آخر 10 مشاركات
أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          أصعب سؤال ... للكاتبة بسمه براءة ، مكتملة (الكاتـب : هبة - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          101 - من يزرع الشوك - آن هامبسون (الكاتـب : عنووود - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-17, 08:45 PM   #1941

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


مسا الخير و كل عام و انتم بكل الخير
الحمد لله انه خلصت تدقيق و كتابة الفصل صراحة كنت ناوية ائجله ليوم تاني بس الحمد لله حماسكم للفصل عداني
الفصل اليوم برعاية صديقتين غاليتين هند الجبالي و ليلى مصطفى تعبوا معي و عادوا و زادوا في جزئية معينة
اعتذر للمرة الالف ليكم على عدم قدرتي على الرد عليكم بعرف انه اعتذرت الف مرة لكن صدركم واسع
الفصل كما تتوقعوا فراقيع و شعبات و احداث و عصابات لكن للاسف رغم طوله راح تصل شوية جزئيات غامضة للفصلين التاللين


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 08:55 PM   #1942

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي



الفصل السابع و العشرون


استيقظ على صوت طنين لا يهمد...
ذلك الطنين كان في عقله، بل في منتصف جمجمته يطبل، و الصدى يعابث رأسه...
لثوان تنفس يسحب فيها الألم لمؤخرة عقله، و هو يعي فورا أين هو و سبب ذلك ما أن تفعلت مستقبلات عقله من ذلك الخدر الناتج من سقوطه، و فقدانه البسيط لوعيه!
صمت و هو يدع المسعفين يفعلون ما يجيدونه و عقله يبحر بما وعاه في آخر لحظات سباقه المحتوم بالفشل... كل جهده الذي بذله و كل قوته و كل نضاله لكي يتجنب هذه اللحظة أثمر بالفشل...
لقد اختطفت زوجته و لن يجمل الأمر أكثر من ذلك...
فقط فليدع هؤلاء يهتمون به و يطببوه حتى يستطيع أن يعرف لأي مدى وصل الأمر... لكن لا يمنع ذلك أن عقله يعمل بكل طاقته ليصل لحل للأزمة...
بكل الأحوال ليو يعلم ما هو عليه فعله في مثل هذه الحالة!
***
المحقق الخاص كان فعلا مفيدا...
هذا ما فكر به الرجلان، أقصد الثلاثة، فقد تحولوا لثلاثة رجال، بعدما انضم إليهم علاء... علاء الذي لا يعرف حقا كيف يشعر أو يفعل أو يتعامل معهم و كأن لا شيء يشغله...
تنهد بتعب من اللون الأحادي لصديقه و هو يتظاهر بتفوق أن كل همه هو لين و ايجادها... أما عن علاء نفسه فرغما عن كفاءة تظاهره، كان عقله مشتت بما تحدث به مع دعد عندما.....
"علاء لو سمحت هل يمكنك أن تأت و تساعد يزن في اغلاق زر سرواله... إنه يخجل أن يخرج به هكذا أمام الفتيان و يرفض أن يدعني أغلقه له حسب وصايا أمه..."
ببراءة نهض للحمام الخاص بالضيوف ليجد دعد واقفة مع ابنه... انحنى ليغلق الزر للطفل عندما سمعها تتحدث بسرعة، و كأنها تخشى أن تفقد شجاعتها...
"قبل أن تصلا كنت أتحدث مع لبنى زوجة أغيد..."
أغلق عينيه و هو يكره أن خصوصيته تنتهك حتى و لو على يد زوجة أعز صديق له... أو كان أعز صديق له... لا يعلم كيف مشاعره الآن ناحية زياد... شكه به أحدث خدش شنيع و يجب العمل جاهدا لأجل مداواته، لكنه حتى الآن مرئي و يشوه المنظر العام...
"شكرا دعد لمحاولتك أن تتدخلي في الأمر لكن......"
"ربما تظن أنك قد أسديت فقط خدمات لزياد بمحاولة صنع الصلح بيني و بينه مع أغيد... لكنني سأكون شاكرة لك لو قبلت مني ما أحاول أن أفعله... علاء أرجوك اسمعني فقد فعلت و تحدثت و انتهيت معها فاسمع ثم اذهب... فقط!"
تنهد بحلم و هو يقول...
"سأسمع لكن بشرط... أنت و زوجك لا تتحدثا معي و كأني من القديسين لأنني حتى إن فعلت كما تقولان، و حاولت أن أساعد في عودتكما معا، لم أكن لأنجح دونكما... لو لم تكونا تحبا بعضكما البعض و تكافحان بكل قوتكما لإنجاح زواجكما لكان تدخلي او تدخل أي كان، لا معنى له... فبعدها سيظهر الخلل في زواجكما كما لو كنتما دوما تحتاجان لدفعة لتستمرا!"
ابتسمت لفصاحته في اسداء النصائح بينما بيته ينهار...
"إذن ما رأيك أن أعطيك لا دفعة و لا هزة... أعطيك نظرة شمولية، كما يقول أغيد... كلما توسعت رقعة ابصارك كلما كانت خططك أنجع... دعني أخذك لطابقين أو برجين لفوق و ترى اكثر و تفهم أكثر و بعدها تقرر بشكل افضل!"
تنهد و هو لا يريد حقا أن تتحدث لكنها بكل الأحوال تحدثت ببساطتها و عفويتها...
"بعد حديث أنثوي طويل بيني و بين لبنى و بعدما جعلتها تقر دون أن تدري بكل ما تعرف، أستطيع أن أخبرك بثقة... هدى لم تخطط على ترك بيتها بل أغيد عرض الأمر بشكل مفاجئ..."
يا رب اجعلها تنتهي من اعطائي معلومات بائتة فهذه عرفها وحده أو استنتجها وحده بعدما علم من عمها و زوجته أنها جمعت ثيابها بسرعة دون أن تخبرهم بالأمر من قبل...
السؤال هو لأي عمق يوجد تواصل بين الاثنين... الشيطان يحاول أن يدخل بينه و بين أخيه و زوجته، و دعد دحضت الفرصة بقولها...
"لبنى الآن صديقة لهدى... لو كان هنالك أية شيء خاطئ فأول واحدة ستشعر لبنى... بالعكس تحدثت عنها كأخت لها و لأغيد..."
كره الجملة و الفكرة و هو يعلم أنه يثق بزوجته و أخيه و احترام أخيه لزوجته، لربما هي جينات والده المليئة بالشك بدأت تتفعل فيه!
"هدى كانت بحسب ما أخبرتني بحالة نفسية سيئة من كل شيء... تشعر باضطهاد... حتى بحثها و نجاحها لم يسعداها حسب قول الفتاة. لكن... لكن شعرت من سياق الحديث أنها لم تسافر لتهجرك بل سافرت لأنها متعبة من كل شيء..."
ثم عضت على شفتيها و هي تقول له ببعض القلق من ردة فعله...
"لقد اتصلت مباشرة بأغيد أسأله عن ما يريده منها... أنا آسفة لأنني تدخلت لكنه مدين لي بخدمة كبيرة و هو يخدعني أنا و زياد بشعورنا بفضله ناحيتنا في جمعنا سويا..."
هذه المرة أغلق عينيه بقوة و هو يطحن على أسنانه بشدة...
ما لم يخبره لأحد أنه اتصل عليه فورما علم أن زوجته عنده... غضبه و قهره جعله لأول مرة يتصل به...
"ما الذي تريده أغيد... ما الذي تخطط له؟"
شعر بالرجل يسترخي في جلسته و هو يرد عليه...
"أوه أخي الكبير يتصل علي... إنه ليوم سعد لي... هل يمكننا أن نؤرخ اليوم على أنه أول............"
"أغيد المفتي... عندما أسألك سؤال فأجب عليه مرة واحدة بشكل مباشر... ما الذي تريده... ما الذي تخطط له؟..."
ثم أغلق عينيه و هو ينفجر بإحباطه عليه...
"أغيد أنت تعرف ما تفعل.. لن أتحدث معك كأنك أحمق أو متلاعب... أنت تعرف أن زواجي يتأرجح بخيط كتاني على آخر شده، و أنت ببساطة تظن أنه مطاطي قابل للشد فتعابثه بعنف!..."
لا يعلم كيف شعر بألم أخيه و هو يقول له...
"علاء ربما ستكرهني الآن... ربما ستغضب مني... لكن تذكر دوما أنني مدين لك بخدمة و قد ارتأيت أن......."
كاد أن يشد شعره و هو يرد بغيظ...
"أغيد المفتي... عندما تدين لي بخدمة فأنا أقرر كيف و متى و أين سيكون السداد... عدا ذلك فهو غباء منك... هذا عن تعريف الخدمات... لذلك خدمتي منك لم تسدد حتى الان... هذا طبعا لو حسبت فعلتك تلك خدمة، بينما هي في الحقيقة نقمة!"
ثم أكمل و هو ينظر عبر النافذة العالية لمكتبه للنمل أسفل منه... نفس النظرة التي يلقيها أخيه بفارق عشر طوابق لصالح أغيد!
"أما أن تقنع زوجتي بتركي أنا و ابنها فلا أعرف كيف أخبرك كم هو حقير... أقسم أغيد أن اجد ثغرة و ألج إليك و من ثم ستدفع الثمن غاليا... و جدا غالٍ!"
لثوان أغلق ذاك عينيه و هو يحاول أن يركز مع أخيه متجاهلا الدمار بحياته...
"علاء... ما رأيك أن تدع هدى هذه المرة تختار وحدها بلا ضغوط... بلا أية ضوابط... ما رأيك أن تدعها تنظر معي من علو لما ستخسر، و أين ستكون لاحقا... علاء... زوجتك كانت بحاجة لأن تبتعد... لذلك حفظتها لأجلك، خوفا من أن تبتعد لمكان آخر لا تستطيع أن تصل إليها... صدقني أن هدى بالنسبة لي أخت لا أكثر، و لو ظننت للحظة أنني لا اهتم لكما، فتذكر أنني فعلا أعشق يزن، و لا اتمنى له أن يعيش ما عشناه من غياب الأم... كلانا يعرف كم هو موجع، و ندبته لا تزول أبدا... أنا آسف أخي لكنني مضطر لأن أنهي المكالمة الآن، لكن تذكر انني أحفظ لك زوجتك حتى تأت إليها و تعرف الطريقة الصحيحة لتستعيدها... فقط لا تأخذ الكثير من الوقت، فكثر البعاد أحيانا يقتل المودة... حتى ذلك الوقت!"
و أغلق السماعة!
يستمع لدعد تتحدث بينما يتذكر كيف وقف يتأمل الهاتف بيده و هو يشعر بدوار شديد... هل تريده هدى أن يتبعها... هل تريده أن يلحقها و يخبرها أن... أن....
يخبرها كيف هو بعدما رحلت...
هي تعلم... هي تعلم و تعرف كل شيء...
هي تعلم كم يكره الهجر... هي تعلم كم يكره الترك...
هي تعلم كم يكره التخلي و إلغاء قيمته، و كأن وجوده و عدمه واحد...
و رغم ذلك هجرت...
تركت...
و تخلت!
رغما عن كرهه لأغيد و لفعلته، أخذ يستعيد كلماته...
هل حقا هدى كانت على حافة الهاوية، و أغيد مد يده لها...
كم مرة أغلق عينيه و أخذ يتخيل لقاءها مع ابن عمها... كيف اتهمها بأبشع تهمة بالكون
كيف شكك بقيمتها و قدرها...
و نهاية حقرها و ربما طردها من بيت عمها...
و هنا تلجأ إليه لتجده كالمعتاد بعيد...
و بعدها...
أين ذهبت...
لأين تحركت...
تنهد و هو لا يعرف ما يحدث بعقله و هو يفكر بهذه الطريقة الناعمة المتخاذلة....
"......... و هو يريد مصلحتك علاء... أغيد أخبرني بلا مواراة أنك أسرته، و أنك وقفت معه في وقت شدة، و هو مدين لك، لذلك كعادته يستبق بخطته الجميع و يسدد ديونه مبكرا و كأنه يخاف من الفائدة!"
ثم تجرأت أكثر و قالت...
"علاء، هدى امرأة جيدة... صدقني إنها كذلك... أرجوك اتعب الآن لأجل زواجك معها... حقيقة أنا لا أفهم لم لست هنالك تشدها رغما عنها تعيدها لك و ابنك... أحيانا هذا يجدي نفعا!"
لا يدري لم ابتسم من تصوره ذلك و هو رغما عنه يندمج في الحديث مع زوجة صديقه...
"لقد ضغطت عليها كثيرا، كثيرا لتبقى معي... سلكت كل المسالك العاقلة و المجنونة و المتطرفة، و رغم كل ذلك رحلت... لم يكن صعب علي أن أتبعها، لكن لم يعد في كرامتي وسع لمهانة جديدة... الآن الكرة من جديد في ملعبها و القرار قرارها... ما أريد منها اشارة واحدة... فقط اشارة واحدة أنني في رصيدها و من ثم سأكون لها..."
ثم هز راسه في شكر هادئ لتدخلها الغير مفيد و هو يمسك بيد ابنه بقوة حماءيه عائدا للجمع...
منظرهما وحدهما كسر قلب دعد، لكن لم يعد بيدها شيء...
الأمر انتهي بين يدي المعنيان فيه...
و أي فعل خارجي سيكون بلا فائدة...
***
عادت بعده بدقائق و التفكير بحال الرجل يؤلمها... لكنها مرة أخرى اكتست بألم جديد و هي ترى زياد و مهاب و هما يتبادلان آخر ما لديهما من معلومات... بتلقائية و بلا تحيز كونت حلف مع مهاب بتضاد ملائم لحلف علاء و زياد...
و هكذا تعادلت كفتي الجلسة. حسنا ما الجديد؟؟
الجديد هو حريق يشتعل في العروق كلها و الأفكار السوداء تتكاثر...
عن زياد مازال يذكر ذاك الحقير، الرخوي، المنحط، السافل، القذر، المتراخي، الخائب، الفاشل، العليل الذي تغزل يوما ما بمؤخرة زوجته أمامه!
جابر سعد...
تلك العقدة التي واجهت المحقق، متجنبا قول الحائط المسدود... لا رقم هاتف، لا عنوان اقامة ثابت، لا مهنة، باختصار لا يوجد أية خطوط تدل عليه و كأنه رجل زئبقي يصعب التقاطه!
ما علاقة لين بمثل رجل عاش حياته كالأمراء، لم يتعب في قرش ناله و لم يتحرك للكفاح لأجل شيء ما، بل ولد بملعقة ذهبية و ألماسية و لؤلؤية بفمه...
جابر سعد...
النقيض لكل ما يحترمه كل من في الغرفة في تعريف الرجل...
جابر سعد الذي اختفت معه أخت و زوجة و صديقة الرجال الثلاثة...
دعد أوقفت الكلمات و تركتها في العقول و هي تنظر لهم بنظرات سوداء مؤنبة... إصبعها مرفوع بتهديد محذر و هي تقول بصرامة...
"كلمة واحدة عن الشرف و ستلتصق بالفتاة... لا تنسوا أن لين بكل جنونها و حبوبها و انتحاريتها لم تقترب من عبور تلك الشعرة... لذلك لا تبدؤوا بالتفكير بأفكار سوداء... فكروا بشكل ايجابي خصوصا أنت مهاب، فكر بالمرأة التي تركتها لمدة خمسة أعوام وحدها و لم تسمع عنها أو من حراسها شيء أسودا..." أعطتهم بعض الوقت ليدحروا تسلل الشيطان لعقولهم، ثم نهضت و هي تقول...
" سأعد لكم أكواب عصير العنب..." متجنبة حاجتهم لليمونادة في مثل هذا الجو الصيفي، لكن زياد يكره الليمون...
" و من ثم نتناقش في كيف تعرفت لين على هذا الـ... الـ... الأخ!"
أول واحد تفاعل هو مهاب... هز رأسه بنفي أكثر من مرة و هو يقول بثقة...
"لين تحبني... من المستحيل أن تلتفت لمثل هذا الامعة!"
ثم حرك يديه بطريقة تعني عدم ايجاده للوصف الملائم...
"أعني أنه عكسي في كل شيء... من المستحيل ان تفكر بمثل هكذا كائن..."
احتد زياد رغما عنه...
"هل هذه حجتك الحمقاء الوحيدة... مثلا لو وجدت رجلا بمثل ميزاتك كاثرها الله فستلتفت إليه؟!"
ضم شفتيه و هو يرد على زياد بمثل ذات الحدة...
"لقد كنت أفكر بصوت مرتفع، و أشارككم الفكرة... فقط!"
"لو سمحت.... لو كل أفكارك بمثل هذه العينة فاحتفظ بها لنفسك..."
"حسنا أيها الألمعي.. اتحفنا بما من الله عليك به من أفكار متفردة!"
أخذ نفس عميق قبل أن يقول بشبه يقين...
"لين أختي، كما قالت دعد... قد تكون مجنونة... أحيانا على تتأرجح على الحافة... أحيانا تفقد عقلها، لكنها لا تتاجر أبدا بشرفها... ربما ابنته صديقة لمى... ربما هو صديق لهم... لقد كنت صديقا لدعد من قبل... لذلك يمكنني أن أتقبل أن يكون صديقا لها..."
رغما عن كلمات زياد فالنار كانت تشتعل به، بينما علاء ينظر إليه بتشفي أحمق لا معنى له...
ذق الخيانة و التسلق... رغم أنه لم يشعر ناحية لين بأكثر من الأخوة لكن تسلقها على ظهره كان مهين بالكامل له!
و اتخاذها لمثل هذا الكائن–مهاب-سلما لتصعد على الجميع كارثة!
حسنا يجب أن يصفي نيته لكي يتحمل لين و وجدوها بعدما تعود اختا لزياد!
"لقد جاءتني للمكتب!"
صدم الاثنين بصوته البارد و هو يكشف عن شيء لا يعلمانه... دون أن يحدق بالعينين المستنكرتان لحفظه لمثل هذه المعلومة طوال الوقت...
"كانت قد وصلت لآخر احتمالها... سبب مجيئها يعلمه هذا الرجل... أليس كذلك سيد مهاب؟!"
شد مهاب على نواجده و هو يرد على علاء...
"لست بحاجة لعبقرية لكي نعلم أن خلافا حدث بيني و بينها جعلها تختفي حيث لا ملجأ إليها... ليس الأمر بحاجة حتى للتفكير!"
رفع حاجبا ساخرا و هو يقارن ما يقول بحياته...
"المرأة لا تأت تطلب من عدوها ان يمثلها قانونيا لأجل..."
السخرية زادت في لهجته مع شبه بسمة رسمت على خده...
"لأجل خلعها لزوجها... لك سيد مهاب... إلا لو وصلت لآخر حدودها بل تتأرجح في الفضاء بلا ثوابت... لا سيد مهاب... لم يكن الأمر فقط خلاف... لقد كان دمار!!"
احتدت انفاس مهاب و هو يقفز بقوة ملوحا بإصبعه بتهديد في وجه علاء الجالس باسترخاء...
"اسمع أيها النظيف... أنا لست هنا لأشرح لك أو أبرر لك أي شيء... و أرجوك لا تبدأ بتراشق الاتهامات و التلميحات، فنظافتك ستتحول لوحل لو كشفنا دفاتر الحساب... لذلك كما قال أخاها... لنتظاهر أننا نوعا ما، نبدو عائلة محترمة محبة، و بعد ذلك لكل حادث حديث!"
رغما عن كراهيته لمهاب، كان كلامه صائب لذلك تحدث صاحب الدار عبر أسنانه...
"لو سمحت مهاب اجلس... و أنت علاء... لو لديك فكرة لأجل حل الموضوع أتحفنا بها لو لم يكن فأرجوك يكفي الوضع ما به من شحنات... أظن أننا سنوفر كهربا البيت لو شحنا أنفسنا أكثر!"
ثم التفت مرة أخرى لعلاء، بعدما هدأت النفوس قليلا...
"ماذا بالضبط أرادت منك؟"
تنهد و هو يقول بهدوء...
"أرادت أن تعتذر لي عما بدر منها في حقي... بعدها استشارتني إن كان سيكون لها حقوق زيارة للأطفال... أخبرتها أن تستمر بزواجها منه لو كانت تريد أن تحتفظ بتضحيتها... بكل الأحوال أكيد ستظهر لاحقا إن أرادت أن تستمر بقضية طلاق أو خلع!"
ظل الكل صامت يفكر بما وصلهم من معلومات إلى أن..
"أبي، أبي..."
التفت لعمر الذي دخل مضطربا للغرفة... هز رأسه بتساؤل، ليقول بسرعة...
"أمي... إنها تبكي بطريقة مخيفة و تحضن لمى التي تكاد تختنق و لا نعرف كيف نسكتها... أرجوك تعال!"
***
هذا ما ينقصهم...
للأمانة هذه هي ثالثة الأثافي... اللمسة النهائية العالية كجبل في تزيين مصيبتهم الرائعة... السخرية التي تلتف حولهم تجعله يكاد ينفجر و لا يعلم بم أيضحك حتى يختنق أم يصرخ حتى يصاب بفتق!... طبعا عن النجار أحكي!
"العم جابر رجل طيب... إنه يتصل عليّ دوما... قبل أن ترحل لين أعني... كنا دوما نتحدث... هو من علمني أن أتحدث الاسبانية، و سنبدأ بالإيطالية قريبا!"
دعد تمسح دموعها بيد مرتجفة و هي تفكر بكلمات الفتاة البسيطة... مهاب يغلي بصمت و وجهه يحمر بشدة بينما زياد فهم نوعا ما القصة لكنه يتمنى حقا لو كان ما فهمه خاطئ!
"أكثر شيء أحبه عندما يأت للمنتزه هو و ابن اخته... يجلسني في حضنه لأسمع دقات قلب أمي... يخبرني أن قلب أمي في صدره، بعدما ماتت و هو عاش... و أنا أحدثها بكل شيء... لين أخبرتني أن أخبرها بصوت خافت بأي سر لا أريد أن يعرفه أحد..."
تبادل الرجال الثلاثة النظرات من سوء حظهم... دعد تلجأ بلا خجل لدفن رأسها في كتف زوجها و هي تتذكر أمها و كرمها و عطاؤها... لم تحاول أن تبحث عن من ملك منها شيء، فلا تريد أن تتعلق بأشلاء و كأنها محنطة في متحف... تبرع أمها بأعضائها كان مخيف للجميع حتى حاتم لكنها وصيتها...
و لم يتخيل أحد أن قلبها يصل لعابث مثل جابر!
"الآن فهمنها علاقة لين بمثل هذا الرجل... بقي أن نفهم... أين ذهب بها؟!"
رغما عنه و عن مشاعره و غيرته، لا شكه، و غضبه من جهله بهذه العلاقة المديدة بين لين و جابر، التفت مهاب لعلاء يسأله...
"انت... أنت تمتلك الكثير من الصلات... اسم والدك يمكن أن يكون بوابة لمعرفة كل شيء... يمكنك أن تعرف أين هذا الجابر ومن ثم نسافر إليه لنعرف أين ذهب بزوجتي!"
عقد حاجبيه بتساؤل ليكمل زياد على نفس الموجة...
"صحيح كيف فاتني هذا... أغيد أخيك بكل تأكيد كما أخبرتني عن تقدمه في عالم التكنولوجيا يمكنه أن يخبرك أين هو بالتو و اللحظة بدقة تليق بالسي آي إيه..."
أبيه و أخيه في يوم واحد... بقيت أمه و هدى لتكتمل المعزوفة الساخرة!
"كلا!"
عقدا حاجبيهما باستنكار لرفض علاء السريع فبرر، متجاهلا فكرة اللجوء لأبيه...
"علاقتي بأغيد محدودة و لا أستطيع أن......"
فوجئ بابنه يتدخل في الحوار، و قد فهم خمسين بالمائة منه...
"عمي أغيد... أنتم تتحدثون عنه... بالأمس كلمته على الكمبيوتر اللوحي... هل تريدون أن ترونه!"
عقد زياد حاجبيه و هو ينظر لعلاء الذي يتظاهر بعدم الاهتمام... تذكر كيف أخبره فجرا أن أغيد خانه و سرق زوجته منه، حتى لو بمعنى نظيف من الأهواء البشرية... هل يظن أنه يريد أن يتسلى بتدمير بيت اخيه في وقت فراغه... رغما عنه وجدها فكرة مقززة...
تنهد و هو يرد على الطفل بدلا من والده المتصلب الجسد...
"لاحقا حبيبي... يمكننا أن نحدثه لاحقا... و لو كلمك أبلغه سلامي على استغلاله لي!"
تنفس علاء مع دعد بقوة بينما زياد يكره الموضوع فعلا... حتى لو لمصلحته يكره أن يكون لعبة!
"لمى... تعالي حبيبتي..."
تحدثت دعد بهدوء و هي تقرر أن تفعل شيء مفيد، بدلا من البكاء الغبي... جلست الفتاة جوارها بعدما اعتدلت بجلستها لتضمها من كتفها إليها و تميل برأسها ليقابل رأس الفتاة التي حصلت على بعض العدوى من كآبة الجو...
"هل العم جابر كان يحدثك على هاتف لين المحمول أم على هاتف المنزل؟؟"
ضمت شفتيها قبل أن ترد...
"يكلمني على هاتف البيت... و أحيانا هاتف لين... لكن غالبا هاتف المنزل..."
تبادلوا النظرات... ربما يمكنهم أن يحصلوا على كشف المكالمات... علاء تحدث عن رجل يعرفه في شركة الاتصالات سيؤمن لهم المكالمات الواردة لهاتف البيت... ربما لو أعطوها للمحقق سيعلم أين هو...
و انفض الجمع مرة أخرى و الأفكار تعابثهم و لوم بدأ يجلد ضمائرهم بلا رحمة!
***

يتبع..............


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-03-19 الساعة 08:47 PM
eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 08:56 PM   #1943

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الراحة في جسدها كانت مناقضة لتك الفوضى التي في روحها... الشوق قاتل و هي بدأت تعتاد وجعه...
ابتسمت و هي تلج لغرفتها النظيفة، و قد وافقت أخيرا على قبول نصيحة جابر بأن تتركه يستأجر شركة تنظيف لتهتم بالمكان...
و ربما استأجر كذلك خدمات مؤسسة صيانة لأجلها... فالمكان يبدو و كأنه خارج من الأفلام القوطية، رغم عمل الكهرباء و توافر المياه...
حسنا صداقة جابر كانت فعلا خير عون...
تتذكر عندما لجأت إليه و لأول مرة تطلب منه خدمة واحدة... مكاملة هاتفية لرجل يظهر هو وقتما يحتاجهم، و قد قررت أنه وقت سداد دينه و احترام حاجتها له...
قوني... فقط ادعمني لأتحمل المقبل... ساعدني لأثبت...
و كان فعلا خير داعم...
تعلمت من تجربتها أنه لا عيب هنالك من طلب العون طالما هو يساعدك على استخراج قوتك الداخلية كما حدث في المصح الذي ساعدها على الشفاء من الادمان...
تنفست الهواء العليل و عقلها يستعيد ذكريات رحلتها السرية و الخطيرة للمغرب...
بلكنة مغربية جميلة أظهرها متعمدا أخبرها الرجل شرطه ليكون عونا لها، و لا يترك يدها فتعبر تلك المعركة حتى نهايتها... منتصرة أو منسية!...
"أنت بحاجة للقليل من الانانية و قتل التضحيات و التنفس عبر الآخرين... جربي أن تستخدمي رئتيك لتنالي هواء نظيف لا مكرر عبر طفيلك أو زوجك أو شعورك الدائم بالذنب من أخيك... لذلك حرري نفسك و انطلقي بلا أثقال معنا... إلى هواء نظيف... إلى موطني الثاني... إلى المغرب!"
لا، لم يكن الرجل متفرغ بالكامل لأجلها، حتى أنه لم يرافقها في رحلتها. ببساطة يسلمها لابنة خالته التي تعمل مرشدة سياحية هنالك و تمتلك مؤسسة سياحية كاملة...
و هنالك عاشت متعة قديمة لم تمر عليها منذ أن توفيت أمها...
الدلال و الترف كان عنوان الرحلة... رؤية الأثار الاسلامية و ما قبلها من آثار السكان الأصليين و الرومان و من قبلهم و بعدهم...
متعة التجول في أماكن مذهلة مثل شفشاون الزرقاء المذهلة... المدينة الجبلية بأزقتها الملونة الرائعة كانت أشبه بجداريات مبسوطة على طول حيطانها وكأنها داخل معرض تشكيلي. واللوحات هنا صناعة تقليدية خالصة... تنسى الدنيا و هي تسير مسحورة بزرقتها التي تتجانس بشكل جذاب مع الخضرة من حولها بأناقة و جوها الهادئ مع البيوت البسيطة الزرقاء اللون بدرجاته كلها و كأنك تعيش في لوحة فنية.... لقد كان هوائها نظيفا فعلا كما قال، وهي تتنفسه فتنتعش روحها لتعيش متعة تشرب ما حولها، السلام الذي شعرت به هنالك لا يعادله شيء... و من بعدها انطلقت إلى فاس و مكناس... التجول في المدينة العتيقة كان شيئا مختلفا كليا ومبهجا، وهي تنغمس في سحر استكشاف جديد كل مرة. ثم انتقلت بها نحو المناطق الوسطى من المغرب وبينما تتجه بها بعيدا عن سحر جبال الاطلس لم تتوقع أن يكون سحر المدينة الحمراء –مراكش- هو المفاجأة التالية... لقد كانت المدينة حمراء فعلا... كأن بيوتها شيدت من طين أحمر لتقف شامخة تغري زوارها دون أن تبذل أي جهد... وبينما كانت مسميات معالمها تحفر عميقا مع متعة اللحظة- قصر الوداية، الكتبية، ساحة جامع الفنا- كانت أطعمتها المتفردة ايضا يسكن معدتها – الطنجية – لذة مطبخ فريد لوجبة لا تظن انها ستستطعم مثلها. ثم توغلت غربا في رحلة قصيرة نحو مدينة الصويرة و آه من تلك الأخيرة بتاريخها العريق الذي يكاد يترجم كلمة مغرب... و كأنها تحكي حكاية البلد مع الغزاة و الفاتحين و المستعمرين... غناها بالصناعات التقليدية و بساطة سكانها و نظافتهم جعلتها و كأنها تغسل من جديد... تتعرف على أثار قديمة تقف شامخة تقابل المحيط الأطلسي... ومن هناك إلى مدينة أكادير حيث استقر بهم المقام في بيوت ساحلية تقابل شاطئا يغري بالتنعم فيه سباحة ولم تقصر... بينما تكتفي فقط بالاسترخاء و السباحة، ثم تتوغل جنوبا أكثر فأكثر...
تحمد الله على اجادتها للفرنسية لذلك لم تكن اللهجة مشكلة كبيرة لديها...
كان هذا كله عنوان النهار حتى أنها أحيانا تنسى كل ما هربت منه...
بتنكيل ذاتي تذكرت شيء آخر عن المغرب... لقد ذهب إليها زياد في رحلته الأخيرة ثم انحدر لقلب القارة السوداء متوغلا في الطبيعة المذهلة لصحراء كالاهاري...
أما هي فجابت الصحراء بمتعة التجول على الكثبان الرملية على ظهر جمل... ان تتشرب شمسها الدافئة وان تشارك البقية جلسة سحرها في بساطتها... أمسيات ليلية في مخيمات تقليدية، تتشارك الجلوس مع غرباء حول النار و تستمع للغناء الشعبي بلهجة خاصة- أخبروها انها تسمى الحسانية- على آلات وترية بسيطة كالعود... وقد كان رفيق سهرتهم البصمة الخاصة... كأس شاي مهيل صنع على الفحم بينما رجل الصينية يتسيد المشهد واللمة... لقد رأت المغرب كما لم يرها أحد و كأن تلك الفتاة تخبرها قصة وطن لم يكرر مثله قط...
و كما قلنا مع الجمع كانت تهدأ و تعيش الرحلة...
لكن قبل أن تنام... قبل أن تغفل عينها، تجد عقلها يتسلل ببطء للوطن... لم تكن من الحقارة أن تسافر دون أن تطمئن على العم حاتم، لذلك مكثت في شقة بعيدة و ببعض المال المتبقي لها، دفعت للتمريض ليمدوها بمعلومات دورية عن حماها، الذي سيتحول لحماها السابق...
و بعدما اطمأنت على عمليته استجابت لنداء جابر و قررت أن تعود انسان عادي أناني يعلي رغباته على الجميع...
قتلت الجمع و استقرت في الأنا و لم تهتم بالباقي...
فليقلقوا لا يهم...
أو ربما لن يقلقوا و هو أيضا ليس بمهم... المهم هو طفليها... هل تركها لهم للأفضل؟؟
لمرة تجرأت و نظرت من الخارج للصورة بنظرة مجردة...
فتاة سمعتها اسودت مع تبرأ أخيها منها...
فتاة مكانتها في المجتمع اضمحلت مع بحث زوجها عن امرأة سواها
فتاة لا قيمة لها، هل هي تصلح لأن تكون أما للمى و محمد...
عندما تكبر لمى هل سيحتقرها المجتمع المريض حولهم لأن امرأة مثل لين ربتها...
كانت تظن أنه مع عودة مهاب و تشبثه بها و مساندته لها، ستضمحل هذه التفاهات، لكن نبذ مهاب الكامل لها أشعرها و كأنها حيوان طفيلي في الكون يكرهه الجميع و يشمئز منه...
على كل... دعد تحب الفتاة حقا و لن تقصر في حمايتها...
و محمد سيجد مع مهاب بعض السلوى...
و ستكون ذكرى منسية...
ستكون لا شيء...
ربما هي الآن لا شيء...
ربما الكل يتنفس الصعداء انها اختفت...
ربما مهاب يحتفل مع امرأته الجديدة، و لمى تلعب في بيت أخيها المستقر، و محمد يندمج مع عائلته المستقرة السعيدة
العائلة التي لا يخجل فيها الزوج من زوجته و الأخ من أخته!
و هكذا كل ليلة تبحر في دوامات من الاكتئاب و الكره الذاتي حتى أنها تمنت لو تتطوع في جمعية ما كمهاب لتنسى أنها منسية!
ثم يبدأ يوم جديد و تتعلق بتشبث يائس بالتمتع بدورها الهادئ، حتى أنها قد تنسى!...
لكن لك شيء نهاية فتلك الاجازة الجميلة قد انتهت بعد عشرة أيام قضتها تتنفس بنظافة، و ها هي الآن في الوطن و بدأت تطبق ببساطة عقوبة ذاتية في حق كل من أجرمت بحقه...
فربما يوما ستنام براحة!
***
هذه المرة شعرت بالرغبة بالبكاء و هي جالسة في تلك الشقة وحدها... أغيد الذي استفاق و نهض على عكاز، بدأ يتحرك و جمود يزين وجهه مبتدئا باستجواب سيمون–المنكسة رأسها في خزي- و باقي فريق الحراسة...
الخطف لم يكن صعب مع انشغال الجميع به و بسباقه... و هو يعني أنه كان–كما كان يتوقع- متتبع بالكامل. ظنتْ انه نسيها مع كوارثه، لذلك تفاجأت به يلتفت إليها بهدوئه الجامد...
"هدى لو سمحت يمكنك الذهاب للشقة. سيكون الوضع آمن عليك هناك... المكان مؤمن بحراسة الكترونية كاملة و فريق حراستك سيكون متواجد هنالك... سأكون أكثر راحة لو ذهبت لهنالك..."
لم تجادله كثيرا، و هي تتذكر كيف طمئن والده على صحته و كذب بلا أية دلالات عليه، و هو يخبره أن لبنى في ديترويت بعدما أعلنت تضامنها معه في رفضها لرياضته الحمقاء...
ثم ابتسم لوالده ابتسامة لو لم تعلم الحال لصدقتها...
"ها قد حدث ما تريد أيها الرجل الكبير... سوف أترك هذه الرياضة للأبد فلا أظن أن كبريائي سيتحمل نقد ما، بعدما سقطتي الكارثية كمبتدئ!"
رجاله تعاملوا بكفاءة و ذكاء مع الصحافة، المهتمة بمثل هذه الأحداث الرياضية، و أخبروهم أن السيد المفتي سيدلي بتصريح ما أن يتماثل للشفاء، خالقين مبررات واهية لسقطته الفاشلة...
و الآن هي وحدها في الشقة التي لا تعلم إن كانت مستأجرة منذ البداية أم استأجرها خصيصا لها...
شقة فاخرة تحتل لوحدها الطابق الأخير في بناية خيالية و الأمن فيها أكثر من عالي...
فريق حراسة في الداخل و الخارج حتى تكاد تجدهم تحت وسادتها، لذلك أغلقت باب غرفة نومها بلا مفتاح طبعا، و جلست تبغي الهدوء وحدها...
فجأة و كامرأة طبيعية دفنت وجهها بين كفيها و هي تنفجر باكية بخوف على لبنى و ما سيحل بها...عقلها بمخيلة رحبة يتخيل سيناريوهات فظيعة لما قد يحدث لها... تتذكر بوجع صور أمها و أختيها و أخيها البسطاء... لو علموا ما حل بابنتهم فكيف سيكون ردة فعلهم... يا الله ما العمل!
تمنت لو وجدت فيها بعض الصلابة لكي تسأله عن توقعاته لسبب خطف زوجته... لكنها خافت من سماع الجواب...
خافت أن يكون انتقام دموي، أو الأسوأ عرقي، أو تصفية حسابات قديمة...
لو الأمر يتعلق فقط بالمادة فهو هين لكن ما فات هو المرعب...
الخوف على لبنى، الخوف على أهل لبنى، الخوف على أغيد، الخوف على والد أغيد أن ينتكس؛ كله تجمع مرة واحدة ليوهن عظامها...
فجأة و دون سيطرة أو تفكير بالسبب أخرجت هاتفها القديم و فعلته ثم طلبت رقما قديما ربما يريحها... لم تفكر حقا بفارق التوقيت و هي تطلبه و كأنها فقدت زمام سيطرتها... فقط تمنت و لو لمرة واحدة ألا يخذلها....
و قبل أن تفكر أكثر بجنونها سمعت صوته البارد يخرج بسخرية بغيضة...
"هل هو ممكن؟... السيدة حرمي المصون تتصل أخيرا على زوجها... هل انطبقت السماء على الأرض أم تريدين شيء آخر سيدتي!"
أغلقت عينيها و اضطراب أنفاسها من البكاء مازال فعالا... ليس بها قوة لتجادل أو تتشاجر أو حتى تلوم...
هذه اللحظة قررت مرة واحدة أن تكون أنثى ضعيفة تلتجئ لرجلها، و تتمنى بكل قوتها ألا يركلها بقدمه لفعلتها السوداء!
"علاء..." أخيرا همست ليعتدل في وقفته خارج غرفة اجتماعاته بعدما قطع اتصالها اجتماعه... صوتها المضطرب جعل سخريته رغما عنه تسقط لأسفل...
"أرجوك تعال... أنا احتاجك... أغيد يحتاجك... لبنى........ ما يحث هنا مخيف...ليس مخيف بل مرعب... أرجوك تعال فأنا جدا خائفة،
أرجوك تعال!"
***
رغما عن الوجع رفض المسكنات بكل أنواعها... و بعد الحاح من أكثر من طبيب تناول أخف أنواع المسكنات و التي قد توصف لآلام الصداع العادية... كان بحاجة لصفاء ذهنه فليس الترف هنا له مكان... خرج من الحادث بكتف مخلوع أعاده الطبيب لمكانه بقوة كادت أن تكسر أسنانه التي يشد عليها... كاحل ملتوي التواء بسيط يسير عليه بعكاز فقط ليرضي والده و الطبيب... كدمات متفرقة في جسده بدأت تتلون، و قد دهنها الطبيب بمراهم علاجية و مسكنة... لكن هذا لا يعادل ثانية من شعور لبنى بما هي فيه...
لا، لم يجعل مخيلته تسرح بما يحدث لزوجته... لم يرد أن يتخيل حالها و لم يرد أن يتساءل... سيترك هذا لما بعد، أما الآن فبقوة لا يملكها سواه وَحَّدَ تفكيره للخروج من هذه المعضلة...
التفتت لليو الذي اخيرا ناوله هاتفه المحمول، مع وصول الاتصال المنتظر...
"نعم..."
تحدث بلا انفعالات...
"تعلم ما عليك فعله سيد المفتي... تعلم ما نريد و ما ثمنه... عدا ذلك فوفر الكلام..."
ببرود رد عليهم دون الكثير من المهاترات...
"دعني أطمئن عليها ثم نعود للحديث..."
ابتسم الرجل بسخرية من الوضع قبل أن يناول لبنى الهاتف...
"زوجك يريد أن يطمئن عليك... طمأنيه يا حلوة على تعاملنا الراقي معك بعكسه هو و حبيبته لنا..."
كم تمنت لو ترفض الهاتف... كم تمنت لو تدعه يموت قلقا...
جمودها و صلابتها طوال الكارثة التي سقطت فيها تترجم مرة واحدة لغصة تكومت في حلقها...
"ماذا تريد؟..."
شعرت بأول بادرة خشونة و الرجل الذي سلمها الهاتف يشده بقوة من يدها كادت تخلع مفصل كفها...
"تحدثي بلغة مفهومة و إلا سأقتلع لسانك مفهوم؟؟"
هزت رأسها بسرعة مذعورة و هي تتناول الهاتف منه مرة أخرى بيدها الأخرى...
"ما الذي حدث؟؟"
سأل بقلق بعدما شعر بانقطاع المكالمة في الثواني التي سحب بها الرجل الهاتف...
"ما الذي فعله بك هذا الحقير"
لم تبالي بانفعاله و هي تقول بالإنجليزية...
"لا تتحدث بالعربية كي لا أجاريك... يريد أن يفهم ما أقوله لك..."
أخذ نفس عميق و هو يحاول أن يطمئن نفسه على أهميتها له و لهم على حد سواء...
"هل أنت بخير لبنى... هل آذوك... هل اعتدوا عليك... هل... هل فعلوا أي شيء سيء لك؟!"
كم تمنت أن تصدق القلق في صوته كم تمنت ذلك، كم تمنت لو تصرخ في وجهه و تنفجر بكل قوتها، لكن ذكائها تفعل و هي تدرك أن هؤلاء يجب أن يتيقنوا من علو قيمتها لديه كي لا يتهاونوا في التعامل معها...
"لا، كل شيء على ما يرام... لم يؤذني أحد و لم يعتدي علي أحد..."
"و هذا الذي سحب الهاتف منك بخشونه... هل تـ........."
لم يكمل تساؤله و هو يشعر بها تبتعد و ذاك يأخذ الهاتف منها غصبا... أغلق عينيه و هو يقسم بداخله أن يفجر بريته في كل شيء في الوقت الملائم...
"هاي أيها العربي... لقد انتهت فقرة الاطمئنان... و الآن نحن نريد ما لدينا عندك..."
رغما عنه و عن سيطرته تحدث بنبرة قاسية مهددة...
"اسمعني و اسمعني جيدا، لو لمست شعرة واحدة من امرأتي، بل لو لمست قماش ثوبها، فأقسم أن العالم كله لن يكون كافيا ليحميك من غضبي... هل هو مفهوم أم لا؟"
ابتسم الرجل بسخرية قبل أن يلتفت للبنى يتأملها بسخرية شديدة، ثم صدمها مرة واحدة و هو يرفع يده و يصفعها بقوة فاجأتها و فاجأت حتى الرجال في الفان... صرختها الحادة و هي تضع يدها على وجنتها وصلت لأغيد الذي تجمد لثوان، بينما الرجل يرد عليه بقسوة مساوية لنبرته...
"و الآن اسمعني أنت أيها العربي... أنا لا أعبث و لا أتسلى... و قرصانتك لو لم تكن بين يدي بعد ثلاث ساعات من الآن فلن أكتفي بصفعة... صدقني، لا يوجد متعة أكثر من تحطيم أصابعها اصبعا اصبع... لذلك وفر على نفسك تهديداك الفارغة... نعلم أنك قد تتبعتنا بتقنياتك اللا محدودة لذلك تعلم أين نحن... أحضر القرصانة إلينا و خذ هذه القمامة... ثلاث ساعات أيها العربي... ثلاث ساعات و بعدها ستعلم كيف يغضب الرجل عندما يخدع بدل المرة مرتان!"
ثم أقفل الهاتف دون انتظار الرد..
لا شيء يمكنه أن يصف رعب لبنى التي تجمدت بالكامل، خصوصا مع نظرات الرجال المرعبة، بعد تهديدات ذاك الحقير، لكن ما يفوق الوصف هي الثواني التي أغلق أغيد فيها عينيه يحاول أن يقتل كل الانفعالات التي تتنافس في ارباكه على أقل تقدير... نظرات ليو له كانت واثقة بتقدير عالي خصوصا بعدما فتح عينيه بجليد يعزل كل مشاعره و هو يقول بهدوء...
"لن يصدق... أليس كذلك؟... كذبتنا كانت قوية حتى أنها انطلت علينا..."
هز ليو رأسه بإيجاب و هو يقول دون داعي...
"لكنك كنت تضع ذلك في حساباتك!"
ظل ساكنا لثوان يفكر و يزن خياراته و يقدر المخاطرة التي ستقع على زوجته...
ربما مع أي شخص آخر لكان خاطر، و استخرجها من المصيبة و لو بإصابات بسيطة أو حتى متوسطة... لكن رغما عنه حياديته فقدت بوصلتها و هو يرفض أن يفكر باحتمالية اصابة لبنى بأي نوع من الأذى...
"لم يعد أمامنا إلا ان نكشف الورق كله للعالم... رغم أنني أعلم أنه لن يصدقني لو قلتها له ألف مرة... جهز الرجال... بل جهز كل شيء... سننهي تلك القصة الكريهة الليلة و مرة واحدة!"
***
لكنه بشر... رغما عن كل شيء بشر... يخاف و يقلق و يتعب و يتوجع... نعم هو بشر بالكامل هذا ما فكر به و هو يسمح للقلق و الخوف أن يتحرر قليلا بدلا من أن يتخزن بضغط في مساحة ضيقة بروحه...
هو مرعوب من الصفعة التي نالتها... هو مرعوب مما قد يحدث أكثر بها، بل هو فزع تماما من أن ينتهي الأمر بشكل لا يريد تخيله...
دقائق منحها لنفسه ليقلق و يفكر كانسان عادي، دقائق حرر مخاوفه و جعلها تنفجر ببرية في عظامه... دقائق مجنونة تحرر خلالها، يتلبس جسدها و يعيش ما تعيش و يتخيل ما تتخيل و يرى ما ترى... دقائق عاش مخاوف فتاة بريئة لم تمس، و حولها وحوش لا تميز بين ابن جلدتها او فريستها... فقط منح نفسه ذلك التحرر لدقائق، ثم أغلق عينيه لبعض الوقت مستعيدا بقدرة خارقة السيطرة الكاملة على انفعالاته و كأنه آلة لا تهتم و لا تشعر...
بحيادية و تفكير منطقي بالخسارة و المكسب، و بلا أية مشاعر، صفعة واحدة أهون من سواها... فقط يتمنى لو تبقى الفتاة عاقلة و لا تفكر بطريقة الأفلام بالبطولة و الكفاح... تنتظره بهدوء أو غضب لمسه في صوتها، لا يهم... المهم تثق لمرة واحدة بقدرته على الفعل، و تنتظر...
***
المكان يعرفه جيدا و احداثياته لديه على جهازه المتطور، حيث وقفت السيارة تنتظره... الزمان حدده رجل العصابة و وصل بدقة في موعده مع منتصف الليل... ليس هنالك استعراضات و هو يصل بفان ضخمة ملائمة لتلك التي تقف هنا، تنتظره... ينزل ليو بمخاطرة كاملة من مقعد السائق تاركا أغيد في المقعد المجاور و هو يتأمل المحيط حوله... يدعو ربه أن يمر كل شيء كما تمنى... ثوان ثم نزل الرجل الذي كان ينتظر حركته منذ زمن طويل لكنه لم يتوقع أن ينجح في أن يحصل على زوجته... لو هدده او ابتزه لكان استجاب لكنه و لأول مرة يشعل به غضبا بارد... غضب مجنون صقيعي... و الموت تجمدا يساوي وجع الموت حرقا، فقط بلا استعراض أو بهرجة!
يتقدم منه بخطوات واثقة... لكن ليو يوقفه و هو يشير للسلاح بخصره... لم يهتم أغيد لاحتياطات حارسه و هو ينتظر الرجل أن يتسلق برشاقة الدرجة التي عند باب أغيد، ثم يطرق النافذة فينزلها بجرأة أحبطت ليو... يستند ذاك بمرفقيه على اطارها، مستعرضا ساعديه الممتلئين بالوشوم و هو يتحدث بثقة...
"أرى أنك حضرت أيها العربي... جيدا جدا... بل ممتاز... نصف الصفقة تم... و الآن أريد النصف الثاني... سلمني تلك الكلبة لأعرف كيف أتصرف بها..."
لم يرد عليه و هو يسال السؤال المتوقع...
"أين زوجتي؟"
ابتسم الرجل بسخرية و هو يقفز برشاقة ثم أشار بيده للفان التي خلفه فيفتح باب الراكب المجاور للسائق... رغما عنه خفق قلبه و هو ينظر لها عن بعد... يحاول رغم المسافة أن يدقق بما أصابها خلال تلك الساعات الثلاث التي استطاع عبرها اللحاق بهذه الفان... ليو لم يضيع وقته و هو يخبره أنهم ما أن خطفوا زوجته حتى انطلقوا في طائرة خاصة و تجاوزوا ولايتين على الأقل...
و الآن هي هناك يفصلها عنه مائتي قدم... الكدمة على خدها جعلت دمه يفور و هو يرى الباب يغلق مرة أخرى دون أن يسمح له أن يتحدث معها... دون وعي ظل ينظر لمكانها قبل أن يعود الوغد يتسلق الدرجة مرة ثانية و يقف أمامه بنصر...
"و الآن أيها الزوج المحب... هل أنت قادر على البدء بالحديث..."
لثوان نظر إليه أغيد بهدوء قبل أن يميل ناحيته بهمس جد بارد هادئ...
"هذه ليست زوجتي... أحضر زوجتي الآن، و إلا لن يكون بيننا أي كلمة!"
رفع الرجل حاجباه بإعجاب ساخر...
"أثرت اعجابي أيها العربي... نعم هي ليست زوجتك... و نحن أيضا لا نثق بك... لذلك أعطنا لمحة عما هو موجود في هذا الصندوق، و طمأنني على أن القرصانة معك، عندها سترى زوجتك..."
صمت أغيد لثوان قبل أن يشير بيده لليو الذي يقف بتحفز حمائي خلف ظهر الرجل...
"دعه يلقي نظرة من النافذة الصغيرة على الحمولة..."
ثم التفت للرجل...
"حالتها لا تسمح لأي كان أن يقترب منها... لذلك، يكفيك نظرة من نافذة زجاجية... هل هو كاف؟؟"
مط الرجل شفتيه و هو ينزل مرة أخرى الدرجات متوجها ناحية البوابة الخلفية للشاحنة الضخمة... سمع صوت الأقفال تفتح و الرجل يلقي نظرة من نافذة صغيرة ضيقة للجسد المسجى لجون الموصول بجسدها مئات الأنابيب لتعيش و تتنفس... رغما عنه شعر بقشعريرة مع الضوء الأزرق الخافت للصندوق الذي تنام فيه... ثوان ظل ينظر إليها قبل أن يلتقط صورة للنبات و يرسلها لمن استأجر خدماته إن كان يرضى...
مر بعض الوقت و هو مازال يقف مع ليو عند الباب الخلفي للسيارة، و قد توتر بعدما أخبره ليو...
"الغرفة مصمتة كما ترى... و بضغطة زر واحدة بدلا من أن يضخ الأكسجين لرئتيها سيستبدل بغاز قاتل عند أول مبادرة خيانة أو غدر، و أنت لا تعلم مع من منا جهاز التحكم بهذا... لذلك لا تفكر أن تقوم بأية حركات بطولية فستخسر سمعتك بالكامل... هل هو مقبول؟؟"
لم يرد الرجل و حقد ينمو في جسده ناحية كلاهما لشدة ذكائهما، ثم عاد لأغيد مرة أخرى دون كلام و وقف نفس الوقفة الأولى...
"هل تظن أن سيدي سيرضى بما تعرضه... إنه يريد أن نتأكد من أنها بخير و حاضرة لما يريد أن يفعل بها!"
ظل أغيد ينظر إليه لوقت طويل بلا كلمات، ليشعر الرجل بتوتر داراه مع رنين هاتفه و استقباله لرسالة منتظرة... ثوان ظل يحدق بهاتفه بحواجب معقودة...
"حسنا... سآمر الرجال أن يحضروها لهنا... لكن قبل ذلك أريد أن تخرج الفتاة من الفان لهنا..."
ظل أغيد على جموده و هو يقول...
"أنتم بحاجة لفريق طبي للتعامل معها... لن تتحمل أية حركة خاطئة، فقد تكون الحركة الأخيرة".
هز الرجل رأسه باستخفاف و هو يقول...
"لقد أعددنا العدة الكاملة لها... فقط أخرجها من ذلك الفخ و سيكون كل شيء على ما يرام... هل ترى كيف التعاون يجلب المنفعة لكلانا..."
لم يرد أغيد عليه و هو يفكر بالوضع الذي هم فيه...
دعه يشعر بالنصر و التفوق لا يهم، المهم لديه هو عودة لبنى حية سليمة...
"لا تفكر كثيرا بزوجتك... قد احتفظنا بها كاملة... كما حفظت لأجلنا جون حفظناها لك... لكن لو كنت أيها العربي تعبث معنا بأية طريقة فسوف...."
فوجئ بأغيد يلتفت إليه بحدة مفاجئة و هو يقول بصوت خافت...
"اسمعني جيدا... هو عرض أول و أخير و لنقل فرصة أخيرة... دع زوجتي تخرج من هذه القصة بهدوء دون أن يمسها شيء... انس جون و انس ما فعلته بكم... و بالمقابل سأعطيك شيك مفتوح... يمكنك أن تطلب رقم من تسعة خانات، حقيقة لا أهتم... هذا العرض يستمر لربع ساعة لتفكر بقبوله أو رفضه، بعدها سأجعلك تخرج من القضية كما دخلتها بلا ثمن... الشرطة تتبعتني و ستصل في أية لحظة، و صدقني ستحدث مجزرة بلا داعي... جون لن تفيدكم في وضعها الحالي، و انتقامه منها الآن غبي لا معنى له... لكن لإرضاء غروركم يمكننا ان نفبركه بأية طريقة... أعرف كم دفع لها و أعلم ما وعدته به... بكل الأحوال وعدها له كان خدعة ضخمة و حتى لو كانت صادقة فوعدها الآن لا معنى له، بعدما انقلبت عليه... صدقني... لا خدعة هنالك... دعك منه و تعامل معي و أخرج رابحا...أعطني رقم حساب و احتفظ بتسلسله الأمني وحدك، و سأحول له ببساطة المبلغ الذي تريده، و بالمقابل أطلق سراح زوجتي... سآخذ مكانها و أذهب معك حتى تطمئن على نقودك... معك من الآن خمسة عشر دقيقة تقرر بها... بعدها صدقني سنتضرر كلانا بلا داعي، و ستخسر الصفقة بكل تأكيد!"
هي سبعة و عشرون ثانية توقعها أغيد و استشعرها بدقة، قبل أن يميل الرجل نحوه بسخرية...
"هذا العرض جميل و ربما لم يكن ليخطر ببالي... لكنني لن أتحرك إلا و تلك الحقيرة معي... كل ثروات الدنيا لن تساوي السمعة المهانة، و هو شيء لا تعرفه أنت في عالمنا... لذلك وفر نقودك أو بعثرها لن أهتم... المهم أريد تلك الساقطة!"
هز أغيد رأسه بهدوء متوقع، قبل أن يقول ببطء شديد...
"أنت لا تفهم أيها الرجل... جون في حالة لن تفيدكم على الاطلاق... حتى ايجاعها ليس ممكن!"
نظر إليه الرجل ببسمة ذئبية، و ما تلاه رغما عنه أرسل قشعريرة في جسد المدير...
"سيدي الذي استأجر خدماتي كان يستثمر الكثير في المختبرات الطبية البحثية... مختبرات مشابهة لتلك التي تعمل بها زوجتك الصغيرة المدللة، لكن الهدف طبي... احد التجارب التي اهتم بها مؤخرا هي ايصال الشعور لمريض الغيبوبة، و قد نجح في ذلك بدرجات جيدة... سيستلذ بألمها لوقت طويل... لذلك و لآخر مرة... لأجل ارضاء سيدي سلمني تلك الحقيرة... و لأجلي سأطبق عرضك الظريف، و أسلم حارسك هذا دميتك الصغيرة، و تأت أنت وحدك معي... ما رأيك... قرر قرار ثاني و سيبدأ الرجال بالعبث بطريقة حقيقية معها... سنعيدها لك بتجارب قوية تفيدك لاحقا... ما رأيك بهذا العرض... ربما ستعيدها لنا لنكمل تدريبها لأجلك أكـ.................."
فوجئ بباب السيارة يدفع لترتطم الحافة الخالية من زجاج النافذة بخصره بقوة جعلته يسقط أرضا و هو يتأوه بألم... و قبل أن يعي ما يحدث له انفجر به المدير العالمي ببرية لم يفعلها حتى في تلك المنافسات على الأحزمة وقت تدريبه...
عزل وجع كاحله المستحيل، و ألم كتفه و جانبه كله، و هو يضربه بفنية لكمات بحافة يده كلها غل، وصلت للرجل الذي لم يجد فيه فرصة واحدة ليسد ضربة واحدة...
و لثوان بسيطة مذهولة امتلأ المكان بالصمت قبل ان يتفجر الوضع بقوة و الفان المقابلة له تفتح و يقفز منها أكثر من سبعة رجال مكتمل تسليحهم... المشكلة لم تكن هنا، بل كانت عند ركن بعيد يحتفظ به الرجال رهينتهم و أمامهم هاتف ينقل بالضبط حوار أغيد مع رجل العصابة...
المشكلة أنهم سمعوا هذا الانفجار...
و المشكلة أن المعنية سمعت برعب معهم تهديد الرجل... و المشكلة هي العيون التي التفتت إليها ببطء...
و المشكلة هي حركاتهم المجنونة ناحيتها!
***

يتبع.................

noor elhuda and جولتا like this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 08:57 PM   #1944

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

منذ أن استفاقت قبل عدة ساعات و هي تشعر بالرعب و الفزع... بكل تأكيد تشعر بهم... لكن الصدمة امتصت نوعا ما الانفعالات الهستيرية... ذات مرة أخذت سيمون تعلمها كيف تتعامل لو وقعت في مثل هذا الموقف، أخبرتها أن الهدوء شيء ممتاز، لكن رباطة الجأش هي الأهم... يجب أن لا تصابي بالذعر... الانفعالات الهستيرية و الغير موزونة ستؤدي لردود أفعال ملائمة لها من الخاطف... حاولي أن تظهري دوما ثقتك بأن ما يطلبه الخاطف سينفذ و دعيه يعلم ما هي قيمتك لدى المفتي لكي يتعامل معك و كأنك رأس ماله... رجاء لا تحاولي أن تقومي بحركات بطولية فعدا جهلك بجغرافية المكان و محدودية قدراتك، ستغضبين خاطفك و ربما يتطرف في ردة فعله...
لذلك هي أسكنت كل شيء فيها... مذعورة نعم لكنها تحفظ ذلك لها... الإيمانيات النقية التي تربت عليها برزت على السطح و هي تدعو و ترجو الله أن ينجيها من موقفها المرعب... ألم الصفعة النابض بوجنتها كانت تذكير دائم لمن يمسك المقود و من يسيطر على الوضع...
تعلم أن أغيد سيقلب الدنيا و لن يقعدها حتى يستعيدها،
واثقة من ذلك، لكن الفزع هو تلك المقايضة بحبيبته... هذا السؤال الذي ينبض في عقلها طوال الوقت،
هل سيتنازل أغيد عن جون مقابلها؟...
هل سيقايضها مقابل تلك التي دمرت زواجها دون حتى أن تكون واعية؟... تلك التي دمرت أول ليلة لهم معا، تلك التي جعلتها تستفيق من وهم أن رجل مثل أغيد قد ينظر إليها...
تلك التي مازالت صورها تعلق بشكل رسمي في بيت والده، و الكل يقول عنها حبيبته...
تلك التي دفع لأجلها الكثير من ثروته و وقته و جهده و مشاعره، بينما نالت هي الفتات... او أقل منه!
هل سيقايضها بها أغيد...
اليأس دب في أوصالها و هي تتمنى فقط الموت... ربما لأجله فقط ستقوم بحركات مجنونة... تهديد الرجل لأغيد بعد تلك الصفعة أعلمها أن مستقبلها قد ضاع...
لن يحدث هذا لها، أبدا لن يحدث...
ظلت تكررها و هي ترجو الله ألا يحدث...
لكن الآن، و بعدما سمعت المحادثة بين أغيد وذاك الوغد... مع حركة الرجال الغاضبة ناحيتها... مع كل هذا شعرت أنه سيحدث...
و سيحدث الآن!
***
لم يأخذ الأمر الكثير من الوقت و سيطرة الرجال تكتمل على الموقع... لم يكونوا رجال شرطة أو ربما هم كذلك بلباس مدني لكن الرجل شك في أسلوب القتال الاحترافي أنهم تابعين لمؤسسة الحراسة و الحماية التي يمتلكها المفتي...
أدار الرجل عينيه في المكان حوله و هو ينظر لرجاله المتساقطين كالنمل مقيدين من رجال تحت امرة ليو...
عاد يرفع عينه المكدومة لأغيد الذي مال ناحيته و هو يقول ببرود...
"هذا لأجل الصفعة التي نالتها زوجتي... و ليس هذه فقط... فصدقني ستدفع الكثير و الكثير ثمنا لما فعلت أنت و من استأجرك... صدقني أن محاولته القذرة تلك لن تنتهي على خير... فقط دعني أنهي أولوياتي أول بأول... هو يسمعك أليس كذلك؟؟"
لم يقاوم الرجل الراكع على ركبتيه أن يقول...
"حرسك هؤلاء شخصي... أنت لم تدخل الشرطة في أعمالنا كما أمرناك... و الحقيقة أنه ليس وحده من يسمع المحادثة... بل من يحتفظ بزوجتك المدللة... لذلك إن أردت أن أبقي عليها قطعة واحدة نظيفة كما استلمتها، أبعد فوهة سلاح حارسك عني و دعني اكلمهم و......."
لثوان ظل المدير ينظر إليه بطريقة فعلت أرعدت فرائص الرجل قبل أن يميل ناحيته يتحدث ببروده الذي تلبسه منذ بداية الأزمة...
"رجالي يحاصرون الموقع حيث زوجتي... تتبعنا الاشارة التي تصدر من جهازك و تنقل لهم محادثتنا و الآن هم هنالك، و حاليا بدأ اطلاق تبادل النار معهم... مركزهم أقوى و عددهم أكبر... لذلك مر رجالك أن يتركوا زوجتي بشأنها... و سأمنحك ما تريد!"
الكل نظر لأغيد مصدومين... هم في مركز قوة كامل و مسيطر بالكامل، حتى ليو عقد حاجبيه مستنكرا ليعيد أغيد للرجل المصدوم من كلمات أغيد حتى شك بما سمعه...
"سأسلمك جون كما اتفقنا منذ البداية، فقط سلم زوجتي لرجالي و الآن... أوقف كل شيء، و سأتركك تذهب... رجال الشرطة في طريقهم لهنا، خلال دقائق سيسيطرون على الوضع... هذه المرة هي فرصة وحيدة لتنجو لا غير!"
"أغيد هل أنت بعقلك؟؟"
لأول مرة يشكك ليو بنباهة مديره... لكن أغيد تجاهله و هو يقول بعصبية تتسلل عبر جدران سيطرته و كل ثانية تمر الآن قد تكون الأخيرة في عمر زوجته، و الأسوأ أنها قد تكون ذكرى لا تنتسى من عمرها...
"و الشيك المفتوح؟"
ابتسم أغيد بسخرية و هو يرد...
"لقد ضيعت الفرصة على نفسك... و بكل الأحوال كان العرض هو الشيك أو جون و المقابل هو زوجتي..."
ثم فجأة جذب مقدمة قميص الرجل غير مبال بالوجع في جنبه الذي بدأ يشتعل... ينظر إليه بعيون تنفث حمما غضبة... ثم مال ليهمس بأذنه بعدة كلمات جعلت عيني الرجل تتسعان بلا تصديق، ليزداد غضب أغيد و هو يقرب وجه الرجل من وجهه و يتحدث من بين أسنانه بغضب لا ممكن...
"نعم، ما قلته لك هو الحقيقة... لقد خدعناكم، منذ البداية فعلنا... لذلك اقبل بعرضي هذا و انهي الأمر... لكن لو حدث خطأ واحد لزوجتي فسأطير عنقك... و صدقني سأصل لرئيسك و أجعل ما سيحدث له عبرة... و حتى لو قبلت بعرضي، و بعدما ينتهي كل هذا أنت لن تنجو و سأصل إليك حتى لو كنت بآخر طرف بالمعمورة... لذلك دعهم يسلموا زوجتي و سأمنحك الامتياز بان تفر... ستفر و ستفر و ستفر، ستظل تفر... و في النهاية ستفر إلي!"
بتردد تناول الرجل هاتفه من أغيد... المعلومة التي أخبره بها جعلته يتأرجح و هو يتذكر أوامر سيده في مثل هذه الحالة...
بكل الأحوال لم يكن لديه ما يخسره، فهو في موقف لا يريد أن يراه فيه أحد، و رجاله هنالك كما هنا خاسرون، خاسرون... و الرجل يخبره أن لديه صلات في أمن الدولة ستنهيه و تنهي تاريخه...
لذلك اتصل برجله الثاني هناك...
"ما الذي فعلته؟؟ أيها المجنون... اللعنة... اللعنة!"
***
السكون الذي ملأ المكان بعد صرخة الرجل المذعورة جعل دم أغيد يفور بلا سيطرة أو محاولة لتلبسها، و هو يجذب قميص الرجل الراكع فيعلق بين يديه و هو يخرج حروفه معجونة بالجنون...
"م الذي حدث؟؟ تكلم ما الذي فعلتموه؟؟"
ابتلع الرجل ريقه و هو يقول بذعر...
"لا شيء... لا شيء... إنهم في الطريق... فقـ.........."
"سيدي..."
شعر بيد ليو على كتفه و هو يقول بهدوء...
"إنها سيمون... لقد تحركت..."
***
السيارة الجيب التي اقتحمت المكان كانت اللمسة الأخيرة...
لم تكن سيارة واحدة بل يتبعها عدة سيارات شرطة و قد انتهت الفرصة بالكامل أمام الرجل الراكع على ركبتيه أمام أغيد... صوت المروحية و الحركات المسرحية المدروسة من رجال الشرطة آتت ثمارها ليشعر بالهزيمة الكاملة و هو يعيد حساب ما يملك لقد خسر كل شيء...
بالكامل خسر...
لكن تبقى أوامر سيده و يجب أن ينفذها للآخر...
ابتلع ريقه و أغيد يتركه بلا اهتمام و هو يتحرك بسرعة ناحية السيارة... سيمون تقفز من السيارة و أخيرا استعادت فخرها بنفسها...
لقد سمعت من ليو اشارة الاقتحام... وخلال دقائق تمت سيطرتهم على الموقع... تقتحم آخر غرفة في الشقة النصف مكتملة و التي رصدوا لبنى بها، و كما لو كان فلم أجنبي فوجئت بالرجال بدلا من أن يعتدوا على لبنى حولوها لدرع لهم... تحمد الله على محدودية الخيال و لم يربطوا حول خصرها حزام ناسف...
خمسة رجال مقابل ثلاثة مدربين أفضل تدريب يعد شيء عادل وممكن... المشكلة هي لبنى و السلاح الملتصق برأسها الذي نزع الحجاب عنه نظرت للرجلان المتبقيان بعدما انتهى الآخرون، ثم عادت تدقق بلبنى المرتعبة و هي تحمد الله أنه رغم تمزق أزار قميصها بلوزتها الداخلية تستر جسدها، و تنورتها لم تنال إلا بعض الغبار، مما يعني أن الاعتداء عليها لم يتم!
محادثات تتم بينها و بين الرجل المجنون الذي يمستخدمها كدرع...
اتركِ سلاحك أنت و من معك...
أنزلْ أنتَ سلاحك و ستخرج آمنا...
بل أنتِ و إلا سأفجر رأسها و نضيع كلنا...
لا ترد عليه و عقلها يفكر بالمعضلة...
اصنعي لي ممر آمن و سألقيها لكم حالما أشعر بالأمان!
تعلم أنه لن يحدث لكنها تركته يصدق ذلك و هي تلقي سلاحها و الرجل الذي معها على الأرض، و يرفعا أيديهما في الهواء علامة الاستسلام الكامل...عقلها لم يكن بالكامل مركز مع الرجل المهزوم، بل هناك في بناية مقابلة...
أحد الرجال اللذين معها قناص بارع... بل أكثر من بارع لذلك و توقعا من الموقف و أنه سينتهي بهذا الحال كان قد اتخذ نافذة لبناية مجاورة لتكون مطلة على مسرح الأحداث...
كان من الممكن أن يطول الأمر أكثر لكن القناص وجد ثغرة عندما تشتت انتباه الرجل الذي يضع السلاح في رأس لبنى، بعدما اتصل به زعيمه...
ثوان و قد انفجر الدم في وجه لبنى مرة واحدة مع الرصاصة التي فجرت–حرفيا- رأس الرجل جوارها...
مذهولة سقطت أرضا و تركت نفسها لسيمون لتأخذها للخارج... لكنها فجأة توقفت و هي ترى حجابها الملقى على الأرض... ظلت تنظر إليه و كأنها تتعرف إليه من جديد... تنهدت الحارسة و هي تنحني لتتناوله تلفه حول رأسها كيفما اتفق، ثم تحركتا للخارج بسرعة...
سارت بآلية و صدمة رؤية رأس تتفجر قربها لا تفارقها... الدم مازال يلوث ثيابها و شعرها المغطى بطريقة خرقاء بالحجاب... أما وجهها فقد مسحته لها الحارسة... الذهول مازال يسيطر عليها و هي ترتجف فجأة بردة فعل متأخرة لما رات...
يا الله...
كيف حدث لها هذا... كيف؟
و الآن الباب يفتح و أغيد يقفز بانفعال حقيقي محرر ناحيتها... يتفحصها بلا أية تجاهل لأقل تفصيلة بينما هي مازالت مذهولة بين يديه... يحتضنها و لأول مرة يفعلها بلا روادع و كأنه يزرع الأمان في أضلعها...
فقط رجفة تمر عليها و دوي الرصاص يشتعل في أذنيها، فتحتمي بصدره أكثر...
يسألها هل أنت بخير، فلا ترد فقط رأسها محشور في صدره و لا ترد... لا تعرف ما هو الجواب الملائم و لا هو الرد الصواب...
هل هي بخير أو ستكون حتى؟!
لا جواب!
رئيس فرقة الأمن و الذي يتقدم من أغيد يخبره أن يسلمها للفريق الطبي، لكنه يظل ينظر إليها بأسف و قلق و كأنه لا يصدق يديه أنها أخيرا بينهم... أن كل شيء قد انتهى و هي بأمان...
"أنا آسف..."
همس بها بصوت يكاد يكون مسموع، لترفع عينيها إليه بحيرة وكأنها لا تعي ما يقول..
آسف...
لكن في نفس الوقت كان رجل العصابة قد استطاع أن يتخلص من قيوده، و بلا ابطاء انتزع خنجر من حذاءه ذي العنق العسكري...
و قبل أن يتحرك أي شخص كان قد سدده بدقه لظهر أغيد بالضبط كتفه الأيمن مستهدفا قلبه... مكررا نفس كلمة أغيد...
"أنا آسف لكنها أوامر الرئيس!"
و دون أن تفهم كان زوجها يسقط على ركبتيه أمامها و دمه ينفجر لكن ببطء شديد و هو ينظر إليها مكررا ببطء شديد قبل أن يفقد الوعي...
"آسف!"
***

نهاية الفصل

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 08:59 PM   #1945

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

تم الفصل غالياتي
و كما قلت
هيكون اخر فصل و هاستأنف بعد العيد باذن الله تنزيل
الفصل دسم و مليء بالاحداث
و انتظر آرائكم و تقييماتكم و لايكاتكم و كل شي حلو منكم
و دايما منورييييييييييييين


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 09:41 PM   #1946

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,823
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

يا ربي إلا اغيد اول رجل محترم في الرواية ايمان احنا هنستنى اسبوع كتيييير اوي المهم لازم اشكرك حقيقي استمتعت بالفصل انت راااائعة

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 09:59 PM   #1947

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 37 والزوار 12)
‏eman nassar*, ‏ebti, ‏ابوعلولي1, ‏تلوشه, ‏dr_rona1, ‏dallou3a, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏noor3eny, ‏Diego Sando, ‏Flowerikram, ‏Msamo, ‏زهرة الغردينيا, ‏Eman mmm, ‏حنان الرزقي, ‏ام لمي ولارا, ‏اوركيدا2004, ‏mariamhariri, ‏شيماء عبده, ‏sweera, ‏siham safi 22, ‏lolo.khalili, ‏precious Girl, ‏رزان عبدالواحد, ‏modyblue, ‏روجا جيجي, ‏Amlwarda, ‏قلب حر, ‏شانزيليزيه, ‏Time Out, ‏oum ilias, ‏Nwarena, ‏azizakahraman, ‏الثقلين, ‏princess of romance, ‏Tuta Al3fifi, ‏Saro7272, ‏sosomaya

منورييين


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 10:20 PM   #1948

روجا جيجي

? العضوٌ??? » 371410
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 554
?  نُقآطِيْ » روجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond reputeروجا جيجي has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وانتى بخير حبيبتى
وكالعاده مبدعه مع احداث غير متوقعه
لبنى واغيد المنحوسين كل ما نقول حتتعدل تتعقد اكتر
هدى علاء اهو يا مسهل
وكله ابتدى بحس بلين
موفقه حبيبتى


روجا جيجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 10:30 PM   #1949

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع ملىء بالأحداث المشوقة
ما حدث مع لبنى كان تجربة قاسية جدا
من الواضح أنها تعرضت لمحاولة اعتداء
من رجال العصابة لأن قميصها كان ممزق
و كانت بلا حجاب .
ورعبها من منظر الدماء و الموت
و ما حدث ل أغيد .
أعتقد أنها ستتعرض لانهيار عصبى
بسبب ما حدث معها.
أغيد أوقع نفسة بالمشاكل بسبب
حمايتة لجون .
أعتقد أن إصابة اغيد سوف تكون خطيرة جدا
ولكنة سينجو ولن يموت .

لين قررت أن تفكر بنفسها قليلا و تستمتع
بوقتها.
زوجها و أخيها لم يعرفو قيمتها إلا عندما رحلت

علاء أعتقد سوف يسافر و يكون بجانب أخية
فى محنتة.وسوف يحل مشكلتة مع هدي .

شكرا على الفصل الرائع
سلمت يداك 😍😍
بانتظارك بعد العيد بإذن الله
كل عام وانت بالف خير
عيد أضحى مبارك
🌸🌸🌸🌸🌸🌸



زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-08-17, 10:35 PM   #1950

princess sara

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية princess sara

? العضوٌ??? » 155833
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,144
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » princess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond reputeprincess sara has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جاري قراءه الفصل والتعليق عليه
تسلمي مقدما يا احلى ايمو يا حبيبتي انتي


princess sara غير متواجد حالياً  
التوقيع








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.