22-12-16, 06:57 PM
| #151 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الفصل الرابع... (4) في سن الثامنة عشر، أي قبل تخرجه من الجامعة بعام، اكتشفت شركة انتل -التي بدأ العمل بها منذ أن كان في سنته الأولى في كلية الادارة في هارفارد، أنه على الرغم من ذكائه المرعب، إلا أن ذلك الذكاء كان موجهاً بطريقة رصاصة ثابتة. التقييم النفسي له أثبت فشله المريع في أي ناحية حياتية أخرى. التواصل الاجتماعي و تعامله مع البشر ككائنات حية لا كآلات؛ كانت مشكلته الكبرى... كان أغيد لا يرى إلا ما يريد أن يراه... كان يحجب العالم و يرى المشكلة و يحلها بثوان... أو ينعزل تماماً عن العالم ليستغرق بكله في حلها، حتى لو تطلب ذلك أيام... من ناحية أخرى كانت حلوله تتضمن أن يبذل الجميع كامل طاقاتهم مائة بالمائة، و هو شيء مستحيل... برغم حداثة سنه إلا أنه أثبت أن القيادة فيه فطرية، بموهبة و تميز، دعم ذلك بقدراته التحليلية و نظرته الشمولية و قدرته الفائقة على الصعود لعدة أبراج ليرى التفاصيل كلها بنظرة بانوراميه، كل هذا و هو جالس في مكتبه، و هو ما جعله مكسب أكيد للمؤسسة... لكن بقي ذاك الأمر الذي يؤثر على تفوقه كإداري عالمي كما تنبأت له المؤسسة... لذلك خضع لجلسات نفسية متقدمة تعوده على أن يتعامل بشكل جيد مع البشر ككائنات حية، لها قدرات محدودة، كذلك يتواصل أكثر مع جانبه الانساني و يغفر لاحتياجاته البشرية! و رغم سأمه وقتها بل و سخريته الداخلية منها، إلا أنه أضحى ممتناً لها بشكل ممتاز، لأنها ساعدته في صقل قدراته القيادية و أحيت فيه التواصل الانساني الميت داخله! كانت معه في تلك الفترة جنيفر بلاك أو كما تحب باختصار جون... الفتاة التي تخضع معه بالتوازي للعلاج، إلا أن مشكلتها -رغم تميزها في البرمجيات- انها لا تجد في نفسها غضاضة أو أخلاقيات في الخصوصية!... كانت جون قرصان حاسوب (هاكر) مميز... يمكنك أن تدخل بيتها لتجد أنه يتكون مع سرير نوم مزوي و غرفة كاملة مليئة بالأجهزة التي لا تعرف اسمها... شاشات مسطحة و أطباق استقبال و أجهزة ارسال، و عدة كمبيوترات متفوقة في المعالجة و التحليل و أجهزة تقنية أخرى! المهم أنهما و عبر علاجهما المتقدم تقرر أن يتواصلا معاً عن طريق مواقع تواصل محدودة مؤمنة، دون أن يتعارفا بشكل شخصي، أو حتى يريا صورة شخصية حقيقة لأي منهما، و ذلك لزيادة القدرة على الانفتاح، و التواصل البشري... لم يتخيل أن كلمة الشرف عندها لا معنى لها... كان الأمر ببساطة بالنسبة لها كمعرفة الكون... لا تقل لي أن كوكبة الدجاجة، أو مجرة الأندروميدا خجولة لذلك لا نستطيع أن نذهب إليها... ببساطة نحن لا نعرف و لا نستطيع... و متى عرفت و استطعت، فافعل... و هكذا مر عام كامل على الفتى يتحدث مع شخص هلامي، أما هي فكانت تراه بكل الطرق... سيطرت على كاميرا حاسوبه و هاتفه المتنقل، حتى اخترقت حاسوب الجامعة الذي يفضل العمل عليه!! و بزهو بعد مرور هذا العام جهزت كامل تلك المعلومات لتقابله على بوابة الجامعة لتكشف له أن عبقريته المزعومة فاشلة! و عندما اقتربت من ظهره لتنقر على كتفه فوجئت به يلتفت إليها و يحدق بوجهها لثوان بحيرة، قبل أن تزين وجهه ابتسامة لبقة و هو يرحب بها باسمها المستعار الذي اعتاد أن يتواصل معها به... (اتش جي hj)! لثوان شلتها الصدمة و هي تحدق به بينما هو يشير لها بأدب و دفئ أن تتقدمه للجلوس على أحد الكراسي الهادئة... و برفق و بكلمات محددة أخبرها أنه كان يتوقع ظهورها خلال هذا اليوم خلال هذه الساعة بتوقع خطأ بنسبه خمسة دقائق لم يمر منهن إلا دقيقة و أحد عشرة ثانية! رغم أنها رأت الكثير إلا أنها ظلت تحدق به فاتحة فاها باستغراب، ليبتسم تلك الابتسامة الدافئة، و هو يخبرها أنه يجيد التحليل البشري و الافعال و ردودها بطريقة دقيقة جدا، و مازال يعمل على زيادة دقتها! الربع ساعة التالية التي قضياها معاً كانت كافية ليعرف كلاهما الآخر بشكل مختلف... كانت تكبره بعامين... تعمل بالفعل بالشركة، لكن لسوء وضعها المادي لم تكمل تعليمها الجامعي إلا متأخرة... الطريف بالأمر أن كلاهما كان يعلم أن ما حدث كان تجربة من المؤسسة أكثر من علاج... و قد سارا بها كما أرادت... عدة أشهر مرت، ثم فوجئ والده بابنه يحضر الفتاة للبيت بزيارة كخطيبته... و مع تخرجه من الجامعة، أصبحت بعقد رسمي زوجة له... لا يعلم حتى الآن ما مشاعره تجاهها بشكل دقيق... بالإجمال كانت مهمة له بشكل كبير... أساسية في حياته بطريقة رائعة... الأجمل أن كلاهما لا يجد صعوبة في الحديث مع الآخر متوقعا أن يفهمه بيسر... نعم، كانت هذه هي الحياة التي يريدها خصوصا مع خجل الفتاة و قلة خبرتها في العلاقات، عكس الفتيات الأمريكيات... "في الحقيقة كنت أدخل لحساب أي شخص يحاول أن يواعدني..." أخبرته مرة... "و أجد أن بداخل كل ملاك منهم حيوان يخور يبحث عن من يـ...................!" الكلمة لم تكن من حروفها، لكنها كانت توضح رأيها بالجنس الآخر! "أنت الوحيد الذي وجدته يحترمني و يقدرني... ربما لأنك مختلف... و ربما لأنك تجيد اخفاء نفسك عني..." ثم هزت كتفها بلا مبالاة و هي تكمل... "المهم أنني أظن أن زواجنا سيكون عظيماً و سننجب الكثير من العباقرة التي ستخدم الانسانية!" و قد كان زواجا فعلا عظيما من جميع النواحي... حسنا ليس من كل النواحي... فلم يكن هو ملاك منزه و لم تكن هي كذلك... كان ينعزل في أوقات كثيرة في تفكيره و ينحصر عالمه في حل معضلة ما، و أحياناً كان يغيب لأسابيع في دورات تدريبية خاصة مغلقة، و بالمقابل، كانت هي تصاب بنوبات اكتئاب حاد... أيام تمر عليها لا تأكل و لا تشرب و لا تفعل أي شيء في الواقع!... فقدان الشهية لم يكن مرض بالضبط مصابة به، لكنها كانت تفقد الكثير من وزنها في هذه الحالة... و هو درب نفسه جيدا ليرعاها و يطعمها، و يحممها بل و يحملها للفراش كطفل لتنام. كان هذا ممكن عندما كان يتدرج في عمله في المؤسسة... لكن ما أن أصبح في الرابعة و العشرين، بات هذا شبه مستحيل، مع الغموض الذي بدأ يلفه و هو يصل لدرجة إدارية عالية، و طائرة خاصة تنتظره في ثوان لتنقله لكل بلدان العالم... ما كان يضايقه أنها لا تشاركه ما يؤلمها لأنها على يقين أنه يعرفه... فقط تمنحه نظرات خائبة الأمل، ثم تحاول ان تنعزل... مرات كثيرة تسلل لعزلتها و ساعدها... و مرات أخرى فشل... و عزلتها لا تحل إلا بأن تتحدى نفسها و تعود لهاويتها بالاختراق... عملها في المؤسسة ساعدها كثيراً في صقل امكانياتها... لكن الاختراق يغذي الجانب السلبي منها... ثم يجدها فجأة تزهد كل شيء و تعتكف بسكون و كأنها انتقلت بروحها في رحلة روحانية ما... لذلك لم يكن الأمر مستغرب عندما فوجئ بشقها من الفراش خالي ذات صباح، و فوق وسادتها ورقة بكلمة بسيطة... (انتهت صلاحيته!) فقط كلمتين، ولن أهين ذكائكم لأخبركم أنه كان يعلم... للأسف كان يعلم... بل بداخله تنبأ أن انتهاء زاوجه سيكون خلال هذا الأيام... لقد تنبأ بكل ما سيحدث... تنبأ أن المشاكل ستبدأ في بداية السنة الثالثة لزواجهما، و في منتصفها سينتهي... اتفاق ما قبل الزواج كان ممتاز و حمى كلاهما... و هي ابتعدت بهدوء دون لوم أو نظرات خائبة الأمل أو هستيريا أنثوية... المشكلة أنه لم يكن يشعر بأي تأنيب ضمير... هذه الأمور لا ضمير بها... لقد عبرت عنها هي بكلمتين في الصميم... (انتهت صلاحيته!) نعم لقد انتهت، و عليه أن يستمر في مخططه لحياته... سيستمر بالصعود و الارتقاء كما يحلم... و عندما صعد على قمة الادارة في المؤسسة... عندما تأكد من كل جداوله و خططه... عندها علم أن الوقت قد بدأ ليكون هو السيد الفعلي على كل ما يريده... و بعدها بعام استطاع أن يترك عرشه من على القمة مرة واحدة... و استمر في السير بخططه لحياته بطريقة مدروسة منذ أن كان في السادسة عشر... لم هذه الذكريات تتصايح في عقله... الآن هو في أرضها... مر زمن طويل منذ أن تقابلا آخر مرة... أول شهرين بعد الطلاق انقطعت علاقتهما تماماً... بعدها لم يتفاجأ برسالة منها... رسالة خجلة ذكرته بالفتاة التي كانت تتلقى العلاج معه... و بهدوء علم أنهما سيظلان صديقان للأبد... صداقة نادرة بين كلاهما، بما أنهما لمسا جانبا من الآخر لم يستطع أي كائن الوصول إليه... لم يخبرها، لكنها تعلم أنه أمن نفسه جيدا من قواها في الاختراق... لكن بكل الاحوال هي قادرة على اختراق الكثير من حواجزه النفسية! ابتسم و هو ينظر من نافذة السيارة... ربما يجب أن يراها... هذا إن لم تكن تعلم من قبل أنه في أمريكا... في الحقيقة رغم أنه يطلق على بلده الأصلي وطني إلا أنه يحن لهذه البلاد الغربية التي رعته منذ أن ولد... ابتسم و هو يفكر أنه سيضرب أربعة عصافير بحجر واحد... التحضيرات النهائية لمسابقة ريد بول الدولية لسباق الدرجات الجبلية... زيارة تأخرت كثيراً لوالده الغالي... و تفتيش مفاجئ لمؤسسته الرئيسية هنا... و أخيراً سيرى طليقته و يقضي بعض الوقت معها... بسمته تتسع، و هو يمر في الطرق الباردة في طريقه للفرع الرئيسي لمؤسسته هنا... لقد بقي في الوطن طويلاً، لأجل أمور لا يعرف بالضبط كيف يفسرها... ربما لأجل ذلك تذكر العلاج النفسي و جون.. ربما لأنه تذكر أنه بشر و يجب عليه أن ينحرف أحياناً عن الخطة... لكن المشكلة أنه عندما ينحرف يكون قد خطط أن ينحرف! لمحة من ذاكرته للقائه القصير جعلته يفكر: كيف يمكن لإنسان أن يحيا بهذه الفوضوية... العرب بشكل عام فوضويون! فكر ليس لأجل شيء و لكن لأنهم قدريون أكثر من اللازم... و هو يعلم أنها سمة بها نوع من الكسل و التواكل و انتظار النعم! تنهد و هو يطرد الفكرة من رأسه رغم أنه يعلم أنها أمة تميل للتشبث بهالة القيادة، أو تحب أن يقودها شخص مذهل يؤمنون به... لذلك و مع حزمه كقائد و مدير في مؤسساته كانت المواهب تتكاثف و الجهود ترنو بقوة... نزل من السيارة برشاقة يتبعه حارسه الشخصي، ثم صعد بزيارة مفاجئة للمكتب... نعم يجب أن يكون حازم و إلا كل ما بناه سينتهي! *** "أين كنت؟؟" رفعت عينيها لأعلى و السؤال الذي يستقبلها كلما دخلت الدار يلقى بكل فظاظة... ألا يعرف هذا أن تحية الاسلام هي السلام، لا أين كنت؟؟!! لذلك تحركت تضع كتبها و ملفاتها على طرف المائدة الخشبية البسيطة، ثم انطلقت تقبل رأس أمها القلقة، قبل أن تقول بهدوء تنشد به زرع بعضاً منه في أخيها... "كنت في عملي أخي!" ملامح وجهه لا تقل صرامه و هو يشير لساعة معصمه السيكو المضادة للماء... "المفترض أن تكوني في البيت منذ نصف ساعة... أين تبعثرت هذه النصف ساعة!" تنهدت من قلب قبل أن ترد بذات الهدوء... "يوجد شيء اسمه مواصلات عامة بلا مواعيد ثابتة... يوجد شيء اسمه وقت بدل الضائع محسن... وقت يضيع بلا تفسير... لذلك بربك كف عن هذا التحقيق اليومي!" شد على نواجده بقهر و هو يتمتم... "إن كنت في الصيف تعودين قريب المغرب... ماذا سيحدث في الشتاء... هل ستعودين مع منتصف الليل؟!" بتظرف و مرح مفتعل ردت عليه... "سأعود بنفس الساعة... السادسة مساء في الصيف و الشتاء!" "لبنـــــــــــــــــــى!!! " شد على كل حرف و هو يخرجه من أنيابه، و قد وصل تحمله لأقصاه... و كما المعتاد تدخل شخص ما لينهي هذا الجدال الشبه يومي مع تأخرها المستمر.... "لبنى لقد عدت أخيراً... أرجوك تعالي أفهميني هذا البرنامج الغبي... مازلت في الصف الثاني الثانوي و أجد نفسي أتعلم الجـ............" التفت لمحسن بنظرات هادئة جداً... لا تستطيع أن تطلب بلسانها لأن الخذلان و الرد سيؤلمها... لكن عينيها الواسعة أرسلت الطلب بكل ما تملك من عاطفة... ثم مطت شفتيها و هي تقول بهدوء... "نسيت أن أقول لك أخي... (و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته)" ثم انطلقت مع أختها... و على عكس ما تيقنت أن عتابها لن يصل له، إلا أنه وصله كاملاً... متى سيحسن التصرف؟... متى سيجيد التعامل؟... يمكنه -كما تخبره أمه، كل يوم أن يحصل على كل المعلومات بفتح محادثة بسؤال هنا و هناك... المشكلة أنه كل يوم يرى دليلاً حي على الخداع الانثوي الأخوي... كل يوم يرى فيه زياد الصانع، يتذكر العار الذي صنعته اخته... زواج سري لمدة ثمانية أشهر!! شيء لا يمكنه أن يتخيله و البعض يقسم أنه لم يكن هنالك زواج من الأصل... و البعض يقسم أنه كان عرفياً... و البعض لا يهتم... أما هو فرأى كيف انكسر... لم يعرف أن كسر الرجال مؤلم كما رأى مديره مكسور... يترك العالم... يترك الدنيا و كأن كل ما فيها حارق موجع... ثم يعود بعد ثمانية أشهر... و يبترها منه... يتبرأ منها بالكامل! يا إلهي كم هو قاس ما حدث... يا إلهي كم هو مؤلم... لا يتخيل أن يحدث هذا للبنى... يخشاه كما يخشى أسوأ مخاوفه العميقة... لذلك هو يضغط عليها... ربما تستكين و تجلس بالدار... ربما ترضخ لنزوات حمايته... لا يشك بها و لا بتربيتها لكن الشيطان شاطر... و العواطف المنمقة المغلفة بأسماء جميلة تحطم كل ما بناه بها... باسم الحب قد تفعل المرأة كل شيء باسم الحب قد تسلم مفاتيح دولة كاملة كما قرأ قديما عن ابنة ملك فارسي، دللها والدها كما لم تدلل فتاة.. ثم باسم الحب سلمت قائد العدو قلعتها، على أن تكون زوجة له... الشيطان فنان في رسم أغلفه براقة لهذه العواطف... و كله باسم شيء واحد... الانا! أما في الغرفة الداخلية و بعدما تحررت من حجابها، و لباسها المحتشم، و بعدما وجدت أمها تحضر لها صينية عليها غداء\عشاء بارد... و بعد بضع لقيمات فقط لترضيها، مع ضياع شهيتيها مع كلمات محسن و شكه الناحر... بعد كل ذلك جلست مع سلام تحدثها... بالبدء كانت متضايقة بالذات عندما فقدت بعض من أعصابها مع ميار و هي تشرح لها بعض الأوامر... ثم انسحبت تلك و هي تكتم دمعتها... الله يسامحك يا محسن... لم كل هذا... لقد كان يومي جميل و الله كان رائع و انت بكل قسوة تدمره لمتى ستظل بهذه العقد و النظرية الموجعة عن الفتيات... "لبنى... لبنى..." التفت لأختها التي كانت تجلس عاقدة ساقيها قبالتها على السرير البسيط... سرير لبنى... "هل تأكدت؟؟" ابتسمت نصف بسمة و هي ترمق من الباب الحاسوب الثابت... الحاسوب الذي أصر محسن أن يكون في وسط الدار كي يرى أو ترى أمه ما تفعلانه... و طبعا أنزل بنصيحة من البائع عدة برامج مراقبة و حماية من الانترنت! هذا الحاسوب الذي تحمل معها سنين دراستها الطويلة... هذا الحاسوب الذي تعاني معه أختها و هي تقوم بعمل واجب نفذ صبرها و هي تشرح لها عنه... و لأن العند صفة بالجميع، فإن الفتاة قررت أن تتعلم وحدها دون معونة من هذه المهندسة المتكبرة! منظر أختها المكافح أعطاها دفعة قوة... لو رضخت لاستفزاز محسن و اختارت الطريق الأسهل و جلست بالدار تجنبا لتحقيقه اليومي فلربما تفعلها بعدها ميار... و هي لا تريد لكلتيهما ان تدفنا... لا تريد أن ترى الألم بعيونها كما تحاول سلام أن تخفيه... تعود مع سؤال أختها نافذ الصبر، و هو يتكرر مرة أخرى... و مرة واحدة يختفي تأثير محسن و تحل بدلا منه عينان مرتبكتان خلف منظار طبي غليظ... تبتسم بحالمية و هي تقول من قلبها... "لكم هو متواضع... لقد شكرته من قلبي أكثر من مرة، و هو ينكر ذاته... يا إلهي... لم أرى انسان ينكر ذاته كما هذا الانسان... قلبه واسع و علمه مهيب و هو........." تنهدت و هي تقول بحب صافي... "هو كان متواضع... يهنئني و عينه على أي شيء إلا وجهي... يخبرني أن مكتبه مفتوح لأي استفسار... " ثم انثنت شفتيها باشمئزاز... "لا مثل مدير القسم التعس، و الذي عمله في الحياة هو أن يتصيد لي الأخطاء... يبحث عنها بعدسة مكبرة... بل مجهر نووي... فقط يريد أن يتصيد خطأ ما علي... صحيح أنني لا أترك أي شيء... لكنه..." أظلم وجهها و هي تتذكر سخريته المبطنة عندما عرض عليها أن يحضر لها منضدة قصيرة لتقف عليها كي يراها جميع الطلبة... وقتها أُلجمت حقا و هي تدرك أنه أراد أن تصلها المهانة كاملة، خصوصاً أنه أخبرها بذلك و باب المختبر مفتوح و أي مار قد يسمعه... تنهدت و هي تشكر الله بمنطق (أمره كل خير... إن أصابته سراء شكر، و إن أصابته ضراء صبر...) و هي صابرة... صابرة على هذا النحس الذي لا يفكر أن يعتقها و قد وجد فيها فرصة ليفرغ كل كبته... و صابرة على محسن الحبيب (لا يتجرأ أحد و يقول عنه نحس!!) و هو يحاول أن يوصلها لسقفها... و المشكلة أنها تخاف حقاً أن تصل لسقفها... لأنها تعلم أن هذا السقف لن يتحمل الانفجار الذي ستنفجر به! "هل سألته بشكل مباشر إن كان هو من سعى لتعودي لعملك..." سلام الأصيلة تنتشلها من تفكيرها المرهق، لتلفت غليها بحواجب معقودة... "نعم... أعني لا... أقصد أنني لست بحاجة لأسأله... " رأس أختها مائل و هو ينتظر جوابا محترم، من هذه الحمقاء الذكية فقط مع الإلكترونيات... أما مع غيرها تكون بغباء زرافة تشرب من بركة مليئة بالتماسيح! "أقصد... بمنطق الاستبعاد... رئيس القسم يكرهني كراهية اسرائيل... العميد لا يعرف شيء مما يحدث في القسم... المحاضرون كلٌ يبحث عن رزقه و يصمت... من سيقف معي سواه... لطالما شجعني و لطالما أخبرني أن أنتبه لبعض النقاط في شرحي عندما أصبح معيدة... إن لم يكن هو من فعلها فمن سواه يكون؟؟!" *** | |||||||||
|  |
|
22-12-16, 06:59 PM
| #154 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| تم نزول الفصل يا قمرات شو رأيكم... جون و الا لبنى ؟؟ انتظركم حبيباتي بالتعليقات و التقييمات و اللايكات و كله و لا تنسوا انكم منوريني دووووووووووووووم | |||||||||
|
| |
|
22-12-16, 07:01 PM
| #156 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 5 والزوار 1) eman nassar*, wayat, rontii, توني 26, Nor sy منوريييييييييييين يا احلى شعب | |||||||||
|
| |
|
22-12-16, 07:02 PM
| #157 | |||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اه و بدي خدمة حلوة من اي قمراية هنا حبل الغسيل بليز حد يعلن لي عليه اصلو مش بيبان عندي بالمرررررررررررررررررررة مش عارفة ليه محاربني الاخ | |||||||||
|
| |
|
22-12-16, 07:03 PM
| #158 | ||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
هلا بليبيا و اهل ليبيا العساسيل... تقبل الله صلاتك... منورة قلبي و حلو توقيتنا واحد | ||||||||||
|
| |
|
22-12-16, 07:17 PM
| #159 | ||||
| نجم روايتي  
| [imgl]https://lh3.googleusercontent.com/-dGsKNh2ycGM/VpFp5tzzeSI/AAAAAAAAEGw/eYiHhIeOmu4/w426-h454/Screenshot_%2525D9%2525A2%2525D9%2525A0%2525D9%252 5A1%2525D9%2525A5-%2525D9%2525A0%2525D9%2525A7-%2525D9%2525A0%2525D9%2525A7-%2525D9%2525A0%2525D9%2525A1-%2525D9%2525A2%2525D9%2525A7-%2525D9%2525A0%2525D9%2525A6-1.png[/imgl] | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
101Likes
العرض العادي
