آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-17, 11:39 PM   #1821

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 11:53 PM   #1822

sarah anter

? العضوٌ??? » 184647
?  التسِجيلٌ » Jun 2011
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » sarah anter is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين الفصل متتاخروش بليز

sarah anter غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-17, 11:59 PM   #1823

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,818
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

شكل ما فيش فصل النهاردة

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:00 AM   #1824

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

مساء الخير صبايا اسفة على التاخير النت جد جلطني
هاحاول هلا انزل الفصل و جد اعذرةني بتقصيري مع قرائي لكن الامر فوق قوتي
زي ما قلت هاحاول انزله هلا و لو ما زبط اعذروني و اتمنى من المشرفات يعدلوه لانه هانزله من الموب


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:03 AM   #1825

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياريت اكون لحقت الفصل حد يطمني

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:08 AM   #1826

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي



(25)

حل الصمت بالكامل بعدما انتهت التجربة...
الهدوء سيطر على الطابق كله حتى الفرق الأخرى التي تعمل على مشاريع مختلفة كانت صامتة مترقبة بهدوء...
نظراتها الدامعة ترمق الجهاز من خلف الزجاج الواقي، ثم تعود تنظر للشاشة التي تعرض النتائج... تقارن بعقلها القراءات و المتوقعات لتقرر كم هي نسبة الخطأ...
تتأمل نتاج عمل مرهق انهكت فيه لأشهر و الآن ظهرت النتيجة...
ثم أخيرا و بمفاجئة للجميع ارتفع صوت تصفيق بطيء...
التفتت بقوة لمدير المختبر الرجل الصارم الجاد الذي لا يتدخل إلا عندما تطلب مواد خطيرة كاليورانيوم!
الرجل الذي اتضح أنه كان يراقب كل شيء و يعرف كل شيء و يتوقع كل شيء... و هو الآن يصفق لأجل نجاحها...
ثم فجأة انفجر المختبر مرة واحدة بتلك الفوضوية الأمريكية المحببة و الكل يهنئ، و يصفق، و يحتضن، و يمدح بينما هي تمسح دموعها و لا تدري ما هو الشعور الذي يجب أن تتكلل به مشاعرها فما زالت ترتجف بداخلها و لا تصدق انها فعلتها...
لا تصدق انها استطاعت أخيرا أن تنجح...
محاطة بغرباء لم تحفظ أسمائهم بعد وقفت تتلقى التهاني و قد ظهرت سيمون فجأة تبعد الراغبين باحتضانها أو حتى مصافحتها بأوامر محفوظة منذ بداية تسلمها لعقدها...
فجأة انفجرت تضحك بقوة و هي تدرك أخيرا أنها فعلتها...
نجحت اخيرا...
أخيرا اثبتت أنها فعلا تمتلك عقل مميز...
أخيرا سيظهر مشروعها المميز للنور و سيخدم البشرية كلها...
أغلقت عينيها رغم الضوضاء و هي تحمد الله ألف مرة و تشكره على تلك النعمة... يا الله كم هو لذيذ هذا النجاح... كم هو غني... كم هو مشبع... استمرت لوقت طويل تتلقى التهاني و من ثم عقلها تفعل و عاد للموجة الصحيحة؛ فعادت تراجع القراءات و تعيد التجربة و كأنها تظن أن نجاحها نتاج حظ أو اختلال ما بالأجهزة...
أخيرا بعدما تأكدت من نجاح الجهاز، ركبت السيارة عائدة و لم تطق صبرا فاتصلت بأهلها بالوطن تخبرهم بنجاحها، و انطلقت ضحكاتها تملأ المكان المغلق و هي ترى ميار ترقص الدبكة و تدعوها ان تشاركها فيها بفرح حتى و لو بالهتاف أو بتلويح يديها!... البسمة لم تتوقف عن الارتسام على شفتيها و الفخر الداخلي يطغى على كل ملامحها...
الفرحة الصافية تتصدر انفعالاتها و هي تبحث عن شبه نكتة لتضحك بصخب... حتى أن سيمون و السائق الأخرس هنأها بتهنئة تشبه تحية السجان!
و عندما عادت أخيرا للبيت سعيدة منتشية بنجاحها؛ وجدت الصمت يقابلها بتهنئة مميتة منه...
بحثت عبر الجدران الباردة عن شخص يبارك لها... شخص ينتظرها على نار و قلق كما ميار و سلام و يخبرها أن فرحته بها كنفس فرحتها بنفسها...
شخص يقول لها لم أشك للحظة أنك لن تفعليها و يسألها بثقة كم هي لذيذة تلك النكهة المختلطة للنجاح بعد كل هذه الكبوات و التحقيرات لها، لكنها لم تجده... شخص يحتضنها بصدق... فقط حضن واحد حقيقي يشعل بها فرحة مختلفة...
فجأة باتت فرحتها ناقصة بالكامل، من نظرة الفخر منه و الرضى... فجأة شعرت بغصة في حلقها و اختناق سرق الكثير من فرحتها و هي تتمنى لو كان موجود لأجلها... مثل كل شريكين في الحياة... يفرح لأجلها و يفخر بها و يرضى عن رضاها و يشبع من شبعها و يتخم مع ثقل ما ضحكت!
لكنها واقعية... لا يوجد امرئ ينال كل ما يريد... الغصة تهدد بتبديل كل ضحكاتها بالدموع فابتلعتها بقوة و هي تنطلق للمطبخ لتفرغ انفعالها الغير معروف في تزيين قالب كيك، تاركة شيء نضج داخلها دون علمها يسيطر على شرودها و هدوئها و سكناتها...
***
عندما دخلت لبيت أغيد المفتي بعدما انهت حضور فقرات مهمة في المؤتمر الأدبي و الخاص بشرح عدة قصائد و التفكير في الدلالات و ربطها مع الوضع السياسي في ذلك الوقت، فوجئت بضوضاء صادرة من المطبخ...
تحركت بفضول و هي تكره أنها فضولية حقا، لكن صوت لبنى كان واضح جدا و هي تناقش شخصا ما...
المطبخ كما كان يظن زوجها مملكة المرأة و علامة التاج التي تعني سيطرتها على بيتها... أما هنا فكانت تعلم أن الوجبات كلها تعد على يد طاهي خاص، لذلك استغربت إن كانت لبنى تلوث يديها في بعض الدقيق!
حسنا... لقد كانت الفتاة و كأنها قد انفجرت في برميل دقيق لا بعض الدقيق...
وقفت مذهولة بكل اناقتها و رقيها تتأمل لبنى التي يغطي المسحوق الأبيض ثوبها و حجابها و أنفها و وجنتيها...
تقدمت بحذر بحذائها الأنيق الأسود بكعبه المرتفع المستدق و هي تتحاشى الفوضى، لكن لبنى رفعت رأسها إليها بنظرات مستطلعة قبل أن تبتسم ابتسامة صفراء فاقع لونها تكاد تشع من مكانها...
"مرحبا هدى... امممم أظن أنك دخلت لهنا بالخطأ..."
تدخل الطاهي بلهجته الايطالية الظريفة...
"لا لم تدخل بالخطأ... إنها نجدة من الله لنا... أرجوك سيدتي... خذي هذه السيدة معك و......."
فوجئ بلبنى تلفت إليه بحدة فتنفض عليه بعضا مما علق بثيابها من المسحوق الأبيض...
"اسمع يا أيها السيد... السيدة هدى ضيفة هنا... في الحقيقة لا يستطيع أحد أن يخرجني من المطبخ إلا محسن أخي... و احزر أين هو... لحظة امممم كم الساعة الآن؟... التاسعة مساء... إنه الآن يتوضأ ليصلي الفجر... بعدها بساعة أو اثنتين سيجهز نفسه ليذهب لمصنع زياد الصانع... أنت لا تعرف زياد و لا محسن... لذلك لا قوة في الأرض يمكن أن تزحزحني من هنا!"
"لو لم تخرجي الآن سيدتي سأتصل بالسيد المفتي ليتصرف... لقد حولتي مطبخي لكارثة!"
التفتت إليه بعيون حمر و هي تكاد تبكي و لا تعلم لم... اليوم نجاحها و هي تخلق الهم خلقا و تتلبسه تلبسا!
"حقا؟؟ افعل إن استطعت... كلم المفتي أو كلم الامام!... بكل الأحوال لن يقدر أن يصل لهنا من سفره بهذه السرعة التي ستنقذك... لذلك دعني انهي ما بيدي و بعدها سأغادر مطبخك للأبد... و لو أردت سأنظفه لك..."
ثم تخلت عن منظر السلطة الذي لا يلائمها...
"أرجوك... فقط دعني اليوم انهي ما بيدي و لن أعود... أعدك بذلك!"
لم تحب منظر الفتاة مالكة البيت بالافتراض و هي ترجو الرجل لذلك تدخلت بدعم...
"سيدي..."
البريطانية من فم هدى بدولة كأمريكا تعني دوما الرقي...
"من فضلك دع الفتاة تنهي ما تريد.. أظن أن المفتي لم يحظر دخولها للمطبخ... أليس كذلك!"
لم يجب الرجل و هو يقول للبنى متجاهلا الأمر بنبرة هدى...
"سأتركك... و لا تطلبي نصيحة مني أو معونة... أنت وحدك بالكامل... و كعكتك كالمعتاد جاهزة في البراد... فقط حاولي ألا تفجري البيت!"
لم ترد لبنى على حديث كلاهما، مع خروج الطاهي من المطبخ، بل استمرت برش المسحوق الأبيض على اللوح لتستطيع أن تلين عجينة بدت جامدة بشكل قاسي لعيني هدى... لكن يدي الفتاة بأصبعها القصيرة التي تعمل بغل حقيقي شمل كل حركات جسدها، استطاعت أن تطوع تلك المادة الصلبة...
اخيرا انتهت و قسمت العجينة الصلبة الأشبه بعجينة السيراميك لعدة أقسام و صبغتها بعدة اصباغ...
"هل تصنعين بتيفور؟؟"
هزت رأسها نافية، و استمرت بعملها و هي تعيد خفق شوكولاتة بيضاء سائحة في وعاء بجوارها، لثوان تجمدت تنظر للوعاء الحاوي للشوكولاتة بلا فهم لما هي أصلا ذوبتها... ثم رفعت عينيها تديرها حولها بتساؤل، و كأنها نسيت بالضبط تسلسل عملها، لحظات تشتت ثم عادت لحركتها الدؤوب لتتناول من الثلاجة طبق ضخم من الكريما المخفوقة، و قلبتها بالمعلقة المسطحة كي لا تفقد الهواء الذي فيها ...
لم تطق هدى صبرا و هي تراها تتجه مرة أخيرة -أو كما تتمنى- للثلاجة لتخرج قالب كعكة اسفنجية مستطيل و بعدها عادت لتخرج زجاجة شراب حلو لترطيب الطبقات...
"بحق الله ما هذه الورشة التي تعملين فيها؟"
"أنا أزين الكعك... تلك هوايتي أو موهبتي... أو لا أعلم ماذا بالضبط... أما المسحوق الأبيض هذا..."
و غمست اصبعها فيه ثم لعقته بتلذذ قبل أن تتناول منديل مطبخ و تمسح اصبعها ليعود نظيف...
"هو سكر مطحون مع نشا لأستطيع تطويع عجينة السكر... الآن قررت أن أصنع شيء جديد... سأعتبرها هدية للعم آدم رغم كره ماجي للحلويات..."
كانت تتحدث و هي تتحرك بسرعة و كأنها تسابق شيء ما ان يستولي على عقلها...
"يبدو أمر جميل... هل يمكنني ان أساعد؟؟"
وقفت لثوان تتأمل المرأة النيقة ثم مطت شفتيها و هي تهز رأسها بإيجاب ملول...
خلال نصف ساعة و قد خلعت هدى جاكت حلتها الأنيقة و بقيت بالقميص الحريري و إن كانت قد غطته بمأزر عكس لبنى التي تعشق التلوث الكامل على ما يبدو...
حلال تلك النصف ساعة استمرتا بالعمل سويا و هدى تستجيب لأوامر الفتاة القصيرة التي تجاهد لتبعد الغصة عن حلقها...
أخيرا وقفتا سويا أمام اللوح و أيديهما تعمل مع عجينة السكر بعدما غطت القالب و حشته بالكريما و الفواكه المسكرة و الشوكلاتة البيضاء...
كانت تقوم بعمل مصغر لملعب كرة قدم أمريكية... كانت تحاول أن تفرش الأرض بالعشب الأخضر و كل لحظة و أخرى ترفع عينيها للصورة التي طبعتها اخيرا بدلا من اضاءة الشاشة المعمتة للهاتف محاولة أن تتحرى الأصالة و الدقة بعملها... في الحقيقة الأمر ليس سهلا و هي تستعمل أدوات دقيقة تليق بنحات لتبسط العجينة و تعطيها شكل بيضاوي بلا فقاعات أسقلها و لا تفقد تماسكها و شكلها الأنيق... الحديث بين المرأتين كان فقط لفائدة عملهما و كأنك تسأل آلة عما تفعل و ما يجب فعله... لذلك فوجئت بلبنى تقول بلا مقدمات بصوت هامس و كأنها تحدث نفسها...
"ربما يبارك لي، لأجل ذلك... هل تظنين هدى لو عملت بمخبر حلويات سأكسب كثيرا؟!"
كانت قد عرضت عليها و هي تمسح يدها للمرة الألف صور لبعض اعمالها القديمة، و ما ظنته هدى أمر عادي، كان فعلا فن مذهل، و مع الصور كانت فعلا قد ابهرت بما تصنعه الفتاة الذكية...
"لو كان طعم القالب مثل جمال منظره، إذن فالجواب نعم... ستكسبين و ربما تصبحين أشد ثراء من أغيد عبر سلسة مخابز خاصة بك... سيكون اسمك علامة!"
توقفت عن عملها و صوتها يتهدج بشكل مفاجئ...
"هل تجدين أن الوقت ملائم للسخرية الآن!"
هزت رأسها باستغراب و هي تحاول أن تتحكم أكثر في قميص اللاعب الذي تصنعه، و تتأكد من تصميم الخطوط عليه... للأمانة عادت للطفولة حينما كانت تهوى العبث بالصلصال...
"أنا لا أسخر لبنى... كنت قبل ساعتين في عالم غريب فيه الشعر، و البحوث، و العلوم، و التاريخ، و المفارقات، و المقارنات بين شعراء عالميين... و الآن أنا دخلت في مغارة أخرى ممتعة تمنحني شعور جميل... ثم دعك من هذا و انظري لعملك كم هو متقن و جميل... أنت تكادين أن تحولي الأمر لفن حقيقي يصل للمثالية!!"
لم ترد و هي تضم شفتيها عن البكاء و هي تقول لها...
"انا أيضا كنت قبل عدة ساعات في عالم آخر... عالم مذهل بنفس هذه اللذة... لذة العلم مماثلة للطعم الحلو لهذه الشوكولاتة السائحة... لكن... فجأة شعرت بطعم كالعلقم و كأن... المهم... انا و أنت هنا و نحن نتصرف كنساء عاديات... أليس كذلك؟"
ابتسمت هدى مع كلمة عاديات... رغم كرهها الضخم في الحياة لأن تسأل، و تتدخل، إلا أنها سألت و لا تعلم لم... ربما هو شعور أخوي غريب تسلق مشاعرها... تلك اللحظة في مطبخ حديث مجهز مع فتاة لم تتحدث معها خارج اطار الرسميات جعلها تحن لحلم طفولي و هو الرغبة الدائمة بأن يكون لها أخت!
"ماذا كنت تفعلين قبل ساعات!"
هزت كتفها و هي تعود للعمل محاولة ابتلاع الغصة... شخص غريب يسأل.. بعد الطاهي و تهنئته لها هو و الطاقم و الآن شخص آخر..
لم تمل من الشرح و هي تقول...
"كنت أصنع التاريخ الذي تبحثون فيه..."
ثم ابتسمت و هي ترفع رأسها لهدى المستغربة...
"ربما سأسجل براء اختراع... لكن هذا لا يهم... المهم هو العالم كله... تخيلي بطارية مثل بطاريتي تصل للبدو في كل المناطق العربية... أو تصل لأي بلد يعيش أزمة حرب، و تبعاتها... أو مناطق نائية بدائية كجنوب استراليا أو مزدحمة كالهند أو......."
"هل تعرفين كيتس... جون كيتس؟؟"
ضيقت عينيها و هي تقول بحذر، و الاسم مر عليها من قبل...
"هل يجب أن أعرفه... هل هو عالم أو....."
"إنه شاعر مميز... لقد قدمت ورقة بحثية عنه منذ مدة... اعتبري معرفتي لما تتحدثين عنه كمعرفتك عن كيتس او ميلتون أو بيرون أو دانتي أو أي شاعر آخر..."
لثوان صمتت تفند هل تسخر منها ام شيء آخر... مطت شفتيها و هي قد اعتادت السخرية بكل الأحوال... و لو اكتشفت أنها تسخر فعلا؛ ستسكب القليل من الأصباغ المركزة على ثيابها الثمينة!
"منذ أن كنت في السنة الخامسة في الجامعة و أنا أبحث عن الأمر... قرأت عنه كثيرا... الهدف بساطة كان صناعة بطارية ذكية..."
ثم رفعت اصبعا ناحيتها بتحذير من التفكير السهل...
"ركزي معي هنا قليلا... البطارية التي تعطي كيلو واحد من الطاقة تكاد تزن ثلاثين كيلو جرام... و الكيلو هذا لن يفيد أكثر من الإضاءة... هذا عدا عن كفاءتها المتناقصة بشكل منحنى منزلق... حلمي كان صناعة بطارية خفيفة لا يتجاوز وزنها عدة كيلوات من الجرامات، و تستطيع أن تخزن كمية من الطاقة تشغل برج كامل بكل منافعه... تخيلي أن تحملي بطارية صغيرة في الجيب الخارجي لحقيبة ظهرك و أنت ذاهبة لمخيم ثم تخرجينها و تنصبين خيمتك و تكونين كأنك في بيتك... قبل ان تتحدثي عن الطاقة الشمسية و التي هي فعلا فعالة و مفيدة و لكن المشكلة بالليل و تخزينها و هو ما يتم في بطاريات ضخمة كما أسلفت قد يصل وزنها لستين كيلو جرام... و هذا على نطاق الاستخدام الشخصي... لكن مع بطارية كبطاريتي يمكنك أن تخدمي مدينة كاملة بمثل هذا الوزن..."
انتهت من حديثها الذي حاولت أن يكون مبسط و هي تلهث بانفعال محاولة أن تستشف انفعال هدى التي توقفت عن عملها بعقدة حاجبين تحاول أن تفهم ما تقول الفتاة و هي التي لم تتخيل أن تمر بأزمة في حياتها من نقص ماء او كهرباء أو دواء أو أي شيء...
"يوجد مناطق في الباكستان و الصين و الهند و أفريقيا و تعيش تحت مستوى الحيوانات... يوجد دول تعيش حتى الآن تبعات الحروب... نحن بحاجة لأن نفكر بهم..."
التفتت المرأة الأكبر بالعمر تنظر حولها للمطبخ الفوضوي و عادت للبنى التي عادت ببساطة للوح أمامها تتأكد من ما صنعت هدى و تعدل عليه، ثم قالت و هي تتجرأ فتمسح على كتفها بمواساة... يدها الملوثة لن تؤثر كثيرا على ثوبها!
"لا تهتمي لبنى... حماسك بالحديث عن المشروع أذهلني... لو لم تنجحي مرة فستنجحين بعدها... أنا لا أعلم حقا مدى امكانيات العالم لصنع ما تتحدثين عنه، لكنه يبدو مذهل و جـ....."
"لحظة، لحظة... من أخبرك أنني أعاني من تبعات الفشل... أنا هنا أعاني من تبعات النجاح... لقد نجحت هدى... اليوم و لله الحمد سجلت أول قراءة لبطاريتي الذكية الخارقة... و للعلم النتيجة مقاربة بنسبة مذهلة للورق... كنت سأحتاج مواساتك خلال الأشهر الفائتة لكن......"
ارتج على هدى التي لا تفهم ما الذي يحدث هنا...
"إذن لم أنت كئيبة!... أنت قلت أنك تفرغين انفعالاتك في هذا العمل... لم تحتاجين لقتل فرحتك بنجاحك!"
هزت رأسها و هي تنظر للأمام و كأن خيالا ما تجسد أمامها...
"هل تعلمين عندما تعيشين حياتك كلها لأجل شيء ما... تنتظرين فقط هذا الهدف و بعدها حياتك لا معنى لها... و كأنني حشرة من تلك الحشرات التي تقضي سنينا في شرنقة ثم تخرج للعالم لعدة أيام قبل أن تفترس من حشرة أكبر... كان المشروع هو غايتي و الرحلة شرنقتي... و الآن خرجت منها... أشعر بالفراغ... الآن أشعر بألم لا أعرف سببه... أشعر بوحدة... و كأنني كنت أخزن كل شيء... انتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر لأتفرغ بالشعور بما أهملته أو خزنته وحدي بعدما انتهي...
أنا الآن أحتاج لأشياء كثيرة تخليت عنها طواعية في رحلتي لأجل هذه اللحظة... أنا الآن لا أتذوق نجاحي فقط... بل أتذوق نكهة كل تضحية قمت بها لأصل لهذا النجاح... كل تسلق... كل انحدار... كل انفجار، كل شجار... كل لحظة شجار مع أخي... كل خلاف مع اختي... كل مخالفة لأوامر والدتي... كل..... كل..... "
لم تستطع أن تبتلع غصتها، و هي تحاول أن تفسر ما حدث مع أغيد دون جدوى...
الشعور بالمسؤولية الأخوية نضج بالكامل مع هدى و لبنى ترفع عينيها إليها و هي تسأل...
"هل هو طبيعي هدى... هل هو طبيعي أن تقتل فرحتي بتفوقي و نجاحي و وصولي لحلمي... هل هو طبيعي؟؟"
لما لم ترد لأنها لم تصل لجواب، و مع الصمت وجدت الاثنتان انفسهما تكملان العمل دون أن تجدا تفسير لحال الفتاة العجيب...
فجأة قالت بهدوء و كأن انفجار لبنى أو صراحتها منحها هي الحق أن تفتح حصونها طواعية...
"هل تعلمين لبنى ما هو الشيء الغير طبيعي... أن تعتادي الفرحة المبتورة و كأنها الشيء الطبيعي... أن تعتادي أن تنجحي وحدك تتفوقي وحدك... و أن لا تفرحي لنجاحك و ألا تفخري بنفسك و ألا تشعري إلا بالفراغ دوما... و الفراغ شعور قاسٍ، جدا قاسٍ...
أن تكوني أي شيء إلا تلك الناجحة في نظره... و عندما يسمع بنجاحك ينظر إليك باستغراب و كأنه لأول مرة يعلم أنك تمتلكين حتى عقل، ليفكر و ينجح..."
ابتسمت لبنى و هي ترفع عينيها إليها و كأنها وجدت شريكتها في الحياة...
"يبدو أن الحظ قفل بابه عنا نحن الاثنتين!"
بعد ساعتين و كلتاهما قد اغتسلت و بدلت ثيابها و أمامهم طبق به قطع من كعكة لبنى التي استمرت عدة ساعات في صناعتها... و هدى تكاد تبكي من منظر السكين التي تقص اللاعبين الذين تعبت عليهم...
"أشعر أنني آكل اللاعبين أنفسهم!"
ثم أغلقت عينيها بتلذذ مع أكلها لرأس الحكم...
"نصيحة... انسي الهندسة و نكدها و همها و استمري بمثل هذا العمل السعيد... إنها مذهلة... فقط مذهلة!"
ثم تذكرت حماسها في حديثها عن مشروعها...
"أو يمكنك أن تعملي في الاثنين... صباحا مهندسة و مساءا هذا العمل... ستكونين ماركة مسجلة!"
و كانت تلك بداية انفتاح بينهما...
كانت هدى تضحك بقوة على شيء قالته هي قبل أن تكمل...
"الآن هل ترين من منا المنحوسة أكثر... انا أم أنت!"
عن لبنى التي انطلقت تسعل بضحكها و هي تمسك خاصرتها المتألمة...
"لا مقارنة، لا سمح الله... لكن لو مثلا عشتُ مع زوجي الألمعي لمدة مساوية لحياتك مع المحامي الرائع... أكيد سأغلبك... لا نقاش..."
اعتدلت هدى و هي تقول...
"حقا؟؟"
اعتدلت الأخرى و هي تحتضن الوسادة...
"بكل تأكيد... صدقا... هل ستتخيلين أن تعيشي مع رجل يخبرك كشيرلوك هولمز هذا بديهي عزيزتي لبنى بديهي... او يخبرك دوما... انا لست عادي... أو انا رجل عادي بعقل غير عادي... "
ثم انفجرت ضاحكة مرة أخرى و هي تتأوه...
"يقول لي أنه مثل الغسالة الفول أوتوماتيك... هل سيمر عليك رجل مثل هذا الرجل؟؟"
هدى الأخرى صدمت من التشبيه المبتور لتسأل بحذر مستغرب...
"هل ينظف غسيله بنفسه؟؟"
الآن لبنى لا تقدر أن تأخذ نفسها من الضحك...
"لا، لا ، لا... هو غسالة فول أوتوماتيك.... و نحن غسالة بحوضين نصف أوتوماتيك!"
لم تستطيعا أن توقفا الضحك المستمر على خيبتيهما، حتى استلقتا على الفراش الضخم الخاص بهدى في غرفة الضيوف...
"نحن لسنا الخائبتان في هذه القصة!"
أخيرا قالت هدى بهمس هادئ بعدما ابتلعت الغرفة ضحكاتهم الموجوعة...
"بكل تأكيد... نحن مظلومتان بالكامل... تحدثي عن نفسك هدى... أنا للأمانة أخيب من الفشل في العالم كله!"
"لا تسخري لبنى... أنظري... الآن أنا و أنت لا نعرف بعضنا البعض... لم أرك من قبل خطوبتك و لم أسمع باسمك و أنت كذلك معي... أعني علاقتنا صفر... لكن هل صدفة أن يكون الأخوين فاشلين في علاقتهما الزوجية... أعني بكل تأكيد هنالك علاقة بين كونهما أخوين و فاشلين... بينما نحن ضحايا لهم!"
اعتدلت لبنى و هي تقول باعتقاد أكبر في كلام هدى...
"هل تعلمين؟ معك حق... هما دمرا حياتنا... لقد كنت في بلدي فقط اتشاجر مع محسن لأجل أن يتركني في حالي و عملي... الآن أنا بالضبط لا أعرف من أشاجر و لم؟..."
"نعم، نحن نستحق رجالا يصنعون لنا تمثالا... لكن أن نبتلى و نصبر على مثل هذين الأخوين... سامحك الله يا خالة نشوى... لو لم تتفضلي و تخرجي جيناتك للنور لكنا في حال آخر!"
ابتسمت لبنى محورة الموضوع و تربيتها الصارمة على احترام الزوج تحسست من سخرية هدى...
"لو سمعتك الخالة نشوى تقولين عنها خالة.... لا أريد أن أنظر لما سيحل بك..."
ثم ضحكت ببساطة و هي تتذكر العم آدم...
"أما ماجي زوجة العم آدم فلا تستحق أن يقال عنها خالة... لم يبق سوى هذه السيدة لأقول لها خالة... هل تعلمين أنها تعلق صور المنحوسة زوجته الأولى في بيت العم آدم و لم تعلق لي ولا صورة بل إنها........."
استمر الحديث الخفيف و الساخر بينهما، و قد تجاهلت كلتاهما أن تخبر الأخرى أصل المشكلة مع زوجها...
فقط ليلة مستقطعة من الألم، أخذتا تتندران فيها على حالهما و تسخران من مواقف عادية في حياتهما...
الاثنتان تحاولان أن تتجاهلا دورهما في هذه المعمعة و ربما لليلة واحدة أرادتا ان تصدقا انهن لا بأس بهن...
فهل هذا كثير عليهن؟؟


***

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 09:03 AM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:10 AM   #1827

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الانهاك هو أن تبحث عن مكان تبيت فيه، بينما عندك خمسة بيوت تكاد أن تكون قصور، و شقق فاخرة لا يحب ذكر عددها، وعدة أجنحة ملكية محجوزة بالكامل له على مدار السنة في أكبر فنادق العالم...
الانهاك هو ألا تجد مكان ترتاح فيه!
لكنه لم يتراجع و هو يدخل لبيته و قد تقاسمه معها... هي
هي التي اعطته الغربة الكاملة و لم ترحمه قط...
كفاحه لتنظيف روحه منها متعب... حرمانه من رؤياها أو حتى قراءة تقارير حراسها عنها منهك أكثر من كل ما يمر فيه...
لا يستبعد أن يفقد عقله في كفاحه هذا و قد فهم كيف يجن العشاق و يهيمون في الأرض يبحثون عن أحبتهم في عيون الظباء و خريطة النجوم...
تنهد و هو يصعد لغرفته أملا بالنوم براحة...
يأمر عقله فيخرج منها و يبدأ يفكر بشيء آخر... لكم تمنى لو يزن جاء مع أمه رغم حكمتها بتركه مع والده... لكنه وعده أن يأخذه للسباق و ها هي فرصة مواتية، و تجهيزات السباق على قدم و ساق...
سيرحل بعد يومين لفيرجين و سيتنفس قليلا بعد كل هذا الاختناق الذي يكبله... رغم أنه لم يتوقف عن التدريب في مضمار مغلق و نفذ الكثير من الوثبات لكن الجنون الممزوج بالطبيعة شيء آخر يمتص كل طاقاته السلبية مرة واحدة...
تلك الطاقة الناتجة عن سيطرته على نفسه و الموجعة بنفس قوة اشباعها... فكر و هو يدفع باب غرفته و يدخل... السيطرة موجعة و كلما ظن أنه افرج عن جنونه يجد شيء جديد يكبله...
شيء يجبره أن................
صمت عقله عن التفكير و هو ينظر لتلك الجالسة على الأريكة المريحة في غرفته...
لم يغب عن عقله منامتها القطنية المحتشمة...
ينظر إليها و هي ترفع عينيها إليه بوجل...
عقله ينطلق أخيرا في ضحكة داخليه و قد تحطمت كل توقعاته مع تلك التي تنظر إليه بحذر مع نهوضها البطيء عن الأريكة لتقف مقابلة له بينما سخرية كاملة تغسل انفعالاته في وقفته المستندة على الحائط بكتفه منتظرا منها قول أو فعل....
***
جلست بهدوء في مقعدها و جوارها لبنى التي لم تعد منخرطة في لعبة التظاهر بعدما نمت بينهن تلك الصداقة الظريفة... كلتهما تبحر في تفكيرها و لبنى لا تتوقف عن النظر لظهر زوجها الجالس جوار يده اليمنى كما اخبرتها ليو...
أما هي فتفكر بعلاء الذي لم يسأل عنها او يبحث عنها او حتى يلحقها... علاء الذي و كأنه تخلص من عبئها مرة واحدة... تجرأت مرة فسألت ابنها عن والده و هل سأل عنها ليخبرها أنه لم يفعل إلا مرة واحدة بعدما عاد من سفره و بعد سفرها هي بيومين...
التحسر ليس شيء جديد عليها و صنع منغصات ليس بالشيء البعيد عن الانثى بشكل عام لذلك هي صامتة هنا و تفكر بأي شيء عدى ورقتها و النقد الجيد الذي نالته عليها... ابتسمت و هي تتفاجأ بلبنى تجلس في القاعة بين أشخاص يهتمون بأشياء مختلفة عن اهتمامها، لكن حضور الفتاة فعلا أسعدها بطريقة ما، خصوصا أنها واثقة أن الفتاة لم تفهم شيء مما قيل و رغم ذلك بقيت حتى النهاية... ثم ركبتا السيارة و هي تتمنى لو كانت علاقتها سابقا بالفتاة بمثل هذه الوثوق لكانت انتظرتها يوم أن جربت مشروعها الذي فهمت أسبابه و نتائجه، و مدى أهميته لها... لم تتقبل بشكل جيد تهنئة الفتاة التي تكاد تبدو صادقة من القلب، وقتها فهمت ما قالته الفتاة التي اعتادت على العيش مع أسرة و الكل يفرح للآخر، و يشارك الآخر، وقتها فهمت كيف تموت الفرحة بالوحدة... لم تستطع أن تتقبل براحة احتضان الفتاة الحماسي لها، بل وقفت بتصلب جامد و كأنها تلبست بدراستها للأدب الانجليزي روحا من أرواح هؤلاء الشعراء... و بعدها انطلقت السيارة و هي تفكر لأول مرة بتصلبها و ردة فعلها، و تسأل نفسها بصراحة: هل هي هكذا مع كل من يهتم بها، أم فقط مع هذه المهندسة... هل برودة علاء حورت مشاعرها، أم برودتها قتلت مشاعر علاء؟!
هل هي لا بأس بها، أم أنها لا تملك أي بأس!
لم المرأة تبحث عما تفقده و لا تكتفي بما تملكه؟؟
هذا السؤال كان بالضبط ينبض بنفس الوقت في عقل لبنى... لم فعلت تلك الفعلة السوداء؟
غرفة نومه لبنى...
غرفة نومه...
بربك لم يكن بحاجة لتلميح اكبر...
تحمد ربها على ارتدائها منامة قطنية باردة و قماشها ليس كاشف أو شفاف بلا أية تفسيرات لدعوات ما...
حسنا... لقد نفى امكانية قدرتها على الاتصال بشكل مباشر به قط لذلك هي قررت أن تسلك مسلك قديم بسيط جدا... التواصل المباشر البشري القديم!
و الهدف هو أريد أن أحدثك!
عادت بعقلها للغرفة و عيناها ما زلت مركزة على جلوسه مع ليو أمامها و جوارها هدى تتأمل النافذة و كأنها رحلة غربة بالكامل!
***
يقف مستندا على الحائط يتأملها بنظرات غامضة من خلف نظارته و هو لا يحيد بتفكيره عن سبب وجودها رغم توقعه الشبه صائب لسبب جيد...
تقف ببطء و هي ترمقه بحذر...
"أنا آسفة لأنني دخلت غرفتك بلا استئذان!"
بشبه بسمة تحفر غمازة بخده المشعر بلحية مشذبة...
"أنت زوجتي، و الزوجة لها الحق في أن تفعل الكثير من الأمور... أليس كذلك؟"
عضت على شفتيها قبل أن ترد بهدوء...
"ربما... لا أعلم... أعني... المهم... أردت أن أتحدث معك بأمر مهم..."
أبت الحماقة أن تفارق اهلها...
هي فعلا حمقاء، و حمقاء بطريقة مميزة تخجل كل الحمقى قبلها على سوء كفاحهم و ضعف نوادرهم!
"تفضلي... كلي لك... لكن لو الأمر طويل يمكنك أن تنتظري ريثما أغتسل و أبدل ثيابي... و لو هي كلمتين فألقيهما الآن..."
ابتلعت ريقها و هي تفكر بمدى طول ما لديها ثم تنهدت من التوتر الذي يتلبسها في حضوره....
لم تستطع ان لا تدور بعينيها على ملامحه... تلك الملامح المظللة بالتعب و الارهاق و شيء آخر...
شيء قاسي و كأنه صَلَّب بعض العضلات أن تتحرر ليبتسم... و بسمة أغيد لها عدة مذاقات فلديه تلك البسمة الشقية و البسمة المشجعة و البسمة الهادئة و البسمة التي الآن لا تفارق شفتيه بسخريتها المقيتة!
"لدي عدة مقابلات عمل..."
لا تدري لم ابتدأت بذلك... ليرفع حاجبيه باهتمام و هو يقول...
"يمكن للحمام أن ينتظر لثوان... اكملي... كيف يمكنني أخدمك في هذا الأمر..."
ابتلعت ريقها و لا تعلم كيف تصف شعورها...
لقد تم تجاهلها بالكامل خلال الأيام الفائتة، و ما أن نجح مشروعها قبل أسبوع، فوجئت بستة عروض عمل، لم تكن قد قدمت لها أصلا...
المشكلة هو الخوف الذي الآن يملأها... الخوف و القلق من التالي...
"أنا لا أعرف ماذا أعمل... أعني... أنا..."
عقد حاجبيه و هو يحاول أن يساعدها في شرح معضلتها، و قواه على نبذها انهكت...
"هل أنت قلقة أو حائرة..."
مطت شفتيها قبل أن تجلس على المقعد خلفها...
"الأمر هو أنه تم تجاهلي منذ أكثر من شهرين حتى عرض مقابلة أو أي دلالة على الاهتمام لم يكن موجود... و الآن أجد الكثير من العروض... مدير المختبر أخبرني أن أحذر من هذه العروض، و أركز على و العقود و المحامي، و الشروط الجزائية و.... و أنا لا أعرف ماذا أفعل... أنا تائهة!"
همست الأخيرة و هي تنظر لعينيه لثوان و عقلها العربي سيطرت عليه نظرية المؤامرة لكن –حقيقة- ليس لأجل سبب أحمق...
"ما الذي استجد الآن لكي يتغير الوضع؟"
تساؤله جعل الدهشة تسيطر عليها بالكامل لدرجة انها لم تعد قادرة على التكلم لبعض الوقت... في موقف آخر كان سيسخر من تلك الدهشة و الاكبار لكن الان مع انهاكه هو يريد أن تنتهي من ما لديها ليرتاح منها...
"أنت لا تعلم؟؟"
تسائلت بحذر خوفا من أن يكون يسخر منها...
"أنا لا أعلم الكثير من الأمور لبنى. صدقيني ما لا اعلمه يفوق بكثير ما أظن أنني أعلمه... لذلك رجاء هل من الممكن أن تحددي!"
ركزت ببصرها قليلا على حافة الفراش البعيد و كأنها تشاوره بمدى صدقه، ثم رفعت عيناها إليه...
"لقد نجحت بطاريتي... قبل أسبوع أجرينا أول تجربة و مازلنا نجري تجارب و تعديلات عليها... أنا و مدير المختبر نخطط لعقد مؤتمر علمي عاجل لأجل هذا الأمر خلال هذه الأيام، و قد بدأت اجراءات تسجيل الاختراع باسمي... لا تقل لي أن سيمون لم تخبرك!"
لم تعلم أن رده على كلماتها هو نظرات طويلة لا ترمش و مشاعره محجوبة عنها بالكامل...
يحدق بها بلا كلمات يمنع أي شيء يخرج لأجلها...
فقط نظرة طويلة ثم رد عليها بهدوء شديد... هدوء رجل انهكت انفعالاته فتخلت عن ألوانها لتبقى رمادية...
"تهاني لبنى... ستحقين الفخر بنفسك... على كل حال يمكنك أن تأتني بأسماء المؤسسات التي تريد اجراء مقابلة معك لأرشح لك أفضلها... سأعين لك محامي ليراجع عقود عملك و مدى ملائمتها لمركزك الحالي... سأكون سعيد حقا لو فكرت أن تنضمي لمؤسستي لكنني أعلم أن الرفض سيكون الجواب... على الصعيد الآخر... يوجد خطة عمل كاملة كنت قد حضرتها لأجلك، ما أن تنتهي من هذا المشروع، و لو أردت سنجلس و نتشاور من أجلها و من ثم الخيارات كلها بين يديك... صدقيني سأكون حيادي بالكامل لو أردت نصيحتي... لو لم تريدينها فيمكن........"
"بكل تأكيد أريد نصيحتك... لا يوجد شخص عاقل يرفض نصيحتك!"
قاطعته و قد استطاعت لثوان أن تلجم لسانها عن القول، لكنه انطلق رغما عنها...
"أنت تقول الخطة جاهزة؟؟"
هز رأسه بإيجاب، لتبتلع ريقها و هي تقول بصوت بدأت الغصة تخنقه..
"أنت تعني انك كنت واثق من نجاحي!"
نظر إليها باستغراب لثوان قبل أن يرد...
"بكل تأكيد لبنى... لقد اخبرتك منذ البداية... أنت تمتلكين عقل مميز و أعلم انه سيصل لمكانة مميزة..."
عيونها حمر الآن و هو يكره ذلك...
"إذن لم لست سعيد لأجلي... هل كنت تتمنى لي الفشل لأنني خرجت من تحت جناحك!"
حدق فيها لثوان و هو يكره كم تظن به تلك الظنون...
"لبنى... لم يعد في طاقة لأتحمل تجريح واحد، او.........."
"لم أشعر بأي شيء ما أن انتهى الأمر!"
قاطعته بصراحتها التي أحيانا تهلكها و تهلكه معها...
"في البدء كان جميل، رائع، رهيب، مهيب... ثم فجأة فقد كل شيء... و كأن النكهة كلها سحبت منه و بات كطعم كوب ماء فاتر في جو شديد الحرارة..."
الآن هي تبكي... و تبكي بوجع مؤلم لهما على السواء!
"انتظرتك منذ أول ليلة لتقول لي كلمة واحدة... لم اتوقع أنك تكرهني حتى الأمس... ظننتك مثل محسن تغضب عليّ و لكن من اهتمامك لأمري، و تحملا لسخفي... لكن طوال تلك الليلة و نهار اليوم التالي و انتهائه، و ليلة أخرى و يوم آخر، و حتى هذه اللحظة كنت على أمل أنك ستتذكرني... ستهنئني... ستهتم لأجلي، لكنني كنت حمقاء لأعترف... أنا لم أعد مهمة لك... أليس كذلك؟"
لم ينهض، و لم يتحرك، فقط ظل ينظر لدموعها قبل أن يرد عليها بذات الصوت الميت...
"لبنى هي حزمة واحدة... حزمة كاملة... أردت أن أتنازل و اتبادل معك بضع القطع و انتظر أن تستكشفي الباقي بنفسك لكنه كان حارق كاوي... لذلك هي حزمة كاملة... هل تريدين حقا أن تكوني زوجتي؟... الزوجة الحق... الزوجة التي تهتم لأمر زوجها... الزوجة التي كما تربيت أنت على مثاليتها و تقديمها لحياتها الزوجية... و هي بالمقابل ستنال منه كل شيء... كل ما تعنيه مسؤوليات و واجبات و مشاعر كلمة زوج... لبنى أنصاف الحلول مؤلمة... لم اتربي بها و لم أتعامل معها قط..."
توقفت الدموع من النزول من عينيها رغم ابتلال خديها و احمرار عينيها... عنه استمر بجموده و لم يتحرك أو يحاول أن يؤثر بها بأية طريقة و هو يكمل بذات الهدوء...
"لبنى أنا الآن أعرض عليك الاختيار و الحرية... سأهتم بأمنك و أمانك لو أردت أن تعودي لأسرتك... سأتأكد أن تبقي محمية بكل الطرق ريثما تنهي مشكلة جون و مصيبتها... و لو أردت سأهتم بأن تستمري بعملك الذي تحبين و بعقد شراكة تكون فيه السيطرة لك بالكامل و أنا فقط ممول... لن أستطيع أن أفعل ما فعلته بك في مختبراتي، و سيكون لك القرارات كاملة في أي شيء تريدين اختراعه أو صناعته... و لا تفكري أنني أتصرف بعاطفية لأنني منذ البداية آمنت بك لبنى... آمنت بك أكثر مما فعلت أنت بنفسك لكنك لم تري ذلك قط و لا أظن أنه من الممكن أن تفعلي... ما أفعله استثمار أثق أنه سينجح و واثق ان ثماره ستظهر لاحقا، هذا إن وافقت، أما لو لم توافقي فثقي أنني سأجد مؤسسات ملائمة في الوطن لتعملي بها... بكل الأحوال أريدك أن تطمئني من هذه الناحية... لن يتكرر مرة اخرى ما حدث في مختبرات مؤسستي... "
عينه في عينها الوجلة و المشاعر تعابثها بقوة...
رحماك يا رب...
"لن تخسري أي شيء حصلت عليه هنا... لكن لن أكون ضمن الحزمة و لن يكون لاسمي أي وجود..."
لم تكن عيناها تبرق كما اول يوم قضته في بيته عندما عرض عليها عرض العمل...
لم تكن راضية مطمئنة... لم تشتعل بحماس، بل الرعب هو فعليا ما تشعر به...
كان قلبها ينبض بقلق و رعب و هي تستمع إليه و كأنه يخبرها أن أبيها سيموت للمرة الثانية...
"في المقابل أعرض عليك مع كل ما فات، أن تكوني زوجتي... زوجة حقيقية بكلك... بكل قطرة دم بجسدك... بكل خلية في روحك، كما سأكون لك... لن أرضى بعد اليوم بالبعض أو الجزء... لن اقبل بأقل من كلك... سأعطيك كلي، و بالمقابل لن أتنازل عن حقي بكلك..."
ثم نظر إليها بنظرات لأول مرة لم تزين بالثقة العالية خاصته...
"لبنى أنا آسف، لكنني لم أعد قادر على الاستمرار باتخاذ القرار عن كلانا... فعلتها من قبل و ها نحن هنا نحاول أن نجمل الأمر بتشويهه أكثر...
هذه المرة أنت حرة... انت بالكامل حرة باختيارك و قراراتك و بكل الأحوال سأحترم صدقك أيا كان، و سأكون كما وعدتك... "
ثم نهض ليغتسل من وجع هذه اللحظة و اللحظات المقبلة و عقله الألمعي يعلم قرارها و يعلم اختيارها لكنه لأول مرة يفشل بكل خططه يفشل بكل ما أراده و هذا الفشل بالذات موجع... موجع بالكامل...
***
قبل ذلك بعدة أيام فوجئ زياد الصانع برنين هاتفه يعلن وصول رسالة صوتية... كان مشغول بالكامل مع تفكيره بطريقة ليساند علاء بعدما اختفت زوجته، إضافة لحيرته مع ردة فعله –علاء- بالتفاته للعمل ليقتل مشاعره كلها... لذلك لم يهتم حقا لذلك الرقم الغريب، و لم يتحمس، و هو يرفع الهاتف لأذنه بملل مفعلا الملف، لكن ما أن سمع أول كلمة حتى أقفله بسرعة و كأنه ممسوس...
قلبه يضخ الدم بقوة و هو يسمع صوت يكرهه... يكرهه بقوة و كل أمله أن يحرق صاحبته...
ظل جامدا في جلسته وحده يحدق بالهاتف بفزع و كأنها ستقفز منه... الهدوء و جلوسه في مكتبه وحيدا بعدما رحل كل العمال إلا محسن الأمين جعل مشاعره الحقيقية تظهر...
لكن ذلك لم يطل؛ ففورا تفعلت دفاعيات عقله و برمجت كل المشاعر لتتحول للغضب مرة أخرى...
فقط استحضر صورة مهاب في عقلك و ستستمر بكره لين للأبد!
ألقى نظرة أخيرة على الهاتف، ثم بدأ يدلك جانبي صدغه و هو يتمنى لو به جرأة إما أن يسمع، أو يحذف الرسالة، لكنه تركها بتجاهل كامل...
لا يعلم كم مر عليه من الوقت حتى استطاع أخيرا أن يستعيد سيطرته على نفسه ثم تحرك خارجا من مكتبه...
لِمَ يشعر بأن هاتفه ثقيل؟... لِمَ يشعر أنه يحمل وزنا اضافيا فيه؟... لَمْ يحاول ان يحلل الأمر، بل بنزوة مر على محل يبيع الهواتف الذكية، و اشترى واحد جديد، و ركب شريحة هاتفه فيه، و هجر هذا الملوث في درج السيارة...
عاد لبيته و لولديه و زوجته...
ابتسم لما يملك بتقدير و خوف في جوفه؛ أن لين ستحاول أن تدمر هذا الكمال بطريقة من طرقها المجنونة...
و في الليل حضن زوجته بقوة محاولا أن يطمئن نفسه، و يخبرها أن لين لا تقدر على فعل أيشيء له، لأنها لا تملك أي قوة عليه... ثم حدث مرض السيد حاتم زوج أم دعد و والد لمى... رغما عنه ساند زوجته بألمها، بل ذهب معها إلى المشفى و هو يتمنى ألا يلتقي بالابن... لم يكن هذا بالوقت الملائم للجروح القديمة...
لم ينتبه أنه يوجد شيء خاطئ -حتى بعدما وافقت لمى ان تنتقل لبيتهم أخيرا، إلا عندما توقف ليسمع لمى تبرر لدعد طلبها أن تأخذها عندها، هو الفراغ الكامل في البيت...
رغما عنه وقف يتنصت عالما أن كل متلصص يسمع ما يكره...
"منذ أن رحلت لين و مهاب يأخذ محمد وحده للمشفى و العمل بعد المدرسة، و أنا أبقى في البيت وحدي... لين أخبرتني لو خفت أتصل بك لتأت و تأخذينني... لذلـ..........."
رحلت لين؟؟
أين رحلت لين؟؟
تنفس بقوة و هو يكاد يقتحم الخلوة بين الاختين المتوجعتين لكنه تراجع...
أسند رأسه للحائط و هو يغلق عينيه غير راغب بأن يرى ما هو واضح... لا يوجد لين ليقلق عليها...
لين ماتت منذ زمن... زمن بعيد تفننت فيه بإيجاعه... و إعادة إخراج جثتها لن يكون إلا فعل مقزز، و رائحة عفنه، و مرض معدي!
لا، لا يوجد لين و لم توجد...
الصلف فيه كان قاسي لدرجة أنه خاف أن يقترب من لمى او ابنيه؛ و يكسر شيء نقي فيهما...
و لما عاد بعد يومين للبيت فوجئ بدعد تنظر إليه بقلق شديد... مدت هاتفها المحمول له تريه رسالة وصلتها...
"إنها من مهاب... زياد الأمر يبدو خطيرا... أشعر بداخلي بالقلق... لين لن تختفي دون سبب منطقي... حتى لمى... لم تتصل و لم تسأل عنها قط... أنا خائفة فعلا!"
شعر بالرعب و هو يقرأ الرسالة المتسائلة عن إن كانت لين عندهم أو تعرف مكانها هي و زوجها... دون وعي ألقى الهاتف على السرير ثم نزل بسرعة تكاد تكون ركضا للمرآب... دخل السيارة و أخذ يبحث كالمجنون... الهاتف كان ميت و بطاريته انتهى شحنها... بنفاذ صبر شغل السيارة ليشحن الهاتف عبرها... لحظات مرت كجرم أخته بحقه ثم اشتغل... كل حماسة تجمد مرة واحدة و هو يفتح الرسائل حتى وصل لرسالتها... اصبعه يكاد يكون متجمد و هو يحاول أن يشغل الرسالة... ثم أخيرا دون سيطرة ضغط على زر التشغيل و استمع...
***
"زياد أنا ... أنا لين... أنا... أنا....... أنت أخي!"
جل صمت قصير و كأنها احتارت فيما ستقوله قبل أن تتنهد تنهيدة وصلت لقلبه...
"نعم أنت أخي... هل يمكنني أن أقول لك أخي؟؟"
سؤال لم تعرف له جواب و أعطته هي بعض الصمت، و كأنها تتمنى لو تسمع جوابه... الجواب الذي لا يعرفه هو حتى الآن... تنهيدة أخرى و كأنها خُذلت بحيرته...
"هل تعلم زياد ما هي مشكلتي الكبرى معك؟... لقد أخذتك كأمر مسلم به... أخذت أخوتك، حمايتك، تنظيفك خلف مصائبي، أمر مسلم...
أخذت حنانك، و اهتمامك، و اعتنائك بي كأمر مسلم... نعم لم أشعر بنعمة أخوتك إلا عندما فقدتها!
لن أخبرك أنني أحتاجك الآن... فلقد احتجتك كل ثانية، كل دقيقة، كل ساعة كل يوم، كل أسبوع، كل شهر، كل عام، مروا علي...
لقد احتجتك لعمر كامل أخي... أنا أحتاجك لتكون فقط أخي!...
ظننت دوما أن جرمي بحقك لا يطهره الا الدم، و لن يريحك سواه. أعلم أنني أجرمت بحقك دونا عن كل الخلق... أجرمت بكثرة و ثقل... أجرمت بطريقة لا رجعة فيها...
و أعلم أن طلب الغفران منك كثير... صدقني أنا أعلم كل ذلك... لكنني لا أملك سوى هذا الطلب...
اغفر لي فالله وحده يعلم اين سنكون غدا... اغفر لي... ليس لأجلي بل لأجلك... أغبطك لأنك كنت عاقلا فلم تنتقم أو تجرب الانتقام مثلما فعلت... الانتقام كأس مر تتقاسم مرارته مع الآخر... و صدقني أخي مازلت اتجرع مرارته...
فقط أتمنى في يوم من الأيام أن تنظر لحروف اسمي و لا تلعنني
أتمنى أن تمر بذاكرتك شذرات من فتاة نقية صغيرة... أرجوك تذكر تلك الطفلة التي كانت تعشقك كأنك بطلها الأزلي... تذكر تلك الطفلة التي كانت نقية...
أرجوك انسني، و تذكرني...
أرجوك زياد كن لثانية واحدة أخي..."
النبرة الأجشة و الخشنة أعلمته أنها تبكي، لم يعلم أن دمعة غافلته و انحدرت دون أن يشعر على وجنته، لكن ذلك لم يوقفه عن الاستماع بل تمنى.... تمنى... لا يدري ما تمنى و هل يتنماه بالفعل أم هي ردة فعل طبيعية مع سماع صوتها الذي اشتاق له... ثوان مرت قبل أن تعود مرة أخرى ببعض السيطرة...
"أنا راحلة... أظن أن هذا أفضل شيء... لا أعلم ما هي العقوبة التي تتمنى أن تنزلها علي... لكنني سأترك لك المجال مفتوح... سأذهب و أترك كل شيء لك... لقد وكلت محامي لكي ينقل كل ما أملك باسم لمى و تكون أنت و مهاب أوصياء عليها... اطمئن لن أطرق بابك بعد الآن و لن تسمع اسمي بعد الآن... ستنسني لمى، متأكدة أنك قادر مع دعد على أن تمنحاها كل ما تحتاجه لتنمو بشكل جيد... سأُنسى و سيموت اسمي و ذكري... فقط أرجوك كن رحيما مع تلك الطفلة، و اعطف عليها، و لا تحملها مقتك مني، و غضبك علي... اصبر قليلا لتنسى فالمرء لا ينسى بغمضة عين... و يوما ما، قد يمر اسمي أمامها فلن يتحرك بها أي شيء... وقتها أظن أنني دفعت جزء كبير من ديني في عنقك... أما الباقي فصدقني سأكمله بنفسي...
وداعا... أخي!"
***

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 11:43 AM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:11 AM   #1828

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

اثنان فاشلان بالكامل!
هذا ما فكر به علاء و زياد يجلس جواره يتنفس دخان سيجارته، و قد وافق أن يبيت ابنه في بيت زياد أخيرا في نكاية واضحة لهدى!
اثنان فاشلان بالكامل يتنفسان السجائر، و يسترخيان في جلستهما الرائعة في مشاركة الوجع...
ضحكة تخرج منه دون سيطرة، لكن زياد لم ينظر إليه و عقله في مكان آخر يبحر في تفكير طويل لا نهاية له...
تفكير يبدأ بسؤال بسيط:
أين لين؟؟
فقط... هل يوجد ما هو أسهل؟...
عن علاء فقد نهض للمطبخ ليجلب النارجيلة ليكتمل منظر بيته الأنيق فيبيت ملائم لمقهى شعبي...
حمى الفحم على الغاز، و عقله يبحر في دعوة دعد الاجبارية له ليتناول العشاء بعدما هُجر –المسكين- من زوجته الحلوة...
ثم اقسمت بعدما استطالت السهرة أن يبيت يزن عندهم عندما وجده نائم على الأريكة...
و لما تحرك ليعود لبيته، فوجئ بزياد يركب جواره، و كأنه يريد أن ينفجر ببرية بعيدا عن زوجته...
حقيقة لا يعلم ما بأخيه و لم يجد فيه قوة أن يسأل ضعفا منه أن يشاركه الحمل...
لكن مع منظر زياد الحائر و عقله الذي يبحث عن حل، جعله يغير قراره. جلس يسحب الأنفاس من النارجيلة، و هو يمنح صديقه المجال ليتحدث...
أخيرا سأله عما به لينظر إليه بنظرات غريبة قبل أن يقول بهدوء...
"لين اختفت!"
لثوان صمت كل شيء، حتى قرقرة الماء ماتت، بينما زياد يتحدث أخيرا بسرعة و كأنه يخشى من كراهية علاء لها، أن تلوث القلق الذي به لأجلها...
لم يخبر دعد عن الرسالة لأنه يخاف أن تلين قلبه الذي يريد تلك الدفعة البسيطة!
إلا أنه أخبر علاء عنها دون ان يجعله يقرؤها، و كأنها شيء خاص ثمين لا يجوز فيه المشاركة... و علاء رأى ذلك في عيني صديقه... رأى أنه لأول مرة لا يثق به... مط شفتيه بهدوء و هو يسأل...
"ما هي القصة بالضبط... هل هي لعبة جديدة منها؟؟"
هز رأسه دون كلام قبل ان يمرر يده في شعره بحيرة...
"لا أظن... لين توقفت عن الإدمان لذلك كل ما تفعله، تفعله و هي واعيه و عارفة لما سيقود..."
ظل ينظر للأرض بجلسته البائسة و هو يكمل..
"ثم إنني يمكنني أن أشكك بكل شيء إلا علاقتها مع لمى... لين لم تتصل بها منذ أن تركتها..."
ثم أخيرا رفع عينيه ينظر إليه بقلق...
"لين قررت أن تقوم بدوري بعدما ضَعُفْت... لين قررت أن تنتقم من نفسها... حتى بعدما رحلت للعلاج من الادمان لم تودعني... كانت دوما متيقنة أن خطوط وصلنا أشد صلابة من أية كارثة... لكنها هذه المرة ودعتني علاء... أخـ..... هي ودعتني!!"
ظل ينظر إليه لوقت طويل و قد توارت مشكلته مع زوجته ليتصدر حال صديقه عقله...
"هل يمكن ان أسألك زياد سؤال... بصدق أجبني لكن فكر جيدا قبل أن تخرج الجواب السريع..." سكت لثوان يحدق بعيني صديقه الحائرة قبل أن يكمل بهدوء...
" لم أنت غاضب من لين؟... فكر قليلا بنفسك فقط، و أخرجني من الدائرة... فكر ببطء و قل لنفسك الجواب...
لم أنت غاضب من لين؟؟"
فعل كما قال صديقه و الحيرة بعينيه توجع الصديق و الأخ...
فكر و فكر و فكر...
لم هو غاضب؟؟
هل لأنها تزوجت عرفي و بالسر...
أم لأنها أدمنت المخدر...
أم انتحاريتها بالانتقام منه و الفرار بجبن من كل شيء..
ربما إعلاء حاجتها على الجميع و كأنها طفل مدلل يبغي كل شيء بلا مقابل...
أم..........؟؟
"هل تعلم زياد؟؟"
فوجئ بعلاء يعتدل بجدية، و هو ينظر إليه، و إلى حيرته...
"أنت غاضب من نفسك أكثر منها، و غضبك ينعكس عليها... غاضب لأنها وصلتْ لما وصلتْ، بينما هي تقيم في بيتك و أنت جاهل بالكامل... أنت غاضب لأن أختك التي تقاسمك الكنية، و البيت، و الاسم، و اللقمة، و المعيشة، كانت تعبث من خلف ظهرك... أنت غاضب لأنها كانت تعبث مع رجل آخر، و تسخر منك بموافقتها على خطبتها مني... هل تذكر زياد الليلة السابقة لزفافك عندما وقفنا سويا أمام نافذة مكتبي، و طلبت مني أن أهتم بها... هل تذكر ذلك اليوم و أنت تقول لي أن لا أحد لها، بينما هي متزوجة بالسر من ذلك النكرة... هل تتذكر زياد..."
لا يدر كيف بدأت دمائه تفور و تغلي في عروقه بقوة مع تقدمه بالحديث...
دون وعي خرجت من بين أسنانه و الجنون يبرق في عينيه...
"اخرس!"
لكن علاء لم يعبأ به بل استمر و هو يضع ساق فوق ساق مسندا ظهره على الأريكة خلفه، و هو يكمل ببرود شديد...
"هل تذكر زياد يوم أصيبت بذاك الحادث و أنت ركضت لأجلها مغيبا عن الوعي و العقل... تبحث عن أختك و تكاد تفديها بروحك، بينما حبيبها أو زوجها يدفع للمشفى؛ لكي تتستر عن ادمانها و علاقتها به... هل تتذكر؟..."
الآن نهض و هو يصرخ بقوة شديدة...
"قلت لك اخرس... هل تفهم اخرس..."
"و هل تذكر زياد عندما وجدت تلك الرسالة منها بعدما فرت... هل تذكر كيف جننت عندما علمت عن زواجها السري، و كيف كُسرت بعدما صُدمت بإدمانها الطويل في بيتك... هل تذكر عندما كدت أن تدمر زواجك، بل حياتك كلها بسببها... هل تتذكر عندما كدت أن تقتل الرجل الذي أنا على يقين أنها عبثت به كما عبثت بنا جميعا... هل........"
فوجئ بزياد ينقض عليه، يجذبه من مقدمه قميصه، لدرجة أن أزراره تمزقت و هو يصرخ بقوة تكاد تكون مجنونة...
"ألا تعلم متى تخرس... ألا تفهم... هل تستلذ بسكب الملح على الجرح... هل تجد أن هذا الجرح يتحمل وجع جديد... هل أنت مختل مجنون... ما الذي تريد أن تسمع مني... نعم أنا غاضب... غاضب لأنني كنت الأحمق الجاهل في القصة كلها... غاضب لأنني لو علمت مبكرا بإدمانها لكنت أنقذتها من كل هذا... لكنت حميتها من أن تتحول لما هي عليه... و قبلها... لو انتبهت لها جيدا أو حتى زوجتها لرجل صالح غير مصعب لما كنا بما نحن فيه... لو علمتُ مبكرا كم تعني لها الأمومة لما وصلنا لهذا الحد... لو علمت بما تعاني بصدق لكنت حميتها كما ينبغي على الأخ أن يفعل... لكنني كنت أحمق... مخبول معتوه..."
تركه فجأة حتى انه كاد ان يسقط بينما اكمل و هو ينهار مرة واحدة جالسا...
"و ماذا بعد كل هذا فعلت؟... ذهبت كأحمق لانتقم من مدمن آخر دمرها... حاولت أن أوزع حِمل صنعي بها على الآخرين، غير عالم أن تلك التجزئة تتطاول على كل جسدي... نعم أنا الذي دمرتها لأنني لم أنظر لأختي مرة واحدة بشكل صادق مهتم... لم أنظر لوجعها بشكل حقيقي... لم أنظر لشقيقتي بقوة لأرى إدمانها، و أرى علامات لا تفوت ربع عاقل... لكنني كنت أُعمي نفسي و أحاول أن أنظر لشيء آخر... أحاول ان أبحث عن شيء أخف... جبان خائف لا يستحق أن يحمل الأمانة... فاشل و سأظل طوال عمري كذلك... هل أنت راض الآن مع هذا... هل أنت؟؟"
هز رأسه نافيا، و وجع يفوق كل ما فات ينبت في كل خلية في جسده... هذا الوجع بالذات لا شفاء بعده...
"لا زياد... أنت لم تكن أعمى بصيرة... أنت لم تكن لا ترى... بل كنت مغرر بك... شخص تثق به حَوّلَ بصرك و حاول دوما اجتذاب اهتمامك لترى كل شيء بشكل آخر...
شخص اعتبرته أخاك خان ثقتك، و أخفى كل شيء عنك... شخص ائتمنته على أدق أسرارك، و بالمقابل خدعك بالكامل... شخص يعلم كل شيء... يعلم عن ادمانها، زواجها العرفي، انتقامها كرها لك، و بعده زواجها الحقيقي... بل يعلم أن ذاك الحادث لم يكن إلا محاولة انتحار... و هل تعلم ماذا؟... لقد علم عن فرارها بحينه... علم عن سفرها لفرنسا قبل ما أن تنطلق طائرتها عبر المدرج، و لم يحدثك بكلمة واحدة... شخص تثق به أكثر من نفسك و لم يستحق هذه الثقة...
شخص أنت تجلس جواره و لا يستحق ربع الدعم الذي تمنحه إياه دوما!"
التفتت إليه ببطء شديد و هو ينظر إليه بصدمة، بينما علاء ينظر إليه بتلك البرودة التي تعزل مشاعره بعيدا، بعيدا...
"أنت تكذب... أليس كذلك... مستحيل أن تكون صادق!"
مط شفتيه بلا معنى و هو يرد...
"هل تذكر تلك الحادثة بيني و بينه عندما أصابني بطلق ناري... لقد خططت للأمر... أردت أن أضيعه، و لم تظن أنني سأفعل ذلك إلا لو كنت أعرف... لذلك يمكنك أن تتأكد بالكامل أنني صادق... لم أكذب بحرف واحد... هل تذكر من سأل في المشفى عندما أصيبت بذاك الحادث و أخبرك ألا تقلق... أنا هو... أنا من ضللك زياد، و استمر لوقت طويل بتضليلك!"
بصدمة جريحة تنزف قطرات الدم الأخوي بينهما...
"لا يمكن... ليس أنت علاء... لا يمكنك أن تفعلها..."
ابتسم بمرارة جاوزت حواجزه...
"لا تقل لا يمكن لرجل مثلي... يمكنني فعل الكثير زياد... مثلا يمكنني أن أخطط خطة كبيرة مع أغيد المفتي كي يقنع زوجتك أن تعود لك... نعم ذهابك للحفل معي كان مخطط له، و لقاؤك مع دعد كان مخطط له، و تقرب أغيد المفتي منها و اقناعه لها كي تعود كان مخطط له، و كله مدفوع لأجله!"
صدمة زياد كانت ملائمة لما يريد أن يصل إليه، فأكمل مبررا ببرود و كأنه يشرح القانون الضريبي...
"هي جينات ورثناها أنا وأخي تبغي السيطرة... لذلك تدخلت و عبثت بحياتك بالكامل... كان من السهل أن تكتشف إدمان لين و زواجها السري، لكنني شتت نظرك عن ذلك... تذكر دوما أنني كنت أحاول أن أصورها لك بصور أخرى... نعم زياد... أنا فعلت كل ذلك!"
لم يجد فيه القوة ليثور مع هذه الاعترافات المرعبة...
"لماذا؟؟... لماذا... لقد اعتبرتك أكثر من أخي... ائتمنتك على كل ما أملك... وثقت بك أكثر من نفسي... لماذا... فقط قل لي لماذا؟؟"
نصف بسمة مريرة ترد عليه...
"قلت لك... ربما هو جنون عظمة... ربما رأيت أنني أشد مقدرة منك على أن أحل الأزمة... و ربما هو شيء يدفعني لكي أسيطر أكثر... تعلم كم هو ممتع ذلك الشعور بأنك تمسك خيوط الجميع بين يديك تعبث بهم و تتسلى بمصائرهم... كمصيرك مع زوجتك و كمصير أختك و كـ........."
ربما كان جنون زياد سيظل جامد بصدمته لو استمر بالحديث عن لين، لكن تطاوله لدعد، الشيء الوحيد الذي يجعله انسان سوي؛ جعله يقفز بحدة فاجأته؛ ليلكمه بقوة كادت تقفده الوعي و هو يجذبه من مقدمة قميصه ممزق الأزرار...
"........."
لم يتحدث... فقط ينظر إليه بعيون حمر مصدومة، و أنفاسه تضرب صفحة وجهه بوجع أقوى من لكمته، و كلاهما لا يجد فيه قوة لأن يقول شيء واحد...
ينظر إليه طويلا بخيبة أمل، و خسران، ووجع، لم يرهما في عينيه من قبل... حتى مع فعلة لين لم يره بهذا الوجع...
لثوان ظل كذلك قبل أن يتركه مرة واحدة و هو يستدير خارجا بانهزام دون كلمات...
لقد قيل الكثير منها، و الآن مع فقد تلك الأخوة الكاذبة، لم يوجد كلمات باللغة تشرح ما يشعر به!
***

نهاية الفصل

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 12:24 PM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:13 AM   #1829

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل اليوم جدا جدا جدا صعب كان علي كتابته
و يمكن كتبت اجزاء منه وقت ما بدأت أكتب الرواية
نوعا ما هو مفصل قوي
عشان كدة أتمنى يغفر لي تقصيري بحقكم و أتمنى حقا ما تتوقفوا عن دعم الرواية بتقييماتكم و اعجابكم و تحليلاتكم الاكثر من رائعة و نقاشاتكم المذهلة
منوريني صبايا و اعذروني


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-08-17, 12:27 AM   #1830

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 51 ( الأعضاء 39 والزوار 12)
‏eman nassar*, ‏منو6, ‏الأسيره, ‏إدارية, ‏eng sarahsnowwhite, ‏غروري مصدره أهلي, ‏najla1982, ‏ندى طه, ‏AROOJ, ‏dr_rona1, ‏hidaya 2, ‏mariamhariri, ‏فديت الشامة, ‏م ام زياد, ‏زهرة الغردينيا, ‏ouertaniradhia, ‏amana 98, ‏sosomaya, ‏أريج الزهور, ‏زنبقت الجنوب, ‏amatoallah, ‏lost girl, ‏noha 3, ‏oum ilias, ‏sweera, ‏knan, ‏sarah anter, ‏rahmamomin, ‏simsemah, ‏ام البنات1989, ‏طوطه, ‏لهفة مشاعر, ‏إسراء خالد, ‏رودينة محمد, ‏Time Out, ‏lolo.khalili, ‏saraa_2_, ‏ندى طيبة


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.