آخر 10 مشاركات
2006- فارس الجزيرة الأستوائية - لينسى ستيفنز - روايات غدير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          130 - كلمة السر لا - روبين دونالد (الكاتـب : عنووود - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-17, 04:54 PM   #2081

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الفل والياسمين... تسجيل حضور مسائي ان شاءالله النت يكون موجود حتى يكتب لي الحضور وقت التنزيل...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:34 PM   #2082

نولا ٢٠٠٠

? العضوٌ??? » 382037
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 314
?  نُقآطِيْ » نولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond reputeنولا ٢٠٠٠ has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وانتم بخير . عام هجري سعيد على كل الامه الاسلاميه :

نولا ٢٠٠٠ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:44 PM   #2083

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير عليكم و كل عام وانت بخير عام هجري سعيد ان شاء الله
تسجيل حضور


الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:45 PM   #2084

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

مساء الخير على احلى ناس..
و كل عام و انتم بخير عام هجري سعيد للجميع و عيد ميلاد ابني كمان
عندي خبر محبط نص نص و هو انه لابتوبي العزيز استشهد و طفى و حالته صعبة و الي كم يوم شغالة موب
الخبر الحبد انه الحمد لله فصل اليوم كنت حفظته عالماسينجر و نزلته عالموب و كملته هناك
الاشي الغريب هو تدقيق الفصل و تنسيقة هيكون شوي تعبان لانه موب
الخبر اللي هيجلطني انه الخاتمة عاللاب و اللاب عند المهندس و المهندس بيحاول ينعشه
المهم دعواكم يصلح لابي لانه الموب عمل لي صداع
و كالمعتاد اعذروني و الله هالمرة عزمت ارد عليكم صبية صبية لكن حتى لو انعدل النت بيضرب اللاب
الحمد لله على كل حال
شويات و هانزل الفصل الاخير و تبقى الخاتمة ان شاء الله الخميس المقبل تنزل
فصل اليوم طويل و محترم و نهائي و لو اني ممكن اعطيه عنوان التنافس
طبعا التنافس الاكبر بين زياد و مهاب
و هنشوف لبنى و تصرفها مع اغيد و اغيد و تصرفه مع لبنى
و علاء و هدى هيطلوا شويات
ثوان و ابلش باذن الله بتنزيل الفصل


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:51 PM   #2085

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

-29-
الفصل التاسع و العشرون
والأخير

"هل تقبل بي؟"
هل يقبل بكل ما تعرض مقابل نبضات قلب لا أمان لها...
هل يقبل أن تكون عملتهم في بيتهم هي الحب و الثمن مضاعف بالعطاء...
هل يقبل بطفل ثان يمحو مرة واحدة مرارة الوحدة التي عاشها طويلا و لا زال و هو لا يعرف كيف يتعامل مع الأخوة الصادمة مع أغيد...
هل يقبل بطرحها لنفسها بكلها بلا ضمان سوى مشاعرها...
مقايضة مرعبة و غير مضمونة لكنها أشعلت شيء منسي في عروقه… قلبه يضخ بكل قوته و كأنه يراهن على المجهول...
أغلق عينيه قبل أن يفتحها يرنو إليها بنظرات عارية ترسم اللا أمان الذي يعيشه و عاشه، و تتمنى أن يتوقف الآن... مازالت الثقة بعيدة عنه، و مازال يجاهد نفسه ليصل إليها...
"هدى، هل تعرفين ما تطلبين... هل تعين مقدار ما تزجين نفسك فيه؟!"
يدها وحدها بثقة مما بداخلها ناحيته امتدت فلمست جانب فكه و هي تقول بهدوء...
"نعم أعرف علاء... لأول مرة بحياتي كلها أثق بقراري ثقة كاملة تفوق الوصف... أنا أعرف ما أريد بالضبط... السؤال هو ... هل تعرف أنت ما تريد؟؟... هل تريد أن تشاركني... هل تريد أن تساندي و نعيد بناء أسرتنا مرة أخرى بطريقة صحيحة…
لقد وضعت بعض الخطط في عقلي لما يجب علينا فعله في حال وافقت... أعني هي فقط خطط لا قرارات، فنحن أسرة و ينبغي أن نتشارك في اتخاذ قراراتنا سويا... بكل الأحوال يجب أن نتجنب السقوط في الأخطاء الماضية و نتعلم الثقة أكثر في بعضـ............"
هل يقاطع الحديث الثرثار من امرأة تعرض كلها عليك إلا بقبلة مشتاقة... قبلة محتاجة... قبلة معطاءة... هل يوجد أفضل من تلك المقاطعة لهدى التي أصيبت بالذهول لثوان، ثم استعادت وعيها فانصهرت معه بالشعور الكامل... يجذبها أكثر ناحيته فيضمها لصدره و هو يتنفس بقوة فوق شعرها... يلهث و لا يعلم لم و هو يقول بأنفاس متوترة...
"أعلم هدى... أعلم... أمامنا الكثير من العمل لينجح زواجنا... لكننا الآن في الطريق الصحيح... و عندما نعود للوطن-بعدما نطمئن على أخي- سنجد الأجوبة لكل الأسئلة... سنتعاون لنخلقها خلقا لو لم نجدها، أما الآن فأنا لا أجد في أية قدرة على التفكير السوي!"
احتضنته راضية بما أعطى و هي تهمس لعنقه...
"أغيد سينجو علاء... خذها مني... أنا على يقين من ذلك، لا تقلق، صدقني سينجو..."
ثم استرخت بأمان في احتضانه لها، إلا أنها عادت تضم شفتيها بقلق، و هي ترفع رأسها إليه و قد تذكرت شيء مهم...
"يزن... لم أحدثه اليوم…" و بتردد سألت…
"هل من الممكن أن نتحدث معه سويا، ربما نمنحه بعض الشعور بالأمان..."
ابتسم بهدوء و هو يخرج هاتفه ليحادث ابنه، راضي حتى الآن بما حصل عليه و منحه لزوجته...
ربما في حال آخر و وضع آخر كان سيكون أكثر صلادة و حزم، بالذات مع عدم الثقة التي مازالت تتربص هنا و هناك تحاول أن توهن بنيان الأمان الذي بدأ يضيء بيته، لكن بظروفه هذه و الوجع المستلقي براحة على عظامه، فهو راضي بأن يجد يد أقسمت ألا تخذله لتشد عليه و تدعمه و تمنحه القوة ليستمر...
لكن مازال للحديث بقية!
***

يتبع......

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:53 PM   #2086

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

كم مر عليه غائبا عن الوعي؟...
ليس متأكد...
ربما ساعته الداخلية لن تكن بكامل كفاءتها، مع تخديره...
لكن قد يكون مر يوم كامل و تسعة عشر ساعة و ثلاث و عشرين دقيقة، و للأمانة لم يصل ليقين بعد للثواني... لكنه شعر بالثواني التي استغرقها الأطباء ليأتوا ليعاينوا حالته بعدما أخبرتهم الأجهزة المراقبة أنه استفاق... مازال مغلق عينيه، و اللعنة المسماة عقله عملت فورا على التحليل...
الألم في جانب صدره يعني أن الاصابة كانت في رئته اليسرى، لا قلبه... تنفسه الصعب و القناع يؤكد له ذلك... جسده مخدر لكنه على شبه يقين أن لا اصابة دائمة هنالك في أي جزء آخر... مسترخي بشكل ظاهري، عيناه مغلقة و الأطباء يتلفون حوله و يفتحون عينيه عنوة ليروا استجابتها للضوء و يقرؤون نتائجه... "أنت مستيقظ سيدي؟؟"
فتح عينيه ببطء و رمش بموافقه و كأنه يريد أن يظل مسترخي بالكامل كي يوفر طاقته للمفيد...
لبعض الوقت استمروا بفحصه و رؤية استجابته، و أجبروه على الحديث عندما قلقوا من رده الصامت على أسألتهم...
عنه تحولت مشاعره للقلق على لبنى، و التساؤل إن كانت قد أصيبت -بعدما سقط- بشكل من الأشكال...
لكن بما أنه يشعر بداخله بيقين أنها بخير، فهو شبه متأكد أنها لا تعاني أكثر من الصدمة، و الكراهية، و الألم، و التبعات النفسية لخطفها و تعرضها لمحاولة اغتصاب... فقط لا غير!
رغما عنه تنفسه تسارع و هو يتذكر قميصها الممزق و حجابها الملفوف بلا اتقان متأكد أنه من فعل سيمون...
الصدمة، مع الدماء التي أغرقت ثيابها، و دم قذر متخثر على جانب وجهها؛ يحكي قصة أخرى لما ستكرهه لأجله أكثر... للأمانة أغيد أنت تعبت حقا في اتقان صنع حاجز حقيقي بينك و بين -فقط- نظرة سوية منها!...
الطبيب يهمس له...
"سيدي استرخي... لا تنفعل أكثر من ذلك... أرجوك دعنا نخرجك من هذه الوحدة".
أغلق عينيه و هو نوعا ما يتوقع ما سيسمعه...
"هل زوجتي بالخارج؟"
ابتسم الطبيب الأمريكي المعتاد على الانفعالات العاطفية الزائدة...
"نعم سيدي، إنها تكاد تموت من القلق عليك... ليس هي فقط بل كل أسرتك..."
رغما عنه عقد حاجبيه بألم ليقول الرجل...
"الآن أنت ارتح و سأخرج لأطمئنهم... بعدها سأسمح لهم بالدخول..."
لم يهز رأسه بنفي و هو يعلم كم هو موجع لرأسه بل قال بهدوء آمر..
"كلا... أريد أن أراها الآن..."
مط الطبيب شفتيه برفض و هو يرد...
"من الأفضل ان ترتاح الآن سيدي، و دعنا نجرب أن تتنفس بشكل طبيعي، و من ثم نسمح للجميع بالدخول فرادا..."
لم يجادل و هو يعلي حاجته الصحية على حاجته النفسية... يسترخي في نوم من المخدر بعدما فشل التنفس الطبيعي... يسمع الطبيب يقول قبل الغياب الكامل بالراحة...
"لا تقلق سأطمئن الجميع عنك..."
……..
لربما هو قادر على السيطرة حتى على وظائفه الحيوية اللا إرادية، فها هو يستطيع أخيرا أن يتنفس بشكل طبيعي... يتذكر بشكل ضبابي دخول لبنى للغرفة... وقوفها بعيدا لثوان تتأمله و عينيها مليئة بالقلق لم يتكلم و هو يدخر قواه للمواجهة النهائية... كذلك يتذكر يد والده المجعدة و هي تمسك بيديه و تدعمه و تشد عليه... ماجي أيضا كانت هنا و الدموع تسيل بسخاء من عينيها، و لم يتفاجأ قط بعلاء و هو يقبل جبينه المكدوم و يهمس...
"انهض لكي أستطيع أن ألكمك لأجل خطفك زوجتي... لا تكن جبانا فتختبئ خلف اصابتك!"
و الآن هو أخيرا قادر على التنفس بشكل طبيعي... قادر بشكل طبيعي أن يفكر بهدوء و بأقل المسكنات... الطبيب يخبره بهدوء...
"سأسمح لها بالدخول لوقت أطول لو أردت، لكن أرجوك حافظ على انفعالاتك..."
ثوان مرت و هو يحاول أن يسيطر على انفعالاته و كله ينغمس باللا يقين من ما سيلقاه منها...
لبنى فتاة أصيلة تربت على ألا تترك زوجها في محنة... فهل لأجل ذلك فقط انتظرته... هل فقط لأجل الواجب فعلت، خصوصا أنه يعلم أن ليو نفذ أوامره و أحضر أخيها لها...
أم ربما لتسكب كراهيتها عليه لأنه أوقعها بمثل هذا الموقف... جريمة لا ناقة لها و لا جمل أو حتى فروة متنكرة بجمل... لقد أدخلها في معمعة و جعلها تركب لعبة مستحيلة في ملاهي خيالية لتظل تدور و تدور و تدور...
بكل الأحوال هو لا يريد سوى أن تكون بخير... فقط هذا ما يأمله!
***
يدها بيد أخيها و هي تستمد منه قوة لا ممكنة...
تتمنى فقط لو تعرف ما يجب عليها قوله له في حالته هذه... هل يجوز أن تكون الأولوية لها بينما والده و أخيه و زوجة أبيه يكادون يفقدون وعيهم من القلق...
محسن يشد على يدها، و هي تخاف من تخيل ردة فعلهم لو عرفوا أنها لم تنل من العلاقة الزوجية إلا قبلة يتيمة، و لم تشارك زوجها الفراش إلا ليلة واحدة... و الليلة كانت بيضاء بالنسبة لها و لم تشعر بربع شيء!
لو عرفوا ذلك، فهل ستكون لها الأولوية...
هل ستكون قادرة على أن تتجاوز هذا الطابور الطويل...
يد أخيها مرة أخرى تدعمها، و نعمة وصوله و دعمه لها كان له مفعول أفضل من أي مورفين أو مخدر آخر للوجع...
لأول مرة تنام على فخذه و هو يقرأ عليها الآيات القرآنية ليهدأ قلبها مع طمأنينة كاملة...
يمسح على شعرها و الحنان منه –و الذي يخزنه لأيام منكوبة مثل هذا اليوم- يسكب خام عليها لتتمرغ باطمئنان روحي كبير...
و مر عليها يوم كامل بعدما عرفت من ليو تلك القصة المجنونة... يوم غرقت فيه -رغما عنها- بإعادة صياغة ذكرياتها وفقا لما علمت...
يوم طويل و كأنه يمنحها بعض الهدوء الناتج من العلم و المعرفة...
يوم لا يكاد ينتهي و هي تنتظر أن يستطيع أن يحرك جفنه و يبدأ يشعر... يبدأ يفهم ليفهمها كل شيء،
لأنها و لله الحمد لا تفهم أي شيء!
***
يتبع... ......

noor elhuda and 9999yar like this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:54 PM   #2087

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


تتقدم بوجل للغرفة... عيناها تمر على الأجهزة الكثيرة و فراشه الصغير في وسط الغرفةلتلتقي بعينيه ينظر إليها و لأول مرة بلا نظارة طبية...
تبتلع ريقها و هي ترى نظراته هادئة جدا و كأنه وصل للعدالة الذاتية و رضي بها و بحكمها؛ موقنا بجرمه...
تحاول أن تبتسم فتنقبض شفتيها و تنبسط أكثر من مرة و هي لا تجيد أن تتظاهر... أخيرا تعضها و هي لا تريد أن تبكي... لا تريد أن توجعه أكثر...
اقتربت حتى وقفت قريبا من فراشه...
هذه المرة أخذت تتأمل دون فزع اصاباته. كدمة زرقاء في جانب رأسه بعدما سقط من الطعنة مرتطما بحديد السيارة… لم ترها و قد خطفت قبل أن يسقط...
كدمات أخرى أخبرها ليو أنها نتجت عن سباقه و سقوطه فيه... السباق كم يبدو بعيد عن الان!
صدمة أخرى بعدما علمت كم هو مهم له؛ أن يسقط بسببها… هذا جعلهاتشعر بشيء عصي الشرح… تلك القوى التي لها عليه تخيفها بشكل أو بآخر!
حاولت أن تبتسم مرة اخرى و هي تبدأ...
"حمد لله علـ......."
"لا تفعلي!"
قاطعها بصوت خافت ليهز رأسه بنفي بسيط آلمه...
"لا تجاملي، و تعامليني كمريض معتل... لا تكتميها... قوليها الآن... بصدق قوليها... ابصقيها في وجهي فلا أستحق سواها..."
مرة أخرى تحشر شفتيها أسفل أسنانها و هي تحاول أن تسيطر على نفسها...
"ما هي؟؟"
همست بصوت خافت و هي تحاول أن تقترب أكثر من سريره... أغلق عينيه المنهكة بشكل مريع...
"كلها... كل ما حدث لك... أخرجيه الآن... أخرجي كل صديد نتج من غبائي في حقك... كان يجب علي أن أحميك... كان يجب علي أن أحفظك... لكن... يا إلهي... لبنى... لقد سمعتك... تلك المرة سمعتك و أنت تخبرينني بها..."
خفضت نظرها لأسفل و هي تحاول أن تجد القول الملائم...
"كنت خائفة... خائفة جدا من ألا تصل إلي... أو أن تصل بعد فوات الأوان... كنت مرعوبة أغيد... و نعم، كنت ناقمة عليك... كنت مقهورة منك... أما أكبر مخاوفي فكانت..."
ابتلعت ريقها...
"أن... أن تفضلها علي... ربما لم تكن هي عقدة الخلاف الرئيسية في زواجي بك... ربما لم تكن السبب في ما وصلنا إليه من فشل... لكن... لكن..."
ابتسمت بمرارة دون أن تكمل و هي تقفز لأمر آخر...
"سأخبرك بجواب لسؤال سألتني إياه ألف مرة و لم أعطك الجواب الحقيقي..."
عقد حاجبيه بتساؤل آلم عضلاته، لتقول بهدوء و هي حائرة متى تتقدم أكثر أو تتراجع...
"لم وافقتُ على الزواج منكَ؟"
رغما عن كل ما مر به، كان السؤال مؤلم و جوابه مؤلم و هو يعلمه... حقا يعلمه...
"يجب أن تعرف أغيد أن تربيتي شديدة باختلاف عنك... الحب قبل الارتباط في أسرتي جرمه كجرم العلاقة الكاملة... لذلك خفت منك قبل أن تخطبني... خفت من هذا العملاق الذي حجب عن عيناي أي رؤية أخرى، إلا أنني في الحقيقة خفت مما تعرضه علي... خفت من أن تكون حقا تريد أن تكون خادمي و سيدي... هل تذكر... تريد أن تكون قزمي و ماردي... هذه كلماتك أغيد... أردت أن تكون لي القليل قبل الكثير.. و المرء يهتم دوما بقليله أكثر من كثيره كي لا ينفذ!"
هنا و دون وعي تحركت مقتربة ناحيته لتمسك قضبان حماية سريرة...
"و بعدما أقنعتَ محسن و هو أمر أعلم صعوبته و أقنعتَ الجميع بل و أقنعتني، وافقت... ليس لأجل علمي، و لا عملي، و لا مشروعي، و لا حتى مشاعري الحمقاء القديمة، أو النبذ الذي نلته؛ قبلت... ليس لأجل كل ذلك... بل لأنني علمت أنك قادر على جعلي أشعر بك، كما تشعر ناحيتي... لأنك جعلتني أشعر بقيمة مختلفة لي و كأنني أولوياتك الأولى... ذلك الشعور كان مذهل... كنت خائفة و أبرر لنفسي و أقتل أسبابي الحقيقية... أحاول أن أدفن الجواب الحقيقي و أرفض أن أغامر بشكل صائب مع رجل يحل لي أن أشعر ناحيته..."
ثم ابتسمت بمرارة و رأسها يميل...
"ربما و بمعونتك كنت سأصل لكنك أدخلتها في حياتي في منتصف قصتي، و حولت أحلامي لكوابيس و تكرر شعوري بالخوف منك... مرة أخرى تحولت للمرتبة الثانية أو حتى الأخيرة... و هذا الشعور مريع أغيد... مريع و مقرف و موجع و مهين!
و بعدها بدأ الأمر ينهار... لقد كذبت علي و جعلتني أعيش بقلة مهينة... جعلتني أرى نفسي دخيلة على حياة لا تخصني…
أنا و أنت أخطأنا بشكل متساوي... لذلك الآن يحق لي أن أسألك... كيف حالك أغيد و كيف تشعر... لأنني خائفة مما يعتمل داخلي أن يخرج أكثر من ذلك!"
رغم ألمه هز رأسه و هو ينفي...
"أخفيت الأمر لأجل سلامتك لبنى... لا تتخيلين كم ارتعبت عندما علمت أنهم تواصلوا معك، دون أن تخبرينني... وقتها لأول مرة أفقد تحكمي بالكامل خوفا عليك أنت، لا على أي شخص آخر... أنت تعلمين أنهم لو ظنوا مجرد ظن أنك تعرفين شيء لعين عن جون لما كنت الآن قطعة واحدة... لا، لبنى كان الكذب عليك و تركك في الظلام، أهون الشرين!"
ابتسمت بمرارة و هي تفكر... دائما عبقري حتى لو خرج منذ وقت قصير من وضع مستحيل... دون حتى أن يسأل علم أنها تعرف كل شيء عن جون و القصة كلها...
"أعلم أغيد أنك اتخذت القرار الصعب عابرا بين أهون الخطرين... أغيد أنا... أرجوك أخبرني كيف تشعر؟... هل أؤلمك الآن بحديثي الذي لا مكان له الآن؟... أرجوك طمئني عليك!"
لا يدري لم ابتسم و هي تذكره بطفل صغير يفكر بعشرة أمور، و يقصد أمر آخر لا يعرفه...
"أفضل... أشعر أنني أفضل... لا أعلم كيف أصفه لكن... الحمد لله".
أغلقت عينيها لثوان تهمس بداخلها مثله، ثم قالت و هي تتمنى لو أنها زوجة طبيعية لتمسك يده تقوده لنوع من الاطمئنان...
"هذا ما أريد سماعه. الآن لا يحق لأي منا أن يحاسب الآخر... الآن أنت بحال لا يعلمها إلا الله... و أنا لا أريد أن أواجه الرجل الراقد و ملفوف بالشاش و كأنه مومياء... لذلك اشفى أغيد حتى أستطيع أن.... لا أعرف... أنت تعرف أليس كذلك؟... أنت دائما تعرف كل شيء... أرجوك كن هذه المرة تعرف كل شيء و إلا نحن ضائعون في جهالتنا!!"
***
يتبع....


noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 05:57 PM   #2088

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


و مرت الأيام و التعافي يلازم زوجها، و قد بدأت الأمور نوعا ما تهدأ، بدءًا بماجي التي هدئت ثورتها نوعا ما، بعدما استفاق أغيد، و بعدما تحدث معها أخيرا العم آدم، و الذي أخبرها –لبنى- أن ماجي ليست عنصرية بالفطرة لكنها عانت منذ وقت قريب من فقد احدى صديقاتها المقربات في تفجيرات باريس الأخيرة، و من ناحية أخرى هي تشعر ناحية أغيد بحمائية تفوق الأمومة العادية، و هي تفرغ الكبت داخلها نحوهم خالطة بين الأمرين... اعتذر باسمها للفتاة و هو يحتضنها براحة و كأنه ينفي تهمات زوجته مخبرها أنها أفضل شيء حدث لأغيد...
لكنه لم يكن سهل و هو يهمس لها بيقين...
"يوجد بين السطور كثير من الجمل بل ربما قصة كاملة... و أعلم أن اخفاءكم عني ليس إلا لمصلحتي، لكن ما أن يقدر ابني قادرا على الكلام فسأستخلص كل شيء منه مرة واحدة!"
رغم وجود محسن و دعمه إلا أن احتضان حماها لها كان له طعم أبوي خاص جعلها تهدئ كثيرا...
لكنها كانت على يقين أن الحب لن يكن عنوان العلاقة بينها و بين المرأة و لن تكون أبدا صديقة لها... الحياة ليست باللون الوردي و الفتيات لسن بياض الثلج التي يحبها الجميع عدا زوجة أبيها الشريرة...
عينها تدور لترى علاء و زوجته في حال أفضل و أيديهما متشابكة في طمأنينة...
تمنت لو ترى لقاء علاء مع أغيد لكن الطبيب لم يفضل أن تمتلئ الغرفة بالجميع، بل زائر، زائر...
الآن هي تجلس مع محسن في المقهى التابع للمشفى و هدوء يكتنفها، فتقل الرجفات و الخضات التي لا محل لها أو تفسير. تنظر إليه و تفكر بكم عذبته و آذته و ها هو في محنتها يركض لأجلها...
ابتسمت للرجل البسيط و هو يركز نظره لكوبه خجلا من السفور الأمريكي الاعتيادي... لأول مرة تتحدث معه بأمر عادي منذ أن وقع زوجها... تحسن صحة الرجل اعطاها اطمئنان بشكل ما...
"أمي تفكر أن تخطب لك دون علمك... ستخطب لك فتاة تحترم أنت والدها كثيرا لكي لا تستطيع أن تقول لا... كانت حريصة و هي لا تخبرني من هي بالضبط. كما أنها أخبرتني أن الشقة المقابلة لنا قد فرغت و اتفقت مع صاحب البناية أن يؤجرها لنا بإيجار سنوي... و ربما خمس سنوات... المهم... أردت أن أحذرك: الخطط تحاك حولك من كل النواحي!..."
ابتسم و بشرته تحمر أكثر، مع كلمات أخته التي تصغره كثيرا... اثنتا عشرة عام يعد فارق أخوي يلزم الاحترام الذي تقدمه دوما له...
"إنها لا تتوقف... أخبرتها أنني لن أتزوج إلا إن تزوجت ميار، لتعلن أخيرا أنها ستزوجها ما أن تنهي الثانوية العامة و أنت تعرفين أن عقلك ملاك بالنسبة لعقل ميار... لا تتخيلي الشجار الذي حصل بينهن قبل عدة أيام... على كلٍ، قررت أن أجاريها حتى تنتهي ترتيبات زفاف سلام بسلام، و بعدها لكل حادث حديث..."
ضمت شفتيها و الذنب يكاد يقتلها...
"أنا آسفة لكل هذه المعمعة... لم يجب على أغيد أن يتعبك و يجعل ليو يخبرك........."
"لا تكملي يا فتاة... هل فهمت؟... لقد ظننتك قد عقلت بعد الزواج... كيف لا يخبرني... أنا أخاك يا مهندسة... ربما لست بمثل قيمة......"
"الآن أنت اصمت و لا تتحدث عن القيم... هل تعلم محسن... أنا احبك كثيرا أخي... لا تحمر و لا تغضب مني... أنا آسفة لكل شيء فعلته لك سابقا و أغضبتك و لم أسمع كلامك... الذي حدث لي جعلني أدرك قيمتك و قدرك و كم ضحيت لأجلنا... مائة وظيفة أو مشروع أو حتى دراسة جامعية، و التفوق بهم، لا يقارن برضاك عني... أرجوك محسن دعنا نفرح و نطمئن عليك..."
مسح على وجهه و هو يقول لها بخشونة ناتجة عن خجله من عروض عاطفية...
"تقولين لأخيك الأكبر اصمت، ثم تعتذرين..."
ابتلعت ريقها و هي تقول بصدمة من تطاولها...
"لم أقصد... آسفة أقسم لك... فقط أغضبني أن تقلل من قيمتك بينما أنت في أوزان الرجال تعد مقياس... أرجوك سامحنـ...."
فوجئت به يبتسم و هو يقول...
"لا تعتذري... كنت أمزح معك يا فتاة... ليس أنتن فقط من تجدن المزاح... ما رأيكم أن لا نسرق فرحتنا بسلام و ندع حفل زفافها يكتمل، ثم نفكر بي... و أعدكن أنني لن أتهرب من الأمر أكثر من ذلك..."
رفعت حاجبيها بلا تصديق و لأول مرة منذ زمن بعيد تتمنى أن تصرخ و تقفز من الانفعال... أخيرا محسن... أخيرا...
أخرجت الهاتف مقررة أن تتصل بأمها، لتجده يسرقه منها...
"اعقلي يا مهندسة... هذا سر بيننا... فقط بيننا. أريد أن أختبرك بحفظ الأسرار... جيد؟؟"
هزت رأسها بإيجاب و قربها من أخيها في هذه الأيام يطبب كل ما فات من شجارات لا تنتهي بينهما...
"لبنى..."
رفعت عينيها إليه ليقول بتوتر... مازال جديد في عالم السكب العاطفي لكن أول ما رآها بعد حادث زوجها صدم حقا... ثم بعدها أخبرته كل ما حدث معها ليجد أنه يكاد يموت رعبا... ربما لو لم يكن زوجها قد فداها بنفسه لكان سحبها من الرجل الذي خان الأمانة و لم يصنها و لم يحفظ زوجته...
و بعدها -و كأنه كما أسلفنا يخزن عطاؤه لمثل تلك الأحداث الجسام، بذل كل جهده ليحميها و يهون عليها و قد صدم حقا بحال أخته القوية المعتدة بنفسها و القادرة على مواجهة أشد المصائب...
نوعا ما، تحسنت حالتها خصوصا أنه وصل بعدما انتهت من التحقيق معها حول الاختطاف... اعادة سرد كل ما حدث كان مؤلم لها و موجع بالكامل... لكن بشكل ما كان فيه تطهير بسيط و هي تذكر نفسها أن كل شيء انتهى رغم استمرار تشديد فريق ليو الحراسة عليها و عل كل أسرة أغيد...
"لم أخبر أمي بكل شيء... لم أرد أن أخيفها بلا داعي..."
هزت رأسها بإيجاب –للمرة الألف- ليكمل...
"هي فقط تظن أن زوجك تعرض لحادث و جئتك أنا داعما حتى يقف على قدميه... لا تعرف أي شيء آخر، لذلك انتبهي ألا يزل لسانك أمامها..."
هذه المرة لم تهز رأسها و هي تفكر هل ستكون قادرة على التظاهر أن كل شيء على ما يرام... و هل يوما ما سيكون كل شيء على ما يرام... لا تعلم حقا… و من تظن أنه يعلم راقد يستشفى!
"لا تخافي لبنى... لقد انتهى كل شيء... "
***
هل حقا انتهى؟؟
تتمنى ذلك من كل قلبها خصوصا مع كلمات المحقق الفيدرالي أنهم في طريق ممتاز للوصول للرجل الذي استأجر خدمات هؤلاء الرعاع كي يقوم بالعمل القذر كله...
ربما سينتهي فعلا، أو جانب منه سينتهي...
لا تعلم حقيقة، لكن ما تتمناه حقا هو أن تتمكن من النوم بلا كوابيس و أحلام مرعبة... ألا تستيقظ ليلا و جسدها مليء بالعرق و المكان حولها يأخذ صورة أخرى لتلك الشقة الغير مكتملة البناء... تستعيذ بالله و تتفل على جانبها الأيسر ثلاثا، ثم تنهض و قد استحال النوم. لتعود رغما عنها تفكر به و بما فعله لها... هل ما فعله أغيد يبرر كل ما حدث لها خلال تلك الأشهر الكئيبة من زواجها؟... هل كان هنالك طريقة أخرى لحل الأمر دون أن تنال هذه المعاملة المهينة؟... ترتجف و هي تتمنى لو تخرج للشرفة تناجي النجوم علها ترسم لها خريطة للراحة، لكن المخاوف اللا منطقية فيها تدفعها لألا تفتح الباب ليدخل الخوف أكثر... تظل في فراشها تنتظر شروق الشمس لتفعل الهدف الوحيد في حياتها و تنطلق للمشفى... تفكر بأشياء كثيرة و تحلل و تعيد صياغة الكثير من الذكريات...
تتذكر أول ليلة معه و كيف أرعبها عندما أخبرته عن جون... ربما من رعبه عليها أرعبها، و هي تتذكر كيف تصفع الأم طفلها قبل أن تحضنه بعدما ينجو من لهوه أمام سيارة مسرعة!
هل مازال يعتبرها طفلة؟؟
هل مازال لا يراها قوية كفاية... ربما معه حق، فغيرها يخوض آلاف التجارب المريعة و يعود طبيعي، أما هي فتسمع من الطبيب الذي عاينها أهمية المتابعة النفسية؟
هل هي فعلا بحاجة للمتابعة النفسية... لا تحبذ أبدا أن تتعاطى في أسرارها مع غريب، رغم قراءتها أن سرد المشاكل لغريب أهون من سردها لقريب!
تتنهد و هي تحار في أجوبة الألف سؤال المزروعين في عقلها...
أغيد اشفى و أخرج... ربما ستخبرني أيضا كيف يمكنني النوم براحة!
***
يتبع... .

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 06:14 PM   #2089

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي



لم يكن الأمر بهذه السهولة كما في الأفلام و الروايات، فعودة زوجها للوضع الطبيعي أخذت عدةأيام، من ناحية أخرى كان تحفظ أغيد معها يغيظها آنا و آن آخر يخبرها شيء لا تعرفه... كما اتفقت مع محسن لم تخبر أمها بشيء و لم تخبر أحد حتى بأي شيء و المحقق يخبرها عبر ليو بمدى سرية الأمر و أهمية الحفاظ على المعلومة بعيدة حتى عن سطحها هي!
وجودها جواره ملتصقة به بعدما سمح لها الطبيب سمح لها بالكثير من تأمل ما فاتها... كما أسلفنا تحفظه كان يغيظها في بعض الأحيان متمنية لو بها القوة أن تصرخ في وجهه و هو يتعامل معها بتهذيب شديد و كأنها غريبة... لكنها لم تكن لتقايض أي شيء بالأمان الذي تشعر به مع جلوسها جواره أو مراقبته و هو يكافح بتناول طعامه وحده بيده اليمنى أو شده على أسنانه من ألم مفاجئ و تجنب ضغطه لزر المورفين... لكن أشد لحظاتها هدوء و خلو من سوادات ما حدث، كانت تلك اللحظات المسروقة و هي تتأمله بعدما ينام بهدوء... تنفسه الهادئ و ملامحه المسترخية من التفكير -الذي يشكلها بطريقة مختلفة- تجعلها تشرد كثيرا في أمور لا تستطيع استردادها... بلا حياء تتأمل زوجها برموشه متوسطة الطول و الكثافة مغلقة بوابة روحه عنهم، و أنفه الحاد الطويل ثم شفتيه التي تحاط بالشارب و اللحية المشذبة… شعره المجعد و لا تعلم كيف خطر ببالها أن تمرر أصابعها فيه.. طبعا فقط تمنت!
ابتسمت عندما وصل حلاقه الخاص ليقوم بتشذيب تلك اللحية و الشعر بعدما طالا فوق الحد... ربما لأول مرة ترى مدى الترف التلقائي الذي يحيى به الرجل... مجنونة أنت لبنى، تعيشين مع رجل في ملكية يوفق ثمنها عدة ملايين و أسطول سياراته يضم كل ما هو حديث و ثمين و أثري، و طائرة خاصة مخصصة لحضرته، و ثيابه كلها مصممة و ساعاته أصلية، و أكثر من يخت يخصه بشكل خاص أو تجاري، و من ثم ترين أنه يترف نفسه بالحلاقة على يد حلاق خاص!
أما ما جعلها تدرك كم كلاهما يجهل الآخر، رؤياه يتخلى عن كثير من دروعه و هو يتلقى اتصال مرئي من يزن ابن أخيه. ابتسامته الصادقة و نظراته المنشرحة و لهجته التي تحورت لتلائم طفل جعلها تحن لشيء ما لم تحلم قط أنها ستفكر به... علاقتها مع الأطفال كانت مقتولة و حبها ناحيتهم غير موجود... معرفتها لحقيقتهم و لؤمهم و خبثهم يجعلها تدرك أن الذكاء يكون نقمة أحيانا!
كانت تنظر بذهول لصديقاتها اللواتي يصبن بالجنون من منظر طفلة جميلة أنيقة أو ولد لطيف، بينما لا ترى إلا اللزوجة على وجنتهم و أيديهم الدبقة من الحلوى للأبد. بينما عقولهم تفكر بكل تأكيد بطريقة ليستغلوا حب هؤلاء الحمقاوات بإضافة المزيد من تلك الطبقات الدبقة من الحلويات الجديدة منهن!
لذلك يمكنها أن تقول بصدق أنها لم تشعر بشيء ناحية الطفل منذ البداية، لكن مشاعرها اشتعلت بما لا تعلم من ابتسامة زوجها الصادقة و شوقه للطفل و أمنيته لو كان هنا ليحتضنه و يريه سباقه الذي فشل به!
تعلم أن أفكار الجميع تترجمت في أمنية واحدة و هي أن يعجل الله بحملها لتمنح زوجها مفرجا لعواطفه الصادمة ناحية الأطفال!
حسنا هي ليست مع الجميع في تلك الأمنية، رغم معرفتها كيف يصنع الأطفال، و هي التي لم تتطاول في علاقتها الزوجية لأكثر من لا شيء، لكن هذا سابق لأوانه، فمازالت في طور خلق وصل بينها و بين هذا الرجل الذي يبتعد عنها و كأنه يدرك كم هو شؤم عليها... أو ربما العكس!
إلا أنها لم تسمح له بالابتعاد و هي تقرر أن تلعب دور الممرضة في الطائرة مستغلة وجود محسن و والديه و علاء الذي سيقضي ليلة واحدة في بيت أخيه المضياف ثم يعود لوطنه و ابنه...
ربما هي تلعب الدور بشكل خاطئ فأغيد مازال متحفظ هادئ و كأنه يطبق سياسة معينة...
لا يهم، المهم هو ادراكها المتأخر بسؤال مباغت: كيف ستقضي هذه الليلة وحيدة في هذا المكان الواسع؟...
رغما عنها تقبض على يدها بقوة و هم يدخلون البيت بترحيب حار من صاحبه بينما هي تشحب بذكرياتها و هي تتلحف باللا أمان من كل شيء...
ثم استرخت قليلا و هي تفكر أنه من المنطقي أن تقضي الليلة مع أخيها في وداع خاص به بعدما أخبرها أنه سيرافق علاء و زوجته للوطن بعد يومين…
لكن ربما تلك السهرة التي ظنت أنها ستريحها كانت خاطئة، فالأفكار تحرمها من الاستلقاء، بعدما عادت لغرفتها مثقلة من مشاحنة جديدة مع محسن!... تعتدل و تفتح ستار النافذة مستغلة عتمة الغرفة لترمق البحيرة الضخمة التي تظهر لها من بعيد… لكن تفكيرها يسكن طابقا أسفل منها مع حوار أخيها الذي يخبرها أنه يتمنى لو تعود معهم للوطن...
"في الحقيقة أنا لا أشعر بالأمان في مكوثك هنا، بينما القضية لم تحل... أشعر بالخوف ناحيتك... زوجك رجل جيد و الله يشهد لكن..."
ما أفزعها هو اغلاقه لعينيه و نظره للبعيد، و هي علامات تعرفها من محسن عندما يقرر أن يخوض في وحل ما...
"لبنى هل كل ما قلته صواب؟... اعني أنني ربما جاهل في العلاقات، لكن لم يغب عني برودة زوجك معك و تعامله المتباعد... هل حدث لك شيء في هذا الـ... الاختطاف و لم تخبريني به؟.."
عيناها تتسع و هي تحار مما تندهش، أمن ملاحظته لتعامل أغيد البارد، أم من شكه أم من........
"وضح محسن... ماذا تقصد بالضبط؟"
النبرة الحادة أعادتهم لشجاراتهم المستمرة في شقة والدها المرحوم فيحتد هو بحكم العادة…
"الأمر لا يحتاج توضيح... خصوصا مع موافقة الرجل السهلة جدا و كأنه يتمنى لو يتخلص منك عندما عرضت عليه أخذك معي لحضور حفل زفاف سلام... "
ثم تهاونت لهجته بدعم و مساندة…
"فقط أريدك أن تعلمي أن بيت والدك مفتوح لأجلك في كل الأحوال و كل الظروف… اعلمي اننا اسرتك و سنكون دوما سندا لك... ثقي بذلك أختي مهما كان ما ستخبريني به!!"
قفزت بحدة عن الكرسي و قد كرهت تحول آخر و أول ليلة لأخيها ببيتها بمثل هذه البشاعة...
"أنت لا تظن ما تقوله... أليس كذلك؟... أنت لا تظن أنني... لقد أخبرت الطبيب كل شيء و هم فحصوني و أنا....."
"اهدئي لبنى الهستيرية لن تفيديك و حتى لو حدث أي شيء فلم يكن بقصدك أو مرادك... أنت ضحية هنا!"
تشنجت أصابعها في نصف انقباض غاضب، و هي تهز رأسها لا تجد جوابا و تفكير محسن شرقي بالكامل عندما تتعرض امرأة لأي شيء فيرتشق شرفها فورا بالوحل!
"لم يحدث أي شيء... هل فهمت؟... معي تقرير طبي ينفي حدوث أي شيء، لو أردت يمكنك قراءته رغم أنه خاص بي... لم يحدث أكثر مما اخبرتكم به... هل فهمت ما أقوله لك... أنت و الأخ الذي في الطابق العلوي افهما ذلك بالطريقة السهلة أو الصعبة!"
ثم خرجت كالعاصفة من الغرفة و هي تغلي حقا لكن الغليان يتخلله خضات فزع و هي تفكر لو حدث ما قالوه...
تتذكر السؤال الذي سألها اياه الطبيب هنالك...
هل فقدت الوعي سيدتي؟؟
الشك يخنقها، لكن فزعها الذي تصاعد مرة واحدة بهستيرية منعها من فتح النافذة بل بقيت بجبن تنظر للعالم بعيدا عبر زجاجها الحامي...
ربما هم صادقون و هي المجنونة هنا...
ربما فقدت الوعي ربما حدث شيء خلال ذلك...
ربما لأجل ذلك هو لم يعد يهتم، و لم يعد لها أية قيمة، و أخيها يبحث عن حطامها فينصبه على شكل خيال لما كانت عليه، مموها فراغها ليرضي فرحة أختها المقبلة!
***
"هل هو صادق؟!"
فوجئ بالسؤال المضطرب يخرج من باب غرفته التي اقتحمتها قبيل الفجر بساعة، و قد تعبت حقا من انتظار الفجر... تعبت من الخوف و التخبط و الدوران حول نفسها بطاقة مفقودة بلا طائل!
التفت نصف التفاتة لها و هو يرد سؤالها بسؤال هادئ...
"من، و في ماذا بالضبط لبنى؟!"
كان هو الآخر يتحايل على النوم أن يزوره لكنه لم يكن يمتلك مخاوفها فها هي نافذته مفتوحة و ها هي بحيرته تتلألأ له تلهيه عن مواجع بداخله...
"أنت تعلم أغيد... هل هو صادق؟؟"
أدار ظهره لها و هو ينظر للقمر الفضي معكوسا على البركة... كونه في طابق أعلى منها، منحه الرؤيا الأفضل و الأشمل، لذلك القمر المكتمل طل عليه معكوسا بكل جماله...
"في ماذا بالضبط لبنى، في ماذا... في تحريره لبعض من مخاوفك، أم في صنع الجديد يزاحمها... لذلك حددي بالضبط لأجيبك بدقة!"
منهكة، بالكامل كانت منهكة و هي تتقدم بلا دعوة فتتجه لأقرب سطح أفقي لتجلس بلا طاقة، تدفن رأسها بتعب بين كفيها، و قد سأمت كل هذا النضال الغير مجدي!... منظرها كان بائسا لو التفت لينظر، لكنه لم يفعل... فقط ينظر للسماء و قد حفظ تفاصيل القمر الذي يتحرك للزوال...
"هل أنا... هل أنت... هل...
هل تراني ملوثة؟!"
الآن التفت بحدة مؤلمة له، و الآن نظر، و الآن انقبض قلبه مما رأى... ظل لبعض الوقت يرمقها قبل أن يمد يده بطول ذراعه ناحيتها و هو ينظر لعينيها بتشجيع...
"تعالي لبنى... لا تخافي... أمسكي بيدي و تعالي..."
لثوان ترددت و الخوف من العالم الخارجي يحاوطها بفوبيا جديدة لا منطقية، لكن نظرته المشجعة منحتها دفعة من الأمان؛ لتمد يدها فتتلقفها أصابعه بشد قوي و كأنها يخبرها أنه معها كف بكف في أية مواجهة كانت و ستكون...
"انظري... انظري كم هو جميل..."
ابتلعت ريقها و هي تنظر للأسفل ترى انعكاس ضوء البدر المستدير على صفحة البحيرة النقية في منظر يكاد يبدو خياليا...
"كان هنالك أول الليل... عند طرفها الآخر... ثم دارت و دار، و بَعُدْ و بعدت... لحظات و سيختفي مع ضوء الشمس... وقتها سنقول كان جميلا جدا، لكن خلود جماله يبقى في أعيننا... فقط تخلده الذاكرة و تصنع منه دثارا لبرد يصيبنا بوجع في أرواحنا..."
كلماته مع أنفاسه التي تحرسها فوق راسها جعل نظراتها ترى المشهد أسطوريا و كأنها طارت لفوق عند النجوم و سبحت بحرية في الفضاء حيث لا خاطفون، حيث لا عادات و لا تقاليد و لا مخاوف... حيث تتوحد الكينونة فتبات جزء من الكل، فتكون أنت الجزء و الكل!
"لكنك لست مثله لبنى... نقاؤه يذهب و جماله يخلد فقط في الذاكرة بذكرى تتطاول عليها الكثير من المؤثرات فنصنع نحن التصور له... لا أنت لست كذلك… أنت الآن أبدي... أنت هذه للحظة لو عشناها للأبد، نقاؤك أزلي كهذه الصورة المنعكسة على البركة... نقاؤك حقيقي و لو رفعت رأسك لأعلى هنالك و رأيته بكل جماله الفضي يطل هنالك بلا أية نواقص فسترين نفسك الحقيقية... سترين كم أنت بعيدة عن أن يتطاولك أي ملوث دنيوي هنا!"
لم يمحنها الفرصة طويلا لتنظر للقمر في حقيقته و انعكاسه و تقارن أيهما أجمل، قربه الملموس في تلك البركة أم بعده المثير هنالك بين المدارات المحكومة بجذب كوني... فقط أداراها لتقابل نظراته التي تمنح قلبها منحنيات وثابة لا تعلم ما سببها...
"لبنى... أنت لست ملوثة و لم تلوثي و لم يطال شرفك أي شيء... هذا ما جئت تسألينني عنه... أليس كذلك؟...
و لا، لبنى، لم أزور تقارير المشفى لأريحك... لم تفقدي وعيك و لم يحدث أكثر مما رأيته يحدث لك... يمكنك عندما تعودين للوطن أن تذهبي لأية طبيبة و بفحص بسيط ستعلمين مدى صدقي".
ابتسمت ابتسامة مرة، و هي تنظر إليه بلا أمل...
"إذن لِمَ... لِمَ لَم أعد أستحق الكفاح... لِم بات وجودي زائدا في حياتك... ِلم أغيد تخليت بسهولة... كم مرة تخليت عني بسهولة... كم مرة أمرتني أن أخرج، أتحب أن أظل أتشبث وحدي حتى يتمزق جلد تحملي كله؟... لم أغيد أفعالك متعاكسة فمرة، أخاف من قوة شدك، و مرة أتوجع من نبذك... قلي بالضبط... ما الذي تراه فيّ معك؟!"
البسمة الهادئة ترتسم، و يده وحدها تتجاوز حدود سنتها علاقتهم المختلة؛ فتمسح دمعات تحايلت على سيطرتها، و هو يهمس لها...
"لأن البدايات الخاطئة تقود لنهايات مختلة... بداية خاطئة مبنية على ضغط مني توقعت لها هذه النهاية... "
ثم هز رأسه و هو يقول بهدوء مقاطعا حجتها...
"أعلم، لن أقبل منها أن تكون نهاية، لكننا بحاجة لما يسموه هنا بتجديد العهود... نحن بحاجة لنعلم حقا ما ثقل الآخر له... عني أنا فأنت تعلمين لبنى كم أعشقك... تعلمين كم أحبك... تعلمين أن حياتي خالية منك، ستكون كليلة شتوية بلا قمر أو حتى انعكاس له... لكن..."
وضع اصبعه على فمها يمنعها من أن تتحدث و قد صدمت باعترافه السلس البسيط و كأنه كل يوم تستيقظ على وعود حبه و تنام بأمان عشقه...
"لكنك الآن في حالة ليست متزنة... ربما في حال آخر لكنت قد استغللت تعلقك بي، و افرغت مخاوفك بأمان احاوطك به، لكنني لن افعل إلا أن أزيد طبقات من الدهان على خدوش وصلت لعمق البناء و خلخلته... لا لبنى... لن أستغلك اكثر من ذلك، و لن أستغلك و انت بهذه الحالة ابدا!"
الآن كشرقية تسمع اهانة فيها تراجعت بحدة و هي تشهق بقوة سائلة باستنكار...
"و ما هي هذه الحالة؟... تكاد تصفني و كأنني مصابة بمس من الجنون!"
أغلق عينيه و قد سأم حقا العبث في الكلمات منذ زواجهم، فانطلق يخبر بلا ضوابط...
"أنت تظنين أنك لا تعانين من أي شيء، لكن..."
أغلق عينيه بينما تنفسها يتسارع و هي تسمعه يكمل رغم كراهيته و كراهيتها لما سيقول...
"لكن لبنى أنت لا ترين أي شيء بشكل صائب... التصاقك بي، خوفك من كل شيء… بالأمس قفزت فزعة من صوت طائرة مرت فوق البيت... و لا أعلم بالضبط سبب رفضك للتعاطي مع الطب النفسي، رغم حاجتك له، أعلم أن ماجي جعلتك تكرهين كل الأطباء النفسيين هنا، اعلم ذلك، لكن لبنى حالك ليس طبيعي لو أردت الصراحة... رفضك الخروج من الملكية بل الخروج من المبنى للحديقة، بل حتى فتح النافذة لتستنشقي بعض النسمات... كبل هذا يخبر أنك لم تعودي أنت ابدا، و لن يجيدك أي تظاهر بالعكس... لبنى..."
امسكها من كتفيها لينظر بشكل مباشر لعينيها و كأنه يخبرها الصدق بلا تزين...
"لبنى التظاهر هنا لا يزيد إلا من مفاقمة الوضع سوءا... هل تذكرين تلك الفتاة المغامرة التي استكشفت كل الأراضي هنا و الحديقة و البحيرة... هل تذكرين تلك الفتاة التي تعرف أفضل محل لبيع المأكولات العربية... هل تذكرين تلك الفتاة التي لا تهاب شيء و تخرج و تمشي و تخبر حارستها أن ارتفاع نسبة الجريمة في هذه المدينة كذبة فهي لم تر أي شيء مخيف حتى الآن... لبنى أنا أريدك أن تستعيدي نفسك، فقد فهمت متأخرا مدى أهميتك لنفسك... أرجوك..."
هزت رأسها بعادتها الجديدة و هي شد و ارخاء شفتيها بلا قدرة على التهجم أو الابتسام الزائف...
"و ماذا أفعل... ماذا بيدي أن أفعل و لم أفعله... هل تريدني أن أتابع عند طبيب نفسي... سأفعل أي شيء تريده لكن لا ترسلني لأهلي كطفل معاقب!"
ابتسم بمرارة و هو ينظر إليها و تشبثها المرضي به قد يرضيه في حال آخر لكنه الآن فهم بالضبط كيف سيكون العطاء بلا ضغط او اعتصار لكيلا يستنزفها بالكامل...
"لا أريد إلا أن تكوني بخير... فقط هذا جل أملي... لا تقلقي علي، أنا هنا سأكون مرتاح... سأنهض و أقوم و أعود... ربما لا شيء سيعود كما كان أبدا... لكن سأبذل كل جهدي لأجل استعادة الكمال، لكن يبقى أنت... أنا لن أستطيع أن أجبرك على أي شيء، لكن فعلا أنت بحاجة لكي تخرجي... لكي تنظري للخارج بلا اجفال أو فزع... أنت بحاجة لأن تتنفسي لبنى... أنت بحاجة لأن تنتصري!"
هزت رأسها بنفي سريع...
"أنا لا اجفل أو أفزع... و أي شخص يسمع اختراق الطائرة لطبقة الصوت يفزع... هذا شيء طبيعي لتلومني عليه... إن كنت لا تريدني الآن فقلها أغيد... أخبرني محسن ألا أتوقع منك الكثير و ربما هو صادق... ربما انت لم تعد تريدني بعدما حدث... ربما لم تعد تثق بي... لـ........."
"اخرسي يا حمقاء... لا أريد أن أسمع لك صوتا هل تفهمين؟!..."
ثم أكمل بمحاولة قوية منه لضبط الأعصاب، قبل أن تكمل حماقاتها...
"العالم ليس أنا أو أنت وحدنا لبنى… العابم واسع و اختزاله يصيب المرء بالنهاية بالعمى…" ثم مرر أصابعه في شعره بضيق لم يغلفه بشيء آخر…
"لا أعلم لم لا تثقين بكلمتي من أول مرة... هل كذبت عليك من قبل... هل أخبرتك كلمة واحدة زائفة... لم دوما هذا التعامل المرتاب و اليد التي تمسك البوابة بخوف من أن أؤذيك... لم هذا الشك الدائم، اتخيل لو كنت أنا من أخبرك بحقيقة قضية جون لما صدقتني كما فعلت مع ليو... نعم أخفيت بعض الحقائق و قدتك بالايحاء بالتفكير الخاطئ للبعض، لكنني أبدا لم أكذب عليك، أبدا لم أؤذك عامدا… ثم هل تريدين سماع شيء آخر؟..."
تنفسها يتصاعد و عقلها فارغ من أن ترد عليه حجته ليكمل بقوة بما يفوق المحاولة للرد عليه...
"لو حدث... لو حدث و... و... لو حدث و فعلوا بك أي شيء فهو لن ينقص مكانتك عندي قط... لن يغير قيمتك... أخبرتك أنني سمعتك يومها عندما قلت ما فعلوا... سمعتك بوعيي و ربما بلا وعي... نعم علمت أنهم نزعوا حجابك... مزقوا ثيابك... علمت أنهم...."
انتفضت و الذكرى تؤلم… اللعنة ستظل تؤلم للأبد...
"اصمت... اصمت... لا تعد أي شيء، و لا تقل أي شيء... اصمت و دعه ينام لربما في يوم ما انام... اصمت و لا تكرر أي شيء حتى لو سمعته مني... هل سمعتني... لا تكرره أبدا و لا تسرده قط... اقتله فربما يموت الوجع أو أموت أنا و هو سيان فلم يعد بي أية قوة!"
رغم انقباض قلبه مع ذكر الموت، إلا انها اكملت تسرد أكبر مخاوفها هنا...
"أنت تريد أن تتخلص من عبئي أليس كذلك... ترسلني للوطن و ترسل بعدها وثيقة طلاق و تنهي الأمر... انت... انت كاذب أغيد... يخبرني ليو أنني مهمة لك، و أنت فورا تتخلى عني... حسنا خبر سعيد... لقد تعبت من اهانة نفسي... تعبت من كل هذا لذلك سأعود مع اخي، لكن احلم مجرد حلم أن سأعود لك، لأنك لم تملك مني إلا الحلم... هل تفهم فقط الحلم!"
أغلق عينيه لثانية واحدة و وجعها يوجعه قبل ان يضمها قسرا لصدره... قاومته لثوان و هي تستشعر الخطر من أي قرب يتجاوز المألوف عندها، ثم فجأة تآلفت معه فبات بلحظة من مسلمات الأمان في حياتها...
"أفهم لبنى... أفهم و يعلم الله كم يؤلم الفهم، و يؤلم الوعي و يؤلم الادراك... أفهم، لكنك انت التي لا تفهمين و لا تعلمين... انت التي تظنين أن الكون يمكنه أن يتقلص بحيطان حماية و رجال حراسة و انا و انت و فقط... لذلك أريدك أن تقوي، ان تشفي... ان تعودي ندا بند... ان تعودي تلك القوية ليس لي و ليس لأهلك لكن لك… ان تنتصري لبنى.. أن تنتصري لنفسك من كل من اذاك بتصغيره حتى لا يكاد يُرى."
ثم أبعدها عنه ايضا قسرا و قد تشبثت به بقوة...
"ابقي لبنى، او عودي لأهلك... انت لن تتخلصي مني هذا وعد، لكن يجب أن تعلمي انك في مشكلة و ينبغي حلها... لم يعد هنالك متسع لنموه الخطأ أكثر من ذلك... حبيبتي دعيني أساعدك هذه المرة... ثقي بي و لو لمرة واحدة... أسقطي هذا الحائط الكبير و أعطيني يدك، و أقسم أنني لن افعل شيء يزعجك... أقسم أنني لن أقوم بما لا ترغبين... فقط ثقي بي فهل هو صعب؟"
***
نعم صعب... يا الله كم هو صعب أن يراها تركب الطائرة مع أخيها و أخيه و زوجته... كم هو صعب ذلك الوداع المليء بالشكوك… و الخشية من اللاعودة...
لكنها لم تجد فيها القوة أن تدمر فرحة أمها و أختها و قد كذبوا عليهن من قبل بتهوين اصابة أغيد، و الوعد بالعودة مع أخيها ما أن يتعافى زوجها...
يا الله كم هو صعب التظاهر بفرحة خالصة لأجل أختها و نفسها تغلي بألف مصيبة و كارثة، لكن ربما معه حق...
ربما هي بحاجة لأن تبتعد و تصعد و ترتقي فترى أفضل و تحلل افضل و تقرر افضل...
فقط يتجاوز تحفظه حتى أمام أخيها فيحتضنها بقوة لتهمس بلا تخطيط لصدره بكلمة هي ميثاق واثقها به...
"سأعود أغيد... أنت هذه المرة ثق بي... و انتظرني!"
****

يتبع.....

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-09-17, 06:16 PM   #2090

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


سيارة جيب تقتحم بصوت عالي المكان... تنهض من فراشها و الشمس تتلون بضوء الفجر، و النعاس يسيطر على انفعالاتها... ما هذا الذي؟؟
رغما عن حرارة المكان ارتدت مئزر ثقيل فوق ثوب نومها الخفيف ثم خرجت للشرفة تنظر للبوابة البعيدة للقصر... النفير منهما يكاد أن يرج الأرض فتخرج مرة أخرى زرعها الميت...
تنهدت بيأس من أن يتوقف و هي تتحرك لجهاز اتصال محدود..
"من... مــــــــــــــــــــــن؟ ؟"
توقف النفير و صوتها الصارخ يصل لزياد و مهاب الذي يركب في الخلف جوار لمى و محمد و دعد التي تقود السيارة و قد انخلع كتفها من تعب القيادة...
".........."
صمت حل و الثلاثة البالغون يتبادلون النظر فيمن سيخبر الفتاة أنه هو...
"لين... لين... أنت لين... لين أنا لمى... افتحي لي الباب... أنا لمى..."
و لم تكتف الطفلة بذلك، بل حاولت أن تفتح باب الجيب المؤمن لتخرج منه دون جدوى...
تسمعها تلك المذهولة المصدومة و هي تشعر انها مازالت في عالم الأحلام...
"مهاب افتح الباب... هذا صوت لين... أرجوك افتح لي الباب..."
يضع سره في أضعف خلقه!
مثل قديم دار في عقل مهاب بينما دعد توقف تأمين الأبواب لتقفز تلك خارجة من السيارة تنطلق ناحية البوابة و أضواء السيارة الأمامية ترسم للين صورة حقيقية للفتاة لا حلم...
ثم دون استئذان نزل محمد هو الآخر من السيارة و وقف جوار جهاز الاتصال... كلمات بالفصحى قُتلت شوقا لتسمعها منه...
"لين... ارجوك افتحي الباب لنا... لقد سمعت أنا الآخر صوتك... ألم تشتاقي لنا!"
نعم اشتفت و الله اشتقت... لكن... لكن...
تنظر نظرة أخيرة لطفليها وحدها و هما واقفين في الضوء الأزرق للفجر... و من ثم بعزم يخصها وحدها شدت من عقدة مئزرها و هي تتجه ناحية البوابة الرئيسية بعدما فتحت زر الدخول...
تفتح باب القصر المنهك عالمة أنه لا يدخل بالعادة فقط من تريد!
***
حك شعره بخشية و تردد و هو مازال جالس في السيارة و خلفه مهاب أشد منه جبنا و دعد رفضت أن تقود الأحمقان...
يجب أن يواجها مصائبهما وحدهما...
ثوان ثم قررت أن تلقي صخرة في الماء الراكد...
"حسنا... اطمئننا أنها نوعا ما بخير... و الأطفال الآن عندها... و البوابة الآلية أغلقت في وجهنا بطرد مهذب... أظن أنه يجب أن نغادر... لا أحب أن أترك أولادي عند المربية لوقت طويل!"
رغما عنه تحدث مهاب...
"ابنائك نائمين الآن و ابن النظيف كذلك... لذلك لا تتفلسفي كثيرا دعد!"
"لا تتحدث مع زوجتي هكذا..."
التفت زياد ناحيته باصبع مهدد...
"و لا تتحدث كذلك عن أبنائي و ابن النظ…. و ابن علاء... الأفضل ألا تتحدث أبدا..."
رفع يديه يبسط كفيه باستسلام...
"حسنا... لن أتحدث أبدا... تفضل أنت و أمطرنا بحكمك... ماذا نفعل؟!"
مطت شفتيها بشبه غضب من غباء كلاهما و جبنه...
"قررا أيها السيدان... لن أتحمل البقاء لوقت أطول في هذا الصندوق... كتفي تصلب من القيادة و الجلوس هنا، و الجيب تتعبني أصلا في قيادتها و الوقت فجر و لم أنم منذ الأمس من.........."
"دعد بربك... فقط اعطي افكاري الفرصة لتفكر أن تتكون... فقط فرصة واحدة... بربك حبيبتي... منذ متى و أنت بمثل هذه الثرثرة؟!"
"زياد الصانع... لقد قدت بكم من البيت لهنا و كلي حماس لأرى فلم هندي للقاء المستحيل و السماح و العواطف النبيلة و الآن أنا هنا جواركما أراكما كدجاجتين تهاب الديك... هل تعلمان... أنا آسفة... سأذهب لابنة عمي هي أجدر منكما بالتواصل البشري!"
"ابنة عمك؟؟"
ابتسمت في وجهه –عبر مرآه السيارة- بمط شفتيها بالكامل...
"مرحبا نصف أخي و نسيبنا و أخ أختي، و زوج ابنة عمي و ابن زوجة أمي... لا أظن أنه يوجد قرابة أكبر من ذلك... و إلى اللقاء أيضا أيها الأخ... سأبلغ لين…..."
فوجئت بزياد الذي يكاد يفقد عقله من ثرثرتها يقفز من السيارة و يضغط على الجرس بعزم، جعل مهاب يكاد ينفجر من تركه لينال أول فرصة... أو انفجار!
"مـــــــــــــــــــــــ� �ن؟"
من أخرى و صمت آخر، لكنه لم يطل و هو يقول من قلبه، بسكب أخير لما كتمه عنها لمدة خمسة أعوام...
"أنا زياد يا لين... أنا أخيك يا أختي... نعم أختي...و كلي شرف أن تكوني أنت أختي... هل تسمحين لي أن أناديك بأختي... هل تسمحين لي أن أقول لك أنني اشتقت لك... ليس لدقائق و ثوان... و ليس بالوقت يقاس شوقي لك أختي... اشتقت لك بكل موقف أحمق قمنا به... اشتقت لك بكل لحظة كنت فيها زعيم العصابة و أنت نائبة... اشتقت لك بكل مرة قمنا بالتسلل من وراء ظهر أمي لنلعب بالوحل و نغتسل سرا عند حمام الخدم قبل أن تعرف... اشتقت بكل ندبة أصبت ِ بها و أنت تحاولين أن تتعلمي تطويع الخشب و النحت و امساك الازميل و تنعيمه بالصنفرة... اشتقت بعدد المرات التي رفضت بها ارتداء ما لا أحترمه و عصيت أمي لآجلي... اشتقت بعدد المرات التي لمست بها أذني مكان حلقي الخالي و الذي وضعته لأجلك... اشتقت بعدد الدموع التي سكبتها على رضيعك الذي لم يكن... اشتقت لك بعدد المرات التي حلمت بها أن تكوني أم... اشتقت لك بعدد الأيام التي لمتني بها على خذلاني لك و عدم حفظي لأمانتك... اشتقت لك بعدد المرات التي صرخت بها وحدك في ذاك المصح... بعدد المرات التي تألمت فيها وحدك... بعدد المرات التي تمنيت فيها أن تكون هنالك يد تشد من أزرك بلا أمل... و اشتقت لك بعدد الايام التي جاهدت نفسك لتبقي نظيفة رغم كل ما مررت به… اشتقت لك بعدد المرات التي حلمت بها أن تكوني عمة ابنائي و حلمت أنا أيضا أن تكوني عمتهم... اشتقت لك بعدد الدموع التي ذرفتها شوقا لأخيك الأحمق الذي لا يستحق أن تكوني أخته... اشتقت لك بقدر خطئي بحقك... اشقت لك أختي فأرجوك افتحي هذا الباب اللعين قبل أن تقتحمه الجيب... أرجوك افتحيه فلا يصح أن يعزل الأخوة أبواب بمثل هذا البعد و القوة!"
الأمنية الوحيدة التي تمناها مهاب مع الصمت الذي حل على المكان أن تكون الكهرباء قد قطعت و لم تسمع أية كلمة مما قال، لكن شهقات زوجته التي تصاعدت من الجهاز جعلته يكره نفسه لأنه تمنى ذلك... ثوان ثم سمع صوتها الذي اشتاق له أكثر مما قال زياد ...
"نعم... الاخوة ليس بينهم أبواب..."
لمى التي تلتصق بها و محمد الذي حضنها طواعية جعلها تنظر إليهما بمشورة دون أن يعيا ذلك… يدها على فمها و كأنها تستكثر ما قال لها أخيها...
"هل سامحتني حقا زياد؟؟"
سألت مرة أخرى بصوت متحشرج بلا يقين...
"هل......"
"أنت التي سامحيني... أنت التي اغفري لي... لين أرجوك ارحميني و افتحي الباب و دعيني فقط اطمئن عليك و أقولها لك بوجهك بلا جبن... أنا آسف أختي، أنا فعلا آسف!"
البوابة تفتح و دعد تنظر بعيونها المحمرة -تأثرا بما قاله زوجها- عبر مرآة السيارة بأسف لمهاب...
"للأسف مهاب... لقد سبقك زياد و لا أظن أنك ستجاريه!"
و اقتحمت مع زوجها الراكض المكان الذي تكرهه كراهية التحريم متمنية أن تكون آخر مرة كما قال...
***
ماذا يفعل هنا؟
جبان و بقي في الجيب بينما الأخ زياد و زوجته و الأطفال ينعمون بها، و بقربها...
و هو ماذا يفعل هنا؟؟
الخجل... الجبن... القلق...
ماذا سيقول لها أمام الجميع… كيف سيعتذر و هو أقسى من اذاها و أسوأ من نبذها...
ماذا؟؟
"محاب... ألا تريد أن تدخل؟"
على الأقل شخص واحد افتقده… ظل لثوان واقفا مستندابمؤخرته على مقدمة الجيب الحارة و التردد يترجم جرمه، ثم مد يده يتلقف يد ربيبه و هو يعي أن لين تستحق أكثر منه، لكنه سيخبرها حتى لو رفضت سيخبرها…
يد محمد في يده منحته قوة لا تضاهى، و هو يدخل مع محمد للبيت المرعب، و كله ينقبض من فكرة أن زوجته قضت وقتها هنا وحدها... ذلك التخيل أرعبه متمنياً أن تكون بكامل عقلها بعد كل هذا الوقت وحدها...
قلبه يخفق بقوة و هو يعرف أنه أخيرا سيراها... سيرى المرأة التي أحبها أكثر مما أحب نفسه و العالم كله...
من بعيد يقف يتأمل دعد التي مازالت تمسح دموعها و لين محتضنة من قبل أخيها المحمر العيون...
اللقاء المستحيل...
اللقاء الذي آمنت أنها لا تستحقه... كله بسببه هو من أحبطها و قلل من قيمتها...
هو من......
أغلق عينيه لثانية يطرد كل شيء سلبي و هي رغما عنها تنتبه له يدخل المكان...
ينظر لهم و كأنهم بحلف كامل ضده بينما ربيبه لوحده يقف جواره، رغم علمه كم يحبها...
"لين..."
همس و هو يتأمل كيف تصلبت بشكل طفيف ربما لم يشعر به الصانع...
شعرها الأسود الداكن ينزلق على كتفيها و بشرتها الناصعة البياض في تناقض معه تشع بالضوء مع حمرة في وجنتيها و أنفها و بياض عينيها الزرق...
تلك العيون التي حكت له حكاية أخرى في ليالي خيالية أخرى...
هذه المرة هزت رأسها بنفي و هي تعود و تلوذ لأخيها تخفي نفسها فيه...
"لا أريده زياد... أخرجه من هنا... أرجوك أخرجه!"
ابتلع ريقه و هو يخشى من فعل زياد... ربما بوقت آخر لكان أفضل طلب تطلبه أخته مع كراهيته لهذا الرجل، لكنه تذكر كيف انطفأ لأجلها، و كيف خاف عليها ،و كيف بحث كمجنون تائه عنها...
كيف ضاع بالكامل، كيف حرك كل قواه لأجلها و هو يتصل بناشطين أصدقاء له بكل العالم يبحثوا عن الأخ الآخر جابر سعد… جابر ذاك قصة منفردة رآها في محيا الرجل و غيرته الشرقية تحرق عروقه بدماء حارة مغلية… إلا أنه رغم كل ذلك بقي يبحث عنها... لذلك تمنى فقط لو تمنحه فرصة ليتحدث... فقط يخبرها بما لديه فهو أكثر شخص يعلم كم تكميم الأفواه موجع للجميع...
"لين..." كالعادة زوجته تتدخل في الوقت المطلوب...
"أرجوك استمعي إليه... فقط دعيه يتحدث و بعدها قرري... أعطيه الفرصة و أنت تعلمين ما قيمتها... لمرة أخيرة افعلي..."
***
تستمع إليه؟...
لا تريد... لا، لن تستمع إليه... لقد أعطته بدل الفرصة ألف و هو يتركها بلا كلمة...
يفر منها و من كل ما تمثله... لم تستمع إليه...
لم تفعل؟
اليد التي تضمها باحتواء أخبرتها لم...
لأنها ستظل مثل زياد تتوجع و سيظل مثله يتمنى...
رغما عنها ارتجفت و هي لا تصدق أنها مع أخيها أخيرا...
زياد عاد لها، بل اعتذر لها... تخاف أن تستيقظ من هذا الحلم... تخاف من أن يتلاشى مع الشمس التي بدأت تشرق بقوة...
رؤياه و هو يقترب من البيت شبه راكض و يدخل يبحث عنها ثم ينفجر فيضمها دون ابطاء و كأنه يخزن كل ما فات في هذا الاحتضان...
يكررها كثيرا و كثيرا...
أختي...
أختي...
يا الله كم هي جميلة هذه الكلمة و كم احتوت فيها عواطف و عواطف لا تقاس بمقياس… رغما عنها احتضنته بالمقابل و هي تبكي بلا تحفظ... تعتذر ألف مرة رغم أنه لم يطلبه قط منها…
يا الله كم هو خيالي حالها… كم اشتاقت له... تمتع عينيها بالنظر إليه و قد طال شعره و اختفى الحلق من أذنه… ترى بعض التجعدات التي زينت جانبي عينيه و شفتيه بنضج لا تظن أن يصبغ افعاله قط… تضم شفتيها بقوة تمنع نشيجا ان يخرج منهما و هي تقول لنفسها انه يحدث… هذا زياد بحق أمامها يحادثها، يضمها، يعتذر لها، و يخبرها انه اشتاق!
احتضانه العاصر يخبرها انه فعلا وصل لاقصى حدود الشوق!
تعود لليد المتوترة بجذبها خوفا من أن يطلب منها سماع الآخر فتظن ظنا مختلف فيه... تشعر به يتمنى لو تفعل و تستمع من الآخر... رغم أنه يعرف كم رأسها صلد و قراراتها نهائية إلا انه أراد للآخر أن يحصل على العدالة...
لذلك هي سمحت له أن يتحدث امام الجميع...
و ها هو أمامها يقف بلا أية كلمة و كأن نظراته تكفي...
"كان الجو حار..." ابتدأ يقول بلا يقين و الذكرى بلا تخطيط قفزت لمقدمة وعيه...
"كنت استغل دعد و لذلك وافقت على دعوة زياد الصانع لأجلها لمباراة تنس... مبارة ودية بعدما اعتزلت الاحتراف..."
يا الله ما أبعده ذاك اليوم...
"و يومها رأيت فتاة خيالية... فتاة بنظرة واحدة استوطنت صدري... فتاة امتلكتني لدرجة أنني بحماقة لم أرى أي شيء سواها... مازلت أذكر ذلك اليوم كأنه الأمس ... شعرك كان أطول بكثير مما هو الآن. مجدول على طول ظهرك... عيناك قصة لوحدهم بلونهما الياقوتي المذهل و ترتدين ثوب رياضي أنساني قواعد الارسال و.... و كبرياء قوي... كبرياء مخيف ينسكب منك و كأنه يخبرني أن لا شخص يستحق ان تنظري إليه، لكنك نظرت إلي… من دون كل الخلق فعلت!... نعم يومها نظرت إلي و أنا بجبن أدرت عيني عنك..."
لم تصدق ما يقول و هي تتذكر بدايتهما المقززة و زواجهما العرفي و الذي تحمد الله أنه لم يذكره الآن و إلا انفجر زياد...
"لكنني أحمق... العيب لم يكن فيك بل فيّ لين... دائما احمق متسرع و أناني... لا أكذب و أنا أعرف عيوبي... عاقبتك على أفعال فعلتها و أنت لست بكامل عقلك، بينما كلنا كنا بكل عقلنا و لم نمتلك شيء من البصيرة لنرى... أردت أن اكسرك فأكسر أسطورتك و سطوتك علي؛ فكررت مرارا و تكرارا عيوبك و كأنني أحصن نفسي من السقوط فيك مرة أخرى و ادمنك دون شفاء... لكنك لم تكوني قط ادمان لين... أو كنت ادمان جيد أو لا أعرف بالضبط... أنت في دمي يا لين... هي بهذه البساطة!"
ثم تجاوز ما يقوله بلا اتزان...
"شيماء..."
اشتدت عضلاتها بقوة شعرها زياد ليعقد حاجبيه و هو يسمع الاسم لأول مرة... من هي هذه الشيماء...
"شيماء هي خالة أميرة... هل تذكرينها... فقط... هذه صلتي بها، و قد تركتهما معا في وطنهما... لقد كذبنا عليك بكل تلك الصلة، بل كذبت بصفاقة كاملة بفكرة ارتباطي بسواك و طلبي لطفل من ظهري..." الآن فهم زياد ما فعله الأحمق... و للأمانة بدأ يفكر بجعله كيس ملاكمة لكل مهانة صنعها في أخته…
"أقسم لك أنني لم أقرب امرأة بعدك قط… أقسم لك أنني حتى لم أجد في النظر متعة لامرأة سواك… حتى مع أم محمد… كان… كانت…." نظر لمحمد بتوتر قبل ان يكمل دون شرح...
" فقط انت لين… كنت أنت و مازلت و ستظلين، و لن تكون هنالك أية امرأة بعدك!"
قلبها يرتجف و هي تتمنى لو كان صادق… تتمنى أن تصدقه، و ربما ستفعل… لكنها ابدا ابدا لن تثق به!
"أنا آسف لكل جرح جرحتك به، و آسف لكل مهانة أهنتك بها، و آسف لكل نقيصة أردت أن ألصقها بك… أنا آسف لكل مرة فررت بجبن من وضوحك و نظافتك و نقاؤك خوفا من أن تري كم أنا مهلهل من الداخل، أنا آسف لكل كلمة نطقتها كاذبا بشأنك مقللا منك و من قيمتك… أنا آسف لأنني تركتك ذلك اليوم الأخير و فررت… فررت من اتخاذ القرار… فررت من أن أجابه قوتك المذهلة… أنا آسف لأنني عايرتك بعدم قدرتك على الانجاب و لمتك بكل حقارة على ما لم يكن لك يد به… ثم إنني لم أعد أريد أطفال إن لم تكوني انت أمهم... و بكل الأحوال الآن أنا متخم بطفلي الذين أمتلكهم...
بعدما رحلت و اختليت وحدي و سكن الصمت في بيتي علمت قيمة الضجيج منكم أسرتي... لين أنت أسرتي... لين… أنا أعلم أنني لا أستحق… أعلم أن ركلي من هنا حتى بيتنا لا يكفر ذنبي بحقك…
لكنني هنا أرجوك… فقط أتمنى فرصة وحيدة و أخيرة...
فقط حاولي بكبر قلبك و اغفري لي!"
تحولت العيون كلها إليها بعد الاعتراف المعقد، و الذي يتمنى زياد لو يكسر عظامه على فعله بأخته إلا انه تذكر أنه هو الآخر فعل مثله و أكثر...
أما لين فظلت تنظر إليه بدموع حبيسة عينيها قبل أن تهز رأسها و هي تقول...
***
نهاية الفصل





noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.