01-07-17, 10:35 PM
| #1544 | |||||||
 
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 12 والزوار 0) ayattoy, sabreira, ورده تائهه, حنان الرزقي, Msamo, ouertaniradhia, Rand issa, Electron, وحيده بدنيتي, سارقة الظلام, غروري مصدره أهلي, شانزيليزيه | |||||||
|  |
|
02-07-17, 02:22 AM
| #1548 | |||||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 11 والزوار 1) ayattoy, قمر وليد, روكو, suzan11, وحيده بدنيتي, سخاء04, oum ilias, رودينة محمد, park sang en, معجبه بخشتي, شانزيليزيه | |||||||
|
| |
|
02-07-17, 02:30 AM
| #1550 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء 
| الفصل الحادي و العشرون (21) ظلت واقفة مكانها مصدومة... الكلمات تحاول أن تصل لعقلها تهزه عله يفهم... تنظر إليه بنظرات زجاجية لا تعي ما حدث... ثوان ثم كررت الكلمات... "أنت تنهي مشروعي؟؟" مط شفتيه بلا أي رد و هو يترفع حتى عن معالجة صدمتها... ببساطة ضغط على زر أمامه و ولجت ديانا المكتب... لا تعلم أو تذكر ما قاله لها و هي تناوله سترة حلته ليتجها لتدمير شخص آخر... دون تخطيط وجدت نفسها تلتفت إليه و هو يتجه للباب و كأنها لم تعد موجودة... "انتظر هنا... أنت لن تخرج و تتركني دون أن ترد على ما قلته قبل قليل!" كلماته المرتجفة كانت مليئة بالرهبة و كأنه فعلا عزل تلك الألفة التي عاشاها بشكل غبي عن المدير البعيد العالمي... "لا وقت لدي مهندسة..." تحدث بعملية و هو يقطع آخر خطوتين ناحية الباب... "لدي الكثير من الاعمال... قراري كان نهائي و لا رجعة فيه... سيمون ستكون هنا لتأخذك للمختبر مرة أخرى مع جدول مهام جديد... أتمنى فقط أن تملئي وظيفتك بشكل جيد!" ثم ببساطة غادر! ظلت تنظر للباب و كأنها لا تصدق ما يحدث... هذا سريالي جدا ليكون حقيقة و واقع! انتفضت من ذهولها بعنف مع شعورها بيد على كتفها تحاول أن تنبهها... التفتت لسيمون التي استجابت لنداء الرئيس لتنظف فوضاه المقززة... ظلت تنظر إليها و إلى يدها التي مازالت على كتفها و كأنها تريد أن تحركها و توجهها... أو ربما تقبض عليها! الانفعالات توالت عليها و هي تحدق بتلك اليد... قهر ظلم جور وحدة و أخيرا تصدر كل ذلك الغضب... الغضب الذي اشتعل مرة واحدة بعروقها و هي تفكر بحرق المبنى على من فيه! و كأنها قرأت ما تفكر فيه مع احمرار بشرتها، مالت الحارسة بحزم و صرامة ناحيتها... "لقد غادر المبنى كله سيدتي.. لذلك لا معنى لتفتعلي فضيحة هنا لا هدف لها... أرجوك سيدتي غادري المكتب معي بهدوء دون أية مشاهد..." الكلمات كانت مهينة أكثر من الطرد... الأمر من الحارسة التي تخاف على سمعة المكان من قذاراتها... عقدت يديها على صدرها بعناد و هي تقول للمرأة الطويلة... "لا، لن أغادر حتى يعود الجبان الذي استغل صدمتي و فر من المكان دون مواجهة... عدى ذلك لن أتحرك قيد أنملة!" لم تغلق عينيها بحلم أو تتراجع و هي تميل مرة أخرى ناحيتها بحزم شديد... "الفضيحة و الاهانة سيدتي لن تكون للمكان بل لك... صدقيني أنني قادرة على حملك على كتفي و الخروج بك... و صدقيني أن منظرك سيكون مهين بالكامل... لذلك استجيبي و اتركي المكان بكرامتك... " ضمت شفتيها و هي على وشك البكاء من تلك المعاملة المهينة لتجد الحارسة نفسها تغلق عينيها بحلم دون وعي منها، قبل أن تميل ناحيتها تهمس... "سيدتي أرجوك تعاملي مع الأمر بعملية كما فعل هو... أنت الآن لست الزوجة بل موظفة، فأرجوك تعاملي باحترافية تليق مع ذلك... يمكنك بعدها في بيتكم أن تقتلعي عينيه... لا أعلم حقا ما الذي حدث في هذه الغرفة قبل أن يرسلني إليك... لكن الأمن في الخارج ينتظرنا، و كل ما يحدث الآن يتم تسجيله... لذلك غادري بالشيء الذي لا يستحق أي رجل أن يراق لأجله... غادري بكبريائك... بقوتك و كرامتك... بعدها و وحدك افعلي ما تريدين فعله..." البكاء الذي كانت تقاومه غافلها بدمعتين من عينيها و هي تذكرها بما تبقى لها... نعم ستغادر بكبريائها و قوتها و عزمها... لكن ليس هذا المبنى فقط، بل هذه القارة أجمع! *** يمكنها التعامل مع الغضب و الثورة، لكن هذا الحزن الكثيف الذي تلاحم مع ملامح مهمتها كان صعبا بعض الشيء عليها... كحارسة شخصية محترفة لم تكن لتتعب نفسها في محاولة دمج نفسها و تتعلق بوظيفتها أو تهتم بها... كلما كانت محترفة بعزل نفسها عن وظيفتها؛ كلما كان ذلك أشد كفاءة... لكن ذلك لم يمنعها من أن تسأل الفتاة بهدوء... "هل أنت بخير سيدتي؟؟" ذات مرة سخرت منها و من كلمة سيدتي خصوصا أنها تكبرها عقدا من الزمان أو اكثر، لكنه كان يوم بعيد... و لم تتوقف عن قول سيدتي و لم تتوقف لبنى عن السخرية... الآن هي لا تسخر... الآن هي لا تفعل إلا أن تتوجع! "لا أعلم... ربما لست بخير..." كانتا قد غادرتا المبنى كله و تبلد يسيطر عليها... سارت بشرود في الجو البارد و هي لا تعي لأين ذاهبة... فقط كما تفعل دوما سلمت رايتها و مقاليدها لآخر... و الآخر هذه المرة هو الطريق الطويل الذي لا تعلم لأين يتجه...الثورة البسيطة ماتت فورا و كأنها شعلة حمقاء في وجه شلال، و بدلا منها احتلها خواء مريع. رأت منتزه بدأ يستعيد عافيته بعد الشتاء المثلج. وجدت نفسها تدخله دون وعي... تتخذ مقعدا خشبيا مجلسا لها دون وعي... تسند ظهرها عليه و قد أَمِنَتْ إلى شيء واحد لن يخذلها بعد كل ما فات... أخيرا أغلقت عينيها و هي تحارب الدموع مع ادراكها التام لما حل بها... يا إلهي... لقد فشلت... فشلت بالكامل... الذل و المهانة و الألم و الوجع و الخذلان يتنافسون بقوة أيهم الأجدر باعتلاء مشاعرها... صمت طويل مر و هي تتلظى في نيران تلك المشاعر و الشرود و الدموع فرا أمام أول مواجهة جدية!! "متى عاد؟" لا تدري لم فجأة تصدر تفكيرها هذا السؤال... متى عاد؟؟ و لم عاد؟؟ لا تستطيع أن تمنح نفسها تلك القيمة العالية لتظن أنه عاد خصيصا ليطردها... سمعتها ترد بما عرفته كما عرفه كل موظف في المبنى... "قبل الساعة السادسة كان في المبنى... الجميع تفاجأ بالتفتيش المفاجئ... بعض الرؤوس طارت هنا و هناك... ربما لأنك في المختبر لم تعلمي..." ثم أكملت دون داعي... "أظن أنه سقط من الطائرة للمبنى فورا!" تلك الأخيرة كانت مواساة أم شفقة... ابتسمت بسخرية و عقلها يرحب بأي شرود عن وضعها... "ربما خاف أن أشي عنه عند زملائي و يفشل تفتيشه المفاجئ..." لم ترد و كلتاهما تتلحف بالصمت، و عقلهما يبحر في أفكار مختلفة... فجأة فهمت ما أراد أن يوصله لها... منذ أول جلسة استجواب لها حتى الآن... هي فهمت كل شيء... معرفته أنها هنا لأجل هذا المشروع و أنه المالك أعطاه الفوقية و السيطرة التامة... و وقت ما أراد كان سيطردها لكن بتهذيب... الرسالة وصلت بالكامل... كان سيعطيها ميزة الكفاح و يذيقها بعض من القرب للحلم، ثم يسحبه منها بأسوأ طريقة! بتلك المعرفة نهضت بهدوء و عزم، و قد استقرت على ما تريد فعله... الفكرة التي غادرت بها المبنى تضخمت و كأنها تخبرها أنه مازال هنالك لها سند و ظهر... فقط فلتحاول أن تستعيده... تحركت للسيارة المدججة بالحراس و التي تبعتهم من المبنى و كلها عزم و رغبة بالفعل... ثم توقفت و هي تشعر بالغباء المريع، إلا أن ذلك لم يمنعها أن تلتفت لسيمون التي تسير معها كظلها... "أريد أن أعود لوطني... ماذا يجب علي أن أفعل!" *** تركتها تركب السيارة بأمان و قد وجدت أن حمايتها داخلها سيكون أفضل من جلوسهما على كرسي مكشوف... ثم أجابتها بهدوء شديد... "لا يمكنك السفر الآن!" فقط... هذا رد سيمون لها على رغبتها بالعودة لأسرتها مكبلة بكل انواع الفشل... فشل كزوجة... فشل كمهندسة... فشل كرئيسة حتى لهذه الحارسة الشخصية! التفتت إليها بحدة و هي تقول بغضب... "و كيف ذلك؟؟" تنهدت المرأة و هي لأول مرة تحمل مشاعر شخصية تجاه شخص تعمل عنده... لقد بدأت لا تطيق زوج تلك الفتاة! "سيدتي... السيد المفتي رفض منذ البداية أن أقلك للمطار... على ما يبدو أنه توقع ذلك منك... بكل الأحوال جواز سفرك بحوزته و عليه لا يمكنك السفر على الاطلاق..." تنفسها تصاعد بقوة حارقة و هي تتذكر... نعم جواز سفرها معه و قد أعطته إياه بتلك الثقة الحمقاء ما أن هبطا بطائرته الخاصة... الحقير حتى غضبها خطط كيف يلونه بما يريد... لكن التفكير المنطقي عمل عندها مرة واحدة... ثوان و قررت لأول مرة أن تفكر قبل أن تفعل، ثم أمرت السائق أن يتوقف قرب أقرب آلة صرف... نزلت و لأول مرة جربت البطاقة التي سلمها لها زوجها... رغم كل شيء هو زوجها أمام الله و يحق لها أن تصرف نقوده! رغم شكها أنه أوقف البطاقة إلا أنها فوجئت بها تعمل... أعادتها لجيبها دون أن تسحب أي مبلغ، ثم نظرت للمرأة الحائرة من تصرفاتها دون كلام... وقفت للحظات تفكر و الأمن جوار الآلة أشعرها بالقوة... ثم بهدوء سارت ناحية السيارة إلا أنها فاجئتهم و هي تتجاوزها بشبه ركض مشيرة لسيارة أجرة مارة... دون أن تنتظر أية فكرة أخرى صدمت بالحارسة و هي تقفز معها بالسيارة المرتاب سائقها لكن لبنى لم تفعل أية فضيحة. قالت للفتاة بهدوء... "إما أن تفعلي ما أريد أو أصرخ بالسائق أنك تريدين خطفي و أقوم بعمل فضيحة لك و لمديرك... القرار بيدك و الآن..." رغم أنها لم تظهر مشاعرها، إلا أن التسلية من عيني المرأة الخبيرة التي جائت مع هزة راس موافقة، جعلها تقول من بين أسنانها... "جيد جدا... أعطني اسم فندق أمكث به لأيام حتى أسافر... و أفضل ألا يكون الفندق ملكا له... إن كان ذلك المعتوه يظن أنه سيجعلني امشي حسب أجندته الخاصة فلم ير الوجه الآخر لي بعد!" بلا أية مشاعر أعطت السائق اسم فندق مشهور و أحبت لبنى أن الاسم معروف لعائلة متوارثة لصناعة الفنادق العالمية... على الأقل الفندق ليس له! لكن ملامحها انقلبت بصدمة عندما تحدثت معها الحارسة بالعربية المكسرة و الغير مفهومة للسائق اللاتيني الملامح... "مكوثك بالفندق وحدك هكذا ليس بالشيء الآمن أو الفكرة الجيدة". هزت رأسها و هي تقول بصوت مكتوم رغم كراهيتها للفتاة التي ربما نقلت كل شيء للرئيس... "استمعي إلي جيدا... أنا لا أثق بك سيمون... ربما هو يفعل لكن أنا لا... هل تعلمين لماذا؟... لأنني و هو لسنا و لم نكن جبهة أبدا واحدة... لذلك أي اقتراح منك سيكون غير مجدي و بكل تأكيد سأفعل عكسه... سأحجز في الفندق لعدة أيام حتى يمنحني جواز سفري، و اعود لأهلي... لا تدعيه يظن أنني حمقاء، و يحبسني في قصره الحقير كـ........ ماذا تفعلين؟؟" كانت تلك قد هزت رأسها بنفاذ صبر ثم مالت متجاهلة إياها بالكامل ناحية السائق و بدأت تتحدث معه بالإسبانية... اللغة الثالثة بالولاية و نصف السكان يجيدونها، و التي لا تعرف منها سوى رنينها الموسيقي... بضع كلمات ثم التفتت إليها بهدوء شديد... "معك حق سيدة المفتي أن لا تثقي بي، أو بأي شخص آخر... لكن تعليماتي أن أعود بك بالقصر... السائق وافق على ذلك مقابل مبلغ جيد... بكل الأحوال بطاقتك الشخصية موجودة بالجيب مع حقيبتك... حتى الفنادق المليئة بالبق، أو الخاصة بالدعارة لن تستقبلك بلا بطاقة أوراق ثبوتية خصوصا مع السمعة الرائعة لحجابك هنا... و عليه نحن سنعود للقصر... و نصيحة سيدتي الصغيرة... لا تفري منه... واجهيه و حطمي فكه مادام لهذه الدرجة مهتم ببقائك... الفرار لن يفيديك آنستي... واجهيه و اثبتي موقفك!" تنفسها المتصاعد جعل المرأة تقلق قليلا من أن تفتعل مشهدا، لكنها عقدت ساعديها على صدرها و هي تثق بكلمة واحدة... ستحطم البيت على رأس الحقير زوجها! لكنها قبل ذلك نظرت لساعتها... كل هذه الدراما لم تأخذ اكثر من ساعتين... مازال هنالك بعض الوقت... لذلك قالت للمرأة جوارها... "أخبريه أن يعود بي للمؤسسة... مازال هنالك شيء مهم ينبغي ان أفعله!" *** كانت تنتظره عند مدخل المنزل... لم تتخيل أنه سيفر منها، بالذات بعدما علم باستقالتها من عملها عنده... خطوة ذكية هنأت نفسها عليها بجدارة... ربما كانت الخطوة الوحيدة الصحيحة هنا... المرارة التي لبستها طوال اليوم جعلتها تنفتح مع وجعها بطريقة غبية... تتوجع بالفشل... بالحلم الذي حلمت به طويلا... الآن وحدها هنا أخذت تواجه الحقائق خلال هذا الانتظار الذي لم تغير فيه ثيابها أو تتناول كوب قهوتها او تقوم أي نشاط آخر... تقتل الشرود و الفرار من ما يحدث، و تركز بكل قوتها على ما يحدث معها... لكن رغما عنها تحيد بالذاكرة لأمور قديمة... تتذكر الطفلة الذكية في المدرسة... ثم الصبية التي تجيد التعامل مع الميكانيكا و الكهرباء بنفس كفاءة تعامل زميلاتها مع رسم العيون و طلاء الأظافر. بعدها تطورت مهارتها للتعامل مع الأجهزة الكهربائية في المنزل... لم تكن قد تجاوزت الخامسة عشر، و تستطيع ان تفكك أي جهاز بالبيت و تعيد تصليحه و تحدد المعطوب فيه... تطور الأمر و باتت تصنع بيديها بعض الأجهزة البسيطة من مخلفات بعض الأجهزة القديمة و بتكلفة محدودة... تذكرت ثقة والدها بها... تذكرت كلمات الدكتور يوسف لها... تذكرت الدورة التدريبية التي حصل عليها فقط المتميزين... ثم محي كل هذا و كأنه جبل ترابي بعاصفة صحراوية غمرته بذرات رمل أُخر حُملت من تلال أخرى... " الأمر يفوق قدراتك و مؤهلاتك " " آسف مهندسة لبنى، لكنني أجد أن الوقت حان لتستيقظي من أحلامك و تعيشي على أرض الواقع " " انسي هذا المشروع الخيالي و انضمي لركبنا فهذه الحدود الملائمة لك" ثم قفزت ذاكرتها لحوار قديم في وقت لم تفهم منه شيء و حتى الأن لم تفهم أيضا أي شيء... " يجب أن تعرفي شيء أكيد مهندسة لبنى... أنا لا أفعل أي شيء اعتباطا، و من ناحية ثانية أكثر شيء أكرهه بالعالم هو الوساطة هل تفهمين؟؟" " فقط أوضح أنني أقدر العقول، بغض النظر عما هو ظاهر " اللمسة النهائية الخاتمة للذكريات... "لذلك و لآخر مرة... لم أكن لأي سبب كان أعطيك مقعد يستحقه من هو أفضل منك في الاستفادة منه!" أخيرا استطاعت أن تربط الأحداث ببعضها البعض... لقد وضح لها ما كانت فيه من أوهام... نعم هي مميزة لكن ليس كفاية... هي جيدة لكن ليس كفاية... هي قادرة لكن ليس كفاية... يمكنها ان تعمل في مشروع ثابت من النوع الآمن بلا أية ابداعات شخصية منها، لأنها و على ما يبدو متطفلة في عالم الإبتكار... نعم هو عاملها كعامل عنده... عاملها كموظف عنده و لم تطلب اكثر من ذلك... الواقعية التي تكره أنها تملكها ختمت آخر كلمات... لم تطلب اكثر من أن تكون مهندسة مبدعة و فشلت في هذا الدور... إذن لم هي هنا؟! لقد انتهيا! *** "مرحبا لبنى... لقد كنت على يقين انك ستكونين عاقلة و ستعودين للبيت!" رفعت عينيها إليه ببرود دون أن تعتدل بجلستها... "كان من الممكن أن أتصل بالسفارة و أخبرهم أنك تحتجزني هنا... خبر جيد على مواقع التواصل و ستسقط أسهمك الغالية عندما يعلم العالم كله كيف انت رائع كزوج، أتصل بمحسن و أخبره أنك تحتجزني هنا... لذلك نعم، انا أجلس هنا ليس لأنك حشرتني بالزاوية و لكن لأنني ربما أكثر مما تظن!" مط شفتيه بلا كلام قبل أن يتجه للمكتب بقيادة... "ربما الحديث هناك سيكون أكثر خصوصية!" لم تتحرك و كأنها لم تعد تهتم... البسمة المرة التي زينت شفتيها توائمت مع الحروف... "خصوصية!... يا للهول؟؟ فقط أعلمني بأية صفة سنتعامل... الصباح كنت المدير... و الآن؟؟" تنهد بتعب و هو يدرك أنه يستحق... لكنه واقعي حقا... البطارية التي تعمل عليها رائعة و من الممكن أن تقفز بأرباحهم للسماء... المشكلة أنها بحاجة لطاقم معها، و اشراف كامل، و ميزانية خاصة... و للأسف هو يمر بمرحلة حرجة حقا ليترك طاقم المختبرات خاصته ما بيده لأجل مشروع رائع لكنه سيكون خط جديد، و هم بحاجة لتثبيت الخطوط القديمة قبل بناء خط أهوج مكلف بلا تخطيط! "بالصفة التي تريدينها لبنى... يمكنني أن أجلس جوارك أستمع إليك لكنني أفضل خصوصية المكتب". هزت رأسها بعناد و هي تشير للأريكة التي أمامها... "أما أنا فلا أريد أن أتحدث... كلمتين هما ما سأخبرك بهما... لا، لحظة... هي كلمة واحدة... طلقني!" استجابته الوحيدة كانت عضلة اشتدت في عنقه. تلك العضلة المشدودة أهدتها بسمة مريرة أخرى و كأنها خزنت تلك البسمات لمثل هذا اليوم... "كما ترى لا أريد أن أتفاوض معك أو أريد أن أتناقش معك... أريد أن أعود للوطن... كلماتك كانت فعلا صحيحة بالصباح... لقد كنت حمقاء خلال الأيام الفائتة و كما قلت لي حلمت بأشياء لا يمكنني أن أنالها... لذلك أكمل مراحل افاقتني و أعدني لأهلي". رغما عنه تدخل بقيادته الفطرية و هو يقول بهدوء... "الفكرة تبدأ بحلم لبنى... الحلم ليس عيب أو خطأ طالما لا ينتهك حدود المحرمات و الموبقات و يستند على معطيات ممكنة!" ظلت تنظر إليه لثوان و كأنها لا تعرفه قبل أن ترد عليه بمرارتها التي نال منها قدر كبير... "إذن بكل تأكيد أنا انتهكت حدود المحرمات و الموبقات كلها عندما حلمت حلمي المجنون... هل تعلم بم حلمت أغيد... هل تعلم حلمي الأحمق السري... لقد حلمت أن أكون زوجة... تخيل مدى جرئتي!!" ثم اطلقت ضحكة طويلة لاذعة و هو يجد نفسه مجبرا يجلس على تلك الأريكة أمامها... "حلم كبير علي أليس كذلك؟؟... نعم هو كذلك... و أنت بكل طيبة أفقتني من هذا الحلم مبكرا و بطريقة واضحة. و بواقعيتي، فكرت أنني من الممكن ان أنجو بنصف أنوثتي و أصبح مهندسة... حلم فاشل آخر!... و هل تعلم الحلم الآخر المذل... حلم الأخوة... كنت فعلا أختا سيئة لمحسن، و سلام تلقت مني اوجاع تكفيها لباقي عمرها... لذلك أنا فاشلة في هذا أيضا... و لم يبقى سوى حلم واحد شاغر لأجلي، و هو أن أكون ابنة... و كما ترى هنا أن نجاحه ليس بيدي لأن العاطفة هنا متلقاة و ليست معطاءه... و أنا على ما يبدو فاشلة بالكامل بأي عطاء... بل فاشلة بالحلم!!" أغلق عينيه بإرهاق شديد، و هو يحاول ان يركز معها... التعب خلال تنقله كجندب خلال الشهر و النصف الفائتين جعل أمله بالراحة في المنزل بعيد جدا... "لبنى أنت الآن لا تفكرين بشكل موزون أو عادل خاصة و أنت تحت وطأة انفعالات............." "اصمت!" فوجئ بها تعتدل بقوة و هي تنظر إليه بنظرات حارقة... "لا أريد أي حرف تتفلسف به بمعرفتك و قراءتك للبشر و كل هذه السخافات... انا لست مشروعا ما تقوم به... سمحت لك بذلك و بإرادتي الحرة لأنه ظننت أنه ما بقي لي... لكنني حينما أفكر بروية أجد أنني أهنت نفسي كثيرا... لذلك لا تقل لي مهندسة لبنى، و لا تقل لي انفعالات و وطأة و أية كلمات رنانة... لقد سأمت كل هذا، و سأمته حد القرف... و استمع إلي الآن أيها المدير... أمامك خيار واحد و ستنفذه... ستعيدني للوطن، و ستفعل هذا الآن... كان بالإمكان أن أفر بأية طريقة من فريق كلابك الذي ينبح خلفي طوال اليوم، لكنني لست جبانة أضرب من خلف برجي العاجي... لذلك أعطني جواز سفري و دعني اعد لوطني!" رغما عنه اخرس بكلماتها... لم يتخيل أنه أوجعها هكذا... نعم أوجعها لكنه ظن أنه وجع يمكنه مداواته. أما الآن فقد بدأت الشكوك تتصاعد في عقله تخبره أنه سينجرف بسقطة لا قائمة له بعدها! "حسنا لن اقول أية كلمات رنانة... لكن هل تريدين رأي حيادي مني كرجل أو مدير أو أية شيء... لن أكثر الكلام... فقط اسمعي مني..." ثم أخذ نفس عميق و هو يخلع نظارته الطبية و يدلك عينيه بإرهاق... يوما ما سيجد طريقة لحل مشكلة الانحراف التي يعاني منها، و سينتهي من تلك النظارة الطبية للأبد... "لم أتوقع منك صراحة أن تتقبلي الهزيمة بهذه السهولة، بل تخططي للانسحاب بهذه السرعة... و كأنك كنت تنتظرين أن أقول كلمتي لتخرجي بتلك السهولة... في الحقيقة كنت أتوقع منك كفاحا أكثر!" قفزت و هي تشوح بيده بقوة مع شعور بالاختناق اندمج صراخها الذي فاجئه! "أكافح من؟... بربك قل لي أكافح من؟... أنا جئت هنا لا أعرف أي أحد أو أي شيء تبعا لكلمة منك... أنت الرجل الذي ائتمنه أخي علي... لم تربني أمي لأكافح زوجي... لحظة... أنا لست زوجتك... أنا كوموفلاج لأجل امرأتك الأخرى الغالية... لذلك اعذرني، فأنا أكافح الآن لأجلي... لأجل لبنى..." صوتها كان ينهك و الدموع التي جافتها طوال اليوم بدأت تنقض عليها لكنها بقوة حبستها خلف رموشها... "أغيد أنا لست أريد منك أي شيء... حررني... أعدني لأهلي إن كنت لا تريد أن تطلقني حتى تنتهي هذه المعمعة... اعتقني من هذا الجو الخانق... أنا لم أعد قادرة على التحمل أن ابقى هنا... لقد تعبت... أقسم لك تعبت... لست تلك الفتاة القوية التي تظنها... لا تغرنك المظاهر... اعدني لأسرتي و انهي الأمر الآن بلا خسائر!" أعلق عينيه بتعب شديد، و هو يتمنى لو يجد طريقة أخرى لحل الأمر... لكنها بحاجة لأن ترى ما هي مقبلة عليه... الرؤيا الكاملة تنقصها لتثبت على قرارها الذي يعلم أنها ستبدله... كما هو معتاد كان هو الرجل الخيّر! "هل من الممكن أن تجلسي قبل أن أخبرك بما لدي ثم يمكنك أن تقرري قرارك النهائي و أنا سأحترمه بالكامل... أنا أيضا تبعت لبنى و أريد أن أرتاح... صدقيني أنا الآخر وصلت لقمة الانهاك!!" و خلال عشر دقائق بالضبط مع كلمات محددة كانت قد أوقفت قرار الرحيل... ثم منحته ساعتين لتتأكد مما أخبرها به، بعدها بكره صاف أخبرته أنها ستبقى هنا لأجل غير محدود و بصفة غير محدودة و بقلب يتحول نقاؤه لسواد تدريجي! *** | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
101Likes
العرض العادي
