل ثوبه بعيد : أحس غداك اليوم من يديني ، تحسّ نفس الإحساس إنت ؟
إبتسم وهو يهز راسه بإيه من نصّار يلي ما يشاوره أصلاً إنما نيّته يطبخ صدق : دام ودك ما بقول لك لا ، ناقصك شيء كلّم العامل يجيبه
ضحك نصّار وهو يتوجه لسيارته ينزل أغراض : ناقصني شيء ؟ أنا مبيّت النية طبخ من الرياض بس نسيت شغلتني بحالك الغريب ونسّيتني ، طبخ ما تلقى زيّه
_
« الريـاض »
فتحت عيونها وهي تتأمل السقف لثواني وعدلت نفسها بإستيعاب لكونها نامت أمس وأخوانها عندها والحين هي لوحدها بالغرفة ، مدت إيدها لجوالها وسكن إحساسها كله من دخلت تدور على إسمه بالمؤتمر وتراجعت قبل تلمحه وهي ترمي جوالها بعيد عنها ، ما ودّها تغرق بالتفكير لكن غصب عنها رجع لبالها شوفه ، وقوفه ونظراته لها وكلّه بكوم وظهرها يلي يشبّ لهيب بكل مرة يطري عليها كوم آخر ، ووقت شَدن كانت بكل براءة تقول لها " قلت لذيّاب يجي ويبوس يدك " كانت تترك اللهيب يسري بجسدها كله مو بس ظهرها وما ترحمها أبداً ، ما تدري وش تفسّر كل هالشعور يلي تحسه ولا تدري وش تقول عن أي شيء يخصّها ويخصه لكنه شيء يعجّزها تقوله لأقرب الناس لها ، يعجّزها إنها تسولف لأمها عنه ، أو تحكيّه لأبوها مثل حكاية عابرة وحتى مواقف الطفولة تتظاهر بنسيانها لأنها تحسّ شيء يخصها ، ويخصّه ما تقدر تبوحه لأحد ولا تقوى البوح عنّه لأنها هي بنفسها مو محددة وش يكون كل شيء فيه طاري لذيّاب هو شيء ..
_



بارت : 120

-

عادي وإلا مستحيل يقرب العادي ، رفعت نفسها تتكي على طرف السرير وما تعوّدت من وقت طويل يطري على بالها شخص بصحوتها ، قبل منامها ، ووقت منامها نفسه ، ما قد جرّبت تهرب من تفكيرها لجل شخص ولا قد جربت ياخذ شخص مساحة كبيرة من عقلها وتفكيرها ، شدت على إيدها لثواني وهي تمنع ظنونها وتاخذ نفس بهمس : هو ذيّاب ، وإنتِ قصيد ..
وبمجرد نطقها لإسمه وإسمها أخذت نفس تهدّي بالها ، تمنع باقي تفكيرها عن كل شيء آخر وكل خيال غيره يوديّ لدروب أكبر منها لكنّها بكل دقيقة تمر تنسرق من نفسها تفكر فيه هو ، نظراته المُستحيلة ومراعاته لعينها وقت تخاف هالشيء تعجز توصفه لأنّه أكبر من إستيعابها للآن ، إنه ما إختلف من وقت طفولتها كان يناظر عينها لو تهرب بكل الإتجاهات ويلتزم الهدوء الشديد لحد ما تثبت هي معاه وما تدري هي كيف تثبت لكن الأغلب إن قدرته وقدرة عينه أقوى من خوفها بموقف الشوك ، وأقوى بكثير وقت الصقر وثورته والأقوى من كل شيء هو معرفته لها ، ثقته وتكراره لنفس جملة الطفولة " ثبّتي عينك وتثبتين معي " وسكن كونها من نظراته لها بالأمس وسكونها الغريب وتغيّرت ملامحها كلها من تذكّرت إنها كانت تتأمل البنادول يلي قالت لها ضمن سوالفها إنّه من ذياب وعضّت شفايفها مباشرة لكنها أبعدت سخافة أفكارها إن مستحيل يفكر بإنها تتأمله لأنه منه وعضّت شفايفها أكثر كيف يطري على بالها هالشيء ..
لفت أنظارها لظهرها العاري وأبعدت عن المرايا وهي تتوجه للدولاب تبدّل ملابسها ، تجمّع نفسها لكن يبين شتاتها على ملامحها وهي كل ما حاولت تنسى يرجع لها تفصيل ما تقدر تتخطاه وجلست على الكرسي تتأمل الشباك وما عندها قدرة تطلع وتقابل أبوها وأمها والبقية ..
دخل عذبي أخوها يلي مشغّل فلاش جواله لكنه قفله من نور غرفتها ومن لمحها ، سكّر الباب خلفه من لفّت لناحيته وإستغرب بدوره : متى صحيتي ؟
تعدّلت وهي تناظره لثواني : قبل شوي
رفع حواجبه وضحكت من مد إيده لجبينها وكمّل طريقه للسرير يدور دفتره الصغير لأنه شكّ بكونه طاح عندها من تمدده بالأمس وبالفعل لقاه ، دخّل دفتره بجيبه : صدق مافيك شيء إنتِ ؟ أحد مضايقك مكلّمك غلطان عليك ؟
هزت راسها بالنفي ، وتذكّر : الكبار ماهم موجودين ترى ، إحنا بنطلع مع العيال إنتِ وش بتسوين ؟
ناظرته لثواني وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة ورفع حواجبه بإستغراب : زين لو تبين شيء كلميني
هزت راسها بزين من طلع رغم إستغرابه وعدم إرتياح داخله لأن مو قصيد ولا شخصيتها ، رجعت تتمدد على السرير وهي تقاوم ما تدخل على المؤتمر من جديد وتشوفه وتذكّرت بنت عناد وتركيزها معاه ، إنها ..
_


بارت : 121

-

إنها رفعت الصوت وما تدري ليه سكن كونها لوهلة تترك جوالها وتطلع من غرفتها مباشرة لكن البيت فاضي ، حتى لو ودها تطلع مكان وتهرب من تفكيرها مافي أحد يشغلها ، توجهت لمكتب أبوها وهي تجلس على الكرسي حقه وإبتسمت بخفيف من دفاتر أشعاره يلي تعرف إن كلها بأمها لكن ما قويت تفتحها لأن مشاعرها مو مستقرة ولا تعرف للإستقرار درب ، لفت أنظارها للقضايا يلي عنده وإبتسمت من صورة أمها بين دفاتره وهي تلف الصورة للخلف ورجف قلبها من أشعاره الكثيرة خلف صورتها ، تجمّعت دموعها مباشرة وهي تزمّ شفايفها لكنها ما لحقت البكي من صوت الدق على الباب يلي أرعبها لكن تركها تجمّع نفسها لدقائق بسيطة وتتوجه له وإبتسمت من كان عمّها تميم وقبل تفتح الباب هو دخّل مفتاحه يدندن ويفتحه ، إبتسمت وهي تناظره وتضمّ يديها وضحك من همست : كنت بفتح طيب !
هز راسه بالنفي وهو يميّل شفايفه : من أول يابنتي ، أبوك قال لي قصيد نايمة وش صحّاك !
ميّلت شفايفها بخفيف وهي تسلّم عليه ، ترفع نفسها لجل يقبّل خدّها وإبتسمت : لحالك جيت ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت بحب مباشر وهي تشوف زوجته وجد ، بنته أسيل ، وولده الأصغر عديّ : حيّهم
إبتسم تميم من تحيّتها : تاخذين إسلوب أبوك يعني
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : كبير تأثيره ما أنلام !
ضحكت وجد وهي تقبّلها : كنت أتوقع تأثير سلاف الأكبر
إبتسمت قصيد بعبط : تأثير سلاف وتركي واحد !
دخلت وجد وإبتسمت قصيد وهي تناظر عدي صاحب الـ١٦ سنة : أتغطى عنك وإلا عادي ؟
ميّل شفايفه بتفكير : إذا أخوانك موجودين تغطّي ماهم موجودين لا ، وأتوقع ماهم موجودين ما شفت سياراتهم
شهقت أسيل مباشرة : طالعين مع بعض بثلاث سيارات ؟
ضحكت قصيد وهي تناظرها : ليش الإستغراب يعني؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تضمّها بهمس : كنت ناوية نهرب شوي قلت أكيد سياراتهم موجودة !
تنحنحت وجد وهي عرفت نوايا بنتها : أسيل هالحركات كنا نسويها قبلكم ونعرفها ، مافي سيارات لا تدورين
كشّرت مباشرة ، وضحك تميم وهو يناظر وجد : إعترفتي يعني ؟ بس ما كنّا نسمح لكم تاخذون سياراتنا
رفعت حواجبها لثواني وهي تناظره ، وإبتسمت قصيد بهمس : بس كلنا ندري إنك كنت تعطي سيارتك لها
رفع حواجبه وهو يناظرها : يابنت عمّك ثقيل ما يعطي
هزت أسيل راسها بإيه وهي تجلس : ثقيل إلا مع وجد ما ينفع يصير إستثناء مره ثانية وتصير ثقيل مع الكل إلا بنتك وبنت أخوك وتتنازل لهم عن سيارتك ؟ حتى مو زي سيارتك أيام الشباب يعني ما تعني لك مره
هز راسه بالنفي : وين تبون تروحون أنا أوديكم
ميّلت قصيد شفايفها بتساؤل : بيجون الباقين ؟
هز تميم راسه بإيه : ..
_



بارت : 122

-

هز تميم راسه بإيه : أهل الكويت بالطريق الحين ، عمتك لتين جاية بعد وكلنا بنبقى هنا عندكم الله يوسّع داركم
هزت أسيل راسها بإيه وهي تناظر قصيد : جهّزي غرفتك
ضحكت وهي تهز راسها بزين : أسوي قهوة يعني ؟
هزت وجد راسها بالنفي وهي توقف : قالت لي سلاف آخر مره سويتي فيها قهوة وش صار ، بسوي أنا إجلسي
كشّرت مباشرة وضحك عمها تميم : تعالي
جلست قصيد بجنب عمها لكن وجد نادتها للمطبخ : تبي أجيب لك شيء ؟
هز راسه بالنفي من عدي يلي تمدد بالأرض يشبك السوني : بدق راس بعض الناس أنا ، أسيل روحي معهم
ضحك عدي وهو يلف أنظاره لأبوه يلي جلس بجنبه ياخذ اليد الثانية : إن دقيت خشمك ؟
ناظره تميم لثواني : أبوك أنا لا أقطع عقالي عليك
دخلت قصيد عند وجد وهي تجلس على الدولاب ، وسحبت أسيل الكرسي تجلس : أمي كلهم بيجون هنا ؟
هزت وجد راسها بإيه : عمّك تركي قال الكل يجي بيتي ، حتى جدانكم بيجون هنا
ما كان من قصيد السؤال لأنها تعرف أبوها ما يدخل بيت جده محسن الله يرحمه نهائياً ودائماً إجتماعات آل نائل تكون ببيتهم إذا جمعتهم الرياض وصادفتهم مع بعض رغم تفرّقهم ، هالمرة الواضح بيكون منهم الإجتماع هنا وممنونة لأن وقتها بتضطر تبقى معاهم طول الوقت ويبعد طاري الذيب عن بالها لأن البنات بيكونون معاها طول الوقت حتى وقت نومها ولا يمديها تبعد عنهم وبالفعل كانت أقلّ من ساعة لحد ما ضجّ بيتهم بأصوات إجتماعهم وإبتسمت بإرتياح من رجوع أمها ونيّارا لأن كان صعب عليها شعور المسؤولية وإن هي يلي تستقبل كل شخص يجي من آل نائل رغم إن مابينهم حواجز وحدود لكن صعب عليها الموضوع ما تحبّ تكون بالواجهة ، أخذت جلالها مثل أمها وهي تتلثّم وتتوجه للصالة المليانة بوجودهم لأنهم ما يفرّقون المجالس إنما يجلسون مع بعض والبنات بجلالاتهم ولثامهم عن الليّ ما يحل لهم يشوفونهم ، جلست بجنب أمها وهي تشوف رجال آل نائل جدّها سلطان أبو أبوها ، وجدها خالد أبو أمها ، جدها أمين وجدها فهد يلي هم عمام أمها وأبوها ، جدّتها جهير القلب الكبير أم أبوها ، وجدّتها جميلة أم أمها وزوجات عمام أبوها وأمها لطيفة وفضّة .. عمّتها لتين وزوجها سعود وولدهم فيصل وبنتهم ودّ ، وعمّتها سوار وزوجها نوّاف وعيالها الإثنين وبنتها ملاك ، عمّها رياض وزوجته وولده راشد وبنته أصغر آل نائل ضيّ ، ويكمل المجلس بوجود أبوها تركي وعذبي وأخوانها وبقيّتهم ، كان الزحام والسوالف أمان لها عن تفكيرها لكن ما طال الأمان من طرى إسمه عابر بالمجلس لكن مو عابر بكونها وإنما كان طاريه كافي يسرقها من وسطهم رغم شديد خصامها لنفسها وعقلها بهاللحظة كيف يتجرأ يسرقها وهي
_



بارت : 123

-

وهي مُحاطة بكل رجال آل نائل ، كيف تصير له القوة يجي بتفكيرها وبجنبها أبوها ، بجنبها أخوانها وجدّانها وسكنت تشد على باطن إيدها وخاصمت نفسها أو خاصمته هو ومجيئه بعقلها " وإن كنت ذيّاب ما يحق لك تسرقني من بينهم " وسكن كونها لثواني بتفكير هي تطري على باله مثل ما يطري أو مالها وجود ..
_
« بيـت حاكـم ، العصـر »
كان يفتّش بالملفات قدامه وذيّاب له إسبوع ما رجع البيت وهالشيء يعصّبه أكثر من كل شيء آخر ، من الضغوط يلي ترتمي عليه ومن الهرج يلي صاير يتردد عليه وعلى مسمعه بخصوص ذيّاب وبخصوص نفسه ويحاول قد ما يقدر ما يعطيه مجال لكن بنفس الوقت يشبّ لأنه ما يقدر يتفاهم مع ذيّاب بدون ما يعصب ولجل رغبة ملاذ هو يعطيه راحته وتاركه بالبرّ لحاله ما يسأل عنه لكنّ بتضرب أعصابه لو إنتهى هاليوم وما جاء هو ، رمى الملفات بعيد عنه وهو ياخذ نفس من أعماقه ورفع أنظاره من صوت الباب : إدخل
فتح ذياب الباب بهدوء وهو يناظر أبوه : بمشي الوزارة
ناظره لثواني وهو يشوف بعينه غضب : أحد كلمك ؟
هز راسه بالنفي ، وما نطق حاكم وهو يشد على إيده فقط من طلع ذيّاب يسكر الباب خلفه ويمشي خارج البيت ، طلع من مكتبه وهو يشوف سكون ملامح ملاذ وورد ونهيّان الواقف : قال لكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي تناظره : إتركه يتصرف
كانت بتطق أعصابه لكن نهيّان ناظر أبوه : بن مساعد مسوي شيء بس ما ندري وش يكون ، سمعته يكلم نصّار يقول إن لقيته قدامي ما برحمه
طلع حاكم من البيت مباشرة ورفعت ملاذ أنظارها لنهيّان بغضب : لازم تقول له وتعطيه خبر يعني ؟ ما يكفي ذيّاب يروح لهم وما ندري وش بيسوي الحين ترسل أبوك وراه ؟
تكى بهدوء : بن مساعد ورع يحتاج من يربيّه وإن ربّاه ذياب يحتاج ظهر وراه ، فيه أقوى من حاكم ظهر ؟
ميّلت ورد شفايفها لثواني : يمكن نصّار ما يتركه يروح
هز نهيّان راسه بالنفي : نصّار قال إمسكه إذا كنت تقدر
تنهّدت ملاذ من أعماقها ، وميّلت ورد شفايفها لثواني وهي ودها تفكّر بشيء لكن تعجز وتفكيرها يميل لشيء واحد ، هو بعد ما لمح تَوق ما عاد رجع البيت ومهما حاولت تفسّر الموضوع ما تطلع بشيء يرضيها أو شبه منطقي ، وقف نهيّان يطلع وناظرت ورد أمها لثواني : أمي
تركت ملاذ جوالها على جنب ، وشبكت ورد يديها : أُمي تحسين ذياب فيه أحد بقلبه ؟ يعني بعيد عن كل شيء
رفعت ملاذ حواجبها لثواني : شفتي شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : قبل إسبوع ، رجع البيت وطلعت تَوق بوجهه بالغلط ومن بعدها ما عاد رجع البيت ..
سكتت ملاذ لثواني وهي تناظرها : يعني يبي تَوق ؟
_


بارت : 124

-

وقبل لا تجاوب ورد هزّت ملاذ راسها بالنفي : مستحيل تَوق صغيرة حيل وذيّاب ماهو حولها ، بحسبة أخوها
ميّلت ورد شفايفها لثواني ، وتنهّدت ملاذ : يضحك إن أنا وأبوك يلي ما يخفى علينا شيء صار يخفى علينا ولدنا ما ندري هو وش بجوفه ولا ندري هو وش بعالمه
هزت ورد راسها بإيه : يخوفّ بس عندي أمل ما تعرفون حكاياتنا حتى إحنا يعني نبي خصوصية شوي
ميّلت ملاذ شفايفها : ووش عندك حكايات يا بنته ؟
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : قبل كم يوم نتكلّم أنا وعماتي هتان وريف ، على قفطات أبوي لهم زمان إنه قدر يعرف إن هذام يحبّ هتان ، وإنه مرعب لؤي زوج عمتي تقول ريف حافظ جملة أبوي له أكثر من كل شيء بالدنيا وقت قال له لو ما جيت بالحلال يا لؤي كان راسك بـنجد ورجولك بالحجاز
إبتسمت ملاذ وهي تهز راسها بإيه : أبوك من النوع يلي يدري لكن ما يقول ، يخوف هالطبع فيه وقت يتمّ كل شيء يجي يقولك زين إنك عدّلتي خطوتك ..
إبتسمت ورد وهي تهز راسها بإيه ، وتمددت ملاذ وهي تفكّر بذياب لثواني بسيطة لكن عجز تفكيرها يطلع بنتيجة وهي تتنهد : الله يكون بالعون يارب ما يشبّ لا هو ولا أبوه من يوقفهم بعدين ، ذيّاب يبي لي جلسة مطوّلة معاه مو طبيعي بيقضي وقته كذا ما أدري عنه
-
« الـوزارة »
نـزل من سيارته وهو يدخل للداخل ولمكتبه مباشرة وما يدري كيف يمسك أعصابه لو شاف بن مساعد وما يهدّ حيله لأن وصلته رسالة من زميل له يبيّن إن له يومين يفتح مكتبه ولا يدرون وش ياخذ منه ووش يسوي ، توجه لدرجه المقفول وهو يشوفه على حاله وهذا الليّ يهمه ، وطلع من مكتبه يتوجه لبن مساعد يلي رفع حواجبه من ما دقّ ذياب الباب : وش عندك ما تدق ؟
ناظره ذيّاب لثواني بسخرية : تبيني أدقّ خشمك جرب تدخل مكتبي مرة ثانية ، وصل ؟
هز بن مساعد راسه بالنفي : بدخله متى ما بغيت ، إنت أخذت هالمنصب وهالمكتب بإسم أبوك وجدّك أنا جالس هنا بتعبي وعرق جبيني وأي شيء بحتاجه باخذه من مكتبك أو من حضن أبوك بعد عرفت كيف ؟
إبتسم ذيّاب وهو يناظره لثواني ووده يمسك أعصابه : تعال لي لا طلعت من هالمكتب
هز راسه بالنفي : حيّاك هنا إن كنت تبي شيء ما أجيك
عضّ ذياب شفايفه لوهلة ، وإبتسم بن مساعد بسخرية وهو يشوف حاكم بالممر وراء : علّمه عليّ لا أوصيك
لف ذيّاب وهو يشوف أبوه بالممر خلفه ، ودخل لمكتب بن مساعد وهو يسكر الباب خلفه : تبي تبكي إنت ؟
إبتسم بن مساعد بسخرية وهو يناظره ، وقرب ذياب بخطواته وهو فعلاً ناويه لكن أبوه يلي فتح الباب منع كل تهوّر براسه وهو يناظره : ذيّاب
ناظر بن مساعد بسخرية فقط وهو يخرج مع أبوه يلي كان واضح عليه يمسك غضبه ..
_



بارت : 125

-

وبالمثل ذيّاب يلي وده يفصل لكن ما كان يقول كلمة ، وقف حاكم من شخص يناديه من الخلف ولف ذيّاب مع أبوه من ضحك المستشار وهو يسلم عليه ولا يبي يعرف شيء ، نزل خلف أبوه من درج الوزارة وهو يشوف النظرات عليهم ويغضب ، كثير الغضب يحتلّ داخله وهو يناظر أبوه بمجرد ما طلع للمواقف وما نطق الكلمة لكن حاكم عرف داخله وجوفه وعصّب : إنطق لي بكلمة إن كنت رجّال
ضحك ذيّاب بسخرية وهو يناظر أبوه : إن كنت رجّال ؟ صرت الحين مو شايفني رجال يعني ! دامي مو رجال ليه جاي وراي غصب تبيهم يقولون الفريق حاكم مع ولده ؟
ما رد عليه أبوه بكلمة وهو يركب سيارته ويحرك ، وركب ذيّاب سيارته بالمثل يحرك وراه لأن الغضب يلي فيهم مستحيل يبقى على حاله ومستحيل يكون قدام الناس ..
كان يمشي بجنب أبوه بالخط وأنظاره عليه من أشّر له يتبعه لمكان آخر وتنهّد من أعماقه لأن مهما عصّب ومهما وصل فيه الغضب ما يقدر يبتعد الحين وهو له إسبوع غايب وفيه أمور كثير لازم يتفاهم مع أبوه عليها ..
تبعه لكن سكن داخله كلّه من عرف الحي يلي دخل له أبوه وكيف ما يعرفه وكأنه رجع يرمي على نار جوفه حطب أكثر وأكثر ، سكن كونه من زحمة السيارات قدام بيت تركي وما يدري ليش حسّ بنبض عروق إيده بدون مقدمات وسكن فقط وهو يوقف خلف سيارة أبوه من رجال آل نائل يلي بالخارج ولأول مرة يشوف إجتماعهم كلهم ، نزل من نزول أبوه ومن لف يرمقه بنظرة وحيدة تبيّن إنه يبيه ينزل وبالفعل نزل معاه يسلّم عليهم ويمسك أعصابه عن أبوه يلي يبيّن إن كل شيء طبيعي وعادي ويناديه يسلم معاه ، وقف بجنب أبوه من جاء تركي من الداخل : حيّ حاكم ، الذيّب بعد نوّرت الدار
إبتسم حاكم وهو يصافحه : الله يبقيك ، ها وش العلم ؟
هز تركي راسه بإيه وهو توّ كلمه ووقت قال له إنه قريب أصرّ عليه يجي : العلم يسرك مامن ضرر ، شيّكت على الملفات أنا مثل ما طلبت ما يقدر يسوي شيء أبد
هز حاكم راسه بزين : الحمدلله دامه كذا ، ما قصّرت
هز تركي راسه بإيه : وأنا ناديتك تجي يمنّا تجلس معي
هز حاكم راسه بالنفي : إنتم توّكم متجمّعين ياخوك وقت ثاني أجيك إبشر لكن الحين بتعـ
هز تركي راسه بالنفي مباشرة : والله إن تدخل مجلسنا مابه أحد العيال الحين بيتركونا ويطلعون وإنت ما عندك شيء ، تبقى عندي إنت والذيب
هز حاكم راسه بالنفي وهو يصرّ عليه يأجّل دخوله ، وإصرار تركي أكبر وهو يقول له إن الكل بيمشي من البيت بيطلعون للكوفي والممشى وما بيبقى إلا الكبار وحاكم لازم يبقى عنده ، تنهّد حاكم من إصرار تركي يلي همس بالأخير : إنت فيك شيء ولا وديّ تشب بالرياض اليوم
_



بارت : 126

-

إبتسم تركي وهو يناظر ذيّاب : الذيب ، حيّاك
هز ذيّاب راسه بالنفي وهو كل إرتباكه من الأصوات يلي يسمعها بالداخل ويخاف يميّز صوتها من بينهم وتضيع فيه خطاويه : الله يبقيك لكنّي ماشي عن إذنكم
هز تركي راسه بزين وهو ما وده يصرّ عليه أكثر لأنه ما يحسه بحال يسمح له يتقبّل إصرار أحد ، توجه لسيارته لكن أبوه ناظره لثواني : إنتظر لا تمشي
هز راسه بزين وهو يشوف أبوه رد على مكالمة وصلته وفتح الشباك يناظره ووده يعرف وش المكالمة عنّه وصار يتوقعها من المصطلحات يلي يستعملها أبوه إنها عن الشغل ، شد على نفسه وهو ما وده يفصل من حركة أبوه إنه مبقيّه وهو جالس يكلّم مو حوله ..
-
طلعت وهي تعدل نقابها ونفسها وكان إقتراح من عمتهم لتين لهم إنهم يطلعون للكوفي حقهم وياخذون جوّ الرياض لداخلهم شوي ويشوفون ذكرياتهم بأول فرع لهم وأول نجاح كان لعمامها تميم وسعود ورياض ، كلهم تناديهم بعمّي حتى وهم ماهم أخوان أبوها لكنّهم عيال عمه ومن هالباب تقول لهم مثل ما تقول لأخو أبوها تميم ، إبتسمت وهي تشوف تركي وفهد وعذبي أخوانها طالعين من الباب الآخر يركضون للسيارات إلا تركي جاء يمّها ، إبتسمت بإستغراب : ليش ما تركض معاهم
رفع حواجبه لثواني وقبل يتكلم عدّلت قصيد نفسها وشنطتها وطاحت الإسوارة يلي طلّعتها من الشنطة للأرض وميّل تركي شفايفه بشبه زعل : ليش منزلتها
ضحكت وهي تناظره : نزّلتها وقت كنت أتحمم
ميّل شفايفه بعدم رضا ، ومدّت له معصمها : أو ودي أحس إحساس أميرات شوي ؟ تنزل تجيبها وتلبّسني ؟
إنحنى ياخذها وهو يوقف ، وناظر عينها : إحساس أميرات
هزت راسها بإيه وهي تعرفه ما يحبّ هالسوالف ورمشت : وش ما أحس يعني ؟ ما يحق لي ؟
هز راسه بالنفي وهو يعدل الإسوارة بإيده ويتركها على معصمها يلبّسها ، وضحكت من طوّل لأنه يكره يلبّسها أساورها ولا يعرف يقفّلها لها دايم يترك المهمة لفهد وعذبي ومن إبتسم بالنهاية من إنتصاره وإنه قدر يسكرها ..
إبتسمت وهي ترفع أنظارها لكن سكن كونها كله من لمحته بالخارج قدام البوابة ونظراته ناحيتها ،
رمّد داخله وهو إلتفت يشتت أنظاره عن أبوه وتشتت كونه كله من لمحها ، من ميّزها وميّز وقفتها أمام تركي يلي إنحنى ياخذ شيء من الأرض والواضح إنها إسوارة لها ومن وقف ومدّت هي معصمها له ومن مد إيده هو يلبسّها ، يبتسم لها ويضحك ويناظرها ولا يحس بجوفه يلي إحترق بثانية وحدة من شدّته إلا صار رماد وهو ما نطق لأبوه كلمة إنما حرّك بدون مقدمات يبتعد قبل لا يوضح عليه وينفجر من الشعور يلي بصدره ..
_




بارت : 127

-

لف حاكم أنظاره لسيّارة ذياب يلي خرجت من الحي بثانية وحدة وحسّ بغضبه لكن قررّ يلزم الهدوء ويرسل لملاذ إنه لا يطلع من الرياض ولا من البيت أبداً ودخل وهو ما يدري وش أسباب غضبه لكن يتوقّعها من تأخره عليه ومن موقف الوزارة مستحيل تكون شيء ثاني ..
-
خرجت قصيد وهي تركب مع أخوانها ، وضحك فهد وهو يناظر عذبي : هذا يلي السيارة بيدّه حلال ما تطارحه !
رفع تركي حواجبه وهو يناظرهم : من ؟
لف فهد أنظاره لتركي : ذياب ، أحسّه مغرور تدرون
هز عذبي راسه بالنفي : عصبي ! عصبي مره مثل أبوه
دخل تركي بالنقاش وهو يميّل شفايفه : ما أحسّه ، غريب
ما كانت قصيد معاهم إنما تتأمل باطن يدها وما تتوقع الشعور يلي بقلبها تقدر توصفه ، التوتّر يلي حسته من نظرته وإنه حرّك بدون مقدمات ترك بداخلها إحساس مو حلو نهائياً كأنها غلطت بشيء وما تدري ليه هالشعور ..
لف تركي أنظاره لشرودها لكنّه ما علق من رفعت أنظارها للشارع تتأمله بهدوء وكل عتابها لنفسها هي ليه أبسط تصرفّ منه يحدد شعورها وليه تحسّ بشعور غريب بهاللحظة إنه مشى بهالطريقة ولا تقدر تفهم شيء ، حسّت بإنقباض بقلبها من نطق تركي المفجوع من حادث أمامهم : لا حول ولا قوة إلا بالله !
سكنت ملامحها مباشرة بتوتر غير طبيعي وهي حتى السؤال ما قويت تسأله ولا تنطق الحرف إنما لفت أنظارها للحادث وبالقوة طلعت حروفها : فيهم شيء ؟
هز عذبي راسه بالنفي : لا شكلها بسيطة الحمدلله هذا راعي السيارة الأولى وهذا الثاني شكله كلهم بخير بس السيارات راحت عَدم الله يعوضهم
هز فهد راسه بإيه : بالحديد ولا فيهم الحمدلله يتعوّض
شدّت على باطن إيدها لأنها كانت تتمنى ما يذكرون إسمه وبالفعل ما كان منهم الذكر وتأكدت من ملامح الأشخاص إن هو ماله علاقة بالحادث يلي صار لكن شعورها الغريب كان سبب للفزع بداخلها بشكل ما تقدر توصفه وتحاول تداريه ، تخبيّه بقلبها ..
نزلت للكوفي يلي تعرف حكاياته حقّ المعرفة ، الكوفي الخاص فيهم وملكيته ترجع لعمها تميم وسعود ورياض يلي كان شغفهم مجنون ولامُتناهي بالقهوة وكل شيء يخصها ، الكوفي يلي سطّر حكايات حبهم ، وهوشات تخصّهم ويلي تستمتع قصيد بكل مرة يذكرونه ويجيبون طاريه ، إبتسمت من فهد يلي جاء يمد ذراعه لجل تحاوطه لكن ضحكت من نطق : قهوتي عليج مطفّر
هزت راسها بزين : بس الكوفي حقنا ما يحتاج عليّ !
هز راسه بإيه بتذكر وهو يتركها وإبتسمت وهي تدخل مع البنات للداخل ، تجلس معاهم بطاولة والعيال بطاولة أخرى وعدلت نفسها لثواني وهي تحاول تبعده عن تفكيرها وتبقى مع البنات وتغيّرت ملامحها من …
_




بارت : 128

-

وتغيّرت ملامحها من فهمت سبب الشعور يلي حسّته بعد ما حرّك وإنه ممكن يكون غار لكن هزت راسها بالنفي تطرد أفكارها وسخافتها من عقلها وترجع توازنها للمرة الألف من وقت صحوتها للآن تحت " ما يحق لك تسرقني من بينهم " ..
_
« بيـت حـاكم »
نزل وهو ناوي ياخذ أغراضه ويبتعد وندم قد شعر راسه إنه رجع للرياض وترك البر ومهربه ، رجع لجل يحترق من أبوه والغضب والشعور يلي حسّه من وجوده معاه بالوزارة وتكمّل عليه قصيد يلي مع تركي تتركه من كثر إحتراقه يرمّد ولا يبقى فيه حيل للحرف الواحد ينطقه ..
وقفت ملاذ قدام باب غرفته وهي تشوفه يدّور تيشيرته ، وأشّرت على جرح بظهره : تذكر هالجرح كيف جاك ؟
لف أنظاره لأمه بدون لا ينطق الحرف وهو يلبس تيشيرته ، وكمّلت ملاذ : جرح كتمته عن أبوك ، لأنك تدري به بيرجّعه باللي جرحك مره عشرين جرح وكنت تبي تاخذ حقّك بنفسك ، تركته يلتهب إسبوع ما درينا عنّه وكنت تشوف الموت من حرارتك ولا نطقت لنا الكلمة ، إلى متى طيب ؟
عضّ شفايفه لثواني وهو يناظرها وأخذت نفس من أعماقها وهي توجه أنظارها لعيونه : والحين بك شيء يلتهب ولا أدري وش يكون جرح بداخلك وإلا جرح بجسمك يرجّعك طريح الفراش ، متى بتفهم إني أحترق وقت ما أدري وش بجوفك ؟ متى بتقول لي ؟
توجه لناحيتها وهو يقبّل راسها وقبل ينطق ضحكت ملاذ بسخرية : طبع أبوك ، تتهرب من الحكي وقت تبوس راسي لكن تدري بشيء ؟ إن تصرّفت من كيفي بخلط الحابل بالنابل وبيزيد لهيبك يا أمي لا تتركني بالهواجيس إن كان بجوفك شيء ودّك تقوله لي إنطقه الحين
رفع حواجبه لثواني وهو يناظرها : تخلطين الحابل بالنابل ؟ وش بتتصرفين من كيفك ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تناظره لثواني : ما أدري وش خافيك ! ما أدري وش تبي إنت ولا أدري خاطرك وش فيه يا أمي ماهو حال ! طقّتني ورد بأفكار باقي لي هالقد وأصدّقها إنت قلبك ميّال ؟ أحد من بناتنا ؟
سكنت ملامحه مباشرة من رفعت إيدها تبيّن له صغر المسافة بين أناملها يلي أشّرت فيها وقت تقول له " هالقد " البسيط إنها بتصدّق إن قلبه ماهو له وكمّلت ملاذ تبين له إنه نقطة من بحر إحتمالاتها هالشيء ورميته عابر ما كانت فعلاً تعنيه وأخذ إيدها يقبّلها : لأن ما عندي خافي أقوله لك ، ما عندي شيء ماهي أوّل مرة أختار البر والخيام ولاهي الأخيرة وش إختلف ولا تخلطين لي شيء الله يخليك لي بس إتركيني
تنهّدت فقط وهي تناظره ، وما قوت تتمسك بعتابها وزعلها وتسأله أكثر لأنها تدري بضغط أبوه عليه ما ودها تضغطه هي بالمثل ، وإبتسم يقبّل إيدها مرة ثانية لكنّها ميزت زيف إبتسامته يلي تبيّن إنه بخير وهو أبعد ما يكون عنه و…
_






-

وإبتسمت له فقط وهالمرة ما بتردّه مثل ما طلب حاكم ، بتتركه إن كان ناوي أبعد ديار وبتمنع حاكم عنه ما يروح له لعلّ وعسى إن لقى مساحته بعيد عنهم يقر داخله ويكشف لهم خوافيه ما يخبيها ..
نزل لسيارته بعد ما ودع أمه وما لمح نهيّان ولا ورد وجاوبت أمه سؤاله إن نهيّان عنده تمرين ، وورد عند البنات وتردد إن أمه لحالها وسألها يجلس عندها لكنها إختارت راحته وبيّنت له إنها تنتظر بنات عمامها ..
إنحنى على الدركسون لثواني طويلة وهو يجمّع نفسه من الحال الغريب يلي يحسّه ولا وده يستوعب شيء إنما أخذ نفس من أعماقه يتصل على نصّار : وينك
إبتسم نصّار وهو يقبّل خوذته : برسل لك المكان تعال
رفع حواجبه وهو يلمس إبتسامة نصّار من حروفه ، وسكر يحرك للمكان يلي رسله له نصّار وضحك وهو ينزل من إبتسامة نصّار يلي متكي على دبابه الجديد ينتظر من ذيّاب يلاحظه : شفت الله يعطيك خيره ويكفيك شرّه
إبتسم نصّار بحماس وهو يتأمله ، ومد خوذة لذياب : لا تردني تكفى ما أبيك تقاوم معي هالمرة أبيك معي
ضحك وهو يهز راسه بزين لأن نصّار هالمرة ما يبي يتسابق معاه بالشارع إنما يبيه يركب معاه ، وقفّل سيارته : وصل توّه ؟
هز نصّار راسه بإيه : توّه ، دوّرت عليه قريب السنة ولا لقيته لكن الحين جبته طرق تعرف وش يعني طرق
إبتسم ذياب بخفيف : وكم دفعت عليه ؟
تنحنح نصّار وهو يلبس خوذته : كم دفعت على الصقر إنت ؟
ضحك وهو يلبس خوذته بالمثل ويصعد خلف نصّار يلي يدري ذيّاب إنه لو يلف الأرض كلها ما بيلقى شخص بسعادة صاحبه المهووس بكل شيء يخص الدبابات وهنا تختلف عوالمهم ، نصّار يعشق المقاومات والسباقات وكل هوشاته لجلها وجروح جسده منها ، وذيّاب عالمه ما يحتاج التعريف لكن كل منهم يحب إهتمامات صاحبه لجل صاحبه ماهو لجلها حتى لو ماله ميول عندها ..
تعالت ضحكات نصّار يلي وقف نهاية الطريق بفخر شديد ، ونزل ذيّاب ينزع الخوذة عنه : إصرخ لا تكتمها
ضحك وهو يضرب على دبابه ويصرخ من حماسه الشديد : إيه كذا القوة كذا ياعمي
إبتسم ذياب وهو يهز راسه بإيه : قل ماشاءالله طيب
إنحنى نصّار يقبّل دبابه ويذكر الله عليه ، وضحك ذياب يجلس ويناظره لثواني : إنتبه منه ولا تقرّب السيارات
ميّل نصّار شفايفه بإفتخار : مجنون الليّ يجيني بسيارته وأنا معي هالوحش ، مجنون صدق
هز ذياب راسه بإيه : مجنون عشان كذا لا تقرّبهم
إبتسم نصّار وهو يسكر جواله : بروح لليّ قالوا لي ما تلقاه يانصّار ودي أشوف ملامحهم ، وين بتروح إنت
سكّر ذياب جواله بعد رسالة من أبوه يحذّره يطلع خارج الرياض : …
_




بارت : 130
-

: للصقر
هز نصّار راسه بزين ، ورجّع ذياب الخوذة على راسه وهو يرجع لمكانه لجل يتوجه لسيارته وبالفعل كانت دقائق لحد ما وصل يمّها ، نزل خوذته وهو يشوف نصّار وده يقول شيء بس يتراجع : تكلّم إخلص
إبتسم نصّار بخفيف : إنت لاحظت قلت بتروح للصقر ماهو للخيام مثل ما تقول دايم ؟ لك إسبوع من أول ما أخذته كله كل ما جيت يمّك وهو بيدك وتراعيه ما تتركه
رفع ذيّاب حواجبه بمعنى وش المغزى ، ورفع نصّار أكتافه : غريب لأنك حتى العامل ما تتركه يلمسه ، ما تحس إنك غريب يعني أبد ؟
تعالت ضحكاته من ركب ذيّاب سيارته بدون لا يرد عليه يحرك ، وحرّك هو خلفه بالمثل أو يسبقه بالمعنى الأصح تفترق طُرقهم كل واحد لمشواره ..
_
« مكـان آخر ، ملعب منعـزل »
كانت الأصوات تتعالى ، تُرمى الكور بكل مكان ومن كل الجهات من تدريباتهم الجماعية والفردية ، وقف نهيّان بمكانه وهو يحمي ، يهرول على إمتداد نصف الملعب ويرجع لمكانه ، يزيد بهرولته كل شوي لجل ينضمّ للتدريبات الجماعية يلي سبقوه فيها وأخذ نفس من أعماقه وهو يتصببّ من العرق لكن سكنت ملامحه من لمح أبوه داخل من المدرجات وتغيّرت ملامحه وهو يشوف النظرات توجهت لأبوه والإشارات له ، كان يراقب أبوه يلي جلس على أحد كراسي المدرج يناظره ويأشر له يكمّل تدريباته ولا يقطعها لجل يجيه ولمح الشرود بملامحه لكنّه كمل تدريبه مثل رغبته وإشارته ورجع يستعيد تركيزه وتوازنه يكمّلها لأنه بمجرد ما دخل أبوه خفّت هرولته يناظره ، كمّل وهو يدخل معاهم بالجماعية ووصل لآخر مرحلة من التدريب يلي ينتهي بعدها وبالفعل كانت ربع ساعة وإنتهى يرمي نفسه على العشب من التعب يلي يحسّه لكنه جلس من تذكر وجود أبوه يلي واقف على المدرج يأشّر له يجي يمه ووقف على حيله مباشرة يركض لناحيته ، فتح حاكم المويا يلي بإيده وهو يمدّها له وإبتسم نهيّان : من قال لك عندي تمرين
هز راسه بالنفي وهو يناظر نهيّان يلي ينسى ويشرب بيساره كثير : بيمينك ، قالت لي أمك سيارتك تعطّلت اليوم وجيت مع خويك للملعب ، خلّص وتعال لي
هز راسه بزين وهو يناظر أبوه ، وسكّر المويا بعد ما شرب نصفها : فيكم شيء إنتم ؟ إنت وذياب أو أمي وورد
هز راسه بالنفي : يقولون لي ولدك ما يعرف يلعب جيت أشوف ، إخلص
ضحك نهيّان وهو يناظر أبوه يلي أعطاه ظهره يمشي ، وتوجه ركض للداخل يغسّل بأسرع ما يكون ويبدل ويطلع لسيارة أبوه : لو ما تعنيّت أجي مع العيال عادي
هز راسه بالنفي بهدوء : ليش ما جيت وقلت لي
ميّل نهيان شفايفه بخفيف وهو يرفع إيده لحاجبه : لأن توك قبل فترة معطيني البطاقة آخذ لها قطع الغيار ، مالي حيلة دامها رجعت تتعطل بفترة قصيرة
_



بارت : 131

-

هز راسه بالنفي بحدة : تجي وتقول لي وش مالك حيلة
أشّر على خشمه لأن أبوه يكره كلمة مالي حيلة : إبشر ترى سيارتي متعطّلة
ناظره حاكم لثواني ، وضحك نهيّان بخفيف : الحين إنت قلت لي تجي وتقول لي شف قلت لك لا تعصب !
ما تكلم حاكم ولف نهيّان أنظاره لأبوه من السكوت البسيط يلي صار وإبتسم بخفيف : شفت كيف قطعت تدريباتهم وقت دخلت ؟ يأشّرون ويتهامسون الفريق حاكم دخل والفريق حاكم جاء الملعب
ناظره حاكم لثواني ورجع نهيّان أكتافه للخلف بإفتخار : الله يديمك لنا ويديم هالهيبة ويرزقنا مثلها ، عندي مباراة بعد يومين إذا ودّك تزيدها هيبة الله يحفظك ومنها تعطيني مجال أسوي إني قوي بالملعب
ضحك حاكم لأن نهيّان مستحيل يسكت لحد ما يضحكه ، وإبتسم نهيّان بإنتصار يدندن من وصولهم للبيت وهو ينزل ورفع حواجبه من ورد يلي نزلت من سيارة السواق وهو يناظر الساعة يلي تأشر على نصف الليل : من وين جاية ماشاءالله ووش عندك لهالوقت ؟
رفع حاكم حواجبه لثواني : ورع !
ضرب جبينه بإستيعاب إن أبوه خلفه : ما يحق لي آسف
إبتسمت ورد بخفيف وهي تدخل تحت ذراع أبوها : عادي أطلبك طلب ؟
هز راسه بإيه : على قد قدرتي بقولك تم على خشمي
إبتسمت وهي تميّل شفايفها لثواني : بروح مع بنات عمامي للبحر ، الشرقية يعني لحالنا بدون العيال
هز راسه بالنفي برفض ، وعدل نهيّان أكتافه : أجي معاكم
هزت راسها بالنفي برجاء : مع البنات ! لو سمحت
هز راسه بالنفي بممانعة شديدة : لا تناقشيني ياورد
زمّت شفايفها مباشرة بزعل ، ولف نهيّان أنظاره لعيونها يلي لمعت مباشرة : دلع كل ما قال لك لا بتبكين يعني ؟
نزل حاكم أنظاره لها من ناظرت نهيّان بحدة : بنت
هز نهيان راسه بإيه : قول لها شف كيف تناظرني ولا كأني أخوها الكبيـ
ما كمّل جملته من ناظره أبوه بحدة وهو يتنحنح ويدخل للداخل وأخذت ورد نفس تستعد للجدال لكنه نطق : لا تجادليني ولا تحاولين الشرقية لحالك مافيه
ناظرته برجاء لكنه دخل للداخل يسبقها : على غرفتك
تبعته مباشرة وهي تناظره من لف لها : بكلم أمي طيب !
فتح لها الباب وهو يأشّر لها تدخل ، وناظرته لثواني بزعل : ليش واثق إنها ما بتغيّر رأيك يعني ؟ ماعاد تحبها مثل أول واضح عليك وإلا ما أشّرت لي أدخل كذا
رفعت ملاذ حواجبها وهي تنزع جلال الصلاة عنها وتناظر حاكم الهادي : ما عاد يحبّني مثل أول ؟ وش هالكلام ؟
ترك أغراضه على الطاولة وهو يجلس على السرير بهدوء : تبي تروح الشرقية مع بنات عمامها لحالها
هزت ملاذ راسها بالنفي مباشرة : طبعاً لا مستحيل
ناظرتها ورد بذهول :….
_



بارت : 132

-

أبيك تقنعينه معي طيب ! عشان كذا أشّرت لي أدخل قبلك تعرف إنها بتوافقك الرأي
هزت ملاذ راسها بإيه وكمّل حاكم : عرفتي الحين إنه مو مثل ظنك المحدود ، على غرفتك
هزت راسها بالنفي بزعل : عندي أمل أغيّر رأيكم طيب !
جلست ملاذ على طرف السرير وهي تناظرها : ورد
هزت راسها بالنفي وهي تناظر أبوها برجاء : بنات عمامي ! وبكلّم قصيد تروح معي الله يخليك
هز راسه بالنفي بسخرية : بيتركها الشاعر تروح بعيد عنه ولحالها ، روحي غرفتك يا أبوي الله يهديك بس
إبتسمت ورد لثواني : يعني لو عمي تركي وافق وقال تمام بتوافق نروح خلاص تم
وطلعت قبل تسمع الرد منه وهي تسكر الباب خلفها ولف أنظاره لملاذ : ولدك وينه
ناظرته لثواني : ولدي يلي هو ولدك ذياب ، مدري وينه
ميّل شفايفه وهو يجلس ، وأخذ جواله بيده وعدلت ملاذ نفسها تبعد الجوال عن يده وإرتكت على كتفه : حاكم
لف أنظاره لها لثواني ، وحسّت إنه يكتم شيء بجوفه : وش صار لك ؟
هز راسه بالنفي وهو ما وده يثقّل عليها بس بجوفه سؤال واحد : عاجبك حاله ؟ إسبوع ما يطبّ البيت ولا يدري عن أخوانه ، بنصبح الجمعة وينه ولدك ؟
ناظرته لثواني بهدوء : ما يفوّت صلاة الجمعة معاك
ضحك بشبه سخرية وهو ياخذ نفس من أعماقه لأنه ما يدري كيف يتصرف معاه وتحوّل النفس لتنهيدة يلف فيها ويتمدد لجل ما يفكر أكثر وينام لكن ماكان النوم من نصيب عينه أبد ، رفع أنظاره لملاذ يلي سحبت نفسها من السرير وخرجت من الغرفة ووجه أنظاره للسقف بسكون تام وهو ما يطري بباله شخص غير نهيّان ، نهيّان يلي كسر ظهره بشكل ما قدر يجمّع نفسه من بعده للآن ويوضح عليه بملامحه ، نهيّان يلي شد على إيده يوصيه بذيّاب لا يضيع من بعده وكان منه التراجع عن قوله بإن بكر فارس هي يلي بتمنع حاكم عن ذياب ، كان منه التوصية بإن ذياب يمنع نفسه عن نفسه لأنه شديد اللهيب بشكل ما توقعه نهيّان ولا شافه بشخصيته وقت طفولته ، نفض نفسه عن الجزع يلي بدأ يتسلل بقلبه لكنه غطى وجهه من جلس ياخذ نفس لثواني طويلة ، يوقف ويفرش سجادته وإنهد عظيم حيله من كبّر يفوض أمره وقلّ حيلته لربه ، ومن سجد يذكر نهيّان بين دعواته ولا طال سجوده ما رفع راسه منه ، حس بإيدها تمر على ظهره وعضّت شفايفها من إحمرار ملامحه وآذانه يلي تشوفها وإنتهى حاكم من صلاته يجلس بمكانه ، يجمّع نفسه من إيدها يلي تمر على ظهره وأكتافه تقويه وإنحنى يتمدد على الأرض يترك راسه بحضنها ويغمّض عيونه ، فتحت ورد طرف الباب لكنّها عضت شفايفها مباشرة من لمحت أبوها المتمدد بحضن أمها وعالأرض عند سجادته ، من إيد أمها يلي تمر على حواجبه ، وعيونه ، ولحيته ، شيب راسه و.
_



بارت : 133

-

والواضح إن كان أبوها يصليّ لكن ما قدر يوقّف نفسه من مصلاه وعرفت محتوى صلاته ودعواته لمين ، تجمّعت الدموع بمحاجرها مباشرة وهي ترجع بخطواتها لغرفتها ركض تسكّر الباب خلفها ومُهيب الشعور يلي تحسه بكل مرة ترتخي أكتاف أبوها فيها ويبقى بهالشكل بجنب أمها ترد له حيله وقوّته لمجرد وجودها جنبه ، كانت تعرف إن المصائب لا تأتي فُرادى وتذكر دموع أمها يلي شهرين ما وقّفت من غابت شمس فاطمة عن حياتهم وبشهر بعده تبعها نهيّان يلي هد حيله رحيل فاطمة وضاعت به دروبه عن يوم ما كان وده يشهده ، تذكر للآن إنهيار أبوها وهد الحيل يلي حصل له وإنه بقى شهر وأكثر متلثّم بشماغه ما يشوفون منه إلا عيونه يلي يهرب فيها عنهم لأنها تعبّر عن شديد حزنه وهلاكه ولا وده يكون بعيون عياله مهدود الحيل ، تذكر تواريه عنهم ، هلاكه ووقت تجي تسلّم عليه يرسم طيف إبتسامة بثغره وكل ملامحه تبكي لمجرد إنه يحسسها إنه بخير وحاله قوي ووقت كانت تنهار هي لأنها ما تقدر تمسك دموعها قدام أبوها كان يضمّها ، يقبل راسها لوقت طويل ويداري خاطرها وهو أكثر من يحتاج المدارة وهالشيء مُرهق إن مرّت سنين على وفاته لكن للآن ما قدر أبوها يجمّع شتاته ولا قدر يرجع حاكم الأولي يلي تسمع الحكايات عنه ، رق قلبها من طرى على بالها حال أمها بالفترة الأولى وتعبها يلي كانت تخفيه بكل ما تقدر من قوة لأنها تبكي ثلاث مو بس فاطمة ونهيّان ، كانت تبكي حاكم يلي إنهدّ حيله وحيلها خلفه تذكّره بإيمانه كل دقيقة وصبره لأنها فعلياً كانت خايفة تفقده من إنهياره المكتوم بداخله ويلي ما طلع لهم ، أخذت نفس تمنع أكوام الذكريات المؤلمة يلي تُرتمى عليها ولا ودها تفكر فيها نهائياً ..
_
« الخيـام »
وقف سيـارته وطلع العامل من خيمته يناظره لثواني بإستغراب لأن له إسبوع ذياب هنا والعامل ما جاء إلا العصر بعد ما ناداه وتوقع إنه ما بيرجع اليوم : أمشي ؟ هز ذياب راسه بالنفي يبيّن له إنه ما بينام هنا ، ومشى للصقر يلي رقى على كفّه وهو يناظره لثواني طويلة ، يمسح على راسه لثواني من فرد جنحانه ورقى من على كفّه لصدر السماء يستّل جناحه وناظره ذيّاب لثواني من كان يحوم حوله ولا ينزل لإيده رغم إنه مدّها له ورفع حواجبه لثواني وهو يناظره من كان يحوم بدون توقف ولف أنظاره للمدى ما حولهم أحد ، صعد على صهوة خيله وهو يطلعه من مكانه من حام الصقر يبتعد وتبعه ذيّاب مباشرة لكن ما يدري وش غايته ووين المكان يلي يبي يوصل له وسكنت ملامحه وهو يوقف خُطى خيله من المكان يلي يعرفه أكثر من إسمه ومن رجع الصقر حوله ، نزل وصابه سكون الكون كله لأن بهالمكان جلس مع نهيّان ..
_





-

بهالمكان جاء بعد ما سُرقت نظرته من نهيّان أخوه وقت إنحنى يطلب قصيد تبوسه وإستقبله جدّه نهيان يسأله
" من سرق نظرتك " وما عطاه الجواب أبد ، نزل يجلس على التراب شديد البرودة من الجو وهو يلف أنظاره للخيل يلي خلفه وسكونه رغم إنه بدون لجام وبدون سرج ، والصقر يلي إستقرّ على كتفه بهاللحظة وسكن كونه بشديد الهدوء يتأمل القمر يلي يضوّي سماهم والنجوم المتفرقة حوله ويتذكر جلوسه مع نهيّان بهالمكان ، وقت ترك فروته على أكتافه ، ووقت قال له بين كلامه " مرّت السنين وصار بينك وبين بنت الشاعر ٩ سنين " وسكن يستوعب الفرق بينهم بهالوقت هو نهايات العشرين وهي توّها بداياته ويتذكر كل الحوار لكن هالمرة ضج كونه بصوت نهيّان يلي يسمعه بمداه يوصيّه " لا تضيع من حكايتك شيء " وشد على إيده لأنه ما يدري وش حكايته ، ولا يدري بشيء غير إن البر ديرته ، سقفه سماء وفرشه ثرى ولا يرتجي شيء غيرهم ولو بيده ترك حتى منصبه وإكتفى بوجوده بهالخيام لأنها هي ذكرياته مع نهيّان ، هي هوسه وكل غايته رغم صعوبة طلبات نهيّان عليه وإنه يتبع غايته لو هي بآخر أرض ..
نفض أفكاره وهو يرجع لصهوة خيله ويناظر المدى حوله من حس بإن كانت لنهيّان غاية وقت قال بنت الشاعر والفرق بينهم ثم وصّاه على غايته وإنه يتبعها : غايتي هالبرّ يانهيان ، ما أجي بمكان به غيري وأرضٍ ما توسعني ما أطبّها لو على موتي ..
رجع لخيامهم وهو يترك خيله بمكانه ، ويرجّع صقره لمكانه ويناظره لثواني بسيطة من نظرات الصقر له ورجعت لباله ورقة لمحها بمكتب عمّه تركي بزمن من الأزمنة وصادفت إنها أغنية يحبّها بشكل مستحيل لكنها ترتبط بحكايا عند عمه وهمس وهو يمرر إيده على رأس صقره : لا تسرق الوقت ياطيري ما دام قلبك لأحد غيري
وكمّل يشد بأسه ، يقوي عزمه ويبيّن لنفسه إن حال التردد ما يرضيه : أنا ما أبي زمن غيري ولا يكفيّني من أيامك نهار إما العمر ، أو العدم ..
وتركه قبل لا يرجع يلعب بعقله من جديد وهو له نوايا أخرى الحين ، نوايا ما تشملها لكن تشمل هدوء كونه وإستعادته لتوازنه وثباته ..
_
« بيـت حـاكم »
نزل من سيارته وهو يستغرب إن أبوه ما إتصل عليه ، ما هاوشه نهائياً إنه عصى كلمته وتوجه للبر ولا كأنه طلبه ما يخرج من الرياض كلها ، توجه للسيارات وهو يشوف سيارة أبوه موجودة وزادت حيرته أكثر لأنه لو يعرف حاكم ، فهو يعرف إن مافيه شيء بالدنيا ممكن يستفزه أكثر من إن كلمته تُعصى ولا تُسمع ، دخل بهدوء وهو يتوجه لغرفته لكن رجع ينزل للأسفل لأنه يبي المطبخ ..
وقف خطاه من صوت ورد يلي تكلم وسَن وشدن : بنت
إبتسمت ورد وهي تلف له : تعال أكلمها صوت
_




بارت : 135

-

دخل وهو يتوجه للثلاجة ، وإبتسمت ورد تكمّل سوالفها مع وسن يلي يسمع ذياب صوتها لأن ورد تكلمها بالسبيكر لكن ما يشده حوارهم لحد ما سألت ورد : وشَدن راحت عندها ؟
إبتسمت وسن بخفيف : هي وقت شافت شَدن نادتها ، تهبل تهبل البنت والبنات يلي معاها يموتون بعد بنات عمامها وعيالهم ، تحسين كلهم أخوان من الميانة يلي فيهم لدرجة شَدن راحت لأخوها عذبي تقول له إختك حلوة مره عادي ناخذها بيتنا معانا وكلهم يرفضون
ضحكت ورد وهي تشرب من قهوتها : إي علاقتهم حلوة مره كلهم زي الأخوان وأكثر ، بالمخيم تذكرين وقت طلعنا يلي جو ياخذونها من عندنا عذبي وتركي وفهد
هزت وسن راسها بإيه : هم يلي معاها أكثر شيء ، يهبلون وفيهم عرق كويتي صح ؟ تركي وفهد وإثنين عيال عمتهم سوار تقول قصيد وبعد واحد إسمه راشد ولد رياض كلهم كويتيين أتوقع ، ما ألومها تموت عالكويت
ضحكت ورد بذهول : نقول أخوان يابنتي وش تموت عالكويت عشانهم يعني ؟ يمونون مره كلهم نايمين عند قصيد الحين وقت كلمتها قلتلها تروحين الشرقية معانا تقول لو مكان ثاني تم لكن الشرقية بعيدة ما يسمحون
إبتسمت شدن وهي تدخل للحوار : سألتها مره ثانيه قلتلها مين باس يدك قالتلي مافي أحد كمان ! بس قلتلها مين لبّسك الإسوارة أشّرت لي على واحد تقول إسمه تركي مره حلو تعرفين ؟ إشترى لي كيكة عشاني حلوة
قفل ذياب الثلاجة وهو يطلع للصالة مباشرة ولو إن ورد هدّت له نار جوفه من نطقت إن كلهم مثل الأخوان ومن ضاع كلامه لصقره بمجرد ما سمع إسمها لكنه رجع يشتعل من طاري تركي وبشدّة ماهي هينة نهائياً ..
إبتسمت وسن : ليش ما نعيد الجمعة دام بنات عمامها موجودين ؟ بدل الشرقية نروح البر
ميّلت ورد شفايفها بتفكير وهي تطلع من المطبخ : نشوف البنات ليش لا ، تدرين هي قصيد قالت لي بنات عمامها يبون الخيول باكر ودهم يروحون يمّها
إبتسمت وسن : عز الطلب ، ناخذهم للخيام ؟
هزت ورد راسها بالنفي : ما يسمح لنا ذياب أحس ، ذياب عادي نروح للخيام حقتنا ؟ للخيول وما نقرب خيلك
قبل ينطق ذياب نطقت وسن تمسكه مع إيده يلي توجعه : ذياب تراني أول أحفاد أحفاد نهيّان ما ينقال لي لا ، قول لي تم وخيلك ما نقربه على مسؤوليتي
ما كان منه رد وإبتسمت ورد وهي تشوف إسم قصيد : وسن قصيد تتصل ، شوي وأرجع أكلمك تمام ؟
قفّلت منها ، وعض ذياب شفايفه من جلست ورد بجنبه ترد على قصيد وما قفلت السبيكر أبداً كإنها تقصد تزيد حرقته وتمنعه من الهروب يلي كان منه تو لمجرد إنهم جابوا طاري تركي : يا أهلاً
إبتسمت قصيد وهي تنزل للأسفل : يا أهلين ، ممنوع تقولين لي لا بكره بنطلع كلنا مع بعض للخيول تمام ؟
_



136

-
ميّلت شفايفها لثواني : على كيفك ممنوع ؟ عندي إقتراح أحسن من المربط وناس ما نعرفهم نجيهم جماعة ونفجعهم ، نروح للخيول حقتنا ؟ الخيل البُني يلي كنتي تحبينه للحين موجود ترى
رفعت قصيد حواجبها لثواني وسكن كونها من نطقت ورد : خيل ذياب بس ممنوع اللمس يعني لكن فيه غيره
رفعت إيدها لعنقها وهي تاخذ نفس من الحرارة يلي حسّتها وتبيّن إن طاري ذياب ما يوترها أبداً : ما نروح المربط أحسن ؟ نترك الخيام لذياب ياخذ راحته
إبتسمت ورد بخفيف : جنبي ذياب وأحس راحته من راحتنا ما يقول لا وما يرضى لنا حوسة المرابط ، صح ذياب ؟ بس عندي طلب يعني نبي الخيول الثانية
ناظرها وهو يرجع أنظاره لباطن إيده ويمسك نفسه لا تلمح ورد إنها تقطّع فيه كل عروق صبره وتمسّكه بإنها تكلمها بجنبه وتسمح له يسمع صوتها وتشاوره ما تكتفي ، وعضّت قصيد شفايفها بإرتباك : بس ورد إحنا شوي ما نعرف وشوي نخاف يعني المربط أحسن
ضحكت ورد لثواني : إحنا معاك ما تخافين ، المربط مو أحسن صدقيني خيامنا أحسن وأحس إشتقتي لها
شد ذياب على باطن إيده وهو وده يقوم ويتركها لكن ورد مُصرّة إنه يجلس ولا ودّه يكشف نفسه دامه ماسك زمام أمره للحين ، رد على جواله من مكالمة نصار يلي وده يقبّل رأسه بهاللحظة لإنه بيبعده عن سماعها : سم
رجف داخل قصيد من ميّزت صوته وهي ترفع إيدها لشعرها ، وتذكرت ورد : طاح جوالي مني اليوم ومن وقتها للحين مكالماتي كلها على الملأ للأسف غيره ما أسمع ، لو دريت من زمان طيّحته لأن لأول مره يسمح ذياب وما يعارض إننا ندخل الخيام يلي فيها الخيول
توّترت بشكل ما تقدر توصفه من نبرته بداية ومن حكي ورد عن سماحه لكن هدّت ورد من توترها وإنه مو عشانها : وسن إستغلّت إنه يسمعها تقول له ترى أنا أول حفيدة ما ينقال لي لا
رجع يدخل وهو يسمع ورد للآن تسولف معاها ومن ضحكتها الأخيرة وصعد لغرفته مباشرة لأن ما يقدر عالأكثر اليوم أبداً وهو غاب كم ساعة كانت نيّته يرميها من خياله ويبتعد عن طاريها ورجع يلقى الأكثر من طاريها صوتها ، رمى نفسه على السرير ورجع أنظاره للباب من دقّته ورد وهو متأكد إنها خلفه يسمح لها : تعالي
إبتسمت وهي تفتح طرف الباب : وافقت صح ؟ عادي ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها لثواني ، وإبتسمت وهي ترجع لغرفتها تتركه بهواجيسه وأفكار عقله يلي ما إنتهت تاخذه يمين ويسار عن كل شيء ، عن التوجّسات يلي بعقله من " كلهم زي الأخوان " ويلي تعطيه مجال لكن بنفس الوقت حتى لو صار له المجال هي صعبة عليه بالحيل ، صعبة على نفسه إنه يقول يبيها وصعب عليه يعيش بالتردد وهو ما عمره تردد بشيء يقول …
_






-

يقول يبي الشيء ويجيبه يمّه على طول لكن هي تخالف كل قواعده ، هي تتركه رهين أعصابه يلي ما يضمنها لأنه ما يبي الدرب الملتوي ولا يرضاه على نفسه ، ولا عليها ..
جلس وهو يفكّر متى رجعت هي بحياته لهالكثر وهالقد المُهيب لدرجة إنها ما تطلع من مدى تفكيره ، متى بعثرت كل شيء بداخله تترك لنفسها مجال وهو سنينه كلها ما يذكر منها إلا طفولتها وإختلافها ثم غاب ذكرها عنه سنين ورجعت ترجّع ذكرها والأكثر وصورة لها بعقله مهما حاول يغضّ التفكير عنها ما يقدر وهالشيء يحرق جوفه لأنه يحس بألف شيء وشيء بكل مرة ترجع بباله ، بكل مرة يقول ما بيتذكر تفصيل منها ولا بتمر باله يلقى نفسه بالساعات يتأمل صقره وهي المرسومة بباله ..
أخذ نفس من أعماقه وهو يغطي وجهه ولا يدري كيف الدرب يلي يريّحه من لهيب جوفه ، ويقوّي خطوته يقول يبيها بدون لا ينطقها بصريح العبارة لأبوه وبدون لا يهز نفسه وقبل كل شيء ، كيف ينطقها بعالي الصوت بينه وبين نفسه إنه يبيها وهو حتى لنفسه يهمس وقت يجي طاريها من كثر إن ما وده شخص يلمح إن لها محلّ بقلبه وما وده أصلاً يعترف بهالمحل لكن حاله ما يرضيه وسكن من حس إن النوم بيجافيه ما بينامه وهو يهز راسه بالنفي لأنه ما يبي يفصل بالساعات القادمة أبداً : يارب لا
-
« بيـت تركـي ، الظهـر »
رفعت نفسها وهي ما نامت إلا ساعة وحدة من تفكيرها بكل شيء وشعورها الغريب إن يومها ما بيمرّ بسلام على شعورها إنما بيهز فيها شيء ما تعرف توصفه وإذا كانت لها أُمنية فهي إن ما يهزها قدام أحد ، ما يُكشف لها سر ولا يُفضح لها ثقل ولا تضيع فيها خطوة والباقي ما يهمها ، ودها تتراجع وتعتذر لورد وحتى لبنات عمامها وتبقى بس بغرفتها اليوم لكن تعرف مستحيل يصير هالشيء وتأكدت أكثر من حماس أسيل يلي دخلت غرفتها وهي جاهزة : صحصح يانايم ، يلا مشينا
ناظرتها لثواني ، ودخلت ودّ خلفها : الجو ما يتفّوت أبداً
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تجلس على طرف السرير ، ومر أبوها من قدام غرفتها لكنه رفع حواجبه من حسّ فيها شيء : تعالي لي لا خلصتي
هزت راسها بزين وهي ترفع شعرها للأعلى ، وتوجهت للحمام - الله يكرمكم - تجهّز نفسها وتتحمم على وجه السرعة لجل ما تتأخر عليهم ، أخذت نفس وهي تطلع لنفسها ملابس وتبدل وتوجهت لغرفة أبوها يلي كان يكلّم بجواله وسكن كونها من ضحكته " إذا الذيب معاهم أنا متطمّن " ، تعدلت وهي تشد على قبضة الباب من قفل وإبتسمت بخفوت : ليش تعالي لي ؟
إبتسم وهو يناظرها لثواني : فيك شيء إنتِ ؟ خاطرك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تدخل لعنده ، وقبّلت راسه وإبتسم وهو يوقف : لا تطلعين وشعرك به مويا وتدفي
_





-

هزت راسها بزين وهي تناظره لثواني ، ودخلت أمها تسأله عن وضعهم بما إن عيالهم ما بيروحون معاهم وهز تركي راسه بالنفي : ود وأسيل وملاك تنتبه لهم قصيد ، وقصيد تنتبه لها ورد ، وكلهم بحفظ الله ثم بعهدة ذيّاب
هزت راسها بزين وهي تناظر قصيد : البنات جاهزين ينتظرونك ، الجو يمكن يصير بارد اليوم تدفي عدل
إبتسمت بخفيف وهي تميّل شفايفها : بس ترى كبرت يعني إذا ما تدرون ما يحتاج توصوني على شيء ..
إبتسم تركي وهو يناظرها ، وناظرته لثواني بتساؤل وهي تبتسم : ليش نظراتك غريبة اليوم ؟
دخل عذبي أخوها وهو يحاوط كتفها من الخلف ، وإبتسم تركي وهو يعدل أوراقه : الله يحفظكم يابوك
إبتسم عذبي وهو يناظر أمه يلي تبتسم ، وطلع مع قصيد وهو يشد على كتفها : إنتبهي لنفسك زين
هزت راسها بزين وهي تناظره : مين بيودينا على الطاري؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : مدري والله محد قال شيء ، بشوف الحين وأجي
هزت راسها بزين من نزل ركض للأسفل ولمجلس الرجال عند عمامه وعيالهم ، ودخلت غرفتها تكمل تجهيزها لنفسها وأخذت نفس بخفيف من دخلت أمها : أمي
لفت سلاف لناحيتها وهي تفتح دولابها : لبيـه
إبتسمت وهي تشوف أبوها كان متعدي لكنه رجع يدخل مع الباب لأنه يحبها بشكل مجنون وقت ترد " لبيه " وما يخفى هالحب عليهم ، وضحكت قصيد : عيب طيب !
لفت سلاف أنظارها لتركي الواقف عند الباب ، وضحكت وهي تهز راسها بالنفي : شيّبت البنت تقولك عيب !
هز راسه بزين وهو يناظر جواله : لا رجعت نتفاهم !
ميّلت سلاف شفايفها وهي تسكر الدولاب ورفعت قصيد حواجبها من طلعت أمها وما قالت غايتها : ليش كذا
ما ردت عليها سلاف وهي تدخل لغرفتها : تأخرتي عليهم
عدلت نفسها وحجابها وهي تنزل للأسفل ، وطلع تركي من المطبخ وهو يناظرها : العيال بالصالة
غطت وهي تطلع للبنات بالخارج ، ورجعت خطوتها للخلف من العقال يلي إرتمى بدون مقدمات من باب المجلس لظهر فهد يلي كان يركض وسكنت من طلع عذبي الغاضب من المجلس وهي تناظره : لا تعصّب !
أخذ نفس من غضبه من فهد يلي يرسل له قُبلات من بعيد ، وقبّل رأس قصيد : هات عقالي
هز فهد راسه بالنفي : ليش ترميه عليّ من البداية ما بـ
وقبل لا ينطق إنه ما بيجيبه أشّر على خشمه من نظرات أبوه الغاضبة : إبشر شدعوه تعصب بسرعة شفيك
إنحنى ياخذ العقال وهو يمده لأبوه ووقف خلف قصيد مباشرة قبل لا توصله ضربه العقال يلي نزعه أبوه من يده : يبه والله أتغشمر شفيك ما تعرفني
طلعت نيّارا لأنها سمعت أصواتهم وهي تتكتف على طرف الباب ، وعدل فهد نفسه يناظر أمه : له عشر ساعات يضربني كل ما قلت كلمة لقّمني ضربة تكفين
_





-

ناظره عذبي لثواني وهو يضحك : وتشتكي لأمك بعد ! ودّ أختك وتعال عشان تكمّل شكوتك عدل
هز راسه بزين ، وضحكت قصيد : ماشاءالله عالأدب بتوديني وترجع تنجلد عادي ما عندك مشكلة ؟
هز راسه بإيه بهمس : طلعت نيّارا يابنت إنتهى الموضوع
ضحكت وهي تتبعه للسيارة لأنه مروق ولا كأنه إنجلد توه ولا كأن العقال ضرب ظهره أبداً وجلست بالخلف من كان عدي جالس بالأمام بيروح معاهم ومدت أسيل إيدها تضربه على راسه : وش جابك إنت !
لف لناحيتها بذهول وهو يرجع لها الضربة على يدها : لا تمدين يدك لا أبكيّك ! أبوي قال رح مع فهد ماهو لجلك
كشّرت وهي تناظره ،ولف فهد أنظاره لقصيد : وين برّهم
إتصلت على ورد يلي ردت عليها وقبل تنطق تكلّمت هي: يا أهلاً ، إتصلتي تسألين عن المكان صح ؟ وراكم إحنا
إبتسمت قصيد : طيب بسّلم بالأول ! خلاص تمام فهد
لف أنظاره لها : لبيه ، كأني لمحت ذياب وراء صح ؟
هزت راسها بإيه : إي ورانا
هز راسه بزين وهو بيقول قولي له يسبقنا لكن ما قدر ينطق من تقّدم قدامهم فعلاً ، وضحك : ماشاءالله
إبتسمت ورد بخفيف لأنها سمعته ولفت أنظارها لذياب يلي مزاجه من وقت صحى معكّر لكن الحين شدته كانت تبيّنه أكثر : نتلاقى هناك
سكّرت قصيد وهي تفك إيد أسيل يلي ضربها عُديّ : عدي وش تسوي !
لف فهد أنظاره لهم وناظرته قصيد : ركز عالخط لا تلف
ضربته أسيل مره ثانيه ، ومدت قصيد يدها قبل يرجع الضربة لأخته لكنه ضرب بدون ما يشوف وجات على يدها وعصّبت : شفيكم إنتم تستهبلون ! عدي خلاص
شهقت أسيل وهي تناظر فهد : تراه ضرب يد إختك
لف فهد أنظاره لعدي : أثول إنت أثول تبيني أسطرك ؟
عصّبت قصيد مباشرة وهي تناظر أسيل ، ولفت أنظارها لفهد يلي ضرب عدي قبل تنطق الكلمة ووجهت أنظارها لودّ يلي حاطة سماعاتها بأذنها ولا هي حولهم ، وملاك يلي تدندن وتتأمل هوشتهم : ماشاءالله على روقانكم !
لف عدي أنظاره لقصيد بهمس : أشوف يدك
وقف فهد على جنب مباشرة وفتح عدي الباب ينزل ركض وصرخت أسيل من الضحك يلي صابها : غبي !
ضربتها قصيد مباشرة : ليش تبينهم يعصبّون إنتِ ليش تحارشينه وش مسوي لك بفهم
إبتسمت بخفيف وهي تعدل نفسها : يحركون الجو شوي
إتصلت ورد عليها وردت قصيد وهي تاخذ نفس : لبيه
لفت ورد أنظارها لذياب يلي هدت سرعته من نبرتها ، وميّلت توق شفايفها بإستغراب وهي ما تلمح سيارتهم خلفهم : وقفوا هم صح ؟ على جنب الخط
سكنت ملامح قصيد وهي تجاوب : بنلحقكم شوي بس أوصفي لي المكان يمكن نتأخر ، كملوا إنتم
لف ذياب أنظاره لورد مباشرة : فيهم شيء ؟
تّوترت قصيد وهي سمعت صوته ، وطال جوابها
_



بارت : 140

-

وطال جوابها من التوتر لحد ما سألتها ورد : بنت فيكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي بتوتر وهي تنزل من الحر يليّ حسته من صوته وما تقدر تجلس جنب البنات : مافينا شيء
صرخ فهد من رمى الحجرة على أساس إنها على عدي لكنها ضربت سيارته بجنبها : إنتبهي !
لف ذيّاب مباشرة وشهقت توق من سرعته ولفّته الممنوعة لأن الخط واحد ما يقدر يعكسه إلا لو لف للخط الآخر : بتعاكس كذا !
قفّلت قصيد بدون مقدمات ، وسكنت ملامح ورد وهي تناظره من رجع يمهم بدقيقة وحدة ونزل من السيارة بغضب يرفع نبرته لهم لأنهم يتهاوشون وصارت هي بينهم من ركض عدي خلفها : ولـد !
سكرت ود أغنيتها وهي تناظرهم ، وعضّت أسيل شفايفها بشبه إرتعاب : جبت العيد فيهم شوي ؟
تمتم فهد بالإستغفار وهو يسحب عدي بعيد من خلف قصيد ، وما نطقت هي الكلمة إنما رجعت تركب بمكانها وهي ترجف من غضبها منهم وطاحت عينها بعين ذيّاب الغاضب أكثر منها وحسّت بشعور ما توصفه من غبائه ووقعه عليها ، لف فهد أنظاره له : إقعد والله ما تركب
تربّع عدي عالأرض وهو يناظره : ودهم وإرجع لي تم
رجع ذياب لورد وهو يفتح الباب : قولي لها تجي معاك
هزت راسها بالنفي : مستحيل تترك بنات عمها
عضّ شفايفه لثواني وهو يناظرها ولا يقبل النقاش ، ولفت أسيل أنظارها لفهد بتساؤل : بتتركه هنا ؟
هز راسه بإيه : بتركه هنا لين يسترجل ثم أجي له وإنتِ إن تكلمتي بكلمة قسماً بالله نزلتك مع أخوك سمعتي ؟
فتحت قصيد الباب وهي تناظره ، ولف فهد أنظاره لها : سكري الباب بس والله ما بشيله بيجلس هنا
هزت راسها بالنفي بغضب : مو بكيفك ولا تحلف ما بتتركه هنا لحاله لو وش ! بتتركه بجلس معاه هنا
لف أنظاره لها بذهول ، ونزلت قصيد ومباشرة ضربت ملاك أسيل المصدومة : مبسوطة الحين !
أشّرت بالسكوت وإنها ما بتقول شيء ، ورفع عدي أنظاره لقصيد يلي جات يمّه تطلبه يقوم ويركب معاهم : ليش إنقهرتي إنتِ ! بيرجع لي غصب عنه روحي ماعليك
هزت راسها بالنفي وهي تناظره ، وسكن كونها من صوت ذيّاب لعُدي ويلي يبين نفاذ صبره : قم إركب محلّك
ناظره عدي لثواني ، وفصلت أعصابه بدون مقدمات : إرجعي السيارة
ناظرته لثواني وهي ما حبّت نبرته عليها نهائياً وعصّب من السيارة يلي وقفت خلفهم وهو يناظرها ورجعت تركب بمكانها بغضب ومو عشانه ولا عشان نبرته إنما عشان الأشخاص يلي نزلوا من السيارة يلي خلفهم ، كانت ثواني بسيطة لحد ما رجع عدي يركب بمكانه ومشت السيارة يلي خلفهم ورجع ذياب لسيارته وهو يستغفر من غضبه ، لفت ورد أنظارها له وهي ما تقوى السؤال أبداً ولا تتجرأ وبالمثل توق يلي إنكتمت تماماً من …
_



"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-22, 02:18 AM   #10

"جوري"

مشرفة منتدى الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية "جوري"

? العضوٌ??? » 333867
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,009
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » "جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute"جوري" has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بارت : 141

-

من الغضب يلي شافته ومن رجوع ذيّاب المو عادي لهم حتى الطريق ما إهتم له ، رجعت جسدها للخلف من شدّ بدون مقدمات للمخيمات وهي تستغفر بداخلها وتقرأ المعوذات وتتحصن وتعرف إن ذياب ما يسرع لما معاه أحد لكن الحين من غضبه مو جالس يفرّق هم معاه أو لا ، ما نطقت ورد الحرف بالمثل وهي تشوف شاشته تنّور بإسم نصار لكنه مو معاه ولا إنتبه ومو قادرة تنبهه عشان ما يفصل أكثر وهي تدري إن أبوه عصّب عليه بالبيت كمان لكنّه كان يمسك نفسه وأعصابه عشانها ، نزل من السيارة أولهم وهو يتوجه لخيمته ومكانه ونزلت ورد وهي تلف أنظارها لتوق : وصلنا بالسلامة الحمدلله
ناظرتها توق : مو طبيعي طيب ليه هالعصبية
رفعت أكتافها تتوجه للداخل ، ونزلت ملاك مع أسيل وود قبل قصيد يلي أخذت نفس تحاول ترجع جزء من مزاجها المتعكر ولف فهد أنظاره لها : قصيـد
ما كلمته أبداً وهي تنزل ، ونزل من مكانه وهو يوقف قدامها : طيب إسمعيني خلاص آسف أنا ما بكلمه والله
ناظرته وما تكلّمت لكن وقت أبعدت عنه مسافة كافية طاوعها لسانها تلف له : إنتبه للخط
أشّر على خشمه ، ودخلت هي وكان وده يروح لذياب لكن إختار السلامة وهو يحرك مع عدي وطول الطريق وهم يتهاوشون ، يتضاربون ، ويضحكون ..
إبتسمت ورد وهي تمشي لقصيد يلي نزلت عبايتها ترفع شعرها وكل ملامحها تحتقن بالأحمر : وتّروك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس من أعماقها : ليش رجعتوا لنا إنتم المفروض تكمّلون
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : صدقيني لو عرفت بقول لك ، سألتك فيكم شيء جاوبتيني مافينا شيء ثم صرخ يلي معاك ولا أدري كيف لفّ ذياب ولا أدري كيف صرنا عندكم ، يتهاوشون منجدهم يعني ؟
هزت راسها بإيه : دايم فهد وعدي كذا مستحيل يجتمعون بمكان وما يتهاوشون بس متعودين إحنا
إبتسمت بخفيف : صادفوا عصبية ذيّاب يارب ما يزعلون
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بخفيف ترجع نفسها لكنها مو قادرة ، حتى تأملها للمكان وعظمته ما تحس فيها من القهر والعصبية يلي تحسّها وما تتوقع ممكن يخفف عليها شيء اليوم بأكمله ..
دخلت ملاك وهي تناظرها : البنات برا تعالي
عدلت نفسها لآخر مرة وهي تطلع معاهم ، ورسمت إبتسامة غصب عنها من ديم يلي جات تضمّها وهي تسلم على وسن ودُرة وتوق وجود ..
أخذت وسن نفس من أعماقها بحب وهي تتأمل الخيام ، الخيول يلي بمكانها والإبل يلي مكانها فاضي : يا هالمكان
إبتسمت ورد وهي تتأمله لثواني ، وإبتسمت ود بإعجاب من المنظر المُهيب يلي تشوفه بالمدى قدامها من الإبل يلي طلعت من على تل منخفض من الرمال وتنزل لناحية خيامهم ، لمكانها وخلفهم راعيهم يلي يحرك عصاته
_



بارت : 142

-

وسبقهم لمكانه يجلس ويرتاح تحت أنظار البنات وخصوصاً بنات آل نائل يلي لأوّل مرة تطيح عينهم على رعي الإبل بالواقع وبهالشكل ، نزولهم من على التل وهيبة عددهم ومشيهم الهادي على التراب ، بين الخيام وتوجههم لمكانهم مع توجيهات الراعي وإبتسمت ملاك : ماشاءالله الله يبارك لكم فيها
إبتسمت وسن وهي تناظر ورد : الراعي بيمشي ؟
هزت راسها بإيه : يمشي الحين ما يجلس وذياب موجود
جلست ديم عالأرض وهي تتأمل خيامهم : حظّه هالراعي ماشاءالله أتوقع أيامه بالرياض أكثر من أيامه هنا لو كل ماجاء ذياب أرسله لبيته
-
تلثّم بشماغه وهو يتكي بمكانه ويحترق من الغضب يلي يحسه وإنه من أول ساعات جيّتهم سمع كل الأصوات ، كل الصراخ إلا صوتها ما كان له وجود وهو يميّزه من ألف صوت وصوت ويحرقه هالتفكير بشكل ما يتوقع إنه يقدر يهديه أبداً ، يسمع خطوات الخيول من أول ويسمع صراخهم وتعزيزهم لبعض لكنه ما يهتم ، لف أنظاره لصقره يلي بمكانه وهو ما يبي يطلعه اليوم لأنه ما يضمن تصرفاته ووين يروح ولا وده يعصّب أكثر من عصبيته وطاقته المحدودة يلي نُزعت من أبوه بداية ومن الموقف يلي صار نهاية وإنه أصلاً ما نام من أمسه إلا ساعة وحدة ، حرك العصا يلي بجنبه يعدّل الجمر ولهيبه وما يفرّق هي نار الجمر وإلا جوفه يلي يحترق بهالكثرة وإنه صرخ عليها لكن مو لذاتها هي ، هو صرخ لأن السيارة يلي وقفت خلفهم كلهم عيال كانت نيّتهم مساعدة وإن فيهم شيء لكن هو يطق بسرعة ما عهدها بنفسه أبد ..
مدت له جواله وهي تجلس بجنبه لثواني : جوالك من أول يتصل بالسيارة ليش ما أخذته
لف أنظاره لها وهو ناسيه ولا طرى على باله أصلاً ، وإبتسمت ورد وهي تضم فروتها من البرد : برد صح ؟
هز راسه بإيه وهو يشد على أسنانه من كان وده يسأل عنها لكن بأي حجة ، بحجة إنه ما سمع صوتها ؟ وإنه يحس إنها مو بحال مبسوط مثل بقيّتهم وهمس وهو يفتح جواله : تدفوّا ، متى ودكم ترجعون ؟
إبتسمت وهي تناظره لثواني : مليّت من إزعاجنا ؟ البنات ودهم يروحون الحين مع الخيول للجهة الثانية
هز راسه بزين والمنطقة كلها مامنها خوف : إنتبهي لهم
هزت راسها بزين ، وإتصلت وسن على جوالها وردت : هلا
إبتسمت وسن وهي تبعد عنهم : ورد مو هاين عليّ إن مزاجها معكر كذا ، صح تبتسم بس تحسيّن مو قصيد
سكر جواله وهو ما يبي يسمع لأنه يحترق من كان توقّعه إنها مو بمزاجه وإنه صاب هالتوقع الحين ، ورفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : برجع أشوف ، بتروح معانا ؟
إبتعد ذيّاب لخيمته ما يبي يسمع الأكثر ، وكانت دقائق لحد ما طلعت ورد تتوجه عند البنات وإبتسمت ود بحماس : أسيل لا تركبونها ما تعرف
_


_ بارت : 143

-

شهقت أسيل وهي تناظرها : إذا أنا ما أعرف مين يعرف
أخذت وسن خيل وهي تصعد على صهوته ، وصعدت ديم خلفها لكن درة شهقت : تتركيني !
هزت راسها بإيه : السيارة أركبها معاك وأتشهّد تبيني أركب خيل معاك ؟ والله ما أركب
كشرت درة وهي تاخذ الخيل الآخر ، وجات توق خلفها وإبتسمت لديم : وسن بتوصّلك بكره إذا ما تدرين
هزت ديم راسها بإيه : بتوصلني بكره عالأقل أوصل ، تمسكي فيها زين لا تغدرك
جات ورد وهي تناظر قصيد يلي تعدل لودّ الوشاح يلي عليها ووصّتها وسن إن ما تبين إنهم يشوفون إختلافها إنما يعاملونها عادي لجل ما يتعكّر مزاجها أكثر من سؤالهم ومراعاتهم لها ، أخذت الخيل يلي بجنبها وهي تركب على ظهره : يلا
توجهت ود لخيل وخلفها ملاك ، وأسيل يلي أخذت واحد مع جود ولفت ورد أنظارها لقصيد : تعالي معي ؟
هزت راسها بالنفي وهي ترجع إيدها لداخل جاكيتها : بشوفكم أنا ماودي
إبتسمت لثواني وهي تميّل شفايفها لأن حتى العصر وقت أخذوا البنات الخيول هي ما ركبت معاهم : قصيد بلا خوف
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم : مو خوف عيب عليك
هزت راسها بزين وهي تحرك خيلها : تمام يلي مو خوف
إبتسمت وهي تناظر بنات عمامها : إنتبهوا ولا تبعدون
كانت ثواني بسيطة لحد ما إعتلى صراخ البنات على بعض من سبقتهم وسن ، وإبتسمت قصيد وهي ترجع للخلف من إبتعدوا عن أنظارها كثير لكن وقفت من إستوعبت إنها بالخيام لحالها الحين وتلاشى الخوف من تذكرت إن ذياب بالجهة الأخرى وهي تاخذ نفس من أعماقها بترجي لمزاجها المستحيل وإنها كل ما حاولت تتعدل وتخفّ تتعكر أكثر وهمست برجاء : بس تعدل اليوم وبكره ما أطلبك ..
لفت بأنظارها حول الخيام وهي تعدل نفسها ومرعب الشعور يلي تحسّه لأنها تعرف حكايات هالمكان ، تذكر صخبه السابق بأصوات الرجال ورغم إن كثير أشياء متغيّرة على آخر مره جات فيها إلا إنها تجزم هالتغييرات كانت من نهيّان وإستقرت من بعده لأن ذياب مايغير شيء حطه نهيّان ، سكنت من توجه تفكيرها له قبل حتى أبوه وعمامه وعزّت تفكيرها لأن هو الدائم بهالمكان لهالسبب جاء طاريه وتوجهت تمشي وهي ما لمحت الخيل يلي قالت عنه ورد ، الخيل البُني ما شافته أبداً ..
طلعت من خلف الخيمة من سمعت صهيله ووقفت لثواني وهي ما تلمح مكان ذياب وتوقّعت إنه مو هنا وإبتسمت بشبه إرتياح تتوجه لناحيته وهي لقيت جزء من الهدوء والقرار وقت جلست لحالها شوي بدون البنات ، تكّت على بابه وهي تتأمّله لثواني بسيطة ومدت ، وشبّكت يديها على بابه : ما بتذكرني صح ؟
ناظرته لثواني من إبتعد وهي تميّل شفايفها بهمس : تعال يميّ ، أعرفك وإنت صغير وتعرفني وأنا صغيرة ..
_



بارت : 144

-

توجه لصقره من هدوء الخيام ومن سمع صوت الخيول تبتعد وتبتعد معاها أصوات البنات وصار الوقت لجل يطلقه الحين لأن صار له يوم ما فرد جناحه ولا طار بصدر السماء ولا طلع من مكانه والحين بغيابهم بيضمن إنه ما بيطلع من تحت سيطرته والمهم والأهم ما بيفضحه رغم إنه يصيبه الشك إن كون قصيد تذكره أو تميّزه ..
طلعه من مكانه وهو يثبت البرقع عليه من كان بيطير : إهجد وش جاك !
رجع يضمّ جنحانه لأنه ما يشوف ، وناظره ذياب لثواني وهو يمسح على جناحه بهدوء : لا تعاندني ، وإرجع لا مدّيت لك يدي ما ودك تشبّ بيني وبينك بعد
فتح البرقع عنه من سكون الصقر ، ومشى وهو ناوي يرجع مكانه لكن سكنت ملامحه من لمحها عند خيله ويميّزها بدون لا يشوف وجهها ، يميز ظهرها وشعرها ، وقوفها وإنها رفعت إيدها تعدل الكاب يلي على رأسها والواضح إنها تسولف للخيل من كانت تميل راسها ويميل شعرها معاه وصابه شعور ما يقدر يوصفه من وقوفها أمام خيله ، مقارنة الأحجام بينهم وإن إيدها ما تصير ربع وجهه لأنه كبير الحجم وأكبر من باقي الخيول لكن عدم خوفها منه كان غريب عليه ، عضّ شفايفه من صد الخيل عنها بهمس لأنه هو يحاول يصد ما يقدر : غبي
ما كلّت محاولتها وهي ترجع تمشي للجهة الأخرى تقابل الخيل : كلمني ما بتركك لو ما تدري
لف الخيل لناحيتها وهو يضرب الباب برجله ، وميّلت شفايفها وهي تناظره لثواني : ما بخاف منك يعني !
ضرب الباب برجله بقوة أكبر ، ورجعت خطوة للخلف وهي تناظره لثواني وسكنت ملامحها : ما تبيني ؟
لف ذياب أنظاره لصقره وهو مو مستوعب وجودها أمامه وتو يصيبه قليل الإستيعاب وقبل لا يداهمه ويغطي عينه ، فرد الصقر جناحه بدون مقدمات يطير لناحيتها ، فوقها وسكن كونها وهي ترفع عينها للأعلى من الجنحان يلي فُردت فوق رأسها وحامت حول الخيل وحولها ، كان يدور حولها ويقرّب منها يطير من جنبها كل شوي بشكل يرعبها لدرجة إنها لفّت لناحية ذياب لكن ما إستوعبته ، نزل الصقر من إرتفاعه يطير قدامها وما عرفت وش تسوي من ترددها لكن تذكر إن هالمعنى يبي يوقف على يدها وهز ذياب راسه بالنفي : لا تمدين يدك !
وقبل لا تستوعب كلمة ذيّاب هي مدت إيدها وعضّت شفايفها ألم من إستقّر على إيدها العارية بدون دَس يحميها من مخالبه ، توجه لجنبها مباشرة وهو كان بياخذه لكن فرد جنحانه يكرر غضبه بمعرض الصقور ورجعت هي خطوة للخلف مباشرة تبعد نفسها عنه لكنه على إيدها وما إستوعبت إنها بهالخطوة قربت من ذياب أكثر
_


بارت : 145

-

مد إيده خلف ظهرها من رجعت خطوة أخرى للخلف وهو يشتعل من غضبه على الصقر يلي ينفض جنحانه كل دقيقة بتمثيل للقوة يلي لو عصّب ذياب بهاللحظة بيرديه قتيل منها .
رجفت برعب وهي تشوف إيدها إحمرّت مكان مخالبه وتحس بغضب ذياب الشديد عليه وإنه مو قادر يمسك نفسه إنما وده ينزع رأس الصقر من محله ، ناظرته لثواني وهي ما تدري من خوفها وش تسوي ولا تستوعب إنه معاها ، إن ظهرها يلاصق صدره وإيده عليه ونزل أنظاره لها : لا تتحركين !
حاولت وهي ترجف من قربه مو من توترها من الصقر ، ومد إيده على معصمها ورجف كل جسدها لأنه يلمس معصمها غصباً عنه لجل يوصل لمخالب الصقر يتركه يبدّل بين إيدها وإيده ورجفت مباشرة وهي تعض شفايفها وكانت تحاول تمنع نفسها ما تنطق إسمه لكنّها عجزت ونطقت غصب عنها من رجّف الصقر يدها : ذياب !
هز راسه بالنفي وهو ينزل أنظاره لها لثواني وما تقوى إنها تحط عينها بعينه من إرتباكها ، من اللهيب يلي تحسه من إيده يلي تمرّ على معصمها ويلي إستقّرت بجنب مخلب الصقر ولفت أنظارها لناحية صدره ما تقوى تشوف أكثر وعضّ شفايفه وهو يناظر الصقر يلي يتحداه بعينه وما بقلبه شيء غير إنه يحلف ويتوعّده بيرديه قتيل قبل ينتهي الليل .
عضّت شفايفها وهي ما ودها تشوف شيء وحسّت بالثقل يبتعد عن إيدها وشد ذياب على إيدها يرجعها لناحيته من طار الصقر لكن كانت نيته يرجع لها وسكنت ملامحها كلها من إيده يلي تحاوط معصمها ، وإيده الأخرى يلي على ظهرها وهي ترجف من توترها ، ترجف وكل البرد يلي كانت تحسّه قبل دقائق بسيطة تحول للهيب ما تقدر توصفه وحتى ملامحها تحترق من الخجل يلي تحسه ، ترك حذره وترك كل تردده وقيوده وهو يناظر معصمها وما خفت على قصيد نظرته العابرة لباطن يدها وهي تضمها من الرجفة يلي تحسّها لكنه رفع أنظاره لعينها بالتحديد وما كان ضروري يتكلم من رفعت عينها ويدري إن ودها تصرخ من خجلها وخوفها لكن هو ما يهمه الحين ، يهمّه معصمها شديد الإحمرار ويلي جرحه مخلب الصقر جرح بسيط لكن بعين ذياب هو أكبر من عظيم الجروح ولأنه أكبر من عظيم الجروح بعينه هو ما بيتركها تروح مكان ، رجفت لأنها مدت إيدها الأخرى بترجع كُم جاكيتها المرتفع للأسفل وتغطي كل معصمها لكنه مد إيده يوقف إيدها : إتركيه
_



بارت : 146

-

سكنت ملامحه وهو ينتبه للجروح يلي بمعصمها من الأسفل ومباشرة رفع أنظاره لها بذهول وشبه غضب : غيرتي جهة وقوفه ! حركتي يدك للطرف الثاني كيف !
إنتبه لنبرته وهو يمسك إيدها لثواني وعضّ شفايفه يمسك نظرته يخضّعها غصب عنه من كان فوق ألمها رغبتها بالإختفاء لأنها بدون عبايتها قدامه وبدون غطاها ، أخذت نفس وهي ودها تصرخ من الألم يلي وقت شافت معصمها إستوعبته وإستوعبت جروحه وإن الجرح البسيط يلي طمّنها وطمّنه كان آخر جرح وقت قرر إنه يطير ويبتعد ليد ذياب مو يدها ولمحت إحمرار ملامحه ونظراته للصقر يلي يحوم بصدر السماء ويليّ ما تبين شيء غير إنه بيحرقه ويمحيه ، كانت تحس بنبض عرق عنقها من أشدّ ما يكون من توترها ومن إنها تتألم لكنها تكتم وحتى عيونها إحترقت من الإحمرار لكن ما بكت ، ولا بتجرب تبكي نهائياً لأن فيه قهر العالمين وتعرف هالشيء بدون ما تتجرأ ترفع نظراتها له وما تدري لو بكت وش ممكن يتصرف ويسوي ووسط سكونها ومحاولاتها للإدراك كان يحترق جوفه كله من ما طاعته عينه ورجع يناظرها ما يكتفي بمعصمها : يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تنزل أنظارها لمعصمها ، لإيده يلي تمسك كفّها وإيده الأخرى على طرف جاكيتها المرفوع وتركها وهو يأشّر على مكانه : إجلسي
هزت راسها بالنفي وهي تناظره لكن ما كان منه كلام وهو يبتعد لسيارته ، رفعت إيدها الأخرى لعيونها مباشرة يلي بمجرد إبتعاده سمحت لدموعها تنساب بدون مقدمات وهي تمسحها وتوجه ذيّاب لسيارته وهو يوقف لثواني بجنبها ، أخذ نفس من أعماقه من توتره وإن نظره مو جالس يطاوعه ويصدّ عنها إنما يقطّعه لجلها وهو من وقت لمحها لحد ما صارت بهالقرب منه ما يدري هو بأي أرض ولا يدري إن كان بالأرض أصلاً ، أخذ يلي يحتاجه من السيارة وهو يرجع لناحيتها وعضّ شفايفه يمسك غضبه من الصقر يلي يحوم بالسماء للان وسكن وهو يشوفها ترجع شعرها للخلف والواضح إنها بكت بمجرد ما إبتعد والحين تحاول ترجع توازنها لكن ما يخفى إحمرار ملامحها من البكي عليه ، لفت أنظارها له من جاء يمّها لكن تركها الصقر تفز من رجع يخفض إرتفاعه يقرب منه وعضّ ذياب شفايفه يمد إيده خلف ظهرها بهدوء : ما بيقربك
ما رفعت أنظارها لناحيته من مسك إيدها لكنّها هزت راسها بالنفي بهمس : برجع للبنات ، وَسن تعـ
قاطع كلامها وهو يدري إنها بتقول له وسن تعرف للجروح : ما يهمني إن كانت تعرف ، يهمّني من جرحك وبجنب من ..
رجفت إيدها ، وناظرها بهدوء : ولا يصيبك الخوف مني إنتِ بنت أصول ، وأنا مالي بالطرق الملتوية درب
ما كان منها كلام وهي تشوفه خضّع أنظاره لمعصمها يمسحه بالمُطهر ، ويضمّدها وما
_



بارت : 147

-

وما تدري وش يسوي أكثر لكن الواضح إنه يعرف أكثر من وسن بكثير أو هي ما حسّت بشيء لأن خوفها وإحراجها منه أكبر من ألمها ، قرب الصقر منها من جديد ولمح ذيّاب خطوتها يلي كانت بتقرب منه لكنّها تجمدت ، كانت بجوفه كثير الأسئلة لها وهي كان ببالها لكن عن الصقر ، هو الصقر يلي كان بالمعرض ومستحيل تخطي فيها لأنها حسّت برعب ما تتصوره منه ولأنها تذكر إيده يلي إستقرت خلفها بسببه وجمّعت جزء من شجاعتها : نفس الصقر ؟
ما كان منه الجواب الصريح إنما ناظرها بهدوء : ما بيبقى له وجود
تغيّرت نظرتها وهي ما تقوى تقول له كلمة أكثر ، وترك معصمها بعد ما إنتهى وما خفت عليه نظرتها يلي سرقها هو وقت نطق إن الصقر ما بيبقى له وجود ، نزل الصقر على الأرض قدامهم يجمع جنحانه ، ورجع خطوتها للخلف من طار يقرب منها لكن إيد ذياب منعته ، رجعت للخلف وهي تطلع جوالها من جيبها الخلفي وسكنت ملامحها من كان أبوها وناظرها ذياب : ردي
هزت راسها بالنفي وهي ما تبي تقول له الكلمة من توترها وكمّل : إما تردين عليه وإلا رديت أنا
أخذت نفس تعدل نبرتها لأنها متأكدة بمجرد ما يقول لها حيّ بنتي بتهلّ دموعها ، وبالفعل ردت وبمجرد ما لمست إبتسامته ونطق بـ " حيّ بنتي " نزلت دموعها ورفعت إيدها تمسحها مباشرة : يا أهلاً
عضّ ذياب شفايفه بقهر مباشر إنها بكت وهو يمسك الصقر يلي جاء بجنبه يغطيّه ببرقعه ويشيله ، وردت على أبوها يلي يسألها عن الفروة يلي بسيارة فهد : إي حقتي
تنهّد تركي من أعماقه وهو يسكر باب السيارة : يابنتي برد البرّ ما يمزح كيف تنسينها ! تبيني أجيبها لك طيب ؟
هزت راسها بالنفي وهي تعض شفايفها : مافي برد متدفين ما أحتاجها ولو بردت البنات معاهم فروات
حس تركي إنها تبي تنهي الحوار وهز راسه بزين وهو يتنهد : الله يهديك يابوك تدفّي زين بس لا تتعبين عليّ
إبتسمت وهي تهز راسه بزين : ما بتعب إن شاء الله
مر من خلفها وهو يترك فروة على أكتافها ويكمّل طريقه لمكان الصقر وقبل لا تتكلم ردّت بعدم إنتباه على ورد يلي إتصلت عليها : هلا
إبتسمت ورد : خذي خيل وتعالي ، لازم تجين ضروري المكان مو عادي
هزت راسها بزين بتوتر وهي ما تدري المكان وين : جاية
قفّلت بدون مقدمات وهي ودها تمشي من عنده لكنه نطق : لا تطلعين من الخيام
هزت راسها بالنفي وهي تتمنى ما يلتفت لناحيتها : بروح عندهم
لف لناحيتها مباشرة وهو يعضّ شفايفه : هم يجون عندك ما بتطلعين لحالك
ناظرته لثواني وهي ما ردت إنما أعطته ظهرها تمشي بعيد عنه ، وضرب بيت الصقر يلي إنتفض من قو الضربة بغضب لأنها زعلت ومو صعب عليه التمييز وهو زعّلها مرتين للآن : بوديك
_


بارت : 148

-

ما رجعت أنظارها له وهي تحاول تمسك نفسها ، ترجّع الحدود بينهم لأنها تستوعب كل شيء صار وكل شيء من أثقل ما يكون عليها وبنفس الوقت هي أبعد ما يكون عن الحدود مثله ، المُطمئن بالموضوع إنه يغضّ بصره كل ما قدر والأكثر إنها أعطاها العلم هو ماله بالردى شيء ، وهي بنت أصول ما يليق فيها الردى ولا يصير لها ..
سكنت ملامحها بإستيعاب من لمحت إنه طلّع خيله من مكانه وترك السرج عليه ، وهزت راسها بالنفي مباشرة لكنه نطق قبل تعارضه بدون ما يلف أنظاره لها : يدّل دربه وإن صرتي على ظهره ما يرميك ، ولا يبعدك عنه
ما رضيت بداية لحد ما مشى الخيل لناحيتها ، وتوجه ذياب جنبه من كانت بتنزل فروته : إتركيها
هزت راسها بالنفي بإرتباك : البنات بيعرفون
عضّ شفايفه لثواني بتمالك لصبره ، وحدّه وهي تتوقعه ما يحسب حساب شيء : وش يعرّف البنات بفروتي ؟
ناظرته لثواني وبنفس الوقت كانت عينه تجاهها ورجعت لبالها بدون مقدّمات وقت نزع الشوك من إيدها وقبّلت هي خده تعبيراً عن إمتنانها ولأوّل مرة تجرب شعور إنها تختنق من الخجل ، قربت من ناحيته وهي تناظر الخيل وسكنت من مد إيده وهي تناظره لثواني وبعد تردد ما طال مدت طرف إيدها تمسك إيده ، تشد على باطن يدّه وتصعد على ظهر الخيل وسط إرتباكها من كل شيء تحسه ولأول مرة يحسّ ذياب بقوة كلام نهيّان عن مكان قلبه وإنه بباطن إيده ، ردت على ورد وهي تحاول ما تبين إرتباكها من شيء رغم إن ودها تصرخ ولا يكفيها الصراخ أساساً من التوتر يلي تحسه وشدّت على اللجام من تحرك الخيل وإبتسمت ورد : سمعت صوت الخيل تطمنت إنك جاية خلاص ، يلا لا تطولين وبتشوفينا على طول بس سميّ بالله وإمشي
سكرت وهي تلف أنظارها لذياب يلي يتأمل خيله ، وطلع قبلها بدون كلمة أخرى لكن سكنت ملامحها من طلع الخيل يتبعه ولا يمشي بأمرها هي إنما خلف ذياب يلي وسط مشيه إنحنى ياخذ عكاز تتوقع هو لمن يكون ورق قلبها مباشرة ، لف أنظاره وهو يشوفها رفعت طرف الفروة تتأمل ضماد معصمها : يوجعك !
هزت راسها بالنفي وهي ترجع الفروة عليه ، ورجع بخطواته لناحيتها : شديته ؟
هزت راسها بالنفي وهي ما ودها ترتبك أكثر : لا
ما تكلم وهو يسمع صوت سيارة من ناحية الخيام ، ومشى يقرّب لها نصف المسافة من حس بإرتباكها إن البنات موجودين ومن كانت كل نظراتها لإيديها يلي على لجام الحصان وتركها من صارت أصوات البنات واضحة له ، أخذت نفس وهي متأكده إنه خلفها ولو إلتفتت بتلمحه ولهالسبب هي يرجف كل جسدها ما ودها تلتفت ، قربّت من البنات ورجعت تلتفت وهي تشوف ظهره لأنه مشى بمجرد ما تأكد إنها حولهم ، نزلت من على ظهر الخيل وهي تمسك لجامه تتـ
_



بارت : 149

-

تتركه عند باقي الخيول ، ودخلت لعند البنات يلي تعالى صراخهم مباشرة وعرفت إنها كانت موضوع رِهان عندهم وإبتسمت وسن بإفتخار : قلتلكم ذيبة قصيد تجي ما تخاف من شيء ، يعرفها برّنا ما يضيعها ولا تضيّعه
إبتسمت ود : برّكم صاحب وفاء لو يعرفها من كم زيارة
هزت ورد راسها بإيه وهي تتأمل الفروة يلي عليها : إي ما ينسى ، راعي أصول وخيامنا مثله ما تنساها ولو إنها كانت تموت على الكويت ولندن أكثر منه بس يحبها ..
إبتسمت ديم وهي تشوف مزاج قصيد شبه متغيّر للأفضل الواضح : سعد عينه غيّر مزاجك
رفعت قصيد أنظارها لها ، وإبتسمت وسن بإستغراب : وش صار لك إنتِ بكيتي ؟ فيك شيء متغير ؟
هزت راسها بالنفي لإنها خافت من نطُق ديم " سَعد عينه " وما تدري ليه حسّتها تقصد ذياب مو البر لكنها رجعت تهدي نفسها إن محد يدري وش صار ، ولا بيدرون مستحيل يكون لهم العلم والموقف أشخاصه هي ، وذياب والصقر يلي بيلقى حتفه وهذا شيء أكيد وخيله يلي بجنبها ، عضّت شفايفها وهي تتشفّق على الصقر بشكل ما تقدر تقوله وما قدرت تنطق لذيّاب إن لا يمحيه لأن بأي حق ، بأي صفة تطلبه وهو صقره ماهو لها وسكنت ملامحها بإستيعاب إنه إختار هالصقر بالذات من بين كل الصقور يلي كانت بالمعرض وهزت راسها بالنفي مباشرة لأن الكون ما يدور حولها ، كون ذياب نفسه ما يدور حولها ومستحيل يدور ..
لفت ملاك لملامحها يلي كل ثانية تتلون بالأحمر وتلمح تواريها عنهم بهمس : فيك شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي ، وناظرتها ود : معي بنادول بالشنطة
أخذت نفس وهي تضم طرف كم الفروة بإيدها بهمس : مو مصدعة بس ليش تداروني كذا ؟ مو عوايدكم
جلست أسيل بجنبها وهي تناظر الفروة يلي عليها : قال لي عدي فروتك بالسيارة ، لقيتي فروة بالخيام ؟
ما نطقت الكلمة وهي تحس توتّرها صار واضح لهم كلهم ، وإبتسمت ورد : إي كل خيمة فيها فروة ما ينخاف عليكم من البرد عندنا لو قلتوا لهم ما تبرد وهي يمّنا
هزت راسها بإيه وهي تعدل الكاب يلي على راسها ، وأخذت نفس من قامت وسن تفضّ كلامهم : يلا مشينا
قامت قصيد وهي تعدل نفسها ، تمسك زمام أمرها وكتمانها للي صار كله لكن ما طال من شهقت توق بذهول وإعجاب : خيل ذياب !
شهقت وسن وهي تعضّ شفايفها : ياويلك مني ياقصيد قلتله محد بيقرب خيله كيف رحتي له !
إبتسمت ورد وهي تصعد على خيلها : يحق لبنت الشاعر الليّ ما يحق لغيرها ، سمعت أبوي يقول لأمي هالشيء قبل كم سنة وشكلك نفّذتيه الحين ياقصيد ويحق لك
سكنت ملامحها ليش عمها حاكم يقول هالشيء ، وإكتفت بإنها تبتسم وميّلت درة شفايفها بتساؤل : …
_




بارت : 150

-

وإكتفت بإنها تبتسم وميّلت درة شفايفها بتساؤل : يخوفني هالخيل حجمياً وعصبية وكل شيء لأنه ما يرضى لكن السؤال كيف صعدتيه ؟ وكيف وثقتي فيه ماشاءالله
إبتسمت بخفيف وهي تناظرها وتمسك نفسها لأنها لو وضح عليها أبسط شيء ما بيبقى لها سر ولا ثقل ولا بتبقى لها خطوة ما تتوه وهي تخارجت من الفروة والخيل شوي باقي موضوع صعوده : ساعدت نفسي ما يجي ؟ والحين لو بتساعديني ما بقول لا
-
رجع للخيام وهو ما يشوف السيارة يلي سمع صوتها وشد على العكاز يلي بيدّه وهو ينادي : ولـد !
دار حول الخيام لثواني بسيطة وهو ما لقى أثر لأحد أبداً لكنه ينادي باقي لأنه سمع الصوت متأكد أكثر من إسمه وماهو الراعي ولا أحد من العيال لأن السيارات ماهي موجودة ، كانت ثواني بسيطة لحد ما تعدت السيارة من جنبه وسكنت ملامحه من أصواتهم لأنه يعرف متى الإنسان يكون طبيعي ومتى لا وما طرى على باله شيء غير إن البنات بعيد عنه ، توجه للخيل الآخر وهو يركب على ظهره وطلع من الخيام مباشرة للسيارة يلي وقفت بنص الطريق بينه وبين البنات : من إنت
فتح طرف شباكه وهو يناظر ذياب لثواني ، وتلثّم ذياب وهو يدري إنه مو طبيعي من نظرة عينه وإحمرارها وشدّ على لجام خيله يوقفه بجنب السيارة : إرجع دربك
هز راسه بالنفي بسخرية : لا صار البر حلال أبوك رجعت
إبتسم ذيّاب بسخرية : وش السم يلي مدخّله بجوفك أنا ما عندي علم لكن تدري وش العلم يلي عندي ؟ إما ترجع دربك ومن وين ما جيت وإما رجّعتك بنفسي
ضحك بسخرية وهو يناظره ، وحرّك بعيد عنه شوي ومباشرة رجع ذياب بخيله لناحية قريبة من البنات وهو يغض أنظاره ونطق : بنت !
لفت ورد لناحيته بإستغراب إنه جاء يمهم وبإرتعاب بالمعنى الأصح من نبرته وحدتها : سم !
كان يكلمها وهو ما يناظرهم أبداً لأن كلهم على الخيول ولف خيله للجهة الأخرى : إرجعوا للخيام لا تطلعون منها
هزت راسها بزين بإستغراب : راجعين الحين فيه شيء ؟
ما كمّل وهو يشوف السيارة رجعت تحوم بالجهة القريبة منه وعصّب مباشرة وهو يبتعد عنهم لناحية السيارة ، سكنت ملامح ديم وهي تشوفه راح للسيارة البعيدة : بنات يخوف ! يتركهم بحالهم ليش يروح لهم
هزت ورد راسها بإيه وهي تشد على خيلها ووصلتها أصواتهم : الأكيد إنهم مو طبيعيين وما يبيهم يقربون هنا ، رجعنـا
ناظرتها توق لثواني بخوف : لو يأذونه طيب !
لفت ديم أنظارها لتوق بضحكة : توق ترى باقي لي هالقد وأشك إنك تحبينه من بعد ما شافك وإنتِ حالك مو حال
ضحكت درة وهي تتفحص ملامح توق : لا تخافين الذيب ما يصير له شيء بأرضه ياماما لا تخافين
_






-

سكنت ملامح قصيد كلها لأنها بمجرد ما سمعت صوته إنخطف لونها ، إنخطفت هي كلها من كونها وما حسّت إلا باللهيب يلي هدّته برودة الجو وغيابها عنه لوقت مع البنات يرجع يسري بكامل جسدها بشكل خافت إنه يبين على ملامحها ، بالقوة رفعت نظرها عن باطن إيدها وهي تجبره ما يتوجه لناحيته رغم همساتهم وكلامهم يلي هي ما تستوعبه أبداً ، تبعت البنات للخيام وهي تحس مالها طاقة ولا قدرة إنها تبقى معاهم أكثر وتُكشف أكثر وكل دعواتها من وقت صحوتها للآن تحسّها بمهب الريح ما جات بصالحها أبداً ، نزلت ورد عن خيلها وهي ترجع للخلف تتطمّن على أخوها يلي ما تشوف له أثر وتوجهت لناحية خيمته ممكن يكون رجع وهي ما تدري عنه ، طلع من داخل الخيمة وهو ينادي ويوضح توّتره على نبرته ونداه : ذياب ياولـد !
شهقت مباشرة وهي ترجع للخلف ، وسكنت ملامحه وهو يصد بأنظاره مباشرة وتلثّمت ورد لكنه سألها بدون مقدمات من حس إنها جاية تدوره : ذياب وينه !
عضّت شفايفها من التوتر يلي سرى بكل جسدها بدون مقدمات وهي حتى الحروف نسيت ترتيبها وكيف تتكلّم : بتسمع صوته لو طلعت من الخيام
-
رجفت قصيد وهي تسمعهم يتطارون إسمه لكن الحين يهمها شيء واحد ، يهمها إنه يرجع لأن تحس بشعور غريب بجوفها ما تقدر توصفه ولا تقدر تخبيه وبالفعل قامت تبتعد عنهم وتوقف قدام خيله يلي ما صدّ عنها هالمرة وإبتسمت بتوتر تهمس له : صرت تبيني الحين ؟
مدت إيدها لوجهه لثواني وهي تحاول ما تفز ، وما تبيّن رجفة جسدها لأحد ورجعت ورد يلي كل ملامحها مخطوفة بشكل وتّر قصيد : شفيك !
هزت ورد راسها بالنفي بتوتر وهي ترفع إيدها لجبينها ، وتغيّرت ملامح قصيد وهي كانت بتسأل عن ذياب ما بتمنع حروفها لكن سبقوها بنات آل سليمان بأسئلتهم عنه ، مضمونها ذياب وإن إختلفت صيغهم وأخذت ورد نفس تهدي الرجفة يلي وضحت على عينها : نصّار راح له
ناظرتها وسن لثواني ، ورجعت قصيد أنظارها على الخيل يلي قدامها وهي تعض شفايفها لثواني وتمسك نفسها لكن قرر عقلها يستوعب جملة وحدة نطقتها ديم لتوق
" بعد ما شافك " وسكن كونها كله بإستيعاب إنه شاف توق وعضّت شفايفها تدارك نفسها وأفكارها لكن كان منها العجز الشديد وهي تذكر المؤتمر إن توق هي يلي رفعت صوته ، إنها كانت أكثر المنسجمين معاه والحين إنه شافها وما تدري بأي موقف شافها وسكنت ملامحها تتأمل خيله لثواني ورجعت للخيام تجلس بمكانها بدون ردة فعل أخرى لكنها تحس بشعور بقلبها من كثرته ودها تبكي منه ، أخذت نفس وهي تشتت أنظارها للمدى وعقاباً لنفسها ما لفت أنظارها لباطن يدها أبداً لكن كان عقلها يزوّد عذابها بكل الطواري ، بكل النظرات وعضّت ..
_


بارت : 152

-

بكل النظرات وعضّت شفايفها تطلع من عندهم ويخوفها إنها مو قادرة تجلس بمكان ، يخوّفها عدم الإستقرار يلي صار بداخلها والشعور الليّ ودها تنزعه من داخلها وترميه ..
-
عدّل خيله وهو يناظره لثواني من كان يتحداه بنظراته ، ومن أشّر له بسخرية يبين له إن هالمدى كله له ولا لذياب الحق بإنه يقول له الحرف ، يتحدّاه بعينه وطقّ بأعصاب ذياب من لف يناظر تجاه خيامه وحلاله
" وإن بغيت خيامك دخلتها ولا تقدر تقول لي الكلمة "
إبتسم بسخرية وهو يشد على لجام خيله من زحمة المشاعر بداخله يلي يعرف إنها ما بتترك له قَرار بأرضه ولا حول يستجمع فيه نفسه : ورّني كيف تدخل حدودي
نزل من خيله وهو يناظره ومد إيده لجيبه وده ياخذ هويته يشوف هو من يكون لكن مد هالشخص يده على إيد ذياب يمنعه بغضب : تعقب !
ناظره ذياب لثواني وهو يحاول ما يكفر فيه لكنه بدون مقدمات هشّم أنفه من جرب يشتمه : لا أدفنك هنا !
إبتعد عنه وهو يستغفر ولا يبي يشوف حتى هويته لكن نزل هالشخص يجرّ خطاه وحاول ذيّاب يغض الطرف عنه لأنه مو طبيعي لكن ما طالت محاولته من مد إيده يلمس كتف ذياب يصرخ فيه ، ركض نصّار يلي كان يدوّره ويسرع بخطاه بذهول وهو يمسك ذياب يبعده ، وصرخ هالشخص بعالي صوته يترك قلوب البنات تتحرّك من محلها من قو صرخته والغضب يلي وصل لمسامعهم ، شدّ نصار على كتف ذياب بذهول من طاح هالشخص عالأرض لكنه باقي يسولف ، باقي يسب وحسّ إن ذياب يشبّ ما يهدأ وهالشيء مو عادته أبداً لأن ياما مرّوا عليه ناس يستفزونه ، مروّا عليه الموصاحيين والليّ لهم بالدروب الخفية ويختارون البر ستر لهم من الناس لكن مو ستر لهم من ربّ الناس ، تفل ذيّاب من غضبه : والله إني لأصير سمّ أشد لك من يلي تتعاطاه والله
سكنت ملامح نصّار كلها من غضبه المجنون : ذياب !
ترك صاحبه وهو يبعد عنه مسافة كافية يجمّع فيها نفسه ، غضبه المجنون واللامتناهي لأن تفكيره مو معاه إنما بيدّها وغيضه من الصقر وجاء هالشخص يكمّل عليه يفجّر آخر قدرة له على التماسك والكتمان ، جلس نصّار سكر نصّار سيارة هالشخص وهو يرميه بداخلها وكان ذهوله من الإثنين يلي بالخلف كمان لكنهم ما يحسّون بشيء من الدنيا نايمين وحالهم مو بعيد عن حاله ، سكر جواله لأن مو أول مرة يطيحون بأشخاص مثله وعادة ما يحتكّون معاهم إنما يبلغون لكن هالمرة لقى هالشخص نصيبه على يد الذيب ما قصّر فيه ، وبيلقى باقي نصيبه بالمركز وإهتمام نصّار الحين مو فيهم ، إهتمامه بصاحبه يلي ترك حتى الخيل خلفه يمشي للخيام ..
-
سكنت ملامح ورد وهي لمحته يمشي لناحية مكانه من خلف الخيام وبالمثل قصيد يلي رفعت نظرها للمدى لكن
_



بارت : 153
'
-
لكن لمحته بشكل غيّر توازنها كله من الغضب يلي لمسته حتى بدون ما تشوف عينه ولا تشوف منه شيء غير مشيته وهيئته بدون ملامحه ، خضّعت أنظارها لباطن إيدها ووقفت ورد تتوجه لمكانه : ذياب
رفع أنظاره لمجيئها وهو ياخذ عكاز جده يلي تركه قبل شوي لجل يلحق السيارة مع الخيل : ما به شيء إرجعي
ناظرته لثواني بتفحّص ، وقرب لناحيتها بهدوء : روحي يمّهم نصار جاء ، لا تقربون هالطرف
هزت راسها بزين وهي تناظر إيده يلي تشد على العكاز وما خفى عليها لونها شديد الإحمرار لكنها سكتت بدون سؤال وهي ترجع عند البنات وقبل لا يسألون كان منها طمئنة لهم : مضيعين دربهم ياتوق ودلّهم
رفعت وسن حواجبها بعدم إعجاب وهي ما صدّقت : دلّهم بطريقته الذيب يعني الله يعزه
ردت على مكالمة أبوها وهي توقف بعيد عن البنات ، وقامت قصيد تدخل الخيمة لأنها ما تتحمل جلسة يُذكر فيها إسمه كل دقيقة وتبقى هي بتوازنها وصابها قليل الإرتياح من لمحت الفروات يلي بطرف الخيمة لأنها شكّت بكون ورد تراوغ وأكيد تعرف فروة أخوها لكن صابها الإطمئنان شوي من لمحتها ، هزت ورد راسها بالنفي : والله كلنا بخير بس قبل شوي جات سيارة ومشّاهم ذياب ما فيه شيء ، نصّار عنده أصلا لا تخاف
رفع حاكم حواجبه لثواني : مشّاهم بأي طريقة
عضت شفايفها بتردد وهي ما تعرف كيف تقول لأبوها إنه عصّب بدون لا يفصل ويخاف عليه وعليهم وقررت تاخذ فرصتها : بطريقة ذياب ولد حاكم ؟
شد على قبضة إيده مباشرة لأنه توقع ، أو تأكد أكثر من إسمه من وقت قالت مشّاهم ذياب هو بأي طريقة مشاهم ولأن الوقت متأخر يتوقع نوعية السيارة يلي مرّت بدون لا يسأل : وأخوك بخير وإلا به شيء ؟
عضّت شفايفها لثواني من نبرة أبوها يلي تبغضها أكثر من كل شيء لأنها تكشف روحها مو بس تسألها : لا تحقق معي أعرف بدون ما أجاوب بتكشفني ، ما به شيء ولا جرح ولا دم ولا أي شيء بس يده حمّرت والسبب تعرفه
أخذ نفس وهو يهز راسه بزين : إنتبهي لنفسك وللبنات
سكّر وتنهدت ورد من أعماقها وهي تمشي لناحية البنات وعضّت قصيد شفايفها وهي ما بتكتفي بكونها تبي تبعد عن البنات بس ، هي تبي تبعد عن البرّ كله لأنه كثير عليها بشكل ما تقدر توصفه ، ما تقدر تعبّر عنه بصراخ ولا بكي ولا حتى حروف ولا خلوة بسيطة مع نفسها ترتب فيها بعثرتها والمشاعر يلي تحسّها لأنه مو شعور واحد هي توالت عليها المشاعر شعور وراء الثاني من الإرتعاب والخجل والإحراج والألم وحتى شبه غيرة أو غيرة تامّة هي ما تعترف فيها لحد آخر شعور حسّته بهاللحظة ، شعور الخوف اللامُتناهي من الأشخاص ، من مشيه لمكانه ومن همس ورد الأخير لأبوها إنه بخير لكن …
_




-

لكن يده تلّونت بالأحمر والسبب ما ودها قصيد تفكر فيه ولا ودها يطري عليها أو تتخيله أبداً لأن يكفيها الإرتعاب يلي حسّته منه ومن الصقر والحين عليه ، هالكم من الخوف كثير على مشاعرها وما كان خوف لوحده إنما مع مليون شعور تهدّ فيها كل حيل وكل تماسك ترتجيه . رجع الصقر لبالها ، حومه بالسماء وشكله المُهيب وقت يستّل جناحه ويرقى للسماء وإبتسمت من طرى أبوها على بالها لأن لو حصل وطار صقر قدامه ما بيتغنّى إلا بـ
" ستّل جناحه ثم حام ، يَرقى على متن السماء " المكتوبة بأوراقه وما تخفى على أبوها أشعار الفيصل ويلي هي تعرفها منه ، تعرف ستّل جناحه ومعناها منه ومن أوراق أشعاره يلي بكل ورقة شطر يكمّل ورقة غيرها وتتعب من هالضياع لكنّها تحبه لأن لعبتها المفضلة وقت طفولتها وللآن ، تكتشف أشعار أبوها المفرقة بأوراقه ترتّبها وتطلع لها كامل القصيدة ويبتسم ، يضحك لها " ما يخفى على قصيدي كمالة القصيد " وإن غلطت جمعت قصيدة مع قصيدة ثانية يبتسم ، يبيّن لها إن كل القصايد والأشعار بترتيبها وبرؤيتها هي تصير صح وإن ما كانت مقصد كاتبها وشاعرها ولا سطوره ولا حتى نيّته ..
طلعت وهي تشد الفروة عليها من البرد وحتى وهي كانت بتنزعها من النار يلي حسّتها بجوفها إلا إنها ما قوت تركها وسكن كونها من الشعور الغريب يلي تحسّه لأن هي ما يوسعها المكان يلي فيه غيرها ولا تتقبّل شيء ممكن يصير لغيرها لكنها مو قادرة تنزع فروته وتصدق رميهم إن توق تحبه وإنه شافها وأخذت نفس وهي تجلس بينهم وتعب حيلها من المقاومة والجهاد يلي جاهدت نفسها فيه بإنها ما توضح شيء حتى لنفسها وقلّ نومها يأثر بشكل غير عادي عليها فوق قلّ النوم أفكار مالها حدّ
-
جلس بمكانه وهو ياخذ نفس من أعماقه ، وجنّت كل أفكاره من كل إتجاه لدرجة إن صدره يغلي من قو القهر يلي يحسه ومن الأفكار يلي تتوالى عليه من كل مكان وتذكّره إنه مسك معصمها ، وبمعصمها الآخر إسوارة الغالي مثل ما يقولون عنه ولف أنظاره لباطن يدّه يلي لمسته ، شدّت عليه تهز كل خطوة ثبّتها قبل كم يوم وتهدم كل همسة همسها لصقره بإن لا يسرق العمر منه دام قلبه مع غيره لكن الحين ما يرضى بقلبها لغيره ولا يتصّور ، ما يقدر يتصّور وهي كثيرة هدّت كل حيله تضيّعه ولا يرضى بغيرها تجمّعه وترد فيه قرار روحه ..
لفّ نصار أنظاره لصاحبه وهو يجهّز الدلة يلي قدامه لجل يحطها عالجمر ويسوي قهوته : قل لي وش فيك
لف ذياب أنظاره لثواني وهو وده يشرح له عظيم الإحتراق يلي يحسّه بصدره ولا يقدر يخبيه وعضّ شفايفه لثواني يصوّر حاله وحال النار يلي بصدره وقوّتها : لو أركي الدلة على صدري فاحت يانصّار
_



_ بارت : 155

-

ناظره نصّار لثواني من ما كان لصاحبه طاقة كلام أكثر لكنّه نطق بجملة تبيّن له مقدار النار وشدّتها بداخله ولا وده يسأل عن السبب ، رجع يدّه لخلف راسه وهو يتلثّم بشماغه ولمح نصّار إيده يلي تمر على عكاز جده وعرف إنه يحتاجه يدّله لدرب لكن السؤال من توّه الذيب بوسط أرضه ، من ضيّعه لهالقد ومن هزّ ثباته ما يدري ..
ميّل شفايفه وهو يوجه أنظاره لنار الجمر قدامه وما أعطى لنظرته مجال تطغى على عقله لأنه لو يدري بشيء وحيد هو إنها بنت الفريق يلي لو فكر فيها بتهلكه وبيدري الفريق بتفكيره ويهدّ حيله ولا وده ينهدّ له حيل وتفكيره بهالوقت بصاحبه وحيله ، صاحبه يلي متلثّم يواري نفسه ويتأمل المدى حوله لكن توّجهت أنظاره لصقره يلي بمكانه وتغطي عيونه برقعه وتذكر نظرتها بدون مقدمات ، سؤالها وجوابه يلي سَرق نظرتها كأن كان ودها تمنعه عن الصقر لكن تراجعت عنه وعضّ شفايفه لأن صارت القيود تهلكه هو وده يعرف وش بخاطرها ولعلّه تعوّد الوقت القليل يلي مضى وهي بجنبه لدرجة إنه يبيها حتى الحين جنبه لكن ما يحصل له ، ما بيحصل له ، شدّ على عكاز جده يثبت نفسها وشعوره وقام نصّار للجهة الأخرى يرد على جواله وثبّت ذياب أنظاره ما يلتفت وهو يسمعهم ينادون بإسمها يلي ما يجرّب ينطقه وقام من مكانه يبعد لأن ما وده يسمع الأكثر ولا يشوفه ..
-
لفت أنظارها للخيام الخالية وخلوّ المكان من الأصوات من شدة الهدوء وهي ما تدري كيف مسكت نفسها وحيلها لهالوقت مع البنات يلي يسولفون ما وقفت سواليفهم إلا قبل قريب الساعة تقريباً وقت صار لازم يجمّعون أغراضهم ويمشون لأن وصل البرد لأشدّه وإنتهت منهم كل طاقاتهم والحيل ، لفت أنظارها لبنات عمامها يلي توجهوا لسيارة فَهد ، وسن يلي جاء زوجها ياخذها وورد يلي جاء خالها بتّال ياخذها وبتاخذ توق ودُرة وديم وجود معاها ومن كلامهم عرفت إن ذيّاب بيبقى يومه هنا ما بيرجع للرياض وتوجّست ما تنكر هالشعور ولفت أنظارها للخيام خلفها ، لأماكن جلستهم يلي كانت تضجّ بالأصوات قبل شوي والحين من هدوئها موحشة وما تتخيّل شعور ذياب يلي دايم بهالمكان الخالي وعضّت شفايفها لأن مالها حيل ولا طاقة لكن باقي تفكر فيه ، أخذت نفس وهي تمد إيدها لأطراف فروته وتوجهت لخيله يلي صد عنها مباشرة وإبتسمت بخفوت لأنها بتترك فروته عليه وهمست : بترك فروة صاحبك وما بتشوفني مرة ثانية لا تخاف ..
سكنت ملامحه من همسها لخيله " ما بتشوفني مرة ثانية " ومن مدت إيدها لأطراف فروته تبعدها عن أكتافها بتنزلها وصد أنظاره بهدوء : لا تنزلينها
_



بارت : 156

-

كان يغضّ بصره ، يغضّ عينه ويجاهد نفسه يتمنى يتجمّل بجهاده وما يرفع أنظاره لها لأن قلبه ما يتحمل شوفها أكثر وسط الحدود والقيود ، يغضّ وكل مافيه يبي يلتفت بشكل يعصّبه من نفسه هو ما تعوّد يكون لنفسه عليه سلطان إنما تعود يعرف يمسك زمام أمره وأعصابه وشعوره بكل المواقف ، عضّت شفايفها وهي تهز راسها بالنفي ولا لها حيل حتى صوتها شبه إختفى من البرد والإرهاق يلي تحسّه : بتركها هنا
كان يخضّع نظره ولمحت هالشيء من شدته على إيده ، وسكنت ملامحها من كانت للآن تكتسي باللون الأحمر وهذا دليل إنه تجرّح مو بس جَرح وضَرب ، نزلت أنظارها مباشرة من رفع عيونه لها وإنتبه إنها تطالع بيده ، وعضّ شفايفه يشتت عينه للخيام : لا تتركينها هنا ، ولا تنزلينها
ما قوت تقول الكلمة من وجّه نظرتها لها لكن هي ودها تنزلها ، ودها تتركها هنا لأن وجوده هو لوحده بتفكيرها يهلكها كيف لو كان معاها شيءّ يخصه كل لحظة والثانية تشم فيه عطره وتحسّ بوجوده وجمّعت آخر نقاط جرائتها وحيلها تسأله عن الصقر : بتمحي الصقر ؟
ناظرها لثواني وهو لمس بعينها رغبتها إنه ما يُمحى ، وهزت راسها بالنفي تمد إيدها للفروة لكنّه شد على إيده يناظرها بشبه غضب : إتركيها لجل البرد ماهو عشاني !
هزت راسها بالنفي وهي تعضّ شفايفها تحاول ترجّع حروفها لكنها همست وسط خوفها من ما قدرت تكتمها أكثر : لا تقتله
رفع أنظاره لها لثواني وهو يحسّ بإحتراق بجوفه ما تقدر حتى هي تتصّوره لأنه يستوعب كلمتها لخيله ما بيشوفها ثاني والواضح تقصده حتى هو مع خيله وما يرضى بهالشيء ، ما يقدر يرضاه وحتى هو عقله يطقّ من قل نومه وإرهاقه لكن ما يقدر يفكر بشيء ولا يقدر يمسك حده ما يناظرها أو يقدر يعاملها بالهدوء ، لفّ يعطيها ظهره ونزلت فروته من أكتافها من عرفت إنه ما بينفّذ طلبها وبيقتله وتوجهت للخارج مباشرة ما تبي الأكثر ولا تقدر عليه وهي ودّها تسافر أبعد مدى من الأرض من كثر المشاعر يلي تحسّها وإن لآخر لحظة كان لهم لقاء ..
دخلت السيارة وهي تسمع فهد مروق ويدندن ونزلت أنظارها لباطن يدها مباشرة ما ودها تسمع شيء ولا ودها تتكلم ولا ودها تقول كلمة ، لف عذبي أخوها أنظاره لها وتو تستوعب إنه موجود لكنه إبتسم ، وتنهّد يعاتبها : وش غيّرك علي ما عاد تنتبهين لي ولا عاد تدوريني ولا تسألين عني ؟
إبتسمت بخفيف وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة ، وإبتسم وهو يرجع أنظاره للأمام مع فهد ولفت قصيد أنظارها لخيام آل سليمان يلي يبتعدون عنها وهي ما ودها تلمحه لكن بنفس الوقت تتمنى وهالمشاعر ما ترضيها ، هالإختلاف والتيه بخطواتها وأحاسيسها ما يرضيها ..
_



بارت : 157

-
'
فتح عينه من ضوء الشمس يلي دخل لروحه قبل عيونه لكن ما تحرّك من مكانه من حملت الريح عطرها من فروته يلي تغطيّه لأعماق قلبه ولا يذكر هو كيف نام أصلاً ، رجّع لثامه على نفسه وهو يلف أنظاره للصوت يلي خلفه وسكن من كان أبوه خلفه عند الإبل يحاوطها بيديه ومن رجف كونه كله لأنها تذكر وقوف نهيّان بين الإبل بنفس الشكل يلي واقفه أبوه بهاللحظة ومن رجف الليّ ما بين ضلوعه من شعور إن نهيّان حوله ، جاء يدّله ونّزل أنظاره من نزل أبوه شماغه يتركه على الشبك ويفتح البوابة للإبل لجل تطلع من مكانها وما كان فيه الحيل يتحرّك من مكانه وهو ما يدري كيف نام بمكانه خارج بيت الشعر وبجنبّ الجمر وكيف غربله وقته يردّه لهالحال ، يذكر إنه صلّى الفجر لحاله من مشوا عنه جميع وأجبر نصّار يمشي لأنه يبي يجلس لحاله ، يذكر إنه تمدد بعد صلاته وكان يتأمل السماء والمدى حوله والصقر يلي بمكانه لكن ما يذكر كيف نام ، ما يذكر كيف جات فروته عليه والحين عرف السبب ، جلس وهو يمد إيده لعكّاز نهيّان وآخر شخص توقع يشوفه ويلقاه هو أبوه يلي بمجرد ما لمح جلوسه نطق بشبه جمود : صليّت الفجر ؟
هز راسه بإيه وهو يترك فروته ، يتدارك نفسه لأن ما كان يبي يقرّبها منه نهائياً وأبوه غطّاه فيها يجدد فيه لهيب ما يَطفي من أول صحوته ويحرقه بوصل جزء منها ، يحرقه بعطرها يلي دخل لأعماقه بالأمس وهو يحاوطها من الصقر وألمه ورجع يتعمّق بداخله يخالط عطره بفروته يلي حرقت كل كيانه وقت تركتها له ، تترك له شيء منّها وهي تعهّدت للخيل بعدم الرجوع لكن إرتخت أكتافه من إكتشف إنها ما تركت شيء منها ، هي تركت أشيائه وسرقت منه أشياء كثير أولها ثباته وقَرار روحه بمحلّها ، هي تركت فروته يلي تضمّ عطرها ، وتركت له كلمة " لا تقتله " عن الصقر يلي عجز يمدّ إيده عليه بعد نُطقها وسكنت ملامحه ، خفّ وهجه يلي ما خفى على أبوه وهو يوقف للمواضئ يغسلّ ، ويتوضأ يصليّ الضحى كعادته لكن أبوه كان يراقبه هالمرة ، يراقب طول سجوده وغيابه عن كل شيء ولا يدري وش هدّ حيله لهالقد غيّبه حتى عن أرضه لكن داخل حاكم أصلاً ماكان مرتاح وعدم الإرتياح تركه ينتهي من صلاة الفجر بمسجد الحيّ ويكمّل دربه للخيام يتطمّن على ولده يلي لقاه نايم بجنب الجمر ومتلثّم لكنه حتى عن البرد ماهو متغطي ويعرف حاكم إن هالحال ما يصيبه إلا من ضياع أو ضغط وشديد إرهاق لمسه بملامحه لهالسبب ما صحّاه ، الشمس تتكفّل بإنها تصحيه هو عليه يغطيه وينتظر صحوته لجل يعرف خوافيه رغم إنه يدري ذيّاب ما …
_


بارت : 158

-

‏‎ذياب ما يقدر ينطق له هو ليش يحسّ بهالمشاعر ووش سببها ، إنتهى ذيّاب من صلاته وهو ياخذ جواله من الرسائل يلي وصلته من زملائه ، ورجع يقفله بنفس الوقت لكن سؤال حاكم كان سبّاق : ما عندك دوام إنت
هز راسه بالنفي وهو مُرهق ، مُتعب بشكل شرحته نبرته القاسية : ما عندي ، بتجلس هنا إنت ؟
هز حاكم راسه بإيه ، ورفع حواجبه من حسّ إنه يتهرب وبيرجع للرياض لكن نطق بسخرية : تتهربّ مني إنت ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظر أبوه لثواني هو ما يتهرّب منه ، هو يتهربّ من طاريها وقربها يلي يهلكه ويحسّه بكل الأماكن حوله ولا وده أبوه يلمس هالشيء بداخله : لا
هز حاكم راسه بزين وهو يناظره : إجلس بمحلّك
جلس بمكانه ما بيجادل أبوه ، وأخذ نفس من أعماقه وهو ما كفاه كل شعور حسّه جاء شوف أبوه يلي ذكّره بنهيان يهد فيه كامل حيله بشكل ما يقدر يرجّعه وكم يتمنّى يكون جنبه ، يشد على يده الراجفة ويدلّه إن قلبه بالأصل ماهو بباطن يده ، قلبه بالأصل معاها هي لأنها لمست باطن إيده وحاوطته لأول مرة وعمرها خمس سنين تحت المطر تطبّع فيه عادة تأمل لمحلّ لمستها ، ورجعت تلمس نفس المكان ثلاث مرّات بطفولتها مره حاوطت كفّه بأكمله تحت المطر تمشي بجنبه ، ومره تجبره يصعّدها السيارة ، ومره تجبره ينزّلها منها وهالمرة كانت رغبة منه يمدّ لها إيده ، تلمس باطنها وتصعد على خيله لكن ذياب مو مستوعب هالأشياء ولا تطري بباله ولا يفكر فيها ، ذيّاب إستيعابه لو كان نهيّان موجود كيف بيدلّه ويقول له عن شعوره يلي ما يقدر يوصفه ، ما يقدر يلقى بقواميس كلماته كلمة توصفه من مرارته عليه ..
أخذ نفس يمحي طاريها من عقله لأنه ما يبيها تجي له قدام حاكم ، ما يبي يقول له الكلمة عنها أبداً وهذا موضوع آخر لأنه بمجرد ما يقول أبي بنت الشاعر بيعرف أبوه إن صارت حكايات بينه وبينها ، صارت أشياء ما يتحمّل ذياب يعرفها غيره وغيرها ولا يبي لأحد غيرهم يكون شاهد عليها وله علم فيها ..
جلس حاكم قدام ولده يلي أشعل النار من جديد لجل يجهّز قهوته لكن إحمرار محاجره يبيّن له كمية الإرهاق يلي يحسّها : إرجع نام بالبيت
هز راسه بالنفي ، وعدّل حاكم نفسه يسوي قهوته بنفسه من لمح إيده المتجرحة : ما حطيت على يدك شيء
لف أنظاره لمفاصله يلي تو ينتبه لها ومن تذكّر نظرات قصيد لها وهو يهز راسه بالنفي بهدوء : ما يحتاج
ما كان من حاكم الكلام لكن شدّه الصقر يلي بمحلّه وهو يرجع أنظاره لذيّاب : هالصقر ما شريته لغرض صيد
هز راسه بإيه وهو يلف أنظاره لأبوه : ما شريته للصيد
ميّل شفايفه بعدم إعجاب وهو ما يدري كيف يوصل له أكثر لكن يدري إن وراه خوافي كثيرة ما ..
_


_ بارت : 159

-

وهو ما يدري كيف يوصل له أكثر لكن يدري إن وراه خوافي كثيرة ما يقدر يفهمها ولا يوصلها لكن فهم شيء واحد من بدّ مشاعر ولده كلها ، لمس إشتياقه الغير معقول لنهيّان وإنه لمحه فيه وناظره : تشوف نهيّان فيني ياذياب ؟
رفع ذياب أنظاره لأبوه ، ورجع ينزلها وهو يشد على إيده بعدم إجابة وإبتسم حاكم بإعتراف : ما أوصل مواصيله
هز ذياب راسه بالنفي : إنت أدرى منيّ إن ما مثله إثنين
هز راسه بإيه وسكنت ملامحه من لمح عكاز نهيّان يلي بجنب ذياب وهو يوقف مباشرة يبتعد مع الإبل يلي تمشي بعيد ولف ذياب لأبوه وهو يدري إن داخله بأكمله تزعزع من مكانه وهذا مو هيّن عليه ولا سهل ، الصعوبات بينه وبين أبوه كثيرة من شخصياتهم لكن أصعب شيء عليهم هو نهيّان يلي كان دليل لكل واحد فيهم يربطهم غصب ويدلّها والحين المفروض يدلّون نفسهم بنفسهم وضحك بسخرية إذا أبوه ما إستجمع نفسه ولا لاقى دروبه وهو كل حياته على يدّ نهيان كيف هو بيقدر يستجمع نفسه وهو وقت ما كبر وإشتدّت عليه حياته فقده ، أخذ نفس وهو يناظر فروته لثواني من البرد وهبّ الريح يلي يشتد يثّور تراب الأرض ، وقام ياخذ فروة جدّه من الداخل وشماغ أبوه من على الشبك ويتوجه خلفه ، خلف أبوه يلي يمشي بخطواته يراقب الإبل وما عليه إلا ثوبه ، لا شماغه ولا فروته ..
لف حاكم أنظاره لذياب يلي ترك الفروة على أكتافه ومدّ له شماغه ، وتكلم بهدوء : أنا معهم إن كان ودك ترجع
هز حاكم راسه بالنفي وهو يعدّل الفروة يلي عرف إنها فروة نهيّان وتلثّم بشماغه ، وناظره ذيّاب لثواني وهو يمشي بجنبه مع الإبل يلي تمشي حولهم ، وأخذ حاكم نفس : دربك صعب وإنت أصعب يابوك
لف ذياب أنظاره لأبوه لثواني ، وهز حاكم راسه بإيه بشبه سخرية : تعوّدت المسؤولية عليك وعلى أخوانك وعلى نهيّان وعلى كامل آل سليمان من سنّ صغيرة ياذياب ، من سنّ صغيرة والعيب ماهو فيك يومك طلعت شخص مسؤوليته بنفسه ولا يحبّ أحد يشيل همه ، العيب فيني ما خضّعت هالطبع وتركتك براحتك
هز ذياب راسه بالنفي بهدوء : إنت على عيني وراسي لكن
لف حاكم وهو ينتظره يكمّل ما بعد لكن ، وما نطق ذياب يفضل السكوت ويهزّ راسه بالنفي وتنهّد حاكم : إرجع نام يابوك ، إرجع نام بالمكان يلي تبيّه
هز راسه بالنفي وهو يشوف رسالة من السكرتير : بروح الوزارة
ناظره حاكم لثواني وهو يخضّع سؤاله عن فيه شيء وبوقت صلاة الفجر قرر ما يتدخل بذيّاب وحياته وقرارته خصوصاً شغله لأنه يعرف إنه يكسر صورته قدام الرجال وقدام الموظفين لكنّه ما يقوى يشوفه بيحرق نفسه ويسكت ، جاوب ذيّاب السؤال يلي بخاطر أبوه قبل لا يقوله : ..
_


بارت : 160

-

: المستشار ودّه بإجتماع عاجل ، بشوفه
هز راسه بزين : إنتبه ، ولا ترجع للخيام بعده
قبّل رأس أبوه وهو يبتعد للخيام ، وناظر فروته وهو ياخذها ويمشي لسيارته ويناظر أبوه لثواني لأنه نجى من معرفة حاكم لأسراره وباقي تصير له النجاة من نفسه وباقي مشاعره ، لف أنظاره للسيارة يلي دخلت وسكنت ملامحه من كان نهيّان أخوه وبجنبه أمه يلي صابها نفس إحساس حاكم وما قدرت تجلس بالبيت إنما قررت تتبعهم ، نزل من سيارته وهو ما سكّر بابها أساساً من نزلت أمه لناحيته وعاتبته نبرتها : عشان جينا بتمشي ؟
هز راسه بالنفي وهو يقبّل رأسها : عندي إجتماع
إبتسمت لثواني : ما تتأخر عليه شوي عشاني ؟ ما يضرّه
رجع حاكم بخطاه وهو من وقت شاف السيارة من بعيد لفّ أدراجه لأنه متأكد ملاذ مع نهيّان : إتركي الولد
هزت راسها بالنفي : تأخّر عليه ، بشوفك شوي بس
هز راسه بزين ، وتنهّد حاكم وهو يناظرها : ملاذ
إبتسم نهيّان وهو يناظر أمه : ياويلك قال لك ملاذ !
إبتسم ذياب بخفوت وهو يشد على يد أمه : بروح للإجتماع وأجي يمّك وين ما تبين على خشمي
هزت راسها بزين وهي تناظره بتفحّص ، وإبتسم نهيّان : مشكلة المهمين ، بالتوفيق ياخوك ورّهم الذيب
تقّدمت ملاذ بجنب حاكم يلي لفّ أنظاره لنهيّان : لا تجي
تنهّد وهو يجلس : أنا داري ما تبيني ، جاي سوّاق مع زوجتك أصلاً أنا بس مالي نصيب بشيء ثاني الله يعين
فتح فروته يدخلها بجنبه ، وإبتسمت ملاذ بتنهيدة من أعماقها وهي تتأمل الخيام ، والإبل حولهم ومشيها ومشيه يلي على نفس الوتيرة وتحاوطها فروته وإيده عن الهبوب : وش صار له ليه مهلوك كذا ما عرفت ؟
هز راسه بالنفي وهو يشتت أنظاره للمدى وما قدر يطلع من ولده إلا بشعور وحيد وهو فقده يلي فَاق حيله وهدّه لنهيّان : يَفقد نهيّان ، يفقده وأدري بجوفه جمر من كثر ما يفقده ولا أدري وش الدرّب الليّ يوديني له
تنهّدت لثواني وهي تدري بصعوبة الوضع ، وتنهّد حاكم من أعماقه وهو يناظرها : نهيّان غابت شمسه بعد ما تطمّن علي ، بعد ما تركك ليّ يدري بك تداريني وثبّتني بأرضي بينك وبينهم لكن ما لحق يثبّت ذياب ، كان يحترق يقول لي ياحاكم هوّن عليه ، يا حاكم ذياب ياحاكم وأنا وين أودّيني ياملاذ وين أودّيني من صورتي ؟
أخذت نفس بخفيف وهي تناظره وبالفعل نهيّان ثبّت كل من عياله وأحفاده المتعلقين فيه بشكل شديد بأشخاص يليقون فيهم ، يقوونهم ويبقّون فيهم حيلهم لكنّ ذياب الأشدّهم تعلق تُرك بدون أحد يمسكه ، بدون أحد يفهمه ويدّل دربه حق الدلالة ووجعها الحين من نطق حاكم بـ " وين أوديني من صورتي " يلي تعبّر عن مقدار الشبه بينه وبين ولده
_





بثينااا likes this.

"جوري" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.