آخر 10 مشاركات
إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لوكاس...غرايس(111) للكاتبة: Caitlin Crews (ج2 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          346 - سجينة الحب - آن ميثر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree27Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-12-16, 09:30 AM   #11

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخيرات
بانتظارك اليوم بفصل جديد من روايتك
تمنياتي لك بالنجاح والموفقيه

هو سؤال فضولي .. انا اعرف .. ولكن مو بيدي هههههههه


خرجتُ أخيراً بـ أسمي حقيقةً دون مواربة .. ولي في ذلك مآرب أُخرى ..
وبعد روايتي الأولى ’ قدِمتُ بالأُخرى .. بروحٍ تختلف وأن كان الطريقُ في السردِ واحد .!


من كلامك افهم ان هذه ليست روايتك الاولى بل الثانيه .. ولكني لم اجد لك رواية اخرى عندنا .... فهل كانت بغير مكان او بغير اسم ؟؟








um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 07-12-16, 02:57 PM   #12

R..*

? العضوٌ??? » 312668
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 225
?  نُقآطِيْ » R..* is on a distinguished road
افتراضي

ما شاء الله بداية جميلة و ان شاء الله الباقي اجمل

R..* غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 04:14 PM   #13

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

انا بعد منتظرة مو المفروض العصر ينزل اللصل

روح هاربة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 04:22 PM   #14

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
صباح الخيرات
بانتظارك اليوم بفصل جديد من روايتك
تمنياتي لك بالنجاح والموفقيه

هو سؤال فضولي .. انا اعرف .. ولكن مو بيدي هههههههه


خرجتُ أخيراً بـ أسمي حقيقةً دون مواربة .. ولي في ذلك مآرب أُخرى ..
وبعد روايتي الأولى ’ قدِمتُ بالأُخرى .. بروحٍ تختلف وأن كان الطريقُ في السردِ واحد .!


من كلامك افهم ان هذه ليست روايتك الاولى بل الثانيه .. ولكني لم اجد لك رواية اخرى عندنا .... فهل كانت بغير مكان او بغير اسم ؟؟







ياهلا فيك وبفضولك المُحبب ..
أول مولوده لي على مُنتدى روايتي .. أما الأخرى فهي بمكانٍ آخر ..
ولها أسمها و حكايتها ولكن لم تكتمل .. () مع كل الأسف


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 04:28 PM   #15

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رَابِعه المطوّع مشاهدة المشاركة
ياهلا فيك وبفضولك المُحبب ..
أول مولوده لي على مُنتدى روايتي .. أما الأخرى فهي بمكانٍ آخر ..
ولها أسمها و حكايتها ولكن لم تكتمل .. () مع كل الأسف



القصد _ أن الأخرى لم تنزل في روايتي ()


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 04:33 PM   #16

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

(2
)

_قِصةُ الوجع


أن يكون الشخصُ شيخُ مال وأن أغتنى فهو أقلُ قدراً من شيخٍ الدين ..
فما بالكُم بشيخِ جمع الدينُ وأتاهُ الله المال ..
أكتضَ المكانُ بالناس حتى عجز سياف عن ايجاد مكانِ فيه خصوصيه لشقيقاته ..
كُل شيء اجتمع على عاتقه ..
أكتضاضُ وضياع وحُزن , وشقيقات ومُصورين يلتقطون ما ينتشرُ أنتشار النار في الهشيم , وكلُ شيءِ محسوب و مُراقب ..
كونهم أبناء الشيخ مسفر فأن البضاعة غاليه والسلعة تُباع وتشترى !
فهذه صوره تفي لأن يجتمع آلاآف المُتابعين لأجلها ..
وحين خرجت شفيا تجرها جزلاء من الغُرفه بعد أن ملئتها بالنحيب والعويل
سقطت على قارعةٍ الممر خائرة القوى ..
لم يكن بوسع سياف شيئاً والجمعُ ينظر بشفقة إليهم والشهم منهم دعى لهم بالثبات وتراجع خارجاً ..
إلا أن الحمل ثقل عليه للحظات وهو يُحاول أيقافها ويجلس بجانبها يُهدئ من روعه قبل روعها ..
نسي الأخريات ..
الاتي وضعن رؤسهن على أيديهن وجلسن على زاوية الممر بجانبهم ..
أما هدبا , الصامته ..
التي تنظرُ بعين شارده لم تخرج من الغُرفة ألا بعد أن سحبها عمها مجادل ..
ظمت أبيها تودعُ رائحته ,رائحةُ العود لازالت مُتشبثةً بين شعرات لحيته الطويله ..
قبلتها مراراً في صمت وكأنها تُقبلُ الحجر الأسود ..
فهيمنة الوداع الأخير جعلتها تحترمُ الموت الموت الذي هو حق والذي هو آت لا محاله ..
والذي عليها بكل ثُقل العقل لديها أن تؤمن حقاً بحدوثه ..
إلا أن الحبيب غالي ..
والحبيبُ أب , والحبيب رفيقُ دنيا ..
أنتشت وهي تستنشق بعمق وشهقت بخفوت حين تم سحبها وأنسلت بعد أن قبلت عينيه قُبلاً عميقه
نظراتها مكسوةً بالخشوع والرهبة ..
لم تشعر أنها تمشي وتمشي حتى خرجت من الباب الذي دخلوا منه ..
سمعت أسمها مٍراراً ولكن لم تعي ..
لاتُريدُ التوقف فـ الذي جائت لأجله أنتهى .. فما الذي يبقيها!!
شعرت بيد تشدُ عليها بقسوه ..
فـ تخيلت وجه عمها الذي أخرجها من والدها وهي لم تشبع بعد ..
فـ نفضت يدها بقوه وهي تستدير حانقه ..
_خير وشو !!
قالتها ثُم أطبقت فمها وظلت تنظر بذهول نحو أبن عمتها العابس ..!
الذي قال ..
_السيارات ماتشوفينها!! .. سيارتي من هنا تعالي ..
أستدار بعد أن رأها تُخفض رأسها بصمت ..
وتبعته إلى حيثُ السياره التي لاتعرف كيف أصبحت بعيدةً عنها كُل البعد ..
أما سياف لازال يُحاول بجهد أيقاف شفيا بعجز حتى غضب ..
وبجانبه جزلاء تهمس لأختها بكلمات التذكير بالصبر ..
_لاتجزعين يختي أوص أسكتي وأصبري ..
قالتها وهي تواسي عبائتها التي سقطت عن أكتافها ..
_خلاص هذا جت عمتي ..
قالها سياف وهو ينظر لجزلاء ويُكمل ..
_أسمعي خوذي خواتي وروحن لسيارة سعود ..تسمعين ..! أبروح أدبر الرجال ..
_طيب ..
قالتها بتصميم لـتشد من عزمه ..
ونظرت خلفها لعمتها القادمه بخطوات سريعه ..
_قومي شفيا قومي صيحي بالسياره قومي ..
قالتها المُدن وهي تشد من عضد شفيا لترفعها ..
أستدارت تُنادي شقيقاتها وأنتابها الهلع من نقص العباءه الثالثه .!
_وين هدبا !
قالتها جزلاء بجزع ..
فـ أجابت غياهب وهي تُمسك حُذام من ذراعها وتقترب بجانبهن ..
_مادري ما أنتبههت وينه !
_ميخالف أمشن نطلع للسياره وعقب تجي وحده منا تدوره ..
قالتها المُدن وهي تجر شفيا وتمضي بين الجموع الذي أقبل وحان دوره للسلام ..
بصعوبة كُن أمام السياره التي يقفُ بجانبها سعود ..
ألتحمت أجسادهن وتنفسن بـ أرتياح حين رأين هدبا تستريح بصمت في السياره ..
لم يُطقن الحديث ..
ركبت العمةُ في الأمام وأمرت سعود بالمضي ..
الصمتُ الحافل في السياره هو صمتُ الحُزنٍ ولا غيره ..
نشيجُ خافت يخرجُ من غياهب ثُم شهقةُ من شفيا وأهتزازمن حُذام ..
ودعوةً تتنفسُ بها المُدن من وقتٍ لآخر وهي تمسحُ دموعها ..
أعتلى صوت أبو بكر الشاطري يقرأ القُرآن .. فـ هدأت الأنفس ..

,,,,,, ,,,,,,, ,,,,,,,

لم يكُن الحال بمُريح حين وصلوا المنزل , فـ الإزدحام الذي أكتض به باب المدخل الكبير أصابهن بالأعياء الشديد
فقلوبهن لسنا بحال للمُجاملةِ المُعتاده ..
والكثير من الواجبات التي يتحتم عليهن الموقف الإيفاء بها أصابتهُن بالهُزال ..
حاولن التسللُ بخفيه خلف دائرة المنزل الكبير إلى الطابق الأعلى ..
لم يعرن أنتباهاُ للعيونٍ المتطفله والفضوليه التي تتبعُ خيالهن الأسود
وصعدن تِباعاً بأجسادٍ هزيله ..
ألا المدن التي أتجهت لتدلف المنزل بكُل هيبة الحُزن فيها ..
أما هُن .. يتحركن بآليةٍ صرفه ..
تجلسُ جزلاء بعبائتها التي سقطت عن كتفها , ثُم تُمسد تنورتها السوداء التي كانت بالأمس ترتديها ..
شذبت خصلات شعرها المُتطايرالأصهب بيديها ثُم أستدارت لتخرج ..
وقفت للحظات تتفقد شقيقاتها الاتي أستلقين على سُررهن يُخفين ملامحاُ تطغى بالأسى ..
سمعت صوت الدش من الحمام المُجاور وصوت غياهب الذي يُنادي عليها ..
_جزلاء وينتس نزلتي !
_لا وش بغيتي .!
_أبي (.....) وخلتس حولي شوي راسي يفتر أخاف أطيح
قالتها بضعف وهي تتنفس من عمق روحها وبعيونٍ جاحضه ..
أستدارت جزلاء لتبحث عن بغيتها وتأتي بها في غضونٍ دقائق ..
وهمست لها وهي تمدها لها ..
_بتنزلين !!
_ما أقدر راسي يدور
تراجعت جزلاء بصمت وهي تمسح عن عينها طيوف النوم وتنزل العتبات ..
لفت طرحتها السوداء العريضه حول وجهها البيضاوي وتنفست بعمق وهي تدلف الصالون الكبير ..
لاتدري متى أكتض المنزلُ هكذا !
نظرت للساعة في يدها إنها تشيرُ للعاشرةِ ضحى من يوم الجُمعه ..
رفعت عينها بتعجب وهي تدلف المطبخ الكبير والذي يعج بالنساء اللاتي اردن المعروف ولم يفلحن ..
أباريق الشاي والقهوه وغداء مُجهز تماماُ على رصيف الأارضِ الأزرق ..
أقبلن وكُلهن من أقاربها , يعزين ويسلمن على وتيرةٍ واحده ..
وأصوات بالدعاء تأتيها بشكلٍ مُتفاوت ..
أنسلت تبحثُ عن والدتها بين الجموع ..
نساء الحاره جميعهن يجلسن مُتحلقات في الغرفه بجانب والدتها التي لازالت تتلفع بملفع سجادتها ..
رفعت أمها رأسها ونظرت لها بشكلٍ مُتلهف وكأنها للتو جائت من غُربتها ..
حاولت أن تتسلل نحوها وهي تُزيح الأجساد المُتفحصة عنها وتُسلم على من يمد يدهُ للسلام ..
جلست بجانبها بعد أن أزاحت جانباً لها وهي تنظر لها بتساؤول وتهمس ..
_سلمتوا على أبوتس شفتوه !
_أيه يمه شفناه الحمدلله يمه وجهه منور وكله خفيف يمه خفيف ..
تساقط دمعها وهي تصفُ أبيها وعيون الجميع تُحاول ألتقاط الهمسٍ بفضول ..
_الحمدلله , الحمدلله أنا لله وأنا أليه راجعون ..
ردد الجميع خلفها بتفاوت و دعوات تعلوا و عيون باكيه بصدق ..
_خواتس وينهن !
_أنسدحن ..
_زين أحسن , عسى ما أنفجعن وأفجعن سياف !
_لا يمه بس شفيا أفجعتنا صيحت لين قالت بس ..
أطرقت أمها رأسها وهي تقول ..
_الحمدلله اللي بيصلون عليه مع صلاة الجمعه .. زي مايتمنى وزي مايبي !
تنفست بعمق تحول بين حلول البُكاء الذي يقفُ وسط بلعومها ..
رفعت رأسها ما أن سمعت صوت زوجة عمها وهي تركعُ جانب أمها هامسه ..
_منيره , قومي أدخلي للغرفه الصغيره تسسني وأرتاحي لين تجي الصلاة ..
نظرت جزلاء لنوره بـ امتنان وهي تنهض وتمد يدها لأمها تستجديها النهوض ..
_أيه والله قومي أرتاحي قبل يبدا العزاء ..
حاول جمعُ الحاره النهوض وهو يقبل رأس أم سياف تِباعاُ بدعوات لله للربط على قلبها ..
شكرتهنُ بـ أمتنان وهي تنسلُ خلف نوره التي ذهبت تفتحُ لها الغُرفة المُنزويه الصغيره ..
دخلتها وأمها ووجدن المُدن في أنتظارهم تستلقي فوق الأريكة الخضراء تمسحُ دموعها بأستمرار ..
جلست بجانبها منيره وهي تهمس ..
_الحمدلله يا مُدن الحمدلله لله ما أخذ ولله ما أعطى ..
_ونعم بـ الله .. أختي الدانه هذاها بالطريق جايبها خالد ..
_الله يوصلها بالسلامه ..
أستلقت جزلاء فوق الأريكة الأخرى وغطت وجهها بملفعها وكتمت عبرتها لتأخذ أسترخاءً بعمق ..
همس نوره مع أمها يأتيها بشكلٍ حالمٍ بعيد ..
أنهُ لمن المُريح جداً تواجد نوره هُنا .. فهي بحكم عيشها معهم سابقاً بقيت قريبة جداً لأم سياف
التي وجدتها معيناُ تتقوى به أنى أتجهت يحتويها وجهها المُتدين المُريح ..
لم تعرف كيف غطت في النوم , حتى حين رفعت رأسها وشاهدت باب الغُرفة الصغيره مفتوح على مصراعيه
والناس في الصالون يتدافعون أفواجا ..
لم تنهض ..ولم تتحرك ..
البُكاء من حولها يزداد على وتيرة واحده ..
فيُصبح مثل سمفونية حُزن عظيمه ..
يُخيلُ أليها أن اليوم لن ينتهي مُطلقاً ..
حين نظرت للساعة ووجدتها الواحدة والنصف ظُهراً ..
وعيونها قد أستفاقت كأنها نامت دهراُ ..
ألا أن الفجيعةً أيقضتها ..
والمسؤولية أقعدتها
وهل اليوم يومُ النوم !!
لا تُصدق أنها هي هي صاحبة النوم الثقيل ..
تودعهُ اليوم بلا رجعه ..
.. ,,, ,,, ,,,,, ,,,,




_وداع الشيخ مسفر

باب منزلهِ مفتوحاً على مِصراعيه .. كما جرت العاده
فـ ليس غريباُ جموع الناس المُكتضه ..
ألا أن اليوم أكتضاضُ من نوعٍ آخر ..
أكتضاضُ حُزن ..
وأكتضاضُ وداع ..
ولم يكُن الجامع الكبير الذي لم يترك فيه فرضاً واحداً ألا في سفر في حالٍ أفضل .!
فخلوه من المُصلين الآن يستجلبُ البُكاء ..
لم يستطع أحد أن لايذهب للصلاة على الشيخ في جامعٍ المدينه الكبير ..
فخلا جامعُ الشيخ مسفر من رجالهِ ألآ من مُؤذن أوكلهُ أبو مُنى ليحل مكانه ..
صلى الظُهر مع بضعة رٍجال قد أتوا من قُرى مُجاوره .. لم يصلهم خبر وفاة الشيخ ..
ثُم خطب خُطبة قصيره وأوجز ..
ونزل المِنبر تاركاً المكان ينعى صاحبه ..
أما في منزلِ الشيخٍ وحِله ..
وفي الطابقٍ الأعلى ..
فتحت إضاءة غُرفتهن بعد أن صعدت للأعلى بصعبوبة مُندسة تُخفي وجهها عن الأعين بطرحتها ..
بحثت عن غياهب ولم تجدها في سريرها ..
أتاها صوتُ شفيا هامساً ..
_سكري النور ..
_شفيا قومي .. تلبسي وصلي وأنزلي معي .. الناس جو يبي يعزون ..
قالتها بهمس وهي تقترب منها لتتفحص وجهها ..
_مابي أقوم بطني يوجعن .. سكري النور تكفين ..
أستدارت تتفحص شقيقاتها وهمست ..
_غياهب وهدب وينهن !
_مادري يمكن بالغرفه الثانيه . .
تراجعت وهي تذكر أسم الله بقلبها على حُذام التي تُخبئ وجهها ببطانيتها الثقيله ..
وفيافي التي توسدت يدها مُستلقية على بطنها قد أخذها النوم راحةً لها بعد حفلة البُكاء التي أقامتها ..
تراجعت للغُرفةِ الأخرى ..
فتحت الباب بهدوء يُخالف دقات قلبها التي تُقاوم الوجع ..
سمعت نشيجاً فـ أقتربت تبحثُ بعينها ..
في الجلسةِ الأرضيه ..
في الرُكن الذي بُحن به ..
وشددن أيدي بعضهن بعزم ..
في المكان الذي حوى همومهن وغمومهن
وصخبهن وضحكاتِهن ..
تجلسُ مُتربعة تحت الشُباك الكبير ..
تنشج بصوتٍ يعلو ثُم يخبو ..
وبجانبها على الزاوية البعيده نسبياً تجلسُ هدبا بـ أكتافٍ سقطت وعيونِ جاحظه ..!
تدافع البُكاء إلى قمةٍ بلعومها ..
فـ أبتلعت عبرتها بقسوه وهي تنظر للجاحظه بهم وهي تنتبه إلى أنها لم تبكي ..!
إنها لم تراها تبكي مُذ سمعن الخبر .. ومُذ رأين والدهُن الشيخ ..
حتى الآن إنها مثل جلمود بملامحٍ وجهها الخشنة التي تُخالف ضعف جسدها المُتهالك ..
تزمُ شفتها الكبيره التي تكتنز من أثر الضغطِ عليها ..
تنهدت بثقل وهي تُعيدُ النظر لغياهب التي علا صوتُ بكائها ..
_غياهب لازم ننزل الناس جو ..
زاد بُكاء غياهب وهي تقول ..
_كل جمعه .. كل جمعه
تبتلعُ ريقها بين الكلمةٍ وأختها .. ثُم أردفت وهي تشهق ..
_كل جمعه بنعزي أرواحنا من جديد .. تو بس تو يوم ماسمعت صوته يخطب الجمعه بالمسجد تو بس فهمت وش يعني ما أشوفه
تراخت جزلاء بتعب وهي تمسحُ دموعها وترفعُ أنفها تُحاولُ جمع شتات نفسِها .. جلست مُتربعة بجانبها وهمست ..
_الفقد ندري أنه يوجع يا غياهب بس هذا حكم الله .. حاولي ترضين وتقوين نفستس .. القوي قوي بالله ..
رأت خيال هدبا يقف مِثل عجوزاً هدها الفقدُ فانحنت ..
فهمست لها ..
_هدب , ألبسي خل ننزل جميع للناس يالله أستعجلي تكفين ..
هزت برأسها بالأيجاب وهي تتجه لدولاب الملابس الكبير , تحملُ قميصاً أسوداً بيدها ..
أستدارت للأخرى التي لم يتوقف نشيجُها أبداُ ..
فهمست ..
_مايحتاج أعيد وأزيد بالهرج يا غياهب , قومي غسلي وتلبسي أشوف أمي تبينا حوله .
فكأنها وضعتُ للجُرحٍ حد ..
أذ رفعت رأسها وكأنها للتو تذكرت وٍحدة أُمها ..
مسحت دموعها بقسوة ونهضت بقوة للدولاب تُخرجُ لِباساً مُناسباُ ..
أما هي ..
جزلاء ..
أتجهت نحو مُصلاهُن ..
وفرشت سجادتِها وكبرت للصلاة ..
سجدت سجدة طويلة همست لله قوة مِنهُ وتسديدا ..!
وسلمت ثُم نهضت تلفُ طرحتها الطويلة حول وجهها البيضاوي الذي غلبهُ الإصفرار ..
نادت على غياهب وهدبا فـ أقبلن بشكلٍ لايختلفُ عنها ..
تنورةً طويلة سوداء .. وقميصاً مُزرراً أختلفن بلونه .. وطرحةً لففنها بعشوائيه حول رؤوسهن ..
نزلن بهدوء رتيب , حتى دلفن الصالون الكبير ..
نظرات الجمعُ الغفير تُشيعُهن وهُن يمشين بأستقامه لمكان والدتهن أم سياف ..
فُسح المكان لهُن بتلقائيه للجلوس بجانبِ بعضهن ..
فـ أصطففن بأعناقِ مُشرئبه ..
يحملن قلباً يختلفُ عن قلبَ الأمس ..
و روحاً أُخرى ..
أما أم سياف التي ما فتئت تذكرُ أسم الله .. تحوقل وتوحد حتى يتبعها همسُ الجميع موحداً ..
شاردة الذهن خائرة القوى ..
تُحيط وجهها سحابة من هموم ..
وخبرِ أفجعها تُحاول الصمود أمامه ..
هذا هو ماكتب الله لها وكِتابها الذي تؤمنُ فيهِ برضا ..
إلا أن الشيخ رحل ..
ولم تستطع أن تُقبل رأسه كما تفعل عادة كُل ما يعود بعد غياب ..
لم تستطع أن تملأ عينها منه ..
فالخشوع الذي تعتادهُ معه يجعل بينها وبينهُ سِتاراً من مهابه ..
رائحته .. تعرفُ يقيناً أنها لن تنساها مُطلقاً ..
فالعود الذي يُحبه لا يُغادرُ يدهُ قبل ثوبه ..
والبخور الذي يُتعبُ صدره لم يتركهُ مُطلقاً ..
وجسدهُ العريض الطويل حين يُغطيه ثوباُ ناصع البياض مُخالفاً لحيتهُ السوداء التي تخللها آنفاَ بعضُ من الشيب ..
كل هيبتهِ .. ورهبته .. وقوة شخصيته الفذه ..
وكرمه الحاتمي , وأتساع قلبه للبعيد قبل القريب ..
وسُمعته ..
ثُم صوته ..صوته ..
أنفاسه ..
كُل ذلك وأكثر ..
والبيت ليس كما سابقهُ آمناً ..
والسكون , والمسؤولية ..
كُل ذلك موحش ..
موحش ..
أرتعدت أطرافها ..
وأنتفضت على أثرِ صرخةً سمعتها ..
ألتفتت بقوة على بناتها الاتي يجلسن بجمود بجانبها ..
تبادلن النظرات بتعجب ..
فهمست جزلاء ..
_عمتي الدانه .. بروح أشوفها ..
نهضت بهدوء .. وأتجهت نحو الصوت ..
في باحةٍ المنزل ..
وبين جموع الناس التي تدلف والتي تهم بالخروج ..
جلست الدانه مُتربعة تنوح وهي تضربُ رأسها بيدها ..
سمعت صوتاً رجولياً يأتي من بعيد ..
فخبأت وجهها بطرحتها الثقيله وهي تنحني على جذع عمتها النحيل ..
_عمه أذكري الله , أذكري الله ياعمه ..
_ياااولد ..
تراجعت حين سمعت الصوت يقترب ..
والكلمه المُتعارف عليها عِندهم لأخلاء الطريق للرجال ..
وقفت خلف الباب الداخلي ..
تُحارب العبره الثقيله التي تعبثُ بقسوةً في شفتيها المُكتنزه ..
سمعت أصوات رٍجال عِند عمتها فـ أستدارت لتعود ..
قابلتها المُدن التي تمسحُ دموعها بلهفه وتهمسُ لها ..
_ أختي الدانه جت !!
_إيه .. عنده عماني شكل خالد جابهم له ..
لفت المُدن طرحتها بأحكام حولها وخبأت وجهها عن الباب الذي يكشفها للشارعٍ ..
وخرجت لشقيقتها تبكي وتنعي راعيهم وشيخهم معها ..

,,,

وفي المجلسٍ الكبير ..
مجلس الشيخ مسفر ..
الذي كان سابقاً مكاناً لدروسه ومُحاضراته الدينيه والعلميه ..
وولائمه و كرمه ..
مجلساً كان يوماً يصدحُ بصوتِ صاحبه ..
وأن خلا منهُ فرائحته ..
الرائحة الثقيله , من العود والبخور
تُلقي على الحاضرين سكينةً ومهابه ..
يجلسُ سياف يلفُ رأسهُ بغترتهِ البيضاء ..
بجانبهِ سعود الذي لم يُفارقه ..
يشد على يدهِ من حيناً لآخر ..
بقي جلداً شامخاً بأنفهِ الذي يُمثلُ أسمه .. تُحيطهُ هالةً من الرٍفعةِ والأنفه اللغير محسوبه ..
فهو يحملُ دماً من أبيه الذي يعرفهُ القاصي والداني ..
والذي من أجلهِ يحتملُ المُصورين الذين يُزعجونهُ سابقاً وحاظر ..
أغمض عيونهُ أمام فلاش الكميرا القريب الذي أتى في عينه ..
فهمس بفحيح لسعود ..
_سعود وصلت بخشمي قم شف لهم صرفه ..
نهض الأخير بهدوء يسبقُ العاصفه ..مشى مُتجهاً نحو المُزعج الذي يقف بأرتباك مُبتسماً
وأمسك بالكميرا التي بيده وأنحنى يهمس بأبتسامه ..
_بتطلع أنت وقشك وألا أكسرها لك ..
تراجع الأخير بهروب وتبعهُ سعود يُخلي المكان من أمثاله ..
حتى قابلهُ أخيه خالد ..
_ياهلا .. الحمدلله على السلامه
قالها لشقيقه الذي تغضن وجههُ من شدةٍ التأثر ..
_الله يسلمك ..
ثُم أردف وهو يشد كتفيه أليه يُخفي دمعةً تخشى الظهور ..
_أحسن الله عزانا وعزاك , وين سياف شلونه ..!!
_أمين , سياف وماعنه منشود , اللحين تشوفه ..
ثُم مسك يدهُ مُبتعداً بهِ عن الجموع وأكمل ..
_شلون أمي .. عساك مافجعتها!
_وش أفجعها ياخوي , الخبر بلحاله فجيعه وين ماجاك ووين ماتقول ..
_شلونها طيب ..
_طيبه ماعليها , قابلت خوالي محمد وخالد عند الباب وقلت لهم يهدونها ..
_زين .. أجل أمش عند سياف
عادا للمجلس بجذوع أجسادهم المُتقاربة الطويله , مُتجهين نحو سياف الذي هو أشد مايكون بحاجتهِ لهم
_هلا بالخُلد ..
قالها سياف بأغتصابِ أبتسامه يخصها لرفيقه ..
_أحسن الله عزاك ياخوي وجبر الله مصابكم ..
قالها خالد وهو ينحني لرفيقه ..
ظمهُ بقوة إليه وهمس بأذنه كلمات يشدُ من قوتهِ بحروف ..
وهو حِين يؤلمهُ اليُتم ..
وتخز قلبهِ الفاجعه ..
ويدخلُ الهم بين عروقهِ ودمائه ..
يعلمُ يقيناً أنهُ لا غناة مِنهُ عن رفيقيه ..
سعود وخالد ..
فهُم القُرب الذي لايخشى على عائلتهِ معهم ..
وهُم الصدق والشِدة حين يغمهُ أمر ..
وهُم الحِزام الذي يشكر الله عليه ..
رُغم مشاكلهِ التي لاحد لها مع أعمامه , والتي يهرب منها لأجلِ والده ويتغافلُ عنها لعينه ..
لم يكُن أبناء عمته ألا أقرب رُفقاء يأمن سِرهُ معهم ..
وأقربُ مايكُون الصحبُ صاحب بحق .
حتى هُنا وهو لم يجلسُ من شدة الأزدحام وحق السلام ..
يحملون عنهُ هم الردِ والكلام ..
فـ حين يصمت يتحدثون .. وحِين يتكلم يصمتون ..
وقبلاً ..
بين القبرِ وبين الحُفر ..
كان سعود عضدهُ الذي يشدُ من أزره ..
وساعدهُ القوي حين هوى الفأسُ منه وهو يشهق وينوح ..
فحملهُ عنه ووأودع جسد خالهِ الشيخ التُراب ..
رافعاً يد سياف بقوه ليمد يدهُ للسلام على كِبار الشخصيات والشيوخ الذين يُهمهم أمر (الشيخ مسفر) ..
لم يتركهُ قيد ذِراع .. يهتفُ بقوة عِند أذنهِ بالصبر والتجلد .. وحيناً يتكفلُ بالرد والسلام ..
وحتى حين عادوا وقد أرهق الجميعُ السلام ..
وبدت بعيونهِ أحمرار الفاجعة والسهر ..
فتح لهُ باب سيارتهِ الجيب السوداء التي أوقفها أبعد ما يكون عن منزلهم ..
وطلب منهُ الأسترخاء لساعة ويقول وهو يفتحُ التكييف ..
_أسمع أباخذ سيارتك وأبروح أشوف أمور الغدا للناس وبعض الأغراض وأنت خذ لك غفوه أن قدرت ساعه وأنا جاي أن شاءالله
لم ينتظر ليرى الموافقة من عين سياف الذي ما أن توارى رفيقه حتى خبأ وجههُ بين كفيه باكياً مِثل بُكاء الطفل ..
مسح لحيتهُ التي نمت من الأهمال ..
وعاد ينظر للناس الذين أقبلوا من أجل والدهِ الراحل ..
الذي يعلمُ يقيناً أن البيت من بعدهِ سيخبو ..
وألتفت لعينٍ سعود الذي نهض وهتف ..
_الغداء تفضلوا .. الله لايوريكم مكروه .. ويجعلكم تعودون هالبيت على عز ومعزه ومناسبة تسرنا وتسركم ..
آخر الآحزان أن شاءالله , وريحة الشيخ باقيه تبي منكم الدعاء الله يطول بـ أعمار الجميع ..

ثُم أردف وهو يجدُ تلكأُ وتباطُئ من البعض ..
_الغداء قبل صلاة العصر ياجماعه باقي أقل من نص ساعة ويأذن ..
ألتفت لأخيه الذي يشد يد سياف سائراَ معهُ إلى الغداء ..
وخرج هو يُعيدُ الأتصال لخالته المُدن يتفقد أحوالهم وماينقصهم ..

,, ,,, ,,,


_ الدانه

الشخص الذي أذا حضر بتلقائيتهِ يملكُ المكان ..
عفويةً بطريقةٍ مُحببه ..
الحنان الذي ينبعُ من قلبها لاينضب ..
والحُب الذي يشع من عينها لايشوبه مكراً و دسيسةُ خديعه ..
ملأ الثراء يدها ولم يسكن قلبها , سخيةً كريمة تُماثلُ شقيقها مسفر في الكرم
لم تعلم حين أقبلت من العاصمه لمدينةِ أهلها أن الفجيعة تنتظرها ..
كما هي عادتها الحاتميه , بما لذ وطاب وبكُل ما يُرضي بنات أخيها الشيخ مسفر ..
تمايلت تُشيحُ الحُزن عنها وهي تمسحُ دموعها ..
تجلسُ على الكنبة العريضه التي في أول الصالون بِجانبِ أم سياف تسألها عن شقيقها الراحل ..
وكيف رحل .!
كيف أنسلت روحهُ وكيف كانت خاتمته ..!
ولم تكُن أم سياف ألا كما عهِدت ..
هدوءً يغلبُ سمتها ..
و عقلاً يأنس المرء بالتحدثُ أليه ..
تعاضدا بالحديثِ جنباً ألى جنب ..
حتى أنسلت دموعهن وأطرقن بتعب ..
رفعت الدانه رأسها لهمس هدبا الذي يخرجُ ببحةِ لا تكونُ ألا لها ..
_يمه .. عمه قوموا تغدوا
ردت الدانه بحنان بالغ ..
_يالله يمه .. بس يقلطون الناس قبل عقبها نقلط حنا ..
_عمه فيه مكان قومي ..
نهضن بتعب يتهادين إلى ناحية غُرفة الطعام الكبيره ..
تراجعت هدبا بأرتياح حين رأت أمها تجلسُ بجانب عمتها وعادت نحو المطبخ ..
_جزلاء متى ننظف البيت والمطبخ !
قالتها بهمس لجزلاء التي تجلسُ على كُرسي المطبخ ترتشفُ القهوة بشرود ..
أشارت لها جزلاء بيدها وهي ترد
_تعالي تقهوي بس ..
_لاصدز شوفي البيت وش صارت تبي ترتيب ..
_إيه الناس ماراح توقف .. والمطبخ فيه خدامات عمتي دانه .. والبيت يسهل الله ..
جلست هدبا بِجانبها تصبُ فنجاناً لها ..
وتقول ..
_من اللي دبر الغداء والفاكهه وصفها للرجال تدرين !
_المُدن تقول سعود ..ويبي يجيب العشاء بعد ..
_الله يجزاه خير ..
_أيه والله ماقصر , هدبا ..
_هممم
نظرت لها جزلاء بعمق وهي تقترب لها وفي فمها تهكم ..
_بي ضحك وش السوات ..!
_صكي أثمتس لا ألفعتس الناس تناظر وتخز ..
_لا صدق صدق بي ضحك ..
_جزلاء الله ياخذ كشرتس قسم الحريم ككل شوي عيونهن لم هالمطبخ تقل رزقهن به .. فكينا
_بيخطبن .. تو وحده أدخلت تسأل تقول من انتي بنته !
ثُم كرت بضحكٍ هستيري تُغلق فمها بيدها حتى أنتفخت أوداجها ..
لم تُساعدها نظرةُ هدبا التي تنظرُ بتهكم وسخط ..ألا حين همست ..
_خيييير أن شاءالله من اللي تخطب هالحزه وبهالمكان !!
عادت جزلاء في دوامة الضحك حتى أغرورقت عيناها بالدموع وخبأت رأسها بين يديها تُخفي الرعب الذي يسكنُ قلبها ..!
توقف الضحك فجأه كما توقعت هدبا وهي تنظرُ إليها بجمود وبحُزن ..
فـ أصاب المطبخ سكوناً إلآ من صوتِ خادمات عمتها الاتي يتهامسن من بعيد ..
تعالى النشيجُ من جزلاء وهدبا تنظرُ لها بتعب ..
تُشيحُ برأسها يمنةً ويسره .. حتى همست ببحتها الواضحه
_أسمعي اللحين بيأذن العصر , روحي فوق صلي وأنسدحي خوذي لتس غفوه تسمعين !
رفعت الأخرى رأسها وهي تمسحُ أنفها وعيناها بقسوه وتهمس ..
_لا ما أقدر .. بنام تحت أن شاءالله .. وبالليل .. اللحين مايمدي ..
ثُم أردفت وهي تنظر بعمق لعين شقيقتها ..
_أمشي نشوف الناس وأمي كن تبي شي ..
خرجن من المطبخ بهدوء يُمثلُ حُزنهن ..
أتجهن نحو مجلس الطعام الكبير ووجدن عمتهن تجلسُ على زاويته وبجانبها غياهب وأمها والمُدن ..
جلسن بينهن بهدوء وهُن يتفحصن ملامحُهن التي طغى عليها التأثر والإحمرار ..
على همسٍ نوره التي تُذكرهُن بـ الله وجزاء الصابرين ..
همست الدانه لجزلاء التي بقُربها ..
_ماتغديتوا يـ أمي أنتي وهدب ..
_ما أشتهي ياعمه ..
_قربي الفاكهه أجل .. هدبا قومي وأنا أمك جيبي فاكهه لك أنتي وجزلاء ..
نهضت الأخيره بصمت وعادت تحملُ صحناً مملوؤاً ..
أتسعت الدائره ..
وتباطئ الناس بالنهوض ..
وأغلبهم من الأقرباء .. الذين جلسوا يُنصتون لحديثِ نوره الدافئ ..
_جزلاء ..
رفعت رأسها لصوت المُدن التي أقتربت لجانبها وهمست ..
_ترا سعود يقول لاتشيلون شي من السفره .. جايب جمعيه يشيلون الباقي ..
_الله يوفقه .. زين
تراخى الجميع وحديثُ نوره يدخلُ أعماق أرواحهم العطشى ..
وبين دمعةٍ تُمسح ..
ونشيجُ الدانه وغياهب من حينِ لآخر ..
وبين أهتمام المُدن و قوة أم سياف ..
يحقُ لبنات الشيخ أن يذقُن الأمآن للحظات ..
ثُم سلاماً ..
سلاماً مِن الله لهُم ..
بين رائحةٍ الشيخ وهيبة ذكرياته ..
وبين أماناً يعيشهُ من جرب مجلس ذكر .


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 04:36 PM   #17

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

,,

إنتهى .. ()

وليكون موعدنا قريباً ..
موعدنا بأذن الله معكم يوم الاثنين القادم ()


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 05:06 PM   #18

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

لي عودة بعد مااقراء

روح هاربة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 05:30 PM   #19

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

توني أنهيت الفصل ..
اعانهن الله على حزنهم والله يعوضكم خير ...الحمدالله ان سياف موجود لو كانوا بنات لحالهم كان الوضع صعب .
وقفة سعود وخالد بجوار سياف يحتسب لهم وقفة رجال ونشامة.

خايفة من الهم مجاهد لا يكن مدبر شي وايش هي الخلافات اللي كانت بين الشيخ مسفر واشقاه هل هي على ورث او تجارة بينهم .


روح هاربة غير متواجد حالياً  
قديم 08-12-16, 04:54 AM   #20

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

الله جبتي العزاء بهيبته واعفيتينا عن الكلام الي يغث نسمعة وانا المعزين في العزاء ويغثنا كيف هم هل احد البنات <مبتعثة كقدومها من غربتها

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.