آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بحر الشك - ايفون ويتال - عدد مميز - ع.ج** (الكاتـب : حنا - )           »          56 - لأنك السعادة - سالي ونثورت - ع.ج** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صفقات ملكية (58) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الثالث من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملهـ× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree27Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-12-16, 08:39 PM   #1

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
Post بنـــــات الشـــيخ .


بسم الله ..
بسم الواحد , الأحد , الفردُ الصمد ..
بسم القهار , المنان , العظيم , المُعطي , الكريم
بسم الوكيل , القوي , الحسيب , الرقيب , الغفور , الودود
بسم الجميل , الرحيم , العزيز , الجليل , الحكيم , الهادي


،














خرجتُ أخيراً بـ أسمي حقيقةً دون مواربة .. ولي في ذلك مآرب أُخرى ..
وبعد روايتي الأولى ’ قدِمتُ بالأُخرى .. بروحٍ تختلف وأن كان الطريقُ في السردِ واحد .!

لا يُمكن أن تعود بعد مُدة ليست بالقصيره بنفس الأفكار ونفسٍ الأسلوب ..
فـ القِراءه التي كُنت أعتكفُ لأجلِ حُسن مولودتي أخرتني كثيراً ..
فـ الجيد يتطلبُ عٍلماً وفهماً وقوة وخيالاً واسعاً ثُم إدراكاُ وسعة ألمام في عالمِ الروايات ..
وقُراء بوسعهم معرفة الغث والسمين , والرديء والجيد ..
مُتابعين يحترفون في فهم خبايا الروايات وما خلفها .. يُهمهم الكاتب وحضورهِ قبل نصوصه ..
رُغم متابعتي الدائمه والتي من خلف الكواليس لكُلِ روايةٍ ودرايه ألا أن هذا ما أضعفني للخروجٍ أيضاً
فـ التميز الذي أحبُ نفسي فيه قد سبقني فيهِ غيري , والقوة التي أودها لمولودتي قد منحها الله للأكثرين ..
ثُم وجدتُ نفسي أقف بين المصداقية والواقعية .. وبين الأنضباطِ وراحتي في سهولة حرفي ..
وقد كان ..
وأسألُ الله أن يمن علي بالقبول وحُسن التدبير وختام المئآل .. ()
ثُم وإن كان لي رجاء ..
فإن القلب سيكونُ ممنوناً لكم ..
قدروا حرفي وإن كان مليئاً بالنقص ..
فإنهُ يعنيني .. ما يعنيكم ..
فإن كان من توفيق فمن الله وشدو على يدي أشدُ بعضُدي عليكم ..
و النقصُ موجود والخطاء نقعُ فيه فانصحوني برفق فإن القلوب مجلوبةُ على حُبِ الرفق ..
وإن كان نقداً لايُقومني فليأخُذهُ الذي أتى بهِ غير مأسوفاً عليه ولا دِرايه .!




(1)
_كايد



أنهُ الليل ..
النصفُ من اليوم الذي يغدو فيه بائساً بشكلٍ لايليقُ ألا بجسمهِ النحيل ..
أما ملامح وجههِ العتيقه التي تعودُ لجدهِ لأُبيه وكأنها لم تُخلق ألا لتأمر وتنهى ..
فعِظام عائلته البارزه ولونهم الأسمر يُعطيهم شكلاً أغريقياً يُعرفون به ..
نظر للساعة التي تسكن الحائط العتيق أيضاَ أمام سريرهِ الواسع ..
فـتنهد ما أن رأها تُشيرُ للرابعة صباحاً ..
مضى الليل ولم يشعر ..
أذان الفجر عما قليل سيعلو وهو لازال يسكن سجادته ..وتيرة أعتادها مؤخراً ..
أن يجلس قبل أن ينام ينشد من الله حلاً لضعفه ..
واليوم أطال السجود حتى علا نحيبه وأصابهُ الهلعُ من نفسه ..
أستغفر لله وحوقل .. وهالهُ من نفسه أتساع هذا الضعف حتى أرتعش ومسح كفيه بتوتر وقلقل ..
_يـ الله .. يــ الله طلبتك رحمتك وعيونها لي حلال .
أنتفض بـ أستغفار ويداه تزداد أرتعاش وهو يمسد يديه على جيبهِ الأعلى من ثوبه ..
تنفس بـ غضب على نفسه وهو يتذكرُ أنهُ لم يُخرجها من جيبه ..!
_يـ الله أنك تغفر لي وتقبل صلاتي ودعاي ..
تناهى لسمعه صوت الأذان يصدح بهِ أخيه الذي يسكن بجوارهم ..
وهو يُخرجُ الورقة المغلقه بشكلٍ مربعٍ صغير وتنهد بشكلٍ لاأرادي يُشكلُ الأعتياد..
نسي أن يردد الأذان وهو ينظر للعيون العسليه التي تسكن الصوره ..
لا المكان , ولا الزمان , ولا أي دقة ساعه يمكن أن تمنع قلبه من الخفقان ..
الأماكن البعيدة , المجهول , الغياب , البحث المُضني عن حذاء سندرلا ..
ألا أن هذه المره ليس حذاء ,,
بل صوره .!
محض صورةِ ألتقطها بين كومة أوراق أرسلها له (مجادل )..
قد قُطع نصفها ليبحث هو عن النصفِ الآخر ..!
مُندسة بين أوراق صك البيت الذي أرسلهُ له ليُراجعه ..
رُبما فخاً رٌبما حيله , بل هو المكرُ بعينه ..
سماٌ يدسهُ عسلاً كـ لون عينيها ..
لايعرف ما الذي يُريده منه لكي يستملي قلبه !!
لكن لستُ غِراً ليخدعني رُغم السنوات القليله التي أكتسبتها مُحامياً ..
بوسعي أن أرى المكر يلمعُ من عينيه ,, ولكنني الرابحُ حالياً هُنا ..
بودي فقط أن أعرف ما هدفهُ من أن يضعني في موقفٍ كهذا معه !!
أستقام وهويستعيذ من بالله من وساويس الشيطان ..
ومن أتساع سوء الظن ..
التفكير في المنزل يُشغله ثم عيناها ..
دخل للحمام يجدد وضوئه بشكلٍ سريع ليلحق الركعة الأولى من صلاة الفجر ..


,,
_لافي_

بعد صلاة الفجر
يجلس بتعب على عتبةِ المنزل ..
يحك جلدهُ الأسمر بحاجبٍ مُرتفع ساخط .. على الحياة على الحظ الذي يجعلهُ لايحصلُ ألا على السيجار الرديء ..
أشعل الثِقاب ليُشعل سيجاره فحانت منهُ ألتفاته لهيبة خاله القادمه نحوه ..
فـ أرتبك بحياء وأطفأ عود الثِقاب بتلبك وهو ينفض ثوبه ويحيي خاله من بعيد برأسه ..
أقترب منهُ خاله بـ أبتسامه وهو يقول ..
_ صبحك الله بالخير يا لافي ..
_الله يصبحك بالنور والسرور يا خال
_حياك أقلط تقهو ..
_الله يزيد فضلك انتظر كايد مواعدني نطلع ..
_ ماشفته تو, شكله ماصلا معنا ..
_ألا يا خال مصلي بجنبه أنا بس أول ماسلمنا قام وطلع , ما أمدان ولا أكلمه .
_ماشاءالله وين معزمين ..ماتبون خوي !
_ ههههههه حياك ياخال أفا عليك ,بس أخاف مانصلح لك
-ههههههه الله يصلح حالنا وحالكم ..
قالها الخال ملوحاً بيده سلاماً وهو يدلف منزله المجاور بهيبةِ الوقار الكبير الذي تتحلى بها شخصيته ..
تنهد لافي يُزيحُ عنه التوتر وهو يُشعلُ سيجاره مرة أخرى ويُخرج هاتفه ليتصل بـ كايد ..
أزعجهُ صوت الطلب وهو يُزيحهُ عن أذنه بسخط ووجهٍ عابس ..
سار لسيارته المتواضعه التي تستظل تحت الشجرة المتأصلة الفروع في منزل جدتهِ لأمه ..
تذكر أنه نسي المفتاح في غرفته ..
ركل العجلة البائسه بغضب وهو يشتم كايد الذي لم يرد على هاتفه ..
أنهُ تعب وأن دلف المنزل لايعتقد بأنه سيخرج منه بسهوله فخيالُ سريرهِ البارد يدغدغُ جسده المنهك ..
أخذ نفساً عميقاً مودعاً من دُخانه , ثُم أسقطهُ أرضاٌ ليدهسه يحرق سعرة الغضب بكل قوة قدمه ..
توجه للباب ودلفهُ وهو يُغلقهُ بهدوء يُخالفُ غضبه .. توجه لعتبة الباب الداخلي وفتحهُ ليستنشق عبير قهوةٍ جدته وخبزها الذي لايُحبهُ ألا من يدها ..
حك يديه ببعضها وأخذ (الشماغ) من رأسه ورماه فوق مكتبة التلفاز الذي يُذيع الصلاة من الحرمٍ المكي ..
شعث شعر رأسه بيديه بحركة تلقائيه وهو يتجه للمطبخ ..
_أأه يمه , يالله سلم يدياتها من النار .. يمه , يمه
أستدار يبحثُ عنها بالمستودع المفتوح على المطبخ ولم يجدها ..
تعالى صوته .. مُنادياً ..
_يمه , يــ أم مناف .. يــ السمراء ..
فتح الحافظه بيديه وهو يشيح بوجهه يمنة ويسره يسترق سمعاً علها ترد لهُ الصوت
_أأأه يازينها من ريحه ..
قطع الخُبز بيديه وأحكم أغلاق الغطاء وأستدار يُكمل البحث ..

,,


_القمرا_ أم مناف

مركز العز ..مُنيفه (السمراء) كما تُلقب
تجلس تمد رجليها المُثقله بأحزان السنين الطويله التي عاشتها بكل ماهو حافل ..
فرحاً أو حزناً ..
يُنهكها الفقد,تشبك يديها بحوقله وهي ترفع رأسها ولكأنها تُشاهد السماء من سقف غرفتها العتيق ..
يُخيلُ أليها أنها تسمع صوته .. يناديها بكل ركنِ في المنزل ..
ولكأن تنفسه وبحة صوته تسمعها من جانب فراشها المهجور ..
فقدُ غالي , وزمنُ ليس بزمنها , وهم أولاد وأحفاد وقلق للختام الذي ستُختمُ به ..
هتفت وهي تسمع صوت حفيدها المحبب لها ..
_لبيه ياجعلني فدوة هالصوت ياوليدي ..
_يــ الحسناء , يـ الفاتنه .. يالقصيره .. قصراً يوازي هامته عز البلد ..
قالها لافي وهو يحرك يديه بتمثيل .. ويبتسم وهو ينحني فوق رأسها بالتقبيل ..
_جعلني الأول والله ولا أذوق حزنش ..
_لا يابوي جعلني قبلك وقبلها أِشوف عيالك ..
_جوعان يمه ,و أشم ريحة طباخش آآه يااويل حالي وش يصبرني ..
قالها وهو يمثل الأغماء والتوهان ..
_لا يابوي لاتصبر اللحين أقوم أحطه بس دق على كايد خله يعجل
وكأنها ضغطت على الزناد ..حين هتف
_كايد أوريش فيه , سافهني وهو مواعدني يطلع معي من فجر الله أنتظر ..
_يـ الله صباح خير ياوليدي .!
قالتها أم مناف وهي تحكم لف ملفعها الطويل الأسود وتنهض بتثاقل ..
_عندي شغل ضروري كود لازم يخاويني عشان فيه أوراق تبع المحكمه يخلصها لي بسرعه ..
هتف يقولها بحنق ثُم أردف ..
_بروح أشوف قده ماسكها نومه ..
سحب من حافظة الخبز قطعةً صغيره وأستدار خارجاً ..
أقبلت هي لجمع أفطارها عادةٍ زوجها التي لم تقطعها بغيابه ..
عدس , وبيض , وزعتر وزيت الزيتون ..
حملتها وأستدارت ..
فتحت باب الصالون الكبير على مصراعيه وجلست بجانبه تنشد اشعة الشمس الخفيفه ..
رتبت سفرتها بيدها السمراء المتعرجه وتنهدت تُفكر بصغيرها من الأبناء الذي ينشد الأستقلال بعيداً عنها ..
تعلم أنهُ ليس بكايد قبل سنةٍ منهُ الآن , حتى بعد موت والده لم يكن بهكذا النحولِ والصمت ..
يُحيرها ويحزنها بقدر ما يُفرحها أنغماسهُ في شغله وأستقلاليته ..
لطالما تمنت وتمنت في أولادها ما يعز شأنهم في أمور دينهم ودنياهم ..
مناف وآه من مناف سافر للدراسة وعضت أصابع الشوق والحاجة بغيابهِ ولأجلِ نجاحه ثم عاد وسكن العاصمه
دكتوراً يُشار لهُ بالبنان ولكن لاتراه ألا في العيدين .. تشتاقُ له ولأحفادها مٍنه .. وتظل تكتم وجعاً بعيداً عن الأعينِ لأجله ..
أما جواهر .. فهي الأخرى بعيدة .. فـ زوجها ذو شأن يسكنُ العاصمة أيضاً .. تفتقد طفلتها الصغيره التي كبرت وتكبر يوماً
بعد يوم وتزوج أولادها الأخر بعد الآخر بعيداً عنها ..
وفقيدتُها الثالثه (أم لافي) .. التي سبقت والدها لربها .. ليستل المرض شبابها منها
وتخلف خلفها لافي الذي يسكن معها وميعاد وجميله اللتان تسكنان مع والدهما في قريةٍ بعيدة جِداً..
ثُم أبنها الذي تعتز به كثيراً , فهو القبيله التي تحتمي بها إن وجد , والقوه والآمان اللذان تركنان إليه ..
المؤذن (يوسف) يسكن بجوارها مع زوجته وأولاده ..
ثُم صغيرها(كايد) الذي رفضت ككل التخصصات التي أقترحها عليها خشية أن يبقى بعيداً عنها ..
حتى ركن ألى كونه محامياً يُشار له بالبنان رغم حداثة سنوات عمره الثلاثون ..
أعوام مرت وهي تعد الأيام مع أولادها لتُخرجهم بجهد للدنيا التي ذاقت منها وسمعت ..
أستقام عودها الذي لوتهُ السنين وهي تسمع مناوشات الأثنان وأبتسمت وهي تسمع صوت (كايد)
الذي لا يُخرجه ألا أستفزاز (لافي)
وتهادت بتعب لتأتي بالقهوة التي يرغبها أبنها قبل أفطاره ..
,,,,
دخل عليه ليلفحهُ هواء التكييف مغرياً .. وشاهد بغيته مُستلقي ولكأنهُ سيدخُل الحلم حقاً بملابسه التي لم يخلعها ..
أشعل النور , وطرق الباب ثم فتح ستار النافذه ..
_سكر النور والشباك وعود وراك ..
قالها كايد وهو يخبىء عيناه تحت ذراعه ..
_أقول قم , ماراح أطلع لاتذلني الله لايحيجني لك ..
قالها لافي وهو يسحب البطانية ..
_أقولك أطلع بنام نص ساعه بس ..
صرخ بها كايد بغضب ..
رد لافي وهو يبتعد لناحية المكتب ..
_بيفوت الموعد قم أشرب فنجال تنشط ..
لحقه الهدوء الرتيب ولم يجبه ..
_كايد ..
_ كايد
_كايد ..
_قسم ي أن قمت عليك لا أتوطى ببطنك .. أحسن لك أطلع
أتاه النقر على المكتب رداً ليستفزه ..
_ كايد
_كايد
لثواني توقع أن ينهض ليحكم الطوق على عنقه ففحيح صوته وهبوط صدره وأرتفاعه دليل على غضبه ..
ولكن بُهت وهو يحملق فيه بأنشداه .. وهو يراه يجلس على السرير ينظر لهاتفه ويتلمسُ أعلى جيبه ..
فهتف بتمثيل وهو يُخفي ضحكته ..
_حياك خالي كايد حياك .. تفضل البيت بيتك والقهوه جاهزه ..
نهض الآخر وهو يحدق فيه بغضب ..
_أقول ورني عرض أكتافك أبتروش وأجي ..
_زين ,السمراء تنتظرك ..وأنا بعد ,والسمراء الثانيه اللي خبرك بعد تبيك... أفا ياذا العلم
لم يُكمل جملته لأنغلاق الباب في وجههِ بشكلٍ عنيف ..
_سكنهم مساكنهم .. ماعليه شدة وتزول ..
قالها وهو ينزلُ للصالون لجدته التي تنتظر بــ هدوئها المحبب ..
_أجل يمه يواعدني ويعطيني وعد وينافخ بعد ياتسيف يسطى بس تقل أطر من جيبه ..
_أفا وش هالعلم ياوليدي وش تطر , أنت تطلب وهو ينفذ لايكون متحاسبين بس !
_ليتنا متحاسبين أحسن عشان أنا اللي أنافخ مهب هو
قالها وهو يجلس ب أسترخاء عندها وينحني ليشم ملفعها الطويل ويقبل رأسها ثم هتف ..
_ تعرفيني أنا والخبل لزوم الأكشن نوسع صدرش , البيت خلي ياعسى من يجي ويمليه لش أولا يمه .!
_أن شاءالله أنت وهالخبل تملونه وأشوف عيالكم
_هههههه يفدونش الخبوول وورعانهم يمه ..

,,, ,,, ,,, ,,,,



_يوسف
يوسف مؤذن الجامع الكبيرالذي جائت بهِ نيته ليكون صادحاً للآذآن بهكذا مكان ..
ثُم بعيداً عن مُسميات الدُنيا والدين ..هو الشخصُ البسيط
يعيشُ مُستقراَ في بيته لأجلٍ زوجتهِ وأولاده ..
لطالما كان حلمه أن يطير يُحقق أحلاماً تُراوده بين الفينة والأخرى ..داعيةً لله في شرق البلاد وغربها ..
ألا أن البر يمنعه , فـ قبل أن يفكر بـ أولاده يمنعه التفكير بـ أمه التي تجرعت الفقد على أشكالاٍ مُتعدده ..
على الأرضِ الصلبه فوق طراحةٍ شعبيه يجلس مُتربعاً ينتظرُ أفطاره ..
_هدى ..
نادى بصوتٍ عالي على زوجته التي أقبلت بكل وقارها الذي تستمدهُ منه تحمل صينية تنبعثُ منها رائحة الماضي ..
بـ أكلاتها الشعبيه التي يُحبها زوجها وتُتقنها ..
_هلا ..
_البنات داومن !
_ أيه الصغار راحن ومنى اللحين تنزل تبيك توصلها ..
_وراه وين السواق !
_ معتذر اليوم مدري شعنده .!
_خير , بسم الله الله يسلم يدينتس ..
_ أمين ..
أبتدأ يأكُلان بصمت , الصمت الذي تعودت عليه منه والذي ألفتهُ مؤخراً .. فلا شيء يُزعجها
ألا أنهُ يُبقيها بعيده عن همومه ومشاكله ..
هكذا هو وهكذا أعتادت هي .. حتى كان الجلوس لساعاتٍ من الصمت شيء ليس بمُستغرب ..
الكثير من الهموم التي تخاف أن تُناقشها معه لسرعة أنفعاله فـتكتم الكثير خوفاً وضعف ..
يفوتها العديد من الفُرص للعيش معه بكل عفويه , وهو لايشعر بما تُعانيه ..
هو الرجل الذي لاينتبه ألا بالتوضيح والحديث , وهي الحساسة التي تخشى الجٍدال وتنهارُ منه .!
نهض بهدوء وقبل أن يذهب ليغسل يديه قال ..
_ي الله نادي منى بنتظرها بالسياره ..
ذهبت بهدوء تُغالب النعاس الذي يفتك بعيناها التي أعترتها التجاعيد المُبكره ..
فقابلت أبنتها على عتبة الدرج .. _يـ الله أبوك ينتظرك .. وشوفي عنه أذا يمرتس الظهر ولا يقول لـ عمك كايد يجيبك ..
قبلت رأس والدتها بهدوء مُماثل وهمست ..
_ أن شاءالله يمه .. تامرين على شي !
_سلامتك ولاتنسين وردك _أذكارك_ .
_أن شاءالله
هتفت بها وهي تُسرع في لبس نقابها والأسراع في الخروج لوالدها .. والأخير
كرجُل طبيعي يعيشُ يومه ألا أن الدين ينهاه والخوف من الله يأمره ..
قد يُنتقص من قدره ولكن يُعليه ذكر الله اذا ما صدح في الحي الذي يسكنه ..
فهو لم يكن ذا منصبٍ عالي حتى يُشار له بالبنان لأجل مصالح العامه ..
بل رجُل بسيط جعل من نفسهِ في خدمة البشر, فهو أمتلك ثقة سُكان الحي فـ أصبح الرجُل الذي يقضي في أمورهم
ويحل مشاكلهم ,و ينتظر اليوم الذي يُسافر فيه للقُرى الأفريقيه وللدول الحبشيه لتجديد الدعوة لله ..
أدار المذياع ليعلو صوت القارئ فـ ضغط الزر ليعلو بشكلٍ يبعثُ للسكون والهدوء ..
_صبحك الله بالخير يبه ..
_هلاوالله الله يصبحك بالنور
طال صمتها وهي تسمع للمذياع أحتراماً , بودها لو تُغلق المذياع لتتجاذب أطراف الحديث مع والدها
ولكن ماذا تقول ..!
لم تتجرأ يوماً لمُبادلة حديث جدي فكيف بوديِ معه .. أعتادت صمته مثل ما أعتادت والدتها ..
أتاها صوته الدافئ ..
_كم تحتاجين مصروف .!
بلعت ريقها ثُم أجابت بتلبك ..
_ اللي يجي منك يبه ..
يُزعجه حيائها منه , أنه لايود أن يكون شخصاً يُخشى منه فكيف بـ أب لا يُمكن أن يُستأنس معه .!
يُحاول أن يتقرب ثُم يفشل بقلةٍ معرفته و هدوء طبعه ..
تابع المُراجعه قراءةً بشفتيه عن ظهرٍ قلب مع الصوت الشجي .. وهو يُخرج حفنة عشرات لايعرف مجموعها
فمدها لـ أبنته , أخذتها بـخجل ووودعتها جيب محفظتها المُخملي وهي تشكرُه بهمس ..
أهتز الهاتف في جيبه , أدخل محفظته ولازال يُتمتم القُرآن بخفوت ..
تعالى رنين هاتفه بـ أهتزاز , فـ أدخل يده في جيبه الآخر يبحثُ عنه ..
أتاه أسم (الأمام) (الشيخ مسفر) ..
رد بكل هدوء وأحترام وهو يُخفض صوت المذياع ويقف أمام كُلية أبنته ..
ليودعها بيده وهي يهتف ..
_ ياهلا بـ أبو سياف سم ..
_أبو منى أنا (جزلاء)..
ثُم أكملت بشهيق وزفير حارق ..
_أبوي بفراشه مغمى عليه تعال ماندري وشبه وجهه أزرق تعال بسرعه الله يوفقك بسسسسرعه بسرعه
سقط قلبه بين ضلوعهِ من الهلع وأستدار ضارباً السيارة الرصيف بشكلٍ مُخالف بعجل
ليستدير عاكساً ليلحق بشكل سريع لأقرب طريق للعودة فـ موقع منزل الشيخ لايبتعد عن حيهم ..
نظر للهاتف الذي نسيه بيده وأعادهُ لأذنه وهو يُنادي ..
_ يابنت .. جزلاء .. يابنتي ..
ولم يسمع أستجابه , ألا أصواتٍ مُتداخله من الصراخ والجزع .. ثُم صمتاً يعقبهُ بُكاء ونحيب .. !!!
أغلق الهاتف بيده المُتعرقه , وخلع غترته البيضاء ورماها خلفاً أستعداداً لحملهِ أن أقتضى الأمر ..
حك لحيته الطويله بتوتر وهو يقف مُحدثاً صوتاً عالي في مكابح السياره ..
نزل يضرب باب المنزل الكبير ويدفعهُ وهو يُنادي أهل البيت الذين خيم عليهم سكون مُخيف ..!!

,,, ,,, ,,,, ,,,, ,,,,


(باب الكرم)

_ جزلاء

كقُبةٍ صغيره وضعت حجابها بشكلاٍ مُهمل ..خبئت جسمها بعباءةِ لاتدري هل هي لها أو لأحدى شقيقاتها ..
زرعت الأرض جيئةً وذهاباً وهي تشد على هاتفها وتنشج ..
_جاء المؤذن !!
قالتها غياهب وهي تُخرج رأسها بستكشاف ..
_لا ماجاء.. قولي لـ هدبا تسكت البنات وتدق على عمي لين يرد وتدق على نوره ..وأنتي خلتس عند امي ..
توارت غياهب بسكون يُخالف قرع الهلع بقلبها ..
تناهى أليها صفير مكابح سيارة تقف بشكلاَ عرضي أمام المنزل التي تقفُ فيه ..
تماسكت بصعوبه وهي تُخرج نفسها لـ أبي مُنى الذي يُنادي بصوتٍ وجل ..
تلعثمت لاتدري ماذا تقول لكنهُ سبقها ..
_وش فيكم ! وين الشيخ !؟ وش جاه !
العديد من الأسئله التي يقولها وهو يتقدم وتُشير أليه هي بالدخول ..
تعالى صوته وهو يحوقل ويذكر الله لكنه وقف قائلاً بـ أستدراك ..
_روحي شوفي الدرب خلين أدخل ..
سمعت صوت والدتها المُختفي من أثر النحيب وهي تقول ..
_ أدخل يـ أبو منى ماحولك أحد ..
اسرع بالدخول وهي تجري من خلفه تدلهُ على المكان بصوتها ..
_مع الباب ومع الدرج فوق بالغرفه ..
ثُم تابعت الحديث بصوت مُتهدج ..
_عقب صلاة الفجر أنسدح وجت أمي تقومه يفطر وأثره مايرد ..
أشارت للغرفه التي أمامه للباب المفتوح على مصراعيه ..
_هنا ..
لم ينتظر ليسمع أتجه تلقائياً ليدخل ..
تسابقت قدماه لشيخه المُسجى على السرير ..
أنحنى وهو يضع يدهُ ليسمع دقات قلبه فلم يجد للنبضِ روح !!
أرتعدت أطرافه وحاول التجلد وهمس _يالله_
وضع أُذنهُ فوق قلبه فخُيل له نبضُ ضعيف ..
تناهى لسمعه صوت يقول ..
_له ساعه تسذا حاول تشيله الله يجزاك خير ..
_وين مجادل .! و سياف وينه!
أتاه الصوت للمرة الأخرى على شكلٍ نشيج ..
_ سياف مسافر وعمي مايرد
حملهُ بصوبه وهو يترنح بتعب ..
_ خل نساعدك عليه ..
قالتها جزلاء وهي تشير لغياهب بـ أن تفزع معها بحمله ..
_لا وخرو بس خل أتواسى ..
أبتعدن بقلوب وجله حتى هتفت جزلاء
_تراي أبروح معك ..
_وأنا بعد ..
قالتها غياهب بـتحقيق أمر لابت فيه ..
_لا مايحتاج ..
قالها وهو يهتف بها من الأسفل بتعبٍ شديد ..
رفعه لظهره مرة أخرى كي لايسقط وأسرع للباب ..
سمع صوت باب السياره من الجانب الآخر يُفتح وهو يواسي رأس الشيخ بشكلاٍ مُريح ..
_يابنتي أنزلي تراي ببلش فيتس
سمع صوت والدتهن أم سياف تهتف بالدعاء و تُنادي بسخط ..
_جزلاء ماتسمعين ! أقول أنزلي ..
_يممممه أبرووح
_لا أقول أنزلي ماله سنع روحتس وأن شاءالله مافي ألا كل خير ..
_يممممممممه
_أقول أنزلي أسمعي الحتسي لاتقطعين الرجل
سمعت صوت ابو منى يهتف ..
_يـ الله يابنتي انجزي وخلكم حول التلفون بطمنكم عليه ..
نزلت بغيض وهي تمسح دموعها وتتجه للباب بغضب ..
دخلت وسحبت حجابها الذي ألتوى بشكلاً حلزوني على قمة رأسها ..
_فضحتونا عند الناس بينهبلون وأنا ما أبي أحد يدري
_يممه وش فضحناتس أبوي تعبان وابروح أشوف وشبه وراه صارت فضيحه ..
قالتها جزلاء وهي تنشج بتعب ..
_يختي خلاص صدق روحتنا ماله داعي وأمي بلحاله ..
قالتها غياهب بهمس وهي تضغط رأسها بيديها بتعب ..
جلست أم سياف على حافة الدرج وهي تنظر للسماء برجاء ..
أما هي أستدارت لتدخل ترى ما حال شقيقاتها .!
سمعت صوت غياهب يقول ..
_يمه قومي أدخلي داخل
وصوت أمها وصوتها يتحشرج
_أبقعد هنا لين نتطمن
فـ وقفت بضياع وهي ترى هدبا تقف تُريح رأسها على الباب الداخلي وتنظر بصمت ..
_وين خواتي !
_بالغرفه متسدحات ..
قالتها هدبا بصوتها الخافت المُعتاد ولكنهُ اليوم أخفت مٍن ماهو مُعتاد ..
الذي قد يُخيل أليك أن حنجرتها يابسه وجدباء بحيث أن الحديث يُتعبها ولا يُحييها ..
_روحي عند أمي أفرشي له الفرشه بالحوش ماتبي تدخل ..
_طيب ..
تناهى لسمعها صوت أختها الذي تُخرجهُ بجهد فوقفت تسترق ..
_جيبي جوال أمي وقولي للبنات يطلعن لايقعدن لحالهن ..
أكملت مسيرها وهي تتجه لغرفتهن في الأعلى لتتفقدهن ..
فتحت الباب بهدوء وهي تُقوي نفسها وتأخذ شهيق بهدوء وزفير ..
_شفيا .. حُذام تعالن للحوش عند أمي ..
سمعت شهقة من شقيقتها الصغيره فـ جالت بعيناها الغُرفه تبحثُ عنها ..
_فيافي .. وينتس !
ركعت بجانب السرير لتبحث فوجدتها تظم جسمها المُكتز بعيون جاحظة باكيه ..
_فيافي أن شاءالله أبوي مافيه شي تفائلي خير وقومي أدعي له وصلي كود ربي يخليه لنا برحمته ..
أستدارت وهي تسمع صوت الباب يُفتح لترى شفيا تخرج تحمل منشفتها ..
_شفيا أصبري لاتتروشين خل ننزل عند أمي قبل ..
_لا بتروش وأنزل ..
_يابنت الحلال أصبري ..
لم ترعى لحديثها سمعاً وهي تدلف الحمام بـ أصرار ..
_أففف يا رب رحمتك ..
حوقلت ثم همست ..
_حُذام .. أذا موب مداومه خل ننزل عند أمي ..
أعتدلت الأخرى جالسة عن سريرها وهي تهتف
_تخيلي أداوم وأبوي بالمستشفى !!
ثُم مسحت دموعها وأستدارت للباب لتنزل بهدوء ..
أما جزلاء يقيناً تعرفُ أنهُ بمحنةٍ كهذه ليس وقتاً لهكذا سؤال ..
ولكنها هذهِ طريقتُها المُعتاده دائماً للتخطي والمُقاومه ..
وسؤالاً لها قبل شقيقتها لنداء في أعماقها .. وأتاها الجواب
بأن ليس كُلُ شي نستطيعُ مُقاومته ..
أو رُبما حيله .. للأحتيال على روحها الجزعه التي تهتف لها بتربيت بأن كُل شي بسيط وسيمُر ..
تبعتها بعينيها وهي تتنهد بتوتر ثُم نهضت عند باب الحمام ..
_شفيا لاتسكرين الباب بليز لاتدوخين علينا أفتحي أشوف وأطلعي بسرعه ..
استدارت لتذهب لصغراهن فوقفت قبلها بـ ضمير خائف ..
_أقولتس طرفي الباب يابنت ماتسمعين .!
أنفرج الباب عن فُتحة صغيره فـ تنفست بعمق .. وأستدارت تُكمل حديثها المواسي لشقيقتها الصغيره
_يـ الله فيافي .. خل ننزل عند ماما عشان ماما تصير قويه أذا صرنا كلنا معه ..
_أنا خاااايفه ..
هتفت بها فيافي بهلع وهي تُخفي وجهها عن شقيقتها ..
_كلنا خايفين , بس لازم نصير قويين عشان ربي يعوضنا على صبرنا قومي أشوف ..
_لا ما أبي ابي أنام ..
تنهدت بسخط وهي تتركها لتمضي لشقيقتها التي خرجت تعرج من الحمامم بتعب ..
_أنزلي خل نفطر وعشان أمي تاكل لقمه , أخاف تطيح هي بعد علينا لازم تاكل علاجه ..
_طيب ..
قالتها بخفوت تُزيح عنها المنشفه التي تُغطي رأسها ..
أستدارت تنزل وهي تنظر خلفها لغرفة والدُها وتُخفي غصتها خلف آخر عتبةٍ وصلتها ..
أكملت مسيرها للفناء ووقفت تنظر لأمها التي تجلس على جانب السُجاد الشعبي
وهي رافعة يديها للسماء بظهرِ مُنحني , وبجانبها تحلقن الفتياة بشكلاِ دائري ..
أستدارت حين تذكرت عِلاج والدتها وعادت لتأتي به وبلُقمه تُقويهم .


,,, ,,, ,,, ,,,,


_غياهب ..

التي تأتي بالترتيب بعد (جزلاء)ولكنها أطول وأعرض ورُبما أشد تعقلاً وبُعد نظر من شقيقاتها ..
رُغم مايُحيطها من أنعزالٍ وغموض ..هي بريئةُ بشكلٍ موجع
تجلس بوجهٍ خائف عابس بجانب أمها , تُحيط كتفها تارة وتارة تُعيد النظر للهاتف بيدها ..
همست لهدبا بجانبها ..
_أدق على المؤذن ولا أصبر !
_أصبري ..
أتاها الصوت خافتاً بشكلاِ قطعي ..
تنهدت بصوتٍ عالي وهي تُعيد النظر لوجه والدتها بوجل .. ثم رفعت يديها تُماثل والدتها في الفعل
فـ أختفت أنفاسها خلف الدُعاء الذي تهمس به برجاء ..
لم تتصور يوماً هكذا يوم , فـ حياتها تعيشُها باللحظه ..
يُهمها أن تبقى خلف حائط مرئي وغير مرئي مٍن العالم الخاص بِها ..
أنها الوحيده التي تخشى المُغامره وتكره الألم والوحده .. بشكلٍ يجعلها أقرب للأنطوائيه ..
تكره الألم الذي يجرحُها بشكل يُعيقها من أستمرارية الحياة ووقائعها الفضه ..
سرمديةُ الخوف والرهبه رُغم الهيمنة التي تحتلها مكانتها في منزل أبويها ..
لم يكُن اليوم الذي فُصلت جزلاء من المدرسه بيوم عادي بـ النسبة أليها ..
فقد حُتم عليها أن تذهب وتأتي بمفردها , في حين أنها لاتجروء على الذهاب ألا مع شقيقتها ..
لم تكن واثقةً أبداً لابنفسها ولا بالآخرين .. وهي ليس لديها الأستعداد للتحمل ..
_أبدق عليه مالي دخل ..
قالتها بصوتٍ مُنفعل وهي تضرب ارقام الهاتف بـ أصابعها النحيله التي تُخالف أكتناز جذعها المُمتلىء ..
وضعت الهاتف بـ أذنها وهي ترفع رأسها لـ جزلاء التي أقبلت تحمل صينية الفطور ..
_أأأ الو .. السلام عليكم
رفعت رأسها تنظر لشقيقاتها الاتي يترقبن بـ ملامح وجله ..
ثُم أكملت وهي تنهض ..
_أبو منى بسألك عن أبوي ! شلونه بشرنا.. !
أعادت الصمت بوجه لايُبشر بخير وهي تقضم أضافرها بتوتر ..
_أن شاءالله أن شاءالله جزاك الله خير ..
أغلقت الهاتف وهي تلتفت لوجه والدتها التي تنظر لها بترقب ..
_وش يقول !
_يقول أخذوه وماندري أن شاءالله يطيب .
همست أم سياف وهي تنظر بجزع ..
_دقي عليه أبحاتسيه أنا
تنهدوا جميعاً بشكلاً مُتفاوت مُتوتر ..
ونهضوا بشكلاً سريع للباب الذي يُطرق ..
_مين !
قالتها غياهب وهي تسترق السمع ..
فتحت الباب حين تناهى لسمعها صوت زوجة عمها مجادل التي دلفت بتوتر ووجه غائم ..
أخذت منها أبنها الذي تحمله بتعب وقالت لها بخفوت ..
_وش جابتس وين عمي مجادل !
دخلت الأخرى بخطوات مُتوتره وهي تنظر لأوجههن بتفحص و خوف وهمست ..
_سلامة مسفر وراكم قاعدين بذا !!
ثُم أكملت بتوتر , وهي تسير وتجلس بجانب أم سياف ..
_أنا توي جايه من خواتي جابني ولد أختي وكلم مجادل يقول أن أخوي بالمستشفى قلت أجل بجي عندكم ..
ألتفتت لها أم سياف بـ أمتنان لها مع عتب وهي تقول بخفوت ..
_وين مجادل ماله حس راح لأخوه!! قصرنا ندق عليه
ردت نوره بتعجب وهي تهمس ..
_مادري والله بس كان ماشي للدوام والمسافه بعيده أكيد أخذ وقت على بال مايرجع ولا شي !!
_شلون!! أقولك مايرد أنا دقيت عليه وعليتس
قالتها هدبا بتوتر غاضب .. ثُم أردفت
_من أول ما جتنا أمي تركض الساع سبعه بالضبط وأنا أدق عليه ..
أنزعجت نوره للهجه اللغير مُريحه من هدبا فردت بهدوء
_الغايب معه عذره ما ندري عنه , لكنه كلمني قالي روحي لبيت أخوي أنا بالمستشفى ..
همست غياهب وهي تضعُ الطفل أرضاً ليحبو ..
_عسى خير يا رب .. صوت أبو منى ماجازلي !
قالتها وأرتعدت وهي تنظر لوجوههن بتفحص وأردفت ..
_يمه أدق لتس عليه نتطمن !! شوفي وشبه بالضبط ..
أتى صوتُ نوره وهي تتنحنح ..
_لا لاتدق أصبري خليه تاكل لقمه وتاكل علاجه ..
أقتربت جزلاء وهي تُعطي أمها قطعة الخبز وهمست ..
_يمه كولي اللي تقدرين عليه أدري مالتس نفس بس عشان العلاج
قالت نوره لهُن وهي تقترب للصينية البسيطه التي تحملُ عُلباً وشرائح توست
_وأنتن بنات رطبن أثاميكم , والشيخ ماعليه أن شاءالله
تراخت الأيدي بين محاولٍ الأكل وبين مُنطوي
من المُريع أن تجلس مُنتظراً خبراً لا تعلم هل يسرك أم يُحزنُك ..
تبتلعُ التوتر تارةً تلو الأخرى ..
تُزيح العبرة عن فمك بأغلاق فمك بقسوه ..
وتكتمُ النشيج مُغلقاً عليه بين حناجرك

,,,, ,,,,, ,,,,


_هدبـا


التي تأتي بعد غياهب , الروح التي تعملُ ولا تكل ..
هي القوه الخفيه التي يأتمنون بها رغم حداثةٍ سِنها ..
مِزاجيه , وحادة الطباع لـ كثرة الأيدي التي ترتكزُ عليها ..
_هدب .. هدبا
تناهى لسمعها صوت فيافي التي تهتف بـ ألحاح من أعلى الدرج..وتُنادي ..
_هدبا , تعالي ..
فنهضت لتدخل وهي تمشي الهويناء ..
_وش تبين !
قالتها وهي تكاد أن تنحني من ألم يفتك بمعدتها ..
_تعالي عندي خايفه ودي أنام عجزت ..
_أذكري الله وعقب يجيتس النوم .. ولا ترا بخليتس تداومين
_لا ..
هتفت بها الفي وهي تستنكر بجزع ثُم أردفت
_طيب تعالي عندي ..
لم ترد بل صعدت وهي تُفكرُ بأن تلبية ذلك سيكون مفيداً
’حُجة وحاجه للأختباء قليلاً والجلوس بمعزل
ليتسنى لها التفكير المُطلق ..
يتصاعد لـ قلبها القلق كُلما خُيل أليها وجه والدها المُسجى ..
رُغم أنها ليست المرة الأولى التي يسقط من أثر السُكرٍ المُرتفع ..
ألا أن اليوم وجهه لايُبشر بخير ..
تصعد والضيق يُحاصرُ قلبها ويفتكُ به ..
أستلقت بجانب فيافي تمسح على رأسها بتفكير شارد ..
حتى همست الأخرى ببكاء ..
_يا رب بابا يرجع .. أنا خايفه خايفه ..
نظرت لها طويلاً وهي تُخفي خوفها هي الأخرى ولكنها لم تُحبذ أن تُعطي الكثير من الأمل ..
ثُم همست وهي تُستخرجُ الأحرف غصباً ..
_كل اللي يجي من ربي خير كل شي .. حتى اللي يضايقنا ونصيح منه خير ..
_شلون نصيح منه وهو خير , يعني لو يموت بابا خير !!
قالتها الصغيره بجزع مُتزعزع مُتعجب ..
_أيه يمكن يكون تعبان على طول , يمكن يكون قريب من الله أكثر لو ياخذه وهو تعبان ..
تنهدت بتوتر وهي ترد خاطرها المُشين بتفاؤل وأمل .. وأن كُل هذا التوتر سيزول يـ الله بالراحه ..
ثُم همست وهي تحد النظر بالصغيره ..
_نامي خلاص ..
وضعت ذراعها على عيناها وأستراحت بجانبها تطلب الأسترخاء ولو للحظات ..

...
لاتعرفُ ما هو الوقت حين فتحت عيناها بفزع ..
ولا تعرف كم ساعةٍ نامت ..
أستعاذت من الشيطان وهي تضع يدها على قلبها .. من منامٍ أزعجها
جلست مُتربعه ونظرت لجانبها لشقيقتها التي أخذها النوم العميق هي الأخرى ..
يُخيلُ أليها أنها تسمعُ صوت صُراخ من بعيدٍ ونحيب ..
تعثرت قدماها وهي تُزيحُ الملحف الثقيل فـ أستوت بتلبك وخطواتها تُسرع بالنزول للطابقٍ الأول ..
وقفت عند العتبةٍ الأولى تنظر للأسفل ..
سمعت أصوات رٍجال عِده .. وضعت يدها تضغط مكان قلبها وهي تمشي الهويناء ..
بقلب واجف جلست وسطِ العتبات ..
مسكت رأسها بيديها وخبأت عيناها وهي تتلوى مثل جنين في بطنٍ أمه ..
تُريد الأختفاء .. بل تُريد أن تُصاب بالصمم في هذه اللحظه ..
لا تُريد أن تسمع الخبر المُفجع الذي تنتظرُ سماعه ..
هي تعرفهُ ..
تعرفُ الفجيعة من النحيبِ والبكاء ..
لاحاجة لأحد أن ينقل الحدث شفهياً ..
شعرت بيدٍ تمسحُ على رأسها فـرفعتهُ ببطئ وهي تنتظرُ صدمة الألم بوجهٍ خالٍ
خالٍ من المشاعرٍ بتاتاً ..

,,, ,,,,

شفيا _

التي تأتي بالترتيب بعد هدب ,العينُ الضاحكه والقلبُ المُنتشي ..
لاتدري متى غلبها النعاس ..
فهي كانت تستلقي في سجادتها بعد صلاتها تُفكر بقلق ..
أنها مُتفائله مُتفائله جداً برجوعٍ والدها بأحسنٍ حال ..
لذا عما تستطيعُ من قوةٍ أمل تُزيحُ كل قلق يوحيٍ بالبلاء ..
حتى حين فتحت عيناها على صوتِ البُكاء ظنتُه بُكاء فرح .. أو هكذا رغبت أن تظن ..
وحين تعالى البُكاء وأختلطت أصوات النشيج والصُراخ ببعض ..
جلست على الأرضِ مُتربعه وهي تعرك عيناها بتوتر ..
دخلت عليها زوجة العم (مجادل)نوره .. التي تنشج بقوه وجلست بجانبها بُسرعه ..
نفثت بالبسمله على قلبِ شفيا وهي تُحاول أن توقف النشيج الصامت ..
ثًم وضعت يدها على رأسها وسحبتها بقوه ألى حضنها ..
_سمي بالله وقولي لا أله ألا الله ..
_خير وششبكم ..!!
يخيلُ أليها أنها تموت ونوره تُلقنها الشهاده .. لذا شهقت برعب وهي تهمس ..
_أنا مابي شي وششبكم !!
أزاحت يد زوجةٍ عمها وهي تُحاولُ النهوض بغيرٍ أدراك منها ..
تعالى نشيج زوجة العم بصوتٍ عالي وهي تهممس ..
_قولي لا أله الا الله ..
_أقولتس وشبي مابي شي الحمدلله أنا حيه , تو بس نمت شوي والحمدلله مصليه ..
الكلام يخرجُ منها بشكلٍ مُتسلسل سريع بأنفاس لاهثه ..
أنها لا تُطيق أن تأخذ من الأكسجين شيئاً الذي أنحبس عند أنفاسها ..
رفعت رأسها لهمس شقيقتها التي يأتي لأذنها من بعيد ..
_شفيا أذكري الله ..
صرخت بغضب وهي تمسح دموعاً أنهمرت على وجهها ..
_جزلاء وشبتس بعد أنتي مابي شي أنا حيه ما مت ..
_أبوي أدعي له يا شفيا أبوي يطلبتس الحل ..
تداعت بتراجع على ظهرها .. وسقط رأسها في حضن نوره التي تلقفتهُ وهي تمسح
عليهِ بحنان وحُزن ..
تقدمت جزلاء التي توقعت أمراً كهذا من شقيقتها فـ نضحت الماء على وجهها ..
ومسحت وجهها وهي تضربهُ بشككلٍ خفيف ..
شرقت شفيا بالماء ثُم صرخت وأنفجرت بالبكاء وهي تظم جزلاء وتمسك تلابيبها
بنحيب عالي ..
همست جزلاء بذبول ينخر بعظامها الصفراء النحيله ..
_نوره روحي شوفي أمي وغياهب ..خلتس عندهم شوي وأجي ..
نهضت الأخيره ببطئ وهي تمسح وجهها الحنون وخرجت ..
وما أن رأتها جزلاء بعيده حتى شهقت هي الأخرى بعبرةٍ أبقت عليها كثيراً ..
ظمت شفيا التي لازال يفتكُ بها البكاء وشاركتها البُكاء بنحيبٍ خافت ..
توقفت للحظات وهي تُبقي على الشهقات داخل نُقطةٍ من روحها ثُم همست ..
_شفيا ..
تنهدت بعمق وهي تمسح عيناها بقوه وتلح ..
_شفيا .. أذكري ربتس
ولارد غير بُكاء تزداد وتيرته ..
_...... شفيا أمي لازم نصير عنده ونقويه لين يجي سياف ..
ثُم أكملت وهي تُزيح شقيقتها عن حظنها ..
_أذكري الله يختي أذكري الله
تمايلت بجانبها وهي تُغمض عينها بقوه ..
يُخيلُ أليها أن صوت شفيا يأتيها من بعيد .. بعيد جِداً ..
نفثت بقوه وهي تُحاولُ الجلوس بأرتجاف ..وتهمس بهذيان
_شفيا , أمي , خواتي .. سياف .. البيت شفيا تكفين خلتس قويه خلتس قويه
نهضت ببطئ بجسدها النحيل وهي تتوشح القوه البائسه ..
وخرجت تُكملُ قصة الوجع ..

,,, ,,,,, ,,,,,

_حُذام ..

التي تأتي بعد شفيا بالترتيب .. نقيةُ القلب ودودة الملامح ..
مُذ أقبل عمها وهي تتشبثُ بـ أمها من هول ملامحه ..
حتى حين همس عمها لأمها بكلمات التعزيه لم تفهم ماتعنيه كلماته ..
حتى رأتهُ بعينِ دامعه .. وسقطت أمها خلف ظهرها تتوسد الحائط ..
ظمت نفسها وهي تنظر للجميع بعيونٍ مُرتعبه ..
تعالى رنين الجرس وذهب عمها سريعاً ..
فـ شعرت بمن يجذبها ويخفي رأسها بين طيات صدره ..
نظرت من تحت اليدين الحانيه لغياهب التي تحتظنُ أمها وتُسمي عليها وهي تنشج بصوتٍ عالي ..
حتى تهاوت هي الأخرى بجانبها ..
ابتعد الحُظن بسرعه وشعرت بالبرد ..
رأت جزلاء تُزيح غياهب عن أمها وهي تنشد العون من نوره ..
الجميع يبكي بصوتٍ عالي ..
لا أحد , لا أحد ينظر لرعبها ..
الجميع منشغل عنها ..
أسرعت , أسرعت للأعلى لتختبئ ..
فـ وقفت بجزع وهي تنظر لهيكل هدباء المُتراخي وذراعيها المُشتده ..
وضعت يدها على راس شقيقتها وهي تنظر برعب ..
أنها مثلها ميته ..
مشاعرها ميته ..
ذاقت من الرعب ما ذاقت ..
تراجعت بضعف وعبرتها قد أرتوت حتى أنهمرت .. وضرب ظهرها الحائط فجلست ..
همست ببوح مُتسائل ..
_هدبا أبوي .. أأا ب أأأبوي وووووينه !
تأوهت الأخرى وهي تُجيب وعينُها لاترى ألا السواد وتحتظنُ نفسها بقوه ..
_راح لربي .. بالجنه ..
_أكيد أبوي بالجنه أأأا
لم تستطع أن تكمل فشهقت بقوه وبدأت بالنحيب بصوتٍ عالي ..
أقتربت من هدبا حين سمعت أصوات أعمامها يطلبون الأستئذان للدخول على أمها ..
فـ أشتدت بالألتصاقٍ بها وهي تظم ظهر هدبا المُلتوي بأنحناء على بطنها ..
سمعن صوت صراخ من عمتهن .. التي دخلت بعاصفةٍ هوجاء من البكاء والنحيب ..
فـ ظممن أنفسهن برعب وهن يُكملن الصعود للأعلى ..
_أمشي فوق ..
قالتها هدبا لحُذام وهي تجرها بتعب ..
صعدن العتبات بثٌقل وهرب .. وأنفجعن بمنظر فيافي التي تجلس مُنحنيةً بشكلاٍ مائل ..
وتنظرُ للأسفلٍ بشرود ..
ضاق صدر هدبا حتى تهاوت بجانبها وبلعت ريقها مٍراراً ..
أما حُذام دلفت للغرفةٍ وأستلقت وصوتها يعلو بالبكاء ويزداد ..
لاتعلم ماذا تقول لها , فسنوات عمرها التسعه مُحيره ..
هل تُحادثها بقوه وأين القوة والعقل منها !!
أم تُحادثها بتحايل وتدرج وهي الفطينةُ التي لاتفوتها شاردة ولا وارده ..!
همست بضعف وصوت يستغيث ..
_في .. فيافي أبوي بالجنه .. ياحظه يوم راح للجنه أدعي بس ربي يرحمه ..
تعالت صرخة من الأخرى وسقطت بحظنها فرفعت رأسها تنظرُ للسقف بعبره ..
مسحت على رأسها وهي تنهض وتمسك ذراعها لتنهض بها ..
فجلست على أثرٍ نحيب وصراخ الأخيره ..
ثُم تراجعت بضعف على ضربةٍ أتت وسط صدرها تلقتها وتهاوت ..
تعالى صوتها قدر ماتستطيع وهي تُنادي على فيافي التي تنزل العتبات بأرتباك وسرعه ..
جلست بهدوء يُخالف عاصفتها الهوجاء التي تسكنُ قلبها
تنهد وتنظرُ للأعلى تاره حتى نهضت مثل رجُلِ آلي لتدخل الحمام ..

,,,,, ,,,,,,


فيافي _

الفي والصغيرة المُدلله .. القبه التي وقفت عندها أم سياف ..
سمعوا صوت بُكائها الذي يزداد أقتراباً , فـ تلقفتها جزلاء عند أسفلٍ الدرج ..
ظمتها رُغماً عنها فذراعاها ترفظُ الأحتضان ووتيرة بكائها تزداد أضعاف ..
لم تستطع جزلاء الأحتفاض بها في أحتضانها وهي النحيلة .. فـ تراجعت بجذعها القصير
وأصطدمت بصدرٍ صلب أنتفضت منه وأبتعدت ..
رأت شقيتقها ترمي نفسها بصدر عمها الذي تلقفها بحنان مُبالغ به ..
فـ جذبتها منهُ بقوه وهي تُخفظ نظرها عنه ..
همست بقوه وهي تنتفض ..
_أمشي عند أمي ..
_خليها ..
قالها وهي ينظر لها بتحدي .. !
_لا أمي تبيه عنده ..
سحبتها بالقوة الباقيه لديها وأستدارت أعقابها للداخل ..
أعمامها كلهم مُجتمعون , تتوسطهم والدتهن التي تُغطي نفسها بلمفعها الكبير ..
رمت شقيقتها عند أمها وهي تنظر للوجوه بتوتر ..
تعاظم بُكاء فيافي بشكلٍ بائس فـ تهامسوا بالرحمةٍ والدعاء ..
وهم يمسحون عيونهم ويخفون نشيجاُ لأجلهم ..
نظرت لعمتها التي تنحني على نفسها بنشيجِ عالي يؤلمُ السمع ..
فوق كرسي وتحتها أبنتها التي تنظر للجمع بعين دامعه وأنف محمر ..
استقام جذعها وهي تُسرع للهاتف الذي تعالى صوته بالرنين ..
وقبل أن ترفع الهاتف شعرت بأنفاس خلفها ويدٍ كبيره تضغط فوق يدها
همس عمها بعين تتفقدُ البؤس في ملامحها ..
_لاتردين وأفصلي التلفون ..
أكمل وهو يرى التساؤل في عينيها التي ينضح منهما الكُره ..
_أخاف أنه سياف وينزعج من صوتس مابعد علمناه ..
توقف الرنين ووئد في مهده حين سحب عمها السلك ورماه أرضاً ..
أنها تود أن يأتي أخيها ويخبروه ..
تود أن يرى الرعب الذي يعيشونه ..
تود لو يحمل عنها فجيعتها وتستلقي على كتفه بتعب ..
تهاوت يدها بجُبن وهي تخشى أن تُخالف أمره وهي تنظر للهاتفِ بعين دامعه ..
أبتلعت ريقها مٍراراً قبل أن تلتفت لأمها التي تظم فيافي ببيديها ..
أسرعت لأمها وهي تهمس ..
_يمه أمشي للغرفه ..
وضعت يدها على ذراع أمها وهي تُحاولُ أن تسحبها ..
رفعت فيافي عن أمها بمساعدة نوره التي جذبتها لحظنها هي الأخرى ..
فساعدت والدتها التي هدها الضغط وفقدت لسانها الطلق حتى ظنوا أنها أصابها الصمم ..
دلفن للحجرة الصغيره التي تستلقي بها شفيا بصمت ..
وجلسن بشكلٍ مُتقارب ..
أمهن التي أزاحت الملفع عن وجهها الناصع البياض ..وعيناها الحمراء التي شكلت الفجيعةُ دوائر أسوداد حول عينيها ..
ظمت صغيرتها فيافي لحظنها التي أندست بعويل وهي تخفي وجهها حول جيد أمها ..
وبجانبها غياهب التي وضعت رأسها فوق كتفها وهي تنشج بخفوت ..
أستدارت جزلاء لتخرج لتبحث عن شقيقاتها , فـ لاتعرف ما أمر هدبا ..
أصابها الضيق حين تذكرت أنها لم تعرف , وحُذام مُذ تركتها وهُن مُتحلقين حول أمها
لاتدري ما حُزنها وأمرها هي الأخرى ..!
حيث تمشي لتصعد الطابق الأعلى تسمعُ همس أعمامها ..
وصوت عمها مجادل الذي يقُص عليهم ماحدث ..
لم يكونوا أبداً مصدر راحةٍ وآمان مُطلقاً ..!
وحين وضعت قدمها على العتبة الأولى من الدرج أصطدمت بهدبا ..
التي تقف هي الأخرى تنظر لوجهها اللذي يتصنع القوة والصبر ..
عبرت كل منهن عينا شقيقتها وهي تُحيط وجهها بتفحص ..
عبر القلق خطوطهُ على ملامح جزلاء التي همست ..
_وينتس !
لم تجب الأخرى أذ تراجعت للحائط وهي تُخفظ رأسها ببؤس وتُجيب ..
_وين أمي ! ومن به!!
مسكت يدها لتُجلسها رغماً عنها وهي تنظر لوجهها المُحمر قلقاً ..
عرفت أنها تعلم من خطوط هول الصدمه التي تنخر في ملامح شقيقتها ..
ولاتعرف كيف علمت ..!
همست تستجدي قوة من وجه شقيقتها الذابل ..
_هدبا أمي لازم نكون حوله ..
_سياف وينه !ماله حس جاء ولامابعد جاء!
قالتها هدبا بضعف وهي تُحاول النهوض حين تذكرت وجه والدتها ..
_سياف شكله مايدري وأخاف أكلمه أفجعه , أنتظر عماني يدقون عليه ..
بصعوبة يجرن الخُطى , وبجسد يتلبس القوه ..
أتجهن للغرفه التي تجمعوا حولها ..
وقفت هدبا لثواني تمسحُ العرق الذي يتصبب من جبينها بغزاره ..
نظرت جزلاء لها بقلق وهي تهمس وتتلمس جينها ..
_أسمعي أنتي حاره تبوخين من الحراره روحي أرتاحي فوق وأنا عند أمي ..
هزت الأخرى لها برأسها علامة الرفض وهي تتقدم للغرفه بجسدٍ واهن ..
هالها المنظر الذي يدل على أن الفجيعةً أمراً ملموساً وواقعاً محسوساً لابت فيه ..
جلست على أقرب مكان عند الباب الموارب ..
وهمست وهي تنظر لأمها التي تسترق النظر لها بقلق ..
_يمه , سياف تدرين عنه .. !
أنها تعلم أن أمها لا تعلم , ولكن محضُ كلام أرادت أن تقوله لأمها التي لاتعي ماحولها ..
بودها لو تُعطيها قوة بأنهن جميعاً بحاجتها ..
ضربةُ وجع بسيطه لتُنبهها على أن تستعيد قوتها الدائمه التي تفتقدها في وجهها الذابل ..
هزت الأخيره رأسها بشكلٍ يائس وهي تُحاول النهوض بفزع نضح من ملامح وجهها الشامخ
_يمه وين !
قالتها جزلاء بأستفسار وهي تتبعها ..
_بروح أشوف وين أخوتس!
ولكأن أبواب السماء تٌقرع لأجلها ..
_يممه ,, يمممه
صوت أبنها الذي أتى بصوتٍ لاهث ..
أستقبلتهُ أم سياف بشهقةٍ أودعتها كُل خوفها وجزعها وهي تظمهُ بقوه ..
ظمها هو الأخر وهو ينشج بصوتٍ عالي ..
تعالى النشيج والبُكاء مرة أخرى من الجميع ..
عمتها التي أقتربت تُقبل رأس زوجة أخيها وتهمس لها بالمواساة و زوجة عمهم نوره التي تقف على مقربة هي الأخرى
تنشج وتُذكرهم بالصبرٍ وبـ الله ..
,,, ,,,, ,,,,, ,,,,,

_سياف

الجبل الأول لـ أم سياف , أتى بعد أن توفي قبلهُ ثلاثة من أبنائها الذكور ..
تتشبثُ بهِ قدر كبريائه الكبير .. الذي يصدهُ أحيان كثيره عن منزلِ الكرم ..
لم يُصدق أن والدهُ أصابهُ مكروه كبير , فهو حين أستئذن منهُ وخرج قاصداً (القنص)
كان والدهُ بـ أتم صحه وعافيه , حتى انهُ شاهد قياس السكر حين قامت بهِ غياهب وكان جيداً
تفاقم الأسى في آخرٍ نُقطة في سويداء قلبه وساحتهُ الأخرى تفيضُ بالحُزن ..
عيناه مثل مٍشعلٍ أحمر , جمرتان مُلتهبتان بشكلاٍ يأخذُ منهما لوناً يُحاك فيهِ لوعته ..
ظم أمهُ بقوةٍ ألى صدره حتى أستحالت بين ضلوعهِ كـ خرقةٍ باليه رغم جذعها الطويل ..
الذي يصغرهُ بضع أنشات ..
تعالى النشيج من الجميع بصوتٍ عالي حتى جلس على ركبتيه جاراً أمهُ معه على الأرض..
في كل زفرةٍ من زفرات قلبه كان يبكي ما تضيقُ معه أنفاسه ..
أن يموت أبيه وهو عنهُ بعيد لهو أعظمُ عذاب , وهو البار به ..
أي عقوبةٍ أرتكبها وأي ذنب كبير ليجر عليه ويلات هذا العذاب ..
حين أستطال وأصاب رأسه الطنين من شدة البكاء
شعر بيد تمسك عضده وتجره بقوه ..
تراجع عن حُضن أمه وهو يرفعُ عيناه لليد التي سحبته ..
رأى عمه محمر العينين ينشد منه القيام بنظراته عاجزاً الحديث ..
صلب عوده وهو ينظر لشقيقاته الاتي يتوزعن حولهُ بنشيج و بكاء ..
قبل رأس والدته وهمس بـ أذنها ..
_بروح أشوفه وأسلم عليه تروحين معي !
أشاحت برأسها وهي تهمس بضعف ..
_لا .. ما أقدر
_يمه أخاف تندمين عقب ..!
_لا يا أبوي ما أقدرر .. ما أقدر ما أقدر ..
تراجع عنها وقبل رأسها أخرى , ثُم سحب فيافي الصغيره التي جحظت عيناها من شدة البُكاء , ودسها بين ذراعيه
وعينهُ تتوزع بينهن بـ تفحص وأسف ..
آسف أنه تركهُن بوقتٍ عصيب كهذا ..
آسسف على كُل مشاعر أرهقتهُن بغيابه ..
تقدمت جزلاء منهُ تسحبُ رجليها فـ أستقبلها بعين حانيه وهو ينشج بخفوتٍ معها ..
همس لها بعد أن رفع رأسه ..
_أبوي ودك تشوفينه وتسلمين عليه !
لم تفهم ألا حين تقدمت غياهب هامسه وهي تظم سياف هي الأخرى بقوه وتهتف ..
_أنا أبروح أبروح معك
_أيه بنروح كلنا ..
قالتها جزلاء وهي تنظر لشقيقاتها الاتي أجابت وجوههن بـ اللهفه للقاء وجهِ أبيهن ..
أستدار وهو يهمس لهن بـ أن يكن في الأستعداد وخرج مع عمهِ للقاء أفواج الرجال الذين
ما أن سمعوا بالخبر حتى أنتصبوا عِند الباب الكبير ..
الباب الذي سيفقدُ صاحبه ..
صاحب اليد البيضاء المُمتده لقلوبهم قبل بيوتهم ..
يجر قدميه جراً ويُخفي وجههُ بغترتهِ البيضاء ..
نظر لـ أعمامه الذين يستعدون للركوب في سياراتهم للذهاب للسلام على والده ..
ولكأنهُ مازال حياً , فـ الهيبةُ التي يمتلكها تعاظمتهُ وروحهُ عند بارئها ..
ملامح أعمامه في ضياع وعيونٍ حمراء ..
جلس بـ أنحناء يُخفي الشهقة الأخيره بين ضلوعه وعينهُ ذاهله ..
شعر بيد تُمسد كتفه وتربت عليه ..
_الصبر الصبر وأنا أخوك الصبر عند الصدمة الأولى , وأنت جبل تقدر توقف قدام أعظم المصايب
أصبر وأنا أخوك وحط قدام عيونك أمك وخواتك عشان تقوى ...
نظر لرفيقه (سعود) وأبن عمته الذي نسيهِ في لُجة الصدمه ..
هو من نقل أليه الخبر بتدرج حين قدم معهُ في سيارته ..
أستقام بجذعه وهو ينظر أليه بتعب ..وهمس
_خواتي باخذهن معي , وأمي عيت تروح ..
أردف وهو يهمس ..
_تسنها أكبرت عشرين سنه قدام من شفتها , وتقول ما أقوى !
_الحمدلله هي أعلم بنفسها وأنت لاتضغط عليها يمكن خيرةً لها ..يـ الله أنا بوديكم أزهم خواتك .
نزل وأستقبل المواساة والسلام من الجميع بشكلاٍ عجل ودلف للمنزل ..
نظر للعدد الكبير الذي ينتظره بـ مشالحهن السوداء المُقببه ..
همس لعمته (المُدن) وهو يقبل رأسها أحتراماً وهي التي رفلت معهُ بالعُمر صداقة قديمه ..
_عمتي , تروحين معي بيودينا سعود ..! ولاتروحين مع عمي مجادل!!
_سعود ,!
قالتها بهمس مُرتعب ..ثم أردفت ..
_وش جابه من الشرقيه , أختي درت ولا لا لايكون فجعها .!
_لا مابعد درت ولاهوب فاجعها أن شاءالله أخوانه هناك بيعلمونه ..
_خلاص أروح مع أخوي مجادل ..
رفع رأسه لشقيقاته الاتي ينظرن بملامح ميته ..
أبتسم بضعف وهو يهمس ..
_من اللحين أقولكن , تسلمن عليه وتودعنه وقون قلوبكن , المستشفى مليان .!
هززن رؤسهن بصمت وهو يربت على أكتافهن , ويمسك غياهب بيد والأخرى حُذام ..
همس وهم يخرجون من الباب ..
_فيافي وينه !
ردت عمته التي سمعته قبل خروجها ..
_ماطاعته أمك تروح ..
_زين أحسن ..
يعرف فجيعة المُدلله لن تتحمل مُطلقاً صمت والدها المُسجى الذي لطالما يهتم
بكل حرف تنطقهُ أمامه ..
ركبن بشكلٍ آلي , حتى حوت ضلوعهن ضلوع بعض , فـ سيارة الجيب الصغيره
لم تُرحب بحُزنهن والتي قبل ساعات كانت تطرب رقصاً مع سُمار القنص ..
تنحنح سعود قبل أن يسير وهمس ..
_الله يجبر مصابكن يا بنات الخال , الله الله بالقوه وشدن بيدينكن على بعض والله مع
القوي به قبل الضعيف ..خل أيمانكن بـ الله يعبر عن رضاكن وأستسلامكن التام للي كاتبه
وقبل كل شي حطن ببالكن أن الخيره بـ اللي الله كتب للشيخ ..

صمت يسترد بعض أنفاسه وهو يفتح نافذته , وتمتم بالحمد والشُكر وأكمل هامساً ..
_ياحيه الشيخ ياحيه , من مثله ومثل سمعته يظل ذكره مايموت أحمدوا الله على هالنعمه..!

همس سياف وهو يلتفت نحو شقيقاته المُتراصات بعيون مُخبأه لايُرى حجم الألم فيهن
_جزاك الله خير .. خواتي قده محتسبات المصيبه أن شاءالله ..

أما هُن فقلوبهن مُتفاوته , بين قلبٍ صابر وبين قلبٍ لم يستوعب , وبين قلبٍ مُتهجمِ مُعترض ..
وقف الجيب الأسود أمام بناية المُسشفى الضخمه , ثم نزلوا بشكلِ هادئ بارد ..
أمام باب الطوارئ وفي قسم الموتى .. أششتد أزدحام مهول ..
لم يستطعن ألا أن يسرن بمنظرهن المُهيب بين جموع الرجال , الذين أغلبهم من أعمامهن وأقاربهن , وأصدقاء والدهن الشيخ ..
تقدم سياف و سعود وهُم يُزيحون جذوع الرٍجال عن الطريق .. ممهدين لهن الممر
وقفن ينتظرن أن يننتهي فوج من الرجال الذين دخلوا لتقبيل الشيخ ووداعه ..
وقلوبهن في ضياع ..
تماسكت بعضُ أيديهن , والبعض الآخر أنزوى خلف زاوية يمسحُ دمعه ويرجوا من الله صبرا ..

,,, ,,,,, ,,,, ,,,,,

_المُدن ..

التي ترعرت تحت كنفِ أخيها , مُذ كانت صغيره .. فـ أصبحت أم سياف في فتره قصيره أمها التي لم تلدها ..
وهي التي عانقت شمس أخيها وكرمه حتى شربت من معين الدلال والعز ..
يحق لها أن تبكيه وتنعيه وتلبسُ ثوب الحداد حُزناً عليه ..
وكأنها للرةٍ الثانيه تفقدُ والدها الذي رحل ..
الآن تشعر بفقدِ السقف والمعين .. رغم وجود أشقائها الأربعه ..
بكت حُزناُ وبكت أباً وبكت عزها وفخرها وبكت أخيها وسندها الذي لطالما أعتزت به
تهاوت على الأرض بضياع حتى شعرت أن الأرض تميدُ بها ..
_يختي كان مابتس شده لاتدخلين ..
قالها مجادل لها وهو ينحني لها يُساعدها على النهوض ..
_لا بقوم .. أبشوفه ..
أنتصبت واقفه تجر قدميها نحو الباب الأبيض , لأول مره تكره البياض ..
البياض الذي ينتشر في هذه الغُرفه البغيضه التي تحمل ولا تُعيدُ ماحملت ..
وقفت أمام الباب , وفي الداخل يقفون أشقائها ..
تقدمت بهدوء وخوف وقلب مُتسارع , ووقفت بجانب السرير ..
رأت وجهه الذي كما عهدتهُ بل أجمل ..
بلحيةٍ سوداء كثه يتخللها الشيب .. وبوجهٍ مُستنير ..
تلمست جبينه بيد مُرتجفه وسقطت عليه تحتظنه وتبكي في عُمق صدره ..
مر شريط من الذكريات في عقلها , تبكي بعضه وتبتسمُ لبعضه ..
شعرت بمن يجرها فـ أنسحبت بعد أن قبلتهُ قُبلة الوداع وخبأت وجهها بنقابها الثقيل
وخرجت لاتلوي على شيء ..
سوى المشي , المشي والمشي ألى حيثُ جموع أخوانها الواقفه لتشعر ببعضِ الأمآن
مسكها شقيقها محمد بصمت وأستدار بها ألى حيث السياره بعيداً عن جموع الرجال الذين يزدادون ..
ركبت ثُم أخرجت هاتفها بهدوء وهي تمسح بقايا الدموع التي تجري وتشق طريقها المُعتاد بين خديها ..
أخرجت أسمهُ , وتعالى الرنين ..
لم يستجب ,
ثُم أعادت الكره فـ أعطي الهاتفُ مُغلقاً ..
فتحت الرسائل لـ أسمه ..ومن غيره يُهمها أمره ..
ثُم ارسلت وهي تضغط على الحروف بسخريةٍ وقسوة على نفسها قبل مُتلقيها
((أخوي الشيخ مسفر يطلبك الحل)) ..
أدخلت الهاتف في حقيبتها بهدوء وهي تنظر نظرةً أخيره للجموع التي تتوافد ..
تعالى الرنين في هاتفها فـ أخرجتهُ بلهفةٍ ظاهره ..
فهو الأولى بأن يكون بجانبها الآن ..
وقبل أن ترد قرأت الأسم بيأس وبؤس .. وردت
_هلا سياف
_عمه , وينتس تعالي تكفين شوي ..
_وراك وشبك!
_شفيا ماا تحملت تعالي خوذيه تكفين ..
نزلت بشكلٍ سريع وبكُل حميه وخطواتها تتسارع ..
توجهت نحو الغُرفة التي تركتها والرجال من حولها يتباعدون بـ أندهاش ..
وقفت وهي تسمعُ الصراخ الصادر وأوجعها قوته ..


.

.

.

إنتهَــــــــــــــــــــ ــى





بداية الحكايه ..
حِكاية (بنات الشيخ) ..()
بأذن الله لنا لِقاء .. يوم الأربعاء القادم

روابط الفصول

الفصل الأول ... أعلاه
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون ج1
الفصل الحادي والعشرون ج2
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون ج1
الفصل الخامس والعشرون ج2
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والاربعون
الفصل الرابع والأربعون
الفصل الخامس والأربعون
الفصل السادس والأربعون
الفصل السابع والأربعون
الفصل الثامن والأربعون
الفصل التاسع والأربعون
الفصل 50، 51 إعادة تنزيل
الفصل 52
الفصل 53
الفصل 54
الفصل 55
الفصل 56
الفصل 57
الفصل الأخير



اطلانتس likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-07-20 الساعة 12:33 PM
رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 01-12-16, 10:30 PM   #2

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الف الف مبروووك عزيزتي
اهلا بك بيننا وان شاء الله تجدين مايرضيك
بالتوفيق

وارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين القسم
https://www.rewity.com/forum/t285382.html
كما ارجو منك الاطلاع على موضوع تعدد العضويات فهو مهم جدا
https://www.rewity.com/forum/t291277.html


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 01-12-16, 10:42 PM   #3

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

البدايه قوية احييك واتمني لك التوفيق مؤلم جدا مشهد البنات واخوهم سياف العمة بمن اتصلت وكايد ماقصة ذات العيون العسلية الرواية جذابة واﻷهجة بها جمال ورنة حلوة برغم وجود بعض كلمات غير معروفة بس ف المجمل هي بديعة وطبعا طريقة العرض جذابة ف انتظارك وفقك الله

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 01-12-16, 11:52 PM   #4

عييون الريم

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟ وراوي القلوب وكنز سراديب الحكايات ونجم أسماء أعضاء روايتي وأميرةخباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية عييون الريم

? العضوٌ??? » 356502
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,199
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع naser
?? ??? ~
آلرآئِعونْ حَقاً . . هُمْ مَنْ يَشعُرون دآئِماً بِـ قِيمَة مَآ تُقدمُه . . مَهمَآ كَانْ [ بَسيطاً ]
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الف الف مبروووك الروايه عزيزتي من الواضح انها مختلفه ورائعه بنات الشيخ الاسم يجذب جداا أتمنى لكي غاليتي النجاح والتوفيق دوما
لي عوده بإذن الله بالقراءه بس ماحبيت ادخل واطلع من غير آي كلمه
موفقه ❤❤❤❤


عييون الريم غير متواجد حالياً  
التوقيع

جميل ! أن تبقى دائمًا منتظرًا تباشير الفرح مهما ، صادفتك الكثير من المشاكل وتكون لديك ثقة بالله بأنّ قدرته سترفعك فوق كل الظروف ..

قديم 01-12-16, 11:52 PM   #5

عييون الريم

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟ وراوي القلوب وكنز سراديب الحكايات ونجم أسماء أعضاء روايتي وأميرةخباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية عييون الريم

? العضوٌ??? » 356502
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,199
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع naser
?? ??? ~
آلرآئِعونْ حَقاً . . هُمْ مَنْ يَشعُرون دآئِماً بِـ قِيمَة مَآ تُقدمُه . . مَهمَآ كَانْ [ بَسيطاً ]
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3)
‏عييون الريم, ‏رَابِعه المطوّع, ‏fazh, ‏فراشة التميز, ‏الفجر الخجول, ‏totoranosh, ‏johayna123


عييون الريم غير متواجد حالياً  
التوقيع

جميل ! أن تبقى دائمًا منتظرًا تباشير الفرح مهما ، صادفتك الكثير من المشاكل وتكون لديك ثقة بالله بأنّ قدرته سترفعك فوق كل الظروف ..

قديم 02-12-16, 04:15 PM   #6

Topaz.

مشرفة منتدى الروايات والقصص المنقولةومنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوعضو مميزفي القسم الطبي وفراشة الروايات المنقولةومشاركة بمسابقة الرد الأول ومحررة بالجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Topaz.

? العضوٌ??? » 379889
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 7,036
?  مُ?إني » العِرَاقْ
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Topaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond reputeTopaz. has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهّم خِفَافًا لا لنا ولا علينا ، لا نُؤذِي ولا نُؤذَى ، لا نَجرَحُ ولا نُجرَح ، لا نَهينُ ولا نُهان ، اللهم عبورًا خفيفًا ؛ لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد .
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الف مبروك نزول روايتچ رَابِعه

ما شاء الله عليچ اسلوبچ جميل جداً

كايد الي فهمته انه محامي ووجد نص صورة بين مجموعة اوراق ومن بعدها عشق البنت الي بالصورة صاحبة العيون العسلية

الصورة بمجموعة الاوراق الي انطاه ياهة مجادل عم البنات .. معقولة صاحبة الصورة وحدة من بنات الشيخ !!

لافي عجبتني شخصيته

اتعرفنا على بنات الشيخ الستة " جزلاء ، غياهب ، هدبا ، شفيا ، حُذام و في " كلهن اسمائهن غريبة واول مرة اسمع بيهن .. لكل وحدة من بنات الشيخ مميزاتها وحسيتهن يكملن بعضهن

وجعني گلبي على البنات وسياف .. اصعب شي فقدان احد الوالدين الي اكيد ما يتعوض

جزلاء ليش ما تحب اعمامها ؟ وليش لما وگع الشيخ ما اتصلو ببقية العمام ليش بس اتصلو بمجادل

منو الشخص الى ارسلتله المُدن وتنتظر اتصاله ؟

مشكورة حبيبتي على البارت .. والله يوفقچ وتحصلين المتابعة الي تريدينها


Topaz. غير متواجد حالياً  
التوقيع

‏نسأله ألَّا تتُوه الأفئدةُ بعد هُداها ، وألا نضلَّ الطريقَ بعدَ عَناء المشَقَّةِ .


قديم 05-12-16, 07:30 PM   #7

روح هاربة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية روح هاربة

? العضوٌ??? » 343253
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » روح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond reputeروح هاربة has a reputation beyond repute
افتراضي

لرواية كثير حلوة ومنتظرين نعرف مين صاحبة العيون العسلية .
قلبي مو مرتاح من ناحية مجادل الله يعين .
ومنو الشخص اللي اتصلت فيه المزن.

وبنات الشيخ ايش راح يكون مصيرهم .
الأربعاء بعيد أحسه رغم أنه بعد بكره.
طله الرواية كامله عندك


روح هاربة غير متواجد حالياً  
التوقيع







قديم 06-12-16, 10:30 PM   #8

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
الف الف مبروووك عزيزتي
اهلا بك بيننا وان شاء الله تجدين مايرضيك
بالتوفيق

وارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين القسم
https://www.rewity.com/forum/t285382.html
كما ارجو منك الاطلاع على موضوع تعدد العضويات فهو مهم جدا
https://www.rewity.com/forum/t291277.html

حبيبتي شاكره لك ترحيبك .. الله يبارك بعمرك ..


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 06-12-16, 10:40 PM   #9

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

ممنومه جداً لكل اللي ماكفاهم دخولهم الجميل ألا بردٍ أجمل ..
مُمتنه لأرواحكم الراقيه .. وأن شاءالله أكون عند حسن ظنكُم ..





غداً إن شاءالله موعدنا .. ()
عصراً إن شاءالله .. كونوا بالقرب ..


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 07-12-16, 09:01 AM   #10

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

البداية موفقة وجميلة
البنات ليس ما ضبط الاسماء معي بس وش علاقة ابو منى واخوه العاشق


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.